السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

باب سجود السهو
257 - ذكر من سلم قبل تمام صلاته
1698 - عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاة العشي -قال محمد: وأكثر ظني العصر- ركعتين، ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها، وفيهم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه، وخرج سرعان (1) الناس، فقالوا: قصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذو (2) اليدين (فقال) (3): أنسيت أم قصرت؟ فقال: لم أنس ولم تقصر. قال: بلى قد نسيت. فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده -أو أطول- ثم رفع رأسه فكبر (ثم وضع رأسه فكبر، فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر) (4) ".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- ومسلم (6) وفي لفظ للبخاري (7) "قال ابن سيرين: قد سماها أبو هريرة، ولكن نسيت أنا، قال: فصلى بنا ركعتين، ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى على اليسرى، وشبك بين أصابعه، ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى، وخرجت السرعان من أبواب المسجد، فقالوا: قصرت الصلاة -وفي القوم
__________
(1) السرعان -بفتح السين والراء- أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويُقبلون عليه بسرعة، ويجوز تسكين الراء. النهاية (2/ 361).
(2) قال القسطلاني في إرشاد الساري (2/ 367): وللأربعة: "ذا اليدين".
(3) في "الأصل": فقالوا. والمثبت من صحيح البخاري.
(4) من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (3/ 119 رقم 1229).
(6) صحيح مسلم (3/ 401 - 404 رقم 573).
(7) صحيح البخاري.

(2/177)


أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فهابا أن يكلماه، وفي القوم رجل في يده طول، يقال له: ذو اليدين، قال: يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: لم أنس ولم تقصر. فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم. فتقدم فصلى ما ترك، ثم سلم، ثم كبر، وسجد مثل سجوده -أو أطول- ثم رفع رأسه وكبر، فربما سألوه ثم سلم فيقول. نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم".
وفي رواية مسلم (1): "فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينًا وشمالًا، فقال: ما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: صدق، لم تصل إلا ركعتين. فصلى ركعتين وسلم، ثم كبر، ثم سجد، ثم كبر فرفع، ثم كبر سجد، ثم كبر ورفع. قال: وأُخبرت عن عمران ابن حصين أنه قال: وسلم". وفي بعض روايات مسلم (2): "صلاة العصر" بغير شك.
ورواه د (3): "فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القوم فقال: أصدق دْو اليدين؟ فأومئوا أي نعم، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامه فصلى ركعتين الباقيتين ثم سلم ... ".
وذكر بقيته، قال د: ولم يذكر "فأومئوا" إلا حماد بن زيد.

1699 - عن عمران بن حصين: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العصر فسلم في ثلاث ركعات، ثم دخل منزله، فقام رجل يقال له: الخرباق -وكان في يديه طول- فقال: يا رسول الله، فذكر له صنيعه وخرج غضبان يجر رداءه حتى انتهى إلى الناس، فقال: أصدق هذا؟ قالوا: نعم. فصلى ركعة ثم سلم، ثم سجد سجدتين ثم سلم".
__________
(1) صحيح مسلم (3/ 401 رقم 97/ 573).
(2) صحيح مسلم (4/ 401 رقم 99/ 573).
(3) سنن أبي داود (1/ 264 - 263 رقم 1008).

(2/178)


رواه م (1)، ولأبي داود (2) ت (3): "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (صلى) (4) بهم فسها، فسجد سجدتين، ثم تشهد، ثم سلم". قال ت: حديث حسن غريب.

1700 - عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سها، فسلم في الركعتين، فقال له رجل -يقال له: ذو اليدين- يا رسول الله، أقصرت الصلاة، أم نسيت؟ قال: ما قصرت وما نسيت. قال: إنك صليت ركعتين. قال: أكما يقول دْو اليدين؟ قالوا: نعم. فتقدم فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو".
رواه د (5) ق (6) -وهذا لفظه- وإسناده على شرط الصحيح، والله أعلم.

1701 - عن عطاء: "أن ابن الزبير صلى المغرب فسلم في ركعتين، ونهض يستلم الحجر، فسبح القوم، فقال: ما شأنكم؟ قال: فصلى ما بقي وسجد سجدتين، قال: فذكر ذلك لابن عباس، فقال: ما أماط عن سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -".
رواه الإمام أحمد (7).

1702 - عن معاوية بن حديج: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يومًا، فسلم، وقد بقيت من الصلاة ركعة، فأدركه رجل فقال: نسيت من الصلاة ركعة. فرجع فدخل المسجد، وأمر بلالًا فأقام الصلاة فصلى للناس ركعة، فأخبرت بذلك الناس، فقالوا لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لا، إلا أن أراه. فمر بي. فقلت: هذا
__________
(1) صحيح مسلم (4/ 401 - 405 رقم 574).
(2) سنن أبي داود (1/ 273 رقم 1039).
(3) جامع الترمذي (2/ 240 - 241 رقم 395).
(4) في "الأصل": فصلى. والمثبت من سنن أبي داود وجامع الترمذي.
(5) سنن أبي داود (1/ 267 رقم 1017).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 383 رقم 1213).
(7) المسند (1/ 351).

(2/179)


هو. (فقالوا) (1): هذا طلحة بن عبيد الله".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) -واللفظ له- س (4)، وعند الإمام أحمد: "فسلم وانصرف، وقد بقي من الصلاة ركعة".

258 - باب ما يستدل به على أنه لا يجوز أن يكون حديث ابن مسعود في تحريم الكلام الذي تقدم ناسخًا لحديث أبي هريرة وغيره (5)
وذلك لتقدم حديث عبد الله وتأخير حديث أبي هريرة وغيره؛ فإن عبد الله ابن مسعود رجع من أرض الحبشة قبل هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدرًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصته كانت قبل الهجرة.

1703 - عن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود قال: "بعثنا رسول الله -رضي الله عنه - إلى النجاشي، ونحن ثمانون رجلاً، ومعنا جعفر بن أبي طالب ... ". فذكر الحديث في دخولهم على النجاشي، وفي آخره: "فجاء ابن مسعود فبادر فشهد بدرًا".
رواه البيهقي (6) من مسخد أبي داود الطيالسي (7).
وذكر عبد الملك بن هشام في "السيرة" (8) عن زياد بن عبد الله البكائي عن
__________
(1) في "الأصل": فقال. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) المسند (6/ 140).
(3) سنن أبي داود (1/ 269 رقم 1023).
(4) سنن النسائي (2/ 18 - 19 رقم 663).
(5) انظر مناقشة ابن التركماني لهذا الفصل في الجوهر النقي (2/ 360 - 369).
(6) السنن الكبرى (2/ 361).
(7) مسند الطيالسي (46 رقم 346).
(8) السيرة النبوية (2/ 229).

(2/180)


محمد بن إسحاق قال: وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -الذين خرجوا إلى أرض الحبشة- إسلام أهل مكة، فأقبلوا لما بلغهم من ذلك (حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من) (1) إسلام أهل مكة كان باطلاً، فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفيًا، فكان (ممن) (2) قدم (مكة) (1) منهم فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة فشهد معه بدرًا وأحدًا .. فذكر منهم عبد الله بن مسعود، وإسلام أبي هريرة كان متأخرًا، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر.

1704 - عن عراك بن مالك قال: سمعت أبا هريرة يقول: "قدمت المدينة والنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، ورجل من بني غفار يؤم الناس".
رواه البيهقي (3).

1705 - وروى خ (4) من رواية الزهري عن عنبسة بن سعيد بن العاص عن أبي هريرة قال: "قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بخيبر بعدما افتتحوها".
وقد روى حديث السهو عمران بن حصين وكان إسلام عمران بعد بدر، وحديث معاوية بن حديج أيضًا في السهو، وقد قيل أنه أسلم قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بشهرين، وحديث زيد بن أرقم- الذي تقدم في الكلام في الصلاة (5): "أنهم كانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (6) قال: فأمرنا بالسكوت" وزيد بن أرقم من الأنصار من أهل المدينة فيحتمل أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه متقدمًا ثم أذن فيه، ثم نهى عنه لما نزلت الآية، ويحتمل أن يكون
__________
(1) من السيرة النبوية لابن هشام.
(2) في "الأصل": من. والمثبت من السيرة النبوية.
(3) السنن الكبرى (2/ 363).
(4) صحيح البخاري (6/ 47 رقم 2827).
(5) الحديث رقم (1677).
(6) سورة البقرة، الآية: 238.

(2/181)


حديث زيد بن أرقم ومن كان يتكلم في الصلاة لم يبلغهم نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما نزلت الآية انتهوا، واللَّه أعلم.
وإنما جاء ذلك فيمن غلط في ذكر ذي اليدين، فقال: ذو الشمالين. فظن أنه هو، فقال: هذا كان قبل بدر. لظنه أن القائل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذو الشمالين، وهما اثنان وأن ذا الشمالين بن عمر بن نضلة من بني غيشان حليف لبني زهرة من خزاعة قتل يوم بدر، وذو اليدين اسمه خرباق، ويكنى أبا الغربان، بقي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - مدة، وهو الذي روى عنه في حديث السهو.

1706 - فروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في "المسند" (1) عن نصر بن علي عن (معدي) (2) بن سليمان -ثقة- قال: أتيت مطيرًا لأسأله عن حديث ذي اليدين فأتيته فسألته، فإذا هو شيخ كبير لا ينفذ الحديث من الكبر، فقال: ابنه شعيث: (3) بلى يا أبت حدثتنى أن ذا اليدين لقيك بذي (خشب) (4) فحدثك: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم إحدى صلاتي العشي وهي العصر ركعتين ثم سلم، فخرج سرعان الناس فقالوا: قصرت الصلاة -وفي القوم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- قال ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: ما قصرت الصلاة ولا نسيت، ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال: ما يقول دْو اليدين؟ فقالا: صدق يا
__________
(1) المسند (4/ 77).
(2) في "الأصل": مهدي. والمثبت من المسند، ومعدي بن سليمان أبو سليمان صاحب الطعام ضعفه البخاري وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، ترجمته في التهذيب (28/ 258 - 259).
(3) في مسند أحمد: شعيب. بالباء الموحدة، وهو تصحيف، فقد ضبطها ابن ماكولا في الإكمال (5/ 59): بالثاء المعجمة بثلاث.
(4) في "الأصل": خششب. بالشين المكررة، والمثبت من المسند، وخشب -بضمتين- راد على مسيرة ليلة من المدينة، له ذكر كثير في الحديث والمغازي، ويقال له: ذو خشب. النهاية (2/ 32) وانظر معجم البلدان (2/ 426).

(2/182)


رسول الله. فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وثاب الناس، وصلى بهم ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو".
رواه عبد الله (1) أيضًا عن محمد بن المثنى عن (معدي) (2) بن سليمان عن شعيب بن مطير، (عن أبيه مطير، ومطير) (3) حاضر يصدقه بمقالته.
وقد صح في خ (4) م (5) من حديث أبي هريرة: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي" فلا يحتمل مع هذا (أن) (6) يكون هو ذو (7) الشمالين.

259 - باب وجوب إِجابة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة وفي غيرها
1707 - عن أبي سعيد بن المعلى قال: "كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي. فقال: ألم يقل الله -عز وجلّ- {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} (8)؟ ثم قال: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن نخرج من المسجد. ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: (الحمد للَّه رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي
__________
(1) المسند (4/ 77).
(2) في "الأصل": مهدي. وفي المسند: معدل. وتقدم الصواب.
(3) من المسند.
(4) صحيح البخاري (3/ 119 رقم 1229).
(5) صحيح مسلم (3/ 401 رقم 573).
(6) في "الأصل": أين.
(7) كذا في "الأصل".
(8) سورة الأنفال: الآية: 24.

(2/183)


أوتيته" (1)، وفي لفظ (2): "فلم آته حتى صليت ثم أتيته".
رواه خ.

1708 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أبي بن كعب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أُبيُّ. وهو يصلي، فالتفت أبي فلم يجبه، وصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وعليك السلام، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟ فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة. قال: فلم تجد فيما أوحي إليَّ أن (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لما يحييكم) (3)؟ قال: بلى، ولا أعود إن شاء الله. قال: تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ قال: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف تقرأ في الصلاة؟ قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته".
رواه س (4) ت (5) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن صحيح.

260 - باب إِذا ترك التشهد الأول
1709 - عن عبد الله ابن بحينة أنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام من اثنتين من الظهر لم يجلس بينهما، فلما قضى صلاته سجد سجدتين، ثم سلم بعد
__________
(1) صحيح البخاري (8/ 6 - 7 رقم 4474).
(2) صحيح البخاري (8/ 158 رقم 46473).
(3) سورة الأنفال، الآية: 24.
(4) سنن النسائي (2/ 139 رقم 913).
(5) جامع الترمذي (5/ 143 رقم 2875).

(2/184)


ذلك".
رواه خ (1) م (2)، وفي رواية لهما (3): "يكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم".

1710 - عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام (الإمام) (4) من الركعتين، فلم يستتم قائمًا فليجلس، فإذا استتم قائمًا فلا يجلس، ويسجد سجدتي السهو".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) -وهذا لفظه- وهو من رواية جابر الجعفي، وقد تقدم القول فيه (8).
1710 م- وروى الإمام أحمد (9) من رواية يزيد بن هارون، عن المسعودي عن زياد بن علاقة قال: "صلى بنا المغيرة بن شعبة، فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس، فسبح بن من خلفه فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم، ثم سجد سجدتين وسلم، ثم قال: هكذا صنع بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
ورواه ت (10) د (11) -وهذا لفظه- قال: "صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 111 رقم 1225).
(2) صحيح مسلم (1/ 399 رقم 570).
(3) صحيح البخاري (3/ 111 رقم 1224) وصحيح مسلم (1/ 399 رقم 570/ 86).
(4) في سنن ابن ماجه: أحدكم.
(5) المسند (4/ 253 - 254).
(6) سنن أبي داود (1/ 272 رقم 1036) وقال أبو داود: وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 381 رقم 1208).
(8) تحت الحديث رقم (855، 1323).
(9) المسند (4/ 247).
(10) جامع الترمذي (2/ 201 رقم 365).
(11) سنن أبي داود (1/ 272 رقم 1037).

