تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ
الطبري
. ذكر خبر
البيعه للمعتضد بولاية العهد
وفيها بايع القواد والغلمان لأبي العباس بولاية العهد بعد المفوض، ولقب
بالمعتضد بالله، في يوم الخميس، واخرج للجند العطاء، وخطب يوم الجمعه
للمعتمد، ثم للمفوض، ثم لأبي العباس المعتضد، وذلك لسبع ليال بقين من
صفر.
وفيها في يوم الاثنين لاربع بقين من صفر قبض على ابى الصقر وأسبابه
وانتهبت منازلهم، وطلب بنو الفرات- وكان اليهم ديوان السواد- فاختفوا،
وخلع على عبيد الله بن سليمان بن وهب يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر
منها، وولى الوزارة.
وفيها بعث محمد بن ابى الساج الى واسط ليرد غلامه وصيفا الى مدينه
(10/22)
السلام، فمضى وصيف الى الاهواز، وابى
الانصراف الى بغداد، وانهب الطيب، وعاث بالسوس.
وفيها ظفر بابى احمد بن محمد بن الفرات، فحبس وطولب باموال، وظفر معه
بالزغل، فحبس، وظفر معه بمال.
وفيها وردت الاخبار بقتل على بن الليث، أخي الصفار، قتله رافع بن
هرثمة، كان لحق به، وترك أخاه.
ووردت الاخبار فيها عن مصر ان النيل غار ماؤه وغلت الأسعار عندهم
. ذكر ابتداء امر القرامطة
وفيها وردت الاخبار بحركة قوم يعرفون بالقرامطة بسواد الكوفه، فكان
ابتداء امرهم قدوم رجل من ناحيه خوزستان الى سواد الكوفه ومقامه بموضع
منه يقال له النهرين، يظهر الزهد والتقشف، ويسف الخوص، ويأكل من كسبه،
ويكثر الصلاة، فأقام على ذلك مده، فكان إذا قعد اليه انسان ذاكره امر
الدين، وزهده في الدنيا، واعلمه ان الصلاة المفترضه على الناس خمسون
صلاه في كل يوم وليله، حتى فشا ذلك عنه بموضعه، ثم اعلمهم انه يدعو الى
امام من اهل بيت الرسول، فلم يزل على ذلك يقعد اليه الجماعه فيخبرهم من
ذلك بما تعلق قلوبهم، وكان يقعد الى بقال في القرية، وكان بالقرب من
البقال نخل اشتراه قوم من التجار، واتخذوا حظيرة جمعوا فيها ما صرموا
من حمل النخل، وجاءوا الى البقال فسألوه ان يطلب لهم رجلا يحفظ عليهم
ما صرموا من النخل، فاومى لهم الى هذا الرجل، وقال: ان أجابكم الى حفظ
ثمرتكم فانه بحيث تحبون، فناظروه على ذلك، فأجابهم الى حفظه بدراهم
معلومه، فكان يحفظ لهم، ويصلى اكثر نهاره ويصوم، ويأخذ عند إفطاره من
البقال رطل تمر، فيفطر عليه، ويجمع نوى ذلك التمر.
فلما حمل التجار ما لهم من التمر، صاروا الى البقال، فحاسبوا اجيرهم
هذا على اجرته، فدفعوها اليه، فحاسب الأجير البقال على ما أخذ منه من
التمر، وحط من ذلك ثمن النوى الذى كان دفعه الى البقال، فسمع التجار
(10/23)
ما جرى بينه وبين البقال في حق النوى،
فوثبوا عليه فضربوه، وقالوا: الم ترض ان اكلت تمرنا حتى بعت النوى!
فقال لهم البقال: لا تفعلوا، فانه لم يمس تمركم، وقص عليهم قصته،
فندموا على ضربهم اياه، وسألوه ان يجعلهم في حل، ففعل وازداد بذلك نبلا
عند اهل القرية لما وقفوا عليه من زهده.
