السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

باب الأذان
23 - ذكر بدء الأذان وتثنيته وإِفراد الإِقامة
782 - عن أنس بن مالك قال: "لما كثر الناس قال: ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه فذكروا أن ينوروا نارًا أو يضربوا ناقوسًا فأُمر بلالٌ أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة".
رواه خ (1) م (2)، زاد البخاري: "إلا الإقامة".

783 - عن عبد الله بن عمر قال: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادي لها أحد فتكلموا يومًا في ذلك فقال بعضهم. اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقًا مثل قرن اليهود، فقال عمر: أو لا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بلال، قم فناد بالصلاة".
أخرجا (3) أيضًا، وفي لفظ م: "ينادي بها أحد"، وقال بعضهم: "قرنًا مثل قرن اليهود".

784 - عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: "لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت: بلى قال: فقال: تقول: الله أكبر الله، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله،
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 98 رقم 650، 606).
(2) صحيح مسلم (1/ 286 رقم 378).
(3) البخاري (2/ 93 رقم 604) ومسلم (1/ 285 رقم 377).

784 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 373 - 377 رقم 344 - 347).

(1/289)


أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي علي الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال: (ثم تقول إذا قمت إلى الصلاة) (1): الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت فقال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله؛ فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتًا منك. فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به. قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل الذي رأى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فللَّه الحمد".
أخرجه الإمام أحمد (2) د (3) -وهذا لفظه- ق (4)، وأخرج الترمذي (5) بعضه، وقال: حديث حسن صحيح. وزاد أحمد: "فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك، ويدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، قال: فجاءه فدعاه ذات غداة إلى الفجر، فقيل له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائم. قال: فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم. قال سعيد بن المسيب فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر".

785 - عن ابن عمر قال: "إنما كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين
__________
(1) في سنن أبي داود: "وتقول إذا أقمت الصلاة".
(2) المسند (4/ 42 - 43).
(3) سنن أبي داود (1/ 135 - 136 رقم 499).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 232 - 233 رقم 706).
(5) جامع الترمذي (1/ 358 - 359 رقم 189).

(1/290)


مرتين، والإقامة مرة مرة، غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3)، ولفظه لأبي داود.

786 - عن سعد القرظ -مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم- "أن أذان بلال كان مثى مثني وإقامته مفردة".
رواه ق (4) -وهذا لفظه- والدارقطني (5).

787 - عن أبي رافع قال: "رأيت بلالًا يؤذن بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى، ويقيم واحدة".
رواه ق (6) والدارقطني (7).

788 - عن سلمة بن الأكوع قال: "كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى مثنى، والإقامة فرد".
رواه الدارقطني (8).

24 - باب الترجيع في الأذان
789 - عن أبي محذورة "أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - علمه الأذان: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله،
__________
(1) المسند (2/ 85، 87).
(2) سنن أبي داود (1/ 141 رقم 510).
(3) سنن النسائي (2/ 3 رقم 627).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 241 رقم 731).
(5) سنن الدارقطني (1/ 236 رقم 1).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 242 رقم 732) واللفظ له.
(7) سنن الدارقطني (1/ 241 رقم 28).
(8) سنن الدارقطني (1/ 241 رقم 25).

(1/291)


أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم يعود فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله مرتين، أشهد أن محمدًا رسول الله مرتين، حي على الصلاة مرتين، حي على الفلاح مرتين، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
كذا رواه م (1) وقد أخرجه الإمام أحمد (2) د (3) ق (4) س (5) وذكر التكبير في أوله أربعًا، وفي رواية الإمام أحمد في آخره: "والإقامة مثنى مثنى بالترجيع".

790 - عن عبد الله بن محيريز -وكان يتيمًا في حجر أبي محذورة بن معير حين جهزه إلى الشام- "فقلت لأبي محذورة: أي عم، إني خارج إلى الشام وإني أسأل عن تأذينك. فأخبرني أن أبا محذورة قال: نعم، قال: خرجت في نفر فكنا ببعض الطريق فأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (6) فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه متنكبون فصرخنا نحكيه تهزؤًا، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلينا قومًا، فأقعدونا بين يديه، فقال: أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ فأشار إليَّ القوم كلهم، وصدقوا، فأرسل كلهم وحبسني، وقال لي: قم فأذن. فقمت ولا شيء أكره إليَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا مما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فألقى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر (7) أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 287 رقم 379).
(2) المسند (3/ 408).
(3) سنن أبي داود (1/ 136 رقم 500).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 235 رقم 709).
(5) سنن النسائي (2/ 6 - 8 رقم 632).
(6) من سنن ابن ماجه.
(7) زاد الناسخ بعدها: الله أكبر. وهي زيادة مقحمة.

(1/292)


قال لي: ارفع فمد من صوتك: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ثم أمرها على وجهه (من بين يديه) (1) على كبده حتى بلغت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرة أبي محذورة، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بارك الله لك وبارك عليك. فقلت: يا رسول الله، أمرتني بالتأذين بمكة؟ قال: نعم (قد) (2) أمرتك. فذهب كل شيء كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كراهية وعاد ذلك كله محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فأذنت معه بالصلاة (على) (3) أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه الإمام أحمد (4) س (5) ق (6)، وهذا لفظه، وعند الإمام أحمد س: "عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

25 - باب في تثنية الإِقامة
791 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد قال: "كان أذان
__________
(1) كذا في "الأصل" ونسخة دار الكتاب الخطية من سنن ابن ماجه (1/ 142)، وفي مصباح الزجاجة (1/ 250 رقم 262): من بين تدنيه ثم. وفي سنن ابن ماجه المطبوعة والنسخة التي مع شرح السندي (1/ 242) ثم على ثدييه ثم.
(2) في "الأصل": قال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(3) في سنن ابن ماجه: عن. وفي نسخة دار الكتب الخطية من السنن (1/ 143) "على" كما في "الأصل".
(4) المسند (3/ 409).
(5) سنن النسائي (2/ 5 - 6 رقم 631).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 234 - 235 رقم 708).

(1/293)


رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شفعًا شفعًا في الأذان والإقامة".
رواه ت (1) وقال: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد.

792 - عن أبي محذورة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه الأذان تسع (عشرة) (2) كلمة، والإقامة سبع (عشرة) (2) كلمة، الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر (الله أكبر) (3) أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. والإقامة: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
رواه د (4) ق (5) س (6)، وروى منه ت (7): "الأذان تسع (عشرة) (2) كلمة، والإقامة سبع (عشرة) (2) كلمة" وقال: حديث حسن صحيح.
وروى الإمام أحمد (8) -وهذا لفظه- د (9) س (10) في حديث أبي محذورة:
__________
(1) جامع الترمذي (1/ 371 رقم 194).
(2) في "الأصل" عشر. والمثبت من السنن.
(3) سقطت من "الأصل".
(4) سنن أبي داود (1/ 137 رقم 502) واللفظ له.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 235 رقم 709).
(6) سنن النسائي (2/ 4 - 5 رقم 630).
(7) جامع الترمذي (1/ 367 رقم 192).
(8) المسند (3/ 408).
(9) سنن أبي داود (1/ 136 رقم 500).
(10) سنن النسائي (2/ 13 - 14 رقم 646).

(1/294)


"فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".

26 - باب ذكر أن المؤذن يلتفت يمينًا وشمالاً في الأذان ويجعل أصبعيه في أذنيه
793 - عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه "أنه رأى بلالًا يؤذن فجعلت أتتبع فاه ها هنا وهاهنا -يقول يمينًا وشمالًا- يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح".
رواه خ (1) م (2)، ورواه د (3)، وفيه "فلما بلغ حي على الصلاة، حي على الفلاح لوى عنقه يمينًا وشمالًا ولم يستدر".
وفي رواية أحمد (4) ت (5): "رأيت بلالًا يؤذن وأتتبع فاه ها هنا وهاهنا وأصبعاه في أذنيه" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ولابن ماجه (6): "فاستدار في أذانه، وجعل أصبعيه في أذنيه".

794 - عن سعد القرظ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالًا أن يجعل أصبعيه في أذنيه، وقال: إنه أرفع لصوتك".
رواه ق (7).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 135 رقم 634).
(2) صحيح مسلم (1/ 360 رقم 503).
(3) سنن أبي داود (1/ 143 - 144 رقم 520).
(4) المسند (4/ 308).
(5) جامع الترمذي (1/ 375 - 376 رقم 197).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 236 رقم 711).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 236 رقم 710).

(1/295)


27 - باب في التثويب في صلاة الفجر
795 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أثوب في الفجر، ونهاني أن أثوب في العشاء".
رواه الإمام أحمد (1) ت (2) ق (3)، وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي، واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق، وأبو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم. (يقال) (4): إنما رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم. وأبو إسرائيل ليس بذلك القوي.
قلت: والحسن بن عمارة كذبه شعبة (5)، ورواه الدارقطني (6) من حديث أبي مسعود عبد الرحمن بن الحسن الموصلي الزجاج قال أبو حاتم الرازي (7): لا يحتج به.
795 م- وقد تقدم في حديث عبد الله بن زيد (8) في ذكر الأذان "فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك ويدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، قال: فجاءه فدعاه ذات غداة إلى الفجر، فقيل له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائم. قال: فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم. قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين في صلاة الفجر". رواه الإمام أحمد (9).
__________
(1) المسند (6/ 14).
(2) جامع الترمذي (1/ 378 رقم 198).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 237 رقم 715) واللفظ له.
(4) في جامع الترمذي: قال.
(5) الجرح والتعديل (3/ 27 رقم 116).
(6) سنن الدارقطني (1/ 243 رقم 41).
(7) الجرح والتعديل (5/ 227 رقم 1071).
(8) الحديث رقم (784).
(9) المسند (4/ 42 - 43).

(1/296)


796 - وعن سعيد بن بن المسيب عن بلال "أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم. فقال بلال: الصلاة خير من النوم -مرتين- فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك".
رواه ق (1)، وقد تقدم في حديث أبي محذورة (2).

797 - عن محمد بن سيرين، عن أنس قال: "من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حي على الفلاح. قال: الصلاة خير من النوم".
رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (3).

28 - باب رفع الصوت بالأذان وأن يؤذن على مكان مرتفع وذكر الأذان وهو راكب
798 - عن عبد الله بن عبد الرحمن (بن) (4) أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني "أن أبا سعيد الخدري قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء؛ فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهدت له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (5).
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 237 رقم 716).
(2) الحديث رقم (791).
(3) صحيح ابن خزيمة (1/ 202 رقم 386).

797 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 160 رقم 2589).
(4) تحرفت في "الأصل" إلى: "عن" والتصويب من صحيح البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ترجمته في التهذيب (15/ 208).
(5) صحيح البخاري (2/ 140 رقم 906).

(1/297)


799 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ق (4) وعنده: "ويستغفر له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة، ويكفر عنه ما بينهما".
وعند الإمام أحمد: "يُصدقه كل رطب ويابس سمعه، وللشاهد عليه خمس وعشرون درجة".
وعنده وعند أبي داود: "مدى صوته".
799 م- وقد تقدم في حديث عبد الله بن زيد (5) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "قم مع بلال فألق عليه ما رأيت، فإنه أندى صوتًا منك".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ق (8).

800 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يغفر للمؤذن مدَّ صوته، ويشهد له كل رطب ويابس يسمع صوته".
رواه الإمام أحمد (9).

801 - عن عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- عن امرأة من بني النجار قالت:
__________
(1) المسند (2/ 429، 458).
(2) سنن أبي داود (1/ 142 رقم 515).
(3) سنن النسائي (2/ 12 - 13 رقم 644).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 240 رقم 724).
(5) الحديث رقم (783).
(6) المسند (4/ 42 - 43).
(7) سنن أبي داود (1/ 135 - 136 رقم 499).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 232 رقم 706).
(9) المسند (2/ 136).

(1/298)


"كان بيتي أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينظر الفجر، فإذا رآه تمطى ثم قال: اللهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك. قالت: ثم يؤذن، قالت: واللَّه ما علمته كان تركها ليلة واحدة هذه الكلمات".
رواه د (1).

802 - عن زياد بن الحارث الصدائي قال: "كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فحضرت صلاة الصبح فقال لي: أذن يا أخا صداء. فأذنت وأنا على راحلتي".
رواه عبد الرزاق في كتاب الصلاة (2) من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وفيه كلام (3).
802 م- وفي حديث يعلى بن مرة "أنهم كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فانتهوا إلى مضيق" وفيه: "فأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) على راحلته ... " الحديث.
رواه ت (5)، وهو يأتي إن شاء الله فيما بعد (6).

29 - باب الكلام في الأذان
803 - عن عبد الله بن الحارث قال: "خطبنا ابن عباس في يوم ذي
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 143 رقم 519).
(2) المصنف (1/ 470 - 471 رقم 1817).
(3) ترجمته في تهذيب الكمال (17/ 102 - 110).
(4) أي أمر المؤذن فأذن؛ ففي لفظ مسند أحمد (4/ 173 - 174): "فأمر المؤذن فأذن وأقام".
(5) جامع الترمذي (2/ 266 - 267 رقم 411) وقال الترمذي: هذا حديث غريب، تفرد به عمر بن الرماح البلخي، لا يعرف إلا من حديثه، وقد روى عنه غير واحد من أهل العلم.
(6) الحديث رقم (1142).

