فتوح مصر والمغرب
وحبّان بن بحّ الصدائى
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديث واحد؛ وهو ابن لهيعة،
عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم الحضرمى، عن حبّان بن بحّ الصدائى،
قال: (1 إنّ قومى كفروا فأخبرت أن النبي صلّى الله عليه وسلم جهّز
إليهم جيشا، فأتيته فقلت: إن قومى على الإسلام، قال: أكذلك «2» ؟
قلت: نعم. قال: فاتّبعته ليلتى حتى الصباح، فأذنت بالصلاة لمّا أصبحت،
وأعطانى ماء فتوضّأت منه، فجعل النبي صلّى الله عليه وسلم أصابعه فى
الإناء فانفجر عيونا، فقال: من أراد منكم أن يتوضّأ فليتوضّأ؛ فتوضأت
وصلّيت، فأمّرنى عليهم، وأعطانى صدقاتهم. فقام رجل إلى رسول الله صلّى
الله عليه وسلم فقال: إن فلانا ظلمنى، فقال رسول الله صلّى الله عليه
وسلم: لا خير فى الإمارة لمسلم، ثم جاء رجل يسأل صدقة، فقال له النبي
صلّى الله عليه وسلم: إن الصدقة صداع وحريق فى البطن، أو داء، فأعطيته
صحيفتى؛ صحيفة إمرتى وصدقتى، فقال: ما شأنك؟ فقلت: أقبلها وقد سمعت ما
سمعت؟ قال: هو ما سمعت 1) . حدثناه سعيد بن أبى مريم.
وزياد بن الحارث الصدائى
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديث واحد، وهو حديث عبد
الرحمن بن زياد بن أنعم، قال: حدثنا زياد بن نعيم، قال سمعت: زياد بن
الحارث الصدائى، قال: (* أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ فبايعته
على الإسلام، فأخبرت أنه قد بعث جيشا إلى قومى، فقلت:
يا رسول الله، اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومى وطاعتهم، فقال: اذهب
فردّهم. فقلت يا رسول الله، إن راحلتى قد كلّت، ولكن ابعث إليهم رجلا.
قال: فبعث إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم رجلا وكتب معه إليهم
فردّهم، قال الصدائى: فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال لى رسول الله صلّى
الله عليه وسلم: يا أخا صداء، إنّك لمطاع فى قومك. قلت: بل الله هداهم
للإسلام.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أفلا أؤمّرك عليهم؟ قلت: بلى.
فكتب لى كتابا بذلك، فقلت: يا رسول الله، مر لى بشىء من صدقاتهم، فكتب
لى كتابا آخر بذلك. وكان فى بعض أسفاره، فنزل رسول الله صلّى الله عليه
وسلم منزلا فأتى أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم يقولون: أخذنا بشىء كان
بيننا وبينه فى الجاهليّة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أو
فعل؟ قالوا: نعم فالتفت إلى
(1/345)
أصحابه وأنا فيهم فقال: لا خير فى الإمارة
لرجل مؤمن. قال الصدائى فدخل قوله فى نفسى. قال: ثم أتاه «1» آخر فقال:
يا رسول الله أعطنى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من سأل الناس
عن ظهر غنى، فهو صداع فى الرأس، وداء فى البطن. فقال السائل فأعطنى من
الصدقة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن الله لم يرض فيه بحكم
نبىّ ولا غيره حتى حكم هو فيها، فجزّأها ثمانية أجزاء. فإن كنت من تلك
الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقّك. قال الصدائى: فدخل ذلك فى نفسى لأنّى
سألته من الصدقات وأنا غنىّ. ثم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم
اعتشى من أوّل الليل فلزمته وكنت قويّا، وكان وأصحابه «2» ينقطعون عنه
«3» ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيرى، فلما كان أوان صلاة الصبح
أمرنى فأذّنت وجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فينظر إلى ناحية المشرق
ويقول: لا، حتى إذا طلع لفجر نزل فتبرّز ثم انصرف إلىّ وقد تلاحق
أصحابه، فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ فقلت:
لا، إلا شىء قليل لا يكفيك، فقال اجعله فى إناء ثم ائتنى به؛ ففعلت،
فوضع كفّه فى الإناء فرأيت بين كلّ إصبعين من أصابعه عينا تفور. فقال:
لولا أنى أستحى من ربّى يا أخا صداء لسقينا واستقينا، ناد فى الناس من
له حاجة بالماء، فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم، ثم جاء بلال فأراد أن
يقيم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنّ أخا صداء أذّن ومن أذّن
فهو يقيم. قال الصدائى: فأقمت، فلما قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلم
صلاته أتيته بالكتابين، فقلت: يا رسول الله، أعفنى من هذين، فقال: وما
بدا لك؟ فقلت: إنى سمعتك تقول:
لا خير فى الإمارة لرجل مؤمن، وأنا أؤمن بالله ورسوله. وسمعتك تقول
للسائل: من سأل عن ظهر غنى فهو صداع فى الرأس وداء فى البطن، وقد سألتك
وأنا غنىّ. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم هو ذاك، إن «4» شئت
فاقبل، وإن شئت فدع «5» . فقال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
فدلّنى على رجل أؤمّره عليهم «6» ، فدللته على رجل من الوفد الذين
قدموا عليه فأمّره علينا. ثم قلنا «7» : يا رسول الله، إنّ لنا بئرا
إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها؛ فاجتمعنا عليها، وإذا كان
(1/346)
الصيف قلّ ماؤها؛ فتفرّقنا «1» على مياه
حولنا. وقد أسلمنا وكلّ من حولنا عدوّ، فادع الله لنا فى بئرنا أن
يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرّق. قال فدعا بسبع حصيات فعركهن «2»
فى يده ودعا فيهنّ ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات؛ فإذا أتيتم البئر
فألقوها واحدة واحدة، واذكروا اسم الله. قال الصدائى: ففعلنا فما
استطعنا بعد ذلك أن ننظر فى قعرها*) ، يعنى البئر. حدثناه المقرئ.