(2/185)


الركعتين، قلنا: سبحان الله. قال: سبحان الله. ومضى، فلما أتم صلاته وسلم سجد سجدتي السهو، فلما انصرف قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع كما صنعت" وقال ت: حديث حسن صحيح. قال د: ورواه أبو عميس عن ثابت ابن عبيد قال: "صلى بنا المغيرة بن شعبة ... " مثل حديث زياد بن علاقة، قال د: أبو عميس أخو المسعودي، وفعل سعد بن أبي وقاص مثل ما فعل المغيرة بن شعبة وعمران بن حصين والضحاك بن قيس ومعاوية بن أبي سفيان وابن عباس أفتى بذلك وعير بن عبد العزيز. قال أبو داود: هذا فيمن قام من اثنتين (ثم) (1) سجدوا بعدما سلموا.

1711 - عن محمد بن يوسف مولى عثمان قال: سمعت أبي يحدث: "أن معاوية صلى بهم فقام في الركعتين وعليه الجلوس، فسبح الناس به، فأبى أن يجلس، حتى إذا جلس للتسليم سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يصلي".
رواه الإمام أحمد (2) س (3) والدارقطني (4)، واللفظ له.

1712 - عن عبد الرحمن بن شماسة المهري يقول: "صلى بنا عقبة بن عامر الجهني فقام وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله، سبحان الله. فلم يجلس ومضى على قيامه، فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين وهو جالس، فلما سلم قال: إني سمعتكم آنفًا تقولون: سبحان الله. لكيما أجلس، لكن السنة الذي صنعت".
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) المسند (4/ 100).
(3) سنن النسائي (3/ 33 - 34 رقم 1259).
(4) سنن الدارقطني (1/ 375 رقم 4).

(2/186)


رواه البيهقي (1).

261 - باب إِذا شك في صلاته فلم يدر كم صلى
713 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا -لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل إن (2) يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى، فليسجد سجدتين وهو جالس".
رواه خ (3) م (4).

1714 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شبه على أحدكم الشيطان وهو في صلاته فقال: أحدثت. فليقل في نفسه: كذبت. حتى يسمع صوتًا بأذنه، أو يجد ريحًا بأنفه، وإذا صلى أحدكم فلم يدر أزاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو جالس".
رواه الإمام أحمد (5) -وهذا لفظه- د (6) ق (7) س (8) ت (9)، وقال: حديث
__________
(1) السنن الكلابري (2/ 344).
(2) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 124 - 125): "إن" بكسر الهمزة، وهي نافية.
(3) صحيح البخاري (3/ 124 رقم 1231).
(4) صحيح مسلم (1/ 398 رقم 389).
(5) المسند (3/ 37).
(6) سنن أبي داود (1/ 270 رقم 1029).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 380 رقم 1204).
(8) سنن النسائي (3/ 27 - 28 رقم 1238).
(9) جامع الترمذي (2/ 243 رقم 396).

(2/187)


1715 - عن عبد الله بن جعفر أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من شك في صلاته فليسجد سجدتين بعد ما يسلم".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3)، من رواية مصعب بن شيبة، قال الإمام أحمد (4): وروى مناكير. وقال س (5): منكر الحديث.

1716 - عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل سهو سجدتان بعدما يسلم".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ق (8)، من رواية إسماعيل بن عياش (9) وزهير بن سالم العنسي (10)، وكلاهما قد تُكلم فيه.

262 - باب إِذا شك في صلاته أنه يبني على اليقين
1717 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى؛ أثلاثًا أم أربعًا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسًا؛ شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتمامًا لأربع، كانتا ترغيمًا للشيطان". رواه م (11).
__________
1715 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 182 - 184 رقم 163 - 166).
(1) المسند (1/ 205 - 206).
(2) سنن أبي داود (1/ 271 رقم 1033).
(3) سنن النسائي (3/ 30 رقم 1249).
(4) الجرح والتعديل (8/ 305 رقم 1409).
(5) سنن النسائي (8/ 128).
(6) المسند (5/ 280).
(7) سنن أبي داود (1/ 272 - 273 رقم 1038).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 385 رقم 1219).
(9) تقدم الكلام عليه تحت الأحاديث أرقام (403، 497، 524، 1166).
(10) ترجمته في التهذيب (9/ 604 - 704).
(11) صحيح مسلم (1/ 400 رقم 571).

(2/188)


1718 - عن عكرمة عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى سجدتي السهو: المرغمتين". رواه د (1).

1719 - عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلى أو ثنتين فليبن على واحدة، فإن لم يدر اثنتين صلى أو ثلاثًا فليبن علي اثنتين، و [إن] (2) لم يدر ثلاثًا صلى أو أربعًا فليبن علي ثلاث، ويسجد سجدتين قبل أن يسلم".
رواه الإمام أحمد (3) ق (4) ت (5) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية الإمام أحمد: "وإن شك في الثلاث والأربع فليجعلها ثلاثًا، حتى يكون الوهم في الزيادة".

1720 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: "لا غرار في صلاة ولا تسليم".
رواه الإمام أحمد (6) د (7)، قال الإمام أحمد: يعني -فيما أُرى- أن لا تسلم (ولا يسلم عليك، ويغرر الرجل بصلاته) (8) فينصرف وهو (فيها) (9) شاك (10).
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 269 رقم 1025).

1719 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 197 - 199 رقم 899 - 900).
(2) من بعض نسخ جامع الترمذي، وفي بعضها: فإن.
(3) المسند (1/ 190).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 381 - 382 رقم 1209).
(5) جامع الترمذي (2/ 244 - 245 رقم 398).
(6) رواه عنه أبو داود، ولم أجده في المسند.
(7) سنن أبي داود (1/ 244 رقم 928).
(8) من سنن أبي داود، وقد نقلها عن الإمام أحمد.
(9) في "الأصل": فيه، والمثبت من سنن أبي داود.
(10) قال ابن الأثير في النهاية (3/ 356 - 357): الغرار: النقصان، وغرار النوم: قلته، ويريد بغرار الصلاة نقصان هيآتها وأركانها، وغرار التسليم: أن يقول المجيب: وعليك، ولا يقول: السلام. وقيل: أراد بالغرار النوم، أي ليس في الصلاة نوم، "والتسليم" يروى بالنصب والجر، فمن جره كان معطوفًا على الصلاة كما تقدم، ومن نصب كان معطوفًا=

(2/189)


263 - باب إِذا صلى خمسًا وذكر التحري في الصلاة وذكر السجود بعد الكلام
1721 - عن عبد الله بن مسعود: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمسًا، فقيل: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا؟ صليت خمسًا، فسجد سجدتين بعدما سلم".
رواه خ (1) م (2)، ولم يقل مسلم: "بعدما سلم"، وفي رواية لهما (3) قال: قال عبد الله: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال إبراهيم: زاد أو نقص -فلما سلم، قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت كذا وكذا. قال: فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدثين ثم سلم، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه، ثم ليسجد سجدتين".
رواه خ م، وفي رواية البخاري: "ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين".
وفي رواية مسلم (4): "فليتحر الذي يرى أنه الصواب".
__________
= على الغرار، ويكون المعنى: لا نقص ولا تسليم في صلاة؛ لامن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز. اهـ.
قلت: من صور الغرار في الصلاة أن يشك هل صلى ثلاثًا أو أربعًا فيأخذ بالأكثر، ويترك اليقين وينصرف الشك، كما نقل المؤلف عن الإمام أحمد -رحمه الله- ومن أجل هذا المعنى ذكر المؤلف -رحمه الله- هذا الحديث هنا، واللَّه أعلم.
(1) صحيح البخاري (3/ 112 رقم 1226).
(2) صحيح مسلم (1/ 401 رقم 572/ 19).
(3) صحيح البخاري (1/ 600 رقم 401) وصحيح مسلم (1/ 400 رقم 572/ 89).
(4) صحيح مسلم (1/ 140 رقم 572).

(2/190)


1722 - عن عبد اللَّه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد سجدتي السهو بعد السلام وا لكلام".
رواه م (1).

264 - باب ليس على المأموم لسهو
1723 - عن عمر -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس على من خلف الإمام سهو، فإن سها الإمام فعليه وعلى من خلفه السهو، وإن سها من خلف الإمام فليس عليه سهو، والإمام كافيه".
رواه الدارقطني (2)، من رواية خارجة بن مصعب، قال يحيى بن معين (3): ليس بثقة. وفي رواية (4): ليس بشي".

265 - باب ما يفعل المأموم إِذا سها إِمامه وغير ذلك من التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
1724 - عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء".
رواه خ (5) م (6).

1725 - عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "التسبيح للرجال،
__________
(1) صحجح مسلم (1/ 402 رقم 572/ 95).
(2) سنن الدارقطني (1/ 377 رقم 1).
(3) تاريخ الدوري (3/ 356 رقم 1726).
(4) تاريخ الدوري (3/ 419 رقم 2049) وتاريخ الدارمي (106 رقم 309).
(5) صحيح البخاري (2/ 196 رقم 684).
(6) صحيح مسلم (1/ 316 رقم 421).

(2/191)


والتصفيق للنساء".
رواه خ (1) م (2).

1726 - عن (علي) (3) قال: " (كانت لي ساعة من) (4) السحر أدخل فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان قائمًا يصلي سبح بي، فكان ذلك إذنه لي، وإن لم يكن يصلي أذن لي".
رواه الإمام أحمد (5) -وهذا لفظه- س (6) ق (7).

717 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي فإذنه التسبيح، وإذا استؤذن على المرأة وهي تصلي فإذنها التصفيق".
رواه البيهقي (8).

266 - باب ما يجوز فعله في الصلاة
1728 - عن أبي قتادة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامه -بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأبي العاص بن ربيع- فإذا قام حملها، وإذا سجد وضعها".
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 93 رقم 1230).
(2) صحيح مسلم (1/ 318 رقم 422).
(3) في "الأصل": ابن عمر. والمثبت من المسند وسنني النسائي وابن ماجه، ولم أجد لابن عمر حديثًا في هذا المعنى، واللَّه أعلم.
(4) في "الأصل": رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والمثبت من المسند.
(5) المسند (1/ 77).
(6) سنن النسائي (3/ 12 رقم 1210 - 1212).
(7) سنن ابن ماجه (2/ 1222 رقم 3708).
(8) السنن الكبرى (2/ 247).

(2/192)


رواه خ (1) م (2)، وله (3): "حملها على عنقه".

1729 - عن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه".
رواه خ (4) م (5).

1730 - عن عائشة قالت: "كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني، فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتهما. قالت: والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح".
رواه خ (6) م (7).

1731 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الشيطان عرض لي فشد علي (ليقطع) (8) الصلاة عليَّ، فأمكنني الله منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول سليمان: رب هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي. فرده الله خاسئًا".
رواه خ (9) م (10)؛ لفظ البخاري، وقوله: "ذعته" أي: خنقته (11).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 703 رقم 516).
(2) صحيح مسلم (1/ 385 رقم 543/ 41) واللفظ له.
(3) صحيح مسلم (1/ 386 رقم 543/ 43).
(4) صحيح البخاري (1/ 587 رقم 385).
(5) صحيح مسلم (1/ 433 رقم 620).
(6) صحيح البخاري (1/ 586 رقم 382).
(7) صحيح مسلم (1/ 366 رقم 512).
(8) في "الأصل": القطع. والمثبت من صحيح البخاري.
(9) صحيح البخاري (3/ 97 رقم 1210).
(10) صحيح مسلم (1/ 384 رقم 541).
(11) والدَّعت والدَّعت - بالذال والدال: الدفع العنيف. النهاية (2/ 160).

(2/193)


1732 - عن أبي الدرداء قال: "قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعناه يقول: أعوذ باللَّه منك. ثم قال: ألعنك بلعنة الله. ثلاثًا، وبسط يده كانه يتناول شيئًا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله، قد سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعه (1) تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك. قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ باللَّه منك. ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة. فلم يستأخر -ثلاث مرات- ثم أردت أخذه، وواللَّه لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقًا يلعب بن ولدان أهل المدينة". رواه م (2).

1733 - عن أبي سعيد الخدري: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي صلاة الصبح -وهو خلفه- فقرأ فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين -الإبهام والتي تليها- ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطًا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل".
رواه الإمام أحمد (3)، وروى د (4) بعضه.

1734 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فأتاه الشيطان، فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقًا حتى يراه الناس".
رواه س (5)، وإسناده على رسم البخاري.
__________
(1) في صحيح مسلم: نسمعك.
(2) صحيح مسلم (1/ 385 رقم 542).
(3) المسند (3/ 82 - 83).
(4) سنن أبي داود (1/ 186 رقم 699).
(5) السنن الكبرى (6/ 442 - 443 رقم 11439).

(2/194)


267 - باب ذكر الإِشارة في الصلاة
قد تقدم حديث أم سلمة (1) في ذكر الركعتين بعد العصر أنها قالت للجارية: "فإن أشار إليك فتأخري ... " الحديث.

1735 - عن جابر بن عبد الله: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني لحاجة، ثم أدركته وهو يصلي فسلمت عليه، فأشار إليَّ، فلما فرغ دعاني، فقال: إنك سلمت عليَّ آنفًا وأنا أصلي. وهو موجه حينئذٍ قبل المشرق".
رواه م (2).

1736 - عن أنس بن مالك: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير في الصلاة".
رواه الإمام أحمد (3) د (4).

1737 - عن صهيب أنه قال: "مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فسلمت عليه، فرد إشارة. قال الراوي: لا أعلمه إلا قال: إشارة بأصبعه".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) س (7) ت (8)، وقال: حديث حسن.

1738 - عن عبد الله بن عمر قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء يصلي فيه، قال: فجاءته الأنصار يسلموا عليه -وهو يصلي- قال: فقلت لبلال: كيف
__________
(1) الحديث رقم (1102).
(2) صحيح مسلم (1/ 383 رقم 540).

1736 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 173 - 175 رقم 2603 - 2607).
(3) المسند (3/ 138).
(4) سنن أبي داود (1/ 248 رقم 943).
(5) المسند (4/ 332).
(6) سنن أبي داود (1/ 243 رقم 925).
(7) سنن النسائي (3/ 5 رقم 1185).
(8) جامع الترمذي (2/ 203 - 204 رقم 367).

