تاريخ خليفة بن خياط

سنة اثْنَتَيْنِ
غَزْوَة الْأَبْوَاء
فِيهَا عزوة الأَبْوَاءِ وَهِيَ أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ حَتَّى بَلَغَ وَدَّانَ يُرِيدُ قُرَيْشًا وَبَنِي ضَمْرَةَ فَوَادَعَهُ مَخْشِيُّ بْنُ عَمْرٍو الضمرِي وَهِي غَزْوَة الْأَبْوَاء

(1/56)


وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ خَرَجَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي صَفَرٍ وَرَجَعَ مُسْتَهِلٌّ شَهْرَ رَبِيعِ الأَوَّلِ وَهِيَ عَلَى أَرْبَعِ مَرَاحِلِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ
غَزْوَة بواط قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَفِيهَا غَزَا بُوَاطٍ مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ يَعْتَرِضُ عِيرَ قُرَيْشٍ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَرَجَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ وَرَجَعَ لِعَشْرٍ وَهِيَ عَلَى ثَلاثِ مَرَاحِلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ من طَرِيق الشَّام
غَزْوَة الْعَشِيرَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقِ ثُمَّ غَزَا غَزْوَةَ الْعَشِيرَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا فَوَادَعَ بَنِي مُدْلِجٍ قَالَ عَلِيٌّ خَرَجَ لِمُسْتَهَلِّ جُمَادَى الأُولَى وَرَجَعَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْهُ
غَزْوَة سفوان قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ وَكَانَ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِ حَتَّى بَلَغَ سَفَوَانَ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ وَرَجَعَ فِي رَجَبٍ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَهِيَ غَزْوَة بدر الأولى
غَزْوَة نَاحيَة جُهَيْنَة قَالَ عَلِيٌّ ثُمَّ غَزَا نَاحِيَةَ جُهَيْنَةَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِلنِّصْفِ مِنْ شعْبَان فَلم يلق كيدا
غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ فَخَرَجَ فِي طلبه

(1/57)


قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خَرَجَ فِي طَلَبِهِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ قَالَ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ الْجُمُعَةَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَ ذَلِكَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حُجَيْرٍ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فِي تِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ إِحْدَى وَعشْرين
قَالَ ونا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ نَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو أَيُّوبَ عَنْ يَوْمِ بَدْرِ فَقَالَ إِنَّهُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ تِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ أَوْ لِثَلاثَ عَشْرَةَ أَوْ إِحْدَى عَشَرَةْ بَقِيَتْ حَدثنِي خَليفَة قَالَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ نَا هُشَيْمٌ قَالَ نَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ يَوْمَ تِسْعَ عَشْرَةَ خلت من شهر رَمَضَان
غَزْوَة الكدر
قَالَ ابْن إِسْحَاق وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَيُقَالُ فِي أول شَوَّال فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ ليَالِي ثُمَّ خَرَجَ بِنَفْسِهِ فَغَزَا بَنِي سليم فَبلغ مَاء يُقَالُ لَهُ الْكُدْرُ فَأَقَامَ ثَلاثَ لَيَالٍ ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ اسْتَخْلَفَ فِيهَا مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خَرَجَ لِغُرَّةِ شَهْرِ شَوَّالٍ وَرَجَعَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّال

(1/58)


غَزْوَة السَّوِيقِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خَرَجَ فِي ذِي الْحِجَّةِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ حِينَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَرَجَعَ فَلُّ قُرَيْشٍ نَذَرَ أَلَّا يَمَسَّ رَأْسَهُ مَاءٌ مِنْ جَنَابَةٍ حَتَّى يَغْزُوَ مُحَمَّدًا فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ قُرَيْش وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِ حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَةِ الْكُدْرِ ثُمَّ انْصَرَفَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَنَا غَزْوَةٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَرَجَ يَوْمَ الأَحَدِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَرَجَعَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لثمان بَقينَ مِنْهُ
تَسْمِيَةُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر
من بني الْمطلب مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ قطع رجله فَمَاتَ بالصفراء
من بيني زهرَة
وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ عُمَيْرُ بْنُ أبي وَقاص قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ وَذُو الشَّمَالَيْنِ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ خُزَاعَة قَتله أُسَامَة الْجُشَمِي

(1/59)


من بني عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ عَاقِلُ بْنُ الْبُكَيْرِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَتَلَهُ مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ
من بني الْحَارِث وَمن بَنِي الْحَارِث بْن فِهْرٍ صَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ قَتَلَهُ طعيمة بن عدي
استشهاد أبي أنسة قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ أَبُو أَنَسَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ سَعْدُ بْنُ خُثَيْمَةَ قَتَلَهُ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَيُقَالُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ وَمُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ زُبَيْرٍ قَتَلَهُ أَبُو ثَوْرٍ وَيَقُولُونَ زنبر
من بني الْخَزْرَج وَمِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ فُسْحَمٍ قَتَلَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
من بني سَلمَة وَمِنْ بَنِي سَلِمَةَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْن الأَعْلَمِ
من بني حبيب وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى قَتَلَهُ عِكْرِمَة بن أبي جهل

(1/60)


من بني عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَتَلَهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرَقَةِ بِسَهْمٍ وَهُوَ يشرب من الْحَوْض
من بني مَالك وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ عَوْفٌ وَمُعَوِّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ عَفْرَاءُ أمهَا هما ابْنا الْحَارِث بن سَوَادٍ قَتَلَ مُعَوِّذًا أَبُو مُسَافِعٍ وجرح معَاذًا بن مَاعِصٍ أَحَدُ بَنِي زُرَيْقٍ فَمَاتَ من جراحته بِالْمَدِينَةِ
سَرِيَّة عُبَيْدَة إِلَى سيف الْبَحْر حَدثنَا خَليفَة قَالَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ بُعِثَ فِيهَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ فِي ثَمَانِينَ رَاكِبًا وَيُقَالُ سِتِّينَ مِنَ المهجرين لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ أَحَدٌ فَبَلَغَ سَيْفَ الْبَحْرِ حَتَّى بَلَغَ أَحْيَا مَاء بِالْحِجَازِ بِأَسْفَلِ ثَنِيَّةِ الْمرة فلقي بهَا جمعا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ يَكُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ غَيْرَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رَمَى يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ رُمِيَ بِهِ فِي الإِسْلامِ وَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهَرَبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ إِلَى الْمُسْلِمِينَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَا مُسلمين خرجا ليتوصلا بِالْمُسْلِمين وَكَانَا عَلَى الْمُشْرِكِينَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جهل

(1/61)


قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ رَايَةُ عُبَيْدَةَ أَوَّلُ رَايَةٍ عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإِسْلامِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيَّعَهُ حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ الأَبْوَاءِ قبل أَن يصل إِلَى الْمَدِينَة
سَرِيَّة حَمْزَةَ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ بعثها رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمْزَة بن عبد الْمطلب فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ من نَاحيَة بالعيص من أَرض جُهَيْنَة
قَالَ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي ثَلاثِينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ فَلَقِيَ أَبَا جَهْلٍ فِي ثَلاثِ مِائَةِ رَاكِبٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَحَجَزَ بَيْنَهُمْ مَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ وَكَانَ مُوَادِعًا لِلْفَرِيقَيْنِ وَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَكُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعْضُ النَّاسِ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَايَةَ حَمْزَةَ أَوَّلُ رَايَةٍ عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْمُنَخَّلِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَالِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بْنِ جَحْشٍ حَلِيفِ بَنِي أُمَيَّةَ
سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فِي ثَمَانِيَةِ رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْخَرَّارَ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبعث

(1/62)


فِي مَغْزَاهُ مِنْ بَدْرٍ الأُولَى فِي رَجَب عبد الله بْنَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ فِي ثَمَانِيَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى نَخْلَةٍ فَمَرَّتْ بِهِ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَأَسَرَ عُثْمَانَ ابْن عبد الله بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَذَلِكَ فِي آخِرِ رَجَبٍ فَأَقَامَ الْحَكَمُ عَندَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُتِلَ بِبِئْرِ مَعُونَة وفدي عُثْمَان بن عبد الله بن الْمُغيرَة وَقَالَ عبد الله بْنُ جَحْشٍ إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا غَنِمْتُمُ الْخُمُسَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ اللَّهُ الْخُمُسَ فَعَزَلَ لِرَسُولِ الله خمس العير وَقسم سائرا بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَدِيثُ فِي هَذَا عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيزِيد ين رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
بعث عبد الله بْنِ غَالِبٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ اللَّيْثِيَّ فِي شَوَّالٍ
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ بَعَثَهُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ وَرَجَعَ لست عشرَة خلت مِنْهُ
تجسس خبر عير أبي سُفْيَان
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَتَجَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ وَبَعَثَ بَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو وَعَدِيَّ بْنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ لِيَعْلَمَا خَبَرَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ
صَرْفُ الْقِبْلَةِ إِلَى الْكَعْبَةِ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ يَقُولُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم

(1/63)


قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام
قَالَ ونا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ قُدُومِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً ترضاها وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ مثله قَالَ وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمسيب يَقُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيت الْمُقَدّس سنة عشر شهرا وحول قبْلَة بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ نَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ نَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ صَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ عَشَرَةِ بَيْنَا هُوَ يُصَلِّي الظّهْر بِالْمَدِينَةِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ انْصَرَفَ بِوَجْهِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ السُّفَهَاءُ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا نَا أَبُو الْوَلِيدِ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ فِي رَجَبٍ بَعْدَ سَبْعَةَ عَشَرَ شهرا بعد قدومه

(1/64)


حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَتَيْنِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ أُمِرَ بِالْقِبْلَةِ وَفِيهَا ابْتَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ قَالَ نَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ وَابْتَنَى بِي فِي شَوَّالٍ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلانِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ ابتي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ بَدْرٍ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ اول مولولد مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَفِيهَا وُلِدَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ وَفِيهَا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ خَبَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَفِيهَا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ بِفَاطِمَةَ وَفِيهَا أُنْزِلَتْ فَرِيضَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ وفيهَا مَاتَ عُثْمَان ابْن مَظْعُون سنة ثَلَاث عزوة ذِي أَمْرٍ ثُمَّ غَزْوَةُ بَحْرَانَ
حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عزوة السَّوِيقِ فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ ثُمَّ غَزَا نَجْدًا يُرِيدُ غَطَفَانَ وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي أَمْرٍ حَتَّى دَخَلَ صَفَرٌ ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا ثُمَّ غَزَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ يُرِيدُ قُرَيْشًا وَبَنِي سُلَيْمٍ حَتَّى بَلَغَ بَحْرَانَ

(1/65)


مَعْدَنٍ بِالْحِجَازِ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرُعِ فَأَقَامَ حَتَّى مَضَى جُمَادَى الأُولَى وَرجع وَلم يلق كيدا
حصل بَنِي قَيْنُقَاعَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكَانَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ غَزَوَاتِهِ أَمْرُ بَنِي قَيْنُقَاعَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ بَنِي قَيْنُقَاعَ كَانُوا أَوَّلَ يَهُودٍ نَقَضُوا مَا بَينهم وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ فَوَهَبَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقَ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ لَمَّا حَارَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي قَيْنُقَاعَ تَشَبَّثَ بِأَمْرِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ وَلَهُمْ حَدِيثٌ يَطُولُ ذِكْرُهُ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ فِي رَمَضَانَ فَعَاشَتْ عَنْدَهُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً وَفِيهَا تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ فِي شَعْبَانَ
وَفِيهَا تَزَوَّجَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالب

(1/66)


غَزْوَة أُحُدٍ
حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيَزِيدُ ابْن رُومَانَ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ شَوَّالٍ وَكَانَتِ الْوَقْعَةُ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِرْطًا مُرَحَّلا أَسْوَدَ مِنْ مَرَاحِلٍ كَانَ لِعَائِشَةَ وَرَايَةُ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا الْعُقَابُ وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى الرِّجَالِ وَيُقَالُ الْمِقْدَادُ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى الْقَلْبِ وَعَلَى الرُّمَاةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَاللِّوَاءُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَقُتِلَ فَأَعْطَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ عَلِيًّا وَيُقَالُ كَانَتْ لَهُ ثَلاثَةُ أَلْوِيَةٍ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَلِوَاءٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو جَمِيعًا مَعَ الأَنْصَارِ وَلِوَاءُ قُرَيْشٍ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَتَلَهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخَذَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَخَذَهُ مُسَافِعُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ فَأَخَذَهُ الْجُلاسُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَاصِمُ بن ثَابت ايضا

(1/67)


وَكِلابُ بْنُ طَلْحَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ طَلْحَةَ قَتَلَهُمَا قُزْمَانُ حَلِيفُ بَنِي ظَفَرٍ وَأَرْطَاةُ بْنُ عَبْدِ شُرَحْبِيلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ قَتَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبُو يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ قَتَلَهُ قُزْمَانُ وَصُؤَابٌ عَبْدٌ لَهُمْ حَبَشِيٌّ قَتَلَهُ قُزْمَانُ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَبَقِيَ اللِّوَاءُ مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى قُرَيْشٍ فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ هِنْدًا وصوحباتها مُشَمِّرَاتٍ هَوَارِبَ مَا دُونَ أَخْذِهِنَّ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ حَتَّى رَأَيْتُ خَدَمًا بِسَاقِيهَا إِذْ مَالَتِ الرُّمَاةُ إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ كَشَفْنَا الْقَوْمَ عَنْهُ يُرِيدُونَ النَّهْبَ وَخَلَّوْا ظُهُورَنَا لِلْخَيْلِ وَأَتَيْنَا مِنْ أَدْبَارِنَا وَصَرَخَ صَارِخٌ أَلا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَانْكَفَأْنَا وَانْكَفَأَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ بَعْدَ أَنْ أَصَبْنَا أَصْحَابِ اللِّوَاءِ حَتَّى مَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ
تَسْمِيَةُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ
مِنْ بني هَاشم مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَهُ وَحْشِيٌّ غُلامُ جُبَير بن مطعم
من بني أُميَّة وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بن رِئَاب حليل لَهُمْ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَة

(1/68)


من بني عبد الدَّار وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ قَتَلَهُ ابْن قمئة اللَّيْثِيّ
من بني مَخْزُوم وَمن بني مَخْزُوم شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ من الْأَنْصَار وَمِنَ الأَنْصَارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بن النُّعْمَان والْحَارث ابْن أَنَسِ بْنِ رَافِعٍ وَعُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ وَسَلَمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ وَعَمْرُو بْنُ ثَابت بن وقش قَالَ إِسْحَاقَ وَقَدْ زَعَمَ لي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَاهُمَا ثَابِتًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ وَقْشٍ وَحُسَيْلُ بْنُ جَابِرٍ وَهُوَ الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَعْرَكَةِ وَلا يَدْرُونَ فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى مَنْ أَصَابَهُ وَصَيْفِيُّ بْنُ قَيْظِيٍّ وَحُبَابُ بْنُ قَيْظِيٍّ وَعَبَّادُ بْنُ سَهْلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ اثْنَا عشر رجلا
من بني ظفر وَمِنْ بَنِي ظَفَرٍ يَزِيدُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ رَافِعٍ رجل
من راتج وَمِنْ أَهْلِ رَاتِجٍ إِيَاسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ زَعُورَاءَ ابْن جُشْمِ بْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ وَعُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بن تَمِيم ثَلَاثَة نفر

(1/69)


من بني ضَيْعَة وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ثُمَّ مِنْ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَهُوَ غَسِيلُ الْمَلائِكَةِ قَتَلَهُ شَدَّادُ بْنُ الْأسود ابْن شعوب رجلَانِ
من بني عبيد وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ أنيس بن قَتَادَة رجل
من بني ثَعْلَبَة وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَبُو حَيَّةَ وَهُوَ أَخُو سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ لِأُمِّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَان أَمِير الرُّمَاة رجلَانِ
من بني السّلم وَمن بني السّلم ابْن امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ خَيْثَمَةُ أَبُو سَعْدِ بْنُ خَيْثَمَة رجل
من بني العجلان وَمن حلفائهم من بَنِي الْعَجْلانِ عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة رجل
من بني مُعَاوِيَة وَمن بَنِي مُعَاوِيَة بْن مَالك سُبَيع بْن حَاطِب بْن الْحَارِث بن قيس بن هيشة
من بني النجار وَمن بَنِي النجار ثمَّ من بَنِي سَواد بْن مَالك عَمْرو بْن قيس وَابْنه قيس بْن عَمْرو وثابت بْن عَمْرو بْن زيد وعامر بْن مَخْلَد أَرْبَعَة نفر

(1/70)


من بني عَمْرو بن مبذول وَمن بَنِي عَمْرو بْن مبذول أَبُو هُبَيْرَة بْن الْحَارِث بْن عَلْقَمَة بْن عَمْرو بْن ثَقْف بْن مَالك بْن مبذول وَعَمْرو بْن مطرف بْن عَلْقَمَة بْن عَمْرو رجلَانِ
من بني عَمْرو بن مَالك وَمن بَنِي عَمْرو بْن مَالك أَوْس بْن ثَابت بْن الْمُنْذر رجل
من بَين عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أنس بْن النَّضر بْن ضَمْضَم بْن زيد بْن حرَام رجل
من بني مَازِن وَمن بَنِي مَازِن بْن النجار قيس بْن مَخْلَد وكيسان عَبْدٌ لَهُم رجلَانِ
من بني دِينَار وَمن بَنِي دِينَار بْن النجار سليم بن الْحَارِث
من بني الْحَارِث وَمن بَنِي الْحَارِث بْن الْخَزْرَج خَارِجَة بْن زيد أَبِي زُهَيْر وَسعد بْن الرّبيع ابْن عَمْرو بْن أَبِي زُهَيْر دفنا فِي قبر وَاحِد وَأَوْس بْن الأرقم بْن زيد بْن قيس ثَلَاثَة نفر
من بني الأبجر وَمن بَنِي الأبجر وهم بَنو خُدرة مالكُ بْن سِنَان بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد بْن الأبجر وَهُوَ أَبُو أَبِي سعيد الْخُدْرِيّ وَسعد بْن سُوَيد بْن قيس وَعتبَة بْن ربيع بن رَافع ثَلَاثَة نفر

(1/71)


من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج ثَعْلَبَة بْن سعد بْن مَالك وثَقْف بْن فَرْوة بْن الْبَدِيِّ رجلَانِ وَيَقُولُونَ البرك
من بني طريف وَمن بَنِي طريف رَهْط سعد بْن عبَادَة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن وهب بْن ثَعْلَبَة وضمرة حَلِيف لَهُم من جُهَيْنَة رجلَانِ
من بني عَوْف وَمن بَنِي عَوْف بْن الْخَزْرَج ثمَّ من بَنِي سَالم ثمَّ من بَنِي مَالك بْن العَجْلانِ بْن زيد ابْن غنم بْن سَالم نَوْفَل بْن عَبْد اللَّهِ وعباس بْن عُبادة بْن نَضْلَة بْن مَالك بْن العَجْلان ونُعمان بن مَالك بن ثَعْلَبَة والمجذر بن ذيلا حَلِيف لَهُم من بَلِيٍّ قَتله الْحَارِث بْن سُوَيْد ابْن الصَّامِت ثمَّ لحق بِمَكَّة كَافِرًا وعَبَّاد بْن الحسحاس دفن مَعَ نعْمَان بن مَالك والمجذر بن ذيلا فِي قبر وَاحِد خَمْسَة نفر
من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج ثَعْلَبَة بْن سعد بن مَالك
من بني الحبلى من الحُبلى رِفَاعَة بْن عُمَر رجل

(1/72)


من بني سَلمَة وَمن بَنِي سَلِمَةَ ثمَّ من بَنِي حرَام عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرَام وَهُوَ أَبُو جَابر قَتله أُسَامَة الْأَعْوَر بْن عبيد وَيُقَال ابْن زيد أَخُو بَنِي الْحَارِث بْن عَبْد وَعَمْرو بْن الجموح دفنا فِي قبر وَاحِد وخَلَّادُ بْن عَمْرو بْن الجموح وَأَبُو أيمنَ مولى عَمْرو بْن الجموح اربعة نفر
من بني سَواد وَمن بَنِي سَوَاد بْن غنم سُلَيْم بْن عَمْرو بْن حَدِيدَةَ ومولاة عَنترة وَسَهل بْن قيس بْن أَبِي كَعْب بْن الْقَيْن ثَلَاثَة نفر
من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُريق بْن عَامر ذَكْوَان بْن عَبْد قيس رجل وَعبيد بن الْمُعَلَّى ابْن لوذان فَجَمِيع من اسْتشْهد من الْمُسلمين مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار خَمْسَة وَسِتُّونَ رجلا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلا
خُرُوج الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَمْرَاء الْأسد
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا كَانَ الْغَد من أُحُدٍ وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد لِسِتَّ عشرَة خَلَتْ من شَوَّال أذن مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلب الْعَدو وأذَّن مؤذنه لَا يخرج معَنا إِلَّا أحد حضر يَوْمنَا بالْأَمْس فَكَلمهُ جَابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرَام فَقَالَ إِن أَبِي كَانَ خَلَفَنِي عَلَى أخواتي فَأذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج مَعَه

(1/73)


قَالَ فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتهى إِلَى حَمْرَاء الْأسد وَهِي من الْمَدِينَة عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال فَأَقَامَ بهَا الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْبَدٌ الْخُزَاعِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ عز علينا مَا أَصَابَك ثُمَّ خَرَجَ مَعْبَدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءِ وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَصَبْنَا حَدَّ أَصْحَابِهِ وَقَادَتَهُمْ وَأَشْرَافَهُمْ فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا قَالَ مَا وَرَاءَكَ يَا مَعْبَدُ قَالَ مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ يَتَحَرَّقُونَ عَلَيْكُمْ تَحَرُّقًا قَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ فِي يَوْمِكُمْ فَانْصَرَفَ أَبُو سُفْيَانَ وَمن مَعَه
يَوْم الرجيع وفيهَا أَمر الرَّجِيعِ
حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ ابْن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أُحُدٍ رَهْطٌ مِنْ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فِينَا إِسْلامًا فَابْعَثْ مَعَنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ يُفَقِّهُونَا فِي الدِّينِ وَيُقْرِئُونَا الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَا شَرَائِعَ الإِسْلامِ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ نَفَرًا سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُم مرْثَد بن أبي مورثد الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمطلب وخَالِد بن ال اللَّيْثِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْب وَعَاصِم بن ثَابت ابْن أَبِي الأَقْلَحِ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَخُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ أَخُو بني جحجبا بن

(1/74)


كُلْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ أَخُو بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ حَلِيفٌ لِبَنِي ظَفَرٍ وَأمر رَسُول الله عَلَى الْقَوْمِ مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ فَخَرَجُوا مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى إِذَا كَانُوا عَلَى الرَّجِيعِ مَاءٌ لهذيل فَأَما بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ مِنْ صَدْرِ الْهَدْأَةِ غدرا بِهِ واسترخوا عَلَيْهِم هذيلا مَرْثَدٌ وَخَالِدُ بْنُ الْبُكَيْرِ وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَاتَلُوا فَقُتِلُوا وَأَمَّا خُبَيْبٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ فَأَعْطُوا بِأَيْدِيهِمْ فَأُسِرُوا ثُمَّ خَرَجُوا بِهِمْ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالظَّهْرَانِ انْتَزَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ يَدَهُ مِنَ الْقِرَانِ وَأَخَذَ سَيْفَهُ فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ فَقَبْرُهُ بِالظَّهْرَانِ وَقَدِمُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ مَكَّةَ فَبَاعُوهُمَا فَابْتَاعَ خُبَيْبًا حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ التَّمِيمِيُّ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلٍ وَأَمَّا زَيْدٌ فَابْتَاعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقُتِلَ رَحمَه الله وَأما خبيب فجاؤوا بِهِ إِلَى التَّنْعِيمِ لِيَصْلُبُوهُ فَقَالَ إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَدَعُونِي أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ فَافْعَلُوا فَقَالُوا دُونَكَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ أَتَمَّهُمَا وَأَحْسَنَهُمَا وَكَانَ خُبَيْبٌ أَوَّلَ مَنِ اسْتَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عَنْدَ الْقَتْلِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ نَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْد الْقَتْل خبيب قَالَ خَليفَة فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا أَنَا قَتَلْتُ خُبَيْبًا لَأَنَا كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَبَا هُبَيْرَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَخَذَ الْحَرْبَةَ فَجَعَلَهَا فِي يَدِي ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي وَبِهَا الْحَرْبَةٌ ثُمَّ طَعَنَهُ بِهَا حَتَّى قَتله

(1/75)


قَالَ وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُبَيْبٍ فَصَعَدْتُ خَشَبَتَهُ لَيْلًا فَقَطَعْتُ الشَّرَكَ وَأَلْقَيْتُهُ فَسَمِعْتُ وَجْبَتَهُ خَلْفِي فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أر شَيْئا سنة أَربع حَدِيث بِئْر مَعُونَة فِيهَا بِئْر مَعُونَة قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي ابي إِسْحَق بْنُ يَسَارٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْر ابْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بن حزم قَالُوا قَدِمَ أَبُو بَرَاءٍ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنَ الإِسْلامِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَوْ بَعَثْتَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى نَجْدٍ يَدْعُونَهُمْ إِلَى أَمْرِكَ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ أُحُدٍ الْمُنْذر بن عمر وأخا بَنِي سَاعِدَةَ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ الْحَارِثُ بْنُ الصُّمَّةِ وَحَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَعُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ وَنَافِعُ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي رِجَالٍ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى نَزَلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَهِيَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَحَرَّةَ بَنِي سُلَيْمٍ فَلَمَّا نَزَلُوهَا بَعَثُوا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَحَدِهِمْ إِلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَلَمْ يَنْظُرْ فِي كِتَابِهِ حَتَّى قَتَلَهُ ثُمَّ اسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ بَنِي عَامِرِ فَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ وَقَالُوا لَنْ نَخْفِرَ أَبَا بَرَاءٍ فَاسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ

(1/76)


قبائل سليم عصية ورعل وَذَكْوَانَ فَأَجَابُوهُ فَقَاتَلُوهُمْ فَقَتَلُوا مِنْ آخِرِهِمْ إِلا كَعْبَ بْنَ زَيْدٍ تُرِكَ وَبِهِ رَمَقٌ فَعَاشَ حَتَّى قتل يَوْم الخَنْدَق قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ فِي جُمَادَى الأُولَى قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَرَجَ فِي غُرَّةِ جُمَادَى فَنَذَرُوا بِهِ فَلَحِقُوا بِالْجِبَالِ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُسْفَانَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وأغار عُيَيْنَة بْن حصن بْن حُذَيْفَة بْن بدر عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبه وَهِي غَزْوَة ذِي قرد
سراياه فِي سنة خمس بعث عَبْد اللَّهِ بْن أنيس إِلَى خَالِد بْن سُفْيَان من بَنِي لحيان فَقتله وَبعث عَمْرو بْن أُميَّة وَسَلَمَة بْن أَشْيَم لقتل أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَبعث عَبْد اللَّهِ بْن رَوَاحَة فَقتل يُسير بْن رِزام وَبعث زيد بْن حَارِثَة إِلَى وَادي الْقرى إِلَى فَزَارَة فَقتل عَامَّة أَصْحَابه ثمَّ غَزْوَة زيد الثَّانِيَة إِلَى أمِ قرْفة فَقَتلهَا ثمَّ بعث عُمَر بْن الْخطاب إِلَى القارة فَاعْتَصمُوا بالجبال وَبعث بِلَال بْن مَالك الْمُزنِيّ إِلَى بَنِي مَالك بْن كنَانَة فنذروا بِهِ فَلم يصب من

(1/77)


دَارهم إِلَّا فرسا وَاحِدًا وَبعث بشير بْن سُوَيْد الْجُهَنِيّ إِلَى بَنِي الْحَارِث بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة فَاعْتَصمُوا فِي غيضة فأحرقهم فلامه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد هَذِهِ السَّرَايَا الثَّلَاث وجههم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غاز إِلَى بيني لحيان ثمَّ أَتَى عُسْفَان من وَجهه ذَلِكَ وَبعث أَبَا عُبَيْدَة بْن الْجراح فِي جَيش نَحْو الأحلاف إِلَى طَيء وَأسد فنذروا بِهِ فَرجع أَبُو عُبَيْدَة وَلم يلق كيدًا وَبعث عُمَر بْن الْخطاب إِلَى تُرَبَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فَلم يلق كيدًا وتُرَبَة من أَرض بَنِي عَامر وَبعث مُحَمَّد بْن مسلمة إِلَى القُرَطاء من بَنِي كلاب فَبَدَأَ ببني جَعْفَر فنذروا بِهِ فأصيب أَصْحَابه وَنَجَا بِنَفسِهِ وَبعث بشير بْن سعد أحد بَنِي الْحَارِث بْن الْخَزْرَج إِلَى فدك فقاتله بَنو مُرَّة فأصيب أَصْحَابه وَرجع جريحًا وَبعث غَالب بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ فَأصَاب الَّذين قتلوا أَصْحَاب بشير وَكَانَ غَالب فِي سِتِّينَ رَاكِبًا حَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ نَا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ مُسْلِمٍ عَن جُنْدُب ابْن مَكِيثٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيَّ كَلْبَ لَيْثٍ إِلَى بَنِي الْمُلَوَّحِ بالكديه وَأَمَرَهُ أَنْ يُغَيِّرَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجَ وَكُنْتُ فِي سَرِيَّتِهِ فَقَتَلْنَا وَاسْتَقْنَا النعم فِي حَدِيث ذكره

(1/78)


سنة سِتّ سراياه عَلَيْهِ السَّلَام فِي سنة سِتّ
بعث بشير بْن سعد إِلَى خَيْبَر وَلم يلق كيدًا وَبعث كَعْب بْن عُمَيْر الْغِفَارِيّ إِلَى ذَات أطلاح فأصيب أَصْحَابه قَتلتهمْ قضاعة وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف إِلَى كلب فَتزَوج تماضر بنت الْأَصْبَغ وَعلي بْن أَبِي طَالب إِلَى بَنِي عَبْد اللَّهِ بْن سعد من أهل فدك فَأَخذهَا وعُثْمَان بن عَفَّان بِالْهَدْي وعبد اللَّهِ بْن رَوَاحَة إِلَى خَيْبَر ليَكُون بَين عَلِيّ وخيبر وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ تزوج رَسُول اللَّهِ أم حَبِيبَة وَدخل بهَا سنة سبع وفيهَا أسلم عَمْرو بْن الْعَاصِ إرْسَال الرُّسُل إِلَى الْأُمَرَاء والملوك وفيهَا بعث حَاطِب بْن أَبِي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقِس وشجاع بْن أَبِي وهب إِلَى الْحَارِث بْن أَبِي شمر وسليط بْن عَمْرو إِلَى هَوْذة بْن عَلِيّ الْحَنَفِيّ وَعبد اللَّه بْن حذافة إِلَى كسْرَى ودحية بْن خَلِيفَة إِلَى قَيْصر فِي الْهُدْنَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا قتل شيرويه أَبَاهُ كسْرَى خُسْرو أَبَرْوِيز وفيهَا طاعون شيرويه وفيهَا مَاتَ شيرويه

(1/79)


غَزْوَة بني المصطلق وَفِي سنة سِتّ غَزْوَة بَنِي المصطلق
حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِم ابْن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان قَالَ بَلَغَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَجْمَعُونَ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَلَقِيَهُمْ عَلَى مَاءَ مِنْ مِيَاهِهِمْ يُقَالُ لَهُ مُرَيْسِيعُ مِنْ نَاحِيَةِ قُدَيْدٍ فَاقْتَتَلُوا فَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسلمين أَبْنَاءَهُم ونساءهم وَأَمْوَالهمْ وَكَانَ فِيمَا أَصَابَ مِنَ السَّبَايَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بن شماس أَولا بن عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا فَأَدَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابَتَهَا وَتَزَوَّجَهَا أَخْبَرَنَا عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَجَاءَ أَبُوهَا فَقَالَ إِنَّ ابْنَتِي لَا تُسْبَى لِأَنَّهَا امْرَأَةٌ كَرِيمَةٌ فَقَالَ اذْهَبْ فَخَيِّرْهَا فَقَالَ قد احسن وَأَجْمَلْتَ فَقَالَ لَهَا أَبُوهَا لِيَأْخُذَهَا لَا تَفْضَحِي قَوْمَكِ فَقَالَتْ قَدِ اخْتَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ أَبُوهَا فَعَلَ اللَّهُ بِكِ وَفَعَلَ وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ قَالَ أَهْلُ الإِفْكِ فِي عَائِشَةَ مَا قَالُوا وَنَزَلَ فِيهَا مِنَ الْقُرْآنِ إِنَّ الَّذِينَ جاؤوا بالإفك عصبَة مِنْكُم هَؤُلَاءِ الْآيَات

(1/80)


صلح الْحُدَيْبِيَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكَانَت الْغُزَاة فِي شعْبَان ثمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة فَأَقَامَ بهَا شهر رَمَضَان وشوَّالًا وَخرج فِي ذِي الْقعدَة مُعْتَمدًا لَا يُرِيد حَربًا
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَالا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَّةِ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لَا يُرِيدُ قِتَالًا وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بَدَنَةً وَالنَّاسُ سَبْعُ مائَة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَعْرَجِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ وَهُوَ رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ يُبَايِعُ النَّاسَ فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِائَةٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ زُرَيْعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بَلَغَنِي أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُول كَانُوا عَشْرَةَ مِائَةٍ فَقَالَ نَسِيَ جَابِرٌ كَانُوا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ نَا قُرَّةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ وَهَمَ جَابِرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ هُوَ حَدَّثَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَان بْن عَفَّان إِلَى مَكَّة يعلمهُمْ أَنه لَا يُرِيد قتالا قَالَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ

(1/81)


عُثْمَانَ قَتَلَ فَبَايَعَ النَّاسَ وَقَالَ لَا نَبْرَحْ حَتَّى نُنَاجِزَهُمْ ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّ ذَلِكَ بَاطِلٌ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ صَالحه سُهَيْل بْن عَمْرو أَن يرجع عَامه ذَلِك وَيرجع عَاما قَابلا
سنة سبع غَزْوَة خَيْبَر قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ حِين رَجَعَ من الْحُدَيْبِيَة ذَا الحجَّة وَبَعض الْمحرم ثمَّ خرج فِي بَقِيَّة الْمحرم إِلَى خَيْبَر قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد خرج فِي المحَّرم وافتتحها فِي صفر وَرجع لغُرَّة شهر رَبِيعٍ الأَوَّلِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وافتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حصونهم حِصْنًا حِصْنًا فَكَانَ أول حصونهم افْتُتِحَ حِصْنَ ناعم ثمَّ القَمُوص حِصْن بَنِي أَبِي الحُقَيْق فَأصَاب رَسُول اللَّهِ مِنْهُم سَبَايَا مِنْهُنَّ صَفِيَّة بنت حُيَيِّ بْن أَخْطَبَ فاصطفاها رَسُول اللَّهِ لنَفسِهِ وَكَانَ آخر مَا افْتتح من حصونهم الوَطيح والسُّلالم حَاصَرَهُمْ بضعا وَعشْرين لَيْلَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَرَجَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَتَلَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَاسِرٌ أَخُو مَرْحَبٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَزَعَمَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ وَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم

(1/82)


فِي حِصْنَيْهِمْ الْوَطِيحِ وَالسَّلالِمِ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُسَيِّرَهُمْ وَيَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ فَفَعَلَ وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُعَامِلَهُمْ فِي الأَمْوَالِ عَلَى النِّصْفِ فَفَعَلَ
مصالحة فدك قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ لما سمع أهل فدك بِمَا صنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَهْل خَيْبَر بعثوا إِلَى رَسُول اللَّهِ يسألونه أَن يسيرهم ويحقن لَهُم دِمَاءَهُمْ ويُخلّون لَه الْأَمْوَال فَفعل فَكَانَت خَيْبَر فَيْئًا بَين الْمُسلمين وفَدَك خَالِصَة لرَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنهم لم يجلبوا عَلَيْهَا بخيلٍ وَلَا ركاب نَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ صَفِيَّةَ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ كَانَ دحْيَة سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صفيَّة فَلَمَّا اصطفاها لنَفسِهِ أعطَاهُ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ابْنَتي عَمها تَسْمِيَة من قُتل من الْمُسلمين فِي خَيْبَر من قُرَيْش من أسلم عَامر بْن الْأَكْوَع وَرَبِيعَة بْن أَكْثَم بْن سَخْبرة من بَنِي أَسد بْن خُزَيْمَة حَلِيف لبني أُميَّة بْن عَبْد شمس وثَقْف بْن عَمْرو أسدي حَلِيف لَهُم أَيْضا وَرِفَاعَة بْن مسروح وَعبد اللَّه بْن الهُبيب بْن أهيب من بَنِي سعد بْن لَيْث

