السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

باب في صلاة الضحى
347 - ذكر صلاة الضحى ركعتين
2013 - عن أبي هريرة قال: "أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد". رواه خ (5) م (6).

2014 - وعن أبي الدرداء نحوه. رواه مسلم (7).

2015 - عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يصبح على كل سُلامى (8) من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من
__________
(1) كتاب المجروحين (1/ 267).
(2) الجرح والتعديل (3/ 316 رقم 1411).
(3) سؤالات البرقاني (26 رقم 115).
(4) سنن الدارقطني (2/ 41 رقم 19).
(5) صحيح البخاري (3/ 68 رقم 1178).
(6) صحيح مسلم (1/ 499 رقم 721).
(7) صحيح مسلم (1/ 499 رقم 722).
(8) السُّلامى: جمع سلامية، وهي الأنملة من أنامل الأصابع، وقيل: واحده وجمعه سواء، ويُجمع على سُلاميات، وهي التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان وقيل: السُّلامى كل عظم مجوف من صغار العظام، والمعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. النهاية (2/ 396).

(2/285)


ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". رواه م (1).

2016 - عن معاذ بن أنس الجهني أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرًا كفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر".
رواه الإمام أحمد (2) د (3).

2017 - عن بريدة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة. قالوا: فمن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق، فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزئ عنك".
رواه الإمام أحمد (4) -وهذا لفظه- د (5).

2018 - عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - "من حافظ على شفعة (6) الضحى غفر له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر".
رواه ق (7) ت، (8) وقال: وقد روى غير واحد من الأئمة هذا الحديث عن (النهاس) (9) بن قهم ولا نعرفه إلا من حديثه.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 498 - 499 رقم 720).
(2) المسند (4/ 438 - 439).
(3) سنن أبي داود (2/ 27 رقم 1287).
(4) المسند (5/ 354).
(5) سنن أبي داود (4/ 361 - 362 رقم 5242).
(6) يعني: ركعتي الضحى، من الشَّفع: الزوج، ويروى بالفتح والضم كالغَرفة والغُرفة، وإنما سماها شفعة لأنها أكثر من واحدة. النهاية (2/ 485).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 440 رقم 1382).
(8) جامع الترمذي (2/ 31 رقم 476).
(9) في "الأصل": مرهاس. والمثبت من جامع الترمذي.

(2/286)


قلت: وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (1).

348 - ذكر الضحى أربع ركعات
2019 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعًا ويزيد ما شاء اللَّه".
رواه م (2).

2020 - عن نعيم بن همار قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يقول الله -عز وجل-: ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره".
أخرجه الإمام أحمد (3) د (4).

2021 - ورواه الإمام أحمد (5) بنحوه. عن نعيم بن همار عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

2022 - عن أبي الدرداء وأبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (عن الله -عز وجل-) (6) أنه قال: "ابن آدم (اركع لي) (7) أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره".
رواه ت (8)، من رواية إسماعيل بن عياش، وقال: حديث حسن غريب.
__________
(1) ترجمته في التهذيب (30/ 28 - 31).
(2) صحيح مسلم (1/ 497 رقم 719).
(3) المسند (5/ 287).
(4) سنن أبي داود (2/ 27 - 28 رقم 1289).
(5) (4/ 153، 201).
(6) من جامع الترمذي.
(7) في "الأصل": تعجزني من. والمثبت من جامع الترمذي.
(8) جامع الترمذي (2/ 340 رقم 475).

(2/287)


349 - ذكر صلاة الضحى ثمان ركعات
2023 - عن أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنها- قالت: "ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فسملت عليه فقال: من هذه؟ فقلت: أم هانئ بنت أبي طالب. قال: مرحبًا بأم هانئ. فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفًا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلاً أجرته فلان بن هبيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. قالت أم هانئ: وذلك ضحى".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

350 - ذكر صلاة الضحى باثنتي [عشرة] (3) ركعة
2024 - عن أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما من عبد مسلم يصلي (للَّه) (4) في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة إلا بني الله له بيتًا في الجنة".
رواه م (5).

2025 - عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة من ذهب".
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 559 - 560 رقم 357).
(2) صحيح مسلم (1/ 498 رقم 336).
(3) في "الأصل": عشر.
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (1/ 503 رقم 728).

(2/288)


رواه ق (1) ت (2)، وقال: حديث غريب.

2026 - عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بُني له بيت في الجنة". رواه الإمام أحمد (3).

351 - وقت صلاة الضحى
2027 - عن زيد بن أرقم: "رأى قومًا يصلون من الضحى في مسجد قباء، فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الأوابين (4) حين ترمض الفصال".
رواه م (5) وقوله: "ترمض الفصال" في شدة الحر، واللَّه أعلم.

352 - باب الصلاة عقيب الطهور
2028 - عن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال عند صلاة الفجر: يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت دَفَّ (6) نعليك بين يديَّ في الجنة. قال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهورًا في ساعة (من) (7) ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي".
رواه خ (8) م (9) -ولفظه للبخاري- وفي رواية مسلم: "حدثني بأرجى عمل
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 439 رقم 1380).
(2) جامع الترمذي (2/ 337 رقم 473).
(3) المسند (4/ 413).
(4) الأوابين جمع أواب، وهو الكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة، وقيل: هو المطيع، وقيل: المسيح. النهاية (1/ 79).
(5) صحيح مسلم (1/ 515 - 516 رقم 7483).
(6) بفتح الدال المهملة والفاء المشددة أي: صوت مشيك فيهما. إرشاد الساري (2/ 326).
(7) ليست في صحيح البخاري.
(8) صحيح البخاري (3/ 41 رقم 1149).
(9) صحيح مسلم (4/ 1910 رقم 2458).

(2/289)


عملته، عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة. قال بلال: ما عملت عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورًا تامًا، في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي".

2029 - وعن بريدة قال: "أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بلالًا، فقال: يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك ... " وذكر الحديث، وفيه قال: "فقال لبلال: بم سبقتني إلى الجنة؟ قال: ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بهذا".
رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- ت (2)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقد تقدم بطوله (3).

353 - باب في تحية المسجد
2030 - عن أبي قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين".
رواه خ (4) م (5).

2031 - عن جابر بن عبد الله قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد، فقال: صل ركعتين. وكان لي عليه دين فقضاني وزادني".
__________
(1) المسند (5/ 354).
(2) جامع الترمذي (5/ 579 رقم 3689).
(3) تحت رقم (355).
(4) صحيح البخاري (1/ 640 رقم 444).
(5) صحيح مسلم (1/ 495 رقم 714).

(2/290)


رواه خ (1) -وهذا لفظه- ومسلم (2).

2032 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين".
رواه ق (3).

2033 - عن أبي ذر قال: "أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فجلست، فقال: يا أبا ذر، هل صليت؟ قلت: لا. قال: قم فصل. قال: فقمت فصليت، ثم جلست قال: يا أبا ذر، تعوذ باللَّه من شر شياطين الإنس والجن، قال: فقلت يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال: نعم".
رواه الإمام أحمد (4) س (5).

354 - باب في سجود الشكر
2034 - عن عبد الرحمن بن عوف قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوجه نحو صدقته فدخل، فاستقبل القبلة فخر ساجدًا، فأطال السجود حتى ظننت أن الله -عز وجل- قبض نفسه فيها، فدنوت منه، ثم جلست، فرفع رأسه، فقال: من هذا؟ قلت عبد الرحمن. قال: ما شأنك؟ قل: يا رسول الله، سجدتَ سجدة خشيت أن يكون الله -عز وجل- قد قبض نفسك فيها. فقال: جبريل- عليه السلام- أناني وبشرني، فقال: إن الله -عز وجل- يقول: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت للَّه -عز وجل- شكرًا".
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 639 رقم 443).
(2) صحيح مسلم (1/ 495 رقم 715).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 323 رقم 1012).
(4) المسند (5/ 178، 189).
(5) سنن النسائي (8/ 275 رقم 5522).

