تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ
الطبري
. وزارة الكرخي
كان ببغداد رجل يعرف بالدانيالى، يظهر كتبا عتيقه، وينسبها الى دانيال
النبي عليه السلام، ويودع تلك الكتب أسماء قوم وحلاهم، فاستوى جاهه،
وقامت سوقه بين اهل الدولة وعند القاضى ابى عمر وابنه.
وذكر لمفلح الأسود، انه من ولد جعفر بن ابى طالب، فنفق بذلك عليه، وأخذ
منه مالا كثيرا، واشار عليه ابن زنجى باثبات صفه الحسين بن القاسم،
وذكر الجدري الذى في وجهه والعلامات التي في شفته العليا، فكتب ذلك،
وانه ان وزر للثامن عشر من ولد العباس استقامت أموره، فعمل دفترا، وذكر
ذلك في تضاعيفه وعتقه في التبن، وجعله تحت خفه ومشى عليه حتى اصفر
وعتق.
قال ابن زنجى: فلولا معرفتي من عمله له لم اشك في انه قديم وحمله الى
مفلح فعرضه على المقتدر، فقال له: اتعرف هذه الصفة لمن؟ قال: لا اعرفها
الا للحسين بن القاسم، قال: فاستدعاه وشاوره.
قال ابن زنجى: ثم ان الدانيالى طالبنى بالمكافاه، فقلت: حتى يتم الأمر.
فلما ولى الحسين الوزارة، ولاه الحسبه، واجرى له مائتي دينار في الشهر
(11/266)
وسعى له بليق في الوزارة، وتقلدها يوم
الجمعه لليلتين بقيتا من شهر رمضان، فتشاغل عن الجلوس بالتهنئة بجمع
الأموال التي يحتاج إليها في نفقه العيد، وصار اليه على بن عيسى وهناه.
وكانت دمنه تعنى بأمر الحسين، فكانت توصل رقاعه، وكانت حظيه عند
المقتدر فكان يخدمها ويخدم ابنها الأمير أبا احمد إسحاق في كل يوم
بمائه دينار.
واختص به بنو البريدى وابو بكر بن قرابه، واقرضه اموالا بربح درهم في
الدينار.
واختص به جعفر بن ورقاء، فقلد أبا عبد الله محمد بن خلف النيرمانى
اعمال الحرب والخراج والضياع بحلوان، وغيرها من ماء الكوفه، ولبس
القباء والسيف والمنطقه وتسمى بالاماره وسئل في اخراج على بن عيسى الى
مصر، فدافع عنه مؤنس وقال: انه شيخ نرجع الى رايه حتى احدره الى
الصافية.
وابتدأ مؤنس في الاستيحاش وبلغ الحسين ان مؤنسا على كبسه ليلا، فكان
ينتقل في كل ليله الى مكان، خوفا منه وراسل مؤنس المقتدر في صرف الحسين
عن الوزارة فأجابه.
وسعى الحسين بمؤنس وقال للمقتدر: انه قد عزم على ان يخرج الأمير أبا
العباس الى الشام ويقرر له الخلافه.
وكتب الحسين الى هارون بن غريب، وهو بدير العاقول، يأمره بالمبادره الى
الحضره فاستوحش مؤنس، واظهر الغضب وسار في اصحابه الى الموصل.
وجاء بشرى خادم شفيع برسالة الى المقتدر، فشتمه الحسين وشتم صاحبه،
وضربه بالمقارع، وأخذ خطه بثلاثمائة الف دينار.
ووقع الحسين بقبض املاك مؤنس وضياع أسبابه، وافرد له ديوانا سماه ديوان
المخالفين.
وزاد مخل الحسين من المقتدر، فكان ينفذ له الطعام من بين يديه، ولقبه
عميد الدولة، وامر بذكر لقبه على الدنانير.
وقلد أبا يوسف محمد بن يعقوب البريدى البصره، والقيام بنفقتها فتقدم
الى
(11/267)
الكتاب، باخراج خراج البصره، فاخرجوه من
صلاه الفجر الى عتمه يومه، واحضر البريدى ووافقه على ذلك، وأخذ خطه
بالقيام بمال الأولياء بالبصرة، وان يرتب لحفظ السور زياده على من عليه
الف رجل، وان يحمل بعد النفقات سبعين الف دينار، وحمل الخط الى الوزير
متبجحا به، فلم يقع من الوزير بموقع، وظن انه وبخه بذلك.
وعرف المقتدر فوقع موقعه عنده، وغلظ على الحسين، فخافه الفضل بن جعفر،
فاستتر منه عند ابن قرابه، فقلد الحسين الديوان أبا القاسم الكلواذى.
وجد ابو الفتح في طلب الوزارة، وصودر ابن مقله عند بعد مؤنس عن مائتي
الف دينار.
