تاريخ خليفة بن خياط

سنة إِحْدَى وَخمسين مقتل حجر بْن عدي فِيهَا قتل مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان حجر بْن عدي بْن الأدبر وَمَعَهُ مُحرز بْن شهَاب وَقبيصَة بْن ضبيعة بْن حَرْمَلَة الْقَيْسِي وَصَيْفِي بْن فسيل من ربيعَة وفيهَا مَاتَ كَعْب بن عجْرَة
أَخذ الْبيعَة ليزِيد بن مُعَاوِيَة وفيهَا أَخذ مُعَاوِيَة النَّاس بالبيعة ليزِيد حَدَّثَنَا وهب بْن جرير بْن حَازِم قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا النُّعْمَان بْن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ عَن ذكْوَان مولى عَائِشَة قَالَ لما أجمع مُعَاوِيَة أَن يُبَايع لِابْنِهِ يَزِيد حج فَقدم مَكَّة فِي نَحْو من ألف رجل فَلَمَّا دنا من الْمَدِينَة خرج ابْن عُمَر وَابْن الزبير وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَلَمَّا قدم مُعَاوِيَة الْمَدِينَة صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ ذكر ابْنه يَزِيد فَقَالَ من أَحَق بِهَذَا الْأَمر مِنْهُ ثمَّ ارتحل فَقدم مَكَّة فَقضى طَوَافه وَدخل منزله فَبعث إِلَى ابْن عُمَر فَتشهد وَقَالَ أما بعد يَا بْن عُمَر فَإنَّك قد كنت تُحَدِّثنِي أَنَّك لَا تحب أَن تبيت لَيْلَة سَوْدَاء لَيْسَ عَلَيْك أَمِير وَإِنِّي أحذرك أَن تشق عَصا الْمُسلمين وَأَن تسْعَى فِي فَسَاد ذَات بَينهم فَلَمَّا سكت تكلم بن عُمَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنَّهُ قد كَانَت قبلك خلفاء لَهُم أَبنَاء لَيْسَ ابْنك بِخَير من أبنائهم فَلم يرَوا فِي أبنائهم مَا رَأَيْت أَنْت فِي ابْنك وَلَكنهُمْ اخْتَارُوا للْمُسلمين حَيْثُ علمُوا الْخِيَار وَإنَّك تحذرني أَن أشق عَصا الْمُسلمين وَأَن أسعى فِي فَسَاد ذَات بَينهم وَلم أكن لأَفْعَل

(1/213)


إِنَّمَا أَنا رجل من الْمُسلمين فَإِذا اجْتَمعُوا عَلَى أَمر فَإِنَّمَا أَنا رجل مِنْهُم فَقَالَ يَرْحَمك اللَّه فَخرج ابْن عُمَر وَأرْسل إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَتشهد وَأخذ فِي الْكَلَام فَقطع عَلَيْهِ كَلَامه فَقَالَ إِنَّك وَالله لَوَدِدْت أَنا وكلناك فِي أَمر ابْنك إِلَى اللَّه وَإِنَّا وَالله لانفعل وَالله لتردن هَذَا الْأَمر شُورَى فِي الْمُسلمين أَو لنعيدنها عَلَيْك جَذَعَة ثمَّ وثب فَقَامَ
فَقَالَ مُعَاوِيَة اللَّهُمَّ اكفنيه بِمَ شِئْت ثمَّ قَالَ عَلَى رسلك أَيهَا الرجل لَا تشرفن بِأَهْل الشَّام فَإِنِّي أَخَاف أَن يسبقوني بِنَفْسِك حَتَّى أخبر العشية أَنَّك قد بَايَعت ثمَّ كن بعد ذَلِكَ عَلَى مَا بدا لَك من أَمرك ثمَّ أرسل إِلَى ابْن الزبير فَقَالَ يَا بْن الزبير إِنَّمَا أَنْت ثَعْلَب رواغ كلما خرج من جُحر دخل آخر وَإنَّك عَمَدت إِلَى هذَيْن الرجلَيْن فنفخت فِي مناخرهما وحملتهما عَلَى غير رأيهما فَتكلم ابْن الزبير فَقَالَ إِن كنت قد مللت الْإِمَارَة فَاعْتَزلهَا وهلم ابْنك فلنبايعه أَرَأَيْت إِذا بايعَنا ابْنك مَعَك لأيكما نسْمع لأيكما نطيع لَا نجمع الْبيعَة لَكمَا وَالله أبدا
ثمَّ قَامَ فراح مُعَاوِيَة فَصَعدَ الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِنَّا وجدنَا أَحَادِيث النَّاس وَذَوَات عوار زَعَمُوا أَن ابْن عُمَر وَابْن الزبير وَابْن أَبِي بَكْر الصّديق لم يبايعوا يَزِيد قد سمعُوا وأطاعوا وَبَايَعُوا لَهُ فَقَالَ أهل الشَّام لَا وَالله لَا نرضى حَتَّى يبايعوا على رُؤُوس النَّاس وَإِلَّا ضربنا أعَناقهم فَقَالَ مَه سُبْحَانَ اللَّه مَا أسْرع النَّاس إِلَى قُرَيْش بالسوء لَا أسمع هَذِهِ الْمقَالة من أحد بعد الْيَوْم ثمَّ نزل فَقَالَ النَّاس بَايع ابْن عُمَر وَابْن الزبير وَابْن أَبِي بَكْر وَيَقُولُونَ لَا وَالله مَا بايعَنا وَيَقُول النَّاس بلَى لقد بايعتم وارتحل مُعَاوِيَة فلحق بِالشَّام وَحَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن أَيُّوب عَن نَافِع قَالَ خطب مُعَاوِيَة فَذكر ابْن عُمَر فَقَالَ وَالله ليبايعَن أَو لأقتلنه فَخرج عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر إِلَى أَبِيه فَأخْبرهُ وَسَار إِلَى مَكَّة ثَلَاثًا فَلَمَّا أخبرهُ بَكَى ابْن عُمَر فَبلغ الْخَبَر عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان فَدخل عَلَى ابْن عُمَر فَقَالَ أَخطب هَذَا بِكَذَا قَالَ نعم فَقَالَ مَا تُرِيدُ أَتُرِيدُ قِتَاله

(1/214)


فَقَالَ يَا بْن صَفْوَان الصَّبْر خير من ذَلِكَ فَقَالَ ابْن صَفْوَان وَالله لَئِن أَرَادَ ذَلِكَ لأقاتلنه فَقدم مُعَاوِيَة مَكَّة فَنزل ذَا طوى فَخرج إِلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان فَقَالَ أَنْت الَّذِي تزْعم أَنَّك تقتل ابْن عُمَر إِن لم يُبَايع لابنك فَقَالَ أَنا أقتل ابْن عُمَر إِنِّي وَالله لَا أَقتلهُ
وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أَشْيَاخ أهل الْمَدِينَة يحدثُونَ أَن مُعَاوِيَة لما كَانَ قَرِيبا من مَكَّة فَلَمَّا رَاح من مر قَالَ لصَاحب حرسه لَا تدع أحدا يسير معي إِلَّا من حَملته أَنا فَخرج يسير وَحده حَتَّى إِذا كَانَ وسط الْأَرَاك لقِيه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ فَوقف وَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِابْن بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد شباب الْمُسلمين دَابَّة لأبي عَبْد اللَّهِ يركبهَا فَأتي ببرذون فتحول عَلَيْهِ ثمَّ طلع عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بشيخ قُرَيْش وسيدها وَابْن صديق هَذِهِ الْأمة دَابَّة لأبي مُحَمَّد فَأتي ببرذون فَرَكبهُ ثمَّ طلع ابْن عُمَر فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِصَاحِب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْن الْفَارُوق وَسيد الْمُسلمين ودعا لَهُ بِدَابَّة فركبها ثمَّ طلع ابْن الزبير فَقَالَ لَهُ مرْحَبًا وَأهلا بِابْن حوارِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْن الصّديق وَابْن عمَّة رَسُول اللَّهِ ثمَّ دَعَا لَهُ بِدَابَّة فركبها ثمَّ أقبل يسير بَينهم لَا يسايره غَيرهم حَتَّى دخل مَكَّة ثمَّ كَانُوا أول دَاخل وَآخر خَارج لَيْسَ فِي الأَرْض صباح إِلَّا لَهُم فِيهِ حباء وكرامة لَا يعرض لَهُم بِذكر شَيْء مِمَّا هُوَ فِيهِ حَتَّى قضى نُسكه وترحلت أثقاله وَقرب مسيره إِلَى الْكَعْبَة وأنيخت رواحله فَأقبل بعض الْقَوْم عَلَى بعض فَقَالُوا أَيهَا الْقَوْم لَا تخدعوا إِنَّه وَالله مَا صنع بكم لِحُبِّكُمْ وَلَا كرامتكم وَمَا صنعه إِلَّا لما يُرِيد فأعدوا لَهُ جَوَابا وَأَقْبلُوا على الْحُسَيْن فَقَالُوا أَنْت با أَبَا عَبْد اللَّهِ قَالَ وَفِيكُمْ شيخ قُرَيْش وسيدها هُوَ أَحَق بالْكلَام
فَقَالُوا أَنْت يَا أَبَا مُحَمَّد لعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ لست هُنَاكَ وَفِيكُمْ صَاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْن سيد الْمُسلمين يعَني ابْن عُمَر فَقَالُوا لِابْنِ عُمَر أَنْت قَالَ لست بصاحبكم وَلَكِن ولوا الْكَلَام ابْن الزبير يكفيكم قَالُوا أَنْت يَابْنَ الزبير قَالَ نعم إِن أعطيتموني عهودكم ومواثيقكم أَلا تخالفوني كفيتكم الرجل فَقَالُوا فلك ذَلِك

(1/215)


فَخرج الْإِذْن فَأذن لَهُم فَدَخَلُوا فَتكلم مُعَاوِيَة فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ قد علمْتُم سيرتي فِيكُم وَصلي لأرحامكم وصفحي عَنكم وحملي لما يكون مِنْكُم وَيزِيد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ أخوكم وَابْن عمكم وَأحسن النَّاس فِيكُم رَأيا وَإِنَّمَا أردْت أَن تقدموه باسم الْخلَافَة وتكونون أَنْتُم الَّذين تنزعون وتؤمرون وتجبون وتقسمون لَا يدْخل عَلَيْكُم فِي شَيْء من ذَلِكَ فَسكت الْقَوْم فَقَالَ أَلا تُجِيبُونِي فَسَكَتُوا فَأقبل عَلَى ابْن الزبير فَقَالَ هَات يَا بْن الزبير فَإنَّك لعمري صَاحب خطْبَة الْقَوْم قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نخيرك من ثَلَاث خِصَال أَيهَا مَا أخذت فَهُوَ لَك رَغْبَة قَالَ لله أَبوك اعرضهن قَالَ إِن شِئْت صنعت مَا صنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِن شِئْت صنعت مَا صنع أَبُو بَكْر فَهُوَ خير هَذِهِ الْأمة بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِن شِئْت صنعت مَا صنع عُمَر فَهُوَ خير هَذِهِ الْأمة بعد أَبِي بَكْر قَالَ لله أَبوك وَمَا صَنَعُوا قَالَ قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يعْهَد عهدا وَلم يسْتَخْلف أحدا فارتضى الْمُسلمُونَ أَبَا بَكْر فَإِن شِئْت أَن تدع هَذَا الْأَمر حَتَّى يقْضِي اللَّه فِيهِ قَضَاءَهُ فيختار الْمُسلمُونَ لأَنْفُسِهِمْ فَقَالَ إِنَّه لَيْسَ فِيكُم الْيَوْم مثل أَبِي بَكْر إِن أَبَا بَكْر كَانَ رجلا تقطع دونه الأعَناق وَإِنِّي لست آمن عَلَيْكُم الِاخْتِلَاف قَالَ صدقت وَالله مَا تحب أَن تدعَنا عَلَى هَذِهِ الْأمة قَالَ فَاصْنَعْ مَا صنع أَبُو بَكْر قَالَ لله أَبوك قَالَ وَمَا صنع أَبُو بَكْر قَالَ عمد إِلَى رجل من قاصية قُرَيْش لَيْسَ من بَنِي أَبِيه وَلَا من رهطه الأدنين فاستخلفه فَإِن شِئْت أَن تنظر أَي رجل من قُرَيْش شِئْت لَيْسَ من بَنِي عَبْد شمس فترضى بِهِ قَالَ لله أَبوك الثَّالِثَة مَا هِيَ قَالَ تصنع مَا صنع عُمَر قَالَ وَمَا صنع عُمَر قَالَ وَمَا صنع عُمَر قَالَ جعل هَذَا الْأَمر شُورَى فِي سِتَّة نفر من قُرَيْش لَيْسَ فيهم أحد من وَلَده وَلَا من بَنِي أَبِيه وَلَا من رهطه قَالَ فَهَل عَندك غير هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَأنْتم قَالُوا وَنحن أَيْضا قَالَ إِمَّا لَا فَإِنِّي أَحْبَبْت أَن أتقدم إِلَيْكُم أَنه قد أعذر من أنذر وَإنَّهُ قد كَانَ يقوم مِنْكُم الْقَائِم إِلَيّ فيكذبني على رُؤُوس النَّاس فأحتمل لَهُ ذَلِكَ وأصفح عَنه وَإِنِّي قَائِم بمقالة إِن صدقت فلي صدقي وَإِن كذبت فعلي كذبي وَإِنِّي أقسم لكم بِاللَّه لَئِن رد عَلِيّ مِنْكُم إِنْسَان كلمة فِي مقَامي هَذَا لَا ترجع إِلَيْهِ كَلمته حَتَّى يسْبق إِلَيّ رَأسه فَلَا يرعين رجل إِلَّا عَلَى نَفسه ثمَّ دَعَا صَاحب حرسه

(1/216)


فَقَالَ أقِم عَلَى رَأس كل رجل من هَؤُلَاءِ رجلَيْنِ من حرسك فَإِن ذهب رجل يرد عَلِيّ كلمة فِي مقَامي هَذَا بِصدق أَو كذب فليضرباه بسيفيهما ثمَّ خرج وَخَرجُوا مَعَه حَتَّى إِذا رقى الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِن هَؤُلَاءِ الرَّهْط سادة الْمُسلمين وخيارهم لَا نستبد بِأَمْر دونهم وَلَا نقضي أمرا إِلَّا عَن مشورتهم وَإِنَّهُم قد رَضوا وَبَايَعُوا ليزِيد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ من بعده فَبَايعُوا بِسم اللَّه فَضربُوا عَلَى يَدَيْهِ ثمَّ جلس عَلَى رَاحِلَته وَانْصَرف فَلَقِيَهُمْ النَّاس فَقَالُوا زعمتم وزعمتم فَلَمَّا أرضيتم وحبيتم فَعلْتُمْ قَالُوا إِنَّا وَالله مَا فعلنَا قَالُوا فَمَا منعكم أَن تردوا عَلَى الرجل إِذْ كذب ثمَّ بَايع أهل الْمَدِينَة وَالنَّاس ثمَّ خرج إِلَى الشَّام
حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مهْدي قَالَ نَا سُفْيَان عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر قَالَ قَالَ ابْن عُمَر حِين بُويِعَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة إِن كَانَ خيرا رَضِينَا وَإِن كَانَ بلَاء صَبرنَا
وَحَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن قَالَ نَا أَبُو عوَانَة عَن دَاوُد بْن عَبْد اللَّهِ الأودي عَن حميد بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ دَخَلنَا عَلَى رجل من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين اسْتخْلف يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَقَالَ أتقولون إِن يَزِيد لَيْسَ بِخَير أمة مُحَمَّد لَا أفقه فِيهَا فقها وَلَا أعظمها فِيهَا شرفا قُلْنَا نعم قَالَ وَأَنا أَقُول ذَلِكَ وَلَكِن وَالله لَئِن تَجْتَمِع أمة مُحَمَّد أحب إِلَيّ من أَن تفترق أَرَأَيْتُم بَابا لَو دخل فِيهِ أمة مُحَمَّد وسعهم أَكَانَ يعجز عَن رجل وَاحِد لَو دخل فِيهِ قُلْنَا لَا قَالَ أَرَأَيْتُم لَو أَن أمة مُحَمَّد قَالَ كل رجل مِنْهُم لَا أهريق دم أخي وَلَا آخذ مَاله أَكَانَ هَذَا يسعهم قُلْنَا نعم قَالَ فَذَلِك مَا أَقُول لكم ثمَّ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْتِيك من الْحيَاء إِلَّا خير

(1/217)


إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ نَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن يعلى بْن عَطاء عَن عَمه قَالَ كنت مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو حِين بَعثه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير قَالَ فَسمِعت عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو يَقُول لِابْنِ الزبير تعلم أَنِّي وجدت فِي الْكتاب أَنَّك ستعَني وتعَنى وتدعى الْخَلِيفَة وَلست بخليفة وَإِنِّي أجد الْخَلِيفَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أشهل قَالَ نَا ابْن عون عَن مُحَمَّد عَن عقبَة بْن أَوْس السدُوسِي عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ قَالَ ملك الأَرْض المقدسة مُعَاوِيَة وَابْنه وَأقَام الْحَج سنة إِحْدَى وَخمسين مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا شَتَّى فضَالة بْن عبيد الْأنْصَارِيّ بِأَرْض الرّوم فِي الْبَحْر وفيهَا مَاتَ عَمْرو بْن حزم الْأنْصَارِيّ وَجَرِير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وَسَعِيد بْن زيد ابْن عَمْرو بْن نفَيْل ومَيْمُونَة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَعب بْن عجْرَة الانصاري وفيهَا ولد الزُّهْرِيّ
سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِيهَا صَالح عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة رتبيل عَلَى كابل وبلاده عَلَى ألف ألف دِرْهَم وَأقَام الْحَج سعيد بْن الْعَاصِ وفيهَا شَتَّى بسر بْن أَرْطَاة بِأَرْض الرّوم وَمَعَهُ سُفْيَان بْن عَوْف الْأَزْدِيّ وفيهَا مَاتَ أَبُو بكرَة بِالْبَصْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَعمْرَان بن حُصَيْن بِالْبَصْرَةِ

(1/218)


سنة ثَلَاث وَخمسين
فِيهَا مَاتَ زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان بِالْكُوفَةِ واستخلف عَلَى الْبَصْرَة سَمُرَة بْن جُنْدُب وعَلى الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فعزل مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد وولاها الضَّحَّاك ابْن قيس الفِهري وعزل عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة عَن سجستان وولاها عباد بْن زِيَاد فغزا عباد القندهار حَتَّى بلغ بَيت الذَّهَب وَجمع لَهُ الْهِنْد جمعا فَقَاتلهُمْ فَهزمَ اللَّه الْهِنْد وَلم يزل عَلَى سجستان حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة
وفيهَا شَتَّى عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم بِأَرْض الرّوم وفيهَا ولى مُعَاوِيَة عبيد اللَّه ابْن زِيَاد خُرَاسَان وفيهَا ولد يَزِيد بْن الْمُهلب مَاتَ زِيَاد وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وَيُقَال فِيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
خُرُوج قريب وزحاف وَفِي إِمَارَة زِيَاد عَلَى الْعرَاق كَانَ أَمر قريب وزحاف وهما ابْنا خَالَة حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جرير بْن يَزِيد قَالَ خرج قريب وزحاف فِي إِمَارَة زِيَاد فِي سبعين رجلا وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان فَأتوا بَنِي ضبيعة وهم فِي مَسْجِدهمْ فَلَقوا رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ رؤبة بْن المخبل فَقَتَلُوهُ قَالَ وهب قَالَ أَبِي فَحَدثني الزبير بْن الخريت عَن أَبِي لبيد أَن رؤبة بن المخبل

(1/219)


قَالَ فِي العشية الَّتِي قتل فِي لَيْلَتهَا فِي شَيْء حدث بِهِ إِن كنت صَادِقا فرزقني اللَّه الشَّهَادَة قبل أَن أرجع إِلَى بَيْتِي فَلَقوهُ تِلْكَ اللَّيْلَة قبل أَن يصل إِلَى منزله فَقَتَلُوهُ ثمَّ أَتَوا مَسْجِد بَنِي قطيعة
قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي أَبِي عَن قطن الْأَزْرَق عَن شيخ مِنْهُم قَالَ مَا شعرنَا وَإِنَّا لقِيَام فِي الْمَسْجِد حَتَّى أخذُوا بِأَبْوَاب الْمَسْجِد وحكموا ومالوا عَلَى أهل الْمَسْجِد يَقْتُلُونَهُمْ فَوَثَبَ الْقَوْم الْجدر وَسعوا إِلَى الْأَبْوَاب وَصعد رجل المنارة فَجعل يُنَادي يَا خيل اللَّه ارْكَبِي فَصَعِدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ حَتَّى إِذا لم يبْق فِي الْمَسْجِد إِلَّا قَتِيل وهرب من هرب خَرجُوا يحكمون فِي السِّكَّة وَخرج رجل من بَنِي قطيعة من بَاب دَاره فَوَافَقَ الْقَوْم حِين انْتَهوا إِلَى بَابه فَضَربهُ رجل بِالسَّيْفِ حِين أخرج رَأسه فقد لحيه فَرجع وأغلق الْبَاب وَكَانَ عروسا قبل ذَلِكَ حَدِيثا فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَته فشدته بخمار لَهَا مصبوغ ببقم فالتأم وبرأ قَالَ قطن فَأَدْرَكته وَفِي فِيهِ الضجم وَقَالَ وَحَدَّثَنِي ذَلِكَ الرجل حَدِيثهمْ أَيْضا قَالَ ومضوا وَأَقْبل رجل من الْحَيّ فِي يَده السَّيْف نحوهم فناداه بعض من أشرف عَلَيْهِ من ظهر الْبيُوت يَا فلَان اتَّقِ الحرورية فَقَالَ رجل مِنْهُم لسنا الحرورية وَلَكنَّا الحرس فأمن الرجل فَقَامَ حَتَّى انْتَهوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ومضوا حَتَّى دخلُوا مَسْجِد المعاول فَقتلُوا من فِيهِ ثمَّ مضوا حَتَّى خَرجُوا إِلَى رحبة بَنِي عَليّ
حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا جرير بْن يَزِيد أَنهم انْتَهوا إِلَى رحبة بَنِي عَلِيّ فَخرج عَلَيْهِم بَنو عَلِيّ وَكَانُوا رُمَاة فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبلِ حَتَّى صرعوهم أَجْمَعِينَ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غدونا وَنحن شباب فَإِذا هم قد صلبوا عَند حُفْرَة السعديين قَالَ فَجَاءَت جَارِيَة مَعهَا قَصْعَة فِيهَا دَرَاهِم فَنَظَرت إِلَيْهِم فَقَالَت سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ

(1/220)


فَنعم عُقبى الدَّار فَأخذت فَصَلبَتْ مَعَهم قَالَ فَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهَا وَمَعَهَا الدَّرَاهِم مَا يعرض لَهَا أحد قَالَ وَكَانَ قريب وزحاف ابْني خَالَة
حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي غَسَّان بْن مُضر قَالَ حَدَّثَنِي سعيد بْن يَزِيد قَالَ خرج قريب وزحاف وَزِيَاد بِالْكُوفَةِ وَسمرَة بِالْبَصْرَةِ قَالَ فَخَرجُوا لَيْلَة فنزلوا مَقْبرَة بَنِي يشْكر وَكَانَا واعدا خوارج المضرية أَن يجتمعوا جَمِيعًا فِي مَقْبرَة بَنِي يشْكر فَلم توافيهم خوارج مُضر فَقَالَ بَعضهم لبَعض لَو تفرقنا فَقَالُوا قد عرف كل رجل مِنْكُم من أَيْن خرج وتتبعون فِي مَنَازِلكُمْ فتقتلون وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان وهم سَبْعُونَ رجلا فَأَقْبَلُوا فَمروا ببني ضبيعة فَأتوا عَلَى شيخ مِنْهُم يُقَال لَهُ حبكان فَقَالَ حِين رَآهُمْ مرْحَبًا بِأبي الشعْثَاء وَهُوَ يحْسب أَنه ابْن حصن وَكَانَ عَلَى الشَّرْط فَقَتَلُوهُ قَالَ وَتَفَرَّقُوا فِي مَسَاجِد الأزد وَانْطَلَقت فرقة مِنْهُم إِلَى بَنِي عَلِيّ وَأَتَتْ فرقة مِنْهُم مَسْجِد المعاول فَخرج عَلَيْهِم سيف بْن وهب بالترس وَالرمْح فِي أَصْحَاب لَهُ فَكَانَ يطعَن الرجل الطعَنة فيشيله من الأَرْض فَقتل من أَتَاهُ وَخرج عَلَى قريب وزحاف شباب من بَنِي عَلِيّ وشباب من بَنِي راسب بِالنَّبلِ قَالَ قريب هَل فِي الْقَوْم فلَان يعَني عَبْد اللَّهِ بْن أَوْس الطَّاحِي وَهُوَ عَم طوق وَأَوْس كَانَ يناضله قبل ذَلِكَ قَالُوا نعم قَالَ فَهَلُمَّ إِلَى البرَاز فَقتله عَبْد اللَّهِ بْن أَوْس وَجَاء بِرَأْسِهِ قَالَ وَأَقْبل زِيَاد من الْكُوفَة ومسعود بْن عَمْرو مَعَه فَقَالَ لَهُ زِيَاد وَجعل يؤنبه فَعلْتُمْ وفعلتم فَقَالَ مَسْعُود هَذَا بَاطِل فَقَالَ زِيَاد أكذب صَاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ يَا معشر طاحية لَوْلَا أَنكُمْ قد أصبْتُم فِي الْقَوْم لبعثت بكم إِلَى السجْن قَالَ فَادّعى بَنو عَلِيّ قَتلهمْ وَادّعى بَنو راسب قَتلهمْ قَالُوا فاحكم بَيْننَا وَبينهمْ النبل فوجدوا نبل بَنِي عَلِيّ فِي الْقَتْلَى أَكثر
قَالَ سعيد بْن يَزِيد وَكَانَ قريب وزحاف أول من خرج بعد أهل النهروان من الحرورية قَالَ وَكَانَ قريب من بَنِي إياد وزحاف من بَنِي طَيء وهما ابْنا

(1/221)


خَالَة
قَالَ وهب وَسمعت غَسَّان بْن مُضر يَقُول سَمِعت سعيد بْن يَزِيد يَقُول قَالَ أَبُو بِلَال قريب لَا قربه اللَّه وَايْم اللَّه لَئِن أقع من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أحب إِلَيّ أَن أصنع كَمَا صنع يعَني الاستعراض قَالَ وهب قَالَ أَبِي اشْتَدَّ زِيَاد فِي أَمر الحرورية بعد قريب وزحاف فَقَتلهُمْ وَأمر سَمُرَة بِقَتْلِهِم فَقتل مِنْهُم بشرا كثيرا
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة زحاف طائي وَقَرِيب إيادي من إياد بْن سود خَرجُوا فَقتلُوا رؤبة من المخبل ثمَّ قتلوا جَابر بْن كَعْب الجديدي وضربوا بكير بْن وَائِل الطَّاحِي عَلَى ذراعه فاتقى
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فَركب زِيَاد فَلحقه شَقِيق بْن ثَوْر وحجار بْن أبجر وَعباد بْن حُصَيْن الحبطي فجرحوا شقيقا فِي جَبهته وصرعوا حجار بْن أبجر فاستنقذه شَقِيق فزعموا أَن زيادا قَالَ لبني عَلِيّ لَا عَطِيَّة لكم عَندي إِن نَجوا فَقَاتلهُمْ الْمُقَاتلَة ورمتهم الذَّرَارِي من فَوق الْبيُوت حَتَّى قتلوا وَأقَام الْحَج سعيد بن الْعَاصِ
سنة أَربع وَخمسين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة سعيد بْن الْعَاصِ عَن الْمَدِينَة وولاها مَرْوَان بْن الحكم واستقضى مَرْوَان مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وفيهَا غزا عبيد اللَّه بْن زِيَاد خُرَاسَان فَقطع النَّهر إِلَى بُخَارى عَلَى الْإِبِل فَكَانَ أول عَرَبِيّ قطع النَّهر إِلَى بُخَارى وافتتح زامين وَنصف بيكند وهما من بُخَارى

(1/222)