(2/291)


رواه الإمام أحمد (1).

2035 - عن سعد -هو ابن أبي وقاص- قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من عزوزا نزل، ثم رفع يديه فدعا الله ساعة، ثم خر ساجدًا، فمكث طويلًا، ثم قام فرفع يديه فدعا الله ساعة ثم خرَّ ساجدًا، قال: إني سألت ربي -عز وجل- وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي؛ فخررت ساجدًا شكرًا لربي، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي؛ فخررت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي فأعطاني الثلث الآخر؛ فخررت ساجدًا لربي".
رواه د (2)، ورأيت بعضهم ضبطه عزوزا (3)، وبعضهم ضبطه عزورا، واللَّه أعلم بالصواب.

2036 - عن بكار بن عبد العزيز (قال: سمعت أبي يحدث) (4) عن أبي بكرة: "أنه شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (أتاه) (5) بشير (يبشر) (6) بظفر جندٍ له على عدوهم -ورأسه
__________
(1) المسند (1/ 119).

2035 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 179 - 180 رقم 972).
(2) سنن أبي داود (3/ 89 رقم 2775).
(3) قال البكري في معجم ما استعجم (3/ 203): عزوزاء -بفتح أوله، وضم ثانيه، بعده واو وزاي أخرى- موضع بين مكة والمدينة، روى أصحاب أبي داود عنه -ولم يختلفوا- في حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة نريد المدينة فلما كان قريبًا من عزوزاء نزل ثم رفع يديه، فدعا الله ساعة ثم خر ساجدًا" وأنا أظنه تصحيفًا وأنه "فلما كان قريبًا من عزور" المتقدم ذكره، وهو قريب من مكة، فإني (لا) أعلم عزوزاء إلا في هذا الحديث.
(4) من المسند، ونحوه في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه.
(5) من المسند.
(6) في المسند: يبشره.

(2/292)


في حجر عائشة- فقام فخرَّ ساجدًا".
رواه الإمام أحمد (1) بهذا اللفظ، ورواه د (2) ت (3) ق (4)، ولفظه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لقاه أمر يسره -أو بُشر به- خرَّ ساجدًا شكرًا لله -تبارك وتعالى".
بكار بن عبد العزيز تكلم فيه يحيى بن معين (5)، وقال ابن عدي (6): أرجو أنه لا بأس به.

2037 - عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بُشِّر بحاجةٍ فخر ساجدًا".
رواه ق (7)، من رواية ابن لهيعة.

2038 - عن البراء قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأمره أن يقفل خالدًا ومن كان معه إلا رجل ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع علي فليعقب معه. قال البراء: فكنت ممن عقب معه، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، فصلى بنا علي وصفنا صفًا واحدًا، ثم تقدم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله، فأسلمت همدان جميعًا، فكتب علي -رضي الله عنه- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب خرَّ ساجدًا، ثم رفع رأسه، فقال: السلام على همدان، السلام
__________
(1) المسند (5/ 45).
(2) سنن أبي داود (3/ 89 رقم 2774).
(3) جامع الترمذي (4/ 120 رقم 1578) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث بكار بن عبد العزيز، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، رأوا سجدة الشكر، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة مقارب الحديث.
(4) سنن ابن ماجه (1/ 446 رقم 1394).
(5) الجرح والتعديل (2/ 408 رقم 1604).
(6) الكامل (2/ 219) وزاد: وهو من جملة الضعفاء الذين يُكتب حديثهم.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 445 رقم 1392).

(2/293)


على همدان".
رواه البيهقي (1)، وقال: أخرج خ (2) صدر هذا الحديث ولم يسقه بتمامه، وسجود الشكر في تمام الحديث (3) على شرطه.
قلت: وآخر ما روى البخاري: "فكنت فيمن عقب معه، قال: فغنمت أواقي ذوات عدد".

2039 - وفي توبة كعب بن مالك قال: "فخررت ساجدًا، وعلمت أنه قد جاء الفرج". رواه خ (4) م (5).

2040 - و"سجد علي -عليه السلام- حين وجد ذا الثدية في الخوارج".
رواه الإمام أحمد (6).

2041 - و"سجد أبو بكر -رضي الله عنه- حين جاءه قتل مسيلمة".
رواه سعيد بن منصور (7).

355 - باب السجود عند الآيات
2042 - عن عكرمة قال: "قيل لابن عباس: ماتت فلانة -بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم- فخر ساجدًا، فقيل له: تسجد هذه الساعة؟! فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا رأيتم آية فاسجدوا. وأي آيةٍ أعظم من ذهاب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه د (8).
__________
(1) السنن الكبرى (2/ 369).
(2) صحيح البخاري (7/ 663 رقم 4349).
(3) زاد في سنن البيهقي المطبوع: صحيح.
(4) صحيح البخاري (7/ 663 رقم 4349).
(5) صحيح مسلم (4/ 2120 رقم 2769).
(6) المسند (1/ 107 - 108، 147).
(7) وعزاه له المجد ابن تيمية في المنتقى (3/ 106).
(8) سنن أبي داود (1/ 311 رقم 1197).

(2/294)


356 - باب صلاة الاستخارة
2043 - عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم (أحدكم) (1) بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللَّهم إني أستخيرك بعلمك، و (أستقدرك) (2) بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللَّهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني. قال: ويسمي حاجته".
رواه خ (3)، ورواه الترمذي (4) عن الشيخ الذي روى عنه خ، وعنده: "ثم أرضني به" وعند د (5): "ثم رضني به".

2044 - عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "اكتم الخطبة، تم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صل ما كتب الله لك، ثم أحمد ربك ومجده، ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، فإن رأيت لي في فلانة -تسميها باسمها- خيرًا في ديني ودنياي وآخرتي (فاقدرها لي) (6) وإن
__________
(1) في "الأصل": أحدهم. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) تحرفت في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (3/ 58 رقم 1166).
(4) جامع الترمذي (2/ 345 رقم 480).
(5) سنن أبي داود (2/ 89 - 90 رقم 1538).
(6) من صحيح ابن خزيمة والإحسان.

(2/295)


كان غيرها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي بها -أو فاقدرها لي".
رواه الإمام أحمد (1) وابن خزيمة في صحيحه (2) وابن حبان في كتابه (3).

357 - باب صلاة الحاجة
2045 - عن فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي (أوفى) (4) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت له حاجة إلى الله -تعالى- أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، ثم ليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين".
رواه ق (5) ت (6) -وهذا لفظه- وقال: حديث غريب وفي إسناده مقال، وفائد بن عبد الرحمن هو أبو الورقاء، يضعف في الحديث.

358 - باب صلاة التسبيح
2046 - عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس يا عماه، ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أفعل لك عشر خصال إذا
__________
(1) المسند (5/ 423).
(2) صحيح ابن خزيمة (2/ 226 رقم 1220).
(3) الإحسان (9/ 348 رقم 4040) وموارد الظمآن (1/ 300 رقم 685).
(4) في "الأصل": آدم. والمثبت من جامع الترمذي وسنن ابن ماجه.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 441 رقم 1384).
(6) جامع الترمذي (2/ 344 رقم 479).

(2/296)


أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله وبحمده، ولا إله إلا الله، واللَّه أكبر. خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرًا، ثم تهوي ساجدًا فتقولها وأنت ساجد عشرًا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرًا، فذلك خمس و (سبعون) (1)، في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة".
رواه د (2) ق (3) وابن خزيمة في صحيحه (4)، ورواه الطبراني في المعجم (5)، وفي آخره: "فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج (6) غفر الله لك".