واراد الحسين مصادره على بن عيسى، وهو بالصافية مقيم، فمنع منه هارون
بن غريب وكان بدير العاقول.
ووصل هارون الى دار السلطان، فلقى المقتدر وساله في ابن مقله، فحط عنه
خمسين الف دينار، فانصرف الى داره، فقصده الوزير وابنا رائق ومحمد بن
ياقوت ومفلح وشفيع.
وأخذ ابن مقله في استماحه الناس، ففضل له عن الذى صودر عليه عشرون الف
دينار فابتاع بها ضياعا وقفها على الطالبيين وكان اتباعها باسم عبد
الله بن على المقرئ.
وقبض المقتدر على ابى احمد بن المكتفي، ومحمد بن المعتضد، فاعتمدت
السيده مراعاه محمد، واهدت اليه الجوارى وراعته في نفقته، واعتقلا بدار
السلطان واشتدت الإضافة بالحسين فباع ضياعا بخمسمائة الف دينار،
واستسلف من مال سنه عشرين وثلاثمائة قبل افتتاحها، فاخبر هارون حاله
للمقتدر، فكتب للخصيبى أمانا فظهر فخوطب بالوزارة، فذكر ان الحسين
استسلف من مال سنه عشرين قطعه وافرة، وانه لا يغر السلطان من نفسه،
فولاه ديوان الازمه، واجرى له ولكتابه الف دينار وسبعمائة دينار في كل
شهر، واقر الحسين على الوزارة وخلع عليه، ليزول الارجاف عنه
(11/268)
واجتمع الحسين والخصيبى، فاخذ الحسين
يعانده والخصيبى ممسك، فلما بلغ ذلك المقتدر انحل امر الحسين عنده فقبض
عليه، فكانت وزارته سبعه اشهر
. وزارة ابى الفتح الفضل بن جعفر
وخلع عليه لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر.
وصادر الحسين في نوب، أخذ منه في إحداها اربعين الف دينار، ثم ابعده
الى البصره واقام له في كل شهر خمسه آلاف درهم.
وانفذ مزداويج رسولا يسال ان يقاطع عن الاعمال التي غلب عليها من اعمال
المشرق، فأجيب، وتكفل هارون بن غريب بامره، وكتب له العهد وانفذ اليه
اللواء والخلع، ومشى الوزير ابو الفتح الأمور بمائه الف دينار الزمت
للبريدى ونفى ابن مقله الى شيراز.
ومات ابو عمر القاضى، فاغرى ابو بكر بن قرابه بورثته، وقال للمقتدر:
هاهنا من يعطى مائه الف دينار لقضاء القضاه! ويوفر هذا المال من جهته.
وانفذ المقتدر بكتاب الى ابى الحسين القاضى معه، وعرفه الحال، فاتوه
وهو في العزاء، وأمسكوا، فقال ابن قرابه: ما لهذا حضرنا، قم معنا حتى
نخلو، فنهض واستوفى عليه ابن قرابه الخطاب، فقال ابو الحسين: ان نعمنا
من امير المؤمنين، واساله ان يمهلنا يومه، حتى يحصل امره.
فلما كان بالعشي، وكان شهر رمضان، مضى الى دار ابن قرابه، فدخل
والمائدة بين يديه، وعنده البريديون، فأكل قاصدا لاستكفاء شره، وقال:
قد جئتك مستسلما إليك فدبرنى بما ترى.
وقرب منه البريديون، وقالوا متوجعين: له عندنا ثلاثة آلاف دينار نعينك
بها، واستصوبوا قصده لابن قرابه، فقال له ابن قرابه: امض مصاحبا، وتعطف
عليه المقتدر بالله، وعاونه البريديون واخوانه فقلده قضاء القضاه.
ووصف المقتدر لابن قرابه ما هو فيه من الإضافة، فقال له: لم لا يعاونك
ابن خالك هارون بن غريب وعنده آزاج مملوءة دنانير؟ فقال هارون: لو كنت
املك
(11/269)
شيئا لما بخلت به عن امير المؤمنين، لان
سلامتي معقودة بسلامته، ولكن مع ابن قرابه من المال ما لا يحتاج اليه،
وانا استخرج لك منه خمسمائة الف دينار، فقال:
اذهب فتسلمه، فقبض عليه وجرى عليه من المكروه ما اشفى به على التلف،
حتى قتل المقتدر بالله فخلص.