(1/299)


ردغ (1)، فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة أمره أن ينادي: الصلاة في الرحال. فنظر بعضهم إلى بعض، فقال: كأنكم أنكرتم هذا، قد فعل هذا من هو خير مني، وإنها عزمة".
رواه خ (2) م (3).

804 - عن نعيم (بن) (4) النحام قال: "كنت مع امرأتي في مرطها في غداة باردة، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صلاة الصبح، فلما سمعت قلت: لو قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ومن قعد فلا حرج. فلما قال: الصلاة خير من النوم، قال: ومن قعد فلا حرج".
هكذا رواه البيهقي (5)، ورواه الإمام أحمد (6) قال: "سمعت مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة باردة وأنا في لحافي، فتمنيت أن يقول: صلوا في رحالكم، فلما بلغ حي على الفلاح قال: صلوا في رحالكم. ثم سألت عنها، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمره بذلك".

30 - باب تعاهد أوقات الأذان
805 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين".
__________
(1) الردغة: بسكون الدال وفتحها، طين ووحل كثير، وتجمع على رَدغ ورِداغ. النهاية (2/ 215).
(2) صحيح البخاري (2/ 116 رقم 616).
(3) صحيح مسلم (1/ 485 رقم 699).
(4) من سنن البيهقي ومسند أحمد.
(5) سنن البيهقي الكبرى (1/ 398).
(6) المسند (4/ 220).

(1/300)


رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3) وقال: رواه الثوري وحفص بن غياث وغير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وروى أسباط عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة. وروى نافع بن سليمان عن محمد ابن أبي صالح عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث. وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة. وسمعت محمدًا يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح. وذكر علي بن المديني أنه لم يثبت (حديث) (4) أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا.
وقد رواه الإمام أحمد (5) عن قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد، عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة. وقد روى م بهذا الإسناد نحوًا من أربعة عشر حديثًا (6).
ورواه أبو القاسم الطبراني (7) عن فضيل بن محمد الملطي، عن موسى بن داود الضبي، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

806 - عن عائشة قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الإمام، وعفا عن المؤذنين".
__________
(1) المسند (2/ 284، 419).
(2) سنن أبي داود (1/ 143 رقم 517).
(3) جامع الترمذي (1/ 402 رقم 207).
(4) من جامع الترمذي.
(5) المسند (2/ 419).
(6) انظرها في تحفة الأشراف (9/ 410 - 412 رقم 12699 - 12716).
(7) المعجم الصغير (1/ 265) وقال الطبراني: لم يروه عن أبي إسحاق إلا زهير، تفرد به موسى بن داود.

(1/301)


رواه الإمام أحمد (1).

807 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين: صيامهم وصلاتهم".
رواه ق (2)، من رواية مروان بن سالم، قال أحمد (3): ليس بثقة.

31 - باب فيمن ينبغي له أن يؤذن
808 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليؤذن لكم خياركم، وليؤمكم قراؤكم".
رواه د (4) ق (5).

809 - عن أبي محذورة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمناء المسلمين على صلاتهم وسحورهم المؤذنون".
رواه البيهقي (6) من رواية يحيى بن عبد الحميد، وفيه كلام (7).

32 - باب الترسل في الأذان
810 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال: "يا بلال، إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحْدُر (8)، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ
__________
(1) المسند (6/ 65).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 714 رقم 712).
(3) الجرح والتعديل (8/ 275 رقم 1255).
(4) سنن أبي داود (1/ 161 رقم 590).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 240 رقم 726).
(6) سنن البيهقي الكبرى (1/ 426).
(7) ترجمته في التهذيب (31/ 419 - 434).
(8) أي: أسرع النهاية (1/ 353).

(1/302)


الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر (1) إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى (تروني) (2) ".
رواه ت (3)، وقال: حديث جابر لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد المنعم -هو صاحب السقاء- وهو إسناد مجهول.

811 - عن علي بن أبي طالب قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نرتل الأذان ونحذف الإقامة (4) ".
رواه الدارقطني (5)، وفي إسناده عمرو بن شمر، قال يحيى بن معين (6): ليس بثقة.

812 - وذكره (7) عن عمر بن الخطاب من قوله.

33 - باب الأذان للفجر قبل دخول وقتها
813 - عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم. قال: وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له. أصبحت أصبحت".
رواه خ (8) م (9).
__________
(1) هو الذي يحتاج إلى الغائط. النهاية (3/ 247).
(2) في "الأصل": يؤذن. والمثبت من جامع الترمذي.
(3) جامع الترمذي (1/ 373 - 374 رقم 195، 196).
(4) أي: نخففها ونترك الإطالة فيها. النهاية (1/ 356).
(5) سنن الدارقطني (1/ 238 رقم 9).
(6) تاريخ الدوري (3/ 367 رقم 1782).
(7) سنن الدارقطني (1/ 238 رقم 10).
(8) صحيح البخاري (2/ 120 رقم 620).
(9) صحيح مسلم (2/ 768 رقم 1092).

(1/303)


814 - عن القاسم عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن بلالاً يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم".
أخرجه (1) م (2).

815 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يمنعن أحدكم -أو أحدًا منكم- أذان بلال من سحوره؛ فإنه يؤذن -أو ينادي- بليل، ليرجع قائمكم، ولينبه نائمكم، وليس أن يقول الفجر -أو الصبح. وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل حتى يقول هكذا. وقال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى، ثم مدها عن يمينه وشماله".
رواه خ (3) م (4)، واللفظ للبخاري.

816 - عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا العارض (5) -لعمود الصبح- حتى يستطير (6) ".
رواه م (7).

817 - عن عبد الله بن عمر: "أن بلالًا أذن قبل طلوع الفجر، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع فينادي: ألا إن العبد نام. فرجع فنادى: ألا إن العبد نام".
رواه د (8)، وقال: ورواه الدراوردي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 123 رقم 623).
(2) صحيح مسلم (2/ 768 رقم 1092).
(3) صحيح البخاري (2/ 123 رقم 621).
(4) صحيح مسلم (2/ 768 - 769 رقم 1093).
(5) في صحيح مسلم: البياض.
(6) زاد في صحيح مسلم بعدها: هكذا.
(7) صحيح مسلم (2/ 769 - 770 رقم 1490).
(8) سنن أبي داود (1/ 146 - 147 رقم 532).

(1/304)


قال: كان لعمر مؤذن يقال له مسعود ... " وذكر نحوه، وقال: هذا أصح من ذلك. وذكر ت (1) لفظ الحديث وقال: هذا حديث غير محفوظ، والصحيح عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" وذكر عن علي بن المديني أنه قال هو غير محفوظ.

818 - عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة بنت خبيب قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا. فإن كانت المرأة منا ليبقى عليها شيء من سحورها فتقول لبلال أمهل حتى أفرغ من سحوري" (2).
رواه الإمام أحمد (3)، وأبو بكر بن خزيمة في صحيحه (4) وأبو حاتم بن حبان في كتاب الأنواع والتقاسيم (5). قال ابن خزيمة: هذا خبر قد اختلف فيه -يعني: على خبيب بن عبد الرحمن- رواه شعبة عنه عن عمته أنيسة فقال: "ابن أم مكتوم -أو بلال- ينادي بليل".
رواه الإمام أحمد (6) أيضًا.

819 - وروى ابن خزيمة (7) أيضا عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال. وكان بلال لا يؤذن حتى يرى الفجر" (8).
__________
(1) جامع الترمذي (1/ 394 - 395).
(2) سنن النسائي (1/ 10 - 11 رقم 639) المرفوع منه.
(3) المسند (6/ 433).
(4) صحيح ابن خزيمة (1/ 210 رقم 404).
(5) الإحسان (8/ 252 رقم 3474).
(6) المسند (6/ 433).
(7) صحيح ابن خزيمة (1/ 211 رقم 406).
(8) وقال بعده ابن خزيمة: وروى شبيهًا بهذا المعنى أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة. ثم=

(1/305)


وقال: وليس هذا الخبر يضاد خبر سالم عن ابن عمر وخبر القاسم عن عائشة إذ جائز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كان جعل الأذان بالليل نوائب بين بلال وبين (ابن) (1) أم مكتوم، فأمر في بعض الليالي بلالًا أن يؤذن أولاً بالليل، فإذا نزل بلال صعد ابن (أم) (1) مكتوم فأذن بعده بالنهار فإذا جاءت نوبة ابن أم مكتوم بدأ ابن أم مكتوم فأذن بليل، فإذا نزل صعد بلال فأذن بعده بالنهار، فكانت مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلالًا يؤذن بليل" في الوقت الذي كانت النوبة لبلال في الأذان بالليل، وكانت مقالته - صلى الله عليه وسلم -: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل" في الوقت الذي كانت النوبة في الأذان بالليل نوبة ابن (أم) (1) مكتوم، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم الناس في كلا الوقتين أن أذان الأول منهما هو أذان بليل لا بنهار، وأنه لا يمنع من أراد الصوم طعامًا ولا شرابًا وأن أذان الثاني إنما يمنع (الطعام والشراب) (2) إذ هو بنهار لا بليل.
وقال أبو حاتم بن حبان: ليس بين الخبرين تضاد؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جعل الليل بين بلال وبين ابن أم مكتوم نوبًا أو ما هذا معناه.
وهذا وهم منه وغفلة؛ لأنه لم يقل كما قال شيخه ابن خزيمة.

34 - باب الأذان للنساء
820 - عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري "وكانت قد جمعت القرآن وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أن تؤم أهل (دارها) (3) وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها".
__________
=رواه بإسنادين (1/ 211 - 212 رقم 407، 408) ثم قال: أمر خبر أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة فإن فيه نظر؛ لأني على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود.
(1) سقطت من "الأصل".
(2) في "الأصل": الطعم والشرب. والمثبت من صحيح ابن خزيمة
(3) في "الأصل": دارهما. والمثبت من المسند.

(1/306)


رواه الإمام أحمد (1) ورواه د (2) وعنده: "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورها في بيتها، وجعل لها (مؤذنًا) (3) يؤذن (وأمرها) (4) أن تؤم أهل دارها".
رواه البيهقي (5) وعنده: "وأمر أن يؤذن لها ويقام، وتؤم أهل دارها في الفرائض".
وحديثها من رواية الوليد بن عبد الله بن جميع، قال أبو حاتم بن حبان (6): لا يحتج به. وقل: قال يحيى بن معين (7): ثقة. وقال الإمام أحمد (7): ليس به بأس. وكذلك قال أبو زرعة (7)، وقال أبو حاتم الرازي (7): صالح في الحديث. ورواه م في صحيحه (8)، وهؤلاء أعرف من ابن حبان (9)، واللَّه أعلم.

35 - باب الأذان للصلاة الفائتة
821 - عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: "سرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله. قال: أخاف أن تناموا عن الصلاة. قال
__________
(1) المسند (6/ 405).
(2) سنن أبي داود (1/ 161 - 162 رقم 592).
(3) في "الأصل": مؤذن. والمثبت من سنن أبي داود.
(4) تكررت في "الأصل".
(5) سنن البيهقي الكبرى (1/ 604).
(6) كتاب المجروحين (3/ 78 - 79) ونص كلامه: كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به.
(7) الجرح والتعديل (9/ 8 رقم 34).
(8) يعني: روى للوليد، قال المزي في التهذيب (31/ 37): روى له البخاري في الأدب والباقون سوى ابن ماجه.
(9) وقد ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 492)، ولم يفرد ابن حبان بالكلام في الوليد، فقد قال العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 317): في حديثه اضطراب. ونقل الذهبي في الميزان (4/ 337) عن الحاكم قوله: لو لم يذكره مسلم في صحيحه لكان أولى.

(1/307)


بلال: أنا أوقظكم. فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قط. قال: إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قم فأذن الناس بالصلاة. فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت (1) قام فصلى".
رواه خ (2).

822 - وعن أبي قتادة قال: "خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء -إن شاء الله- غدًا. فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد. قال أبو قتادة: فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير حتى ابهار (3) الليل وأنا إلى جنبه، قال: فنعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمال عن راحلته فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، قال: ثم سار حتى تهور (4) الليل مال عن راحلته، قال: فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، قال: ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد (ينجفل) (5) فأتيته فدعمته، فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قلت: أبا (6) قتادة. قال:
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 81): وزنه افعال، بتشديد اللام، مثل احمار وابهار، أي: صفت، وقيل: إنما يقال ذلك في كل لون بين لونين، فأما الخالص من البياض مثلاً فإنما يقال له: أبيض.
(2) صحيح البخاري (2/ 79 - 80 رقم 595).
(3) أي انتصف، وبُهرة كل شيء وسطه. النهاية (1/ 165).
(4) أي: ذهب أكثره، كما يتهور البناء إذا تهدم. النهاية (5/ 281).
(5) في "الأصل": ينهل. والمثبت من صحيح مسلم، وينجفل: أي ينقلب عن راحلته ويسقط. النهاية (1/ 279).
(6) كذا في "الأصل" على لغة من يلزم الأسماء الخمسة الألف، وهي لغة مشهورة، وفي صحيح مسلم: "أبو" على العبادة.