(2/195)


رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا (وبسط كفه) (1) وبسط جعفر -يعني: ابن عوف- كفه وجعل بطنه أسفل وظهره إلى فوق".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) -وهذا لفظه- ت (4)، ولفظه: "كان يشير بيده".
وقال: حديث حسن صحيح.

1739 - عن عبد الله بن مسعود قال: "لما قدمت من الحبشة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه فأومأ برأسه".
رواه البيهقي (5).

1740 - عن أبي غطفان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد صلاته".
رواه الدارقطني (6)، وقال: قال لنا ابن أبي داود -رحمه الله-: أبو غطفان هذا رجل مجهول، والصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يشير في الصلاة، رواه أنس وجابر وغيرهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

268 - باب ما يجوز فعله في الصلاة من قتل الحية والعقرب وغير ذلك
1741 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوا الأسودين في
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) المسند (6/ 12).
(3) سنن أبي داود (1/ 243 - 244 رقم 927).
(4) جامع الترمذي (2/ 204 رقم 368).
(5) السنن الكبرى (2/ 260).
(6) سنن الدارقطني (2/ 83 رقم 2).

(2/196)


الصلاة: الحية والعقرب".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ق (3) س (4) ت (5)، وقال: حديث حسن صحيح.

1742 - عن عبد الله بن عباس قال: "انخسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام قيامًا طويلاً ... " فذكر الحديث وفيه: "قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناول في مقامك، ثم رأيناك تكعكعت (6). فقال: إني رأيت الجنة وتناولت منها عنقودًا، ولو (أخذته) (7) لأكلتم منه ما بقيت الدنيا".
رواه خ (8) -وهذا لفظه- ومسلم (9).

1743 - عن عائشة قالت: "خسفت الشمس فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ قراءة طويلة ... " فذكر الحديث، وفيه: "لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته، حتى لقد رأيت (10) أريد أن آخذ قطفًا من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا، حين رأيتموني تأخرت".
__________
(1) المسند (2/ 233، 248، 255، 284، 473، 275).
(2) سنن أبي داود (1/ 242 رقم 921).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 394 رقم 1245).
(4) سنن النسائي (3/ 10 رقم 1201، 1202).
(5) جامع الترمذي (2/ 233 - 234 رقم 390).
(6) أي: أحجمت وتأخرت إلى وراء. النهاية (4/ 180).
(7) هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري: أصبته.
(8) صحيح البخاري (2/ 627 - 628 رقم 1025).
(9) صحيح مسلم (2/ 626 رقم 907).
(10) في رواية الكشميهني والحموي: "رأيته" بإثبات الضمير، ولمسلم: "لقد رأيتني" قال ابن حجر: وهو أوجه، والأول صواب أيضًا، وعليه فالضمير المنصوب محذوف لدلالة ما تقدم عليه، والمعنى أبصرت ما أبصرت حال كوني. انظر إرشاد الساري (2/ 358) وفتح الباري (3/ 100).

(2/197)


رواه خ (1) م (2)؛ لفظ البخاري.

1744 - عن سهل بن سعد قال: "أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى امرأة: انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا أكلم الناس عليها. فعمل هذه الثلاث درجات، ثم أمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعت هذا الموضع، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عليه فكبر، وكبر الناس وراءه، وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس، فقال: يا أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتموا بي، ولتعلموا صلاتي".
رواه خ (3) م (4).

1745 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، والباب عليه مغلق، فجئت فاستفتحت، فمشى ففتح لي، ثم رجع إلى مصلاه. وذكر أن الباب كان في القبلة".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) س (7) ت (8)، وقال: حديث حسن غريب.

269 - باب الاعتماد على الشيء في الصلاة
1746 - عن الأزرق بن قيس قال: "كنا بالأهواز نقاتل الحرورية (9)، فبينا أنا
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 98 رقم 1212).
(2) صحيح مسلم (2/ 619 رقم 901).
(3) صحيح البخاري (2/ 461 رقم 917).
(4) صحيح مسلم (1/ 386 - 387 رقم 544).
(5) المسند (6/ 31، 183، 234).
(6) سنن أبي داود (1/ 242 رقم 922).
(7) سنن النسائي (3/ 11 رقم 1205).
(8) جامع الترمذي (2/ 497 رقم 601).
(9) الحرورية: جماعة من الخوارج خالفوا عليّا -رضي الله عنه- كان أول اجتماعهم بحروراء، -وهو موضع على ميلين من الكوفة- فنسبوا إليه. الأنساب (2/ 207).

(2/198)


على حرف نهر إذا رجل يصلي، وإذا لجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه وجعل يتبعها، قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي -قال: وجعل رجل من الخوارج يقول: اللَّهم افعل بهذا الشيخ. فلما انصرف قال: إني سمعت قولكم، وإني قد غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست أو سبع غزوات أو ثمان (1)، وشهدت تيسير النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإني إن كنت أرجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها تذهب إلى مألفها فيشق عليَّ".
رواه خ (2).

1747 - عن أم قيس بنت محصن: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أسن وحمل اللحم اتخذ عمودًا في مصلاه يعتمد عليه".
رواه د (3).

270 - باب ما ذكر من الوسوسة والتفكر في الصلاة
1748 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن اللَّه تجاوز لأمتي ما حدثت أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به"، وفي رواية: "ما لم يعمل أو يتكلم به".
رواه خ (4) م (5)، وهذا لفظه.

1749 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نودي بالصلاة أدبر
__________
(1) بغير ياء ولا تنوين، وللحموي والمستملي "ثمانيَ" بياء مفتوحة من غير تنوين، وللكشميهني "ثمانيًا". انظر إرشاد الساري (2/ 357) وفتح الباري (3/ 99).
(2) صحيح البخاري (3/ 97 - 98 رقم 1211).
(3) سنن أبي داود (1/ 249 رقم 948).
(4) صحيح البخاري (5/ 190 رقم 2528).
(5) صحيح مسلم (1/ 116 - 117 رقم 127).

(2/199)


الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم ثلاثًا صلى أو أربعًا فليسجد سجدتين وهو جالس". رواه خ (1) م (2).
1749 م- وقال البخاري (3) بغير إسناد: قال عمر -رضي الله عنه-: "إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة" (4).

1750 - عن عقبة بن الحارث قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر فلما سلم قام سريعًا، دخل على بعض نسائه، ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم من سرعته، فقال: ذكرت وأنا في الصلاة تبرًا عندنا، فكرهت أن يمسي -أو يبيت- عندنا فأمرت بقسمته". رواه خ (5).

271 - ذكر صرِّ القملة للمصلي في ثوبه
1751 - عن الحضرمي بن لاحق (عن) (6) رجل من الأنصار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وجد أحدكم القملة في ثوبه فليصرها ولا يلقها في المسجد".
(كذا) (7) رواه الإمام أحمد (8)، ورواه البيهقي (9): "إذا وجد أحدكم القملة
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 101 رقم 608).
(2) صحيح مسلم (1/ 129 رقم 389).
(3) صحيح البخاري (3/ 107) باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة.
(4) وصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح. قاله ابن حجر في الفتح (3/ 108).
(5) صحيح البخاري (3/ 107 - 108 رقم 1221).
(6) من المسند.
(7) تحرفت في "الأصل"، والمثبت أقرب للصواب.
(8) المسند (5/ 410).
(9) السنن الكبرى (2/ 294).

(2/200)


وهو يصلي فلا يقتلها، ولكن يصرها حتى يصلي".

272 - باب في مس اللحية في الصلاة
1752 - عن عمرو بن حريث قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وربما مسح لحيته وهو يصلي".
رواه البيهقي (1).

273 - باب ذكر التنحنح في الصلاة
1753 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "كان لي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعة آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنت فإن وجدته يصلي تنحنح دخلت، وإن وجدته فارغًا أذن لي".
رواه الإمام أحمد (2) ق (3) س (4) -وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد: "كان لي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح".

274 - باب ذكر البكاء في الصلاة
قال الله -عز وجل-: (خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (5).

1754 - عن ابن عمر قال: "لما اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه قيل له (في) (6)
__________
(1) السنن الكبرى (2/ 264).
(2) المسند (1/ 80).
(3) سنن ابن ماجه (2/ 1222 رقم 3708).
(4) سنن النسائي (3/ 12 رقم 1210).
(5) سورة مريم، الآية: 58.
(6) من صحيح البخاري.

(2/201)


الصلاة. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل (أسيف) (1) وهو إذا قرأ غلبه البكاء ... " الحديث.
رواه خ (2).

1755 - عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: "مروا أبا بكر يصلي بالناس. قالت عائشة: قلت أنا: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يُسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس. ففعلت حفصة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مه إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس. فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ومسلم (4).

1756 - عن عبد الله بن الشخير قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي صدره أزيز (5) كأزيز المرجل من البكاء".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) س (8)، وعنده: "وقال: يعني: يبكي".
__________
(1) في صحيح البخاري: رقيق. والأسيف: سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق. النهاية (1/ 48).
(2) صحيح البخاري (2/ 193 رقم 682).
(3) صحيح البخاري (2/ 241 رقم 716).
(4) صحيح مسلم (1/ 311 رقم 418).

1756 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 462 - 464 رقم 436 - 443).
(5) أي خنين من الخوف -بالخاء المعجمة- وهو صوت البكاء، وقيل: هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء. النهاية (1/ 45).
(6) المسند (4/ 25، 26).
(7) سنن أبي داود (1/ 238 رقم 904).
(8) سنن النسائي (3/ 13 رقم 1213).

(2/202)


275 - باب ذكر التحميد في الصلاة
1757 - عن عبد الله بن عمر قال: "بينما نحن نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رجل: الله أكبر كبيراً، والحمد للَّه كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من القائل كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا قلتها يا رسول الله. فقال: عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء. قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولوهن".
رواه م (1).

1758 - عن رفاعة بن رافع قال: "صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطست، فقلت: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف، فقال: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يكلمه أحد، ثم قالها الثانية: من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع بن عفراء: أنا يا رسول الله. قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد للَّه حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى. فقال: والذي نفسي بيده؟ لقد ابتدرتها بضعة وثلاثون ملكًا أيهم يصعد بها".
رواه د (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن.
1758 م- وقد روى (5) عن رفاعة بن رافع قال: "كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده. قال رجل وراءه: ربنا ولك
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 420 رقم 601).
(2) سنن أبي داود (1/ 204 رقم 77).
(3) سنن النسائي (2/ 145 رقم 93).
(4) جامع الترمذي (2/ 254 - 255 رقم 404).
(5) صحيح البخاري (2/ 332 رقم 799).

(2/203)


الحمد حمدًا كثيرًا طيباً مباركًا فيه. فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا. قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول".

1759 - عن عامر بن ربيعة قال: "عطس شاب من الأنصار خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة، فقال: الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه حتى يرضى ربنا، وبعدما يرضى من أمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من القائل الكلمة؟ فسكت الشاب ثم قال: من القائل الكلمة، فإنه لم يقل بأسًا؟ فقال: يا رسول الله، أنا قلتها، لم أرد بها إلا خيرًا. قال: مما تناهت دون عرش الرحمن جل ذكره". رواه د (1).

1760 - عن وائل بن حجر قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: الحمد للَّه كثيراً طيبًا مباركًا فيه. فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من القائل؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت إلا الخير. فقال: لقد فتحت لها أبواب السماء فلم ينهها دون العرش" (2).
رواه الإمام أحمد (3).

276 - باب ذكر الدعاء في الصلاة والتعوذ
1760 م- تقدم حديث حذيفة (4)، وفيه قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة ... " وفيه: "يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ". رواه م (5).
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 205 - 206 رقم 774).
(2) رواه النسائي (2/ 145 - 146 رقم 931) وابن ماجه (2/ 1249 - 1250 رقم 3802).
(3) المسند (4/ 317).
(4) الحديث رقم (1398).
(5) صحيح مسلم (1/ 536 - 537 رقم 772).

(2/204)


1761 - عن عوف بن مالك قال: "قمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدأ فاستاك ثم توضأ، ثم قام يصلي، وقمت معه، فبدأ فاستفتح البقرة، ولا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ، ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. ثم سجد يقول في سجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. ثم قرأ آل عمران ثم (سورة سورة) (1) ففعل مثل ذلك".
رواه الإمام أحمد في (2) -وهذا لفظه- وأبو داود (3) س (4)، وعنده: "ثم سجد بقدر ركوعه".
ولم يذكر أبو داود الوضوء والسواك.

1762 - عن عائشة قالت: "كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة التمام، وكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله -عز وجل- واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله -عز وجل- ورغب إليه".
رقم؟ اه الإمام أحمد (5).

1763 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة -ليست بفريضة- فمر بذكر الجنة والنار فقال: أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار" (6).
رواه الإمام أحمد (7).
__________
(1) هذا لفظ سنن أبي داود، وفي المسند: "سورة" فقط.
(2) المسند (6/ 24).
(3) سنن أبي داود (1/ 230 - 231 رقم 873).
(4) سنن النسائي (2/ 223 رقم 1131).
(5) المسند (6/ 92، 119).
(6) رواه أبو داود (1/ 333 رقم 881) وابن ماجه (1/ 429 - 430 رقم 1352).
(7) المسند (4/ 347).

(2/205)


1764 - عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت أعرابيًا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قرأ منكم "بالتين والزيتون" فانتهى إلى آخرها (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (1) فليقل: وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ: "لا أقسم بيوم القيامة" فانتهى إلى: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أن يُحْييِ الْمَوْتَى) (2) فليقل: بلى. ومن قرأ "والمرسلات" فبلغ: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (3) فليقل: آمنا باللَّه. قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي وانظر لعله، قال: يا ابن أخي، أتظن أني لم أحفظه، لقد حججت ستين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه".
رواه د (4).

1765 - عن موسى بن أبي عائشة قال: "كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أن يُحْييِ الْمَوْتَى) (2) قال: سبحانك فبلى. فسألوه عن ذلك، فقال: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه د (5).