وعزل مُعَاوِيَة بْن جُنْدُب عَن الْبَصْرَة وولاها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن غيلَان الثَّقَفِيّ سِتَّة أشهر وفيهَا ولى مُعَاوِيَة الضَّحَّاك بْن قيس الْكُوفَة وفيهَا شَتَّى مُحَمَّد بْن مَالك بِأَرْض الرّوم وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم وفيهَا أغزى مسلمة بْن مَخْلَد خَالِد بْن ثَابت الفهمي بِلَاد الْمغرب وَأمره أَن يسْتَخْلف أَبَا المُهَاجر دِينَارا من الْأَنْصَار فَانْصَرف وَخلف أَبَا المُهَاجر حَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم قَالَ بعث الضَّحَّاك بْن قيس إِذْ كَانَ عَلَى الْكُوفَة مصقلة بْن هُبَيْرَة الشَّيْبَانِيّ إِلَى طبرستان فَصَالح أَهلهَا عَلَى خمس مائَة ألف دِرْهَم وزن خَمْسَة وَمِائَة طيلسان وَثَلَاث مائَة رَأس وَبهَا قتل دحْيَة غُلَام بيرك فَقتله وفيهَا مَاتَ حَكِيم بْن حزَام ومخرمة بْن نَوْفَل وَأَبُو قَتَادَة وَحُوَيْطِب بْن عَبْد الْعُزَّى من بَنِي عَامر بْن لؤَي وثوبان وَسَعِيد ابْن يَرْبُوع المَخْزُومِي
سنة خمس وَخمسين
فِيهَا عزل مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن غيلَان عَن الْبَصْرَة وولاها عبيد اللَّه بْن زِيَاد فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ فأقره يَزِيد
وفيهَا شَتَّى سُفْيَان بْن عَوْف بِأَرْض الرّوم وفيهَا غزا يَزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي فَقتل وَقَالَ بَعضهم لم يقتل فِي هَذِهِ الْغُزَاة قتل بعد ذَلِكَ وفيهَا مَاتَ سعد وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم بْن مَالك وَأَبُو الْيُسْر قَالَ أَبُو الْحسن وَزيد بْن ثَابت

(1/223)


سنة سِتّ وَخمسين
غَزْو سَمَرْقَنْد فِيهَا عزل مُعَاوِيَة عبيد اللَّه بْن زِيَاد عَن خُرَاسَان وولاها سعيد بْن عُثْمَان بْن عَفَّان فغزا سعيد وَمَعَهُ الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة وَطَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف طَلْحَة الطلحات وَأَوْس بْن ثَعْلَبَة من بَنِي تيم اللات وَرَبِيعَة بْن عسل الْيَرْبُوعي فغزا سَمَرْقَنْد وَخرج إِلَيْهِ الصغد فقاتلوه فألجأهم إِلَى مدينتهم فَصَالَحُوهُ وَأَعْطوهُ رهائن وفيهَا شَتَّى مَسْعُود بْن أَبِي مَسْعُود أَرض الرّوم وَيُقَال جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا مَاتَ إِسْحَاق بْن يحيى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه بخراسان وفيهَا مَاتَت جوَيْرِية بنت الْحَارِث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سنة سبع وَخمسين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة الضَّحَّاك بْن قيس عَن الْكُوفَة وولاها عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم وفيهَا وَجه مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان حسان بْن النُّعْمَان الغساني إِلَى أفريقية فَصَالحه من يَلِيهِ من البربر وَوضع عَلَيْهَا الْخراج فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة وفيهَا عزل مُعَاوِيَة مَرْوَان بْن الحكم عَن الْمَدِينَة وولاها الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فَلم يزل واليا عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة واستقضى الْوَلِيد بْن زَمعَة العامري على الْمَدِينَة

(1/224)


وفيهَا عزل سعيد بْن عُثْمَان عَن خُرَاسَان وولاها عبيد اللَّه بْن زِيَاد وفيهَا شَتَّى عَبْد اللَّهِ بْن قيس بِأَرْض الرّوم وفيهَا مَاتَت عَائِشَة ام الْمُؤمنِينَ وَأَبُو هُرَيْرَة وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان
سنة ثَمَان وَخمسين
قَالَ خَليفَة فِيهَا شَتَّى مَالك بْن عَبْد اللَّهِ بِأَرْض الرّوم وفيهَا غزا يَزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي فأصيب هُوَ وَأَصْحَابه وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا مَاتَ عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَعقبَة بْن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ بَقِي وَقُرِئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث أَنه قَالَ وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين غَزْوَة أكدر وَسَعِيد بْن يَزِيد رودس وغزوة مَالك بْن الأبجر أفريقية وفيهَا نزع مَرْوَان عَن أهل الْمَدِينَة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة قَالَ بَقِي وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيد قَالَ حَدَّثَنِي غير يَزِيد قَالَ وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين شَتَّى عَمْرو بْن مرّة البذندون وأغار الْحصين بْن نمير عَلَى صائفة الرّوم
قَالَ خَلِيفَة وَاللَّيْث وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْوَلِيد بْن عتبَة بن ابي سُفْيَان

(1/225)


سنة تسع وَخمسين
أَبُو المُهَاجر يَغْزُو قرطاجنة
قَالَ خَليفَة وفيهَا غزا دِينَار أَبُو المُهَاجر فَنزل عَلَى قرطاجنة فَالْتَقوا فَكثر الْقَتْل والجراح فِي الْفَرِيقَيْنِ وحجز اللَّيْل بَينهم وانحاز الْمُسلمُونَ من ليلتهم فنزلوا جبلا فِي قبْلَة تونس ثمَّ عاودوهم الْقِتَال فصالحوهم عَلَى أَن يَخْلُو لَهُم الجزيرة وانْتهى المُهَاجر إِلَى عُيُون أَبِي المُهَاجر وافتتح مَيْلَة وَكَانَت إِقَامَته فِي هَذِهِ الْغُزَاة نَحوا من سنتَيْن وفيهَا شَتَّى عَمْرو بْن مرّة الْمهرِي بِأَرْض الرّوم فِي الْبر وَلم يكن عامئذ بَحر وفيهَا مَاتَ سعيد بْن الْعَاصِ وَجبير بْن مطعم وَشَيْبَة بْن عُثْمَان وَعبد اللَّه بْن عَامر بْن كريز وفيهَا مَاتَ ولد عَوْف بْن أَبِي جميلَة الأعرأبي
وَفَاة مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا مَاتَ مُعَاوِيَة بِدِمَشْق يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَجَب وَصلى عَلَيْهِ ابْنه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَيُقَال لم يحضر يَزِيد صلى عَلَيْهِ الضَّحَّاك بْن قيس مَاتَ مُعَاوِيَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَيُقَال ثَمَانِينَ وَيُقَال سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَت ولَايَته تسع عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا ولد بِمَكَّة فِي دَار أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَيُقَال فِي دَار عتبَة بْن ربيعَة
وَمَات فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة أُسَامَة بْن زيد وَعَمْرو بْن عَوْف وَصَفوَان بن

(1/226)


الْمُعَطل وَعُثْمَان بْن حنيف وَمجمع بْن جَارِيَة وَأَبُو حميد السَّاعِدِيّ وخراش بْن أُميَّة وأبن بُحَيْنَة وَقيس بْن سعد بْن عبَادَة وَأَبُو جهم بْن حُذَيْفَة ومسلمة بْن مَخْلَد وبلال بْن الْحَارِث الْمُزنِيّ والْحَارث بْن الأزمع الهمذاني ومحجن بْن الأدرع أدْرك مُعَاوِيَة وفضالة بْن عبيد وَشَدَّاد بْن أَوْس وَيُقَال لَهُ مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين
غَزْوَة رودس قَالَ بَقِي وَقُرِئَ عَلَى يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ وَفِي سنة تسع وَخمسين غَزْوَة جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة وعلقمة بْن جُنَادَة الحجري وعلقمة بْن الأخثم رودس وَحج عامئذ بِالنَّاسِ مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ عَن الْوَلِيد عَن رجل قَالَ وَفِي سنة تسع وَخمسين شَتَّى جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة بِأَرْض الرّوم قَالَ ونا ابْن نمير قَالَ وَمَات أَبُو هُرَيْرَة سنة تسع وَخمسين
الْقُضَاة فِي خلَافَة مُعَاوِيَة قَالَ خَليفَة الْبَصْرَة عَلَيْهَا عميرَة بْن يثربي الضَّبِّيّ ولاه ابْن عَامر وَولى عمرَان بْن حُصَيْن فاستعفاه فأعفاه وَولى زِيَاد بْن فضَالة أَخا عَبْد اللَّهِ بْن فضَالة اللَّيْثِيّ وزرارة بْن أوفى الْحَرَشِي وَقضى شُرَيْح مَعَ زِيَاد بِالْبَصْرَةِ سنة وَقضى لِعبيد اللَّه ابْن زِيَاد فِي خلَافَة مُعَاوِيَة زُرَارَة بْن أوفى وَقضى لَهُ أَيْضا عَبْد الرَّحْمَن بن أذينة

(1/227)


الْكُوفَة لم يزل شُرَيْح قَاضِيا عَلَيْهَا حَتَّى احدوه زِيَاد مَعَه إِلَى الْبَصْرَة فَقضى عَلَيْهَا بعده مَسْرُوق بْن الأجدع حَتَّى رَجَعَ شُرَيْح الْمَدِينَة استقصى مَرْوَان عَلَيْهَا عَبْد اللَّهِ بْن نَوْفَل بْن الْحَارِث وَلم يزل قَاضِيا عَلَيْهَا حَتَّى عزل مَرْوَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ثمَّ ولي سعيد بْن الْعَاصِ فاستقضى أَبَا سَلمَة ابْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى عزل سعيد بْن الْعَاصِ وَولي مَرْوَان ابْن الحكم الثَّانِيَة سنة أَربع وَخمسين فاستقضى مَرْوَان بْن الحكم مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَلم يزل قَاضِيا عَلَيْهَا حَتَّى عزل مَرْوَان سنة سبع وَخمسين فِي آخر ذِي الْقعدَة وَولي الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فاستقضى ابْن زَمعَة العامري حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة
من كَانَ عَلَى الرسائل والديوان والحجابة وَالشّرط والحرس والخاتم
قَالَ وَكَانَ كَاتب الرسائل عبيد بْن أَوْس الغساني وعَلى الدِّيوَان وَأمره كُله سرجون بْن مَنْصُور الرُّومِي وحاجبه أَبُو أَيُّوب مَوْلَاهُ وعَلى شَرطه يَزِيد بْن الْحر مَوْلَاهُ فَمَاتَ يَزِيد فولى قيس بْن حَمْزَة الهمذاني ثمَّ عَزله وَولى ذهل بْن عَمْرو العذري
وَكَانَ أول من اتخذ صَاحب حرس وَأول من وضع ديوَان الْخَاتم وَكَانَ عَلَى الحرس الْمُخْتَار مولى لحمير وعَلى الْخَاتم عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو الْحِمْيَرِي وَمَات مُعَاوِيَة رَحمَه اللَّه يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَجَب سنة تسع وَخمسين قَالَ وَكَانَ أول من جمعت لَهُ الْعرَاق زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان جمعهَا لَهُ مُعَاوِيَة وَذَلِكَ فِي سنة خمسين فَلم يزل واليا عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين

(1/228)


سنة سِتِّينَ قَالَ بَقِي وَقُرِئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ وَفِي سنة سِتِّينَ توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ مُعَاوِيَة فِي رَجَب لأَرْبَع لَيَال خلت مِنْهُ واستخلف يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وفيهَا حمل أهل مصر إِلَى رودس الطَّعَام وفيهَا نزع الْوَلِيد بْن عتبَة عَن الْمَدِينَة وَأمر عَمْرو بْن سعيد عَلَى الْمَدِينَة وَمَكَّة والطائف فحج عامئذ بِالنَّاسِ عَمْرو بْن سعيد ثمَّ نزع فِي مستهل ذِي الْحجَّة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته عَن ابْن بكير وَخرج حُسَيْن بْن عَلِيّ رَضِي اللَّه عَنه إِلَى الْعرَاق وَابْن الزبير إِلَى مَكَّة قَالَ وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ وَحَدَّثَنَا غير الْوَلِيد بأمراء مُعَاوِيَة عَلَى الصوائف فَكتبت ذَلِكَ عَلَى مَا سَمِعت
خبر مُعَاوِيَة مَعَ عَمْرو بْن مُعَاوِيَة الْعقيلِيّ
من ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن صَفْوَان بْن عَمْرو عَن سعيد بْن حَنْظَلَة أَن مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان أَمر عَمْرو بْن مُعَاوِيَة الْعقيلِيّ عَلَى الصائفة فَلَمَّا قدم سَأَلَهُ عَمَّا بلغ الْخمس فَأخْبرهُ فَقَالَ أَيْن هُوَ قَالَ عَمْرو تَسْأَلنِي عَن الْخمس وَأرى رجلا من الْمُهَاجِرين يمشي عَلَى قَدَمَيْهِ لَا أحملهُ فَقَالَ مُعَاوِيَة لَا جرم لَا تنالها مَا بقيت قَالَ إِذا لَا أُبَالِي وَأَنْشَأَ يَقُول ... تهادي قُرَيْش فِي دمشق غنيمتي وأترك أَصْحَابِي فَمَا ذَاك بِالْعَدْلِ ...

(1/229)


.. وَلست أَمِيرا أجمع المَال تَاجِرًا وَلَا أَبْتَغِي طول الْإِمَارَة بالبخل ...
... فَإِن يمسك الشَّيْخ الدِّمَشْقِي مَاله ... ... فلست عَلَى مَالِي بمستغلق قفلي ...

قَالَ مُحَمَّد بْن عَائِذ وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن صَفْوَان بْن عَمْرو عَن أَبِي حسبَة أَن عَمْرو بْن مُعَاوِيَة الْعقيلِيّ كَانَ وَهُوَ عَلَى الْجَيْش ينزل فيواسي أَصْحَابه بسوق السَّبي والجزر والرمك مشمرا عَن سَاقيه
قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي مَرْوَان بْن مُحَمَّد عَن رشدين بْن سعد عَن الْحسن بْن ثَوْبَان عَن يَزِيد أَنه كَانَ عَلَى أهل الشَّام منقلبة عَبْد اللَّهِ بْن قيس الْفَزارِيّ وعَلى أهل مصر عوام الْيحصبِي وعَلى أهل الْمَدِينَة عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وعوام عَلَى الْجَمَاعَة قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي مَرْوَان بْن مُحَمَّد عَن رشدين بْن سعد عَن الْحسن بْن ثَوْبَان قَالَ قَالَ يَزِيد فَفتح عَبْد اللَّهِ بْن قيس الْفَزارِيّ منقبة فِي خلَافَة مُعَاوِيَة فَكَانَت غنائمهم يَوْمئِذٍ مائَة دِينَار وأوقية تبر وقمقم صفر قَالَ فَلم أسأَل مَرْوَان عَن هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء الَّذين ذكر فِي الحَدِيث الأول أَفِي هَذِهِ الْغُزَاة كَانُوا جَمِيعًا أم كَانَت هَذِهِ غزَاة قبلهم قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن مُسلم قَالَ كَانَ آخر مَا أوصاهم بِهِ مُعَاوِيَة أَن شدوا خناق الرّوم فَإِنَّكُم تضبطون بذلك غَيرهم من الْأُمَم قَالَ الْوَلِيد مَاتَ مُعَاوِيَة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَكَانَت خِلَافَته تسع عشر سنة وَنصف سنة قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي الْوَاقِدِيّ أَن مُعَاوِيَة مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين

(1/230)


ولَايَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ مُحَمَّد قَالَ الْوَلِيد بْن مُسلم ولي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فغزا فِي ذَلِكَ الْعَام مَالك سورية قَالَ وَأخْبرنَا ابْن نمير قَالَ وَمَات بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزنِيّ سنة سِتِّينَ وَتُوفِّي مُعَاوِيَة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وبويع يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَأمر عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَلَى الْمَدِينَة فحج عَمْرو بِالنَّاسِ سنة سِتِّينَ
خُرُوج الْحُسَيْن إِلَى الْعرَاق وَقتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ لعشر خلون من الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ثمَّ نزع عَمْرو عَن الْمَدِينَة فِي سنة سِتِّينَ قَالَ خَليفَة فِيهَا بعث الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب ابْن عَمه مُسلم بْن عقيل ابْن أَبِي طَالب إِلَى أهل الْكُوفَة ليبايعوه فَبَايعهُ نَاس كثير فَجمع يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِعبيد اللَّه بْن زِيَاد الْعرَاق فَخرج بِأَهْل الْعرَاق فَقتل مُسلم بْن عقيل وهانئ بْن عُرْوَة الْمرَادِي
وفيهَا خرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ من مَكَّة يُرِيد الْكُوفَة فَقَالَ الفرزدق خرجت أُرِيد الْحَج فَلَمَّا كنت بِذَات عرق رَأَيْت قبابا مَضْرُوبَة فَقلت لمن هَذِهِ قَالُوا للحسين ابْن عَلِيّ فعدلت إِلَيْهِ فَقلت يَا بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أعجلك عَن الْحَج قَالَ كتب إِلَيّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم يعَني أهل الْكُوفَة يذكرُونَ مَا هم فِيهِ ثمَّ سَأَلَني كَيفَ تركت النَّاس وَرَاءَك فَقلت فدَاك أَبِي وَأمي تركت الْقُلُوب مَعَك وَالسُّيُوف مَعَ بَنِي أُميَّة والنصر فِي السَّمَاء

(1/231)


قَالَ وَفِي سنة سِتِّينَ ولد قَتَادَة بْن دعامة السدُوسِي وَهِشَام بْن عُرْوَة وَسليمَان ابْن مهْرَان الْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد
يَزِيد يطْلب من وَالِي الْمَدِينَة أَخذ الْبيعَة لَهُ
قَالَ وفيهَا بعث يَزِيد بْن مُعَاوِيَة رزيقا مَوْلَاهُ إِلَى الْوَلِيد بْن عتبَة
فَحَدثني وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي رُزَيْق مولى مُعَاوِيَة قَالَ لما هلك مُعَاوِيَة بَعَثَنِي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة إِلَى الْوَلِيد بْن عتبَة وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة وَكتب إِلَيْهِ بِمَوْت مُعَاوِيَة وَأَن يبْعَث إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْط فيأمرهم بالبيعة لَهُ قَالَ فَقدمت الْمَدِينَة لَيْلًا فَقلت للحاجب اسْتَأْذن لي فَقَالَ قد دخل وَلَا سَبِيل إِلَيْهِ فَقلت إِنِّي قد جِئْته بِأَمْر فَدخل فَأخْبرهُ فَأذن لَهُ وَهُوَ عَلَى سَرِيره فَلَمَّا قَرَأَ كتاب يَزِيد بوفاة مُعَاوِيَة واستخلافه جزع لمَوْت مُعَاوِيَة جزعا شَدِيدا فَجعل يقوم عَلَى رجلَيْهِ وَيَرْمِي بِنَفسِهِ عَلَى فرَاشه ثمَّ بعث إِلَى مَرْوَان فجَاء وَعَلِيهِ قَمِيص أَبيض وملاءة موردة فنعى لَهُ مُعَاوِيَة وَأخْبرهُ أَن يَزِيد كتب إِلَيْهِ أَن يبْعَث إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْط فيدعوهم إِلَى الْبيعَة ليزِيد
قَالَ فترحم مَرْوَان عَلَى مُعَاوِيَة ودعا لَهُ بِخَير وَقَالَ ابْعَثْ إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْط السَّاعَة فادعهم إِلَى الْبيعَة فَإِن بَايعُوا وَإِلَّا فَاضْرب أَعْنَاقهم قَالَ سُبْحَانَ اللَّه أقتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَابْن الزبير قَالَ هُوَ مَا أَقُول لَك
وَحَدَّثَنِي وهب قَالَ حَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أشياخنا من أهل الْمَدِينَة مَالا أحصي يحدثُونَ أَن مُعَاوِيَة توفّي وَفِي الْمَدِينَة يَوْمئِذٍ الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فَأَتَاهُ مَوته فَبعث إِلَى مَرْوَان بْن الحكم وناس من بَنِي أُميَّة فأعلمهم الَّذِي أَتَاهُ فَقَالَ مَرْوَان ابْعَثْ السَّاعَة إِلَى الْحُسَيْن وَابْن الزبير فَإِن بايعا وَإِلَّا فَاضْرب أَعْنَاقهم وَقد هلك عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر قبل ذَلِكَ فَأَتَاهُ ابْن الزبير فنعى لَهُ مُعَاوِيَة وترحم عَلَيْهِ وجزاه خيرا فَقَالَ لَهُ بَايع قَالَ مَا هَذِهِ سَاعَة مبايعة وَلَا مثلي يُبَايِعك هَاهُنَا فترقى الْمِنْبَر فأبايعك ويبايعك النَّاس عَلَانيَة غير سر

(1/232)


فَوَثَبَ مَرْوَان فَقَالَ اضْرِب عَنقه فَإِنَّهُ صَاحب فتْنَة وَشر قَالَ إِنَّك لهتاك يَا بْن الزَّرْقَاء واستبا فَقَالَ الْوَلِيد أخرجوهما عَني وَكَانَ رجلا رَفِيقًا سريا كَرِيمًا فأخرجا عَنه فجَاء الْحُسَيْن بْن عَلِيّ عَلَى تِلْكَ الْحَال فَلم يكلم فِي شَيْء حَتَّى رجعا جَمِيعًا وَرجع مَرْوَان إِلَى الْوَلِيد فَقَالَ وَالله لَا ترَاهُ بعد مقامك إِلَّا حَيْثُ يسوءك فَأرْسل الْعُيُون فِي أَثَره فَلم يزدْ حِين دخل منزله عَلَى أَن دَعَا بِوضُوء وصف بَين قَدَمَيْهِ فَلم يزل يُصَلِّي وَأمر حَمْزَة ابْنه أَن يقدم رَاحِلَته إِلَى الحليفة عَلَى بريد من الْمَدِينَة مِمَّا يَلِي الْفَرْع وَكَانَ لَهُ بِالْحُلَيْفَة مَال عَظِيم فَلم يزل صافا بَين قَدَمَيْهِ فَلَمَّا كَانَ آخر اللَّيْل وتراجعت عَنه الْعُيُون جلس عَلَى دَابَّته فركبها حَتَّى انْتهى إِلَى الحليفة فَجَلَسَ عَلَى رَاحِلَته ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة وَخرج الْحُسَيْن من ليلته فَالْتَقَيَا بِمَكَّة فَقَالَ لَهُ ابْن الزبير مَا يمنعك من شيعتك وشيعة أَبِيك فوَاللَّه لَو أَن لي مثلهم لذهبت إِلَيْهِم
قَالَ وَبعث يَزِيد عَمْرو بْن سعيد أَمِيرا عَلَى الْمَدِينَة عَلَى الْوَلِيد بْن عتبَة تخوفا لضعف الْوَلِيد فرقى عَمْرو الْمِنْبَر حِين دخل فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ ذكر ابْن الزبير وَمَا صنع قَالَ تعوذ بِمَكَّة فوَاللَّه لنغزونه ثمَّ وَالله لَئِن دخل مَكَّة لنحرقها عَلَيْهِ عَلَى رغم أنف من رغم قَالَ وهب قَالَ جوَيْرِية فَأَخْبرنِي مسافع أَنه حَدثهُ رجل من قُرَيْش نسيت اسْمه أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان تَحت مِنْبَر عَمْرو بْن سعيد حَيْثُ قَالَ عَلَى رغم أنف من رغم فَوضع عَبْد الْملك إصبعه عَلَى أَنفه ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ فَإِن أنفي يرغم أَن يغزي بَيْتك الْحَرَام وَفِيه حَدِيث وَأقَام الْحَج عَمْرو بن سعيد

(1/233)


سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ
مقتل الْحُسَيْن وَأَصْحَابه فِيهَا قتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء لعشر خلون من الْمحرم يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقتل مَعَه جَعْفَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب قَالَ أَبُو عُبَيْدَة قتل مَعَه جَعْفَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أمه أم الْبَنِينَ بنت حزَام ابْن خَالِد من بَنِي الوحيد أحد بَنِي كلاب قَالَ أَبُو الْحسن وَقتل مَعَه عُثْمَان بْن عَلِيّ أمه أم الْبَنِينَ أَيْضا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن وَقتل مَعَه الْعَبَّاس الْأَصْغَر وَمُحَمّد بْن عَلِيّ الْأَصْغَر ابْنا عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أمهما لبَابَة بنت عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس وَقَالَ أَبُو الْحسن أمه أم ولد وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن قتل مَعَه عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ أمه ليلى أَو لبني بنت أَبِي مرّة بْن عُرْوَة بْن مَسْعُود بْن عَامر بْن معتب الثَّقَفِيّ وَأمّهَا مَيْمُونَة بنت أَبِي سُفْيَان أبن حَرْب بْن أُميَّة قَالَ أَبُو الْحسن وَقتل مَعَه عبيد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أمه الربَاب بنت امْرِئ الْقَيْس من كلب وَقتل مَعَه أَبُو بَكْر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَقتل مَعَه الْقَاسِم ابْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر أمه الخوصاء بنت خصف ابْن ثقف بْن ربيعَة بْن عَائِذ من بَنِي تيم اللات بْن ثَعْلَبَة بْن عكابة وَمُسلم بْن عقيل ابْن أَبِي طَالب أمه فتاة تدعى حلبة وَعبد الرَّحْمَن بْن مُسلم أمه فتاة وَعبد اللَّه بْن مُسلم بْن عقيل أمه رقية بنت عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُحَمّد بْن أَبِي سعيد بْن عقيل بْن ابي طَالب

(1/234)


حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة عَن سُفْيَان عَن أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعت الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ أُصِيب مَعَ الْحُسَيْن سِتَّة عشر رجلا من أهل بَيته مَا عَلَى وَجه الأَرْض يَوْمئِذٍ أهل بَيت لَهُم شبيهون وَحَدَّثَنَا الْحسن بْن أَبِي عَمْرو قَالَ سَمِعت فطر بْن خَلِيفَة قَالَ سَمِعت مُنْذر الثَّوْريّ عَن ابْن الْحَنَفِيَّة قَالَ قتل مَعَ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ سَبْعَة عشر رجلا كلهم قد ارتكض فِي بطن فَاطِمَة الَّذِي ولى قتل الْحُسَيْن شمر بْن ذِي الجوشن وأمير الْجَيْش عُمَر بْن سعد بْن مَالك فِيهَا غزا مَالك بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخَثْعَمِي أَرض الرّوم وَكَانَت لَهُ وقْعَة بقونية وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فِيهَا مَاتَ حَمْزَة بْن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وفيهَا ولد عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَسَعِيد بْن إِيَاس الْجريرِي وَقُرِئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ وَفِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ قتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَأَصْحَابه رَضِي اللَّه عَنهم وَحج بِالنَّاسِ الْوَلِيد بْن عتبَة وَحَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ ثمَّ نزع عَمْرو عَن الْمَدِينَة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة فحج بِالنَّاسِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ لعشر خلون من الْمحرم وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ عَن الْوَلِيد بْن مُسلم قَالَ وَفِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَت غَزْوَة مَالك بْن عَبْد اللَّهِ الصائفة غَزْوَة قونية
سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فِيهَا غزا سلم بْن زِيَاد خوارزم فَصَالَحُوهُ عَلَى مَال كثير ثمَّ عبر إِلَى سَمَرْقَنْد فَصَالَحُوهُ

(1/235)


وفيهَا ولى عبيد اللَّه بْن زِيَاد الْمُنْذر بْن الْجَارُود ثغر قندابيل فَمَاتَ الْمُنْذر بالثغر فَخرج الحكم بْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود فغلب عَلَى قندابيل فَبعث ابْن زِيَاد سِنَان بْن سَلمَة فَفتح الموقان ثمَّ بعث إِلَيْهَا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بعد ذَلِكَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد الْهِلَالِي وفيهَا نقض أهل كابل وَأخذُوا أَبَا عُبَيْدَة بْن زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان أَسِيرًا فَسَار يَزِيد بْن زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان فهجم عَلَى الْعَدو فقاتلوه فَقتل يَزِيد بْن زِيَاد وَقتل مَعَه زيد بْن جدعَان أَبُو عَلِيّ بْن زيد بْن جدعَان الْفَقِيه وصلَة بْن أَشْيَم أَبُو الصَّهْبَاء الْعَدوي وَابْنه وَعَمْرو بْن قُتَيْبَة وَبُدَيْل بْن نعيم الْعَدوي وَعُثْمَان بْن آدم الْعَدوي وَرِجَال من أهل الصدْق وفيهَا غزا عَبْد اللَّهِ بْن أَسد بْن كرز الْقَسرِي قيسارية مِمَّا يَلِي الْحَدث وفيهَا كَانَت صائفة عَلَيْهَا حُصَيْن بْن نمير السكونِي فغزا سورية فِيهَا مَاتَ عَلْقَمَة بْن قيس النَّخعِيّ وَأقَام الْحَج عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان
سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وقْعَة الْحرَّة فِيهَا أَمر الْحرَّة قَالَ أَبُو الْيَقظَان أَقَامَ عُثْمَان بْن مُحَمَّد الْحَج سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ قدم الْمَدِينَة فَأَقَامَ شهرا ثمَّ أوفد وَفْدًا إِلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فيهم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عَمْرو بن حَفْص

(1/236)


ابْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن حزم الْأنْصَارِيّ وَرجل من بَنِي سراقَة من بَنِي عدي بْن كَعْب فِي رجال من قُرَيْش فقدموا الْمَدِينَة فأظهروا شتم يزيدو الْبَرَاءَة مِنْهُ وخلعوه
حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أشياخا من أهل الْمَدِينَة يحدثُونَ أَن مِمَّن وَفد عَلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة مَعَه ثَمَانِيَة بَنِينَ لَهُ فَأعْطَاهُ مائَة ألف وَأعْطى بنيه كل رجل مِنْهُم عشرَة آلَاف دِرْهَم سوى كسوتهم وحملانهم فَلَمَّا قدم عَبْد اللَّهِ بْن حنظله الْمَدِينَة أَتَاهُ النَّاس فَقَالُوا مَا وَرَاءَك قَالَ أتيتكم من عِنْد رجل الله لَو لم أجد إِلَّا بَنِي هَؤُلَاءِ لجاهدته بهم قَالُوا فَإِنَّهُ بلغنَا أَنه أجازك وأكرمك وأعطاك قَالَ قد فعل وَمَا قبلت ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا أَن أتقوى بِهِ عَلَيْهِ وحضض النَّاس فَبَايعُوهُ قَالَ أَبُو الْيَقظَان دعوا إِلَى الرِّضَا والشورى وَأمرُوا عَلَى قُرَيْش عَبْد اللَّهِ بْن مُطِيع الْعَدوي وعَلى الْأَنْصَار عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة الغسيل وعَلى قبائل الْمُهَاجِرين معقل بْن سِنَان الْأَشْجَعِيّ وأخرجوا عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان من الْمَدِينَة وَمن كَانَ بهَا من بَنِي أُميَّة فَحَدثني وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن أَيُّوب عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَأَلَ عَنهم وَهُوَ بِالطَّائِف فَقيل لَهُ استعملوا عَبْد اللَّهِ بْن مُطِيع عَلَى قُرَيْش وَعبد اللَّه بْن حَنْظَلَة عَلَى الْأَنْصَار فَقَالَ أميران أَن هلك الْقَوْم
قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ لما أخرج أهل الْمَدِينَة بَنِي أُميَّة ومروان نزلُوا جفيلا وَكتب مَرْوَان إِلَى يَزِيد بِالَّذِي كَانَ من رَأْي الْقَوْم فَأمر بقبة فَضربت لَهُ خَارِجا من قصره وَقطع الْبعُوث عَلَى أهل الشَّام مَعَ مُسلم بْن عقبَة المري فَلم تمض ثَالِثَة حَتَّى فرغ ثمَّ أصبح فِي الْيَوْم الثَّالِث فَعرض عَلَيْهِ الْكَتَائِب وَهُوَ يَقُول

(1/237)


أبلغ أَبَا بَكْر إِذا الْجَيْش انبرى إِذا أَتَى الْجَيْش عَلَى وَادي الْقرى ...
أجمع نسوان من الْقَوْم ترى
فَقَالَ وَحَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أشياخا من أهل الْمَدِينَة يحدثُونَ أَن مُعَاوِيَة لما حَضرته الْوَفَاة دَعَا فَقَالَ لَهُ إِن لَك من أهل الْمَدِينَة يَوْمًا فَإِن فَعَلُوهَا فَارْمِهِمْ بِمُسلم بْن عقبَة فَإِنَّهُ رجل قد عرفنَا نصيحته فَلَمَّا صنع أهل الْمَدِينَة مَا صَنَعُوا وَجه إِلَيْهِم مُسلم بْن عقبَة وَقد بعث أهل الْمَدِينَة إِلَى كل مَاء بَينهم وَبَين أهل الشَّام فصبوا فِيهِ زقا من قطران وعوروه فَأرْسل اللَّه عَلَيْهِم السَّمَاء فَلم يَسْتَقُوا بِدَلْو حَتَّى وردوا الْمَدِينَة قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَغَيره إِن يَزِيد ولى مُسلم بْن عقبَة وَهُوَ يتشكى وَقَالَ إِن حدث بك حدث فَاسْتعْمل حُصَيْن بْن نمير
قَالَ وهب فِي حَدِيثه عَن جوَيْرِية قَالَ فَخرج أهل الْمَدِينَة بجموع كَثِيرَة وبهيئة لم ير مثلهَا فَلَمَّا رَآهُمْ أهل الشَّام هابوهم وكرهوا قِتَالهمْ فَأمر مُسلم بسريره فَوضع بَين الصفين ثمَّ أَمر مناديه قَاتلُوا عَني أَو دعوا فَشد النَّاس فِي قِتَالهمْ فَسَمِعُوا التَّكْبِير خَلفهم فِي جَوف الْمَدِينَة وأقحم عَلَيْهِم بَنو حَارِثَة أهل الشَّام وهم عَلَى الْجد فَانْهَزَمَ النَّاس وَعبد اللَّه بْن حَنْظَلَة متساند إِلَى بعض بنيه يغط نوما فَنَبَّهَهُ ابْنه فَلَمَّا فتح عَيْنَيْهِ فَرَأى مَا صنع أَمر أكبر بنيه فَتقدم حَتَّى قتل فَلم يزل يقدمهم وَاحِدًا احدا حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرهم ثمَّ كسر جفن سَيْفه وَقَاتل حَتَّى قتل وَدخل مُسلم بْن عقبَة

(1/238)


الْمَدِينَة ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة عَلَى أَنهم خول ليزِيد بْن مُعَاوِيَة يحكم فِي أَهْليهمْ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ ماشاء حَتَّى أُتِي بِعَبْد اللَّه بْن زَمعَة وَكَانَ صديقا ليزِيد بْن مُعَاوِيَة وصفيا لَهُ فَقَالَ بَايع عَلَى أَنَّك خول لأمير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمك وَأهْلك وَمَالك قَالَ أُبَايِعك عَلَى أَنِّي ابْن عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمي وَأَهلي وَمَالِي فَقَالَ اضربوا عَنقه فَوَثَبَ مَرْوَان فضمه إِلَيْهِ وَقَالَ يُبَايِعك عَلَى مَا أَحْبَبْت قَالَ وَالله لَا أقيلها إِيَّاه أبدا وَقَالَ إِن تنحى وَإِلَّا فاقتلوهما جَمِيعًا فَتَركه مَرْوَان فَضربت عَنق ابْن زَمعَة قَالَ أَبُو الْحسن وَقَالَ عوَانَة أُتِي مُسلم بِيَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة فَقَالَ بَايع فَقَالَ أُبَايِعك عَلَى كتاب اللَّه وَسنة نبيه فَأمر بقتْله حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا الْحسن قَالَ أُصِيب ابْنا زَيْنَب يَوْم الْحرَّة فحملا إِلَيْهَا فَقَالَت إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون مَا أعظم الْمُصِيبَة عَلِيّ فيهمَا ولهي فِي هَذَا أعظم عَلِيّ مِنْهَا فِي هَذَا أما هَذَا فَبسط يَده فقاتل حَتَّى قتل فَأَنا أَخَاف عَلَيْهِ وَأما هَذَا فَكف يَده حَتَّى قتل فَأَنا أَرْجُو لَهُ
حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ نَا أَبُو عقيل الدَّوْرَقِي قَالَ سَمِعت أَبَا نَضرة يحدث قَالَ دخل أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ يَوْم الْحرَّة غارا فَدخل عَلَيْهِ رجل ثمَّ خرج فَقَالَ لرجل من أهل الشَّام أدلك عَلَى رجل تقتله
فَلَمَّا انْتهى الشَّامي إِلَى بَاب الْغَار وَقَالَ لأبي سعيد وَفِي عَنق أَبِي سعيد السَّيْف اخْرُج إِلَيّ قَالَ لَا وَإِن تدخل عَلِيّ أَقْتلك فَدخل الشَّامي فَوضع أَبُو سعيد السَّيْف وَقَالَ بوء بإثمي وإثمك وَكن من أَصْحَاب النَّار وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين فَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ أَنْت قَالَ نعم قَالَ فَاسْتَغْفر لي قَالَ غفر الله لَك

(1/239)


تَسْمِيَة من قتل يَوْم الْحرَّة
من بني هَاشم مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي هَاشم أَبُو بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالب وَالْفضل ابْن الْعَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وَعبد اللَّه بْن نَوْفَل بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وعباس بْن عتبَة بْن أَبِي لَهب
من حلفائهم وَمن حلفاء أَبِي طَالب من بَنِي سليم بْن مَنْصُور سُلَيْمَان بْن صَفْوَان بْن عباد بْن شَيبَان وَالْأسود بْن عباد بْن شَيبَان وَعتبَة بْن معبد أَو معبد بْن شَيبَان وَمُحَمّد ابْن عقبَة بْن دبية بْن جَابر وَأَخُوهُ سُلَيْمَان وجري بْن حزم بن جَابر
من بني الْمطلب وَمن بَنِي الْمطلب بْن عَبْد منَاف يحيى بْن نَافِع بْن عجير بْن عَبْد يَزِيد بْن هَاشم من بَنِي الْمطلب وَعبد اللَّه بْن نَافِع بْن عجير
من حلفائهم وَمن حلفائهم من بَنِي سليم جَيْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالك وَيُقَال بل جَعْفَر بْن عبد الله بن مَالك
من بني نَوْفَل وَمن بَنِي نَوْفَل بْن عَبْد منَاف دَاوُد بْن الْوَلِيد بْن قرظة بْن عَبْد عَمْرو بْن نَوْفَل وَابْنه الْوَلِيد بْن دَاوُد وَعبيد اللَّه بْن عتبَة بْن غَزوَان حَلِيف لَهُم من بَنِي مَازِن بن مَنْصُور

(1/240)


من بني أُميَّة وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شمس بْن عَبْد منَاف إِسْمَاعِيل بْن خَالِد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط وَأَبُو علْبَاء مولى مَرْوَان بْن الحكم وَسليمَان وَعَمْرو والوليد بَنو يَزِيد ابْن أُخْت النمر
من بَنِي أَسد وَمن بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة بْن الْأسود بْن الْمطلب بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة قتل صبرا وَأَبُو سَلمَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة والمقداد بْن وهب بْن زَمعَة وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن زَمعَة وخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَابْن لعبد اللَّه بْن زَمعَة لَا يعرف اسْمه والمغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن السَّائِب بْن أَبِي حُبَيْش بْن الْمطلب بْن أَسد وَعبد اللَّه وَعَمْرو ابْنا نَوْفَل بْن عدي ابْن نَوْفَل بْن أَسد وَابْن لعبد الرَّحْمَن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْب بْن عدي بْن نَوْفَل بْن أَسد وعدي بْن تويت بن حبيب بن أَسد
من حلفائهم وَمن حلفائهم عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب بْن أَبِي بلتعة من نمر الأزد وَأُسَامَة بن خِيَار
من بني عبد الدَّار وَمن بَنِي عَبْد الدَّار بْن قصي عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسافع بْن طَلْحَة بْن أَبِي طَلْحَة اسْم أَبِي طَلْحَة عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عُثْمَان بْن عَبْد الدَّار وَمُحَمّد بْن أَيُّوب بْن ثَابت بْن عَبْد الْمُنْذر بْن عَلْقَمَة بْن كلدة وَمصْعَب بْن أَبِي عُمَيْر بْن أَبِي عَزِيز وَيزِيد وَزيد ابْنا مسافع وَعبد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن الْأسود

(1/241)


من بني زهرَة
وَمن بَنِي زهرَة زيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأَبَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف وعياض بْن حسن بْن عَوْف مَاتَ حسن فِي فتْنَة ابْن الزبير وَمُحَمّد بْن الْأسود بْن عَوْف والصلت بْن مخرمَة بْن نَوْفَل بْن وهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة وَمُحَمّد بْن المصور بْن الْمسور بْن مخرمَة وَعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأسود بْن عَبْد يَغُوث وَإِسْمَاعِيل بْن وهيب ابْن الْأسود بْن عَبْد يَغُوث وَعُمَيْر وَعَمْرو ابْنا سعد بْن أَبِي وَقاص وَإِسْحَاق ابْن هَاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَعمْرَان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نَافِع بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَمُحَمّد بْن نَافِع بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص
من حلفائهم وَمن حلفائهم عُثْمَان والجلاس وَمُحَمّد بَنو الْعَلَاء بْن جَارِيَة من ثَقِيف وَأَبُو عَبْد اللَّهِ بْن موهب بْن رَبَاح وَعبد اللَّه وَعبيد اللَّه ابْنا بشر بْن السَّائِب
من بني تيم بن مرّة وَمن بَنِي تيم بْن مرّة يَعْقُوب بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَعبيد اللَّه بْن عُثْمَان بن لاعبيد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بن كَعْب وَعبد الله ب بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصّديق ومعبد بْن الْحَارِث بْن خَالِد بْن صَخْر بْن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب
من حلفائهم وَمن حلفائهم مُوسَى بْن الْحَارِث بْن الطُّفَيْل من دوس وَيُقَال من أَزْد شنُوءَة وَهُوَ أَخُو عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر لِأُمِّهِمَا والْحَارث بْن المنقذ بْن الطُّفَيْل والطفيل أَبُو الْحصين أَخُو ابْن أَبِي عَتيق لأمه عمار بْن صُهَيْب وَمصْعَب وخَالِد ابْنا مُحَمَّد بن صُهَيْب

(1/242)


من بني مَخْزُوم وَمن بَنِي مَخْزُوم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عَمْرو بْن حَفْص بْن الْمُغيرَة وَأَبُو سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام أمه من بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعَة وَمُسلم وَيُقَال مسلمة بْن أَبِي برد بْن معبد ابْن وهب بن عَائِذ
من بني عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَبُو بَكْر بْن عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وَعبد اللَّه وَسليمَان ابْنا عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخطاب وَعمر أَو عَمْرو بْن سعيد بْن زيد بْن عَمْرو ابْن نفَيْل وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل وَمُحَمّد بْن سُلَيْمَان بْن مُطِيع بْن الْأسود بْن حَارِثَة بْن نَضْلَة بْن عَوْف بْن عبيد بْن عويج وَعبد الْملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُطِيع وَعبد اللَّه بْن نَافِع بْن عَبْد عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن نَضْلَة وَإِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن النحام وَيُقَال إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد اللَّهِ وَمُحَمّد بْن أَبِي الجهم بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم قتلا صبرا وخديج أَو حديج بْن أَبِي حثْمَة بْن حذافة ابْن غَانِم
من حلفائهم وَمن حلفائهم إِيَاس ويعلى ابْنا السّري ويوسف بْن حبيب من بني لَيْث
من بني سهم بن عَمْرو وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو بْن هصيص ذُؤَيْب بْن عَمْرو بْن خُنَيْس بْن حذافة بْن سعد بْن سهم وَابْنه ومياح بْن خلف وفضالة بْن مياح حليفان لَهُم
من بني جمح وَمن بَنِي جمح بْن عَمْرو عَبْد الْملك بْن حطاب والْحَارث بن معمر بن حبيب

(1/243)


ابْن وهب بْن حذافة بْن جمح وحطاب بْن الْحَارِث بْن حطاب وَعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن حَاطِب وحاطب بْن عَمْرو بْن الْحَارِث بْن حَاطِب بْن الْحَارِث بن معمر
من حلفائهم وَمن حلفائهم عُثْمَان وَيُقَال عَمْرو بْن كثير بْن الصَّلْت ونعيم بْن لوط أَو لوط ابْن نعيم بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ
من بَنِي عَامر بْن لؤَي
وَمن بَنِي عَامر بْن لؤَي عَبْد الرَّحْمَن بْن حويطب بْن عَبْد الْعُزَّى وَعبد الْملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حويطب وَرَبِيعَة بْن سهم أَو سهل بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَعبد الرَّحْمَن ابْن زَمعَة بْن قيس وَعَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن حَاطِب وسليط بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن هَاشم صَاحب صحيفَة قُرَيْش وهَاشِم بْن حَمْزَة وَهِشَام بْن عَبْد الْأسود بْن هَاشم بْن كنَانَة وَهِشَام بْن عَبْد اللَّهِ بْن كنَانَة وَرَبِيعَة وكنانة ابْنا هَاشم بْن كنَانَة بْن عُثْمَان بْن حصن وَالْخيَار بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْخِيَار وَأَبُو سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْخِيَار وَسليمَان بْن أويس بْن سعد بْن أَبِي سرح وَأَبُو عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن أويس والْحَارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن كنَانَة وَأَبُو قيس بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عدي ابْن أُخْت لَهُم من بني معيص
من بني حُجَيْر
وَمن بَنِي حُجَيْر أَو حجر بْن معيص فضَالة بْن خَالِد بْن نائلة بْن رَوَاحَة وعياض بْن خَالِد بْن نائلة بْن هُرْمُز أَو هرم بْن رَوَاحَة والْحَارث وَمُسلم ابْنا خَالِد وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الطُّفَيْل وعياض بْن أَبِي سَلام بْن يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالك ابْن ربيعَة بْن وهب وَزيد أَو يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسافع بْن أنس بْن عَبْد بْن وهيب ابْن ضباب

(1/244)


من بني الْحَارِث بن فهر
وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ شُعَيْب بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ ومرداس بْن عَوْف وَإِبْرَاهِيم ابْن إِسْرَائِيل وَمصْعَب بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خَيْثَمَة
من بَنِي قيس بْن الْحَارِث بْن فهر
من بَنِي قيس بْن الْحَارِث بْن فهر وَهُوَ الخلج زفر بْن الْحَارِث أَو ابْن سُوَيْد وَابْن لمَالِك بْن سُوَيْد وَعقيل بْن زفر وَرَبِيعَة بْن زِيَاد وأثاثة والْعَلَاء ابْنا شيبَة وَزُهَيْر ابْن عَبْد اللَّهِ وَزِيَاد بْن أبي أُمَيْمَة
من بني محَارب بن فهر وَمن بَنِي محَارب بْن فهر عَبْد الرَّحْمَن وَعبد اللَّه وقطن بَنو نفَيْل بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن سعد بْن عَمْرو بْن حبيب بْن عَمْرو بْن شَيبَان أَو شيبَة بْن محَارب وَعبد اللَّه بْن نَضْلَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب وَسَعِيد بْن رَبَاح بْن عَمْرو بْن المغترف بْن حجوان ابْن عَمْرو بْن حبيب وَأَبَان بْن حسل أَو ابْن حسان بْن رَبَاح بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن حسان بْن رَبَاح والوليد بْن عصمَة والْعَلَاء بْن يَزِيد بْن أنس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجوان وحبِيب بْن نَافِع بْن مُضرس والوليد بْن حممة بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجوان وخثيم بْن نَافِع بْن مُضرس فَجَمِيع من أُصِيب من قُرَيْش من أنفسهم سَبْعَة وَتسْعُونَ رجلا
من الْأَنْصَار ثمَّ من بَنِي عَوْف
وَأُصِيب من الْأَنْصَار من الْأَوْس ثمَّ من بَنِي عَوْف عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة وَسَبْعَة بَنِينَ لَهُ مِنْهُم عَبْد الرَّحْمَن والْحَارث وَالْحكم وَعَاصِم وَيحيى وَعبد اللَّه ابْنا مجمع وَعِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد وعكاشة بْن يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يزِيد

(1/245)


ابْن جَارِيَة وَعَمْرو بْن سُوَيْد بْن عقبَة بْن عويم بْن سَاعِدَة وَأَبُو الْعِيَال بْن عقبَة بن عويم بن سَاعِدَة
من بني حَنش بن عَوْف وَمن بَنِي حَنش بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف سهل بْن عُثْمَان بْن حنيف وَعَمْرو بْن سهل وَمُحَمّد بْن عُثْمَان بْن حنيف وحبِيب بْن عباد بن حنيف
من بني ثَعْلَبَة وَمن بَنِي ثَعْلَبَة حبيب وَعمر أَو عَمْرو ابْنا خَوات
من بني جحجبا وَمن بَنِي جحجبا بْن كلفة عِيَاض بْن عَمْرو بْن بلَيْل وَعَمْرو بْن عَمْرو بْن بلَيْل وَعَمْرو بْن عقبَة بْن عتوارة وذكوان مولى ابْن حَنْظَلَة
من بني العجلان وَمن بَنِي العجلان عمَارَة أَو عمار بْن سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن سَلمَة
من بني مُعَاوِيَة بن مَالك وَمن بَنِي مُعَاوِيَة بْن مَالك مُحَمَّد بْن بشير وَعبد اللَّه بْن كُلَيْب أَو ابْن عبيد جرح فَمَاتَ من جراحته وَمُحَمّد وَعتبَة أَو عبيد ابْنا جُبَير وَعبيد اللَّه والْعَلَاء ابْنا ثَابت والسائب بْن عَبْد اللَّهِ وثعلبة وعامر ابْنا الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة وَسعد بْن عَبْد اللَّهِ وَعبد اللَّه بْن حزم بْن عَمْرو بْن أُميَّة وَعتبَة بْن الْأَشْعَث بن كَعْب
من بني عبد الْأَشْهَل وَمن بَنِي عَبْد الْأَشْهَل عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن معَاذ وَمُحَمّد بْن بشير بْن معَاذ

(1/246)


من بني زعوراء وَمن بَنِي زعوراء عَمْرو بْن يَزِيد بْن السكن وَعباد بْن رَاشد بْن رَافع بْن قيس ومُوسَى بْن عَبْد اللَّهِ وجعفر بْن ثَعْلَبَة وَسَلَمَة أَو مسلمة بْن عباد بْن سلكان وَعباد ابْن سلكان بْن سَلامَة بْن وقش وَشَيْبَة بْن عَبْد الْعَزِيز
من النبيت وَمن النبيت سعيد بْن جُبَير وَعبد اللَّه بْن سعد وَعباد وساعدة وَأَبُو جبيرَة بَنو سعد
من بني حَارِثَة بن الْحَارِث وَمن بني حَارِث بْن الْحَارِث عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل وكنانة بْن سهل ابْن عَبْد اللَّهِ بْن أَوْس بْن قيظي وَعبد اللَّه بْن أويس وَسَهل بْن أَبِي إِمَامَة حَلِيف وجعفر بْن ثَعْلَبَة بْن محيصة وساعدة بْن أَسد بْن سَاعِدَة وَيزِيد بْن مُحَمَّد بن سَلمَة
من بني ظفر وَمن بَنِي ظفر عَمْرو وَمُحَمّد وَيزِيد بَنو ثَابت بْن قيس بْن الخطيم وَمُحَمّد بْن أَبِي نملة بن زُرَارَة
من بَنِي مَالك بْن النجار وَمن الْخَزْرَج ثمَّ من بَنِي مَالك بْن النجار عَمْرو بْن سعيد بْن الْحَارِث بْن الصمَّة وَسَعِيد وَسليمَان وَزيد وَيحيى وَعبيد اللَّه بَنو زيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك وَمُحَمّد وَزيد ابْنا عمَارَة بْن زيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن حزم وَعبد الرَّحْمَن وَعُثْمَان وَعبد الْملك بَنو مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم وَعبد اللَّه وَجَابِر وَمُعَاوِيَة بَنو عَمْرو بْن حزم وَيُقَال قتل مَعَ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم ثَلَاثَة عشر رجلا من

(1/247)


أهل بَيته والْعَلَاء بْن عَبْد اللَّهِ بْن رقيم بْن نَضْلَة وَعَمْرو بْن الْمُعَلَّى بْن عَمْرو والْعَلَاء ابْن عَبْد اللَّهِ بْن نعيم بْن نَضْلَة وَمَالك بْن معَاذ بْن عَمْرو بْن قيس وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد بْن زُرَارَة وَقيس بْن سعد بْن قيس بْن عَمْرو بْن سُهَيْل وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد ابْن أَبِي الْورْد بْن قيس بْن فَهد وَإِبْرَاهِيم بْن تَمِيم ابْن قيس بن قهد وَعبد الرَّحْمَن بْن سعد وَعبد الرَّحْمَن بْن معَاذ وخَالِد بْن صَفْوَان وَعبد الرَّحْمَن بْن سعد وَزيد بْن أَبِي عَمْرو بْن عَمْرو بْن مُحصن وَيحيى بْن عَمْرو وَمُحَمّد بْن أَبِي بْن كَعْب وعائذ بْن أَبِي قيس بْن أنس بْن قيس وَأنس بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي طَلْحَة وَعَمْرو بْن أَبِي عَمْرو وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان بْن ثَابت وَمُحَمّد بْن عَبْد الْملك بْن نبيط وعامر بْن عقبَة وَعمارَة ابْن عَمْرو بْن حزم وَقيس بْن أَبِي الْورْد بْن قهد
من بني عدي بن النجار وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس بْن صرمة وَمَالك بْن سَواد ابْن عذية وَعون بْن رِفَاعَة وَعَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ والْحَارث بْن سراقَة وَعبد اللَّه وَيحيى ابْنا أنس بْن مَالك
من بني دِينَار بن النجار وَمن بَنِي دِينَار بْن النجار سعد بْن عُمَيْر بْن أهيب
من بني مَازِن وَمن بَنِي مَازِن بْن النجار عَمْرو بْن تَمِيم بْن غزيَّة ونعمان بْن عَمْرو بْن سعد ابْن عَمْرو بْن غزيَّة وَسعد وجعفر ابْنا أَبِي دَاوُد بْن عُمَيْر بْن مَالك وَعبد اللَّه بْن زيد بْن عَاصِم وَابْنه أَبُو حسن وَعبد اللَّه بْن حَارِث بْن عَبْد اللَّهِ بْن كَعْب وأخواه

(1/248)


عَبْد الرَّحْمَن وَقيس وَعَمْرو بْن أَبِي حسن وَعتبَة بْن جرير وَحَكِيم بْن أَبِي قُحَافَة عديد لَهُم من أهل الْيمن
من بني الْحَرْث وَمن بَنِي الْحَرْث بْن الْخَزْرَج عَبْد الرَّحْمَن بْن خبيب بْن إساف وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن إساف وَمُحَمّد وَعبد اللَّه ابْنا خَالِد بْن إساف وَعبيد اللَّه بْن أنيس بْن سكن بْن إساف وَسعد بْن كُلَيْب بْن إساف وَمُحَمّد وَيحيى وَعبد اللَّه بَنو ثَابت بْن قيس بْن شماس وَأَبُو نعيم بْن أَبِي فضَالة بْن ثَابت ولبيب بْن بسر بْن يَزِيد وَعبد اللَّه بْن عتبَة بْن سماك وَعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن حُصَيْن وَعبد اللَّه ابْن الرّبيع بْن سراقَة والسائب بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثَعْلَبَة وعامر بْن الْحَرْث بْن ثَعْلَبَة وَسعد بْن عبيد اللَّه وَعبد اللَّه بْن حسن بْن عَمْرو بْن أُميَّة وَعتبَة بْن الْأَشْعَث بْن كَعْب من الزرقيين
من بني عَوْف وَمن بَنِي عَوْف بْن الْخَزْرَج عَبْد اللَّهِ بْن ربيعَة بْن بِلَال
من بني سَالم بن عَوْف وَمن بَنِي سَالم بْن عَوْف نَوْفَل بْن مُحَمَّد بْن عباد بْن عبَادَة بْن الصَّامِت وَمُحَمّد ابْن كَعْب بْن عجْرَة وَأَخُوهُ سعد بْن كَعْب وثابت بْن عبد الله بن إِيَاس
من بني سَلمَة وَمن بَنِي سَلمَة معَاذ بْن الصمَّة وَأَيوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن معَاذ وَعَمْرو بْن خشرم وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي قَتَادَة بْن ربعي وَيزِيد بْن أَبِي الْيُسْر وَيحيى بْن صَيْفِي ابْن الْأسود بْن وهب بْن كَعْب بْن مَالك وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي الْمُنْذر

(1/249)


من بني بياضة وَمن بَنِي بياضة عَبْد اللَّهِ بن زِيَاد بن لبيد
من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُرَيْق عُرْوَة بْن أَبِي عمَارَة وَابْنه عُثْمَان بْن عُرْوَة وَعقبَة بْن أَبِي عمَارَة وَأَخُوهُ مَسْعُود وَسعد بْن عُثْمَان بْن خلدَة وَسَلَمَة بْن قيس بْن ثَابت بْن خلدَة وعامر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو وَالْمطلب بْن عَامر بْن عَمْرو بْن خلدَة والْحَارث بْن رِفَاعَة بْن رَافع بْن مَالك وَسليمَان بْن أَبِي عَيَّاش بْن مُعَاوِيَة بن صَامت
من آل الْمُعَلَّى وَمن آل الْمُعَلَّى سعيد بْن أَبِي سعيد بْن أَوْس بْن الْمُعَلَّى وَسَهل بْن أَبِي سعيد والْحَارث بْن عتبَة بْن عبيد بْن الْمُعَلَّى وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن قيس وَكثير بْن أَفْلح مولى أَبِي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ
فَجَمِيع من أُصِيب من الْأَنْصَار مائَة رجل وَثَلَاثَة وَسَبْعُونَ رجلا وَجَمِيع من أُصِيب من قُرَيْش وَالْأَنْصَار ثَلَاث مائَة رجل وَسِتَّة رجال قَالَ أَبُو الْحسن كنت وقْعَة الْحرَّة لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ
من قتل صبرا وَقتل معقل بْن سِنَان الْأَشْجَعِيّ صبرا وَمُحَمّد بْن أَبِي حُذَيْفَة الْعَدوي صبرا وَمُحَمّد بْن أَبِي الجهم بْن حُذَيْفَة صبرا وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعث سلم بْن زِيَاد طَلْحَة بْن عَبْد الله بن خلف الْخُزَاعِيّ

(1/250)