(1/83)


من الْأَنْصَار وَمن الْأَنْصَار من بَنِي سَلمَة بشر بن الْبَراء بن معرو مَاتَ من الشَّاة الَّتِي سمت والفضيل بن النُّعْمَان من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُرَيْق مَسْعُود بْن سعد
من الْأَوْس وَمن الْأَوْس ثمَّ من بَنِي عَبْد الْأَشْهَل مَحْمُود بْن مسلمة أَخُو مُحَمَّد بْن مسلمة وَأَبُو الضَيَّاح بْن ثَابت من بَنِي عَمْرو بْن عَوْف ومبشر بْن عَبْد الْمُنْذر بْن زُبَيْر وَأَبُو سُفْيَان بْن الْحَارِث والْحَارث بْن حَاطِب وَعُرْوَة بْن مُرَّة وَأَوْس بْن الفاتك وأنيف بْن حبيب
من بني غفار وَمن بَنِي غفار عمَارَة بْن عُقبة رُمِيَ بِسَهْم قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَر فِي المحَّرم قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد خرج فِي المحَّرم وافتتحها فِي صفر وَرجع لغُرَّة شهر ربيع الأول

(1/84)


حِصَار وَادي الْقرى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَر انْصَرف إِلَى وَادي القُرى فحاصر أَهلهَا ليَالِي ثمَّ انْصَرف
مصالحة فدك قَالَ ابْن إِسْحَق وَبعث أهل فدك إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَالَحُوهُ عَلَى النّصْف من فدك فَقبل ذَلِكَ مِنْهُم فَكَانَت لَهُ خَاصَّة لِأَنَّهُ لم يُوجَفْ عَلَيْهَا بخيل وَلَا ركاب
سراياه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة سبعٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَأَقَامَ رَسُول الله بِالْمَدِينَةِ شَهْري ربيع وجماديبن ورجبًا وَشَعْبَان وَشهر رَمَضَان وبثَّ فِيمَا بَين ذَلِكَ السَّرايا فَكَانَ فِيمَا بَث من السَّرايا زيد بْن حَارِثَة إِلَى جُذَام وَبعث عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى ذَات السلَاسِل وَبعث سَرِيَّة أَبِي العرجاء إِلَى بني سليم هُوَ وَأَصْحَابه وسرية عُكَّاشَة بْن مِحْصَن إِلَى الغَمرة فَرجع وَلم يلق كيدًا وسرية زيد بْن حَارِثَة إِلَى الطّرف من ناحيتي الْعرَاق وسرية عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حَدْرَد وَرجلَيْنِ مَعَه إِلَى الغابة إِلَى رِفَاعَة بْن قيس الْجُشَمِي عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال من الْمَدِينَة وسرية عَبْد اللَّهِ بْن ابي إِلَى إِضَم فلقي عَامر بْن الأضبط

(1/85)


عمْرَة الْقَضَاء قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ خرج فِي ذِي الْقعدَة مُعْتَمِرًا عمْرَة الْقَضَاء فَأَقَامَ بِمَكَّة ثَلَاثًا ثمَّ انْصَرف وفيهَا تزوج مَيْمُونَة بنت الْحَارِث قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ وَابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ وَهُوَ حَرَامٌ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَفِيهَا قَدِمَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ وَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا قَدِمَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ مِنْ عَنْدِ الْمُقَوْقِسِ بِمَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَغْلَتِهِ دُلْدُلٍ وَحِمَارِهِ يَعْفُورٍ وَفِيهَا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْحَبَشَةِ وَفِيهَا تَزَوَّجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَفِيهَا قَدِمَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مُهَاجِرَةً وَفِيهَا أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ زَمَانَ خَيْبَرَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيد بَين الْحُدَيْبِيَة وخيبر
سنة ثَمَان وقْعَة مُؤْتَة فِيهَا وقْعَة مُؤْتَة الَّتِي أُصِيب فِيهَا جَعْفَر بْن أَبِي طَالب وَزيد بْن حَارِثَة وَابْن رَوَاحَة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا إِلَى مُؤْتَةَ فِي جُمَادَى الأولى من

(1/86)


سَنَةِ ثَمَانٍ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بن حَارِثَة فَإِن أُصِيب فجعفر بن أبي طَالب فَإِن أُصِيب فعبد الله بن رَوَاحَة فَلَقِيَتْهُمْ جُمُوعُ هِرَقْلَ بِالْبَلْقَاءِ فَقُتِلَ زَيْدٌ وَجَعْفَرٌ وَابْنُ رَوَاحَةَ وَأَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّايَةَ فَانْحَازَ بِالْمُسْلِمين
فتح مَكَّة وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانٍ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يُرِيدُ مَكَّةَ فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ افْتَتَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَأَقَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ شَخَصَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ افتتحها لعشر بَقينَ من شهر رَمَضَان
إرْسَال السَّرَايَا حوالي مَكَّة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ بَعَثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَايَاهُ حَوَالَيْ مَكَّةَ يَدْعُونَ إِلَى الله وَلم يَأْمُرهُم بِقِتَال
سَرِيَّة خَالِدٍ إِلَى بَنِي جُذَيْمَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَنَفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بن الْوَلِيد حِين افْتتح

(1/87)


مَكَّةَ دَاعِيًا فَأَتَى الْغُمَيْصَاءَ مَاءَ مِنْ مِيَاهِ جُذَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ نَاسا وَلَهُم حَدِيث
هدم الْعُزَّى ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى وَكَانَت بَيْتا عَظِيما لقريش وكنانة وَمُضر كلهَا بنخلة فَهَدمهَا أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَجْلَحُ عَن ابْن الْهُذَيْلِ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدًا إِلَى الْعُزَّى فَهَدَمَهَا وَهُوَ يَقُولُ كُفْرَانَكِ لَا سُبْحَانَكِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
غَزْوَةُ حُنَيْنٍ
نَا وَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ هَوَازِنَ لَمَّا سَمِعَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ وَمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ جَمَعَهَا مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ مَكَّةَ مَعَه أَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ ابْنَ أسيد فَالْتَقَوْا بِحُنَيْنٍ فَجَالَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ كَرُّوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْأَحَد فِي النّصْف من شَوَّال إِلَى حنين قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ اسْتشْهد من الْمُسلمين يَوْم حنين أَبُو عَامر الْأَشْعَرِيّ فِي

(1/88)


رجال لَا أعلم أحد مِنْهُم حفظ عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث غير أَبِي عَامر مِنْهُم أَيمن بْن عبيد وَيزِيد بْن ربيعَة بْن الْأسود بن الْمطلب جمح بِهِ فرسه وسراقة بْن الْحباب أَنْصَارِي
غَزْوَة الطَّائِف قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ لما فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حنين سَار إِلَى الطَّائِف فَحَاصَرَهُمْ بضعا وَعشْرين لَيْلَة ثمَّ انْصَرف عَنها نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاصَرَهُمْ سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ تِسْعَ عَشْرَةَ فَلَمْ يَفْتَحْهَا وَفِي ذَلِكَ الْحِصَارِ نَزَلَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ سَبَقَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ نَا حَجَّاجٌ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ من غلْمَان الطَّائِف
نُزُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِعْرَانَةَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ فَنَزَلَ الْجِعْرَانَةَ وَقَسَّمَ بِهَا أَمْوَالَ هَوَازِنَ وسباياها وَأعْطى الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم

(1/89)


نَا عُبَيْدَةُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّبْيَ وَهُمْ سِتَّةُ آلافِ رَأْسٍ تَسْمِيَة الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب وَصَفوَان بْن أُميَّة وَحَكِيم بْن حزَام وَالنضْر بْن الْحَارِث بْن كلدة والْحَارث بْن هِشَام وَسُهيْل بْن عَمْرو وَحُوَيْطِب بْن عَبْد العُزَّى والْعَلَاء بْن جَارِيَة وَعُيَيْنَةُ بْن حِصْن والأقرع بْن حَابِس وَمَالك بْن عَوْف النَّصري أعْطى كل رجل مِنْهُم مائَة من الْإِبِل وَأعْطى مَخْرَمَةَ بْن نَوْفَل وَعُمَيْر ابْن وذفة وَهِشَام بْن عَمْرو وَسَعِيد بْن يَرْبُوع وعباس بْن مرداس كل رجل مِنْهُم دون الْمِائَة
تَسْمِيَة من اسْتشْهد من الْمُسلمين يَوْم الطَّائِف من بني أُميَّة مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي أُميَّة سعيد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة وعُرْفُطَة بْن حباب بْن حبيب من الأزد حَلِيف لَهُم

(1/90)


من تيم بن مرّة وَمن بَنِي تيم بْن مرّة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصّديق رُمي بِسَهْم فَمَاتَ فِي الْمَدِينَة بعد وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ مَخْزُوم وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُميَّة بن الْمُغيرَة مَاتَ من رميمة رمية بهَا
من بني عدي وَمن بَنِي عدي عَبْد اللَّهِ بْن عَامر بْن ربيعَة حَلِيف لَهُم من اهل الْيمن
من بني سهم وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو السَّائِب بْن الْحَارِث بْن قيس وَأَخُوهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث
من بني سعد وَمن بَنِي سعد بْن لَيْث جليحة بْن عَبْد اللَّهِ بْن محَارب
من الْأَنْصَار وَمن الْأَنْصَار من بَنِي سَلمَة ثَابت بْن الجَذَع والجَذَع ثَعْلَبَة
من بني مَازِن وَمن بَنِي مَازِن بْن النجار الْحَارِث بْن سهل بْن أَبِي صعصعة
من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة الْمُنْذر بْن عبد الله

(1/91)


من الْأَوْس وَمن الْأَوْس رقيم بْن ثَابت جَمِيع من اسْتشْهد اثْنَا عشر رجلا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجِعْرَانَة مُعْتَمِرًا ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمَدِينَة واستخلف عتَّاب بْن أسيد عَلَى مَكَّة فحج عتَّاب بِالْمُسْلِمين سنة ثَمَان وَحج الْمُشْركُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ وفيهَا أسلم عِكْرِمَة بْن أَبِي جهل وفيهَا ولد إِبْرَاهِيم ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا تُوفيت زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ وفيهَا تَزَوَّجَ فاطمةَ بنت الضَّحَّاك الْكلابِيَّة
سنة تسع غَزْوَة تَبُوك وفيهَا غَزْوَة تَبُوك قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خرج رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوك فَصَالحه صَاحب أيْلَةَ وَكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ كتابا قَالَ أَبُو الْحسن خرج فِي غرَّة رَجَب
الثَّلَاثَة الَّذين خُلِّفُوا وَفِي غَزْوَة تَبُوك قصَّة الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا كَعْب بْن مَالك وهلال بْن أُميَّة ومُرارة بْن الرّبيع
سَرِيَّة أكَيْدِرَ دُومَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى أَكَيْدر دومة وَهُوَ أَكَيْدر بْن عَبْد الْملك رجل من أهل الْيمن كَانَ ملكا فَأَخذه

(1/92)


خَالِد فَقدم بِهِ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحَقَن دَمه وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَة فرَدَّه إِلَى قريته
نزُول سُورَة بَرَاءَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْر سنة تسع يُقيم للنَّاس الْحَج ثمَّ بعث عليا بِسُورَة بَرَاءَة وَأمر أَلا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان
نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ نَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ أُمِرْتُ بِأَرْبَعٍ أَلَّا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ وَلا يَقْرَبَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَأَنْ يُبْرَأَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ مِنْ عَهده
قدوم وُفُود الْقَبَائِل على الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ وُفُود الْعَرَب فَقدم عُطارد بْن حَاجِب بْن زُرَارَة والزبرقان بن بدر وَقيس بْن عَاصِم وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم فِي أَشْرَاف من أَشْرَاف تَمِيم وَبعثت بَنو سعد بْن بَكْر ضمامَ بْن ثَعْلَبَة فَأسلم وَرجع إِلَى قومه فأسلموا وَقدم الْجَارُود وَمَعَهُ الْمُنْذر بْن سَاوَى فِي عبد الْقَيْس وَقدم بَنِي حنيفَة وَفِيهِمْ مُسَيْلمَة بْن حبيب الكذَّاب وَقدم زيد الْخَيل فِي طَيء فَأَما عدي بْن حَاتِم فَقدم بعد ذَلِكَ وَقدم فَرْوَة بْن مُسيك الْمرَادِي وَعَمْرو بْن مَعْدِي كَرِب الزبيدِيّ
وَفِي سنة تسع نعى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيّ أَصْحَمَة وفيهَا مَاتَت أم كُلْثُوم بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَفِي سنة تسع من التأريخ قتلت فَارس شهربراز وأردشير بْن شيرويه وفيهَا قتلوا شهر برَاز وملكوا بوران بنت كسْرَى

(1/93)


سنة عشر
حجَّة الْوَدَاع فِيهَا حج رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع
إِسْلَام أهل نَجْرَان وفيهَا بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد فِي شهر ربيع الآخر أَو جُمادى الأولى إِلَى بلحارث بْن كَعْب بِنَجْرَان فأسلموا ثمَّ كتب إِلَيْهِ فَقدم وَقدم مَعَه رجال من بلحارث بْن كَعْب فأسلموا وَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن حزم ليفقههم فِي الدَّين وَيُعلمهُم السّنة وَيَأْخُذ صَدَقَاتهمْ وفيهَا مَاتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا مَاتَت بوران بنت كسْرَى وملكت فَارس أُخْتهَا أزْرَما بنت كسْرَى
سنة إِحْدَى عشرَة
وَفَاة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من شهر ربيع الأول وَيُقَال لليلتين خلتا مِنْهُ وَدفن لَيْلَة الْأَرْبَعَاء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُمْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاخْتُلِفَ فِي سِنِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ تُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فَقَالَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي جرير قَالَ

(1/94)


كُنَّا عَندَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ تُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالا أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ نَا عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً نَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَن بن جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ قُبِضَ وَهُوَ بن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ وَابْنُ زُرَيْعٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً نَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ دَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ نَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ نَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سنة

(1/95)


نَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً نَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة
وَفَاة فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا وفيهَا توفيت فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وَفَاته يُقَال بِثمَانِيَة أشهر وَيُقَال بِسِتَّة وَيُقَال بسبعين يَوْمًا حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ السَّهْمِيُّ قَالَ نَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ أَبِيهَا بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ عَاشَتْ سَبْعِينَ مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بَعْدَ أَبِيهَا وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ لَبِثَتْ بَعْدَ أَبِيهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ قَالَ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ لَبِثَتْ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ أَبِيهَا بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ
تَسْمِيَة عماله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتخْلف عَلَى الْمَدِينَة ابْن أم مَكْتُوم ثَلَاث عشرَة مرّة فِي غَزَوَاته فِي غَزْوَة الْأَبْوَاء وبواط وَذي الْعَشِيرَة وَخُرُوجه إِلَى نَاحيَة جُهَيْنَة فِي طلب كرز بْن جَابر وَحين سَار إِلَى بدر ثمَّ ردَّ أَبَا لبَابَة واستخلفه عَلَيْهَا وغزوة السويق وغَطَفَان وَأحد وحمراء الْأسد وبَحْران وَذَات الرّقاع وحجَّة الْوَدَاع واستخلف أَبَا رُهْم الْغِفَارِيّ كُلْثُوم بْن حُصَيْن حِين سَار إِلَى مَكَّة وحنين والطائف واستخلف مُحَمَّد بْن مَسْلمة فِي غَزْوَة قَرْقَرة الكُدْر وَفِي غَزْوَة بَنِي المصطلق نميلَة بن عبد الله اللَّيْثِيّ

(1/96)


وَفِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة عويف بْن الأضبط من بَنِي الدئل وَفِي غَزْوَة خَيْبَر أَبَا رُهْم الْغِفَارِيّ وَفِي عمْرَة الْقَضَاء أَبَا رهم أَيْضا وَفِي غَزْوَة تَبُوك سِبَاع بْن عرفطة الْغِفَارِيّ وَفِي بعض غَزَوَاته غَالب بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ واستخلف عَلَى مَكَّة عَند انْصِرَافه عَنْهَا عتاب ابْن أسيد فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ وَمَات أَبُو بَكْر وَعُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ عَلَى الطَّائِف وَسَالم بْن معتب عَلَى الأحلاف من ثَقِيف عَلَى بَنِي مَالك وَعَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَلَى قرى عَرَبِيَّة خَيْبَر ووادي الْقرى وتيماء وتبوك وَقبض رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمْرو عَلَيْهَا وَالْحكم بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَلَى السُّوق وفرَّق الْيمن فَاسْتعْمل عَلَى صنعاء خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ وعَلى كِنْدَة والصدف المُهَاجر بْن أَبِي أُميَّة وعَلى حَضرمَوْت زِيَاد بْن لبيد الْأنْصَارِيّ أحد بَنِي بياضة ومعاذ بْن جبل عَلَى الْجند وَالْقَضَاء وَتَعْلِيم النَّاس الْإِسْلَام وشرائعه وَقِرَاءَة الْقُرْآن وَولى أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ زُبيد ورِمَع وعدن والساحل وَجعل قبض الصَّدقَات من الْعمَّال الَّذين بهَا إِلَى معَاذ بْن جبلٍ وَبعث عَمْرو بْن حزم إِلَى بلحارث بْن كَعْب وَأَبا سُفْيَان بْن حَرْب إِلَى نَجْرَان وَقد بعث أَيْضا عليًّا إِلَى نَجْرَان فَجمع صَدَقَاتهمْ وَقدم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع وَسَعِيد بْن القِشْب الْأَزْدِيّ حَلِيف بَنِي أُميَّة عَلَى جُرش وبحرها والْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ عَلَى الْبَحْرين ثمَّ عَزله وولاها أبان بْن سعيد وبحرها قبض رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَان عَلَى الْبَحْرين وَعَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى عمان قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمْرو عَلَيْهَا وَيُقَال قد كَانَ بعث أَبَا زيد الْأنْصَارِيّ إِلَى عمان وسليط بْن سليط أحد بَنِي عَامر بْن لؤَي إِلَى أهل الْيَمَامَة فأسلموا فأقرهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا فِي أَيْديهم وَأَمْوَالهمْ

(1/97)


تَسْمِيَة رسله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بعث عُثْمَان بْن عَفَّان إِلَى أهل مَكَّة سنة الْحُدَيْبِيَة وَعَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي بهدية إِلَى أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب بِمَكَّة وَعُرْوَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ إِلَى قومه بِالطَّائِف وَجَرِير بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى ذِي كلاع وَذي رعين بِالْيمن وَبعث إِلَى الْأَبْنَاء الَّذين بِالْيمن وبَر بْن يُحَنَّس وَيُقَال وبر بْن مُحصن الغلفاني وَيُقَال مخشي بْن وبرة وَيُقَال حنيس الْأَزْدِيّ وخبيب بْن زيد بْن عَاصِم إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب فَقتله مُسَيْلمَة وسليط بْن سليط إِلَى أهل الْيَمَامَة وَعبد اللَّه بْن حذافة السَّهْمِي إِلَى كسْرَى ودحية بْن خَلِيفَة الْكَلْبِيّ إِلَى قَيْصر وشجاع بْن وهب الْأَسدي إِلَى الْحَارِث بْن أَبِي شمر الغسَّاني وَيُقَال إِلَى جبلة بْن الْأَيْهَم وحاطب بْن أَبِي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقس صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة وَعَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ
تَسْمِيَة عماله عَلَى الصَّدقَات
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف عَلَى صدقَات كلب عدي بْن حَاتِم عَلَى الحليفين طَيء وَأسد وَيُقَال عَلَى أَسد الأباء بْن قيس الْأَسدي عُيَيْنَة بْن حصن عَلَى فَزَارَة الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط عَلَى بَنِي المصطلق الْحَارِث بْن عَوْف المري عَلَى بَنِي مرَّة مَسْعُود ابْن دخيلة الْأَشْجَعِيّ عَلَى أَشْجَع وَبني عَبْد اللَّهِ بْن غطفان وَبني عبس الْأَعْجَم بْن سُفْيَان البلوي عَلَى عذرة وسلامان وبَلي من جُهَيْنَة مَالك بْن نُوَيْرَة عَلَى بَنِي حَنْظَلَة الزبْرِقَان بْن بدر عَلَى عَوْف وَالْأَبْنَاء قيس بْن عَاصِم الْمنْقري عَلَى مُقَاعِس وبطون أسدٍ وغَطَفَان وعطاردًا عَلَى صدقَات دارم عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ على بني عَامر بن

(1/98)


صعصعة عَبَّاس بْن مرداس عَلَى بَنِي سليم وعَلى عجز هوَازن جشم وَنصر وَثَقِيف وَسعد بْن بَكْر مَالك بْن عَوْف النصري الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الْكلابِي عَلَى بَنِي كلاب
تَسْمِيَة من كتب لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
زيد بْن ثَابت كَاتب الْوَحْي وَقد كتب لَهُ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَكتب لَهُ حَنْظَلَة بْن ربيع الأسيدي وَكتب لَهُ عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن أبي سرح ثمَّ ارْتَدَّ وَلحق بِمَكَّة
حَاجِبه وَصَاحب نفقاته وخازنه وخادمه ومؤذناه وحرسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يَأْذَن عَلَيْهِ أنسة مَوْلَاهُ وعَلى نفقاته بِلَال ومعيقيب بْن أَبِي فَاطِمَة خازنه وَيُقَال كَانَ معيقيب عَلَى خَاتمه وَأنس بْن مَالك يَخْدمه ومؤذناه بِلَال وَابْن أم مَكْتُوم وحرسه ببدر سعيد بْن زيد الْأنْصَارِيّ وَحين رَجَعَ من بدر ذَكْوَان بْن عَبْد قيس وبأحد مُحَمَّد بْن مسلمة وَفِي الخَنْدَق الزبير بْن الْعَوام وَغَيره وبخيبر لَيْلَة بَنِي بصفيَّة أَبُو أَيُّوب وبتبوك أَبُو قَتَادَة وَقد حرسه سعد بْن مَالك وعائذ بْن عَمْرو الْمُزنِيّ

(1/99)


خلَافَة أَبِي بَكْر الصّديق
وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة بُويِعَ أَبُو بَكْر بيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسم أَبِي بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قُحَافَة وَاسم أَبِي قُحَافَة عُثْمَان بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرَّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة وَأمه أم الْخَيْر بنت صَخْر بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرَّة فأنفذ جَيش أُسَامَة بْن زيد
إِنْفَاذُ جَيْشِ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ فَقُبِضُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُسَامَةُ بِالْجُرْفِ فَكَتَبَ أُسَامَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَعْظَمُ الْحَدَثِ وَمَا أَرَى الْعَرَبَ إِلا سَتَكْفُرُ وَمَعِيَ وُجُوهُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحدهُمْ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ نُقِيمَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْتَفْتِحَ بِشَيْءٍ أَوْلَى مِنْ إِنْفَاذِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَأَنْ تَخَطَّفَنِيَ الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ فَأَذِنَ لَهُ وَمَضَى أُسَامَةُ لِوَجْهِهِ فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ فَقَالَ لَهُ النَّاسُ إِنَّ الْعَرَبَ قَدِ انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ وَإِنَّكَ لَا تَصْنَعُ بِتَفْرِيقِ النَّاسِ عَنْك شَيْئا فَقَالَ وَالَّذِي

(1/100)


نَفْسُ أَبِي بَكْرٍ بِيَدِهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّ السِّبَاعَ أَكَلَتْنِي بِهَذِهِ الْقرْيَة لأنقذت هَذَا الْبَعْثَ الَّذِي أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنْفَاذِهِ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِنَحْوِهِ قَالَ فَسَارَ أُسَامَةُ فِي آخِرِ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ حَتَّى بَلَغَ أَرْضَ الشَّامِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَكَانَ مَسِيرُهُ ذَاهِبًا وَقَافِلًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا
الرِّدَّةُ وارتدت الْعَرَب وَمنعُوا الزَّكَاة فَقَالَ أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي بَكْر اقْبَل مِنْهُم فَقَالَ لَو مَنَعُونِي عقَالًا مِمَّا أعْطوا رَسُول اللَّهِ لقاتلتهم
خُرُوج أَبِي بَكْر إِلَى ذِي القَصَّة ثمَّ خرج إِلَى ذِي القَصَّة واستخلف عَلَى الْمَدِينَة سِنَان الضمرِي وَابْن مَسْعُود عَلَى أنقاب الْمَدِينَة عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالا أَوْ حَبْلا لَقَاتَلْتُهُمْ فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ قَالَ عَلِيٌّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى بَعْدَ قُدُومِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَنَزَلَهَا وَهُوَ عَلَى بَرِيدَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ نَاحِيَةِ طَرِيقِ الْعِرَاقِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِنَانَ الضَّمْرِيَّ وَعَلَى حَرَسِ أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُود

(1/101)


فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نزل بَابي لَهَا ضها اشْرَأَبَّ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةٍ إِلا طَارَ أَبِي إِلَى أَعْظَمِهَا فِي الإِسْلامِ
رِدَّةُ طُلَيْحَةَ الأَسْدِيِّ
حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَمَّرَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْجَيْشِ وَثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَلَى الأَنْصَارِ وَجِمَاعُ أَمْرِ النَّاسِ إِلَى خَالِدٍ فَسَارَ وَسَارَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ بِذِي الْقَصَّةِ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى بَرِيدَيْنِ فَضَرَبَ هُنَاكَ عَسْكَرَهُ وَعَبَّأَ جُيُوشَهُ وَعَهِدَ إِلَى خَالِدٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِطُلَيْحَةَ وَهُوَ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ قَطَنٌ وَمَاءٌ آخَرَ يُقَالُ لَهُ غَمْرَ مَرْزُوقٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد عَنْ مَسْلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ وَأَبِي مَعْشَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ وَهَمَّ بِالْمَسِيرِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ إِنَّكَ لَا تَصْنَعُ بِالْمَسِيرِ بِنَفْسِكَ شَيْئًا وَلا نَدْرِي لِمَ تَقْصُدُ فَأَمِّرْ رَجُلا تَأْمَنُهُ وَتَثِقُ بِهِ وَارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَإِنَّكَ تَرَكْتَهَا تَغْلِي بِالنِّفَاقِ فَعَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى النَّاسِ وَأَمَّرَ عَلَى الأَنْصَارِ خَاصَّةً ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَعَلَيْهِمْ جَمِيعًا خَالِدٌ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِطُلَيْحَةَ وَأَظْهَرَ أَبُو بَكْرٍ مَكِيدَةُ فَقَالَ لِخَالِدٍ إِنِّي مُوَافِيكَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا
قَالَ مَسْلَمَةُ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ خَالِدًا سَارَ مِنْ ذِي الْقَصَّةِ فِي أَلْفَيْنِ وَسَبْعِ مِائَةٍ إِلَى الثَّلاثَةِ آلافٍ يُرِيد طَلْحَة وَوَجَّهَ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيَّ حَلِيف لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ فَانْتَهَوْا إِلَى قطن

(1/102)


فَصَادَفُوا بِهَا حِبَالا مُتَوَجِّهًا إِلَى طُلَيْحَةَ بِثِقَلِهِ فَقَتَلا حِبَالًا وَأَخَذَا مَا مَعَهُ فَخَرَجَ طُلَيْحَةُ وَسَلَمَةُ ابْنَا خُوَيْلِدٍ فَلَقِيَا عُكَّاشَةَ وَثَابِتًا فَقَتَلا عُكَّاشَةَ وَثَابِتًا وَسَارَ خَالِدٌ إِلَى بزاخة فلقي وَمَعَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ وَقُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْقُشَيْرِيُّ فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا وَهَزَمَ اللَّهُ طُلَيْحَةَ وَهَرَبَ إِلَى الشَّامِ وَأُسِرَ عُيَيْنَةُ وَقُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ فَبَعَثَ بِهِمَا خَالِدٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَحَقَنَ دِمَاءَهُمَا وَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ بُزَاخَةَ فَأَتَى نَاسٌ غَمْرَ مَرْزُوقٍ فَسَارَ إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَقَتَلَ مِنْهُمْ نَاسًا كَثِيرًا وَانْهَزَمَ الآخَرُونَ بَعْدَ قِتَالٍ شَدِيدٍ
حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ قَاتَلَ عُيَيْنَةُ مَعَ طُلَيْحَةَ فِي سَبْعِ مِائَةٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ فَانْهَزَمَ النَّاسُ وَهَرَبَ طُلَيْحَةُ إِلَى الشَّامِ وَانْفَضَّ جَمْعُهُ
رِدَّةُ بَنِي سُلَيْمٍ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَفَرَتِ الْعَرَبُ فَجَاءَتْ بَنُو سُلَيْمٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالُوا إِنَّ الْعَرَبَ قَدْ كَفَرَتْ فَأَمِدَّنَا بِالسِّلاحِ فَأَمَرَ لَهُمْ بِسِلاحٍ فَأَقْبَلُوا يُقَاتِلُونَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ ... لِمَ تَأْخُذُونَ سِلاحَهُ لِقِتَالِهِ ... وَلَكُمْ بِهِ عَنْدَ الإِلَهِ آثَامٌ ...
فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَجَعَلَهُمْ فِي حَظَائِرَ ثُمَّ أَضْرَمَ عَلَيْهِمُ النِّيرَانَ وَمَضَى خَالِدٌ فَلَقِيَ أَسَدًا وَغَطَفَانَ بِبُزَاخَةَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ لَقِيَهُمْ بِبُطَاحٍ

(1/103)


فَأَقْبَلُوا بِرَايَاتِهِمْ وَأَسْلَمُوا ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أُنَاطِحَ مُسَيْلِمَةَ فَقَالَتِ الأَنْصَارُ هَذَا رَأْيٌ لَمْ يَأْمُرْكَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ حَتَّى أُنَاطِحَهُ فَرَجَعَتِ الأَنْصَارُ فَسَارَتْ لَيْلَةً ثُمَّ قَالُوا وَاللَّهِ لَئِنْ نُصِرَ أَصْحَابُنَا لَقَدْ خُسِسْنَا وَلَئِنْ هُزِمُوا لَقَدْ خَذَلْنَاهُمْ فَرَجَعُوا وَأَمَّا بَكْرٌ فَحَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ مَا نَحْنُ بِسَائِرِينَ مَعَكَ وَذَكَرَ نَحْوَ الأَوَّلِ قَالَ فَبَعَثُوا إِلَى خَالِدٍ وَقَدْ سَارَ مَنْقَلَةً أَوْ مَنْقَلَتَيْنِ أَنْ أَقِمْ حَتَّى نلحقك فَأَقَامَ حَتَّى لَحِقُوا بِهِ
ردة بَنِي تَمِيم
ثمَّ سَار حَتَّى نزل البُطاح من أَرض بَنِي تَمِيم فَبعث السَّرَايَا فَلم يلق كيدًا فأُتِيَ بِمَالك بْن نُوَيْرَة فِي رَهْط من بَنِي حَنْظَلَة فَضرب أعَناقهم وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ الْعَجْلانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ عَهِدَ أَبُو بكر إِلَى خَالِد وأمرأته الَّذِينَ وَجَّهَ إِلَى الرِّدَّةِ أَنْ إِذَا أَتَوْا دَارًا أَنْ يُقِيمُوا فَإِنْ سَمِعُوا أَذَانًا أَوْ رَأَوْا صَلاةً أَمْسَكُوا حَتَّى يَسْأَلُوهُمْ عَنِ الَّذِي نَقَمُوا وَمَنَعُوا لَهُ الصَّدَقَةَ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا وَلا رَأَوْا مُصَلِّيًا شَنُّوا الْغَارَةَ وَقَتَّلُوا وَحَرَّقُوا قَالَ فُكُنْتُ مَعَ خَالِدٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ قِتَالِ طُلَيْحَةَ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ وَسُلَيْمٍ ثُمَّ سَارَ إِلَى بِلادِ بَنِي تَمِيمٍ فَقَدَّمْنَا خَالِدَ أَمَامَهُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ حِينَ طَفَلَتِ الشَّمْسُ الْغُرُوبَ فَثَارُوا إِلَيْنَا فَقَالُوا مَنْ أَنْتُمْ قُلْنَا نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا وَنَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُسْلِمُونَ وَقَدْ كَانَ خَالِدٌ بَثَّ سَرَايَاهُ فَلَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا وَقَاتَلَهُمْ قَوْمٌ بِالْبَعُوضَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَرَّارِ فجائوا بِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ فِي أَسْرَى مِنْ قَوْمِهِ فَأَمَرَ خَالِدٌ بِأَخْذِ أَسْلِحَتِهِمْ ثُمَّ أَصْبَحَ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ

(1/104)


وَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ نَحْوَهُ وَقَالَ إِنَّا لَمَّا غَشِينَا الْقَوْمَ أَخَذُوا السِّلاحَ فَقُلْنَا إِنَّا مُسْلِمُونَ فَقَالُوا وَنَحْنُ مُسْلِمُونَ قُلْنَا فَمَا بَالُ السِّلاحِ مَعَكُمْ قَالُوا فَمَا بَالُ السِّلاحِ مَعَكُمْ قُلْنَا فَإِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَقُولُونَ فَضَعُوا السِّلاحَ فَوَضَعُوا السِّلاحَ ثُمَّ صَلَّيْنَا وَصَلُّوا
قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ عَنْ طُفَيْلٍ قَالَ نَزَلَ خَالِدٌ بِالْبَعُوضَةِ وَكَانَ أَبُو الْجَلالِ مُؤَذِّنُهُمْ غَائِبًا فَلَمْ يُؤَذِّنْ أَحَدٌ فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ مِنْهُمْ نَاسًا مِنْهُمْ بِشْرُ بْنُ أَبِي سَوْدٍ الْغُدَانِيُّ وَأَفْلَتَ يَوْمَئِذٍ مِرْدَاسُ بْنُ أَدَيَّةَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَدِمَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ بِمَقْتَلِ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ فَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ جَزَعًا شَدِيدًا فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَلْ يَزِيدُ خَالِدٌ عَلَى أَنْ يَكُونَ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ وَرَدَّ أَبُو بَكْر خَالِدًا وَوَدَى مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ وَرَدَّ السَّبْيَ وَالْمَالَ بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ دَخَلَ خَالِدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَعَذَرَهُ وَقَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ يَرْثِي أَخَاهُ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَة ... فَعِشْنَا بِخَيْرٍ فِي الْحَيَاةِ وَقَبْلَنَا ... أَصَابَ الْمَنَايَا رَهْطَ كِسْرَى وَتُبَّعَا ...
... وَكُنَّا كند مانى جُذَيْمَةَ حُقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قيل لن يتصدعا ...

(1/105)


.. فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا ...
... فَمَا شَارِفٌ حَنَّتْ حَنِينًا فَرَجَّعَتْ حَنِينًا فَأَبْكَى شَجْوُهَا الْبَرْكَ أَجْمَعَا ...
... وَلا ذَاتُ أَظْآرٍ ثَلاثٍ رَوَائِمٍ رَأَيْنَ مَجَرًّا مِنْ حُوَارٍ وَمَصْرَعَا ...
... يُذَكِّرْنَ ذَا الْبَثِّ الْحَزِينَ بِحُزْنِهِ إِذَا حَنَّتِ الأُولَى سَجَعْنَ لَهَا مَعَا ...
... بَأَوْجَدَ مِنِّي يَوْمَ قَامَ بِمَالِكٍ مُنَادٍ فَصِيحٌ بِالْفِرَاقِ فَأَسْمَعَا ...
... أَبِي الصَّبْرَ آيَاتٌ أَرَاهَا وَإِنَّنِي أَرَى كُلَّ حَبْلٍ بَعْدَ حَبْلِكِ أَقْطَعَا ...
... سَقَى اللَّهُ أَرْضًا حَلَّهَا قَبْرُ مَالِكٍ ذَهَابُ الْغَوَادِي الْمُدْجِنَاتِ فأمرعا ...

