السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

كتاب الكسوف
460 - الأمر بالصلاة والدعاء في الكسوف
2388 - عن ابن عمر: "أنه كان يخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلوا".
رواه خ (1) م (2).

2389 - عن أبي مسعود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا".
رواه خ (3) م (4)، ولفظه عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوف الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئًا فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم".
وفي لفظ له (5): "انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم".

2390 - عن المغيرة بن شعبة قال: "انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 611 رقم 1042).
(2) صحيح مسلم (2/ 630 رقم 914) واللفظ له.
(3) صحيح البخاري (2/ 611 رقم 1401).
(4) صحيح مسلم (2/ 628 رقم 911).
(5) صحيح مسلم (2/ 628 رقم 911/ 23).

(2/422)


رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموه فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف".
رواه خ (1) م (2)، وعند البخاري: "وصلوا حتى تنجلي"، وليس عند مسلم: "فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم".
ا239 - عن أبي بكرة (3) قال: "خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد، وثاب (4) إليه الناس، فصلى بهم ركعتين، فانجلت الشمس، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا يخسفان لموت أحد، فإذا كان ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم. وذلك أن ابنًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - (مات) (5) يقال له إبراهيم فقال الناس (في ذلك) (5) ".
رواه خ (6).

461 - باب الآمر بصلاة الكسوف جماعة
2392 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: "لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نودي: الصلاة جامعة. فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلي عن الشمس. قالت عائشة: ما ركعت ركوعًا قط ولا سجدت سجودًا قط أطول منه".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 636 رقم 1060).
(2) صحيح مسلم (2/ 630 رقم 915).
(3) في "الأصل": هريرة. والمثبت من صحيح البخاري، ولأبي هريرة حديث في صلاة الكسوف، انفرد بإخراجه النسائي في سننه (3/ 139 - 140 رقم 1482). واللَّه أعلم.
(4) أي: رجع. النهاية (1/ 227).
(5) من صحيح البخاري.
(6) صحيح البخاري (2/ 637 رقم 1063).

(2/423)


رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

462 - باب صفة صلاة الكسوف
2393 - عن عائشة أنها قالت: خسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الأخرى مثلما فعل في الأولى، ثم انصرف وقد انجلت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته (فإذا رأيتم) (3) ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا. ثم قال: يا أمة محمد، واللَّه ما من أحد أغير من الله -عز وجل- أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد، واللَّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5) وفي رواية (6): "ثم سجد، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع رأسه فقام فأطال (القيام) (7)، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تجلت الشمس". وفي آخره: "ألا هل بلَّغت".
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 626 رقم 1051).
(2) صحيح مسلم (2/ 627 - 628 رقم 910).
(3) تكررت في "الأصل".
(4) صحيح البخاري (2/ 615 رقم 1044).
(5) صحيح مسلم (2/ 618 - 621 رقم 901).
(6) صحيح مسلم (2/ 618 رقم 901/ 1).
(7) من صحيح مسلم.

(2/424)


وفي لفظٍ له (1): "أما بعد، فإن الشمس" وفي آخره. "ثم رفع يديه فقال: اللَّهم هل بلَّغت".

2394 - عن عائشة قالت: "خسفت الشمس في حياة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد، فقام وكبر، وصف الناس وراءه، فاقترأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعًا طويلاً، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد. ثم قام فاقترأ قراءة طويلة، هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعًا طويلاً، هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم سجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: الشمس والقمر آيتان من آيات الله؛ لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة". وقال أيضًا: "فصلوا حتى يُفرَّج (2) عنكم". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت في مقاسي هذا كل شيء وُعِدتُم، حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفًا من الجنة، حين رأيتموني جعلت أقدم -وفي رواية-: أتقدم- ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا، حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها ابن لحي، وهو الذي سيب السوائب".
رواه خ (3) إلى قوله: "فافزعوا إلى الصلاة" ورواه م (4) بتمامه، وهذا لفظه.

2395 - وعن عائشة: "أن يهودية جاءت تسألها، فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيعذَّب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 619 رقم 901/ 2).
(2) في صحيح مسلم: "يُفرِّج الله".
(3) صحيح البخاري (2/ 620 رقم 1046).
(4) صحيح مسلم (2/ 619 رقم 901/ 3).