واليا عَلَى سجستان وَأمره أَن يفْدي أَخَاهُ أَبَا عُبَيْدَة بْن زِيَاد فَفَدَاهُ بِخمْس مائَة ألف فلحق بأَخيه وَأقَام طَلْحَة بسجستان
استشهاد عقبَة بْن نَافِع
وفيهَا غزا عقبَة بْن نَافِع واستخلف عَلَى القيروان زُهَيْر بْن قيس البلوي فَأتى السوس القصوى فغنم وَسلم وقفل فَلَقِيَهُ كسيلة بْن كيزم وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقتل عقبَة بْن نَافِع وَأَبُو المُهَاجر من الْأَنْصَار وَعَامة أَصْحَابه ثمَّ سَار كسيلة فَلَقِيَهُ زُهَيْر بْن قيس عَلَى بريد من القيروان فَقتل كسيلة وَأَصْحَابه وَقتلُوا قتلا ذريعا
وَأقَام الْحَج سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وَيُقَال اصْطلحَ النَّاس عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب فصلى بِالنَّاسِ وَيُقَال لم يحجّ أَمِير أخبرنَا عُثْمَان بْن عُثْمَان قَالَ حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ خطب عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب بِالْمَوْسِمِ وَذكر حَدِيثا فِي رُؤْيَة الْهلَال شيبَة بْن عُثْمَان أدْرك يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَرَبِيعَة بْن كَعْب الْأَسْلَمِيّ أدْرك الْحرَّة وَنَوْفَل بْن مُعَاوِيَة الدؤَلِي وَمَات أَيَّام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ وَعبد الْمطلب بْن ربيعَة بْن الْحَارِث ابْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم وَفِي ولَايَة ابْن زِيَاد الْعرَاق مَاتَ معقل بْن يسَار الْمُزنِيّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعائذ بْن عَمْرو الْمُزنِيّ وَأَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ كل هَؤُلَاءِ بِالْبَصْرَةِ مَاتُوا ومسروق بْن الأجدع وَأَبُو بشير الْمَازِني بعد الْحرَّة
ابْن الزبير يرفض مبايعة يَزِيد قَالَ أَبُو الْحسن عَن رجل من أهل مَكَّة عَن صَالح بْن كيسَان عَن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان قَالَ بعث يَزِيد ابْن عضاه الْأَشْعَرِيّ إِلَى ابْن الزبير يَدعُوهُ لبيعته وَمَعَهُ جَامِعَة

(1/251)


من فضَّة وبرنس خَز فَقدم عَلَى ابْن الزبير وَهُوَ جَالس بِالْأَبْطح وَمَعَهُ أَيُّوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن زُهَيْر بْن أَبِي أُميَّة المَخْزُومِي وعَلى مَكَّة يَوْمئِذٍ الْحَارِث بْن خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة فَكَلمهُ ابْن عضاه وَابْن الزبير ينكت فِي الأَرْض فَقَالَ لَهُ أَيُّوب يَا أَبَا بَكْر أَلا أَرَاك غَرضا للْقَوْم فَرفع ابْن الزبير رَأسه فَقَالَ قُلْتُمْ حلف أَلا يقبل بيعتي حَتَّى يُؤْتى بِي فِي جَامِعَة لَا أبر اللَّه قسمه وتمثل ابْن الزبير ... وَلَا أَلين لغير الْحق أسأله ... حَتَّى يلين لضرس الماضغ الْحجر ...
ثمَّ قَالَ وَالله لَا أبايع يَزِيد وَلَا أَدخل لَهُ فِي طَاعَة
حرق الْكَعْبَة حَدَّثَنَا الْأنْصَارِيّ وغندر قَالَا نَا ابْن جريج قَالَ اتخذ ابْن الزبير الْمَسْجِد حصنا فَكَانَت فِيهِ الفساطيط والخيام فَحرق رجل من أهل الشَّام بَاب بَنِي جمح ففشى الْحَرِيق حَتَّى أَخذ فِي بَاب الْكَعْبَة فاحترقت قَالَ ابْن جريج فَسمِعت ابْن أَبِي عمار يَقُول نَادَى رجل من أهل الشَّام عَلَى ضفة زَمْزَم هلك الْفَرِيقَانِ أَو قَالَ الْفَرِيقَانِ وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ قَالَ ابْن جريج قَالَ ابْن أَبِي مليكَة فاعتزل ابْن الزبير فِي نَاحيَة دَار الندوة فِي تِلْكَ النَّاحِيَة فَجعل يَقُول يَا رب يَا رب لَو علمت أَن هَذَا كَائِن يَا رب يَا رب قد رقت حشْوَة الْكَعْبَة وَضعف بناؤها حَتَّى إِن الطير لتقع عَلَيْهَا فتتناثر حجارتها وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن بَقِيَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِيه قَالَ لما بلغ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَن أهل مَكَّة أَرَادوا ابْن الزبير عَلَى الْبيعَة فَأبى أرسل النُّعْمَان بْن بشير الْأنْصَارِيّ وَهَمَّام ابْن قبيصَة النميري إِلَى ابْن الزبير يدعوانه إِلَى الْبيعَة ليزِيد عَلَى أَن يَجْعَل لَهُ ولَايَة الْحجاز وَمَا شَاءَ وَمَا أحب لأهل بَيته من الْولَايَة فَقدما عَلَى ابْن الزبير فعرضا عَلَيْهِ مَا أَمرهمَا بِهِ يَزِيد فَقَالَ ابْن الزبير أتأمراني ببيعة رجل يشرب الْخمر ويدع الصَّلَاة وَيتبع الصَّيْد فَقَالَ همام أَنْت أولى بِمَا قلت مِنْهُ فلكمه رجل من قُرَيْش فَرَجَعَا إِلَى يَزِيد فَغَضب فَحلف لَا يقبل بيعَته إِلَّا وَفِي يَده جَامِعَة

(1/252)


سنة أَربع وَسِتِّينَ
وَفَاة يزِيد بن مُعَاوِيَة قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ يَزِيد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ لَيْلَة الْبَدْر فِي شهر ربيع الأول وفيهَا أحرقت الْكَعْبَة يَوْم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر
بيعَة مَرْوَان بن الحكم وفيهَا بُويِعَ أَمِير الْمُؤمنِينَ مَرْوَان فِي ذِي الْقعدَة فِي الْجَابِيَة وفيهَا كَانَت وقيعة راهط فِي ذِي الْحجَّة بعد الْأَضْحَى بليلتين وفيهَا فتح لزهير الْمغرب يَوْم قتل أكسيل زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته عَن ابْن بكير وَأقَام ابْن الزبير الْحَج
فك الْحصار عَن ابْن الزبير وانشقاق الْخَوَارِج عَلَيْهِ قَالَ ابْن عَيَّاش وَلما مَاتَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة انْصَرف أهل الشَّام مَعَ الْحصين وَانْصَرف من انْصَرف من أَصْحَاب ابْن الزبير فَقَالَت الْخَوَارِج بَعْضهَا لبَعض أَلا تسألونه عَن عُثْمَان مَا قَوْله فِيهِ فَأتوهُ فَقَالُوا لَهُ مَا قَوْلك فِي عُثْمَان فَالْتَفت فَرَأى فِي أَصْحَابه قلَّة فَقَالَ روحوا إِلَى العشية وَأمر أَصْحَابه أَن يحضروا وَحَضَرت الْخَوَارِج فَقَالُوا مَا قَوْلك فِي عُثْمَان قَالَ أتولاه حَيا وَمَيتًا قَالُوا برِئ اللَّه مِنْك ثمَّ انصرفوا فَخرج نجدة بِالْيَمَامَةِ وَخرج نَافِع بْن الْأَزْرَق بِالْبَصْرَةِ وَتَفَرَّقَتْ الْخَوَارِج كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ توفّي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فِي النّصْف من شهر

(1/253)


ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَثَمَانِية أشهر قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي عَبْد الْأَعْلَى أَن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ قَالَ مُحَمَّد بْن عَائِذ وأغزى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة يَزِيد بْن أَسد أَرض الرّوم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير قَالَ أَمر يَزِيد عَلَى الْمَدِينَة عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَحج عَمْرو بِالنَّاسِ سنة سِتِّينَ السّنة الَّتِي بُويِعَ فِيهَا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وبويع فِي رَجَب سنة سِتِّينَ ثمَّ نزع عمرا عَن الْمَدِينَة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة عَلَى الْمَدِينَة فحج الْوَلِيد بِالنَّاسِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ثمَّ حج الْوَلِيد بْن عتبَة أَيْضا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ نزع الْوَلِيد وَأمر عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان فَأخْرجهُ أهل الْمَدِينَة وأخرجوا من كَانَ بِالْمَدِينَةِ من بَنِي أُميَّة وَأقَام عَبْد اللَّهِ بْن الزبير للنَّاس الْحَج سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ قبل أَن يُبَايع لَهُ
حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ توفّي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ ربيع الأول فَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ ثمَّ بَايع أهل الشَّام مَرْوَان فَعَاشَ تِسْعَة أشهر حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ وبويع ابْن الزبير سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحرقت الْكَعْبَة يَوْم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحج عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بِالنَّاسِ ثَمَانِي حجج وَلَاء من سنة أَربع وَسِتِّينَ إِلَى إِحْدَى وَسبعين
حِصَار الْكَعْبَة قَالَ خَليفَة فِيهَا مَاتَ مُسلم بن عقبَة المري لَا رَحمَه الله ولعَنه وَقد كَانَ سَار بِالنَّاسِ وَهُوَ ثقيل فِي الْمَوْت نَحْو مَكَّة حَتَّى إِذا صدر عَن الْأَبْوَاء ثقل فَلَمَّا عرف أَن الْمَوْت قد نزل بِهِ دَعَا حُصَيْن بْن نمير الْكِنْدِيّ فَقَالَ قد دعوتك فَمَا أَدْرِي أستخلفك

(1/254)


عَلَى الْجَيْش أَو أقدمك فَاضْرب عَنقك قَالَ أصلحك اللَّه سهمك فارم بِي حَيْثُ شِئْت قَالَ إِنَّك أَعْرَابِي جلف جَاف وَإِن هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش لم يُمكنهُم أحد قطّ من أُذُنَيْهِ إِلَّا غلبوه عَلَى رَأْيه فسر بِهَذَا الْجَيْش فَإِذا لقِيت الْقَوْم فإياك أَن تمكنهم من أذنيك لَا يكونن إِلَّا الوقاف ثمَّ الثِّقَات ثمَّ الإنصراف فَمضى حُصَيْن بْن نمير بجيشه ذَلِكَ فَلم يزل جَيْشه محاصرا لأهل مَكَّة حَتَّى هلك يَزِيد فبلغت ابْن الزبير وَفَاة يَزِيد قبل أَن تبلغ حصينا فناداهم ابْن الزبير علام تقاتلون وَقد مَاتَ صَاحبكُم قَالُوا نُقَاتِل لخليفته قَالَ فقد هلك خَلِيفَته الَّذِي اسْتخْلف قَالُوا نُقَاتِل لمن اسْتخْلف بعده قَالَ إِنَّه لم يعْهَد إِلَى أحد قَالَ حُصَيْن إِن يكن مَا تَقول حَقًا فَمَا أسْرع الْخَبَر وَمَات مُسلم بْن عقبَة فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ حِصَار حُصَيْن خمسين يَوْمًا حَتَّى مَاتَ يَزِيد وَنصب حُصَيْن المجانيق عَلَى الْكَعْبَة وحرقها يَوْم الثُّلَاثَاء لخمس خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَفِي الْحصار قتل الْمسور بْن مخرمَة وَمَات مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف
وَفَاة يزِيد بن مُعَاوِيَة
وفيهَا مَاتَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بحوارين من بِلَاد حمص وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لَيْلَة الْبَدْر فِي شهر ربيع الأول وَأمه مَيْسُونُ ابْنة بجدل الْكَلْبِيَّة وَمَات وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ سنة وَقَالُوا ابْن بضع وَأَرْبَعين سنة وَكَانَت ولَايَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر واثنتين وَعشْرين يَوْمًا واستخلف ابْنه مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَأقر عُمَّال أَبِيه وَلم يول أحدا وَلم يزل مَرِيضا حَتَّى مَاتَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة وَيُقَال عشْرين سنة وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان وَكَانَت ولَايَته نَحوا من شهر وَنصف وَيُقَال مَاتَ مُعَاوِيَة بعد أَبِيه يَزِيد بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة

(1/255)


الْقُضَاة فِي خلَافَة يَزِيد قَالَ خَلِيفَة عَلَى الْبَصْرَة عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة الْعَبْدي حَتَّى وَقعت الْفِتْنَة وَشُرَيْح عَلَى الْكُوفَة وعَلى الْمَدِينَة عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان التَّيْمِيّ من قبل عَمْرو بْن سعيد
مقتل مرداس بْن أدية وَفِي ولَايَة ابْن زِيَاد الْعرَاق كَانَ أَمر مرداس بْن أدية وَهُوَ مرداس بْن حدير من بَنِي ربيعَة بْن حَنْظَلَة خرج فِي أَرْبَعِينَ رجلا فَلم يقتل أحدا وَلم يعرض للسبيل وَلَا لِلْمَالِ حَتَّى نفد زادهم ونفدت نفقاتهم وأرملوا حَتَّى جعلُوا يتصدقون فَبعث إِلَيْهِم ابْن زِيَاد جَيْشًا فَهَزَمَهُمْ وَكَانَ عَلَى الْجَيْش عَبْد اللَّهِ بْن حصن الثَّعْلَبِيّ وَقتلُوا فِي أَصْحَابه فَبعث عباد بْن أَخْضَر فَقَتلهُمْ على شاطئ ميسَان أَجْمَعِينَ
قَالَ فَحَدثني من كَانَ فِي قافلة تُرِيدُ فَارس قَالَ لَقِينَاهُمْ وخيلهم تقاد فَتكلم أَبُو بِلَال فَقَالَ قد رَأَيْتُمْ مَا كَانَ يُؤْتى إِلَيْنَا ولعلنا لَو صَبرنَا كَانَ خيرا لنا وَقد أصابتنا خصَاصَة فتصدقوا فَإِن اللَّه يَجْزِي المتصدقين قَالَ فجَاء التُّجَّار بالبدور فَوَضَعُوهَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَا إِلَّا دِرْهَمَيْنِ لكل رجل فلعلها لَا نأكلها حَتَّى نقْتل فَأخذ ثَمَانِينَ درهما لَهُ ولأصحابه فَبعث إِلَيْهِم أهل الْبَصْرَة جندا فَقَتَلُوهُمْ
خُرُوج نَافِع بن الازرق وَعبد الله وَالزُّبَيْر ابْنا ماحوز فَخرج نَافِع بْن الْأَزْرَق فَاعْترضَ النَّاس فَخرج إِلَيْهِ ابْن عُبَيْس فَقتل نَافِع وَقتل ابْن عُبَيْس قَالَ قتلنَا مِنْهُم خَمْسَة أُمَرَاء وَقتلُوا منا خَمْسَة أُمَرَاء قتل ابْن عُبَيْس فرأست أهل الْبَصْرَة ربيعَة السليطي وَقتل ابْن الْأَزْرَق فرأست الْخَوَارِج عَبْد اللَّهِ بْن ماحوز فقتلا جَمِيعًا فرأست أهل الْبَصْرَة حَارِثَة بْن بدر الغداني ورأست الْخَوَارِج الزبير بْن ماحوز فانحاز حَارِثَة بِالنَّاسِ وَسَار الزبير إِلَى الْمَدَائِن

(1/256)


وَقَالَ مُعَاوِيَة بْن قُرَّة الْمُزنِيّ خرجنَا مَعَ ابْن عُبَيْس نَحوا من عشْرين ألفا فَخَطَبنَا ابْن عُبَيْس فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنَّا خرجنَا حسبَة فَمن كَانَ مِنْكُم عَلَى مثل رَأينَا فليمض معَنا وَمن لَا فليقعد عَنا غير حرج قَالَ فخلصنا فِي أَلفَيْنِ فلقيناه بدستواء فاقتتلنا فَقتل منا خَمْسَة أُمَرَاء وَقتلُوا خَمْسَة أُمَرَاء وَقتل أَبِي قُرَّة فَحملت عَلَى قَاتل أبي فَقتله فَلَمَّا أمسينا بقيت شرذمة مِنْهُم وَكَانَت الحرورية نَحوا من خمس مائَة وَقتل ابْن الْأَزْرَق وَابْن عُبَيْس فقمنا وَقَامُوا ينظرُونَ إِلَيْنَا وَنَنْظُر إِلَيْهِم مَا منا رجل يبسط يَده إِلَى قتال من اللغوب فَقَالَ النَّاس لَو أمسكنا عَنهم حَتَّى يسود اللَّيْل وَقَالَ بَعضهم لَا تقيلوهم العثرة فَأحب النَّاس الهوينا فطرقهم مدد من الْيَمَامَة فَمَا ملكنا أَنْفُسنَا أَن انهزمنا حَتَّى دَخَلنَا الْبَصْرَة ثمَّ غلبوا وَبَايَعُوا ابْن الماحوز وغلبوا عَلَى الأهواز وَفَارِس وجبوا المَال وفيهَا مَاتَ همام بْن الْحَارِث وَأَبُو ميسرَة
ابْن الزبير يَأْخُذ الْبيعَة لنَفسِهِ
وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ دَعَا ابْن الزبير إِلَى نَفسه وَذَلِكَ بعد موت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فبويع فِي رَجَب لسبع خلون من سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يكن يَدْعُو إِلَيْهَا وَلَا يدعا لَهَا حَتَّى مَاتَ يزِيد
قَالَ وَكَانَ أَبُو حرَّة صَاحب العباء رجلا من الموَالِي شجاعا شَاعِرًا مُقَاتِلًا فَقَالَ يَا بْن الزبير مَا سفكنا الدِّمَاء وَلَا قتلنَا النَّاس إِلَّا فِي ملكك قَالَ فَمن تُبَايِعُونَ سواي قَالَ فَهَلا انتظرت حَتَّى نَكُون نَحن ندعوك ففارقه ثمَّ أنشأ يَقُول ... إِن الموَالِي أمست وَهِي عاتبة عَلَى الموَالِي تشكى الْجُوع والحربا ...
... مَاذَا علينا وماذا كَانَ يرزؤنا أَي الْمُلُوك عَلَى مَا خولوا غلبا ...
... نعاهد اللَّه عهدا لَا نخيس بِهِ لَا نسْأَل الدَّهْر شُورَى بَعْدَمَا ذَهَبا ...

(1/257)


وَإِنَّمَا كَانَ ابْن الزبير يَدْعُو قبل ذَلِكَ إِلَى أَن تكون شُورَى بَين الْأمة فَلَمَّا كَانَ بعد ثَلَاثَة أشهر من وَفَاة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة دَعَا إِلَى بيعَة نَفسه فبويع لَهُ بالخلافة لتسْع خلون من رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ
خبر عبيد اللَّه بْن زِيَاد بِالْبَصْرَةِ بعد موت يَزِيد
وَقد كَانَ ابْن زِيَاد خطب النَّاس فنعى يَزِيد وَقَالَ اخْتَارُوا لأنفسكم
فَقَالَ الْأَحْنَف نَحن بك راضون حَتَّى يجْتَمع النَّاس فَقَالَ ابْن زِيَاد أغدوا عَلَى أعطياتكم فَوضع الدِّيوَان وَأعْطى الْعَطاء فَخرج سَلمَة بْن ذُؤَيْب الريَاحي فَدَعَا إِلَى بيعَة ابْن الزبير بِنَاحِيَة المربد فَرفع ابْن زِيَاد الْعَطاء وشاور إخْوَته وَأهل بَيته فِي قتال من عَصَاهُ وَخَالفهُ فأشاروا عَلَيْهِ بالكف عَن ذَلِكَ فَتنحّى وَصَارَ إِلَى مَسْعُود فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأقَام عَنده أَكثر من شَهْرَيْن وَإِنَّمَا صَار إِلَى الدَّار فِي شعْبَان وَيُقَال أَقَامَ ابْن زِيَاد عَند مَسْعُود أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيُقَال أَقَامَ عِنْده ثَلَاثَة أشهر فانتهبهت دَار الْإِمَارَة وَجَاء الْأَحْنَف فَقَالَ لَا يدْخل دَار ابْن زِيَاد أحد وَأَنا حَيّ فَمنعهَا وَبعث إِلَى بَيت المَال والسجن والديوان فحصن ذَلِكَ وَاجْتمعَ أهل الْبَصْرَة ليؤمروا عَلَيْهِم أَمِيرا فَاجْتمع رَأْيهمْ عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن نَوْفَل بْن عَبْد الْمطلب وَأمه بنت أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب بْن أُميَّة فَانْطَلق مَالك بْن مسمع وسُويد ابْن منجوف إِلَى مَسْعُود بْن عَمْرو ليحالفوه ويردوا ابْن زِيَاد إِلَى دَار الْإِمَارَة وَقَالَ ابْن زِيَاد لعباد بْن زِيَاد أكد بَينهم الْحلف
فَكَتَبُوا كتابا بَينهم وختمه مَسْعُود بِخَاتمِهِ وَكتب لمَالِك بْن مسمع كتابا وختمه بِخَاتمِهِ وَدفع الْكِتَابَيْنِ إِلَى ذِرَاع أَبِي هَارُون بْن ذِرَاع النميري فوضعوهما عَلَى يَده ثمَّ قَالُوا لِابْنِ زِيَاد انْطلق حَتَّى نردك إِلَى دَار الْإِمَارَة فَقَالَ لَهُم ابْن زِيَاد انْطَلقُوا فمسعود عَلَيْكُم فَإِن ظفرتم رَأَيْتُمْ حِينَئِذٍ رَأْيكُمْ فَسَار مَسْعُود وَأَصْحَابه يُرِيدُونَ الدَّار فَدخل أَصْحَاب مَسْعُود الْمَسْجِد وَقتلُوا قصارا كَانَ فِي رحبة الْمَسْجِد وَبلغ

(1/258)


الْأَحْنَف فَبعث حِين علم بذلك إِلَى بني تَمِيم فجاؤوا وَجَاء رجل من بَنِي تَمِيم إِلَى مَسْعُود وَهُوَ وَاقِف عَلَى بغلة لَهُ فِي رحبة بَنِي سليم فَقتله ورمت الأساورة بالنشاب فَقتلُوا فِي الْمَسْجِد وهرب مَالك بْن مسمع فجَاء إِلَى بَنِي عدي وَانْهَزَمَ النَّاس وَخرج طواف بْن الْمُعَلَّى السدُوسِي فَحكم عَند قصر أَوْس فَرَمَاهُ النَّاس بِالْحِجَارَةِ فاحتمله فرسه فقذفه فِي فيض الْبَصْرَة
وَبعث عَبْد اللَّهِ بْن الزبير عَلَى صَلَاة الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الخطمي وعَلى الْخراج إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأقر عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث وعَلى الْبَصْرَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ كتب إِلَى أنس بْن مَالك يُصَلِّي بِالنَّاسِ
ولَايَة مَرْوَان بن الحكم وَبَايع النَّاس مَرْوَان بْن الحكم فِي النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأمه آمِنَة بنت عَلْقَمَة بْن صَفْوَان الْكِنَانِي
وقْعَة راهط وفيهَا وقْعَة راهط بِالشَّام وَقد كَانَ أهل الشَّام بَايعُوا ابْن الزبير مَا خلا أهل الْجَابِيَة وَمن كَانَ من بَنِي أُميَّة ومواليهم وَابْن زِيَاد فَبَايعُوا مَرْوَان بْن الحكم وَمن بعده لخَالِد بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَذَلِكَ لِلنِّصْفِ من ذِي الْقعدَة ثمَّ سَارُوا إِلَى الضَّحَّاك فَالْتَقوا بمرج راهط فَاقْتَتلُوا عشْرين يَوْمًا ثمَّ كَانَت الْهَزِيمَة عَلَى الضَّحَّاك بْن قيس فَقتل الضَّحَّاك وَأَصْحَابه وَمَعَ مَرْوَان ثَلَاثَة عشر ألفا وَالضَّحَّاك فِي سِتِّينَ ألفا فأقاموا عشْرين يَوْمًا يقتتلون فِي كل يَوْم فَقَالَ ابْن زِيَاد لمروان إِن الضَّحَّاك فِي فرسَان

(1/259)


قيس وَلنْ ننال مِنْهُم مَا نُرِيد إِلَّا بمكيدة فسلهم الْمُوَادَعَة واكفف عَن الْقِتَال وَأعد الْخَيل فَإِذا كفوا فَارْمِهِمْ بهَا فمشت بَينهم السفراء فَكف الضَّحَّاك عَن الْقِتَال فَشد عَلَيْهِم مَرْوَان فِي الْخَيل ففزعوا إِلَى رايتهم من غير تعبئة فَقتل الضَّحَّاك وَقتل من فرسَان قيس جمَاعَة وَأُصِيب يَوْمئِذٍ ثَلَاثَة بَنِينَ لزفَر بْن الْحَارِث وَفِي ذَلِكَ يَقُول زفر بن الْحَارِث ... لعمري لقد أبقت وقيعة راهط لمروان صدعا بَيْننَا متنائيا ...
... أريني سلاحي لَا أبالك إِنَّنِي أرى الْحَرْب لَا تزداد إِلَّا تماديا ...
... أبعد ابْن عَمْرو وَابْن معَن تتابعا ومقتل همام أمني الأمانيا ...
... وَتذهب كلب لم تنلها رماحنا وتترك قَتْلَى راهط هِيَ مَا هيا ...
... فَلم تَرَ مني نبوة قبل هَذِهِ فراري وتركي صَاحِبي ورائيا ...
... عَشِيَّة أجري بالفريقين لَا أرى من النَّاس إِلَّا من عَلِيّ وَلَا ليا ...
... أيذهب يَوْم وَاحِد إِن أسأته بِصَالح أيامي وَحسن بلائيا ...
... فَلَا صلح حَتَّى تنحط الْخَيل فِي القنا وتثأر من نسوان كلب نسائيا ...
... فقد ينْبت المرعى عَلَى دمن الثرى وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا ...