277 - باب ذكر الإِمامة في المصحف
1766 - عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنها كان يؤمها غلامها ذكوان في المصحف في رمضان". رواه البيهقي (6).
__________
(1) سورة التين، الآية: 8.
(2) سورة القيامة، الآية: 40.
(3) سورة المرسلات، الآية: 50.
(4) سنن أبي داود (1/ 334 رقم 887).
(5) سنن أبي داود (1/ 333 - 334 رقم 884).
(6) السنن الكبرى (2/ 253).

(2/206)


278 - باب جماع الإِمامة
1767 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يصلون لكم فإن أصابوا فلكم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم".
رواه خ (1).

1768 - عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئًا فعليه ولا عليهم".
رواه الإمام أحمد (2) د (3)، وليس عند أبي داود: "وأتم الصلاة".

1769 - عن أبي حازم قال: "كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه يصلون بهم، فقيل له: تفعل هذا ولك من القدم ما لك؟! قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الإمام ضامن؛ فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء -يعني: فعليه ولا عليهم".
رواه ق (4).

279 - باب في الإِمام إِذا ذكر أن عليه جنابة
1770 - عن أبي هريرة قال: "أقيمت الصلاة فسوى الناس صفوفهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم وهو جنب فقال: على مكانكم. فرجع فاغتسل ثم خرج ورأسه يقطر ماءً فصلى بهم".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 219 رقم 694).
(2) المسند (4/ 145، 154، 156، 201).
(3) سنن أبي داود (1/ 158 رقم 580).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 314 رقم 981).

(2/207)


رواه خ (1) -وهذا لفظه- ومسلم (2)، وفي لفظ للبخاري (3) أيضًا: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج وقد أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف، حتى إذا قام في مصلاه انتظرنا أن يكبر، انصرف قال: على مكانكم. فمكثنا على هيئتنا حتى خرج إلينا ينطف (4) رأسه ماء، وقد اغتسل".
وفي رواية ق (5) قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فكبر، ثم أشار إليهم فمكثوا" وفي آخره: "إني خرجت إليكم جنبًا، وإني نسيت حتى قمت في الصلاة".

1771 - عن أبي بكرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استفتح الصلاة فكبر، ثم أومأ إليهم أن مكانكم، ثم دخل فخرج ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما قضى الصلاة قال: إنما أنا بشر، وإني كنت جنبًا".
رواه الإمام أحمد (6) وأبو داود (7).

280 - باب كراهية التدافع على الإِمامة
1772 - عن سلاَّمة بنت الحر -أخت خرشة بن الحر الفزاري- قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد، لا يجدون إمامًا يصلي بهم". رواه الإمام أحمد (8) د (9) ق (10).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 144 - 145 رقم 640).
(2) صحيح مسلم (1/ 422 - 423 رقم 605).
(3) صحيح البخاري (2/ 143 رقم 639).
(4) أي: يقطر. النهاية (5/ 75).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 385 رقم 1220).
(6) المسند (5/ 41، 45).
(7) سنن أبي داود (1/ 60 رقم 233، 234).
(8) المسند (6/ 381).
(9) سنن أبي داود (1/ 158 - 159 رقم 581).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 314 رقم 982).

(2/208)


281 - باب من أحق بالإمامة
1773 - عن أبي مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلمًا، ولا يؤمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" وفي رواية: "فليؤمهم اكبرهم سنًّا" بدل "سلمًا". رواه م (1).

1774 - عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم". رواه م (2).

1775 - عن مالك بن الحويرث قال: "أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا رفيقًا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه فقال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم".
قال الحذاء (3): وكانا متقاربين في القراءة.
رواه خ (4) م (5) -واللفظ له- وزاد البخاري بعد "مروهم": "وصلوا كما رأيتموني أصلي" وليس عند البخاري قول خالد الحذاء.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 465 رقم 673).
(2) صحيح مسلم (1/ 464 رقم 672).
(3) إنما قال خالد الحذاء هذا بعد رواية أخرى فيها يقول مالك بن الحويرث: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وصاحب لي" كما في صحيح مسلم.
(4) صحيح البخاري (2/ 130 رقم 628).
(5) صحيح مسلم (1/ 465 - 466 رقم 674).

(2/209)


1776 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليؤذن لكم خياركم، وليؤمنكم) (1) قراؤكم". رواه د (2) ق (3).

282 - باب صلاة الإِمام خلف رجل من رعيته
1777 - عن المغيرة بن شعبة قال: "تخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتخلفت معه فلما قضى حاجته قال: معك ماء؟ فأتيته بمطهرة فغسل كفيه ووجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، فضاق كُم الجبة فأخرج يده من تحث الجبة، وألقى الجبة على منكبيه وغسل ذراعيه ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه، ثم ركب (وركبت) (4) فانتهينا إلى القوم وقد قاموا إلى الصلاة، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وقد ركع بهم ركعة، فلما أحس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ذهب يتأخر فأومأ إليه فصلى بهم، فلما سلم قام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا".
رواه م (5)، ولأبي داود (6) قال: "فصليت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه ركعة، فلما سلم قام فصلى الركعة التي سبق بها، ولم يزد عليها شيئًا".

1778 - عن عائشة قالت: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خلف أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعدًا".
رواه س (7) ت (8)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
__________
(1) في سنني أبي داود وابن ماجه: ليؤمكم.
(2) سنن أبي داود (1/ 161 رقم 590).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 240 رقم 726).
(4) تحرفت في "الأصل" إلى: كنت. والمثبت من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (1/ 230 رقم 274/ 81).
(6) سنن أبي داود (1/ 38 - 39 رقم 152).
(7) سنن النسائي (2/ 80 رقم 785).
(8) جامع الترمذي (2/ 196 رقم 362) واللفظ له.

(2/210)


1779 - عن أنس بن مالك قال: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه خلف أبي بكر قاعدًا في ثوبٍ متوشحًا به".
رواه س (1) ت (2) -واللفظ له- وقال: حديث حسن صحيح.

283 - باب إِمامة أهل الدين والعلم والفضل
1780 - عن عبد الله بن مسعود قال: "لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فأتاهم عمر -رضي الله عنهم- فقال: ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أبا بكر يصلي بالناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر -رضي الله عنه- قالوا: نعوذ باللَّه أن نتقدم أبا بكر".
رواه الإمام أحمد (3) س (4)، وفي رواية الإمام أحمد: "أن يؤم الناس".

1781 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا أئمتكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم -عز وجل".
رواه الدارقطني (5).

284 - باب إِمامة الأعمى
1782 - عن محمود بن الربيع الأنصاري: "أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه -وهو أعمى- وأنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، إنها تكون الظلمة والسيل وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانًا أتخذه مصلى.
__________
1779 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 85 - 87 رقم 1760 - 1790).
(1) سنن النسائي (2/ 79 رقم 784).
(2) جامع الترمذي (2/ 197 - 198 رقم 363).
(3) المسند (1/ 21، 396، 405).
(4) سنن النسائي (2/ 74 - 75 رقم 776).
(5) سنن الدارقطني (2/ 87 - 88 رقم 10).

(2/211)


فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين تحب أن أصلي؟ فأشار إلى مكان في البيت فصلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (1)، وروى مسلم (2) حديث عتبان وفيه: "يا رسول الله، إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي ... " الحديث.

1783 - عن أنس بن مالك: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى" (3)، وفي رواية (4): "على المدينة مرتين".
رواه الإمام أحمد (5) د، وهذا لفظه.

285 - باب إِمامة المولى والعبد
1784 - عن عبد الله بن عمر قال: "لما قدم المهاجرون الأولون العصبة -موضع بقباء- قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنًا".
رواه خ (6)، وفي رواية (7) له: "كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجد قباء (وفيهم أبو بكرو) (8) عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأبو سلمة بن عبد الأسد وزيد (و) (9) عامر بن ربيعة".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 184 رقم 667).
(2) صحيح مسلم (1/ 455 - 456 رقم 33/ 263).

1783 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 91 - 92 رقم 2501 - 2504).
(3) سنن أبي داود (1/ 162 رقم 595).
(4) سنن أبي داود (3/ 131 رقم 2931).
(5) المسند (3/ 132).
(6) صحيح البخاري (2/ 216 رقم 692).
(7) صحيح البخاري (13/ 179 رقم 7175).
(8) في "الأصل": فيها. والمثبت من صحيح البخاري.
(9) في "الأصل": به. والمثبت من صحيح البخاري.

(2/212)


1785 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
رواه خ (1).

286 - باب إِمامة الصبي
1786 - عن عمرو بن سلمة الجرمي قال: "كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان نسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله أوحى إليه كذا، وكنت أحفظ ذلك الكلام فكأنما يُغْرَى (2) في صدري، وكانت العرب تَلَوَّم (3) بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه؛ فإن ظهر عليهم فهو نبي صادق. فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبادر أبي قومي يإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم واللَّه من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنًا، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 216 رقم 693).
(2) بضم التحتانية، وسكون الغين المعجمة، وفتح الراء، من التغرية، أي: كأنما يلصق في صدري، وللإسماعيلي في مستخرجه: "يغرى" بغين معجمة وراء ثقيلة، أي: يلصق بالغراء، ورجحها عياض، ولأبي ذر عن الكشميهني: "يقر" بقاف مفتوحة وراء مشددة من القرار، وفي رواية عن الكشميهني: "يقرى" بزيادة ألف مقصورة من التقرية، أي: يجمع، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي -ونسبها الحافظ للأكثر-: "يقرأ" بسكون القاف آخره همزة مضمومة من القراءة. إرشاد الساري (2/ 398) وفتح الباري (3/ 617).
(3) أي: تنتظر، أراد تتلوم، فحذف إحدى التاءين تخفيفًا، وهو كثير في كلامهم. النهاية (4/ 278).

(2/213)


علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا است قارئكم. فاشتروا فقطعوا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص".
كذا رواه خ (1).

1787 - عن ابن مسعود قال: "لا يؤم الغلام حتى تجب عليه الحدود".

1788 - وعن ابن عباس قال: "لا يؤم الغلام حتى يحتلم".
رواهما أبو بكر الأثرم (2).

287 - باب إِمامة المسافر بالمقيم
1789 - عن عمران بن حصين قال: "ما سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفرًا إلا صلى ركعتين ركعتين حتى يرجع، وإنه أقام بمكة زمان الفتح ثماني عشرة ليلة يصلي بالناس ركعتين ركعتين إلا المغرب، ثم يقول: يا أهل مكة، قوموا فصلوا ركعتين أخرتين؛ فإنا سفر".
رواه الإمام أحمد (3).

1790 - عن سالم بن عبد الله أعن أبيه (4): "أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا قدم مكة صلى بهم ركعتين، ثم يقول: يا أهل مكة، أتموا صلاتكم، فإنا قوم سفر".
رواه مالك (5) في الموطأ، ورواه (5) عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن
__________
(1) صحيح البخاري (7/ 616 رقم 4302).
(2) عزاهما له المجد ابن تيمية في المنتقى (3/ 165).
(3) المسند (4/ 430).
(4) من الموطأ.
(5) الموطأ (1/ 144 رقم 19).

(2/214)


الخطاب مثل ذلك.

288 - باب إِمامة النساء
1791 - عن (أم) (1) ورقة بنت نوفل: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما غزا بدرًا قالت قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم؛ لعل الله -عز وجل- يرزقني شهادة. قال: قري في بيتك فإن الله -عز وجل- يرزقك الشهادة. قال: فكانت تسمى الشهيدة، قال. وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى تتخذ في دارها مؤذنًا فأذن لها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنًا يؤذن لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها، وكانت دبرت غلامًا لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت، وذهبا، فأصبح عمر فقام في الناس فقال: من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما. فأمر بهما فصُلبا، فكانا أول مصلوبين بالمدينة".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) -وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث: "أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يزورها في كل جمعة، وأنها قالت: يا نبي الله -يوم بدر- أتأذن فأخرج معك أمرض مرضاكم وأداوي جرحاكم، لعل الله يهدي لي شهادة؟ قال: قري فإن الله -عز وجل- يهدي لك شهادة. وكانت أعتقت جارية لها وغلامًا عن دبر منها، فطال عليهما فغماها في قطيفة حتى ماتت، وهربا، فأتي عمر فقيل: إن أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها وهربا. فقام عمر -رضي الله عنه- في الناس فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يزور أم ورقة، يقول: انطلقوا نزور الشهيدة. وإن فلانة جاريتها وفلانًا غلامها
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) المسند (6/ 405).
(3) سنن أبي داود (1/ 161 رقم 591).

(2/215)


غماها ثم هربا فلا يؤوهما أحد، ومن وجدهما فليأت بهما، فأتي بهما فصلبا، فكانا أول مصلوبين، وكانت قد جمعت القرآن، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها".

1792 - عن ريطة الحنفية قالت: "أمَّتنا عائشة، فقامت بينهن في الصلاة المكتوبة" (1).

1793 - عن حجيرة بنت حصن -أو حصين- قالت: "أمَّتنا أم سلمة في صلاة العصر، فقامت بيننا" (2).
رواهما الدارقطني.

289 - باب إِمامة الزائر
1794 - عن مالك بن الحويرث قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من زار قومًا فلا يؤمهم، وليؤمهم رجل منهم".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5) ت (6)، وقال: حديث حسين.

290 - باب ما روي في رضاء المأمومين بالإِمام وإِذنهم (7)
1795 - عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة:
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 404 رقم 2).
(2) سنن الدارقطني (1/ 405 رقم 3).
(3) المسند (3/ 436، 5/ 53).
(4) سنن أبي داود (1/ 162 - 163 رقم 596).
(5) سنن النسائي (2/ 79 - 80 رقم 786).
(6) جامع الترمذي (2/ 187 رقم 336).
(7) تشبه أن تكون في "الأصل": بإذنهم.

(2/216)


عبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجل أم قومًا وهم له (راضون) (1) ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل ليلة".
رواه ت (2).

1796 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل لرجل يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يؤم قومًا إلا بإذنهم، ولا يختص نفسه بدعوة فإن فعل فقد خانهم".
رواه د (3).