(2/425)


- صلى الله عليه وسلم -: عائذًا بالله من ذلك. ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة مركبًا فكسفت الشمس فرجع ضحًى، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ظهراني الحجر، ثم قام فصلى، وقام الناس وراءه، فقام قيامًا طويلاً، ثم ركع ركوعًا طويلاً، ثم رفع وقام قيامًا طويلاً، وهو دون قيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع، ثم سجد سجودًا طويلاً، ثم قام قيامًا طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم قام قيامًا طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم سجد، وهو دون السجود الأول، ثم انصرف فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2)، ولم يذكر السجود وما بعده، وعنده: "ثم رفع وقد تجلت الشمس، فقال: إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال. قالت عائشة: فكنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر".

396 - وعن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهر في صلاة الخسوف بقراءته، فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.

2397 - عن عبد الله بن عباس قال: "انخسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام قيامًا طويلاً نحوًا من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلاً، ثم رفع فقام قيامًا طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قيامًا طويلاً، وهو دون
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 625 رقم 1049، 1050).
(2) صحيح مسلم (2/ 162 - 622 رقم 903).
(3) صحيح البخاري (2/ 638 - 639 رقم 1066).
(4) صحيح مسلم (2/ 620 رقم 901/ 5).

(2/426)


القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم قام قيامًا طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله. قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك تكَعْكَعْت (1). فقال: إني رأيت الجنة؛ فتناولت عنقودًا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأُريت النار، فلم أر منظرًا اليوم قط (أفظع) (2) ورأيت (أكثر أهلها) (3) النساء. (قالوا: بم يا رسول الله؟) (4) قال. بكفرهن. قالوا: أيكفرن باللَّه؟ قال: يكفر العشير ويكفرن الإحسان؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5).

2398 - عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: "أتيت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيام يصلون -فإذا هي قائمة تصلي، فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء، وقالت: سبحان الله. فقلت: آية؟ فأشارت أن (6) نعم، قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب فوق رأسي (الماء) (7)، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما
__________
(1) أي: أحجمت وتأخرت إلى وراء، النهاية (4/ 180).
(2) من صحيح البخاري.
(3) في "الأصل": أكثرها. والمثبت من صحيح البخاري.
(4) صحيح البخاري (2/ 627 - 628 رقم 1250).
(5) صحيح مسلم (2/ 662 رقم 907).
(6) هذه رواية الكشميهني -من رواة صحيح البخاري- بنون بدل الياء، ولغيره "أي" بالياء كما في الفتح (2/ 632) وإرشاد الساري (2/ 274).
(7) من صحيح البخاري.

(2/427)


من شيء كنت لم (أره) (1) إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في القبور مثل -أو قريبًا من- فتنة الدجال -لا أدري أيتهما قالت أسماء-: يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن -لا أدري (أي) (1) ذلك قالت أسماء- فيقول: محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال له: نم صالحًا، فقد علمنا إن كنت لمؤمنًا (2)، وأما المنافق أو المرتاب -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- م (4).
وفي لفظ: "فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تجلت الشمس، فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد".
أخرجاه (5) أيضًا، ولفظه للبخاري، وزاد (6): "قالت: لقد (أمر) (7) النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتاقة في كسوف الشمس".
ولمسلم (8) "قالت: فزع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا -قالت: تعني يوم كسفت الشمس -فأخذ (درعًا) (9) حتى أُدرك بردائه فقام (الناس) (10) قيامًا طويلاً؛ لو أن إنسانًا أتى
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) في صحيح البخاري: "لموقنًا" قال القسطلاني في إرشاد الساري (2/ 274): ولأبوي ذر والوقت والأصيلي: "لمؤمنًا".
(3) صحيح البخاري (2/ 631 - 632 رقم 1053).
(4) صحيح مسلم (2/ 624 رقم 905).
(5) صحيح البخاري (2/ 636 رقم 1061) وصحيح مسلم (2/ 624 رقم 905).
(6) صحيح البخاري (2/ 632 رقم 1054).
(7) في "الأصل": أمرني. والمثبت من صحيح البخاري.
(8) صحيح مسلم (2/ 625 رقم 906).
(9) من صحيح مسلم.
(10) في صحيح مسلم: للناس.

(2/428)


لم يشعر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركع ما حدث أنه ركع، من طول القيام".
وفي لفظ له (1): "فجعلت أنظر إلى المرأة أسن مني وإلى الأخرى أسقم مني".
وفي لفظ له (2): "فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، فقمت معه، فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس، ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة، فأقول: هذه أضعف مني فأقوم، فركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال القيام، حتى لو (3) أن رجلاً جاء خُيِّل إليه أنه لم يركع".