(1/260)


وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ هدم ابْن الزبير الْكَعْبَة وبناها وَأدْخل فِيهَا نَحوا من سَبْعَة أَذْرع من الْحجر وَبعد وَفَاة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة انْتقض أهل الرّيّ فَوجه عَامر بْن مَسْعُود عَامل الْكُوفَة مُحَمَّد بْن عُمَيْر بْن عُطَارِد فهزموه فَوجه عتاب بْن وَرْقَاء الريَاحي فَقتل البرجان وَانْهَزَمَ الْمُشْركُونَ وفيهَا ولد يُونُس بْن عبيد وفيهَا جدد مَرْوَان الْبيعَة لنَفسِهِ ولابنه من بعده عَبْد الْملك بْن مَرْوَان ثمَّ عَبْد الْعَزِيز ابْن مَرْوَان وَذَلِكَ فِي أول سنة خمس وَسِتِّينَ
سنة خمس وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى يحيى بْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ دخل مَرْوَان مصر فِي هِلَال شهر ربيع الآخر ثمَّ خرج من مصر فِي جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ توفّي فِي مستهل رَمَضَان
ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان واستخلف أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد الْملك بإيلياء فِي شهر رَمَضَان وفيهَا قتل حُبَيْش بْن دلجة وضحى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد الْملك بحمص وَأقَام ابْن الزبير للنَّاس الْحَج كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ الْوَلِيد وبويع عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فَنزل بطْنَان حبيب حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ فَبَايع أهل الشَّام عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ ابْن عَيَّاش حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُنْتَشِر قَالَ نَا الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة قَالَ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُول لنا فِي قتالنا ذَاك يعَني فِي قتال قطري أَو قتال الْأَحْزَاب أَنا أَشك وَالله

(1/261)


ليملكن عَبْد الْملك فَنَقُول لَهُ أصلح اللَّه الْأَمِير بِعلم مَاذَا فَيَقُول الْمُهلب وجهني سلم ابْن زِيَاد إِلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بِالشَّام من خُرَاسَان فَقدمت عَلَيْهِ فوَاللَّه إِنِّي لقائم إِلَى جنب سَرِيره عَند رَأسه ويدي عَلَى مرافقه إِذْ جَاءَ الْآذِن فَقَالَ لَهُ هَذَا عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يسْتَأْذن فَقَالَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَلَيْسَ قد قضينا حَوَائِجه أَبِيه فَقَالَ إِنَّمَا سَأَلَ أَن يكلمك قَائِما وَلَا يجلس قَالَ يَزِيد فَأذن لَهُ قَالَ الْمُهلب فَدخل رجل آدم أدعج الْعَينَيْنِ سهل الْوَجْه جميل عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء قد أرخاها من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه كَمَا يفعل الْقُرَّاء فَكَلمهُ فَقَالَ يَزِيد نعم وكرامة فَلَمَّا ولى أتبعه يَزِيد بَصَره ثمَّ أقبل عَلِيّ فَقَالَ يَا مهلب فَقلت لبيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ زعم أهل الْكتب أَن هَذَا سيملك قَالَ فَقلت اللَّه أعلم وَالله لَئِن ملك إِنَّه لعفيف فِي الأسلام وَاسِط فِي الْعَشِيرَة قَالَ فبلغت عَبْد الْملك عَن الْمُهلب فَكَانَ يشكرها لَهُ حَتَّى كتب إِلَيْهِ بِمَا كتب ثمَّ اسْتَعْملهُ بعد ذَلِك على خُرَاسَان
قَالَ خَليفَة وفيهَا وَجه مَرْوَان عبيد اللَّه بْن زِيَاد إِلَى الْعرَاق فِي سِتِّينَ ألفا فِي شهر ربيع الآخر وفيهَا قتل سُلَيْمَان بْن صرد وَالْمُسَيب بْن نجبة وَعبد اللَّه التَّيْمِيّ من تيم اللات ابْن ثَعْلَبَة وفيهَا دَعَا ابْن الزبير مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب ابْن الْحَنَفِيَّة إِلَى بيعَته فَأبى فحبسه فِي شعب بَنِي هَاشم فِي عدَّة من أَصْحَابه مِنْهُم عَامر بْن وَاثِلَة أَبُو الطُّفَيْل وأوعدهم وعيدا شَدِيدا حَتَّى بعث الْمُخْتَار أَبَا عَبْد اللَّهِ الجدلي فَأخْرجهُمْ من الْحصار ثمَّ بُويِعَ مَرْوَان بْن الحكم بِدِمَشْق لثلاث خلون من شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن الحكم وَأمه عَائِشَة بنت الْمُغيرَة بن لاأبي الْعَاصِ وَمَات وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً صلى عَلَيْهِ ابْنه عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَكَانَت ولَايَته تِسْعَة

(1/262)


أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَكَانَ مَرْوَان ولد بِمَكَّة فِي دَار أَبِي الْعَاصِ الَّتِي يُقَال لَهَا دَار أم أَبِي الحكم وَيُقَال ولد بِالطَّائِف
وَكَانَ عَلَى شرطته يحيى بْن قيس الغساني وكاتبه سرجون بْن مَنْصُور الرُّومِي وحاجبه أَبُو سهل الْأسود مَوْلَاهُ وَيُقَال مَاتَ آخر يَوْم من شعْبَان وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ سنة
سنة سِتّ وَسِتِّينَ
قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ غَزْوَة بطْنَان الأولى ومقتل عبيد اللَّه بْن زِيَاد وَأَصْحَابه بالخازر ومقتل ناتل وَأَصْحَابه بفلسطين وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بسلمية وَوَقع الطَّاعُون بِمصْر ووقيعة أجنادين وَأقَام الْحَج بللناس بن الزبير
قَالَ خَليفَة فِيهَا غلب الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد عَلَى الْكُوفَة فَقتل بجبانة السَّبع رِفَاعَة بْن شَدَّاد وحبِيب بْن صهْبَان وَعبد الله بْن سعد بْن أَبِي وَقاص وَابْنه حَفْص بْن عُمَر بْن سعد
وفيهَا قتل إِبْرَاهِيم بْن الأشتر ابْن زِيَاد بالخازر من أَرض الْموصل وحصين بْن نمير السكونِي وشرحبيل بْن ذِي الكلاع فِي نَاس من أهل الشَّام وَقتل من أَصْحَاب ابْن الأشتر هُبَيْرَة بْن بريم الَّذِي روى عَنه أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وفيهَا حج نجدة بْن عَامر فَوقف ابْن الْحَنَفِيَّة بِأَصْحَابِهِ ووقف نجدة بِأَصْحَابِهِ ووقف ابْن الزبير بِجَمَاعَة النَّاس

(1/263)


وفيهَا مَاتَ زيد بن الأرقم الْأنْصَارِيّ وَأَسْمَاء بْن خَارِجَة بْن بدر الْفَزارِيّ وفيهَا ولد عَبْد اللَّهِ بْن عون بْن أرطبان الْفَقِيه قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَمَات عدي بْن حَاتِم الطَّائِي زمن الْمُخْتَار
سنة سبع وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ غَزْوَة بطْنَان ومقتل الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد ومقتل عُمَر بْن سعد وضحى أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته وَأقَام ابْن الزبير للنَّاس الْحَج
وقْعَة المذار قَالَ خَليفَة وفيهَا وقْعَة المذار وفيهَا قتل عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُحَمّد ابْن الْأَشْعَث بْن قيس وَقتل الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد دخل عَلَيْهِ الْقصر طريف وطراف أَخَوان من بَنِي حنيفَة فقتلاه وَأَتيا مصعبا بِرَأْسِهِ فَأَعْطَاهُمَا ثَلَاثِينَ ألفا وفيهَا قتل أَبُو الكنود واسْمه عَبْد اللَّهِ بْن عَامر صَاحب ابْن مَسْعُود وفيهَا مَاتَ الْأَحْنَف بْن قيس بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ مُصعب بْن الزبير وَمَشى فِي جنَازَته بِغَيْر رِدَاء فَيُقَال إِنَّه أول من مَشى فِي جَنَازَة بِغَيْر رِدَاء
سنة ثَمَان وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ غَزْوَة الريان الْيمن بِالْمَوَالِي وَأقَام أَمِير الْمُؤمنِينَ عامئذ

(1/264)


وفيهَا توفّي عَابس بْن سعيد وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق وَأقَام ابْن الزبير الْحَج للنَّاس كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ وَكَانَ الْجُوع فَترك أهل الشَّام الْغَزْو سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وفيهَا مَاتَ ابْن عَبَّاس بِالطَّائِف قَالَ خَليفَة فِيهَا أَرَادَ جَابر بْن الْأسود الزُّهْرِيّ سعيد بْن الْمسيب عَلَى بيعَة ابْن الزبير فَأبى فَضَربهُ سِتِّينَ سَوْطًا وفيهَا مَاتَ جَابر بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ وَزيد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ وَأَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ وَأَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم
سنة تسع وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى يحيى بْن عَبْد اللَّهِ وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ غَزْوَة بطْنَان الْآخِرَة وغزوة حسان أوراس وفيهَا أوثق أَصْحَاب ابْن مُحرز وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ نزل عَبْد الْملك بطْنَان حبيب عَام الردغة فَتخلف أهل الشَّام عَن الْغَزْو وَأخذ خمس أَمْوَالهم من الْعَطاء سنة سبعين قَالَ خَليفَة فِيهَا كَانَ طاعون الجارف مَاتَ فِيهِ أَوْلَاد لأنس بن مَالك كثير عَددهمْ

(1/265)


وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بِالطَّائِف وَصلى عَلَيْهِ ابْن الْحَنَفِيَّة
سنة سبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة سبعين أَقَامَ أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا قتل عُمَيْر بْن الْحباب وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق وَأقَام الْحَج للنَّاس ابْن الزبير كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ تخلف أهل الشَّام عَن الْغَزْو عَام الردغة فَأخذ خمس أَمْوَالهم من الْعَطاء سنة سبعين
قَالَ خَليفَة خلع عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأخرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم من دمشق وَكَانَ خَلِيفَة عَلَيْهَا فَسَار إِلَيْهِ عَبْد الْملك فاصطلحا جَمِيعًا عَلَى أَن يكون عَمْرو الْخَلِيفَة بعد عَبْد الْملك وعَلى أَن لعمر مَعَ كل عَامل عَاملا وَفتح الْمَدِينَة وَدخل عَبْد الْملك ثمَّ غدر بِهِ فَقتله وَقَالَ لَهُ لَو أعلم أَن تبقى وَتصْلح قَرَابَتي لفديتك بِدَم النواظر وَلكنه قَلما اجْتمع فحلان فِي إبل إِلَّا أخرج أَحدهمَا صَاحبه ثمَّ قَتله وَأَنْشَأَ يَقُول ... أدنيته مني لآمن مكره فأصول صولة حَازِم مستمكن ...
... غَضبا ومحمية لديني إِنَّه لَيْسَ الْمُسِيء سَبيله كالمحسن ...

(1/266)


وَالشعر للبهي وَإِنَّمَا تمثل بِهِ وفيهَا قتل أَبُو فديك نجدة بْن عَامر بعث إِلَيْهِ رَاشد بْن عَمْرو أَبَا هَاشم فَقتله وفيهَا مَاتَ عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخطاب وفيهَا ولد أَبُو الْأَشْهب العطاردي جَعْفَر بْن حَيَّان
سنة إِحْدَى وَسبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين غَزْوَة فرسطا وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق وَأقَام ابْن الزبير الْحَج للنَّاس
قَالَ خَليفَة فِيهَا تحول أَبُو فديك عَبْد اللَّهِ بْن ثَوْر بْن قيس بْن ثَعْلَبَة إِلَى الْبَحْرين فَوجه إِلَيْهِ مُصعب بْن الزبير عَبْد الرَّحْمَن بْن الإسكاف فَالْتَقوا بجواثا فَانْهَزَمَ عبد الرَّحْمَن وَأهل الْبَصْرَة
سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين قرئَ عَلَى يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غَزْوَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْكُوفَة

(1/267)


وفيهَا قتل المصعب بْن الزبير فِي مسكن وفيهَا غزا حسان بْن نعْمَان أوراس الْفَتْح وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْحجَّاج بْن يُوسُف وَقَاتل ابْن الزبير وَأقَام الْحَج
قَالَ ابْن عَيَّاش وَلما قدم عَبْد الْملك النخيلة وَقتل مُصعب اسْتعْمل خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي الْعَاصِ بْن أُميَّة عَلَى الْبَصْرَة وَقَالَ لَهُ أكْرم جفريتك يعَني الَّذين قَاتلُوا مَعَه يَوْم الجفرة ونصروه عَلَى عُمَّال ابْن الزبير فاستعملهم وَأكْرمهمْ وعزل الْمُهلب عَن قتال الْأزَارِقَة وَاسْتَعْملهُ عَلَى الأهواز وكور دجلة وَاسْتعْمل الْمُغيرَة ابْن الْمُهلب عَلَى فسا ودرابجرد وَاسْتعْمل سعيد بْن الْمُهلب عَلَى أرجان وسابور
قَالَ خَليفَة فِيهَا قتل مُصعب بْن الزبير وَفِي ولَايَة مُصعب بْن الزبير مَاتَ الْبَراء ابْن عَازِب وَعبد اللَّه بْن أَبِي حَدْرَد وَقتل مُصعب وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة
وفيهَا مَاتَ قبيصَة بْن جَابر الْأَسدي وصلَة بْن زفر الْعَبْسِي وَعبد اللَّه بْن صَامت اللَّيْثِيّ وسُويد بْن منجوف السدُوسِي وَعبيدَة بْن قيس السَّلمَانِي وَيُقَال مَاتَ عُبَيْدَة فِي زمن الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد وفيهَا ولد هِشَام بْن عَبْد الْملك
وفيهَا ولى عَبْد الْملك أَخَاهُ بشر بْن مَرْوَان الْكُوفَة وَغلب طَارق بْن عَمْرو مولى عُثْمَان بْن عَفَّان عَلَى الْمَدِينَة ودعا إِلَى بيعَة عَبْد الْملك وَأخرج عَنها طَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف وَكَانَ واليا لِابْنِ الزبير
وفيهَا وَجه عَبْد الْملك الْحجَّاج بْن يُوسُف إِلَى أهل مَكَّة لقِتَال ابْن الزبير

(1/268)


وفيهَا كَانَت أول وقْعَة بَينهم فِي ذِي الْقعدَة وفيهَا نصب الْحجَّاج المنجنيق على الْكَعْبَة
سنة ثَلَاث وَسبعين
فِيهَا قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة وَقتل وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين سنة ولد عَام الْهِجْرَة وَفِي سنة ثَلَاث وَسبعين مَاتَ عَوْف بْن مَالك الْأَشْجَعِيّ وَأَسْمَاء بنت أَبِي بَكْر الصّديق وَفِيه قتل عَبْد اللَّهِ بن صَفْوَان بن أُميَّة وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَأصَاب عَبْد اللَّهِ ابْن مُطِيع حجر منجنيق فَمَاتَ مِنْهُ فَلَمَّا قتل مُصعب غلب عَلَى الْكُوفَة حمْرَان بْن أبان ودعا إِلَى بيعَة عَبْد الْملك ابْن مَرْوَان وَأقَام الْحَج الْحجَّاج بْن يُوسُف
الْقُضَاة
الْبَصْرَة هِشَام بْن هُبَيْرَة بْن فضَالة اللَّيْثِيّ وَاعْتَزل شُرَيْح فاستقضى مُصعب عَلَى الْكُوفَة سعيد بْن نمران الهمذاني ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عتبَة بْن مَسْعُود فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قتل مُصعب
وَاجْتمعَ النَّاس عَلَى عَبْد الْملك وَأقَام الْحَج للنَّاس عَبْد اللَّهِ بْن الزبير من سنة أَربع وَسِتِّينَ إِلَى أَن حضر موسم اثْنَتَيْنِ وَسبعين فحج ابْن الزبير بِالنَّاسِ وَلم يقفوا الْموقف وَحج الْحجَّاج بِأَهْل الشَّام وَلم يطوفوا بِالْبَيْتِ

(1/269)


وَكَانَ حَاجِب ابْن الزبير عَبْد اللَّهِ بْن سعد مولى حَاطِب بن ابي بلتعة على أمره كُله عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان بْن أُميَّة بْن خلف وَكَانَت ولَايَة ابْن الزبير إِلَى أَن قتل تسع سِنِين وشهرين وأياما ولد فِي جُمَادَى الأولى فِي بَيت أَبِي بَكْر بالسنح سنة اثْنَتَيْنِ
وَفِي سنة ثَلَاث وَسبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير فِي جُمَادَى الأولى وَهَبَطَ كريب بْن أَبْرَهَة الْإسْكَنْدَريَّة وفيهَا طلع أبرد بْن هَبَّار عَلَى الْجَيْش إِلَى أفريقيا وَهَبَطَ عَبْد الرَّحْمَن ابْن مُعَاوِيَة إِلَى رشيد بالمعبرة وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْحجَّاج بْن يُوسُف
كتب إِلَيّ بكار عَن ابْن عَائِذ قَالَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين غَزْوَة مُحَمَّد بْن مَرْوَان سبيسطة فواقع الرّوم فَهَزَمَهُمْ وَحَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ قتل ابْن الزبير يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى سنة ثَلَاث وَسبعين قَالَ خَليفَة وَحج الْحجَّاج بْن يُوسُف بِالنَّاسِ سنة ثَلَاث وَسبعين
سنة أَربع وَسبعين
قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة أَربع وَسبعين هَبَط عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وفيهَا قتلت الكاهنة وفيهَا طلع سُفْيَان بْن وهب إِلَى أفريقية وفيهَا وَاقع مُحَمَّد بْن مَرْوَان الرّوم بالزاب وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْحجَّاج ابْن يُوسُف كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ فِي سنة أَربع وَسبعين غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أندرلية

(1/270)


قَالَ خَليفَة فِيهَا جمع عَبْد الْملك لِأَخِيهِ بشر بْن مَرْوَان الْعرَاق وَقدم الْبَصْرَة سنة أَربع وَسبعين فِي ذِي الْحجَّة وفيهَا هدم الْحجَّاج حَائِط الْكَعْبَة الَّذِي يَلِي الْحجر وَأخرج الْحجر من الْكَعْبَة وسد الْبَاب الَّذِي فِي دبر الْكَعْبَة وَبنى حَائِط الْكَعْبَة مِمَّا يَلِي الْحجر وَأقَام الْحَج للنَّاس
وفيهَا مَاتَ رَافع بْن خديج وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَسَلَمَة بْن الْأَكْوَع وَمَات عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خَيْثَمَة بعد قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير
سنة خمس وَسبعين
قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة خمس وَسبعين خرج عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان إِلَى الشَّام وَهَبَطَ خباب بْن مرْثَد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَتُوفِّي زِيَاد بْن حناطة وَأمر الْأَصْبَغ بْن عَبْد الْعَزِيز وَحج عامئذ بِالنَّاسِ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد الْملك ابْن مَرْوَان وفيهَا اطلع عُمَيْر بْن عبيد الْخَولَانِيّ بالجيش إِلَى أفريقية كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ فِي سنة خمس وَسبعين غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان الصائفة خرجت فِيهَا الرّوم إِلَى الأعماق فِي جُمَادَى الأولى فَلَقِيَهُمْ أبان بْن الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط ودينار بْن دِينَار فَهَزَمَهُمْ اللَّه
قتال الْحجَّاج للأزارقة وَفِي سنة خمس وَسبعين ثمَّ خرج الْحجَّاج عَن الْكُوفَة واستحث

(1/271)


النَّاس فِي قتال الْأزَارِقَة وَخرج فَنزل رستق أباذ فخلعوه وَبَايَعُوا عَبْد اللَّهِ بْن الْجَارُود واقتتلوا فَقتل ابْن الْجَارُود وَعبد اللَّه بْن حَكِيم الْمُجَاشِعِي وهرب الغضبان بْن القبعثرى وَعِكْرِمَة بْن ربعي الْفَيَّاض من بَنِي تيم اللات فِي رجال من أهل الْعرَاق فَلَحقُوا بِالشَّام وَلَهُم حَدِيث
خُرُوج دَاوُد بن النُّعْمَان
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا خرج دَاوُد بْن النُّعْمَان أحد بَنِي مَازِن بْن عَبْد الْقَيْس بموقوع نَاحيَة طف الْبَصْرَة وَهُوَ أول من اتخذها دَار هِجْرَة فَوجه إِلَيْهِ الحكم بْن أَيُّوب الثَّقَفِيّ وَهُوَ وَالِي الْبَصْرَة فَقتله
فَحَدثني عَامر بْن حَفْص قَالَ خرج دَاوُد وَكَانَ من أهل الْبَحْرين فَقَالَ لَهُ أَبوهُ دع هَذَا الرَّأْي وَلَك بستاني هَذَا مائَة جريب فَقَالَ يَا أَبَة إِن بستانك بِهِ بق وَإِنِّي أُرِيد بستانا لَا بق فِيهِ ثمَّ قدم الْبَصْرَة فَأتى موقوع فَوجه إِلَيْهِ الحكم بْن أَيُّوب عباد بْن حُصَيْن فِي الْخَيل فَقتل دَاوُد وَفِي ذَلِكَ يَقُول ... أَلا فاذكروه دَاوُد إِذْ بَاعَ نَفسه وجاد بهَا يَبْغِي الْجنان العواليا ...
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان الصائفة عَند خُرُوج الرّوم إِلَى العمق من نَاحيَة مرعش وَأقَام الْحَج عَبْد الْملك بن مَرْوَان

(1/272)


قَالَ أَبُو عَاصِم عَن بْن جريج عَن أَبِيه قَالَ حج علينا عَبْد الْملك بْن مَرْوَان سنة خمس وَسبعين بعد مقتل ابْن الزبير عَاميْنِ فَخَطَبنَا فَقَالَ أما بعد فَإِنَّهُ كَانَ من قبلي من الْخُلَفَاء يَأْكُلُون من هَذَا المَال ويؤكلون وَإِنِّي وَالله لَا أداوي أدواء هَذِهِ الْأمة إِلَّا بِالسَّيْفِ وَلست بالخليفة المستضعف يعَني عُثْمَان وَلَا الْخَلِيفَة المداهن يعَني مُعَاوِيَة
أَيهَا النَّاس إِنَّا نَحْتَمِلُ لكم كل اللُّغَوِيَّة مَا لم يَك عقد راية أَو وثوب عَلَى مِنْبَر هَذَا عَمْرو بْن سعيد وحقة حَقه وقرابته قرَابَته قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا فَقُلْنَا بسيفنا هَكَذَا
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ ولي بشر بْن مَرْوَان الْعرَاق سنة أَربع وَسبعين وَمَات فِي نزل سنة خمس وَسبعين وَهُوَ ابْن نَيف وَأَرْبَعين سنة
وَفِي ولَايَة بشر مَاتَ جَابر بْن سَمُرَة السوَائِي من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو جُحَيْفَة وهب السوَائِي وخرشة بْن الْحر الْفَزارِيّ وَأَوْس بْن ضمعج وَعبيد بْن فضلَة خزاعي وَعَاصِم بْن ضَمرَة السَّلُولي وَشَدَّاد بْن الأزمع وَعبد اللَّه بْن عتبَة بْن مَسْعُود وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السّلمِيّ

(1/273)


سنة سِتّ وَسبعين
خُرُوج صَالح بن مسرح وشبيب بن يزِيد
وفيهَا خرج صَالح بْن مسرح فِي صفر بِنَاحِيَة الجزيرة فَوجه إِلَيْهِ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم عدي بْن عدي بْن عميرَة الْكِنْدِيّ فَانْهَزَمَ عدي فَوجه إِلَيْهِ مُحَمَّد ابْن مَرْوَان خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ والْحَارث بْن جَعونَة العامري فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فانحاز صَالح بْن مسرح إِلَى الْعرَاق فَلم يتبعوه فَوجه إِلَيْهِ الْأَشْعَث بْن عميرَة الْهَمدَانِي فَالْتَقوا بجوخا فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَارْتثَّ صَالح ثمَّ مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسبعين واستخلف صَالح شبيب بْن يَزِيد فلقي سُورَة بْن أبجر ثمَّ سَار شبيب فلقي سعيد بْن عَمْرو الْكِنْدِيّ فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انْصَرف شبيب فَأتى الْكُوفَة فَدَخلَهَا وَقتل بهَا ابا سليم مولى عَنبسة بْن أَبِي سُفْيَان أَبَا اللَّيْث بْن أَبِي سليم وَقتل أَيْضا عدي بْن عَمْرو وأزهر بْن عبيد اللَّه العامري وَدخلت غزالة مَسْجِد الْكُوفَة وقرأت وردهَا فِي الْمَسْجِد وصعدت الْمِنْبَر وَكَانَت نذرت ذَلِكَ وَفِي ذَلِكَ يَقُول عتْبَان بن وصيلة الشَّيْبَانِيّ ... غزالة منا ذَات نذر حميدة لَهَا فِي سِهَام الْمُسلمين نصيب ...
وَقَالَ عمرَان بْن حطَّان السدُوسِي يؤنب الْحجَّاج ... أَسد عَلِيّ وَفِي الحروب نعَامَة فتخاء تجفل من صفير الصافر ...

(1/274)


.. هلا برزت إِلَى غزالة فِي الوغى ... بل كَانَ قَلْبك فِي جوانح طَائِر ...
... صدعت غزالة قلبه بفوارس تركت مناظرة كأمس الدابر ...

ثمَّ خرج شبيب عَن الْكُوفَة فَوجه إِلَيْهِ الْحجَّاج زَائِدَة بْن قدامَة الثَّقَفِيّ فِي جمع فَالْتَقوا بِأَسْفَل الْفُرَات فَقتل زَائِدَة فَوجه الْحجَّاج عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث فَلم يقاتله فَوجه عُثْمَان بْن قطن الْحَارِثِيّ فَالْتَقوا فِي ذِي الْحجَّة من سنة سِتّ وَسبعين فَقتل عُثْمَان بْن قطن وَانْهَزَمَ أَصْحَابه وَفِي سنة سِتّ وَسبعين وغل عَبْد اللَّهِ بْن أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بسجستان فَأخذ عَلَيْهِ بِالطَّرِيقِ فَأعْطى مَالا وخلوا لَهُ عَن الطَّرِيق فَعَزله عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَوجه مُوسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وفيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أَرض الرّوم من نَاحيَة ملطية وفيهَا مَاتَ الْأسود بْن يَزِيد وَمرَّة بْن شرَاحِيل الْهَمدَانِي وَسَعِيد بْن وهب الخيواني وَعَمْرو بْن مَيْمُون الأودي وَيُقَال سنة أَربع
سنة سبع وَسبعين
خبر الْقِتَال بَين الْحجَّاج وشبيب
فِيهَا بعث الْحجَّاج عتاب بْن وَرْقَاء الريَاحي إِلَى شبيب فَلَقِيَهُ بسواد الْكُوفَة فَقتل عتاب وَانْهَزَمَ أَصْحَابه ووطئت الْخَيل يَوْمئِذٍ زهرَة بْن حوية الأعرجي وَهُوَ شيخ كَبِير فَمَاتَ وَقتل رجل من بَنِي تغلب يُقَال لَهُ قبيصَة يُقَال لَهُ صُحْبَة فَوجه

(1/275)


إِلَيْهِ الْحجَّاج الْحَارِث بْن مُعَاوِيَة بْن أَبِي زرْعَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ والتقوا بزرارة فَقتل الْحَارِث وَانْهَزَمَ أَصْحَابه ثمَّ عبر شبيب الْفُرَات فَنزل السبخة وَبنى مَسْجِدا فَلم يخرج إِلَيْهِ الْحجَّاج ثَلَاثًا ثمَّ خرج يَوْم الرَّابِع وَوجه أَبَا الْورْد مولى بَنِي نصر فَقتله شبيب فَوجه طهْمَان مولى عُثْمَان فَقتله شبيب فَخرج إِلَيْهِ الْحجَّاج بِنَفسِهِ فأزال شبيبا عَن مَسْجده واقتتلوا قتالا شَدِيدا وَقتلت غزالة فَلَمَّا جنه اللَّيْل عبر فِي ثَلَاثَة آلَاف فلقي شبيبا بالأنبار فَصَبر الْفَرِيقَانِ حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم وَسَار شبيب فَأتى الأهواز وَبهَا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فتعرض لقِتَال شبيب وَسَأَلَ المبارزة فَخرج إِلَيْهِ شبيب فَقتله وَمضى شبيب إِلَى كرمان فَأَقَامَ نَحوا من شَهْرَيْن ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأهواز فَبعث الْحجَّاج حبيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد الْحكمِي وسُفْيَان بْن الْأَبْرَد الْكَلْبِيّ فَلَقِيَهُمْ شبيب عَلَى جسر دجيل فَاقْتَتلُوا حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم ثمَّ غَدا شبيب فَلَمَّا صَار عَلَى الجسر قطع الجسر فغرق شبيب واستخلف البطين فَطلب البطين الْأمان فَأَمنهُ سُفْيَان ثمَّ قَتله الْحجَّاج بعد وَأقَام الْحَج أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ غزا الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أَرض الرّوم فَبلغ مَا بَين ملطية والمصيصة
سنة ثَمَان وَسبعين فِيهَا قدم الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة عَلَى الْحجَّاج وَقد نفى الْأزَارِقَة فَبعث الْحجَّاج سُفْيَان بْن الْأَبْرَد الْكَلْبِيّ فَقتل قطري بْن الْفُجَاءَة قَالَ أَبُو الْيَقظَان ولي قتل قطري سُورَة بْن أبجر الدَّارمِيّ وباذان مولى ابْن الْأَشْعَث

(1/276)


وفيهَا قتل عَبْد ربه مولى بَنِي قيس بْن ثَعْلَبَة
وفيهَا ولى الْحجَّاج عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة سجستان وَولى الْمُهلب خُرَاسَان فَوجه عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة ابْنه أَبَا برذعة فَأخذ عَلَيْهِ بالمضيق وَقتل شُرَيْح بْن هَانِئ الْحَارِثِيّ وَأصَاب الْمُسلمين ضيق وجوع شَدِيد فَهَلَك عَامَّة ذَلِكَ الْجَيْش وَقتل أَيْضا عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب
وفيهَا بعث الْحجَّاج سعيد بْن أسلم بْن زرْعَة إِلَى مكران فَقتله مُحَمَّد وَمُعَاوِيَة ابْنا الْحَارِث العلافيان من بَنِي سامة بْن لؤَي
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غَزْوَة مُحرز بْن أَبِي مُحرز أَرض الرّوم وَفتح أزقلة فَلَمَّا قفل أَصَابَهُم مطر شَدِيد من وَرَاء درب الْحَدث فأصيب فِيهِ نَاس كثير
وفيهَا قفل حسان بْن النُّعْمَان الغساني من القيروان وَقدم عَلَى عَبْد الْملك فَرده إِلَى أفريقية وزاده أطرابلس فَقدم عَلَى عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بِمصْر فَلم ينفذهُ عَبْد الْعَزِيز وَولى مُوسَى بْن نصير فَقدم حسان عَلَى عَبْد الْملك فَأمره بِلُزُوم بَيته وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ زيد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعبد الرَّحْمَن بْن غنم الْأَشْعَرِيّ
وفيهَا قتل شُرَيْح بْن هَانِئ الْحَارِثِيّ وَعبد اللَّه بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب مَعَ ابْن أَبِي بكرَة بسجستان وَعَمْرو بْن حُرَيْث المَخْزُومِي من أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وفيهَا قتل الْحجَّاج سُلَيْمَان بن كندير الْقشيرِي

(1/277)


سنة تسع وَسبعين فِيهَا ولى الْحجَّاج مجاع بْن سعر أحد بَنِي مرّة بْن عبيد مكران وَأمره بِطَلَب العلافيين فهربا وَمَات مجاع
خُرُوج الريان النكري بِالْبَحْرَيْنِ
وفيهَا ولى الْحجَّاج مُحَمَّد بْن صعصعة الْكلابِي الْبَحْرين وَضم إِلَيْهِ عمان وعزل زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فولى مُحَمَّد بْن صعصعة عَبْد الْملك بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَجَاء العوذي صَاحب قصر أَبِي رَجَاء بِنَاحِيَة الْبَصْرَة فَخرج عَلَيْهِم الريان النكري بقرية يُقَال لَهَا طَابَ من الْخط بِالْبَحْرَيْنِ وَقدم عَلَيْهِ مَيْمُون الحروري من عمان فَانْهَزَمَ عَبْد الْملك وهرب مُحَمَّد بْن صعصعة فَركب الْبَحْر فَقدم عَلَى الْحجَّاج وَقد كَانَ الْحجَّاج بعث يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة مُمِدًّا لمُحَمد بْن صعصعة فهرب مُحَمَّد قبل أَن يقدم عَلَيْهِ يَزِيد ابْن أَبِي كَبْشَة وفيهَا ولى الْحجَّاج هَارُون بْن ذِرَاع النميري ثغر الْهِنْد وَأمره بِطَلَب العلافيين فَقتل أَحدهمَا وهرب الآخر وفيهَا غزا ابْن الحكم أَرض الرّوم فَأصَاب دوابا بمرج الشَّحْم وفيهَا غزا الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك من نَاحيَة ملطية فغنم وسبى
غَزْو مُوسَى بن نصير الْمغرب وفيهَا غزا مُوسَى بْن نصير أَرض الْمغرب فَحَدثني بَكْر بْن عَطِيَّة عَن عوَانَة قَالَ أول قبيل من البرابر غزاهم مُوسَى بن