(1/106)


.. وَآثَرَ بَطْنُ الْوَادِيَيْنِ بِدِيمَةٍ تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِنَ النَّبْتِ خَرْوَعَا ...
... تَحِيَّتُهُ مِنِّي وَإِنْ كَانَ نَائِيًا وَأَمْسَى تُرَابًا فَوْقَهُ الأَرْضُ بَلْقَعَا ...
فِي كَلامٍ كَثِيرٍ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ وَغَيرهَا من مراثيه
خبر الْيَمَامَةِ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَجَّهَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَامَةِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْيَمَامَةِ نَزَلَ وَادِيًا مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ فَأَصَابَ فِيهِ مجاعَة ابْن مَرَارَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلا مِنْهُمْ كَانُوا خَرَجُوا فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ فَقَالَ لَهُمْ خَالِدٌ يَا بَنِي حَنِيفَةَ مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا نَقُولُ مِنَّا نَبِيٌّ ومنكم نَبِي فغرضهم خَالِدٌ عَلَى السَّيْفِ فَقَتَلَهُمْ إِلا مُجَّاعَةَ فَاسْتَوْثَقَ مِنْهُ بِالْحَدِيدِ ثُمَّ سَارَ فَاقْتَتَلُوا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رِجَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا فَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ تَدَاعَوْا فَقَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
فَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمَّا انْكَشَفَ النَّاسُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَتَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخْذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ يَا عَمِّ أَلا تَجِيءُ مَا يَحْبِسُكَ قَالَ بلَى يَا بن أَخِي الآنَ وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ مَا هَكَذَا كُنَّا

(1/107)


نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاءَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ أَتَيْتُ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ فَقُلْتُ أَيْ عَمِّ أَلا تَرَى فَقَالَ الْآن يَا بن أَخِي ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ عَلِيٌّ وَمُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَالَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى بَلَغُوا الرِّحَالَ فَقَالَ السَّائِبُ بْنُ الْعَوَّامِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ بَلَغْتُمُ الرِّحَالَ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَفَرٌّ بَعْدَ رَحْلِهِ فَارْجِعُوا فَرَجَعُوا فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ وَقُتِلَ مُسَيْلِمَةُ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ كَشَفَ النَّاسُ عَنْ رِحَالِهِمْ لَا تَحَوُّزَ بَعْدَ الرِّحَالِ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ الْحَنَفِيَّ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ فَقَالَ أَبُو مَرْيَمَ لعمر يَا أَمِير إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ زَيْدًا بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ الْحَنَفِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ قَالَ قَتَلَهُ سَلَمَةُ بْنُ صُبَيْحٍ ابْنِ عَمِّ أَبِي مَرْيَمَ
وَحَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَارَزَ الْبَرَاءُ مُحَكِّمَ الْيَمَامَةِ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَضَرَبَ مُحَكِّمَ الْيَمَامَةِ حَجَفَةً كَانَتْ مَعَ الْبَرَاءِ حَتَّى عَضَّ السَّيْفُ بِيَدِهِ وَضَرَبَ الْبَرَاءُ رِجْلَهُ فَقَطَعَهَا وَأَخَذَ سَيْفَهُ فذبحه بِهِ

(1/108)


حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ بْنُ طُفَيْلٍ رَمَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ رَمَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَكِّمَ الْيَمَامَةِ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ فِي نَحْرِهِ فَقَتَلَهُ
بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ زَحَفَ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى ألجأوهم إِلَى الحديقة وفيهَا عَدو الله مُسَيْلمَة فَقَالَ الْبَرَاءَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ فَاحْتُمِلَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الْجِدَارِ اقْتَحَمَ فَقَاتَلَهُمْ عَلَى الْحَدِيقَةِ حَتَّى فَتَحَهَا لِلْمُسْلِمِينَ فَقَتَلَ اللَّهُ مُسَيْلِمَةَ
الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَمَى الْبَرَاءُ بِنَفْسِهِ عَلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ الْبَابَ وَفِيهِ بَضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً مِنْ بَيْنِ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ وَضَرْبَةٍ فَحَمَلَ إِلَى رَحْلِهِ يُدَاوِي فَأَقَامَ عَلَيْهِ خَالِدٌ شَهْرًا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلا يَوْمَئِذٍ يَقُولُ يَصْرُخُ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ وَحَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ نَا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عبد الرَّحْمَن بن عَبَّاس ابْن رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا وَحْشِيٌّ قَالَ لَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ خَرَجْتُ مَعَهُمْ وَأَخَذْتُ حَرْبَتِيَ الَّتِي قَتَلْتُ بِهَا حَمْزَةَ فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ رَأَيْتُ مُسَيْلِمَةَ قَائِمًا فِي يَدِهِ السَّيْفُ وَمَا أَعْرِفُهُ فَتَهَيَّأْتُ لَهُ وَتَهَيَّأَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ النَّاحِيَةِ الأُخْرَى كِلانَا يُرِيدُهُ فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا رَضِيتُ عَنْهَا دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ فِيهِ وَضَرَبَهُ الأَنْصَارِيُّ بِالسَّيْفِ فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا

(1/109)


قَتَلَهُ فَإِنْ كُنْتُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ وَيُقَالُ قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ
حَدثنَا خَليفَة قَالَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ لَمَّا قُتِلَ مُسَيْلِمَةُ خَرَجَ خَالِدٌ بِمُجَّاعَةَ بْنِ مَرَارَةَ يَرْسُفُ مَعَهُ فِي الْحَدِيدِ لِيَدُلَّهُ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فَجَعَلَ يَكْشِفُ الْقَتْلَى حَتَّى مَرَّ بِمُحَكِّمِ الْيَمَامَةِ بْنِ الطُّفَيْلِ وَكَانَ رَجُلا جَسِيمًا فَقَالَ خَالِدٌ هَذَا صَاحِبُكُمْ قَالَ لَا هَذَا خَيْرٌ مِنْهُ هَذَا مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ ثُمَّ مَضَى خَالِدٌ حَتَّى دَخَلَ الْحَدِيقَةَ فَإِذَا رُوَيْجِلٌ أُصَيْفِرٌ أُحَيْمِشٌ فَقَالَ مُجَّاعَةُ هَذَا صَاحِبُنَا فَقَالَ خَالِدٌ وَيْلُكَ هَذَا فَعَلَ بِكُمْ مَا فَعَلَ قَالَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ سَأَلَ مجَّاعة أَن يصالحه عَن قومه فَصَالحه عَلَى الصَّفراء والبَيْضاء والحَلْقة وَنصف السَّبي يُرِيد الخدم فَلَمَّا فرغ من الصُّلْح فُتحت الْحُصُون فَإِذا لَيْسَ فِيهَا إِلَّا النِّسَاء وَالصبيان
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبعث أَبُو بَكْر سَلمَة بْن سَلامَة بْن وقش وَأَبا نهيك بْن أَوْس أحد بَنِي عَبْد الْأَشْهَل إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد يَأْمُرهُ أَن لَا يستبقي من بَنِي حنيفَة رجلا أنبت فوجداه قد فرغ من الصُّلْح
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر أَن أَبَا بَكْر الصّديق بعث رجلا من الْأَنْصَار إِلَى خَالِد يَأْمُرهُ أَن يقتل من أنبت من بني حنيفَة

(1/110)


حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَمَى أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ فِي الْحَدِيقَةِ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَغَيْرِهِ قَالَ قُتِلَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ مِائَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا وَكَانَ جَمِيعُ الْقَتْلَى أَرْبَعَ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا أَبُو الْحَسَنِ عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ شُهَدَاءُ الْيَمَامَةِ خُمْسُمِائَةٍ فِيهِمْ خَمْسُونَ أَوْ ثَلاثُونَ مِنَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ
تَسْمِيَة من اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة من بني عبد شمس مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس بَدْرِي وَسَالم بْن معقل مولى أَبِي حُذَيْفَة بَدْرِي مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَمن حلفائهم من بَنِي أَسد بْن خُزَيْمَة شُجَاع بْن وهب بن ربيعَة بَدْرِي من بني سليم وَمن بَنِي سُليم حلفاء فِي بَنِي أَسد بْن خُزَيْمَة صَفْوَان بْن أُميَّة بْن عَمْرو وَأَخُوهُ مَالك بْن أُميَّة بْن عَمْرو بَدْرِي من حَضرمَوْت قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَغَيْرِهِ قَالَ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ مَخْرَمَةُ بْنُ شُرَيْحٍ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وطفيل بن عَمْرو الدوسي

(1/111)


قَالَ أَبُو معشر وَالْحكم بْن سعيد بْن الْعَاصِ فِي حَدِيث ابي معشر
قَالَ من بني الْمطلب قَالَ وَمن بَنِي الْمطلب بْن عَبْد منَاف بْن قُصَيٍّ جُبَير بْن مَالك أمه بُحَيْنَة بنت الْحَارِث بْن الْمطلب حَلِيف لَهُم من الازد
من بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى وَمن بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى السَّائِب بْن العوَّام بْن خويلد أَخُو الزبير
من بني عبد الدَّار وَمن بَنِي عَبْد الدَّار يَزِيد بن اوس حَلِيف لَهُم
من بني زهرَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي غير حَدِيث أَبِي معشر وَمن بَنِي زهرَة بْن كلاب قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حيُّ بْن جَارِيَة وَقَالَ أَبُو معشر يعلى بْن جَارِيَة الثَّقَفِيّ حَلِيف لَهُم قَالَ أَبُو معشر وحبِيب بْن أسيد بْن جَارِيَة أَخُو أَبِي بَصِير عتبَة بن أسيد
من بني مَخْزُوم وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْوَلِيد بْن عَبْد شمس بْن الْمُغيرَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَكِيم بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن عَائِذ وَقَالَ أَبُو معشر حزن بْن أَبِي وهب جد سعيد بْن الْمسيب وَحَكِيم بن أبي وهب
من بني عدي قَالَا وَمن بَنِي عدي بْن كَعْب زيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل وَعبد اللَّه بْن عُمَر ابْن بُجرة قَالَ أَبُو معشر وهم أهل بَيت من الْيمن تَبَنَّاهم بُجرة بْن خلف بْن صداد ابْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح

(1/112)


من بني لَيْث وعامر بْن البكير من بَنِي لَيْث بَدْرِي
من بني سهم وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو أَبُو قيس بْن الْحَارِث بْن قيس من مهاجرة الْحَبَشَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بن قيس
من بَنِي عَامر بْن لؤَي وَمن بَنِي عَامر بْن لؤَي عَبْد اللَّهِ بْن مخرمَة بْن عَبْد العُزَّى بْن أَبِي قيس بَدْرِي وَعبد اللَّه بْن سُهَيْل بْن عَمْرو بَدْرِي قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ والسّليط بْن السّليط بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن أَبِي أويس بْن سعد بْن أَبِي سرح بْن الْحَارِث بْن حبيب بْن حُذَيْفَة بْن نصر بْن مَالك بْن حسل وَرَبِيعَة بْن أَبِي خَرشَة
من بني منقذ وَمن بَنِي منقذ بْن عَمْرو بْن مُعَاوِيَة أَبُو عَلِيِّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رخصَة قَالَ أَبُو معشر سليط لم يُقتل فَجَمِيع ذَلِكَ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ رجلا مِنْهُم تِسْعَة من أهل بدر
من الْأَنْصَار وَاسْتشْهدَ من الْأَنْصَار ثمَّ من بَنِي عَبْد الْأَشْهَل من الْأَوْس عبَّاد بْن بشر بْن وقش بَدْرِي وَعبد اللَّه بْن عتِيك وَرَافِع بْن سهل حَلِيف وحاجب بْن يَزِيد حَلِيف وَسُهيْل بْن عدي قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ هما من أهل راتج من أزدشنوءة وَمَالك بْن أَوْس وَعُمَيْر بْن أَوْس من بني جحجبا وَمن بَنِي جَحْجَبا طَلْحَة بْن عتبَة ورباح مولى الْحَارِث بْن مَالك

(1/113)


من بني أنيف وَمن بَنِي أنيف أَبُو عقيل بَدْرِي
من بني العجلان وَمن بَنِي العجلان معَن بْن عدي بْن الْجد بْن عجلَان قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وجرول بْن العبَّاس بْن عَامر بْن ثَابت وَقَالَ أَبُو معشر عَامر بْن ثَابت من الْخَزْرَج وَمن الْخَزْرَج ثمَّ من بَنِي الْحَارِث بْن الْخَزْرَج ثَابت بْن قيس بْن شماس وَبشير بْن عَبْد اللَّهِ وكليب بْن بشر بن تَمِيم حَلِيف لَهُم من بني الحبلى وَمن بَنِي الحبلى عَبْد اللَّهِ بْن أُبَيِّ بْن سلول بَدْرِي وَعبد اللَّه بْن عتْبَان حَلِيف من بني أَسد
من بني سَالم وَمن بَنِي سَالم بْن عَوْف ثَابت بْن هزَّال وَإيَاس بْن ودفة بدريان
من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة أسعد بْن يَرْبُوع وَسعد بْن جَارِيَة بْن لوذان بْن عَبْد ودّ بْن زيد وَأَبُو دُجَانَة سماك بْن خَرشَة وَسعد بْن حمَّاز حَلِيف
من بني سَلمَة وَمن بَنِي سَلِمَةَ ثمَّ من بَنِي حرَام عقبَة بْن عَامر بْن نابي بَدْرِي قَالَ أَبُو معشر ومخاش الْحِمْيَرِي حَلِيف

(1/114)


من بني غنم وَمن بني غنم بن كَعْب سَلمَة بن مَسْعُود بن سِنَان
من بني سَواد وَمن بني سَواد ضَمرَة بن عِيَاض وَهُوَ ابْن عَم عَبْد اللَّهِ بْن أنيس
من بَنِي مَازِن بْن النجار أَبُو حبَة بْن غزيَّة بْن عَمْرو قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وحبِيب بْن زيد
من بني عَمْرو بن مبذول وَمن بَنِي عَمْرو بْن مبذول حبيب بْن عَمْرو بْن مُحصن قُتل فِي الطَّرِيق وَهُوَ ذَاهِب
من بَنِي مَالك بْن النجار وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ عمَارَة بْن حزم بْن زيد بَدْرِي وَيزِيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك أَخُو زيد رُمِيَ بِسَهْم فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وثابت بْن خَالِد بن عَمْرو ابْن النُّعْمَان بْن خنساء وفروة بْن النُّعْمَان بن إساف
من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُرَيْق عَائِذ بْن ماعص جَمِيع من اسْتشْهد من الْأَنْصَار أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ رجلا فَجَمِيع ذَلِكَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ رجلا

(1/115)


ردة الْبَحْرَيْنِ
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الْحُطَمَ شَدَّ الْجَارُودَ وَثَاقًا قَالَ عَلِيٌّ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَبَعَثَ أَبُو بكر الْعَلَاء ابْن الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ وَكَانُوا ارْتَدُّوا إِلا نَفَرًا ثَبَتُوا مَعَ الْجَارُودِ فَالْتَقَوْا بِجُوَاثَا فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَقُتِلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةٌ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَاصَرَهُمُ الْعَلاءُ بِجُوَاثَا حَتَّى كَادَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَهْلِكُوا مِنَ الْجَهْدِ فَسَمِعُوا أَصْوَاتًا كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَذَفٍ دَعُونِي أَهْبِطُ مِنَ الْحِصْنِ فَآتِيكُمْ بِالْخَبَرِ فَنَزَلَ مِنَ الْحِصْنِ فَأَخَذُوهُ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ فَانْتَسَبَ وَجَعَلَ يُنَادِي يَا أَبْجَرَاهُ فَعَرَفَهُ أَبْجَرُ فَمَنَّ عَلَيْهِ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْقَوْمَ سكارى فبيتهم الْعَلَاء فِيمَن فَقَتَلُوهُمْ قَتْلا شَدِيدًا
ردة عمان والنُّجير وحَضْرَمَوْتَ واليمن وَبعث أَبُو بَكْر عِكْرِمَة بْن أَبِي جهل إِلَى عمان وَبعث أَبُو بَكْر المُهَاجر بْن أَبى أميَّة المَخْزُومِي وَزِيَاد بْن لبيد الْأنْصَارِيّ إِلَى أهل النُّجير وَكَانُوا ارْتَدُّوا وَفِيهِمْ الاشعث ابْن قيس الكِنْدِي فحصروهم فَسَأَلَهُمْ الأشعثُ الأمانَ عَلَى نَفسه وَولده وَمَاله عَلَى أَن يفتح لَهُم فَفَعَلُوا وَفتح لَهُم فَقتلُوا من كَانَ فِي الْحصن وبعثوا بالأشعث إِلَى أَبِي بَكْر فمنَّ عَلَيْهِ وحقن دَمه
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَانْقَضَّتْ عَلَى زِيَاد بْن لبيد طائفةٌ من كِنْدَة مَعَ جَارِيَة بْن سراقَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ بَيَّتَهُمْ فَقَتَلَ الْمُلُوكَ الأَرْبَعَةَ جَمَدًا وَمَخْوَصًا ومشرقا وَأَبْضَعَةَ وَفِيهَا قُتِلَ الْعَنْسِيُّ الأَسْوَدُ

(1/116)


الْكَذَّابُ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الثَّقَفِيِّ قَالَ سُئِلَ أَشْيَاخُنَا بِصَنْعَاءَ عَنْ مَقْتَلِ الْعَنْسِيِّ فَقَالُوا كُنَّا نَسْمَعُ آبَاءَنَا يَذْكُرُونَ أَنَّ دَاذُوَيْهِ وَقَيْسًا وَفَيْرُوزَ دخلُوا عَلَيْهِ بَيته فحطم فَيْرُوز عُنُقه وَقَتله وَيُقَال قَتله قيس بن مكشوح وَحدثنَا أَبُو الْحسن عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَيْرُوزُ وَدَاذْوَيْهِ وَقَيْسٌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر الصّديق انْتَقَضَ بِهِ السَّهْمُ الَّذِي رَمَى بِهِ يَوْمَ الطَّائِفِ فَمَاتَ مِنْهُ وَأقَام الْحَج عناب بْنُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعَيْصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَيُقَالُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَيُقَالُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَابْتَاعَ أَسْلَمُ مَوْلاهُ مِنْ نَاسٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ عُمَرَ فَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ وفيهَا مَاتَ سعد بْن عبَادَة الْأنْصَارِيّ وَيُقَال مَاتَ سنة خمس عشرَة
سنة اثْنَتَيْ عشرَة فِيهَا بعث أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَرض الْبَصْرَة وَكَانَت تسمى أَرض الْهِنْد فَحَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنَا عمرَان بن حدير قَالَ نَا رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ مُقَاتِلٌ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ حَمَلَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِ فَقُلْنَا إِنَّا مُسْلِمُونَ فَتَرَكَنَا وَغَزَوْنَا مَعَهُ الأَبُلَّةَ فَفَتَحْنَاهَا حَتَّى إِنَّهُمْ ليولغون كلابهم

(1/117)


فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ صَالَحَهُ أَهْلُ نَهْرِ الْمَرْأَةِ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَانْصَرَفَ عَنْهُمْ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد صالحته من رَأس الفهرج إِلَى نهر الْمَرْأَة الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ خَالِدًا دَخَلَ مَيْسَانَ فَأَصَابَ بِهَا غَنَائِمَ وَسَبَايَا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى وَصَالَحَتْهُ طَمَاهيج صَاحِبَةُ نَهْرِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ ثُمَّ سَارَ نَحْوَ السوَاد فَأخذ على كسكر وزند ورد وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ قُطْبَةَ بْنَ قَتَادَةَ السَّدُوسِيَّ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد وَأَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم صالَحَ ابْن صلوتا عَلَى ألَّيس وقرى السوَاد فِي صفر من سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَلَى ألف دِينَار وَحَدَّثَنِي من سَمِعَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ صَالَحَ أَهْلُ أُلَيْسَ خَالِدًا يَوْمَ السَّبْتِ لِثَلاثٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَلَى أَلْفِ دِينَارٍ وَافْتَتَحَ هَرْمَزْجَرْدَ وَنَهْرَ الْمَلِكِ وَبَارُوسْمَا وَصَالَحَهُ عَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ عَمْرِو بْنِ بُقَيْلَةَ وَإِيَاسُ بْنُ قُبَيْصَةَ الطَّائِيُّ عَلَى تِسْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ سَارَ إِلَى الأَنْبَارِ فَصَالَحُوهُ وَوَجَّهَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ إِلَى سُوقِ بَغْدَادَ فَأَغَارَ عَلَيْهَا
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَعلي بْن مُحَمَّد وَغَيرهمَا أَتَى خَالِد بْن الْوَلِيد عين التَّمْر فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نزلُوا عَلَى حكمه فَقتل وسبى فَمن ذَلِكَ السَّبي سِيرِين أَبُو مُحَمَّد بْن سِيرِين وَمِنْهُم يسَار كَانَ عبدا لقيس بْن مخرمَة من وَلَده مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن يسَار صَاحب السِّيرَة وَمِنْهُم نصير أَبُو مُوسَى بْن نصير وَمِنْهُم رَبَاح أَبُو عَبْد اللَّهِ وَعبيد اللَّه ابْني رَبَاح وَمِنْهُم هُرْمُز يُسمَّون بِالْبَصْرَةِ الهرامزة فِي جمَاعَة يبلغ عَددهمْ أَرْبَعِينَ أكره ذكرهم

(1/118)


وفيهَا مَاتَ أَبُو الْعَاصِ بْن الرّبيع زوج زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا حجَّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْر الصّديق وفيهَا قبل ذَلِكَ فِي رَجَب خرج أَبُو بَكْر مُعْتَمِرًا واستخلف عَلَى الْمَدِينَة عُمَر واستخلف حِين حج عُثْمَان بن عَفَّان
سنة ثَلَاث عشرَة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ لَمَّا قَفَلَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْحَجِّ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قِبَلَ فِلَسْطِينَ وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْلُكُوا عَلَى الْبَلْقَاءِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكتب أَبُو بَكْر إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد فَسَار إِلَى الشَّام فَأَغَارَ عَلَى غسَّان بمرْج راهط ثمَّ سَار فَنزل عَلَى قناة بُصْرَى وَقدم عَلَيْهِ يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان وَأَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وشرحبيل بْن حَسَنَة فصالحت بُصرى فَكَانَت أول مَدَائِن الشَّام فُتِحت وَصَالح فِي وَجهه ذَلِكَ أهل تدمر ومَرَّ عَلَى حوارين فَقتل وسبى وأغار عَلَى قرى غسَّان بمرج راهط فَقتل وسبى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ سَارُوا جَمِيعًا قِبَلَ فِلَسْطِينَ فَالْتَقوا بأجنادين بَين الرَّملةِ وَبَين بَيت جِبْرين والأمراء كل عَلَى جنده يزْعم بعض النَّاس أَن عَمْرو بْن الْعَاصِ كَانَ عَلَيْهِم جَمِيعًا وعَلى الرّوم الْقُبُقْلار فَقُتِلَ الْقُبُقْلار وَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَذَلِكَ يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة

(1/119)


قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَاسْتشْهدَ يَوْم أجنادين ممَّن حفظ عَنه الحَدِيث نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحَّام العَدوي وَهِشَام بْن الْعَاصِ بْن وَائِل السَّهْمِي قَالَ أَبُو الْحسن وَاسْتشْهدَ يَوْمئِذٍ أَيْضا الْفضل بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَأَبَان ابْن سعيد بْن الْعَاصِ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ اسْتشْهد يَوْمئِذٍ الْفضل بْن عَبَّاس قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السّنة وقْعَة مرج الصُّفر يَوْم الْخَمِيس لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة والأمير خَالِد بْن سعيد وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفَّرِ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَيُقَالُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قُتِلَ أَيْضًا وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَيُقَالُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدُ أَيْضًا اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَلَى الْمُشْركين يَوْمئِذٍ فلقط وَقتل من الْمُشْركين مقتلة عَظِيمَة وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ الْتَقَوْا بِفحْل فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة فَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَأقَام للنَّاس الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ ثُمَّ حَجَّ عُمَرُ بَقِيَّةَ إِمَارَتِهِ حَتَّى مَاتَ

(1/120)


وَفَاة الصّديق وعُمْرُهُ وفيهَا مَاتَ أَبُو بَكْر رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَلَى رَأس سنتَيْن وَثَلَاثَة واشهرو انثي عشر يَوْمًا من متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو الْيَقْظَانِ فِي آخَرَيْنِ قَالُوا تُوُفِّيَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ لَا يُخْتَلَفُ فِي سِنِّهِ أَبُو دَاوُدَ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
فَقَالَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
أَبُو أَحْمَدَ وَسَلْمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ أَنَا أَكْبَرُ أَمْ أَنْتَ قَالَ بَلْ أَنْتَ أَكْبَرُ وَأَكْرَمُ وَخَيْرٌ وَأَنَا أسن مِنْك

(1/121)


مُدَّة خلَافَة الصّديق كَانَت ولَايَته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وَيُقَال عشرَة أَيَّام ولد أَبُو بَكْر فِي بَيت أَبِي قُحَافَة الَّذِي بِمَكَّة
خلَافَة عُمَر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنه
وفيهَا بُويع عُمَر أُمُّ عُمَرَ حتمة بنت هَاشم بْن الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْن مَخْزُوم وفيهَا بُويِعَ عُمَر بْن الْخطاب فعزل خَالِد بْن الْوَلِيد عَن الشَّام والمثنى بْن حَارِثَة عَن نَاحيَة السوَاد سَواد الْكُوفَة وَقد كَانَ يُغير بِتِلْكَ النَّاحِيَة مُعَاذُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ قَالَ لَأَعْزِلَنَّ خَالِدًا حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يَنْصُرُ دِينَهُ عَلِيُّ وَمُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا اسْتَخْلَفَ عُمَرُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ وَعَزَلْتُ خَالِدًا خرج أَبُو بَكْر من الْمَدِينَة إِلَى ذِي القَصَّة لقِتَال أهل الرِّدَّة واستخلف عَلَى الْمَدِينَة سِنَان الضمرِي وَيُقَال أُسَامَة بن زيد ابْن مَسْعُود على أنقاب الْمَدِينَة تَسْمِيَة عمَّال أَبِي بَكْر عَلَى الْبَحْرين الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ حَتَّى توفّي أَبُو بكر فأقره عمر

(1/122)


حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَلَّى أَنَسًا الْبَحْرَيْنِ وَوَجَّهَ أَبُو بَكْرٍ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ إِلَى عُمَانَ وَكَانُوا ارْتَدُّوا فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْيَمَنِ وَوَلَّى عُمَانَ حُذَيْفَةُ الْعَلْقَانِيُّ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَجَّهَ أَبُو بَكْرٍ الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبى أميَّة المَخْزُومِي وَزِيَاد بْن لَبِيدٍ الأَنْصَارِيَّ إِلَى الْيَمَنِ
المُهَاجر عَلَى صنعاء وَزِيَاد عَلَى مَا سوى ذَلِك من السَّاحِل أَو ذَلِك بعد أَن حصر أهل النُّجير وَقد كتبنَا قصَّة النُّجير ويَعلى بْن أميَّة عَلَى خولان وأقرَّ أَبُو بَكْر عتَّاب بْن أسيد فَتوفي أَبُو بَكْر وعتَّاب فِي يَوْم وَاحِد وأقرَّ أَبُو بَكْر عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِف وَولى أَبُو بَكْر سليط بْن قيس عَلَى الْيَمَامَة قد كتبنَا أَمر الشَّام وقصة خَالِد بْن الْوَلِيد بالعراق وحجَّ أَبُو بَكْر سنة اثْنَتَيْ عشرَة واستخلف عَلَى الْمَدِينَة قَتَادَة بْن النُّعْمَان الظفري من الْأَنْصَار وَيُقَال اسْتخْلف ابْن أمِّ مَكْتُوم قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَيُقَال حج عُمَر بْن الْخطاب قَالَ وَيُقَال عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف كَاتبه عُثْمَان بْن عَفَّان وحاجبه شَدِيد مَوْلَاهُ وَيُقَال كتب لَهُ زيد بْن ثَابت أَيْضا وعَلى أمره كُله وَالْقَضَاء عُمَر بْن الْخطاب وَقد كَانَ ولى أَبَا عُبَيْدَة ابْن الْجراح بَيت المَال ثمَّ وَجهه إِلَى الشَّام ومؤذنه سعد الْقرظ مولى عمار ابْن يَاسر

(1/123)


فتوح أَبِي عبيد الثَّقَفِيّ فِي الْعرَاق
بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ وَفِيهَا بَعَثَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدِ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ إِلَى الْعِرَاقِ فَلَقِيَ جَابَانَ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْقَادِسِيَّةِ فَفَضَّ جَمْعَهُ وَأَسَرَ أَصْحَابَهُ فَفَدَى جَابَانَ نَفْسَهُ ثُمَّ أَغَارَ عَلَى كَسْكَرَ فَلَقِيَ نَرْسِي فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَدَخَلَ أَبُو عُبَيْدِ بَارُوسْمَا فَصَالَحَهُ ابْنُ الأَنْدَرْ زَغْرُ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَبَعَثَ أَبُو عُبَيْدِ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ إِلَى زَنْدَوَرْدَ فَحَارَبُوهُ فَقَتَلَ وَسَبَى وَبُعِثَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الأُسَيْدِيُّ إِلَى نَهْرِ جَوْبَرَ وَعُرْوَةُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ إِلَى الزَّوَابِيِّ فَصَالَحُوهُ عَلَى صُلْحِ بَارُوسْمَا فَلَمَّا رَجَعَتِ الْمَرَازِبَةُ إِلَى يَزْدَجْرد مُنْهَزِمِينَ شَتَمَهُمْ وأقصاهم ودعا بهمن بن خرهر مزمان ذَا الْحَاجِبِ وَعَقَدَ لَهُ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا وَدَفَعَ إِلَيْهِ درفش كابيان وَكَانُوا يتيمون بِهَا وَأَعْطَاهُ سِلاحًا كَثِيرًا وَحَمَلَ مَعَهُ مِنَ آلَةِ الْحَرْبِ أَوْقَارًا وَدَفَعَ إِلَيْهِ الْفِيلَ الأَبْيَضَ وَبَلَغَ أَبَا عُبَيْدِ مَسِيرُهُمْ فَعَبَرَ الْفُرَاتَ وَقَطَعَ الْجِسْرَ وَأَقْبَلَ ذُو الْحَاجِبِ فَنَزَلَ قُسِّ النَّاطِفِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدِ الْفُرَاتُ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ إِمَّا أَنْ تَعْبُرَ إِلَيْنَا وَإِمَّا أَنْ نَعْبُرَ إِلَيْكَ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ فَعَقَدَ لَهُ ابْنُ صَلُوتَا الْجِسْرَ وَعَبَرُوا فَالْتَقَوْا فِي مَضِيقٍ وَذَلِكَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَوْ أَوَّلِ شَوَّالٍ سَنَةِ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَقَدِمَ ذُو الْحَاجِبِ جَالِينُوسَ مَعَهُ الْفِيلُ الأَبْيَضُ وَدِرَفْشُ كَابِيَانِ فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا وَضَرَبَ أَبُو عُبَيْدٍ مِشْفَرِ الْفِيلِ وَضَرَبَ أَبُو مِحْجَنٍ عَرْقُوبَهُ وَقُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ إِنْ قُتِلْتُ فَعَلَيْكُمْ جَبْرُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ أَبُو جَبْرِ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ حَبِيبُ بن أبي ربيعَة ابْن عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ أَبُو قَيْسِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ أَخُو أَبِي عبيد

(1/124)


وَيُقَال أول من جعل إِلَيْهِ الْأَمر عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود فَقتل جَمِيع الْأُمَرَاء وَأخذ الْمثنى ابْن حَارِثَة الرَّايَة واستحر الْقَتْل فِي الْمُسلمين فَمَضَوْا نَحْو الجسر وحماهم الْمثنى بْن حَارِثَة وَعُرْوَة بْن زيد والكلج الضَّبِّيّ وَعَاصِم بْن عَمْرو الأسيدي وَعَمْرو بْن الصَّلْت السّلمِيّ حَتَّى انْتَهوا إِلَى الجسر وَقد سبقهمْ إِلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الخطمي وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الثَّقَفِيّ فَقطع الجسر وَقَالَ قَاتلُوا عَن دينكُمْ فاقتحم النَّاس الْفُرَات فغرق نَاس كثير ثمَّ عقد الْمثنى الجسر وَعبر الْمُسلمُونَ وَاسْتشْهدَ يَوْمئِذٍ من الْمُسلمين ألف وثمان مائَة وَيُقَال أَرْبَعَة آلَاف بَين قَتِيل وغريق وانحاز بِالنَّاسِ الْمثنى بْن حَارِثَة الشَّيْبَانِيّ فَبعث عُمَر جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده نَحْو ذَلِك
الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ يفتح الزارة والغابة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَاتَ أَبُو بَكْر والْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ محاصر أهل الزارة فأقره عُمَر فبارز مرزبان الزارة الْبَراء بْن مَالك فَقتله الْبَراء فَأخذ سلاحه ومنطقته فَبلغ ثَلَاثِينَ ألفا وَقَالَ هَذَا مَالِي فَخمسهُ عُمَر ثمَّ خرج رجل إِلَى الْعَلَاء فستأمنه فدله عَلَى عين خَارِجَة من الزارة كَانُوا يشربون مِنْهَا فسدها الْعَلَاء من خَارج فَصَالَحُوهُ عَلَى أَن لَهُ ثلث الْمَدِينَة وَثلث مَا فِيهَا من الذَّهَب وَالْفِضَّة وغزا الْعَلَاء مَدِينَة الغابة فَقتل من بهَا من الْعَجم وَأقَام الْحَج سنة ثَلَاث عشرَة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف
سنة أَربع عشرَة فتح دمشق فِيهَا فتحت دمشق سَار أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَمَعَهُ خَالِد بْن الْوَلِيد فَحَاصَرَهُمْ

(1/125)


فَصَالَحُوهُ وفتحوا لَهُ بَاب الجأبية وَفتح خَالِد أحد الْأَبْوَاب عَنوة وَأتم لَهُم أَبُو عُبَيْدَة الصُّلْح
فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ خَالِد عَلَى النَّاس فَصَالحهُمْ فَلم يفرغ من الصُّلْح حَتَّى عزل وَولي أَبُو عُبَيْدَة فَأمْضى أَبُو عُبَيْدَة صلح خَالِد وَلم يُغير الْكتاب وَالْكتاب عَندهم باسم خَالِد هَذَا غلط لِأَن عُمَر عزل خَالِدا حِين ولي
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى أَنْصَاف كنائسهم ومنازلهم وعَلى رؤوسهم عَلَى أَنْصَاف كنائسهم ومنازلهم وعَلى رؤوسهم عَلَى أَن لَا يمنعوا من أعيادهم وَلَا يهدم شَيْء من كنائسهم صَالح عَلَى ذَلِكَ أهل الْمَدِينَة وَأخذ سَائِر الأَرْض عَنوة
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ الصُّلْح يَوْم الْأَحَد لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة أَربع عشرَة صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَحَدَّثَنِي بَكْر عَن عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة فِي رَجَب
وقْعَة فَحل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ ثمَّ كَانَت وقْعَة فَحل يَوْم السبت لثمان بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة فغلب الْمُسلمُونَ عَلَى الأَرْض بعد قتال شَدِيد فسألوا أَبَا عُبَيْدَة الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَكَتَبُوا بَينهم كتابا
وَحَدَّثَنِي بَكْر بْن عَطِيَّة قَالَ حَاصَرَهُمْ أَبُو عُبَيْدَة رجبا وَشَعْبَان وَشهر رَمَضَان وشوالا وَالصُّلْح فِي ذِي الْقعدَة
بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ فَحل سنة ثَلَاث عشرَة وَهِي قبل دمشق

(1/126)


فتح حمص وبعلبك قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيره وفيهَا يعنون سنة أَربع عشرَة فتحت حمص وبعلبك صلحا على يَدي أبي عُبَيْدَة فِي ذِي الْقعدَة وَيُقَال فِي سنة خمس عشرَة
فتوح الْبَصْرَة
عَليّ بن مُحَمَّد عَن أشياخه قَالُوا بعث عُمَر بْن الْخطاب فِي سنة أَربع عشرَة شُرَيْح بْن عَامر أحد بَنِي سعد بْن بَكْر إِلَى الْبَصْرَة وَقَالَ كن ردْءًا للْمُسلمين فَسَار إِلَى الأهواز فَقتل بدارس فَبعث عُمَر عتبَة بْن غَزوَان أحد بَنِي مَازِن بْن مَنْصُور فِي شهر ربيع سنة أَربع عشرَة فَمَكثَ أشهرا لَا يَغْزُو فَبعث عُمَر عَلَى عمله عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن سهل الْأنْصَارِيّ فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَى الْبَصْرَة وَكتب عُمَر إِلَى الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ أَن سر إِلَى عتبَة فقد وليتك عمله فَسَار الْعَلَاء فَمَاتَ بتياس من أَرض بَنِي تَمِيم قبل أَن يصل ثمَّ غزا عتبَة فَافْتتحَ الأبلة والفرات وأبزقباذ وَسبي من ميسَان سبيا مِنْهُم يسَار أَبُو الْحسن بْن أَبِي الْحسن الْبَصْرِيّ
الَّذِي افْتتح الْفُرَات مجاشع بْن مَسْعُود بِولَايَة عتبَة إِيَّاه وَيُقَال اففتح ميسَان ودست ميسَان وأبزقباذ وشطي دجلة الْمُغيرَة بْن شُعْبَة بِولَايَة عتبَة بْن غَزوَان مُسلم وَالضَّحَّاك قَالَا أخبرنَا سوَادَة بْن أَبِي الْأسود عَن قَتَادَة أَن عُمَر بعث عتبَة بْن غَزوَان فغزا الأبلة مَرْحُوم بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن خَالِد بْن عُمَيْر الْعَدوي قَالَ غزونا مَعَ عتبَة بْن غَزوَان الأبلة فافتتحناها ثمَّ عبرنا إِلَى الْفُرَات
عون بْن كهمس قَالَ أخبرنَا عمرَان بْن حدير قَالَ حَدَّثَنَا رجل منا يُقَال لَهُ مقَاتل