2399 - عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى
صلاة الكسوف، فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام
ثم ركع فأطال الركوع (ثم رفع) (4) ثم سجد فأطال السجود ثم رفع، ثم سجد
فأطال السجود (4)، ثم قام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال
القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم (رفع، ثم) (5) سجد فأطال السجود، ثم رفع ثم
سجد فأطال السجود، ثم انصرف فقال: قد دنت مني الجنة لو اجترأت عليها
لجئتكم بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: أي رب أو (6) أنا معهم؟
فإذا امرأة -حسبت أنه قال-: تخدشها هرة، قلت: ما شأن هذه؟ (قال) (7):
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 625 رقم 906/ 15).
(2) صحيح مسلم (2/ 625 - 626 رقم 906/ 16).
(3) من صحيح مسلم.
(4) من صحيح البخاري.
(5) من صحيح البخاري، وانظر إرشاد الساري (2/ 78).
(6) قال ابن حجر في الفتح (2/ 270): "أو أنا معهم" كذا للأكثر بهمزة الاستفهام بعدها
واو عاطفة وهي على مقدر، وفي رواية كريمة بحذف همزة الاستفهام، وهي مقدرة.
(7) في صحيح البخاري: قالوا.

(2/429)


حبستها حتى ماتت جوعًا لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل -قال نافع: حسبت أنه قال:- من خَشيثس -أو خَشاش (1) - الأرض".
رواه خ (2).

2400 - عن جابر بن عبد الله قال: "خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في يوم شديد الحر- فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه، فأطال القيام حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوًا من ذلك، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، ثم قال: إنه عرض عليَّ كل شيء تولجونه، فعرضت عليَّ الجنة حتى لو تناولت منها قطفًا أخذته -أو قال: تناولت منها قطفًا فقصرت يدي عنه- وعرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذَّب في هرة لها ربطتها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قُصْبه (3) في النار، وأنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم. وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما، فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي". رواه م (4).

2401 - عن أبي موسى قال: "خسفت الشمس فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا؛ يخشى أن تكون الساعة حتى (أتى) (5) المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط
__________
(1) أي هوامها وحشراتها، الواحدة خشاشة، وفي رواية: "من خشيشها" وهي بمعناه. النهاية (2/ 33).
(2) صحيح البخاري (2/ 270 رقم 745).
(3) القُصب -بالضم- المعى، وجمعه أقصاب، وقيل: القصب اسم للأمعاء كلها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. النهاية (4/ 67).
(4) صحيح مسلم (2/ 622 رقم 904).
(5) من صحيح مسلم.

(2/430)


يفعله، وقال: هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى دعائه وذكره واستغفاره".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).

2402 - عن عبد الرحمن بن سمرة -وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كنت أرتمي (3) بأسهمٍ لي بالمدينة في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كسفت الشمس فنبذتها، فقلت: والله لأنظرن إلى ما حدث -وفي لفظ: يحدث- لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كسوف الشمس قال: فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه، فجعل يسبح ويهلل ويحمد ويكبر ويدعو. حتى حُسِر عنها، قال: فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين".
رواه م (4).

2403 - عن الحكم بن عتيبة، عن رجل يدعى حنشًا، عن علي -عليه السلام- قال: "كسفت الشمس فصلى علي للناس فقرأ "ياسين" أو نحوها، ثم ركع نحوًا من قدر السورة، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر، ثم ركع قدر قراءته أيضًا، ثم قال: سمع الله لمن حمده. ثم قام أيضًا قدر السورة يدعو ويكبر، ثم ركع قدر ذلك أيضًا، حتى صلى أربع ركعات، ثم قال: سمع الله لمن حمده. ثم سجد، ثم قام في الركعة الثانية ففعل كفعله في
__________
(1) صحيح البخاري (2/ 634 رقم 1950).
(2) صحيح مسلم (2/ 628 رقم 912).
(3) يقال: رميت بالسهم رميًا، وارتميت وتراميت تراميًا، وراميت مراماة، إذا رميت بالسهام عن القسي، وقيل: خرجت أرتمي إذا رميت القنص، وأترمى إذا خرجت ترمي في الأهداف ونحوه. النهاية (2/ 268 - 269).
(4) صحيح مسلم (2/ 629 رقم 913).

(2/431)


الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس، ثم حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك فعل".
رواه الإمام أحمد (1).
قال الحافظ أبو عبد الله: وحنش هو ابن المعتمر الكناني الصنعاني، قال البخاري (2): يتكلمون في حديثه. وقال النسائي (3): ليس بالقوي.