(1/278)


نصير الَّذين قتلوا عقبَة بْن نَافِع سَار إِلَيْهِم بِنَفسِهِ فَقتل وسبى وهرب ملكهم كسيلة قَالَ مُحَمَّد بْن سعيد قتل مُوسَى وسبى حَتَّى انْتهى إِلَى طبنة وصنهاجة وَبلغ سَبْيهمْ عشْرين ألفا وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأقَام الْحَج أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان وَفِي سنة تسع وَسبعين مَاتَ عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة بسجستان وفيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود وَفِيمَا بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ مَاتَ هِشَام بْن هُبَيْرَة اللَّيْثِيّ القَاضِي وحطان بْن عَبْد اللَّهِ الرقاشِي وَعبيد اللَّه بْن عبيد اللَّه بْن معمر التَّيْمِيّ وَصَفوَان بْن مُحرز الْمَازِني وحبة بْن جُوَيْن العرني فِي أول مقدم الْحجَّاج الْعرَاق
سنة ثَمَانِينَ
فِيهَا غزا الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة كش ونسف من بِلَاد خُرَاسَان وحاصرهم حَتَّى أَتَاهُ كتاب ابْن الْأَشْعَث يَدعُوهُ إِلَى خلع الْحجَّاج وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَانْصَرف الْمُهلب عَنهم رَاجعا
وفيهَا لَقِي يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة الريان النكري بِالْبَحْرَيْنِ وَمَعَ الريان امْرَأَة من الأزد يُقَال لَهَا جيداء فَالْتَقوا بميدان الزارة فَقتل الريان وجيداء وَعَامة أَصْحَاب الريان ثمَّ قفل يَزِيد رَاجعا وَولى الْحجَّاج قطن بْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ الْبَحْرين فَخرج عَلَيْهِ دَاوُد بْن عَامر بْن الْحَارِث فَقتل دَاوُد وفيهَا أصَاب أهل الشَّام طاعون شَدِيد فَلم يكن لَهُم ذَلِك الْعَام غَزْو

(1/279)


وَأقَام الْحَج أبان بْن عُثْمَان وَفِي سنة ثَمَانِينَ مَاتَ السَّائِب بْن يَزِيد بْن أُخْت النمر وجنادة بْن أَبِي أُميَّة وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجبير بْن نفير وَعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْقَارئ وَعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالب قَالَ أَبُو الْحسن مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر سنة أَربع وَثَمَانِينَ
سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ
ابْن الْأَشْعَث يخلع الْحجَّاج فِيهَا خلع ابْن الْأَشْعَث بسجستان وَأَقْبل يُرِيد الْحجَّاج
فَحَدثني أَبُو الْحسن وَأَبُو الْيَقظَان أَن ابْن الْأَشْعَث لما أجمع الْمسير إِلَى الْعرَاق دَعَا ذرا أَبَا عُمَر بْن ذَر الْهَمدَانِي فَكَسَاهُ وَوَصله وَأمره أَن يخضض النَّاس فَكَانَ يقص كل يَوْم وينال من الْحجَّاج ثمَّ سَارُوا وَقد خلعوا الْحجَّاج وَلَا يذكرُونَ خلع عَبْد الْملك
وَحَدَّثَنِي أُميَّة بْن خَالِد قَالَ تمثل ابْن الْأَشْعَث حِين سَار ... خلع الْمُلُوك وَسَار تَحت لوائه شجر العرا وعراعر الأقوام ...
... وأغر من ولد الأراقم مَا جد صلت الجبين معود الْإِقْدَام ...
وتمثل ... سَائِر مجاور جرم هَل جنيت لَهُم حَربًا تزايل بَين الجيرة الْخَلْط ...

(1/280)


.. وَهل تركت نسَاء الْحَيّ ضاحية فِي عَرصَة الدَّار يستوقدن بالغبط ...

فَقدم لأي بْن شَقِيق بْن ثَوْر السدُوسِي عَلَى الْحجَّاج فَأخْبرهُ فَحَمله من سَاعَته إِلَى عَبْد الْملك فَرده عَبْد الْملك إِلَى الْحجَّاج يَأْمُرهُ بالتشمير وَالْجد حَتَّى تَأتيه الْجنُود فَسَار الْحجَّاج فَالْتَقوا بتستر يُقَال يَوْم النَّحْر فانكشف الْحجَّاج حَتَّى دخل الْبَصْرَة وَتَبعهُ ابْن الْأَشْعَث
قَالَ أَبُو الْيَقظَان قَالَ زَاذَان فروخ للحجاج اخْرُج لَهُ عَن الْبَصْرَة فَإِن الَّذين مَعَه من الْبَصْرَة إِذا شموا نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادهمْ قعدوا عَنه فَخرج إِلَى نَاحيَة طف الْبَصْرَة وَدخل ابْن الْأَشْعَث الْبَصْرَة فَقعدَ عَنه عَامَّة من كَانَ مَعَه من أهل الْبَصْرَة
فَحَدثني مُحَمَّد بْن معَاذ عَن أَبِيه عَن جدته قَالَت سَمِعت مُنَادِي ابْن الْأَشْعَث يَقُول أَيْن الَّذين بَايعُوا بالرخج وَحَدَّثَنِي من سمع قُرَيْش بْن أنس عَن ابْن عون قَالَ رَأَيْت ابْن الْأَشْعَث متربعا عَلَى الْمِنْبَر يتوعد الَّذين تخلفوا عَنه توعدا شَدِيدا وَفِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ أَتَى مُوسَى بْن نصير طبنة فَقتل وسبى
وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بن عبد الْملك
سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ
وقْعَة الزاوية فِيهَا وقْعَة الزاوية بالمحرم حَدَّثَنِي أَبُو الْحسن وَأَبُو الْيَقظَان قَالَا خرج ابْن الْأَشْعَث فلقي الْحجَّاج بالزاوية فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا قتل يَوْمئِذٍ أَبُو الجوزاء الربعِي وَعقبَة بْن عَبْد الغافر العوذي وَعقبَة بْن وساج البرْسَانِي وَعبد اللَّه بْن غَالب الْجَهْضَمِي

(1/281)


حَدَّثَنِي سلم بْن قُتَيْبَة قَالَ نَا سَلام بْن مِسْكين قَالَ قتل عَبْد اللَّهِ بْن غَالب يَوْم الزاوية
حَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد عَن غَسَّان بْن مُضر عَن سعيد بْن يَزِيد قَالَ قتل أَبُو الجوزاء وَعبد اللَّه بْن غَالب وَعقبَة بْن عَبْد الغافر يَوْم الزاوية وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن حَرْب قَالَ نَا حَمَّاد بْن زيد عَن الْمُعَلَّى بْن زِيَاد عَن مرّة بْن دباب قَالَ مَرَرْت بعقبة بْن عَبْد الغافر يَوْم الزاوية وَهُوَ صريع فناداني ذهبت الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
وَقتل يَوْمئِذٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْسَجَة النهمي من هَمدَان وَكَانَ عَلَى ميمنة ابْن الْأَشْعَث وأتى الْحجَّاج بعمران بْن عِصَام الضبعِي فَقتله صبرا
فَحَدثني عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه عَن عُمَر البكراوي قَالَ كتب عَبْد الْملك إِلَى الْحجَّاج أَن ادْع النَّاس إِلَى الْبيعَة فَمن أقرّ بالْكفْر فَخَل سَبيله إِلَّا رجلا نصب راية أَو شتم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَدَعَا النَّاس إِلَى الْبيعَة عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جَاءَت بَنو ضبيعة فَقَرَأَ عَلَيْهِم الْكتاب فَنَهَضَ عمرَان بْن عِصَام فَدَعَا بِهِ الْحجَّاج فَقَالَ أَتَشهد عَلَى نَفسك بالْكفْر قَالَ مَا كفرت بِاللَّه مُنْذُ آمَنت بِهِ فَقتله
وَانْهَزَمَ ابْن الْأَشْعَث وَخلف عسكره فاقتتل النَّاس بِظهْر المربد ثَلَاثَة أَيَّام وَتَوَلَّى أَمرهم عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب ووثب مطر بْن نَاجِية الريَاحي فغلب عَلَى الْكُوفَة فَقدم عَلَيْهِ ابْن الْأَشْعَث فَبَايعهُ مطر بْن نَاجِية وَتَبعهُ الْحجَّاج فَالْتَقوا بدير الجماجم
فَحَدثني أُميَّة بْن خَالِد عَن عوَانَة أَنه قَالَ كَانَت بَينهم بالجماجم إِحْدَى وَثَمَانِينَ وقيعة كلهَا عَلَى الْحجَّاج إِلَّا آخر وقْعَة كَانَت عَلَى ابْن الْأَشْعَث فَانْهَزَمَ وَقتل من الْقُرَّاء بدير الجماجم أَبُو البخْترِي سعد مولى حُذَيْفَة وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي
فَحَدثني غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة قَالَ أَتَى الْقُرَّاء يَوْم دير الجماجم أَبَا البخْترِي الطَّائِي يؤمرونه عَلَيْهِم فَقَالَ أَنا رجل من الموَالِي فَأمروا رجلا من الْعَرَب

(1/282)


فَأمروا جهم بْن زحر بْن قيس
وَحَدَّثَنِي من سمع سُفْيَان عَن أبان بْن تغلب قَالَ حَدَّثَنِي سَلمَة بْن كهيل قَالَ رَأَيْت أَبَا البخْترِي بدير الجماجم وَشد عَلَيْهِ رجل بِالرُّمْحِ فطعَنه وانكشف بن الأشعت من دير الجماجم فَأتى الْبَصْرَة وَتَبعهُ الْحجَّاج فَخرج مِنْهَا إِلَى مسكن من أَرض دجيل الأهواز وَاتبعهُ الْحجَّاج فَالْتَقوا بمسكن فَانْهَزَمَ ابْن الْأَشْعَث وَقتل من أَصْحَابه نَاس كثير وغرق نَاس كثير
فَحَدثني أُميَّة بْن خَالِد قَالَ نَا شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة قَالَ افْتقدَ لَيْلَة دجيل بمسكن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى وَعبد اللَّه بْن شَدَّاد بْن الْهَاد وَأَبُو عُبَيْدَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود
وَحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ نَا سُفْيَان قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَة قَالَ افْتقدَ ابْن أَبِي ليلى بسوراء أسر الْحجَّاج نَاسا كثيرا مِنْهُم عمرَان بْن عِصَام العَنزي وَعبد الرَّحْمَن ابْن ثروان وأعشى هَمدَان وفيروز حُصَيْن قَالَ أَبُو الْيَقظَان حَدَّثَنِي سلم بْن الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة الْهُذلِيّ قَالَ أُتِي الْحجَّاج بعمران بْن عِصَام العَنزي فَقَالَ عمرَان قَالَ نعم قَالَ ألم أقدم الْعرَاق فأوفدتك إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَا يوفد مثلك قَالَ بلَى وزوجتك سيدة قَومهَا ماوية بنت مسمع وَلم تكن لَهَا بِأَهْل قَالَ بلَى قَالَ فَمَا حملك عَلَى الْخُرُوج مَعَ عَدو اللَّه ابْن الْأَشْعَث قَالَ أخرجني باذان قَالَ فَأَيْنَ كنت عَن حجلة أهلك قَالَ أخرجني باذان قَالَ فَأَيْنَ كنت عَن خرب الْبَصْرَة قَالَ أخرجني باذان فكشط رجل الْعِمَامَة عَن رَأسه فَإِذا هُوَ محلوق قَالَ ومحلوق أَيْضا لَا أقالني اللَّه إِن أقلتك فَأمر بِهِ فَضربت عُنُقه
قَالَ فَسَأَلَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بعد عَن عمرَان بْن عِصَام الْعَنزي فَقيل لَهُ قَتله

(1/283)


الْحجَّاج قَالَ وَلم قيل خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث قَالَ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يقْتله بعد قَوْله ... وَبعثت من ولد الْأَغَر معتب صقرا يلوذ حمامه بالعوسج ...
... فَإِذا طبخت بناره أنضجتنا وَإِذا طبخت بغَيْرهَا لم تنضج ...
... وَهُوَ الْهمام إِذا أَرَادَ فريسة لم ينجها مِنْهُ صريخ الهجهج ...

ثمَّ سَار ابْن الْأَشْعَث يُرِيد خُرَاسَان وَتَبعهُ الفل فتركهم وَسَار إِلَى رتبيل بسجستان فَقَامَ بِأَمْر النَّاس عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب فَلَقِيَهُ الْمفضل بْن الْمُهلب بهراة وَهُوَ وَال لِأَخِيهِ يَزِيد فَهَزَمَهُ وَأسر نَاسا من أَصْحَابه مِنْهُم مُحَمَّد بْن سعد بْن مَالك والهلقام بْن نعيم
فَحَدثني عَامر بْن صَالح بْن رستم قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر الْهُذلِيّ قَالَ كَانَ فِي الْأسر يَزِيد بْن طَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف الطلحات وَالنضْر بْن أنس بْن مَالك وَعبد اللَّه بْن فضَالة الزهْرَانِي وَسعد بْن نجد فِي نَاس كثير من أهل الْيمن فخلى عَنهم يَزِيد بْن الْمُهلب وكساهم وَبعث إِلَى الْحجَّاج بالمضرية وَكَانَ أول من كَلمه الهلقام بْن نعيم فَقَالَ لعَنك اللَّه يَا حجاج إِن فاتك هَذَا المزوني يعَني يَزِيد قَالَ لم قَالَ ... لِأَنَّهُ كاس فِي إِطْلَاق أسرته وقاد نَحْوك فِي أغلالها مضرا ...
... وقى بقومك حر الْمَوْت أسرته وَكَانَ قَوْمك أدنى عَندها خطرا ...
قَالَ كذبت وَأمر بقتْله وَحَدَّثَنِي قَالَ قَالَ الْحجَّاج لمُحَمد بْن سعد بْن مَالك يَا ظلّ الشَّيْطَان أتيه النَّاس

(1/284)


رضيت أَن تكون مُؤذنًا لعبد بَنِي نصر يعَني عَمْرو بْن أَبِي الصَّلْت بْن كنارا ثمَّ أَمر بِهِ فَقتل
أول وقْعَة كَانَت بَينهم يَوْم تستر يَوْم النَّحْر آخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ والوقعة الثَّانِيَة بالزاوية فِي الْمحرم أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ والوقعة الثَّالِثَة بِظهْر المربد فِي صفر يَوْم الْأَحَد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ والوقعة الرَّابِعَة بدير الجماجم كَانَت الْهَزِيمَة فِي جُمَادَى لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ والوقعة الْخَامِسَة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لَيْلَة دجيل
أَبُو عُبَيْدَة عَن عَمْرو بْن عِيسَى أَبِي نعَامَة الْعَدوي قَالَ قدمت من مَكَّة وَالنَّاس بالزاوية فِي الْمحرم فَأتيت الْحَرِيش وَهُوَ جَالس تَحْتَهُ جلد أَسد متفضلا فَسلمت فَرد عَلِيّ ونسبني فعرفني فجَاء رجل فَقَالَ إِن الْحجَّاج قد أخرج كتائبه من الخَنْدَق فَرفع رَأسه فَنظر إِلَى الشَّمْس فَقَالَ مَا هَذِهِ سَاعَة قتال ثمَّ جَاءَ آخر فَقَالَ مثل ذَلِكَ ثمَّ جَاءَ آخر فَقَالَ لرجل قُم عَلَى هَذَا الجذم فَانْظُر فَقَالَ أرى الْكَتَائِب تخرج وَقد نَهَضَ العسكران فَقَالَ أخرج فرسي وسلاحي فَلبس سلاحه فَنَظَرت إِلَى ذراعه كَأَنَّهَا ذِرَاع أَسد ثمَّ قعد عَلَى كرْسِي وتحدرت الفرسان فَكَانَ أول من أَتَاهُ أَبُو العلج وَابْنه مولى بَنِي تيم قُرَيْش ثمَّ جَاءَ مُجَاهِد بْن بلعاء العَنبري وَجَاء جَهْضَم بْن عباد ابْن حُصَيْن ثمَّ تحادرت فرسَان بَنِي تيم حَتَّى عددت سِتِّينَ فَركب وَاتَّبَعتهمْ أنظر مَا يصنعون فَأتى صف الأزد فحضضهم وَذكر فعالهم وذم أهل الشَّام وَقَالَ لأَصْحَابه احملوا فخرقوا الصَّفّ فعل ذَلِكَ مرَارًا ثمَّ لم يزل يَفْعَله حَتَّى أَمْسَى فَرَجَعت إِلَى منزلي وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي آخر الْمحرم وَكنت أسمع أَصْوَاتهم هبة من اللَّيْل ثمَّ خفيت الْأَصْوَات وتحاجزوا ثمَّ أَصْبحُوا يَوْم الْخَمِيس فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وصبر الْفَرِيقَانِ حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم ثمَّ الْتَقَوْا يَوْم الثَّالِث

(1/285)


بعد زَوَال الشَّمْس فَاقْتَتلُوا طعَنا وَضَربا فَأمر الْحجَّاج عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسلم أَن يَأْخُذ عَلَى المسناة حَتَّى يَأْتِي الْبَصْرَة وَبلغ ذَلِكَ أهل الْعرَاق فعارضهم الْحَرِيش فَالْتَقوا عَند الجسر وَقتل من أَصْحَاب الْحَرِيش ثَلَاثُونَ رجلا وَأَقْبل أَبُو بَكْر بْن الحنتف ابْن السجف وَضرب رجل من أهل الشَّام الْحَرِيش عَلَى رَأسه فَحمل إِلَى الْبَصْرَة وَقَالُوا قتل الْحَرِيش وصبر الْفَرِيقَانِ فَقتل عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْسَجَة صَاحب ميمنة ابْن الْأَشْعَث وَعبد اللَّه بْن رزام وَزِيَاد بْن مقَاتل وطفيل بْن عَامر كلهم من أَصْحَاب ابْن الْأَشْعَث وَحمل سُفْيَان بْن الْأَبْرَد وجال النَّاس وَبَقِي أهل الْحفاظ وَالصَّبْر فَقتل عقبَة بْن عَبْد الغافر فِي جمَاعَة من الْقُرَّاء وَقتل عَبْد اللَّهِ بْن عَامر بْن مسمع فِي نَحْو من ثَلَاث مائَة وَقتل كثير أَبُو عُمَر صَاحب الْكَتَّان مولى عَنزة وَقتل مَعَه مِائَتَان من الموَالِي وَانْهَزَمَ النَّاس واتبعهم سُفْيَان بْن الْأَبْرَد حَتَّى دخلُوا الْبَصْرَة فَقَتلهُمْ ثمَّ رَجَعَ فَقتل فِي وَجهه من لَقِي أَرْبَعمِائَة أَو أَكثر
تَسْمِيَة الْقُرَّاء الَّذين خَرجُوا مَعَ ابْن الْأَشْعَث مُسلم بْن يسَار مزني وَيُقَال مولى أَبِي بَكْر وَيُقَال مولى عُثْمَان بْن عَفَّان وَعقبَة بْن عَبْد الغافر العوذي قتل فِي المعركة وَعقبَة بْن وساج البرْسَانِي قتل فِي المعركة وَعبد اللَّه بْن غَالب الْجَهْضَمِي قتل فِي المعركة وَالنضْر بْن أنس بْن مَالك وَأَبُو الجوزاء قتل فِي المعركة وَعمْرَان بْن عِصَام الضبعِي قتل صبرا وسيار بْن سَلامَة أَبُو الْمنْهَال الريَاحي وَمَالك بْن دِينَار وَمرَّة بْن دباب الههرادي وَأَبُو نجيد الْجَهْضَمِي

(1/286)


وَأَبُو شيخ الْهنائِي وَالْحسن بْن أَبِي الْحسن أخرج كرها لم يقتل
حَدَّثَنِي أُميَّة بْن خَالِد قَالَ نَا حَمَّاد بْن زيد عَن أَيُّوب قَالَ قيل لِابْنِ الْأَشْعَث إِن أَحْبَبْت أَن يقتلُوا حولك كَمَا قتلوا حول جمل عَائِشَة فَأخْرج الْحسن
وَمن أهل الْكُوفَة سعيد بْن جُبَير وعامر الشّعبِيّ وَعبد اللَّه بْن شَدَّاد بْن الْهَاد فقد لَيْلَة دجيل وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى فقد لَيْلَة دجيل
وَحَدَّثَنِي غنْدر قَالَ حَدَّثَنِي شُعْبَة عَن حُصَيْن قَالَ رَأَيْت ابْن أَبِي ليلى يحضض النَّاس ليَالِي الجماجم وَأَبُو عُبَيْدَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود والمعرور بْن سُوَيْد وَمُحَمّد بْن سعد بْن مَالك قتل صبرا وَطَلْحَة بْن مصرف الأيامي وزبيد بْن الْحَارِث الأيامي وَعَطَاء ابْن السَّائِب مولى ثَقِيف وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي قتل فِي المعركة
حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن قَالَ نَا حَمَّاد عَن أَيُّوب قَالَ مَا صرع مَعَ ابْن الْأَشْعَث أحد إِلَّا رغب لَهُ عَن مصرعه وَلَا نجا مِنْهُم أحد إِلَّا حمد اللَّه الَّذِي سلمه
وَحدثت عَن مُحَمَّد بْن طَلْحَة قَالَ رَآنِي زبيد مَعَ الْعَلَاء بْن عَبْد الْكَرِيم وَنحن نضحك فَقَالَ لَو شهِدت الجماجم مَا ضحِكت ولوددت أَن يَدي أَو قَالَ يَمِيني قطعت من الْعَضُد وَأَنِّي لم أكن شهِدت
قَالَ أَبُو الْحسن قَالَ عوَانَة قتل الْحجَّاج بمسكن خَمْسَة آلَاف أَسِير أَو أَرْبَعَة آلَاف
وَقَالَ عَن الْحسن الْجفْرِي عَن مَالك بْن دِينَار قَالَ خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث خَمْسمِائَة من الْقُرَّاء كلهم يرَوْنَ الْقِتَال وَقتل طفيل بْن عَامر بن وائلة قَالَ الْأَصْمَعِي وَحَدَّثَنِي عُثْمَان الشحام قَالَ لما أَتَى الْحجَّاج بالشعبي عاتبه

(1/287)


فَقَالَ الشّعبِيّ أجدب بِنَا الجناب وأحزن بِنَا الْمنزل واستحلسنا الْخَوْف وخبطتنا فتْنَة لم نَكُنْ فِيهَا بررة أتقياء وَلَا فجرة أقوياء فَقَالَ لَهُ لله أَبوك
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مَاتَ سُوَيْد بْن غَفلَة وزر بْن حُبَيْش وَيُقَال مَاتَ زر قبل الجماجم وَأَبُو وَائِل وزاذن ورِبْعِي بْن حِرَاش وَزيد بْن وهب وهزيل بْن شُرَحْبِيل وَأَبُو الشعْثَاء كلهم بعد الجماجم وَمَيْمُون بْن أَبِي شبيب فِي الجماجم
وفيهَا قتل الْحجَّاج كميل بْن زِيَاد النَّخعِيّ وفيهَا مَاتَ الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة بمرو وفيهَا قتل قُتَيْبَة بْن مُسلم عَمْرو بْن أَبِي الصَّلْت بْن كنارا وَأَبا الصَّلْت والصلت ابْن أَبِي الصَّلْت ومُوسَى بْن كثير الْحَارِثِيّ وَبُكَيْر بْن أَبِي هَارُون البَجلِيّ وفيهَا بعث عَبْد الْملك أَخَاهُ مُحَمَّدًا إِلَى أرمينية فَلَقِيَهُ أَهلهَا فَهَزَمَهُمْ ثمَّ سَأَلُوهُ الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَولى عَلَيْهِم نُبيح بْن عَبْد اللَّهِ العَنزي فغدروا بِهِ فَقتلُوا وفيهَا فتح عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان حصن سِنَان من أَرض الرّوم من نَاحيَة المصيصة وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير الْمُغيرَة بْن أَبِي بردة الْعَبْدي إِلَى صنهاجة وَأقَام الْحَج أبان بن عُثْمَان
سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وفيهَا ولى الْحجَّاج مُحَمَّد بْن الْقَاسِم فَارس وَأمره بقتل الأكراد وفيهَا بعث الْحجَّاج عمَارَة بْن تَمِيم القيني إِلَى رتبيل فِي أَمر أبن الْأَشْعَث

(1/288)


فَصَالح رتبيل وخلى بَينه وَبَين ابْن الْأَشْعَث فأوثقه وعدة من أهل بَيته فِي الْحَدِيد وَأَقْبل يُرِيد الْحجَّاج وَقد قرن بِهِ رجل يكنى أَبَا العَنز فَلَمَّا صَار بالرخج طرح نَفسه من فَوق الْقصر فماتا جَمِيعًا وَحمل رَأس ابْن الْأَشْعَث إِلَى الْحجَّاج حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن قَالَ لما أُتِي الْحجَّاج بِرَأْسِهِ تمثل فَقَالَ ... أَبى حِينه والموق إِلَّا تهورا فصادفه عبل الذِّرَاع شتيم ...
... كريه الْمحيا باسل ذُو عَزِيمَة فروس لأعَناق الكماة أزيم ...
... فبعدا وَسُحْقًا لِابْنِ واهصة الْحَصَى فقد لَقِي الرَّحْمَن وَهُوَ ذميم ...
ثمَّ بعث بِهِ إِلَى عَبْد الْملك فَبعث بِهِ عَبْد الْملك إِلَى عَبْد الْعَزِيز بِمصْر وفيهَا بعث عَبْد الْملك بْن مَرْوَان أَخَاهُ مُحَمَّدًا إِلَى أرمينية فَصَالَحُوهُ وَاسْتعْمل عَلَيْهِم أَبَا شيخ بْن عَبْد اللَّهِ الغنوي وَعَمْرو بْن الصدي الغنوي فغدروا بهما فَقَتَلُوهُمَا وفيهَا غزا عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان أَرض الرّوم فلقي الرّوم بسورية ولؤلؤة فهزمت الرّوم وفيهَا أَقَامَ الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي
سنة أَربع وَثَمَانِينَ
فِيهَا مَاتَ عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بِمصْر فَبَايع عَبْد الْملك لابْنَيْهِ الْوَلِيد وَسليمَان فَدَعَا هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم سعيد بْن الْمسيب إِلَى بيعَة الْوَلِيد وَسليمَان فَأبى أَن يُبَايع لأمييرين بن فَضَربهُ مائَة سَوط قَالَ أَبُو الْيَقظَان قَالَ سعيد بْن الْمسيب لهشام بْن إِسْمَاعِيل إِن أحب عَبْد الْملك أَن أبايع الْوَلِيد فليخلع نَفسه فَقَالَ لَهُ ادخل من هَذَا الْبَاب واخرج

(1/289)


من هَذَا الْبَاب ليري النَّاس أَنه قد بَايع فَأبى وَقَالَ لَا يغتر بِي أحد فَضَربهُ مائَة سَوط وَألبسهُ تبان شعر وَأرَاهُ أَنه يصلبه
قَالَ أَبُو الْيَقظَان فَحَدثني أَبُو الْمِقْدَام قَالَ مروا علينا بِسَعِيد بْن الْمسيب وَنحن فِي الْكتاب وَقد ضرب مائَة سَوط وَعَلِيهِ تبان شعر ذَهَبُوا بِهِ يرهبونه بالصلب فَقَالَ سعيد بعد لَو علمت أَنهم لَا يصلبونني مَا لبست لَهُم التبَّان فَقَالَ عَبْد الْملك حِين بلغه مَا صنع هِشَام بِسَعِيد بئس مَا صنع هِشَام مثل سعيد لَا يضْرب بالسياط كَانَ يَنْبَغِي أَن يضْرب عَنقه أَو يَدعه وَأقَام الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي
وفيهَا غزا مُوسَى بْن نصير شكوما من أَرض أفريقية فَنزل عَلَى أوربة فقاتلوه ثمَّ فتح اللَّه فَقتل وسبى
فَحَدثني أَبُو خَالِد بْن سعيد عَن أَبِي برَاء النميري قَالَ زحفت الرّوم إِلَى أرمينية إِلَى مُحَمَّد بْن مَرْوَان فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَهِي سنة الْحَرِيق وَذَلِكَ أَن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بعد هزيمَة الْقَوْم بعث زِيَاد بْن الْجراح مولى عُثْمَان بْن عَفَّان وهبيرة بْن الْأَعْرَج الْحَضْرَمِيّ فحرقهم فِي كنائسهم وبيعهم وقراهم وَكَانَ الْحَرِيق بالنشوى والبسفرجان
قَالَ أَبُو برَاء فِي تِلْكَ الْغَزْوَة سبيت أم يَزِيد بْن أسيد من السيسجان وَكَانَت بنت بطرِيق السيسجان