(1/308)


متى كان هذا مسيرك مني؟ قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة. قال: حفظك الله بما حفظت بن نبيه. ثم قال: هل ترانا نخفى عن الناس؟ ثم قال: هل ترى من أحد؟ قلت: هذا راكب، ثم قلت: هذا راكب آخر، حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب، قال: فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطريق فوضع رأسه، ثم قال: احفظوا علينا صلاتنا. فكان أول من استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشمس في ظهره، قال: فقمنا فزعين، ثم قال: اركبوا. فركبنا. فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل، ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء فتوضأ منها وضوءًا دون وضوءٍ. قال: وبقي فيها شيء من ماء، ثم قال لأبي قتادة: احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ. ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين. ثم صلى الغداة فصنع كما كان يصنع كل يوم".
رواه م (1).

823 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قفل من غزوة خيبر فسار ليلة حتى أدركنا الكرى عرس ... " فذكر حديث النوم عن الصلاة وفيه: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة. قال: فأمر بلالًا فأذن (2) وأقام وصلى".
رواه د (3) وقال: لم يذكر أحد الأذان في حديث الزهري إلا الأوزاعي وأبان (العطار) (4) عن معمر.
وقد ذكر مسلم (5) الحديث وذكر الإقامة ولم يذكر الأذان.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 472 - 474 رقم 681).
(2) في "الأصل": وأذن. والمثبت من سنن أبي داود.
(3) سنن أبي داود (1/ 119 رقم 436).
(4) في "الأصل": العطاردي. والمثبت من سنن أبي داود، وأبان العطار هو أبان بن يزيد أبو يزيد البصري، ترجمته في التهذيب (2/ 24 - 26).
(5) صحيح مسلم (1/ 471 - 472 رقم 680).

(1/309)


824 - عن ذي مخمر الحبشي -وقيل: إنه ابن أخي النجاشي، وكان رجلاً من الحبشة يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كنا معه في سفر فأسرع السير حتى انصرف فكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له قائل: يا رسول الله، لقد انقطع الناس وراءك. فحبس، وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه، فقال لهم: هل لكم أن نهجع هجعة -أو قال له قائل- فنزل ونزلوا، فقال: من يكلؤنا الليلة؟ فقلت: أنا، جعلني الله فداك. فأعطاني خطام ناقته، فقال: هاك، لا تكونن لكع. قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخطام ناقتي، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما ترعيان، فإني كذاك أنظر إليهما حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حر الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يمينًا وشمالًا، وإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيت أدنى القوم فأيقظته، فقلت له: أصليتم؟ قال: لا. فأيقظ الناس بعضهم بعضًا حتى استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا بلال، هل في الميضأة ماء -يعني: الإداوة-؟ قال: نعم -يعني: جعلني الله فداك- فأتاه بوضوء فتوضأ لم يلت منه التراب، فأمر بلالًا فأذن، ثم (قام) (1) النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمر فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا نبي الله، أفرطنا؟ قال: لا، قبض الله -عز وجل- أرواحنا وقد ردها إلينا، وقد صلينا".
رواه الإمام أحمد (2)، وروى منه د (3) قصة الوضوء والأذان والصلاة.

825 - عن عمرو بن أمية الضمري قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: تنحوا عن هذا المكان. قال: ثم أمر بلالًا فأذن ثم توضئوا، وصلوا ركعتي الفجر،
__________
(1) في "الأصل": وأقام. والمثبت من المسند.
(2) المسند (4/ 90 - 91).
(3) سنن أبي داود (1/ 121 - 122 رقم 445).

(1/310)


ثم أمر بلالًا فأقام الصلاة فصلى بهم صلاة الصبح".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، لم يستيقظوا، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالركعتين فركعهما، ثم أقام الصلاة فصلى" لم يذكر الأذان ولا الإقامة.

826 - عن جبير بن مطعم "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في سفرٍ له: من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن الصلاة -صلاة الصبح؟ قال بلال: أنا. فاستقبل مطلع الشمس فضرب على آذانهم حتى أيقظهم حر الشمس، فقاموا، فقال: توضئوا. ثم أذن بلال فصلى ركعتين، وصلوا ركعتي الفجر (ثم صلوا) (3) الفجر".
رواه الإمام أحمد (4) س (5)، وهذا لفظه.

827 - عن عمران بن حصين: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في مسير له فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحر الشمس، فارتفعوا قليلاً حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤذنًا فأذن، فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) وهذا لفظه.

828 - عن عبد الله بن مسعود قال: "سرنا ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فقلت: يا رسول الله، لو أمسستنا الأرض فنمنا، ورعت ركابنا. قال: ففعل. قال: فقال:
__________
(1) المسند (4/ 139، 5/ 287 - 288).
(2) سنن أبي داود (1/ 121 رقم 444).
(3) تكررت في "الأصل".
(4) المسند (4/ 18).
(5) سنن النسائي (1/ 298 رقم 623).
(6) المسند (4/ 431).
(7) سنن أبي داود (1/ 121 رقم 443).

(1/311)


ليحرسنا بعضكم. قال عبد الله: فقلت: أنا أحرسكم. قال: فأدركني النوم فنمت فلم أستيقظ إلا والشمس طالعة. ولم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بكلامنا، قال: فأمر بلالًا (فنادى) (1) ثم أقام الصلاة، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه الإمام أحمد (2).

829 - عن بريد (3) بن أبي مريم عن أبيه قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأسرينا ليلة، فلما كان في وجه الصبح نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنام، ونام الناس، فلم نستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤذن فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام فصلى بالناس، ثم حدثنا ما هو كائن حتى تقوم الساعة".
رواه س (4).

36 - باب الأذان للجمع بين الصلاتين
830 - عن أسامة بن زيد قال: "دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة، حتى إذا كان بالشعب نزل فبال، ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت: الصلاة يا رسول الله. فقال: الصلاة أمامك. فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلى ولم يصل بينهما".
رواه خ (5) م (6).
__________
(1) في المسند: فأذن.
(2) المسند (1/ 450).
(3) في "الأصل": بريدة
(4) سنن النسائي (1/ 297 رقم 620).
(5) صحيح البخاري (3/ 610 رقم 1672).
(6) صحيح مسلم (2/ 934 رقم 1280/ 276).

(1/312)


831 - عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين". رواه م (1).

832 - عن عبد الله بن عمر قال: "جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بجمع (كل واحدة) (2) منهما بإقامة، ولم يسبح بينهما، ولا على إثر كل واحدة منهما".
رواه خ (3).

833 - عن أبي عبيدة بن عبد الله قال: قال عبد الله: "إن المشركين شغلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، فأمر بلالًا فأذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء".
رواه الإمام أحمد (4) س (5) ت (6)، وقال: حديث عبد الله ليس بإسناده بأس، إلا (أن) (7) أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله.

37 - باب الجمع بين الصلاتين بإِقامة
834 - عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: "جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بجمع، صلى المغرب ثلاثًا والعشاء ركعتين بإقامة واحدة".
رواه م (8).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 886 رقم 1218).
(2) في "الأصل": بين كل واحد. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (3/ 611 رقم 1673).
(4) المسند (1/ 375، 423).
(5) سنن النسائي (2/ 17 - 18 رقم 661).
(6) جامع الترمذي (1/ 337 رقم 179).
(7) من جامع الترمذي.
(8) صحيح مسلم (2/ 938 رقم 1288/ 290).

(1/313)


وفي رواية لأبي داود (1): "بإقامة واحدة لكل صلاة، ولم يناد في الأولى، ولم يسبح على إثر (2) واحدة منهما".
وفي رواية: "لم يناد في كل واحدة منهما".

835 - وعن عبد الله بن مالك "أن ابن عمر صلى بجمع فجمع بين الصلاتين بإقامة، وقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل هذا في هذا المكان".
رواه د (3) ت (4)، وهذا لفظه، وقال: حديث حسن صحيح.

38 - باب المؤذنين في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
836 - عن عبد الله بن عمر قال: "كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم الأعمى".
رواه خ (5) م (6).

837 - ولهما (7) عن عائشة نحوه.
وقد تقدم حديث أبي محذورة (8) بأذانه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وبأميره بمكة.

838 - عن سعد بن عائذ -ويعرف بسعد القرظ- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سعد، إذا لم تر بلالًا معي فأذن، ومسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، وقال: بارك الله
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 191 - 192 رقم 1928).
(2) زاد بعدها في "الأصل": كل.
(3) سنن أبي داود (2/ 192 رقم 1929).
(4) جامع الترمذي (3/ 235 رقم 887).
(5) صحيح البخاري (2/ 118 رقم 617).
(6) صحيح مسلم (1/ 287 رقم 380) واللفظ له.
(7) البخاري (2/ 123 رقم 623)، ومسلم (1/ 287 رقم 380).
(8) الحديث رقم (789).

(1/314)


فيك، إذا لم تر بلالًا معي فأذن. قال: فأذن سعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباء ثلاث مرات، قال: ولما استأذن بلال عمر بن الخطاب في الخروج إلى الجهاد في سبيل الله قال له عمر: إلى من أدفع الأذان يا بلال؟ قال: إلى سعد فإنه قد أذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباء. فدعا عمر سعدًا فقال له: الأذان إليك وإلى عقبك من بعدك. وأعطاه عمر العنزة -التي كان يحمل بلال للنبي صلى الله عليه وسلم- فقال: امش بها بين يدي كما كان بلال يمشي بها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تركزها بالمصلى. ففعل".
رواه الدارقطني (1).

839 - عن ابن عباس قال: "كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذن يطرب، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سمحًا سهلاً وإلا فلا تؤذن".
رواه الدارقطني (2)، من رواية إسحاق بن أبي يحيى الكعبي عن ابن جريج، قال ابن عدي (3): حدث عن الثقات بمناكير. وقال أبو حاتم بن حبان (4): لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. وقال الدارقطني (5): ضعيف الحديث. ولم يتكلم على هذا الحديث في كتابه بشيء.
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 236 رقم 1).
(2) سنن الدارقطني (1/ 239 رقم 11).
(3) الكامل (1/ 550) وقال ابن عدي في نهاية ترجمته: لم أر لإسحاق بن أبي يحيى من الحديث إلا مقدار عشرة أو أقل، ومقدار ما رأيته مناكير.
(4) كتاب المجروحين (1/ 137) وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، ويأتي عن الأئمة المرضيين ما هو من حديث الضعفاء والكذابين. ثم روى له حديث "الأذان سمح سهل" -الذي هنا- ثم قال: وليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(5) وقال في "الضعفاء والمتروكين" (145 رقم 96): "منكر الحديث".

(1/315)


39 - باب من أذن فهو يقيم
840 - عن زياد بن الحارث الصدائي قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أؤذن في صلاة الفجر، فأذنت، فأراد بلال أن يقيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ق (3) ت (4)، قال: وفي الباب عن ابن عمر، وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الأفريقي، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، ورأيت محمد بن إسماعيل، يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث.

40 - باب في جواز الإِقامة لغير المؤذن
841 - عن عبد الله بن زيد قال: "أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأذان أشياء لم يصنع منها شيئًا، قال: فأُرِيَ عبد الله بن زيد الأذان في المنام فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: ألقه على بلال. فألقاه عليه فأذن بلال، فقال عبد الله: أنا رأيته وأنا كنت (أريده) (5). قال: فأقم أنت".
رواه الإمام أحمد (6) د (7).
__________
(1) المسند (4/ 169).
(2) سنن أبي داود (1/ 142 رقم 514).
(3) سنن ابن لماجه (1/ 237 رقم 717).
(4) جامع الترمذي (1/ 383 - 384 رقم 199).
(5) في "الأصل": أريته. والمثبت من سنن أبي داود.
(6) المسند (4/ 42).
(7) سنن أبي داود (1/ 141 - 142 رقم 512) واللفظ له.

(1/316)


41 - باب في كراهية الأذان بغير وضوء
842 - عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤذن إلا متوضئ" (1).

843 - وعن ابن شهاب قال: قال أبو هريرة: "لا ينادي بالصلاة إلا متوضئ" (2).
رواهما، قال: وهذا أصح من الحديث الأول، وحديث أبي هريرة لم يرفعه ابن وهب، والزهري لم يسمع من أبي هريرة.

42 - باب في كراهية المؤذن يأخذ على الأذان أجرًا
844 - عن عثمان بن أبي العاص قال: "يا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - إمام قومي. قال: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ق (5) س (6).
وفي رواية: "إن آخر ما عهد إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا".
رواه ق (7) ت (8) وقال: حديث حسن.
__________
(1) جامع الترمذي (1/ 389 رقم 200).
(2) جامع الترمذي (1/ 390 رقم 201).
(3) المسند (4/ 21).
(4) سنن أبي داود (1/ 146 رقم 531).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 316 رقم 987).
(6) سنن النسائي (2/ 23 رقم 671).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 236 رقم 714).
(8) جامع الترمذي (1/ 409 - 410 رقم 209).