463 - باب جواز صلاة الكسوف بأكثر من ركوعين
2404 - عن عائشة: "أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام قيامًا شديدًا، يقوم قائمًا ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ركعتين في ثلاث ركعات، وأربع سجدات، فانصرف وقد تجلت الشمس، وكان إذا ركع قال: الله أكبر. ثم يركع، وإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده. فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما من آيات الله، يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفًا فاذكروا الله حتى ينجليا". رواه م (4).

2405 - عن جابر قال: "انكسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليهما، فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم. فقام النبي - صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات، بدأ فكبر، ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ
__________
(1) المسند (1/ 143).
(2) التاريخ الكبير (3/ 99 رقم 342).
(3) كتاب الضعفاء والمتروكين (91 رقم 168).
(4) صحيح مسلم (2/ 620 - 621 رقم 901/ 6).

(2/432)


قراءة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع، ثم انحدر بالسجود، فسجد سجدتين، ثم قام فركع أيضًا ثلاث ركعات؛ ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، وركوعه نحوًا من سجوده، ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا إلى النساء، ثم تقدم وتعدم الناس معه حتى قام في مقامه، فانصرف حين انصرف وقد آضت (1) الشمس، فقال: يا أيها الناس، إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى تنجلي، ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار، وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار؛ كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجنه، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم (تدعها) (2) تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعاً، ثم جيء بالجنة، وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه".
رواه م (3).

2406 - عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (أنه صلى) (4) في كسوف قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد، والأخرى مثلها".
رواه م (5)، وفي لفظةٍ له (6): "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كسفت الشمس
__________
(1) أي: رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، قاله النووي.
(2) من صحيح مسلم.
(3) صحيح مسلم (2/ 623 - / 624 رقم 904/ 10).
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (2/ 627 رقم 909).
(6) صحيح مسلم (2/ 627 رقم 908).

(2/433)


(ثمان) (1) ركعات في أربع سجدات". وعن علي -رضي الله عنه- مثل ذلك.

2407 - عن أُبي بن كعب قال: "انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم، فقرأ بسورة من الطوال، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطوال، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها".
رواه د (2) وعبد الله بن أحمد في المسند (3) عن غير أبيه، وعنده: "فقرأ بسورة" في الموضعين.

464 - صفة أخرى بصلاة الكسوف
2408 - عن ثعلبة بن عباد العبدي -من أهل البصرة- قال: "شهدت يومًا خطبة لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضين لنا -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين -أو ثلاثة- في عين الناظر اسودت حتى آضت (4) كأنها تنومة (5)، قال: قال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فوالله ليحدثن في شأن هذه الشمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته حديثًا. قال: فدفعنا (إلى المسجد) (6) فإذا هو بارز، قال: ووافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى الناس، فاستقدم
__________
(1) تشبه أن تكون في "الأصل": ثلاث. والمثبت من صحيح مسلم.

2407 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 348 - 349 رقم 1141، 1142).
(2) سنن أبي داود (1/ 307 - 308 رقم 1182).
(3) زوائد المسند (5/ 134).
(4) أي: رجعت وصارت. النهاية (1/ 53).
(5) هي نوع من نبات الأرض، فيها وفي ثمرها سواد قليل. النهاية (1/ 199).
(6) من المسند.

(2/434)


فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتًا، ثم ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتًا، قال: ثم سجد كأطول ما سجد في صلاة قط لا نسمع له صوتًا، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال: فسلم فحمد الله وأثنى عليه، وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أنه عبده ورسوله، ثم قال: أيها الناس، أنشدتكم باللَّه، إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي -عز وجل- لما (1) أخبرتموني ذلك. فقام رجال فقالوا: نشهد أنك بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، وقضيت الذي عليك. (ثم سكتوا) (2) ثم قال: أما بعد، فإن رجالًا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال (هذه) (3) النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وإنهم قد كذبوا ولكنهما آيات من آيات الله -تبارك وتعالى- يعتبر بها عباده فينظر من يحدث له منهم (توبة) (4)، وايم الله، لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لا قوه في أمر دنياكم وآخرتكم، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابًا، آخرهم الأعور الدجال، ممسوح العين اليسرى، كأنها عين أبي تحيى (5) -لشيخ حينئذٍ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة -رضي الله عنها- وأنه قال: متى خرج- أَو قال: متى يخرج -فسوف
__________
(1) في المسند بعدها: "فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإن كنتم تعلمون أني بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ذاك".
(2) من المسند.
(3) في "الأصل": هذا. والمثبت من المسند.
(4) من المسند.
(5) أبو تِحْيَى الأنصاري، قيده الخطيب البغدادي وأبو عبد الله الصوري وغيرهما بفتح أوله، وقيدَه ابن ماكولا والذهبي بكسر أوله، وقال أبو الفضل بن ناصر: أصحاب الحديث يقولون: "تحيى" بكسر التاء، وأهل اللغة يقولون: "تحيى" بفتح التاء. انظر الإكمال (1/ 502) وتوضيح المشتبه (2/ 13).