2047 - عن أبي رافع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: "يا عم ألا أصلك ألا أحبوك ألا أنفعك؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: يا عم، صل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، وإذا انقضت القراءة فقل: الله أكبر، والحمد للَّه، وسبحان الله، ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشرًا، ثم ارفع رأسك فقلها عشراً، ثم اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع رأسك
__________
(1) في "الأصل": سبعين. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) سنن أبي داود (2/ 29 - 30 رقم 1297).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 443 رقم 1387).
(4) صحيح ابن خزيمة (2/ 223 رقم 1216) وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر؛ فإن في القلب من هذا الإسناد شيء. ثم قال: ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة مرسلاً، لم يقل فيه "عن ابن عباس". حدثناه محمد بن رافع، نا إبراهيم بن الحكم.
(5) المعجم الكبير (11/ 243 - 244 رقم 11622).
(6) العالج: هو ما تراكم من الرمل، ودخل بعضه في بعض. النهاية (3/ 287).

(2/297)


فقلها عشرًا، ثم اسجد فقلها. عشرًا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرًا قبل أن تقوم، فتلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفر الله لك. قال: يا رسول الله، ومن يستطيع يقولها في كل يوم؟ قال: إن لم تستطع أن تقولها في يوم فقلها في جمعة، فإن لم تستطع أن تقولها في جمعة فقلها في شهر. فلم يزل يقول له حتى قال له: قلها في سنة".
رواه ق (1) ت (2)، وقال: حديث غريب من حديث أبي رافع، وفي الباب عن ابن عباس وعبد الله بن عمر والفضل (ابن) (3) العباس.
قلت: وهو من رواية موسى بن عبيدة، وقد تكلم فيه، وضعفه غير واحد من الأئمة (4).
وقال الترمذي: وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير حديث في صلاة التسبيح، ولا يصح منه كبير شيء، وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم (صلاة التسبيح) (5) وذكروا الفضل فيه.
وروى الترمذي (6) عن أحمد بن عبدة عن أبي وهب قال: "سألت عبد الله ابن المبارك عن الصلاة التي يُسبح فيها، قال: يكبر ثم يقول: سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم تقول خمس عشرة مرة: سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله، والله أكبر. ثم يتعوذ، ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب وسورة، ثم يقرأ عشر مرات سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله، واللَّه أكبر. ثم يركع فيقولها عشرًا، ثم يرفع رأسه
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 442 رقم 1386).
(2) جامع الترمذي (2/ 350 - 351 رقم 482).
(3) سقطت من "الأصل" والمثبت من جامع الترمذي (2/ 348).
(4) ترجمته في التهذيب (29/ 104 - 114).
(5) من جامع الترمذي.
(6) جامع الترمذي (2/ 348 - 349).

(2/298)


فيقولها عشرًا، ثم يسجد فيقولها عشرًا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرًا، ثم يسجد الثانية فيقولها عشرًا، يصلي أربع ركعات على هذا، فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة، يبدأ في كل ركعة بخمس عشرة، ثم يقرأ، ثم يسبح عشرًا، فإن صلى ليلاً فأحب أن يسلم في الركعتين، وإن صلى نهارًا فإن شاء سلم، وإن شاء لم يسلم.
قال أبو وهب: وأخبرني عبد العزيز -هو ابن أبي رزمة- عن عبد الله قال: يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم، وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثاً، ثم يسبح التسبيحات.
قال أحمد بن عبدة. وثنا وهب بن (1) زمعة، أخبرني عبد العزيز -هو ابن أبي رزمة- قال: قلت لعبد الله بن المبارك إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرًا عشرًا؟ قال: لا، إنما هي ثلاثمائة تسبيحة.

2048 - عن أنس بن مالك: "أن أم سليم غدت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: علمني كلمات أقولهن في صلاتي. فقال: كبري الله عشرًا، وسبحي الله عشرًا، واحمديه عشرًا ثم سلي ما شئت، يقول: نعم نعم".
رواه الإمام أحمد (2) س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن غريب.
وإسناده على رسم الصحيح.

359 - باب سجود القرآن
2049 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قرأ ابن آدم السجدة
__________
(1) زاد بعدها في "الأصل": أبي. وهي زيادة مقحمة لم ترد في جامع الترمذي.

2048 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 353 - 355 رقم 1515 - 1518).
(2) المسند (3/ 120).
(3) سنن النسائي (3/ 51 رقم 1298).
(4) جامع الترمذي (2/ 347 رقم 481).

(2/299)


اعتزل الشيطان يبكي يقول: (يا ويلي) (1) أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار".
رواه م (2).

2050 - عن ابن عمر قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد، ونسجد حتى ما يجد أحدنا مكانًا لموضع جبهته".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ومسلم (4).

2051 - وعنه قال: "ربما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن فيمر بالسجدة فيسجد بنا حتى ازدحمنا عنده، حتى ما يجد أحدنا مكانًا يسجد فيه، في غير صلاة".
رواه خ (5) م (6) -وهذا لفظه- ولفظ خ "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السجدة ونحن عنده فيسجد ونسجد معه فنزدحم حتى ما (يجد) (7) أحدنا لجبهته موضعًا يسجد فيه".

360 - ذكر التكبير للسجدة
2052 - عن ابن عمر قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا القرآن، بالسجدة كبر وسجد وسجدنا".
رواه د (8) قال عبد الرزاق: كان الثوري يعجبه هذا الحديث.
__________
(1) في صحيح مسلم: يا ويله.
(2) صحيح مسلم (1/ 87 رقم 81).
(3) صحيح البخاري (2/ 647 رقم 1075).
(4) صحيح مسلم (1/ 405 رقم 575/ 103).
(5) صحيح البخاري (2/ 648 رقم 1076).
(6) صحيح مسلم (1/ 405 رقم 575/ 104).
(7) في "الأصل": كان. والمثبت من صحيح البخاري.
(8) سنن أبي داود (2/ 60 رقم 1412).

(2/300)


قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي -رحمه الله-: وهو من رواية عبد الله بن عمر عن نافع، وهو متكلم فيه (1).

361 - باب عدد سجود القرآن
2053 - عن أبي الدرداء قال: "سجدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشرة سجدة، ليس فيها من المفصل شيء: الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج، وسجدة الفرقان، وسليمان سورة النمل، والسجدة، وص، وسجدة الحواميم".
رواه ق (2).
قال أبو داود السجستاني (3): رُوي عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إحدى عشرة سجدة" وإسناده واهٍ.

362 - ذكر سجدتي الحج
2054 - عن عمرو بن العاص: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي الحج سجدتين".
رواه ق (4) د (5)، وعنده: "وفي سورة الحج سجدتين".

2055 - عن عاقبة بن عامر قال: "قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: في سورة الحج سجدتان؟ قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
__________
(1) ترجمته في التهذيب (15/ 327 - 332).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 335 رقم 1056).
(3) سنن أبي داود (2/ 58).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 335 رقم 1057).
(5) سنن أبي داود (2/ 58 رقم 1401).

(2/301)


رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- ت (3)، وقال: ليس إسناده بالقوي.
قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي -رحمه الله-: وهو من رواية ابن لهيعة، ولفظ الإمام أحمد: "أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال: نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما".

2056 - عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي -عليه السلام-: "أنه كان يسجد في الحج سجدتين".

2057 - وعن ابن عمر "أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سجد في الحج سجدتين، وقال: إن هذه سورة فضلت على سائر القرآن بسجدتين".
رواهما سعيد بن منصور.

2058 - عن عبد الله بن ثعلبة قال: "رأيت عمر سجد في الحج سجدتين، قلت: في الصبح؟ قال: في الصبح".
رواه الدارقطني (4).