ثم مرض، فمكث مطروحا على الطريق، وكان في القرية رجل يحمل على اثوار
له، احمر العينين شديده حمرتهما، وكان اهل القرية يسمونه كرميته لحمره
عينيه، وهو بالنبطية احمر العينين، فكلم البقال كرميته هذا، في ان يحمل
هذا العليل الى منزله، ويوصى اهله بالإشراف عليه والعنايه به، ففعل
واقام عنده حتى برا، ثم كان يأوي الى منزله، ودعا اهل القرية الى امره،
ووصف لهم مذهبه، فأجابه اهل تلك الناحية، وكان يأخذ من الرجل إذا دخل
في دينه دينارا، ويزعم انه يأخذ ذلك للإمام، فمكث بذلك يدعو اهل تلك
القرى فيجيبونه واتخذ منهم اثنى عشر نقيبا، امرهم ان يدعو الناس الى
دينهم، وقال لهم: أنتم كحواريى عيسى بن مريم، فاشتغل اكره تلك الناحية
عن اعمالهم بما رسم لهم من الخمسين الصلاة التي ذكر انها مفترضه عليهم.
وكان للهيصم في تلك الناحية ضياع، فوقف على تقصير اكرته في العمارة،
فسال عن ذلك، فاخبر ان إنسانا طرا عليهم، فأظهر لهم مذهبا من الدين،
واعلمهم ان الذى افترضه الله عليهم خمسون صلاه في اليوم والليلة، فقد
شغلوا بها عن اعمالهم، فوجه في طلبه، فاخذ وجيء به اليه، فسأله عن
امره، فاخبره بقصته، فحلف انه يقتله.
فامر به فحبس في بيت، واقفل عليه الباب، ووضع المفتاح تحت وسادته،
وتشاغل بالشرب، وسمع بعض من في داره من الجوارى بقصته، فرقت له.
فلما نام الهيصم أخذت المفتاح من تحت وسادته، وفتحت الباب واخرجته،
واقفلت الباب، وردت المفتاح الى موضعه فلما اصبح الهيصم دعا بالمفتاح
ففتح الباب فلم يجده، وشاع بذلك الخبر، ففتن به اهل تلك الناحية،
وقالوا:
رفع ثم ظهر في موضع آخر ولقى جماعه من اصحابه وغيرهم فسألوه عن قصته،
فقال: ليس يمكن أحدا ان يبدأني بسوء، ولا يقدر على ذلك منى،
(10/24)
فعظم في اعينهم، ثم خاف على نفسه، فخرج الى
ناحيه الشام، فلم يعرف له خبر، وسمى باسم الرجل الذى كان في منزله صاحب
الاثوار كرميته، ثم خفف فقالوا: قرمط ذكر هذه القصة بعض أصحابنا عمن
حدثه، انه حضر محمد بن داود بن الجراح، وقد دعا بقوم من القرامطة من
الحبس، فسألهم عن زكرويه، وذلك بعد ما قتله، وعن قرمط وقصته، وانهم
اوموا له الى شيخ منهم، وقالوا له:
هذا سلف زكرويه، وهو اخبر الناس بقصته، فسله عما تريد، فسأله فاخبره
بهذه القصة.
