السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

باب صفة الصلاة
142 - ذكر صلاة القائم والقاعد والنائم
1197 - عن عمران بن حصين قال: "كانت بي بواسير، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب" (1).

1198 - وعنه قال: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الرجل وهو قاعد، فقالْ من صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد" (2).
رواهما خ.

1199 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدًا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدًا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيًا (ورجلاه) (3) مما يلي القبلة".
رواه الدارقطني (4).

143 - باب الصفوف
1200 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سووا صفوفكم؛ فإن
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 684 رقم 1117).
(2) صحيح البخاري (2/ 683 رقم 1116).
(3) في "الأصل": رجليه. والمثبت من سنن الدارقطني.
(4) سنن الدارقطني (2/ 42 - 43 رقم 1).

(2/5)


تسوية الصف من تمام الصلاة".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

1201 - عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
رواه خ (3) م (4)، ولمسلم (5): "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أن قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلاً باديًا صدره من الصف، فقال: عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".

1202 - وعن النعمان قال: "أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم -ثلاثًا- والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم. قال: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) -وهذا لفظه- والدارقطني (8).

1203 - وروى د (9) عن النعمان بن بشير قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوي
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 244 رقم 723).
(2) صحيح مسلم (1/ 324 رقم 433).
(3) صحيح البخاري (2/ 242 رقم 717).
(4) صحيح مسلم (1/ 324 رقم 436/ 127).
(5) صحيح مسلم (1/ 324 رقم 436/ 28).
(6) المسند (2/ 276).
(7) سنن أبي داود (1/ 178 رقم 662).
(8) سنن الدارقطني (1/ 282 - 283 رقم 1).
(9) سنن أبي داود (1/ 178 رقم 665).

(2/6)


صفوفنا إذا قمنا للصلاة، فإذا استوينا كبر".

1204 - عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقيموا الصف في الصلاة؛ فإن إقامة الصف من حسن الصلاة".
رواه م (1).

144 - باب في التفات الإِمام يمينًا وشمالاً وأمره للناس بتسوية الصفوف
1205 - عن أنس بن مالك قال: "أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا (فإني) (2) أراكم من وراء ظهري. وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه" (3).
رواه خ (4).

1206 - عن محمد بن السائب -صاحب المقصورة- قال: "صليت إلى جنب أنس بن مالك يومًا، فقال: هل تدري لم صنع هذا العود؟ فقلت: لا، واللَّه. قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة أخذه بيمينه، ثم التفت فقال: اعتدلوا، سووا صفوفكم. ثم أخذه بيساره فقال: اعتدلوا، سووا صفوفكم".
رواه د (5).
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 324 رقم 435).
(2) في "الأصل": وإني. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) وقعت هذه الجملة من أول قول أنس "وكان أحدنا" إلى هنا في صحيح البخاري في لفظ آخر للحديث (2/ 247 رقم 725). والله أعلم.
(4) صحيح البخاري (2/ 243 رقم 719).
(5) سنن أبي داود (1/ 179 رقم 669).

(2/7)


1207 - وعن حميد عن أنس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام في الصلاة، قال هكذا وهكذا، عن يمينه وعن شماله، ثم يقول: (استووا) (1) وتعادلوا" (2).
رواه الدارقطني (3).

آخر الجزء الرابع

145 - باب في رص الصفوف وإِتمام الصف المقدم
1208 - عن جابر بن سمرة قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟! فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف".
رواه م (4).

1209 - عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رصوا صفوفكم وقاربوا بينها و (حاذوا بالأعناق) (5) فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف (6) ".
__________
(1) تكررت في سنن الدارقطني.

1207 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 104 - 105 رقم 2092 - 2093).
(2) رواه الحاكم في المستدرك (1/ 244) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ.
(3) سنن الدارقطني (1/ 287 رقم 15).
(4) صحيح مسلم (1/ 322 رقم 430).

1209 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 40 - 43 رقم 2432 - 2436).
(5) في "الأصل": حاذلوا الأعناق. والمثبت من المسند وسنني أبي داود والنسائي، قال السندي في حاشية سنن النسائي: قيل: الظاهر أن الباء زائدة، والمعنى: اجعلوا بعض الأعناق في مقابلة بعض.
(6) هي الغنم الصغار الحجازية، واحدتها حذفة -بالتحريك- وقيل: هي صغار جرد، ليس لها آذان ولا أذناب، يجاء بها من جرش اليمن. النهاية (1/ 356).

(2/8)


رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).

1210 - وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) س (6).

146 - باب في فضل من وصل صفًّا وذكر من قطعه
1211 - عن ابن عمر أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشياطين، ومن وصل صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله".
رواه الإمام أحمد (7) د (8)، وروى منه س (9) آخره من قوله: "من وصل صفًا".

1212 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".
رواه الإمام أحمد (10) ق (11)، وزاد: "من سد فرجة رفعه الله بها درجة" (12).
__________
(1) المسند (3/ 260، 283).
(2) سنن أبي داود (1/ 179 رقم 667).
(3) سنن النسائي (2/ 92 رقم 814).

1210 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 348 - 351 رقم 2376 - 2380).
(4) المسند (3/ 132، 233).
(5) سنن أبي داود (1/ 180 رقم 671).
(6) سنن النسائي (2/ 93 رقم 817).
(7) المسند (2/ 97 - 98).
(8) سنن أبي داود (1/ 178 - 179 رقم 666).
(9) سنن النسائي (2/ 93 رقم 818).
(10) المسند (6/ 67، 160).
(11) سنن ابن ماجه (1/ 318 رقم 995).
(12) ورواه بهذه الزيادة الإمام أحمد أيضًا (6/ 89).

(2/9)


147 - باب ذكر الصف الأول والصف الآخر
1213 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه".
رواه خ (1) م (2)، وفي لفظ لمسلم (3): "لو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة".

1214 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها".
رواه م (4).

1215 - عن أبي سعيد الخدري: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخرًا، فقال لهم: تقدموا فائتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله -عز وجل".
رواه م (5).

1216 - عن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطأ إلى المساجد، و (انتظار) (6) الصلاة بعد الصلاة، ما منكم رجل خرج من بيته متطهرًا، فيصلي مع المسلمين الصلاة، ثم يجلس في المجلس
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 163 رقم 653).
(2) صحيح مسلم (1/ 325 رقم 437).
(3) صحيح مسلم (1/ 326 رقم 439).
(4) صحيح مسلم (1/ 326 رقم 440).
(5) صحيح مسلم (5/ 321 رقم 438).
(6) في "الأصل": انتار. والمثبت من المسند.

(2/10)


ينتظر الصلاة الأخرى (إلا) (1) أن الملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللَّهم ارحمه. فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم و (أقيموها) (2) وسدوا الفرج، فإني أراكم من وراء ظهري، فإذا قال إمامكم: الله أكبر. فقولوا: الله أكبر. وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإن خير الصفوف صفوف الرجال المقدم، وشرها المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشرها المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال (فاغضضن) (3) أبصاركن لا ترين عورة الرجال من ضيق الإزار" (4).
رواه الإمام أحمد (5).

1217 - عن ابن عباس قال: "كانت امرأة تصلي خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسناء من أحسن الناس، قال: فكان بعض القوم يتقدم في الصف الأول لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطه، فأنزل الله -تبارك وتعالى-: (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) (6) ".
رواه ت (7) س (8) -وهذا لفظه- ق (9).

1218 - عن البراء بن عازب قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخلل الصف من
__________
(1) ليست في المسند.
(2) في "الأصل" أقيموا. والمثبت من المسند.
(3) في "الأصل": فاغضن. والمثبت من المسند.
(4) رواه ابن ماجه مفرقًا مختصرًا (1/ 148 رقم 427، 1/ 284 رقم 877).
(5) المسند (3/ 3).
(6) سورة الحجر، الآية: 24.
(7) جامع الترمذي (5/ 276 - 277 رقم 3122) وصحح إرساله.
(8) سنن النسائي (2/ 118 رقم 869).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 332 رقم 1046).

(2/11)


ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم. وكان يقول: إن الله -عز وجل- وملائكته يصلون على (الصف الأول) (1) ".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) س (4)، واللفظ لأبي داود.

1219 - عن العرباض بن سارية: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستغفر للصف المقدم ثلاثًا، والثاني مرة".
رواه ق (5) س (6).

1220 - عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله -عز وجل- وملائكته يصلون على الصف الأول -أو الصفوف الأُول".
رواه الإمام أحمد (7).

1221 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله إلى النار". رواه ق (8).

1222 - عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول". رواه ق (9).
__________
(1) في سنن أبي داود: "الصفوف الأُول".
(2) المسند (4/ 285).
(3) سنن أبي داود (1/ 178 رقم 664).
(4) سنن النسائي (2/ 89 - 90 رقم 810).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 318 رقم 996).
(6) سنن النسائي (2/ 92 - 93 رقم 816).
(7) المسند (4/ 268 - 269، 285، 304).
(8) كذا وقع الرمز في "الأصل" ولم أجد هذا الحديث في سنن ابن ماجه، بل وجدته في سنن أبي داود (1/ 181 رقم 679) واللَّه أعلم.
(9) سنن ابن ماجه (1/ 319 رقم 999).

1222 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 124 رقم 925) ونقل عن الدارقطني ترجيح إرساله.

(2/12)


148 - باب في قدر ما بين المصلي وبين السترة
1223 - عن سهل بن سعد قال: "كان بين مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار ممر الشاة" (1).

1224 - وعن سلمة بن الأكوع قال: "كان جدار المسجد عند المنبر، ما (كانت) (2) الشاة تجوزها" (3).
رواهما البخاري.

149 - باب فيمن يستحب أن يلي الإِمام من الناس
1225 - عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم -ثلاثًا- وإياكم وهيشات (4) الأسواق".
رواه م (5).

1226 - عن أبي مسعود قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم. قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا". رواه م (6).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 684 رقم 496) والحديث في صحيح مسلم (1/ 364 رقم 580) أيضًا.
(2) في صحيح البخاري: كادت.
(3) صحيح البخاري (1/ 684 رقم 497) والحديث في صحيح مسلم (1/ 364 رقم 263) بنحو حديث سهل.
(4) أي: فتنها وهَيْجها. النهاية (5/ 282).
(5) صحيح مسلم (1/ 323 رقم 432/ 123).
(6) صحيح مسلم (1/ 323 رقم 432/ 122).

(2/13)


1227 - عن قيس بن عباد قال: "قدمت المدينة للقي أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما كان فيهم رجل ألقاه أحب إليَّ من أُبي -هو ابن كعب- فأقيمت الصلاة فخرج عمر مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فنحاني وقام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا بني لا يسوءك الله، إني لم آت الذي أتيت (1) (بجهالة) (2) ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا: (كونوا) (3) في الصف الذي يليني. وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك. ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها (4) إلى شيء متوحها إليه، قال: فسمعته يقول: هلك أهل (العقدة) (5) ورب الكعبة، ألا لا عليهم آسى، ولكن آسى على من (يهلكون) (6) من المسلمين. وإذا هو أُبيّ".
رواه الإمام أحمد (7) س (8) وابن خزيمة في صحيحه (9)، واللفظ للإمام أحمد.

1228 - عن أنس بن مالك قال:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يليه المهاجرون والأنصار؛ ليأخذوا عنه".
__________
1227 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 29 - 31 رقم 1257 - 1259).
(1) في المسند: لم ائت الذي أتيتك.
(2) بياض في "الأصل" والمثبت من المسند.
(3) في "الأصل": كفوا. والمثبت من المسند.
(4) أي: مدت أعناقها نحوه. النهاية (4/ 291).
(5) في "الأصل": القعدة. والمثبت من المسند، ويريد بالعقدة: البيعة العقودة للولاة. النهاية (3/ 270).
(6) في "الأصل": يهاج كون. والمثبت من المسند.
(7) المسند (5/ 140).
(8) سنن النسائي (2/ 88 رقم 807).
(9) صحيح ابن خزيمة (3/ 33 رقم 1573).

1228 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 285 - 289 رقم 1922 - 1929).

(2/14)


رواه الإمام أحمد (1) س (2) ق (3)، وعند الإمام أحمد (4): "ليحفظوا عنه".

150 - باب في ميامن الصفوف ومياسرها
1229 - عن البراء بن عازب قال: "كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحببت أن أكون عن يمينه" (5).
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ق (8) س (9)، وهذا لفظه.

1230 - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف".
رواه د (10) ق (11).

1231 - عن ابن عمر قال: "قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن ميسرة المسجد تعطلت. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من عمر ميسرة المسجد (كُتب) (12) له كفلان من الأجر".
رواه ق (13)، من رواية ليث بن أبي سليم، وقد تقدم القول فيه (14).
__________
(1) المسند (3/ 10، 199).
(2) السنن الكبرى (5/ 84 رقم 8311).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 313 رقم 977).
(4) المسند (3/ 263).
(5) رواه مسلم في صحيحه (1/ 492 - 493 رقم 709).
(6) المسند (4/ 290، 304).
(7) سنن أبي داود (1/ 167 رقم 615).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 321 رقم 1006).
(9) سنن النسائي (2/ 94 رقم 821).
(10) سنن أبي داود (1/ 181 رقم 676).
(11) سنن ابن ماجه (1/ 321 رقم 1005).
(12) في "الأصل": كتب الله. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(13) سنن ابن ماجه (1/ 321 رقم 1007).
(14) تحت الحديث رقم (285).

(2/15)


151 - باب مقام الصبيان والنساء من الصفوف
1232 - عن أبي مالك الأشعري قال: "ألا أحدثكم بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ (قال: فأقام) (1) الصلاة فصف الرجال، وصف الغلمان خلفهم، ثم صلى".
رواه الإمام أحمد (2) د (3)، وزاد أحمد: "والنساء خلف الغلمان".

152 - باب الصفوف بين السواري
1233 - عن عبد الله بن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليه، ومكث فيها، فسألت بلالًا حين خرج: ما صنع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: جعل عمودًا عن يمينه، وعمودًا عن يساره، وثلاثة أعمد وراءه -وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة- ثم صلى". وفي رواية: "وعمودين عن يمينه".
رواه خ (4) م (5) -لفظ البخاري- وقد تقدم هذا الحديث في ذكر الصلاة في الكعبة (6).

1234 - عن عبد الحميد بن محمود قال: "صليت مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
__________
(1) في "الأصل": كاذ إذا أقام. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) المسند (5/ 341 - 342، 343، 344).
(3) سنن أبي داود (1/ 181 رقم 677).
(4) صحيح البخاري (1/ 688 - 689 رقم 505).
(5) صحيح مسلم (2/ 966 رقم 1329).
(6) الحديث رقم (947).

1234 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 267 - 268 رقم 2287 - 2289).

(2/16)


رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن.

1235 - عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: "كنا ننهى أن نصف بين السواري على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونطرد عنها طردًا".
رواه ق (5).

153 - باب الاثنان جماعة
1236 - عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اثنان فما فوقهما جماعة".
رواه ق (6)

154 - باب مقام الإِمام من الصف
1237 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وسطوا (الإمام) (7) وسدوا الخلل".
رواه د (8).

1238 - عن سمرة بن جندب قال: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنا ثلاثة أن يتقدم أحدنا".
__________
(1) المسند (3/ 131).
(2) سنن أبي داود (1/ 180 رقم 673).
(3) سنن النسائي (2/ 94 رقم 820).
(4) جامع الترمذي (1/ 443 رقم 229).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 320 رقم 1002).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 312 رقم 972).
(7) من سنن أبي داود.
(8) سنن أبي داود (1/ 182 رقم 681).

(2/17)


رواه ت (1)، وقال: حديث غريب، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم، وقال: قد تكلم بعض الناس في إسماعيل بن مسلم (2).

239 - وفي مسلم (3) من حديث جابر بن عبد الله "أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وجبار بن صخر، قال: فأخذ بأيدينا جميعًا فدفعنا حتى أقامنا خلفه".
وسيأتي الحديث -إن شاء الله- بتمامه فيما بعد (4).

155 - باب صلاة الرجل وحده خلف الصف
1240 - عن وابصة بن معبد: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) -وهذا لفظه- ق (7) ت (8)، وقال: حديث حسن.

1241 - عن علي بن شيبان قال: "خرجنا حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه وصلينا خلفه قال: ثم صلينا وراءه صلاة أخرى، فقضى الصلاة فرأى رجلاً فردًا خلف الصف، فوقف عليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف، قال: استقبل صلاتك، لا صلاة للذي خلف الصف".
رواه الإمام أحمد (9) ق (10) -وهذا لفظه- وفي رواية الإمام أحمد أنه قال:
__________
(1) جامع الترمذي (1/ 452 - 453 رقم 233).
(2) ترجمته في التهذيب (3/ 198 - 204).
(3) صحيح مسلم (5/ 2304 - 2306 رقم 3010).
(4) الحديث رقم (1247).
(5) المسند (4/ 227 - 228).
(6) سنن أبي داود (1/ 182 رقم 682).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 321 رقم 1004).
(8) جامع الترمذي (1/ 448 رقم 231).
(9) المسند (4/ 23).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 320 رقم 1003).

(2/18)


"صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف، فرأى رجلاً يصلي فردًا خلف الصف، فوقف نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انصرف الرجل، فقال له: استقبل صلاتك، فلا صلاة لفرد خلف الصف".

156 - باب في جواز صلاة المرأة وحدها خلف الصف
1242 - عن أنس قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت أم سليم، فقمت أنا ويتيم خلفه، وأم سليم خلفنا".
رواه خ (1) م (2)، ولفظه للبخاري.

1243 - وعن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى به وبامرأة، فجعله عن يمينه والمرأة خلفه".
رواه م (3).

1244 - عن ابن عباس قال: "صليت إلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعائشة تصلي معنا، وأنا إلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم - أصلي معه".
رواه الإمام أحمد (4) س (5).

157 - باب في ركوع المأموم في دون الصف
1245 - عن أبي بكرة: "أنه انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راكع فركع فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: زادك الله حرصًا ولا تعد".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 480 رقم 871).
(2) صحيح مسلم (1/ 457 رقم 658).
(3) صحيح مسلم (1/ 458 رقم 660/ 269).
(4) المسند (1/ 302).
(5) سنن النسائي (2/ 86 رقم 803، 2/ 104 رقم 840).

(2/19)


رواه خ (1)، وفي رواية للإمام أحمد (2) د (3): "إن أبا بكرة جاء ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قال: أيكم الذي ركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف؟ فقال أبو بكرة: أنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: زادك اللَّه حرصًا ولا تعد".

158 - باب إِذا قام المأموم عن يسار الإِمام
1246 - عن ابن عباس قال: "صليت مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فقمت عن يساره، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأسي من ورائي فجعلني عن يمينه".
روا خ (4) م (5).

1247 - عن جابر بن عبد الله قال: "سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان عُشَيْشية (6) ودنونا من مياه العرب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من يتقدمنا فيمدر (7) الحوض فيشرب ويسقينا؟ قال جابر: فقمت فقلت: هذا رجل يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أي رجل مع جابر؟ فقام جبار بن صخر، فانطلقنا إلى البئر، فنزعنا في الحوض سجلاً -أو سجلين- ثم مدرناه، ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه (8)، فكان أول طالع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " وفيه: "ثم جاء رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ فيه، ثم قمت فتوضأت من متوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهب جبار
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 312 رقم 783).
(2) المسند (5/ 39، 45، 46).
(3) سنن أبي داود (1/ 182 - 183 رقم 684).
(4) صحيح البخاري (1/ 256 رقم 117).
(5) صحيح مسلم (1/ 525 - 526 رقم 763).
(6) تصغير عشية على غير قياس. النهاية (3/ 243).
(7) أي: يطينه ويصلحه. النهاية (4/ 309).
(8) أي ملأناه. النهاية (3/ 482) وشرح مسلم (10/ 467).

(2/20)


ابن صخر يقضي حاجته، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي ... "، "ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ بأيدينا جميعًا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه". رواه م (1).

1248 - وعن جابر بن عبد الله قال: "كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فانتهينا إلى مشرعة (2)، فقال: ألا تشرع يا جابر؟ قلت: بلى. قال: فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشرعت، قال: ثم ذهب لحاجته، ووضعت له وضوءًا، قال: فجاء فتوضأ، ثم قام فصلى في ثوب واحد، خالف بين طرفيه، فقمت خلفه، فأخذ بأذني فجعلني عن يمينه".
رواه م (3)، وفي رواية الإمام أحمد (4): "فقمت إلى جنبه عن يساره، فنهاني فجعلني عن يمينه".

1249 - عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال: "دخلت أنا وعمي علقمة على عبد الله بن مسعود بالهاجرة، قال: فأقام الظهر ليصلي، فقمنا خلفه فأخذ بيدي ويد عمي، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن يساره، ثم قام بيننا وصففنا صفًا واحدًا، قال: ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا كانوا ثلاثة".
كذا رواه الإمام أحمد (5)، ورواه د (6) س (7) بنحوه، وقد روى م (8) نحوه
__________
(1) صحيح مسلم (4/ 2305 - 2306 رقم 3010).
(2) الشرعة: الموضع الذي يُنحدر إلى الماء منها. لسان العرب، مادة: شرع.
(3) صحيح مسلم (1/ 532 رقم 766).
(4) المسند (3/ 351).
(5) المسند (1/ 459).
(6) سنن أبي داود (1/ 166 - 167 رقم 613).
(7) سنن النسائي (2/ 84 رقم 798).
(8) صحيح مسلم (1/ 378 - 379 رقم 534).

(2/21)


ولم يذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي في باب التطبيق في الصلاة (1).

159 - باب التكبير في الصلاة
1250 - عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده. حين يرفع صلبه من الركوع، ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد. ثم يكبر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس".
رواه خ (2) م (3)، وهذا لفظه، غير أنه قال: "من المثنى بعد الجلوس".

1251 - وعن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرد عليه السلام، فقال: ارجع فصل؛ فإنك لم تصل. فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ارجع فصل؛ فإنك لم تصل. ثلاثًا (فقال) (4): والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني. قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها". رواه خ (5) م (6)، واللفظ للبخاري.
__________
(1) الحديث رقم (13820).
(2) صحيح البخاري (2/ 318 رقم 789).
(3) صحيح مسلم (1/ 293 - 294 رقم 392).
(4) من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (3/ 323 رقم 793).
(6) صحيح مسلم (1/ 298 رقم 397).

(2/22)


1252 - عن مطرف قال: "صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما انصرفنا من الصلاة أخذ عمران بيدي، ثم قال: لقد صلى بنا هذا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -أو قال: قد ذكرني هذا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
رواه خ (1) م (2).

1253 - عن عكرمة قال: "صليت خلف شيخ بمكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فقلت: لابن عباس: إنه أحمق. فقال: ثكلتك أمك، سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (3).

1254 - وعن عكرمة قال: "رأيت رجلاً عند المقام يكبر في كل رفع وخفض، وإذا قام وإذا وضع، فأخبرت ابن عباس قال: أو ليس تلك صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ لا أم لك" (4). رواهما خ.

1255 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) ت (8)، وقال: هذا الحديث أصح شيء في
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 316 رقم 786).
(2) صحيح مسلم (1/ 295 رقم 393) واللفظ له.
(3) صحيح البخاري (2/ 317 رقم 388).
(4) صحيح البخاري (2/ 316 رقم 387).

1255 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 341 - 342 رقم 718، 719).
(5) المسند (1/ 123).
(6) سنن أبي داود (1/ 16 رقم 61).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 110 رقم 275).
(8) جامع الترمذي (1/ 8 - 9 رقم 3).

(2/23)


هذا الباب وأحسن، قال: وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل، قال محمد: وهو مقارب الحديث.

1256 - عن واسع بن حبان: "أنه سأل عبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: الله أكبر. كلما وضع وكلما رفع، ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله. عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله. عن يساره".
رواه الإمام أحمد (1) س (2).

12 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما".
رواه الإمام أحمد (3) س (4) ت (5)، وقال: حديث حسن صحيح.

160 - باب جهر الإِمام بالتكبير
1258 - عن فليح عن سعيد بن الحارث قال: "اشتكى أبو هريرة -أو غاب- فصلى أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين افتتح، وحين ركع، وبعد أن قال: سمع الله لمن حمده. وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، حتى قضى صلاته على ذلك، فلما انصرف قيل له: قد
__________
(1) المسند (2/ 152) واللفظ له.
(2) سنن النسائي (3/ 62 رقم 1319).
(3) المسند (1/ 386، 394، 418، 426 - 427، 442).
(4) سنن النسائي (2/ 205 رقم 1082، 2/ 230 رقم 1141، 2/ 233 رقم 1148، 3/ 62 رقم 1318).
(5) جامع الترمذي (2/ 34 رقم 253).

(2/24)


اختلف الناس على صلاتك. فخرج حتى قام عند المنبر، فقال: أيها الناس، إني واللَّه ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف، إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا يصلي".
رواه الإمام أحمد (1) بنحوه، وهكذا رواه البيهقي (2)، وقال: رواه خ في الصحيح، عن يحيى بن صالح عن فليح.
قلت: وقد وهم البيهقي في ذلك، وإنما روى خ (3) عن يحيى بن صالح، عن فليح، عن سعيد بن الحارث قال: "صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.
لم يزد خ على هذا، وهذه الزيادة قوله: "حين افتتح، وحين رفع، وبعد أن قال: سمع الله لمن حمده" زيادة حسنة، رواها البيهقي بإسناد جيد، لكنها ليست في خ.

161 - باب في تكبير المأموم أنه بعد تكبير الإِمام
1259 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهم ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون".
رواه خ (4) م (5).
__________
(1) المسند (3/ 18).
(2) السنن الكبرى (2/ 18).
(3) صحيح البخاري (2/ 354 رقم 825).
(4) صحيح البخاري (2/ 244 رقم 722).
(5) صحيح مسلم (1/ 309 - 310 رقم 414).

(2/25)


عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال الإمام: الله أكبر، فقولوا: الله أكبر، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد" (1).
رواه البيهقي (2)، وروى ق (3): "إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده. فقولوا: ربنا لك الحمد".

1261 - عن أنس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صُرع من فرسه، فجحش (4) شقه -أو كتفه- وآلى من نساءه شهرًا، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسًا، وهم قيام، فلما سلم قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به؛ فإن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا، ولا تركعوا حتى يركع، ولا ترفعوا حتى يرفع".
رواه خ (5)، كذا ذكره الحميدي، ولم أجده في البخاري: "ولا تركعوا حتى يركع، ولا ترفعوا حتى يرفع" ولعله وجده في بعض النسخ.

1262 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما جُعل الإمام ليؤتم به؛ فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللَّهم ربنا لك الحمد. وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجد، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعين".
رواه الإمام أحمد (6) د (7)، وهذا لفظه.
__________
(1) رواه الإمام أحمد (3/ 3) وتقدم برقم (1216).
(2) السنن الكبرى (2/ 16).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 284 رقم 877).
(4) أي: انخدش جلده. النهاية (1/ 241).
(5) صحيح البخاري (1/ 581 رقم 378).
(6) المسند (2/ 341).
(7) سنن أبي داود (1/ 164 رقم 603).

(2/26)


162 - باب في إِسماع بعض المأمومين التكبير إِذا كان الإِمام لا يبلغهم الصوت
1263 - عن عائشة قالت: "لما مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - مرضه الذي مات فيه -أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قلت: إن أبا بكر رجل أسيف (1)، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقلت مثله، فقال في الثالثة -أو الرابعة-: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل. فصلى، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يُهادَى (2) بين رجلين -كأني انظر إليه يخط برجليه الأرض- فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر، فأشار إليه أن صلي، فتأخر (أبو بكر -رضي الله عنه-) (3) وقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جنبه، وأبو بكر يسمع الناس التكبير".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- ومسلم (5)، وفي روايته: "جاء بلال يؤذنه بالصلاة" وعنده "وأبو بكر يسمعهم التكبير".