وحكى ابن سنان: ان ابن قرابه كان صديقا لأبيه، فدخل عليه بعد ما صودر
فقال له: خلطت حتى صودرت، وقد حصل لي الان ما يرتفع منه عشرون الف
دينار في السنه خالصه لي، ولي من الاملاك ما ليس لأحد مثله ومن الآلات
والفرش والمخروط والصيني والجوهر ما ليس لأحد، وكذلك من الرقيق والخدم
والغلمان والكراع، ومعى ثلاثمائة الف دينار صامت، لا احتاج إليها،
وبيني وبين ابن مقله موده، وهو مقدم من فارس وزيرا، فهل ترى لي ترك
التخليط ولزوم رب النعمه وإصلاحها! فقال له ابن سنان: ما رايت اعجب من
امرك، انما يسال عن الأمر الخفى، واما عن الواضح الجلى فكلا، وبعد فان
اعقبك فائده واثمرك صلاحا، فلازمه، والا فكف عنه وأيضا فان الإنسان يكد
ليحصل له بعض ما حصل لك وقد أتاك هذا وادعا فاشكر الله وتمتع بنعمتك
التي انعم الله سبحانه بها عليك، فقال:
صدقت ونصحت، ولكن لي نفس مشئومه لا تصبر، وساعود الى ما كنت فيه.
فلما خرج سنان من عنده، قال: لا يموت ابن قرابه الا فقيرا او مقتولا.
ولما ورد مؤنس، وكان هارون بن غريب قد وكل به غلمانه وقيده، وامرهم
باخراجه الى واسط، فقتل المقتدر بالله رحمه الله في ذلك اليوم، فهرب
الموكلون به وبقي معه خادمان وكان ابن قرابه اشتراهما لهارون، فتعطفا
عليه وصارا به الى الفرضه، وادخلاه مسجدا بها واحضرا حدادا، فكسر قيوده
ومشى الى منزله بسويقه
(11/270)
غالب، ووهبا له خمسمائة دينار.
ثم اداه التخليط الى ان قبض عليه القاهر، فأزال نعمته وقبض املاكه
وهدمت داره، واراد قتله فزال امر القاهر فعاد الى تخليطه.
ومضى الى البريديين لما خالفوا السلطان.
ومضى الى معز الدولة من نهر ديالى، وصودر حتى لم يبق له بقية، واضطر
الى ان خدم ناصر الدولة، في كل شهر بمائه دينار، وكان ينفق أمثالها
ومات بالموصل.
وفي ذي الحجه من هذه السنه، عقد المقتدر لأبي العلاء سعيد بن حمدان على
الموصل وديار ربيعه.
وفي هذه السنه توفى ابو القاسم البلخى المتكلم صاحب المقالات والتفسير
ببلخ.
وفي سنه عشرين وثلاثمائة كاتب الحسين بن القاسم داود وسعيدا ابنى حمدان
والحسن بن عبد الله بن حمدان بمحاربه مؤنس، فامتنع داود من لقاء مؤنس،
لأنه لم يزل محسنا اليه، فما زال به اهله حتى لقيه وقال: هذه تغسل ما
فعله الحسين بن حمدان وابو الهيجاء، فكان يقول: والله انى اخاف ان يجيء
سهم نجار فيقع في حلقى فيقتلني، فكان حاله كذلك، قتل وحده بسهم.
وكان بنو حمدان في ثلاثين ألفا، ومؤنس في ثمانمائه رجل فانهزموا، وتعجب
مؤنس من محاربه داود له، وكان يقول: يا قوم في حجري ختن، ولي عليه من
الحقوق ما ليس لأبيه.
وملك مؤنس اموال بنى حمدان، واستولى على الموصل، وكثر خروج الناس اليه
ولما اقام بها تسعه اشهر، حمله من خرج اليه على الانحدار الى الحضره،
وبلغ الجند بها انحداره، فشغبوا وطالبوا بأرزاقهم، فاطلق لهم المقتدر
ذلك، واخرج مضرب الدم الى باب الشماسيه.
وتراجعت طلائع المقتدر، وبها سعيد بن حمدان ومحمد بن ياقوت ومؤنس
الورقانى واجتهد المقتدر بهارون ان يخرج للحرب
(11/271)
وجاء محمد بن ياقوت، والوزير الفضل بن جعفر
الى المقتدر ومعهما ابن رائق ومفلح، وقالوا: ان الرجال لا تقاتل الا
بالمال، وسألوه في مائتي الف دينار من جهته وجهة والدته، فقال: ليس الى
ذلك وجه، وتقدم بإصلاح الشذاءات والطيارات لينحدر هو وحرمه الى واسط،
فقال له محمد بن ياقوت: اتق الله يا امير المؤمنين ولا تسلم بغداد بغير
حرب، وان رجال مؤنس ان رأوك أحجموا عن القتال، فقال له: أنت والله رسول
ابليس.
وركب المقتدر، ومعه هارون بن غريب، ومحمد بن ياقوت، وسائر القواد،
وعليه البرده وبيده القضيب، وبين يديه ابنه الأمير ابو على، والانصار
حافون به، معهم المصاحف منشوره، والقراء يقرءون القرآن، وكثر الدعاء
له، واصعد الى الشماسيه، ووقف على موضع عال.
