شذرات الذهب في أخبار من ذهب

السنة السادسة
فيها بيعة الرضوان [1] ، وموت سعد بن خولة، الذي رثى له النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة [2] .
قيل: وفيها غزوة بني المصطلق.
وفيها فرض الحج [3] ، وقيل: سنة خمس.
وكسفت الشّمس.
ونزل حكم الظّهار [4] [5] .
__________
[1] وذلك في صلح الحديبية، وقد بايع المسلمون تحت الشجرة بيعة الرضوان، حيث قال الله:
لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ 48: 18 [الفتح: 18] .
[2] والصحيح أنه مات في حجة الوداع. انظر «الإصابة» (4/ 139) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (2/ 343، 344) . وهو سعد بن خولة القرشي العامري.
[3] والصحيح في السنة التاسعة أو العاشرة. وأما الآية الكريمة: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ 2: 196 فإنها وإن كانت قد نزلت سنة ست عام الحديبية، فليس فيها فرضية الحج، وإنما فيها الأمر بإتمامه، وإتمام العمرة بعد الشروع فيها، وذلك لا يقتضي وجوب الابتداء، وانظر «زاد المعاد لابن قيم الجوزية (2/ 101) .
[4] في الأصل والمطبوع: منزل حكم الطهارة، وهو خطأ. وانظر «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (1/ 21) .
والظّهار: أن يقول الرجل لامرأته: أنت عليّ كظهر أمي. وكانت العرب تطلق نساءها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان الظهار في الجاهلية طلاقا، فلما جاء الإسلام نهوا عنه وأوجبت الكفارة على من ظاهر من امرأته، وذلك حين نزل قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ من 58: 3

(1/123)


السنة السابعة
فيها غزوة خيبر [1] ، وفتحها في صفر، وأكرم بالشهادة بضعة عشر.
__________
نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ من قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ به وَالله بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ من قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ الله وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ 58: 3- 4 (المجادلة: 2- 4) . وانظر «لسان العرب» لابن منظور «ظهر» (4/ 2770) ، و «تفسير ابن كثير» (4/ 318- 322) ، و «زاد المعاد» لابن القيم (5/ 322) فقد توسعوا في الكلام حول هذا الموضوع.
وانظر كلام المؤلف في ص (138- 142) من هذا المجلد.
[5] قلت: وفي سنة ست من الهجرة أيضا أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسائله إلى ملوك الأمم، وزعماء القبائل. انظر كتاب «إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم» لابن طولون بتحقيقي ص (18- 21) ، طبع مؤسسة الرسالة.
[1] قال الإمام ابن القيم: قال موسى بن عقبة: ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من الحديبية، مكث بها عشرين ليلة أو قريبا منها، ثم خرج غازيا إلى خيبر، وكان الله عز وجل وعده إياها وهو بالحديبية. وقال مالك: كان فتح خيبر في السنة السادسة. والجمهور: على أنها في السابعة. وقطع أبو محمد بن حزم: بأنها كانت في السادسة بلا شك، ولعل الخلاف مبنيّ على أوّل التاريخ، هل هو شهر ربيع الأول شهر مقدمه المدينة، أو من المحرم في أول السنة؟ وللناس في هذا طريقان. فالجمهور على أن التاريخ وقع من المحرم، وأبو محمد بن حزم يرى أنه من شهر ربيع الأول حين قدم. «زاد المعاد» (3/ 316) . وانظر خبر هذه الغزوة فيه.
وخيبر على ثمانية برد من المدينة المنورة لمن يريد الشام، وتشتمل على سبعة حصون، ومزارع، ونخل كثير. انظر «معجم البلدان» لياقوت (2/ 409- 411) ، و «الروض المعطار» للحميري ص (228) .

(1/124)


وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفيّة [1] ، وميمونة [2] ، وأمّ حبيبة [3] ، وجاءته مارية القبطية [4] .
وقدم جعفر ومهاجرة الحبشة رضي الله عنهم.
وأسلم أبو هريرة [5] رضي الله عنه.
وفيها عمرة القضاء.
__________
[1] هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب، سبيت في فتح خيبر سنة سبع من الهجرة، فوقعت في سهم دحية الكلبي رضي الله عنه، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، ثم إن النبيّ صلى الله عليه وسلم لما طهرت تزوجها، وجعل عتقها صداقها، وكانت شريفة عاقلة ذات حسب، وجمال، ودين، لها عشرة أحاديث في كتب السنة، منها واحد متفق عليه، توفيت سنة (50) هـ رضي الله تعالى عنها وأرضاها. انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص (82، 83) ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 231- 238) ، و «الأعلام» للزركلي (3/ 206) .
[2] هي أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأخت أم الفضل زوج العباس، وخالة خالد بن الوليد، وخالة ابن عباس. تزوجها النبيّ صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة، وكانت من سادات النساء، روي لها سبعة أحاديث في «الصحيحين» وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثا، وتوفيت في «سرف» وهو الموضع الذي كان فيه زواجها بالنبيّ صلى الله عليه وسلم قرب مكة، ودفنت به، وذلك سنة (51) هـ. انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 238- 245) ، و «الأعلام» للزركلي (7/ 342) .
[3] هي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ببلاد الحبشة مهاجرة، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار، وسيقت إليه من هناك، مسندها خمسة وستون حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديثين، وتفرد مسلم بحديثين.
توفيت في أيام أخيها معاوية سنة (44) هـ، وقيل سنة (42) رضي الله عنها وأرضاها. انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 218- 223) ، و «زاد المعاد» لابن القيم (1/ 109) .
[4] وقد أرسلها إليه المقوقس ملك مصر والإسكندرية مع حاطب بن أبي بلتعة حين قدم إليه برسالة النبيّ صلى الله عليه وسلم. انظر «إعلام السائلين» لابن طولون ص (77- 81) بتحقيقي.
[5] واسمه عبد الرحمن بن صخر الدّوسيّ، وهو سيد الحفاظ الأثبات. انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 578- 632) .

(1/125)


السنة الثامنة
فيها غزوة مؤتة [1] ، واستشهد بها الأمراء الثلاثة: زيد بن حارثة، الذي نوّه القرآن بقدره، وذكره، وجعله النبيّ صلى الله عليه وسلم [هو] [2] وابنه [3] كفؤا للعربيات والقرشيات.
ثانيهم جعفر بن أبي طالب الطيّار، واستشهد وله إحدى وأربعون سنة، ومناقبه عديدة، قال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أشبهت خلقي وخلقي» [4] ، وناهيك بها فضيلة.
ثالثهم عبد الله بن رواحة الخزرجيّ، أحد النقباء، الصادق في طلب الشهادة، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
__________
[1] وذلك في شهر جمادى الأولى منها. انظر خبرها في «زاد المعاد» (3/ 381- 386) ، و «تاريخ خليفة بن خياط» ص (86، 87) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (2/ 234- 238) وغير ذلك من المصادر.
[2] لفظة «هو» سقطت من الأصل، وأثبتناها من «المطبوع» .
[3] هو أسامة بن زيد حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبّه. انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 496- 507) .
[4] وهو قطعة من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما رواه البخاري رقم (2699) في الصلح: باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان، فلان بن فلان، وإن لم ينسبه إلى قبيلة أو نسبة، و (4251) في المغازي: باب عمرة القضاء، وليس الحديث عند مسلم، وقد وهم من نسبه إليه.

(1/126)


وفتح الله فيها على يد خالد بن الوليد، وهي أول مشاهده في الإسلام.
وفي رمضان منها فتح مكة.
وغزوة حنين في شوال.
ثم حصار الطائف، ونصب النبيّ صلى الله عليه وسلم عليهم المنجنيق، ثم رحل عنها عن غير فتح، وأسلم أهلها في العام القابل.
وفيها غزوة ذات السّلاسل.
وفيها غلا السّعر فقالوا: يا رسول الله سعّر لنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله هو المسعّر، والقابض الباسط» [1] . وفيها ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووهب [2] النبيّ صلى الله عليه وسلم لأبي رافع [3] لمّا بشّره بولادته عبدا، وتنازعت الأنصار في رضاعه، فدفعه صلى الله عليه وسلم إلى أبي سيف [4] ، وزوجته أمّ سيف [5] .
وتوفيت ابنته زينب، وهي أكبر أولاده صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] هو قطعة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه رواه الترمذي رقم (1314) في البيوع:
باب ما جاء في التسعير، وأبو داود رقم (3451) في الإجازة: باب التسعير، وابن ماجة رقم (2200) في التجارات: باب من كره أن يسعر، وإسناده صحيح. وانظر «جامع الأصول» لابن الأثير (1/ 595) بتحقيقي.
[2] حرف الواو الأول سقط من الأصل، وأثبتناه من المطبوع.
[3] اختلف في اسمه، فقيل: أسلم، وقيل إبراهيم، وقيل: هرمز، وقيل: ثابت. وقيل: غير ذلك، وقال ابن عبد البر: أشهر ما قيل في اسمه أسلم. انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 16) . وانظر خبر هبة النبيّ صلى الله عليه وسلم له عبدا في «الاستيعاب» لابن عبد البر على هامش «الإصابة» (1/ 106) في ترجمة إبراهيم بن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
[4] هو أبو سيف القين، وهو الحداد، كان من الأنصار انظر «الإصابة» لابن حجر (11/ 185، 186) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (6/ 161) .
[5] انظر خبرها في «الإصابة» (13/ 232) ، و «أسد الغابة» (7/ 349) .