(1/290)


قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِي هَذِهِ السّنة غزا عَبْد اللَّهِ بْن عبد الْملك بْن مَرْوَان أَرض الرّوم حَتَّى بلغ أَرض طرندة وفيهَا بنى عَبْد الْملك بْن عَبْد الْملك المصيصة
سنة خمس وَثَمَانِينَ فِيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أرمينية فصاف بهَا وشتى حَدَّثَنِي أَبُو خَالِد عَن أَبِي النميري قَالَ قفل مُحَمَّد بْن مَرْوَان وَولى عَبْد اللَّهِ ابْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَمَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن حَاتِم فولى مُحَمَّد بْن مَرْوَان أَخَاهُ عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم فَبنى مَدِينَة دبيل ومدينة النشوى ومدينة برذعة
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ بعث عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك وَهُوَ بِالْمصِّيصَةِ يَزِيد بْن حنين فَلَقِيته الرّوم فِي جمع كثير فأصيب النَّاس بسوسنة وَأُصِيب مَيْمُون الجرجماني فِي نَحْو من ألف من أهل أنطاكية عَند طوانة
وَأقَام الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي
وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ مَاتَ وَاثِلَة بْن الْأَسْقَع اللَّيْثِيّ من أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعبد اللَّه بْن عَامر بْن ربيعَة وَقد سمع من النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سنة سِتّ وَثَمَانِينَ
فِيهَا قدم قُتَيْبَة بْن مُسلم بْن عَمْرو خُرَاسَان واليا فَلَقِيَهُ دهاقين بَلخ فَسَارُوا مَعَه وَأَتَاهُ ملك الصغانين بِهَدَايَا ومفتاح من ذهب فَسلم إِلَيْهِ بِلَاده

(1/291)


قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك بِلَاد الرّوم فَفتح حصن تولق وحصن الأخرم قبل وَفَاة عَبْد الْملك وفيهَا وَجه مُوسَى بْن نصير الْمُغيرَة بْن أَبِي بردة الْعَبْدي فِي مراكب فَافْتتحَ أولية وَهِي أول مَدَائِن صقلية من أَرض الْمغرب
وَفَاة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ مَاتَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فَحَدثني الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَا مَاتَ عَبْد الْملك بِدِمَشْق يَوْم النّصْف من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ صلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك ولد عَبْد الْملك فِي الْمَدِينَة فِي دَار مَرْوَان فِي بَنِي حديلة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَيُقَال سنة سِتّ وَعشْرين وفيهَا مَاتَ قبيصَة بْن ذُؤَيْب الْخُزَاعِيّ وَأَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعبد اللَّه بْن أَبِي أوفى الْأَسْلَمِيّ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومطرف بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشخير وَفِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان مَاتَ بسر بْن أَرْطَاة وَعمر بْن أَبِي سَلمَة من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَاهُمَا وعلقمة بْن وَقاص اللَّيْثِيّ وغنيم بْن قيس الْمَازِني وَأُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بن خَالِد بن أسيد

(1/292)


تَسْمِيَة وُلَاة عَبْد الْملك
الْمَدِينَة لما قتل مُصعب بْن الزبير وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غلب طَارق بْن عَمْرو مولى عُثْمَان بْن عَفَّان عَلَى الْمَدِينَة ودعى إِلَى عَبْد الْملك فَلَمَّا قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير ولى عَبْد الْملك الْحجَّاج بْن يُوسُف مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَسبعين فَكَانَ الْحجَّاج يسْتَخْلف عَلَى الْمَدِينَة إِذا أَتَى مَكَّة عَبْد اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ثمَّ ولي الْحجَّاج الْعرَاق فشخص وَولى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يحيى بْن الحكم بْن مَرْوَان وَذَلِكَ سنة خمس وَسبعين فشخص يحيى بْن الحكم إِلَى الشَّام واستخلف أبان بْن عُثْمَان فأقره عَبْد الْملك ثمَّ عَزله فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَولى هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك مَكَّة شخص الْحجَّاج سنة خمس وَسبعين واستخلف عَلَى مَكَّة قيس بْن مخرمَة فَعَزله عَبْد الْملك وَولى نَافِع بْن عَلْقَمَة بْن صَفْوَان فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الْيمن مُحَمَّد بْن يُوسُف حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الْبَصْرَة ولاها عَبْد الْملك حِين قتل مُصعب خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَقَدمهَا فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين ثمَّ عَزله وَضمّهَا إِلَى بشر بْن مَرْوَان بْن الحكم فَقَدمهَا بشر فِي ذِي الْحجَّة آخر سنة أَربع وَسبعين فَأَقَامَ بهَا شهرا ثمَّ مَاتَ واستخلف خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَعَزله عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَولى الْحجَّاج فَقدم الْعرَاق فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين فولى الحكم بْن أَيُّوب الثَّقَفِيّ الْبَصْرَة سنة خمس وَسبعين فَلم يزل فِيهَا حَتَّى خلغ ابْن الاشعث وَقدم الْبَصْرَة

(1/293)


وَذَلِكَ فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فلحق الحكم بْن أَيُّوب بالحجاج وولاها ابْن الْأَشْعَث عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْن الْأَشْعَث ثمَّ عَزله وَولى رجلا من آل عَبْد اللَّهِ ابْن مُغفل غامديا فِيمَا زعم حَاتِم بْن مُسلم ثمَّ هزم ابْن الْأَشْعَث فولاها الْحجَّاج الحكم بْن أَيُّوب الْكُوفَة ولاها عَبْد الْملك حِين قتل مُصعب قطن بْن عَبْد اللَّهِ الْحَارِثِيّ أشهرا ثمَّ عَزله وَولى بشر بْن مَرْوَان نَحوا من سنتَيْن ثمَّ ضم إِلَيْهِ الْبَصْرَة فشخص بشر واستخلف عَمْرو بْن حُرَيْث المَخْزُومِي ثمَّ قدم الْحجَّاج سنة خمس وَسبعين فولاها الْحجَّاج عُرْوَة بْن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وَيُقَال ولى حَوْشَب بْن رُوَيْم الشَّيْبَانِيّ ثمَّ عَزله فولى الْبَراء بْن قبيصَة الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَامر الْحَضْرَمِيّ فَأخْرجهُ مطر بْن نَاجِية الريَاحي ودعا إِلَى ابْن الْأَشْعَث ثمَّ قدمهَا ابْن الْأَشْعَث ثمَّ خرج إِلَى دير الجماجم واستخلف عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْن الْأَشْعَث ثمَّ قدمهَا الْحجَّاج حِين هزم ابْن الْأَشْعَث من الجماجم ثمَّ شخص إِلَى الْبَصْرَة وَولى عُمَيْر بْن هَانِئ من أهل دمشق ثمَّ عَزله وَولى الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل الصَّلَاة وَزِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ عَلَى الشَّرْط حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك
خُرَاسَان كتب عَبْد الْملك عَام قتل مُصعب إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن خازم بولايته عَلَى خُرَاسَان بعث بِالْكتاب مَعَ سُورَة نب أبجر الدَّارمِيّ فَقَالَ لَهُ ابْن خازم لَوْلَا أَنِّي اكره أَن أضْرب بَين بَنِي تَمِيم وسليم لقتلتك وَلَكِن كل كتابك فَأَكله فَكتب عَبْد

(1/294)


الْملك إِلَى بكير بْن وشاح الصريمي إِن قتلته أَو أخرجته من خُرَاسَان فَأَنت الْأَمِير فَقتل بكير ابْن خازم وَأقَام واليا حَتَّى قدم أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَعَزله وَولى أُميَّة ثمَّ عَزله وَولى الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة فِي سنة تسع وَسبعين ثمَّ مَاتَ الْمُهلب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واستخلف ابْنه يَزِيد فأقره عَبْد الْملك سنتَيْن أَو أَكثر ثمَّ ضم خُرَاسَان إِلَى الْحجَّاج فولاها الْحجَّاج قُتَيْبَة بْن مُسلم فَقَدمهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ قبل وَفَاة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
سجستان ولاها عَبْد الْملك عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عدي بْن حَارِثَة بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس ثمَّ عَزله وَضمّهَا مَعَ خُرَاسَان إِلَى أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَسبعين فولاها أُميَّة ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن أُميَّة نَحوا من ثَلَاث سِنِين فَعَزله عَبْد الْملك وَولى مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فَقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أَن يصل إِلَيْهَا وَذَلِكَ سنة سبع وَسبعين ثمَّ عزل أُميَّة وضمت إِلَى الْحجَّاج فولاها عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة سنة ثَمَان وَسبعين فَمَاتَ عبيد اللَّه سنة تسع وَسبعين واستخلف ابْنه أَبَا برذعة فَكتب الْحجَّاج إِلَى الْمُهلب أَن وَجه رجلا من قبلك إِلَى سجستان فَوجه وَكِيع بْن بَكْر بْن وَائِل الْأَزْدِيّ ثمَّ ولاها الْحجَّاج عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث سنة ثَمَانِينَ فَخلع الْحجَّاج وَسَار إِلَى الْعرَاق واستخلف وَذَلِكَ فِي آخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ثمَّ ولى الْحجَّاج عمَارَة بْن تَمِيم القيني أَو اللَّخْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ كتب عَبْد الْملك بْن مَرْوَان إِلَى الْحجَّاج أَن ول مسمع بْن مَالك سجستان فولاه فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ فولى ابْن أَخِيه مُحَمَّد بْن شَيبَان فَعَزله الْحجَّاج وَولى الْأَشْعَث بْن بشر الْكَلْبِيّ ثمَّ عَزله وَضمّهَا إِلَى قُتَيْبَة بْن مُسلم فَبعث قُتَيْبَة أَخَاهُ عَمْرو بْن مُسلم ثمَّ قدمهَا قُتَيْبَة ثمَّ شخص عَنها واستخلف عَبْد ربه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر اللَّيْثِيّ ذَلِكَ كُله سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبَعض سنة سبع وَثَمَانِينَ فَلم يزل عَبْد ربه واليا حَتَّى عَزله قُتَيْبَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين

(1/295)


الْقُضَاة قُضَاة الْبَصْرَة ولى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أسيد الْبَصْرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَند قتل مُصعب بْن الزبير فاستقضى خَالِد عَلَى الْبَصْرَة عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قدم الْحجَّاج بْن يُوسُف فأقره ثمَّ ولى الْحجَّاج هِشَام ابْن هُبَيْرَة اللَّيْثِيّ ثمَّ ولى عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة الْعَبْدي
الْكُوفَة لما اجْتمع النَّاس عَلَى عَبْد الْملك عَند قتل مُصعب أعَاد شريحا ثمَّ قدم الْحجَّاج فأقره عَلَى الْقَضَاء ثمَّ استعفاه فأعفاه وَولى أَبَا بردة بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ثمَّ استعفاه بعد الجماجم فأعفاه فاستقضى أَبَا بَكْر بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ ثمَّ استقضى عَامر بْن شرَاحِيل الشّعبِيّ
الْمَدِينَة غلب عَلَيْهَا طَارق بْن عَمْرو مولى عُثْمَان بْن عَفَّان حِين قتل مُصعب بْن الزبير ودعا إِلَى عَبْد الْملك ثمَّ ولاها عَبْد الْملك الْحجَّاج بْن يُوسُف سنة ثَلَاث وَسبعين فاستقضى الْحجَّاج عَبْد اللَّهِ بْن قيس بْن مخرمَة فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى شخص الْحجَّاج إِلَى الْعرَاق واستخلفه عَلَى الْمَدِينَة ثمَّ ولى عَبْد الْملك عَمه يحيى بْن الحكم عَلَى الْمَدِينَة سنة سِتّ وَسبعين واستخلف أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان فأقره عَبْد الْملك فاستقضى أبان بْن عُثْمَان نَوْفَل بْن مساحق العامري فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى عزل أبان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَولى عَبْد الْملك الْمَدِينَة هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي فاستقضى هِشَام عَمْرو بْن خلدَة الزرقي حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الشَّام قَاضِي عَبْد الْملك أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ
السَّنَد ولاها الْحجَّاج بْن يُوسُف سعيد بْن أسلم الْكلابِي سنة ثَمَان وَسبعين فَقتله مُحَمَّد وَمُعَاوِيَة ابْنا الْحَارِث العلافيان من بَنِي سامة بْن لؤَي فولاها الْحجَّاج مجاع

(1/296)


ابْن سعر أحد بَنِي مرّة بْن عبيد سنة تسع وَسبعين فَمَاتَ مجاع فولاها الْحجَّاج مُحَمَّد بْن هَارُون بْن ذِرَاع النميري سنة ثَمَانِينَ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك
البحران بعث عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عُمَر بْن عبيد اللَّه فَقتل أَبَا فديك ثمَّ ولاها عَبْد الْملك ابْن أسيد بْن الْأَخْنَس بْن شريق الثَّقَفِيّ ولاها الْحجَّاج سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق الْهُذلِيّ فَمَاتَ فاستخلف ابْنه مُوسَى بْن سِنَان بْن سَلمَة فولى الْحجَّاج سعيد ابْن حسان الأسيدي ثمَّ ولى زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ ثمَّ عَزله سنة تسع وَسبعين وَولى مُحَمَّد بْن صعصعة الْكلابِي فولاها مُحَمَّد بْن صعصعة عَبْد الْملك بْن عَبْد اللَّهِ العوذي فَخرج عَلَيْهِ الريان النكري فهرب عَبْد الْملك وهرب مُحَمَّد وَبعث الْحجَّاج يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة فَقتل الريان وصلبه ثمَّ قفل يَزِيد فولاها الْحجَّاج قطن ابْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد
عمان بعث إِلَيْهَا الْحجَّاج مُوسَى بْن سِنَان بْن سَلمَة وَذَلِكَ سنة كَذَا وَسبعين ثمَّ غلب عَلَيْهَا سعيد وَسليمَان ابْنا عباد فَبعث الْحجَّاج طفيل بْن حُصَيْن البهراني فأخرجهما مِنْهَا فَكتب إِلَيْهِ الْحجَّاج أَن يسْتَخْلف ويقفل فاستخلف حَاجِب بْن شيبَة فَمَاتَ بهَا فغلب عَلَيْهَا ابْن عباد فَوجه الْحجَّاج مجاع بْن سعر ثمَّ صرفه عَنها وَولى مُحَمَّد بن صعصعة فَقتله ابْن عباد فَبعث الْحجَّاج سُورَة بْن الْحر فَقتل ابْن عباد وولاها الْحجَّاج سعيد بْن حسان الأسيدي
مصر ولاها عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان فَمَاتَ عَبْد الْعَزِيز سنة أَربع وَثَمَانِينَ فولاها عَبْد الْملك ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك وَذَلِكَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ولاها عَبْد الْملك حسان بْن النُّعْمَان سنة أَربع وَسبعين فَخرج مِنْهَا قَافِلًا

(1/297)


سنة ثَمَان وَسبعين فاستخلف سُفْيَان بْن مَالك الفهمي وَقدم عَلَى عَبْد الْملك فَرده فَلم يمضه عَبْد الْعَزِيز وَولى مُوسَى بْن نصير سنة تسع وَسبعين بدر بْن سُفْيَان بْن مَالك
أفريقية مُوسَى بْن نصير سنة تسع وَسبعين فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك وَقد كَانَ عَبْد الْملك ولى قبل مُوسَى حسان بْن النُّعْمَان الغساني فَلم ينفذهُ عَبْد الْعَزِيز وَهُوَ عَلَى مصر وأنفذ مُوسَى بْن نصير
الجزيرة ولاها عَبْد الْملك أَخَاهُ مُحَمَّد بْن مَرْوَان فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك والوليد
أرمنية وأذربيجان ضمهما إِلَى مُحَمَّد بْن مَرْوَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك فعزل مُحَمَّد بْن مَرْوَان سنة خمس وَثَمَانِينَ واستخلف عَلَى أرمينية وأذربيجان عَبْد اللَّهِ بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَمَاتَ عَبْد اللَّهِ وَولى مُحَمَّد بْن مَرْوَان عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان
الْيَمَامَة يَزِيد بْن هُبَيْرَة ثمَّ إِبْرَاهِيم بْن عَرَبِيّ اللَّيْثِيّ حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك
الصائفة مَالك بْن عبيد اللَّه الْحَنَفِيّ ثمَّ ولى ابْنه الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك ثمَّ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم ثمَّ عَمْرو بْن مُحرز الْأَشْجَعِيّ
الشامات
فلسطين ابْنه سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك
حمص ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك
الْأُرْدُن أَبُو عُثْمَان بْن مَرْوَان بْن الحكم
البلقاء مُحَمَّد بْن عُمَر الثَّقَفِيّ أَخُو يُوسُف بْن عُمَر
الْمَوْسِم سنة ثَلَاث وَأَرْبع وَسبعين الْحجَّاج بْن يُوسُف خمس وَسبعين وَعبد الْملك ابْن مَرْوَان سِتَّة وَسبع أبان بن عُثْمَان

(1/298)


سنة ثَمَان الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك تسع وَسبعين وَسنة ثَمَانِينَ أبان بْن عُثْمَان إِحْدَى وَثَمَانِينَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أبان بْن عُثْمَان ثَلَاث وَأَرْبع وَخمْس وست هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي
الشَّرْط يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة السكْسكِي ثمَّ عَزله وَولى أَبَا ناتل ريَاح بْن عَبدة الغساني ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن زيد الْحكمِي ثمَّ عَزله وَولى كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك
كَاتب الرسائل لَا أَبُو الزعيزعة مَوْلَاهُ
الْخراج والجند سرجون بْن مَنْصُور الرُّومِي فَمَاتَ سرجون فولى سُلَيْمَان بْن سعد مولى خشين حَيّ من قضاعة وَهُوَ أول من ترْجم ديوَان الشَّام بِالْعَرَبِيَّةِ
الْخَاتم وبيوت الْأَمْوَال والخزائن قبيصَة بْن ذُؤَيْب الْخُزَاعِيّ فَمَاتَ قبيصَة فولى عُمَر بْن الْحَارِث
الْحَاجِب أَبُو يُوسُف مَوْلَاهُ
الحرس عدي بْن عَيَّاش مولى لحمير ثمَّ جمعه لأبي الزعيزعة ثمَّ الريان بْن خَالِد بْن الريان مولى بَنِي محَارب فَمَاتَ الريان فولى ابْنه خَالِد بْن الريان حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك كَانَت ولَايَة عَبْد الْملك مُنْذُ اجْتمع عَلَيْهِ ثَلَاث عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَثَمَانِية وَعشْرين يَوْمًا
ولَايَة الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك
ثمَّ بُويِعَ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فِي النّصْف من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ أم الْوَلِيد ولادَة بنت الْعَبَّاس بْن جُزْء بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر بْن جذيمة من بَنِي عبس بْن بغيض

(1/299)


ولد الْوَلِيد بِالْمَدِينَةِ فِي دَار عَبْد الْملك فِي بَنِي حديلة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَيُقَال أقل من ذَلِكَ
مَاتَ فِي خلَافَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عُمَر بْن أَبِي سَلمَة المَخْزُومِي روى عَن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلقمة بْن وَقاص اللَّيْثِيّ وزرارة بْن أوفى الْحَرَشِي وَعبد الرَّحْمَن بْن أذينة بعد الثَّمَانِينَ وَقبل التسعين وَعبد اللَّه بْن عتْبَان الْأَسدي وَعتبَة بْن الندر السّلمِيّ
سنة سبع وَثَمَانِينَ فِيهَا قدم نيزك طرخان عَلَى قُتَيْبَة بْن مُسلم فَصَالحه وَأطلق من فِي يَده من الْأُسَارَى
قُتَيْبَة يفتح بيكند وفيهَا غزا قُتَيْبَة بيكند من بُخَارى فاستنصروا الصغد فأتوهم فِي جمع كثير فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين واتبعهم الْمُسلمُونَ فَقتلُوا مِنْهُم بشرا كثيرا وأسروا واعتصم نَاس بِالْمَدِينَةِ وسألوا الصُّلْح فَصَالحهُمْ وولاهم رجلا من بَنِي قُتَيْبَة ورحل عَنهم فَقتلُوا عَامَّة أَصْحَابه فَرجع قُتَيْبَة فَسَأَلُوهُ الصُّلْح فَأبى فظفر بهَا عَنوة فَقتل من كَانَ فِيهَا من الْمُقَاتلَة وَأصَاب آنِية كَثِيرَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن نصير سردانية من بِلَاد الْمغرب فَافْتتحَ قولة وفيهَا أغزى بْن نصير أَيْضا عَبْد اللَّهِ بْن حُذَيْفَة الْأَزْدِيّ سردانية فغنم وَأصَاب سبيا وَغَنَائِم وفيهَا بنى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك مَسْجِد دمشق

(1/300)


وفيهَا أَمر الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فَبنى مَسْجِد رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَاد عَلَيْهِ وفيهَا كَانَ طاعون الفتيات بِالْبَصْرَةِ فِي شَوَّال وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك فَافْتتحَ فَيعم وبحيرة الفرسان وَبلغ عسكرة قلو ذيما فَقتل وسبى وَأقَام الْحَج عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَفِي سنة سبع وَثَمَانِينَ مَاتَ شُرَيْح القَاضِي والمقدام بْن معدي كرب قَالَ أَبُو نعيم مَاتَ شُرَيْح سنة سِتّ وَسبعين وَعتبَة بْن عَبْد السّلمِيّ من أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا ولد شُعْبَة بْن الْحجَّاج وفيهَا ولد عُمَر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَالِي الْعرَاق
سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ
قُتَيْبَة يَغْزُو تومشكث وأرمثنة فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم تومشكث فَتَلقاهُ أَهلهَا فَصَالَحُوهُ ثمَّ سَار إِلَى أرمثنة فَصَالحه أَهلهَا وَانْصَرف فزحف إِلَيْهِم التّرْك مَعَهم الصغد وَأهل فرغانة فاعترضوا الْمُسلمين وَعَلَيْهِم ابْن أُخْت ملك الصين يُقَال فِي مِائَتي ألف فأظهر اللَّه الْمُسلمين وفض جمع الْمُشْركين

(1/301)


وفيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أرمينية فصاف وشتى وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك وَالْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فرابطا أنطاكية وشتوا بهَا فَجمعت لَهُم الرّوم جمعا كثيرا فزحفوا إِلَيْهِم فَهزمَ اللَّه الرّوم وَقتل مِنْهُم بشرا كثيرا يُقَال خَمْسُونَ ألفا وَفتح اللَّه جرثومة وطوانة وَأقَام الْحَج عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن بسر السّلمِيّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم
سنة تسع وَثَمَانِينَ فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم وردان خذاه ملك بُخَارى فَلم يطقهم فَرجع وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى فَأتى ميورقة ومنورقة جزيرتين بَين صقلية والأندلس وافتتحهما وَهَذِه الْغُزَاة تدعى غَزْوَة الْأَشْرَاف كَانَ مَعَه أَشْرَاف النَّاس وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير ابْنه مَرْوَان بْن السوس الْأَقْصَى فَبلغ السَّبي أَرْبَعِينَ ألفا وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك عمورية فلقي جمعا للْمُشْرِكين فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَأقَام الْحَج عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وفيهَا ولي خَالِد بْن عبد الله الْقَسرِي مَكَّة
وَفِي سنة تسع وَثَمَانِينَ مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن ثَعْلَبَة بْن صعير وَبعد الثَّمَانِينَ وَقبل التسعين مَاتَ زُرَارَة بْن أوفى وَعبد الرَّحْمَن بْن أذينة ومعبد الْجُهَنِيّ وَحميد

(1/302)


ابْن عَبْد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي وَيُونُس بْن جُبَير أَبُو غلاب وَأَبُو أَيُّوب الْأَزْدِيّ وقسامة بْن زُهَيْر وَأَبُو السوار الْعَدوي وَنصر بْن عَاصِم اللَّيْثِيّ وَيحيى بْن يعمر وَعبد الرَّحْمَن وَمُسلم ابْنا أَبِي بكرَة وخيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَن
سنة تسعين فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم وردان خذاه الْغَزْوَة الثَّانِيَة وَأرْسل وردان خذاه إِلَى الصغد وَالتّرْك وَمن حَولهمْ يستنصرهم فَلَقِيَهُمْ قُتَيْبَة فَهَزَمَهُمْ اللَّه وفض جمعهم وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك سورية فَفتح الْحُصُون الْخَمْسَة الَّتِي بهَا وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فَبلغ أرزن ثمَّ رَجَعَ وَأقَام الْحَج عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وفيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمسور بْن مخرمَة وَأَبُو ظبْيَان الْجَنبي
سنة إِحْدَى وَتِسْعين
فِيهَا عزل الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك مُحَمَّد بْن مَرْوَان عَن الجزيرة وأرمينية وأذربيجان وولاها مسلمة بْن عَبْد الْملك فغزا مسلمة سنة إِحْدَى وَتِسْعين التّرْك حَتَّى بلغ الْبَاب من نَحْو أذربيجان فَفتح مَدَائِن وحصونا ودان لَهُ من وَرَاء الْبَاب وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ سهل بْن سعد السَّاعِدِيّ من أَصْحَاب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

(1/303)


سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فِيهَا افْتتح مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ مَدِينَة قنزبور وافتتح أَيْضا مَدِينَة أرمايل صلحا وفيهَا افْتتح قُتَيْبَة شومان وكش ونسف فَكتب إِلَيْهِ الْحجَّاج أَن سر إِلَى رتبيل فَسَار فَصَالحه رتبيل وفيهَا وَجه مُوسَى بْن نصير مَوْلَاهُ طَارِقًا فَأتى طنجة وَهِي عَلَى سَاحل الْبَحْر وَعبر إِلَى الأندلس فَلَقِيَهُ ملكهَا فَقتل وسبى وَأسر فَقتل الْأُسَارَى وَقتل ملكهم قَالَ أَبُو نعيم فِيهَا مَاتَ عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَيُقَال سنة أَربع وَتِسْعين
سنة ثَلَاث وَتِسْعين
فتوح مُحَمَّد بن الْقَاسِم الثَّقَفِيّ فِيهَا افْتتح مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ الديبل ثمَّ سَار إِلَى البيرون فَأَتَاهُ كتاب الْحجَّاج أَنْت أَمِير مَا افتتحت
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وولاه الْحجَّاج وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَفِي ذَلِكَ يَقُول يَزِيد ابْن الحكم ... إِن الشجَاعَة والسماحة والندى لمُحَمد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد ...
... قاد الجيوش لسبع عشرَة حجَّة يَا قرب ذَلِكَ سؤددا من مولد ...