وذكر عن محمد بن داود انه قال: قرمط رجل من سواد الكوفه، كان يحمل غلات
السواد على اثوار له، يسمى حمدان ويلقب بقرمط ثم فشا امر القرامطة
ومذهبهم، وكثروا بسواد الكوفه، ووقف الطائي احمد بن محمد على امرهم،
فوظف على كل رجل منهم في كل سنه دينارا، وكان يجبى من ذلك مالا جليلا،
فقدم قوم من الكوفه فرفعوا الى السلطان امر القرامطة، وانهم قد أحدثوا
دينا غير الاسلام، وانهم يرون السيف على أمه محمد الا من بايعهم على
دينهم، وان الطائي يخفى امرهم على السلطان فلم يلتفت اليهم، ولم يسمع
منهم، فانصرفوا، واقام رجل منهم مده طويله بمدينه السلام، يرفع ويزعم
انه لا يمكنه الرجوع الى بلده خوفا من الطائي وكان فيما حكوا عن هؤلاء
القرامطة من مذهبهم ان جاءوا بكتاب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم يقول الفرج بن عثمان، وهو من قريه يقال لها
نصرانه، داعيه الى المسيح، وهو عيسى، وهو الكلمه، وهو المهدى، وهو احمد
بن محمد بن الحنفيه، وهو جبريل وذكر ان المسيح تصور له في جسم انسان،
وقال له: انك الداعيه، وانك الحجه، وانك الناقه، وانك الدابة، وانك روح
القدس، وانك يحيى بن زكرياء وعرفه ان الصلاة اربع ركعات:
(10/25)
ركعتان قبل طلوع الشمس، وركعتان قبل
غروبها، وان الاذان في كل صلاه ان يقول:
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، اشهد ان لا اله الا الله،
مرتين اشهد ان آدم رسول الله، اشهد ان نوحا رسول الله، اشهد ان ابراهيم
رسول الله، اشهد ان موسى رسول الله، واشهد ان عيسى رسول الله، واشهد ان
محمدا رسول الله، واشهد ان احمد بن محمد بن الحنفيه رسول الله، وان
يقرا في كل ركعة الاستفتاح، وهي من المنزل على احمد بن محمد بن
الحنفيه.
والقبله الى بيت المقدس، والحج الى بيت المقدس، ويوم الجمعه يوم
الاثنين لا يعمل فيه شيء، والسورة الحمد لله بكلمته، وتعالى باسمه،
المتخذ لأوليائه باوليائه قل ان الأهلة مواقيت للناس، ظاهرها ليعلم عدد
السنين والحساب والشهور والأيام، وباطنها أوليائي الذين عرفوا عبادى
سبيلى اتقون يا اولى الألباب، وانا الذى لا اسال عما افعل، وانا العليم
الحكيم، وانا الذى ابلوا عبادى، وامتحن خلقى، فمن صبر على بلائي ومحنتي
واختبارى القيته في جنتي، واخلدته في نعمتي، ومن زال عن امرى، وكذب
رسلي، اخلدته مهانا في عذابى، واتممت اجلى، واظهرت امرى، على السنه
رسلي، وانا الذى لم يعل على جبار الا وضعته، ولا عزيز الا اذللته، وليس
الذى أصر على امره ودوام على جهالته، وقالوا: لن نبرح عليه عاكفين، وبه
مؤمنين:
أولئك هم الكافرون.
ثم يركع ويقول في ركوعه: سبحان ربى رب العزه وتعالى عما يصف الظالمون!
يقولها مرتين، فإذا سجد قال: الله اعلى، الله اعلى، الله اعظم.
الله اعظم ومن شرائعه ان الصوم يومان في السنه، وهما المهرجان
والنوروز، وان النبيذ حرام والخمر حلال، ولا غسل من جنابه الا الوضوء
كوضوء الصلاة، وان من حاربه وجب قتله، ومن لم يحاربه ممن خالفه أخذت
منه الجزية ولا يؤكل كل ذي ناب، ولا كل ذي مخلب
(10/26)
وكان مصير قرمط الى سواد الكوفه قبل قتل
صاحب الزنج، وذلك ان بعض أصحابنا ذكر عن سلف زكرويه انه قال: قال لي
قرمط:
صرت الى صاحب الزنج، ووصلت اليه، وقلت له: انى على مذهب، وورائي مائه
الف سيف، فناظرنى، فان اتفقنا على المذهب ملت بمن معى إليك، وان تكن
الاخرى انصرفت عنك وقلت له: تعطيني الامان؟ ففعل.