(1/127)


عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ غزونا مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد الأبلة فافتتحناها هَذَا غلط خَالِد مر بِالْبَصْرَةِ فِي ولَايَة أَبِي بَكْر
وَمن سبي ميسَان أرطبان جد عَبْد اللَّهِ بْن عون
الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن ابْن عون عَن أَبِيه عَن أرطبان قَالَ كنت شماسا فِي بيعَة ميسَان فَوَقَعت فِي السهْم لعبد اللَّه بْن ذرة الْمُزنِيّ
أَبُو عُمَر الشَّيْبَانِيّ عَن من أخبرهُ عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ صالحت طماهيج بنت كسْرَى أُخْت شيرويه عتبَة بْن غَزوَان عَلَى ميسَان وَيَقُولُونَ بعثت صَاحِبَة نهر الْمَرْأَة بِأم ازدان فَصَالح ابْن غَزوَان عَلَى مَا وَرَاء نهرها إِلَى مَوضِع جسر الْأَكْبَر
أَبُو الْيَقظَان عَن صَدَقَة بْن عبيد اللَّه الْمَازِني قَالَ نَا ثَابت بْن عمَارَة عَن غنيم بْن قيس قَالَ كُنَّا مَعَ عتبَة بْن غَزوَان فَلَمَّا انْتهى الْبر وَرَاء منابت الْقصب قَالَ لَيست هَذِهِ من منَازِل الْعَرَب فَنزل الخريبة
صَفْوَان بْن عِيسَى قَالَ نَا أَبُو نعَامَة عَن خَالِد بْن عُمَيْر الْعَدوي قَالَ مر عتبَة بْن غَزوَان بِموضع المربد فَوجدَ الكذان الغليظ فَقَالَ هَذِهِ الْبَصْرَة أنزلوها بِسم اللَّه
حَدَّثَنَا غنْدر عَن شُعْبَة عَن عقيل بْن طَلْحَة عَن قبيصَة قَالَ كُنَّا مَعَ عتبَة بْن غَزوَان بالخريبة
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مَيْمُون عَن عَوْف عَن الْحسن قَالَ افْتتح عتبَة بْن غَزوَان الأبلة فَقتل من الْمُسلمين سَبْعُونَ رجلا فِي مَوضِع مَسْجِد الأبلة ثمَّ عبر إِلَى الْفُرَات فَأَخذهَا عَنوة
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن صَالح بْن دِرْهَم عَن أَبِيه سمع أَبَا هُرَيْرَة عَن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ

(1/128)


وَسلم يحْشر من مَسْجِد العشار بالأبلة شُهَدَاء لَا يقوم مَعَ شُهَدَاء بدر أحد غَيرهم
وفيهَا أَمر عتبَة بْن غَزوَان محجن بْن الأدرع بِخَط مَسْجِد الْبَصْرَة الْأَعْظَم وبناه بالقصب ثمَّ خرج عتبَة حَاجا مجاشع بْن مَسْعُود وَأمره أَن يسير إِلَى الْفُرَات وَأمر الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى يقدم مجاشع فَجمع أهل ميسَان للْمُغِيرَة عَلَيْهِم الفيلكان عَظِيم من عُظَمَاء أهل أبزقباذ فَظهر عَلَيْهِم الْمُغيرَة وَكتب بِالْفَتْح إِلَى عُمَر فَأمر عُمَر عتبَة أَن يسير إِلَى عمله فَمَاتَ قبل أَن يسير فَأقر عُمَر الْمُغيرَة عَلَى الْبَصْرَة
وفيهَا بعث عُمَر جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ عَلَى السوَاد وَقد كَانَ الْمثنى بْن حَارِثَة يُغير بناحيته فلقي جرير مهْرَان فَقتل مهْرَان وَذَلِكَ فِي صفر من سنة أَربع عشرَة وتنازع جرير والمثنى بْن حَارِثَة الْإِمَارَة فَبعث عُمَر سعد بْن مَالك وَكتب إِلَيْهِمَا أَن اسمعا لَهُ وأطيعا فسمعا لَهُ وأطاعا
وفيهَا مَاتَ الْمثنى بْن حَارِثَة وفيهَا ولد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ أول مَوْلُود ولد بهَا وفيهَا أَمر عُمَر بْن الْخطاب باجتماع النَّاس فِي الْقيام فِي شهر رَمَضَان وفيهَا حج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف بِأَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا مَاتَ أَبُو قُحَافَة عُثْمَان بْن عَمْرو أَبُو أَبِي بَكْر الصّديق وَأقَام الْحَج سنة أَربع عشرَة إِلَى سنة ثَلَاث وَعشْرين عُمَر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سنة خمس عشرَة فتوح الْأُرْدُن وَالْبِقَاع وبعلبك وحمص
حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ افْتتح شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة الْأُرْدُن كلهَا

(1/129)


عَنوة مَا خلا طبرية فَإِن أَهلهَا صالحوه وَذَلِكَ بِأَمْر أَبِي عُبَيْدَة وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ نَحوه قَالَا وَبعث أَبُو عُبَيْدَة خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى أَرض الْبِقَاع وَصَالَحَهُ أهل بعلبك وَكتب لَهُم كتابا
قَالَ ابْن مُغيرَة عَن أَبِيه صَالحهمْ عَلَى أَنْصَاف مَنَازِلهمْ وكنائسهم وَوضع الْخراج قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ ثمَّ خرج أَبُو عُبَيْدَة يُرِيد حمص وَقدم خَالِدا أَمَامه فقاتلوه قتالا شَدِيدا ثمَّ هزمت الرّوم حَتَّى دخلُوا مدينتهم فحصرهم فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَلَى أَمْوَالهم وأنفسهم وكنائسهم وعَلى أَرض حمص عَلَى مائَة ألف دِينَار وَسبعين ألف دِينَار وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الْمَدِينَة عَلَى مَا صَالح عَلَيْهِ أهل دمشق وَأخذ سَائِر مدائنهم عَنوة وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن من حَدثهُ عَن ابْن إِسْحَاق نَحوه
وقْعَة جَامِعَة اليرموك وفيهَا وقْعَة اليرموك بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ نزلت الرّوم اليرموك وَهِي مائَة ألف من الرّوم وقبائل قضاعة عَلَيْهِم السفلار خصي لهرقل
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَت الرّوم ثَلَاث مائَة ألف عَلَيْهِم باهان رجل من أَبنَاء فَارس تنصر وَلحق بالروم وَضم أَبُو عُبَيْدَة إِلَيْهِ أَطْرَافه وأمراء الأجناد وأمده عُمَر بِسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين بعد قتال شَدِيد وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَت الْوَاقِعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس مضين من رَجَب سنة خمس عشرَة
حَدَّثَنَا بكر عَن ابْن إِسْحَاق اسْتشْهد يَوْم جَامِعَة اليرموك عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ

(1/130)


وَأَبَان بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَعِكْرِمَة بْن أَبِي جهل وَعبد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الْأسد وَسَعِيد بْن الْحَارِث بْن قيس قَالَ أَبُو الْحسن أبان بْن سعيد قتل يَوْم أجنادين وَيُقَال يَوْم مرج الصفر وَقَالَ الْوَلِيد بْن هِشَام قتل يَوْم مرج الصفر عِكْرِمَة
قَالَ أَبُو الْحسن وَاسْتشْهدَ يَوْم اليرموك سهل بْن عَمْرو والْحَارث بْن هِشَام
فتح نهر تيري ودست ميسَان بالعراق وَفِي هَذِهِ السّنة بالعراق فتحت نهر تيري ودست ميسَان وقراها حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده أَن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة صَالحهمْ عَلَى ألف ألف دِرْهَم وَمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ كفرُوا فافتتحها أَبُو مُوسَى بعد
وَحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن النَّضر بْن إِسْحَاق عَن قَتَادَة أَن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة افْتتح نهر تيري عَنوة وجد بهَا حد النوشجان وَهُوَ يَوْمئِذٍ صَاحبهَا
موقعة الْقَادِسِيَّة وفيهَا وقْعَة الْقَادِسِيَّة عَلَى الْمُسلمين سعد بْن مَالك وعَلى الْمُشْركين رستم وَمَعَهُ الجالينوس وَذُو الْحَاجِب فَحَدثني غير وَاحِد عَن أَبِي عوَانَة عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ كَانَ الْمُسلمُونَ مَا بَين السَّبْعَة آلَاف إِلَى الثَّمَانِية ورستم بإزائنا فِي سِتِّينَ ألفا يَزِيد بْن زُرَيْع عَن الْحجَّاج عَن حميد بْن هِلَال عَن خَالِد بْن عُمَيْر قَالَ كَانُوا أَرْبَعِينَ ألفا قَالَ الْحجَّاج فَحَدثني عَبْد اللَّهِ أَنه كَانَ مَعَهم سبعين فيلا
بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ كَانَ رستم فِي سِتِّينَ ألفا من أخص ديوانه والمسلمون سِتَّة آلَاف أَو سَبْعَة

(1/131)


حَدَّثَنَا من سمع شَرِيكا عَن عُبَيْدَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ كَانُوا مَا بَين الثَّمَانِية آلَاف إِلَى التِّسْعَة آلَاف وجاءهم قدر أَلفَيْنِ فأقاموا قدر شهر لَا يلقاهم الْعَدو وَبعث سعد زهرَة بْن حوية للغارة فلقي شارزاذ بْن أزاذبه بالسيلحين فَقتل شارزاد قَتله بكير بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ وَأَصَابُوا حليا كثيرا أَو جوهرا وَكتب سعد إِلَى عُمَر يستمده
قَالَ ابْن زُرَيْع عَن حجاج عَن حميد بْن هِلَال عَن خَالِد بْن عُمَيْر قَالَ أمدهم أهل الْبَصْرَة بِأَلف وَخمْس مائَة كنت فيهم
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَار الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فِي أَربع مائَة وَقيس بْن مكشوح فِي سبع مائَة
قَالَ أَبُو الْحسن فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثَلَاثَة أَيَّام أَولهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث بَقينَ من شَوَّال وَيُقَال لأيام بَقينَ من شهر رَمَضَان فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين وَقتل رستم يُقَال قَتله زهرَة بْن حوية وَيُقَال هِلَال بْن علفة وَيُقَال عَمْرو بْن معد يكرب وَيُقَال مَاتَ عطشا وَقتل حَنْظَلَة بْن ربيعَة الْأَسدي ذَا الْحَاجِب وَأمر سعد زهرَة بْن حوية بِاتِّبَاع الْفرس فلحقهم بالخرار فَقتل جالينوس وَأخذ سلبه وَيُقَال قَتله كثير بْن شهَاب وقتلوهم مابين الخرار إِلَى السيلحين إِلَى النجف وأمسوا فَكف عَنهم زهرَة وَرجع
وَفِي حَدِيث أَبِي عوَانَة عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ اتبعَناهم إِلَى الْفُرَات فَهَزَمَهُمْ اللَّه واتبعَناهم إِلَى الصراة فَهَزَمَهُمْ اللَّه فألجأناهم إِلَى الْمَدَائِن
وَفِي حَدِيث ابْن زُرَيْع عَن حجاج عَن عَبْد اللَّهِ قَالَ دقَّتْ رجالة السّبْعين فيلا فِي الخَنْدَق
حَدَّثَنَا من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ لقد رَأَيْتنِي أعبر الخَنْدَق مشيا عَلَى الرِّجَال قتل بَعضهم بَعْضًا قَالَ مَا بهم سلَاح

(1/132)


فتح الْمَدَائِن
قَالَ أَبُو الْحسن ثمَّ سَار سعد من الْقَادِسِيَّة يتبعهُم فَأَتَاهُ أهل الْحيرَة فَقَالُوا نَحن عَلَى عهدنا وَأَتَاهُ بسطَام صَاحب نهر بسطَام فَصَالحه وَقطع سعد الْفُرَات فلقي جمعا بنرس عَلَيْهِم بصبهري فَقتله زهرَة بْن حوية ثمَّ لقى جمعا بكوثا عَلَيْهِم الفيرزان فَهَزَمَهُمْ اللَّه ثمَّ لَقِي جمعا بدير كَعْب عَلَيْهِم الفرخان فَهَزَمَهُمْ اللَّه ثمَّ سَار سعد والمسلمون حَتَّى نزلُوا الْمَدَائِن فافتتحوها وَقتل سعد بْن عبيد بْن النُّعْمَان يَوْم الْقَادِسِيَّة بعد أشهر
وفيهَا حَدِيث حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر قَالَ نَا مُحَمَّد بْن خازم عَن الْأَعْمَش عَن حبيب بْن صهْبَان قَالَ كنت مَعَ سعد بْن مَالك فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ مَا يمنعكم من العبور إِلَّا هَذِه النُّطْفَة ثمَّ أقحم فرسه فَاعْترضَ بِهِ دجلة ثمَّ قَرَأَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذن الله فأقحم النَّاس خيولهم فَلَمَّا رَآهُمْ الْفرس قَالُوا ديوَان ديوَان فَعبر النَّاس فَلم يفقدوا شَيْئا إِلَّا قدحا كَانَ مُعَلّقا عَلَى عذبة السرج فرأيته يعوم عَلَى المَاء وَهُوَ يطفح فأصبنا عَسْكَرهمْ فِيهِ من الجرب أَمْثَال الرِّجَال من الكافور وأصبنا من بقرهم فذبحنا فَجعل النَّاس يلقون الكافور عَلَى اللَّحْم وَيَقُولُونَ مَا أَمر ملح الْعَجم قَالَ وأصبنا من آنِية الذَّهَب حَتَّى جعل الرجل يشرى صفراء بَيْضَاء يعَني ذَهَبا بِفِضَّة
حَدَّثَنَا من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ ألجأناهم إِلَى الْمَدَائِن فَدَخَلُوهَا وَنزل الْمُسلمُونَ دير المسالح فَجعلنَا نقاتلهم فَقَالَ الْمُسلمُونَ هَؤُلَاءِ فِي الْبيُوت وَنحن بالعراء وَفِي الصحارى فاعبروا بِنَا إِلَيْهِم فَعبر السلمون من فَوق الْمَدَائِن وَمن أَسْفَل فأقحمنا فِي المَاء حَتَّى عبرنا إِلَيْهِم فحاصرناهم فِي الْجَانِب الشَّرْقِي حَتَّى أكلُوا فِيهَا الْكلاب والسنانير فَخَرجُوا عَلَى حامية مَعَهم الْعِيَال والأثقال فَسَارُوا حَتَّى نزلُوا جَلُولَاء

(1/133)


حَدَّثَنَا من سمع مسلمة عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد عَن الشّعبِيّ قَالَ أول من أقحم فرسه فِي دجلة سعد
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الذَّيَّال عَن حميد بْن هِلَال أَن أول من عبر هِلَال ابْن علفة وَيُقَال أول من عبر رجل من عَبْد الْقَيْس
أَبُو الْحسن عَن حباب بْن مُوسَى عَن عَاصِم بْن بَهْدَلَة عَن زر بْن حُبَيْش قَالَ عبر سعد فِي أَربع مائَة فَكَانُوا يتحدثون عَلَى ظُهُورهَا كَمَا يتحدثون عَلَى الأَرْض ذكر مسلمة عَن الْمثنى عَن أَبِي عُثْمَان قَالَ غرق يَوْمئِذٍ رجل كَانَ عَلَى فرس شقراء زل عَن ظهرهَا وَخرجت الْفرس تنفض عرقها
ولد سعيد بن الْمسيب لِسنتَيْنِ فلنا من خلَافَة عمر وَمَات نَوْفَل بن الْحَارِث لِسنتَيْنِ خلتا من خلَافَة عمر
وَفِي هَذِه السّنة ولى عمر عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَرض عمان والبحرين فَسَار إِلَى عمان وَوجه أَخَاهُ الحكم بن أبي الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرين
سنة سِتّ عشرَة
فتح الأهواز فِيهَا افتتحت الأهواز ثمَّ كفرُوا وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ سَار الْمُغيرَة إِلَى الأهواز فَصَالحه البير زَان عَلَى ألفي ألف دِرْهَم وثمان مائَة ألف وَتِسْعين ألفا ثمَّ غزاهم الْأَشْعَرِيّ بعد
فتح حلب وأنطاكية ومنبج وَبَيت الْمُقَدّس
وَفِي هَذِه السّنة افتتحت حلب وأنطاكية ومنبج عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَن أَبَا عُبَيْدَة بعث عَمْرو بن الْعَاصِ بعد فَرَاغه

(1/134)


من اليرموك إِلَى قنسرين فَصَالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وافتتح سَائِر أَرض قنسرين عَنوة
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ أَبُو عُبَيْدَة صَالح أهل حلب وَكتب لَهُم كتابا ثمَّ شخص أَبُو عُبَيْدَة وعَلى مقدمته خَالِد بْن الْوَلِيد فحاصر أهل إيلياء فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَلَى أَن يكون عمرهو يعطيهم ذَلِكَ وَيكْتب لَهُم أَمَانًا فَكتب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى عُمَر فَقدم عُمَر فَصَالحهُمْ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ شخص إِلَى الْمَدِينَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَذَلِكَ سنة سِتّ عشرَة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن ركَانَة عَن سَالم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر قَالَ خرج أهل إيلياء إِلَى عُمَر فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْيَة وفتحوها وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَت مَارِيَة أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا مَاتَ سعد بْن عبَادَة الْأنْصَارِيّ بِالشَّام
سنة سبع عشرَة
فِيهَا خرج عُمَر بْن الْخطاب إِلَى سرغ واستخلف عَلَى الْمَدِينَة زيد بْن ثَابت وَبهَا الطَّاعُون فَرجع وفيهَا شهد أَبُو بكرَة وَنَافِع ابْنا الْحَارِث وشبل بْن معبد وَزِيَاد عَلَى الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَعَزله عُمَر عَن الْبَصْرَة وولاها أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ
فتوح أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ
قَالَ عَامر بْن حَفْص قدم أَبُو مُوسَى الْبَصْرَة سنة سبع عشرَة فَكتب إِلَيْهِ عُمَر أَن سر إِلَى كور الأهواز فَسَار أَبُو مُوسَى واستخلف عَلَى الْبَصْرَة عمرَان بْن

(1/135)


حُصَيْن فَأتى الأهواز فافتتحها يُقَال عَنوة وَيُقَال صلحا فوظف عَلَيْهَا عُمَر عشرَة آلَاف ألف وَأَرْبع مائَة ألف
ريحَان بْن عصمَة قَالَ أخبرنَا عُمَر بْن مَرْزُوق عَن أَبِي فرقد قَالَ كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بالأهواز وعَلى خيله تجافيف الديباج يحيى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين قَالَ افْتتح أَبُو مُوسَى الأهواز
أَبُو الْحسن عَن خَلاد بْن عُبَيْدَة عَن عَلِيّ بْن زيد عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة قَالَ فتحت الأهواز صلحا أَو عَنوة الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي مسلمة بْن محَارب قَالَ نَا قحذم قَالَ جهد زِيَاد فِي سُلْطَانه أَن يخلص الصُّلْح من العَنوة فَمَا قدر
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم قَالَ نَا عمرَان بْن حدير عَن أَبِي مجلز قَالَ رد عُمَر الأهواز إِلَى الْجِزْيَة بَعْدَمَا قسموا بَين الْمُسلمين وَغشيَ نِسَاؤُهُم ثمَّ صَالح السبان وَأهل نهر تيري أَبُو مُوسَى ثمَّ سَار إِلَى مناذر فحصر أَهلهَا ثمَّ انْصَرف عَنها واستخلف الرّبيع ابْن زِيَاد الْحَارِثِيّ فافتتحها عَنوة فَقتل وسبى وَقتل بهَا من الْمُسلمين المُهَاجر بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ
موقعة جَلُولَاء
وفيهَا وقْعَة جَلُولَاء هرب يزدجرد بْن كسْرَى بعد وقْعَة الْمَدَائِن إِلَى جَلُولَاء وَأقَام سعد بِالْمَدَائِنِ فَكتب يزدجرد إِلَى الْجبَال فَجمع الْمُقَاتلَة فوجههم إِلَى جَلُولَاء فَاجْتمع بهَا جمع كثير عَلَيْهِم خرزاذ بْن خرهرمز فَكتب سعد إِلَى عُمَر يُخبرهُ فَكتب عُمَر أقِم بمكانك وَوجه إِلَيْهِم جَيْشًا فَإِن اللَّه ناصرك ومتم وعده فعقد

(1/136)


سعد لهاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص فَالْتَقوا فجال الْمُسلمُونَ جَوْلَة ثمَّ هزم اللَّه الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وحوى الْمُسلمُونَ عَسْكَرهمْ وَأَصَابُوا أَمْوَالًا عَظِيمَة وسلاحا ودواب وسبايا فبلغت الْغَنَائِم ثَمَانِيَة عشر ألف ألف فَحَدثني شُعَيْب بْن حَيَّان عَن عَمْرو بْن يحيى عَن سيف قَالَ نَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ قسم فَيْء جَلُولَاء عَلَى ثَلَاثِينَ ألف ألف
حَدَّثَنِي من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ قاتلناهم بجلولاء فجال الْمُسلمُونَ فَنَادَى هَاشم يَا معشر الْمُسلمين أَيْن أَيْن أما رَأَيْتُمْ مَا خَلفْتُمْ وتأتون عُمَر منهزمين فعطف الْمُسلمُونَ عَلَيْهِم فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَسميت جَلُولَاء فتح الْفتُوح
عثام بْن عَلِيّ عَن الْأَعْمَش عَن شمر بْن عَطِيَّة قَالَ كَانَت السِّهَام بجلولاء ثَلَاثَة آلَاف سهم
أَبُو مَدين عَن عَمْرو بْن يحيى عَن سيف عَن عُبَيْدَة عَن شَقِيق قَالَ سميت جَلُولَاء الوقيعة لم تجللها من الشَّرّ حَدَّثَنَا غير وَاحِد عَن أَبِي عوَانَة عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ سميت جَلُولَاء فتح الْفتُوح
وَحَدَّثَنِي شُعَيْب عَن عَمْرو بْن يحيى عَن سيف قَالَ كَانَت جَلُولَاء سنة سبع عشرَة
وَحَدَّثَنَا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ كَانَت سنة تسع عشرَة

(1/137)


قَالَ أَبُو الْيَقظَان أم الْهُذيْل وبسطام وَهياج بَنِي عمرَان بن الفضيل من سبي جَلُولَاء
وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم أَن أم الشّعبِيّ من سبي جَلُولَاء
ثمَّ رَجَعَ الْمُسلمُونَ إِلَى الْمَدَائِن وَجَاء أهل الطساسيج إِلَى سعد فَصَالَحُوهُ وأقرهم فِي بِلَادهمْ
بِنَاء الْكُوفَة
وَحَدَّثَنِي من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ رَجَعَ الْمُسلمُونَ فنزلوا الْمَدَائِن فاجتووها فشكوا ذَلِكَ إِلَى عُمَر فَقَالَ عُمَر أتصبر بِالْمَدَائِنِ الْإِبِل قَالُوا لَا إِن بهَا بعوضا قَالَ فَإِن الْعَرَب لَا تصبر بِبِلَاد لَا تصبر فِيهَا الْإِبِل فارتادوا قَالَ فخرجنا وَنحن نُرِيد الْحيرَة فلقينا رجل من أهل الْحيرَة وَهُوَ يُرِيد أَن يصرفنا عَنها فَقَالَ أدلكم عَلَى بَلْدَة ارْتَفَعت عَن الْبَعُوضَة وتطأطأت عَن البقة وطعَنت فِي الْبَريَّة وخالطت الرِّيف فدلنا عَلَى الْكُوفَة فاختط النَّاس ونزلوا
سنة ثَمَان عشرَة
عَام الرَّمَادَة بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فِيهَا عَام الرَّمَادَة أصَاب النَّاس مجاعَة شَدِيدَة فَخرج عُمَر يَسْتَسْقِي وَمَعَهُ الْعَبَّاس فَقَالَ اللَّهُمَّ نستسقيك بعم نبيك
طاعون عمواس قَالَ وفيهَا طاعون عمواس بِالشَّام مَاتَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح ومعاذ بْن جبل وَيزِيد بْن أَبِي سُفْيَان وشرحبيل بْن حَسَنَة والْحَارث بْن هِشَام بن الْمُغيرَة
فتح الرها وسميساط والجزيرة قَالَ أبن إِسْحَاق وَفِي سنة ثَمَان عشرَة فتحت الرها

(1/138)


وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم أَن أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ افْتتح الرها وسميساط صلحا وَمَا والاهما عَنوة قَالَ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَجه عِيَاض بْن غنم الفِهري إِلَى الجزيرة فَوَافَقَ أَبَا مُوسَى بعد فتح هَذِهِ الْمَدَائِن فَمضى وَمضى مَعَه أَبُو مُوسَى فافتتحا حران ونصيبين وَطَوَائِف الجزيرة عَنوة وَيُقَال وَجه أَبُو عُبَيْدَة خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى الجزيرة فَوَافَقَ أَبَا مُوسَى قد افْتتح الرها وسميساط فَوجه خَالِد أَبَا مُوسَى وعياضا إِلَى حران فصالحا أَهلهَا ثمَّ مضى خَالِد إِلَى نَصِيبين فافتتحها ثمَّ رَجَعَ إِلَى آمد فافتتحها صلحا وَمَا بَينهمَا عَنوة
حَدَّثَنِي شيخ من أهل الجزيرة أَن عِيَاض بْن غنم ولي صلح هَذِهِ المدن وَغَيرهَا من الجزيرة وَكتب لَهُم كتابا هُوَ عَندهم الْيَوْم باسم عِيَاض
حَدَّثَنَا وَكِيع بْن الْجراح قَالَ أخبرنَا ثَوْر عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَائِذ أَن خَالِد بْن الْوَلِيد دخل حَماما بآمد وَذكر فِيهِ حَدِيثا
وَحَدَّثَنَا رجل عَن الْمُغيرَة بْن زِيَاد الْموصِلِي عَن عبَادَة بْن نسي أَن أَبَا مُوسَى أمد بِأَهْل الْكُوفَة فَنزل سميساط وَذكر فِيهِ حَدِيثا
معَاذ بْن هِشَام قَالَ أخبرنَا أَبِي عَن قَتَادَة عَن يُونُس بْن جُبَير أَن أَبَا مُوسَى صلى بدارا صَلَاة الْخَوْف ودارا من أَرض الجزيرة بَينهَا وَبَين نَصِيبين فراسخ
وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم أَن عُمَر وَجه عياضا فَافْتتحَ الْموصل وَخلف عتبَة بْن فرقد عَلَى أحد الحصنين وافتتح الأَرْض كلهَا عَنوة غير الْحصن فَصَالحه أَهله وَذَلِكَ سنة ثَمَان عشرَة
فتح حلوان والماهات وَمَا سبذان حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة عَن السمري وَجه سعد جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ إِلَى حلوان بعد جَلُولَاء فافتتحها عنْوَة

(1/139)


قَالَ وَيُقَال بل وَجه هَاشم بْن عتبَة ثمَّ انتفضوا حِين سَارُوا إِلَى نهاوند ثمَّ سَار هَاشم إِلَى ماه دِينَار فأجلاهم إِلَى أذربيجان ثمَّ بعثوا إِلَى سعد فَصَالَحُوهُ وافتتح هَاشم الماهات وَمَا سبذان
فتح جند يسابور والسوس وفيهَا افْتتح جند يسابور والسوس صلحهم صالحههم أَبُو مُوسَى ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأهواز
فتح سرق ورامهمز وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ أول من قدم رامهرمز أَربع مائَة من الْمُسلمين فَأَغَارُوا عَلَى قَرْيَة الْعَبَّادِيّ فَقتلُوا وَسبوا ثمَّ انصرفوا إِلَى صهر تَاج من سرق فَقتل جمَاعَة فَسَار أَبُو مُوسَى فَافْتتحَ صلحا أهل سرق وَأهل رامهرمز إِلَى مَدِينَة بِالْجَبَلِ عَلَى فَرسَخ من رامهرمز فَصَالَحُوهُ عَلَى أَشْيَاء بلغت جماعتها ثَمَان مائَة ألف فِي كل عَام وَبلغ خراج سرق مثل ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ عَن مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة عَن حميد الطَّوِيل عَن حبيب بْن يحيى عَن خَالِد بْن زيد وَكَانَت عينه أُصِيبَت بسرق قَالَ حاصرناهم حدث حَمَّاد بْن زيد عَن عَاصِم الْأَحول عَن فُضَيْل الرقاشِي قَالَ حاصرنا أهل صهرتاج فَكتب مَمْلُوك أَمَانًا وَرمى بِهِ بِسَهْم فَخَرجُوا فَكتب عُمَر يجير عَلَى الْمُسلمين أَدْنَاهُم ثمَّ شخص أَبُو مُوسَى وَولى أَبَا مَرْيَم الْحَنَفِيّ وَيُقَال أَبُو مَرْيَم ولي صلح الكورتين وَيُقَال افْتتح جرير بْن عَبْد اللَّهِ رامهرمز وَكَانَ عُمَر بَعثه مدادا لأبي مُوسَى وَهُوَ محاصر لأهل تستر
فتح تستر وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ افْتتح أَبُو مُوسَى عَامَّة رامهرمز ثمَّ سَار أَبُو مُوسَى إِلَى تستر فَأَقَامَ عَلَيْهَا

(1/140)


فتح ريشهر قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا حاصر هرم بْن حَيَّان أهل ريشهر فَرَأى ملكهم امْرَأَة تَأْكُل وَلَدهَا فَقَالَ الْآن أصالح الْعَرَب فَصَالح هرما على أَن خلى لَهُم الْمَدِينَة
بِنَاء الْكُوفَة وفيهَا نزل النَّاس الْكُوفَة وَبنى سعد مَسْجِد جَامعهَا
سنة تسع عشرَة
فتح قيسارية فِيهَا فتحت قيسارية أميرها مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم كل أَمِير عَلَى جنده فَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَذَلِكَ فِي سنة تسع عشرَة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق سنة عشْرين
فتح تكريت وفيهَا فتحت تكريت سنة تسع عشرَة
فتح صهاب وتوج وفيهَا قتل شهرك بِأَرْض فَارس قَتله بَاب بْن ذِي الجرة قَالَ أَبُو الْيَقظَان قَتله جَدِيد بْن مَالك اليحمدي قَالَ أَبُو الْحسن كَانَت الْوَقْعَة بصهاب عَلَى الْمُسلمين الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْتَقَوْا بصهاب عَلَيْهِم هرم بن حَيَّان الْعَبْدي

(1/141)


حَدَّثَنَا غَسَّان بْن مُضر عَن سعيد بْن يَزِيد عَن أَبِي نَضرة أَو غَيره قَالَ قطع عُثْمَان وَالْحكم فَلَقوا شهرك بريشهر فافتتحوا فجَاء بِرَأْس شهرك رجل من اليحمد يُقَال لَهُ جَدِيد بن مَالك أَو مَالك بن جَدِيد إِلَى عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ فنزلوا توج وابتنوا بهَا الْبناء ثمَّ تحولوا عَنْهَا
عَن أَبِي أُسَامَة قَالَ أخبرنَا الْعَلَاء بْن الْمنْهَال عَن عَاصِم بْن كُلَيْب عَن أَبِيه قَالَ حاصرنا توج وعلينا مجاشع بْن مَسْعُود ففتحناها وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ لما قتل شهرك انهزم رجل يُقَال لَهُ برتيان وَهُوَ عَظِيم من عُظَمَاء فَارس فتحصن فِي التوجان من كورة سَبِيل من رامهرمز وَاجْتمعت إِلَيْهِ جمَاعَة فَبعث إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى فحصره سنة أَو نَحْوهَا فَخرج فلحق بإصطخر
وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ لم يزَالُوا فِي الْحصن حَتَّى كتب لَهُم عُمَر كتابا وأجلهم أَرْبَعَة أشهر يذهبون حَيْثُ شاؤوا فَذَهَبُوا إِلَى إصطخر وفيهَا أسرت الرّوم عَبْد اللَّهِ بْن حذافة السَّهْمِي
سنة عشْرين
فتح مصر وفيهَا أَمر مصر حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَغَيرهم أَن عُمَر كتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ أَن سر إِلَى مصر فَسَار وَبعث عُمَر الزبير بْن الْعَوام مدَدا لَهُ وَمَعَهُ عُمَيْر بْن وهب الجُمَحِي وَبسر بْن أَرْطَاة العامري وخارجة بْن حذافة حَتَّى أَتَى بَاب أليون فامتنعوا فافتتحها عَنوة وَصَالَحَهُ أهل الْحصن وَكَانَ الزبير أول من ارْتقى سور الْمَدِينَة ثمَّ اتبعهُ النَّاس بعد وكلم الزبير بْن الْعَوام عمرا أَن يقسمها

(1/142)


بَين من افتتحها فَكتب عَمْرو إِلَى عُمَر فَكتب عُمَر أَكلَة وأكلات خير من إفرازها
حَدَّثَنَا من سمع ابْن لَهِيعَة عَن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ عَن ابْن أَبِي الْعَالِيَة عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت عَمْرو بْن الْعَاصِ على الْمُنِير يَقُول لقد قعدت مقعدي هَذَا وَمَا لأحد من قبط مصر عَلِيّ عهد وَلَا عقد إِن شِئْت قتلت وَإِن شِئْت بِعْت وَإِن شِئْت خمست إِلَّا أهل أنطابلس فَإِن لَهُم عهدا يُوفى بِهِ
وعَن ابْن لَهِيعَة عَن يَزِيد بْن أَبِي حبيب عَن سُفْيَان بْن وهب الْخَولَانِيّ قَالَ افتتحنا مصر مَعَ عَمْرو بْن الْعَاصِ عَنوة
من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن مُوسَى نب عَلِيّ عَن أَبِيه قَالَ الْمغرب كُله عَنوة من سمع سعيد بْن أَبِي مَرْيَم عَن ابْن لَهِيعَة عَن عَمْرو بْن يَزِيد عَن عَبْد اللَّهِ بْن دِينَار عَن ابْن عُمَر قَالَ فتحت مصر بِغَيْر عهد
قَالَ ابْن لَهِيعَة وَأَخْبرنِي الصَّلْت بْن أَبِي عَاصِم كَاتب حَيَّان بْن شُرَيْح أَنه قَرَأَ كتاب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز إِلَى حَيَّان بْن شُرَيْح أَن مصر افتتحت عَنوة بِغَيْر عقد وَلَا عهد قَالَ ابْن لَهِيعَة أَخْبرنِي أَبُو سرجون عَن عَبْد الْملك بْن جُنَادَة عَن أَبِيه وَكَانَ مِمَّن فتح مصر أَنهم دخلُوا مصر بِلَا عهد وَلَا عقد من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن ابْن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بْن يَزِيد الْحَضْرَمِيّ عَن عَلِيّ بْن رَبَاح أَن أَبَا بَكْر الصّديق بعث حَاطِب بْن أَبِي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقس بِمصْر بِنَاحِيَة قرى الشرقية فَأَعْطوهُ فَلم يزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى دَخلهَا عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَاتلهُمْ فَانْتقضَ ذَلِكَ الصُّلْح
من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن اللَّيْث عَن يَزِيد بْن أَبِي حبيب أَن الْمُقَوْقس صَالح

(1/143)