1264 - عن جابر قال: "اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره".
رواه م (6)، وفي لفظ له (7): "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر وأبو بكر خلفه، فإذا كبر كبر أبو بكر، يسمعنا".
__________
(1) أي: سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق. النهاية (1/ 48).
(2) أي: يمشي بينهما معتمدًا عليهما من ضعفه وتمايله. النهاية (5/ 255).
(3) من صحيح البخاري.
(4) صحيح البخاري (2/ 238 رقم 712).
(5) صحيح مسلم (1/ 313 - 314 رقم 418/ 95، 96).
(6) صحيح مسلم (9/ 301 رقم 413/ 84).
(7) صحيح مسلم (1/ 309 رقم 413/ 85).

(2/27)


163 - باب في ترك إِتمام التكبير
1265 - عن عبد الرحمن بن أبزى: "أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان لا يتم التكبير. يعني: إذا خفض وإذا رفع".
رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- د (2)، وعنده: "وكان لا يتم التكبير" حسب.

164 - باب رفع اليدين
1266 - عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. وكان لا يفعل ذلك في (السجود) (3) ".
رواه خ (4) م (5).

1267 - وعن ابن عمر "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - افتتح التكبير في الصلاة، فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلها حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فعل مثله، وقال: ربنا ولك الحمد. ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع من السجود". رواه ح (6).
__________
(1) المسند (3/ 406، 407).
(2) سنن أبي داود (1/ 221 - 222 رقم 837).
(3) في "الأصل": المسجد. من صحيح البخاري.
(4) صحيح البخاري (2/ 255 رقم 735) واللفظ له.
(5) صحيح مسلم (1/ 292 رقم 390).
(6) صحيح البخاري (2/ 259 رقم 738).

(2/28)


1268 - وعن نافع: "أن ابن عمر كان إذا دخل الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ورفع ابن عمر ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (1).

1269 - وعن ابن عمر قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه، ثم كبر".
رواه م (2).

1270 - عن أبي قلابة "أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر، ثم رفع يديه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، وحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل هكذا".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه، وفي رواية لمسلم (5) أيضًا: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أُذنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده. فعل مثل ذلك". وفي لفظ له (6) أيضًا: "حتى يحاذي بهما فروع أذنيه".

1271 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر، ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته، وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 259 - 260 رقم 739).
(2) صحيح مسلم (1/ 292 - 293 رقم 390).
(3) صحيح البخاري (2/ 257 رقم 837).
(4) صحيح مسلم (1/ 293 رقم 391/ 24).
(5) صحيح مسلم (1/ 293 رقم 391/ 25).
(6) صحيح مسلم (1/ 293 رقم 391/ 26).

(2/29)


يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -واللفظ له- ق (3) ت (4) وقال: حديث حسن صحيح.

1272 - عن وائل بن حجر قال: "قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كيف يصلي، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (5) فاستقبل القبلة فكبر، فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ثم وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من يديه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، فوضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وحد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين وحلق حلقة ورأيته يقول هكذا. وحلق (بِشرُ) (6) الإبهام والوسطى وأشار بالسبابة".
رواه الإمام أحمد (7) د (8) -واللفظ له- س (9) ق (10)، وفي رواية لأبي داود (11) والنسائي: "رفع يديه حيال أذنيه قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون
__________
(1) المسند (1/ 93).
(2) سنن أبي داود (1/ 198 رقم 744، 1/ 202 رقم 761).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 280 - 281 رقم 864).
(4) جامع الترمذي (5/ 454 - 455 رقم 3423).
(5) من سنن أبي داود.
(6) من سنن أبي داود، وبشر هو ابن المفضل. أحد رجال الإسناد.
(7) المسند (4/ 316، 317، 318، 319).
(8) سنن أبي داود (1/ 193 رقم 726، 1/ 251 رقم 957).
(9) سنن النسائي (2/ 586 - 587 رقم 1158).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 281 رقم 867).
(11) سنن أبي داود (1/ 193 - 194 رقم 728) واللفظ له.

(2/30)


أيديهم إلى صدورهم، (في افتتاح الصلاة) (1) وعليهم برانس (2) وأكسية". وللإمام أحمد (3): "ورفع يديه حين كبر". ولأبي داود (4): "أنه أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قام إلى الصلاة رفع يديه حتى كانتا بحيال منكبيه، وحاذى إبهاماه أذنيه، ثم كبر".

1273 - عن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدًّا".
رواه الإمام أحمد (5) -واللفظ له- د (6) س (7).
قال خ في كتاب "رفع اليدين" (8) له: قد روينا عن سبعة عشر نفسًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يرفعون أيديهم عند الركوع، فمنهم: أبو قتادة الأنصاري، وأبو أسيد الساعدي البدري، ومحمد بن مسلمة البدري، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وأنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، ووائل بن حجر، ومالك بن الحويرث، وأبو موسى الأشعري، وأبو حميد الساعدي -رضي الله عنهم.
قال البيهقي (9): وقد رويناه عن هؤلاء (و) (10) عن أبي بكر الصديق
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) البرنس: كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دُرَّاعة أو جبَّة أو مِمْطر أو غيره. النهاية (1/ 122).
(3) المسند (4/ 317).
(4) سنن أبي داود (1/ 192 - 193 رقم 724).
(5) المسند (2/ 375، 500).
(6) سنن أبي داود (1/ 200 رقم 753).
(7) سنن النسائي (2/ 123 - 124 رقم 882). والحديث رواه الترمذي (2/ 6 رقم 240) أيضًا.
(8) كتاب رفع اليدين (ص56 - 59) وعنه البيهقي في سننه (2/ 74 - 75).
(9) السنن الكبرى (2/ 75).
(10) من السنن الكبرى.

(2/31)


وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، وعقبة بن عامر الجهني، وعبد الله بن جابر البياضي، رضي الله عنهم.

165 - باب من قال إِن الرفع عند افتتاح الصلاة فحسب
412 - عن عبد الله بن مسعود قال: "ألا أصلي بكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فصلى فرفع يديه في أول مرة".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن. لفظ أبي داود، وقال الترمذي (5): وقال عبد الله بن المبارك: قد ثبت حديث من يرفع -وذكر (حديث) (6) الزهري عن سالم عن أبيه- ولم يثبت حديث ابن مسعود: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرفع إلا في أول مرة".

1275 - عن البراء بن عازب قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه (7) حين افتتح الصلاة، ثم لم يرفعهما حتى انصرف".
رواه الإمام أحمد (8) د (9)، وقال: هذا حديث ليس بصحيح.
قلت: في إسناده يزيد بن أبي زياد (10)، وطريق آخر فيه محمد ابن أبي ليلى (11)، وكلاهما قد ضعفا.
__________
(1) المسند (1/ 388، 441 - 442).
(2) سنن أبي داود (1/ 199 رقم 748، 1/ 200 رقم 751) وقال أبو داود: هذا مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ.
(3) سنن النسائي (2/ 182 رقم 1025، 2/ 195 رقم 1057).
(4) جامع الترمذي (2/ 40 رقم 257).
(5) جامع الترمذي (2/ 138).
(6) من جامع الترمذي.
(7) من سنن أبي داود.
(8) المسند (4/ 282، 301، 302).
(9) سنن أبي داود (1/ 200 رقم 749، 750، 752).
(10) ترجمته في التهذيب (32/ 135 - 140).
(11) ترجمته في التهذيب (25/ 622 - 628).

(2/32)


1276 - وروى الدارقطني (1) عن جرير، عن حصين بن عبد الرحمن قال: دخلنا على إبراهيم فحدثه عَمرو بن مرة قال: صلينا في مسجد الحضرميين، فحدثني علقمة بن وائل، عن أبيه: "أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه حين يفتتح (الصلاة) (2)، وإذا ركع وإذا سجد" فقال إبراهيم: ما أرى أباه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ذلك اليوم الواحد، فحفظ ذلك، وعبد الله لم يحفظ ذلك منه. ثم قال إبراهيم: إنما رفع اليدين عند افتتاح الصلاة.
قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه (3): هذه علة لا تسوي سماعها؛ لأن رفع
اليدين صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عن الخلفاء الراشدين، ثم عن الصحابة
والتابعين، وليس في نسيان عبد الله بن مسعود رفع اليدين لما يوجب أن هؤلاء
الصحابة لم يروا النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه، قد نسي ابن مسعود من القرآن ما لم
يختلف المسلمون فيه بعد، وهي المعوذتان، ونسي ما اتفق العلماء كلهم على
نسخه وتركه من التطبيق، ونسي كيفية قيام اثنين خلف الإمام، ونسي ما لم
يختلف العلماء فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الصبح يوم النحر في وقتها، ونسي كيفيه جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، ونسي ما لم يختلف العلماء فيه من وضع المرفق والساعد على الأرض في السجود، ونسي كيف كان يقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنثَى) (4) وإذا جاز على عبد الله أن ينسى مثل هذا في الصلاة خاصة، كيف لا يجوز مثله في رفع اليدين (5)؟!
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 291 رقم 13).
(2) من سنن الدارقطني.
(3) رواه البيهقي عن الحاكم عنه، السنن الكبرى (2/ 81).
(4) سورة الليل، الآية: 3، وفي "الأصل": ومن.
(5) انظر منافشة ابن التركماني لهذا الكلام في الجوهر النقي (2/ 80 - 82).

(2/33)


166 - باب وضع اليمين على الشمال
1277 - عن سهل بن سعد قال: "كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه (اليسرى) (1) في الصلاة. قال أبو حاتم؟ لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (2).

1278 - عن وائل بن حجر: "أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصلاة (كبر) (3) - (وصفهما) (4) حيال أذنيه- ثم التحف ثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يده من الثوب ثم رفعهما، ثم كبر فرفع، فلما قال: سمع الله لمن حمده. رفع يديه، فلما سجد سجد بين كفيه".
رواه م (5).

1279 - عن عبد الله بن مسعود: "أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على يده اليمنى، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده اليمنى على اليسرى".
رواه د (6) -وهذا لفظه- ق (7) س (8) والدارقطني (9).

1285 - عن هلب الطائي قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه".
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (2/ 262 رقم 7430).
(3) من صحيح مسلم.
(4) في صحيح مسلم: وصف همام. وهمام أحاء رجال المسند.
(5) صحيح مسلم (1/ 301 رقم 401).
(6) سنن أبي داود (1/ 200 - 201 رقم 755).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 266 رقم 811).
(8) سنن النسائي (2/ 126 رقم 887).
(9) سنن الدارقطني (1/ 286 - 287 رقم 12).

(2/34)


رواه الإمام أحمد (1) ق (2) والدارقطني (3) ت (4) وقال: حديث حسن. ورواية الإمام أحمد: "ورأيته يضع هذه على صدره. وصف يحيى -هو ابن سعيد- اليمنى على اليسرى فوق المفصل".

1281 - عن جابر قال: "مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يصلي، وقد وضع يده اليسرى على اليمنى، فانتزعها ووضع اليمنى على اليسرى".
رواه الإمام أحمد (5) والدارقطني (6).

1282 - عن الحارث بن غطيف -أو غطيف بن الحارث- قال: "ما نسيت من الاشياء لم أنس أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعًا يمينه على شماله في الصلاة".
رواه الإمام أحمد (7).

1283 - عن عبد الله بن الزبير قال: "صف القدمين ووضع اليد على اليد من السنة". رواه د (8).

1284 - عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر السحور، ونعجل الإفطار، وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في الصلاة".
رواه الدارقطني (9).
__________
(1) المسند (5/ 226، 227).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 266 رقم 809).
(3) سنن الدارقطني (1/ 285 رقم 7).
(4) جامع الترمذي (2/ 32 رقم 252).
(5) المسند (3/ 381).
(6) سنن الدارقطني (1/ 287 رقم 13).
(7) المسند (4/ 105، 5/ 290).
(8) سنن أبي داود (1/ 200 رقم 754).
(9) سنن الدارقطني (1/ 284 رقم 4).

(2/35)


167 - باب في وضع اليدين فوق السرة أو تحتها
1285 - عن وائل بن حجر قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره".
رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (1).
وقد تقدم حديث هلب في الباب قبله (2).

1286 - عن (علي) (3) -عليه السلام- أنه قال: "من السنة في الصلاة وضع الأكف على الأكف تحت السرة" (4).
رواه عبد الله بن أحمد في المسند (5) عن غير أبيه والدارقطني (6) والبيهقي (7)، من رواية عبد الرحمن بن إسحاق -أبو (8) شيبة الواسطي- قال فيه الإمام أحمد (9): ليس بشيء، منكر الحديث. وقال يحيى (10) س (11): ضعيف. وقال يحيى (12) - في رواية-: متروك.
__________
(1) صحيح ابن خزيمة (1/ 243 رقم 479).
(2) الحديث رقم (1279).

1286 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 386 - 387 رقم 771، 772).
(3) تحرفت في "الأصل" إلى: الحارث. والتصويب من المسند وسنن الدارقطني وغيرهما.
(4) رواه أبو داود (1/ 201 رقم 756) وقال المزي في تحفة الأشراف (7/ 457 رقم 10314): هذا الحديث في رواية أبي سعيد بن الأعرابي وابن داسة وغير واحد عن أبي داود، ولم يذكره أبو القاسم.
(5) زوائد المسند (1/ 110).
(6) سنن الدارقطني (1/ 286 رقم 9، 10).
(7) السنن الكبرى (2/ 31).
(8) كذا في "الأصل": وهو صواب على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو" والله أعلم.
(9) الجرح والتعديل (5/ 213 رقم 1001).
(10) تاريخ الدوري (3/ 325 رقم 1559، 3/ 391 رقم 1902).
(11) كتاب الضعفاء والمتروكين (157 رقم 375).
(12) الكامل (5/ 495).

(2/36)


168 - باب استفتاح الصلاة والاستعاذة
1287 - عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة -قال: أحسبه قال: هنية- فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير وبين القراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللَّهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللَّهم نقني من خطاياي ما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).

1288 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللَّهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا (إنه) (3) لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها؛ لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك. وإذا ركع قال: اللَّهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. وإذا رفع قال: اللَّهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد. وإذا سجد قال: اللَّهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 265 رقم 744).
(2) صحيح مسلم (9/ 411 رقم 598).
(3) من صحيح مسلم.

(2/37)


وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين. ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللَّهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت". رواه م (1).

1289 - عن جابر بن عبد الله: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استفتح الصلاة كبر، ثم قال: إن صلاتي ونسكي ومحياي (2) لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللَّهم اهدني لأحسن الأخلاق، وأحسن الأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال وسيء الأخلاق، ولا يقي سيئها إلا أنت.
رواه س (3) -وهذا لفظه- والدارقظني (4)، وعنده; ومحياي مماتي" (5).

1290 - عن عبدة: "أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك (6)، ولا إله غيرك".
رواه م (7).

1291 - قال الأسود: "رأيت عمر حين افتتح الصلاة كبر، ثم قال: سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالي جدك ... " إلى آخره، "ثم يتعوذ".
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 534 - 536 رقم 771).
(2) زاد في سنن النسائي بعدها: "مماتي" وسيأتي قول المصنف أنها في رواية الدارقطني، وكأنها لم تقع له في سنن النسائي، والله أعلم.
(3) سنن النسائي (3/ 129 رقم 895).
(4) سنن الدارقظني (1/ 298 رقم 3).
(5) وكذا هو في نسخة سنن النسائي المطبوعة.
(6) أي: علا جلالك وعظمتك. النهاية (1/ 244).
(7) صحيح مسلم (1/ 299 رقم 399).

(2/38)


رواه الدارقطني (1).

1292 - عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر، ثم يقول: سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. ثم يقول: الله أكبر كبيرًا. ثم يقول: أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) ق (4) س (5) ت (6) -وهذا لفظه- وقال: قد تُكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي، وقال: قال أحمد: لا يصح هذا الحديث.

1293 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
رواه د (7) ق (8) ت (9) والدارقطني (10)، وقال أبو داود: ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام (11).
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 300 رقم 10، 11).
(2) المسند (3/ 50).
(3) سنن أبي داود (1/ 206 رقم 775) وقال أبو داود: وهدا الحديث يقولون: هو عن علي ابن علي عن الحسن مرسلاً، الوهم من ابن جعفر.
(4) سنن ابن ماجه (1/ 264 رقم 804).
(5) سنن النسائي (2/ 131 - 132 رقم 898، 899).
(6) جامع الترمذي (2/ 9 - 10 رقم 242).
(7) سنن أبي داود (1/ 206 رقم 776).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 265 رقم 806).
(9) جامع الترمذي (2/ 11 رقم 243).
(10) سنن الدارقطني (1/ 299 رقم 5).
(11) زاد في سنن أبي داود بعدها: وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة، لم يذكروا فيه شيئًا من هذا.

(2/39)


قال الحافظ أبو عبد الله: رواه د عن حسين بن عيسى، عن طلق بن غنام، عن عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة. وما علمت فيهم مجروحًا، ورواية ت ق من رواية حارثة بن أبي الرجال، قال ت: وحارثة قد تُكلم فيه من قبل حفظه (1).

1294 - عن جبير بن مطعم "أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة، فقال: الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الحمد للَّه كثيرًا، الحمد لله كثيرًا (الحمد للَّه كثيرًا) (2) وسبحان (الله) (3) بكرة وأصيلاً -ثلاثًا- أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه. فقال: نفثه الشعر، ونفخه الكبر، وهمزه الموتة".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) - وهذه لفظه- ق (6).

1295 - عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه. قال: همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
رواه ق (7) -وهذا لفظه- والبيهقي (8)، وفي رواية: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل في الصلاة". قال عطاء: "فهمزه الموتة ... " وذكر باقيه.

1296 - عن رجل أنه سمع أبا أمامة الباهلي يقول: "كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام
__________
(1) ترجمته في التهذيب (5/ 313 - 316).
(2) من سنن أبي داود.
(3) سقط لفظ الجلالة من "الأصل".
(4) المسند (4/ 82 - 83، 85).
(5) سنن أبي داود (1/ 203 رقم 764).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 265 رقم 807).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 266 رقم 808).
(8) السنن الكبرى (2/ 36).

(2/40)


إلى الصلاة كبر -ثلاث مرات- ثم قال: لا إله إلا الله -ثلاث مرات- سبحان الله وبحمده -ثلاث مرات- ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
رواه الإمام أحمد (1) من طريق يعلى بن عطاء عن رجل -وفي رواية: عن شيخ من أهل دمشق- أنه سمع أبا أمامة.

1297 - عن سمرة بن جندب: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان له سكتتان: سكتة حين يفتتح الصلاة، وسكتة إذا فرغ من السورة الثانية، قبل أن يركع. فذكر ذلك لعمران بن حصين، فقال: كذب سمرة. فكتب في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب، فقال: صدق سمرة".
رواه الإمام أحمد (2) -واللفظ له- د (3) ق (4) ت (5)، وقال: حديث حسن. وفي رواية أبي داود: "سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (6) وفي آخره: "إن سمرة قد حفظ".

169 - باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
1298 - عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (7) ". رواه خ (8).
__________
(1) المسند (5/ 253).
(2) المسند (5/ 15).
(3) سنن أبي داود (1/ 207 رقم 779).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 275 رقم 844).
(5) جامع الترمذي (2/ 30 - 31 رقم 251).
(6) سورة الفاتحة، الآية: 7.
(7) سورة الفاتحة، الآية: 1.
(8) صحيح البخاري (2/ 265 رقم 743).

(2/41)


1299 - وعن أنس قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر
وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ " {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
رواه م (1)، وفي لفظ له (2): "صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (3) لا يذكرون "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" في أول قراءة ولا في آخرها".
وروى الدارقطني (4): "فلم أسمع أحدًا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم".

1300 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (3) ". رواه م (5).

1301 - أخبرنا أسعد بن سعيد بن محمود -بأصبهان- أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أبنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أبنا سليمان (بن أحمد الطبراني، ثنا عبد الله بن وهيب الغزي، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا المعتمر بن سليمان) (6) على أبيه عن الحسن عن أنس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-".
رواه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الأَرْزُناني (7) -قال الراوي عنه: الثقة
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 299 رقم 399/ 50).
(2) صحيح مسلم (1/ 299 رقم 399/ 52).
(3) سورة الفاتحة، الآية: 1.
(4) سنن الدارقطني (1/ 314 - 315 رقم 1).
(5) صحيح مسلم (1/ 357 - 358 رقم 498).

1301 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 250 رقم 1878).
(6) سقطت من "الأصل" وأثبتها من المختارة، والحديث في المعجم الكبير للطبراني (1/ 255 - 256 رقم 739).
(7) بفتح الألف، وسكون الراء، وضم الزاي، وبالألف الساكنة بين النونين، هذه النسبة إلى أرزنان، وهي من قرى أصفهان. اللباب (1/ 42).

(2/42)


المأمون- عن عبد الله بن وهيب بإسناده مثله (1).

1302 - عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه -قال: وقل من رأيت رجلاً أشد عليه في الإسلام حدثًا منه- فسمعني وأنا أقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم"، فقال: أي بني إياك والحدث؛ فإني صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع رجلاً منهم يقوله، فإذا قرأت فقل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (2) ".
رواه الإمام أحمد (3) ق (4) س (5) ت (6)، وقال: حديث حسن. ولفظ الإمام أحمد: "وأنا أقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (2) فلما انصرفت، قال: يا بني، إياك والحدث في الإسلام؛ فإني صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلف أبي بكر، وخلف عمر وعثمان، فكانوا لا يستفتحون القراءة بـ "بسم الله الرحمن الرحيم". ولم أو رجلاً قط أبغض إليه الحدث منه".
وقد سمى بعض الرواة ابن عبد الله بن مغفل فقال: عن يزيد (بن) (7) عبد الله ابن مغفل عن أبيه، فذكر الحديث.

170 - باب في ذكر بسم الله الرحمن الرحيم
1303 - عن أنس: "أنه سئل عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كانت مدًا. ثم قرأ
__________
(1) خرجه الضياء في المختارة (5/ 249 - 250 رقم 1877) من هذا الطريق.
(2) سورة الفاتحة، الآية: 1.
(3) المسند (5/ 55).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 267 - 268 رقم 815).
(5) سنن النسائي (2/ 135 رقم 907).
(6) جامع الترمذي (2/ 12 - 13 رقم 244).
(7) تحرفت في "الأصل" إلى: عن.

(2/43)


(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يمد "بسم" ويمد "الرحمن" ويمد "الرحيم".
رواه خ (1).

1304 - وعن أنس قال: "بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت عليَّ آنفًا سورة، فقرأ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)) أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي، عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم".
رواه م (2).

1305 - عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة: "أنها سئلت عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)) (3) ".
رواه الإمام أحمد (4) د (5)، وفي لفظ الإمام أحمد: "إن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت توصف (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) حرفًا حرفًا، قراءة بطيئة". قطع عفان
__________
(1) صحيح البخاري (8/ 709 رقم 5046).
(2) صحيح مسلم (1/ 300 رقم 400).
(3) سورة الفاتحة، الآيات: 1 - 4.
(4) المسند (6/ 302).
(5) سنن أبي داود (4/ 37 رقم 4001) وهذا الحديث رواه الترمذي (5/ 170 رقم 2927) وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل؛ لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة، وحديث الليث أصح.

(2/44)


قراءته. يعني: شيخه.

1306 - عن عبد الله بن عباس قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح صلاته بـ (بسم الله الرحمن الرحيم).
رواه الدارقطني (1) ت (2)، وقال: ليس إسناده بذاك.

171 - باب في ذكر قراءة الفاتحة
1307 - عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لمن (لم) (3) يقرأ بأم القرآن". وفي رواية: "بفاتحة الكتاب".
رواه خ (4) م (5).

1308 - عن (أبي هريرة عن) (6) النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج -ثلاثًا- غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام. فقال: اقرأ بها في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي: فإذا قال العبد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال الله: أثنى عليَّ عبدي. وإذا قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال: مجدني عبدي. وقال مرة: فوض إليَّ عبدي. وإذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. وإذا قال: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 304 رقم 8).
(2) جامع الترمذي (2/ 14 رقم 245).
(3) من الصحيحين.
(4) صحيح البخاري (2/ 276 رقم 756).
(5) صحيح مسلم (1/ 295 رقم 394).
(6) سقطت من "الأصل".

(2/45)


الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل". رواه م (1).

1309 - عن أبي سعيد الخدري قال: "أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر".
رواه الإمام أحمد (2) د (3).

1310 - عن أبي هريرة قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أنه لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد". رواه الإمام أحمد (4) د (5) ت (6).

1311 - عن عبادة بن الصامت قال: "كنا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، هذًّا (7) يا رسول الله. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها".
رواه د (8) ت (9) -وقال: حديث حسن- والدارقطني (10)، وقال: هذا إسناد حسن.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 296 رقم 395).
(2) المسند (3/ 3، 45، 97).
(3) سنن أبي داود (1/ 216 رقم 818).
(4) المسند (2/ 428).
(5) سنن أبي داود (1/ 216 رقم 819، 820).
(6) كذا وقع هذا الرمز في "الأصل" ولم أقف على هذا الحديث في جامع الترمذي متصلاً، إنما علقه الترمذي فقال: وروى أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة قال: "أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب". جامع الترمذي (2/ 121 - 122).
(7) الهذ: السرعة.
(8) سنن أبي داود (1/ 217 رقم 823).
(9) جامع الترمذي (2/ 116 - 117 رقم 311).
(10) سنن الدارقطني (1/ 318 رقم 5).

(2/46)


1312 - وعن عبادة قال: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فالتبست عليه القراءة فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، وقال: هل تقرءون إذا جهرت بالقراءة؟ فقال بعضنا: إنا لنصنع ذلك. قال: فلا، وأنا أقول ما لي (أنازع) (1) القرآن، فلا تقرءوا بشيء من القرآن إذا جهرت (القراءة) (2) إلا بأم القرآن".
رواه د (3) -واللفظ له- س (4) والدارقطني (5) -وله (6) أيضًا: "لا (تجزئ) (7) صلاة لا يقرأ الرجل فيها فاتحة الكتاب"- وقال: إسناد حسن، ورجالهم ثقات كلهم.

1313 - عن أبي الدرداء: "أن رجلاً قال: يا رسول الله، أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. فقال رجل من الأنصار: وجبت هذه".
رواه الإمام أحمد (8) -وهذا لفظه- ق (9) س (10)، وقال: (هذا خطأ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (11) وإنما هو من قول (أبي) (12) الدرداء (13).
__________
(1) في سنن أبي داود: ينازعني.
(2) ليست في السنن.
(3) سنن أبي داود (1/ 217 - 218 رقم 824).
(4) سنن النسائي (2/ 141 رقم 919).
(5) سنن الدارقطني (1/ 320 رقم 12).
(6) سنن الدارقطني (1/ 321 - 322 رقم 17) وقال: هذا إسناد صحيح.
(7) في "الأصل": تجوز. والمثبت من سنن الدارقطني.
(8) المسند (5/ 197).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 274 - 275 رقم 842).
(10) سنن النسائي (2/ 142 رقم 922).
(11) في سنن النسائي: هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطأ.
(12) سقطت من "الأصل" وأثبتها من سنن النسائي.
(13) قلت: يفهم من هذا أن النسائي أعل الحديث بالوقف، وليس كذلك، إنما أعلَّ النسائي=

(2/47)


172 - باب في الاقتصار على فاتحة الكتاب
1314 - عن أبي هريرة قال: "في كل صلاة يُقرأ، فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم، ولما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير".
رواه خ (1) م (2)، ولفظه للبخاري، ولفظ مسلم: "وما أخفى منا أخفينا منكم. فقال له رجل: إن لم أزد على أم القرآن. قال: إن زدت عليها فهو خير، وإن انتهيت إليها أجزأت عنك".