وممّن دخلها من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فرووا عنه حكاية
عن رأيه ولم يرو عنه غيرهم.
أبو عميرة المزنى
ولهم عنه حديث واحد؛ وهو ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن رجل من مزينة
يقال له أبو عميرة، وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنهم
كانوا إذا كانوا فى الغزو، فاصطفّوا هم والعدوّ لم يقاتلهم حتى يسألهم
هل لأحد منهم أمان؟ فإن كان لأحد منهم أمان تركه وإلا قاتل. حدثناه أبو
الأسود النضر بن عبد الجبّار. وقد أدخل بعض الناس فيما بين بكر بن
سوادة وأبى عميرة، شيبان.
وأبو وحوح البلوىّ
ولهم عنه حديث واحد؛ وهو ابن لهيعة عن الحارث بن يعقوب، عن أبى شعيب
مولى أبى وحوح قال: دخل علينا أبو وحوح صاحب رسول الله صلّى الله عليه
وسلم وقد غسلنا ميّتا ونحن نغتسل، فلفّ ريطته مخراقا فجعل يضربنا به
ويقول: ويحكم ليس نحن بأنجاس أحياء وأمواتا، لقد خشيت أن تكون سنّة.
حدثناه أبو الأسود. وحدثناه عمرو بن سوّاد، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة.
وأبو مسلم الغافقىّ
ولهم عنه حديث واحد؛ وهو ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى
الخير، أنّ أبا مسلم صاحب النبي صلّى الله عليه وسلم، كان يؤذّن لعمرو
بن العاص قال: فرأيته يبخّر المسجد. قال «3» : فقطعها عمر بن عبد
العزيز. حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
(1/347)
وصلة بن الحارث
الغفارى
ولهم عنه حديث واحد، وهو حيوة بن شريح، قال: أخبرنى الحجّاج بن شدّاد
الصنعانى، أن أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفارى، أخبره أن سليم بن
عتر كان يقصّ على الناس وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفارى وهو
من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: والله ما تركنا عهد نبيّنا
صلّى الله عليه وسلم! ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين
أظهرنا. حدثناه المقرئ، عن حيوة بن شريح.
وشرحبيل بن حسنة
ولهم عنه حديث، وهو ابن وهب، عن يحيى بن أيّوب، عن جعفر بن ربيعة، عن
علىّ بن رباح، عن شرحبيل بن حسنة، أنه قرأ فى الجمعة الَّذِينَ
كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
«1» حدثناه عمرو بن سوّاد.
ومسعود بن الأسود البلوى
ولهم عنه حديث، وهو ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن على بن رباح، عن
مسعود بن الأسود، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم- وكان ممّن بايع
تحت الشجرة- أنه استأذن عمر بن الخطّاب فى غزو «2» إفريقيّة، فقال عمر:
إفريقيّة غادرة مغدور بها. حدثناه أسد ابن موسى، عن ابن لهيعة.
وأبو مليكة البلوى
ولهم عنه غير حديث. منها ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن على بن رباح،
قال قال: أبو مليكة- وكان من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم، لأبى
راشد الذي كان أميرا أو واليا بفلسطين-: كيف بك يا أبا راشد إذا «3»
وليتك ولاة، إن عصيتهم دخلت النار، وإن أطعتهم دخلت النار؟. حدثناه أبو
الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن ابن رويفع، أنه حدّث
أن أبا مليكة مرّ على رجل وهو يبكى، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: ما لى لا
أبكى وقد
(1/348)
أفرطت صلاة العصر فلم أصلّها حتى غابت الشمس. فقال أبو مليكة: أو لم
تصلّها حين ذكرت؟ قال: بلى: قال: إنك قد أتممت صلاتك، ولو أنك لم تذكر
أنك سهوت كان التسبيح يرفع لكم، فما سها الرجل فى المكتوبة من ركوع أو
سجود أو سهو عنها؛ فإنه يجعل له من تسبيحه تمام ما نقص من صلاته.
حدثناه شعيب بن الليث، وعبد الله بن صالح. |