السنن
والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام كتاب الجنائز
1 - الأمر بعيادة المريض
2721 - عن البراء قال: "أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبعٍ ونهانا
عن سبعٍ، أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر
المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة،
وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق" (1). رواه خ (2) -وهذا
لفظه- م (3).
2722 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حق
المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة
الداعي، وتشميت العاطس".
رواه خ (4) م (5)، ورواه ق (6) وزاد: "وتشميت العاطس إذا حمد اللَّه".
2723 - عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عودوا
المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني (7) ". رواه خ (8).
__________
(1) سقط من هذا الحديث الخصلة السابعة، وهي "ركوب المياثر"، وقد ذكرها
البخاري في الأشربة (10/ 117 رقم 5650) وفي اللباس (10/ 327 رقم 5863)، وهي
ثابتة في رواية مسلم، وانظر فتح الباري (3/ 135) وإرشاد الساري (2/ 375).
(2) صحيح البخاري (3/ 135 رقم 1239).
(3) صحيح مسلم (3/ 1635 - 1636 رقم 2066).
(4) صحيح البخاري (3/ 135 رقم 1240).
(5) صحيح مسلم (4/ 1704 رقم 2568).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 461 - 462 رقم 1435).
(7) العاني: الأسير، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو، وهو عان،
والمرأة عانية، وجمعها عوان. النهاية (3/ 314).
(8) صحيح البخاري (10/ 117 رقم 5649).
(3/107)
2724 - عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في خرفة الجنة حتى
يرجع (1). "قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: جناها" (2).
رواه م.
2725 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله
-عز وجل- يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني. قال: يا رب، كيف
أعودك، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما
علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا
رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم
تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ ابن آدم، استسقيتك فلم
تسقني. قال: يا رب، وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان
فلم نسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي".
رواه م (3).
2726 - عن علي -رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "ما من مسلم يعود
مسلمًا لا ابتعث الله له (سبعين) (4) ألف ملك يصلون عليه، أي ساعة من
النهار كانت حتى يمسي، وأي ساعة من الليل حتى يصبح" (5).
وفي لفظ (6): سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا عاد الرجل
أخاه المسلم،
__________
(1) صحيح مسلم (4/ 1989 رقم 2568/ 41).
(2) صحيح مسلم (4/ 1989 رقم 2568/ 42).
(3) صحيح مسلم (4/ 1990 رقم 2569).
2726 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 260 - 261 رقم 637، 638).
(4) في "الأصل": سبعون. والمثبت من المسند.
(5) المسند (1/ 118).
(6) المسند (6/ 81).
(3/108)
مشى في خِرافة الجنة (1) حتى يجلس، فإذا
جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان
مساءً صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح".
رواه الإمام أحمد -وهذا لفظه- د (2)، ولفظ ق (3) يقول: "من أتى أخاه المسلم
عائداً، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غداة
صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلي عليه سبعون ألف ملك حتى
يصبح".
2727 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عاد
مريضًا نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً".
رواه ت (4) ق (5).
2728 - عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تمام عيادة
المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته -أو يده- ويسأله كيف هو، وتمام تحياتكم
بينكم المصافحة". رواه الإمام أحمد (6)، وفي إسناده غير واحد متكلم فيه
(7).
2729 - عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من
عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى (يرجع) (8) فإذا جلس اغتمس فيها".
__________
(1) أي في اجتناء ثمرها، يقال: خَرَفْت النخلة أخرُفها خَرْفًا وخِرافًا.
النهاية (2/ 24).
(2) سنن أبي داود (3/ 185 - 186 رقم 3099).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 463 - 464 رقم 1442).
(4) جامع الترمذي (4/ 320 - 321 رقم 2008) وقال الترمذي: هذا حديث حسن
غريب.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 464 رقم 1443) واللفظ له.
(6) المسند (5/ 259 - 260).
(7) هم: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم بن محمد.
(8) في "الأصل": يجلس. والمثبت من المسند.
(3/109)
رواه الإمام أحمد (1).
2730 - عن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن للمسلم على
المسلم أربع خلال: يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده
إذا مرض".
رواه الإمام أحمد (2) ق (3).
2731 - عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عودوا
المريض، واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة".
رواه الإمام أحمد (4) وابن حبان البستي (5).
2732 - عن عبد الله بن عمر قال: "كنا جلوسًا مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -، إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه، ثم أدبر الأنصاري، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أخا الأنصار، كيف أخي سعد بن عبادة؟ فقال:
صالح. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من يعوده منكم؟ فقام وقمنا
معه -ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص- نمشي في تلك
السباخ (6) حتى جئناه، فاستأخر قومه من حوله، حتى دنا رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وأصحابه الذين معه".
رواه م (7).
__________
(1) المسند (3/ 304).
(2) المسند (5/ 272 - 273).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 461 رقم 1434).
(4) المسند (3/ 23).
(5) موارد الظمآن (1/ 311 رقم 709).
(6) السباخ: جمع سَبَخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنبت إلا
بعض الشجر. النهاية (2/ 333).
(7) صحيح مسلم (2/ 637 رقم 925).
(3/110)
2 - باب في عيادة أهل الكتاب والمشركين
وعرض الإِسلام عليهم
2733 - عن أنس قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -
فمرض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه فقال له:
أسلم. فنظر إلى أبيه -وهو- عنده- فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي
- صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: الحمد للَّه الذي أنقذه من النار". رواه
خ (1).
2734 - عن سعيد (بن) (2) المسيب عن أبيه أخبره: "أنه لما حضرت أبا طالب
الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد (عنده) (3) أبا جهل بن
هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - لأبي طالب: أي عم، قل: لا إله لا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله.
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟
فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعودان بتلك
المقالة، حتى قال آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا
إله لا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما واللَّه لأستغفرن
لك ما لم أُنْه عنك. فأنزل الله -عز وجل-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا
أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ} (4) ".
وفي لفظ: "فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- م (6).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 259 رقم 1356).
(2) تكررت في "الأصل".
(3) من صحيح البخاري.
(4) سورة التوبة، الآية: 113.
(5) صحيح البخاري (3/ 263 رقم 1360).
(6) صحيح مسلم (1/ 54 رقم 24).
(3/111)
3 - ذكر فضل دعاء
المريض
2735 - عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب قال: قال النبي - صلى الله عليه
وسلم -: "إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة".
رواه ق (1)، وقيل: إن ميمون بن مهران لم يدرك عمر بن الخطاب (2).
4 - الأمر بالوصية
2736 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما حق امرئ
مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- م (4)، وزاد: "قال ابن عمر: ما مرت عليَّ ليلة منذ
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك إلا وعندي وصيتي".
5 - كراهية تمني الموت
2737 - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنين
أحدكم الموت لضرٍّ نزل به، فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما
كانت الحياة خير لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي".
رواه خ (5) م (6)، وفي البخاري "أحد منكم الموت".
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 463 رقم 1441).
(2) قال أبو طالب: قلت لأحمد بن حنبل: ميمون بن مهران عن حكيم بن حزام؟
قال: لا، من أين لقيه؟ لم يرو إلا عن ابن عباس وابن عمر. المراسيل لابن أبي
حاتم (206 - 207 رقم 768).
(3) صحيح البخاري (5/ 419 رقم 2738).
(4) صحيح مسلم (3/ 1249 - 1250 رقم 1627).
(5) صحيح البخاري (10/ 132 رقم 5671).
(6) صحيح مسلم (64/ 204 رقم 2680).
(3/112)
2738 - عن قيس (1) قال: "أتيت خبابًا، وقد
اكتوى سبعًا في بطنه، قال: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا
أن ندعو بالموت لدعوت به".
رواه خ (2) م (3).
2739 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمن
أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه (إنه) (4) إذا مات أحدكم انقطع
(عمله) (5) وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا".
رواه م (6).