1315 - عن عبد الله بن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب".
رواه البيهقي (3)، من رواية حنظلة السدوسي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (4).
__________
=زيادة في الحديث لم يذكرها المؤلف هنا، وهذا لفظ النسائي عن أبي الدرداء: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. قال رجل من الأنصار: وجبت هذه. فالتفت إليَّ وكنت أقرب القوم منه فقال: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم" فالنسائي أعلَّ لفظة "فالتفت إليَّ .. " يبينه أن النسائي روى الحديث في السنن الكبرى (1/ 320 - 321 رقم 995) وفيه: "فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليَّ" ثم قال: خولف زيد ابن حباب في قوله: "فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليَّ". وكذا قال الدارقطني في علله (6/ 217 - 218 رقم 1084) وسننه (1/ 332 - 333 رقم 29، 30) والبيهقي في سننه الكبرى (2/ 162 - 163) والله أعلم.
(1) صحيح البخاري (2/ 294 رقم 772).
(2) صحيح مسلم (1/ 297 رقم 395).
(3) سنن البيهقي (2/ 16 - 62).
(4) ترجمته في التهذيب (7/ 447 - 451).

(2/48)


173 - باب في ترك القراءة فيما جهر فيه الإِمام
1316 - عن أبي موسى: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبنا فبين لنا سننًا، وعلمنا صلاتنا، فقال: أقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا".
رواه م (1).

1317 - عن عطاء بن يسار: "أنه سأل زيد بن ثابت عن القراءة مع الإمام، فقال: لا قراءة مع الإمام في شيءٍ".
رواه م (2).

1318 - عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفًا؟ قال رجل: نعم، يا رسول الله. قال: إني أقول: ما لي أنازع القرآن؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما جهر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ق (5) س (6) ت (7)، وقال: حديث حسن، ابن أكيمة اسمه عمارة بن أكيمة، ويقال: عمار.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 303 - 304 رقم 404).
(2) صحيح مسلم (6/ 401 رقم 577).
(3) المسند (2/ 284، 285، 301، 302، 487).
(4) سنن أبي داود (1/ 218 رقم 826) واللفظ له.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 276 رقم 848).
(6) سنن النسائي (2/ 140 - 141 رقم 918).
(7) جامع الترمذي (2/ 118 - 119 رقم 312).

(2/49)


وروي أن قوله: "فانتهى الناس عن القراءة ... " إلى آخره من قول الزهري، قال د: سمعت محمد بن يحيى (بن) (1) فارس قال: قوله: "فانتهى الناس" من كلام الزهري وروي عن خ نحو ذلك، قال البيهقي (2): ابن أكيمة رجل مجهول، لم يحدث إلا بهذا الحديث وحده، ولم يحدث عنه غير الزهري.
قال الحافظ أبو عبد الله: وقد قال أبو حاتم الرازي (3) فيه: صحيح الحديث، حديثه مقبول. وحُكي عن أبي حازم البستي (4) أنه قال: روى عنه الزهري وسعيد ابن أبي هلال وابن ابنه عمرو بن مسلم بن عمار بن أكيمة بن عمرو.

1319 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) س (8)، قيل لمسلم بن الحجاج (9): حديث أبي هريرة هو صحيح -يعني: "وإذا قرأ فأنصتوا؟ "- قال: عندي صحيح. فقيل له: (لم) (10) لم تضعه ها هنا -يعني: في كتابه-؟ فقال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا، إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه.

1320 - عن وهب بن كيسان أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "من صلى ركعة
__________
(1) تحرفت في "الأصل" إلى: أن.
(2) السنن الكبرى (2/ 159).
(3) الجرح والتعديل (6/ 362 رقم 2002).
(4) الثقات (5/ 243).
(5) المسند (2/ 376).
(6) سنن أبي داود (1/ 165 رقم 604) وقال أبو داود: وهذه الزيادة: "وإذا قرأ فانصتوا" ليست بمحفوظة.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 276 رقم 846).
(8) سنن النسائي (2/ 141 - 142 رقم 920).
(9) صحيح مسلم (1/ 304).
(10) في "الأصل": لو. والمثبت من صحيح مسلم.

(2/50)


لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل، إلا وراء الإمام".
رواه مالك في الموطأ (1).

1321 - وروى (2) أيضًا عن نافع: "أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل هل يقرأ أحد خلف الإمام؟ يقول: إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وإذا صلى وحده فليقرأ. قال: وكان عبد الله بن عمر لا يقرأ خلف الإمام".

1322 - عن أبي وائل: "أن رجلاً سأل ابن مسعود عن القراءة خلف الإمام، فقال: أنصت للقرآن؛ فإن في الصلاة شغلاً، وسيكفيك ذاك الإمام".
رواه البيهقي (3).

1323 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
رواه ق (4)، من رواية جابر (الجعفي) (5) وقد كذبه أيوب (6) وزائدة (7)، وقال يحيى بن معين (8): لا يكتب حديثه، ولا كرامة، ليس بشيء. وقد وثقه الثوري (9) وشعبة (10)، وروى د (11) عن الإمام أحمد قال: لم يتكلم في جابر في حديثه؛
__________
(1) الموطأ (1/ 96 رقم 38).
(2) الموطأ (1/ 97 رقم 43).
(3) السنن الكبرى (2/ 160).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 277 رقم 850).
(5) تحرفت في "الأصل" والمثبت هو الصواب.
(6) كتاب المجروحين (1/ 208).
(7) تاريخ الدوري (3/ 296 رقم 1399) وكتاب المجروحين (1/ 209).
(8) تاريخ الدوري (3/ 286 رقم 1356، 3/ 364 رقم 1769).
(9) التهذيب (4/ 467).
(10) الجرح والتعديل (2/ 497 رقم 2043).
(11) لم أجده في القطعة المطبوعة من سؤالات أبي داود، وانظر إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (3/ 142) ثم وجدت الدارقطني أسنده عن أبي داود في سننه (1/ 379).

(2/51)


إنما تكلم فيه لرأيه. وقال د: وليس عندي بالقوي في حديثه. وقال س (1): متروك.

174 - باب كراهية رفع المأموم صوته خلف الإِمام
1324 - عن عمران بن حصين: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر، فجعل رجل يقرأ خلفه بـ "سبح اسم ربك الأعلى" فلما انصرف قال: أيكم قرأ -أو أيكم القارئ؟ - قال رجل: أنا. فقال: قد ظننت أن بعضكم خالجنيها (2) ".
رواه م (3).

1325 - عن عبد الله بن مسعود قال: "كانوا يقرءون خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: خلطتم عليَّ القرآن".
رواه الإمام أحمد (4).

175 - باب التأمين
1326 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". رواه خ (5) م (6).
وفي رواية لمسلم (7): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين. قالت الملائكة في السماء: آمين. فوافقت إحداهما الأخرى غفر له
__________
(1) كتاب الضعفاء والمتروكين (71 رقم 100).
(2) أي: نازعنيها. النهاية (2/ 59).
(3) صحيح مسلم (1/ 299 رقم 398).
(4) المسند (1/ 451).
(5) صحيح البخاري (2/ 311 رقم 782).
(6) صحيح مسلم (1/ 307 رقم 410).
(7) صحيح مسلم (1/ 307 رقم 410/ 74).

(2/52)


ما تقدم من ذنبه".
وفي رواية للإمام أحمد (1): "فإن الملائكة تقول: آمين. وإن الإمام يقول: آمين".

1327 - عن وائل بن حجر قال: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: (غَيْرِ الْمَغْضوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (2)، فقال: آمين. مدَّ بها صوته".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ت (5) -وقال: حديث حسن- وفي رواية د: "ورفع بها صوته".
رواه سفيان الثوري هكذا "مدّ ورفع"، ورواه شعبة: "وخفض بها صوته". قال ت: وسمعت محمدًا يقول: حديث سفيان أصح من (حديث) (6) شعبة في هذا، وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث. وقال: سألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة.
ورواه ق (7) قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قال: (وَلا الضَّالِّينَ) قال: آمين. فسمعناها منه"، وليس هو من رواية سفيان ولا شعبة.
ورواه الدارقطني (8): "يرفع صوته بآمين إذا قرأ: (غَيْرِ الْمَغْضوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ".
__________
(1) المسند (2/ 233، 270).
(2) سورة الفاتحة، الآية: 7.
(3) المسند (4/ 315 - 316).
(4) سنن أبي داود (1/ 246 رقم 932).
(5) جامع الترمذي (2/ 27 رقم 248).
(6) في "الأصل": حديثه.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 278 رقم 855).
(8) سنن الدارقطني (1/ 334 رقم 2).

(2/53)


1328 - عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تلا: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (1) قال: آمين. حتى يسمع من يليه من الصف الأول".
رواه د (2) ق (3)، وزاد: "فيرتج بها المسجد".

1329 - وروى الدارقطني (4) عن أبي هريرة قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته، وقال: آمين" وقال: هذا إسناد حسن.

1330 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على الإسلام (5) والتأمين". رواه ق (6).

1331 - وعن عائشة وذكرت اليهود وفيه: "فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم لن يحسدونا على شيء كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله -عز وجل- لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله -عز وجل- (لها) (7) وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين".
رواه الإمام أحمد (8).

1332 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على قول: آمين، فأكثروا من قول آمين".
رواه ق (9)، وهو من رواية طلحة بن عمرو، وقد تكلم فيه غير واحد من
__________
(1) سورة الفاتحة، الآية: 7.
(2) سنن أبي داود (1/ 246 رقم 934).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 278 رقم 853).
(4) سنن الدارقطني (1/ 335 رقم 7).
(5) في سنن ابن ماجه: السلام.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 278 رقم 856).
(7) من المسند.
(8) المسند (6/ 134 - 135).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 279 رقم 857).

(2/54)


أهل العلم (1).

1333 - عن أبي عثمان عن بلال أنه قال: "يا رسول الله، لا تسبقني بآمين".
رواه د (2)، وقيل: إن أبا عثمان لم يدرك بلالًا.

176 - باب وجوب تعلم القرآن والسنة
1334 - عن أنس: "أن أهل اليمن قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام. قال: فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: هذا أمين هذه (الأمة) (3) ".
رواه م (4).

1335 - وعن أنس قال: "جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعث معنا رجالًا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث معهم سبعين رجلاً". الحديث. رواه م (5).

1336 - عن مالك بن الحويرث قال: "قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة، فلبثنا عنده نحوًا من عشرين ليلة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا، فقال: لو رجعتم إلى بلادكم فعلمتموهم، مروهم فليصلوا صلاة كذا في (حين) (6) كذا، وصلاةكذا في حين كذا، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم".
رواه خ (7) م (8). واللفظ للبخاري.
__________
(1) ترجمته في التهذيب (13/ 427 - 430).
(2) سنن أبي داود (1/ 246 رقم 937).
(3) في "الأصل": الآية. والمثبت من صحيح مسلم.
(4) صحيح مسلم (4/ 1881 رقم 2419).
(5) صحيح مسلم (3/ 1511 رقم 677).
(6) من صحيح مسلم.
(7) صحيح البخاري (2/ 200 رقم 685).
(8) صحيح مسلم (1/ 465 - 466 رقم 674).

(2/55)


1337 - عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تعلموا القرآن، فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تجفوا (1) عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".
رواه الإمام أحمد (2).

1338 - عن جابر بن عبد الله قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والعجمي، فقال: اقرءوا فكل حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه".
رواه الإمام أحمد (3) د (4).

1339 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا ونحن نقترئ، فقال: الحمد للَّه، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر وفيكم الأبيض وفيكم الأسود، اقرءوه قبل أن يقرأه (أقوام) (5) يقيمونه كما يقوم السهم يتعجل أجره ولا يتأجله".
رواه الإمام أحمد (6) د (7).

1340 - عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا (به) (8) فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من المخاض في العقل".
__________
(1) أي: تعاهدوه ولا تَبْعُدوا عن تلاوته. النهاية (1/ 281).
(2) المسند (3/ 428، 444).
(3) المسند (3/ 397).
(4) سنن أبي داود (1/ 220 رقم 830).
(5) في "الأصل": أوام. والمثبت من سنن أبي داود.
(6) المسند (5/ 338).
(7) سنن أبي داود (1/ 220 رقم 831).
(8) من المسند.

(2/56)


رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- س (2)، وفي لفظ لهما (3): "واقتنوه" بدل "تعاهدوه".

177 - باب ما يقول من لم يحسن شيئًا من القرآن
1341 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا، فعلمني ما يجزئني منه. قال: قل: سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا الله واللَّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللَّه. قال: يا رسول الله، هذا للَّه -عز وجل- فما لي؟ قال: قل: اللَّهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني. فلما قام قال هكذا بيده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما هذا فقد ملأ يده من الخير".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) س (6).

1342 - عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فدخل رجل فصلى في ناحية المسجد، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه ثم جاء فسلم فرد عليه، وقال: ارجع فصل؛ فإنك لم تصل. فرجع فصلى، ثم جاء فسلم فرد عليه، وقال: ارجع فصل؛ فإنك لم تصل. قال مرتين -أو ثلاثًا- فقال له في الثالثة -أو في الرابعة-: والذي بعثك بالحق لقد اجتهدت في نفسي فعلمني وأرني. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا أردت أن تصلي فتوضأ كما أمرك الله،
__________
(1) المسند (4/ 146).
(2) سنن النسائي الكبرى (5/ 21 رقم 8049).
(3) المسند (4/ 150، 153) وسنن النسائي الكبرى (5/ 18 - 19 رقم 8035).
(4) المسند (4/ 353، 356، 382).
(5) سنن أبي داود (1/ 220 رقم 832).
(6) سنن النسائي (2/ 142 - 143 رقم 923).

(2/57)


ثم تشهد فأقم، ثم كبر، فإن (كان) (1) معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله -عز وجل- وكبره وهلله". رواه د (2) ت (3)، وقال: حديث حسن.

178 - باب القراءة في صلاة الظهر والعصر والإِسرار بالقراءة فيهما
1343 - عن أبي سعيد الخدري قال: "كانت صلاة الظهر تقام فينطلق أحدنا إلى البقيع، فيقضي حاجته، ثم يأتي أهله فيتوضأ، ثم يرجع إلى المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركعة الأولى". رواه م (4).

1344 - عن أبي قتادة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا، فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحيانًا، وكان يطول الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية، ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب".
رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه، وفي رواية البخاري: "فكان يطول الأولى في صلاة الصبح ويقصر في الثانية". ولمسلم بنحوه.
وفي رواية لأبي داود (7): قال: "فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى".
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) سنن أبي داود (1/ 228 رقم 861).
(3) جامع الترمذي (2/ 100 - 102 رقم 302).
(4) صحيح مسلم (5/ 331 رقم 454).
(5) صحيح البخاري (2/ 284 - 285 رقم 759).
(6) صحيح مسلم (1/ 333 رقم 451).
(7) سنن أبي داود (1/ 212 رقم 800).

(2/58)


1345 - عن جابر بن سمرة قال: "قال عمر لسعد -هو ابن أبي وقاص- قد شكوك في كل شيء حتى في الصلاة. قال: أما أنا فأمد في الأوليين، وأحذف في الأخريين، وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ذلك الظن بك -أو ذاك ظني بك".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

1346 - عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا نحزر (3) قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر (قدر قراءة) (4) "الم تنزيل السجدة" وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك". وفي رواية (5) بدل: "تنزيل السجدة" (قدر) (6) ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر (خمس) (7) عشرة آية، وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة، وفي الأخريين قدر نصف ذلك".
رواه م (8).

1347 - عن جابر بن سمرة قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر بـ "الليل إذا
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 293 - 294 رقم 770).
(2) صحيح مسلم (5/ 331 رقم 453).
(3) الحزر: التقدير والخرص. لسان العرب: "مادة: حزر".
(4) في "الأصل": قلت. والمثبت من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (1/ 334 رقم 452/ 157).
(6) في "الأصل": قلت. والمثبت من صحيح مسلم.
(7) في "الأصل": خمسة. والمثبت من صحيح مسلم.
(8) صحيح مسلم (1/ 334 رقم 452).

(2/59)


يغشى" وفي العصر نحو ذلك، وفي الصبح أطول من ذلك".
رواه م (1).

1348 - وعنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الظهر "سبح اسم ربك الأعلى" وفي الصبح بأطول من ذلك".
رواه م (2).

1349 - وعن جابر بن سمرة قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الظهر والعصر "السماء ذاتِ البروج" و"السماء والطارقِ" ونحوهما من (السور) (3) ".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) -وهذا لفظه- ت (6) س (7)، وقال الترمذي: حديث حسن.

1350 - عن أبي معمر -هو عبد الله بن سخبرة- قلت لخباب: "أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلت: بأي شيء كنتم تعلمون قراءته؟ قال: باضطراب لحيته".
رواه خ (8).

1351 - عن البراء بن عازب قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا الظهر فنسمع منه الآية بعد الآية من سورة "لقمان" و"الذاريات".
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 337 رقم 459).
(2) صحيح مسلم (1/ 338 رقم 460).
(3) في "الأصل": الصور. بالصاد.
(4) المسند (5/ 103، 106، 108).
(5) سنن أبي داود (1/ 213 رقم 805).
(6) جامع الترمذي (2/ 110 - 111 رقم 307).
(7) سنن النسائي (2/ 166 رقم 978).
(8) صحيح البخاري (2/ 285 رقم 760).

(2/60)


رواه ق (1) س (2).

1352 - عن ابن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع فرأينا أنه قرأ "تنزيل السجدة". رواه د (3).

1353 - عن أنس قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر فقرأ لنا بهاتين (السورتين) (4) في الركعتين بـ "سبح اسم ربك الأعلى" و"هل أتاك حديث الغاشية". رواه س (5).

1354 - عن عبد الله بن أبي أوفى: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم".
رواه الإمام أحمد (6) د (7)، من رواية رجل لم يسمه عن (ابن) (8) أبي أوفى. وقد سمى بعض الرواة هذا الرجل طرفة (الحضرمي) (9).
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 271 رقم 830).
(2) سنن النسائي (2/ 163 رقم 970).
(3) سنن أبي داود (1/ 214 رقم 807).
(4) في "الأصل": الصورتين. بالصاد.

1353 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 289 رقم 2746).
(5) سنن النسائي (2/ 163 - 164 رقم 971).
(6) المسند (4/ 356).
(7) سنن أبي داود (1/ 212 - 213 رقم 802).
(8) سقطت من "الأصل".
(9) في "الأصل": الحضرم. والمثبت هو الصواب، وقد نقل هذا القول عن الحافظ الضياء ابنُ حجر في النكت الظراف (4/ 291) وتهذيب التهذيب (3/ 11)، وقد روى هذا الحديث البيهقي في سننه الكبرى (2/ 66) ثم قال: يقال هذا الرجل هو طرفة الحضرمي. ثم أسنده من طريق آخر، سُمي فيه طرفة الحضرمي، وانظر ترجمة طرفة الحضرمي في الثقات (4/ 398) وميزان الاعتدال (2/ 335) وتهذيب التهذيب (3/ 11) ولسان الميزان (4/ 210).

(2/61)


179 - باب القراءة في المغرب
1355 - عن جبير بن مطعم قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بـ "الطور" في المغرب".
رواه خ (1) م (2). وقال البخاري: "قرأ في المغرب بـ "الطور".

1356 - عن ابن عباس أنه قال: "إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ "والمرسلات عرفًا" فقالت: يا بني، والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في المغرب". رواه خ (3) م (4).

1357 - عن مروان بن الحكم قال: "قال لي زيد بن ثابت: مالك تقرأ في المغرب بقصارٍ -يعني: المفصل- وقد سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بطُوْل الطوليين (5) ".
رواه خ (6)، "سئل ابن أبي مليكة: ما طول الطوليين؟ فقال من قبل نفسه: "المائدة" و"الأعراف" (7).

1358 - عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة المغرب بسورة "الأعراف" فرقها في ركعتين" (8).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 289 رقم 765).
(2) صحيح مسلم (1/ 338 رقم 463).
(3) صحيح البخاري (2/ 287 رقم 763).
(4) صحيح مسلم (1/ 338 رقم 462).
(5) رواية الأكثر: "بطولى الطوليين" قال الحافظ في الفتح (2/ 289): أي: بأطول السورتين الطويلتين، وطولى تأنيث أطول، والطوليين بتحتانيتين تثنية طولى، وهذه رواية الأكثر، ووقع في رواية كريمة: "بطُوْل" بضم الطاء وسكون الواو.
(6) صحيح البخاري (2/ 287 رقم 764).
(7) رواه أبو داود (1/ 215 رقم 812).
(8) سنن النسائي (2/ 170 رقم 990).

(2/62)


1359 - عن عبد الله بن عتبة بن مسعود: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة المغرب بـ "الدخان" (1).
رواهما س.

1360 - عن عبد الله بن عمر قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب: "قل يا أيها الكافرون" و"قل هو الله أحد".
رواه ق (2).

1361 - عن أبي عبد الله الصنابحي: "أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فصلى وراء أبي بكر المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة سورة من قصار المفصل، ثم قام في الركعة الثالثة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه فسمعته قرأ بأم القرآن وهذه الآية: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (3) ".
رواه مالك في الوطأ (4).

180 - باب القراءة في العشاء
1362 - عن البراء بن عازب قال: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العشاء "والتين والزيتون" وما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه -أو قراءة".
رواه خ (5) م (6)، ولفظه للبخاري.
__________
(1) سنن النسائي (2/ 169 رقم 987).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 272 رقم 833).
(3) سورة آل عمران، الآية: 8.
(4) الموطأ (1/ 92 رقم 25).
(5) صحيح البخاري (2/ 293 رقم 769).
(6) صحيح مسلم (1/ 339 رقم 464).

(2/63)


1363 - عن أبي رافع قال: "صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ: "إذا السماء انشقت" فسجد فقلت له (1)، قال: سجدت خلف أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه". رواه خ (2) م (3).

1364 - عن جابر قال: "كان معاذ يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء ثم أتى قومه، فأمهم فافتتح بسورة "البقرة" فانحرف رجل فسلم، ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا واللَّه، ولآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأخبرنه. فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إنا أصحاب نواضح (4) نعمل بالنهار، وإن معاذًا صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح "البقرة". فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على معاذ فقال: يا معاذ، أفتان أنت؟ اقرأ بـ "الشمس وضحاها" و"سبح اسم ربك الأعلى" و"اقرأ باسم ربك" و"الليل إذا يغشى". رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه.

1365 - عن بريدة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العشاء الآخرة بـ "والشمس وضُحاهَا" ونحوها من السور".
رواه الإمام أحمد (7) س (8) ت (9)، وقال: حديث حسن.
__________
(1) أي: في شأن السجدة، يعني سألته عن حكمها. قاله ابن حجر في الفتح (2/ 292).
(2) صحيح البخاري (2/ 292 رقم 766).
(3) صحيح مسلم (1/ 407 رقم 578).
(4) النواضح: الإبل التي يستقى عليها، واحدها ناضح. النهاية (5/ 69).
(5) صحيح البخاري (2/ 226 رقم 700).
(6) صحيح مسلم (1/ 339 - 340 رقم 465).
(7) المسند (5/ 354).
(8) سنن النسائي (2/ 173 رقم 998).
(9) جامع الترمذي (2/ 114 رقم 309).

(2/64)


181 - باب القراءة في الفجر
1366 - عن أبي (برزة) (1) الأسلمي قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الصبح فينصرف الرجل فيعرف جليسه، وكان يقرأ في الركعتين -أو إحداهما- ما بين الستين إلى المائة".
رواه خ (2) م (3)، ولفظه للبخاري.

1367 - عن عبد الله بن السائب قال: "صلى لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة فاستفتح سورة "المؤمنين" حتى جاء ذكر موسى وهارون -أو ذكر عيسى- أخذت النبي - صلى الله عليه وسلم - سعلة فركع".
رواه م (4)، وذكره خ (5) بغير إسناده.

1368 - عن قطبة بن مالك: "سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الفجر: "والنخل باسقات لها طلع نضيد" وربما قال: "قَ". رواه م (6).

1369 - عن جابر بن سمرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفجر بـ "قَ والقرآن المجيد" وكان صلاته بعد (تخفيفًا) (7) ". رواه م (8).
__________
(1) في "الأصل": بريدة. والمثبت من الصحيحين.
(2) صحيح البخاري (2/ 294 رقم 771).
(3) صحيح مسلم (1/ 338 رقم 461).
(4) صحيح مسلم (1/ 336 رقم 455).
(5) صحيح البخاري (2/ 298) باب الجمع بين السورتين في الركعة والقراءة بالخواتيم وبسورة قبل سورة وبأول سورة.
(6) صحيح مسلم (1/ 336 رقم 457).
(7) تحرفت في "الأصل": والمثبت من صحيح مسلم.
(8) صحيح مسلم (1/ 337 رقم 458).

(2/65)


1370 - عن عمرو بن حريث: "أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الفجر "والليل إِذا عسعس".
رواه م (1).

1371 - عن عقبة بن عامر قال: "كنت أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقته، قال: فقال لي: ألا أعلمك سورتين لم تقرأ بمثلهما؟ قلت: بلى. فعلمني: "قلْ أَعُوذُ (بِرَبِّ) (2) النَّاسِ" و"قلْ أَغوذ بِرَبِّ الْفَلَقِ" فلم يرني أعجبت بهما، فلما نزل الصبح فقرأ بهما، ثم قال لي: كيف رأيت يا عقبة؟! ".
وفي لفظ: "ألا أعلمك خير سورتين قُرئتا؟ قلت: بلى. قال: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" و"قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" فلما نزل صلى بهما الغداة، قال: كيف ترى يا عقبة؟! ".
رواه الإمام أحمد (3) -وهذا لفظه- د (4) س (5).

182 - باب تكرير السورة في ركعتين
1372 - عن (معاذ) (6) بن عبد الله الجهني أن رجلاً من جهينة أخبره: "أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصبح: "إذا زُلزِلتِ الأرضُ" في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدًا". رواه د (7).
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 336 رقم 456).
(2) سقطت من "الأصل".
(3) المسند (4/ 144، 149 - 150، 153).
(4) سنن أبي داود (2/ 73 رقم 1462).
(5) سنن النسائي (8/ 252 - 253 رقم 5451).
(6) في "الأصل": حماد. والمثبت من سنن أبي داود.
(7) سنن أبي داود (1/ 215 - 216 رقم 816).

(2/66)


183 - باب قراءة سورتين في ركعة وتفريق السورة في ركعتين
1373 - عن أبي وائل قال: "جاء رجل إلى ابن مسعود قال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال: هذًّا كهذ الشعر، لقد عرفتُ النظائر التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرن بينهن -فذكر عشرين سورة من المفصل- سورتين في ركعة". رواه خ (1) م (2).