291 - باب في رجل يؤم القوم وهم له كارهون
1797 - عن عبد الله بن عمرو أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قومًا وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارًا -والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته- ورجل اعتبد محررًا".
رواه د (4) ق (5)، من رواية عبد الرحمن الأفريقي، وقد تقدم القول فيه (6)، وفي رواية ق: "يفوته الوقت".

1798 - عن أبي أمامة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق (حتى يرجع) (7)، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم
__________
(1) في "الأصل": راجعون. والمثبت من جامع الترمذي، وتقدم هذا الحديث تحت رقم (858).
(2) جامع الترمذي (4/ 312 رقم 1986) وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
(3) سنن أبي داود (1/ 23 رقم 91).
(4) سنن أبي داود (1/ 162 رقم 593).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 311 رقم 970).
(6) تحت الحديث رقم (840).
(7) من جامع الترمذي.

(2/217)


وهم له كارهون".
رواه ت (1)، وقال: حديث حسن غريب.

1799 - عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرًا: رجل أم قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان".
رواه ق (2).

292 - باب إِمامة الأعرابي والفاجر والجائر
1800 - عن عبد الله بن عدي بن الخيار: "أنه دخل على عثمان -وهو محصور- فقال: (إنك) (3) إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وهو يصلي لنا إمام فتنة (وأنا أتحرج) (4) من الصلاة معه؟ فقال له عثمان: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم".
(رواه) (5) البخاري، قال لنا محمد بن يوسف: ثنا الأوزاعي، فذكره.

1801 - عن نافع قال: "كان ابن عمر يصلي مع الخشبية (6) والخوارج في زمن ابن الزبير، وهم يقتتلون، فقيل له: أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء، وبعضهم يقتل بعضًا؟! فقال: من قال: حي على الصلاة، أجبته، ومن قال: حي على الفلاح،
__________
(1) جامع الترمذي (2/ 193 رقم 360).

1799 - خرجه الضياء في المختارة (10/ 374 - 376 رقم 400 - 401).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 311 رقم 971).
(3) تحرفت في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(4) في صحيح البخاري: ونتحرج.
(5) في "الأصل": وقواه. والمثبت أقرب للصواب، واللَّه أعلم.
(6) هم أصحاب المختار بن عبيد. النهاية (2/ 33).

(2/218)


أجبته. ومن قال: حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلت: لا".
رواه سعيد بن منصور.

1802 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صلوا على من قال: لا إله إلا الله، وصلوا وراء من قال: لا إله إلا الله". رواه الدارقطني (1).

1803 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: "ولا تؤمَّنَّ امرأة رجلاً، ولا أعرابي مهاجرًا، ولا فاجر مؤمنًا إلا أن يقهره سلطان يخاف سوطه وسيفه".
رواه ق (2)، من رواية عبد الله بن محمد العدوي (3) عن علي بن زيد (4)، وكلاهما متكلم فيه.

1804 - عن مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، برًّا كان أو فاجرًا، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم، برًّا كان أو فاجرًا، وإن عمل بالكبائر".
رواه د (5) والدارقطني (6)، وقال: مكحول لم يلق أبا هريرة.

293 - باب كراهية أن يقوم الإِمام في مكان أرفع من المأمومين
1805 - عن عدي بن ثابت الأنصاري قال: حدثني رجل: "أنه كان مع عمار
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 56 رقم 4).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 343 رقم 1081).
(3) ترجمته في التهذيب (16/ 120 - 103).
(4) ترجمته في التهذيب (20/ 434 - 445).
(5) سنن أبي داود (1/ 162 رقم 594).
(6) سنن الدارقطني (2/ 56 رقم 6).

(2/219)


ابن ياسر بالمدائن، وأقيمت الصلاة، فتقدم عمار وقام على دكان يصلي والناس أسفل منه، فتقدم حذيفة وأخذ على يديه، فأتبعه عمار حتى أنزله حذيفة، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا أم الرجل القوم فلا (يقم) (1) في مكان أرفع من مقامهم. أو نحو ذلك؟ قال عمار: لذلك اتبعتك حين أخذت على يدي".
رواه د (2).

1806 - عن همام: "أن حذيفة أم الناس بالمدائن على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه، فلما فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قال: بلى، قد ذكرت حين مددتني". رواه د (3).

1807 - عن أبي مسعود الأنصاري قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقوم الإمام فوق الشيء والناس خلفه -يعني أسفل منه".
رواه الدارقطني (4).

294 - باب صلاة المتيمم بالمتوضئين
1808 - عن عمرو بن العاص قال: "احتلمت في ليلة باردة -في غزاة ذي السلاسل- فأشفقت أن أغتسل فأهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي (الصبح) (5) فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله -عز وجل-
__________
(1) في "الأصل": يقيم. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) سنن أبي داود (1/ 163 رقم 598).
(3) سنن أبي داود (1/ 163 رقم 597).
(4) سنن الدارقطني (2/ 88 رقم 1).
(5) من المسند وسنن أبي داود.

(2/220)


يقول: (وَلا تَقْتُلُوا أَنفسَكُم إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكم رَحِيمًا) (1) فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئاً".
رواه الإمام أحمد (2) د (3)، وقد تقدم في التيمم (4).

295 - باب إِذا صلى هل يجوز أن يؤم قومًا بتلك الصلاة
1809 - عن جابر بن عبد الله قال: "كان معاذ يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يأتي قومه فيصلي بهم".
رواه خ (5) م (6)، وقد تقدم (7) أيضًا.

296 - باب صلاة الإِمام قاعدًا وغير الإِمام
1810 - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لما مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأوذن (8)، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك فلا يستطيع أن يصلي بالناس، و (أعاد فأعادوا له، وأعاد الثالثة) (9) فقال: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس. فخرج أبو بكر -رضي الله عنه- فصلى، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - من
__________
(1) سورة النساء، الآية: 29.
(2) المسند (4/ 203 - 204).
(3) سنن أبي داود (1/ 92 رقم 334).
(4) الحديث رقم (565).
(5) صحيح البخاري (2/ 238 رقم 711).
(6) صحيح مسلم (1/ 339 رقم 465).
(7) تحت رقم (1364).
(8) هذه رواية الأصيلي، ولغيره: "فأذن" كما في إرشاد الساري (2/ 35).
(9) في "الأصل": وأعادوا له وعاد الثانية. والمثبت من صحيح البخاري.

(2/221)


نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين، كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته، والناس بصلاة أبي بكر" (1).
وفي رواية (2): "والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد".
رواه خ-وهذا لفظه- ومسلم (3).

1811 - عن أنس بن مالك: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب فرسًا فصرع عنه، فجحش شقه الأيمن، فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد، فصلينا وراءه قعوداً، فلما انصرف قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد. فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون".
رواه خ (4) م (5).

1812 - عن أنس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سقط من فرسه فجحشت ساقه -أو كتفه- وآلى من نسائه شهرًا، فجلس في مشربة له درجها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسًا وهم قيام، فلما سلم قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائمًا فصلوا قيامًا. ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك آليت شهرًا. فقال: الشهر تسع وعشرون".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 178 رقم 664).
(2) صحيح البخاري (2/ 203 رقم 687).
(3) صحيح مسلم (1/ 311 - 312 رقم 418).
(4) صحيح البخاري (2/ 204 رقم 689).
(5) صحيح مسلم (1/ 308 رقم 411).

(2/222)


رواه خ (1) عن محمد بن عبد الرحيم، عن يزيد بن هارون، عن حميد.

1813 - عن أنس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انفكت قدمه، فقعد في مشربة له، درجها من جذوع، وآلى من نسائه شهرًا، فآتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم قاعدًا وهم قيام، فلما حضرت الصلاة الأخرى قال لهم: ائتموا بإمامكم، فإن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا معه قعودًا. قال: ونزل في تسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك آليت شهرًا. قال: الشهر تسع وعشرون".
رواه الإمام أحمد (2) عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس.
والحديث الذي تقدم الذي رواه خ م من رواية الزهري عن أنس بن مالك.

1814 - عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو شاك، فصلى جالسًا، وصلى وراءه قوم قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما انصرف قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا".
رواه خ (3) م (4).

1815 - عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهم ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون". رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه.
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 581 رقم 378).
(2) المسند (3/ 200).
(3) صحيح البخاري (2/ 203 - 204 رقم 688).
(4) صحيح مسلم (1/ 309 رقم 412).
(5) صحيح البخاري (2/ 244 رقم 722).
(6) صحيح مسلم (1/ 309 - 310 رقم 414).

(2/223)


1816 - عن جابر بن عبد الله أنه قال: "اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، وصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم فقال: إن كدتم آنفًا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم، إن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا".
رواه م (1).

1817 - عن عبد الله بن عمرو قال: حُدثت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة. قال: فأتيته فوجدته يصلي جالسًا، فوضعت يدي على رأسه، فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حُدثت يا رسول الله، أنك قلت: صلاة الرجل قاعدًا على نصف الصلاة، وأنت تصلي قاعدًا؟ قال: أجل، ولكني لست كأحد منكم".
رواه م (2)، ورواه د (3): "فوضعت يدي على رأسي".

1818 - عن عائشة قالت: "ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسًا، حتى إذا كَبِرَ قرأ جالسًا، وإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن، ثم ركع".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- ومسلم (5)، وفي رواية لهما (6): "ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك".
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 309 رقم 413).
(2) صحيح مسلم (1/ 507 رقم 735).
(3) سنن داود (1/ 250 رقم 950).
(4) صحيح البخاري (3/ 40 رقم 1148).
(5) صحيح مسلم (1/ 505 رقم 7313).
(6) صحيح البخاري (2/ 348 رقم 1118) وصحيح مسلم (5/ 501 رقم 731/ 112).

(2/224)


1819 - عن عبد الله بن شقيق قال. "قلت لعائشة: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم بعدما حطمه الناس".
رواه م (1).

1820 - عن عائشة قالت: "لما بدَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثقل كان أكثر صلاته جالسًا".
رواه م (2).

1821 - عن حفصة أنها قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في سبحته قاعدًا، كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته قاعدًا، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها".
رواه م (3).

1822 - عن جابر بن سمرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يمت حتى صلى قاعدًا".
رواه م (4).
وقد تقدم حديث عمران بن حصين (5) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - له: "صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا".

297 - باب كيف يصلي القاعد
1823 - عن عائشة قالت: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي متربعًا".
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 506 رقم 732/ 115).
(2) صحيح مسلم (1/ 506 رقم 732/ 117).
(3) صحيح مسلم (1/ 507 رقم 733).
(4) صحيح مسلم (1/ 507 رقم 734).
(5) الحديث رقم (1197).

(2/225)


رواه الدارقطني (1) س (2)، وقال: لا أعلم أحدًا روى هذا غير أبي داود -هو الحفري- وهو ثقة.
قال الحافظ أبو عبد الله: هذا رواه محمد بن سعيد بن الأصبهاني -كما رواه الحفري- عن حفص بن غياث.

1824 - عن حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد الله -يعني. أحمد بن حنبل- ثنا عمر بن علي، قال: سمعت حميد الطويل قال: "رأيت أنس بن مالك يصلي متربعًا على فراشه" قال أبو عبد الله -يعني الإمام أحمد-: لا أعلم أني سمعته إلا منه (3). رواه البيهقي (4).

298 - باب الأمر بالتخفيف على الناس
1825 - عن أبي مسعود: "أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موعظة أشد غضبًا منه يومئذ، ثم قال: أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم ما يصلي بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذو (5) الحاجة".
رواه خ (6) م (7)، وفي رواية للبخاري (8): "فإن فيهم المريض والضعيف
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 397 رقم 3).
(2) سنن النسائي (3/ 224 رقم 1660) وزاد: ولا أحسب هذا الحديث إلا خطئًا، واللَّه تعالى أعلم.
(3) في سنن البيهقي زيادة: وكان عباد يرويه لا يقول فيه: متربعًا.
(4) السنن الكبرى (2/ 305).
(5) هذه رواية القابسي، ولغيره: "ذا" كما في النسخة السلطانية (1/ 34).
(6) صحيح البخاري (2/ 231 رقم 702).
(7) صحيح مسلم (1/ 340 رقم 466).
(8) صحيح البخاري (1/ 224 رقم 90).

(2/226)


وذو الحاجة".

1826 - عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أم أحدكم الناس (فليخفف) (1) فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، فإذا صلى وحده فليصل كيف شاء".
رواه خ (2) م (3)، واللفظ له.

1827 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: "أقبل رجل بناضحين وقد جنح الليل، فوافق معاذًا يصلي، فترك ناضحه وأقبل إلى معاذ فقرأ سورة البقرة أو النساء، فانطلق الرجل، وبلغه أن معاذًا نال منه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه معاذًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفتان أنت -أو قال: أفاتن أنت، ثلاث مرار- فلولا صليت بـ "سبح اسم ربك الأعلى" و"الشمس وضحاها" و"الليل إذا يغشى" فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- ومسلم (5).

1828 - عن بريدة قال: "إن معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ فيها: "اقتربت الساعة" فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب، فقال له معاذ قولاً شديدًا، فأتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاعتذر إليه فقال: إني كنت أعمل في نخلي، وخفق على الماء. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صل بـ "الشمس وضحاها" ونحوها من السور".
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح البخاري (2/ 233 رقم 703).
(3) صحيح مسلم (1/ 134 رقم 467).
(4) صحيح البخاري (2/ 234 رقم 705).
(5) صحيح مسلم (1/ 339 رقم 465).

(2/227)


رواه الإمام أحمد (1).