2740 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لا تتمنوا الموت؛ فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد
ويرزقه الله -عز وجل- الإنابة (7) ".
رواه الإمام أحمد (8).
6 - الأمر بحسن الظن باللَّه -عز وجل- عند الموت
2741 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
__________
(1) هو ابن أبي حاتم.
(2) صحيح البخاري (11/ 154 رقم 6349، 6350).
(3) صحيح مسلم (4/ 2064 رقم 2681).
(4) من صحيح مسلم.
(5) في "الأصل": أمله. والمثبت من صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (4/ 2065 رقم 2682).
(7) الإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة، يقال: أناب ينيب إنابة فهو منيب،
إذا أقبل ورجع. النهاية (5/ 123).
(8) المسند (3/ 332).
(3/113)
رواه م (1).
2742 - عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على شاب -وهو في
الموت- قال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا
الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف" (2).
رواه ق (3) ت (4) -واللفظ له- وقال: حديث غريب (5).
7 - ما جاء في التشديد عند الموت
2743 - عن عائشة أنها قالت: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالموت
-وعنده قدح فيه ماء- وهو يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول:
اللهم أعني على غمرات -أو سكرات- الموت" (6).
رواه ت (7) -وهذا لفظه- ق (8)، قال الترمذي حديث غريب (9).
__________
(1) صحيح مسلم (4/ 2205 - 2206 رقم 2877).
2742 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 413 - 415 رقم 1587 - 1589).
(2) رواه النسائي في الكبرى (6/ 262 رقم 10901).
(3) سنن ابن ماجه (2/ 1423 رقم 4261).
(4) جامع الترمذي (3/ 311 رقم 983).
(5) كذا في تحفة الأحوذي (4/ 58 رقم 987) وتحفة الأشراف (1/ 104 رقم 262)
وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 205) حسن غريب وتتمة كلام الترمذي:
وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.
(6) رواه النسائي في الكبرى (6/ 269 رقم 10932).
(7) جامع الترمذي (3/ 308 رقم 978).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 518 - 519 رقم 1623).
(9) كذا في تحفة الأحوذي (4/ 56 رقم 984) وتحفة الأشراف (12/ 286 رقم
17556) وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 202): حسن غريب.
(3/114)
2744 - عن عائشة قالت: "ما أغبط أحدًا بهون
موت (1) بعد الذي رأيت من شدة موت النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه ت (2).
2745 - عن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن يموت بعرق
الجبين".
رواه س (3) ق (4) ت (5)، وقال: حديث حسن.
8 - باب في تلقين الميت
2746 - عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: "لقنوا موتاكم لا إله لا الله".
رواه م (6).
2747 - عن عبد الله بن جعفر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لقنوا موتاكم:
__________
(1) أي: لا أفرح لأحد ولا أتمنى لأحد سهولة الموت، لأنها لما رأت شدة وفاة
النبي - صلى الله عليه وسلم - علمت أن ذلك ليس من المنذرات الدالة على سوء
العاقبة، وأن هون الموت وسهولته ليس من المكرمات، وإلا لكان - صلى الله
عليه وسلم - أولى الناس به، فأصبحت لا تكره شدة الموت لأحد، ولا تغبط أحداً
يموت من غير شدة. انظر تحفة الأحوذي (4/ 56 رقم 985).
قال الإمام أبو بكر بن العربي في عارضة الأحوذي (4/ 201 - 202): إن الباري
سبحانه بقدرته وحكمته يخفف إخراج الروح من الجسد ومفارقتها ويشددها بحسب ما
يكون عنده من أحوال العبد، فتارة يشددها عذابًا، وذلك على الكافر، وتارة
يشددها كفارة، وذلك على المذنب، وتارة يشددها حجة على الخلق وتسلية وقدوة
وأسوة، كما لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شدة الموت.
(2) جامع الترمذي (3/ 309 رقم 979).
(3) سنن النسائي (4/ 5 - 6 رقم 1827، 1828).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 467 رقم 1452).
(5) جامع الترمذي (3/ 310 - 311 رقم 982).
(6) صحيح مسلم (1/ 632 رقم 916، 917).
(3/115)
لا إله لا الله الحليم الكريم، سبحان الله
رب العرش العظيم، الحمد للَّه رب العالمين. (قالوا) (1) يا رسول الله، كيف
(للأحياء) (2) قال: أجود وأجود".
رواه ق (3).
2748 - عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتاني آت من
ربي (فأخبرني) (4) -أو قال: بشرني- أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً
دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- م (6).
2749 - عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من
مات وهو يعلم أن لا إله لا الله دخل الجنة".
رواه م (7).
2750 - عن معاذ بن جبل قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من
كان آخر قوله لا إله لا الله دخل الجنة".
رواه الإمام أحمد (8) د (9) وعنده: "آخر كلامه".
__________
(1) في "الأصل": قال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2) في "الأصل": الأحياء. والمثبت من سنن ابن ماجه، قال السندي في شرح سنن
ابن ماجه (1/ 441): قوله: "كيف للأحياء" أي: كيف هذا التلقين للأحياء.
(3) سنن ابن ماجه (1/ 465 رقم 1446).
(4) من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (3/ 132 رقم 1237).
(6) صحيح مسلم (1/ 94 - 95 رقم 94).
(7) صحيح مسلم (1/ 55 رقم 26).
(8) المسند (5/ 233، 247).
(9) سنن أبي داود (3/ 190 رقم 3116).
(3/116)
9 - ذكر تطهير ثياب
الميت قبل موته
2751 - عن أبي سعيد الخدري: "أنه (1) لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها،
ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الميت يبعث في ثيابه
(التي) (2) يموت فيها".
رواه د (3) وأبو حاتم البستي (4).
10 - ذكر تعاهد المريض عانته
2752 - عن أبي هريرة قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية عينًا
وأمر عليهم عاصم ابن ثابت ... " فذكر الحديث، وفيه: "وبقي خبيب بن عدي وزيد
بن (الدثنة) (5) حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن
نوفل، فكان قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً، حتى إذا اجتمعوا على
قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث فأعارته ليستحد بها ... " وذكر بقية
الحديث.
رواه خ (6).
11 - باب ما يقرأ به عند الميت وما يقال عنده
وتغميض عينيه
2753 - عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"اقرءوا "يس"
__________
(1) زاد بعدها في "الأصل": قال. وهي زيادة مقحمة.
(2) في "الأصل": الذي. والمثبت من سنن أبي داود.
(3) سنن أبي داود (3/ 190 رقم 3114) واللفظ له.
(4) موارد الظمآن (2/ 1161 رقم 2575).
(5) غير واضحة في "الأصل" وأثبتها من صحيح البخاري.
(6) صحيح البخاري (7/ 437 - 438 رقم 4086).
(3/117)
على موتاكم".
رواه د (1) ق (2).
وروى أحمد (3): "يس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة لا
غفر له؛ فاقرءوها على موتاكم".
2754 - عن أم سلمة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حضرتم
المريض -أو الميت- فقولوا خيرًا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. قالت:
فلما مات أبو سلمة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله،
إن أبا سلمة قد مات. قال: قولي: اللَّهم اغفر لي وله، وأعقبني منه (عقبى)
(4) حسنة. قالت: فقلت، فأعقبني الله من هو خير لي منه، محمد - صلى الله
عليه وسلم -".
رواه م (5).
2755 - وعن أم سلمة قالت: "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي
سلمة وقد شق بصره (6)، فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض يتبعه البصر. فضج
(7) ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون
على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في (المهديين)
(8) واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له
في قبره ونور له
__________
(1) سنن أبي داود (3/ 191 رقم 3121).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 465 - 466 رقم 1448).
(3) المسند (5/ 26).
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (2/ 633 رقم 919).
(6) أي: انفتح. النهاية (2/ 491).
(7) الضجيج: الصياح عند المكروه والمشقة والجزع. النهاية (3/ 74).