2059 - عن نافع: "وكان ابن عمر يسجد فيها سجدتين".
رواه البيهقي (5)، قال: وروي (6) عن علي وعبد الله بن مسعود وعمار وأبي موسى وأبي الدرداء: "أنهم كانوا يسجدون في الحج سجدتين" وروي عن ابن عباس قال: "في سورة الحج سجدتان".
__________
(1) المسند (4/ 151، 155).
(2) سنن أبي داود (2/ 58 رقم 1402).
(3) جامع الترمذي (2/ 470 - 471 رقم 578).
(4) سنن الدارقطني (1/ 408 رقم 10).
(5) السنن الكبرى (2/ 317).
(6) السنن الكبرى (2/ 317 - 318).

(2/302)


363 - ذكر سجدة "الم تنزيل السجدة"
2060 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعه: "الم تنزيل" و"هل أتى على الإنسان".
رواه خ (1) م (2) -وهذا لفظه- ورواية البخاري: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر "الم تنزيل" السجدة و"هل أتى على الإنسان". عن من الدهر

2061 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة "الم تنزيل" السجدة و"هل أتى على الإنسان". رواه م (3).

364 - سجدة ص
2062 - عن ابن عباس قال: "ص" ليس من عزائم السجود، وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها". رواه خ (4).

2063 - وعن مجاهد: "أنه سأل ابن عباس أفي "ص" سجدة؟ فقال: نعم. ثم تلا: (وَوَهَبْنَا لَهُ) إلى قوله: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (5) قال هو منهم" زاد يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد وسهل بن يوسف عن العوام عن مجاهد "قلت لابن عباس، فقال: نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ممن أمر أن يقتدى بهم". رواه خ (6).
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 439 رقم 891).
(2) صحيح مسلم (2/ 599 رقم 880).
(3) صحيح مسلم (2/ 599 رقم 879).
(4) صحيح البخاري (2/ 643 رقم 1069).
(5) سورة الأنعام، الآيات: 84: 90.
(6) صحيح البخاري (8/ 405 رقم 4806، 4807).

(2/303)


2064 - عن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في "ص"".
رواه الدارقطني (1).

2065 - عن أبي سعيد الخدري قال: "قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر "ص"، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن (2) الناس للسجود فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود فنزل فسجد وسجدوا". رواه د (3).

2066 - وعن أبي سعيد قال: "رأيت رؤيا وأنا أكتب سورة "ص" فلما بلغت السجدة رأيت الدواة والقلم وكل شيء بحضرتي انقلب ساجدًا، قال: فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل يسجد بها".
رواه الإمام أحمد (4).

365 - ذكر سجدة النجم
2067 - عن عبد الله- هو ابن مسعود- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه قرأ "والنجم" بمكة فسجد فيها، وسجد من كان معه غير أن شيخًا أخذ كفًّا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا. قال عبد الله: لقد رأيته بعد قتل كافرًا".
رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه غير أنه لم يقل: "بمكة" وهو في البخاري وفيه:
__________
(1) سنن الدارقطني (1/ 406 رقم 1).
(2) التشزن: التأهب والتهيؤ للشيء والاستعداد له، مأخوذ من عرض الشيء وجانبه، كأن المتشزن يدع الطمأنينة في جلوسه، ويقعد مستوفرًا على جانب. النهاية (2/ 471).
(3) سنن أبي داود (2/ 59 رقم 1410).
(4) المسند (3/ 84).
(5) صحيح البخاري (2/ 641 رقم 1067).
(6) صحيح مسلم (1/ 405 رقم 576).

(2/304)


"وسجد من معه".

2068 - وعن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس".
رواه خ (1).

2069 - عن زيد بن ثابت: "قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - "والنجم" فلم يسجد فيها".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- ومسلم (3).

2070 - عن المطلب بن أبي وداعة قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في النجم وسجد الناس معه. قال المطلب: ولم أسجد معهم. وهو يومئذ مشرك. قال المطلب: ولا أدع السجود فيها أبدًا".
رواه الإمام أحمد (4) س (5).

2071 - عن أبي هريرة قال: "سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بآخر النجم، والجن والإنس والشجر".
رواه الدارقطني (6).

366 - ذكر السجود في (إِذا السماء انشقت) (اقرأ باسم ربك)
2072 - عن أبي رافع قال: "صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ: (إِذا السماء
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 644 رقم 1071).
(2) صحيح البخاري (2/ 645 رقم 1073).
(3) صحيح مسلم (1/ 406 رقم 577).
(4) المسند (3/ 420).
(5) سنن النسائي (2/ 159 - 160 رقم 957).
(6) سنن الدارقطني (1/ 409 رقم 11).

(2/305)


انشقت) فسجد فيها، فقلت له: ما هذه؟ فقال: سجدت بها خلف أبي القاسم، فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه".
رواه خ (1) م (2)، وعنده: "ما هذه السجدة".

2073 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "أن أبا هريرة قرأ لهم (إِذا السماء انشقت) فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد فيها".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.

2074 - ورواه م (5) عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: "سجدنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في "إِذا السماء انشقت" و"اقرأ باسم ربك".

2075 - ورواه (6) أيضًا عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة أنه قال: "سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في " [إِذا] (7) السماء انشقت" و"اقرأ باسم ربك".

367 - باب سجود الراكب
2076 - عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن نافع، عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ عام الفتح سجدة، فسجد الناس كلهم، منهم الراكب والساجد في الأرض، حتى إن الراكب يسجد على يده".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 651 رقم 1078).
(2) صحيح مسلم (7/ 401 رقم 578/ 110).
(3) صحيح البخاري (2/ 647 رقم 1074).
(4) صحيح مسلم (1/ 406 رقم 578).
(5) صحيح مسلم (1/ 406 رقم 578/ 108).
(6) صحيح مسلم (7/ 401 رقم 578/ 109).
(7) من صحيح مسلم.

(2/306)


رواه د (1)، ومصعب بن ثابت تكلم فيه الإمام (2) ويحيى بن معين (3).

368 - باب ذكر أن السجود ليس بفرض
2077 - عن ربيعة بن عبد الله بن الزبير (4) قال أبو بكر -هو ابن أبي مليكة-: وكان ربيعة من خيار الناس- "عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد، وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس، إنما نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، ولم يسجد عمر"، وزاد نافع عن ابن عمرة "إن الله -عز وجل- لم يفرض السجود إلا أن نشاء".
رواه بالزيادة خ (5).

369 - باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح
2078 - عن أبي تميية الهجيمي قال: "كنت أقص بعد صلاة الصبح فأسجد، فنهاني ابن عمر فلم أنته -ثلاث مرار- ثم عاد فقال: إني صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر (6) وعمر وعثمان فلم يسجدوا حتى تطلع الشمس".
رواه د (7).
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 60 رقم 1411).
(2) يعني: الإمام أحمد بن حنبل، وكلامه في العلل ومعرفة الرجال.
(3) تاريخ الدارمي (208 رقم 774).
(4) زاد في "الأصل": عن نافع. وهي زيادة مقحمة؛ لم ترد في الصحيح.
(5) صحيح البخاري (2/ 648 - 649 رقم 1770).
(6) من سنن أبي داود.
(7) سنن أبي داود (2/ 61 رقم 1415).

(2/307)


370 - باب إِذا لم يسجد القارئ لم يسجد المستمع ولا يسجد إِلا وهو طاهر
تقدم حديث زيد بن ثابت (1) قال: "قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (النجم) فلم يسجد فيها".
رواه د (2) أيضًا، قال أبو داود: "كان زيد الإمام فلم يسجد".

2079 - وقال ابن مسعود لتميم بن (حَذْلم) (3) وهو غلام فقرأ عليه سجدة، فقال: "اسجد فإنك إمامنا فيها".
رواه سعيد بن منصور (4) عن إسماعيل بن عياش (5) عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة (6)، وكلاهما تكلم فيه.