قال: فناظرته الى الظهر، فتبين لي في آخر مناظرتي اياه انه على خلاف
امرى، وقام الى الصلاة، فانسللت، فمضيت خارجا من مدينته، وصرت الى سواد
الكوفه
. ذكر خبر غزو الروم ووفاه يازمان في هذه
الغزوة
ولخمس بقين من جمادى الآخرة من هذه السنه، دخل احمد العجيفى مدينه
طرسوس، وغزا مع يازمان غزاه الصائفه، فبلغ سلندو وفي هذه الغزاة مات
يازمان، وكان سبب موته ان شظية من حجر منجنيق أصاب أضلاعه وهو مقيم على
حصن سلندو، فارتحل العسكر، وقد كانوا أشرفوا على فتحه، فتوفى في الطريق
من غده يوم الجمعه، لاربع عشره ليله خلت من رجب، وحمل الى طرسوس على
اكتاف الرجال فدفن هناك.
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمى.
(10/27)
ثم دخلت
سنه تسع وسبعين ومائتين
ذكر الخبر عما كَانَ فِيهَا من الأحداث
فمن ذلك ما كان من أمر السلطان بالنداء بمدينه السلام، الا يقعد على
الطريق ولا في مسجد الجامع قاص ولا صاحب نجوم ولا زاجر، وحلف الوراقون
الا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفلسفه.
وفيها خلع جعفر المفوض من العهد لثمان بقين من المحرم.
وفي ذلك اليوم بويع للمعتضد بانه ولى العهد من بعد المعتمد، وانشئت
الكتب بخلع جعفر وتوليه المعتضد، ونفذت الى البلدان، وخطب يوم الجمعه
للمعتضد بولاية العهد، وانشئت عن المعتضد كتب الى العمال والولاه، بان
امير المؤمنين قد ولاه العهد، وجعل اليه ما كان الموفق يليه من الأمر
والنهى والولاية والعزل وفيها قبض على جراده، كاتب ابى الصقر لخمس خلون
من شهر ربيع الاول، وكان الموفق وجهه الى رافع بن هرثمة، فقدم مدينه
السلام قبل ان يقبض عليه بايام.
وفيها انصرف ابو طلحه منصور بن مسلم من شهرزور لست بقين من جمادى
الاولى- وكانت ضمت اليه- فقبض عليه وعلى كاتبه عقامه، وأودعا السجن،
وذلك لاربع بقين من جمادى الاولى.
ذكر خبر الفتنة بطرسوس
وفيها كانت الملحمه بطرسوس بين محمد بن موسى ومكنون غلام راغب مولى
الموفق، في يوم السبت لتسع بقين من جمادى الاولى، وكان سبب ذلك- فيما
ذكر- ان طغج بن جف، لقى راغبا بحلب، فاعلمه ان
(10/28)
خمارويه بن احمد يحب لقاءه، ووعده عنه بما
يحب، فخرج راغب من حلب ماضيا الى مصر في خمسه غلمان له، وانفذ خادمه
مكنونا مع الجيش الذى كان معه وأمواله وسلاحه الى طرسوس فكتب طغج الى
محمد بن موسى الاعرج يعلمه انه قد انفذ راغبا، وان كل ما معه من مال
وسلاح وغلمان مع غلامه مكنون، وقد صار الى طرسوس، وانه ينبغى له ان
يقبض عليه ساعه يدخل وعلى ما معه فلما دخل مكنون طرسوس وثب به الاعرج،
فقبض عليه ووكل بما معه، فوثب اهل طرسوس على الاعرج، فحالوا بينه وبين
مكنون، وقبضوا على الاعرج فحبسوه في يد مكنون، وعلموا ان الحيله قد
وقعت براغب، فكتبوا الى خمارويه بن احمد يعلمونه بما فعل الاعرج، وانهم
قد وكلوا به، وقالوا: اطلق راغبا لينفذ إلينا حتى نطلق الاعرج، فاطلق
خمارويه راغبا، وانفذه الى طرسوس، وانفذ معه احمد بن طغان واليا على
الثغور، وعزل عنهم الاعرج، فلما وصل راغب الى طرسوس اطلق محمد بن موسى
الاعرج، ودخل طرسوس احمد بن طغان واليا عليها وعلى الثغور ومعه راغب،
يوم الثلاثاء لثلاث عشره خلت من شعبان.