عَمْرو بْن الْعَاصِ عَلَى أَن يفْرض عَلَى القبط دينارين دينارين فَبلغ ذَلِكَ هِرقل فَبعث الجيوش فأغلقوا الاسكندرية وَأَن يؤذوا عمرا بِالْحَرْبِ فَقَاتلهُمْ وَكتب إِلَى عُمَر أما بعد فَإِن اللَّه فتح علينا الْإسْكَنْدَريَّة عَنوة قسرا بِلَا عهد وَلَا عقد قَالَ فمصر كلهَا صلح فِي قَول يَزِيد بْن أَبِي حبيب غير الْإسْكَنْدَريَّة وَبِهَذَا القَوْل كَانَ يَقُول اللَّيْث
فتح أنطابلس من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن اللَّيْث عَن سهل بْن عقيل عَن عَبْد اللَّهِ بْن هُبَيْرَة قَالَ صَالح عُمَر أهل أنطابلس وَهِي من بِلَاد برقة بَين أفريقية ومصر عَلَى الْجِزْيَة أَن يبيعوا من أَحبُّوا من أبنائهم فِي جزيتهم
من سمع ابْن أَبِي مَرْيَم عَن ابْن لَهِيعَة عَن مرْثَد بْن عَبْد اللَّهِ الْحَضْرَمِيّ أَنه أَتَى أهل أنطابلس حِين ولى أنطابلس بِكِتَاب عَهدهم
من سمع عبد الله بْن صَالح عَن ابْن لَهِيعَة عَن يَزِيد بْن أَبِي حبيب قَالَ لَيْسَ بَين أهل مصر وَبَين الأساود عهد وَلَا مِيثَاق إِنَّمَا هِيَ هدنة بَيْننَا وَبينهمْ نعطيهم شَيْئا من قَمح وعدس ويعطوننا رَقِيقا وَلَا بُد لنا من أَن نشتري رقيقهم
وقْعَة تستر
الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه وَعَمه أَن أَبَا مُوسَى لما فرغ من الأهواز ومناذرونهر تيري وجند يسابور ورامهرمز توجه إِلَى تستر فَنزل بَاب الشَّرْقِي وَكتب إِلَى عُمَر يستمده فَكتب عُمَر إِلَى عمار بْن يَاسر أَن أمد أَبَا مُوسَى فَكتب عمار إِلَى جرير ابْن عَبْد اللَّهِ وَهُوَ بحلوان أَن سر إِلَى أَبِي مُوسَى فَسَار جرير فِي ألف فأقاموا أشهرا

(1/144)


ثمَّ كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَر أَنهم لم يغنوا عَنه شَيْئا فَكتب عُمَر إِلَى عمار أَن سر إِلَى تستر فَسَار فأمده عُمَر من الْمَدِينَة
فَحَدثني عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي قراد أَبُو نوح قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة الْقرشِي عَن أَبِيه عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ أَقَامُوا سنة أَو نَحْوهَا فجَاء رجل من أهل تستر فَقَالَ لأبي مُوسَى أَسأَلك أَن تحقن دمي وَدِمَاء أهل بَيْتِي وتخلي لنا أَمْوَالنَا ومساكننا عَلَى أَن أدلك عَلَى الْمدْخل قَالَ فَذَلِك لَك قَالَ فابغني إنْسَانا سابحا ذَا عقل يَأْتِيك بِأَمْر بَين فَأرْسل أَبُو مُوسَى إِلَى مجزأَة بْن ثَوْر السدُوسِي فَقَالَ أبغني رجلا من قَوْمك سابحا ذَا عقل فَقَالَ مجزأَة اجْعَلنِي ذَلِكَ الرجل فَانْطَلق بِهِ فَأدْخلهُ من مدْخل المَاء مدخلًا يضيق أَحْيَانًا حَتَّى ينبطح عَلَى بَطْنه ويتسع أَحْيَانًا فَيَمْشِي قَائِما ويحبو فِي بعض ذَلِكَ حَتَّى دخل الْمَدِينَة وَقد أمره أَبُو مُوسَى أَن يحفظ طَرِيق الْبَاب وَطَرِيق السُّور ومنزل الهرمزان وَقَالَ لَا تسبقني بِأَمْر فَانْطَلق بِهِ العلج حَتَّى أَتَى الهرمزان فهم بقتْله ثمَّ ذكر قَول أَبِي مُوسَى لَا تسبقني بِأَمْر فَرجع إِلَى أَبِي مُوسَى فندب أَبُو مُوسَى النَّاس مَعَه فَانْتدبَ ثَلَاث مائَة ونيف فَأَمرهمْ أَن يلبس الرجل ثَوْبَيْنِ لَا يَزِيد عَلَيْهِمَا وسيفه فَفَعَلُوا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن فَكبر وَوَقع فِي المَاء وَكبر الْقَوْم ووقعوا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن كَأَنَّهُمْ البط فَسَبحُوا حَتَّى جاوزوا ثمَّ انْطلق بهم إِلَى النقب الَّذِي يدْخل المَاء مِنْهُ وَكبر ثمَّ دخل مَعَه خَمْسَة وَثَلَاثُونَ رجلا أَو سِتَّة وَثَلَاثُونَ رجلا فَمضى بطَائفَة مِنْهُم إِلَى الْبَاب فوضعهم عَلَيْهِ وَمضى بطَائفَة إِلَى السُّور وَمضى بِمن بَقِي مَعَه حَتَّى صعد السُّور فانحدر عَلَيْهِ علج مَعَه نيزك فطعَنه مجزأَة فأثبته وَكبر الْمُسلمُونَ عَلَى السُّور وعَلى الْبَاب وفتحوا الْبَاب وَأَقْبل الْمُسلمُونَ حَتَّى دخلُوا الْمَدِينَة وتحصن الهرمزان فِي قَصَبَة لَهُ قَالَ أَبُو الْحسن الَّذِي سَأَلَ أَبَا مُوسَى الْأمان ويدلهم عَلَى الْمدْخل سينبة قَالَ أَبُو الْحسن عَن الْعَلَاء بْن معَاذ الْمَازِني قَالَ حَدَّثَنِي مشيخة من اهل تستر

(1/145)


أَن الْمُسلمين دخلُوا الْمَدِينَة لَيْلًا وَأَصْبحُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء فَقَاتلهُمْ ثمَّ انهزم الهرمزان فَدخل القلعة
أَبُو الْحسن عَن سَلمَة بْن عُثْمَان عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أنس بْن مَالك قَالَ قاتلناهم حَتَّى طلع الْفجْر فَمَا صليت الْغَدَاة وَلَا أحد منا حَتَّى انتصف النَّهَار فَمَا يسرني بِتِلْكَ الصَّلَاة الدُّنْيَا كلهَا
حَدَّثَنَا ابْن زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَن أنس قَالَ لم نصل يَوْمئِذٍ الْغَدَاة حَتَّى انتصف النَّهَار فَمَا يسرني بِتِلْكَ الصَّلَاة الدُّنْيَا كلهَا
أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ نَا أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي عَن ابْن سِيرِين قَالَ قتل الْبَراء بْن مَالك يَوْم تستر
حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد عَن حبيب بْن شهَاب عَن أَبِيه قَالَ أَنا أول من أوقد بِبَاب تستر فَرمى أَبُو مُوسَى بِسَهْم فصرع فَأمرنِي عَلَى عشرَة من قومِي
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ أَخْبرنِي حبيب بْن شهَاب عَن أَبِيه قَالَ شهِدت فتح تستر مَعَ أَبِي مُوسَى فَكَانَ يجمع بَين الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء
عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان عَن حبيب بْن شهَاب عَن أَبِيه قَالَ قَالَ لي أَبُو مُوسَى تخير من الْجند عشرَة يكونُونَ مَعَك عَلَى حفظ السَّبي فَلَمَّا قسم الْغَنَائِم أعْطى الْفَارِس سَهْما ولفرسه وللداجل سَهْما وللراجل سَهْما وَقَالَ لَا تفرق بَين الْمَرْأَة وقَالَ وفضلني يَوْمئِذٍ بِرَأْس أَبُو الْحسن عَن مبارك بْن فضَالة عَن مُعَاوِيَة بْن قُرَّة قَالَ أول من دخل من بَاب الْمَدِينَة بتستر عَبْد اللَّهِ بْن مُغفل الْمُزنِيّ
عَلِيّ بْن أَبِي سيف عَن الْمُبَارك بْن فضَالة عَن الْحسن أَن أَبَا مُوسَى حاصر أهل تستر سنتَيْن
وَحَدَّثَنَا عَن ابْن الْمُبَارك عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ حَاصَرَهُمْ ثَمَانِيَة عشر شهرا وَأقَام الهرمزان فِي القلعة الَّتِي بتستر ثمَّ نزل بعد على حكم عمر

(1/146)


عَبْد الْوَهَّاب قَالَ نَا حميد عَن أنس قَالَ حاصرنا تستر فَنزل الهرمزان عَلَى حكم عُمَر فَلَمَّا انتهينا إِلَيْهِ قَالَ عُمَر تكلم قَالَ كَلَام حَيّ أَو ميت قَالَ تكلم فَلَا بَأْس قَالَ إِنَّا وَإِيَّاكُم معاشر الْعَرَب مَا خلى اللَّه بَيْننَا وَبَيْنكُم كُنَّا نقصيكم ونقتلكم فَلَمَّا كَانَ اللَّه مَعكُمْ لم تَكُ لنا بكم يدان
قَالَ عُمَر يَا أنس مَا تَقول قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تركت بعدِي عددا كثيرا وشوكة شَدِيدَة فَإِن تقتله ييأس الْقَوْم من الْحَيَاة وَيكون أَشد لشوكتهم قَالَ عُمَر أستحيي قَاتل الْبَراء بْن مَالك ومجزأة بْن ثَوْر فَلَمَّا خفت أَن يقْتله قلت لَيْسَ إِلَى قَتله سَبِيل قد قلت لَهُ تكلم فَلَا بَأْس فَقَالَ لتَأْتِيني بِمن يشْهد بِهِ غَيْرك فَلَقِيت الزبير فَشهد معي فَأمْسك عَنه عُمَر وَأسلم وَفرض لَهُ
وَحَدَّثَنِي عَلِيّ عَن قراد عَن عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة عَن أَبِيه عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة قَالَ أطافوا بالهرمزان فَلم يخلصوا إِلَيْهِ حَتَّى أمنوه وَنزل عَلَى حكم عُمَر فَبعث بِهِ أَبُو مُوسَى وَأَصْحَابه إِلَى عُمَر
وفيهَا مَاتَ عِيَاض بْن غنم الفِهري وفيهَا مَاتَت صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب
سنة إِحْدَى وَعشْرين
موقعة نهاوند وفيهَا وقْعَة نهاوند
حَدَّثَنَا الْأنْصَارِيّ قَالَ نَا النهاس بْن قهم عَن الْقَاسِم بْن عَوْف عَن أَبِيه عَن رجل عَن السَّائِب بْن الْأَقْرَع قَالَ زحف للْمُسلمين زحف لم يزحف لَهُم بِمثلِهِ قطّ زحف لَهُم أهل ماه وَأهل أَصْبَهَان وَأهل همذان وَأهل الرّيّ وَأهل قومس وَأهل أذربيجان وَأهل نهاوند فَبلغ عُمَر الْخَبَر فَشَاور الْمُسلمين فَاخْتَلَفُوا ثمَّ قَالَ عَلِيّ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أبْعث إِلَى أهل الْكُوفَة فليسر ثلثاهم وَتَدَع ثلثهم فِي حفظ ذَرَارِيهمْ وتبعث إِلَى أهل الْبَصْرَة فَقَالَ أَشِيرُوا عَلِيّ من اسْتعْمل عَلَيْهِم فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت أفضلنا رَأيا

(1/147)


وَأَعْلَمنَا بأهلك فَقَالَ لأستعملن عَلَيْهِم رجلا يكون لأوّل أسنة يلقاها يَا سائب اذْهَبْ بكتابي هَذَا إِلَى النُّعْمَان بْن مقرن فليسر بِثُلثي أهل الْكُوفَة وليبعث إِلَى أهل الْبَصْرَة وَأَنت عَلَى مَا أَصَابُوا من غنيمَة وَلَا ترفع إِلَيّ بَاطِلا وَلَا تحسبن عَن أحد حظا هُوَ لَهُ فَإِن قتل النُّعْمَان فحذيفة فَإِن قتل حُذَيْفَة فجرير فَإِن قتل ذَلِكَ الْجَيْش فَلَا أَرَاك
فحدثنا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل قَالَ نَا حَمَّاد بْن سَلمَة قَالَ نَا أَبُو عمرَان الْجونِي عَن عَلْقَمَة بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزنِيّ عَن معقل بْن يسَار أَن عُمَر شاور الهرمزان فِي أَصْبَهَان وَفَارِس وأذربيجان بأيتهن يبْدَأ فَقَالَ الهرمزان أَصْبَهَان الرَّأْس وَفَارِس وأذربيجان الجناحان فَإِن قطعت أحد الجناحين مَال الرَّأْس بالجناح الآخر وَإِن قطعت الرَّأْس وَقع الجناحان فَدخل عُمَر الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ بالنعمان بْن مقرن يُصَلِّي فسرحه وَبعث إِلَى أهل الْكُوفَة أَن يمدوه فَذَهَبُوا وَمَعَهُ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام والمغيرة بْن شُعْبَة والأشعث بْن قيس وَعَمْرو بْن معد يكرب وابْن عُمَر حَتَّى أَتَوا نهاوند
رَجَعَ إِلَى حَدِيث السَّائِب قَالَ الْتَقَوْا بنهاوند يَوْم الْأَرْبَعَاء فَكَانَ فِي المجنبة الْيُمْنَى انكشاف وَثبتت المجنبة الْيُسْرَى وَثَبت الصَّفّ ثمَّ الْتَقَوْا يَوْم الْخَمِيس فَكَانَ فِي المجنبة الْيُسْرَى انكشاف وَثبتت المجنبة الْيُمْنَى والصف ثمَّ الْتَقَوْا يَوْم الْجُمُعَة فَأقبل النُّعْمَان بْن مقرن عَلَى بريذين أحوى قريب من الأَرْض يقف عَلَى أهل كل راية فيخطبهم ويحضهم وَيَقُول إِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم قد أخطروا لكم خطرا وأخطرتم لَهُم خطرا عَظِيما أخطروا لكم جواليق وَرثهُ أخطرتم لَهُم الْإِسْلَام وذراريكم فَلَا أَعرفن رجلا وكل قرنه إِلَى غَيره فَإِن ذَلِكَ لؤم وَلَكِن شغل كل رجل مِنْكُم قرنه إِنِّي هاز الرَّايَة فليرم كل رجل مِنْكُم من ضيعته وليتستر ثمَّ هازها

(1/148)


الثَّانِيَة فليقف كل رجل مِنْكُم موقفه ثمَّ هازها الثَّالِثَة فحامل فاحملوا عَلَى بركَة اللَّه وَلَا يلْتَفت أحد مِنْكُم فَكَانَ النُّعْمَان أول قَتِيل وَأخذ حُذَيْفَة الرَّايَة فَفتح اللَّه عَلَيْهِم
رَجَعَ إِلَى حَدِيث حَمَّاد بن أَبِي عمرَان عَن عَلْقَمَة عَن معقل بْن يسَار قَالَ قَالَ النُّعْمَان شهِدت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا لم يُقَاتل أول النَّهَار أخر الْقِتَال حَتَّى تَزُول الشَّمْس وتهب الرِّيَاح وَينزل النَّصْر فَقَالَ النُّعْمَان إِنِّي هاز اللِّوَاء ثَلَاث مَرَّات فالهزة الأولى فليقض الرجل حَاجته وليتوضأ والهزة الثَّانِيَة فليرم الرجل ثِيَابه وسلاحه والهزة الثَّالِثَة فاحملوا وَلَا يلوي أحد عَلَى أحد فَإِن قتل النُّعْمَان فَلَا يلوي عَلَيْهِ أحد وَإِنِّي دَاع اللَّه بدعوة فعزمت عَلَى امْرِئ إِلَّا أَمن عَلَيْهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْ النُّعْمَان شَهَادَة بنصر الْمُسلمين وَفتح عَلَيْهِم فأمن الْقَوْم فهز اللِّوَاء ثَلَاث مَرَّات وَحمل وَحمل النَّاس فَكَانَ أول صريع
وفيهَا نزل عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ توج ومصرها وَبعث سوار بْن هَبَّار الْعَبْدي إِلَى سأبور فَقتل فِي عقبَة الطين وأغار عُثْمَان عَلَى سيف الْبَحْر والسواحل وَبعث عُثْمَان الْجَارُود فَقتل بعقبة الْجَارُود
وفيهَا وَجه سعد النُّعْمَان بْن مقرن إِلَى كسكر فَصَالح أهل زندورد
وفيهَا شكا أهل الْكُوفَة سعد بْن مَالك إِلَى عُمَر فَعَزله وَولى عمار بْن يَاسر الصَّلَاة وَابْن مَسْعُود بَيت المَال وَعُثْمَان بْن حنيف مساحة الأَرْض وفيهَا مَاتَ بِلَال مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا مَاتَت زَيْنَب بنت جحش زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا مَاتَ أسيد بْن حضير وَيُقَال أَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان مَاتَ فِيهَا أَيْضا وَيُقَال أَبُو الْهَيْثَم أدْرك صفّين وَهُوَ خطأ قَالَ الْأَصْمَعِي سَأَلت قومه فَقَالُوا مَاتَ فِي حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا ولد الْحسن بْن أَبِي الْحسن وعامر الشّعبِيّ

(1/149)


وَحَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ نَا عُمَر عَن زِيَاد الْأَعْجَم قَالَ قدم علينا أَبُو مُوسَى بِكِتَاب عُمَر فقرئ علينا من عَبْد اللَّهِ عُمَر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنِّي قد أمددتك بِعَبْد اللَّه بْن قيس فَإِذا التقيتما فعثمان الْأَمِير وتطاوعا وَالسَّلَام قَالَ زِيَاد الْأَعْجَم لما طَال حِصَار إصطخر قَالَ عُثْمَان لأبي مُوسَى إِنِّي أُرِيد أَن ابْعَثْ أُمَرَاء إِلَى هَذِهِ الرساتيق حولنا يغيرون عَلَيْهَا فَمَا ظفروا بِهِ من شَيْء قاسموه أهل الْعَسْكَر المقيمين عَلَى الْمَدِينَة فَقَالَ أَبُو مُوسَى لَا أرى ذَلِكَ أَن يقاسموهم وَلَكِن يكون لَهُم فَقَالَ عُثْمَان إِن فعلت هَذَا لم يبْق عَلَى الْمَدِينَة أحد خفوا كلهم ورجوا الْغَنِيمَة الْمُسلمُونَ فأجمع الْمُسلمين عَلَى رَأْي عُثْمَان وفيهَا مَاتَ خَالِد بْن بِالشَّام رَحمَه اللَّه
فتح الاسكندرية قَالَ الْوَلِيد وفيهَا افتتحت إسكندرية فتحهَا عَمْرو بْن الْعَاصِ حَدَّثَنَا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ نَا حَرْمَلَة بْن عمرَان أَن أَبَا تَمِيم حَدثهُ أَنه شهد فتح الْإسْكَنْدَريَّة الْآخِرَة وَعَلَيْهِم عَمْرو بْن الْعَاصِ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين
فتح الدينور وَمَا سبذان وماه دِينَار قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مضى حُذَيْفَة بْن الْيَمَان بعد نهاوند إِلَى مَدِينَة نهاوند فَصَالحه دِينَار عَلَى ثَمَان مائَة ألف دِرْهَم فِي كل سنة ثمَّ غزا حُذَيْفَة بْن الْيَمَان مَدِينَة الدينور فافتتحها عَنوة وَقد كَانَت فتحت لسعد فانتقضت ثمَّ غزا حُذَيْفَة مَا سبذان فافتتحها عَنوة وَقد كَانَت فتحت لسعد وانتقضت وَقد قيل فِي ماه غير هَذَا وَيُقَال أَبُو مُوسَى افْتتح ماه دِينَار وَيُقَال السَّائِب بْن الْأَقْرَع افْتتح ماه دِينَار

(1/150)


وَحَدَّثَنَا غنْدر وَيزِيد بْن هَارُون عَن شُعْبَة عَن قيس بْن مُسلم عَن طَارق بْن شهَاب قَالَ غزا أهل الْبَصْرَة ماه فَأَمَدَّهُمْ أهل الْكُوفَة وَعَلَيْهِم عمار فأرادوا أَن يشتركوا فِي الْغَنَائِم فَأبى أهل الْبَصْرَة فَكَتَبُوا إِلَى عُمَر فَكتب عُمَر أَن الْغَنِيمَة بَين من شهد الْوَقْعَة
فتح همذان والري
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة غزا حُذَيْفَة همذان فافتتحها عَنوة وَلم تكن فتحت قبل ذَلِكَ ثمَّ غزا الرّيّ فافتتحها عَنوة وَلم تكن فتحت قبل ذَلِكَ وإليها انْتَهَت فتوح حُذَيْفَة
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فتوح حُذَيْفَة هَذِهِ كلهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَيُقَال همذان افتتحها الْمُغيرَة بْن شُعْبَة سنة أَربع وَعشْرين وَيُقَال جرير بْن عَبْد اللَّهِ افتتحها بِأَمْر الْمُغيرَة
فتح أذريبجان وفيهَا فتحت أذربيجان حَدَّثَنَا عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ فتحت سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين أَمِيرهمْ الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَ صَالحهمْ حُذَيْفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَلَى ثَمَان مائَة ألف وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة افتتحها حبيب بْن مسلمة الفِهري بِأَهْل الشَّام عَنوة وَمَعَهُمْ أهل الْكُوفَة فِي خلَافَة عُمَر وَمَعَهُمْ حُذَيْفَة بعد قتال شَدِيد وَيُقَال افتتحها عتبَة بْن فرقد حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا التَّيْمِيّ عَن أَبِي عُثْمَان قَالَ جَاءَنَا كتاب عُمَر وَنحن مَعَ عتبَة بْن فرقد وَمن سبي أذربيجان آل عَبْد اللَّهِ وَيحيى ابْني إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ وَآل ابي الْعَالِيَة الْكَاتِب

(1/151)


فتح أطرابلس والاسكندرية وفيهَا افْتتح عَمْرو بْن الْعَاصِ أطرابلس صلحا وفيهَا عزل عُمَر عمارا عَن الْكُوفَة وفيهَا افْتتح عَمْرو بْن الْعَاصِ الْإسْكَنْدَريَّة حَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه وَعَمه عَن جده أَن عَمْرو بْن الْعَاصِ افْتتح الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أَتَى لبدة من ارْض أطرابلس فافتتحها ثمَّ رَجَعَ فِي سنة أَربع وَعشْرين حَدَّثَنَا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ نَا حَرْمَلَة بْن عمرَان أَن أَبَا تَمِيم أخبرهُ أَنه شهد فتح الْإسْكَنْدَريَّة الْآخِرَة وَعَلَيْهِم عَمْرو بْن الْعَاصِ قَالَ ونا ابْن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بْن يَزِيد قَالَ نَا أَبُو تَمِيم الجيشاني قَالَ كُنَّا مَعَ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَافْتتحَ مَدِينَة أطرابلس
سنة ثَلَاث وَعشْرين
غَزْوَة إصطخر الأولى فِيهَا غَزْوَة إصطخر الأولى حَدَّثَنَا بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ إصطخر الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم تفتح وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدي قَالَ غزا عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ من توج سنوات فِي خلَافَة عُمَر وَعُثْمَان يَغْزُو صيفا وَيرجع فيشتو بتوج
مقتل عمر عمره وَمُدَّة خِلَافَته وفيهَا قتل عُمَر بْن الْخطاب رَحمَه اللَّه عَلَيْهِ طعَن لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة فَعَاشَ ثَلَاثَة أَيَّام وَيُقَال سَبْعَة أَيَّام
روى ابْن علية عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن سَالم بْن أَبِي الْجَعْد عَن معدان بْن طَلْحَة قَالَ قتل عُمَر يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة

(1/152)


يحيى بْن مُحَمَّد عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْهُذيْل قَالَ ولد عُمَر بعد الْفِيل بِثَلَاث عشرَة سنة وَرُوِيَ عَن أُسَامَة بْن زيد عَن أَبِيه عَن جده قَالَ سَمِعت عُمَر يَقُول ولدت قبل الْفجار الْأَعْظَم بِأَرْبَع سِنِين أَبُو دَاوُد عَن زُهَيْر عَن أَبِي إِسْحَاق عَن عَامر بْن سعد عَن جرير عَن مُعَاوِيَة قَالَ مَاتَ عُمَر وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ أَبُو أَحْمَدَ وَسَلْمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَن الشّعبِيّ عَن مُعَاوِيَة مثله ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَن عَامر مثله وَحَدثُوا عَن عبيد اللَّه بْن عُمَر عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر قَالَ توفّي وَهُوَ ابْن بضع وَخمسين حَدَّثَنَا من سمع ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ ابْن أَربع وَخمسين وَحَدَّثَنَا معَاذ عَن أَبِيه عَن قَتَادَة قَالَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَخمسين صلى عَلَيْهِ صُهَيْب ابْن سِنَان بَين الْقَبْر والمنبر وَكَانَت ولَايَته عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَخَمْسَة أَو أَيَّام وَتِسْعَة وفيهَا مَاتَ قَتَادَة بْن النعان الْأنْصَارِيّ وَصلى عَلَيْهِ عُمَر وَمَات ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب فِي خلَافَة عمر
تَسْمِيَة عُمَّال عُمَر بْن الْخطاب
عَلَى مَكَّة مُحرز بْن حَارِثَة بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس ثمَّ عَزله وَولى قنفذ بْن عُمَيْر بْن جدعَان التَّيْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى نَافِع بْن عَبْد الْحَارِث الْخُزَاعِيّ فَخرج نَافِع إِلَى عُمَر واستخلف مَوْلَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى فَعَزله عُمَر وَولى خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي واستخلف عَلَى الْمَدِينَة فِي حجَّته زيد بن ثَابت

(1/153)


فِي حجَّتَيْنِ وخمسا من الْأَنْصَار وَثَلَاثًا من كنَانَة واستخلف حِين خرج إِلَى الشَّام زيد ابْن ثَابت
حَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن من أخبرهُ عَن ابْن إِسْحَاق عَن يَعْقُوب بْن عتبَة أَن عُمَر اسْتخْلف زيدا وَكتب إِلَيْهِ من الشَّام إِلَى زيد بْن ثَابت من عُمَر بْن الْخطاب وَحَدَّثَنِي من سمع أَبَا مُعَاوِيَة عَن الْحجَّاج بْن أرطأه عَن نَافِع أَن عُمَر كَانَ يسْتَخْلف زيدا إِذا حج من سمع عبيد اللَّه بْن أَبِي حميد عَن أَبِي الْمليح أَن عُمَر اسْتخْلف خالا لَهُ يُقَال لَهُ عَبْد اللَّهِ فِي بعض حجه وَولى عُمَر عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعَة المَخْزُومِي عَلَى الْيمن وعَلى الْبَحْرين الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ ثمَّ كتب إِلَيْهِ فَسَار إِلَى أَرض الْبَصْرَة فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهَا
وَولى عُمَر قدامَة بْن مَظْعُون الْبَحْرين ثمَّ عَزله وَولى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وَمن وُلَاة عُمَر عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَة وَعَيَّاش بْن أَبِي ثَوْر وعَلى عمان بِلَال رجل من الْأَنْصَار ثمَّ ضمهَا إِلَى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وعَلى الْبَصْرَة شُرَيْح وَكَانَ غازيا وَقَالَ للْمُغِيرَة بْن شُعْبَة صل بِالنَّاسِ حَتَّى يقدم مجاشع فَأقر بْن عَامر أحد بَنِي سعد بْن بَكْر فَقتل نَاحيَة الأهواز فولى عتبَة بْن غَزوَان أحد بَنِي مَازِن بْن مَنْصُور ثمَّ خرج عتبَة واستخلف مجاشع بْن مَسْعُود عُمَر الْمُغيرَة ثمَّ عَزله وَولى أَبَا مُوسَى فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عُمَر وَكَانَ أَبُو مُوسَى إِذا غزا اسْتخْلف عمرَان بن حُصَيْن وَرُبمَا اسْتخْلف زيادا
الْقُضَاة ولى عُمَر أَبَا مَرْيَم الْحَنَفِيّ قَضَاء الْبَصْرَة ثمَّ عَزله وَولى كَعْب بْن سور اللقيطي فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قتل عُمَر وعَلى الْكُوفَة سعد بْن مَالك ثمَّ عَزله وَولى عمار بْن يَاسر وَأعَاد سَعْدا الثَّانِيَة ثمَّ عَزله وَولى الجبير بْن مطعم ثمَّ عَزله قبل أَن يسير وَولى

(1/154)


الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عُمَر سلمَان بْن ربيعَة الْبَاهِلِيّ ولاه عُمَر وَسعد الثَّانِيَة قَضَاء الْكُوفَة ثمَّ ولى عُمَر شريحا وَيُقَال اسْتعْمل قبل شُرَيْح عُبَيْدَة السَّلمَانِي ثمَّ ولى شريحا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وعَلى الْيَمَامَة سَلمَة بْن سَلامَة بْن وقش الْأنْصَارِيّ وَأقر عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِف ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان بْن عَبْد اللَّهِ الثَّقَفِيّ
الشامات
عزل خَالِدا حِين ولى وَولى أَبَا عُبَيْدَة بْن الْجراح فولى أَبُو عُبَيْدَة حِين فتح الشامات يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان عَلَى فلسطين وناحيتها وشرحبيل بْن حَسَنَة عَلَى الْأُرْدُن وخَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى دمشق وحبِيب بْن مسلمة عَلَى حمص ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن قرط الثمالِي ثمَّ عَزله وَولى عبَادَة بْن الصَّامِت الْأنْصَارِيّ ثمَّ عَزله ورد عَبْد اللَّهِ بْن قرط ثمَّ وَقع طاعون عمواس فَمَاتَ أَبُو عُبَيْدَة واستخلف معَاذًا فَمَاتَ معَاذ واستخلف يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان فَمَاتَ واستخلف أَخَاهُ مُعَاوِيَة فأقره عُمَر وَولى عُمَر عَمْرو بْن الْعَاصِ فلسطين والأردن وَمُعَاوِيَة دمشق وبعلبك والبلقاء وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم حمصا ثمَّ جمع الشَّام كلهَا لمعاوية بْن أَبِي سُفْيَان
مصر والجزيرة
وَكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ فَسَار إِلَى مصر فافتتحها فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عُمَر وَوجه عُمَر عِيَاض بْن غنم إِلَى الجزيرة وَقد كتبنَا خَبره ثمَّ عَزله وَولى حبيب بْن مسلمة الفِهري وَضم إِلَيْهِ أرمينية وأذربيجان ثمَّ عَزله وَولى عُمَيْر بْن سعد الْأنْصَارِيّ

(1/155)


وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم وَكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ فَسَار إِلَى مصر فافتتحها وَلم يزل أَمِيرا حَتَّى قتل عُمَر
كِتَابه وحاجبه وخازنه وَمن كَانَ عَلَى بَيت مَاله
وَكَاتب عُمَر زيد بْن ثَابت وَقد كتب لَهُ معيقيب وكاتبه عَلَى ديوَان الْبَصْرَة عَبْد اللَّهِ بْن خلف الْخُزَاعِيّ أَبُو طَلْحَة الطلحات وكاتبه عَلَى ديوَان الْكُوفَة أَبُو جبيرَة ابْن الضَّحَّاك الْأنْصَارِيّ وحاجبه يرفأ مَوْلَاهُ وخازنه يسَار وعَلى بَيت مَاله عَبْد اللَّهِ بْن الارقم حَدَّثَنَا أُميَّة بْن خَالِد عَن مَالك بْن أنس عَن زيد بْن أسلم أَن عُمَر ولى عَبْد اللَّهِ بْن أَرقم بَيت المَال ولد عُمَر بِمَكَّة فِي دَار الْخطاب فِي الْبَيْت عَن يسَار من بَابهَا وَفِي سنة ثَلَاث وَعشْرين مَاتَ أَبُو كَبْشَة مولى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي آخر خلَافَة عُمَر مَاتَ رَافع بْن عُمَر الطَّائِي وَفِي آخر خلَافَة عُمَر يُقَال فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ولد عُرْوَة بن الزبير
سنة أَربع وَعشْرين خلَافَة عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنه فِيهَا اسْتخْلف عُثْمَان بن أَبِي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أمه أروى بنت كريز بْنُ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْد شمس وَأمّهَا الْبَيْضَاء أم حَكِيم بنت عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بن عبد منَاف

(1/156)


فتح همذان فِيهَا افتتحت همذان من أَرض الْجَبَل قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ افتتحها الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فِي شهر ربيع أَو فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بعث الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وَهُوَ وَال عَلَى الْكُوفَة جرير بْن عَبْد اللَّهِ فافتتحها قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فافتتحها حُذَيْفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِي عَن ابْن أَبِي الزِّنَاد قَالَ نَحن من اهل همذان
فتح الرّيّ وفيهَا غزا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِأَهْل الْبَصْرَة فَافْتتحَ الرّيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة افْتتح الرّيّ حُذَيْفَة قبل ذَلِكَ ثمَّ انتقضوا فغزاهم أَبُو مُوسَى قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ افتتحها الْبَراء بْن عَازِب سنة أَربع وَعشْرين صلحا أَو عَنوة حَاتِم بْن مُسلم قَالَ افتتحها قرظة بْن كَعْب الْأنْصَارِيّ عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَ افْتتح بَعْضهَا أَبُو مُوسَى وَبَعضهَا قرظة بْن كَعْب وَأقَام الْحَج سنة ارْبَعْ وَعشْرين عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وفيهَا مَاتَ سراقَة بْن مَالك بن جعْشم
سنة خمس وَعشْرين حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْن الْمثنى قَالَ حَدَّثَنِي السمري أَن أهل الرّيّ انتقضوا فغزاهم أَبُو مُوسَى سنة خمس وَعشْرين وَيُقَال انْتقض بَعْضهَا وفيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان سعد بْن مَالك عَن الْكُوفَة وولاها الْوَلِيد بن عقبَة بن

(1/157)


أبي معيط فَبعث الْوَلِيد سلمَان بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ أحد بني قُتَيْبَة بن معن بن مَالك فِي أثني عشر ألفا إِلَى برذعة فَقتل وسبى قَالَ أَبُو عُبَيْدَة عَن السمري عُمَر بعث سلمَان بْن ربيعَة إِلَى برذعة فافتتحها
انْتِقَاض الاسكندرية وإعادة فتحهَا وفيهَا انْتقض أهل الْإسْكَنْدَريَّة فغزاهم عَمْرو بْن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير عَلَى مصر فَقتل وسبى فَرد عُثْمَان السَّبي إِلَى ذمتهم حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سعيد الْبَاهِلِيّ قَالَ فِيهَا بعث ملك الرّوم منويل الْخصي فِي مراكب إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَانْتقضَ أَهلهَا غير الْمُقَوْقس فغزاهم عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وافتتحها عَنوة وافتتح عَمْرو بْن الْعَاصِ أَرض مصر عَنوة غير عين شمس فَإِنَّهَا صلح وَأقَام الْحَج عُثْمَان بن عَفَّان
سنة سِتّ وَعشْرين
فتح سَابُور فِيهَا فتحت سَابُور وأميرها عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ الْوَلِيد بْن هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ صَالحهمْ عَلَى ثَلَاثَة آلَاف ألف وَثَلَاث مائَة ألف وزن سَبْعَة
عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن يحي بْن زَكَرِيَّا عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ صَالح عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ أهل سأبور سنة سِتّ وَعشْرين عَلَى ثَلَاثَة آلَاف ألف ونيف وأدخلوا فِي صلحهم كازرون وَهُوَ عَامل الْحُصُون

(1/158)


الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده قَالَ وَجه عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ هرم بْن حَيَّان الْعَبْدي إِلَى قلعة بحرة يُقَال لَهَا قلعة الشُّيُوخ فافتتحها عَنوة وسبى أَهلهَا وَصَالح أهل قلعة وَصَالح أهل قلعة الرهبان من كازرون ثمَّ غدروا فَقتلُوا فارسين من الْمُسلمين فَأتى عُثْمَان القلعة فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة وفيهَا زَاد عُثْمَان بْن عَفَّان فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَأقَام الْحَج سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ
سنة سبع وَعشْرين
فتح أرجان ودرابجرد فِيهَا فتحت أرجان ودرابجرد عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن مسلمة بْن محَارب عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ صَالح عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أهل أرجان سنة سبع وَعشْرين عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف وَصَالح أهل درابجرد عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدي قَالَ صَالح الهربذ عَلَى درابجرد عَلَى أَن يُؤَدِّي مِنْهَا خَمْسَة آلَاف ألف وزن سَبْعَة ومائتي ألف وعَلى جوالق وسقاطات
ابْن أَبِي سرح يَغْزُو أفريقية وفيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن مصر وولاها عَبْد اللَّهِ بْن سعد ابْن أَبِي سرح فغزا ابْن أَبِي سرح أفريقية وَمَعَهُ العبادلة عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر وَعبد اللَّه بْن عَمْرو وَعبد اللَّه بْن الزبير فلقي جرجير وجرجير فِي مِائَتي ألف بسبيطلة عَلَى سبعين ميلًا من القيروان فَقتل جرجير وَسبوا وغنموا

(1/159)