2080 - عن عطاء بن يسار قال: "بلغني أن رجلاً قرأ بآية من القرآن فيها سجدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فسجد الرجل، وسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - معه، ثم قرأ آخر آية فيها سجدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فانتظر الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يسجد، فقال الرجل: يا رسول الله، قرأت السجدة فلم تسجد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كنتَ إمامًا فلو سجدت سجدت معك". رواه البيهقي (7).

2081 - عن ابن عمر أنه قال: "لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر".
__________
(1) الحديث رقم (2069).
(2) سنن أبي داود (2/ 58 رقم 1404، 1405).
(3) في "الأصل": حزم. وهو خطأ، وانظر ترجمته في التهذيب (4/ 328 - 329)، والإكمال لابن ماكولا (2/ 405).
(4) عزاه له ابن حجر في التغليق (2/ 410) بإسناد آخر، وقد علقه البخاري في صحيحه (2/ 647).
(5) ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(6) ترجمته في التهذيب (2/ 446 - 454).
(7) السنن الكبرى (2/ 324).

(2/308)


رواه البيهقي (1)

371 - باب ما يقال في سجود القرآن
2082 - عن أبي العالية عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن بالليل -يقول في السجدة مرارًا-: سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) س (4) ت (5) -وقال: حديث صحيح (6) - والدارقطني (7) والبيهقي (8) وزاد فيه: "فتبارك الله أحسن الخالقين".

2083 - وقد روى مسلم (9) في حديث علي -عليه السلام- في باب الاستفتاح (10) - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا قام إلى الصلاة ... " فذكر الحديث، وفيه: "إذا سجد قال: اللَّهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين".
__________
(1) السنن الكبرى (2/ 325).
(2) المسند (6/ 217).
(3) سنن أبي داود (2/ 60 رقم 1414).
(4) سنن النسائي (2/ 222 رقم 1128).
(5) جامع الترمذي (2/ 474 رقم 580، 5/ 456 رقم 3425).
(6) كذا في تحفة الأشراف (11/ 398 رقم 16083) وفي جامع الترمذي، وعارضة الأحوذي (3/ 61) وتحفة الأحوذي (3/ 183 رقم 577، 9/ 384 رقم 3485): حسن صحيح.
(7) سنن الدارقطني (1/ 406 رقم 2).
(8) السنن الكبرى (2/ 325).
(9) صحيح مسلم (1/ 534 - 536 رقم 771).
(10) تقدم رقم (1288).

(2/309)


2084 - عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللَّهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود. قال ابن عباس: فقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجدة ثم سجد، فقال ابن عباس: فسمعته يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة".
رواه ت (1) -وهذا لفظه- وقال: حديث غريب من حديث ابن عباس. ورواه ق (2) وعنده "اللَّهم احطط عني بها وزرًا" ورواه الطبراني (3) وفيه: "وكأني قرأت سورة "السجدة" فسجدت".
ورواه ابن حبان البستي (4)، والبيهقي (5)، وعنده: "فقرأت "ص"".

372 - باب
2085 - عن ابن مسعود: "أنه كان يسجد في "الأعراف" و"بني إسرائيل" و"النجم" و"إذا السماء انشقت" و"اقرأ باسم ربك" وكان يقول: إن ركع في آخر السورة أجزأه ذلك من السجود، وإن شاء سجد عند السجدة، ثم قام فقرأ سورة أخرى".
رواه سعيد بن منصور.

2086 - وروي عن علي -عليه السلام- قال: "عزائم السجود. "الم تنزيل"
__________
(1) جامع الترمذي (2/ 472 - 473 رقم 579، 5/ 455 - 456 رقم 3424).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 334 رقم 1053).
(3) المعجم الكبير (11/ 129 رقم 11262).
(4) موارد الظمآن (1/ 330 رقم 691) والإحسان (6/ 473 - 474 رقم 2768).
(5) السنن الكبري (2/ 320).

(2/310)


السجدة و"حم" السجدة و"النجم" و"اقرأ باسم ربك"".

2087 - وروي عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "سألت ابن مسعود عن السجدة تكون في آخر السورة أيسجد بها أو يركع؟ فقال عبد الله: إن لم يكن بينك وبين السجدة غير الركوع شإنه قريب".

(2/311)


373 - باب قصر الصلاة
2088 - عن عائشة قالت: "الصلاة أول ما فرضت ركعتين، أقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر". قال الزهري: فقلت لعروة: فما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأول عثمان -رضي الله عنهما".
رواه خ (1) م (2).

2089 - عن يعلى بن أمية قال: "قلت لعمر بن الخطاب: (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفتُمْ أَن يَفْتِنَكُم الَّذِينَ كَفَروا) (3) فقد أمن الناس. قال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته".
رواه مسلم (4).

2090 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته".
رواه الإمام أحمد (5).

2091 - وعن أمية بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر: "إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السفر في القرآن؟ فقال ابن عمر: يا ابن أخي إن الله -تبارك وتعالى- بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ولا نعلم شيئًا، وإنما نفعل كما رأينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يفعل".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 663 رقم 1090).
(2) صحيح مسلم (1/ 478 رقم 685).
(3) سورة النساء، الآية: 101.
(4) صحيح مسلم (1/ 478 رقم 686).
(5) المسند (2/ 108).

(2/312)


رواه الإمام أحمد (1)، ومالك (2) س (3) -واللفظ له- ق (4) وابن خزيمة في صحيحه (5) وابن حبان البستي (6).

2092 - عن يحيى بن أبي إسحاق سمعت أنسًا يقول: "خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة، وكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قلت: أقمتم بمكة شيئًا؟ قال: أقمنا بها عشرًا"
رواه خ (7) م (8)، ولفظه للبخاري.

2093 - عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس قال: "صليت الظهر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعًا، وبذي الحليفة ركعتين".
كذا رواه خ (9)، ورواه م (10) قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر بالمدينة أربعًا، وصليت معه العصر بذي الحليفة ركعتين".

2094 - عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "صلى بنا عثمان بمنى أربع ركعات، فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود فاسترجع، ثم قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر الصديق بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان".
__________
(1) المسند (2/ 65 - 66، 94، 148).
(2) الموطأ (1/ 142 رقم 7).
(3) سنن النسائي (3/ 132 رقم 1433).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 339 رقم 1066).
(5) صحيح ابن خزيمة (2/ 72 رقم 946).
(6) موارد الظمآن (1/ 239 رقم 542).
(7) صحيح البخاري (2/ 653 رقم 1081).
(8) صحيح مسلم (1/ 481 رقم 693).
(9) صحيح البخاري (2/ 663 رقم 1089).
(10) صحيح مسلم (1/ 480 رقم 690).

(2/313)


رواه خ (1) م (2).

2095 - عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى آمن ما كان الناس وأكثره ركعتين".
رواه خ (3) م (4)، وقال: حارثة بن وهب الخزاعي هو أخو عبد الله بن عمر ابن الخطاب لأمه. ولفظه لمسلم.

2096 - عن نافع عن عبد الله قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين وأبي بكر وعمر، ومع عثمان صدرًا من خلافته ثم أتمها".
رواه خ (5) م (6) - ولفظه للبخاري- ولفظ مسلم قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين، وأبو بكر بعده، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان صدرًا من خلافته، ثم إن عثمان صلى بعد أربعًا، فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعًا، وإن صلى وحده صلاها ركعتين".