(1/317)


43 - باب أن الإِمام أملك بالإِقامة وذكر الفصل بين الأذان والإِقامة
845 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة".
رواه خ (1) م (2) ولفظه للبخاري.

846 - عن جابر بن سمرة قال: "كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس ولا يقيم حتى يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم -، فإذا خرج أقام حين يراه".
رواه م (3).

847 - عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا بلال، اجعل بين أذانك وإقامتك نفسًا يفرغ الآكل من طعامه في مهل، ويقضي المتوضئ حاجته في مهل".
رواه عبد الله بن أحمد فيما زاده في المسند عن غير أبيه (4).
وقد تقدم حديث جابر بن عبد الله (5) في باب الترسل في الأذان.

848 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا أصحابنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين -أو المؤمنين- واحدة ... " فذكر الحديث، وفيه: "فجاء رجل من الأنصار فقال: رأيت رجلاً كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذن، ثم قعد قعدة، ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول: قد قامت
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 129 رقم 626).
(2) صحيح مسلم (8/ 501 رقم 736).
(3) صحيح مسلم (1/ 423 رقم 606).
(4) زوائد المسند (5/ 143).
(5) الحديث رقم (810)

(1/318)


الصلاة. ولولا أن تقولوا لقلت إني كنت يقظانًا غير نائم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أراك الله خيرًا".
رواه د (1).

849 - عن علي قال: "المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة".
رواه البيهقي (2)، قال: وقد روي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا، وليس بمحفوظ.

44 - باب كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان إِلا من عذر
850 - عن أبي الشعثاء -واسمه سليم بن أسود الحاربي- قال: "كنا قعودًا في المسجد فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -" (3).
وفي رواية (4): "سمعت أبا هريرة ورأى رجلاً يجتاز المسجد خارجًا بعد الأذان فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -".
رواه م.

45 - باب في فضل الأذان والمؤذنين
قد تقدم في باب رفع الصوت بالأذان حديث أبي سعيد (5)، وحديث
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 138 - 139 رقم 506).
(2) سنن البيهقي الكبرى (2/ 19).
(3) صحيح مسلم (1/ 453 - 454 رقم 655/ 258).
(4) صحيح مسلم (1/ 454 رقم 655/ 259).
(5) الحديث رقم (797).

(1/319)


لأبي هريرة (1) وحديث ابن عمر (2) -رضي الله عنهم.

851 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في (التهجير) (3) لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا".
رواه خ (4) م (5).

852 - عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة".
رواه م (6).

853 - عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغير إذا طلع الفجر، وكان يتسمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الفطرة. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خرجت من النار. فنظروا فإذا هو راعي معزى".
رواه م (7).

854 - عن عبد الله بن مسعود قال: "بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض
__________
(1) الحديث رقم (798).
(2) الحديث رقم (799).
(3) تشبه أن تكون في "الأصل": التجهير. بتقديم الجيم، والمثبت من الصحيحين، والتهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه، يقال: هجَّر يُهجَّر تهجيرًا، فهو مهجِّر، وهي لغة حجازية، أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة. النهاية (5/ 246).
(4) صحيح البخاري (2/ 114 رقم 615).
(5) صحيح مسلم (5/ 321 رقم 437).
(6) صحيح مسلم (1/ 290 رقم 387).
(7) صحيح مسلم (1/ 288 رقم 382).

(1/320)


أسفاره سمعنا مناديًا ينادي: الله أكبر الله أكبر. فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: على الفطرة. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله. فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من النار. قال: فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى (بها) (1) ".
رواه الإمام أحمد (2).

855 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أذن سبع سنين محتسبًا كتب له براءة من النار".
رواه ق (3) ت (4) من رواية جابر بن يزيد الجعفي، وقد تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي.

856 - عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أذن ثنتي (عشرة) (5) سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، ولكل إقامة ثلاثون حسنة".
رواه ق (6) والدارقطني (7) من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة (8)، وقد قيل أن خ روى عنه (9)، وروى عنه الدارمي في كتابه.

857 - عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يعجب ربك
__________
(1) في "الأصل": بهما. والمثبت من المسند.
(2) المسند (1/ 604 - 704).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 240 رقم 727).
(4) جامع الترمذي (1/ 400 رقم 206) وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث غريب، وجابر الجعفي ضعفوه، تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي.
(5) في "الأصل": عشر.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 241 رقم 728).
(7) سنن الدارقطني (1/ 240 رقم 24).
(8) ترجمته في التهذيب (15/ 98 - 109).
(9) قال ذلك الكلاباذي وأبو علي الغساني، ونصره المزي في التهذيب (15/ 113 - 115).

(1/321)


من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة ويصلي، فيقول الله -عز وجل-: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم للصلاة يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).

858 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة: رجل أم قومًا وهم به راضون، ورجل يؤذن في كل يوم خمس صلوات، وعبد أدى حق الله وحق مواليه".
رواه الإمام أحمد (4) ت (5)، وقال: حديث (غريب) (6).

859 - عن البراء بن عازب أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، و (المؤذن) (7) يغفر له بمد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه".
رواه الإمام أحمد (8) س (9).
__________
(1) المسند (4/ 145، 157 - 158).
(2) سنن أبي داود (2/ 4 رقم 1203).
(3) سنن النسائي (2/ 19 - 20 رقم 665).
(4) المسند (2/ 26).
(5) جامع الترمذي (4/ 312 رقم 1986، 4/ 601 رقم 2566).
(6) في جامع الترمذي في الموضعين وعارضة الأحوذي (8/ 154، 10/ 39) وتحفة الأشراف (5/ 344 رقم 6718) وتحفة الأحوذي (6/ 121 رقم 2052، 7/ 289 رقم 2692): حسن غريب.
(7) في "الأصل": المؤذنون. والمثبت من المسند وسنن النسائي.
(8) المسند (4/ 284).
(9) سنن النسائي (2/ 13 رقم 645).

(1/322)


860 - روى أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، ثنا يحيى بن محمد ابن صاعد، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله -عز وجل".
قال ابن شاهين وهو حديث غريب صحيح (1).
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت ببغداد، أن أبا سعد أحمد بن محمد بن علي أخبرهم، ثنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله، أبنا أبو حفص عمر بن شاهين، به.

861 - وروى عبد الرزاق بن همام في كتاب الصلاة (2) عن ابن التيمي، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان الرجل بأرض قِي (3) فحانت الصلاة فليتوضأ، فإن لم يجد ماء فليتيمم، فإن أقام صلى معه ملكاه، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه".

862 - عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد أذن في أرض في فتبقى شجرة ولا مدرة ولا تراب، ولا شيء إلا استحلى البكاء لقلة ذكر الله في ذلك المكان".
رواه أبو بشر إسماعيل بن عبد الله المعروف بسمويه الأصبهاني في
__________
(1) وصححه الحاكم أيضًا في المستدرك (1/ 51)، وقال البزار: والحديث إنما يُعرف بعبد الجبار، والصحيح أنه موقوف على أبي الدرداء. كشف الاستار (1/ 186 رقم 366) وقال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 379): تفرد به عبد الجبار بن العلاء، بإسناده هكذا، وهو ثقة.
(2) المصنف (1/ 510 - 511 رقم 1955).
(3) القِي: بالكسر والتشديد، فعل من القواء، وهي الأرض القفر الخالية. النهاية (4/ 36).

(1/323)


فوائده (1).

863 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا أذن في قرية أمنها الله من عذابه ذلك اليوم".
أبنا به أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلاني بأصبهان، أن جعفر بن عبد الواحد الثقفي أخبرهم، أبنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني (2)، ثنا صالح بن شعيب أبو شعيب الزاهد، ثنا بكر بن محمد القرشي، ثنا عبد الرحمن بن معد بن عثمان بن سعد المؤذن (عن) (3) صفوان بن سليم، عن أنس.

46 - باب ما يستحب لمن سمع المؤذن أن يقول
864 - عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن".
أخرجه خ (4) م (5).

865 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يسمع
__________
(1) رواه عن عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا الصعق بن حزن، عن شميط بن عجلان، قال: حدث مؤذن بني عدي، عن أبي برزة. ومن طريق سمويه رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 132 - 133) وعنه الخطيب في الموضح (1/ 121) إلا أن شيخ سمويه في الحلية وقع هكذا "عبد الله بن المبارك" فليصحح، والله أعلم.
(2) المعجم الصغير (1/ 179) والحديث في الأوسط (4/ 83 رقم 3671) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا عبد الرحمن بن سعد، تفرد به بكر بن محمد.
(3) تحرفت في "الأصل" إلى: غير. والتصويب من المعجمين الصغير والأوسط.
(4) صحيح البخاري (2/ 108 رقم 611).
(5) صحيح مسلم (1/ 288 رقم 383).

(1/324)


النداء: اللَّهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت (1) محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته. حلت له شفاعتي يوم القيامة".
رواه خ (2).

866 - عن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف قال: "سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر أذن المؤذن قال: الله أكبر الله أكبر. قال معاوية: الله أكبر الله أكبر. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله. فقال معاوية: وأنا. قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. قال معاوية: وأنا. فلما أن قضى التأذين. قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا المجلس من المنبر حين أذن المؤذن يقول: ما سمعتم مني من مقالتي" (3)
وفي رواية (4): "أنه لما قال: حي على الصلاة. قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه. ثم قال: هكذا سمعنا نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول".
رواه خ.

867 - عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر. فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة. قال:
__________
(1) زاد بعدها في "الأصل": سيدنا. وهي زيادة مقحمة لم ترد في شيء من روايات هذا الحديث، والله أعلم.
(2) صحيح البخاري (2/ 112 رقم 614).
(3) صحيح البخاري (2/ 460 رقم 914).
(4) صحيح البخاري (2/ 108 رقم 613) بإسناد فيد راوٍ مبهم، قال ابن حجر في الفتح (2/ 111): وأما المبهم الذي حدث يحيى به عن معاوية فلم أقف في شيء من الطرق على تعيينه.

(1/325)


لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح. قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه. ثم قال: الله أكبر الله أكبر. قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا الله. دخل الجنة".
رواه م (1).

868 - عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -أنه قال: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا وبمحمدٍ رسولًا وبالإسلام دينًا. غفر له ذنبه".
رواه م (2).

869 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة".
رواه م (3).

870 - عن عبد الله بن عمرو: "أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه".
رواه د (4) س (5).
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 289 رقم 385).
(2) صحيح مسلم (1/ 290 رقم 386).
(3) صحيح مسلم (1/ 288 - 289 رقم 384).
(4) سنن أبي داود (1/ 144 رقم 524).
(5) سنن النسائي الكبرى (6/ 16 رقم 9872).

(1/326)


871 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين ينادي النادي: اللَّهم رب هذه الدعوة القائمة، والصلاة النافعة، صل على محمد وارض عنه رضًا لا سخط بعده (استجاب) (1) الله له دعوته".
رواه الإمام أحمد (2).

872 - عن أبي هريرة قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام بلال ينادي فلما سكت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قال مثل هذا يقينًا دخل الجنة".
رواه س (3).

873 - عن أم سلمة قالت: "علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقول عند أذان المغرب: اللَّهم إن هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، فاغفر لي".
رواه ت (4) د (5) -واللفظ له- وقال ت: حديث غريب.

874 - عن أبي أمامة -أو عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- "أن بلالًا أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أقامها الله وأدامها". وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان.
رواه د (6)، وفي إسناده رجل لم يسم.

875 - عن أبي عيسى الأسواري قال: "كان ابن عمر إذا سمع الأذان قال: اللَّهم رب هذه الدعوة المستجابة، المستجاب لها، دعوة الحق، وكلمة التقوى توفني
__________
(1) في "الأصل": استخلف. والمثبت من المسند.
(2) المسند (3/ 337).
(3) سنن النسائي (2/ 23 - 24 رقم 673).
(4) جامع الترمذي (5/ 536 رقم 3589).
(5) سنن أبي داود (1/ 146 رقم 530).
(6) سنن أبي داود (1/ 145 رقم 528).

(1/327)


عليها، وأحيني عليها، واجعلني من صالح أهلها عملاً يوم القيامة".
رواه البيهقي (1).

876 - قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي: وقد روي هذا الحديث مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي أمامة، وقد رواه الحاكم في المستدرك (2) غير أنه من رواية عفير بن معدان، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة (3).

47 - باب في الدعاء بين الأذان والإِقامة
877 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) س (6) ت (7)، وقال: حديث حسن.

878 - عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما يرد على داع دعوته: عند حضور النداء، والصف في سبيل الله -عز وجل".
رواه د (8) بنحوه.
__________
(1) سنن البيهقي الكبرى (1/ 411).
(2) المستدرك (1/ 546 - 547) وقال الحاكم: صحيح الإسناد. فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: عفير واهٍ جدًا.
(3) ترجمته في التهذيب (20/ 176 - 178).