واشتبكت الحرب، ومؤنس بالراشديه لم يحضرها، وثبت هارون ومحمد، وصار ابو
العلاء سعيد بن حمدان برسالتهما الى المقتدر يسألانه الحضور، ليشاهده
اصحاب مؤنس فيستامنوا فلم يجبه.
وتتابعت رسلهما، حتى كان آخرهم محمد بن احمد القراريطى، كاتب هارون،
وهو لا يجيبهم، ووقف على ظهر دابته، ووراءه الوزير ابو الفتح ومفلح
وخواص غلمانه، فلما ألحوا عليه وقالوا: ان الغلمان يؤثرون رؤية امير
المؤمنين.
فمضى حينئذ كارها المضى، ومعه مفلح، وتخلف عنه الوزير، فلما قارب دجلة،
انهزم اصحابه قبل وصولهم، واستأسر احمد بن كيغلغ وجماعه القواد، وآخر
من ثبت محمد بن ياقوت.
ولقى المقتدر على بن بليق، فترجل له وقبل الارض بين يديه، ووافى البربر
من اصحاب مؤنس، فأحاطوا بالمقتدر، وضربه رجل منهم ضربه فسقط منها،
فقال:
ويحكم! انى الخليفة! فقالوا: فلك نطلب، واضجعوه وذبحه احدهم بالسيف،
وطرح احد اصحابه نفسه عليه فذبح أيضا، ورفع راسه على خشبة، وسلب ثيابه،
(11/272)
حتى مر به اكار، فستره بحشيش، وحفر له
ودفنه وعفى اثره.
ونزل على بن بليق وأبوه في المضارب، وانفذ الى دار السلطان من يحفظها.
وانحدر مؤنس الى الشماسيه فبات بها.
ومضى عبد الواحد بن المقتدر ومفلح وهارون ومحمد وابناه رائق على ظهر
خيولهم الى الميدان.
وكان ما فعله مؤنس من ضرب وجه المقتدر بالسيف سببا لجراه الأعداء على
الخلفاء.
وكانت مده وزارة ابى الفتح لأمير المؤمنين المقتدر بالله رحمه الله
خمسه اشهر وعشرين يوما.
ولما حمل راس المقتدر الى مؤنس بكى، وقال: والله لنقتلن كلنا، والصواب
ان نرتب مكانه ابنه أبا العباس، فتسخو نفس جدته السيده باخراج المال.
فثنى رأيهم ابو يعقوب إسحاق بن يعقوب النوبختى وقال: الصواب ان تولوا
القاهر محمد بن المعتضد بالله، مقدرا استقامه امره معه، فكان الأمر على
خلاف ما حسب
خلافه القاهر بالله ابو منصور بن المعتضد
كانت سنه وسته اشهر وخمسه ايام.
أمه تسمى قبول، وسبب خلافته، انه حمل الى مؤنس محمد بن المكتفي بالله،
فخاطبه في تولى الخلافه فامتنع وقال: عمى أحق بالأمر، فخاطب عمه
القاهر، فأجاب وحلف لمؤنس والقواد وبايعوه، وبايعه القضاه، وذلك سحر
يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال.
واشار مؤنس ان يستوزر له على بن عيسى، فقال بليق: وابنه على الحال
الحاضره لا يقتضى ذلك، لأنها تحتاج الى سمح الكف واسع الأخلاق فاشار
بابى على بن مقله وبان يستخلف له الى ان يقدم من فارس ابو القاسم
الكلواذى فرضى
(11/273)
مؤنس بذلك، واستخلفوا له الكلواذى، وكتبوا
الى ياقوت بحمله عاجلا.
وانحدر القاهر الى دار الخلافه، واستدعى مؤنس على بن عيسى من الصافية،
فاوصله الى القاهر، فخاطبه بكل جميل.
وكانت والده المقتدر في عله عظيمه من فساد مزاج واستسقاء ولما وقفت على
حال ابنها امتنعت من الاكل حتى كادت تتلف، فرفق بها حتى اغتذت بيسير من
خبز وملح فاحضرها القاهر وقررها بالمال، باللين تاره وبالخشونه اخرى،
فقالت: لو كان عندي مال ما اسلمت ولدى للقتل وتجرعت بفراقه الثكل، وما
لي غير صناديق فيها صياغات وثياب وطيب.
فعلقها في حبل البراده بفرد رجلها، وتناولها بالضرب بيده في المواضع
الغامضه من بدنها، ولم يذكر إحسانها اليه وقت اعتقال المقتدر اياه،
وضربها اكثر من مائه مقرعه.
ولما اوقع المكروه بها، لم يجد زياده على ما اعترفت به طوعا، وأخذ ما
وجد لها فإذا هي صناديق فيها ما قيمته مائه الف وثلاثون الف دينار
وتماثيل كافور قيمتها ثلاثمائة الف درهم.