(8) في "الأصل": المهتدين. والمثبت من صحيح مسلم.
(3/118)
فيه" (1).
وفي لفظ (2): "واخلفه في تركته".
رواه م.
2756 - عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا
حضرتم موتاكم، فأغمضوا البصر؛ فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيراً؛ فإنه
يُؤمن على ما قال أهل البيت" (3).
2757 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تروا
الإنسان إذا مات شخص بصره (4)؟ (قالوا: بلى) (5) قال: فذلك حين يتبع بصره
نفسه".
رواه م (6).
12 - ذكر تسجية الميت وذكر تقبيله والنظر إِليه
2758 - عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفي سجي
(ببرد) (7) حبرة".
رواه خ (8) م (9).
2759 - وعنها قالت: "أقبل أبو بكر -رضي الله عنه- على فرسه من مسكنه
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 634 رقم 920/ 7).
(2) صحيح مسلم (2/ 634 رقم 920/ 8).
(3) رواه الإمام أحمد (4/ 125) وابن ماجه (1/ 467 - 468 رقم 1455).
(4) شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر وانزعاجه. التهاية
(2/ 450).
(5) من صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (2/ 635 رقم 921).
(7) غير واضحة في: "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري، وفي صحيح مسلم:
"بثوب".
(8) صحيح البخاري (3/ 137 رقم 1241).
(9) صحيح مسلم (2/ 651 رقم 942).
(3/119)
بالسُّنح (1) حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم
الناس حتى دخل على عائشة. فتيمم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مسجًّى
ببردة حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبَّله، ثم بكى، فقال: بأبي أنت
وأمي يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك
فقد متها. قال أبو سلمة: فأخبرني ابن عباس أن أبا بكر (خرج) (2) وعمر يكلم
الناس، فقال: اجلس. فأبى فقال: اجلس. فأبى، فتشهد أبو بكر فمال إليه الناس
وتركوا عمر، فقال: أما بعد، فمن كان منكم (يعبد) (2) محمداً فإن محمداً قد
مات، ومن كان يعبد الله فإن الله -عز وجل- حي لا يموت، قال الله -عز وجل-:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى
(الشَّاكِرِينَ) (3). والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه
الآية حتى تلاها أبو بكر -رضي الله عنه- فتلقاها منه الناس، فما يسمع بشر
لا يتلوها".
رواه خ (4).
2760 - وروى (5) عنها وعن ابن عباس: "أن أبا بكر قبَّل النبي - صلى الله
عليه وسلم - بعد موته".
2761 - وعن عائشة قالت: "قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون
وهو ميت حتى رأيت الدموع تسيل على وجهه".
__________
(1) السُّنْح: بضم أوله، وسكون ثانيه، آخره حاء مهملة، إحدى محال المدينة،
كان بها منزل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهي في طرف من أطراف المدينة،
وبينها وبين منزل النبي - صلى الله عليه وسلم - ميل. معجم البلدان (3/
301).
(2) من صحيح البخاري.
(3) سورة آل عمران، الآية: 144.
(4) صحيح البخاري (3/ 136 - 137 رقم 1241، 1242).
(5) صحيح البخاري (10/ 175 رقم 5709، 5710، 5711).
(3/120)
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ق (3) ت (4)
-وقال: حديث حسن صحيح- ولفظه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبَّل
عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي (أو) (5) قال: عيناه تهراقان (6) ".
ولفظ أبي داود: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل عثمان بن
مظعون وهو ميت حتى رأيت الدموع تسيل".
2762 - عن جابر بن عبد الله قال: "لما قتل أبي جعلت أكشف الثياب عن وجهه،
أبكي وينهوني، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة
تبكي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تبكين أو لا تبكين، لا زالت
الملاتكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه". رواه خ (7) -وهذا لفظه- م (8).
13 - باب ذكر الدين على الميت
2763 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نفس المؤمن
(معلقة) (9) بدينه حتى يُقضى عنه". رواه الإمام أحمد (10) ق (11) ت (12)،
وقال: حديث حسن.
__________
(1) المسند (6/ 43، 55 - 56).
(2) سنن أبي داود (3/ 201 رقم 3163).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 468 رقم 1456).
(4) جامع الترمذي (3/ 314 - 315 رقم 989).
(5) في "الأصل": "و". والمثبت من جامع الترمذي.
(6) في جامع الترمذي: تذرفان.
(7) صحيح البخاري (3/ 137 رقم 1243).
(8) صحيح مسلم (4/ 1917 - 1918 رقم 2471).
(9) في "الأصل": معلق.
(10) المسند (2/ 440، 475).
(11) سنن ابن ماجه (2/ 806 رقم 2413).
(12) جامع الترمذي (3/ 389 - 390 رقم 1078، 1079).
(3/121)
2764 - عن سلمة بن الأكوع قال: "كنا جلوسًا
عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتي بجنازة فقالوا: صل عليها، قال:
هل عليه دين؟ قالوا: لا. قال: فهل ترك شيئًا؟ قالوا: لا. (فصلى عليها) (1)
ثم أتي بجنازة أخرى، قالوا: يا رسول الله، صل عليها. قال: هل عليه دين؟
قيل: نعم. قال: فهل ترك شيئًا؟ قالوا: ثلاثة دنانير. فصلى عليها، ثم أُتي
بالثالثة، قالوا: صل عليها. قال: (هل) (1) ترك شيئًا؟ قالوا: لا. قال: فهل
عليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: صل
عليه يا رسول الله وعلي دينه (فصلى) (2) عليه".
رواه خ (3).
2765 - عن سمرة بن جندب قال: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح،
فقال: ها هنا أحد من بني فلان؟ قالوا: نعم. قال: فإن صاحبكم يحبس على باب
الجنة في دين عليه".
رواه الإمام أحمد (4)، د (5) س (6).
وفي لفظٍ لأحمد (7) أيضًا: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة
فقال: أها هنا من بني فلان أحد؟ قالها ثلاثاً. فقام رجل فقال له النبي -
صلى الله عليه وسلم - ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني؟ أما إني
لم أنوه بك لا لخير، إن فلانًا -لرجل منهم مات- إنه مأسور بدينه. قال: لقد
رأيت أهله ومن يتحزن له قضوا عنه، حتى ما
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) في "الأصل": لي. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (4/ 545 رقم 2289).
(4) المسند (5/ 11).
(5) سنن أبي داود (3/ 246 رقم 3341).
(6) سنن النسائي (7/ 315 رقم 4699).
(7) المسند (5/ 20).
(3/122)
جاء أحد يطلبه بشيء".
2766 - عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أعظم الذنوب
عند الله أن يلقاه عبد بها -بعد الكبائر التي نهى عنها- أن يموت الرجل
وعليه دين لا يدع قضاء". رواه الإمام أحمد (1).
2767 - عن (سعد) (2) بن الأطول: "أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم، وترك
عيالًا فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن
أخاك محبوس بدينه فاقض عنه. فقال: يا رسول الله، فقد أديت عنه إلا دينارين،
ادعتهما امرأته (3) وليس لها بينة. قال: فأعطها فإنها محقة".
رواه الإمام أحمد (4) ق (5).
2768 - عن جابر قال: "مات رجل، فغسلناه وكفناه وحنطناه، ووضعناه لرسول الله
- صلى الله عليه وسلم - حيث توضع الجنائز -عند مقام جبريل، عليه السلام- ثم
آذنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة فجاء (معنا) (6) خطى، ثم
قال لعلي -رضي الله عنه -: على صاحبكم دين؟ قالوا: نعم، ديناران. فتخلف،
فقال له رجل منا -يقال له: أبو قتادة-: يا رسول الله، هما عليَّ. فجعل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هما عليك وفي مالك، وحق الرجل عليك،
والميت منها بريء. فقال: نعم. فصلى عليه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إذا لقي أبا قتادة (يقول) (6): ما صنعت في
__________
(1) المسند (4/ 392).