(2/435)


يزعم أنه الله، فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله سلف، وإنه سيظهر -أو قال: سوف يظهر- على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنه يحصر المؤمنين في بيت القدس، فيزلزلون زلزالًا شديدًا، ثم يهلكه الله -تبارك وتعالى- وجنوده حتى إن جذم الحائط -أو قال: أصل الحائط- وأصل الشجرة لينادي -أو قال: يقول- يا مؤمن - (أو قال) (1) يا مسلم- هذا يهودي -أو قال: هذا كافر- تعال فاقتله. قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم، وتسألون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرًا؟ وحتى (تزول) (2) جبال عن مراتبها، ثم على أثر ذلك القبض. قال: ثم شهدت خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث فما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها".
كذا رواه الإمام أحمد (3)، وروى أبو داود (4) والنسائي (5) أوله، (وروى منه ت (6): "صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في كسوف لا نسمع له صوتًا"، وقالا: حديث غريب حسن صحيح) (7).

2409 - عن قبيصة الهلالي قال: "كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) من المسند.
(2) في "الأصل": تروا. والمثبت من المسند.
(3) المسند (5/ 16).
(4) سنن أبي داود (1/ 308 رقم 184).
(5) سنن النسائي (3/ 40 - 141 رقم 1483) (4/ 148 - 149 رقم 1494، (4/ 152 رقم 1500).
(6) جامع الترمذي (2/ 451 رقم 562).
(7) وضعت في "الأصل" بعد حديث قبيصة التالي، وموضعها الصحيح هنا، فلم يرو الترمذي لقبيصة شيئًا، لا في الكسوف ولا في غيره، كما في تحفة الأشراف (8/ 274 - 276). واللَّه أعلم.

(2/436)


فخرج فزعًا يجر ثوبه -وأنا معه يومئذ بالمدينة- فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيام، ثم انصرف وانجلت الشمس، فقال: إنما هذه الآيات يخوف الله -عز وجل- بها فإذا رأيتموها فصلوا كأقرب صلاة صليتموها من المكتوبة" (1).
وفي لفظ: "أن الشمس كسفت حتى بدت النجوم" (2).
رواه الإمام أحمد (3) د (2) - واللفظ له، "وله: "حتى بدت النجوم"- س (4).

2410 - عن عبد الله بن عمرو قال: "انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة وقام الذين معه، فقام (قائمًا) (5) فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه وسجد فأطال السجود، ثم رفع رأسه و (جلس) (6) فأطال الجلوس، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع رأسه وقام، فصنع في الركعة الثانية مثلما صنع في الأولى من القيام والركوع والسجود (والجلوس) (7)، فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي، ويقول: لم تعدني هذا وأنا فيهم، لم تعدني هذا ونحن نستغفرك. ثم رفع رأسه، وانجلت الشمس، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعوا إلى ذكر الله، والذي نفس محمد بيده، لقد أُدْنِيت الجنة مني حتى لو بسطت يدي لتعاطيت
__________
(1) سنن أبي داود (1/ 308 - 309 رقم 1185).
(2) سنن أبي داود (9/ 301 رقم 1186).
(3) المسند (5/ 60 - 61).
(4) سنن النسائي (3/ 144 - 145 رقم 1485، 1486).
(5) في سنن النسائي: قيامًا.
(6) في "الأصل": سجد. والمثبت من سنن النسائي.
(7) من سنن النسائي.

(2/437)


من قطوفها، ولقد أُدنيتْ النار مني (حتى) (1) لقد جعلت أتقيها خشية أن تغشاكم، حتى رأيت فيها امرأة من حمير -وفي لفظ (2): امرأة سوداء طويلة- تُعذَّب في هرة ربطتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض فلا هي أطعمتها ولا هي سقتها حتى ماتت؛ فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت، فإذا ولت تنهش أليتها، وحتى رأيت فيها صاحب السبتتين أخا بني الدعداع يدفع بعصا ذات شعبتين في النار، حتى رأيت فيها صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج بمحجنه (متكئًا على محجنه) (1) في النار، ويقول: إنما سرق المحجن".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -ولم يذكر آخره- س (5)، واللفظ له.