فرفع ذلك الى الكلواذى وبليق وامرهما بحمله الى مؤنس، ليصرف في مال
البيعه.
وصودر جميع اسباب المقتدر.
وصادر الفضل بن جعفر على عشرين الف دينار، فقال مؤنس: انا أؤديها عنه.
وحل القاهر ما وقفته السيده على الحرمين والثغور، واشترى ذلك اصحاب
مؤنس.
بخمسمائة الف دينار
. وزارة ابن مقله
وقدم ابن مقله من شيراز يوم النحر، واختار لنفسه لقاء القاهر ليلا
بطالع الجدى، وقال: فيه احد السعدين، وخلع عليه من الغد خلع الوزارة
(11/274)
وصار الى دار مؤنس المظفر، فسلم عليه
وانصرف الى داره.
وحضر الناس للتهنئه، وأتاه على بن عيسى، فلم يقم له، فاستقبح الناس
فعله، وصار اليه ابن قرابه وعاود تخليطه.
وظهرت دمنه والده الأمير إسحاق بأمان كتبه القاهر لها، وبذلت عن ولدها
عشرين الف دينار، ووجد اولاد المقتدر في دار على بن بليق.
وظهر شفيع المقتدرى بأمان، وقرر عليه خمسون الف دينار، وكان مملوكا
لمؤنس، فحلف ان لا بد من بيعه، فنودي عليه، فبلغ ثمنه سبعين دينارا،
فابتاعه الكلواذى باسم القاهر وشهد الشهود في العهد.
(11/275)
سنه احدى وعشرين
وثلاثمائة
[أخبار متفرقة]
قبض ابن مقله على جماعه من العمال، منهم النوبختى إسحاق بن اسماعيل،
وعلى الكلواذى، وعتب عليه انه لم يراع اهله وقت غيبته، وأخذ خطه بمائتي
الف دينار، وسلمه الى ابى بكر بن قرابه.
وقبض على بنى البريدى، وضمن اعمالهم محمد بن خلف النيرمانى بزيادة
ثلاثمائة الف دينار، وضمن له ابن قرابه ان يصادرهم على ستمائه الف
دينار.
ولم يزل ابو عبد الله البريدى يدارى محمد بن خلف، ويعرفه انه يعمل بين
يديه فرفهه من بين اخوته وتوصل ابو عبد الله حتى ضمنه ابن قرابه واطلق.
ومضى البريدى الى ابن مقله وقال: عرفت من ابن خلف انه يطلب الوزارة،
فانفذ خدمه وحجابه للقبض عليه، فهزمهم محمد بن خلف، وحصلهم في بيت،
واقفل عليهم بابه، وتسور السطوح وهرب، فلم يظهر الا بعد عزل ابن مقله.
ومضى البريدى الى الاهواز بتوسط ابن قرابه حاله.
وكان ابن مقله يعادى أبا الخطاب بن ابى العباس بن الفرات، فلم يجد
للقبض عليه طريقا، لأنه ترك التصرف منذ عشرين سنه، ولزم منزله وقنع
بدخول ضيعته.
وكان ابن مقله استسعفه ايام نكبته، فاعتذر بالإضافة ولم يسعفه، فأظهر
ابو الخطاب اولاده ودعا اولاد ابن مقله، فعادوا الى ابيهم واخبروه
بزينته فتركه.
حتى قصده للسلام، فقبض عليه وطالبه بثلاثمائة الف دينار، فقال: بم يحتج
على الوزير وقد تركت التصرف من عشرين سنه؟ وفي حال تصرفى كنت الزم
الصحة، ولي على الوزير حقوق، مثله لا ينساها، ولولا تهجينه لي لقد كنت
اظهر خطوطا له عندي قبل هذه الحال، وما اريد من رعايتها الا السلامة،
وان كان يعتقد اننى ورثت من ابى مالا فاننا كنا جماعه اولاد، ولو كان
شيء لتقاسمناه
(11/276)
فقال ابن مقله للخصيبى: عاقبه، فعوقب، فلم
يذعن، فقال: اضربوا عنقه، فقال للسياف: وجهني الى القبله، وأخذ يتشهد.
فقال مؤنس وقد بلغه الخبر: اى طريق لك على رجل لم يعمل منذ سنه تسع
وتسعين ومائتين، وتوسط امره على عشره آلاف دينار، وصرفه الى منزله.
وتوسط ابن شيرزاد حال هارون بن غريب، على مصادره بثلاثمائة الف دينار،
وعنى به مؤنس المظفر، فقبلت مصادرته وقلد اعمال ماه الكوفه وماسبذان.
وكان هارون بواسط، ففارقه عبد الواحد بن المقتدر ومحمد بن ياقوت وأبناء
رائق وسرور ومفلح، وقصدوا السوس، واخرجوا البلاد في طريقهم، وأقاموا
بسوق الاهواز، فنفذ لحربهم بليق.