قَالَ فَحَدثني ابْن كهمس بْن الْحسن قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ كنت مَعَ مُحَمَّد بن

(1/304)


الْقَاسِم فجاءنا داهر فِي جمع كثير وَمَعَهُ سَبْعَة وَعِشْرُونَ فيلا فعبرنا إِلَيْهِم فَهَزَمَهُمْ اللَّه وهرب داهر قَالَ أَبِي ثمَّ عبرنا إِلَيْهِم وَاتبع عِصَابَة من الْمُسلمين الْعَدو فَقَتَلُوهُمْ ثمَّ رجعُوا إِلَى الْعَسْكَر فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْل أقبل داهر وَمَعَهُ جمع كثير مصلتين فَقتل داهر وَعَامة أَصْحَابه وَانْهَزَمَ الْآخرُونَ واتبعهم مُحَمَّد بْن الْقَاسِم حَتَّى أَتَى مَدِينَة برهما فَخرج إِلَيْهِ قوم مِنْهُم فقاتلوهم فألجأهم إِلَى مدينتهم فحصرهم حَتَّى فتحهَا ثمَّ سَار إِلَى الكيرج فافتتحها وَفِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين غزا مُوسَى بْن نصير بِلَاد الْمغرب
فَحَدثني بَكْر بْن عَطِيَّة عَن عوَانَة قَالَ غزا مُوسَى بْن نصير فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَأتى طنجة ثمَّ عبر لَا يَأْتِي عَلَى مَدِينَة حَتَّى يفتحها أَو ينزلُوا عَلَى حكمه ثمَّ سَار إِلَى قرطبة ثمَّ سَار مغربا فَافْتتحَ مَدِينَة باجة مِمَّا يَلِي الْبَحْر وافتتح مَدِينَة الْبَيْضَاء وَوجه الجيوش فَجعلُوا يفتحون ويغنمون
وفيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم خوارزم فَصَالَحُوهُ عَلَى عشرَة آلَاف رَأس ثمَّ سَار إِلَى سَمَرْقَنْد فقاتلوه قتالا شَدِيدا وحاصرهم حَتَّى صالحوه عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف عَلَى أَن يعطوه تِلْكَ السّنة ثَلَاثِينَ ألف رَأس فَرضِي بذلك وفيهَا غزا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن لاعبد الْملك أَرض الرّوم فَفتح اللَّه عَلَى يَدَيْهِ حصنا وغزى مَرْوَان بْن الْوَلِيد أَيْضا حَتَّى بلغ خنجرة
وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك فَافْتتحَ بِأبي الْحصن الْجَدِيد من نَاحيَة ملطية وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد بن عبد الْملك

(1/305)


وَفِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مَاتَ أنس بْن مَالك
قَالَ أَبُو الْيَقظَان صلى عَلَيْهِ قطن بْن مدرك الْكلابِي وَبلغ أنس مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين
وفيهَا مَاتَ سعيد بْن الْمسيب وَعُرْوَة بْن الزبير وَأَبُو سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام ومحمود بْن لبيد وخبيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وَجَابِر بن زيد بِالْبَصْرَةِ وَتَمِيم بْن طرفَة بِالْكُوفَةِ وَإِبْرَاهِيم بْن يَزِيد التَّيْمِيّ بواسط فِي حبس الْحجَّاج وَيُقَال سنة أَربع
سنة أَربع وَتِسْعين فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم كابل فحصر أَهلهَا حَتَّى افتتحها وفيهَا غزا قُتَيْبَة فرغانة فحصر أَهلهَا وافتتح قلاعها وَبعث خيلا فافتتحت الشاش وفيهَا قدم مُوسَى بْن نصير من الأندلس وافدا إِلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك يُخبرهُ مَا فتح اللَّه عَلَى يَدَيْهِ وَمَا مَعَه من الْأَمْوَال والتيجان وَبعث إِلَيْهِ بالخمس
وفيهَا قتل مُحَمَّد بْن الْقَاسِم صصة وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك أَرض الرّوم فَافْتتحَ سندرة
وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد أَرض الرّوم فَافْتتحَ أنطاكية وقارطة من السَّاحِل وَفِي سنة أَربع وَتِسْعين غزا عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد أَرض الرّوم حَتَّى بلغ غزالة وَأقَام الْحَج مسلمة بْن عَبْد الْملك

(1/306)


سنة خمس وَتِسْعين فِيهَا فتح مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المولتان وفيهَا قفل مُوسَى بْن نصير من أفريقية واستخلف ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن نصير وَحمل الْأَمْوَال عَلَى الْعجل وَالظّهْر وَمَعَهُ ثَلَاثُونَ ألف رَأس فَقدم عَلَى الْوَلِيد وفيهَا فتح مسلمة بْن عَبْد الْملك مَدِينَة الْبَاب من أرمينية وَهدم مدينتها وأخربها ثمَّ بناها مسلمة بعد تسع سِنِين
مسلمة يفتح شرْوَان وجمران والبران وُصُول وَالْبَاب
فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيد بْن أسيد قَالَ غزا مسلمة فَافْتتحَ شرْوَان وجمران والبران ومدينة صول حَتَّى أَتَى الْبَاب قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَان الْبَاهِلِيّ عَن رجل من باهلة حضر مسلمة قَالَ نزل مسلمة عَلَى مَدِينَة الْبَاب فَأَتَاهُ رجل فَسَأَلَهُ أَن يُؤمنهُ عَلَى نَفسه وَأهل بَيته ويدله عَلَى عَورَة الْمَدِينَة فَأعْطَاهُ ذَلِكَ فَدخل الْمُسلمُونَ الْمَدِينَة وَنذر بهم الْعَدو فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَلَمَّا كَانَ السحر كبر شيخ من الْمُسلمين وَأظْهر اللَّه الْمُسلمين
وفيهَا غزا قُتَيْبَة الشاش غَزْوَة ثَانِيَة فَأَتَتْهُ وَفَاة الْحجَّاج فَرجع إِلَى مَرْوَان وفيهَا قتل الْحجَّاج بْن يُوسُف سعيد بْن جُبَير وفيهَا مَاتَ الْحجَّاج وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين

(1/307)


من كَانَ عَلَى شَرط الْحجَّاج وحرسه وَكتابه
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق للحجاج فَقدم فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين فَكَانَ عَلَى شرطة الْكُوفَة قبل أَن ينزل وَاسِط عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيد السَّعْدِيّ وَضم إِلَيْهِ شَرط الْبَصْرَة فَكَانَ إِذا انحدر إِلَى الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَى شَرط الْكُوفَة ابْن أَخِيه مودودا وَإِذا شخص عَن الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَيْهَا صَاحب شَرط من قبله ثمَّ عَزله الْحجَّاج فولى شرطة الْكُوفَة زِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وشرطة الْبَصْرَة عَامر بْن مسمع بْن مَالك ثمَّ ولى عَبْد الْملك الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة فولى يَزِيد بْن عُمَيْر الأسيدي ثمَّ ابْنه عُمَر بْن يَزِيد بْن عُمَيْر فولى زِيَاد بْن عَمْرو الْعَتكِي ثمَّ بنى وَاسِط وَهُوَ أول من بناها وَكَانَ عَلَى شَرطه بواسط أَرْبَعَة من أهل الشَّام مُوسَى ابْن وجيه الْحِمْيَرِي ومهاصر بْن سحيم الطَّائِي وَعِكْرِمَة بْن الأوصافي حميري وَأَبُو علاقَة السكْسكِي ثمَّ قفل أَبُو علاقَة إِلَى الشَّام وَولى سُفْيَان بْن سليم الْأَزْدِيّ
فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ أَخْبرنِي بشر بْن عِيسَى عَن جده قَالَ مر بِنَا الْحجَّاج بواسط وَأَنا يَوْمئِذٍ غُلَام وَبَين يَدَيْهِ سُفْيَان بْن الْأَبْرَد وَرجل آخر كِلَاهُمَا عَلَى حربته وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ عَلَى حربته أَبُو السكن مولى خشين حَيّ من قضاعة من حمير
قَالُوا وَكَانَ كَاتب الْخراج زَاذَان فروخ فَمَاتَ فولى الْحجَّاج يَزِيد بْن أَبِي مُسلم وَكَاتب الرسائل نَافِع مَوْلَاهُ
مَاتَ الْحجَّاج وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وَمَات فِي آخر ولَايَة الْحجَّاج الْعَلَاء بْن زِيَاد بْن مطر الْعَدوي وَسنَان بْن سَلمَة بْن المحبق وَحَكِيم بْن جَابر وَمَالك بْن الْحَارِث وَعقبَة بْن صهْبَان بعد التسعين
وَفِي ولَايَة الْوَلِيد مَاتَ ربيعَة بْن عباد الدئلي وعباس بْن سهل بْن سعد السَّاعِدِيّ

(1/308)


وَعبد اللَّه بْن أَبِي قَتَادَة وجعفر بْن عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي آخر ولَايَة الْوَلِيد وَعبيد اللَّه بْن عدي بْن الْخِيَار وَأَبُو سعيد المَقْبُري وثابت بْن أَبِي قَتَادَة وَأقَام الْحَج بشر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بن مَرْوَان
سنة سِتّ وَتِسْعين فِيهَا مَاتَ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم أَن الْوَلِيد توفّي يَوْم السبت فِي النّصْف من شهر ربيع الأول وَقَالَ بَعضهم الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَهُوَ ابْن أَربع وَأَرْبَعين صلى عَلَيْهِ سُلَيْمَان ابْن عَبْد الْملك حَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المؤمل المَخْزُومِي قَالَ ولد الْوَلِيد بِالْمَدِينَةِ سنة خمس وَأَرْبَعين قَالَ وَمَات وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَخمسين قَالَ حَاتِم بْن مُسلم ابْن تسع وَأَرْبَعين صلى عَلَيْهِ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَكَانَت ولَايَته تسع سِنِين وَخَمْسَة أشهر وأياما
بيعَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك
ثمَّ بُويِعَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأمه ولادَة بنت الْعَبَّاس هِيَ أم الْوَلِيد بْن عبد الْملك

(1/309)


تَسْمِيَة عُمَّال الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وَالْحجاج
عَلَى الْبَصْرَة الحكم بْن أَيُّوب فِي ولَايَة الْوَلِيد ثمَّ عَزله وَولى طَلْحَة بْن سعيد الْجُهَنِيّ من أهل دمشق ثمَّ عَزله وَولى عَمْرو بْن سعيد العوذي من أهل دمشق ثمَّ عَزله وَولى مهاصر بْن سحيم الْكِنَانِي من أهل حمص ثمَّ عَزله وَولى قطن بْن مدرك الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد الْكُوفَة عُرْوَة بْن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة الثَّقَفِيّ سنة خَمْسَة وَتِسْعين وَزِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ الشَّرْط حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج فولاها يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة حَرْمَلَة بْن عُمَيْر اللَّخْمِيّ حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
خُرَاسَان قُتَيْبَة بْن مُسلم حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد
سجستان كَانَت إِلَى قُتَيْبَة فولاها قُتَيْبَة عَبْد ربه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَيْر اللَّيْثِيّ ثمَّ عَزله وَولى النُّعْمَان بْن عَوْف الْيَشْكُرِي فِي ولَايَة الْوَلِيد حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد
البحران ولاها الْحجَّاج قطن بْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ سنة تسع وَسبعين فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك والوليد وَالْحجاج
عمان عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ ثمَّ عَبْد الْجَبَّار بْن سُبْرَة الْمُجَاشِعِي حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج
السَّنَد مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن أَبِي عقيل سنة خمس وَتِسْعين
مَكَّة مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا نَافِع بْن عَلْقَمَة بْن صَفْوَان فأقره الْوَلِيد سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد

(1/310)


الْمَدِينَة مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي فأقره الْوَلِيد سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان سنة سبع وَثَمَانِينَ فِي أَولهَا أَو آخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ عزل واستخلف عَلَى الْمَدِينَة أَبَا بَكْر ابْن حزم فَعَزله الْوَلِيد وولاها عُثْمَان نب حَيَّان المري فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
الْيَمَامَة مَاتَ عَبْد اللَّهِ وَعَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن عَرَبِيّ فأقره الْوَلِيد
الجزيرة أقرّ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم مَعَ أرمينية وأذربيجان
مصر مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك فأقره الْوَلِيد ثمَّ عَزله وَمن عُمَّال الْوَلِيد عَلَيْهَا قُرَّة بْن شريك الْعَبْسِي
أفريقية مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا مُوسَى بْن نصير فَأَقَامَ سنتَيْن ثمَّ شخص إِلَى الْوَلِيد سنة خمس وَتِسْعين واستخلف ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
الْيمن أقرّ عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن يُوسُف حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
الشامات
دمشق عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
الْأُرْدُن ابْنه عُمَر بْن الْوَلِيد حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
فلسطين سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك
حمص الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
الْمَوْسِم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ هِشَام بْن إِسْمَاعِيل سبع وَثَمَانِينَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ثَمَان وَثَمَانِينَ عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك تسع وَثَمَانِينَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز تسعين عمر بن عبد الْعَزِيز

(1/311)


إِحْدَى وَتِسْعين الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ثَلَاث وَتِسْعين عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أَربع وَتِسْعين مسلمة بْن عَبْد الْملك خمس وَتِسْعين بشر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك
الصائفة مسلمة بْن عَبْد الْملك ثمَّ ابْنه الْعَبَّاس ثمَّ ابْنه عُمَر
الشَّرْط ريَاح بْن عَبدة ثمَّ عَزله وَولى كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد
الرسائل جنَاح مَوْلَاهُ
الْخراج والجند سُلَيْمَان بْن سعد مولى خشين
الْخَاتم عَمْرو بْن الْحَارِث مولى عَامر بْن لؤَي فَمَاتَ فَدفعهُ إِلَى جنَاح مَوْلَاهُ
بيُوت الْأَمْوَال والخزائن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو
الحرس خَالِد بْن الريان
حَاجِبه سعيد مَوْلَاهُ وَيُقَال مُحَمَّد بْن أَبِي سُهَيْل مولى مَرْوَان حَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه وَغَيرهم بذلك أجمع
الْقُضَاة
قضاءالمدينة ولى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْمَدِينَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي أَخّرهَا أَو فِي أول سنة سبع فولى عُمَر الْقَضَاء عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَارِيَة ثمَّ عَزله واستقضى أَبَا بَكْر بْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم ثمَّ عَزله الْوَلِيد وَولى عُثْمَان بْن حَيَّان المري ثمَّ ولى أَبَا بَكْر بْن حزم الْمَدِينَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين

(1/312)


وعَلى الْكُوفَة عَامر الشّعبِيّ وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين فِيهَا جمع سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك الْعرَاق ليزِيد بْن الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة وَولى الْخراج صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن وفيهَا ولى يَزِيد بْن الْمُهلب الْأَشْعَث بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْجَارُود الْبَحْرين فَخرج عَلَيْهِ مَسْعُود بْن أَبِي زَيْنَب الْمحَاربي فانحاز الْأَشْعَث وَضبط مَسْعُود الْبَحْرين
مقتل قُتَيْبَة بن مُسلم الْبَاهِلِيّ
وفيهَا قتل قُتَيْبَة بْن مُسلم بخراسان
فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حَاضر الأسيدي قَالَ أتيت حضين بْن الْمُنْذر حِين سَار النَّاس إِلَى قُتَيْبَة فَقَالَ لي مَا صنع الْقَوْم قلت مَا أَرَاهُم إِلَّا قاتليه إِن وصلوا إِلَى قَتله فَأَطْرَقَ طَويلا ثمَّ قَالَ يَا بْن أَبِي حَاضر كم ترى فِي هَذَا الْعَسْكَر من فرس ودابة وبغل وحمار قلت مائَة ألف قَالَ فوَاللَّه لَو انتخبوا من ذَلِكَ عشرَة آلَاف ثمَّ انتخبوا من الْعشْرَة آلَاف ألفا ثمَّ بعثوا كل وَاحِد فِي وَجه يطْلبُونَ مثل قُتَيْبَة مَا قدرُوا عَلَيْهِ وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين مَاتَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وهوابن ثَلَاث وَخمسين وَإِبْرَاهِيم ابْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف ومحمود بْن الرّبيع الخزرجي وأغزى سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك الصائفة مسلمة بْن عَبْد الْملك وَأقَام الْحَج أَبُو بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد فَافْتتحَ طبرس والمرزبانين وغزا بشر بْن الْوَلِيد فقفل وَقد توفّي الْوَلِيد وفيهَا أُصِيب جِدَار وَهُوَ مَعَه بِأَرْض الرّوم

(1/313)


سنة سبع وَتِسْعين
غَزْوَة يزِيد بن الْمُهلب جرجان فِيهَا غزا يَزِيد بْن الْمُهلب جرجان فحدثنا أَبُو الْحسن قَالَ غزا يَزِيد جرجان فِي خلَافَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَلم تَكُ يَوْمئِذٍ مَدِينَة إِنَّمَا هِيَ جبال مُحِيطَة بهَا وتحول إِلَى صول فَنزل الْبحيرَة جَزِيرَة فِي الْبَحْر وَيزِيد فِي ثَلَاثِينَ ألفا فَدَخلَهَا يَزِيد وَأصَاب أَمْوَالًا ثمَّ خرج إِلَى الْبحيرَة فحاصر صولا فَكَانَ صول يخرج فِي الْأَيَّام فيقاتلهم فَمَكَثُوا كَذَلِكَ أشهرا وَانْصَرف عَنهم فِي شهر رَمَضَان وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ صَالحهمْ يَزِيد عَلَى خمس مائَة ألف دِرْهَم يؤدونها فِي كل عَام وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق أَنه شهد ذَلِكَ مَعَ يَزِيد بْن الْمُهلب قَالَ صَالحهمْ عَلَى خمس مائَة ألف دِرْهَم وزن خَمْسَة وبعثوا إِلَيْهِ بِثِيَاب وطيالسة وَألف رَأس وفيهَا مَاتَ طَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف وَسَعِيد بْن مرْجَانَة وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك برجمة والحصن الَّذِي افْتتح الوضاح وَهُوَ حصن ابْن عَوْف وافتتح أَيْضا مسلمة حصن الْحَدِيد وسرد وسل بضواحي الرّوم وشتى عُمَر بْن هُبَيْرَة فِي الْبَحْر وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بن عبد الْملك

(1/314)


سنة ثَمَان وَتِسْعين
غَزْو يزِيد بن الْمُهلب طبرستان
فِيهَا غزا يَزِيد بْن الْمُهلب طبرستان فَسَأَلَهُ الأصبهبذ الصُّلْح فَأبى فاستعان الأصبهبذ بِأَهْل الْجبَال والديلم فَالْتَقوا عَند سَنَد الْجَبَل فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ هزم اللَّه الْمُشْركين وصعدوا الْجَبَل فَبعث يَزِيد حَيَّان النبطي فَصَالح الأصبهبذ عَلَى سبع مائَة ألف دِرْهَم وَأَرْبع مائَة وقر زعفران أَو قِيمَته من الْعين وَأَرْبع مائَة رجل مَعَ كل رجل برنس وطيلسان وجام فضَّة وسرقة حَرِير وَكِسْوَة فَقبل ذَلِكَ يَزِيد وَانْصَرف عَنهم
قَالَ أَبُو الْحسن غدر أهل جرجان بِمن خلف يَزِيد عَلَيْهِم من الْمُسلمين فَقَتَلُوهُمْ فَلَمَّا فرغ من صلح طبرستان سَار إِلَيْهِم فَتَحَصَّنُوا وصاحبهم الْمَرْزُبَان فَقَاتلهُمْ يَزِيد أشهرا ثمَّ أعْطوا بِأَيْدِيهِم ونزلوا عَلَى حكمه فَقتل مقاتلهم وسبى ذَرَارِيهمْ وصلبهم فرسخين وقاد مِنْهُم اثْنَي عشر ألفا إِلَى الأندر وَادي جرجان فَقَتلهُمْ وأجرى المَاء فِي الْوَادي عَلَى الدَّم وَعَلِيهِ أرحاء ليطحن بدمائهم فطحن واختبز وَأكل وَكَانَ حلف عَلَى ذَلِكَ
وَفِي سنة ثَمَان وَتِسْعين شَتَّى مسلمة بضواحي الرّوم وشتى عُمَر بْن هُبَيْرَة فِي الْبَحْر فَسَار مسلمة من مشتاه حَتَّى سَار إِلَى القسطنينة فِي الْبَحْر وَالْبر فجاوز الخليج وافتتح مَدِينَة الصقالبة وأغارت خيل برجان عَلَى مسلمة فَهَزَمَهُمْ اللَّه

(1/315)


وَخرب مسلمة مَا بَين الخليج وقسطنينية وفيهَا أُصِيب عَبْد اللَّهِ بن رشراحيل وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد وَفِي سنة ثَمَان وَتِسْعين مَاتَ كريب مولى ابْن عَبَّاس وَأَبُو عبيد مولى أبن أَزْهَر وَعبد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَارِيَة وَقيس بْن أَبِي حَازِم وَعبد الرَّحْمَن بْن كَعْب بْن مَالك فِي خلَافَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة فِي خلَافَة سُلَيْمَان
سنة تسع وَتِسْعين
فِيهَا أغارت الخزر عَلَى أرمينية وأذربيجان وَعَلَيْهَا عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَقتل اللَّه عَامَّة الخزر وَكتب بذلك عَبْد الْعَزِيز إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَند ولَايَته فولى عُمَر عدي بْن عدي أرمينية فاحتفر عدي نَهرا يُقَال لَهُ الْيَوْم نهر عدي
وَفَاة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بدابق
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَا مَاتَ سُلَيْمَان بدابق يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من صفر سنة تسع وَتِسْعين وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ عَبْد الْعَزِيز مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ

(1/316)


قَالَ حَاتِم بْن مُسلم ابْن خمس وَأَرْبَعين كَانَت ولَايَته سنتَيْن وَعشرَة أشهر وَنصفا أَو تِسْعَة أشهر وَنصف ولد سُلَيْمَان فِي دَار عَبْد الْملك بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حديلة وَمَات بدابق من أَرض قنسرين
خلَافَة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ثمَّ بُويِعَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَأمه أم عَاصِم بنت عَاصِم بْن عُمَر بن الْخطاب
من كَانَ عَلَى شَرط يَزِيد بْن الْمُهلب وكاتبه حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق ليزِيد بْن الْمُهلب سنة سِتّ وَتِسْعين فَأقر عَلَى شَرط الْكُوفَة زِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وَولى شَرط الْبَصْرَة عُثْمَان بْن الحكم بْن ثَعْلَبَة الْهنائِي وعَلى شَرطه بواسط حَرْب بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ سَار إِلَى خُرَاسَان واستخلف عَلَى الْعرَاق الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فَكَانَ عَلَى شَرطه بواسط مُحَمَّد بْن عَلْقَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن الْحكمِي وَأقر شَرط الْبَصْرَة والكوفة عَلَى مَا كَانَت كَاتب يَزِيد كوثر والمغيرة بْن أَبِي قُرَّة مولى بَنِي سدوس قتل يَزِيد وَهُوَ ابْن تسع وَأَرْبَعين سنة
تَسْمِيَة عُمَّال سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي ثمَّ عَزله وَولى دَاوُد بْن طَلْحَة ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان الْمَدِينَة مَاتَ الْوَلِيد وَعَلَيْهَا عُثْمَان بْن حَيَّان المري فَعَزله سُلَيْمَان وَولى أَبَا بَكْر ابْن حزم فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان

(1/317)


الْيمن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة السَّعْدِيّ من بَنِي سعد بْن بَكْر بْن مُعَاوِيَة
الْبَصْرَة ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب فِي خلَافَة سُلَيْمَان بْن سُفْيَان بْن عُمَيْر الْكِنْدِيّ وعزل عَنها الْجراح وَذَلِكَ سنة مائَة ثمَّ ولاها يَزِيد عَبْد اللَّهِ بْن بِلَال الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى مَرْوَان بْن الْمُهلب حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان
الْكُوفَة مَاتَ الْوَلِيد وَعَلَيْهَا حَرْمَلَة بْن عُمَيْر فأقره يَزِيد بْن الْمُهلب أشهرا ثمَّ عَزله وَولى بشر بْن حسان الْمهرِي ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان بْن حريش الْخَولَانِيّ حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان
خُرَاسَان مَاتَ الْوَلِيد وَعَلَيْهَا قُتَيْبَة بْن مُسلم فَخلع سُلَيْمَان فَقتل قُتَيْبَة وَتَوَلَّى أَمر النَّاس وَكِيع بْن أَبِي سود الغداني فَعَزله يَزِيد بْن الْمُهلب وَولى ابْنه مَخْلَد بْن يَزِيد ثمَّ قدمهَا يَزِيد ثمَّ شخص واستخلف ابْنه مخلدا حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان
سجستان ولاها يَزِيد أَخَاهُ مدْركا ثمَّ عَزله وَولى ابْنه مُعَاوِيَة بْن يَزِيد حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان
السَّنَد كتب سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك إِلَى صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن أَن يَأْخُذ آل بَنِي أَبِي عقيل ويحاسبهم فولى صَالح حبيب بْن الْمُهلب حَرْب الْهِنْد وَيزِيد بْن أَبِي كَبْشَة الْخراج فَأَقَامَ بهَا يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة أقل من شهر ثمَّ مَاتَ واستخلف أَخَاهُ عبيد اللَّه بْن أَبِي كَبْشَة فَعَزله صَالح وَولى عمرَان بْن النُّعْمَان الكلَاعِي ثمَّ جمع حربها وخراجها لحبيب بْن الْمُهلب
البحران ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب الْأَشْعَث بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْجَارُود فَأخْرجهُ مِنْهَا مَسْعُود بْن أَبِي زَيْنَب الْعَبْدي من بَنِي محَارب وَغلب عَلَيْهَا وَذَلِكَ سنة سِتّ وَتِسْعين
أفريقية أقرّ عَلَيْهَا عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن نصير ثمَّ عَزله سنة سبع وَتِسْعين وَيُقَال مُحَمَّد بْن يَزِيد مولى رَيْحَانَة بنت أَبِي الْعَاصِ سنة سبع وَتِسْعين

(1/318)


عمان ولاها صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الرَّحْمَن بْن قيس اللَّيْثِيّ ثمَّ ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب أَخَاهُ زِيَاد بْن الْمُهلب
الْيَمَامَة ولاها سُلَيْمَان سُفْيَان بْن عَمْرو الْعقيلِيّ ثمَّ نوح بْن هُبَيْرَة
أرمينية عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان وَلم تغز أرمينية حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان
الْمَوْسِم سنة سِتّ وَتِسْعين أَبُو بَكْر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وَسبع وَتِسْعين سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك ثَمَان وَتِسْعين عَبْد الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن أسيد
الصائفة أَيُّوب بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك ثمَّ مسلمة بْن عَبْد الْملك
الشَّرْط كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي
كَاتب الرسائل لَيْث بْن أَبِي رقية مولى أم الحكم بنت أَبِي سُفْيَان
الْخراج والجند سُلَيْمَان بْن سعد مولى خشين
الْخَاتم نعيم بْن أَبِي سَلامَة مولى لأهل الْيمن
بيُوت الْأَمْوَال والخزائن وَالرَّقِيق والنفقات عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْحَارِث مولى بَنِي عَامر بْن لؤَي
الحرس خَالِد بْن الريان مولى بَنِي محَارب
حَاجِبه أَبُو عبيد مَوْلَاهُ فِي خلَافَة سُلَيْمَان ولد سُفْيَان بْن سعيد الثَّوْريّ وَمَالك بْن أنس قَالَ عَبْد الرَّحْمَن سألتهما عَن سنهما فاتفقا عَلَى ذَلِكَ وَفِي سنة تسع وَتِسْعين غزا الْوَلِيد بْن هِشَام وَعَمْرو بْن قيس الْكِنْدِيّ أَبُو عِيسَى بن

(1/319)


عَمْرو فأصيب من أَصْحَاب عَمْرو بْن قيس بْن الْجَعْد فِي نَاس من أهل إنطاكية وَأصَاب الْوَلِيد بْن هِشَام فُرْسَانًا من ضواحي الرّوم وَأسر نَاسا كثيرا
وفيهَا حمل عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الطَّعَام وَالدَّوَاب إِلَى مسلمة بْن عَبْد الْملك إِلَى بِلَاد الرّوم وَأمر من كَانَ لَهُ هُنَاكَ حميم أَن يبْعَث إِلَيْهِ وَبعث مَعَه بعثا فأغاث النَّاس وَأذن لَهُم فِي القفول وفيهَا أغارت التّرْك عَلَى أذربيجان
فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء وَغَيره أَن التّرْك أَصَابُوا من النَّاس فَصَارَ إِلَيْهِم عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَقتل اللَّه التّرْك فَلم يفلت مِنْهُم إِلَّا الشريد وَقدم عَلَى عُمَر وَهُوَ بخناصرة
وفيهَا قدم يَزِيد بْن الْمُهلب من خُرَاسَان فَمَا قطع الجسر إِلَّا وَهُوَ مَعْزُول وَقدم عدي بْن أَرْطَاة واليا من قبل عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى الْبَصْرَة فَذهب يَزِيد يسلم عَلَيْهِ فأوثقه فِي الْحَدِيد وَبعث بِهِ إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فحبسه عُمَر حَتَّى مَاتَ
وفيهَا بعث عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي عَلَى خُرَاسَان وَكتب إِلَيْهِ عُمَر أَلا تغزوا وتمسكوا بِمَا فِي أَيْدِيكُم
وَأقَام الْحَج أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم
وَفِي سنة تسع وَتِسْعين مَاتَ عبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبَة وَمَات عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة فِي آخر ولَايَة سُلَيْمَان وَمَات قبل الْمِائَة عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأسود بْن يَزِيد النَّخعِيّ وحضين بْن الْمُنْذر أَبُو ساسان أول خلَافَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَفِي ولَايَة سُلَيْمَان مَاتَ سَالم بْن أَبِي الْجَعْد

(1/320)


سنة مائَة
أَقَامَ الْحَج أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم
وفيهَا مَاتَ خَارِجَة بْن زيد بْن ثَابت وَأَبُو أُمَامَة بْن سهل بْن حنيف وَأَبُو بَكْر ابْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وَبسر بْن سعيد مولى الحضرميين وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ بِالْبَصْرَةِ وَمُسلم بْن يسَار بِالْبَصْرَةِ وَتَمِيم بْن سَلمَة بِالْكُوفَةِ وَشهر بْن حَوْشَب بِالشَّام وفيهَا ولد حَمَّاد بْن زيد
سنة إِحْدَى وَمِائَة

وَفَاة عمر بن عبد الْعَزِيز
فِيهَا مَاتَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه أَن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من رَجَب بدير سمْعَان من أَرض حمص وَصلى عَلَيْهِ يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَسِتَّة أشهر
وَحَدَّثَنِي عُثْمَان بْن عُثْمَان قَالَ نَا عَلِيّ بْن زيد بْن جدعَان قَالَ سَمِعت عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ تمت حجَّة اللَّه عَلَى ابْن الْأَرْبَعين وَمَات لَهَا قَالَ الْأَصْمَعِي عَن ابْن أَبِي الزِّنَاد عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ توفّي أَبِي وَمَا استوفى الْأَرْبَعين

(1/321)