2411 - عن النعمان بن بشير قال: "انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج يجر ثوبه فزعًا حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي حتى انجلت، فلما انجلت قال: إن ناسًا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، إن الله -عز وجل- إذا بدا لشيء من خلقه خشع له، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث (صلاة) (1) صليتموها من المكتوبة".
رواه الإمام أحمد (6) ولفظه: "كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فكان يصلي ركعتين ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين ثم يسأل، حتى انجلت الشمس، قال: فقال: إن ناسًا من أهل الجاهلية يقولون -أو يزعمون- أن الشمس
__________
(1) من سنن النسائي.
(2) سنن النسائي (3/ 149 - 150 رقم 1495).
(3) المسند (2/ 159، 188).
(4) سنن أبي داود (1/ 310 - 311 رقم 1194).
(5) سنن النسائي (3/ 137 - 139 رقم 1481).
(6) المسند (4/ 267، 269).

(2/438)


والقمر إذا انكسف واحد منهما فإنما ينكسف لموت عظيم من عظماء أهل الأرض، وإن ذلك ليس كذلك، ولكنهما خلقان (كذلك) (1) من خلق الله، فإذا تجلى الله -عز وجل- لشيء من خلقه خشع له".
وروى منه أبو داود (2): "كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها حتى انجلت".
ورواه النسائي (3)، ولفظه الذي ذكرناه، ورواه ابن ماجه (4) كنحو رواية النسائي، وآخره: "خشع له".
ولم يقل: "ولكنهما آيتان من آيات الله".

2412 - عن أبي هريرة قال: "كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام فصلى للناس، فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلى ركعتين، وفعل فيهما مثل ذلك، ثم سجد سجدتين، يفعل فيهما مثل ذلك، حتى فرغ من صلاته، تم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله -عز وجل- وإلى الصلاة".
رواه س (5) كذا ثم قال: "فصلى ركعتين، وفعل فيهما مثل ذلك".
__________
(1) ليست في المسند.
(2) سنن أبي داود (1/ 310 رقم 1193).
(3) سنن النسائي (3/ 141 - 144 رقم 1484).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 401 رقم 1262).
(5) سنن النسائي (3/ 139 - 140 رقم 1482).

(2/439)


2413 - عن الحسن (عن) (1) ابن عباس: "أن القمر كسف -وابن عباس بالبصرة- فخرج ابن عباس فصلى بنا ركعتين، في كل ركعة (ركعتان) (2) ثم ركب فخطبنا، وقال: إنما صليت كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وقال: إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئًا منها خاسفًا فليكن فزعكم إلى الله".
رواه الإمام الشافعي (3) -رحمه الله- عن إبراهيم بن محمد، وهو متكلم فيه (4)، والحسن قيل: لم يسمع من ابن عباس (5).

2414 - وروى (6) أيضًا عن إبراهيم بن محمد من رواية عبد الله بن صفوان قال: "رأيت ابن عباس صلى على ظهر زمزم لخسوف الشمس والقمر ركعتين، في كل ركعة (ركعتان) (7) ".

465 - باب الصلاة عند الظُّلْمة ونحوها
2415 - عن عبيد الله بن النضر قال: حدثني أبي قال: "كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك، قال: فأتيت أنسًا فقلت: يا أبا حمزة، هل كان يصيبكم هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: معاذ الله، إن كانت الريح لتشتد فنبادر المسجد مخافة القيامة" (8).
__________
(1) سقطت من "الأصل" والمثبت من مسند الشافعي ومعرفة السنن والآثار.
(2) في "الأصل": ركعتين. والمثبت من مسند الشافعي.
(3) مسند الشافعي (ص 78) ومعرفة السنن والآثار (3/ 89 - 90 رقم 1992).
(4) ترجمته في التهذيب (2/ 184 - 191).
(5) قاله الإمام أحمد وابن معين وابن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهم، انظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص 33 - 34 رقم 97 - 101).
(6) مسند الشافعي (ص 79) ومعرفة السنن والآثار (3/ 77 - 78 رقم 1977، 1978).
(7) في "الأصل": ركعتين. والمثبت من مسند الشافعي.
(8) رواه أبو داود (1/ 311 رقم 1196).

(2/440)