وانحدر بدر الخرشنى في الماء وكوتب احمد بن نصر القشورى، وهو يتقلد
البصره فلما تحصلت الجيوش بواسط، تغير اصحاب ابن ياقوت عليه، وصاحب
البريدى بليق، وضمن تستر عسكره، وعمل بالاهواز كل عظيم من المصادرات،
وأخذ الأمتعة واتى بعده البريدى فعمل كعمله.
وقال ابو عبد الله البريدى: لما رايت انحلال امر بليق هممت بالتغلب،
وصار بين محمد بن ياقوت وبليق نهر، فحلف بليق لمحمد بالا يناله من جهته
سوء إذا عبر اليه، فعبر اليه محمد، في غلام واحد، وانفرد وحلف كل واحد
منهما لصاحبه، فاصطلحا على ان يسيرا الى الحضره ويكون بينهما منزل.
واشار البريدى على ابن الطبرى كاتب بليق، بان يخاطب استاذه في القبض
على محمد فلما خاطبه، قال: ما كنت لاخفر أمانتي.
وخلف بليق بتستر البريدى، فعمل بها كل قبيح.
ورحل ابن ياقوت، وتبعه بليق الى مدينه السلام، فلما دخل بليق خلع
القاهر عليه وطوقه وسوره، واطلق املاك ابن رائق ومحمد بن ياقوت ومفلح
وسرور.
دون اقطاعاتهم
(11/277)
وبيعت دار الوزارة بالمخرم، وكانت قديما
لسليمان بن وهب، وذرعها اكثر من ثلاثمائة الف ذراع، وقطعت وصرف ثمنها
في مال البيعه للقاهر بالله.
وورد الخبر من مصر بموت تكين الخاصة.
واشار ابن مقله بانفاذ على بن عيسى، فجاءه ليلا واستشفع الى كرمه به،
وعرفه كبر سنه، فأعفاه عن الشخوص لما تذلل له، وهم بتقبيل يده، فمنعه
من ذلك.
وورد كتاب محمد بن تكين، يخطب مكان ابيه، فأجيب اليه، فشغب الجند عليه
بمصر وهزموه.
وانحرف ابن مقله عن محمد بن ياقوت، ومكن في قلب مؤنس المظفر وبليق وعلى
ابنه انه في تدبير عليهم مع القاهر عليهم وان رسوله في ذلك عيسى
الطبيب.
فوجه مؤنس بعلى بن بليق الى دار الخلافه، وهجم غلمانه على عيسى الطبيب،
فاخذوه من بين يدي القاهر، ونفاه مؤنس من وقته الى الموصل.
واستتر محمد بن ياقوت، ووكل مؤنس بدار القاهر، وامر بتفتيش كل من يدخل
إليها، حتى فتش لبنا مع احدى الجوارى وخاف ان تكون فيه رقعه.
وأخذ المحبوسين فيها، وسلم والده المقتدر الى والده على بن بليق،
فاقامت عندها مرهفه عشره ايام، وماتت بعد ذلك وحملت الى التربة
بالرصافة فدفنت بها.
وباع ابن مقله الضياع والاملاك السلطانيه، لتمام مال البيعه بألفي الف
وأربعمائة الف دينار.
وتقدم بالقبض على البر بهارى ورئيس الحنابله، فهرب، وقبض على جماعه من
كبار اصحابه، ونفاهم الى البصره.
قال بعض اهل العلم: خرجنا في يوم مطير، مع جنازة ابى هاشم عبد السلام
ابن محمد بن عبد الوهاب الجبائي، الى باب البستان، فإذا نحن بجنازة
معها جماعه فقلت: جنازة من هذه؟ فقالوا: جنازة ابى بكر بن دريد، فبكينا
على الكلام والأدب وذلك في سنه احدى وعشرين وثلاثمائة
(11/278)
فاما ابو هاشم فبينه وبين ابى بكر بن دريد
اثنا عشر سنه، وله الكتب المشهوره في الكلام وفي الرد على ابن الراوندي
والملحده.
قال الخطيب: ساله بعض اصحابه عن مساله فأجابه، فقال: يا أبا هاشم
الصاحى بموضع رجلي السكران اعرف من السكران بموضع رجلي نفسه، يعنى ان
العالم اعلم بمقدار ما يحسنه الجاهل من الجاهل بقدر ما يحسن.
واما ابو بكر بن دريد، فهو صاحب كتاب الجمهرة، وهو اشعر العلماء.