1374 - عن أنس قال: "كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يُقرأ به افتتح بـ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ" حتى يفرغ لهم منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه وقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يرون أنه من أفضلهم فكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ فقال: إني أحبها. قال: حبك إياها أدخلك الجنة".
رواه خ (3) تعليقًا بغير إسناد، ورواه ت (4) مختصرًا وقال: حديث (صحيح غريب) (5).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 298 رقم 775).
(2) صحيح مسلم (1/ 563 رقم 722).
(3) صحيح البخاري (2/ 298 رقم 774 م).
(4) جامع الترمذي (5/ 156 رقم 2901) به.
(5) في جامع الترمذي: حسن غريب صحيح. وفي تحفة الأحوذي (8/ 213 رقم 3065) وتحفة الأشراف (1/ 147 رقم 457): حسن غريب.

(2/67)


1375 - عن عبد الله بن شقيق: "قلت لعائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي جالساً؟ قالت: نعم، بعدما حطمه (1) الناس، وكان يقرن بين السورتين من المفصل".
ذكر أبو مسعود الدمشقي صاحب الأطراف أن مسلمًا رواه، وليس في صحيح مسلم (2) الذي عندنا قوله: "وكان يقرن بين السورتين من المفصل" ولعله وجده في بعض النسخ، أو هو سهو منه واللَّه أعلم.
1375 م- وقد روى الإمام أحمد (3) عن عبد الله بن شقيق قال: "قلت لعائشة: (هل) (4) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين السورتين (5) في (ركعة) (6)؟ قالت: المفصل".

1376 - أخبرنا أبو البركات محمد بن محمود بن محمد بن أحمد الرُّوَيْدَشتي (7) بأصبهان، أن مسعود بن الحسن الثقفي أخبرهم، أبنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، أبنا إبراهيم بن عبد الله بن خورشيذ قوله، ثنا أبو عبد الله
__________
(1) يقال: حطم فلانًا أهلُه إذا كبر فيهم، كأنهم بما حملوه من أثقالهم صيروه شيخًا محطومًا. النهاية (1/ 403).
(2) صحيح مسلم (1/ 506 رقم 732) بغير الزيادة.
(3) المسند (6/ 204).
(4) تكررت في "الأصل" والذي في المسند "أكان" بهمزة الاستفهام بدل "هل"، وروى أبو أو (2/ 28 رقم 1292) وابن خزيمة (1/ 270 - 271 رقم 539) هذا الحديث وعندهما "هل كان" كما في "الأصل"، والله أعلم.
(5) في المسند وصحيح ابن خزيمة: "السور" بالجمع.
(6) في "الأصل": ركعتين. والمثبت من المسند.
(7) بضم الراء، وفتح الواو، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الدال المهملة، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى رويدشت، وهي من قرى أصبهان. قاله السمعاني في الأنساب (3/ 107) وانظر معجم البلدان (3/ 119).

(2/68)


الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا محمد بن معاوية بن مالج، ثنا محمد -يعني: ابن سلمة- عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر: "أنه كان يقرأ السورتين والثلاث من القصار في الركعة الواحدة من المكتوبة، ويقسم السورة الطويلة بين الركعتين من المكتوبة".
هذا من فعل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما.

1377 - وروى مالك في الموطأ (1) عن نافع: "أن عبد الله بن عمر كان يقرأ أحيانًا بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة من المفصل، في صلاة الفريضة".
1377 م- وقد تقدم حديث عائشة في القراءة في المغرب (2): "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة (3) المغرب بسورة "الأعراف" فرقها في الركعتين".

184 - باب في تخفيف القراءة
1378 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: "ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة". رواه د (4).

1379 - عن عبد الله بن عمر قال: "إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأمرنا بالتخفيف، وإن كان ليؤمنا بـ "الصافات".
رواه الإمام أحمد (5) س (6).
__________
(1) الموطأ (1/ 92 - 93 رقم 26).
(2) الحديث رقم (1358).
(3) في "الأصل": سورة. وقد تقدم على الصواب.
(4) سنن أبي داود (1/ 215 رقم 814).
(5) المسند (2/ 26، 40، 157).
(6) سنن النسائي (2/ 95 رقم 825).

(2/69)


1380 - عن (سليمان) (1) بن يسار عن أبي هريرة قال: "ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان. قال سليمان كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصل".
رواه س (2) ق (3).

1381 - عن زيد بن أسلم قال: "دخلنا على أنس بن مالك فقال: صليتم؟ قلنا: نعم. قال: يا جارية هلمي لي وضوءًا، ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إمامكم هذا. قال زيد: كان عمر بن عبد العزيز يتم الركوع والسجود ويخفف القيام والقعود". رواه س (4).

185 - باب ذكر التطبيق في الصلاة وذكر نسخه
1382 - عن علقمة والأسود قالا: "أتينا ابن مسعود في داره، فقال: أصلى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا. فقال: قوموا فصلوا. فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا وطبق بين كفيه، ثم أدخلهما بين فخذيه، قال: فلما صلى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها (5) إلى شَرَق الموتى (6)، فإذا رأيتموهم قد فعلوا
__________
(1) في "الأصل": سلمان. والمثبت من سنني النسائي وابن ماجه، وسيأتي على الصواب.
(2) سنن النسائي (2/ 167 - 168 رقم 981، 982).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 720 - 721 رقم 827).
(4) سنن النسائي (2/ 166 - 167 رقم 980).
(5) أي: يضيقون وقتها بتأخيرها، يقال: وخنقت الوقت أخنقه إذا أخرته وضيقته، وهم في خُناق الموت أي: في ضيق. النهاية (2/ 85).
(6) قال النووي في شرح مسلم (3/ 180): وشرق الموتى -بفتح الشين والراء- قال ابن=

(2/70)


ذلك فصلوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبْحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعًا وإذا كنتم أكثر من ذلك (1) فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه (بين) (2) فخذيه وليحن (3) وليطبق بين كفيه، فلكأني انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأراهم".
رواه م (4).

1383 - عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: "صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي، ثم وضعتهما بين فخذي، فنهاني أبي، وقال: كنا نفعله فنُهينا عنه، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب".
رواه خ (5) م (6).

1384 - عن أبي حميد الساعدي: "أنه كان جالسًا في نفرٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر (7) ظهره، فإذا رفع
__________
=الأعرابي: فيه معنيان: أحدهما أن الشمس في ذلك الوقت -وهو آخر النهار- إنما تبقى ساعة ثم تغيب، والثاني: أنه من قولهم شرق الميت بريقه إذا لم يبق بعده إلا يسيرًا ثم يموت.
(1) من صحيح مسلم.
(2) في صحيح مسلم: على.
(3) في صحيح مسلم: ليجنأ. قال القاضي عياض: روي: "وليجنأ" وروي "وليحن" بالحاء المهملة؟ قال: وهذه رواية أكثر شيوخنا، وكلاهما صحيح، ومعناه الانحناء والانعطاف في الركوع. اهـ. من شرح مسلم للنووي (3/ 182).
(4) صحيح مسلم (1/ 378 - 379 رقم 534).
(5) صحيح البخاري (2/ 319 رقم 790).
(6) صحيح مسلم (1/ 380 رقم 535).
(7) أي: ثناه إلى الأرض، وأصل الهصر: أن تأخذ برأس العود فتثنيه إليك وتعطفه. النهاية (5/ 264).

(2/71)


رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل (بأطراف أصابع) (1) رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته".
رواه خ (2).

1385 - عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "قال لنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إن الركب قد سنت لكم؛ فخذوا بالركب".
رواه س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن صحيح.

186 - باب إدراك الإِمام في الركوع
1386 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة".
رواه د (5)، من رواية يحيى بن أبي سليمان المديني، قال خ (6): منكر الحديث.

1387 - عن عبد العزيز بن رفيع، عن شيخ من الأنصار قال: "جاء رجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي فسمع (خفق) (7) نعليه فلما انصرف قال: أيكم دخل؟ قال
__________
(1) في "الأصل": بالطواف. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (2/ 355 - 356 رقم 828).

1385 - خرجه الضياء في المختارة (1/ 260 - 261 رقم 149، 150).
(3) سنن النسائي (2/ 185 رقم 1033، 1034).
(4) جامع الترمذي (2/ 43 رقم 258).
(5) سنن أبي داود (1/ 236 رقم 893).
(6) الكامل لابن عدي (9/ 82).
(7) في "الأصل": خنق. والمثبت من السنن الكبرى، وخفق النعل أي: صوته. النهاية (2/ 56).

(2/72)


الرجل: أنا يا رسول الله: قال: وكيف وجدتنا؟ قال: سجودًا فسجدت. قال: هكذا فافعلوا (إذا وجدتموه قائمًا أو راكعًا أو ساجدًا أو جالسًا فافعلوا) (1) كما تجدونه ولا تعتدوا بالسجدة إذا لم تدركوا الركعة".
رواه البيهقي (2).

1388 - عن هبيرة عن علي، وعن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل، قالا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام".
رواه ت (3)، وقال: هذا حديث غريب.

1389 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها؛ قبل أن يقيم الإمام صلبه".
رواه البيهقي (4)، قال أبو أحمد بن عدي (5): هذه الزيادة "قبل أن يقيم الإمام صلبه" يقولها يحيى بن حميد، وهو مصري، قال خ: لا يتابع في حديثه.

1390 - وروى البيهقي (6) عن ابن مسعود قال: "من لم يدرك الإمام راكعًا لم يدرك تلك الركعة".

1391 - وروى (6) أيضًا عن ابن عمر أنه كان يقول: "من أدرك الإمام راكعًا -فركع قبل أن يرفع الإمام رأسه- فقد أدرك تلك الركعة".
__________
(1) من السنن الكبرى.
(2) السنن الكبرى (2/ 296).
(3) جامع الترمذي (2/ 485 - 486 رقم 591).
(4) السنن الكبرى (2/ 89).
(5) الكامل (9/ 78).
(6) السنن الكبرى (2/ 90).

(2/73)


1392 - وروى (1) أيضًا نحوه عن زيد بن ثابت.

1393 - عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري قال: "كان ابن عمر وزيد ابن ثابت إذا أتيا الإمام وهو راكع (كبرا) (2) تكبيرة ويركعان بها".
رواه سعيد بن منصور (3)، قلت: وابن شهاب لم يسمع من ابن عمر، ولا من زيد بن ثابت.

1394 - عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: "إن أدركتهم ركوعًا أو (سجوداً) (4) أو جلوسًا تكبر تكبيرتين".
رواه البيهقي (5)، من رواية الوليد بن مسلم قال: إن بعضهم أخبرني، عن حماد، عن أبي وائل.

187 - باب ما يقول في ركوعه وسجوده
513 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللَّهم وبحمدك، اللَّهم اغفر لي".
رواه خ (6) م (7).

1396 - وعن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح".
__________
(1) السنن الكبرى (2/ 90).
(2) في "الأصل": كبر.
(3) ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 91).
(4) في "الأصل": سجدوا. والمثبت من السنن الكبرى.
(5) السنن الكبرى (2/ 91).
(6) صحيح البخاري (2/ 328 رقم 794).
(7) صحيح مسلم (1/ 350 رقم 484).

(2/74)


رواه م (1).

1397 - وعن عائشة قالت: "افتقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست، ثم رجعت فإذا هو راكع -أو ساجد- يقول: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت. فقلت: بأبي وأمي، إني لفي شأن وإنك لفي آخر". رواه م (2).

1398 - عن حذيفة قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد. ثم قام قيامًا طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى. فكان سجوده قريبًا من قيامه".
رواه م (3).
وقد تقدم حديث علي (4) -عليه السلام، الذي في باب الاستفتاح- ما يقول في الركوع والسجود، رواه م (5).

1399 - عن عقبة بن عامر قال: "لما نزلت (فَسبِّحْ بِاسْمِ رَبّكَ الْعَظِيمِ (6)، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجعلوها في ركوعكم. فلما نزلت: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 353 رقم 487).
(2) صحيح مسلم (1/ 351 - 352 رقم 485).
(3) صحيح مسلم (1/ 536 رقم 772).
(4) الحديث رقم (1288).
(5) صحيح مسلم (1/ 534 - 536 رقم 771).
(6) سورة الواقعة، الآيتان: 74، 96.

(2/75)


الأَعْلَى) (1) قال: اجعلوها في سجودكم".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) ق (4)، وزاد أبو داود (5): "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده -ثلاثًا". وقال: وهذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة.

1400 - عن عوف بن مالك الأشجعي قال: "قمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقام فقرأ بسورة "البقرة" لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. ثم سجد بقدر قيامه ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بـ "آل عمران"، ثم قرأ سورة سورة".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) س (8).

1401 - عن محمد بن مسلمة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام يصلي تطوعًا يقول إذا ركع: اللَّهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ولحمي ودمي ومخي وعصبي لله رب العالمين".
رواه س (9).
__________
(1) سورة الأعلى، الآية: 1.
(2) المسند (4/ 155).
(3) سنن أبي داود (1/ 230 رقم 869).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 287 رقم 887).
(5) سنن أبي داود (1/ 230 رقم 870).
(6) المسند (6/ 24).
(7) سنن أبي داود (1/ 230 رقم 783).
(8) سنن النسائي (2/ 191 رقم 1048).
(9) سنن النسائي (2/ 192 - 193 رقم 1051).

(2/76)


1402 - وروى (1) أيضًا عن جابر بن عبد الله: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربي، خشع قلبي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي للَّه رب العالمين".

1403 - عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه، وذلك أدناه، وإذا سجد فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، فقد تم سجوده وذلك أدناه".
رواه ق (2) ت (3)، وقال: ليس إسناده بمتصلٍ، عون بن عبد الله لم يلق ابن مسعود.

1404 - عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: "لما أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، اللَّهم اغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم. ثلاثًا".
رواه الإمام أحمد (4)، وأبو عبيدة قيل: لم يسمع من عبد الله.

188 - باب ما يقول إِذا رفع رأسه من الركوع
1405 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
__________
(1) سنن النسائي (2/ 192 رقم 1050).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 287 رقم 890).
(3) جامع الترمذي (2/ 46 رقم 261).
(4) المسند (1/ 394).

(2/77)


رواه خ (1) م (2).

1406 - عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: سمع الله لمن حمده. قال: اللهم ربنا ولك الحمد. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع وإذا رفع رأسه يكبر، وإذا قام من السجدتين قال: الله أكبر".
رواه خ (3).

1407 - عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: "كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده. قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا. قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
رواه خ (4).

1408 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده، اللَّهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللَّهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللَّهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ".
رواه م (5).

1409 - عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، والأرض، وملء ما شئت من
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 330 رقم 796).
(2) صحيح مسلم (1/ 306 رقم 409).
(3) صحيح البخاري (2/ 329 رقم 795).
(4) صحيح البخاري (2/ 332 رقم 799).
(5) صحيح مسلم (1/ 346 رقم 476).

(2/78)


شيء بعد، أهل (الثناء) (1) والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللَّهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد (2) ".
رواه م (3).

1410 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللَّهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
رواه م (4).

1411 - عن أبي جحيفة قال: "ذُكرت الجدود عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة، فقال رجل: جد فلان في الخيل. وقال آخر: جد فلان في الإبل. وقال آخر: جد فلان في الغنم. وقال آخر: جد فلان في الرقيق. فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (صلاته) (5) ورفع رأسه من آخر الركعة فقال: اللَّهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللَّهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وطول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته بـ "الجد" ليعلموا أنه ليس كما يقولون".
رواه ق (6).
__________
(1) في "الأصل": السماء. والمثبت من صحيح مسلم.
(2) أي: لا ينفع ذا الغنى منك غناه، وإنما ينفعه الإيمان والطاعة. النهاية (1/ 244).
(3) صحيح مسلم (1/ 347 رقم 477).
(4) صحيح مسلم (1/ 347 رقم 478).
(5) من سنن ابن ماجه.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 284 رقم 879).

(2/79)


189 - باب مقدار الوقوف بعد الرفع من الركوع والسجود
1412 - عن ثابت عن أنس قال: "إني لا آلو أن أصلي بكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا. قال: فكان أنس يصنع شيئًا لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائمًا حتى يقول القائل: قد نسي. وإذا رفع رأسه من السجدة مكث حتى يقول القائل: قد نسي".
رواه خ (1) م (2).

190 - باب التساوي بين الركوع والرفع منه والسجود والرفع منه
1413 - عن البراء بن عازب قال: "كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركوعه وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده وما بين السجدتين قريبًا من السواء".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه، ولفظة البخاري: "كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع رأسه ما خلا القيام والقعود قريبًا من السواء".

191 - باب جواز تطويل السجدة للعذر
1414 - عن عبد الله بن شداد -هو ابن الهاد- عن أبيه قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي وهو حامل حسنًا -أو حسينًا-
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 336 رقم 800).
(2) صحيح مسلم (1/ 344 رقم 472).
(3) صحيح البخاري (2/ 336 رقم 801).
(4) صحيح مسلم (1/ 343 رقم 471).

(2/80)


النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، قال: فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهري صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".
رواه الإمام أحمد (1) س (2) -وهذا لفظه- وفي رواية الإمام أحمد: "إحدى صلاتي العشي -الظهر أو العصر- وهو حامل الحسن -أو الحسين ... " وعنده: "بين ظهراني صلاتك"، وعنده: "وحدث أمر- أو أنه يوحى إليك".

192 - باب هل يضع يديه إِذا سجد قبل ركبتيه أو ركبتيه قبل يديه
1415 - عن وائل بن حجر قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه".
رواه د (3) ت (4) س (5) ق (6) والدارقطني (7)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
__________
(1) المسند (3/ 493، 6/ 467).
(2) سنن النسائي (2/ 229 - 230 رقم 1140).
(3) سنن أبي داود (1/ 222 رقم 838).
(4) جامع الترمذي (2/ 56 رقم 268).
(5) سنن النسائي (2/ 207 - 208 رقم 1088).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 286 رقم 882).
(7) سنن الدارقطني (1/ 435 رقم 6).

(2/81)


وفي رواية لأبي داود (1): "وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه".
قال الدارقطني: قال ابن أبي داود: "وضع ركبتيه قبل يديه" تفرد به يزيد بن هارون عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به، واللَّه أعلم.

1416 - عن أنس قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر حتى حاذى بإبهاميه أذنيه، ثم ركع حتى استقر كل مفصل منه في موضعه، ثم انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه".
رواه الدارقطني (2)، وقال: تفرد به إسماعيل بن العلاء.

1417 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه" (3). رواه د (4) س (5).

1418 - عن عبد الله بن (سعيد) (6) المقبري عن جده عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الجمل".
رواه البيهقي (7)، وقال: إلا أن عبد الله بن (سعيد) (6) المقبري ضعيف.
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 222 رقم 839).
(2) سنن الدارقطني (1/ 35 رقم 7).
(3) رواه الترمذي (2/ 57 - 58 رقم 269) وقال: حديث أبي هريرة حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره.
(4) سنن أبي داود (1/ 222 رقم 840، 841).
(5) سنن النسائي (2/ 206 - 207 رقم 1089، 1090).
(6) في "الأصل": سعد. والمثبت من سنن البيهقي.
(7) السنن الكبرى (2/ 100).

(2/82)


1419 - عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد يضع يديه قبل ركبتيه".
رواه الدارقطني (1).

1420 - عن ابن عمر: "أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك".
رواه ابن خزيمة في صحيحه (2)، وقال: ذكر الدليل على أن الأمر بوضع (اليدين) (3) عند السجود منسوخ وأن وضع الركبتين قبل اليدين ناسخ.

1421 - وروى من طريق (إبراهيم بن إسماعيل) (4) بن يحيى بن سلمة بن كهيل (حدثني أبي) (5) عن أبيه، عن سلمة، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: "كنا (نضع) (5) اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإن يحيى بن سلمة بن كهيل قال خ (6): في حديثه مناكير. وقال ابن نمير (7): ليس ممن يكتب حديثه. وقال ابن معين (8): ليس بشيء، لا يُكتب حديثه. وقال س (9): متروك الحديث. والمشهور عن مصعب بن سعد عن أبيه نسخ التطبيق الذي تقدم ذكره (10).
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 344 رقم 2).
(2) صحيح ابن خزيمة (1/ 318 - 319 رقم 627، 628).
(3) في "الأصل": الدين. والمثبت من صحيح ابن خزيمة.
(4) في "الأصل": السعيد بن إبراهيم. والمثبت من صحيح ابن خزيمة.
(5) من صحيح ابن خزيمة.
(6) الضعفاء الصغير (251 رقم 397) والتاريخ الكبير (8/ 278 رقم 2989).
(7) كتاب المجروحين (3/ 113) وزاد: وكان يحدث عن أبيه أحاديث ليس لها أصول.
(8) تاريخ الدوري (3/ 277 رقم 1325، 3/ 314 رقم 1494).
(9) كتاب الضعفاء والمتروكين (250 رقم 662).
(10) الحديث رقم (1383).

(2/83)


193 - باب متى يسجد المأموم
1422 - عن البراء: "أنهم كانوا يصلون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا ركع (ركعوا) (1) وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده. لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه بالأرض، ثم نتبعه".
رواه خ (2) م (3)، وهذا لفظه.

194 - باب كيف السجود
1423 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: الجبهة -وأشار بيده على أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت (4) الثياب والشعر".
رواه خ (5) م (6)؛ لفظ البخاري.

1424 - عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا (سجد) (7) العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه".
رواه م (8).
__________
(1) في "الأصل": ركوعًا. والمثبت من صحيح مسلم.
(2) صحيح البخاري (1/ 212 رقم 690).
(3) صحيح مسلم (1/ 345 رقم 474).
(4) أي: نضمها ونجمعها من الانتشار، يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود. النهاية (4/ 184).
(5) صحيح البخاري (2/ 344 رقم 809).
(6) صحيح مسلم (1/ 354 رقم 490).
(7) في "الاَّول": سد. والمثبت من صحيح مسلم.
(8) صحيح مسلم (1/ 355 رقم 491).

(2/84)


1425 - عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك".
رواه م (1).

1426 - عن أبي إسحاق قال: "وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه واعتمد على ركبتيه ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) س (4)، وهذا لفظ أبي داود، وفي رواية للإمام أحمد: عن البراء: "أنه وصف السجود، وقال: فبسط كفيه ورفع عجيزته وخَوَّى (5)، وقال: هكذا سجد النبي - صلى الله عليه وسلم -".

1427 - وعن البراء بن عازب قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد على أليتي الكف".
رواه الإمام أحمد (6).

1428 - وعن البراء قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى جَخَّى (7) ".
رواه س (8).

1429 - وعن البراء قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع بسط ظهره، وإذا
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 356 رقم 494).
(2) المسند (4/ 303).
(3) سنن أبي داود (1/ 236 رقم 896).
(4) سنن النسائي (2/ 212 رقم 1103).
(5) أي: جافى بطنه عن الأرض ورفعها، وجافى عضديه عن جنجيه، حتى يَخْوَى ما بين ذلك. النهاية (2/ 90).
(6) المسند (4/ 294).
(7) أي: فتح عضديه وجافاهما عن جنبيه، ورفع بطنه عن الأرض، النهاية (1/ 242).
(8) سنن النسائي (2/ 212 رقم 1104).

(2/85)


سجد وجه أصابعه قبل القبلة فتفاج (1) ".
رواه البيهقي (2).

1430 - عن وائل بن حجر قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع فرج بين أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه".
رواه البيهقي (3).

195 - باب في ذكر السجود على الأنف
قد تقدم حديث ابن عباس: "وأشار بيده إلى أنفه" (4)

1431 - عن أبي سعيد قال: "اعتكفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " فذكر الحديث، وفيه: قال: "من اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني رأيت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماء وطين". وفي آخره: "فلقد رأيته على أنفه وأرنبته (5) أثر الماء والطين".
رواه خ (6) م (7)، ولفظه للبخاري.

1432 - عن أبي حميد الساعدي: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته الأرض، ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه".
__________
(1) التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين. النهاية (1/ 412).
(2) السنن الكبرى (2/ 113).
(3) السنن الكبرى (2/ 112).
(4) الحديث رقم (1423).
(5) الأرنبة: طرت الأنف. النهاية (1/ 41).
(6) صحيح البخاري (4/ 331 - 332 رقم 2040).
(7) صحيح مسلم (2/ 824 رقم 1167).

(2/86)


رواه د (1) ت (2)، وقال: حديث حسن صحيح.

1433 - عن وائل بن حجر قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد على الأرض، واضعًا جبهته وأنفه في سجوده".
رواه الإمام أحمد (3).

1434 - عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأى رجلاً يصلي ما يصيب أنفه من الأرض فقال: "لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يمس الجبين".
رواه الدارقطني (4)، وقال: الصواب عن عكرمة مرسلاً.

1435 - وروى إسماعيل بن عبد الله -المعروف بـ "سمويه"- في فوائده عن عكرمة عن ابن عباس قال: "إذا سجد أحدكم فليضع أنفه على الأرض؛ فإنكم قد أُمرتم بذلك".

196 - باب الكشف عن الجبهة في السجود
1436 - عن خباب بن الأرت قال: "شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة الرمضاء في جباهنا وأكفنا، فلم يشكنا".
رواه البيهقي (5)، وقد رواه م (6) وليس فيه: "في جباهنا وأكفنا".

1437 - عن علي -عليه السلام- قال: "إذا كان أحدكم يصلي فليحسر العمامة
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 194 رقم 730).
(2) جامع الترمذي (2/ 59 رقم 270، 2/ 105 رقم 304).
(3) المسند (4/ 315، 317).
(4) سنن الدارقطني (1/ 348 رقم 3).
(5) السنن الكبرى (1/ 105، 107).
(6) صحيح مسلم (1/ 433 رقم 619).

(2/87)


عن جبهته".

1438 - عن نافع: "أن ابن عمر كان إذا سجد وعليه العمامة يرفعها حتى يضع جبهته بالأرض".

1439 - وعن عبادة بن الصامت: "أنه كان إذا قام في الصلاة حسر العمامة عن جبهته".
(رواهم) (1) البيهقي (2).

197 - باب جواز السجود على الثوب وغيره
1440 - عن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شدة الحر، فإن لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه، وقد تقدم هذا الحديث (5).

1441 - عن ابن عباس قال: "لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم مطير، وهو يتقي الطين إذا سجد بكساء عليه يجعله دون يديه إلى الأرض إذا سجد".
رواه الإمام أحمد (6)، وهو من رواية الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، وقد ضعفه يحيى بن معين (7)، وفي رواية (8): ليس به بأس، يُكتب
__________
(1) في "الأصل": رواهما.
(2) السنن الكبرى (2/ 105).
(3) صحيح البخاري (1/ 587 رقم 385).
(4) صحيح مسلم (1/ 433 رقم 620).
(5) تحت رقم (688).
(6) المسند (1/ 265).
(7) تاريخ الدارمي (95 رقم 257) والجرح والتعديل (3/ 57 رقم 258).
(8) الكامل (3/ 214).

(2/88)


حديثه. وقال س (1): متروك الحديث.

1442 - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت عن أبيه عن جده: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في بني عبد الأشهل وعليه كساء متلفف به، يضع يديه عليه يقيه برد الحصى".
رواه ق (2).
1442 م - ورواه الإمام أحمد (3) ق (4) أيضًا عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: "جاءنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجد بني الأشهل فرأيته واضعًا يديه على ثوبه إذا سجد".
وعبد الله ليس له صحبة، والصواب الأول.