(2) في "الأصل": سعيد. والمثبت من المسند وسنن ابن ماجه، وسعد بن الأطول
صحابي ليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث، ترجمته في التهذيب (10/ 250 -
251).
(3) في المسند وسنن ابن ماجه: امرأة.
(4) المسند (5/ 7).
(5) سنن ابن ماجه (2/ 813 رقم 2433).
(6) من سنن الدارقطني.
(3/123)
الدينارين؟ حتى كان آخر ذلك، قال: قد
قضيتهما يا رسول الله. قال: الآن حين بردت عليه جلده".
رواه الإمام أحمد (1) والدارقطني (2)، واللفظ له.
2769 - عن علي -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إذا أتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجال ويسأل عن دينه، فإن قيل: عليه
دين. كف عن الصلاة عليه، وإن قيل: ليس عليه دين. صلى عليها، وأُتي بجنازة،
فلما قام ليكبر سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه هل على صاحبكم
دين؟ قالوا: ديناران. فعدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: صلوا
على صاحبكم. فقال عليٌّ: هما علي، برئ منهما. فتقدم رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فصلى عليه، ثم قال لعلي: جزاك الله خيراً، فك الله رهانك كما
فككت رهان أخيك، إنه ليس من ميت يموت وعليه دين لا وهو مرتهن بدينه، ومن فك
رهان ميت، فك الله رهانه يوم القيامة. فقال بعضهم: هذا لعلي -رضي الله عنه-
خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال: بل للمسلمين عامة".
رواه الدارقطني (3).
2770 - وروى (4) أيضًا عن أبي سعيد الخدري نحوه، وفيه أن عليًّا قال: "أنا
ضامن لدينه".
14 - الأمر بالتعجيل بالميت
2771 - عن حصين بن وحوح: "أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه النبي - صلى الله
عليه وسلم - يعوده، فقال: إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني
به وعجلوا؛ فإنه
__________
(1) المسند (3/ 330).
(2) سنن الدارقطني (3/ 79 رقم 293).
(3) سنن الدارقطني (3/ 46 - 47 رقم 194).
(4) سنن الدارقطني (3/ 78 - 79 رقم 293).
(3/124)
لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهري
أهله".
رواه د (1).
15 - باب غسل الميت
2772 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من غسل
ميتًا فأدى فيه الأمانة، ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك، خرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه. وقال: ليله أقربكم (منه) (2) إن كان يعلم، فإن (كان لا
يعلم) (3) فمن ترون عنده حظًا من ورع وأمانة".
رواه الإمام أحمد (4).
2773 - عن عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ستر
مسلمًا ستره الله يوم القيامة". رواه خ (5) م (6).
2774 - عن علي -رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"من غسل ميتًا وكفنه وحنطه (وحمله) (7) وصلى عليه، ولم يفش عليه ما رأى،
خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه".
رواه ق (8)، وفي إسناده عمرو بن خالد، وهو متكلم فيه (9).
__________
(1) سنن أبي داود (3/ 200 رقم 3159).
(2) من المسند.
(3) في "الأصل": لم يكن عنده. والمثبت من المسند.
(4) المسند (6/ 119 - 120).
(5) صحيح البخاري (5/ 116 رقم 2442).
(6) صحيح مسلم (4/ 1996 رقم 2580).
(7) من سنن ابن ماجه.
(8) سنن ابن ماجه (1/ 469 - 470 رقم 1462).
(9) ترجمته في التهذيب (21/ 603 - 607).
(3/125)
2775 - عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قال: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم".
رواه ت (1)، وقال: حديث غريب.
2776 - عن أم عطية قالت: "دخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن
نغسل ابنته فقال: اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك،
بماء وسدر، واجعلن في الأخيرة كافوراً -أو شيئًا من كافور- فإذا فرغتن
فآذنني. فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه (2)، وقال: أشعرنها (3) إياه"
(4).
وفي رواية (5) "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها".
وفي لفظ (6): "لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
وفي لفظ (7): "قالت: فضفرنا ثلاثاً ثلاثًا قرنيها وناصيتها".
رواه خ (8) م، وفي لفظ للبخاري (9): "ضفرنا شعر بنت النبي - صلى الله عليه
وسلم - ثلاثة قرون، فألقيناها خلفها"، وعنده: "ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو
أكثر من ذلك".
2777 - وروى أبو داود (10) من رواية محمد بن سيرين: "أنه كان يأخذ الغسل
__________
(1) جامع الترمذي (3/ 339 رقم 1019).
(2) أي: إزاره، والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سمي به
الإزار للمجاورة. النهاية (1/ 417).
(3) أي: اجعلنه شعارها، والشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنه يلي شعره.
النهاية (2/ 480).
(4) صحيح مسلم (2/ 646 - 647 رقم 939/ 36).
(5) صحيح مسلم (2/ 648 رقم 939/ 42، 43).
(6) صحيح مسلم (2/ 648 رقم 939/ 40).
(7) صحيح البخاري (2/ 648 رقم 939/ 41).
(8) صحيح البخاري (3/ 150 رقم 1253).
(9) صحيح البخاري (3/ 160 - 161 رقم 1263).
(10) سنن أبي داود (3/ 198 رقم 3147).
(3/126)
عن أم عطية، يغسل بالسدر مرتين والثالثة
بالماء والكافور".
2778 - عن عائشة تقول: "لما أرادوا غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قالوا: والله ما ندري أنجرِّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثيابه
كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم
النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت
-لا يدرون من هو-: أن غسلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه.
فقاموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسلوه وعليه (ثيابه) (1)
يصبون الماء من فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول:
لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه".
رواه الإمام أحمد (2) د (3)، واللفظ له.
2779 - عن علي -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا
تبرز فخذك) (4) ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت".
رواه د (5) ق (6)، وهو رواية ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت، في رواية أبي
داود عن ابن جريج قال: "أُخبرت عن حبيب" فكأنه لم يسمعه منه، والله أعلم.
2780 - عن بريدة قال: "لما أخذوا في غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -
ناداهم. منادٍ من
__________
(1) في سنن أبي داود: قميصه.
(2) المسند (6/ 267).
(3) سنن أبي داود (3/ 196 - 197 رقم 3141).
2279 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 145 - 146 رقم 515، 516).
(4) في "الأصل": تجددوا. والمثبت من سنن ابن ماجه، وفي سنن أبي داود نحوه.
(5) سنن أبي داود (3/ 196 رقم 3140، 4/ 40 رقم 4015) وقال أبو داود: هذا
الحديث فيه نكارة.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 469 رقم 1460).
(3/127)
الداخل: لا تنزعوا عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قميصه".
رواه ق (1).
2781 - عن علي -رضي الله عنه- قال: "لما غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -
ذهب يلتمس (منه ما يلتمس) (2) من الميت فلم يجده، فقال: بأبي الطيب (طبت)
(2) حيًّا و (طبت) (2) ميتًا".
رواه ق (3).
2782 - وروى (4) عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا
أنا مت (فاغسلوني بسبع) (5) قرب من بئري، بئر غرس".
2783 - عن أبي بن كعب قال: "إن آدم - صلى الله عليه وسلم - لما حضره الموت
قال لبنيه: أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة. فذهبوا (يطلبون له) (6)
فاستقبلتهم الملائكة، ومعهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفئوس والمساحي والمكاتل،
فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون، وما تطلبون -أو ما تريدون- وأين تذهبون؟
قالوا: أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة. فقالوا: ارجعوا، فقد قضي (قضاء)
(7) أبيكم. فجاءوا، فلما رأتهم
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 471 رقم 1466).
2781 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 102 رقم 476) ونقل عن الدارقطني تصحيح
إرساله.
(2) من سنن ابن ماجه.
(3) سنن ابن ماجه (1/ 471 رقم 1467).
2782 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 182 - 183 رقم 562).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 471 رقم 1468).