877 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 391 - 393 رقم 1561 - 1563).
(4) المسئد (3/ 119).
(5) سنن أبي داود (1/ 144 رقم 521).
(6) سنن النسائي الكبرى (6/ 22 رقم 9896، 9897).
(7) جامع الترمذي (1/ 415 - 416 رقم 212، 5/ 538 رقم 3594، 3595).
(8) سنن أبي داود (3/ 21 رقم 2540).

(1/328)


48 - باب تباعد الشيطان عند سماع الأذان
879 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي بالنداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا واذكر كذا -لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى".
رواه خ (1) م (2)، ولفظه للبخاري.

880 - عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء". قال سليمان: (فسألته) (3) عن الروحاء، قال: هي من المدينة ستة وثلاثون ميلاً.
رواه م (4).

881 - عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة"، وفي رواية: "إنه يؤذن بالصلاة".
رواه أحمد (5) د (6)، واللفظ لأحمد.
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 101 رقم 806).
(2) صحيح مسلم (1/ 129 رقم 389).
(3) في "الأصل": فسألت. والمثبت من صحيح مسلم، والسائل هو سليمان بن مهران الأعمش، سأل أبا سفيان طلحة بن نافع الراوي عن جابر، والله أعلم.
(4) صحيح مسلم (1/ 290 رقم 388).
(5) المسند (5/ 192 - 193).
(6) سنن أبي داود (4/ 327 رقم 5101).

(1/329)


49 - باب استحواذ الشيطان على أهل المكان الذي لا يؤذن فيه
882 - عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من ثلاثة في قرية لا يؤذن ولا يقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة؛ فإن الذئب يأكل القاصية".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).
__________
(1) المسند (5/ 196، 6/ 446).
(2) سنن أبي داود (1/ 150 رقم 547).
(3) سنن النسائي (2/ 106 - 107 رقم 846).

(1/330)


أبواب المساجد

50 - باب في فضل بناء المساجد
883 - عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بنى مسجدًا -قال بكير (1): حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة".
رواه خ (2) م (3).

884 - عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بنى مسجدًا يذكر فيه اسم الله، بنى الله له بيتًا في الجنة".
رواه ق (4).

885 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى مسجدًا من ماله بنى الله له بيتًا في الجنة". رواه ق (5).

886 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بنى مسجدًا كمَفْحَص قَطاة (6) أو أصغر بنى الله له بيتًا في الجنة". رواه ق (7).
__________
(1) هو ابن عبد الله بن الأشج، أحد رجال المسند.
(2) صحيح البخاري (1/ 648 رقم 450).
(3) صحيح مسلم (1/ 378 رقم 533).

844 - خرجه الضياء في المختارة (1/ 356 - 359 رقم 244 - 248).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 243 رقم 735).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 243 رقم 737).
(6) القطا: طائر معروف، واحدته قطاة، ومفحصها هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض. النهاية (3/ 415).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 244 رقم 738).

(1/331)


887 - عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بنى لله مسجدًا صغيرًا كان أو كبيرًا بنى الله له بيتًا في الجنة".
رواه ت (1).

888 - عن عمرو بن عبسة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بنى مسجدًا يذكر الله -عز وجل- فيه، بنى الله له بيتًا في الجنة".
رواه س (2).

889 - عن أبي قتادة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقوم قد أسسوا مسجدًا ليبنوه قال: أوسعوه تملئوه. قال: فأوسعوه" (3).
رواه البيهقي (4) من رواية محمد بن درهم، وقد تكلم فيه يحيى بن معين (5) وأبو حاتم الرازي (6) والدارقطني (7).

51 - باب إِن أحب البلاد إِلى الله عز وجل المساجد
890 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".
رواه م (8).
__________
(1) جامع الترمذي (2/ 135 رقم 319).
(2) سنن النسائي (2/ 31 رقم 687).
(3) رواه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 280 - 281 رقم 1320).
(4) سنن البيهقي الكبرى (2/ 439).
(5) تاريخ الدوري (4/ 112 رقم 3420، 4/ 169 رقم 3763).
(6) لم يذكر ابن أبي حاتم في الجرح (7/ 249 رقم 1366) عن أبيه فيه كلامًا، والله أعلم.
(7) سؤالات البرقاني، وعنه الخطيب في تاريخه (5/ 269) وقال الدارقطني: والحديث غير ثابت.
(8) صحيح مسلم (1/ 464 رقم 671).

(1/332)


52 - باب في تشييد المساجد والمباهاة بها
891 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ق (3) س (4).

892 - عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم". رواه ق (5).

893 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرت بتشييد المساجد. قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى".
رواه د (6).

894 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أراكم تستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها وكما شرفت النصارى بيعها".
رواه ق (7) من رواية ليث بن أبي سليم (8)، وقد تكلم فيه (9).
__________
891 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 222 - 224 رقم 2235 - 2239).
(1) المسند (3/ 134، 145، 152، 320، 383).
(2) سنن أبي داود (1/ 123 رقم 449).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 244 رقم 739).
(4) سنن النسائي (2/ 31 - 32 رقم 688).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 244 - 245 رقم 741) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 262 رقم 278): هذا إسناد فيه جبارة بن المغلس، وقد اتهم.
(6) سنن أبي داود (1/ 122 رقم 448).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 244 رقم 740).
(8) ترجمته في التهذيب (24/ 279 - 288).
(9) وفي الإسناد من هو أضعف من ليث بكثير، قال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 262 رقم 277): هذا إسناد ضعيف، فيه ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وجبارة بن=

(1/333)


53 - باب في اتخاذ المساجد في الدور
895 - عن عائشة قالت: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد في الدور (1) وأن تنظف وتطيب".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) ق (4) ت (5)، وذكره مسندًا ومرسلاً، وقال في المرسل: هذا أصح.

896 - عن سمرة بن جندب "أنه كتب إلى بنيه: أما بعد فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان يأمرنا بالمساجد أن نصنعها في دورنا، ونصلح صنعتها ونطهرها".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) وهذا لفظه، ورواية الإمام أحمد: "أن نتخذ المساجد في دورنا، وأمرنا أن ننظفها".

54 - باب في إِماطة الأذى عن المسجد
897 - عن أبي هريرة "أن رجلاً أسود -أو امرأة سوداء- كان يقم المسجد، فمات فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه، فقالوا: مات، فقال: أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره -أو قال: قبرها- فأتى قبره فصلى (عليها) (8) ".
__________
= المغلس وهو كذاب.
(1) يعني: القبائل. قاله سفيان بن عيينة، رواه عنه الترمذي.
(2) المسند (6/ 279).
(3) سنن أبي داود (1/ 124 رقم 455).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 250 رقم 758).
(5) جامع الترمذي (2/ 489 - 490 رقم 594 - 596).
(6) المسند (5/ 17).
(7) سنن أبي داود (1/ 125 رقم 456).
(8) في الصحيح المطبوع: عليه. وفي إرشاد الساري (1/ 448): عليها. كما هنا.

(1/334)


رواه خ (1) -واللفظ له- ومسلم (2).

898 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عرضت عليَّ أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت عليَّ ذنوب أمتي، فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن -أو آية- أوتيها رجل ثم نسيها".
رواه د (3) ت (4)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

899 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أخرج أذىً من المسجد بنى الله له بيتًا في الجنة" (5).
رواه ق (6).

55 - باب ما يكره فعله وقوله في المسجد
900 - عن بريدة "أن رجلاً نشد في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له".
رواه م (7).

901 - عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا (يردها) (8) الله عليك. فإن المساجد لم تبن لهذا".
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 658 رقم 458).
(2) صحيح مسلم (2/ 659 رقم 956).
(3) سنن أبي داود (1/ 126 رقم 461).
(4) جامع الترمذي (5/ 163 - 164 رقم 2916).
(5) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 267 رقم 285): هذا إسناد ضعيف، مسلم -هو ابن يسار- لم يسمع من أبي سعيد، ومحمد -يعني: ابن صالح المدني- فيه لين.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 250 رقم 757).
(7) صحيح مسلم (1/ 397 رقم 569).
(8) في صحيح مسلم: ردها.

(1/335)


رواه م (1).

902 - عن جابر قال: جاء رجل ينشد ضالة في المسجد فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: لا وجدت".
رواه س (2).

903 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البيع والابتياع، وعن تناشد الأشعار في المساجد".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5) ت (6) -وقال: حديث حسن- ق (7) واللفظ له، ولفظ الإمام أحمد: "عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تنشد فيه الضالة، وعن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة".

904 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خصال لا ينبغين (8) في المسجد: لا يتخذ طريقًا، ولا يشهر فيه بسلاح، ولا ينبض (9) فيه بقوس، ولا ينثر فيه نبل، ولا
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 397 رقم 568).
(2) سنن النسائي (2/ 48 - 49 رقم 716).
(3) المسند (2/ 179).
(4) سنن أبي داود (1/ 283 رقم 1079).
(5) سنن النسائي (2/ 48 رقم 714).
(6) جامع الترمذي (2/ 139 رقم 322).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 247 رقم 749).
(8) كذا في نسخة دار الكتب الخطية من سنن ابن ماجه (1/ 149) ونسخة السندي التي عليها شرحه (1/ 253) قال السندي: بصيغة جمع للإناث من الانبغاء، وفي بعض النسخ: "لا تنبغي" التأنيث للوحدة. اهـ. وفي نسخة سنن ابن ماجه المطبوعة مع شرح السندي ونسخة محمد فؤاد عبد الباقي: تنبغي.
(9) قال السندي: هكذا في بعض الأصول المعتمدة، بنون ثم موحدة ثم ضاد معجمة، من أنبضت القوس، وأنبضت بالوتر إذا شددته ثم أرسلته، وفي بعض النسخ: "ولا يقبض" من القبض، بالقاف موضع النون.

(1/336)


يمر فيه بلحم نِيء (1)، ولا يضرب فيه حد، ولا يقص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقًا".
رواه ق (2) من طريق زيد بن جبيرة (3) قد تكلم فيه من قبل حفظه.

905 - عن واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جنبوا مساجدنا صبيانكم ومجانينكم، وشراءكم (4) وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر (5)، وجمروها (6) في الجمع".
رواه ق (7) من رواية الحارث بن نبهان (8)، قال فيه يحيى بن معين (9): لا يكتب حديثه؛ ليس بشيء.

906 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك".
رواه ت (10) وقال: حديث حسن غريب.
__________
(1) هو الذي لم يطبخ، أو طبخ أدنى طبخ ولم ينضج. النهاية (5/ 140).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 247 رقم 748).
(3) ترجمته في التهذيب (10/ 34 - 35) والكلام فيه شديد.
(4) كذا في نسخة دار الكتب من سنن ابن ماجه (1/ 149) وزوائد ابن ماجه (1/ 265 رقم 272)، وفي نسختي السندي (1/ 253) ومحمد فؤاد عبد الباقي: شراركم.
(5) قال السندي: المطاهر: محل يتوضأ فيها المحتاج ويتقضي حاجته.
(6) قال السندي: وجمروها: من التجمير، أي: بخروها.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 247 رقم 750).
(8) وشيخه عتبة بن يقظان قال النسائي: غير ثقة. ترجمته في التهذيب (19/ 326 - 327).
(9) تاريخ الدوري (4/ 88 رقم 3285، 4/ 281 رقم 4382).
(10) جامع الترمذي (3/ 610 - 611 رقم 1321).

(1/337)


907 - عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقام الحدود في المساجد، ولا يستقاد فيها".
رواه الإمام أحمد (1).

56 - باب ذكر إِنشاد الشعر واللعان في المسجد
908 - عن أبي هريرة "أن عمر -رضي الله عنه- مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أجب عني، اللَّهم أيده بروح القدس؟ قال: نعم".
رواه خ (2) م (3).

909 - عن جابر بن سمرة قال: "شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة في المسجد، وأصحابه يتذاكرون الشعر، وأشياء من أمر الجاهلية، فربما تبسم معهم" (4).
رواه الإمام أحمد (5).

910 - عن سهل بن سعد "أن رجلاً قال: يا رسول الله، أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله؟ فتلاعنا في المسجد، وأنا شاهد".
رواه خ (6) م (7).
__________
(1) المسند (3/ 434).
(2) صحيح البخاري (1/ 652 رقم 453).
(3) صحيح مسلم (14/ 1932 - 1933 رقم 2485).
(4) رواه الترمذي (5/ 128 - 129 رقم 2850) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(5) المسند (5/ 19).
(6) صحيح البخاري (1/ 617 رقم 423) واللفظ له.
(7) صحيح مسلم (2/ 1129 - 1130 رقم 1492).

(1/338)


57 - باب في ذكر السؤال في المسجد
911 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينًا؟ فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت كسرة خبز بين يدي عبد الرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه".
رواه د (1).

58 - باب كراهية ما يلهي المصلي في المسجد
912 - عن أنس بن مالك قال: "كان قرام لعائشة قد سترت به جانب بيتها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أميطي عني قرامك هذا؛ فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي".
رواه خ (2).