1443 - عن هشام عن الحسن قال: "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجدون وأيديهم في ثيابهم، ويسجد الرجل على عمامته".
رواه البيهقي (5).

198 - باب التجافي في السجود
1444 - عن عبد الله بن مالك بن بحينة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى (فرج) (6) بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه".
__________
(1) كتاب الضعفاء والمتروكين (85 رقم 147).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 329 رقم 1032).
(3) المسند (4/ 334 - 335).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 328 رقم 1031).
(5) السنن الكبرى (2/ 106).
(6) تكررت في "الأصل".

(2/89)


رواه خ (1) م (2).

1445 - عن ميمونة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد لو شاءت بهمة (3) أن تمر بين يديه لمرت" (4). وفي رواية: "خَوَّى بيديه -يعني: جنح- حتى يرى وضح إبطيه من (ورائه) (5) وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى".
رواه م (6).

1446 - عن عبد الله بن أقرم الخزاعي قال: "كنت مع أبي بالقاع من (نمرة) (7) فمرت ركبة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي، فكنت انظر إلى عُفرتي (8) إبطيه إذا سجد. أي: بياضه".
رواه ق (9) ت (10)، وقال: حديث حسن.

1447 - عن ابن عباس قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلفه فرأيت (بياض) (11)
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 591 رقم 390).
(2) صحيح مسلم (1/ 356 رقم 495).
(3) البهمة: ولد الضأن الذكر والأنثى. النهاية (1/ 168).
(4) صحيح مسلم (1/ 357 رقم 496).
(5) في "الأصل": رواية. والمثبت من صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (1/ 357 رقم 497).

1446 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 405 - 407 رقم 500 - 504).
(7) في "الأصل": مرة. والمثبت من سنن ابن ماجه وجامع الترمذي، ونمرة موضع معروف بعرفة.
(8) العُفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها. النهاية (3/ 126).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 285 رقم 881).
(10) جامع الترمذي (2/ 62 رقم 274) والحديث في المسند (4/ 35) وسنن النسائي (2/ 213 رقم 1107) أيضًا.
(11) في "الأصل": بيضاض. والمثبت من سنن أبي داود.

(2/90)


إبطيه، وهو مجخٍ (1) قد فرَّج يديه". رواه د (2).

1448 - عن ابن جزء صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن كنا لنأوي (3) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يجافي مرفقيه عن جنبيه إذ سجد".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) ق (6)، ولفظه لأحمد.

1449 - عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه".
رواه الإمام أحمد (7)، وروي عن أبي زرىة الرازي قال: هو صحيح.

199 - باب ما يقول في السجود مع ما تقدم
1450 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: اللَّهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره".
رواه م (8).

1451 - عن ابن عباس قال: "كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الستارة، والناس صفوف خلف أبي بكر -رضي الله عنه- ... " فذكر الحديث، وفيه: "فأما الركوع
__________
(1) جخَّ أي: فتح عضديه عن جنجيه، وجافاهما عنهما. النهاية (1/ 243).
(2) سنن أبي داود (1/ 237 رقم 899) والحديث في المسند (1/ 267، 292، 302، 305، 316، 343، 354، 362، 364، 365).

1448 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 71 - 73 رقم 1290 - 1294).
(3) أي: نرق له ونرثي. والنهاية (1/ 82).
(4) المسند (4/ 342، 5/ 30 - 31).
(5) سنن أبي داود (1/ 237 رقم 900).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 287 رقم 886).
(7) المسند (3/ 294).
(8) صحيح مسلم (1/ 350 رقم 483).

(2/91)


فعظموا فيه الرب -عز وجل- وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء (فقمن) (1) أن يستجاب لكم".
رواه م (2).

1452 - عن عائشة قالت: "فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدمه، (وهو في المسجد) (3) -وهما منصوبتان- وهو يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
رواه م (4)، وقد تقدم حديث علي (5) -عليه السلام- في باب الاستفتاح.

1453 - عن ابن عباس ذكر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل وفيه: "فجعل يقول في صلاته -أو في سجوده-: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا وفي بصري نورًا، وعن يميني نورًا وعن شمالي نورًا، وأمامي نورًا وخلفي نورًا، وفوقي نورًا وتحتي نورًا، واجعل لي نورًا -أو قال: اجعلني نورًا".
رواه م (6).
__________
(1) في "الأصل": فيمن. والمثبت من صحيح مسلم، قال ابن الأثير: قَمَنٌ وقَمِنٌ وقمين: أي: خليق وجدير. النهاية (4/ 111).
(2) صحيح مسلم (1/ 348 رقم 479).
(3) حاشية. كذا كان في "الأصل" بخط الحافظ: "وهو في المسجد" والصواب: "وهو في السجود".
قلت: الذي في "الأصل" هو الصواب الموافق للفظ صحيح مسلم، وقولها: "وهو في المسجد" أي: في السجود، أو في الموضع الذي كان يصلي فيه في حجرته. وانظر حاشية صحيح مسلم.
(4) صحيح مسلم (1/ 352 رقم 486).
(5) الحديث رقم (1288).
(6) صحيح مسلم (5/ 521 رقم 763).

(2/92)


1454 - عن محمد بن مسلمة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يصلي تطوعًا قال إذا سجد: اللَّهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، اللَّهم أنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين".
روه س (1).

1455 - وروى (2) أيضًا عن جابر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: اللَّهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي ... " وباقيه مثل حديث محمد بن مسلمة.

200 - باب في مقدار السجود
1456 - عن سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك قال: "ما صليت وراء أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى -يعني: عمر بن عبد العزيز- قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات". رواه د (3) س (4).

1457 - عن الجريري، عن السعدي، عن أبيه - (أو) (5) عمه- قال: " (رمقت) (6) النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول:
__________
(1) سنن النسائي (2/ 221 - 222 رقم 1127).
(2) سنن النسائي (2/ 221 رقم 1126).

1456 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 145 - 146 رقم 2140 - 2142).
(3) سنن أبي داود (1/ 234 رقم 888).
(4) سنن النسائي (2/ 224 - 225 رقم 1134).
(5) كذا في سنن أبي داود، وفي المسند: عن.
(6) في "الأصل": ترمقت. والمثبت من المسند وسنن أبي داود.

(2/93)


سبحان الله وبحمده. ثلاثًا".
رواه الإمام أحمد (1) د (2).

201 - باب في وضع اليدين في السجود
1458 - عن ابن عمر رفعه قال: "اليدان تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفع فليرفعهما".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5).

1459 - عن نافع: "أن ابن عمر كان إذا سجد وضع كفيه على الذي يضع عليه جبهته، قال نافع: ولقد رأيته في يوم شديد البرد وإنه ليضع كفيه من تحت برنس له حتى يضعهما على الحصى" (6).

1460 - وعنه أن عبد الله كان يقول: "من وضع جبهته بالأرض فليضع كفيه على الذي يضع عليه جبهته، ثم إذا رفع فليرفعهما، فإن اليدان تسجدان كما يسجد الوجه" (7).
رواهما مالك في الموطأ.

202 - باب الاستعانة بالركب في السجود
1461 - عن أبي هريرة قال: "اشتكى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مشقة السجود
__________
(1) المسند (5/ 271).
(2) سنن أبي داود (1/ 234 رقم 885).
(3) المسند (2/ 6).
(4) سنن أبي داود (1/ 235 رقم 892).
(5) سنن النسائي (2/ 207 رقم 1091).
(6) الموطأ (1/ 154 رقم 59).
(7) الموطأ (1/ 154 رقم 60).

(2/94)


عليهم، قال: استعينوا بالركب. قال ابن عجلان: وذلك أن يضع مرفقه على ركبتيه إذا طال السجود وأعيا".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3)، وقول ابن عجلان عند الإمام أحمد.

1462 - عن أبي عبد الرحمن (السلمي) (4) قال: قال لنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إن الركب قد سنت لكم؛ فخذوا بالركب".
رواه ت (5). وقال: حديث حسن صحيح. وقد تقدم (في) (6) الركوع.

203 - باب أين يضع جبهته إِذا سجد
1463 - عن وائل بن حجر: "أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصلاة ... " فذكر الحديث، وفيه: "فلما سجد سجد بين كفيه".
رواه م (7).

1464 - عن أبي إسحاق قال: "قلت: للبراء بن عازب: أين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع وجهه إذا سجد؟ قال: بين كفيه".
__________
(1) المسند (2/ 339، 417).
(2) سنن أبي داود (1/ 237 رقم 902).
(3) جامع الترمذي (2/ 77 - 78 رقم 286) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، من حديث الليث عن ابن عجلان، وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا. وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث.

1462 - خرجه الضياء في المختارة (1/ 260 - 261 رقم 149، 150).
(4) تحرفت في "الأصل": إلى: السهمي.
(5) جامع الترمذي (2/ 43 رقم 258).
(6) ليست في "الأصل" والحديث تقدم برقم (1385).
(7) صحيح مسلم (1/ 301 رقم 401).

(2/95)


رواه ت (1) وقال: حديث حسن غريب.

204 - باب لا يفترش ذراعيه في السجود
1465 - عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".
رواه خ (2) م (3).

1466 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (4) فكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه (5)، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائمًا، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسًا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عُقبة (6) الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم".
رواه م (7).
__________
(1) جامع الترمذي (2/ 60 رقم 271).
(2) صحيح البخاري (2/ 351 رقم 822).
(3) صحيح مسلم (1/ 355 رقم 493).
(4) سورة الفاتحة، الآية: 1.
(5) أي: لم يرفعه ولم يخفضه خفضًا بليغًا، بل يعدل فيه بين الإشخاص والتصويب. شرح مسلم (3/ 114).
(6) فسر أبو عبيدة وغيره بالإقعاء المنهي عنه، وهو أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض، كما يفترش الكلب وغيره من السباع. شرح مسلم (3/ 114).
(7) صحيح مسلم (1/ 357 رقم 498).

(2/96)


1467 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب".
رواه ت (1) ق (2)، وقال ت: حديث حسن صحيح.

205 - باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود
1468 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قراءة القرآن وأنا راكع أو ساجد".
رواه م (3).

1469 - عن ابن عباس قال: "كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -الستارة- والناس صفوف خلف أبي بكر -رضي الله عنه- فقال: أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها السلم أو تُرى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب -عز وجل- وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم". رواه م (4).

206 - باب نصب القدمين في السجود
1469 م - تقدم حديث عائشة (5): "فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " وفيه: "فوقعت يدي على بطن قدميه وهما منصوبتان". رواه م (6).
__________
(1) جامع الترمذي (2/ 65 - 66 رقم 275).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 288 رقم 891).
(3) صحيح مسلم (1/ 348 رقم 480).
(4) صحيح مسلم (1/ 348 رقم 479).
(5) الحديث رقم (1452).
(6) صحيح مسلم (1/ 352 رقم 486).

(2/97)


1470 - عن سعد بن أبي وقاص: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بوضع اليدين ونصب القدمين".
رواه ت (1)، وقال: رواية يحيى بن سعيد القطان وغير واحد عن عامر بن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. وهذا أصح.

207 - باب كراهية الإِقعاء بين السجدتين
1471 - عن علي -عليه السلام- قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا علي، أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تُقع بين السجدتين".
رواق (2) ت (3) -وهذا لفظه- وقال: لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وقد ضعف بعض أهل العلم الحارث الأعور.

1472 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا رفعت رأسك من السجود فلا تُقع ما يُقعي الكلب، ضع أليتيك بين قدميك، والزق ظاهر قدميك بالأرض".
رواه ق (4)، من رواية العلاء أبي محمد، وقد ضعفه بعض الأئمة (5).

1473 - عن سمرة قال: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نعتدل في (الجلوس) (6) وأن لا نستوفز (7) ".
__________
1470 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 180 - 181 رقم 973 - 974) ونقل عن الدارقطني أن المرسل أشبه.
(1) جامع الترمذي (2/ 67 رقم 277).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 289 رقم 894).
(3) جامع الترمذي (2/ 72 رقم 282).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 289 رقم 896).
(5) ضعفوه تضعيفًا شديدًا، حتى قال علي بن المديني: كان يضع الحديث. ترجمته في التهذيب (22/ 506 - 508).
(6) في "الأصل": السجود. والمثبت من المسند.
(7) استوفز في قعدته: إذا قعد قعودًا منتصبًا غير مطمئن. لسان العرب "مادة: وفز".

(2/98)


رواه الإمام أحمد (1).

1474 - عن أبي هريرة قال: "نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نقرة كنقرة الديك، وإقعاء كإقعاء الكلب، والتفات كالتفات الثعلب".
رواه الإمام أحمد (2) والبيهقي (3)، وعنده: "وإقعاء كإقعاء القرد" وهو من رواية ليث بن أبي سليم، وقد تقدم الكلام فيه (4).
1474م- وروى البيهقي (3) عن أبي عبيدة -هو معمر بن المثنى- أنه قال: الإقعاء هو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينتصب على ساقيه، ويضع يديه بالأرض. وقال في موضع آخر: الإقعاء جلوس الإنسان على أليتيه ناصبًا فخذيه مثل إقعاء الكلب والسبع.

1475 - عن سمرة بن جندب قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإقعاء في الصلاة" (5).

1476 - وعن أنس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الإقعاء والتورك" (6).
رواهما البيهقي.

208 - باب في جواز ذلك
1477 - عن طاوس قال: "قلنا لابن عباس: في الإقعاء على القدمين فقال: هي
__________
(1) المسند (5/ 10).
(2) المسند (2/ 311).
(3) سنن البيهقي الكبرى (2/ 120).
(4) تحت الحديث رقم (285).
(5) السنن الكبرى (2/ 120).
(6) السنن الكبري (2/ 120) وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن إسحاق السيلحيني عن حماد ابن سلمة.

(2/99)


السنة. فقلنا: إنا لنراه جفاء بالرجل. فقال ابن عباس: هي سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -".
رواه م (1).

209 - باب ما يقول بين السجدتين
1478 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجدتين: اللَّهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني".
رواه د (2) ق (3) ت (4) -وقال: حديث غريب- وعند د: "وعافني" بدل: "واجبرني" وعند ق: "وارفعني" بدل: "واهدني".

1479 - عن حذيفة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي".
رواه أبو داود (5) وابن ماجه (6) والنسائي (7).

210 - باب كيف ينهض من السجود ومن رأى رفع اليدين في ذلك
1480 - عن نافع: "أن ابن عمر كان إذا دخل الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 280 رقم 536).

1478 - خرجه الضياء في المختارة (10/ 133 - 135 رقم 130 - 132).
(2) سنن أبي داود (1/ 224 رقم 850).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 290 رقم 898).
(4) جامع الترمذي (2/ 76 رقم 284).
(5) سنن أبي داود (1/ 231 رقم 874).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 289 رقم 897).
(7) سنن النسائي (2/ 199 - 200 رقم 1068، 2/ 231 رقم 1144).

(2/100)


يديه. ورفع ابن عمر ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (1).

1481 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر، ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من (الركعتين) (2) رفع يديه كذلك وكبر".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -واللفظ له- ق (5) ت (6)، وقال: حديث حسن صحيح.

1482 - عن أبي حميد الساعدي ذكر صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه: "حتى إذا قام من (السجدتين) (7) كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة". رواه د (8).

1483 - عن مالك بن الحويرث الليثي: "أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فإذا كان في وترٍ من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا".
رواه خ (9).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 259 - 260 رقم 739).
(2) في سنن أبي داود: "السجدتين".
(3) المسند (1/ 93).
(4) سنن أبي داود (1/ 198 رقم 744، 1/ 202 - 203 رقم 761).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 280 - 281 رقم 864).
(6) جامع الترمذي (5/ 454 رقم 3423).
(7) في سنن أبي داود: "الركعتين".
(8) سنن أبي داود (1/ 192 رقم 730).
(9) صحيح البخاري (2/ 352 رقم 823).

(2/101)


1484 - عن وائل بن حجر "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... " فذكر حديث الصلاة قال: "فلما سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل أن يقع كفاه، وإذا نهض نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذه".
رواه د (1).

1485 - عن خالد بن إياس عن صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهض في الصلاة على صدور قدميه".
رواه ت (2)، وقال: خالد بن إياس يقال له: ابن إلياس؛ هو ضعيف عند أهل الحديث (3).
قلت: وصالح مولى التوءمة مُتكلم فيه (4).

1486 - عن (عبد الرحمن) (5) بن يزيد: "أنه رأى عبد الله بن مسعود (ينهض) (6) على صدور قدميه في الصلاة ولا يجلس إذا صلى في أول ركعة حين يقضي السجود" (7).

1487 - وعن عطية العوفي قال: "رأيت ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبا سعيد الخدري يقومون على صدور أقدامهم في الصلاة" (8).
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 196 رقم 736).
(2) جامع الترمذي (2/ 80 رقم 288).
(3) ترجمته في التهذيب (8/ 29 - 34).
(4) ترجمته في التهذيب (13/ 99 - 104).
(5) في "الأصل": عبد الله. والمثبت من سنن البيهقي، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي، ترجمته في التهذيب (18/ 12 - 14).
(6) في "الأصل" تشبه أن تكون "يقرأ" والمثبت من سنن البيهقي.
(7) السنن الكبرى (2/ 125 - 126).
(8) السنن الكبرى (2/ 125).

(2/102)


رواهما البيهقي، وقال: هو عن ابن مسعود صحيح، وعطية العوفي لا يُحتج به.

211 - باب ذكر أنه لا يسكت في أول الركعة الثانية وأنه يجهر بالتكبير
1488 - عن سعيد بن الحارث قال: "صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: (هكذا) (1) رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (2).

1489 - عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (3) ولم يسكت".
رواه م (4).

212 - باب القعود للتشهد وذكر الإشارة بالسبابة
1490 - عن عبد الله بن عبد الله بن عمر "أنه كان يري ما عبد الله بن عمر يتربع في الصلاة إذا جلس، ففعلته -وأنا يومئذ حديث السن- فنهاني عبد الله بن عمر، وقال: إنما (السنة) (5) أن تنصب رجلك اليمنى، وتثني اليسري. فقلت:
__________
(1) في "الأصل": هذا. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (2/ 354 رقم 825).
(3) سورة الفاتحة، الآية: 1.
(4) صحيح مسلم (1/ 419 رقم 599) معلقًا، وهو أحد الأحاديث القليلة المعلقة في صحيح مسلم.
(5) في صحيح البخاري: سنة الصلاة.

(2/103)


إنك تفعل ذلك. فقال: إن رجليَّ لا تحملاني".
رواه خ (1) س (2) عنه قال: "من سنة الصلاة أن تنصب القدم اليمنى، واستقباله (بأصابعه) (3) القبلة، والجلوس على اليسرى".

1491 - عن ميمونة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد خوى (بيديه -يعني: جنَّح) (4) حتى يرى وضح إبطيه من (ورائه) (5) فإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى".
رواه م (6).

1492 - عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين، وأشار بأصبعه السبابة" (7).
وفي رواية: "وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام". رواه م (8).

1493 - عن عبد الله بن الزبير قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في الصلاة جعل قدمه (اليسرى) (9) بين فخذه وساقه، وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه السبابة،
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 355 رقم 827).
(2) سنن النسائي (2/ 235 - 236 رقم 1157).
(3) في سنن النسائي: بأصابعها.
(4) من صحيح مسلم.
(5) في "الأصل" رواية. والمثبت من صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (1/ 357 رقم 497).
(7) صحيح مسلم (1/ 408 رقم 580/ 115).
(8) صحيح مسلم (1/ 408 - 409 رقغ 580/ 116).
(9) من صحيح مسلم.

(2/104)


ووضع إبهامه على أصبعه الوسطى".
رواه م (1)، وفي رواية الإمام أحمد (2) د (3): "ولم يجاوز بصره إشارته" قال د: "ولا يجاوز". س (4): "كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس في الثنتين أو في الأربع يضع يديه على ركبتيه، ثم أشار بأصبعه".

1494 - عن نمير الخزاعي قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - واضعًا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعًا أصبعه السبابة قد حناها شيئًا".
رواه الإمام أحمد (5) فى (6) ق (7) س (8).

1495 - عن كثير بن زيد (عن نافع) (9) قال: "كان عبد اللَّه بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه وأشار بأصبعه وأتبعها بصره، وقال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: لهي أشد على الشيطان من الحديد. يعني: السبابة".
رواه الإمام أحمد (10)، كثير بن زيد اختلفت (الروايات) (11) فيه عن يحيى بن معين، ففي رواية (12) وثقه، وفي رواية (13) ضعفه، وقال أبو زرعة (14): لين.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 408 رقم 579).
(2) المسند (4/ 3).
(3) سنن أبي داود (1/ 260 رقم 990).
(4) سنن النسائي (2/ 237 رقم 1160).
(5) المسند (3/ 471).
(6) سنن أبي داود (1/ 260 رقم 991).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 295 رقم 911).
(8) سنن النسائي (3/ 38 رقم 1270).
(9) من المسند.
(10) المسند (2/ 199).
(11) في "الأصل": الروايا به.
(12) في رواية ابن أبي مريم عنه: كثير بن زيد ثقة. الكامل (7/ 204).
(13) في رواية ابن أبي خيثمة: ليس بذاك القوي. الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841).
(14) الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ونصه: صدوق فيه لين.

(2/105)


1496 - عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: حدثني رجل من أهل المدينة قال: "صليت في مسجد (بني) (1) غفار، فلما جلست في صلاتي افترشت فخذي اليسرى، ونصبت صدر قدمي اليمنى، ووضعت يدي اليمنى على فخذي اليمنى ونصبت أصبعي السبابة، قال فرآني خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري -وكانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأنا أصنع ذلك، فلما انصرفت من صلاتي، قال: أي بني، لم نصبت أصبعك هكذا؟ قال: فقلت له: رأيت الناس يصنعون ذلك، قال: فإنك قد أصبت، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى صنع ذلك. فكان المشركون يقولون: إنما يصنع هذا محمد بأصبعه يسحر بها. وكذبوا إنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك يوحد بها ربه -عز وجل".
رواه الإمام أحمد (2).

1497 - عن أبي قتادة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس في الصلاة وضع (يمينه) (3) على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه".
رواه الإمام أحمد (4).

1498 - عن عباس بن سهل قال: "اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. " وفيه: قال: "ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما و (وتَّر) (5) يديه فتجافى عن جنبيه، ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كل
__________
(1) من المسند.
(2) المسند (4/ 57).
(3) في "الأصل": يديه. والمثبت من المسند.
(4) المسند (5/ 297).
(5) في "الأصل": وتد. والمثبت من سنن أبي داود وجامع الترمذي.

(2/106)


عظم في موضعه حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجله اليسرى فأقبل بصدر اليمنى على قبلته، ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بأصبعه".
رواه د (1)، وروى ت (2) بعضه، وقال: حديث حسن صحيح.

1499 - عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هكذا الإخلاص -يشير بأصبعه التي تلي الإبهام- وهذا الدعاء -فرفع يديه حذو منكبيه- وهذا الابتهال -فرفع يديه مدًّا".
رواه د (3) والبيهقي (4) -وهذا لفظ حديثه- وروياه مرفوعًا وموقوفًا.

213 - باب في التشهد
1500 - عن عبد الله بن مسعود قال: "كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان. فالتفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات للَّه والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -فإنكم إذا (قلتموها) (5) أصابت كل عبد (للَّه) (6) صالح في السماء والأرض- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو".
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 196 رقم 734).
(2) جامع الترمذي (2/ 45 - 46 رقم 260، 2/ 59 رقم 270، 2/ 86 رقم 293).
(3) سنن أبي داود (2/ 79 رقم 1489 - 1491).
(4) السنن الكبرى (2/ 133).
(5) في "الأصل": قلتموا. والمثبت من صحيح البخاري.
(6) من صحيح البخاري.

(2/107)


رواه خ (1) م (2)؛ لفظ البخاري.
ولمسلم (3): "كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السلام على الله السلام على فلان. فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: إن الله هو السلام".
وللبخاري (4): قال: "كنا إذا كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقولوا السلام على الله؛ فإن الله هو السلام".

1501 - عن ابن عباس أنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله". رواه م (5).

1502 - عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال: "صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة، فلما كان عند القعدة قال رجل من القوم: أقرت الصلاة بالبر والزكاة. قال: فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم انصرف، فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرم (القوم) (6)، ثم قال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرم القوم فقال: لعلك يا حطان قلتها، قلت: ما قلتها ولقد رهبت أن تبكعني (7) بها. فقال رجل من القوم: أنا قلتها، ولم أرد بها إلا الخير. فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبنا فبين لنا سنتنا
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 363 رقم 831).
(2) صحيح مسلم (1/ 130 - 302 رقم 402).
(3) صحيح مسلم (1/ 301 - 302 رقم 402/ 55).
(4) صحيح البخاري (2/ 373 رقم 835).
(5) صحيح مسلم (1/ 302 - 303 رقم 403).
(6) من صحيح مسلم.
(7) بكعت الرجل بكعًا: إذا استقبلته بما يكره، وهو نحو التقريع. النهاية (1/ 149).

(2/108)


وعلمنا صلاتنا، فقال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال: (غَيْرِ الْمَغْضوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضالِّينَ) (1) فقولوا: آمين. يجبكم الله، فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم فيرفع قبلكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللَّهم ربنا لك الحمد، يسمع الله لكم، فإن الله -تعالى- قال على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: سمع الله لمن حمده. وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتلك بتلك، وإذا (كان) (2) عند القعدة (فليكن) (3) من (أول) (4) قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات للَّه، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
رواه م (5).

1503 - عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التشهد: "التحيات للَّه، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته (قال: قال ابن عمر: زدت فيها: وبركاته -السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله) (6) قال: قال ابن عمر: وزدت فيها: وحده لا شريك له- وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
رواه د (7).
__________
(1) سورة الفاتحة، الآية: 7.
(2) في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح مسلم.
(3) في "الأصل": فليقل. والمثبت من صحيح مسلم.
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (1/ 303 - 304 رقم 404).
(6) من سنن أبي داود.
(7) سنن أبي داود (1/ 255 رقم 971).

(2/109)


1504 - عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: بسم الله وباللَّه، التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ باللَّه من النار".
رواه ق (1) س (2).

1505 - عن سمرة بن جندب: "أما بعد أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في وسط الصلاة -أو حين انقضائها- فابدءوا قبل التسليم فقولوا: التحيات الطيبات والصلوات والملك للَّه، ثم سلموا على اليمنى، ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم".
رواه د (3).

1506 - عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري: "أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر -وهو يعلم الناس التشهد- يقول: قولوا: التحيات لله الزاكيات للَّه (الصلوات الطيبات) (4) لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
رواه مالك في الموطأ (5).
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 292 رقم 902).
(2) سنن النسائي (2/ 243 رقم 1174).
(3) سنن أبي داود (1/ 256 - 257 رقم 975).
(4) في الموطأ: الطيبات الصلوات.
(5) الموطأ (1/ 100 - 101 رقم 53).

(2/110)


1507 - عن القاسم بن محمد. "أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تقول إذا تشهدت: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم".
رواه مالك في الموطأ (1) أيضًا.

214 - باب التشهد في كل ركعتين
تقدم حديث عائشة (2) -الذي رواه م (3) - وفيه: "كان يقول في كل ركعتين التحية".

1508 - عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أُعطي فواتح الخير وجوامعه وخواتمه، فقال: إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات للَّه والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع بن ربه -عز وجل".
رواه الإمام أحمد (4) -وهذا لفظه- س (5).