1829 - وروى الإمام أحمد (2): عن أنس بن مالك قال: "كان معاذ بن جبل يؤم قومه، فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله، فدخل المسجد (ليصلي) (3) مع القوم، فلما رأى معاذًا طول تجوز في صلاته، ولحق بنخله يسقيه، فلما قضى معاذ الصلاة قيل له ذلك قال: إنه لمنافق، أيعجل عن الصلاة من أجل سقي نخله. قال: فجاء حرام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -ومعاذ عنده- فقال: يا نبي الله، إني أردت أن أسقي نخلاً لي فدخلت المسجد لأصلي (مع) (4) القوم فلما طول تجوزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه، فزعم أني منافق. فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على معاذ فقال: (أفتان أنت) (5) لا تطول بهم، اقرأب "سبح اسم ربك الأعلى" و"الشمس وضحاها" ونحوهما".
في حديث جابر: "أن معاذًا قرأ بسورة البقرة أو النساء" وفي حديث بريدة "قرأ بـ "اقتربت الساعة" فيحتمل أن يكون فعل ذلك معاذ غير مرة، ويحتمل أن يكون قرأ في الركعة الأولى بالبقرة، وفي الثانية: بـ "اقتربت الساعة"، والله أعلم.

1830 - عن معاذ بن رفاعة الأنصاري عن - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني سلمة يقال له: سليم- "أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن معاذ بن جبل يأتينا بعدما ننام، ونكون في أعمالنا بالنهار، فينادي بالصلاة فنخرج إليه فيطول علينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معاذ بن جبل لا تكن فتانًا، إما أن تصلي معي، وإما أن
__________
(1) المسند (5/ 355).

1829 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 279 - 281 رقم 2292، 2293).
(2) المسند (3/ 124).
(3) من المسند.
(4) تحرفت في "الأصل" والمثبت من المسند.
(5) تكررت في المسند مرتين.

(2/228)


تخفف على قومك. ثم قال: يا سليم، ماذا معك من القرآن؟ قال: إني أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، واللَّه ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وهل تفسير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة، ونعوذ به من النار. قال سليم: سترون غدًا إذا التقى القوم إن شاء الله. قال: والناس (يتجهزون) (1) إلى أحدٍ، فخرج وكان في الشهداء رحمه الله".
أخرجه الإمام أحمد (2)، وهذا ما يدل على أن قضية معاذ كانت غير واحدة، واللَّه أعلم.

1831 - عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "أُمَّ قومك. قال: قلت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئًا. قال: ادنه. فأجلسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي، ثم قال: تحول. فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال: أُمَّ قومك، فمن أم قومًا فليخفف؛ فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، فإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء".
رواه م (3)، وفي رواية (4): "إذا أممت قومًا فأخف بهم الصلاة".

1832 - عن أنس بن مالك قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوجز الصلاة ويكملها".
رواه خ (5) م (6)، وفي روايته: "يوجز الصلاة ويتم".
__________
(1) في "الأصل": يتخيرون. والمثبت من المسند.
(2) المسند (5/ 74).
(3) صحيح مسلم (1/ 341 - 342 رقم 468/ 186).
(4) صحيح مسلم (1/ 342 رقم 468/ 187).
(5) صحيح البخاري (2/ 235 رقم 607).
(6) صحيح مسلم (1/ 342 رقم 469).

(2/229)


299 - باب في تخفيف الصلاة إِذا سمع بكاء الصبي
1833 - عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- ومسلم (2).

1834 - وعن أنس بن مالك قال: "ما صليت وراء إمام قط أخف (صلاة ولا أتم من) (3) النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف؛ مخافة أن تفتن أمه".
رواه خ (4)، وروى م (5) أوله.

1835 - عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي، كراهية أن أشق على أمه".
رواه خ (6).

300 - باب ذكر الفتح على الإِمام في الصلاة
1836 - عن عبد الله بن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبي: أصليت معنا؟ قال: نعم. قال: فما منعك؟ ".
رواه د (7).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 236 رقم 790).
(2) صحيح مسلم (1/ 343 رقم 470).
(3) في "الأصل": "ولا أتم من صلاة" والمثبت من صحيح البخاري.
(4) صحيح البخاري (2/ 236 رقم 708).
(5) صحيح مسلم (1/ 342 رقم 469).
(6) صحيح البخاري (2/ 236 رقم 707).
(7) سنن أبي داود (1/ 239 رقم 907).

(2/230)


1837 - عن مسور بن يزيد المالكي: قال "شهدت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصلاة، فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله، آية كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هلا أذكرتينها؟ قال: كنت أراها نسخت".
رواه عبد الله بن الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- ولفظ عبد الله بن الإمام أحمد قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك آية، فقال له رجل: يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا. قال: فهلا أذكرتنيها؟! ".

1838 - عن علي -عليه السلام- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة".
رواه الإمام أحمد (3) د (4)، من رواية الحارث عن علي، والحارث كذبه غير واحد من الأئمة (5)، وليس عند الإمام أحمد: "في الصلاة".

1839 - وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: أراه عن علي -عليه السلام- قال: "إذا استطعمكم الإمام فأطعموه".
رواه الدارقطني (6).

1840 - عن عبد الرحمن بن أبزى قال: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفجر فترك آية، فقال: في القوم أبيُّ بن كعب؟ فقال: يا رسول الله، أنسخت آية كذا وكذا أم نسيتها؟ فضحك، وقال: بل نسيتها".
__________
(1) زوائد المسند (4/ 74).
(2) سنن أبي داود (1/ 238 رقم 907).
(3) المسند (1/ 146).
(4) سنن أبي داود (1/ 239 رقم 908) وقال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث، ليس هذا منها.
(5) ترجمته في التهذيب (5/ 244، 253).
(6) سنن الدارقطني (1/ 400 رقم 4).

(2/231)


رواه س (1)، وقد روي أيضًا عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب (2).
وأظنه الصواب، واللَّه أعلم.

1841 - وعن أبي سلمة عن أبي بن كعب قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة فقرأ سورة، فأسقط آية منها، فلما فرغ قلت: يا رسول الله، آية كذا وكذا أنسخت؟ قال: لا. قلت: فإنك لم تقرأها. قال: أفلا لقنتنيها".
رواه الدارقطني (3).

1842 - عن أنس بن مالك قال: "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقن بعضهم بعضًا في الصلاة".
رواه الدارقطني (4).

1843 - عن أبي عبد الرحمن -هو السلمي- عن علي -عليه السلام- قال: "إذا استطعمكم الإمام فأطعموه، واستطعامه سكوته".
رواه سعيد بن منصور.

301 - باب جواز الصلاة في النعال
1844 - عن أبي سلمة سعيد بن يزيد الأزدي قال: "سألت أنس بن مالك أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في نعليه؟ قال: نعم". رواه خ (5) م (6).
__________
(1) السنن الكبرى (5/ 67 رقم 8240).
(2) رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 123) وابن خزيمة في صحيحه (3/ 73 رقم 1647) والضياء في المختارة (3/ 429 - 430 رقم 1229 - 1231).
(3) سنن الدارقطني (1/ 400 رقم 5).
(4) سنن الدارقطني (1/ 400 - 401 رقم 6).
(5) صحيح البخاري (1/ 589 رقم 386).
(6) صحيح مسلم (1/ 391 رقم 555).

(2/232)


1845 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: لقد "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في النعلين".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2)، وزاد: "في الخفين" (3).

1846 - عن أبي هريرة عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بها أحدًا ليخلعهما (4) بين رجليه وليصل فيهما". رواه د (5).

1847 - عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا اليهود؛ فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم". رواه د (6).

1848 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حافيًا ومنتعلاً".
رواه الإمام أحمد (7) د (8).

302 - باب الصلاة على الحصير
1849 - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: "أن جدته مليكة دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: قوموا فلأصل لكم. قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لُبِسَ (9) فنضحته بماء،
__________
(1) المسند (1/ 461).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 330 رقم 1039).
(3) وهذه الزيادة في المسند أيضًا.
(4) في سنن أبي داود: ليجعلهما.
(5) سنن أبي داود (1/ 176 رقم 655).
(6) سنن أبي داود (1/ 176 رقم 652).
(7) المسند (2/ 174، 178، 179، 190، 206).
(8) سنن أبي داود (1/ 176 رقم 653).
(9) أي: افترش. انظر شرح النووي لصحيح مسلم (3/ 349).

(2/233)


فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ثم انصرف".
رواه خ (1) م (2).

1850 - عن أبي سعيد الخدري: "أنه دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فرأيته يصلي على حصير يسجد عليه، ورأيته يصلي في ثوب متوشحًا به".
رواه م (3).

1851 - عن أنس بن مالك قال: "قال رجل من الأنصار -وكان ضخمًا- للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني لا أستطيع الصلاة معك. فصنع النبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا، فدعاه إلى بيته ونضح له طرف حصير بماء، فصلى عليه ركعتين. وقال فلان ابن فلان بن الجارود لأنس: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى؟ قال: ما رأيته صلى غير ذلك اليوم".
رواه البخاري (4).

303 - باب الصلاة على الخمرة والفروة المدبوغة والبساط
1852 - عن ميمونة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا حذاءه وربما أصابني ثوبه إذا سجد، وكان يصلي على خمرة".
رواه خ (5) م (6)، ولفظ البخاري: "أنها كانت تكون حائضًا لا تصلي وهي
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 582 - 583 رقم 380).
(2) صحيح مسلم (1/ 457 رقم 658).
(3) صحيح مسلم (1/ 369 رقم 519).
(4) صحيح البخاري (3/ 68 رقم 1179).
(5) صحيح البخاري (1/ 512 رقم 333).
(6) صحيح مسلم (1/ 458 رقم 513).

(2/234)


مفترشة بحذاء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يصلي على خمرته، إذا سجد أصابني بعض ثوبه".

1853 - عن أم سلمة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على الخمرة".
رواه الإمام أحمد (1).

1854 - عن حذيفة قال: "بت بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وعليه طرف اللحاف، وعلى عائشة طرفه، وهي حائض لا تصلي".
رواه الإمام أحمد (2).

1855 - عن المغيرة بن شعبة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الحصير والفروة المدبوغة".
رواه الإمام أحمد (3) د (4).

1856 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على بساط".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6).

304 - باب سترة المصلي والمقدار ما بينه وبين السترة
1857 - عن سهل بن سعد قال: "كان بين مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار
__________
(1) المسند (6/ 302).
(2) المسند (5/ 400).
(3) المسند (4/ 254).
(4) سنن أبي داود (1/ 177 رقم 659) واللفظ له.
(5) المسند (1/ 232، 273).
(6) سنن ابن ساجه (1/ 328 رقم 1030).

(2/235)


ممر الشاة". رواه خ (1) م (2).

1858 - عن سلمة بن الأكوع قال: "كان جدار المسجد عند المنبر، ما (كانت) (3) الشاة تجوزها".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5): "وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة".

305 - باب الأمر بالدنو من السترة
1859 - عن سهل بن أبي حثمة يبلغ بن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) س (8).

1860 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن منها". رواه د (9) ق (10).

306 - باب إِذا صلى إِلى سترة أين يجعلها منه
1861 - عن المقداد بن الأسود قال: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى عود
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 684 رقم 496).
(2) صحيح مسلم (1/ 364 رقم 508).
(3) في صحيح البخاري: كادت.
(4) صحيح البخاري (1/ 684 رقم 497).
(5) صحيح مسلم (1/ 364 رقم 509).
(6) المسند (4/ 2).
(7) سنن أبي داود (1/ 185 رقم 695).
(8) سنن النسائي (2/ 62 - 63 رقم 747).
(9) سنن أبي داود (1/ 186 رقم 698).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 307 رقم 954).

(2/236)


ولا عمود ولا شجرة إلا جعله على حاجبه الأيمن -أو الأيسر- ولا يصمد له صمدًا".
رواه الإمام أحمد (1) د (2).

307 - باب الصلاة إِلى الحربة
1862 - عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه، فيصلي إليها، والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثم اتخذها الأمراء".
رواه خ (3) م (4).

1863 - عن أبي جحيفة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم بالبطحاء -وبين يديه عنزة- الظهر والعصر ركعتين، يمر بين يديه المرأة والحمار".
وفي رواية: "وبين يديه عنزة، والمرأة والحمار يمرون من ورائها".
رواه خ (5) م (6).

308 - باب الصلاة إِلى الأُسطوانة
1864 - عن يزيد بن أبي عبيد قال: "كنت آتي مع سلمة بن الأكوع، فيصلي عند الأسطوانة التي عندها المصحف، فقلت: يا أبا مسلم، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة. قال: فإني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى الصلاة عندها".
__________
(1) المسند (6/ 4).
(2) سنن أبي داود (1/ 184 - 185 رقم 693).
(3) صحيح البخاري (1/ 687 رقم 494).
(4) صحيح مسلم (1/ 359 رقم 501).
(5) صحيح البخاري (1/ 683 رقم 495).
(6) صحيح مسلم (1/ 136 رقم 503).

(2/237)


رواه خ (1) م (2).

309 - باب الصلاة إِلى الراحلة أو الرحل
1865 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها، قلت: أفرأيت إذا ذهبت الركاب؟ قال: كان يأخذ الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته -أو قال: مؤخره- وكان ابن عمر يفعله".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ومسلم (4)، وليس عنده: "قلت: أفرأيت ... " إلى آخره.

1866 - عن طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل، ولا يبال من مر من وراء ذلك".
رواه م (5).

1867 - عن عائشة أنها قالت: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك عن سترة المصلي، فقال: مثل مؤخرة الرحل".
رواه م (6).

310 - باب الصلاة إِلى العصى والسهم والخط
1868 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم فليجعل
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 687 رقم 502).
(2) صحيح مسلم (1/ 364 - 365 رقم 509).
(3) صحيح البخاري (1/ 691 رقم 507).
(4) صحيح مسلم (1/ 359 رقم 502).
(5) صحيح مسلم (1/ 358 رقم 499).
(6) صحيح مسلم (1/ 358 - 359 رقم 500).

(2/238)


تلقاء وجهه شيئًا، فإن لم يجد فلينصب عصًا، فإن لم يكن معه عصًا فليخط خطَّا، ثم لا يضره ما مر أمامه".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ق (3)، قال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل -رحمه الله- سئل عن الخط غير مرة، فقال: هكذا. يعني عرضًا مثل الهلال. وقال: قال ابن داود: الخط بالطول.

1869 - عن سبرة بن معبد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا صلى أحدكم فليستتر لصلاته ولو بسهم".
رواه الإمام أحمد (4).