2097 - عن حفص بن عاصم عن ابن عمر قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى صلاة المسافر وأبو بكر وعمر وعثمان ثمان سنين -أو قال ست سنين- قال حفص: وكان ابن عمر يصلي بمنى ركعتين ثم يأتي فراشه فقلت: أي عم، لو صليت بعدها ركعتين. قال: لو فعلت لأتممت الصلاة".
رواه م (7) بهذا اللفظ، وروى البخاري (8) قال: "صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 656 رقم 1084).
(2) صحيح مسلم (1/ 483 رقم 695).
(3) صحيح البخاري (2/ 655 رقم 1083).
(4) صحيح مسلم (1/ 483 رقم 696).
(5) صحيح البخاري (2/ 655 رقم 1082).
(6) صحيح مسلم (1/ 482 رقم 694/ 17).
(7) صحيح مسلم (1/ 483 رقم 694/ 18).
(8) صحيح البخاري (2/ 672 رقم 1102).

(2/314)


فكان لا يزيد على ركعتين، وأبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- كذلك".

2098 - وعنه قال: " (سافر) (1) ابن عمر فقال: صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم أره يسبح في السفر، قال الله -عز وجل-: (لَقَدْ كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (2) " (3).

374 - باب في كم تقصر الصلاة
2099 - عن يحيى بن يزيد الهنائي قال: "سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال -أو ثلاثة فراسخ، شعبة الشاك- صلى ركعتين".
رواه م (4).

2100 - عن جبير بن نفير قال: "خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على (رأس) (5) سبعة عشر -أو ثمانية عشر- ميلاً فصلى ركعتين فقلت له، فقال: رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل".
وقال (6) عن ابن السمط وقال: "أنه (أتى) (5) أرضًا يقال لها: دومين، من حمص على رأس ثمانية عشر ميلاً".
رواه م (7).
__________
(1) في "الأصل": سئل. والمثبت من صحيح البخاري، واللفظ له.
(2) سورة الأحزاب، الآية: 21.
(3) رواه البخاري (2/ 672 رقم 1101) ومسلم (1/ 480 رقم 689).
(4) صحيح مسلم (1/ 481 رقم 691).
(5) من صحيح مسلم.
(6) أي: ساقه مسلم بإسناد آخر وقال، واللَّه أعلم.
(7) صحيح مسلم (1/ 481 رقم 692).

(2/315)


2101 - عن سالم بن عبد الله "أن عبد الله بن عمر كان يقصر الصلاة في مسيرة اليوم التام".
رواه مالك في الموطأ (1).

2102 - وروى (2) عنه: "كان يقول: أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع (مكثًا) (3) وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة".

375 - باب كم إِقامة المسافر يقصر الصلاة
2103 - عن ابن عباس قال: "أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يقصر الصلاة، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا".
رواه خ (4).

2104 - عن جابر قال: "أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة".
رواه الإمام أحمد (5) د (6).

2105 - عن عمران بن حصين قال: "ما سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفرًا إلا صلى ركعتين ركعتين حتى يرجع، وإنه أقام بمكة زمان الفتح ثماني عشرة ليلة، يصلي بالناس ركعتين ركعتين إلا المغرب، ثم يقول: يا أهل مكة، قوموا فصلوا ركعتين أخرتين فإنا سفر. ثم غزا حنينًا والطائف فصلى ركعتين ركعتين، ثم رجع إلى جعرانة فاعتمر منها في ذي القعدة، ثم غزوت مع أبي بكر وحججت واعتمرت،
__________
(1) الموطأ (1/ 143 رقم 13).
(2) الموطأ (1/ 144 رقم 16).
(3) من الموطأ.
(4) صحيح البخاري (2/ 653 رقم 1080).
(5) المسند (3/ 295).
(6) سنن أبي داود (2/ 11 رقم 1235).

(2/316)


فصلى ركعتين ركعتين، ومع عمر -رضي الله عنه- فصلى ركعتين ركعتين إلا المغرب، ومع عثمان صدرًا من إمارته ركعتين إلا المغرب، ثم إن عثمان -رضي الله عنه- صلى بعد ذلك أربعًا".
رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- وأبو داود (2) إلى قوله: "فإنا سفر".

2106 - عن عبد الرحمن بن أبي ذباب "أن عثمان بن عفان صلى بمنى أربع ركعات، فأنكر الناس عليه، فقال: يا أيها الناس، إني تأهلت بمكة منذ قدمت، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من تأهل ببلد فليصل صلاة المقيم".
رواه الإمام أحمد (3).

376 - باب في إِتمام المسافر الصلاة
2107 - عن عائشة "أنها اعتمرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة، حتى إذا قدمت مكة قالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قصرتُ وأتممتُ وأفطرتُ وصمتُ. فقال: أحسنت يا عائشة. وما عاب عليَّ).
رواه س (4).

2108 - وروى الدارقطني (5): "خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرة رمضان فأفطرَ وصمتُ، وقصرَ وأتممتُ".
وقال: إسناد حسن.
__________
(1) المسند (4/ 430).
(2) سنن أبي داود (2/ 9 - 10 رقم 1229).

2106 - خرجه الضياء في المختارة (1/ 504 - 505 رقم 372 - 374).
(3) المسند (1/ 62).
(4) سنن النسائي (3/ 122 رقم 1455).
(5) سنن الدارقطني (2/ 188 رقم 39).

(2/317)


2109 - ورورى الدارقطني (1) أيضاً عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقصر في السفر ويتم، ويفطر ويصوم".

377 - باب الجمع بين الصلاتين
2110 - عن أنس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن ترتفع الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب".
رواه خ (2) م (3)، ولمسلم (4) قال: "إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما".

2111 - عن سالم، عن عبد الله بن عمر قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء. قال سالم: وكان عبد الله بن عمر يفعله إذا أعجله السير".
كذا أخرجه خ (5)، ورواه م (6)، ولم يذكر قول سالم.

2112 - عن معاذ بن جبل: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن ترحل قبل أن ترتفع الشمس أخر الظهر حتى ينزل العصر، وفي المغرب مثل ذلك، وإن غابت الشمس (قبل) (7)
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 189 رقم 44).
(2) صحيح البخاري (2/ 678 رقم 1111).
(3) صحيح مسلم (1/ 489 رقم 704).
(4) صحيح مسلم (1/ 489 رقم 704/ 47).
(5) صحيح البخاري (2/ 666 رقم 1091).
(6) صحيح مسلم (1/ 489 رقم 703).
(7) في "الأصل": ثم. والمثبت من سنن أبي داود.

(2/318)


أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم جمع بينهما".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- والترمذي (3)، قال: وحديث معاذ حديث حسن غريب.
وقال أبو داود: رواه هشام بن عروة، عن حسين بن عبد الله، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحو حديث المفضل. يعني حديث معاذ.
قلت: وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس تكلم فيه علي بن المديني (4) والنسائي (5).

378 - باب في ذكر الجمع في الحضر لأجل المطر وغيره
2113 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بالمدينة سبعًا وثمانيًا الظهر والعصر والمغرب والعشاء".
أخرجه خ (6) م (7)، وفي لفظ لمسلم (8). "جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر. قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: كي لا يحرج أمته".
__________
(1) المسند (5/ 241 - 242).
(2) سنن أبي داود (2/ 5 رقم 1208).
(3) جامع الترمذي (2/ 438 - 439 رقم 553).
(4) قال: تركت حديثه. نقله البخاري في التاريخ الكبير (2/ 388 رقم 2872).
(5) قال: متروك الحديث. كتاب الضعفاء والمتروكين (85 رقم 147).
(6) صحيح البخاري (2/ 29 رقم 543).
(7) صحيح مسلم (1/ 491 رقم 705/ 56).
(8) صحيح مسلم (1/ 490 - 491 رقم 705).

(2/319)


ورواه مالك في الموطأ (1): "في غير خوف ولا سفر" قال مالك: أرى ذلك كان في مطر.

2114 - وروى مالك (2) أيضًا عن نافع: "أن عبد الله بن عمر كان إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر جمع معهم".