913 - عن عثمان بن طلحة -رضي الله عنه- "أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، دعاه بعد دخوله الكعبة، فقال: إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما (فخمرهما) (3) فإنه لا ينبغي أن يكون في قبلة البيت شيء يلهي المصلي".
رواه الإمام أحمد (4) د (5).
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 127 رقم 1670).
(2) صحيح البخاري (1/ 577 رقم 374).
(3) من المسند.
(4) المسند (4/ 68، 5/ 380) واللفظ له.
(5) سنن أبي داود (2/ 215 رقم 2030).

(1/339)


59 - باب فيمن مر في المسجد ومعه سهام
914 - عن جابر بن عبد الله قال: "مر رجل في المسجد ومعه سهام له، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أمسك بنصالها".
رواه خ (1) م (2).

915 - عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مر في شيء من مساجدنا أو أسواقنا بنبل فليأخذ على نصالها بكفه؛ لا يعقر مسلمًا".
رواه خ (3) م (4)، واللفظ للبخاري.

60 - باب في ذكر البزاق والنخامة في المسجد وما كفارة من فعله
916 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها".
رواه خ (5) م (6).

917 - وللبخاري (7) عن أنس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في القبلة؛ فشق ذلك عليه حتى رُئي في وجهه، فقام فحكه بيده، وقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 650 رقم 451) واللفظ له.
(2) صحيح مسلم (4/ 2018 - 2019 رقم 2614).
(3) صحيح البخاري (1/ 651 رقم 452).
(4) صحيح مسلم (4/ 2019 رقم 2615).
(5) صحيح البخاري (1/ 609 رقم 415).
(6) صحيح مسلم (1/ 390 رقم 552).
(7) صحيح البخاري (1/ 605 رقم 405).

(1/340)


فإنه يناجي ربه -عز وجل -أو إن ربه بينه وبين القبلة- فلا يبزق أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدمه. ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال: أو يفعل هكذا".

918 - عن عائشة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في جدار القبلة مخاطًا - (أو) (1) بزاقًا أو نخامة- فحكه".
رواه خ (2) م (3).

919 - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه -عز وجل- فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن شماله تحت قدمه".
رواه خ (4) م (5) وهذا لفظه، وفي البخاري: "عن يساره أو تحت قدمه".

920 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه؛ فإنما يناجي الله -عز وجل- ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكًا، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها".
رواه خ (6).

921 - عن عبد الله بن عمر "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى بصاقًا في جدار القبلة فحكه، ثم أقبل على الناس فقال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه؛ فإن الله قبل وجهه إذا صلى".
__________
(1) في "الأصل": "و" والمثبت من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (1/ 607 رقم 407) واللفظ له.
(3) صحيح مسلم (1/ 389 رقم 549).
(4) صحيح البخاري (1/ 906 رقم 413).
(5) صحيح مسلم (1/ 390 رقم 551).
(6) صحيح البخاري (1/ 610 رقم 416).

(1/341)


رواه (1) م (2).

922 - عن أبي سعيد وأبي هريرة "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة، ثم نهى أن يبزق الرجل عن يمينه أو أمامه، ولكن يبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى".
رواه خ (3) م (4).

923 - عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرِضَتْ علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن".
رواه م (5).

924 - عن عبد الله بن الشخير: "أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فتنخع فدلكها بنعله اليسرى".
رواه م (6).

925 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس، فقال: ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه، أيحب (أحدكم) (7) أن يستقبل فينخع في وجهه؟ فإذا تنخع أحدكم فلينخع عن يساره تحت قدمه، فإن لم يجد فليقل هكذا. ووصف القاسم -وهو ابن مهران- فتفل في
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 606 رقم 406).
(2) صحيح مسلم (1/ 388 رقم 547).
(3) صحيح البخاري (1/ 608 رقم 410، 411).
(4) صحيح مسلم (1/ 389 رقم 548) واللفظ له.
(5) صحيح مسلم (1/ 390 رقم 553).
(6) صحيح مسلم (1/ 390 - 391 رقم 554).
(7) من صحيح مسلم.

(1/342)


ثوبه ثم مسح بعضه على بعض. قال أبو هريرة: كأني انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرد ثوبه بعضه على بعض".
رواه م (1).

61 - باب في بسط الحصى في المسجد
926 - عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث البصري -قرابة ابن سيرين- قال: "سألت ابن عمر عن الحصى الذي في المسجد، فقال: مطرنا ذات ليلة فأصبحت الأرض مبتلة، فجعل الرجل يجيء بالحصى (في) (2) ثوبه فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: ما أحسن (هذا) (3) ".
رواه د (4).

927 - وروى (5) أيضًا عن ابن إسحاق، عن أبي بدر شجاع بن الوليد، عن شريك، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -قال أبو بدر: أراه قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الحصاة تناشد الذي يخرجها من المسجد".

62 - باب الخلوق في المسجد
928 - عن جابر بن عبد الله قال: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده عرجون ابن طاب، فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال: أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟ (قال: فخشعنا، ثم قال: أيكم يحب أن يُعرض الله
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 389 رقم 550).
(2) تكررت في "الأصل".
(3) من سنن أبي داود.
(4) سنن أبي داود (1/ 125 رقم 458).
(5) سنن أبي داود (1/ 125 رقم 460).

(1/343)


عنه) (1)؟ قلنا: لا أينا يا رسول الله، قال: فإن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة؛ فليقل بثوبه هكذا، ثم طوى ثوبه بعضه على بعض، فقال: أروني عبيرًا (2)، فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في (راحته) (3) فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعله على رأس العرجون ثم لطخ به أثر النخامة. فقال جابر: فمن هناك جعلتم المخلوق في مساجدكم".
رواه م (4).

929 - عن أنس بن مالك "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمر وجهه، فجاءته امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أحسن هذا".
رواه ق (5) س (6).

930 - عن عبد الله بن عمر قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في المسجد) (7) فرأى (في القبلة) (7) نخامة، فلما قضى صلاته قال: إن أحدكم إذا صلى في المسجد فإنه
__________
(1) تكررت في صحيح مسلم.
(2) قال النووي في شرح مسلم (10/ 465): قال أبو عبيد: العبير -بفتح العين وكسر الموحدة- عند العرب هو الزعفران وحده. وقال الأصمعي: هو أخلاط من الطيب تجمع الزعفران. قال ابن قتيبة: ولا أرى القول إلا ما قاله الأصمعي. والخلوق -بفتح الخاء- هو طيب من أنواع مختلفة يجمع بالزعفران، وهو العبير على تفسير الأصمعي، وهو ظاهر الحديث، فإنه أمر بإحضار عبير، فأحضر خلوقًا، فلو لم يكن هو هو لم يكن ممتثلًا.
(3) في "الأصل": راحلته. والمثبت من صحيح مسلم.
(4) صحيح مسلم (3/ 2304 - 2304 رقم 3008).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 251 رقم 762).
(6) سنن النسائي (2/ 52 - 53 رقم 727).
(7) من المسند.

(1/344)


يناجي ربه تبارك وتعالى، وإن الله تبارك وتعالى يستقبله بوجهه، فلا (يتنخمن) (1) أحدكم في القبلة ولا عن يمينه، ثم دعا بعود فحكه ثم دعا بخلوق فخضبه".
رواه الإمام أحمد (2).

63 - باب في إِسراج المساجد
931 - عن ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: "يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس؟ فقال: ائتوه فصلوا فيه -وكانت البلاد إذ ذاك حربًا- قال: فإن لم تأتوه وتصلوا فيه؛ فابعثوا بزيت يسرج في قناديله".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ق (5)، ولفظ الإمام أحمد: قال: "يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس؟ فقال: أرض المنشر والمحشر، ائتوه فصلوا فيه؛ فإن صلاة فيه كألف صلاة. قالت: أرأيت من لم يطق أن يتحمل إليه -أو (يأتيه) (6) - قال: فليهد إليه زيتًا يسرج فيه؛ فإنه من أهدى له كان كمن صلى فيه".

64 - باب أي مسجد وضع في الأرض أول وأن الأرض فكلها مسجد
932 - عن أبي ذر قال: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم
__________
(1) في "الأصل": يتنحن. والمثبت من المسند.
(2) المسند (2/ 34 - 35).
(3) المسند (6/ 463).
(4) سنن أبي داود (1/ 125 رقم 457).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 451 رقم 1407).
(6) في "الأصل": أتيه. والمثبت من المسند.

(1/345)


بينهما؟ قال: أربعون عامًا، ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركك الصلاة فصل، فإنه مسجد".
رواه خ (1) م (2).

933 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أُعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهورًا ومسجدًا، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.

934 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فُضلت على الأنبياء بست؛ أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون".
رواه م (5).
وقد روي نحو هذا عن علي (6) وحذيفة (7) وأبي ذر (8) وأبي أمامة (9)
__________
(1) صحيح البخاري (6/ 469 رقم 3366).
(2) صحيح مسلم (1/ 370 رقم 520).
(3) صحيح البخاري (1/ 519 رقم 335).
(4) صحيح مسلم (1/ 370 - 371 رقم 521).
(5) صحيح مسلم (1/ 137 رقم 523).
(6) رواه الإمام أحمد، وتقدم برقم (555).
(7) رواه مسلم، وتقدم برقم (552).
(8) رواه الإمام أحمد (5/ 145، 162) وصححه ابن حبان (14/ 375 رقم 6462).
(9) رواه الإمام أحمد، وتقدم برقم (553).

(1/346)


وأبي موسى (1) وابن عمر (2) وابن عباس (3) وابن كعب (4) وأنس بن مالك (5) والسائب بن يزيد (6) -رضي الله عنهم أجمعين.

65 - باب كراهية الصلاة في المقبرة والحمام ونحوهما
935 - عن عائشة -رضي الله عنها- "أن أم سلمة ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية، فذكرت له ما رأت فيها من الصور، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح -أو الرجل الصالح- بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله -عز وجل".
رواه خ (7) م (8)، واللفظ للبخاري، وقد روياه (9): "أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها".

936 - عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: "لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك:
__________
(1) رواه الإمام أحمد، وتقدم برقم (555).
(2) رواه البزار والطبراني، كما في مجمع الزوائد (1/ 261).
(3) رواه الإمام أحمد، وتقدم برقم (554).
(4) لم أقف عليه الآن.
(5) رواه ابن الجارود في المنتقى (124) ومن طريقه الضياء في المختارة (5/ 42 - 43 رقم 1653) مختصرًا، ورواه الضياء (5/ 43 رقم 1654، 1655) مطولًا.
(6) رواه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 154 - 155 رقم 6674).
قلت: وروي نحوه عن عبد الله بن عمرو، رواه الإمام أحمد، وتقدم برقم (556).
وعن عوف بن مالك رواه ابن حبان (14/ 390 رقم 6399).
(7) صحيح البخاري (1/ 633 رقم 434).
(8) صحيح مسلم (1/ 375 - 376 رقم 528).
(9) البخاري (1/ 624 رقم 427)، ومسلم (1/ 375 - 376 رقم 528).

(1/347)


لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا".
رواه خ (1) م (2) وليس عنده: "بها".

537 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قاتل الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
رواه خ (3) م (4)، وفي لفظ لمسلم (5): "لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".

938 - عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك".
رواه م (6).

939 - عن أبي مرثد الغنوي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها".
رواه م (7).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 633 - 634 رقم 435، 436).
(2) صحيح مسلم (1/ 377 رقم 531).
(3) صحيح البخاري (1/ 634 رقم 437).
(4) صحيح مسلم (1/ 376 - 377 رقم 530).
(5) صحيح مسلم (1/ 377 رقم 530/ 21).
(6) صحيح مسلم (1/ 377 - 378 رقم 532).
(7) صحيح مسلم (2/ 668 رقم 972).

(1/348)


940 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3) ق (4).

941 - عن ابن عباس قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) س (8) ت (9)، وقال: حديث حسن.

942 - عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصلى في سبع مواطن: في المزبلة، والمجزرة، والمقبرة، وقارعة الطريق، وفي الحمام، وفي معاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله".
رواه ق (10) ت (11) واللفظ له، وقال: ليس بذلك القوي، وقد تكلم في زيد بن جبيرة من قبل حفظه. وقال ت: وقد روى الليث هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) المسند (3/ 83).
(2) سنن أبي داود (1/ 132 - 133 رقم 492).
(3) جامع الترمذي (2/ 131 رقم 317) وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب. ثم ذكر بعض هذا الاضطراب، وصحح كونه مرسلاً.
(4) سنن ابن ماجه (1/ 246 رقم 745).
(5) المسند (1/ 229، 287).
(6) سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3236).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 502 رقم 1575).
(8) سنن النسائي (4/ 94 - 95 رقم 2042).
(9) جامع الترمذي (2/ 136 رقم 320).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 246 رقم 746).
(11) جامع الترمذي (2/ 177 - 178 رقم 346، 347).

(1/349)


مثله، وحديث ابن عمر أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد، والعمري ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه.

943 - عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سبع مواطن لا يجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله، والمقبرة، والمزبلة، والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة (1) الطريق".
رواه ق (2) من رواية أبي صالح كاتب الليث، عن الليث، عن نافع، عن ابن عمر.
قلت: فأسقط العمري من الرواية.