311 - باب أمر المصلي برد من مر بين يديه
1870 - عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان".
رواه خ (5) م (6).

1871 - عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدًا يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإن معه القرين".
رواه م (7).
__________
(1) المسند (2/ 249).
(2) سنن أبي داود (1/ 184 رقم 689).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 303 رقم 943).
(4) المسند (3/ 404).
(5) صحيح البخاري (1/ 693 رقم 905).
(6) صحيح مسلم (1/ 362 رقم 505).
(7) صحيح مسلم (1/ 363 رقم 506).

(2/239)


312 - باب كراهية المرور بين يدي المصلي
1872 - عن أبي جهيم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه". قال أبو النضر: لا أدري قال: أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين سنة.
رواه خ (1) م (2).

1873 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو يعلم أحدكم ما له في أن يمر بين يدي أخيه معترضًا في الصلاة كان لأن يقيم مائة عام خير له من الخطوة التي خطأ". رواه الإمام أحمد (3) ق (4).

313 - باب ما ذكر في مرور المرأة والحمار والكلب بين يدي المصلي وغير ذلك
1874 - عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود. قلت: يا أبا ذر، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر، من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان".
رواه م (5).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 696 رقم 510).
(2) صحيح مسلم (1/ 363 - 364 رقم 507).
(3) المسند (2/ 371).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 304 رقم 946).
(5) صحيح مسلم (1/ 365 رقم 510).

(2/240)


1875 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل".
رواه م (1).

1876 - عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقطع الصلاة الكلب الأسود، والمرأة الحائض".
رواه د (2) س (3) ق (4)، رفعه شعبة، ووقفه سعيد وهمام وهشام عن قتادة (5).

1877 - عن عبد الله بن مغفل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقطع (الصلاة) (6) المرأة والكلب والحمار".
رواه الإمام أحمد (7) ق (8).

1878 - عن ابن عباس قال: أحسبه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم إلى غير سترة، فإنه يقطع صلاته (الكلب و) (9) الحمار والخنزير واليهودي والمجوسي والمرأة، ويجزئ عنه إذا مروا بين يديه على قذفة بحجر".
رواه د (10).
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 365 - 366 رقم 511).

1876 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 517 - 519 رقم 500 - 501).
(2) سنن أبي داود (1/ 187 رقم 703).
(3) سنن النسائي (2/ 64 رقم 750).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 305 رقم 949).
(5) قاله أبو داود في سننه.
(6) من المسند وسنن ابن ماجه.
(7) المسند (4/ 86).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 306 رقم 951).
(9) من سنن أبي داود.
(10) سنن أبي داود (1/ 187 رقم 704) واستنكره أبو داود، وراجع كلامه عليه في السنن.

(2/241)


1879 - عن يزيد بن نمران قال: "رأيت رجلاً بتبوك مقعدًا فقال: مررت بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا على حمار وهو يصلي، فقال: اللَّهم اقطع أثره. فما مشيت عليها بعد".
رواه د (1).

1880 - عن سعيد بن غزوان عن أبيه: "أنه نزل بتبوك وهو حاج فإذا رجل مقعد فسأله عن أمره؟ فقال: سأحدثك حديثًا فلا تحدث بن ما سمعت أني حي، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بتبوك إلى نخلة، فقال: هذه قبلتنا. ثم صلى إليها، فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها فقال: قطع صلاتنا، قطع الله أثره. فما قمت عليها إلى يومي هذا". رواه د (2) أيضًا.

1881 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فذهب جدي يمر بين يديه فجعل يتقيه". رواه د (3).

1882 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "هبطنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثنية أذاخر، فحضرت الصلاة -يعني: (فصلى) (4) إلى جدار- فاتخذه قبلة -ونحن خلفه- فجاءت بهمة تمر بين يديه فما زال يدارئها حتى لصق بطنه بالجدار، ومرت من ورائه".
رواه الإمام أحمد (5) د (6)، وهذا لفظه.
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 188 رقم 705).
(2) سنن أبي داود (1/ 188 رقم 707).
(3) سنن أبي داود (1/ 189 رقم 709).
(4) من سنن أبي داود.
(5) المسند (2/ 196).
(6) سنن أبي داود (1/ 188 رقم 708).

(2/242)


1883 - عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض أعلى الوادي، نريد أن نصلي، قد قام وقمنا، إذ خرج حمار من شعب أبي دُبٍّ شعب أبي موسى، فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يكبر، وأجرى إليه يعقوب بن زمعة حتى رده".
رواه الإمام أحمد (1)، وهو منقطع فإن عمرًا لم يسمع من جده عبد الله.

314 - باب النهي عن الصلاة إِلى القبور
1884 - عن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها".
رواه م (2).

315 باب الصلاة إِلى المتحدثين والنيام
1885 - عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي قال: قلت له -يعني: عمر بن عبد العزيز- حدثني عبد الله بن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصلوا خلف النائم، ولا (المتحدثين) (3) ".
رواه ق (4) د (5)، وقال: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا أمثلها، وهو ضعيف أيضًا.
__________
(1) المسند (2/ 203 - 404).
(2) صحيح مسلم (2/ 668 رقم 972).
(3) في سنن أبي داود. المتحدث.
(4) سنن ابن ماجه (1/ 308 رقم 959).
(5) سنن أبي داود (1/ 185 رقم 694).

(2/243)


316 - باب ما روي فيه الرخصة من ذلك
1886 - عن مسروق عن عائشة: "ذكر عندها ما يقطع الصلاة فذكر الكلب والحمار والمرأة، فقالت: شبهتمونا بالحمر والكلاب، لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو (لي) (1) الحاجة، فأكره أن أجلس فأوذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنسل من قبل رجليه".
رواه خ (2) م (3).

1887 - وروى الإمام أحمد (4) عن علي -عليه السلام- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبح من الليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة".

1888 - عن عبد الله بن عباس أنه قال: "أقبلت راكبًا على حمار أتان، وأنا يؤمئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر (ذلك عليَّ) (5) أحد".
رواه خ (6) م (7).

1889 - وعن ابن عباس قال: "جئت أنا وغلام من بني عبد المطلب على حمار ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فنزلت وتركنا الحمار أمام الصف فما بالاه، وجاءت
__________
(1) في "الأصل": له. والمثبت من الصحيحين.
(2) صحيح البخاري (1/ 700 رقم 514).
(3) صحيح مسلم (1/ 366 رقم 512).

1887 - خرجه الضياء في المختارة (20/ 2 - 21 رقم 400، 401).
(4) المسند (1/ 99).
(5) في "الأصل": على ذلك. والمثبت من الصحيحين.
(6) صحيح البخاري (1/ 680 - 681 رقم 493).
(7) صحيح مسلم (1/ 136 رقم 504).

(2/244)


جاريتان من بني عبد المطلب اقتتلتا، فأخذهما فنزع إحداهما من الأخرى، فما بالى ذلك".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) -لفظ أبي داود- ولفظ الإمام أحمد: "فأخذتا ركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ففرع (4) بينهما، ولم ينصرف" وقال س: "فأخذتا بركبتيه، ففرع بينهما ولم ينصرف".

1890 - عن الفضل بن عباس قال: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في بادية لنا- ومعه عباس- فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) س (7) -لفظ أبي داود- ورواية الإمام أحمد س قال: "زار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عباسًا في بادية لنا، ولنا كليبة وحمارة ترعى، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر وهما بين يديه، فلم تؤخرا ولم تزجرا".

1891 - وعن أم سلمة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجرة أم سلمة فمر بين يديه عبد الله -أو عمر- فقال: بيده هكذا، قال: فرجع. قالت: فمرت ابنة أبي سلمة فقال بيده هكذا، قالت: فمضت فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هن أغلب".
رواه الإمام أحمد (8) ق (9)، وفي رواية ابن ماجه: "فمرت زينب بنت أم سلمة".
__________
(1) المسند (1/ 134).
(2) سنن أبي داود (1/ 190 رقم 716، 717).
(3) سنن النسائي (2/ 65 رقم 753).
(4) أي: حجز وفرَّق. النهاية (3/ 436).
(5) المسند (1/ 211).
(6) سنن أبي داود (1/ 191 رقم 718).
(7) سنن النسائي (2/ 65 رقم 753).
(8) المسند (6/ 294).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 305 رقم 948).

(2/245)


1892 - عن المطلب بن أبي وداعة: "أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي مما يلي باب بني سهم، والناس يمرون بين يديه وليس بينهما سترة".
قال سفيان: "ليس بينه وبين الكعبة سترة".
وقال (1): كان ابن جري (أخبرنا عنه، قال: أخبرنا) (2) كثير، عن أبيه. فسألته، فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدي.
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -وهذا لفظه- ق (5) س (6).

1893 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في فضاء؛ ليس (بين) (7) يديه شيء". رواه الإمام أحمد (8) د (9).

1894 - عن أنس بن مالك: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بالناس، فمر بين أيديهم حمار، فقال عياش بن أبي ربيعة: سبحان الله سبحان الله (10) فلما سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من المسبح آنفًا؟ سبحان الله (وبحمده) (11) قال: أنا يا رسول الله، إني سمعت أن الحمار يقطع الصلاة. قال: لا يقطع الصلاة شيء".
رواه الدارقطني (12).
__________
(1) أي: سفيان، صرح باسمه في سنن أبي داود.
(2) في "الأصل": "أبنا قال". والمثبت من سنن أبي داود.
(3) المسند (6/ 399).
(4) سنن أبي داود (2/ 211 رقم 2016).
(5) سنن ابن ماجه (2/ 986 رقم 2958).
(6) سنن النسائي (2/ 67 رقم 757).
(7) من المسند.
(8) المسند (1/ 224).
(9) سنن أبي داود (1/ 187 - 188 رقم 709) بلفظ آخر.
(10) زاد في سنن الدارقطني: "سبحان الله" ثالثة.
(11) ليست في سنن الدارقطني.
(12) سنن الدارقطني (1/ 367 رقم 3).

(2/246)


1895 - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقطع الصلاة شيء، وادرءوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان".
رواه د (1)، من رواية مجالد بن سعيد، قال يحيى بن معين (2): لا يحتج بحديثه.

1896 - عن عكرمة قال: "سئل ابن عباس وقيل له: أيقطع الكلب والحمار والمرآة الصلاة؟ فقال ابن عباس: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (3) فما يقطع هذا؟ ولكنه يُكره".
رواه البيهقي (4).

317 - باب في جماع السنن
1897 - عن ابن عمر قال: "حفظت من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح، كانت ساعة لا يُدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها، حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- ومسلم (6)، وفي رواية لمسلم (7): قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين"، وفي رواية لهما (8):
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 191 رقم 719).
(2) تاريخ الدوري (4/ 60 رقم 3142).
(3) سورة فاطر، الآية: 10.
(4) السنن الكبرى (2/ 279).
(5) صحيح البخاري (3/ 70 رقم 1180، 1181).
(6) صحيح مسلم (1/ 504 رقم 739).
(7) صحيح مسلم (1/ 500 رقم 723/ 88).
(8) صحيح البخاري (3/ 59 رقم 1169) وصحيح مسلم (2/ 601 رقم 882/ 72).

(2/247)


"وركعتين بعد الجمعة في بيته".

1898 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدع أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة".
رواه خ (1).

1899 - وعنها قالت: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالسًا، وركعتين بين النداءين، ولم يكن يدعهما أبدًا".
رواه خ (2).

1900 - عن عبد الله بن شقيق قال: "سألت عائشة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تطوعه. قالت: كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يدخل فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين، و (كان) (3) يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائمًا، وليلًا طويلاً قاعدًا، وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ قاعدًا ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين". رواه م (4).

1901 - وعن عائشة قالت: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- ومسلم (6).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 70 رقم 1180).
(2) صحيح البخاري (3/ 51 رقم 1159).
(3) من صحيح البخاري.
(4) صحيح مسلم (1/ 504 رقم 730).
(5) صحيح البخاري (3/ 55 رقم 1163).
(6) صحيح مسلم (1/ 501 رقم 724/ 94).

(2/248)


1902 - وعن عائشة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب".
رواه خ (1) م (2).

1903 - وعنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".
رواه م (3).

1904 - وعنها قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر".
رواه م (4) بهذا اللفظ.

1905 - وعنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما".
رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه.

1906 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر: "قل يا أيها الكافرون" و"قل هو الله أحد".
رواه م (7).

1907 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدعوا ركعتي الفجر، ولو طردتكم الخيل".
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 55 - 56 رقم 1165).
(2) صحيح مسلم (1/ 501 رقم 724/ 92).
(3) صحيح مسلم (1/ 150 رقم 725).
(4) صحيح مسلم (1/ 501 رقم 724/ 95).
(5) صحيح البخاري (3/ 53 رقم 1161).
(6) صحيح مسلم (1/ 500 رقم 724/ 90).
(7) صحيح مسلم (1/ 502 رقم 726).

(2/249)


رواه الإمام أحمد (1) د (2).

1908 - عن ابن عمر قال: "رمقت النبي - صلى الله عليه وسلم - شهرًا يقرأ في الركعتين قبل الفجر: "قل يا أيها الكافرون" و"قل هو الله أحد".
رواه الإمام أحمد (3) ق (4) س (5) ت (6)، وقال: حديث حسن.

1909 - عن بلال: "أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة بلالًا بأمر سألته عنه، حتى فضحه الصبح (7)، وأصبح جدًّا، قال: فقام بلال فاَذنه بالصلاة، وتابع بين أذانه، فلم يخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما خرج فصلى بالناس أخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدًا، ثم إنه أبطأ عليه بالخروج، فقال: إني كنت ركعت ركعتي الفجر. فقال: يا رسول الله، إنك قد أصبحت جدًا. قال: لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما".
رواه الإمام أحمد (8) د (9).
__________
(1) المسند (2/ 405).
(2) سنن أبي داود (2/ 20 رقم 1258).
(3) المسند (2/ 24، 35، 58، 94، 95، 99).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 363 رقم 1149).
(5) سنن النسائي (2/ 170 رقم 991).
(6) جامع الترمذي (2/ 276 رقم 417).
(7) أي: دهمته فُضحة الصبح، وهي بياضه، والأفضح: الأبيض ليس بشديد البياض، وقيل: فضحه: أي كشفه وبينه للأعين بضوئه، ويروى بالصاد المهملة، وهو بمعناه، وقيل: معناه أنه لا تبين الصبح جدًا ظهرت غفلته عن الوقت، فصار كما يفتضح بعيب ظهر منه. النهاية (3/ 453).
(8) المسند (6/ 14).
(9) سنن أبي داود (2/ 19 - 20 رقم 1257).