2115 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: "إن من السنة إذا كان يوم مطر أن يجمع بين المغرب والعشاء". رواه أبو بكر الأثرم في سننه.

2116 - عن حمنة بنت جحش قالت: "كنت أستحاض حيضة شديدة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أستفتيه وأخبره ... " فذكر الحديث، وفيه ذكر الجمع بين الصلاتين، وقد تقدم في باب الاستحاضة (3)

2117 - وحديث عائشة: "أن سهلة بنت سهيل استحيضت، فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل، والمغرب والعشاء بغسل، وتغتسل للصبح".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) -واللفظ له- س (6).

2118 - وروى أبو داود (7) والدارقطني (8) عن أسماء بنت عميس قالت: "قلت: يا رسول الله، إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت كذا وكذا فلم تصل ... "، وذكر الحديث، وفيه ذكر الجمع.
__________
(1) الموطأ (1/ 141 رقم 4).
(2) الموطأ (1/ 141 رقم 5).
(3) الحديث رقم (617).
(4) المسند (6/ 119، 139، 172).
(5) سنن أبي داود (1/ 79 رقم 295).
(6) سنن النسائي (1/ 122 رقم 213، 1/ 184 رقم 358).
(7) سنن أبي داود (1/ 79 - 80 رقم 296).
(8) سنن الدارقطني (1/ 215 - 216 رقم 53).

(2/320)


379 - باب صلاة الخوف
2119 - عن عبد الله بن عمر قال: "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي لنا فقامت طائفة (معه تصلي) (1) وأقبلت طائفة على العدو، وركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه وسجد سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل، فجاءوا فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم ركعة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- ومسلم (3)، ولفظه قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا وقاموا في مقام أصحابهم مقبلين على العدو، وجاء أولئك فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعة، ثم سلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة".

2120 - عن ابن عباس قال: "قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام الناس معه، فكبر وكبروا معه، وركع وركع ناس منهم، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام الثانية فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانهم، وأتت الطائفة الأخرى فركعوا وسجدوا معه، والناس كلهم في صلاة، ولكن يحرس بعضهم بعضًا".
رواه خ (4) س (5) وعنده: "ثم قام إلى الركعة الثانية فتأخر الذين سجدوا معه وحرسوا إخوانهم"، وعنده: "والناس كلهم في صلاة يكبرون".
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (2/ 497 رقم 942).
(3) صحيح مسلم (1/ 574 رقم 839).
(4) صحيح البخاري (2/ 502 رقم 944).
(5) سنن النسائي (3/ 169 - 170 رقم 1533).

(2/321)


380 - صفة أخرى من صلاة الخوف
2121 - عن صالح بن خوات بن جبير عن سهل بن أبي حثمة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه في الخوف، فصفهم خلفه صفين، فصلى بالذين يلونه ركعة، ثم قام، فلم يزل قائمًا حتى صلى الذين خلفه ركعة، ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم فصلى بهم ركعة، ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة، ثم (سلم) (1) " (2).

381 - [صفة] (3) أخرى من صلاة الخوف

2122 - عن (صالح بن خوات عمن صلى) (4) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع صلاة الخوف "أنَّ طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو، فصلى بالذين معه ركعة، ثم ثبت قائمًا وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت ثم ثبت جالسًا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم".
رواهما خ (5) م (6)، وهذا لفظه.
__________
(1) في "الأصل": صلى. والمثبت من صحيح مسلم.
(2) صحيح البخاري (7/ 486 رقم 4131) وصحيح مسلم (1/ 575 رقم 841).
(3) بياض في "الأصل".
(4) في "الأصل": "جابر -هو ابن عبد الله- قال: أقبلنا" والمثبت من صحيح مسلم، ونحوه في صحيح البخاري، وسيأتي حديث جابر بعده إن شاء الله.
(5) صحيح البخاري (7/ 486 رقم 4129).
(6) صحيح مسلم (1/ 575 - 576 رقم 842).

(2/322)


382 - صفة أخرى من صلاة الخوف
2123 - عن جابر -هو ابن عبد الله - قال: "أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا بذات الرقاع، قال: كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجاء رجل من المشركين، وسيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله فاخترطه، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتخافني؟ قال: لا. قال: (فمن) (1) يمنعك مني؟ قال: الله يمنعني منك. قال: فتهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأغمد السيف وعلقه، قال: فنودي بالصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات، وللقوم ركعتان". رواه خ (2) م (3)، وهذا لفظه.

383 - صفة أخرى من صلاة الخوف
وهي مثل التي قبل إلا أن فيها ذكر السلام في كل ركعتين.

2124 - عن أبي بكرة قال: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في خوفٍ الظهر، فصف بعضهم خلفه وبعضهم بإزاء العدو، فصلى (بهم) (4) ركعتين ثم سلم، فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلوا خلفه فصلى بهم ركعتين ثم سلم، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعًا ولأصحابه ركعتين ركعتين".
رواه الإمام أحمد (5) س (6) د (7)، واللفظ له.
__________
(1) في "الأصل": فما. والمثبت من صحيح مسلم.
(2) صحيح البخاري (7/ 491 رقم 4136).
(3) صحيح مسلم (1/ 576 رقم 843).
(4) من سنن أبي داود.
(5) المسند (5/ 39، 49).
(6) سنن النسائي (2/ 103 رقم 835، 3/ 178 رقم 1550، 3/ 179 رقم 1554).
(7) سنن أبي داود (2/ 17 رقم 1248).

(2/323)


384 - صفة أخرى من صلاة الخوف
2125 - عن جابر بن عبد الله قال: "شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فصففنا صفين خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكبرنا جميعًا، ثم ركع وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجود وقام الصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود (وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر) (1) وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي - صلى الله عليه وسلم - وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه -الذي كان مؤخرًا في الركعة الأولى- وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا، ثم سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلمنا جميعًا. قال جابر: كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم".
رواه م (2).

2126 - عن (أبي) (3) عياش الزرقي قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر، وعلى المشركين يومئذ خالد بن الوليد، فقال المشركون: لقد أصبنا منهم غِرَّةً (4)، ولقد أصبنا منهم غفلة. قال المشركون: إن لهم صلاة بعد هذه هي أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم. فنزلت -يعني: صلاة
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح مسلم (1/ 574 - 575 رقم 480).
(3) في "الأصل": ابن: والمثبت من المسند وسنني أبي داود والنسائي.
(4) قال السدي في حاشية سنن النسائي: "غِرَّة" بكسر غين معجمة، وتشديد راء، أي: غفلة في صلاة الظهر، يريدون فلو حملنا عليهم كان أحسن.

(2/324)


الخوف- بين الظهر والعصر، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر ففرقنا فرقتين، فرقة تصلي مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وفرقة يحرسونه، فكبر بالذين يلونه والذين يحرسونهم، ثم ركع (فركع) (1) هؤلاء وأولئك جميعًا، ثم سجد الذين يلونه، وتأخر هؤلاء -الذين يلونه- وتقدم الآخرون فسجدوا، ثم قام فركع بهم جميعًا الثانية، بالذين يلونه وبالذين يحرسونه، ثم سجد بالذين -يعني: يلونه- ثم (تأخروا فقاموا) (2) في مصاف أصحابهم، وتقدم الآخرون فسجدوا، ثم سلم عليهم، فكانت لكلهم ركعتان ركعتان مع إمامهم، وصلى مرة بأرض بني سليم".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5)، واللفظ له.

385 - صفة أخرى من صلاة الخوف
2127 - عن ابن عباس قال: "فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة". رواه م (6).