66 - باب النهي عن الصلاة في مبارك الإِبل وأعطانها
944 - عن جابر بن سمرة "أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا".
رواه م (3).

945 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل".
رواه الإمام أحمد (4) ق (5) ت (6) وقال: حديث حسن صحيح.

946 - عن عبد الله بن مغفل: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة في أعطان الإبل".
__________
(1) المحجة: هي جادة الطريق. النهاية (4/ 301).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 26 رقم 747).
(3) صحيح مسلم (1/ 275 رقم 360).
(4) المسند (2/ 451، 491، 509).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 252 - 253 رقم 768).
(6) جامع الترمذي (1/ 180 - 181 رقم 348).

(1/350)


رواه الإمام أحمد (1) س (2) ق (3).

67 - باب جواز التطوع في الكعبة
947 - عن عبد الله بن عمر قال: "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة، فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أول من ولج، فلقيت بلالًا فسألته، هل صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم، بين العمودين اليمانيين".
رواه خ (4) م (5)، وفي لفظ لهما (6): "فسألت بلالًا حين خرج، ما صنع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: جعل عمودين عن يمينه، وعمودًا عن يساره وثلاثة أعمدة وراءه -وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدة- ثم صلى".
وللبخاري (7): "هل صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في (الكعبة) (8)؟ قال: (نعم) (9) ركعتين بين الساريتين، عن يسارك (10) إذا دخلت، ثم خرج، فصلى في وجه الكعبة ركعتين".
__________
(1) المسند (4/ 54، 55، 56، 85، 86).
(2) سنن النسائي (2/ 56 رقم 734).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 253 رقم 769).
(4) صحيح البخاري (1/ 688 رقم 504).
(5) صحيح مسلم (2/ 966 - 977 رقم 1329).
(6) البخاري (1/ 688 - 689 رقم 505)، ومسلم (2/ 966 رقم 1329/ 388).
(7) صحيح البخاري (1/ 596 رقم 397).
(8) في "الأصل": الكعبتين!!.
(9) من صحيح البخاري.
(10) هذه رواية أبي ذر عن الكشميهني، وهي أنسب لقوله: "إذا دخلت" ولغيره: "يساره". انظر إرشاد الساري (1/ 414).

(1/351)


ولمسلم (1): قال: "بين العمودين تلقاء وجهه"، وفي لفظ له (2): "بين العمودين المتقدمين".

68 - باب جواز الصلاة في السفينة
948 - عن ابن عمر قال: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في السفينة، قال (صل) (3) قائمًا؛ إلا أن تخاف الغرق".
رواه الدارقطني (4).
948م- ورواه (5) أيضًا عن ابن عمر، عن جعفر "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يصلي قائمًا إلا أن يخشى الغرق". قال الدارقطني: يعني في السفينة.

949 - ورواه (6) عن ابن عباس قال: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، قال: يا رسول الله، كيف أصلي في السفينة؟ قال: صل فيها قائمًا إلا أن تخاف الغرق".
في إسناد حديث ابن عباس؛ حسين بن علوان، قال (7): متروك.

69 - باب جواز الصلاة في المقبرة إِذا نبشت
950 - عن أنس بن مالك قال: "قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فنزل بأعلى المدينة في
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 966 رقم 1329/ 389).
(2) صحيح مسلم (2/ 967 رقم 1329/ 391).
(3) من سنن الدارقطني.
(4) سنن الدارقطني (1/ 395 رقم 4).
(5) سنن الدارقطني (1/ 394 رقم 2) وقال الدارقطني: فيه رجل مجهول.
(6) سنن الدارقطني (1/ 394 رقم 3).
(7) يعني: الدارقطني عقب الحديث في السنن.

(1/352)


حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى ملإ بني النجار، فجاءوا متقلدين السيوف، فكأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وأبو بكر -رضي الله عنه- ردفه وملأ بنى النجار حوله، حتى ألقى (بفناء) (1) أبي أيوب، فكان يحب أن يصلي حيث أدركتة الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ بني النجار، فقال: يا بني النجار ثامنوني (2) بحائطكم هذا. قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. (فقال أنس:) (3) فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين، وفيه خرب، وفيه نخل، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه (4) الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر، وهم يرتجزون، والنبي - صلى الله عليه وسلم - معهم، وهو يقول:
اللَّهم لا خير إلا خير الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة".
روه خ (5) م (6)، وهذا لفظ البخاري.

951 - عن عكرمة قال: قال لي ابن عباس ولابنه علي: "انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه. فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه، فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نجمل لبنة لبنة وعمار
__________
(1) في "الأصل": ببناء. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) أي: قرروا معي ثمنه وبيعونيه بالثمن، يقال: ثامنت الرجل البيع أثامنه، إذا قاولته في ثمنه وساومته على بيعه واشترائه. النهاية (1/ 223).
(3) من صحيح البخاري.
(4) تثنية عِضادة -بكسر العين- قال صاحب العين: أعضاد كل شيء ما يشده من حواليه، وعضادتا الباب ما كان عليهما يغلق الباب إذا أصفق. إرشاد الساري (1/ 431).
(5) صحيح البخاري (1/ 624 رقم 428).
(6) صحيح مسلم (1/ 373 - 374 رقم 524).

(1/353)


لبنتين لبنتين، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفض (1) التراب عنه ويقول: ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن".
رواه خ (2).

70 - باب اتخاذ المسجد مكان البيعة ونحوها
952 - عن عثمان بن أبي العاص "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يتخذ مسجد الطائف حيث كان طواغيتهم". رواه د (3).

953 - عن طلق بن علي قال: "خرجنا وفدًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا، فاستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ وتمضمض، ثم صبه في إداوة، وأمرنا فقال: اخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها بهذا الماء، واتخذوها مسجدًا. قلنا: إن البلد بعيد، والحر شديد، والماء ينشف. فقال: مدوه من الماء، فإنه لا يزيده إلا طيبًا. فخرجنا حتى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، واتخذناها مسجدًا".
رواه الإمام أحمد (4) س (5)، واللفظ له.

71 - باب في نوم الرجال في المسجد
954 - عن عبد الله بن عمر "أنه كان ينام وهو شاب عزب لا أهل له في مسجد
__________
(1) هذه رواية أبي الوقت وابن عساكر، بصيغة الماضي، وللأصيلي وعزاها في الفتح للكشميهني: فجعل ينفض. إرشاد الساري (1/ 441).
(2) صحيح البخاري (1/ - 644 رقم 447).
(3) سنن أبي داود (1/ 123 رقم 450).

953 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 162 - 164 رقم 175، 176).
(4) المسند (4/ 23).
(5) سنن النسائي (2/ 38 - 39 رقم 700).

(1/354)


النبي - صلى الله عليه وسلم -".
كذا رواه خ (1)، ورواه م (2) بنحوه.

955 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: "جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة فلم يجد عليًّا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم (يَقِل) (3) عندي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع، وقد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه، ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب".
رواه خ (4) م (5).

956 - عن أبي هريرة قال: "لقد رأيت سبعين من أهل الصفة، ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ (نصف) (6) الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته".
رواه خ (7).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 637 رقم 440).
(2) صحيح مسلم (4/ 1927 - 1928 رقم 2479).
(3) من الصحيحين، ويَقِل -بفتح التحتانية وكسر القاف- من القيلولة، وهو نوم نصف النهار. فتح الباري (1/ 638).
(4) صحيح البخاري (1/ 637 رقم 441).
(5) صحيح مسلم (4/ 1874 - 1875 رقم 2409).
(6) من صحيح البخاري.
(7) صحيح البخاري (1/ 638 - 639 رقم 442).

(1/355)


72 - باب في المريض يكون في المسجد واتخاذ الخيمة فيه
957 - عن عائشة قالت: "أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل (1) فضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد، يعوده من قريب، فلم يرعهم (2) -وفي المسجد معه خيمة من بني غفار- إلا والدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو (3) جرحه دمًا، فمات منها -رضي الله عنه-".
رواه خ (4) م (5)، وهذا لفظه (6).

73 - باب المرأة تكون في المسجد
958 - عن عائشة: "أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح (7) أحمر من سيور (8)، قالت: فوضعته -أو وقع منها- فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحمًا فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشوني،
__________
(1) الأكحل: عرق في وسط الذراع. النهاية (3/ 154).
(2) أي: يفزعهم، وقيل: أي يفجؤهم ويأتيهم بغتة. انظر الفتح (1/ 663).
(3) أي: يسيل، يقال: غذا الجرح يغذو إذا دام سيلانه. النهاية (3/ 347).
(4) صحيح البخاري (1/ 663 رقم 463).
(5) صحيح مسلم (3/ 1389 - 1390 رقم 1769).
(6) هذا لفظ البخاري.
(7) الوشاح: شيء ينسج عريضًا من أديم، وربما رُصِّع بالجواهر والخرز، وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها. النهاية (5/ 187).
(8) جمع سير، وهو ما يقد من الجلد. إرشاد الساري (1/ 436).

(1/356)


حتى فتشوا قبلها. قالت: والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، وأنا منه بريئة، وهو ذا هو. قالت: فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت، قالت عائشة: فكان له خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث (هي) (1) عندي قالت: فلا تجلس عندي مجلسًا إلا قالت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ... إلا أنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة: فقلت لها: ما شأنك؛ لا تقعدي معي مقعدًا إلا قلت هذا؟! قالت: فحدثتني بهذا الحديث". رواه خ (2).

74 - باب في دخول المشرك وأهل الذمة المسجد
959 - عن أبي هريرة قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قِبَل نجد، فجائت برجل من بني حنيفة -يقال له: ثمامة بن أثال-فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أطلقوا ثمامة. فانطلق إلى نخل -وفي رواية: نجل (3) - قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".
أخرجه (4) م (5) أطول من هذا.

960 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل مسجدنا هذا بعد عامنا هذا مشرك، إلا أهل العهد وخدمهم".
__________
(1) ليست في الصحيح.
(2) صحيح البخاري (1/ 635 رقم 439).
(3) قال ابن حجر في الفتح (1/ 663): في النسخة المقروءة على أبي الوقت بالجيم، وصوبها بعضهم، وقال: والنجل: الماء القليل النابع، وقيل: البخاري.
(4) صحيح البخاري (1/ 661 - 662 رقم 462).
(5) صحيح مسلم (3/ 1386 - 1387 رقم 1764).

(1/357)


رواه الإمام أحمد (1).

961 - عن عثمان بن أبي العاص: "أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزلهم المسجد؛ ليكون أرق لقلوبهم".
رواه د (2).

962 - عن جبير بن مطعم: "أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فدى المشركين وما أسلم يومئذٍ، فدخلت المسجد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي المغرب فقرأ بالطور، فكأنما صدع قلبي حين سمعت القرآن".
رواه الإمام أحمد (3).
وقد تقدم حديث أنس بن مالك في وجوب الصلاة (4).

75 - باب في دخول البعير المسجد
963 - عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن".
رواه خ (5) م (6).

964 - عن أم سلمة قالت: "شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أشتكي، قال: طوفي من وراء الناس وأنت راكبة. فطفت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ: "الطور وكتاب مسطور".
__________
(1) المسند (3/ 392).
(2) سنن أبي داود (3/ 163 رقم 3026).
(3) المسند (4/ 85).
(4) الحديث رقم (674).
(5) صحيح البخاري (3/ 573 رقم 1632).
(6) صحيح مسلم (2/ 926 رقم 1272).

(1/358)


رواه خ (1) م (2).

965 - عن أنس بن مالك قال: "بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد إذ دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد، ثم عقله .. " ثم ذكر الحديث، قد تقدم في وجوب الصلاة (3)، رواه خ (4).

76 - باب الاجتماع في المسجد والتحلق فيه
966 - عن أبي واقد الليثي قال: "بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فأقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذهب واحد، فأما أحدهما فرأى فرجة فجلس، وأما الآخر فجلس خلفهم، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم عن الثلاثة، أما أحدهما: فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه".
رواه خ (5) م (6).

77 - باب جواز الأكل في المسجد
967 - عن عبد الله بن الحارث قال: "أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شواء في المسجد، ثم أقيمت الصلاة فضربنا أيدينا في الحصى ثم (قمنا) (7) فصلينا ولم نتوضأ".
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 664 رقم 464).
(2) صحيح مسلم (2/ 927 رقم 1276).
(3) الحديث رقم (674).
(4) صحيح البخاري (1/ 1790 رقم 63).
(5) صحيح البخاري (1/ 188 رقم 66).
(6) صحيح مسلم (4/ 1713 رقم 2176).
(7) في "الأصل": فقمنا. والمثبت من المسند.

(1/359)


رواه الإمام أحمد (1).

968 - وعنه: "كنا نأكل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الخبز واللحم". رواه ق (2).

78 - باب الاستلقاء في المسجد
969 - عن عباد بن تميم، عن عمه -وهو عبد الله بن زيد- "أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى".
وعن سعيد بن المسيب: "كان عمر وعثمان -رضي الله عنهما- يفعلان ذلك".
رواه خ (3) م (4)، وليس في مسلم قول سعيد بن المسيب.