(5) في "الأصل": فاغسلن بثلاث. والمثبت من سنن ابن ماجه.
2783 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 18 - 20 رقم 1250، 1251).
(6) في "الأصل": يطلبونه. والمثبت من المسند والمختارة.
(7) من المسند والمختارة.
(3/128)
حواء عرفتهم، فلاذت بآدم، فقال: إليك عني،
فإني إنما أوتيت من قبلك، خلي بيني وبين ملائكة ربي -تبارك وتعالى- فقبضوه،
وغسلوه، وكفنوه، وحنطوه، وحفروا له، وألحدوا له، وصلوا عليه، ثم دخلوا قبره
فوضعوه في قبره، ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبر، ثم حثوا عليه (1)،
ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم". رواه عبد الله بن أحمد (2) عن غير أبيه
كذا (موقوفًا) (3).
2783 م- وقد روى أبو بكر الروياني في مسنده (4) عن أُبيٍّ عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: "لما توفي آدم ألحد له، وغسلته الملائكة بالماء
وترًا وقالوا: هذه سنة ولد آدم من بعده".
قال الشيخ -رحمه الله-: وهو من رواية روح بن أسلم، وقد تكلم فيه غير واحد
من الأئمة (5)، والمشهور غير مرفوع، والله أعلم.
16 - ذكر غسل المحرم
2784 - عن ابن عباس قال: "بينما رجل واقف مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بعرفة إذ وقع من راحلته فأقصعته (6) -أو قال: فأقعصته (7) - فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
__________
(1) زاد في المسند بعدها: "التراب".
(2) المسند (5/ 136).
(3) في "الأصل": مرفوعًا.
(4) مسند أُبي غير موجود في القطعة المطبوعة من مسند الروياني، واستدركه
المحقق في ذيله (3/ 31) من المختارة.
2783م- خرجه الضياء في المختارة (4/ 20 رقم 1252) من طريق الروياني، وقال
هناك عن روح ما قاله هنا.
(5) ترجمته في التهذيب (9/ 231 - 233).
(6) أي: هشمته، يقال: أقصع القملة إذا هشمها.
(7) القعص أن يضرب الإنسان فيموت مكانه، يقال: قعصته وأقعصته إذا قتلته
قتلاً سريعاً. النهاية (4/ 88).
(3/129)
اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا
تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإن الله - عز وجل- يبعثه يوم القيامة ملبيًا".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).
17 - باب في غسل الرجل زوجته وغسل المرأة زوجها
2785 - عن عائشة قالت: "رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البقيع،
فوجدني وأنا أجد صداعًا في رأسي، وأنا أقول: وا رأساه، فقال: بل أنا يا
عائشة وا رأساه. (ثم قال) (3): ما ضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فغسلتك
وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك".
رواه الإمام أحمد (4) ق (5) -وهذا لفظه- والدارقطني (6).
تقدم حديث عائشة (7): "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - لا نساؤه".
2786 - عن أسماء بنت عميس: "أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها زوجها
علي وأسماء، فغسلاها".
رواه الدارقطني (8).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 163 رقم 1266).
(2) صحيح مسلم (2/ 865 رقم 1206).
(3) في "الأصل": فقال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(4) المسند (6/ 228).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 470 رقم 1465).
(6) سنن الدارقطني (2/ 74 رقم 11 - 13).
(7) تحت رقم (2778).
(8) سنن الدارقطني (2/ 79 رقم 12).
(3/130)
18 - باب ترك غسل
الشهداء
2787 - عن جابر بن عبد الله: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع
بين الرجلين من قتلى أحد في ثوبٍ واحد، ثم يقول: أيهما كان أكثر أخذاً
للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم
القيامة. وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم (يغسلهم) (1) ".
رواه خ (2).
2788 - وللإمام أحمد (3): "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في قتلى
أحد: لا تغسلوهم؛ فإن كل جرح -أو كل دم- يفوح مسكًا يوم القيامة. ولم يصل
عليهم".
2789 - وعن جابر قال: "رُمي رجل بسهم في صدره -أو في حلقه- فمات، فأدرج في
ثيابه كما هو، ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه د (4).
2790 - وروى (5) عن ابن عباس قال: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا بدمائهم وثيابهم".
2791 - وروى (6) عن أنس بن مالك: "أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم،
ولم يصل عليهم".
__________
(1) في "الأصل": يغسلوه. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (3/ 252 رقم 1347).
(3) المسند (3/ 299).
(4) سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3133).
(5) سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3134).
(6) سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3135).
(3/131)
2792 - عن أنس قال: "افتخر الحيان الأوس
والخزرج، فقال الأوس: منا أربعة. وقالت الخزرج: منا أربعة. قال الأوس: منا
من اهتز له عرش الرحمن: سعد بن معاذ، ومنا من عدلت شهادته شهادة رجلين:
خزيمة بن ثابت، ومنا من غسلته الملائكة: حنظلة بن الراهب، ومنا من (حمى)
(1) لحمه الدبر: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وقال الخزرج: منا أربعة جمعوا
القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجمعه غيرهم: أبي بن
كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال:
أحد عمومتي".
رواه سليمان الطبراني (2).
2793 - وروى (3) أيضًا عن ابن عباس قال: "أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة
(بن) (4) الراهب، وهما جنبان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأيت
الملائكة تغسلهما".
وقد روى البخاري الذين جمعوا القرآن، وقد تقدم ذكره (5).
2794 - وقد رُوي: "أن حنظلة بن الراهب قتل يوم أحد، فقال النبي - صلى الله
عليه وسلم -: ما شأن حنظلة فإني رأيت الملائكة تغسله؟ فقالوا: إنه جامع ثم
سمع الهيعة فخرج إلى القتال" (6).
__________
(1) من المعجم الكبير.
2792 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 137 - 138 رقم 2570 - 2571).
(2) المعجم الكبير (4/ 10 رقم 3488).
(3) المعجم الكبير (11/ 391 رقم 12094).
(4) من المعجم الكبير.
(5) الحديث رقم (2658).
(6) رواه ابن حبان - الإحسان (15/ 495 - 496 رقم 7025) - والحاكم (3/ 204 -
205) والبيهقي (4/ 15) عن عبد الله بن الزبير، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح
على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
(3/132)
19 - باب فيمن ارتد
عليه سلاحه وهو شهيد لا يغسل
2795 - عن سلمة بن الأكوع قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إلى خيبر ... " وذكر الحديث، وفيه: "فلما تصاف القوم، كان سيف عامر -هو ابن
الأكوع- فيه قصر، فتناول يهودياً ليضربه، فرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبته فمات
منها، فلما قفلوا رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاحبًا (1)
ساكتًا، قال سلمة -وهو آخذ بيدي-: فقلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا
حبط عمله. فقال: من قاله؟ قلت: فلان وفلان وأسيد بن الحضير. فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين أصبعيه- إنه
لجاهد (2) مجاهد، قل عربي نشأ بها مثله".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ورواه م (4) بنحوه.
2796 - عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"أغرنا على حي من جهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأه
وأصاب نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أخوكم يا معشر
المسلمين. فابتدره الناس، فوجدوه قد مات، فلفه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -) (5) بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه، فقالوا: يا رسول الله، أشهيد
هو؟ قال: نعم، وأنا له شهيد".
رواه د (6).
__________
(1) الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفرٍ أو مرض ونحوهما. النهاية
(2/ 448).
(2) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 534): قال ابن دريد: رجل جاهد أي: جاد
في أموره. وقال ابن التين: الجاهد من يرتكب المشقة، ومجاهد أي لأعداء الله.
(3) صحيح البخاري (1/ 553 - 554 رقم 6148).
(4) صحيح مسلم (3/ 1427 - 1429 رقم 1802).
(5) من سنن أبي داود.
(6) سنن أبي داود (3/ 21 رقم 2539).