215 - باب تخفيف القعود في التشهد الأول
1509 - عن أبي عبيدة عن أبيه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في الركعتين الأوليين كأنه
__________
(1) الموطأ (1/ 101 رقم 55).
(2) الحديث رقم (1466).
(3) صحيح مسلم (1/ 357 رقم 275).
(4) المسند (1/ 437).
(5) سنن النسائي (2/ 238 رقم 1162).

(2/111)


على الرضف (1)، قال: قلنا: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم".
رواه د (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن (5).

216 - باب في إِخفاء التشهد
1510 - عن عبد الله بن مسعود قال: "من السنة أن يُخفى التشهد".
رواه د (6) ت (7)، وقال: حديث حسن غريب.

217 - باب في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
1511 - عن ابن أبي ليلى قال: "لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ (خرج) (8) علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
رواه خ (9) م (10)، وهذا لفظه، وفي رواية (11): "وبارك" ولم يقل: "اللَّهم".
__________
(1) الرضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها رضفة. النهاية (2/ 231).
(2) سنن أبي داود (1/ 261 رقم 995).
(3) سنن النسائي (2/ 243 رقم 1175).
(4) جامع الترمذي (2/ 202 رقم 366) والحديث في المسند (1/ 386، 410، 428، 436، 460).
(5) زاد الترمذي: إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
(6) سنن أبي داود (1/ 259 رقم 986).
(7) جامع الترمذي (2/ 84 - 85 رقم 291).
(8) في "الأصل": خرج. والمثبت من صحيح مسلم.
(9) صحيح البخاري (6/ 469 - 470 رقم 3370).
(10) صحيح مسلم (5/ 301 رقم 406/ 66).
(11) صحيح مسلم (1/ 306 - 307 رقم 406/ 65، 68).

(2/112)


1512 - عن أبي حميد الساعدي أنهم قالوا: "يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللَّهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته ما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

1513 - عن أبي سعيد الخدري قال: "قلنا يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللَّهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم".
رواه (خ (3)) (4).

1514 - عن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم -ونحن في مجلس سعد بن عبادة- فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم -حتى تمنينا أنه لم يسأله- ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قولوا: اللَّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم".
رواه م (5).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 469 رقم 3369).
(2) صحيح مسلم (1/ 306 رقم 407).
(3) صحيح البخاري (8/ 392 - 393 رقم 4798).
(4) سقط الرمز من "الأصل".
(5) صحيح مسلم (1/ 305 رقم 405).

(2/113)


1515 - عن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عجل هذا. ثم دعاه فقال له -أو لغيره-: إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يدعو بعد بما شاء".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- س (3) ت (4)، وقال: حديث (صحيح) (5).

1516 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت، فليقل: اللَّهم صل على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
رواه د (6).

1517 - عن أُبي بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لمن لا وضوء (له ولا وضوء) (7) لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاة لمن لا يصلي على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا صلاة لمن لا يحب الأنصار".
رواه أبو القاسم الطبراني في المعجم (8).
__________
(1) المسند (6/ 18).
(2) سنن أبي داود (2/ 77 رقم 1481).
(3) سنن النسائي (3/ 44 - 45 رقم 1283).
(4) جامع الترمذي (5/ 482 - 483 رقم 3477).
(5) كذا في تحفة الأشراف (8/ 261 رقم 11031) وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (13/ 21) وتحفة الأحوذي (9/ 451 رقم 3546). حسن صحيح.
(6) سنن أبي داود (1/ 258 رقم 982).
(7) من معجم الطبراني.
(8) المعجم الكبير (6/ 121 رقم 5699).

(2/114)


1518 - عن يحيى بن السباق، عن رجل من أهل الحارث، عن ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللَّهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمدًا وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
رواه البيهقي (1).

1519 - عن عبد الله بن مسعود قال: "إذا صليتم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسنوا الصلاة؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعرض عليه. قال: فقالوا له: فعلمنا، قال: قولوا: اللَّهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير ورسول الرحمة، اللَّهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللَّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
رواه ابن ماجه (2).

218 - باب ما ذكر من الدعاء في الصلاة
1520 - عن أبي بكر الصديق: "أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال: قل: اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
__________
(1) السنن الكبرى (2/ 379).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 293 - 294 رقم 906).

(2/115)


رواه خ (1) م (2).

1521 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ باللَّه من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.
ولفظ البخاري: قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو: اللهم إني أعوذ بك (من عذاب) (5) القبر ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
وفي رواية لمسلم (6): "إذا فرغ أحدكم (من) (7) التشهد الأخير فليتعوذ باللَّه من أربع ... " فذكره.

1522 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللَّهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف". رواه خ (8) م (9)؛ لفظ البخاري.
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 370 رقم 834).
(2) صحيح مسلم (4/ 2078 رقم 2705).
(3) صحيح البخاري (3/ 284 رقم 1377).
(4) صحيح مسلم (2/ 411 رقم 588).
(5) تكررت في "الأصل".
(6) صحيح مسلم (2/ 411 رقم 588/ 130).
(7) في "الأصل": في. والمثبت من صحيح مسلم.
(8) صحيح البخاري (2/ 369 - 370 رقم 832).
(9) صحيح مسلم (2/ 411 رقم 589).

(2/116)


1523 - عن عائشة قالت: "ما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة بعد أن أنزلت عليه: "إذَا جَاءَ نَصْرُ الله والفَتح" إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك، اللَّهم اغفر لي".
رواه خ (1) م (2).

1524 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: قولوا: اللَّهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ (3) بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات". رواه م (4).

1525 - عن فروة بن نوفل قال: "قلت لعائشة: حدثيني بشيء كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بن في صلاته، فقالت: نعم، كان يقول: اللَّهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل".
رواه م (5) س (6)، وهذا لفظه، وليس في م: "في صلاته".

1526 - عن محجن بن الأدرع قال: "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته، وهو يتشهد، وهو يقول: اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. قال: فقال: قد غفر له. ثلاثاً".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 328 رقم 794).
(2) صحيح مسلم (1/ 351 رقم 484).
(3) فيه التفات من الجمع إلى المفرد، واللَّه أعلم.
(4) صحيح مسلم (1/ 413 رقم 590).
(5) صحيح مسلم (4/ 2085 رقم 2716).
(6) سنن النسائي (3/ 56 رقم 1406).

(2/117)


رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).

1527 - عن شداد بن أوس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا -أو قال: في دبر صلاتنا- اللَّهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأستغفرك لما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم".
رواه الإمام أحمد (4) -وهذا لفظه- س (5)، وعنده: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته ... " فذكره.

1528 - عن عمار بن ياسر: "أنه صلى صلاة فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى. قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو به، اللَّهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني (إذا كانت) (6) الوفاة خيرًا لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة ومن فتنة مضلة، اللهم زينَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين".
رواه الإمام أحمد (7) س (8).
__________
(1) المسند (4/ 338).
(2) سنن أبي داود (1/ 259 رقم 985).
(3) سنن النسائي (3/ 52 رقم 1300).
(4) المسند (4/ 125).
(5) سنن النسائي (3/ 54 رقم 1303).
(6) تكررت في الأصل".
(7) المسند (4/ 264).
(8) سنن النسائي (3/ 55 رقم 1305).

(2/118)


1529 - عن عبيد بن القعقاع قال: "رمق رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فجعل يقول في صلاته: اللَّهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري (1) وبارك لي فيما رزقتني".
رواه الإمام أحمد (2).

1530 - عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤم عبد قومًا فيخص نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ق (5) ت (6) -وقال: حديث حسن- لفظ ابن ماجه.

219 - باب التسليم
1531 - عن أبي معمر: "أن أميرًا كان بمكة يسلم تسليمتين، فقال عبد الله -يعني: ابن مسعود- أنَّى عَلِقَها (7)؟ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله".
رواه م (8) والإمام أحمد (9)، ولأبي داود (10) -وهذا لفظه- ت (11) س (12)
__________
(1) في "الأصل" والموضع الثاني من المسند: ذاتي. والمثبت من الموضع الأول من المسند، واللَّه أعلم.
(2) المسند (4/ 63، 5/ 375).
(3) المسند (5/ 280).
(4) سنن أبي داود (1/ 23 رقم 90).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 298 رقم 923).
(6) جامع الترمذي (2/ 189 رقم 357).
(7) أي: من أين تعلمها، وممن أخذها. النهاية (3/ 288).
(8) صحيح مسلم (1/ 409 رقم 581).
(9) المسند (1/ 444).
(10) سنن أبي داود (1/ 261 - 262 رقم 996).
(11) جامع الترمذي (2/ 89 رقم 295).
(12) سنن النسائي (3/ 63 رقم 1321).

(2/119)


ق (1) "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه وعن شماله حتى يُرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله". وقال ت: حديث حسن صحيح.

1532 - وعن سعد بن أبي وقاص قال: "كنت أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يسلم) (2) عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خده".
رواه م (3).

1533 - عن سهل بن سعد الأنصاري: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم في صلاته عن يمينه وعن يساره، حتى يُرى بياض خديه".
رواه الإمام أحمد (4).

1534 - عن وائل -هو ابن حجر- قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله (وبركاته) (5) ".
رواه د (6).

1535 - عن أبي موسى قال: "صلى بنا علي -عليه السلام- يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإما أن نكون نسيناها (وإما أن نكون تركناها) (7)،
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 296 رقم 914).
(2) من صحيح مسلم.
(3) صحيح مسلم (1/ 409 رقم 582).
(4) المسند (5/ 338).
(5) ليست في سنن أبي داود.
(6) سنن أبي داود (1/ 262 رقم 997).
(7) من سنن ابن ماجه.

(2/120)


يسلم عن يمينه وعن شماله".
رواه ق (1).

1536 - عن حذيفة بن اليمان قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يُرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله".
رواه ق (2).

220 - باب من روى تسليمة واحدة
1537 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيجلس فيذكر الله -عز وجل- ويدعو، ويسلم تسليمة يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي السابعة، ثم يسلم تسليمة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس".
رواه الإمام أحمد (3) س (4)، وهذا لفظه، وزاد الإمام أحمد: "ثم يسلم
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 296 رقم 917).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 296 رقم 916) ووقع فيه: "عن عمار بن ياسر" بدل "عن حذيفة" وفي نسخة دار الكتب الخطية من سنن ابن ماجه (1/ 197): "عن عمار بن ياسر" وكتب على الحاشية: "حذيفة خ" أي في نسخة أخرى عن حذيفة، وقال الحافظ ابن عبد الهادي في التنقيح (2/ 920): وفي بعض النسخ الصحيحة "عمار بن ياسر" بدل "حذيفة" وهو سهو. اهـ. وذكره المزي في مسند حذيفة من التحفة (3/ 43 رقم 3356) وانظر النكت الظراف (7/ 476 رقم 10355) ومصباح الزجاجة (1/ 316 رقم 334).
(3) المسند (6/ 236).
(4) سنن النسائي (3/ 240 رقم 1718).

(2/121)


تسليمة واحدة: السلام عليكم. يرفع بها صوته حتى يوقظنا".

1538 - عن سهل بن سعد الساعدي: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه".
رواه ق (1)، من رواية عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، قال خ (2): منكر الحديث. وقال س (3): متروك الحديث.

1539 - عن سلمة بن الأكوع قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فسلم مرة وا حدة".
رواه ق (4)، من رواية يحيى بن راشد البصري، قال يحيى بن معين (5): ليس بشيء. وقال س (6): ضعيف.

0154 - عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه" (7).
رواه ق (8) ت (9)، وقال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه.
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 297 رقم 918).
(2) الضعفاء الصغير (161 رقم 243).
(3) كتاب الضعفاء والمتروكين (166 رقم 407).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 297 رقم 920).
(5) الجرح والتعديل (9/ 143 رقم 603).
(6) الكامل (9/ 47).
(7) قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر، هو عن عائشة موقوف. علل الحديث (1/ 148 رقم 414).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 297 رقم 919).
(9) جامع الترمذي (2/ 90 - 91 رقم 296).

(2/122)


221 - باب في حذف السلام (1)
1541 - عن أبي هريرة قال: "حذف السلام سنة".
قال ابن المبارك: أن لا يمده مدًّا.
رواه د (2) ت (3)، وقال: حديث حسن صحيح.

222 - باب كراهية الإشارة بالسلام باليد
1542 - عن جابر بن سمرة قال: "كنا إذا صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام عليكم ورحمة الله. (السلام عليكم ورحمة الله) (4) وأشار بيده إلى الجانبين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علام تومئون بأيديكم، كأنها أذناب خيل شمس؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه وشماله" (5).
وفي لفظ (6): "كنا إذا سلمنا قلنا بأيدينا السلام عليكم. السلام عليكم. فنظر إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه، ولا يومئ بيده". رواه م.

223 - باب فيمن أحدث في التشهد قبل السلام
1543 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحدث -يعني
__________
(1) أي: تخفيفه وترك الإطالة فيه. النهاية (1/ 356).
(2) سنن أبي داود (1/ 263 رقم 1004).
(3) جامع الترمذي (2/ 93 - 94 رقم 297).
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (1/ 322 رقم 431/ 120).
(6) صحيح مسلم (1/ 322 - 323 رقم 431/ 121).

(2/123)


الرجل- وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت، صلاته".
رواه د (1) ت (2)، وقال: ليس إسناده بالقوي، وقد اضطربوا في إسناده.
قلت: وهو من رواية عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (3).

1544 - عن عاصم بن ضمرة عن علي -رضي الله عنه - قال: "إذا جلس مقدار التشهد ثم أحدث فقد تمت صلاته" (4).
روى علي بن سعيد (5) قال: سألت أحمد بن حنبل عمن ترك التشهد؟ فقال: يعيد. قلت: فحديث علي: "من قعد مقدار التشهد"، فقال: لا يصح.
وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلاف حديث علي وعبد الله بن عمرو.

1545 - عن عبد الله بن زيد قال: "شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا".
رواه خ (6) م (7).

1546 - عن أبي هريرة أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره، أحدث أو لم يحدث، فأُشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا" (8).
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 167 رقم 617).
(2) جامع الترمذي (2/ 261 رقم 408).
(3) ترجمته في التهذيب (17/ 102 - 110).
(4) رواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 173) وقال: عاصم بن ضمرة ليس بالقوي.
(5) أسنده عنه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 140).
(6) صحيح البخاري (1/ 285 - 286 رقم 137).
(7) صحيح مسلم (1/ 276 رقم 361).

1547 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 341 - 342 رقم 718 - 719).
(8) رواه مسلم (1/ 276 رقم 362).

(2/124)


رواه د (1) ت (2)، واللفظ لأبي داود.

1547 - عن علي -عليه السلام- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ت (5)، وقال: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن.

1548 - عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أحدث أحدكم وهو في الصلاة فليضع يده على أنفه تم لينصرف". رواه د (6) ق (7).
كذا رواه مرفوعًا ابن جريج والفضل بن موسى السيناني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وأرسله الثوري وشعبة وزائدة وابن المبارك وشعيب بن إسحاق وعبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: إن المرسل أصح. واللَّه أعلم.

1549 - عن علي بن طلق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ، وليعد الصلاة".
رواه الإمام أحمد (8) د (9) -وهذا لفظه- س (10) ت (11)، وقال: حديث حسن.
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 45 رقم 177).
(2) جامع الترمذي (1/ 109 رقم 75) وقال: حديث حسن صحيح.
(3) المسند (1/ 123، 129).
(4) سنن أبي داود (6/ 11 رقم 61، 1/ 167 - 168 رقم 618).
(5) جامع الترمذي (1/ 8 - 9 رقم 3).
(6) سنن أبي داود (1/ 291 رقم 114).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 386 رقم 1222).
(8) سقط هذا الحديث من مسند أحمد المطبوع.
(9) سنن أبي داود (1/ 263 - 264 رقم 1005).
(10) السنن الكبرى (5/ 324 - 325 رقم 9023 - 9026)،
(11) جامع الترمذي (3/ 468 رقم 1164، 3/ 469 رقم 1166).

(2/125)


1550 - عن (حملة) (1) بن عبد الرحمن قال: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "لا تجوز صلاة إلا بتشهد".
رواه البيهقي (2).

224 - باب جامع في صفة الصلاة
1551 - عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال: سمعته -وهو في عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدهم أبو قتادة بن ربعي- يقول: "أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا له: ما كنت أقدمنا صحبة، ولا أكثرنا له تباعة. قال: بلى. قالوا: فاعرض. قال: كان إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع (يديه) (3) حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر. فركع، ثم اعتدل فلم يصب رأسه ولم يقنعه، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده. ثم رفع، واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلاً، ثم هوى ساجدًا، وقال: الله أكبر. ثم جافى وفتح عضديه عن بطنه (وفتح أصابع رجليه) (4) ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل (حتى رجع كل عظم في موضعه، ثم هوى ساجدًا، وقال: الله أكبر. ثم ثنى رجله وقعد عليها) (4) حتى يرجع كل عظم في موضعه، ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه -كما صنع حين افتتح الصلاة- ثم صنع كذلك حتى إذا كانت الركعة
__________
(1) تحرفت في "الأصل" والمثبت من سنن البيهقي، وحملة بن عبد -الرحمن هو العكي، ترجمته في التاريخ الكبير (3/ 131 رقم 443) والجرح والتعديل (3/ 316 رقم 1414) والثقات (4/ 193)، وذكر له البخاري هذا الأثر في ترجمته.
(2) السنن الكبرى (2/ 39).
(3) في "الأصل": يده. والمثبت من المسند.
(4) من المسند.

(2/126)


التي تنقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركًا، ثم سلم" (1).
رواه الإمام أحمد (2) -وهذا لفظه- ق (3) بنحوه، وروى س (4) بعضه.
وفي رواية د (5) ت (6) ق (7): "قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي - صلى الله عليه وسلم -". قال ابن ماجه: "يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية لأبي داود (8): "فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه، وهو ساجد، ثم كبر فجلس فتورك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك".
وفي رواية له (9) أيضًا: "فإذا ركع أمكن كفيه من ركبتيه، وفرج بين أصابعه، ثم هصر ظهره غير (مقنع) (10) رأسه ولا صافح بخده. وقال: فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى، فإذا كانت الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدميه من ناحية واحدة".
وله (11): "فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة".
__________
(1) رواه البخاري (2/ 355 - 356 رقم 828) أيضًا.
(2) المسند (5/ 424).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 337 - 338 رقم 1061).
(4) سنن النسائي (2/ 187 رقم 1038، 2/ 210 - 211 رقم 110، 2/ 3 - 3 رقم- 1180، 3/ 34 رقم 1261).
(5) سنن أبي داود (1/ 194 - 195 رقم 730).
(6) جامع الترمذي (2/ 105 رقم 304، 305).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 280 رقم 862).
(8) سنن أبي داود (1/ 195 رقم 733).
(9) سنن أبي داود (1/ 195 رقم 731).
(10) في "الأصل": متقطع. والمثبت من سنن أبي داود.
(11) سنن أبي داود (1/ 195 رقم 732).

(2/127)


1552 - عن سالم البراد قال: "أتينا عقبة بن عمرو الأنصاري أبا مسعود، فقلنا: حدثنا عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام بين أيدينا في المسجد فكبر، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك، وجافى بين مرفقيه حتى استقر كل شيء منه، ثم قال: سمع الله لمن حمده. فقام حتى استقر كل شيء منه، (ثم كبر وسجد، ووضع كفيه على الأرض، ثم جافى بين مرفقيه حتى استقر كل شيء منه) (1) ثم رفع رأسه، فجلس حتى استقر كل شيء منه (فسجد فوضع كفيه على الأرض، ثم جافى بين مرفقيه حتى استقر كل شيء منه) (2) ففعل مثل ذلك أيضًا، ثم صلى أربع ركعات مثل هذه الركعة، فصلى صلاته، ثم قال: هكذا رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -وهذا لفظه- س (5).
وفي بعض روايات الإمام أحمد (6): "ألا أصلي بكم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي؟ قال: فقام فكبر، ورفع يديه، ثم ركع". وفي رواية له (7) أيضًا: "فصلى بنا أربع ركعات".
آخر الجزء الخامس من الأصل الذي بخط مصنفه كما ذكر.
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) ليست في سنن أبي داود.
(3) المسند (14/ 119، 120، 5/ 274).
(4) سنن أبي داود (1/ 228 رقم 863).
(5) سنن النسائي (2/ 186 رقم 1036).
(6) المسند (5/ 274).
(7) المسند (4/ 120).

(2/128)


225 - باب مقدار ما يقعد الإِمام بعده السلام
1553 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللَّهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
رواه م (1).

1554 - عن ثوبان قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام".
رواه م (2).

1555 - عن أم سلمة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيرًا حتى ينصرفن أن يدركهن أحد من القوم".
رواه خ (3).

226 - باب إِقبال الإِمام بوجهه على المأمومين بعده الصلاة 1556 - عن أنس بن مالك قال: "أخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الصلاة) (4) ذات ليلة إلى شطر الليل، ثم خرج علينا فلما صلى أقبل علينا بوجهه، فقال: إن الناس قد صلوا ورقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة". رواه خ (5) م (6).
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 414 رقم 592).
(2) صحيح مسلم (1/ 414 رقم 391).
(3) صحيح البخاري (2/ 375 رقم 837، 2/ 389 رقم 849، 2/ 480 رقم 871، 2/ 409 رقم 875) بنحوه، وفيه أن تعليل سرعة الانصراف سنن كلام الزهري، ولم أقف عليه في صحيح البخاري بلفظ الكتاب هنا، والله أعلم.
(4) من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (2/ 388 رقم 847) واللفظ له.
(6) صحيح مسلم (1/ 443 رقم 640).

(2/129)


1557 - عن سمرة بن جندب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه".
أخرجه خ (1) م (2)، وعند مسلم: "إذا صلى الصبح".

1558 - عن زيد بن خالد الجهني قال: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته؛ فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. وقال: وأما من قال: بنوء كذا وكذا؛ فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
رواه خ (3) م (4).

1559 - عن البراء بن عازب قال: "كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه".
رواه م (5).

1560 - عن يزيد بن الأسود قال: "حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح -أو الفجر- قال: ثم انحرف جالسًا واستقبل الناس بوجهه".
وفي لفظ: "ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم، قال: فأخذت يده فمسحت بها وجهي، فوجدتها أبرد من الثلج، وأطيب ريحًا من المسك".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 388 رقم 845).
(2) صحيح مسلم (4/ 1781 رقم 2275).
(3) صحيح البخاري (2/ 388 رقم 846).
(4) صحيح مسلم (1/ 83 رقم 71).
(5) صحيح مسلم (1/ 492 رقم 709).

(2/130)


رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- د (2)، وقد أخرج س (3) ت (4) طرفًا منه، وقال ت: حديث حسن صحيح.

1561 - عن أبي جحيفة السوائي قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، فأتي بوضوء فجعل الناس يأخذون من وضوئه فيمسحون به، فصلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة (5)، وقام الناس فجعلوا يأخذون يده يمسحون بها وجوههم، فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (6)، وأخرج م (7) أوله إلى قوله: "عنزة".

227 - باب ذكر ما يقرأ من القرآن بعد الصلاة
1562 - عن محمد بن حمير قال: حدثني محمد بن زياد (الألهاني) (8) قال:
سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ "آية الكرسي" و"قل هو الله أحد" دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت" (9).
__________
(1) المسند (4/ 116).
(2) سنن أبي داود (1/ 167 رقم 614).
(3) سنن النسائي (2/ 112 - 113 رقم 857، 3/ 67 رقم 1333).
(4) جامع الترمذي (1/ 424 رقم 219).
(5) العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعُكَّازة قريب منها. النهاية (3/ 308).
(6) صحيح البخاري (1/ 353 رقم 187، 6/ 653 رقم 3553).
(7) صحيح مسلم (1/ 360 - 361 رقم 503).
(8) تحرفت في "الأصل" إلى: الألباني. والمثبت من معجم الطبراني، والألهاني -بفتح الألف، وسكون اللام، وفتح الهاء، وفي آخره النون- نسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك، كما في الأنساب (1/ 205) واللباب (1/ 83).
(9) رواه النسائي في السنن الكبرى (6/ 30 رقم 9928) مقتصرًا على ذكر آية الكرسي فقط.

(2/131)


رواه الطبراني في كتاب المعجم الكبير (1) تفرد به محمد بن حمير، وقد تكلم فيه أبو حاتم الرازي (2)، قال: لا يحتج به. وقال يعقوب بن سفيان (3): ليس بالقوي، قلت: وقد وثقه يحيى بن معين (4)، وروى له: خ في صحيحه (5).

1563 - عن عبد الله بن حسن بن حسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى".
رواه الطبراني (6) أيضًا.

1564 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفيًّا، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات "قل هو الله أحد". فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله. قال: أو إحداهن".
رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده (7) وفي إسناده عمر بن نبهان، وقد تكلم فيه بعضهم (8).
__________
(1) المعجم الكبير (8/ 1340 رقم 7532).
(2) الجرح والتعديل (7/ 240 رقم 1315).
(3) المعرفة والتاريخ (2/ 309).
(4) تاريخ الدارمي (205 رقم 759).
(5) قال المزي في التهذيب (25/ 119) روى له البخاري وأبو داود في المراسيل والنسائي وابن ماجه.
(6) المعجم الكبير (3/ 85 رقم 2733).
(7) مسند أبي يعلى (3/ 332 رقم 1794).
(8) ترجمته في التهذيب (21/ 515 - 517).

(2/132)


1565 - عن عقبة بن عامر قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث غريب (5).

228 - باب الذكر بعد الصلاة
1566 - عن أبي معبد مولى ابن عباس (أن ابن عباس أخبره) (6) "أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن عباس. كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته" (7).
وفي رواية: "كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير" (8).
رواه خ م.

1567 - عن أبي هريرة قال: "جاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون.
__________
(1) المسند (4/ 155، 201).
(2) سنن أبي داود (2/ 86 رقم 1523).
(3) سنن النسائي (3/ 68 رقم 1335).
(4) جامع الترمذي (5/ 157 رقم 2903).
(5) كذا في تحفة الأشراف (7/ 312 رقم: 994) وتحفة الأحوذي (8/ 215 رقم 3067)، وفي جامع الترمذي والنسخة المطبوعة أعلى تحفة الأحوذي: حسن غريب. ولذلك قال المباركفوري: وفي بعض النسخ "حسن غريب".
(6) من الصحيحين.
(7) صحيح البخاري (2/ 378 رقم 841) وصحيح مسلم (1/ 410 رقم 583/ 122).
(8) صحيح البخاري (2/ 378 رقم 842) -واللفظ له- وصحيح مسلم (1/ 410 رقم 583/ 120، 121).

(2/133)


قال: (ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم) (1) ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين قال سُمي: فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين فرجعت إليه -يعني إلى أبي صالح- فقال: تقول: سبحان الله والحمد للَّه واللَّه أكبر، حتى تكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون".
رواه خ (2) م (3)، واللفظ للبخاري، وفي رواية م: "أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم. فقال: وما ذاك؟ قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة. قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"، وذكر قول سُمي بمعنى ما تقدم ولم يذكر خ رجوعهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقولهم: "سمع إخواننا".