ومن شعره المقصورة، نقلت من خط التميمى له:
اعاد من اجلك من ضنى ... وسائر العواد اشراكى
ولست اشكوك الى عائد ... اخاف ان اشكو الى شاكى
وله:
وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... أتت بين ثوبي نرجس وشقائق
حكت وجنه المعشوق صرفا فسلطوا ... عليها مزاجا فاكتست لون عاشق
ومن شعره:
كل يوم يروعني بالتجنى ... من أراه مكان روحي منى
مشبه للهلال والظبى والغصن ... بوجه ومقله وتثنى
جمع الله شهوة الخلق فيه ... فهو في الحسن غاية المتمنى
امن العدل ان ارق ويجفونى ... واشتاقه ويصير عنى
وفي هذه السنه، تم تدبير القاهر على مؤنس، وانعكس ما دبره مع ابن مقله
من القبض على القاهر، وذلك انه لما عومل بما ذكرناه، وضيق عليه التضييق
الذى شرحناه راسل الساجيه وضربهم على مؤنس وبليق، وضمن لهم الضمانات
الكثيره.
وكانت اختيار قهرمانه القاهر، تخرج من الدار، وتتوصل الى ان تمضى ليلا
الى ابى جعفر محمد بن القيم بن عبيد الله وتشاوره في امور القاهر
(11/279)
وعزم ابن مقله وبليق وابو الحسن بن هارون
على خلع القاهر، وتوليه ابى احمد بن المكتفي بالله، فاشار عليهم مؤنس
بالتمهل، وامرهم بالتلبث الى ان ينبسط القاهر، ثم يقبضون عليه، فاتفق
لبليق ان خادمه صدمه في الميدان صدمه اعتل فيها.
وبادر ابن مقله بمكاتبه القاهر، يعلمه ان القرمطى قد وافى الكوفه، وقد
قررت انا ومؤنس مع على بن بليق الخروج اليه، وأمرناه بلقاء امير
المؤمنين في ليلتنا هذه وكان قصدهم انه إذا وصل اليه، قبض عليه، واتبع
الرقعة بأخرى تتضمن الحال، فاستراب القاهر، وخاف ان تكون حيله ونم
الخبر اليه من جهة طريف السبكرى.
فلما كان بعد العصر، حضر ابن بليق منتبذا، ومعه عدد يسير من غلمانه:
وكان الظاهر قد ارسل الساجيه يحضرون بالسلاح، وشتموا عليا، وعملوا على
القبض عليه، فحامى غلمانه عنه وطرح نفسه من الروشن الى الطيار، وعبر
واستتر من ليلته.
واستتر ابن مقله وابن قرابه.
وانحدر بليق ليعتذر لابنه، فقبض عليه القاهر، وراسل مؤنسا واعلمه الحال
وساله في الحضور، فاعتذر بثقل الحركة، فعاوده في السؤال في الحضور،
فاستقبح له طريف السبكرى التأخر، فلما حصل في دار السلطان قبض عليه،
فكانت وزارة ابن مقله للقاهر تسعه اشهر وثلاثة ايام.
وزارة ابى جعفر محمد بن القاسم
ووجه القاهر الى ابى جعفر محمد بن القاسم بن عبيد الله، فاستحضره في
مستهل شعبان وقلده وزارته، وخلع عليه يوم الاثنين ثالث شعبان خلع
الوزارة.
ووجه القاهر من يومه من استقدم عيسى المتطبب من الموصل.
وانفذ الى دار ابن مقله بباب البستان فطرح فيها النار.
وظهر محمد بن ياقوت وصار الى دار السلطان، وخدم في الحجبة، ثم علم
كراهية طريف والساجيه والحجريه له، فاحتال في الهرب واستتر، وانحدر الى
ابيه بفارس وجلس بزي الصوفية في الماء وركب البحر، ووافى مهروبان، وجاء
ليلا الى ارجان،
(11/280)
فنزل على ابى العباس بن دينار، وانفذ اليه
أبوه مالا وكسوه، وتلاحق به اصحابه، وقلده القاهر كور الاهواز ثم
أصبهان واستحجب القاهر سلامه الطولونى، وقلد أبا العباس احمد بن خاقان
الشرطه بجانبي بغداد، وأخذ القاهر أبا احمد بن المكتفي من دار عبد الله
بن الفتح، فسد عليه باب البيت، وعرف باستتار على بن بليق في دار، فانفذ
من كبسها فاستتر في تنور، فاطبق عليه غطاءه، فتأخر بعض الرجال عن
اصحابه حين لم يجدوه، واتى الى التنور، ففتحه وظن ان فيه خبزا يابسا،
فلما رآه صاح، فعاد اصحابه فاخذوه، وضرب بين يدي القاهر، وادى عشره
آلاف دينار، وحبسه.
وقبض الوزير ابو جعفر على أخيه الحسين، بعد ان امنه ونفاه الى الرقة،
وقال:
انه يعتقد مذهب ابن ابى العزاقر.
ثم ان رجال مؤنس وبليق شغبوا وقصدوا دار الوزير ابى جعفر فاحرقوا
روشنه.