(3/133)
20 - ذكر المرأة إِذا ماتت مع الرجال
2797 - عن أيوب بن مدرك، عن مكحول، عن واثلة قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: "إذا ماتت المرأة مع الرجال ليس بينها وبينهم محرم تُيمم كما
ييمم صاحب الصعيد".
رواه تمام الرازي في فوائده (1)، أيوب بن مدرك الحنفي الشامي الدمشقي عن
مكحول، قال يحيى بن معين (2): كذاب ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي (3) س
(4) والدارقطني (5): متروك.
21 - ذكر الغسل من غسل الميت وغيره
2798 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل من أربع: من
الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت".
رواه د (6) من رواية مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب. قال الإمام أحمد (7):
روى أحاديث مناكير.
2799 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من غسلها
الغسل، ومن حملها الوضوء" (8).
__________
(1) فوائد تمام (2/ 95 رقم 1230).
(2) تاريخ الدروي (4/ 88 رقم 3280) والجرح والتعديل (2/ 258 رقم 925).
(3) الجرح والتعديل (2/ 258 - 259 رقم 925).
(4) كتاب الضعفاء والمتروكين (150 رقم 27).
(5) الضعفاء والمتروكون (151 رقم 110).
(6) سنن أبي داود (1/ 96 رقم 348).
(7) الجرح والتعديل (8/ 305 رقم 1409).
(8) المسند (2/ 272 - 273) والحديث رواه الترمذي (3/ 318 رقم 993) وابن
ماجه (1/ 470 رقم 1463).
(3/134)
2800 - وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: "من غسل ميتًا فليغتسل" (1).
فيه عن رجل غير مسمى، رواه الإمام أحمد.
2801 - عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"الغسل من الغسل، والوضوء من الحمل".
رواه حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي، وأسامة تكلم فيه
بعضهم، وقد روى له مسلم (2).
2802 - عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من غسل
الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ".
رواه د (3) -وهذا لفظه- ت (4)، وقال: حديث حسن. وهذا روي عن أبي هريرة
موقوفًا، وقال أبو داود: هذا منسوخ.
2803 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس عليكم
في ميتكم غسل إذا غسلتموه، وإن ميتكم ليس بنجس، فحسبكم أن تغسلوا أيديكم".
رواه الدارقطني (5).
2804 - وروى (6) أيضًا عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: "لا تنجسوا موتاكم؛ فإن المسلم ليس بنجس حيًّا ولا ميتًا".
__________
(1) المسند (2/ 280).
(2) ترجمته في التهذيب (2/ 347 - 351) وقال المزي: استشهد به البخاري في
الصحيح، وروى له في الأدب، وروى له الباقون.
(3) سنن أبي داود (3/ 201 رقم 3161، 3162).
(4) جامع الترمذي (3/ 318 - 319 رقم 993).
(5) سنن الدارقطني (2/ 76 رقم 4).
(6) سنن الدارقطني (2/ 70 رقم 1).
(3/135)
22 - باب في ذكر
الكفن
2805 - عن جابر بن عبد الله: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يومًا
فذكر رجلاً من أصحابه قُبض فكُفن في كفن غير طائل، وقبر ليلاً، فزجر النبي
- صلى الله عليه وسلم - أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر
إنسان إلى ذلك، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا كفن أحدكم أخاه
فليحسن كفنه". رواه م (1).
2806 - عن أبي قتادة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ولي
أحدكم أخاه فليحسن كفنه".
رواه ق (2) ت (3)، وقال: حديث غريب.
2807 - عن عائشة قالت: "كفن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب
بيض سحولية (4) من كرسف؛ ليس فيها قميص ولا عمامة، أما الحلة فإنما شبه على
الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثواب
بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: لأحبسنها حتى أكفن فيها
نفسي ثم قال: لو رضيها الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - لكفنه فيها،
فباعها وتصدق بثمنها" (5).
وفي لفظ (6): قالت: "أدرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حلة يمنية
كانت لعبد الله
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 651 رقم 943).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 473 رقم 1474).
(3) جامع الترمذي (3/ 320 رقم 995).
(4) قال ابن الأثير في النهاية (2/ 347): يروى بفتح السين وضمها، فالفتح
منسوب إلى السحول، وهو القصَّار؛ لأنه يسحلها: أي يغسلها، أو إلى سَحول وهي
قرية باليمن، وأما الضم فهو جمع سَحْل، وهو الثوب الأبيض النقي، ولا يكون
إلا من قطن، وفيه شذوذ لأنه نسب إلى الجمع، وقيل: إن اسم القرية بالضم
أيضاً.
(5) صحيح مسلم (2/ 649 - 650 رقم 941/ 45).
(6) صحيح مسلم (2/ 650 رقم 941/ 46).
(3/136)
ابن أبي بكر، ثم نزعت (عنه) (1) ".
رواه خ (2) م -واللفظ له- ولم يذكر البخاري الحلة.
قد تقدم كفن المحرم في ثوبيه (3).
2808 - عن خباب قال: "هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نلتمس
وجه الله -عز وجل- فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئًا
منهم مصعب بن عمير، ومنا من أينعت (4) له ثمرته فهو يهدبها (5)، قُتل يوم
أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا (بردة) (6) إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه،
وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن
نغطي رأسه، ونجعل على رجليه من الإذخر".
رواه خ (7) -وهذا لفظه- م (8)، وعنده: "فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا
نمرة".
وفي لفظ الإمام أحمد (9): "لكن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء، إذا
جُعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جُعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت
على رأسه وجعل على قدميه الإذخر".
__________
(1) في "الأصل": عنها. والمثبت من صحيح مسلم.
(2) صحيح البخاري (3/ 161 - 162 رقم 1264).
(3) الحديث رقم (2784).
(4) أينع الثمر يونع، وينع يينع، فهو مونع ويانع، إذا أدرك ونضج، وأينع
أكثر استعمالاً.
النهاية (5/ 302 - 303).
(5) أي: يجنيها. النهاية (5/ 250).
(6) في "الأصل": بردًا. والمثبت من صحيح البخاري.
(7) صحيح البخاري (3/ 170 رقم 1276).
(8) صحيح مسلم (2/ 649 رقم 940).
(9) المسند (6/ 395 - 396).
(3/137)
2809 - عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم:
"أن عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام -وكان صائمًا- فقال: قُتل مصعب بن عمير
-وهو خير مني- كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه،
وقتل حمزة -أو رجل آخر- خير مني فلم يوجد ما يكفن فيه لا بردة؛ لقد خشيت أن
نكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام".
رواه خ (1).
2810 - عن ابن عمر: "أن عبد الله بن أُبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي -
صلى الله عليه وسلم -، فقال: أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له.
فأعطاه قميصه، فقال: آذني أصلي عليه. فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه
عمر -رضي الله عنه- فقال: أليس الله -عز وجل- نهاك أن تصلي على المنافقين؟
فقال: أنا بين خيرتين، قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ
اللَّهُ لَهُمْ} (2) فصلى عليه فنزلت: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ
مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} (3) ".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5).
2811 - عن عَمْرو سمع جابرًا قال: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد
الله بن أبي بعدما دفن فأخرجه، فنفث فيه من ريقه، وألبسه قميصه".
رواه خ (6) -وهذا لفظه- م (7).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 168 رقم 1274).
(2) سورة التوبة، الآية: 80.
(3) سورة التوبة، الآية: 84.
(4) صحيح البخاري (3/ 165 رقم 1269).
(5) صحيح مسلم (4/ 2141 رقم 2774).
(6) صحيح البخاري (3/ 165 رقم 1270).
(7) صحيح مسلم (4/ 2140 رقم 2773).
(3/138)
2812 - عن سهل -هو ابن سعد- "أن امرأة جاءت
إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببردة منسوجة فيها حاشيتاها، تدرون ما
البردة؟ قالوا: الشملة. قال: نعم (قالت) (1) نسجتها بيدي فجئت (لأكسوكها)
(2) فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها
إزاره، فحسنها فلان، فقال: اكسينها ما أحسنها. قال القوم: ما أحسنت، لبسها
النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاجًا إليها، ثم سألته وعلمت أنه (ما) (3)
يرد. قال: إني والله ما سألته (لألبسها) (4) إنما سألته لتكون كفني قال
سهل: فكانت كفنه". رواه خ (5).