(1/127)


السنة [1] التاسعة
فيها غزوة تبوك في رجب [2] .
وحجّ أبو بكر رضي الله عنه بالنّاس.
ومات النّجاشيّ [3] في رجب.
وتوفيت أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن أبي بن سلول [4] رأس المنافقين، وكان موته في ذي القعدة، وهو القائل: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ، فلما رجعوا من غزوة تبوك منعه ابنه عبد الله، المفلح، الصالح من دخول المدينة حتى يأذن له النبيّ صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] لفظة «السنة» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[2] انظر خبر هذه الغزوة والتعليق عليها في «زاد المعاد» لابن القيم (3/ 526- 528) .
[3] النجاشي: هو لقب من ملك الحبشة في ذلك العهد، واسم المعني هنا أصحمة بن أبجر، وأصحمة يعني بالعربية «عطية» وهو الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام مع عمرو بن أمية الضمري، فأسلم وصدق. وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما بلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم موته نعاه، وخرج بالصحابة إلى المصلى فصف بهم، وكبر أربعا. وقد وهم من قال بأن النجاشي الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير النجاشي الذي صلى عليه، لأن كتب التاريخ والسّنّة لم تذكر لنا سوى نجاشي واحد، وإلا لكانت ألمحت إلى الآخر دون شك. انظر «عمدة الأحكام» للمقدسي ص (117) بتحقيقي.
[4] وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ، إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ 9: 84 (التوبة: 84) . وانظر «تفسير ابن كثير» (2/ 378- 380) ، و «الأعلام» للزركلي (4/ 65) .

(1/128)


وفيها قتل عروة الثقفيّ، قتله قومه أن دعاهم إلى الإسلام، وكان من دهاة العرب.
وتوفي سهيل بن بيضاء الفهريّ، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وقتل ملك الفرس، وملّكوا بوران [1]- بضم الباء الموحدة وبالراء- وإليها الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة» [2] .
__________
[1] في الأصل، والمطبوع: «بورب» وهو خطأ، والتصحيح من «فتح الباري» لابن حجر (8/ 128) وهي بوران بنت شيرويه بن كسرى بن برويز.
[2] هو قطعة من حديث رواه البخاري رقم (4425) في المغازي: باب كتاب النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، و (7099) في الفتن: باب رقم (18) ، والترمذي رقم (2262) في الفتن:
باب رقم (75) ، والنسائي (8/ 227) في القضاة: باب النهي عن استعمال النساء في الحكم، وأحمد في «المسند» (5/ 38 و 43 و 47 و 51) .

(1/129)


السنة [1] العاشرة
فيها حجة الوداع [2] ، ولم يحج صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة سواها [3] ، ولم ينضبط عدد حجّاته قبلها، لكن كان نفلا، إذ فرض الحج كان في السنة السادسة كما تقدم [4] .
وفيها توفي إبراهيم بن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو ابن سنة ونصف، وكسفت الشمس يوم مات [5] .
ذكر بعض الشافعية أن كسوفها يوم مات إبراهيم يردّ على أهل الفلك، لأنه مات في غير يوم الثامن والعشرين، والتاسع والعشرين، وهم يقولون لا تنكسف إلا فيهما.
قال اليافعي [6] : وهذا يحتاج إلى نقل صحيح، فإن العادة المستقرة المستمرة كسوفها في اليومين المذكورين.
__________
[1] لفظة «السنة» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[2] سميت حجة الوداع لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فيها خطبا كثيرة ودع المسلمين بها، ومات بعدها بقليل، ولم يحج بعد ما فرض الحج سواها.
[3] وهو الصواب.
[4] انظر التعليق على حوادث السنة السادسة ص (124) .
[5] قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلوا وتصدقوا» . انظر نص الحديث وتخريجه في «عمدة الأحكام» للمقدسي بتحقيقي ص (111) .
[6] هو عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي، عفيف الدين، مؤرخ باحث، متصوف، من شافعية