خبر وفاه المعتمد
وفيها توفى المعتمد ليله الاثنين لإحدى عشره ليله بقيت من رجب، وكان
شرب على الشط في الحسنى يوم الأحد شرابا كثيرا، وتعشى فاكثر، فمات
ليلا، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنه وسته ايام- فيما ذكر.
(10/29)
خلافه المعتضد
وفي صبيحة هذه الليلة بويع لأبي العباس المعتضد بالله بالخلافة، فولى
غلامه بدرا الشرطه وعبيد الله بن سليمان بن وهب الوزارة ومحمد بن الشاد
بن ميكال الحرس، وحجبه الخاصة والعامه صالحا المعروف بالأمين، فاستخلف
صالح خفيفا السمرقندي.
ولليلتين خلتا من شعبان فيها قدم على المعتضد رسول عمرو بن الليث
الصفار بهدايا، وسال ولايه خراسان، فوجه المعتضد عيسى النوشرى مع
الرسول، ومعه خلع ولواء عقده له على خراسان، فوصلوا اليه في شهر رمضان
من هذه السنه، وخلع عليه، ونصب اللواء في صحن داره ثلاثة ايام.
[أخبار متفرقة]
وفيها ورد الخبر بموت نصر بن احمد، وقام بما كان اليه من العمل وراء
نهر بلخ اخوه اسماعيل بن احمد.
وفيها قدم الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصاص من مصر رسولا
لخمارويه بن احمد بن طولون، ومعه هدايا من العين، عشرون حملا على بغال
وعشره من الخدم وصندوقان فيهما طراز وعشرون رجلا على عشرين نجيبا،
بسروج محلاه بحليه فضه كثيره، ومعهم حراب فضه، وعليهم أقبية الديباج
والمناطق المحلاه وسبع عشره دابه، بسروج ولجم، منها خمسه بذهب والباقى
بفضة، وسبع وثلاثون دابه بجلال مشهره، وخمسه ابغل بسروج ولجم وزرافه،
يوم الاثنين لثلاث خلون من شوال، فوصل الى المعتضد، فخلع عليه وعلى
سبعه نفر معه وسفر ابن الجصاص في تزويج ابنه خمارويه من على بن
المعتضد، فقال المعتضد: انا أتزوجها، فتزوجها
(10/30)
وفيها ورد الخبر بأخذ احمد بن عيسى بن
الشيخ قلعه ماردين من محمد بن إسحاق بن كنداج.
وفيها مات ابراهيم بن محمد بن المدبر، وكان يلى ديوان الضياع، فولى
مكانه محمد بن عبد الحميد، وكان موته يوم الأربعاء لثلاث او اربع عشره
بقيت من شوال.
وفيها عقد لراشد مولى الموفق على الدينور، وخلع عليه يوم السبت لسبع
بقين من شوال، ثم خرج راشد الى عمله يوم الخميس لعشر خلون من ذي
القعده.
وفي يوم النحر منها ركب المعتضد الى المصلى الذى اتخذه بالقرب من
الحسنى، وركب معه القواد والجيش فصلى بالناس، فذكر عنه انه كبر في
الركعة الاولى ست تكبيرات، وفي الركعة الثانيه تكبيره واحده، ثم صعد
المنبر، فلم تسمع خطبته، وعطل المصلى العتيق فلم يصل فيه.
وفيها كتب إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف بمحاربه رافع بن هرثمة
ورافع بالري، فزحف اليه احمد، فالتقوا يوم الخميس لسبع بقين من ذي
القعده، فانهزم رافع بن هرثمة، وخرج عن الري، ودخلها ابن عبد العزيز.
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمى، وهي آخر حجه حجها، وحج
بالناس ست عشره سنه، من سنه اربع وستين الى هذه السنه.
(10/31)
|