2813 - عن أنس بن مالك قال: "أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
حمزة يوم أحد، فوقف عليه فرآه قد مثل به، قال: لولا أن تجد صفية في نفسها،
لتركته حتى تأكله العافية، حتى يحشر يوم القيامة من بطونها. قال: ثم دعا
بنمرة فكفنه بها، فكانت إذا مُدت على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدت على رجليه
بدا رأسه، قال: فأكثر القتلى وقلت الثياب، فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في
الثوب الواحد، ثم يدفنون في قبر واحد، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- يسأل عنهم أيهم أكثرهم قرآنًا، فيقدمه إلى القبلة، قال: فدفنهم رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - ولم يصل عليهم".
رواه د (6) ت (7) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب.
__________
(1) في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) في "الأصل": لأكسوها. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) في صحيح البخاري: "لا". قال الحافظ في الفتح (3/ 172): قوله: "إنه لا
يرد" كذا وقع هنا بحذف المفعول، وثبت في رواية ابن ماجه بلفظ: "لا يرد
سائلاً" ونحوه في رواية يعقوب في البيوع، وفي رواية أبي غسان في الأدب: "لا
يسأل شيئًا فيمنعه".
(4) في "الأصل": لألبسه. والمثبت من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (3/ 170 - 171 رقم 1277).
(6) سنن أبي داود (3/ 195 - 196 رقم 3136).
(7) جامع الترمذي (3/ 335 - 336 رقم 1016).
(3/139)
2814 - عن جابر قال: "كفن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - حمزة في ثوب (واحد) (1) قال جابر: ذلك الثوب نمرة".
رواه الإمام أحمد (2).
2815 - عن ليلى بنت قانف الثقفية قالت: "كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - الحِقاء، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت
بعد في الثوب الآخر، قالت: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس عند
الباب معه كفنها، يناولنا ثوباً ثوبًا".
رواه الإمام أحمد (3) د (4)، وهذا لفظه.
2816 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "البسوا من
ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) ت (8)، وقال: حديث حسن صحيح.
2817 - عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"البسوا من ثيابكم البيض وكفنوا فيها موتاكم" (9).
__________
(1) من المسند.
(2) المسند (3/ 357).
(3) المسند (6/ 380).
(4) سنن أبي داود (3/ 200 رقم 3157).
2816 - خرجه الضياء في المختارة (10/ 97 - 101 رقم 199 - 206).
(5) المسند (1/ 247، 274، 328).
(6) سنن أبي داود (4/ 8 رقم 3878، 4/ 51 رقم 4061).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 473 رقم 1472، 2/ 1181 رقم 3566).
(8) جامع الترمذي (3/ 319 - 320 رقم 994).
(9) المسند (5/ 10) وسنن النسائي (4/ 34 رقم 1895).
(3/140)
وفي لفظ (1) قال: "البسوا الثياب البيض؛
فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم".
رواه الإمام أحمد س.
2818 - عن عائشة: "أن أبا بكر نظر إلى ثوب كان يمرض فيه به (ردع) (2) من
زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين، وكفنوني فيهما. قلت: إن
هذا خلق. قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو المهلة (3) ".
رواه خ (4).
2819 - عن علي -رضي الله عنه- قال: "لا تغال (في كفن الميت) (5) فإني سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تغالوا في الكفن؛ فإنه يُسلَبه
سلبًا سريعًا".
رواه د (6).
2820 - عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أجمرتم (7)
الميت فأجمروه ثلاثًا".
رواه الإمام أحمد (8).
__________
(1) المسند (5/ 13) وسنن النسائي (8/ 205 رقم 5337).
(2) في "الأصل": درع. والمثبت من صحيح البخاري، قال ابن الأثير في النهاية
(2/ 215): ثوب رديع: مصبوغ بالزعفران، ومنه حديث عائشة "كفن أبو بكر في
ثلاثة أثواب أحدها به ردع من زعفران" أي: لطخ لم يعمه كله.
(3) المهلة -بضم الميم وكسرها وفتحها- القيح والصديد الذي يذوب فيسيل من
الجسد. النهاية (4/ 375).
(4) صحيح البخاري (3/ 297 رقم 1387).
2819 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 170 رقم 548).
(5) في سنن أبي داود: لي في كفن.
(6) سنن أبي داود (3/ 199 رقم 3154).
(7) أي: إذا بخرتموه بالطيب. النهاية (1/ 293).
(8) المسند (3/ 331).
(3/141)
23 - باب الصلاة على
الجنازة
2821 - عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: "صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ
بفاتحة الكتاب، فقال: لتعلموا أنها سنة".
رواه خ (1).
2822 - عن أبي أمامة -هو (ابن) (2) سهل بن حنيف- أنه قال: "السنة في الصلاة
على الجنازة؛ أن يقرأ في (التكبير) (3) الأولى بأم القرآن مخافتة، ثم يكبر
ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة".
رواه س (4).
2823 - عن أم شريك الأنصارية قالت: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب".
رواه ق (5).
2824 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعى النجاشي في
اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر عليه أربع
تكبيرات".
رواه خ (6) م (7)، وفي لفظ لهما (8): "فقال: استغفروا لأخيكم".
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 242 رقم 1335).
(2) ليست في "الأصل": وأبو أمامة هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، وفي
مسنده ذكر المزي هذا الحديث في التحفة (1/ 67 رقم 138).
(3) في "الأصل": تكبير. والمثبت من سنن النسائي.
(4) سنن النسائي (4/ 75 رقم 1988).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 479 - 480 رقم 1496).
(6) صحيح البخاري (3/ 240 رقم 1333).
(7) صحيح مسلم (2/ 656 رقم 951/ 62).
(8) صحيح البخاري (3/ 236 رقم 1327)، وصحيح مسلم (2/ 657 رقم 951/ 63).
(3/142)
2825 - عن جابر -هو ابن عبد الله-: "أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على النجاشي فكبر أربعًا".
رواه خ (1) م (2).
وللبخاري (3): "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على النجاشي، فكنت في
الصف الثاني أو الثالث".
وله (4): "قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلم فصلوا عليه. (قال:
فصففنا) (5) فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن صفوف".
ولمسلم (6) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مات اليوم (عبد
لله صالح) (7) -أصحمة- (فقمنا) (8) وصلى عليه".
وله (9): "إن أخًا لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه. فقمنا فصففنا صفين".
2826 - عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن
أخًا لكم -وفي لفظ: إن أخاكم- قد مات، فقوموا فصلوا عليه. يعني: النجاشي".
رواه م (10).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 240 رقم 1334).
(2) صحيح مسلم (2/ 657 رقم 952/ 64).
(3) صحيح البخاري (3/ 221 رقم 1317).
(4) صحيح البخاري (3/ 222 رقم 1320).
(5) في "الأصل": وإن قال: فصفها. والمثبت من صحيح البخاري.
(6) صحيح مسلم (2/ 657 رقم 952/ 65).
(7) في "الأصل": عبداً لله صالحاً على. والمثبت من صحيح مسلم.
(8) في صحيح مسلم: فقام فأمنا.
(9) صحيح مسلم (2/ 657 رقم 952/ 66).
(10) صحيح مسلم (2/ 657 - 658 رقم 953).
(3/143)
2827 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - صلى على جنازة فكبر عليها أربعًا، وسلم تسليمة واحدة".
رواه الدارقطني (1).
2828 - وروى عن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة
فوضع يده اليمنى على اليسرى".
رواه ت (2)، وقال: حديث غريب.
هو من رواية يزيد بن سنان الرهاوي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (3).