1568 - عن ابن عمر: "أن رجلاً رأى فيما يرى النائم قيل له: أي شيء أمركم
__________
(1) في صحيح البخاري: "ألا أحدثكم بما إن أخذتم به أدركتم من سبقكم" قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 381) قوله: "ألا أحدثكم بما إن أخذتم به" في رواية الأصيلي: "بأمر إن أخذتم" وكذا للإسماعيلي، وسقط قوله: "بما" من أكثر الروايات، وكذا قوله: "به" وقد فسر الساقط في الرواية الأخرى.
(2) صحيح البخاري (2/ 378 رقم 843).
(3) صحيح مسلم (1/ 416 رقم 595).

(2/134)


نبيكم -عليه السلام-؟ قال: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين، فتلك مائة، قال: سبحوا خمسًا وعشرين، واحمدوا خمسًا وعشرين، وكبروا خمسًا وعشرين، وهللوا خمسًا وعشرين، فتلك مائة. فلما أصبح ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افعلوا كما قال الأنصاري".
روه س (1).

1569 - عن زيد بن ثابت قال: "أُمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين تسبيحة، ونحمد ثلاثًا وثلاثين تحميدة، ونكبر أربعًا وثلاثين تكبيرة. قال: فرأى رجل في المنام فقال: أمرتم بثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميدة، وأربع وثلاثين تكبيرة، فلو جعلتم فيها التهليل فجعلتموها خمسًا وعشرين؟ فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: قد رأيتم فافعلوا. أو نحو ذلك".
رواه الإمام أحمد (2)، س في كتاب عمل يوم وليلة (3)، وفي سننه (4) بنحوه.

1570 - عن وراد كاتب المغيرة قال: أملى عليَّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللَّهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
روه خ (5) م (6).

1571 - عن سعد بن أبي وقاص: "أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات -كما
__________
(1) سنن النسائي (3/ 76 رقم 1350).
(2) المسند (5/ 190).
(3) السنن الكبرى (6/ 47 رقم 9985).
(4) سنن النسائي (3/ 76 رقم 1349).
(5) صحيح البخاري (2/ 378 رقم 844).
(6) صحيح مسلم (1/ 414 رقم 593).

(2/135)


يعلم المعلم الغلمان الكتابة- ويقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ بهن دبر الصلاة: اللَّهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر".
رواه خ (1).

1572 - عن أبي هريرة قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور (2) بالدرجات والنعيم المقيم. قال: كيف ذاك؟ قال: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضل أموالهم، وليست لنا أموال. قال: أفلا أخبركم بأمر تدكرون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء (بعدكم) (3)، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله، تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدون عشرًا، وتكبرون عشرًا".
رواه خ (4).

1573 - عن أبي الزبير قال: "كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة والفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون. وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن دبر كل صلاة".
رواه م (5).
__________
(1) صحيح البخاري (6/ 43 رقم 2822).
(2) الدثور: جمع دَثْرٍ، وهو المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجميع. النهاية (2/ 100).
(3) من صحيح البخاري.
(4) صحيح البخاري (11/ 136 - 137 رقم 6329).
(5) صحيح مسلم (1/ 415 رقم 594).

(2/136)


1574 - عن كعب بن عجرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "معقبات لا يخيب قائلهن -أو فاعلهن- دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وتلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة". رواه م (1).

1575 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فذلك تسعة وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر".
رواه م (2).

1576 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم من الصلاة قال: اللَّهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت، وما أسرفت، وأما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت".
هكذا رواه د (3)، وقد تقدم (4) في رواية م (5) "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوله بين التشهد والتسليم" وفي رواية (6) أيضًا: "أنه يقوله بعد السلام".

1577 - عن زيد بن أرقم قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول دبر كل صلاة: اللَّهم ربنا ورب كل (شيء) (7) أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 418 رقم 596).
(2) صحيح مسلم (1/ 418 رقم 597).
(3) سنن أبي داود (1/ 201 - 202 رقم 760، 2/ 83 رقم 1509).
(4) الحديث رقم (1288).
(5) صحيح مسلم (1/ 534 - 536 رقم 771/ 201).
(6) صحيح مسلم (1/ 536 رقم 771/ 202).
(7) في "الأصل": شهيد. والمثبت من سنن أبي داود.

(2/137)


لك، اللَّهم ربنا ورب كل شيء، أنا شهيد (أن) (1) محمدًا عبدك ورسولك، اللَّهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة، اللَّهم ربنا ورب كل شيء، اجلعني مخلصًا لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة، يا ذا الجلال والإكرام اسمع واستجب، الله أكبر الأكبر، الله نور السماوات والأرض، الله أكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل، الله أكبر الأكبر".
أخرجه الإمام أحمد (2) د (3) -وهذا لفظه- وعند الإمام أحمد: "الله الأكبر الأكبر" في المواضع.

1578 - عن معاذ بن جبل: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده وقال: يا معاذ، واللَّه إني لأحبك. (فقال:) (4) أوصيك يا معاذ لا تدعن دبر كل صلاة تقول: اللَّهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) -وهذا لفظه- س (7).

1579 - عن أبي ذر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال في دبر صلاة الفجر -وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير. عشر مرات، كتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ للذنب (8) أن يدركه في
__________
(1) في "الأصل": أنا. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) المسند (4/ 369).
(3) سنن أبي داود (2/ 83 رقم 1508).
(4) في "الأصل": وقال. ووضعت بعد قوله: "أوصيك" والمثبت من سنن أبي داود.
(5) المسند (5/ 244، 247).
(6) سنن أبي داود (2/ 86 رقم 1522).
(7) سنن النسائي (3/ 53 رقم 1302).
(8) في سنن النسائي وجامع الترمذي: لذنب.

(2/138)


ذلك اليوم إلا الشرك باللَّه".
رواه س (1) ت (2)، وقال: حديث حسن غريب صحيح.

1580 - عن أم سلمة "أن فاطمة جاءت إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - تشتكي إليه الخدمة، قالت: يا رسول الله، واللَّه لقد مجلت يداي من الرحى، أطحن مرة، وأعجن مرة. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن يرزقك الله شيئًا يأتك، وسأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثًا وثلاثين، وكبري الله ثلاثًا وثلاثين، واحمدي الله أربعًا وثلاثين، فذلك مائة، فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإن كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا (يحل) (3) لذنب كسب ذلك اليوم أن (يدركه) (4) إلا أن يكون الشرك، وهو حرسك ما بين (أن) (5) تقوليه (غدوة) (5) إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء".
رواه الإمام أحمد (6).

1581 - عن أم سلمة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى الصبح حين يسلم يقول: اللَّهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً متقبلاً".
رواه الإمام أحمد (7) ق (8).
__________
(1) سنن النسائي الكبرى (6/ 37 رقم 9955).
(2) جامع الترمذي (5/ 481 رقم 3474).
(3) في "الأصل": يحد. والمثبت من المسند.
(4) في "الأصل": يكبته. والمثبت من المسند.
(5) من المسند.
(6) المسند (6/ 298).
(7) المسند (6/ 294، 305، 318، 322).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 298 رقم 925).

(2/139)


1582 - عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات".
رواه ت (1)، وقال: حديث حسن. ورواه س في كتاب عمل يوم وليلة (2).

1583 - عن عبد الله بن عَمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خصلتان لا يحافظ عليها رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسيران، ومن يعمل بهما قليل. قالوا: وما هما يا رسول الله؟ قال: أن تحمد الله وتسبحه وتكبره في دبر كل صلاة عشرًا عشرًا، وإذا أويت إلى مضجعك تسبح الله وتحمده وتكبره مائة مرة، فذلك خمسون ومائتان باللسان، وألفان وخمسمائة في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة. قالوا: وكيف من يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان فيذكره حاجة كذا وكذا فلا يقولها حتى يقوم، ويأتيه عند منامه فينومه فلا يقولها. قال: ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده" وفي رواية: "فإذا وضع جنبه يسبح الله -تعالى- ثلاثًا وثلاثين، ويحمد الله ثلاثًا وثلاثين، ويكبره أربعًا وثلاثين، فذلك مائة باللسان".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5) -بنحوه- ت (6) - بنحوه- وقال: حديث حسن صحيح.

229 - باب في عقد التسبيح بالأنامل وعده بالشيء
1584 - عن عبد الله بن عمرو قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه".
__________
(1) جامع الترمذي (5/ 492 رقم 3499).
(2) السنن الكبرى (6/ 32 رقم 9936).
(3) المسند (2/ 160، 204).
(4) سنن أبي داود (2/ 81 رقم 1502، 4/ 316 رقم 5065).
(5) سنن النسائي (3/ 74 - 75 رقم 1347).
(6) جامع الترمذي (5/ 445 رقم 3410).

(2/140)


رواه د (1) ت (2) - ولم يقل: "بيمينه" وقال: حديث غريب (3).

1585 - عن سعد بن أبي وقاص: "أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة وبين يديها نوى -أو حصى- تسبح به، فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا- أو أفضل- سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، واللَّه أكبر مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك".
رواه د (4) ت (5)، وقال: حديث حسن غريب.

1586 - عن يسيرة -وكانت من المهاجرات- قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا نساء المؤمنين، عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل؛ فإنهن مسئولات مستنطقات".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ت (8)، واللفظ للإمام أحمد.

1587 - عن صفية قالت: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يدي (أربعة آلاف) (9) نواة أسبح بها فقال: لقد سبحت بهذه، ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 81 رقم 1502).
(2) جامع الترمذي (5/ 446 رقم 3411، 5/ 486 - 487 رقم 3486).
(3) كذا في تحفة الأشراف (6/ 296 رقم 8637): وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (13/ 25) وتحفة الأحوذي (9/ 358 رقم 3472، 9/ 458 رقم 3553): حسن غريب.

1585 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 902 - 211 رقم 1010، 1101).
(4) سنن أبي داود (2/ 80 رقم 1500).
(5) جامع الترمذي (5/ 525 رقم 3586).
(6) المسند (6/ 370).
(7) سنن أبي داود (2/ 81 رقم 1501).
(8) جامع الترمذي (5/ 533 رقم 3583) وقال: هذا حديث غريب.
(9) في "الأصل": أربع ألف. والمثبت من جامع الترمذي، وهو جاري على تذكير النوى.

(2/141)


فقالت: علمني. قال: قولي: سبحان الله عدد خلقه".
رواه ت (1)، وقال: حديث غريب.

1588 - عن مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنه أسر إليه فقال: إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل قبل أن تكلم: اللَّهم أجرني من النار -سبع مرات- فإنك إذا قلت ذاك (ثم) (2) من (في) (3) ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح مثل ذلك، فإنك إن من من يومك كتب لك جوار منها".
رواه الإمام أحمد (4) د (5)، وهذا لفظه.

230 - باب في إِخفاء الذكر
1589 - عن عائشة قالت: "في قوله (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا) (6): في الدعاء".
رواه خ (7) م (8) بنحوه.

1590 - وروى خ (9) م (10) عن ابن عباس قال: "نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وكان إذا رفع صوته سمع المشركون ذلك، فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به،
__________
(1) جامع الترمذي (5/ 519 رقم 3554).
(2) في "الأصل". فإنك إن. والمثبت من سنن أبي داود.
(3) في "الأصل": فمن. والمثبت من سنن أبي داود.
(4) المسند (4/ 234).
(5) سنن أبي داود (4/ 320 رقم 5079).
(6) سورة الإسراء، الآية: 110.
(7) صحيح البخاري (8/ 257 رقم 4723).
(8) صحيح مسلم (1/ 329 - 330 رقم 447).
(9) صحيح البخاري (8/ 257 رقم 722).
(10) صحيح مسلم (1/ 329 رقم 446).

(2/142)


قال الله: (وَلا تَجهَر بِصَلاتكَ)، حتي يسمع المشركونِ (وَلا تُخَافِتْ بِهَا) هو عن أصحابك فلا تسمعهم (وابتَغِ بينَ ذَلِكَ سَبِيلاُ) (1) قال: من الجهر والمخافتة".

231 - باب ما ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان [يقعد] (2) بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
1591 - عن جابر بن سمرة قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر جلس حتى تطلع الشمس حسنًا (3) ".
رواه م (4).

1592 - عن علي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. ومن ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللَّهم اغفر له، اللَّهم ارحمه".
رواه الإمام أحمد (5).

1593 - عن أبي أمامة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأن أقعد من حين يصلى الصبح إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب، ولأن أقعد من حين يصلى العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب".
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 110.
(2) في "الأصل": يعقد.
(3) أي: طلوعًا حسنًا، أي: مرتفعة. شرح مسلم (3/ 357).
(4) صحيح مسلم (1/ 464 رقم 463/ 287).

1592 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 196 - 197 رقم 578، 579).
(5) المسند (1/ 147).

(2/143)


رواه الإمام أحمد (1) بنحوه.

1594 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - "من قال في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. مائة مرة، قبل أن يثني رجليه كان يومئذ أفضل أهل الأرض إلا من قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال".
رواه الطبراني في كتاب المعجم (2).

232 - باب الانصراف من الصلاة
1595 - عن عبد الله بن مسعود قال: "لا يجعل أحدكم للشيطان شيئًا من صلاته، يرى أن حقًّا عليه لا ينصرف إلا عن يمينه؛ لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ينصرف عن يساره". رواه خ (3) م (4).

1596 - عن أنس قال: "أكثر ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن يمينه".
رواه م (5).

1597 - عن هُلب الطائي: "أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان ينصرف عن شقيه عليه السلام". رواه الإمام أحمد (6) د (7) ت (8) ق (9).
__________
(1) المسند (5/ 261).
(2) المعجم الكبير (8/ 336 رقم 8075).
(3) صحيح البخاري (1/ 393 رقم 852).
(4) صحيح مسلم (1/ 492 رقم 707).
(5) صحيح مسلم (1/ 492 رقم 708).
(6) المسند (5/ 226، 227).
(7) سنن أبي داود (1/ 273 رقم 1041).
(8) جامع الترمذي (1/ 98 - 99 رقم 301). وقال الترمذي: حديث هلب حديث حسن.
(9) سنن ابن ماجه (1/ 300 رقم 929).

(2/144)


1598 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفتل عن يمينه وعن يساره في الصلاة".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2)، وهذا لفظه.

1599 - عن أنس بن مالك قال: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: أيها الناس إني إمامكم؛ فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام ولا بالانصراف؛ فإني أراكم أمامي ومن خلفي. ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا. قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار".
رواه م (3).

233 - باب ما ذكر أن الإِمام والمأموم لا يتطوعان في المكان الذي صلينا فيه المكتوبة
1600 - عن عمر بن عطاء بن أبي الخوار: "أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة، فقال: نعم، صليت (وراءه) (4) الجمعة في المقصورة، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت، فلما دخل أرسل إليَّ، فقال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بذلك".
رواه م (5).
__________
(1) المسند (2/ 174، 178، 179، 190).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 300 رقم 931).
(3) صحيح مسلم (1/ 320 رقم 426).
(4) في صحيح مسلم: معه.
(5) صحيح مسلم (1/ 602 رقم 883).

(2/145)


1601 - عن عطاء الخراساني عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصل الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول".
رواه د (1) ق (2) وقال أبو داود: عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة.

1602 - عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليًّا يقول: "إن من السنة إذا سلم الإمام أن لا يقوم من موضعه الذي صلى فيه (يصلي تطوعًا) (3) حتى ينحرف أو يفصل بكلام".
رواه البيهقي (4).

1603 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيعجز أحدكم أن يتقدم أو يتأخر أو عن يمينه أو عن شماله في الصلاة. يعني: في السبحة".
رواه أبو داود (5) ق (6)، من رواية ليث بن أبي سليم عن الحجاج بن عبيد، فأما ليث فقال أبو حاتم (7) وأبو زرعة (7) الرازيان: لا يشتغل به، وهو مضطرب الحديث. وأما الحجاج فقال أبو حاتم (8): هو مجهول.

1604 - وقال خ (9): وقال لنا آدم: ثنا شعبة، عن أيوب، عن نافع قال: "كان ابن عمر يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة" وفعله القاسم، ويُذكر عن
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 167 رقم 616).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 459 رقم 1428).
(3) من سنن البيهقي.
(4) السنن الكبرى (2/ 191).
(5) سنن أبي داود (1/ 264 رقم 1006).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 458 رقم 1427).
(7) الجرح والتعديل (7/ 179 رقم 1014).
(8) الجرح والتعديل (3/ 163 رقم 696).
(9) صحيح البخاري (2/ 389 رقم 848).

(2/146)


أبي هريرة رفعه: "لا يتطوع الإمام في مكانه" ولم يصح.

234 - باب ذكر القنوت في الفريضة وأنه بعد الركوع
1605 - عن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت بعد الركعة في صلاة شهرًا إذا قال: سمع الله لمن حمده، يقول في قنوته: اللَّهم نج الوليد بن الوليد، اللَّهم نج سلمة بن هشام، اللَّهم نج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهم اشدد وطأتك على مضر، اللَّهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف. قال أبو هريرة: ثم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الدعاء لهم بعد، فقلت: أُرَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ترك الدعاء لهم قال: فقيل: وما تراهم قد قدموا".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

1606 - عن أنس بن مالك: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قنت شهرًا بعد الركوع يدعو على أحياء من أحياء العرب، ثم تركه".
رواه خ (3) م (4).

1607 - عن ابن عمر: "أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: اللَّهم العن فلانًا وفلانًا وفلانًا. بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. فأنزل الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) إلى قوله: (فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (5) ". رواه خ (6).
__________
(1) صحيح البخاري (8/ 74 رقم 4560).
(2) صحيح مسلم (1/ 467 رقم 675/ 295).
(3) صحيح البخاري (7/ 445 رقم 4098).
(4) صحيح مسلم (1/ 469 رقم 677/ 304).
(5) سورة آل عمران، الآية: 128.
(6) صحيح البخاري (8/ 74 - 75 رقم 4559).

(2/147)


1608 - وعن أنس بن مالك قال: "كان القنوت في المغرب والفجر".
رواه خ (1).

1609 - عن خفاف بن إيماء الغفاري قال: "ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم رفع رأسه، فقال: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسله (2)، اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان. ثم وقع ساجدًا. قال خُفاف: فجعلت لعنة الكفرة من أجل ذلك".
رواه م (3).

1610 - عن ابن عباس قال: "قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، في دبر كل صلاة، إذ قال: سمع الله لمن حمده. من الركعة الأخيرة يدعو عليهم، على حي من بني سليم: على رعل وذكوان وعصية، ويؤمن من خلفه".
رواه الإمام أحمد (4) د (5)، وزاد الإمام أحمد: "أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم. قال عكرمة: كان هذا مفتاح القنوت".

1611 - عن أبي مجلز قال: "صليت مع ابن عمر صلاة الصبح فلم يقنت، فقلت لابن عمر: لا أراك تقنت؟ قال: ما أحفظه عن أحد من أصحابنا".
رواه البيهقي (6).

1612 - عن سعد بن طارق الأشجعي قال: قلت لأبي: "يا أبة إنك قد صليت
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 568 رقم 1004).
(2) في صحيح مسلم: ورسوله.
(3) صحيح مسلم (1/ 470 رقم 679).
(4) المسند (1/ 301 - 302).
(5) سنن أبي داود (2/ 68 رقم 1443).
(6) السنن الكبرى (2/ 213).

(2/148)


خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- ها هنا بالكوفة نحوًا من خمس سنين، فكانوا يقنتون في الفجر؟ قال: أي بني محدث".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن صحيح.

1613 - عن أنس بن مالك قال: "ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا".
رواه الإمام أحمد (5) والدارقطني (6).

1614 - عن سعيد بن جبير قال: أشهد أني سمعت ابن عباس يقول: "إن القنوت في صلاة الفجر بدعة".
رواه الدارقطني (7).

235 - باب ما جاء فيمن يسابق الإِمام
1615 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار".
رواه خ (8) م (9).
__________
(1) المسند (3/ 472، 6/ 394).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 393 رقم 1241).
(3) سنن النسائي (2/ 204 رقم 1079).
(4) جامع الترمذي (2/ 252 - 253 رقم 402، 403).

1613 - خرجه الضياء المختارة (6/ 129 - 130 رقم 2127، 2128).
(5) المسند (3/ 162).
(6) سنن الدارقطني (2/ 39 رقم 9 - 11).
(7) سنن الدارقطني (2/ 41 رقم 21).
(8) صحيح البخاري (2/ 214 رقم 691).
(9) صحيح مسلم (1/ 320 - 321 رقم 427).

(2/149)


1616 - وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تبادروا الإمام، إذا كبر فكبروا، وإذا قال: و (ولا الضالين) (1) فقولوا: آمين. وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللَّهم ربنا لك الحمد".
رواه م (2)، وقد تقدم حديث أنس بن مالك (3) في الانصراف من الصلاة.

1617 - عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبادروني بالركوع ولا بالسجود، فمهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت، تدركوني به إذا رفعت إني قد بَدَّنْتُ".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) ق (6).

236 - باب فيمن لا يتم الركوع والسجود
تقدم حديث أبي هريرة في باب التكبير (7)

1618 - عن زيد بن وهب قال: "رأى حذيفة رجلاً لا يتم الركوع ولا السجود، فقال: ما صليت، ولو مت من على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. رواه خ (8).

1619 - عن رفاعة بن رافع: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس في المسجد يومًا -قال رفاعة: ونحن معه-: إذ جاء رجل كالبدوي، فصلى فأخفّ صلاته،
__________
(1) سورة الفاتحة، الآية: 7.
(2) صحيح مسلم (1/ 310 رقم 415).
(3) الحديث رقم (1599).
(4) المسند (4/ 92).
(5) سنن أبي داود (1/ 68 رقم 619).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 309 رقم 963).
(7) الحديث رقم (1251).
(8) صحيح البخاري (2/ 321 رقم 791).

(2/150)


ثم انصرف فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وعليك، فارجع فصل فإنك لم تصل. ففعل ذلك مرتين -أو ثلاثًا- كل ذلك يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: وعليك، فارجع فصل، فإنك لم تصل. فخاف الناس وكَبُرَ عليهم أن يكون من أخفَّ صلاته لم يصل، فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني وعلمني، فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ. فقال: أجل، إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمر الله به، تم تشهد فأقم فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فأحمد الله وكبره وهلله، ثم اركع فاطمئن راكعًا، ثم اعتدل قائمًا، ثم اسجد فاعتدل ساجدًا، ثم اجلس فاطمئن جالسًا، ثم قم، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وإن انتقصت منه شيئًا انتقصت من صلاتك. قال: وكان هذا أهون عليهم من (الأولى) (1) أنه من انتقص من ذلك شيئًا أنتقص من صلاته، ولم تذهب كلها".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) ق (4) س (5) ت (6) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن.
وفي رواية أبي داود (7) "وتقرأ (بما شئت) (8) من القرآن، ثم تقول: الله أكبر". وعنده (9): " (فإن كان معك) (10) قرآن فاقرأ به". وفي رواية الإمام أحمد: "إذا
__________
(1) في "الأصل": أولى. والمثبت من بعض نسخ الترمذي، وفي بعضها: الأول.
(2) المسند (4/ 340).
(3) سنن أبي داود (1/ 226 - 228 رقم 857 - 861).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 156 رقم 460).
(5) سنن النسائي (2/ 193 رقم 1052، 2/ 225 - 226 رقم 1135، 3/ 59 - 60 رقم 1312، 1313).
(6) جامع الترمذي (2/ 100 - 102 رقم 302).
(7) سنن أبي داود (2/ 226 - 227 رقم 857).
(8) في سنن أبي داود: "بما تيسر" وهو اختلاف في روايات السنن، انظر طبعة عوامة للسنن (1/ 538 رقم 853).
(9) سنن أبي داود (1/ 228 رقم 861).
(10) من سنن أبي داود.

(2/151)


أردت أن تصلي فتوضأ فأحسن وضوءك، ثم استقبل القبلة، ثم كبر". وفي لفظ له أيضًا قال: إذا استقبلت القبلة فكبر، ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئت، وإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك، ومكن لركوعك، فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها، وإذا سجدت فمكن لسجودك، فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى، ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة".

1620 - عن أبي مسعود البدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- ق (3) س (4) ت (5)، وقال: حديث حسن صحيح.

1621 - عن عبد الرحمن بن شبل قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ق (8) س (9).

1622 - عن علي بن شيبان قال: "خرجنا حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه وصلينا خلفه، فلمح بمؤخر عينه رجلاً لا يقيم صلاته -يعني: صلبه- في
__________
(1) المسند (4/ 119، 122).
(2) سنن أبي داود (1/ 226 رقم 855).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 282 رقم 870).
(4) سنن النسائي (2/ 183 رقم 1026، 2/ 214 رقم 1110).
(5) جامع الترمذي (2/ 51 رقم 265).
(6) المسند (3/ 428).
(7) سنن أبي داود (1/ 228 رقم 862).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 459 رقم 1429).
(9) سنن النسائي (2/ 214 - 213 رقم 1111).

(2/152)


الركوع والسجود- فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: يا معشر المسلمين؛ لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2) ورواية الإمام أحمد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده".

1623 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده".
رواه الإمام أحمد (3).

1624 - عن أبي قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته. قالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها [أو] (4) قال: لا يقيم صلبه في الركوع والسجود".
رواه الإمام أحمد (5).

1625 - عن أبي عبد الله الأشعري قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل فقام يصلي، فجعل (يركع) (6) وينقر في سجوده، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه، فقال: ترون هذا؟ لو مات هذا مات على غير ملة محمد - صلى الله عليه وسلم - ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، إنما مثل الذي (يصلي
__________
(1) المسند (4/ 23) بنحو رواية ابن ماجه.
(2) سنن ابن ماجه (1/ 282 رقم 871).
(3) المسند (2/ 525).
(4) من المسند.
(5) المسند (5/ 310).
(6) كذا في "الأصل" وصحيح ابن خزيمة، وفي سنن البيهقي (2/ 89) -وقد روى الحديث من طريق شيخ شيخ ابن خزيمة-: لا يركع. وفي معجم الطبراني الكبير (4/ 115 رقم 3840): لا يتم ركوعه.

(2/153)


ولا يركع) (1) وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا تمرة أو تمرتين، فما يغنيان عنه، فأسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار، فأتموا الركوع والسجود. قال أبو صالح: فقلت لأبي عبد الله الأشعري: من حدثك بهذا الحديث؟ قال: أمراء الأجناد: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد ابن أبي سفيان، كل هؤلاء سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
روى منه ابن ماجه (2): "ويل للأعقاب من النار" ورواه بكماله أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (3).

1626 - عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل (فيها) (4) صلبه في الركوع والسجود".
رواه البيهقي (5)، وقال: تفرد به يحيى بن أبي بكير.

237 - باب فيمن لا يكمل الصلاة
1627 - عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله -عز وجل-: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع (فتكملوا) (6) بها فريضته؟ ثم الزكاة ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على (حسب) (7) ذلك".
__________
(1) في صحيح ابن خزيمة: يركع. وفي سنن البيهقي كما هنا.
(2) سنن ابن ماجه (1/ 155 رقم 455).
(3) صحيح ابن خزيمة (1/ 332 - 333 رقم 665).
(4) من سنن البيهقي.
(5) السنن الكبرى (2/ 88 - 89).
(6) في "الأصل": فتكملون. والمثبت من المسند.
(7) في "الأصل": حساب. والمثبت من المسند.

(2/154)


رواه الإمام أحمد (1).

1628 - ورواه (2) من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي هريرة (3).

1629 - وداود (4) (عن) (5) زرارة عن تميم الداري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه البيهقي (6) من رواية حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري (7).