قَالَ مُحَمَّد بْن سعد بلغ سهم الْفَارِس ثَلَاثَة آلَاف مِثْقَال ذَهَبا وَسَهْم الراجل ألف مِثْقَال ذَهَبا وَأقَام ابْن أَبِي سرح بسبيطلة مَدِينَة قمودة فَبعث إِلَيْهِ أهل الْقُصُور والمدائن فَصَالَحُوهُ عَلَى مِائَتي ألف رَطْل ذَهَبا من سمع ابْن لَهِيعَة قَالَ نَا أَبُو الْأسود قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيس أَنه غزا مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن سعد أفريقية قَالَ فافتتحها فَأصَاب كل إِنْسَان ألف دِينَار
سنة ثَمَان وَعشْرين
غَزْوَة أذربيجان فِيهَا غزيت أذربيجان أَمِير النَّاس الْوَلِيد بْن عقبَة وَقدم عَبْد اللَّهِ بْن شبيل الأحمسي فَأَعْطوهُ الصُّلْح الَّذِي كَانَ صَالحهمْ عَلَيْهِ حُذَيْفَة
غَزْو قبرس قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان فِي الْبَحْر وَمَعَهُ امْرَأَته فَاخِتَة بنت قرظة من بَنِي عَبْد منَاف وَمَعَهُ عبَادَة بْن الصَّامِت وَمَعَهُ امْرَأَته أم حرَام بنت ملْحَان الْأَنْصَارِيَّة فَأتى قبرس فَتُوُفِّيَتْ أم حرَام فقبرها هُنَاكَ وفيهَا قدم عَبْد اللَّهِ بْن الزبير عَلَى عُثْمَان بِفَتْح أفريقية وفيهَا تزوج عُثْمَان بْن عَفَّان بنت الفرافصة الْكَلْبِيَّة فِيمَا حَدَّثَنِي ابْن الْكَلْبِيّ عَن أشياخه

(1/160)


سنة تسع وَعشْرين
ولَايَة ابْن عَامر عَلَى الْبَصْرَة وَفَارِس فِيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن الْبَصْرَة وَعُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ عَن فَارس وَجمع ذَلِكَ أجمع لعبد اللَّه بْن عَامر بْن كريز فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدي عَن الْحسن قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى يقدم عَلَيْكُم غُلَام كريم الْجدَّات والعمات يجمع لَهُ الجندان فَقدم ابْن عَامر وَسمعت أَبَا الْيَقظَان ذكر نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ قدم ابْن عَامر وَهُوَ ابْن أَربع أَو خمس وَعشْرين سنة
فتح أَصْبَهَان قَالَ الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده عَن الْحسن قَالَ غزا ابْن عَامر وعَلى مقدمته عَبْد اللَّهِ ابْن بديل الْخُزَاعِيّ فَأتى أَصْبَهَان وَخلف عَلَى الْبَصْرَة فَصَالَحُوهُ عَلَى أَن يؤدوا إِلَيْهِ كَمَا يُؤَدِّي أهل فَارس وَقَالَ أَبُو الْيَقظَان نَحوه حَدَّثَنِي عُثْمَان الْقرشِي عَن عباد بْن رَاشد عَن الْحسن قَالَ افْتتح أَبُو مُوسَى أَصْبَهَان وَيُقَال افْتتح أَصْبَهَان سَارِيَة بْن زنيم الدئلي صلحا أَو عَنوة بِأَهْل الْبَصْرَة
فتح إصطخر قَالَ الْوَلِيد فِي حَدِيثه عَن أَبِيه عَن جده وَأَبُو الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن أَن ابْن عَامر

(1/161)


سَار إِلَى إصطخر وعَلى مقدمته عبيد اللَّه بْن معمر التَّيْمِيّ فَقتل عبيد اللَّه وَفتحهَا ابْن عَامر عَنوة فَقتل وسبى
الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي عمي عَن أَبِيه قَالَ قَاتلُوهُ قتالا شَدِيدا وَقتل ابْن معمر فأقسم ابْن عَامر لَئِن ظفر بهَا ليقْتلن حَتَّى تسيل الدِّمَاء من بَاب الْمَدِينَة فَنقبَ الْمُسلمُونَ من مدينتهم فَلم يشعروا حَتَّى صَار الْمُسلمُونَ مَعَهم فَقتل ابْن عَامر حَتَّى أسرف فِي الْقَتْل فَجعل الدَّم لَا يجْرِي فَقيل لَهُ أفنيت النَّاس فَأمر بِالْمَاءِ فصب عَلَى الدَّم حَتَّى خرج من بَاب الْمَدِينَة
قَالَ الْوَلِيد بْن هِشَام فِي حَدِيثه قَالَ من سبى أَصْبَهَان حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان الْكُوفِي الْفَقِيه وَمِنْهُم عَبْد الرَّحْمَن أَبُو جبلة بْن عَبْد الرَّحْمَن الْبَاهِلِيّ وَمِنْهُم قحذم مولى أَبِي بكرَة ووردان مولى عَمْرو بْن الْعَاصِ وَقَالَ لي الْأَصْمَعِي قَالَ لي نَافِع بْن أَبِي نعيم قَارِئ أهل الْمَدِينَة أصلنَا من أَصْبَهَان قَالَ الْوَلِيد عَن عَمه قَالَ من سبى أَصْبَهَان مهْرَان الترجمان وجد عبيد اللَّه الْكَاتِب وَآل عَطِيَّة وَقَالَ الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده وَقَالَهُ أَبُو الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن سَار ابْن عَامر إِلَى حلوان وَكَانُوا نقضوا الصُّلْح فافتتحها صلحا وعَنوة ذَلِكَ سنة تسع وَعشْرين فَأكْثر الْقَتْل فيهم

(1/162)


وفيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان الْوَلِيد بْن عقبَة عَن الْكُوفَة وَولى سعيد بْن الْعَاصِ فغزا أرمينية وَقدم سلمَان بْن ربيعَة الْبَاهِلِيّ إِلَى نَاحيَة مِنْهَا فلقي سعيد عدوا وَتقدم سلمَان إِلَى بلنجر فأصيب بهَا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ وَيُقَال عُمَر بعث سلمَان إِلَى بلنجر
غَزْو البيلقان وبرذعة وجرزان وحيزان وبلنجر قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْبَراء غزا سلمَان البيلقان فَصَالَحُوهُ ثمَّ أَتَى برذعة فَصَالَحُوهُ وَاسْتولى علهيا وَبعث صَاحب خيله إِلَى جرزان فَصَالَحُوهُ وَمضى سلمَان إِلَى حيزان فَصَالَحُوهُ ثمَّ انْتهى إِلَى مسْقط فَصَالحه أَهلهَا وَأُصِيب ببلنجر فَكتب عُثْمَان إِلَى حبيب بْن مسلمة الفِهري أَن يسير من الشَّام فِي جَيش فَمضى حبيب من نَاحيَة درب الْحَدث فَصَالحه أهل جرزان وفادى المطامير وَكتب لَهُم كتابا

فتح جرجان وفيهَا غزا سعيد بْن الْعَاصِ جرجان وَيُقَال سنة ثَلَاثِينَ فافتتحها
فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده قَالَ ضرب سعيد بجرجان رجلا عَلَى حَبل عَاتِقه فَأخْرج السَّيْف من مرفقه
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وانتفضت أذربيجان أَيْضا فغزاهم سعيد بْن الْعَاصِ فافتتحها وفيهَا وسع عُثْمَان مَسْجِد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم
سنة ثَلَاثِينَ
فتوح فَارس وخراسان وسجستان فِيهَا فتحت جور من أَرض فَارس فِيمَا حَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده وَأَبُو

(1/163)


الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن قَالَ غزا ابْن عَامر جور سنة ثَلَاثِينَ فافتتحها وَأصَاب بهَا غَنَائِم كَثِيرَة وافتتح الكاريان والفيشجان من درابجرد وَلم يَكُونَا دخلا فِي صلح عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وافتتح ابْن عَامر أَيْضا أرد شير خرة فَقتل وسبى
وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحسن عَن مسلمة عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ لما افْتتح ابْن عَامر أَرض فَارس وَذَلِكَ سنة ثَلَاثِينَ هرب يزدجرد بْن كسْرَى فَاتبعهُ ابْن عَامر ومجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ
وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ مَعَ ابْن عَامر بجور عَبْد اللَّهِ وَعبيد اللَّه ابْنا عُمَر بْن الْخطاب وَعبد اللَّه بْن الزبير فافتتحها وَأصَاب غَنَائِم كَثِيرَة وافتتح الكاريان والفيشجان وَأصَاب غَنَائِم كَثِيرَة مِمَّا جمع فِي بَيت النَّار
قَالَ أَبُو الْحسن سَار مجاشع حَتَّى نزل السيرجان وَيُقَال بل وَجه ابْن عَامر هرم بْن حَيَّان وَيُقَال افْتتح هرموز رَاشد بْن عَمْرو ثمَّ سَار ابْن عَامر يُرِيد خُرَاسَان وَوجه الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ إِلَى سجستان فَافْتتحَ زالق وشرواذ وناشروذ وَأصَاب عَبْد الرَّحْمَن أَبَا صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن وَالِي خراج الْعرَاق مَعَ أمه وَأصَاب إِبْرَاهِيم بْن يسَار مولى بَنِي لَيْث من بعض قرى سجستان وحاصر مَدِينَة زرنج فَصَالَحُوهُ عَلَى ألف وصيف مَعَ كل وصيف جَام من ذهب وَتوجه ابْن عَامر إِلَى خُرَاسَان عَلَى مقدمته الْأَحْنَف بْن قيس فلقي أهل هراة فَهَزَمَهُمْ وافتتح ابْن عَامر أبرشهر صلحا وَيُقَال عَنوة وَبعث ابْن عَامر أَمِير بْن أَحْمَر الْيَشْكُرِي فَافْتتحَ طوس وَمَا حولهَا وَصَالح من جَاءَ من أهل سرخس عَلَى مائَة ألف وَخمسين ألفا وَبعث ابْن عَامر الْأسود بْن كُلْثُوم الْعَدوي عدي تيم إِلَى بيهق من أَرض أبرشهر فافتتحها وَقتل بهَا رَحمَه اللَّه ثمَّ صَالح كنارى بْن عَامر عَلَى مَا بَقِي من ابرشهر على

(1/164)


ألف ألف دِرْهَم وَمِائَة فارد من طَعَام وَبعث أهل مرو يطْلبُونَ الصُّلْح فَصَالحهُمْ ابْن عَامر عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف وَكَانَ الَّذِي صَالحه مَا هويه بْن أزر مرزبان مرو وَيُقَال الَّذِي كَانَ صَالح أهل مرو حَاتِم بْن نعْمَان الْبَاهِلِيّ بَعثه ابْن عَامر وَبعث ابْن عَامر الْأَحْنَف بْن قيس فِي أَرْبَعَة آلَاف وَجمع لَهُ أهل طخارستان وَأهل الجوزجان والفارياب والطالقان وَعَلَيْهِم طوقان شاه فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين
حَدَّثَنَا أَزْهَر بْن سعد قَالَ نَا ابْن عون عَن مُحَمَّد قَالَ كَانَ الْأَحْنَف بْن قيس يحمل وَيَقُول ... إِن عَلَى كل رَئِيس حَقًا ... ... أَن يخضب الْقَنَاة أَو تندقا ...

قَالَ أَبُو الْحسن قَتلهمْ الْمُسلمُونَ ثَلَاثَة عشر فرسخا ثمَّ سَار الْأَحْنَف من مرو الروذ إِلَى بَلخ وصالحوه عَلَى أَربع مائَة ألف ثمَّ أَتَى خوارزم فَلم يطقها فَرجع وَبعث ابْن عَامر خُلَيْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زُهَيْر إِلَى باذغيس وهراة فافتتحها ثمَّ كفرُوا بعد

فتح طبرستان وفيهَا غزا سعيد بْن الْعَاصِ طبرستان فَحَاصَرَهُمْ فَسَأَلُوهُ الْأمان عَلَى أَن لَا يقتل مِنْهُم رجلا وَاحِدًا فَقَتلهُمْ كلهم إِلَّا رجلا وَاحِدًا
عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن عَلِيّ بْن مُجَاهِد عَن حَنش بْن مَالك قَالَ غزا سعيد بْن الْعَاصِ طبرستان سنة ثَلَاثِينَ وَذكر نَحوه
وفيهَا أُصِيب معضد الشَّيْبَانِيّ وَيُقَال سلمَان بْن ربيعَة أَيْضا
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب الْأَسدي أُصِيب سلمَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ
حفر نهر الأبلة بِالْبَصْرَةِ
وفيهَا احتفر زِيَاد نهر الأبله حَتَّى انْتهى بِهِ إِلَى مَوضِع الْجَبَل وَالَّذِي ولي حفره لزياد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن سِتّ عشرَة سنة

(1/165)


وفيهَا مَاتَ حَاطِب بْن أَبِي بلتعة وفيهَا مَاتَ أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ يحيى بْن سعيد قَالَ أخبرنَا سُفْيَان قَالَ حَدَّثَنِي أَشْعَث بْن سليم عَن الْأسود بْن هِلَال عَن ثَعْلَبَة بْن زَهْدَم قَالَ كُنَّا مَعَ سعيد بْن الْعَاصِ بطبرستان فَقَالَ أَيّكُم صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْخَوْف فَقَالَ حُذَيْفَة أَنا فَذكر الحَدِيث
سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فِيهَا أحرم ابْن عَامر من نيسابور واستخلف قيس بْن الْهَيْثَم السّلمِيّ وَنَافِع ابْن خَالِد الطَّاحِي وخليد بْن عَبْد اللَّهِ الْحَنَفِيّ وحاتم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ وَيُقَال بل اسْتخْلف قيس بن الْهَيْثَم وَحده وفيهَا غزا ابْن أَبِي سرح من مصر زندان من نَاحيَة المصيصة وفيهَا احتقر ابْن عَامر فيض الْبَصْرَة من الطازات فشقه وسط الْبَصْرَة وحفر نهر الأساورة حَتَّى بلغ الشباك واحتفرت أمه دجَاجَة بنت الصَّلْت نهرها الَّذِي يُقَال لَهُ نهر أم عَبْد اللَّهِ وسط الْبَصْرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة النَّهر الْأَدْنَى إِلَى فيض الْبَصْرَة وَالنّهر الثَّانِي الَّذِي وسط الْبَصْرَة فِي سوقها حفرتهما جَمِيعًا فِي خلَافَة عُثْمَان وَلم يُوَقت وقتا وفيهَا مَاتَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب
سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود وَعبد اللَّه بْن زيد صَاحب الْأَذَان وَأَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ وَأَبُو ذَر مَاتَ فِيهَا قبل ابْن مَسْعُود وَابْن

(1/166)


مَسْعُود صلى عَلَيْهِ وَيُقَال مَاتَ فِيهَا أَبِي بْن كَعْب أَيْضا وَيُقَال بل مَاتَ أَبِي فِي خلَافَة عُمَر بْن الْخطاب قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة الْمضيق من قسطنطينية
سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ
قتال عَبْد اللَّهِ بْن خازم لقارن وفيهَا جمع قَارن جمعا كثيرا بباذغيس وهراة فَأقبل فِي أَرْبَعِينَ ألفا فخلى قيس بْن الْهَيْثَم الْبِلَاد فَقَامَ بِأَمْر النَّاس عَبْد اللَّهِ بْن خازم السّلمِيّ فلقي قَارن فِي اربعة آلَاف فَقتل قَارن وَهزمَ أَصْحَابه وَأَصَابُوا سَبَايَا كَثِيرَة قَالَ أَبُو الْيَقظَان من ذَلِكَ السَّبي أم الصَّلْت بْن حُرَيْث الْحَنَفِيّ وَأم زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ وَأم عون بْن أرطبان جدة عَبْد اللَّهِ بْن عون الْفَقِيه وَكتب إِلَى ابْن عَامر بِالْفَتْح فأقره عَلَى خُرَاسَان حَتَّى قتل عُثْمَان
فتح زرنج وفيهَا وَجه ابْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة بْن حبيب إِلَى سجستان فَصَالحه صَاحب زرنج وَأقَام بهَا حَتَّى اضْطربَ أَمر عُثْمَان
غَزْو ملطية وأفريقية قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ملطية وأفريقية وغزا أَيْضا حصن الْمَرْأَة من أَرض الرّوم

(1/167)


غَزْو الْحَبَشَة وفيهَا غزا ابْن أَبِي سرح الْحَبَشَة فأصيبت عين مُعَاوِيَة بْن حديج وفيهَا مَاتَ الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب رَحمَه اللَّه وفيهَا مَاتَ الْمِقْدَاد بْن الْأسود رَحمَه اللَّه وَمَات عَامر بْن ربيعَة حِين نَشُمُّ النَّاس فِي أَمر عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنهُ
سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فِيهَا أخرج أهل الْكُوفَة سعيد بْن الْعَاصِ وولوا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان يسألونه أَن يولي أَبَا مُوسَى فولاه وفيهَا يَوْم الجرعة وَكَانَ عُثْمَان رد سعيد بْن الْعَاصِ إِلَى الْكُوفَة فَخرج أهل الْكُوفَة فمنعوه قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا ابْن أَبِي سرح من مصر الصواري وفيهَا مَاتَ عبَادَة ابْن الصَّامِت وَأَبُو عبس بْن جبر
سنة خمس وَثَلَاثِينَ الْفِتْنَة زمن عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنه فِيهَا مقتل عُثْمَان رَحمَه اللَّه وحصاره قَالَ أَبُو الْحسن قدم أهل مصر عَلَيْهِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عديس البلوي وَأهل الْبَصْرَة عَلَيْهِم حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي وَأهل الْكُوفَة فيهم الأشتر مَالك بْن الْحَارِث النَّخعِيّ الْمَدِينَة فِي أَمر عُثْمَان فَكَانَ مقدم المصريين لَيْلَة الْأَرْبَعَاء هِلَال ذِي الْقعدَة حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعت أَبِي قَالَ نَا أَبُو نَضرة عَن أَبِي سعيد مولى أبي

(1/168)


أسيد الْأنْصَارِيّ قَالَ سمع عُثْمَان أَن وَفد أهل مصر قد أَقبلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالُوا ادْع بالمصحف فَدَعَا بِهِ فَقَالُوا افْتَحْ السَّابِعَة وَكَانُوا يسمون سُورَة يُونُس السَّابِعَة فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى هَذِه الْآيَة قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ على الله تفترون فَقَالُوا لَهُ قف أَرَأَيْت مَا حميت من الْحمى آللَّهُ أذن لَك أم عَلَى اللَّه تفتري فَقَالَ امضه نزلت فِي كَذَا وَكَذَا فَأَما الْحمى فَإِن عُمَر حماه قبلي لإبل الصَّدَقَة فَلَمَّا وليت زَادَت إبل الصَّدَقَة فزدت فِي الْحمى فَإِن عُمَر حماه قبلي لإبل الصَّدَقَة فَلَمَّا وليت زَادَت إبل الصَّدَقَة فزدت فِي الْحمى لما زَاد من إبل الصَّدَقَة امضه قَالَ فَجعلُوا يأخذونه بِالْآيَةِ فَيَقُول امضه نزلت فِي كَذَا فَمَا يزِيدُونَ فَأخذُوا ميثاقه وَكَتَبُوا عَلَيْهِ شرطا وَأخذ عَلَيْهِم أَلا يشقوا عَصا وَلَا يفارقوا جمَاعَة مَا أَقَامَ لَهُم شرطهم ثمَّ رجعُوا راضين فَبينا هم بِالطَّرِيقِ إِذا رَاكب يتَعَرَّض لَهُم ويفارقهم ثمَّ يرجع إِلَيْهِم ثمَّ يفارقهم قَالُوا مَالك قَالَ أَنا رَسُول أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى عَامله بِمصْر ففتشوه فَإِذا هم بِالْكتاب عَلَى لِسَان عُثْمَان عَلَيْهِ خَاتمه إِلَى عَامل مصر أَن يصلبهم أَو يقتلهُمْ أَو يقطع أَيْديهم وأرجلهم فَأَقْبَلُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة فَأتوا عليا فَقَالُوا ألم تَرَ إِلَى عَدو اللَّه كتب فِينَا بِكَذَا وَكَذَا وَإِن اللَّه قد أحل دَمه فَقُمْ معَنا إِلَيْهِ قَالَ وَالله لَا أقوم مَعكُمْ قَالُوا فَلم كتبت إِلَيْنَا قَالَ وَالله مَا كتبت إِلَيْكُم كتابا فَنظر بَعضهم إِلَى بعض وَخرج عَلِيّ من الْمَدِينَة فَانْطَلقُوا إِلَى عُثْمَان فَقَالُوا كتبت فِينَا بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ إنَّهُمَا اثْنَتَانِ أَن تُقِيمُوا رجلَيْنِ من الْمُسلمين أَو يَمِيني بِاللَّه الَّذِي لَا اله إِلَّا هُوَ مَا كتبت وَلَا أمللت وَلَا علمت وَقد يكْتب الْكتاب عَلَى لِسَان الرجل وينقش الْخَاتم عَلَى الْخَاتم قَالُوا قد أحل اللَّه دمك ونقضت الْعَهْد والميثاق وحصروه فِي الْقصر رَضِي اللَّه عَنه
ابْن علية عَن ابْن عون عَن مُحَمَّد أَن عُثْمَان بعث إِلَيْهِم عليا ورجلا آخر فَقَالَ عَلِيّ تعطون كتاب اللَّه وتعتبون من كل مَا سخطتم فَأقبل مَعَه نَاس من وُجُوههم

(1/169)


فَاصْطَلَحُوا عَلَى خمس أَن الْمَنْفِيّ يقلب والمحروم يُعْطي ويوفر الْفَيْء ويعدل فِي الْقسم وَيسْتَعْمل ذُو الْأَمَانَة وَالْقُوَّة كتبُوا ذَلِكَ فِي كتاب وَأَن يرد ابْن عَامر عَلَى الْبَصْرَة وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَلَى الْكُوفَة
فَأَخْبرنِي ابْن علية قَالَ نَا ابْن عون عَن الْحسن قَالَ أنبأني وثاب قَالَ بَعَثَنِي عُثْمَان فدعوت لَهُ الأشتر فَقَالَ مَا يُرِيد النَّاس مني قَالَ ثَلَاثًا لَيْسَ من إِحْدَاهُنَّ بُد قَالَ مَا هن قَالَ يخيرونك بَين أَن تخلع لَهُم أَمرهم فَتَقول هَذَا أَمركُم فَاخْتَارُوا لَهُ من شِئْتُم وَبَين أَن تقص من نَفسك فَإِن أَبيت فالقوم قاتلوك قَالَ مَا من إِحْدَاهُنَّ بُد قَالَ مَا من إِحْدَاهُنَّ بُد قَالَ أما أَن أَخْلَع لَهُم أَمرهم فَمَا كنت لأخلع سربالا سربلنيه اللَّه
قَالَ وَقَالَ غير الْحسن وَالله لِأَن تضرب عَنقي أحب إِلَيّ من أَن أَخْلَع أمة مُحَمَّد بَعْضهَا عَلَى بعض وَأما أَن أقص من نَفسِي فوَاللَّه لقد علمت أَن صَاحِبي بَين يَدي قد كَانَا يعاقبان وَمَا يقوم بدني بِالْقصاصِ وَأما أَن تقتلوني فوَاللَّه لَئِن قتلتموني لَا تتحابون بعدِي أبدا وَلَا تصلونَ بعدِي جَمِيعًا أبدا وَلَا تقاتلون بعدِي عدوا جَمِيعًا أبدا
حَدَّثَنَا كهمس بْن الْمنْهَال قَالَ أخبرنَا سعيد بْن أَبِي عرُوبَة عَن يعلى بْن حَكِيم عَن نَافِع قَالَ دخل ابْن عُمَر عَلَى عُثْمَان وعَنده الْمُغيرَة بْن الْأَخْنَس فَقَالَ أنظر مَا يَقُول هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ اخْلَعْهَا وَلَا تقتل نَفسك فَقَالَ ابْن عُمَر إِذا خلعتها أمخلد أَنْت فِي الدُّنْيَا قَالَ لَا قَالَ فَإِن لم تخلعها هَل يزِيدُونَ عَلَى أَن يَقْتُلُوك قَالَ لَا قَالَ فَهَل يملكُونَ لَك جنَّة أَو نَارا قَالَ لَا قَالَ فَلَا أرى لَك أَن تخلع قَمِيصًا قمصكه اللَّه فَتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أَو إمَامهمْ قَتَلُوهُ

(1/170)


حَدَّثَنِي عُمَر بْن أَبِي خَلِيفَة قَالَ حَدَّثتنَا أم يُوسُف بنت مَاهك عَن أمهَا قَالَت دخلت عَلَى عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُور وَفِي حجره الْمُصحف وهم يَقُولُونَ اعْتَزَلنَا وَهُوَ يَقُول لَا أَخْلَع سربالا سربلنيه اللَّه
حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون قَالَ نَا عَبْد الْملك عَن أَبِي الْكِنْدِيّ قَالَ أشرف عُثْمَان فَقَالَ لَا تقتلوني فَإِنَّكُم إِن قتلتموني كُنْتُم هَكَذَا وَشَبك بَين أَصَابِعه
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد قَالَ نَا سهل السراج عَن الْحسن قَالَ قَالَ عُثْمَان لَا تقتلوني فوَاللَّه لَئِن قتلتموني لَا تقاتلون عدوا جَمِيعًا أبدا وَلَا تقسمون فَيْئا جَمِيعًا أبدا وَلَا تصلونَ جَمِيعًا أبدا قَالَ الْحسن فوَاللَّه إِن صلى الله الْقَوْم جَمِيعًا إِن قُلُوبهم لمختلفة أَبُو بَكْر الْكَلْبِيّ قَالَ نَا مسعر عَن عَبْد الْملك بْن ميسرَة عَن النزال بْن سُبْرَة قَالَ سَمِعت عُثْمَان يَقُول أسْتَغْفر اللَّه إِن كنت ظلمت وَقد عَفَوْت إِن كنت ظلمت حَدَّثَنَا غنْدر عَن شُعْبَة عَن سعد بْن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت عُثْمَان يَقُول إِن وجدْتُم فِي الْحق أَن تضعوا رجْلي فِي قيد فضعوهما حَدَّثَنَا كهمس بْن الْمنْهَال قَالَ نَا سعيد بْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ أشرف عَلَيْهِم عُثْمَان حِين حصر فَقَالَ أخرجُوا إِلَيّ رجلا ُأكَلِّمهُ فأخرجوا صعصعة بْن صوحان فَقَالَ عُثْمَان مَا نقمتم عَلِيّ قَالَ أخرجنَا من دِيَارنَا بِغَيْر حق إِلَّا أَن قُلْنَا رَبنَا اللَّه قَالَ عُثْمَان كذبت لَسْتُم أُولَئِكَ نَحن أُولَئِكَ أخرجنَا أهل مَكَّة فَقَالَ اللَّه الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَن الْمُنكر فَكَانَ ثَنَاء قبل بلَاء حَدَّثَنَا غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة عَن سماك بْن حَرْب قَالَ سَمِعت حَنْظَلَة بْن قنان أشرف علينا عُثْمَان فَقَالَ أفيكم ابْنا محدوج فَقَالَ أنْشد كَمَا اللَّه ألستما تعلمان أَن عمر

(1/171)


قَالَ إِن ربيعَة فَاجر أَو غادر وَإِنِّي وَالله لَا أجعَل فرائضهم وفرائض قوم جاؤوا من مسيرَة شهر وَإِنَّمَا مهر أحدهم عَند طنبه وَأَنِّي زدتهم فِي غَدَاة وَاحِدَة خمس مائَة حَتَّى ألحقتهم بهم قَالُوا بلَى قَالَ أذكركما الله ألستما ألستما تعلمان أنكما أتيتماني فقلتما إِن كِنْدَة أَكلَة رَأس وَإِن ربيعَة هِيَ الرَّأْس وَإِن الْأَشْعَث بْن قيس قد أكلهم فنزعته واستعملتكما قَالُوا بلَى قَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانُوا كفرُوا معروفي وبدلوا نعمتي فَلَا ترضهم عَن إمَامهمْ وَلَا ترضي إِمَامًا عَنهم
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن أَبِي نَضرة عَن أَبِي سعيد مولى أَبِي أسيد قَالَ أشرف عَلَيْهِم ذَات يَوْم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَمَا أسمع أحدا رد عَلَيْهِ إِلَّا أَن يرد رجل فِي نَفسه فَقَالَ أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَنِّي اشْتريت رومة من مَالِي فاستعذبت بهَا وَجعلت رشائي فِيهَا كرشاء رجل من الْمُسلمين قيل نعم قَالَ فعلام تَمْنَعُونِي أَن أشْرب من مَائِهَا حَتَّى أفطر عَلَى مَاء الْبَحْر يعَني مَاء الْبِئْر المالح قَالَ أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَنِّي اشْتريت كَذَا وَكَذَا من الأَرْض فزدته فِي الْمَسْجِد فَهَل علمْتُم أَن أحدا من النَّاس منع أَن يُصَلِّي فِيهِ قبلي أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَن نَبِيّ اللَّه ذكر كَذَا وَكَذَا أَشْيَاء فِي شَأْنه وَذكر أَيْضا كِتَابَة الْمفصل ففشى النَّهْي وَجعل النَّاس يَقُولُونَ مهلا عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ
نَا يحيى بْن أَبِي الْحجَّاج أَبُو أَيُّوب الخاقاني قَالَ نَا الْجريرِي عَن أَبِي الْورْد بْن ثُمَامَة قَالَ أشرف عُثْمَان فَقَالَ أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى ثبير وَمَعَهُ أَبُو بَكْر وَعمر وَأَنا فَتحَرك بهم حَتَّى هَمت حجارته أَن تساقط فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثبت فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِيّ وصديق وشهيد

(1/172)


قَالُوا اللَّهُمَّ نعم قَالَ شهدُوا لي وَرب الْكَعْبَة
حَدَّثَنَا ابْن علية قَالَ نَا أَيُّوب عَن ابْن أَبِي مليكَة عَن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير قَالَ قلت لعُثْمَان إِنَّا مَعَك فِي الدَّار عِصَابَة مستبصرة ينصر اللَّه بِأَقَلّ مِنْهُم فَأذن لنا فَقَالَ أذكر اللَّه رجلا اهراق فِي دَمه أَو قَالَ دَمًا
ابْن مهْدي قَالَ نَا سعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ قَالَ سليط بْن سليط نَهَانَا عُثْمَان عَن قِتَالهمْ وَلَو أذن لنا لضربناهم حَتَّى نخرجهم من أقطارها سَمِعت عَبْد الْوَهَّاب بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ ابْن عَامر بْن ربيعَة يَقُول كنت مَعَ عُثْمَان فِي الدَّار فَقَالَ أعزم عَلَى كل من رأى أَن عَلَيْهِ سمعا وَطَاعَة إِلَّا كف يَده وسلاحه فَإِن أفضلكم عَندي غناء من كف يَده وسلاحه ثمَّ قَالَ قُم يَا بْن عُمَر فأجر بَين النَّاس فَقَامَ ابْن عُمَر وَقَامَ مَعَه رجال من بَنِي عدي ابْن سراقَة وَابْن مُطِيع ففتحوا الْبَاب وَخرج ودخلوا الدَّار فَقتلُوا عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنه حَدَّثَنَا معَاذ عَن ابْن عون عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عُمَر مَعَ عُثْمَان فِي الدَّار حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عون عَن أَبِيه عَن نَافِع قَالَ لبس ابْن عُمَر الدرْع يَوْم الدَّار مرَّتَيْنِ وَحَدَّثَنَا كهمس قَالَ نَا ابْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة أَن زيد بْن ثَابت قَالَ لعُثْمَان هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار بِالْبَابِ يَقُولُونَ إِن شِئْت كُنَّا أنصار اللَّه مرَّتَيْنِ فَقَالَ لَا حَاجَة لي فِي ذَلِكَ كفوا وَحَدَّثَنِي كهمس قَالَ نَا ابْن أَبِي عرُوبَة عَن يعلى بْن حَكِيم عَن نَافِع أَو غَيره أَن ابْن عُمَر كَانَ يَوْمئِذٍ مُتَقَلِّدًا سَيْفه حَتَّى عزم عَلَيْهِ عُثْمَان أَن يخرج مَخَافَة أَن يقتل حَدَّثَنَا عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي صَالح عَن أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قلت لعُثْمَان الْيَوْم طَابَ الضَّرْب مَعَك قَالَ أعزم عَلَيْك لتخْرجن حَدَّثَنَا كهمس عَن ابْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ مُتَقَلِّدًا سَيْفه حَتَّى نَهَاهُ عُثْمَان

(1/173)


وَحَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى وكهمس عَن ابْن عرُوبَة عَن قَتَادَة وَزَاد عَبْد الْأَعْلَى أَن الْحسن بْن عَلِيّ كَانَ آخر من خرج من عَند عُثْمَان عَبْد الرَّحْمَن بْن مهْدي قَالَ نَا حُصَيْن بْن بَكْر عَن يحيى بْن عَتيق عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ انْطلق الْحسن وَالْحُسَيْن وَابْن عُمَر وَابْن الزبير ومروان كلهم شاكي السِّلَاح حَتَّى دخلُوا الدَّار فَقَالَ عُثْمَان أعزم عَلَيْكُم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بُيُوتكُمْ فَخرج ابْن عمر وَالْحسن وَالْحُسَيْن فَقَالَ ابْن الزبير ومروان وَنحن نعزم على أَنْفُسنَا أَن لَا نَبْرَح حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن أَبِي نَضرة عَن أَبِي سعيد مولى أَبِي أسيد قَالَ فتح عُثْمَان الْبَاب وَوضع الْمُصحف بَين يَدَيْهِ فَدخل عَلَيْهِ رجل فَقَالَ بيني وَبَيْنك كتاب اللَّه فَخرج وَتَركه ثمَّ دخل عَلَيْهِ آخر فَقَالَ بيني وَبَيْنك كتاب اللَّه فَأَهوى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ فاتقاه فقطعها فَلَا أَدْرِي أَبَانهَا أم قطعهَا وَلم يبنها فَقَالَ أما وَالله إِنَّهَا لأوّل كف خطت الْمفصل
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَن ابْن عون عَن الْحسن عَن وثاب قَالَ جَاءَ رويجل كَأَنَّهُ ذِئْب فَاطلع من بَاب ثمَّ رَجَعَ وَجَاء مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فِي ثَلَاثَة عشر رجلا فَأخذ بلحيته فَقَالَ بهَا حَتَّى سَمِعت وَقع أَضْرَاسه وَقَالَ مَا أغْنى عَنْك مُعَاوِيَة ماأغنى عَنك ابْن عَامر مَا أغنت عَنك كتبك فَقَالَ أرسل لي لحيتي يَا ابْن أخي قَالَ فَأَنا رَأَيْته استدعى رجلا من الْقَوْم بِعَيْنِه يعَني أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهِ بمشقص فوجأ بِهِ رَأسه قلت ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ تعاوروا عَلَيْهِ وَالله حَتَّى قَتَلُوهُ رَحمَه اللَّه
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن الْحسن أَن ابْن أَبِي بَكْر أَخذ بلحيته فَقَالَ عُثْمَان لقد أخذت مني مأخذا أَو قعدت مني مقْعدا مَا كَانَ أَبوك ليقعده فَخرج وَتَركه وَفِي حَدِيث الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن أَبِي نَضرة عَن أَبِي سعيد قَالَ دخل عَلَيْهِ رجل من بَنِي سدوس يُقَال لَهُ الْمَوْت الْأسود فخنقه وخنقه قبل أَن يضْرب بِالسَّيْفِ فَقَالَ وَالله

(1/174)


مَا رَأَيْت شَيْئا أَلين من خناقه لقد خنقته حَتَّى رَأَيْت نَفسه مثل الجان تردد فِي جسده وَقَالَ فِي غير حَدِيث أَبِي سعيد وَدخل التجِيبِي فأشعره مشقصا فانتضح الدَّم عَلَى قَوْله (فَسَيَكْفِيكَهُم الله) فَهِيَ فِي الْمُصحف مَا حكت)
حَدَّثَنَا كهمس عَن ابْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ الَّذِي ولي قتل عُثْمَان رُومَان رجل مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ أَخذ ابْن أَبِي بَكْر بلحيته وذبحه رُومَان بمشاقص كَانَت مَعَه
حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن أَبِي زَكَرِيَّا الْعجْلَاني عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر قَالَ ضربه ابْن أَبِي بَكْر بمشاقص فِي أوداجه وبعجه سودان بْن حمْرَان بِحَرْبَة
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد قَالَ نَا مُحَمَّد بْن طَلْحَة قَالَ نَا كنَانَة مولى صَفِيَّة قَالَ شهِدت مقتل عُثْمَان قَالَ قلت من قَتله قَالَ رجل من أهل مصر يُقَال لَهُ حمَار خَالِد بْن الْحَارِث قَالَ نَا عمرَان بْن حدير عَن عَبْد اللَّهِ بْن شَقِيق قَالَ أول من ضرب عُثْمَان رُومَان الْيَمَانِيّ بصولجان
حَدَّثَنَا خَالِد بْن الْحَارِث قَالَ نَا عمرَان بْن حدير قَالَ أَن لَا يكن عَبْد اللَّهِ بْن شَقِيق حَدَّثَنِي أَن أول قَطْرَة قطرت من دَمه عَلَى (فَسَيَكْفِيكَهُم الله) فان أَبَا حُرَيْث ذكر أَنه ذهب وَسُهيْل النميري فأخرجوا إِلَيْهِ الْمُصحف فَإِذا القطرة عَلَى (فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله) قَالَ فَإِنَّهَا فِي الْمُصحف مَا حكت
أَبُو عَاصِم قا نَا عُمَر بْن أَبِي زَائِدَة عَن أَبِيه عَن أَبِي خَالِد الْوَالِبِي قَالَ قَالَت عَائِشَة استتابوه حَتَّى تَرَكُوهُ كَالثَّوْبِ الرحيض ثمَّ قَتَلُوهُ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَة قَالَ نَا يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق عَن عون بْن عَبْد اللَّهِ بن عتبَة قَالَ