(1/130)


وفيها أسلم جرير [1] ، وظهر الأسود العنسيّ [2] ، وكان له شيطان يخبره بالمغيّبات فضلّ به كثير من النّاس، وكان بين ظهوره وقتله نحو من أربعة أشهر، ولكن استطارت فتنته استطارة النار، وتطابقت عليه اليمن والسواحل، كجاد عثر [3] ، والشّرجة [4] ، والحردة [5] ، وغلافقة [6] ، وعدن، وامتد إلى الطائف، وبلغ جيشه سبعمائة فارس، وكان عكّ [7] بتهامة اليمن معترضين عليه، وقد كانوا أول مرتدّ [8] بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجمّعوا على غير [9] رئيس بالأعلاب [10] وأوقع [11] بهم الطاهر بن أبي هالة [12] ، ومعه
__________
اليمن، نسبته إلى يافع من حمير، من كتبه «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في حوادث الزمان» وقد نقل المؤلف عنه (1/ 51- 52) بتصرف. انظر «الأعلام» للزركلي (4/ 72) .
[1] هو جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 530- 537) .
[2] انظر «إعلام السائلين» لابن طولون ص (110- 111) بتحقيقي.
[3] كذا الأصل، والمطبوع، وفي «تاريخ الطبري» (3/ 230) : «حاز عثر» ولعل الصواب «حازّة عثر» والله أعلم. انظر «معجم البلدان» (2/ 205) و (4/ 85) لأن «حازّة» أقرب بلدة إلى «عثر» ولعلها من أعمالها.
[4] في الأصل والمطبوع: «الشريحة» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (3/ 230) .
وانظر «معجم البلدان» لياقوت (3/ 334) ، و «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (1/ 203) .
[5] قال ياقوت: حردة: بالفتح: بلد باليمن له ذكر في حديث العنسي، وكان أهله ممن سارع إلى تصديق العنسي. «معجم البلدان» (2/ 240) .
[6] غلافقة: بلد على ساحل بحر اليمن مقابل زبيد. انظر «معجم البلدان» (4/ 208) .
[7] عك: اسم قبيلة تنسب إلى عك بن عدثان بالثاء المثلثة ابن عبد الله بن الأزد، وليس ابن عدنان أخا معد. انظر «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (3/ 324) .
[8] في المطبوع: «وقد كانوا أول مرشد» وهو تحريف، وفي المصادر التي بين أيدينا أن ذلك وقع في السنة الحادية عشرة من الهجرة. انظر على سبيل المثال: «تاريخ الطبري» (3/ 227- 230) و (3/ 320- 322) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (2/ 374، 375) .
[9] في الأصل، والمطبوع: «غمير» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (3/ 320) .
[10] في الأصل، والمطبوع: «الأغلاب» وهو خطأ، والأعلاب: أرض لعك بين مكة والساحل، لها ذكر في حديث الردة. انظر «معجم البلدان» لياقوت (1/ 222) .
[11] في الأصل: «ووقع» وما أثبتناه من المطبوع.
[12] قال الطبري: وقال في ذلك الطاهر بن أبي هالة رضي الله عنه:
«وو الله لولا الله لا شيء غيره ... لما فضّ بالأجراع جمع العثاعث

(1/131)


مسروق العكّي وبدّدهم، وسمّاهم أبو بكر رضي الله عنه الأخابث [1] .
وكثرت الوفود فيها، وقيل: في التاسعة، وكانت غزواته صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين، وقيل: سبعا وعشرين، وسراياه ستا وخمسين، وقيل: غير ذلك، والله أعلم.
__________
فلم تر عيني مثل يوم رأيته ... بجنب صحار في جموع الأخابث
قتلناهم ما بين قنّة خامر ... إلى القيعة الحمراء ذات النبائث
وفئنا بأموال الأخابث عنوة ... جهارا ولم نحفل بتلك الهثاهث»
«تاريخ الطبري» (3/ 321) ، وانظر «الإصابة» لابن حجر (5/ 218) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (3/ 73) .
[1] في المطبوع: «الأخابت» وهو تصحيف.

(1/132)