وتقدم القاهر يذبح على بن بليق، وانفذه الى ابيه، فلما رآه بكى ثم ذبح
بليق، وانفذ راسيهما الى مؤنس، فلما رآهما لعن قاتلهما، فذبح كما تذبح
الشاه، واخرج الرؤوس في ثلاث طسوت حتى شاهدها الناس وأعيدت الى خزانه
الرءوس.
وكان وزن راس مؤنس بعد تفريغ دماغه سته أرطال.
وسهل القاهر امر ابن مقله، حين أخذ من الاستتار فاطلقه.
وقبض الوزير على ابى جعفر بن شيرزاد، وأخذ خطه بعشرين الف دينار وكبس
على بنى البريدى فلم يوجدوا.
واحضر القاهر على بن عيسى وقلده واسطا وسقى الفرات.
وقبض القاهر على الوزير محمد بن القاسم، فكانت وزارته ثلاثة اشهر واثنى
عشر يوما.
وأخذ من داره ابو يوسف البريدى.
واستدعى القاهر عبد الوهاب بن عبيد الله الخاقانى وإسحاق بن على
القناني، على ان يولى أحدهما الوزارة، وجلس القواد بين أيديهما، فخرجت
رساله بالقبض
(11/281)
عليهما وإدخالهما المطبق ثم وجه الى سليمان
بن الحسن، واستحضره للوزارة، فحضر، وتلقاه القواد وقبلوا يده، ووجه بمن
قبض عليه وحبسه.
ثم وجه الى الفضل بن جعفر واستدعاه ليستوزره، فاستتر.
ثم استدعى الخصيبى، وخلع عليه، وكتب للبريديين أمانا، بعد ان صادر أبا
يوسف على اثنى عشر الف الف درهم ولما أتاه عبد الله، عاتبه وقال له:
شمت أم أخي وهي أمي، وحقوقي عليك توجب صيانتها عن الذكر القبيح، فقال
له:
دع ما مضى، فاننى لم املك نفسي، وقد وصفتك لأمير المؤمنين ولا بد من
الفى الف درهم فقال ابو عبيد الله: لقد اعتبتنى ايها الوزير، واحسنت
التلاقى فقال: بحياتى عليك، اكتب خطك بهذا المبلغ، فكتب به خطه وانصرف.
وانحدر البريدى الى واسط، وعقدها القاهر عليه بثلاثة عشر الف درهم،
وأتاها وبها على بن عيسى، وقد عمرها، وقال عيسى المتطبب للبريدى: ان
القاهر يريد القبض عليك فاستتر، ولم يظهر حتى خلع القاهر
. وزارة الخصيبى
وكان ابن مقله، يراسل الساجيه والحجريه في استتاره، ويضريهم على
القاهر.
وكان الحسن بن هارون يلقاهم ليلا بزي السؤال، وفي يده زبيل حتى تمت له
الحيله.
وبذل لمنجم كان يخدم سيما مائتي دينار، حتى قال له من طريق النجوم: انه
يخاف عليه من القاهر.
وبلغ الخبر باستيلاء اصحاب ابن رائق على الاهواز.
وبلغ الخصيبى ما عول عليه الحجريه والساجيه، من قصد دار السلطان،
(11/282)
فانفذ عيسى المتطبب الى القاهر ليخبره
بالحال، فوجده نائما مخمورا، واجتهد في انباهه فلم ينتبه لشدة سكره.
فقام سيما بهم، وركبوا معه الى دار السلطان، ورتب على كل باب من
أبوابها جماعه من الحجريه والساجيه، وامرهم بالهجوم في وقت عينه، وهجم
من باب العامه، فوقف به ودخل اصحابه.
فخرج الخصيبى في زي امراه واستتر.
وانحدر سلامه الى مشرعه الساج واستتر.
ولما علم القاهر بالحال، انتبه من سكره، وافاق، وهرب الى سطح حمام في
دور الحرم، ووقع في ايديهم خادم صغير، فضربوه بالدبابيس، حتى دلهم على
موضعه، فاخذوه وعلى راسه منديل ديبقى وبيده سيف مجرد، واجتهدوا به في
النزول اليهم.
وقالوا: نحن عبيدك وما نريد غير التوثق لأنفسنا وهو ممتنع حتى فوق اليه
احدهم سهما، فنزل.
وقبضوا عليه ضحوه يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الآخرة سنه اثنتين
وعشرين وثلاثمائة.
وأتوا الى محبس طريف السبكرى فكسروا قيده، وحبسوا القاهر مكانه، ووكلوا
به.
وظفروا بزيزك خادمه، وعيسى المتطبب واختيار القهرمانه.
واستدلوا على الموضع الذى فيه ابو العباس محمد بن المقتدر، فدلهم على
مكانه خادم، فوجدوه ووالدته معتقلين، ففتحوا عنهما.
ووقع النهب ببغداد
(11/283)
|