238 - باب كراهية الالتفات في الصلاة
1630 - عن عائشة أنها قالت: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في
__________
(1) المسند (4/ 65، 103، 5/ 377).
(2) المسند (4/ 103).
(3) وله عن أبي هريرة طرق أخر منها:
يحيى بن يعمر عن أبي هريرة، رواه النسائي (1/ 233 - 234 رقم 466).
أنس بن حكيم عن أبي هريرة، رواه أبو داود (1/ 229 رقم 864) وابن ماجه (1/ 458 رقم 1425).
الحسن عن رجل عن أبي هريرة، رواه أبو داود (1/ 229 رقم 865) وابن ماجه (1/ 458 رقم 1426).
حريث بن قبيصة عن أبي هريرة، رواه النسائي (1/ 232 رقم 464) والترمذي (2/ 269 - 270 رقم 413) وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وأبو رافع عن أبي هريرة، رواه النسائي (1/ 232 - 233 رقم 465).
(4) المسند (4/ 103) من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن داود بن أبي هند عن زرارة.
(5) تحرفت في "الأصل" إلى: بن.
(6) السنن الكبرى (2/ 387).
(7) رواه أبو داود (1/ 229 رقم 864) وابن ماجه (1/ 458 رقم 1425) من هذا الطريق.

(2/155)


الصلاة، فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
رواه خ (1).

1631 - عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الله -عز وجل- مقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) س (4).

1632 - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياك والالتفات في الصلاة؛ فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد (ففي) (5) التطوع لا في الفريضة".
رواه ت (6)، وقال: حديث (حسن صحيح) (7).

1633 - عن الحارث الأشعري أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا- صلى الله عليهما- بخمس كلمات أن يعمل بهن، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ... " وفيه: "وآمركم بالصلاة؛ فإن الله -عز وجل- ينصب وجهه (لوجه) (8) عبده ما لم يلتفت؛ فإذا صليتم فلا تلتفتوا".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 273 رقم 751).
(2) المسند (5/ 172).
(3) سنن أبي داود (1/ 239 رقم 909).
(4) سنن النسائي (3/ 8 رقم 1194).
(5) في "الأصل": في. والمثبت من جامع الترمذي.
(6) جامع الترمذي (2/ 484 رقم 589).
(7) كذا في تحفة الأشراف (1/ 226 رقم 865)، وفي جامع الترمذي: حسن غريب. وفي عارضة الأحوذي (3/ 72) وتحفة الأحوذي (3/ 197 رقم 586): حسن. وقد استبعد الحافظ ابن حجر تصحيح هذا الإسناد في النكت الظراف (1/ 227) وقال: فإنه لا يقع ممن له أدنى معرفة بالحديث.
(8) في "الأصل": لوجهة. والمثبت من المسند وجامع الترمذي.

(2/156)


رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- ت (2).

239 - باب في جواز الالتفات للعذر
1634 - عن جابر بن عبد الله قال: "اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يكبر يسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم قال: إن كدتم آنفًا تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم، إن صلى قيامًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا".
رواه م (3).

1635 - عن سهل بن سعد: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ قال: نعم. فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاة، فلما أكثر الناس التصفيق (التفت) (4) فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى، فلما انصرف قال: يا أبا بكر، ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله
__________
(1) المسند (4/ 130، 202).
(2) جامع الترمذي (5/ 136 - 138 رقم 2863، 2864) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(3) صحيح مسلم (1/ 309 رقم 413).
(4) من صحيح البخاري.

(2/157)


- صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟! من نابه شيء في صلاته فليسبح؛ فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظ البخاري.

1636 - عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلتفت في صلاته يمينًا وشمالًا، ولا يلوي عنقه".
رواه س (3) ت (4)، وقال: حديث غريب.

1637 - عن سهل بن الحنظلية قال: "ثوب بالصلاة -يعني: صلاة الصبح- فجعل رسول الله "-صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو يلتفت إلى الشعب".
رواه د (5)، قال: وكان أرسل فارسًا إلى الشعب (من أجل الحرس) (6).

240 - باب كراهية رفع البصر إِلى السماء في الصلاة
1638 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم".
رواه خ (7).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 196 رقم 684).
(2) صحيح مسلم (1/ 316 - 317 رقم 421).
(3) سنن النسائي (9/ 3 - 10 رقم 1200).
(4) جامع الترمذي (2/ 482 - 483 رقم 587، 588) والحديث رواه أبو داود - في رواية أبي الطيب بن الأشناني، وصحح إرساله، ذكره المزي في التحفة (5/ 117 - 118 رقم 6014)، وقال: وحديث د في رواية أبي الطيب بن الأشناني، ولم يذكره أبو القاسم.
(5) سنن أبي داود (1/ 241 رقم 916).
(6) في سنن أبي داود: من الليل يحرس.
(7) صحيح البخاري (2/ 272 رقم 750).

(2/158)


1639 - عن جابر بن سمرة قال: "أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا رافعي أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فقال: لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم".
رواه م (1).

1640 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع -يعني في الصلاة".
رواه ق (2).

1641 - عن عبيد الله بن عبد الله أن رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " (إذا كان) (3) أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء أن يلتمع (4) بصره".
رواه س (5).

241 - باب كراهية النظر إِلى ما يشغل المصلى
1642 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: اذهبوا. بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 132 رقم 428).
وروى مسلم في صحيحه (1/ 321 رقم 429) عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم -عند الدعاء في الصلاة- إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم".
(2) سنن ابن ماجه (1/ 332 رقم 1043).
(3) من سنن النسائي.
(4) أي: يُختلس، يقال: المعت بالشيء: إذا اختلسته واختطفته بسرعة. النهاية (4/ 271).
(5) سنن النسائي (3/ 7 رقم 1193).

(2/159)


بأَنْبِجانية (1) أبي جهم، فإنها ألهتني آنفًا (عن) (2) صلاتي".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ومسلم (4).

1643 - عن أنس قال: "كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أميطي عنا قرامك هذا؛ فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي".
رواه خ (5).

242 - باب ذكر الخشوع في الصلاة
1644 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هل ترون قبلتي ها هنا؟ واللَّه لا (يخفى) (6) عليّ ركوعكم ولا خشوعكم، وإني لأراكم (وراء ظهري) (7) ".
رواه خ (8) -وهذا لفظه- ومسلم (9).

1645 - عن عقبة بن عامر قال: "كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي فروحتها (10) بعشي، فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يحدث الناس، فأدركت من
__________
(1) هو كساء يتخذ من الصوف، وله خمل ولا علم له، وهو من أدون الثياب الغليظة. النهاية (1/ 73).
(2) في "الأصل": في. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (1/ 575 - 576 رقم 373).
(4) صحيح مسلم (1/ 391 - 392 رقم 556).
(5) صحيح البخاري (1/ 577 رقم 374).
(6) تحرفت في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(7) لأبوي ذر والوقت والأصيلي: "من وراء ظهري" قاله القسطلاني في إرشاد الساري (2/ 76) وفي "الأصل": وراء ظهر.
(8) صحيح البخاري (2/ 263 رقم 741).
(9) صحيح مسلم (1/ 319 رقم 424).
(10) أي: رددتها إلى المُراح، وهو الموضع الذي تأوي إليه ليلاً. النهاية (2/ 273 - 274).

(2/160)


قوله: ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة".
رواه م (1).

1646 - عن عمرو بن عبسة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر فضل الوضوء وفي آخره: "فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه للَّه، إلا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمه".
رواه م (2).

1647 - عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله".
رواه م (3)، وقد تقدم في حديثه (4): "وصلى ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه" في صفة الوضوء.

1648 - عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: "أن عمارًا صلى ركعتين، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان، ألا أراك قد خففتهما؟
قال: هل نقصت من حدودهما شيئًا؟ قال: لا، ولكن خففتهما. قال: إني بادرت بهما السهو، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الرجل ليصلي ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها. حتى انتهى إلى آخر العدد".
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 209 - 210 رقم 234).
(2) صحيح مسلم (1/ 569 - 571 رقم 832).
(3) صحيح مسلم (1/ 206 رقم 228).
(4) الحديث رقم (244).

(2/161)


رواه الإمام أحمد (1) س (2).

1649 - عن أبي اليسر -صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "منكم من يصلي الصلاة كاملة، ومنكم من يصلي النصف، فالثلث والربع والخمس. حتى بلغ العشر".
رواه الإمام أحمد (3) س (4).

1650 - عن الفضل بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (الصلاة) (5) مثنى مثنى، تشهد في كل ركعتين، وتضرع وتخشع وتمسكن، ثم تقنع يديك -يقول: ترفعهما- إلى ربك مستقبلاً بهما وجهك، وتقول: يا رب يا رب. فمن لم يفعل ذلك. فقال فيه قولاً شديدًا".
رواه الإمام أحمد (6) -وهذا لفظه- ت (7).

1651 - ورواه الإمام أحمد (8) د (9) س (10) ق (11) والدارقطني (12) من رواية
__________
(1) المسند (4/ 319).
(2) سنن النسائي الكبرى (1/ 211 رقم 611).
(3) المسند (3/ 427).
(4) سنن النسائي الكبرى (1/ 212 رقم 613، 614).
(5) من المسند.
(6) االمسند (1/ 211).
(7) جامع الترمذي (2/ 225 - 226 رقم 385) ونقل عن البخاري تصحيحه، وتخطئته لحديث المطلب -ويقال: عبد المطلب- الآتي.
(8) المسند (4/ 167).
(9) سنن أبي داود (2/ 29 رقم 1296).
(10) السنن الكبرى (1/ 212 رقم 615).
(11) سنن ابن ماجه (1/ 419 رقم 1325) وفيه: "المطلب بن أبي وداعة.
(12) سنن الدارقطني (1/ 418 رقم 4).

(2/162)


عبد المطلب بن ربيعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي آخره: "فمن لم يفعل ذلك فهي خداج".

1652 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "أنه سئل عن قول الله تعالى: (والَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (1) قال: الخشوع في القلب وأن تلين كنفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك".
رواه البيهقي (2).

1653 - عن مجاهد قال: "كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود، وحدث أن أبا بكر -رضي الله عنهما- كان كذلك، قال: وكان يقال: ذلك الخشوع في الصلاة".
رواه البيهقي (3).

1654 - عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. "في قوله تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) (4) قال: السمت الحسن".
رواه البيهقي (5).

1655 - عن منصور قال: "قلت لمجاهد: (سِيمَاهم فِي وُجُوهِهِم مِّن أَثَرِ السُّجُودِ) (4) هو أثر السجود في (وجه) (6) الإنسان: قال: ألا إن أحدهم يكون بين عينيه مثل ركبة العنز، وهو كما شاء الله -يعني: من الشر- ولكنه الخشوع".
رواه البيهقي (7).
__________
(1) سورة المؤمنون، الآية: 2.
(2) السنن الكبرى (2/ 279).
(3) السنن الكبرى (2/ 280).
(4) سورة الفتح، الآية: 29.
(5) السنن الكبرى (2/ 286).
(6) في "الأصل": وجهة. والمثبت من سنن البيهقي.
(7) السنن الكبرى (2/ 287).

(2/163)


243 - باب كراهية أن يصلي الرجل مختصرًا
656 - عن أبي هريرة قال: "نُهي أن يصلي الرجل مختصرًا".
رواه خ (1) كذا، ورواه م (2) "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
قال بعض الأئمة: يضع يده على خاصرته.

1657 - عن زياد بن صبيح الحنفي قال: "صليت إلى جنب ابن عمر فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلى قال: هذا الصلب في الصلاة وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه". رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5).

244 - باب الاعتماد على اليد في الصلاة
1658 - عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده".
رواه الإمام أحمد (6) د (7)، وفي بعض رواياته (8): عن ابن عمر: "أنه رأى رجلاً يتكئ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، فقال له: لا تجلس هكذا؛ فإن هكذا يجلس الذين يعذبون". وفي رواية له (9): "تلك صلاة المغضوب عليهم".
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 106 رقم 1219).
(2) صحيح مسلم (1/ 387 رقم 545).
(3) المسند (2/ 30، 106).
(4) سنن أبي داود (1/ 237 رقم 903).
(5) سنن النسائي (2/ 127 - 128 رقم 890).
(6) المسند (2/ 116، 147).
(7) سنن أبي داود (1/ 260 - 261 رقم 992 - 994).
(8) سنن أبي داود (1/ 261 رقم 994).
(9) صحيح البخاري (3/ 95 رقم 1207).

(2/164)


245 - باب في تسوية التراب ومسح الجبهة في الصلاة
1659 - عن معيقيب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال إن كنت فاعلاً فواحدة".
رواه خ (1) م (2).

1660 - عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه".
رواه الإمام أحمد (3) (4) ت (5) ق (6) س (7)، وفي لفظ للإمام أحمد (8):
"سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كل شيء حتى سألته عن مسح الحصى، فقال: واحدة أو دع".

1661 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يمسك أحدكم يده عن الحصى خير له من مائة ناقة كلها سود الحدق، فإن غلب أحدكم الشيطان فليمسح مسحة واحدة".
رواه الإمام أحمد (9).

1662 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من الجفاء أن يكثر
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 95 رقم 1207).
(2) صحيح مسلم (1/ 387 رقم 546).
(3) المسند (5/ 149، 150، 179).
(4) سنن أبي داود (1/ 249 رقم 945).
(5) جامع الترمذي (2/ 219 رقم 379) وقال الترمذي: حديث حسن.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 327 رقم 1027).
(7) سنن النسائي (3/ 6 رقم 1190).
(8) المسند (5/ 163).
(9) المسند (3/ 328، 384، 393).

(2/165)


الرجل مسح جبهته قبل الفراغ من صلاته".
رواه ق (1).

246 - باب في صف القدمين في الصلاة
1663 - عن أبي عبيدة: "أن عبد الله -هو ابن مسعود- رأى رجلاً يصلي قد صف بين قدميه، فقال: خالف السنة، ولو راوح بينهما كان أفضل".
روه س (2)، وقد قيل: إن أبا عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه.

1664 - عن عبد الله بن الزبير قال: "صف القدمين ووضع اليد على اليد من السنة".
رواه د (3).

247 - باب كراهية تفقع الأصابع في الصلاة
1665 - عن علي -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " (لا) (4) تفقع أصابعك وأنت في الصلاة".
رواه ق (5)، من رواية الحارث بن عبد الله الأعور -عن علي- وقد نسبه الشعبي (6) وغيره إلى الكذب (7).
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 309 - 310 رقم 964).
(2) سنن النسائي (2/ 128 رقم 891، 892).
(3) سنن أبي داود (1/ 200 رقم 754).
(4) من سنن ابن ماجه.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 310 رقم 965).
(6) الجرح والتعديل (3/ 78 رقم 363).
(7) راجع ترجمته في التهذيب (5/ 244 - 253).

(2/166)


1666 - عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "إن الضاحك في الصلاة والملتفت والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة".
رواه الإمام أحمد (1)، من رواية ابن لهيعة (2) عن (زبان) (3) بن فائد (4)، وفيهما كلام، ورواه البيهقي (5) من رواية الليث بن سعد، عن زبان.

248 - باب كراهية تغطية الفم في الصلاة
1667 - عن أبي هريرة قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغطي الرجل فاه في الصلاة".
رواه د (6) ق (7)، من رواية الحسن بن ذكوان، ضعفه يحيى بن معين (8) س (9) والدارقطني (10)، وقد روى له البخاري (11).

249 - باب كراهية تشبيك الأصابع في الصلاة
1668 - عن كعب بن عجرة. "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً قد شبك
__________
(1) المسند (3/ 438).
(2) ترجمته في التهذيب (15/ 487 - 530).
(3) تحرفت في "الأصل" إلى: زياد.
(4) ترجمته في التهذيب (9/ 281 - 283).
(5) السنن الكبرى (2/ 289) وقال البيهقي: وزبان بن فائد غير قوي.
(6) سنن أبي داود (1/ 174 رقم 643).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 310 رقم 966).
(8) الجرح والتعديل (3/ 13 رقم 43).
(9) كتاب الضعفاء والمتروكين (88 رقم 154).
(10) العلل (3/ 39).
(11) قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح (ص 416): روى له البخاري حديثًا واحدًا ... ولهذا الحديث شواهد كثيرة.

(2/167)


أصابعه في الصلاة، ففرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصابعه".
رواه الإمام أحمد (1) ت (2) ق (3) -بهذا اللفظ- ورواية الإمام أحمد: قال: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وقد شبكت بين أصابعي فقال لي: يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبك بين أصابعك، فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة" ورواية ت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدًا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه؛ فإنه في صلاة".

1669 - عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يشبكن؛ فإن التشبيك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه".
رواه الإمام أحمد (4).

0167 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كنت في المسجد فلا تجعلن أصابعك هكذا تشبكها".
رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (5).

1671 - وقد روى في حديث أبي هريرة في سجود السهو فذكر الحديث، وفيه: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فوضع يده اليمنى على اليسرى، وشبك بين أصابعه".
رواه خ (6).
__________
(1) المسند (4/ 243 - 244).
(2) جامع الترمذي (2/ 228 رقم 386).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 310 رقم 967).
(4) المسند (3/ 43).
(5) صحيح ابن خزيمة (1/ 226 - 227 رقم 439).
(6) صحيح البخاري (1/ 674 رقم 482).

(2/168)


250 - باب ذكر النفخ في الصلاة
1672 - عن أم سلمة قالت: "رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامًا لنا -يقال له: أفلح- إذا سجد نفخ، فقال: يا أفلح، ترب وجهك".
رواه ت (1)، من رواية ميمون (2) أبي حمزة، وقال: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذلك، وميمون أبو حمزة قد ضعفه بعض أهل العلم.

1673 - عن عبد الله بن عمرو: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفخ في صلاة الكسوف".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5).

1674 - عن ابن عباس قال: "النفخ في الصلاة كلام".
رواه (6) سعيد بن منصور في سننه (7).

251 - باب كراهية الكلام في الصلاة
1675 - عن عبد الله بن مسعود قال: "كنا (نسلم) (8) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمت (9) عليه، فلم يرد عليَّ (10)، فقلنا: يا رسول الله، كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا، فقال:
__________
(1) جامع الترمذي (2/ 220 - 221 رقم 381، 382).
(2) زاد بعدها في "الأصل": ابن. وهي زيادة مقحمة، وميمون أبو حمزة هو ميمون الأعور القصاب الكوفي الراعي، ترجمته في التهذيب (29/ 237 - 243).
(3) المسند (2/ 159، 163، 188، 198).
(4) سنن أبي داود (1/ 310 رقم 1194).
(5) سنن النسائي (3/ 137 - 139 رقم 1481).
(6) زاد بعدها في "الأصل": "أبو" وهي زيادة مقحمة.
(7) وعزاه له المجد ابن تيمية في المنتقى (2/ 323).
(8) من صحيح مسلم، ومثله في صحيح البخاري.
(9) في صحيح مسلم: سلمنا.
(10) في صحيح مسلم: علينا.

(2/169)


إن في الصلاة شغلاً".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

1676 - عن جابر بن عبد الله قال: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة له فانطلقت، ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فلم يرد عليَّ، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد عليَّ أني أبطأت عليه، ثم سلمت فلم يرد عليَّ، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه فرد عليَّ، فقال: إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي. وكان على راحلته متوجهًا إلى غير القبلة".
رواه خ (3) م (4)، ولفظه للبخاري.

1677 - عن زيد بن أرقم قال: "إن كنا لنتكلم في الصلاة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، يكلم أحدنا صاحبه بحاجته، حتى نزلت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (5) فأمرنا بالسكوت، ونُهينا عن الكلام".
رواه خ (6) م (7)، وليس في البخاري: "نهينا عن الكلام" وفي رواية للترمذي (8): "كنا نتكلم خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة".
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 87 رقم 1199).
(2) صحيح مسلم (1/ 382 رقم 538).
(3) صحيح البخاري (3/ 104 رقم 1217).
(4) صحيح مسلم (10/ 383 رقم 540).
(5) سورة البقرة، الآية: 238.
(6) صحيح البخاري (3/ 88 رقم 1200).
(7) صحيح مسلم (1/ 383 رقم 539).
(8) جامع الترمذي (2/ 236 رقم 405، 5/ 203 رقم 2986) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(2/170)


252 - باب فيمن تكلم في الصلاة جاهلاً بتحريم الكلام فيها
1678 - عن معاوية بن الحكم السلمي قال: "بينما أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، (ما لكم) (1) تنظرون إليَّ. فجعلوا يضربون بأيديهم على (أفخاذهم) (2). فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه؛ فوالله ما (كهرني) (3) ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن -أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالًا يأتون الكهان. قال: فلا تأتهم. قال: ومنا رجال يتطيرون. قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنكم. قال: قلت: ومنا رجال يخطون، قال: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك. قال: وكانت لي جارية ترعى غنمًا لي قبل أحد والجوانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون؛ لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعَظَّم ذلك عليَّ، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ائتني بها. فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت. في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أعتقها، فإنها مؤمنة". رواه م (4).
__________
(1) في صحيح مسلم: ما شأنكم.
(2) في "الأصل": أخفافهم. والمثبت من صحيح مسلم.
(3) في "الأصل": كرهني. والمثبت من صحيح مسلم؛ والكهر: الانتهار، وقد كهره يكهره: إذا زبره واستقبله بوجه عبوس. النهاية (4/ 212).
(4) صحيح مسلم (1/ 381 - 382 رقم 537).

(2/171)


1679 - عن أبي هريرة قال: "قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللَّهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا فلما سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابي: لقد تحجرت واسعًا. يريد رحمة الله".
رواه خ (1).

1680 - عن (عائشة) (2) قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النعاس؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه".
رواه خ (3) م (4).

1681 - عن أبي الزبير عن جابر قال: "التبسم لا يقطع الصلاة ولكن القرقرة:" (5).
رواه البيهقي (6)، وقال: هذا هو المحفوظ -يعني أنه من قول جابر- وقد رفعه ثابت بن محمد الزاهد، وهو وهم.

253 - باب كراهية البزاق في الصلاة في القبلة أو عن يمين المصلي
1682 - عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى بصاقًا في جدار القبلة فحكه، ثم أقبل على الناس، فقال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يبزق قبل
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 386 رقم 220).
(2) من الصحيحين.
(3) صحيح البخاري (1/ 375 رقم 212).
(4) صحيح مسلم (1/ 542 رقم 786).
(5) القرقرة: الضحك العالي. النهاية (4/ 48).
(6) السنن الكبرى (2/ 251).

(2/172)


وجهه، فإن الله -عز وجل- قبل وجهه إذا صلى".
رواه خ (1) م (2).

1683 - عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما-: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة، ثم نهى أن يبزق الرجل عن يمينه أو أمامه، ولكن يبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى".
رواه خ (3) م (4).

1684 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه؛ فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن شماله تحت قدمه".
رواه خ (5) م (6).

1685 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد، فأقبل على الناس، فقال: ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه، أيحب أن يُستقبل فيتنخع في وجهه، فإذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه، فإن لم يجد فليقل هكذا. فتفل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض".
رواه م (7).

1686 - عن عبد الله بن الشخير: "أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فتنخع،
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 606 رقم 604).
(2) صحيح مسلم (1/ 388 رقم 547).
(3) صحيح البخاري (1/ 706 رقم 804).
(4) صحيح مسلم (1/ 389 رقم 548).
(5) صحيح البخاري (1/ 506 رقم 504).
(6) صحيح مسلم (1/ 390 رقم 551).
(7) صحيح مسلم (1/ 389 رقم 550).

(2/173)


فدلكها بنعله اليسرى".
رواه م (1).

1687 - عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا صليت فلا (تبزقن) (2) بين يديك ولا عن يمينك، ولكن ابزق عن يسارك أو تحت قدمك".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ق (5) س (6) ت (7)، وقال: حديث حسن صحيح. لفظ ابن ماجه، وفي رواية الإمام أحمد: "ولكن ابصق تلقاء شمالك إن كان فارغًا، وإلا فتحت قدمك ثم ادلكه".

254 - باب ذكر التثاؤب في الصلاة
1688 - عن أبي هريرة (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (8) قال: "التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم (9) ما استطاع".
رواء م (10)، وقد رواه ت (11) وفيه: "التثاؤب في الصلاة من الشيطان" وقال حديث حسن صحيح.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 390 رقم 554).

1687 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 121 - 124 رقم 134 - 139).
(2) في "الأصل": تبزق فيه. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(3) المسند (6/ 396).
(4) سنن أبي داود (1/ 129 رقم 478).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 326 رقم 1021).
(6) سنن النسائي (2/ 52 رقم 725).
(7) جامع الترمذي (2/ 460 رقم 571).
(8) من صحيح مسلم، ونحوه في جامع الترمذي.
(9) أي: ليحبسه مهما أمكنه. النهاية (4/ 178).
(10) صحيح مسلم (4/ 2293 رقم 2994).
(11) جامع الترمذي (2/ 206 رقم 371).

(2/174)


1689 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - "إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع؛ فإن الشيطان يدخل". رواه م (1).

255 - باب كراهية الصلاة وهو حاقن
1690 - عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان". رواه م (2).

1691 - عن عبد الله بن أرقم: "أنه خرج حاجًا -أو معتمرًا- ومعه الناس وهو يؤمهم، فلما كان ذات يوم أقام الصلاة: -صلاة الصبح- ثم قال: ليتقدم أحدكم -وذهب الخلاء- فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء وقامت الصلاة فليبدأ بالخلاء".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -وهذا لفظه- ق (5) س (6) ت (7)، وقال: حديث حسن صحيح.

1692 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل لرجل يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يصلي وهو حَقِن (8) حتى يتخفف". رواه س (9).
__________
(1) صحيح مسلم (4/ 2293 رقم 2995).
(2) صحيح مسلم (1/ 393 رقم 560).

1691 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 400 - 430 رقم 494 - 499).
(3) المسند (3/ 483، 4/ 35).
(4) سنن أبي داود (1/ 22 رقم 88).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 202 رقم 616).
(6) سنن النسائي (2/ 110 - 111 رقم 851).
(7) جامع الترمذي (1/ 262 رقم 142).
(8) الحقن والحاقن: هو الذي حبس بوله، كالحاقب للغائط. النهاية (1/ 476).
(9) كذا وقع هذا الرمز في "الأصل" ولم أجد الحديث في سنن النسائي، بل في سنن أبي داود (1/ 23 رقم 91) منفردًا به عن باقي الكتب الستة، كما في تحفة الأشراف (10/ 435 رقم 14879).

(2/175)


1693 - وعن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
رواه د (1) ت (2)، وقال: حديث حسن.

1694 - عن علي -عليه السلام- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وجد في بطنه رزءًا فلينصرف حتى يفرغ من حاجته، ثم يعود إلى صلاته".
رواه الإمام أحمد (3).

256 - باب إِذا حضرت الصلاة والعشاء
1695 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء، ولا يعجل حتى يفرغ منه".
رواه خ (4) م (5).

1696 - عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم". رواه خ (6) م (7).

1697 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وضع العَشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء". رواه خ (8) م (9).
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 22 رقم 90).
(2) جامع الترمذي (2/ 189 رقم 357).
(3) المسند (1/ 88، 99).
(4) صحيح البخاري (2/ 187 رقم 673).
(5) صحيح مسلم (1/ 392 رقم 559).
(6) صحيح البخاري (2/ 187 رقم 672).
(7) صحيح مسلم (1/ 392 رقم 557).
(8) صحيح البخاري (2/ 186 رقم 671).
(9) صحيح مسلم (1/ 392 رقم 558).

(2/176)