79 - باب كراهية رفع الصوت في المسجد
970 - عن السائب بن يزيد قال: "كنت قائمًا في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: اذهب فائتني بهذين. فجئته بهما، فقال: من أنتما -أو من أين أنتما-؟ قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (5).
__________
(1) المسند (4/ 190).

968 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 206 - 208 رقم 190 - 193).
(2) سنن ابن ماجه (2/ 1097 رقم 3300).
(3) صحيح البخاري (1/ 671 رقم 475).
(4) صحيح مسلم (3/ 1662 رقم 2100).
(5) صحيح البخاري (1/ 667 - 668 رقم 470).

(1/360)


80 - باب في كراهية منع النساء المساجد وكراهية الطيب [لهن] (1) إِذا خرجن إِليها
971 - عن عبد الله بن عمر أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله".
رواه خ (2) م (3).
وللإمام أحمد (4) د (5): "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد، وبيوتهن خير لهن".

972 - عن زينب الثقفية امرأة عبد الله قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبًا".
رواه م (6).

973 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة".
رواه م (7).

974 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها، لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل اغتسالها
__________
(1) في "الأصل": لهما!!
(2) صحيح البخاري (2/ 444 رقم 900).
(3) صحيح مسلم (1/ 327 رقم 442).
(4) المسند (2/ 76).
(5) سنن أبي داود (1/ 155 رقم 567).
(6) صحيح مسلم (1/ 328 رقم 443).
(7) صحيح مسلم (1/ 328 رقم 444).

(1/361)


من الجنابة".
رواه الإمام أحمد (1) -واللفظ له- د (2) ق (3).

975 - عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان".
رواه ت (4)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

976 - عن عبد الله -أيضًا- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها".
رواه د (5).

977 - عن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير صلاة النساء في قعر بيوتهن".
رواه الإمام أحمد (6) من رواية ابن لهيعة.

978 - عن عمرة عن عائشة قالت: "لو أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل. قلت (7) لعمرة: أو منعن؟ قالت: نعم".
رواه خ (8) -وهذا لفظه- ومسلم (9).
__________
(1) المسند (2/ 444).
(2) سنن أبي داود (4/ 79 رقم 4174، 4175).
(3) سنن ابن ماجه (2/ 1326 رقم 4002).
(4) جامع الترمذي (3/ 476 رقم 1173).
(5) سنن أبي داود (1/ 156 رقم 570).
(6) المسند (6/ 301).
(7) القائل هو يحيى بن سعيد الأنصاري، الراوي عن عمرة.
(8) صحيح البخاري (2/ 406 رقم 869).
(9) صحيح مسلم (1/ 329 رقم 445).

(1/362)


979 - عن أم حميد الساعدي "أنها جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك. قال: لقد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي. قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله -عز وجل-" (1).

81 - باب الكراهية لمن أكل الثوم والبصل والكراث أن يأتي المسجد
980 - عن عبد الله بن عمر "أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال في غزوة خيبر: من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يأتين مسجدنا".
رواه خ (2) م (3) واللفظ له، ورواية البخاري: "فلا يقربن مسجدنا".

981 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل ثومًا أو بصلاً فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته. وأنه أتي بقدر فيه خضرات من بقول، فوجد لها ريحًا فسأل، فأخبر بما فيها من البقول، فقال: قربوها إلى بعض أصحابه، فلما رآه كره أكلها، قال: كل، فإني أناجي من لا تناجي".
رواه خ (4) م (5)، وفي رواية لمسلم (6): "من أكل البصل والثوم والكراث
__________
(1) رواه الإمام أحمد (6/ 371) وصححه ابن خزيمة (3/ 95 رقم 1689) وابن حبان (5/ 595 - 596 رقم 2217).
(2) صحيح البخاري (2/ 394 رقم 853).
(3) صحيح مسلم (1/ 393 رقم 561).
(4) صحيح البخاري (2/ 395 رقم 855).
(5) صحيح مسلم (1/ 394 - 395 رقم 564).
(6) صحيح مسلم (1/ 395 رقم 564/ 74).

(1/363)


فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى (من) (1) ما يتأذى منه بنو آدم".

982 - عن أنس: "أنه سئل عن الثوم، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصل معنا".
رواه خ (2) م (3) وهذا لفظه.

983 - عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "أنه خطب يوم الجمعة، قال: إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم؛ لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد ريحها من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلها فليمتها طبخًا".
رواه م (4).

984 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أكل هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثوم".
رواه م (5).

82 - ذكر جواز أكله للعذر
985 - عن المغيرة بن شعبة قال: "انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فوجد مني ريح الثوم، فقال: من أكل الثوم؟ قال: فأخذت يده، فأدخلتها، فوجد صدري معصوبًا، قال: إن لك عذرًا".
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح البخاري (2/ 395 رقم 856).
(3) صحيح مسلم (1/ 394 رقم 562).
(4) صحيح مسلم (1/ 396 رقم 567).
(5) صحيح مسلم (1/ 394 رقم 563).

(1/364)


رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- د (2) ولفظه: قال: "أكلت ثومًا فأتيت مصلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد سُبقت بركعة، فلما دخلت المسجد وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ريح الثوم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قال: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا حتى يذهب ريحها -أو ريحه. فلما قضيت الصلاة جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، لتعطيني يدك. قال: فأدخلت يده في كم قميصي إلى صدري، فإذا أنا معصوب الصدر، قال: إن لك عذرًا".

83 - باب كراهية مكث الجنب في المسجد
986 - عن عطاء بن يسار عن ابن عباس "في قوله: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) (3) لا تدخل المسجد وأنت جنب إلا أن يكون طريقك فيه، ولا تجلس".
رواه البيهقي (4).

987 - وروى (4) عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: "رخص للجنب أن يمر في المسجد مجتازًا".

988 - وروى (4) عن سلم العلوي عن أنس بن مالك "في قوله تعالى: (وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ) (3) قال: يجتاز ويجلس".

84 - باب لا صلاة لجار المسجد إِلا في المسجد
989 - عن جابر بن عبد الله قال: "فقد النبي - صلى الله عليه وسلم - قومًا في صلاة فقال: ما
__________
(1) المسند (4/ 249).
(2) سنن أبي داود (3/ 361 رقم 3826).
(3) سورة النساء، الآية: 43.
(4) سنن البيهقي الكبري (2/ 443).

(1/365)


خلفكم عن الصلاة؟ فقالوا: لحاء (1) كان بيننا. فقال: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" (2).

990 - وعن أبي هريرة أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لجار المسجد إلا فى المسجد" (3).
رواهما الدارقطني، وفي إسناد حديث أبي هريرة سليمان بن داود اليمامي، وقد تكلم فيه يحيى بن معين (4) وقال: ليس بشيء.

85 - باب ما يقول إِذا دخل المسجد
991 - عن أبي حميد أو أبي أسيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللَّهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك".
رواه م (5) كذا بالشك، ورواه س (6) عنهما.

992 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليقل: اللَّهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم".
__________
(1) أي: نزاع وخصام. النهاية (4/ 243).
(2) سنن الدارقطني (1/ 419 - 420 رقم 1).
(3) سنن الدارقطني (1/ 420 رقم 2).
(4) الكامل (4/ 271).
(5) صحيح مسلم (1/ 494 رقم 713).
(6) سنن النسائي (2/ 53 رقم 728).

(1/366)


رواه ق (1) وابن خزيمة في صحيحه (2) وابن حبان في كتابه (3).

993 - عن فاطمة بنت الحسين، عن جدتها فاطمة الكبرى قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد صلى على محمد - صلى الله عليه وسلم - وقال: رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. فإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال: رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".
رواه الإمام أحمد (4) ق (5) ت (6) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى.

994 - عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم. قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم".
رواه د (7).
994 م- قال خ (8): "وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى وإذا خرج بدأ برجله اليسرى".

995 - عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك أنه كان يقول: "من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت تبدأ برجلك اليسرى".
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 254 رقم 773).
(2) صحيح ابن خزيمة (1/ 231 رقم 252، 4/ 210 رقم 2706).
(3) موارد الظمآن (1/ 159 رقم 321).
(4) المسند (6/ 282، 283).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 532 - 254 رقم 771).
(6) جامع الترمذي (2/ 127 - 128 رقم 314، 315).
(7) سنن أبي داود (1/ 127 رقم 466).
(8) صحيح البخاري (1/ 623) باب التيمن في دخول المسجد وغيره.

(1/367)


رواه البيهقي (1).

86 - باب فضل المشي إِلى المساجد
996 - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزله (2) من الجنة كلما غدا أو راح".
رواه خ (3) م (4) ولفظه للبخاري، وعند مسلم: "له نزلاً".

997 - عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشًى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام".
وفي رواية: "حتى يصليها مع الإمام في جماعة".
رواه خ (5) م (6).

998 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله -تعالى- ليقضي فريضة من فرائض الله -عز وجل- كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة". رواه م (7).

999 - عن جابر بن عبد الله قال: "كانت ديارنا نائية من المسجد، فأردنا أن نبيع
__________
(1) سنن البيهقي الكبرى (2/ 442) وقال: تفرد به شداد بن سعيد، أبو طلحة الراسبي، وليس بالقوي.
(2) النزل: قرى الضيف. النهاية (5/ 43).
(3) صحيح البخاري (2/ 173 رقم 662).
(4) صحيح مسلم (1/ 463 رقم 669).
(5) صحيح البخاري (2/ 161 رقم 651).
(6) صحيح مسلم (1/ 460 رقم 662).
(7) صحيح مسلم (1/ 462 رقم 666).

(1/368)


بيوتنا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن لكم بكل خطوة درجة".
رواه م (1).

1000 - عن أُبي بن كعب قال: "كان رجل لا أعلم أحدًا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، فقيل له -أو قلت له-: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء- قال: ما (أحب) (2) أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذ رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد جمع الله لك ذلك كله".
رواه م (3).
وفي رواية له (4). "كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة، فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

1001 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7).

87 - باب فضل المشي إِلى المسجد في الظلام
1002 - عن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 461 رقم 664).
(2) في صحيح مسلم: يسرني.
(3) صحيح مسلم (1/ 460 - 461 رقم 663/ 278).
(4) صحيح مسلم (1/ 146 رقم 663).
(5) المسند (2/ 351، 428).
(6) سنن أبي داود (1/ 152 رقم 556).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 257 رقم 782).

(1/369)


بالنور التام يوم القيامة".
رواه د (1) ت (2)، وقال: حديث غريب.

1003 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليَبْشَر (3) المشاءون في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة".
رواه ق (4).

1004 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المشاءون إلى المساجد في الظُّلَم أولئك الخواضون في رحمة الله تعالى".
رواه ق (5).

88 - باب في لزوم المسجد وانتظار الصلاة
1005 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللَّهم اغفر له، اللَّهم ارحمه. لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".
رواه خ (6) -وهذا لفظه- ومسلم (7).

1006 - وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 154 رقم 561).
(2) جامع الترمذي (1/ 435 رقم 223).
(3) أي: ليفرح وليسر. النهاية (1/ 129).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 256 رقم 780).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 256 رقم 779).
(6) صحيح البخاري (2/ 167 رقم 659).
(7) صحيح مسلم (1/ 459 رقم 649).

(1/370)


المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه".
رواه خ (1) م (2)، ولفظه للبخاري.

1007 - (عمن حميد قال:) (3) "سئل أنس: هل اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: نعم، أَخَّر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل، ثم أقبل بوجهه بعدما صلى، فقال: صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها. قال: فكأني أنظر إلى وبيص (4) خاتمه".
رواه خ (5).

1008 - عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، قال الله -عز وجل-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ) (6) الآية".
رواه الإمام أحمد (7) ت (8) -وقال: حديث حسن غريب- ق (9) وابن حبان (10).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 344 رقم 1423).
(2) صحيح مسلم (2/ 715 رقم 1031).
(3) من صحيح البخاري.
(4) الوبيص: البريق. النهاية (5/ 146).
(5) صحيح البخاري (2/ 173 رقم 661).
(6) سورة التوبة، الآية: 18.
(7) المسند (3/ 68، 76).
(8) جامع الترمذي (5/ 14 رقم 2617).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 263 رقم 802).
(10) موارد الظمآن (1/ 155 رقم 310).

(1/371)


1009 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما يوطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش (1) الله إليه، ما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم" (2).
رواه ق (3).

1010 - عن عبد الله بن عمرو قال: "صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا قد حفزه النفس قد حسر عن ركبتيه، فقال: أبشروا، هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى".
رواه ق (4)، ورواه الإمام أحمد (5) بنحوه.
__________
(1) البش: اللطف في المسألة، والإقبال على الرجل، وقيل: هو أن يضحك له ويلقاه لقاءً جميلاً، والمعنيان متقاربان. لسان العرب، مادة: بشش.
(2) صححه ابن خزيمة (2/ 379 رقم 1503) وابن حبان - موارد الظمآن (1/ 155 رقم 309) - والحاكم (1/ 213).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 262 رقم 800) والحديث في المسند (2/ 328، 453).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 262 رقم 801).
(5) المسند (2/ 186 - 187، 197).

(1/372)