(2/250)


1910 - عن (عائشة) (1) قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتين قبل الفجر وكان يقول: نعم السورتان هما تقرأهما في ركعتي الفجر "قل هو الله أحد" و"قل يا أيها الكافرون".
رواه ق (2).

1911 - عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر (في) (3) الأولى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَينَا) (4) الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما: (آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (5) ".
رواه م (6).

318 - الاضطجاع بعد ركعتي الفجر
1912 - عن عائشة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن".
رواه خ (7).

1913 - وروى مسلم (8) عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء -وهي التي يدعو الناس العتمة- إلى الفجر إحدى
__________
(1) سقطت من "الأصل" وأثبتها من سنن ابن ماجه.
(2) سنن ابن ماجه (1/ 363 رقم 1150).
(3) من صحيح مسلم.
(4) سورة البقرة، الآية: 136.
(5) سورة آل عمران، الآية: 52.
(6) صحيح مسلم (1/ 502 رقم 727).
(7) صحيح البخاري (3/ 52 رقم 1160).
(8) صحيح مسلم (8/ 501 رقم 736).

(2/251)


عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة".

1914 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا صلى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3)، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ولفظه: "إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه".

319 - ذكر الاثنتى [عشرة] (4) ركعة
1915 - عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى اثنتى عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة" وفي رواية: "تطوعًا".
رواه م (5)، وقد روى الترمذي (6) هذا الحديث، وفيه: "أربعًا قبل الظهر، (وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء) (7) وركعتين قبل صلاة الفجر" قال س (8): "قبل الصبح"، وقال ت: حديث حسن صحيح. وذكر النسائي: "ركعتين قبل العصر" بدل: "ركعتين بعد العشاء".

1916 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ثابر على اثنتى عشرة
__________
(1) المسند (2/ 415).
(2) سنن أبي داود (2/ 21 رقم 1261).
(3) جامع الترمذي (2/ 281 رقم 420).
(4) في "الأصل": عشر.
(5) صحيح مسلم (1/ 502 - 503 رقم 728).
(6) جامع الترمذي (2/ 274 رقم 415).
(7) سقطت من "الأصل" وأثبتها من جامع الترمذي.
(8) سنن النسائي (3/ 261 - 262 رقم 1800 - 1802).

(2/252)


ركعة من السُّنَّةِ بني له بيت في الجنة: أربع قبل الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر" (1).
رواه ق (2).

1917 - روى (3) أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له (4) بيت في الجنة: ركعتين قبل الفجر، وركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين -أظنه قال:- قبل العصر، وركعتين بعد المغرب- أظنه قال:- وركعتين بعد عشاء الآخرة".

1918 - وعن أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) س (8) ت (9)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

1919 - عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم؛ تفتح لهن أبواب السماء".
__________
(1) رواه النسائي (3/ 260 - 261 رقم 1793، 1794) والترمذي (2/ 273 رقم 414) وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه.
(2) سنن ابن ماجه (1/ 361 رقم 1140).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 361 - 362 رقم 1142).
(4) زاد بعدها في "الأصل": في. وهي زيادة مقحمة.
(5) المسند (6/ 325، 326، 426).
(6) سنن أبي داود (2/ 23 رقم 1269).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 367 رقم 1160)
(8) سنن النسائي (3/ 265 رقم 1813).
(9) جامع الترمذي (2/ 292 - 293 رقم 428).

(2/253)


رواه الإمام أحمد (1) بنحوه -وزاد فيه: "فأحببت أن يرفع لي فيها عمل صالح"، وهو عن غير عبيدة بن معتب، وأبو داود (2) ق (3)، وقال د: عبيدة يعني: ابن معتب- ضعيف. هو في إسناده.

1920 - عن عبد الله بن السائب: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس (قبل الظهر) (4) وقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح".
رواه الإمام أحمد (5) ت (6) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب.

1921 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يصل أربعًا قبل الظهر صلاهن بعدها".
رواه ق (7) ت (8)، وقال: حديث حسن غريب. وهذا لفظه، ورواية ق: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فاتته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الركعتين بعد الظهر".

1922 - عن علي بن أبي طالب قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الظهر أربعًا، وبعدها ركعتين". رواه ت (9)، حديث حسن.
__________
(1) المسند (5/ 416 - 417).
(2) سنن أبي داود (2/ 23 رقم 1270).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 365 - 366 رقم 1157).
(4) من جامع الترمذي.
(5) المسند (3/ 411).
(6) جامع الترمذي (2/ 342 - 343 رقم 478).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 366 رقم 1158).
(8) جامع الترمذي (2/ 291 رقم 426).

1922 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 142 - 143 رقم 513، 514).
(9) جامع الترمذي (2/ 289 رقم 424) وقال الترمذي: حديث حسن.

(2/254)


1923 - عن أبي ظبيان حصين بن جندب الجنبي: "أنه أرسل إلى عائشة: أي صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إليه أن يواظب عليها؟ قالت: كان يصلي أربعًا قبل الظهر يطيل فيهن القيام ويحسن فيهن الركوع والسجود".
رواه ق (1).

320 - ذكر الصلاة قبل العصر
1924 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل العصر أربع ركعات، يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن (تبعهم) (2) من المسلمين والمؤمنين".
رواه الإمام أحمد (3) ت (4) وقال: حديث حسن.

1925 - عن عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ت (7)، وقال: حديث حسن غريب.

321 - ذكر جماع التطوع بالنهار
1926 - عن علي -رضي الله عنه-: "أنه سئل عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 365 رقم 1156).
(2) في "الأصل": بينهم. والمثبت من المسند وجامع الترمذي.

1924 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 142 - 143 رقم 514).
(3) المسند (1/ 85، 160).
(4) جامع الترمذي (2/ 294 رقم 429).
(5) المسند (2/ 117).
(6) سنن أبي داود (2/ 23 رقم 271).
(7) جامع الترمذي (2/ 295 - 296 رقم 430).

(2/255)


بالنهار، فقال: كان يصلي ست (عشرة) (1) ركعة، يصلي إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا (كصلاة) (2) العصر ركعتين، وكان يصلي إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا كصلاة الظهر أربع ركعات، وكان يصلي قبل الظهر أربع ركعات، وبعد الظهر ركعتين، وقبل العصر أربع ركعات".
رواه الإمام أحمد (3).
1926 م- ورواه (4) أيضًا عن عاصم بن ضمرة قال: "سألنا عليًّا -عليه السلام- عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النهار، فقال: إنكم لا تطيقون ذلك. قال: قلنا: من أطاق منا ذلك؟ قال: كان إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند العصر صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند الظهر صل أربعًا، ويصلي قبل الظهر أربعًا وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعًا، ويفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن يتبعهم من المؤمنين والمرسلين".

322 - ذكر الركعتين بعد العصر
قد تقدمت (5)

323 - ذكر الركعتين قبل صلاة المغرب
1927 - عن عبد الله المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلوا قبل (صلاة) (6) المغرب، قال في الثالثة: لمن شاء. كراهية أن يتخذها الناس سنة".
__________
(1) في "الأصل": عشر.
(2) في "الأصل": صلاة. والمثبت من المسند.
(3) المسند (1/ 142).

1926 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 142 رقم 513).
(4) المسند (1/ 160).
(5) الأحاديث (1101 - 1107).
(6) من صحيح البخاري.

(2/256)


رواه خ (1) -وهذا لفظه- ورواية م (2) عن عبد الله بن مغفل المزني قال: "بين كل أذانين صلاة -قالها ثلاثاً- قال في الثالثة: لمن شاء"، وفي رواية له (2) أيضًا. "قال في الرابعة: لمن شاء".

1928 - عن مرثد بن عبد الله اليزني قال: "أتيت عقبة بن عامر الجهني، فقلت: ألا أعجبك من أبي تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب فقال عقبة: إنا كنا نفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: الشغل".
رواه خ (3).

1929 - عن أنس بن مالك قال: "لقد رأيت كبار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبتدرون السواري عند المغرب".
رواه خ (4).

1930 - وعن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين بعد غروب الشمس قبل المغرب. فقلت له: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاها؟ قال: كان يرانا نصليها فلم يأمرنا ولم ينهنا".
رواه م (5).

1931 - وعن أنس بن مالك قال: "كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري (فركعوا ركعتين) (6) حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 71 رقم 1183).
(2) صحيح مسلم (1/ 573 رقم 538).
(3) صحيح البخاري (3/ 71 رقم 1184).
(4) صحيح البخاري (1/ 688 رقم 503).
(5) صحيح مسلم (1/ 573 رقم 836).
(6) في صحيح مسلم: فيركعون ركعتين ركعتين.

(2/257)


فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما".
رواه مسلم (1).

324 - ذكر الركعتين بعد المغرب أين تصليا وما يقرأ فيهما
تقدم في حديث ابن عمر (2): "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصليها في بيته".

1932 - عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "ما أحصي ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الغداة بـ "قل يا أيها الكافرون" و"قل هو الله أحد".
رواه ق (3) ت (4) وقال: حديث غريب.

1933 - عن كعب بن عجرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها، فقال: هذه صلاة البيوت".
رواه د (5) -وهذا لفظه- والترمذي (6) - وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه- والنسائي (7).

1934 - عن رافع بن خديج قال: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني عبد الأشهل فصلى بنا المغرب في (مسجدنا) (8). قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم".
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 573 رقم 837).
(2) الحديث رقم (1897).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 369 رقم 1166).
(4) جامع الترمذي (2/ 296 - 297 رقم 431).
(5) سنن أبي داود (2/ 31 رقم 1300).
(6) جامع الترمذي (2/ 500 - 501 رقم 604).
(7) سنن النسائي (3/ 220 رقم 1599).
(8) في "الأصل": مسجد تام. والمثبت من سنن ابن ماجه.

(2/258)


رواه ق (1)، من رواية عبد الوهاب بن الضحاك (2) عن إسماعيل بن عياش (3)، وكلاهما ضعيف.

1935 - عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيل الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد". رواه د (4)، مسند ومرسل.

325 - ذكر التطوع بعد المغرب
1936 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صلى بعد المغرب ست ركعات -لم يتكلم فيما بينهن بسوء- عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة".
رواه ق (5) ت (6)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب عن عمر بن أبي خثعم، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث. وضعفه جدًّا.

1937 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة؛ بنى الله له بيتًا في الجنة".
رواه ق (7)، من رواية يعقوب بن الوليد المدني، وقد كذبه الإمام أحمد (8) ويحيى (9).
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 368 رقم 1165).
(2) ترجمته في التهذيب (18/ 494 - 497).
(3) ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(4) سنن أبي داود (2/ 31 رقم 1301، 1302).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 369 رقم 1167).
(6) جامع الترمذي (2/ 298 - 299 رقم 435).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 437 رقم 1373).
(8) الجرح والتعديل (9/ 216 رقم 903).
(9) في رواية ابن الغلابي عنه، تاريخ بغداد (14/ 266).

(2/259)


326 - باب الصلاة بعد العشاء
1938 - عن ابن عباس قال: "بتُّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها في ليلتها، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات، ثم نام ثم قام، ثم قال: نام الغليم -أو كلمة تشبهها- ثم قام، فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلى خمس ركعات، ثم صلى ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه -أو خطيطه- ثم رجع إلى الصلاة".
رواه خ (1).

1939 - عن شريح بن هانئ عن عائشة قال: "سألتها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء قط فدخل عليَّ الأولى أربع ركعات -أو ست ركعات- ولقد مطرنا بالليل فطرحنا له نطعًا، فكأني أنظر إلى ثقب فيه ينبع الماء منه، وما رأيته متقيًا الأرض بشيء من ثيابه قط".
رواه هكذا د (2).

1940 - عن عبد الله بن الزبير قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العشاء ركع أربع ركعات، وأوتر بسجدة ثم نام، حتى يصلي بعد صلاته بالليل".
رواه الإمام أحمد (3).
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 256 رقم 117).
(2) سنن أبي داود (2/ 31 رقم 1303).
(3) المسند (4/ 4).

(2/260)


327 - باب فضل صلاة النافلة في البيوت
1941 - عن عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا".
رواه خ (1) م (2).

1942 - عن زيد بن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".
رواه خ (3) م (4).

1943 - عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قضى أحدكم صلاته في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته؛ فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا".
رواه مسلم (5).

328 - باب صلاة النافلة في جماعة
1944 - عن محمود بن الربيع -وزعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقل مجة مجها من (دلوٍ) (6) كانت في دارهم- قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري -ثم أحد بني سالم- قال: "كنت أصلي لقومي بني سالم فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني أنكرت بصري فإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي فلوددت أنك جئت
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 630 رقم 432).
(2) صحيح مسلم (1/ 538 رقم 777).
(3) صحيح البخاري (2/ 251 رقم 731).
(4) صحيح مسلم (1/ 539 - 540 رقم 781).
(5) صحيح مسلم (1/ 539 رقم 778).
(6) في "الأصل": داو. والمثبت من صحيح البخاري.

(2/261)


فصليت في بيتي، مكانًا أتخذه مسجدًا. فقال: أفعل، إن شاء الله. فغدا عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر -رضي الله عنه- معه بعدما اشتد (النهار) (1) فاستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تحب (أن) (2) أصلي من بيتك؟ فأشار إليه من المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام وصفنا خلفه، ثم سلم، وسلمنا حين سلم".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ومسلم (4).
__________
(1) في "الأصل": النار. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) تكررت في "الأصل".
(3) صحيح البخاري (2/ 376 - 377 رقم 839، 840).
(4) صحيح مسلم (1/ 336 رقم 455).

(2/262)