(1/175)


قَالَت عَائِشَة غضِبت لكم من السَّوْط وَلَا أغضب لعُثْمَان من السَّيْف استعتبتموه حَتَّى إِذا تَرَكْتُمُوهُ كالقلب الْمُصَفّى قَتَلْتُمُوهُ
حَدَّثَنَا روح بْن عبَادَة قَالَ نَا سعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن ابْن سِيرِين قَالَ قَالَت عَائِشَة مصتموه موص الْإِنَاء ثمَّ قَتَلْتُمُوهُ
مُحَمَّد بْن عَمْرو قَالَ نَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن مَسْرُوق قَالَ قَالَت عَائِشَة تَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ النقي من الدنس ثمَّ قربتموه تذبحونه كَمَا يذبح الْكَبْش قَالَ مَسْرُوق فَقلت هَذَا عَمَلك كتبت إِلَى النَّاس تأمرينهم بِالْخرُوجِ عَلَيْهِ فَقَالَت عَائِشَة وَالَّذِي آمن بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَكفر بِهِ الْكَافِرُونَ مَا كتبت إِلَيْهِم بسواد فِي بَيَاض حَتَّى جَلَست مجلسي هَذَا قَالَ الْأَعْمَش فَكَانُوا يرَوْنَ أَنه كتب عَلَى لسانها وفيهَا بعث عُثْمَان عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فَأَقَامَ الْحَج وَصلى عَلِيّ يَوْم النَّحْر بِالنَّاسِ فِي الْمَدِينَة
وفيهَا قتل عُثْمَان رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة لأيام بَقينَ من ذِي الْحجَّة
الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعت أَبِي قَالَ نَا أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ قتل عُثْمَان فِي أَوسط أَيَّام التَّشْرِيق
أَبُو الْحسن عَن أَبِي معشر عَن نَافِع قَالَ قتل يَوْم الْجُمُعَة لسبع عشرَة أَو ثَمَان عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى بْن الْهَيْثَم قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قلت لِلْحسنِ أَكَانَ فِيمَن قتل عُثْمَان أحد من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار قَالَ لَا كَانُوا أعلاجا من أهل مصر حَدَّثَنِي يحيى عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس قَالَ سَمِعت سعيد بْن زيد بْن عَمْرو بن نفَيْل

(1/176)


يَقُول لَو أَن أحدا ارْفض مِمَّا فعل بعثمان لَكَانَ محقوقا ولد عُثْمَان بِمَكَّة فِي دَار أَبِي الْعَاصِ الَّتِي يُقَال لَهَا دَار الحكم وَيُقَال قتل يَوْم النَّحْر وَقتل بِالْمَدِينَةِ وَفِيه قَالَ الفرزدق ... عُثْمَان إِذْ قَتَلُوهُ وانتهكوا دَمه صَبِيحَة لَيْلَة النَّحْر ...
وَقَالَ نَابِغَة بَنِي جعدة ... وَابْن عَفَّان حَنِيفا مُسلما ... وَلُحُوم الْبدن لما تنْتَقل ...
وَقَالَ الْقَاسِم بْن أُميَّة بْن أَبِي الصَّلْت ... لعمري لبئس الذّبْح ضحيتم بِهِ خلاف رَسُول اللَّهِ يَوْم الْأَضَاحِي ...
وَدفن عُثْمَان لَيْلًا صلى عَلَيْهِ جُبَير بْن مطعم وَيُقَال حَكِيم بْن حزَام وَيُقَال الْمسور بن مخرمَة
مُدَّة خلَافَة عُثْمَان وعمره
كَانَت ولَايَته إِحْدَى عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَيُقَال أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَاخْتلف فِي سنه فحدثنا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قتل وَهُوَ ابْن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة وَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَقظَان قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْمِقْدَام قَالَ قتل وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَيُقَال أَربع وَثَمَانِينَ وَحَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي عمرَان قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المَخْزُومِي قَالَ قتل وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وفيهَا قتل الْمُغيرَة بْن الْأَخْنَس بْن شريق الثَّقَفِيّ يَوْم الدَّار مَعَ عُثْمَان رَحمَه الله

(1/177)


تَسْمِيَة عُمَّال عُثْمَان بن عَفَّان
مَكَّة ولى مَكَّة عَلِيّ بْن عدي بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف وولاها أَيْضا خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي فَقتل عُثْمَان وَهُوَ عَلَيْهَا
الْمَدِينَة وَكَانَ يسْتَخْلف زيد بْن ثَابت عَلَى الْمَدِينَة إِذا حج
الْبَصْرَة وَأقر أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَلَى الْبَصْرَة أَربع سِنِين فَكَانَ أَبُو مُوسَى إِذا غزا اسْتخْلف عمرَان بْن حُصَيْن وَأَحْيَانا يسْتَخْلف زيادا ثمَّ عزل أَبَا مُوسَى وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر ابْن كريز قد كتبنَا عُمَّال ابْن عَامر عَلَى خُرَاسَان وسجستان فِي تَارِيخ السنين فِي ولَايَة ابْن عَامر
الْكُوفَة قتل عَمْرو الْمُغيرَة بْن شُعْبَة عَلَى الْكُوفَة فأقره عُثْمَان قَلِيلا ثمَّ عَزله وَولى سعد بْن مَالك ثمَّ عَزله وَولى الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط ثمَّ عَزله وَولى سعيد بْن الْعَاصِ فَأخْرجهُ أهل الْكُوفَة وولوا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان يسألونه أَن يوليه فأقره عُثْمَان حَتَّى قتل رَحمَه اللَّه
مصر وعزل عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن مصر وَولى عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن أَبِي سرح فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عُثْمَان رَحمَه اللَّه
الشَّام وَأقر مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان على الشَّام

(1/178)


صَاحب شَرطه وحاجبه وَمن عَلَى بَيت المَال وكاتبه وَكَانَ عُثْمَان أول من اتخذ صَاحب شَرط وَكَانَ عَلَى شَرطه عَبْد اللَّهِ بْن قنفذ من بَنِي تيم قُرَيْش وحاجبه حمْرَان بْن أبان وعَلى بَيت المَال عَبْد اللَّهِ بْن أَرقم ثمَّ استعفى فأعفاه وكاتبه مَرْوَان بن الحكم
الْقُضَاة قَضَاء الْبَصْرَة كَانَ عَلَيْهَا كَعْب بْن سور ثمَّ امْر عُثْمَان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن يقْضِي بَين النَّاس ثمَّ ولى ابْن عَامر فاستقضى كَعْب بْن سور حَتَّى قتل أَيَّام الْجمل أَتَاهُ سهم غرب فَقتله وَلم يُقَاتل الْكُوفَة شُرَيْح حَتَّى قتل عُثْمَان الْيمن يعلى بْن أُميَّة من بلعدوية وَأمه منية وَكَانَ عَلَى صنعاء حَتَّى قتل عُثْمَان رجل يُقَال لَهُ ثُمَامَة
خُرَاسَان وَولى ابْن عَامر الْبَصْرَة سنة تسع وَعشْرين فغزا ابْن عَامر واستخلف عَلَى الْبَصْرَة زيادا وافتتح أَصْبَهَان وحلوان وكرمان وَعَامة خُرَاسَان وَقد كتبنَا فتوحه فِي التَّارِيخ ثمَّ أحرم من سأبور واستخلف قيس بْن الْهَيْثَم السّلمِيّ عَلَى خُرَاسَان وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَجمع قَارن جمعا فَترك قيس الْبِلَاد فَقَامَ بِأَمْر النَّاس عَبْد اللَّهِ بْن خازم السّلمِيّ فلقي قَارن فَقتل قَارن وَهزمَ أَصْحَابه وَكتب إِلَى ابْن عَامر بِالْفَتْح فأقره عَلَى خُرَاسَان حَتَّى قتل عُثْمَان

(1/179)


سجستان ولاها ابْن عَامر الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ فَافْتتحَ زالق وَصَالح أهل زرنج ثمَّ انْصَرف واستخلف رجلا من بلحارث ثمَّ ولى ابْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن ابْن سَمُرَة بْن حبيب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَلم يزل بهَا حَتَّى اضْطربَ أَمر عُثْمَان فَرجع واستخلف أَمِير بْن أَحْمَر الْيَشْكُرِي فَأخْرجهُ أهل سجستان السَّنَد بعث عُثْمَان حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فَأتى مكران ثمَّ قدم عَلَى عُثْمَان فَسَأَلَهُ عَنها فَقَالَ مَاؤُهَا وشل ولصها بَطل وسهلها جبل إِن كثر بهَا الْجند جَاعُوا وَإِن قلوا ضَاعُوا فَلم يُوَجه إِلَيْهَا عُثْمَان أحدا حَتَّى قتل الْبَحْرين قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي الْخطاب قَالَ بعث ابْن عَامر عَبْد اللَّهِ بْن سوار الْعَبْدي فِي ولَايَة عُثْمَان فَلم يزل بهَا حَتَّى قتل عُثْمَان وَمن ولاته عَلَيْهَا مَرْوَان بْن الحكم الصائفة كتب عُثْمَان إِلَى مُعَاوِيَة أَن يغزي بِلَاد الرّوم فَوجه يَزِيد بْن الْحر الْعَبْسِي ثمَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى الصائفتين جَمِيعًا ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان ابْن عَوْف الغامدي فَكَانَ سُفْيَان يخرج فِي الْبر ويستخلف عَلَى الْبَحْر جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة فَلم يزل كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ سُفْيَان فولى مُعَاوِيَة عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد ثمَّ ولى عبيد اللَّه بْن رَبَاح وشتى فِي أَرض الرّوم
سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ
خلَافَة عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَضِي اللَّه عَنه فِيهَا بُويِعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بْن عَبْد الْمطلب وَأمه فَاطِمَة بنت أَسد بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي بن كلاب
خُرُوج طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وفيهَا قدم طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام ومعهما عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ الْبَصْرَة

(1/180)


وَبهَا عُثْمَان بْن حنيف الْأنْصَارِيّ واليا لعَلي فَبعث عُثْمَان بْن حنيف حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فلقي طَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي الزابوقة وَهِي مَدِينَة الرزق بِحَضْرَة كلاء الْبَصْرَة فَقتل حَكِيم بْن جبلة وَقتل أَيْضا مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخرج عُثْمَان بْن حنيف عَن الْبَصْرَة وفيهَا خرج عَلِيّ من الْمَدِينَة وولاها سهل بْن حنيف الْأنْصَارِيّ وَبعث عَلِيّ الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وعمار بْن يَاسر إِلَى الْكُوفَة يستنفران النَّاس وَقدم عَليّ الْبَصْرَة
معركة الْجمل
وفيهَا كَانَت وقْعَة الْجمل بِالْبَصْرَةِ بالزاوية نَاحيَة طف الْبَصْرَة يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ
وفيهَا قتل طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فِي المعركة أَصَابَهُ سهم غرب فَقتله وَحَدَّثَنَا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَن الْجَارُود بْن أَبِي سيرة قَالَ نظر مَرْوَان بْن الحكم إِلَى طَلْحَة بْن عبيد اللَّه يَوْم الْجمل فَقَالَ لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم فَرَمَاهُ بِسَهْم فَقتله
حَدَّثَنَا من سمع جوَيْرِية بْن أَسمَاء عَن يحيى بْن سعيد عَن عَمه أَن مَرْوَان رمى طَلْحَة بِسَهْم فَقتله وَانْحَدَرَ الزبير منصرفا فَقتل بوادي السبَاع قَتله عُمَيْر بْن جرموز الْمُجَاشِعِي وَقتل مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَعبد الرَّحْمَن بْن عتاب بْن أسيد وَفِي الْجمل الأولى قبل قدوم عَلِيّ قتل مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ وَحَكِيم بن جبلة الْعَبْدي

(1/181)


نعيم بْن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ أدْرك عُثْمَان وفيهَا مَاتَ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان فِي أول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن قدم ماهويه بْن أزر مرزبان مرو عَلَى عَلِيّ بعد الْجمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ مقرا بِالصُّلْحِ وَكتب لَهُ عَلِيّ كتابا ثمَّ كفرُوا بعد فَوجه عَلِيّ عون بْن جعدة بْن هُبَيْرَة بْن أَبِي وهب المَخْزُومِي فَلم يصنع شَيْئا وفيهَا خرج عمرَان بْن الفضيل البرجمي وحسكة بْن عتاب الحيطي فأغارا عَلَى نواحي سجستان فَصَالحهُمْ صَاحب زرنج وفيهَا خرج عَلِيّ من الْبَصْرَة فَقدم الْكُوفَة ثمَّ خرج يُرِيد مُعَاوِيَة واستخلف عَلَى الْكُوفَة أَبَا مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو البدري
تَفْصِيل خبر معركة الْجمل وفيهَا وقْعَة الْجمل قَالَ أَبُو الْيَقظَان قدم طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَعَائِشَة الْبَصْرَة بِأَعْلَى المربد فَلَمَّا كَانُوا بالدباغين وَذَلِكَ حَضْرَة قصر زَرْبِي فِي سكَّة الْمَزِيد اجْتمع النَّاس حَتَّى لَو رمي بِحجر وَقع عَلَى رَأس إِنْسَان فَتكلم طَلْحَة وتكلمت عَائِشَة وَكثر اللَّفْظ فَحَدثني أَبُو بَكْر قَالَ نَا عَوْف قَالَ نَا أَبُو رَجَاء العطاردي قَالَ أتيت طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَقد غشيه النَّاس وَهُوَ عَلَى دَابَّته فَجعل يَقُول يَا أَيهَا النَّاس أتنصتون فَجعلُوا يركبونه وَلَا ينصتون فَقَالَ أُفٍّ أُفٍّ فرَاش نَار وذبان طمع قَالَ أَبُو الْحسن عَن الْهُذلِيّ إِنَّهُم انحدروا من مَوضِع الدباغين فَرَمَاهُمْ النَّاس بِالْحِجَارَةِ فَأخذُوا فِي بَنِي نهد حَتَّى خَرجُوا عَلَى مَقْبرَة بَنِي مَازِن ثمَّ مَقْبرَة بَنِي حصن ثمَّ خَرجُوا عَلَى المسناة حَتَّى نزلُوا الْجَبَل

(1/182)


حَاتِم بْن مُسلم عَن يُوسُف بْن عَبدة عَن ابْن سِيرِين قَالَ نزل طَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي نَاحيَة بني سعد
قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَولى عَلِيّ الْبَصْرَة يَوْمئِذٍ عُثْمَان بْن حنيف الْأنْصَارِيّ قَالَ وَسَار طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَمن مَعَهُمَا حَتَّى أَتَوا الزابوقة فَخرج إِلَيْهِم عُثْمَان بْن حنيف فتوافقوا حَتَّى زَالَت الشَّمْس ثمَّ اصْطَلحُوا وَكَتَبُوا بَينهم كتابا أَن يكفوا عَن الْقِتَال ولعثمان دَار الْإِمَارَة وَالْمَسْجِد وَبَيت المَال والكلاء وَأَن ينزل طَلْحَة وَالزُّبَيْر من الْبَصْرَة حَيْثُ شاءا وَلَا يعرض بَعضهم لبَعض حَتَّى يقدم عَليّ قَالَ أَبُو الْيَقظَان تحولت عَائِشَة وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فنزلوا طاحية بْن عبيد قَالَ أَبُو الْحسن عَن الْهُذلِيّ عَن الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة عَن سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق الْهُذلِيّ غَدا ابْن الزبير إِلَى الزابوقة وَهِي مَدِينَة الرزق فَأَرَادَ أَن يرْزق أَصْحَابه فجَاء حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فِي سبع مائَة من عَبْد الْقَيْس وَبكر بْن وَائِل فَاقْتَتلُوا فَقتل حَكِيم ابْن جبلة وَأَخُوهُ الرعل بْن جبلة وَابْنه الْأَشْرَف بْن حَكِيم قَالَ أَبُو الْيَقظَان قتل حكيما رجل من الحدان يُقَال لَهُ ضخيم وَيُقَال قَتله يَزِيد بْن الأسحم الْحدانِي قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَقتل مَعَ حَكِيم حَنْظَلَة الهزاني قَالَ أَبُو الْحسن عَن مسلمة عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ ارتث مَعَ ابْن الزبير مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ فَاحْتمل إِلَى دَاره فِي بَنِي يشْكر فَمَاتَ فَدفن فِيهَا قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَبعث عَلِيّ الْحسن بْن عَلِيّ وعمار بْن يَاسر إِلَى الْكُوفَة يستنفران النَّاس

(1/183)


فحدثنا غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة عَن الحكم قَالَ سَمِعت أَبَا وَائِل يَقُول لما اسْتنْفرَ الْحسن وعمار أهل الْكُوفَة قَالَ عمار أما وَالله إِنِّي لأعْلم أَنَّهَا زَوجته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَكِن اللَّه ابتلاكم بهَا لتتبعوه أَو إِيَّاهَا غنْدر عَن شُعْبَة عَن سعد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنِي رجل من أسلم قَالَ كُنَّا مَعَ عَلِيّ أَرْبَعَة آلَاف من اهل الْمَدِينَة قَالَ ونا أَبُو غَسَّان قَالَ نَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر أَبِي الْمُغيرَة عَن سعيد بْن جُبَير قَالَ كَانَ مَعَ عَلِيّ يَوْم الْجمل ثَمَان مائَة من الْأَنْصَار وَأَرْبع مائَة مِمَّن شهد بيعَة الرضْوَان أَبُو بَكْر عَن عَبْد الْملك عَن سَلمَة بْن كهيل قَالَ قدم الْحسن بْن عَلِيّ وعمار فاستنفرا النَّاس فَخرج مَا بَين السِّتَّة آلَاف إِلَى السَّبْعَة حَتَّى قدمُوا عَلَى عَلِيّ بِذِي قار فَسَار بهم وَمَعَهُ زهاء عشرَة آلَاف حَتَّى أَتَى الْبَصْرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة سَار عَلِيّ من ذِي قار فَأمر عَلَى مقدمته عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ أَمر الْأُمَرَاء وَعقد الألوية ودفع اللِّوَاء إِلَى ابْنه مُحَمَّد بْن عَلِيّ قَالَ أَبُو الْيَقظَان كَانَت راية عَلِيّ مَعَ ابْنه مُحَمَّد بْن عَلِيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الْخَيل عمار بْن يَاسر وعَلى الرجالة مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وعَلى الميمنة وهم ربيعَة الْبَصْرَة والكوفة علْبَاء بْن الْهَيْثَم السدُوسِي وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر وعَلى الميسرة وهم مُضر الْبَصْرَة وَمُضر الْكُوفَة الْحسن بْن عَلِيّ قَالَ وَيُقَال عَلَى الميمنة الْحسن وعَلى المسيرة الْحُسَيْن بْن عَلِيّ ولواء طَلْحَة وَالزُّبَيْر مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن حَكِيم بْن حزَام وعَلى الْخَيل طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وعَلى الرجالة عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وعَلى الميمنة وَهِي مُضر عَبْد اللَّهِ بْن عَامر وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث وعَلى الميسرة وهم أهل الْيمن مَرْوَان بْن الحكم فحدثنا أَبُو الْحسن عَن الْهُذلِيّ عَن قَتَادَة قَالَ سَار عَلِيّ من الزاوية وَسَار طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة من الفرضة فَالْتَقوا عَند مَوضِع قصر عبيد اللَّه بْن زِيَاد فِي النّصْف

(1/184)


من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ يَوْم الْخَمِيس وَكَانَت الْوَقْعَة يَوْم الْجُمُعَة فحدثنا عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ نَا حُصَيْن قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرو بْن جاوان قَالَ سَمِعت الْأَحْنَف بْن قيس قَالَ لما الْتَقَوْا كَانَ أول قَتِيل طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَخرج كَعْب بْن سور من الْبَصْرَة مَعَه الْمُصحف ناشره بَين الصفين يناشد النَّاس فِي دِمَائِهِمْ فَقتل وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال قَالَ أَبُو الْيَقظَان خرج كَعْب بْن سور فِي عَنقه مصحف وَعَلِيهِ برنس وَبِيَدِهِ عَصا فَأخذ بِخِطَام الْجمل فَأَتَاهُ سهم غرب فَقتله
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن قَتَادَة عَن الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة الْهُذلِيّ قَالَ نظر مَرْوَان بْن الحكم إِلَى طَلْحَة بْن عبيد اللَّه يَوْم الْجمل فَقَالَ لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم فَرَمَاهُ بِسَهْم فَقتله فَحَدثني أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن حَمَّاد بْن زيد عَن قُرَّة بْن خَالِد عَن ابْن سِيرِين قَالَ رمي طَلْحَة بِسَهْم فَأصَاب ثغرة نَحره قَالَ فَأقر مَرْوَان أَنه رَمَاه قَالَ وَحَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء عَن يحيى بْن سعيد عَن عَمه قَالَ رمى مَرْوَان طَلْحَة بْن عبيد اللَّه بِسَهْم ثمَّ الْتفت إِلَى أبان بْن عُثْمَان فَقَالَ قد كَفَيْنَاك بعض قتلة أَبِيك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهْدي عَن حَمَّاد بْن زيد عَن يحيى بْن سعيد قَالَ قَالَ طَلْحَة ... نَدِمت ندامة الكسعي لما شريت رضى بَنِي جرم برغمي اللَّهُمَّ خُذ لعُثْمَان مني حَتَّى ترْضى

(1/185)


حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَاصِم عَن حُصَيْن عَن عَمْرو بْن جاوان عَن الْأَحْنَف قَالَ لما انحاز الزبير قَتله عَمْرو بْن جرموز بوادي السبَاع
بشر بْن الْمفضل قَالَ نَا مَنْصُور بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن الشّعبِيّ قَالَ من حَدثَك أَنه شهد الْجمل من أهل بدر غير أَرْبَعَة أَو إِن جاؤوا بخامس كَانَ عَلِيّ وعمار نَاحيَة وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر نَاحيَة
حَدَّثَنَا عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَن قيس قَالَ رمي طَلْحَة يَوْم الْجمل بِسَهْم فِي ركبته فَكَانُوا إِذا أمسكوها انتفخت وَإِذا أرسلوها نبعت فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهُ سهم أرْسلهُ اللَّه وَانْهَزَمَ النَّاس وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة
حَدَّثَنِي كهمس بْن الْمنْهَال قَالَ نَا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ قتل يَوْم الْجمل عشرُون ألفا
حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْقُوب الضَّبِّيّ قَالَ قتل من أهل الْبَصْرَة أَلفَانِ وَخمْس مائَة من الأزد وثمان مائَة من بَنِي صبة قَالَ بوهب
وَحَدَّثَنِي الْمُعَلَّى أَبُو حَاتِم قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي الْمُعَلَّى أَبُو حَاتِم قَالَ حَدَّثتنِي جدتي قَالَت خرجنَا إِلَى قَتْلَى الْجمل فعددناهم بالقصب عشْرين ألفا أَبُو الْيَقظَان عَن الركين بْن الْقَاسِم عَن عَلِيّ بْن زيد قَالَ قتل يَوْم الْجمل سَبْعَة آلَاف حَدَّثَنَا حَاتِم بْن مُسلم عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْعَاصِ عَن أَبِيه قَالَ قتل ثَلَاثَة عشر ألفا من أَصْحَاب عَلِيّ مَا بَين الْأَرْبَع مائَة إِلَى الْخمس مائَة أَبُو الْحسن عَن مُحَمَّد بْن صَالح الثَّقَفِيّ عَن ابْن جريج عَن ابْن مليكَة قَالَ أُصِيب من أَصْحَاب عَلِيّ خمس مائَة وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَن حَمَّاد بْن زيد عَن الزبير بْن الخريت قَالَ قيل لأبي لبيد أَتُحِبُّ عليا قَالَ كَيفَ أحب رجلا قتل من قومِي حِين كَانَت الشَّمْس من هَاهُنَا إِلَى أَن صَارَت هَاهُنَا أَلفَيْنِ وَخمْس مائَة

(1/186)


تَسْمِيَة من حفظ لنا مِمَّن قتل يَوْم الْجمل
من بَنِي أُميَّة من بَنِي أُميَّة عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب بْن أسيد
من بني حببيب بن عبد شمس وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شمس عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بن عَامر
من بَنِي عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس وَمن بَنِي عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس عَلِيّ بْن عدي بْن مُحرز بْن حَارِثَة بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى
من بَنِي أَسد وَمن بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى الزبير بْن الْعَوام قَتله عُمَيْر بْن جرموز وَعبد اللَّه ابْن حَكِيم بن حزَام
من بني عبد الدَّار وَمن بَنِي عَبْد الدَّار بْن قصي عَبْد اللَّهِ بْن مسافع بْن طَلْحَة بْن أَبِي طَلْحَة
من بني عبد بن قصي وَمن بَنِي عَبْد بْن قصي عَبْد اللَّهِ مولى الْحَارِث بْن نقيذ
من بني زهرَة وَمن بَنِي زهرَة بْن كلاب الْأسود بْن عَوْف وَعبد اللَّه بن الْمُغيرَة بن الْأَخْنَس

(1/187)


ابْن شريق وَعبد اللَّه بْن أَبِي عُثْمَان بْن الْأَخْنَس بْن شريق حليفان لَهُم من ثَقِيف ومعبد بْن الْمِقْدَاد بْن الْأسود حَلِيف لَهُم من بهراء
من بني مَخْزُوم وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْوَلِيد بْن عَبْد شمس وَعبد اللَّه بْن أَبِي بردة بْن معبد بْن وهب بْن عَائِذ ومعبد بْن زُهَيْر بن أبي أُميَّة
من بني تيم بن مرّة وَمن بَنِي تيم بْن مرّة طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَابْنه مُحَمَّد بْن طَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي سَلمَة بن الْحَارِث
من بني جمح وَمن بَنِي جمح صَفْوَان مولى مُطِيع وَعبد الرَّحْمَن بْن وهب بْن أسيد وَعبد اللَّه بْن أَبِي بْن خلف وَابْن لعمير بْن وهب وَمُسلم بْن عَامر بْن حميل ونعيم بْن الصَّلْت حَلِيف لَهُم من كِنْدَة وَعبد اللَّه بْن هَانِئ مولى عَبْد الله بن ابي سَلمَة
من بني سهم وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو ابْن لقيس بن عدي
من بني عَامر وَمن بَنِي عَامر بْن لؤَي عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس وَأَبُو سُفْيَان بْن حويطب وَأَبُو الْأَخْنَس مولى لَهُم

(1/188)


من بني الْحَارِث وَمن بَنِي الْحَارِث بْن فهر رجل
من بني تَمِيم وَمن بَنِي تَمِيم هِلَال بْن وَكِيع الدَّارمِيّ وَأَبُو الجرباء الغيلاني
من بني غيلَان وَمن بَنِي غيلَان بْن مَالك إخْوَة مَازِن بْن مَالك بْن عَمْرو بْن تَمِيم قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَقتل السجف بن سعد بن عَوْف العجيفي وفرائضة وعمار رجلَانِ
من بلهجيم وَمن بلهجيم حَنْظَلَة بن ضرار الضَّبِّيّ
من قيس عيلان وَمن قيس بن عيلان ثمَّ من بني سليم عَاصِم بن قيس بن الصَّلْت وَابْنه عَمْرو بن عَاصِم وشبيب بن الْهَيْثَم ومعوض بن أَسمَاء بن الصَّلْت ومعرض بن علاط أَخُو الْحجَّاج بن علاط
من باهلة وَقتل من باهلة كُلَيْب بن عَمْرو عَم قُتَيْبَة بْن مُسلم
من الْيمن وَمن الْيمن كَعْب بْن سور اللقيطي وَابْن لصبرة بن شيمان الْحدانِي

(1/189)


من طاحية قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَقتل من طاحية ثَلَاثُونَ رجلا دفنُوا عَند مَسْجِد نَافِع بن خَالِد الطاجي
من الجهاضم وَقتل من الجهاضم ثَلَاثُونَ رجلا مِنْهُم قيس بْن صهْبَان وجودان بْن عَائِذ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن جودان وَقتل عَمْرو بْن الْأَشْرَف وَهُوَ أَبُو زِيَاد بْن عَمْرو وَهُوَ آخذ بِخِطَام الْجمل قَتله الْحَارِث بْن عَبْد الشارق الغامدي وَقَتله عَمْرو بْن الْأَشْرَف قتل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه وَقتل من أَصْحَاب عَلِيّ مِمَّن حفظ لنا زيد وسيحان ابْنا صوحان وعلباء بْن الْحَارِث السدُوسِي وَهِنْد الْجملِي والصقعب وَعبد اللَّه ابْنا سليم أخوا مخنف بْن سليم فحدثنا أشهل بْن حَاتِم وَعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عون عَن ابْن عون عَن أَبِي رَجَاء قَالَ لقد رَأَيْت الْجمل يَوْمئِذٍ كَأَنَّهُ قنفذ من النبل وَرجل آخذ بالخطام وَهُوَ يَقُول ... نَحن بَنو ضبة أَصْحَاب الْجمل ... تنازل الْمَوْت إِذا الْمَوْت نزل ...
... وَالْمَوْت أحلى عَندنا من الْعَسَل نبغي ابْن عَفَّان بأطراف الأسل ...
قَالَ فأقسم بِاللَّه مَا برح حَتَّى بَرى قَوَائِم الْبَعِير فَسقط فَقَالُوا أمنا أمنا فَقَالَ رجل لأبي رَجَاء مَا صنعت يَوْمئِذٍ قَالَ رميت بأسهم فَمَا أَدْرِي مَا فعلن حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَاصِم عَن حُصَيْن قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جميلَة البكائي قَالَ إِنِّي لفي الصَّفّ مَعَ عَلِيّ إِذْ عقر بِأم الْمُؤمنِينَ جملها فَرَأَيْت مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وعمار بْن يَاسر يَشْتَدَّانِ أَن بَين الصفين أَيهمَا يسْبق إِلَيْهَا فقطعا عرضة الرحل فاحتملاها فِي هودجها حَدَّثَنَا من سمع هُبَيْرَة بْن حدير الْعَدوي قَالَ نَا أوفى بْن دلهم الْعَدوي قَالَ قَالَت عَائِشَة مَا أنْكرت رَأس جملي حَتَّى فقدت أصوات بني عدي

(1/190)


حَدَّثَنَا غنْدر وَأَبُو دَاوُد قَالَا نَا شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة قَالَ سَمِعت عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة والْحَارث بْن سُوَيْد تذاكرا يَوْم الْجمل فَقَالَ الْحَارِث لَا وَالله مَا رَأَيْت مثل يَوْم الْجمل لقد أشرعوا الرماح فِي صدورنا وأشرعَناها فِي صُدُورهمْ حَتَّى لَو شَاءَت الرِّجَال أَن تمر عَلَيْهَا لمرت فوَاللَّه لَوَدِدْت أَنِّي لم أشهد ذَلِكَ الْيَوْم وَأَن عَلِيّ كَذَا
فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة وَالله مَا يسرني أَنِّي غبت عَن ذَلِكَ الْيَوْم وَلَا أَنِّي غبت عَن مشْهد شهده عَلِيّ وَأَن لي كَذَا
حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُوسَى قَالَ نَا مسعر عَن عَمْرو بْن مرّة عَن الْحَارِث بْن جمْهَان الْجعْفِيّ قَالَ لما كَانَ يَوْم الْجمل أشرعَنا الرماح فِي صدروهم وأشرعوها فِي صدورنا حَتَّى لَو شَاءَ الرِّجَال أَن تمشي عَلَى الرماح لفَعَلت قَالَ وَأَنا أسمع هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَالله أكبر وَهَؤُلَاء يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَالله أكبر وفيهَا مَاتَ سلمَان الْفَارِسِي وَقُدَامَة بْن مَظْعُون الجُمَحِي وَأقَام للنَّاس الْحَج عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
غَزْو الْهِنْد وفيهَا ندب الْحَارِث بْن مرّة الْعَبْدي النَّاس إِلَى غَزْو الْهِنْد فجاوز مكران إِلَى بِلَاد قندابيل ووغل فِي جبال القيقان فَأصَاب سَبَايَا كَثِيرَة فَأخذُوا عَلَيْهِ بعقبة فأصيب الْحَارِث وَمن مَعَه
سنة سبع وَثَلَاثِينَ
وقْعَة صفّين فِيهَا وقْعَة صفّين يَوْم الْأَرْبَعَاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ الصُّلْح لَيْلَة السبت لعشر خلون من صفر وفيهَا قتل عمار بْن يَاسر وهَاشِم بْن عتبَة وفيهَا اجْتمع الحكمان أَبُو مُوسَى

(1/191)


الْأَشْعَرِيّ من قبل عَلِيّ وَعَمْرو بْن الْعَاصِ من قبل مُعَاوِيَة بدومة الجندل فِي شهر رَمَضَان وَيُقَال بأذرح وَهِي من دومة الجندل قريب فَبعث عَلِيّ ابْن عَبَّاس وَلم يحضر وَحضر مُعَاوِيَة فَلم يتَّفق الحكمان عَلَى شَيْء وافترق النَّاس وَبَايع أهل الشَّام لمعاوية بالخلافة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وفيهَا مَاتَ خباب بْن الْأَرَت مرجع عَلِيّ من صفّين وَولى عَلِيّ سهل بْن حنيف فَارس فَأخْرجهُ أهل فَارس فَوجه عَلِيّ زيادا فأرضوه وصالحوه وأدوا الْخراج وفيهَا كَانَ أَمر عَلِيّ وَبني نَاجِية ومصقلة بْن هُبَيْرَة لَهُم حَدِيث نكره ذكره
خُرُوج شبث بن ربعي قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِيهَا خرج أهل حروراء فِي عشْرين ألفا عَلَيْهِم شبث بْن ربعي فَأَتَاهُم عَلِيّ فحاجهم فَرَجَعُوا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعت أَبِي عَن أنس قَالَ قَالَ شبث بْن ربعي أَنا أول من حرر الحرورية فَقَالَ رجل مَا فِي هَذَا مَا تمتدح بِهِ وَأقَام الْحَج عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب
سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ
مقتل مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فِيهَا ولى عَلِيّ الأشتر مصر فَمَاتَ بالقلزم من قبل أَن يصل إِلَيْهَا فولى عَلِيّ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصّديق فَسَار إِلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَاقْتَتلُوا فَهزمَ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر قَالَ فَدخل خربة فِيهَا حمَار ميت فَدخل جَوْفه فَأحرق فِي جَوف الْحمار وَيُقَال قَتله مُعَاوِيَة بْن حديج فِي المعركة وَيُقَال أُتِي بِهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقتله صبرا
حَدَّثَنَا غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة بْن دِينَار قَالَ أُتِي عَمْرو بْن الْعَاصِ بِمُحَمد بْن

(1/192)


أَبِي بَكْر أَسِيرًا فَقَالَ هَل مَعَك عهد هَل مَعَك عقد من أحد قَالَ فَأمر بِهِ فَقتل
تَفْصِيل خبر صفّين
حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن مسلمة بْن محَارب عَن حَرْب بْن خَالِد بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة قَالَ فصل مُعَاوِيَة من الشَّام إِلَى صفّين فِي سبعين ألفا قَالَ وَسَأَلت زيد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب قلت فِي كم كَانَ عَلِيّ قَالَ فِي مائَة ألف حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن أَبِي الْوَزير عَن ابْن إِسْحَاق وَإِسْمَاعِيل بْن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ سَار عَلِيّ فِي خمسين ألفا
أَبُو الْحسن عَن حباب بْن مُوسَى عَن جَابر عَن أَبِي الْحَمْرَاء قَالَ كَانَ عَلِيّ فِي تسعين ألفا وَسبق مُعَاوِيَة فَنزل عَلَى الْفُرَات وَجَاء عَلِيّ وَأَصْحَابه فمنعوا المَاء فَبعث عَلِيّ الْأَشْعَث بْن قيس فِي أَلفَيْنِ وعَلى المَاء لمعاوية أَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ فِي خَمْسَة آلَاف فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَغلب الْأَشْعَث عَلَى المَاء
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قَالَ نَا مُوسَى بْن قيس قَالَ سَمِعت حجر بْن عَنبس قَالَ حيل بَين عَلِيّ وَبَين المَاء فَقَالَ أرْسلُوا إِلَى الْأَشْعَث بْن قيس فأزالهم عَن المَاء ثمَّ التقى النَّاس يَوْم الْأَرْبَعَاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ ولواء عَلِيّ مَعَ هَاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَفِي ميسرَة عَلِيّ ربيعَة وَعَلَيْهِم ابْن عَبَّاس وَفِي ميمنة عَلِيّ أهل الْيمن عَلَيْهِم الْأَشْعَث بْن قيس وَعلي فِي الْقلب فِي مُضر الْبَصْرَة والكوفة ولواء مُعَاوِيَة مَعَ الْمخَارِق بْن الصَّباح الكلَاعِي وَفِي ميسرَة مُعَاوِيَة مُضر عَلَيْهِم ذُو الكلاع وَفِي ميمنته أهل الْيمن وَمُعَاوِيَة فِي الشَّهْبَاء أَصْحَاب الْبيض والدروع أَبُو غَسَّان قَالَ نَا عَبْد السَّلَام بْن حَرْب عَن يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن جَعْفَر