2128 - عن ثعلبة بن زهدم قال: "كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أيكم صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. فصلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا".
رواه د (7) -وهذا لفظه- والنسائي (8) وعنده "فقال حذيفة: أنا. فقام حذيفة
__________
(1) من سنن النسائي.
(2) في "الأصل": تأخر وقام. والمثبت من سنن النسائي.
(3) المسند (4/ 59 - 60).
(4) سنن أبي داود (2/ 11 - 12 رقم 1236).
(5) سنن النسائي (3/ 177 - 178 رقم 1549).
(6) صحيح مسلم (1/ 479 رقم 687).
(7) سنن أبي داود (2/ 16 - 17 رقم 1246).
(8) سنن النسائي (3/ 168 رقم 1529).

(2/325)


فصف الناس خلفه صفين: صفًا خلفه وصفًا موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة، ولم يقضوا".

2129 - عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازلًا بين ضجنان (1) وعسفان (2) محاصرًا المشركين، فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاتهم هي أحب إليهم من أبنائهم وأبكارهم، أجمعوا أمركم ثم ميلوا عليهم ميلة واحدة. فجاء جبريل -عليه السلام- فأمره أن يقسم أصحابه نصفين، فيصلي بطائفة منهم وطائفة مقبلون على عدوهم، قد أخذوا حذرهم وأسلحتهم، فيصلي بهم ركعة، ثم يتأخر هؤلاء ويتقدم أولئك فيصلي بهم ركعة فيكون لهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة ركعة، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان".
رواه س (3) -وهذا لفظه- والترمذي (4)، وقال: حديث حسن صحيح.

2130 - عن جابر بن عبد الله: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم صلاة الخوف، فقام صف بين يديه وصف خلفه، صلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم تقدم هؤلاء حتى قاموا في مقام أصحابهم، وجاء أولئك فقاموا مقام هؤلاء، فصلى لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة وسجدتين، ثم سلم، فكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان ولهم ركعة".
رواه الإمام أحمد (5) س (6).
__________
(1) ضجنان: جبيل على بريد من مكة. معجم البلدان (3/ 514 - 515).
(2) عسفان: بضم أوله، وسكون ثانيه، ثم فاء، وآخره نون، قال أبو منصور: عسفان منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة. معجم البلدان (4/ 137).
(3) سنن النسائي (3/ 174 رقم 1543).
(4) جامع الترمذي (5/ 227 رقم 3035).
(5) المسند (3/ 298).
(6) سنن النسائي (3/ 174 - 175 رقم 1544).

(2/326)


2131 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بذي قرد فصف الناس خلفه صفين: صف خلفه، وصف موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة، ولم يقضوا".
رواه س (1).

386 - صفة أخرى من صلاة الخوف
2132 - عن مروان: "أنه سأل أبا هريرة هل صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ قال: نعم. فقال مروان: متى؟ قال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صلاة العصر فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابل العدو، وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكبرنا جميعًا -الذين معه والذين مقابلي العدو- ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة واحدة وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة أخرى، وركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد ومن معه، ثم كان السلام فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا جميعًا، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) -واللفظ له- س (4).
__________
(1) سنن النسائي (3/ 169 رقم 1532).
(2) المسند (3/ 320).
(3) سنن أبي داود (2/ 14 رقم 1240).
(4) سنن النسائي (3/ 173 - 174 رقم 1542).

(2/327)


2133 - عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها- حدثته بهذه القصة قالت: "كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبرت الطائفة الذين صفوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع ورفعوا، ثم مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا، ثم سجدوا لأنفسهم الثانية، ثم (قاموا) (1) فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى فقاموا (فكبروا) (2)، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسجدوا معه، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قامت الطائفتان جميعًا فصلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فركع وركعوا، ثم سجد فسجدوا جميعًا، ثم عاد فسجد الثانية وسجدوا معه سريعًا كأسرع الإسراع جاهدًا لا يألون سراعًا، ثم سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شاركه الناس في الصلاة كلها".
رواه د (3).

387 - صفة [أخرى] (4) من صلاة الخوف
2134 - عن ابن عباس قال: "ما كانت صلاة الخوف إلا (سجدتين) (5) كصلاة أحراسكم هؤلاء اليوم خلف أئمتكم هؤلاء إلا أنها كانت عقبًا قامت طائفة منهم وهم جميعًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجدت معه طائفة، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقاموا معه جميعًا، ثم ركع وركعوا معه جميعًا، ثم سجد فسجد الذين كانوا قيامًا أول مرة، فلما جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم سجد الذين كانوا قيامًا لأنفسهم، ثم جلسوا، جمعهم
__________
(1) في "الأصل": قام. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) في "الأصل": فكبر. والمثبت من سنن أبي داود.
(3) سنن أبي داود (2/ 15 رقم 1242).
(4) ليست في "الأصل".
(5) من سنن النسائي.

(2/328)


رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتسليم". رواه س (1).

388 - صفة أخرى من صلاة الخوف
2135 - عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: "صلى (بنا) (2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فقاموا صفًا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصف مستقبل العدو فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ركعة) (2)، ثم جاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبل هؤلاء العدو، فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعة ثم سلم، فقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا، ثم ذهبوا (فقاموا) (2) مقام أولئك مستقبلي العدو، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا".
رواه د (3)، أبو عبيدة قيل: لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وخصيف ضعفه يحيى القطان (4) وأحمد بن حنبل (4).

389 - باب صلاة الخوف راجلاً وراكبًا
2136 - عن ابن عمر قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في بعض أيامه، فقامت طائفة معه، وطائفة بإزاء العدو، فصلى بالذين معه ركعة (ثم ذهبوا، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة) (5) ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة.
وقال ابن عمر: فإذا كان خوف أكبر من ذلك فصل راكبًا (و) (6) قائمًا تومئ إيماءً".
__________
(1) سنن النسائي (3/ 170 رقم 1534).
(2) من سنن أبي داود.
(3) سنن أبي داود (2/ 16 رقم 1244).
(4) الجرح والتعديل (3/ 403 رقم 1848).
(5) من صحيح مسلم.
(6) في صحيح مسلم: "أو".

(2/329)


رواه م (1)، وروى البخاري (2) عن ابن عمر نحوًا من قول مجاهد إذا اختلطوا قيامًا (3). وزاد ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وإن كانوا أكثر من ذلك صلوا قيامًا وركبانًا".

390 - باب صلاة الطالب للعدو وتأخير الصلاة
2137 - عن عبد الله بن أنيس قال: "بعثني رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد بن سفيان الهذلي -وكان نحو عرنة وعرفات- فقال: اذهب فاقتله. قال: فرأيته وحضرت صلاة العصر، فقلت: إني لأخاف أن يكون بينى وبينه ما أن أؤخر الصلاة، فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إيماءً نحوه، فلما دنوت منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذلك. قال: إني في ذاك. فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد". رواه الإمام أحمد (4) د (5)، وهذا لفظه.

2138 - عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة. فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي. وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعنف واحدًا منهم".
كذا رواه خ (6)، ورواه م (7)، ولفظه: قال: "نادى فينا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يوم
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 574 رقم 839).
(2) صحيح البخاري (2/ 500 رقم 943).
(3) راجع فتح الباري (2/ 501).
(4) المسند (3/ 496).
(5) سنن أبي داود (2/ 18 رقم 1249).
(6) صحيح البخاري (7/ 471 رقم 4119).
(7) صحيح مسلم (3/ 1391 رقم 1770).

(2/330)


انصرف عن الأحزاب: أن لا يصلين أحد الظهر إلا في بني قريظة. فتخوف ناس فوت الوقت فصلوا دون بني قريظة، وقال آخرون: لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن فاتنا الوقت، قال: فما عنف واحدًا من الفريقين".
في رواية البخاري: "العصر" وفي رواية مسلم "الظهر" وإسنادهما فيه واحد.

(2/331)