(1/193)


أَظُنهُ ابْن أَبِي الْمُغيرَة عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزي عَن أَبِيه قَالَ شَهِدنَا مَعَ عَلِيّ ثَمَان مائَة فَاقْتَتلُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمُعَة وَلَيْلَة السبت ثمَّ رفعت الْمَصَاحِف ودعوا إِلَى الصُّلْح وافترقوا عَلَى سبعين ألف قَتِيل خَمْسَة وَأَرْبَعين ألفا من أهل الشَّام وَخَمْسَة وَعشْرين ألفا من أهل الْعرَاق وَيُقَال عَلَى سِتِّينَ ألفا حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى عَن هِشَام عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ افْتَرَقُوا عَن سبعين ألفا يعدون بالقصب وَكَانَ مِمَّن قتل مَعَ مُعَاوِيَة ذُو كلاع وحوشب وَعبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وَعَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وحابس بْن سعد الطَّائِي وَعُرْوَة بْن دَاوُد الدِّمَشْقِي فِي جمَاعَة كَثِيرَة
وَقتل من أَصْحَاب عَلِيّ عمار بْن يَاسر وهَاشِم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَعبد اللَّه ابْن بديل بْن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ وَعبد اللَّه بْن كَعْب الْمرَادِي وَعبد الرَّحْمَن بْن كلدة الجُمَحِي فِي جمَاعَة كَثِيرَة
قَالَ ونا يحيى بْن أَرقم عَن يَزِيد بْن عَبْد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن حبيب بْن أَبِي ثَابت قَالَ كَانَت راية عَلِيّ مَعَ هَاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وعَلى الْخَيل عمار بْن يَاسر وَعلي الرجالة عَبْد اللَّهِ بْن بديل وعَلى الميمنة الْأَشْعَث بْن قيس وعَلى الميسرة عَبْد اللَّهِ ابْن عَبَّاس وعَلى رجالة الميمنة سُلَيْمَان بْن صرد الْخُزَاعِيّ وعَلى رجالة الميسرة الْحَارِث بْن مرّة الْعَبْدي وَالْقلب مُضر الْبَصْرَة والكوفة الميمنة الْيمن والميسرة ربيعَة وعَلى قُرَيْش وَأسد وكنانة عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالب وعَلى كِنْدَة حجر ابْن عدي وعَلى بَكْر الْبَصْرَة حضين بْن الْمُنْذر وعَلى تَمِيم الْبَصْرَة الْأَحْنَف بْن قيس وعَلى خُزَاعَة عَمْرو بْن الْحمق وعَلى بَكْر الْكُوفَة نعيم بْن هُبَيْرَة وعَلى سعد والرباب

(1/194)


جَارِيَة بْن قدامَة وعَلى بجيلة رِفَاعَة بْن شَدَّاد وعَلى أهل الْكُوفَة رُوَيْم بْن الْحَارِث وعَلى عَمْرو وحَنْظَلَة الْبَصْرَة أعين بْن ضبيعة الْمُجَاشِعِي وعَلى قضاعة وطيء عدي بْن حَاتِم وعَلى لهازم الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن حجل الْعجلِيّ وعَلى تَمِيم الْكُوفَة مُحَمَّد بْن عُطَارِد وعَلى أَزْد الْيمن جُنْدُب بْن زُهَيْر وعَلى عَمْرو الْكُوفَة وحنظلتها شبث بْن ربعي وعَلى هَمدَان سعيد بْن قيس وعَلى لهازم الْبَصْرَة حُرَيْث بْن جَابر الْحَنَفِيّ وعَلى سعد الْكُوفَة وربابها الطُّفَيْل بْن شبْرمَة وعَلى مذجح الأشتر بْن الْحَارِث وعَلى عَبْد الْقَيْس الْكُوفَة صعصعة بْن صوحان وعَلى قيس الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن طفيل الْكِنَانِي وعَلى عَبْد الْقَيْس الْبَصْرَة عَمْرو بْن جبلة أَخُو حَكِيم بْن جبلة وعَلى قُرَيْش الْبَصْرَة الْحَارِث ابْن نَوْفَل الْهَاشِمِي وعَلى قيس الْبَصْرَة قبيصَة بْن شَدَّاد الْهِلَالِي
لِوَاء مُعَاوِيَة مَعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وعَلى الْخَيل عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وعَلى الرجالة مُسلم بْن عقبَة المري وعَلى الميمنة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ وعَلى الميسرة حبيب بْن مسلمة الفِهري وعَلى أهل حمص الميمنة ذُو الكلاع وعَلى أهل قنسرين عَلَى الميمنة زفر بْن الْحَارِث وعَلى أهل الْأُرْدُن الميسرة أَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ وعَلى أهل فلسطين الميسرة مسلمة بْن مَخْلَد وعَلى رجالة أهل دمشق بسربن أرطات وعَلى رجالة أءهل حمص حَوْشَب ذُو ظلم وعَلى رجالة أهل قنسرين طريف بْن الحسحاس الْهِلَالِي وعَلى رجالة أهل الاردن

(1/195)


عَبْد الرَّحْمَن الْقَيْسِي وعَلى رجالة أهل فلسطين الْحَارِث بْن عَبْد الْأَزْدِيّ وعَلى رجالة الميمنة كلهم حَابِس بْن سعد الطَّائِي وعَلى رجالة الميسرة بِلَال بْن أَبِي هُرَيْرَة الدوسي وعَلى قيس دمشق حسان بْن بَحْدَل الْكَلْبِيّ وعَلى قضاعة مصر عباد بْن يَزِيد الْكَلْبِيّ وعَلى كِنْدَة دمشق ابْن حوي السكْسكِي وعَلى كِنْدَة حمص يَزِيد بْن حبيرة السكونِي وعَلى الحضرميين والحميريين ابْن عفيف وعَلى قضاعة الْأُرْدُن حُبَيْش بْن دلجة وعَلى كنَانَة فلسطين شريك الْكِنَانِي وعَلى مذْحج الْأُرْدُن مُخَارق بْن الْحَارِث الزبيدِيّ وعَلى جذام فلسطين ولخمها ناتل بْن قيس الجذامي وعَلى هَمدَان الْأُرْدُن حَمْزَة بْن مَالك وعَلى خثعم ولفها فلَان بْن عَبْد اللَّهِ الْخَثْعَمِي وعَلى غَسَّان الْأُرْدُن يَزِيد بْن أَبِي النمس
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ عَن حَمَّاد بْن زيد عَن هِشَام بْن حسان عَن ابْن سِيرِين قَالَ بلغ قَتْلَى صفّين سبعين ألفا
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَن جندبا كَانَ مَعَ عَلِيّ بصفين حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ عَن شريك عَن مَنْصُور قَالَ قلت لإِبْرَاهِيم أشهد عَلْقَمَة مَعَ عَلِيّ صفّين قَالَ نعم وخضب سَيْفه وَقتل أَخُوهُ أَبِي بْن قيس حَدَّثَنَا من سمع شُعْبَة قَالَ سَأَلت الحكم أشهد أَبُو أَيُّوب صفّين قَالَ لَا وَلَكِن شهد النهروان حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان قَالَ نَا عَبْد السَّلَام بْن حَرْب عَن يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن جَعْفَر أَظُنهُ ابْن أَبِي الْمُغيرَة عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزي عَن أَبِيه قَالَ شَهِدنَا مَعَ عَلِيّ ثَمَان مائَة مِمَّن بَايع بيعَة الرضْوَان قتل منا ثَلَاثَة وَسِتُّونَ مِنْهُم عمار بْن يَاسر وفيهَا وَجه مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان عَبْد اللَّهِ بْن الْحَضْرَمِيّ إِلَى الْبَصْرَة ليأخذها

(1/196)


وَبهَا زِيَاد خَلِيفَة لِابْنِ عَبَّاس فَنزل ابْن الْحَضْرَمِيّ فِي بَنِي تَمِيم وتحول زِيَاد إِلَى الأزد فَنزل عَلِيّ صبرَة بْن شيمان الْحدانِي فَكتب زِيَاد إِلَى عَلِيّ يُعلمهُ ذَلِكَ فَوجه عَلِيّ أعين بْن ضبيعة الْمُجَاشِعِي فَقتل عَلَى فراشة غيلَة فَبعث عَلِيّ جَارِيَة بْن قدامَة السَّعْدِيّ فحاصر الْحَضْرَمِيّ فِي دَار سنبيل ثمَّ حرق عَلَيْهِ
وقْعَة النهروان وفيهَا وقْعَة النهروان عَلَى الْخَوَارِج عَبْد اللَّهِ بْن وهب الرَّاسِبِي فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن وهب وَأَصْحَابه إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم على ميمنة عَلِيّ قيس بْن سعد بْن عبَادَة وعَلى ميسرته حجر بْن الأدبر الْكِنْدِيّ
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة كَانَت الْوَقْعَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وعَلى ميمنة الْخَوَارِج حرقوص بْن زُهَيْر السَّعْدِيّ وعَلى ميسرتهم شبيب بْن بجرة الْأَشْجَعِيّ مَعَ شُرَيْح بْن أوفى الْعَبْسِي فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن وهب وَارْتثَّ أَبُو بِلَال مرداس ابْن أدية فنجا وشبيب بْن بجرة والمستورد بْن علفة والبرك صَاحب مُعَاوِيَة ووردان بْن مجمع العكلي فنجوا وَقتل علفة أَبُو الْمُسْتَوْرد وَقتل من أَصْحَاب عَليّ يزِيد بن نُوَيْرَة الْأنْصَارِيّ وَأَبُو عَامر عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ أَبُو نعيم قَالَ نَا مُوسَى بْن قيس عَن سَلمَة بْن كهيل عَن زيد بْن وهب قَالَ لَقِيَهُمْ عَلِيّ فَقتلُوا وَقتل من أَصْحَاب عَلِيّ اثْنَا عشر رجلا أَو ثَلَاثَة عشر رجلا وفيهَا قتلت الْخَوَارِج عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الْأَرَت وَعَلَيْهِم مسعر بْن فدكي

(1/197)


وفيهَا مَاتَ سهل بْن حنيف بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ عَلِيّ وصهيب بْن سِنَان وَأقَام الْحَج قثم بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب
سنة تسع وَثَلَاثِينَ فِيهَا خرج أَبُو مَرْيَم بِنَاحِيَة الْفُرَات فَوجه عَلِيّ يحيى بْن هَانِئ ثمَّ سَار عَلِيّ فَقتل أَبَا مَرْيَم ذكر ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة ثمَّ خرج الْمُسْتَوْرد بْن علفة أحد بَنِي عدي فَلَقِيَهُ معقل بْن قيس الريَاحي فَقتل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه مبارزة وَذَلِكَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وفيهَا بعث مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان يَزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي ليقيم الْحَج للنَّاس فنازعه قثم بْن عَبَّاس فسفر بَينهمَا أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَغَيره فاصطحلوا عَلَى أَن يُقيم الْحَج شيبَة بْن عُثْمَان وَيُصلي بِالنَّاسِ
سنة أَرْبَعِينَ فِيهَا بعث مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان بسر بْن أَرْطَاة أحد بَنِي عَامر بْن لؤَي إِلَى الْيمن وَعَلَيْهَا عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب فَتنحّى عبيد اللَّه وَأقَام بسر عَلَيْهَا فَبعث عَلِيّ جَارِيَة بْن قدامَة السَّعْدِيّ فهرب بسر وَرجع عبيد اللَّه بْن عَبَّاس فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عَلِيّ رَحمَه اللَّه وفيهَا قتل عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ صَبِيحَة الْجُمُعَة لسبع بَقينَ من شهر رَمَضَان وَاخْتلف فِي سنه

(1/198)


حَدَّثَنَا عَلِيّ عَن عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة عَن الْحسن أَن عليا أسلم وَهُوَ ابْن خمس عشرَة حَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن من أخبرهُ عَن الشّعبِيّ قَالَ قتل عَلِيّ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة حَدَّثَنَا يحيى عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المؤمل المَخْزُومِي قَالَ ولد عَلِيّ بِمَكَّة فِي شعب بَنِي هَاشم وَقتل بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن ابْنه
بيعَة الْحسن بن عَليّ كَانَت ولَايَة عَلِيّ أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام وَيُقَال ثَلَاثَة أَيَّام وَيُقَال أَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ بُويِعَ الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَأمه فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا وُلِدَ عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس لَيْلَة قتل عَلِيّ بْن أَبِي طَالب فِي صبيحتها وفيهَا مَاتَ الْأَشْعَث بْن قيس ومعيقيب بْن أَبِي فَاطِمَة وَأقَام الْحَج الْمُغيرَة بن شُعْبَة
تَسْمِيَة عُمَّال عَلِيّ بْن أَبِي طَالب
خُرَاسَان وَجه إِلَيْهَا عون بْن جعدة المَخْزُومِي فَردُّوهُ فَبعث خُلَيْد بْن قُرَّة التَّمِيمِي سجستان خرج حسكة بْن عتاب الحبطي وَعمْرَان بْن الفضيل البرجمي فِي صعاليك من الْعَرَب عَند انْقِضَاء الْجمل فَأتوا زالق فَأَصَابُوا نسَاء وَغَنَائِم فَصَالحهُمْ صَاحب زرنج فَدَخَلُوهَا فَبعث عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن جرو الطَّائِي فَقتله حسكة فَكتب عَلِيّ إِلَى ابْن عَبَّاس أَن وَجه رجلا إِلَى سجستان فَوجه ربعي بْن كأس العَنبري فَظهر عَلَى حسكة وَعمْرَان وَأقَام حَتَّى قتل عَليّ وبويع مُعَاوِيَة

(1/199)


السَّنَد جمع الْحَارِث بْن مرّة الْعَبْدي جمعا أَيَّام عَلِيّ وَسَار إِلَى بِلَاد مكران فظفر وغنم وَأَتَاهُ النَّاس من كل وَجه فَجمع لَهُ أهل ذَلِكَ الثغر جندا فَقتل من كَانَ مَعَه إِلَّا عِصَابَة يسيرَة فَلم يغز ذَلِكَ الثغر حَتَّى كَانَ أَيَّام مُعَاوِيَة الْبَحْرين من عُمَّال عَلِيّ عَلَيْهَا عُمَر بْن أَبِي سَلمَة وَقُدَامَة بْن العجلان والنعمان ابْن العجلان الْأنْصَارِيّ الْيمن عَلَيْهَا عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس فَوجه مُعَاوِيَة بسر بْن أَرْطَاة فَتنحّى عبيد اللَّه وَأقَام بسر فَبعث عَلِيّ جَارِيَة بْن قدامَة فهرب بسر وَرجع عبيد اللَّه فَلم يزل بهَا حَتَّى قتل عَلِيّ رَحمَه اللَّه الجزيرة الأشتر مَالك
الْقَضَاء قَضَاء الْبَصْرَة ولى ابْن عَبَّاس فِي خلَافَة عَلِيّ أَبَا الْأسود الدؤَلِي وَيُقَال قضى الضَّحَّاك بْن عَبْد اللَّهِ الْهِلَالِي وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن فضَالة اللَّيْثِيّ الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا شريحا ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن زيد بْن خليدة الشَّيْبَانِيّ أشهرا ثمَّ عَزله وَأعَاد شريحا حَتَّى قتل عَلِيّ
الشَّرْط معقل بْن قيس الريَاحي وَمَالك بْن خبيب الْيَرْبُوعي وعَلى شرطة الْخَمِيس الْأَصْبَغ بْن نباتة الْمُجَاشِعِي
كِتَابه سعيد بْن نمران الْهَمدَانِي وَعبيد اللَّه بْن أَبِي رَافع

(1/200)


حَاجِبه قنبر أَبُو يَزِيد مَوْلَاهُ ولد عَلِيّ بِمَكَّة فِي شعب بَنِي عَبْد الْمطلب وَقتل بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن ابْنه وَدفن فِي رحبة الْكُوفَة وَيُقَال بنجف الْحيرَة مَكَّة عزل عَنها عَلِيّ خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وولاها أَبَا قَتَادَة الْأنْصَارِيّ ثمَّ عَزله وَولى قثم بْن عَبَّاس فَلم يزل عَلَيْهَا واليا حَتَّى قتل عَلِيّ وَولى عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الْيمن حَتَّى قتل عَلِيّ الْمَدِينَة عَلَى الْمَدِينَة حِين سَار إِلَى الْبَصْرَة سهل بْن حنيف ثمَّ عَزله وَولى تَمام ابْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَولى أَبَا أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فشخص أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ واستخلف رجلا من الْأَنْصَار حَتَّى قتل عَلِيّ رَحمَه اللَّه مصر ولى مُحَمَّد بْن أَبِي حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة مصر ثمَّ عَزله وولاها قيس ابْن سعد بْن عبَادَة ثمَّ عَزله وَولى الأشترمالك بْن الْحَارِث النَّخعِيّ فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهَا فولى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فَقتل بهَا وَغلب عَمْرو بْن الْعَاصِ عَلَى مصر الْبَصْرَة وَولى الْبَصْرَة عُثْمَان بْن حنيف الْأنْصَارِيّ فَأخْرجهُ طَلْحَة وَالزُّبَيْر ثمَّ قدم عَلِيّ فَلَمَّا خرج من الْبَصْرَة ولى عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس فشخص ابْن عَبَّاس

(1/201)


واستخلف زيادا فَبعث مُعَاوِيَة عَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وَقد كتبنَا أخباره ثمَّ رَجَعَ ابْن عَبَّاس إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ شخص إِلَى الْحجاز وَولى أَبَا الْأسود الدؤَلِي فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عَلِيّ
الْكُوفَة وَولى عَلَى الْكُوفَة قرظة بْن كَعْب الْأنْصَارِيّ ثمَّ قدم عَلِيّ فَلَمَّا خرج إِلَى صفّين ولى أَبَا مَسْعُود البدري ثمَّ رَجَعَ عَلِيّ واستخلف حِين سَار إِلَى النهروان هَانِئ بْن هَوْذَة النَّخعِيّ فَلم يزل بِالْكُوفَةِ حَتَّى قتل عَلِيّ وَمَات معَاذ بْن عفراء وَأَبُو مَسْعُود وَكَعب بْن مَالك وَأَبُو رَافع وَحسان بْن ثَابت ومعيقيب أَيَّام عَلِيّ بْن أبي طَالب

(1/202)


سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مُعَاوِيَة بن ابي سُفْيَان عَام الْجَمَاعَة فِيهَا سنة الْجَمَاعَة اجْتمع الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُعَاوِيَة فاجتمعا بمسكن من أَرض السوَاد وَمن نَاحيَة الأنبار فاصطلحا وَسلم الْحسن بْن عَلِيّ إِلَى مُعَاوِيَة وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر أَو فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين
كَانَت ولَايَة الْحسن بْن عَلِيّ سَبْعَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام أقرّ عُمَّال أَبِيه وافتعل الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة عهدا عَلَى لِسَان الْحسن فَأَقَامَ الْحَج سنة أَرْبَعِينَ وَمَات الْحسن بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ سعيد بْن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة وَمَات الْحسن وَهُوَ ابْن سِتّ وَأَرْبَعين سنة ولد الْحسن بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث أمه فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتمعَ النَّاس عَلَى مُعَاوِيَة وَأمه هِنْد بنت عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف
خُرُوج ابْن أَبِي الحوساء عَلَى مُعَاوِيَة وَدخل الْكُوفَة فَخرج عَلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الحوساء بالنخيلة فَبعث إِلَيْهِ مُعَاوِيَة خَالِد بْن عرفطة العذري حَلِيف بَنِي زهرَة فِي جمع من أهل الْكُوفَة فَقتل ابْن أَبِي

(1/203)


الحوساء فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِيمَا ذكر أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن
خُرُوج حوثرة بْن ذِرَاع قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن لما قتل ابْن أَبِي الحوساء خرج حوثرة بن ذِرَاع فسرح إِلَيْهِ مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف بْن أَحْمَر فِي ألف فَقتل حوثرة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين
خُرُوج سهم والخطيم قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن فِيهَا خرج سهم بْن غَالب الهُجَيْمِي وَمَعَهُ الخطيم الْبَاهِلِيّ وَاسم الخطيم زِيَاد بْن مَالك بِنَاحِيَة جسر الْبَصْرَة فَقتل عبَادَة بْن قرص اللَّيْثِيّ صَاحب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج إِلَيْهِم عَبْد اللَّهِ بْن عَامر فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما وَقتل عدَّة من أصحابهما قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَقتل سهم بْن غَالب أَيْضا سَعْدا مولى قدامَة بْن مَظْعُون
ولَايَة عقبَة بْن نَافِع لأفريقية وفيهَا ولى عَمْرو بْن الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مصر عقبَة بْن نَافِع الفِهري وَهُوَ ابْن خَالِد عَمْرو أفريقية فَانْتهى إِلَى لوبية ومراقية فأطاعوا ثمَّ كفرُوا فغزاهم فِي سنته فَقتل وسبى وفيهَا ولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر بْن كريز الْبَصْرَة ومروان بْن الحكم الْمَدِينَة

(1/204)


وَعبد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة مَكَّة وَيُقَال بل الْحَارِث ابْن خَالِد بْن هِشَام ثمَّ جَمعهمَا والطائف لمروان بْن الحكم وفيهَا صَالح مُعَاوِيَة الرّوم وَأقَام الْحَج عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وفيهَا ولد الْحجَّاج بْن يُوسُف
سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِيهَا وَجه ابْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة إِلَى سجستان وَمَعَهُ فِي تِلْكَ الْغُزَاة الْحسن بْن أَبِي الْحسن والمهلب بْن أَبِي صفرَة وقطري بْن الْفُجَاءَة فَافْتتحَ زرنج وكورا من كور سجستان وفيهَا غزا عقبَة بْن نَافِع أفريقية فَافْتتحَ غدامس فَقتل وسبى وفيهَا ولى ابْن عَامر رَاشد بْن عَمْرو الجديدي ثغر الْهِنْد قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب أَقَامَ بهَا رَاشد وَشن الغارات وأوغل فِي بِلَاد السَّنَد وفيهَا مَاتَ حبيب بْن مسلمة الفِهري بِأَرْض أرمينية وَمَات صَفْوَان بن أُميَّة وَعُثْمَان بن طَلْحَة وركانة بْن عَبْد يَزِيد فِي أول خلَافَة مُعَاوِيَة وَأَبُو بردة بْن نيار وَرِفَاعَة بْن رَافع فِي أول قيام مُعَاوِيَة وَأقَام الْحَج عَنبسة بْن أَبِي سُفْيَان بن حَرْب
سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِيهَا افْتتح عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة الرخج وزابلستان من بِلَاد سجستان

(1/205)


وفيهَا غزا عقبَة بْن نَافِع الفِهري وافتتح كورا من بِلَاد السودَان وافتتح ودان وَهِي من حيّز برقة وَكلهَا من بِلَاد أفريقية وفيهَا شَتَّى بسر بْن أَرْطَاة بِأَرْض الرّوم وفيهَا ولى مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن سوار العَبْد ي بِلَاد مكران وفيهَا مَاتَ عَمْرو بْن الْعَاصِ بِمصْر يَوْم الْفطر وَيُقَال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمُحَمّد ابْن مسلمة الْأنْصَارِيّ وَعبد اللَّه بْن سَلام وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم
سنة أَربع وَأَرْبَعين
فتح كابل فِيهَا افْتتح ابْن عَامر كابل وَقتل بكابل أَبُو قَتَادَة الْعَدوي وَيُقَال الَّذِي قتل أَبُو رِفَاعَة الْعَدوي وَمن سبى كابل مَكْحُول الشَّامي وَسَالم بْن عجلَان الْأَفْطَس وكيسان أَبُو أَيُّوب بْن أَبِي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ وَمِنْهُم نَافِع مولى ابْن عُمَر ومهران أَبُو حميد الطَّوِيل وفيهَا غزا الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة أَرض الْهِنْد فَسَار إِلَى قندابيل ثمَّ أَخذ إِلَى بتة وَألا هور وهما فِي سفح جبل كابل فَلَقِيَهُمْ عَدو هَزَمَهُمْ اللَّه وملأ الْمُسلمُونَ أَيْديهم وَانْصَرفُوا سَالِمين

(1/206)


وفيهَا كَانَ من أَمر مُعَاوِيَة وَزِيَاد الَّذِي كَانَ وفيهَا وَفد ابْن عَامر إِلَى مُعَاوِيَة واستخلف عَلَى الْبَصْرَة قيس بْن الْهَيْثَم السّلمِيّ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بِأَرْض الرّوم وَأقَام الْحَج مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان
سنة خمس واربعين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة ابْن عَامر عَن الْبَصْرَة وَولى الْحَارِث بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ فَقدم فِي أول السّنة ثمَّ عَزله وَولى زيادا فَقدم الْبَصْرَة فِي شهر ربيع فَقتل سهم بْن غَالب الهُجَيْمِي الَّذِي كَانَ خرج بِنَاحِيَة جسر الْبَصْرَة وصلبه وفيهَا بعث ابْن عَامر عَبْد اللَّهِ بْن سوار الْعَبْدي فَافْتتحَ القيقان وَأصَاب غَنَائِم وقاد مِنْهَا خيلا فَأصل البراذين القيقانية من نسل تِلْكَ الْخَيل ثمَّ قدم واستخلف حزاز بْن كراز الْعَبْدي وَقدم عَلَى مُعَاوِيَة فَرده إِلَى عمله وعزل ابْن عَامر وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن حديج أفريقية فَنزل جبلا فأصابته أمطار فَسُمي جبل الممطور وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم وفيهَا شَتَّى عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد أَيْضا بِأَرْض الرّوم وفيهَا أغزى مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان مُعَاوِيَة بْن حديج فَبلغ مُحصن فَأصَاب شَيْئا من سبي وَلم يفتح مَدِينَة وَلَا حصنا ثمَّ قفل وفيهَا مَاتَ زيد بْن ثَابت وَسَلَمَة بْن سَلامَة بْن وقش وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم

(1/207)


سنة سِتّ وَأَرْبَعين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة عَن سجستان وولاها الرّبيع بْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فَجَاشَتْ التّرْك وَجمع كابل شاه وزحف إِلَى الْمُسلمين فأخرجوا من كَانَ بكابل من الْمُسلمين وغلبوا عَلَى زابلستان ورخج حَتَّى انْتَهوا إِلَى بست فَلَقِيَهُمْ الرّبيع بْن زِيَاد ببست فَهزمَ اللَّه رتبيل فَاتبعهُ الرّبيع إِلَى الرخج قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى مَالك بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو حَكِيم بِأَرْض الرّوم وَيُقَال بل شَتَّى بهَا مَالك بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَأقَام الْحَج عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب
سنة سبع وَأَرْبَعين فِيهَا غزا عَبْد اللَّهِ بْن سوار الْعَبْدي القيقان فَجمع لَهُ التّرْك فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن سوار وَعَامة ذَلِكَ الْجَيْش وَغلب الْمُشْركُونَ عَلَى بِلَاد القيقان قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى مَالك بْن هُبَيْرَة فِي أَرض الرّوم وشتى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن القيني فِي أنطاكية وفيهَا غزا رويفع بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ من أنطابلس فَدخل أفريقية ثمَّ انْصَرف من عَامه وَأقَام الْحَج عَنبسة بْن أَبِي سُفْيَان
سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة مَرْوَان بْن الحكم عَن الْمَدِينَة وولاها سعيد بْن الْعَاصِ قَالَ أَبُو

(1/208)


الْيَقظَان لما قتل عَبْد اللَّهِ بْن سوار كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد انْظُر رجلا يصلح لثغر الْهِنْد فوجهه فَوجه زِيَاد سِنَان بْن سَلمَة بْن محبق الْهُذلِيّ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن القيني أَيْضا فِي أنطاكية وَقَالَ بَعضهم ابْن مكرز من بَنِي عَامر بْن لؤَي وَأقَام الْحَج سعيد بْن الْعَاصِ
سنة تسع وَأَرْبَعين فِيهَا قتل زِيَاد بِالْبَصْرَةِ الخطيم الْبَاهِلِيّ الْخَارِجِي أحد بَنِي وَائِل اسْمه زِيَاد بْن مَالك حَدَّثَنِي بعض ولد سعيد بْن سلم عَن أَبِيه قَالَ ولد قُتَيْبَة بْن مُسلم يَوْم قتل الخطيم وَذَلِكَ سنة تسع وَأَرْبَعين
خُرُوج شبيب بن بجرة وَفِي ولَايَة الْمُغيرَة بْن شُعْبَة عَلَى الْكُوفَة خرج شبيب بْن بجرة الْأَشْجَعِيّ فَوجه إِلَيْهِ الْمُغيرَة كثير بْن شهَاب الْحَارِثِيّ فَقتله بِأَذربِيجَان قَالَ أَبُو عُبَيْدَة خرج شبيب بْن بجرة وَكَانَ مِمَّن شهد النهروان بِالْكُوفَةِ عَلَى الْمُغيرَة بْن شُعْبَة عَند دَار الرزق فَقتل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا شَتَّى مَالك بْن هُبَيْرَة بِأَرْض الرّوم وَيُقَال بل شَتَّى بهَا فضَالة بْن عبيد الْأنْصَارِيّ وشتى عَبْد اللَّهِ بْن مسْعدَة فِي الْبر وَأقَام الْحَج سعيد بْن الْعَاصِ وفيهَا مَاتَ الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَحْمَة الله

(1/209)


سنة خمسين فِيهَا مَاتَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة بِالْكُوفَةِ فِي شعْبَان واستخلف ابْنه عُرْوَة وَيُقَال اسْتخْلف جرير بْن عَبْد اللَّهِ فولى مُعَاوِيَة زيادا الْكُوفَة مَعَ الْبَصْرَة وَجمع لَهُ الْعرَاق فعزل زِيَاد الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ عَن سجستان وولاها عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة وَأمره بقتل الهرابذة وإطفاء النيرَان مَا بَينه وَبَين سجستان
بِنَاء القيروان وفيهَا وَجه مُعَاوِيَة عقبَة بْن نَافِع إِلَى أفريقية فَخط القيروان وَأقَام بهَا ثَلَاث سِنِين
حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الْأَعْلَى عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة عَن يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب قَالَ لما افْتتح عقبَة بْن نَافِع أفريقية وقف عَلَى القيروان فَقَالَ يَا أهل الْوَادي إِنَّا حالون إِن شَاءَ اللَّه فاظعَنوا ثَلَاث مَرَّات قَالَ فَمَا رَأينَا حجرا وَلَا شَجرا إِلَّا يخرج من تَحْتَهُ دَابَّة حَتَّى يهبطن بطن الْوَادي ثمَّ قَالَ انزلوا بِسم اللَّه
غَزْو أفريقية وَفتح جَلُولَاء الْمغرب وفيهَا أغزى مسلمة بْن مَخْلَد وَهُوَ أَمِير بِمصْر مُعَاوِيَة بْن حديج فَأصَاب سبيا وقفل سالما قَالَ أَبُو خَالِد أغزى مسلمة بْن مَخْلَد مُعَاوِيَة بْن حديج وَكتب مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان إِلَى مَرْوَان بْن الحكم وَهُوَ عَامله عَلَى الْمَدِينَة أَن ابْعَثْ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عَلَى بعث الْمَدِينَة إِلَى بِلَاد الْمغرب فَقدم عبد الله بْن مَرْوَان فَدخل مَعَ مُعَاوِيَة بن

(1/210)


حديج أفريقية فَبَعثه مُعَاوِيَة بْن حديج عَلَى خيل إِلَى جَلُولَاء بِأَرْض الْمغرب فحصر أَهلهَا وَنصب عَلَيْهَا المجانيق فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة بْن حديج أَن انْصَرف فَانْصَرف وَقد كَانَ أَوْهَى الْحَائِط فَخر الْحَائِط فَانْصَرف بِالنَّاسِ رَاجِعين فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة وَوجه ابْن حديج جَيْشًا فنزلوا عَلَى مَدِينَة فَسَأَلُوهُ الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَانْصَرف فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وفيهَا غزا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَرض الرّوم وَمَعَهُ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وفيهَا دَعَا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان أهل الشَّام إِلَى بيعَة ابْنه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فأجأبوه وَبَايَعُوا يَزِيد وفيهَا شَتَّى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر أَرض الرّوم وفيهَا قتل رَاشد بْن عَمْرو الجديدي بِالْهِنْدِ وَأقَام الْحَج يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بعد أَن قفل من أَرض الرّوم وفيهَا مَاتَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ بِأَرْض الرّوم وَعبد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة وَصلى عَلَيْهِ زِيَاد وَأَبُو مُوسَى بِالْكُوفَةِ وَالْحكم بْن عَمْرو الْغِفَارِيّ بخراسان وَرَاشِد بْن عَمْرو الجديدي بِأَرْض الْهِنْد والمغيرة بْن شُعْبَة وفيهَا قدم الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ خُرَاسَان من قبل زِيَاد فغزا بلخا وَكَانَت أغلقت بعد الْأَحْنَف فصالحوا الرّبيع ثمَّ غزا الرّبيع قهستان فَفَتحهَا عنْوَة
جمع الْعرَاق لزياد
الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَا وجمعت

(1/211)


الْعرَاق لزياد سنة خمسين فَكَانَ عَلَى شَرطه بِالْبَصْرَةِ عَبْد اللَّهِ بْن حصن أحد بَنِي ثَعْلَبَة ابْن يَرْبُوع وعَلى شَرطه بِالْكُوفَةِ شَدَّاد بْن الْهَيْثَم الْهِلَالِي وَكَاتب الْخراج زَاذَان فروخ وَكَاتب الرسائل عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَجبير بْن حَيَّة وحاجبه مهْرَان مَوْلَاهُ وَمَات وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وفيهَا قتل عَمْرو بْن الْحمق الْخُزَاعِيّ بالموصل قَتله عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان الثَّقَفِيّ عَم عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن ابْن لَهِيعَة قَالَ حَدَّثَنِي بكير بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج عَن سُلَيْمَان بْن يسَار قَالَ غزونا مَعَ ابْن حديج أفريقية فنفلنا النّصْف بعد الْخمس
غَزْو القيقان وفيهَا ولى زِيَاد سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق ثغر الْهِنْد بعد قتل رَاشد
فحدثنا أَبُو الْيَمَان النبال قَالَ غزونا مَعَ سِنَان القيقان فجاءنا قوم كثير من الْعَدو فَقَالَ سِنَان أَبْشِرُوا فَأنْتم بَين خَصْلَتَيْنِ الْجنَّة وَالْغنيمَة ثمَّ أَخذ سَبْعَة أَحْجَار وواقف الْقَوْم قَالَ إِذا رَأَيْتُمُونِي قد حملت فاحملوا فَلَمَّا صَارَت الشَّمْس فِي كبد السَّمَاء رمى بِحجر فِي وُجُوه الْقَوْم وَكبر ثمَّ رمى بهَا حجرا حجرا حَتَّى بَقِي السَّابِع فَلَمَّا زَالَت الشَّمْس عَن كبد السَّمَاء رمى بالسابع ثمَّ قَالَ حم لَا ينْصرُونَ وَكبر وَحمل وحملنا مَعَه فمنحونا أكتافهم فقتلناهم وسرنا أَرْبَعَة فراسخ فأتينا قوما متحصنين فِي قلعة فَقَالُوا وَالله مَا أَنْتُم قتلتمونا وَلَا قتلنَا إِلَّا رجال مَا نراهم مَعكُمْ

(1/212)


الْآن على خيل بلق عمائم بيض فَقُلْنَا ذَلِكَ نصر اللَّه فرجعَنا وَالله مَا أُصِيب منا إِلَّا رجل وَاحِد فَقُلْنَا لسنان واقفت الْقَوْم حَتَّى إِذا زَالَت الشَّمْس واقعتهم قَالَ كَذَلِكَ كَانَ يصنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأقَام الْحَج مُعَاوِيَة