2829 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "كان زيد يكبر على جنائزنا أربعًا،
وأنه كبر على جنازة خمسًا، فسألته فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يكبرها".
رواه م (4)، زيد هو ابن أرقم.
2830 - عن حذيفة: "أنه صلى على جنازة فكبر خمسًا، ثم التفت فقال: ما نسيت
ولا وهمت، ولكن كبرت كما كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، صلى على
جنازة فكبر خمسًا".
رواه الإمام أحمد (5)، والدارقطني (6) نحوه.
2831 - عن ابن معقل -هو عبد الله بن مقرن المزني-: "أن عليًّا -رضي الله
عنه- كبر على سهل بن حنيف، فقال: إنه شهد (بدرًا) (7) ".
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 77 رقم 3).
(2) جامع الترمذي (3/ 388 رقم 1077).
(3) ترجمته في التهذيب (32/ 155 - 159).
(4) صحيح مسلم (2/ 659 رقم 957).
(5) المسند (5/ 406).
(6) سنن الدارقطني (2/ 73 رقم 9).
(7) تحرفت في "الأصل" إلى: زيد. والمثبت من صحيح البخاري.
(3/144)
كذا رواه خ (1) من رواية ابن عيينة بلا
عدد، وقال البرقاني لم يبين البخاري عدد التكبير، وهو عند ابن عيينة
بإسناده وفيه: "أنه كبر ستًّا".
2832 - رواه الدارقطني (2) عن عبد خير عن علي -رضي الله عنه-: "أنه كان
يكبر على أهل بدر ستًّا، وعلى أصحاب محمد خمسًا، وعلى سائر الناس أربعاً".
2833 - عن (الحكم) (3) بن عتيبة أنه قال: "كانوا يكبرون على أهل بدر خمساً
وستًا وسبعًا".
رواه سعيد بن منصور.
2834 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص
قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله لقد
صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابني بيضاء في المسجد: سهل
وأخيه".
رواه م (4)، وفي لفظ له (5): "ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
سهل بن بيضاء إلا في جوف المسجد".
قال مسلم: سهل بن دعدٍ هو ابن البيضاء، أمه بيضاء.
2835 - عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبر دفن
ليلاً، فقال: متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال: أفلا آذنتموني؟ قالوا:
دفناه في ظلمة الليل؛
__________
(1) صحيح البخاري (7/ 368 رقم 4004).
(2) سنن الدارقطني (2/ 73 رقم 7).
(3) في "الأصل": الحكيم. بزيادة ياء بعد الكاف، وهو خطأ، والحكم بن عتيبة
ترجمته في التهذيب (7/ 114 - 120).
(4) صحيح مسلم (2/ 669 رقم 973/ 101).
(5) صحيح مسلم (2/ 668 رقم 973/ 100).
(3/145)
فكرهنا أن نوقظك. فقام فصففنا خلفه" (1).
وفي لفظ (2) "أتى على قبر منبوذ فصفهم وكبر أربعًا".
رواه خ -وهذا لفظه- م (3)، وعنده: "انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إلى قبر رطب فصلى عليه وصفوا خلفه، وكبر أربعًا" وليس عنده: "منبوذ".
2836 - عن أبي هريرة: "أن امرأة سوداء كانت تقم (4) المسجد -أو شاب- ففقدها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل عنها -أو عنه- فقالوا: مات. قال:
أفلا كنتم آذنتموني. قال: فكأنهم صغر وا أمرها -أو أمره- فقال: دلوني على
قبره. فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها،
وإن الله ينورها بصلاتي عليهم". رواه خ (5) وليس عنده ما بعده (6).
2837 - وروى الدارقطني (7) -نحو هذا الحديث- عن أنس بن مالك: "أن رجلاً كان
ينظف المسجد فمات، فدفن ليلاً، فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبر،
فقال: (انطلقوا) (8) إلى قبره. فانطلق وانطلق به إلى قبره، فقال: إن هذه
القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله -عز وجل- ينورها بصلاتي عليها. فأتى
القبر فصلى عليه".
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 225 رقم 1321).
(2) صحيح البخاري (3/ 222 رقم 1319).
(3) صحيح مسلم (2/ 658 رقم 68).
(4) أي: تكنسه، والقمامة: الكناسة، والمقمة: المكنسة. النهاية (4/ 110).
(5) صحيح البخاري (3/ 243 رقم 1337).
(6) كذا في "الأصل" وفيه سقط ظاهر، والحديث رواه مسلم (2/ 659 رقم 956)
واللفظ له، وليس عند البخاري: "إن هذه القبور ... " إلى آخره.
2837 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 117 - 118 رقم 1742، 1743).
(7) سنن الدارقطني (2/ 77 رقم 4).
(8) في "الأصل": اطلبوا. والمثبت من سنن الدارقطني.
(3/146)
2838 - عن يزيد بن ثابت -وكان أكبر من زيد-
قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما ورد البقيع، فإذا
هو بقبر جديد، فسأل عنه (فقالوا:) (1) فلانة. قال: فعرفها، وقال: ألا
آذنتموني بها؟ قالوا: كنت قائلاً صائماً، فكرهنا أن نؤذيك. قال: فلا
تفعلوا. لا أعرفن ما مات فيكم ميت ما كنت بين أظهركم، لا آذنتموني به؟ فإن
صلاتي عليه له رحمة. ثم أتى القبر، فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعًا".
رواه ق (2) -وهذا لفظه- س (3).
2839 - عن سمرة بن جندب قال: "صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - على
امرأة ماتت في نفاسها؛ فقام عليها (4) وسطها".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- م (6)، وله (7): "صليت خلف رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - على أم (كعب) (8) ماتت وهي نفساء، فقام رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عليها وسطها".
2840 - عن سعيد بن المسيب: "أن أم (سعد) (9) ماتت والنبي - صلى الله عليه
وسلم - غائب، فلما قدم صلى عليها، وقد مضى لذلك شهر".
رواه ت (10)، قال الشيخ -رحمه الله-: وهذا مرسل.
__________
(1) في "الأصل": فقال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2) سنن ابن ماجه (1/ 489 رقم 1528).
(3) سنن النسائي (4/ 84 - 85 رقم 2021).
(4) زاد في "الأصل": على. وهي زيادة لم ترد في صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (3/ 239 رقم 1331، 1332).
(6) صحيح مسلم (2/ 664 رقم 964/ 88).
(7) صحيح مسلم (2/ 664 رقم 964/ 87).
(8) في "الأصل": حبيب. والمثبت من صحيح مسلم.
(9) في "الأصل": سعيد. والمثبت من جامع الترمذي.
(10) جامع الترمذي (3/ 356 رقم 1038).
(3/147)
2841 - عن أبي غالب قال: "صليت مع أنس بن
مالك على جنازة فقام حيال وسط السرير، فقال له العلاء بن زياد: هكذا رأيت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الجنازة مقامك منها، ومن الرجل
مقامك منه؟ قال: نعم. قال: فلما فرغ قال: احفظوا".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ق (3) ت (4) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن واختلف
في اسم أبي غالب هذا، فقال بعضهم: اسمه نافع، ويقال: رافع.
2842 - عن عمار مولى الحارث بن نوفل: "أنه شهد جنازة أم كلثوم وابنها فجعل
الغلام مما يلي الإمام، (فأنكرت) (5) ذلك، وفي القوم ابن عباس وأبو سعيد
الخدري وأبو قتادة وأبو هريرة، فقالوا: هذه السنة".
رواه س (6) د (7)، وهذا لفظه.
2843 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على ميت بعد
موته بثلاث" (8).
2844 - وعن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى (على) (9) قبر
بعد شهر" (10).
رواهما الدارقطني، وقال: تفرد به بشر بن آدم، وخالفه غيره. يعني: الحديث
الآخر.
__________
(1) المسند (3/ 118، 204).
(2) سنن أبي داود (3/ 208 رقم 3194).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 479 رقم 1494).
(4) جامع الترمذي (3/ 352 رقم 1034).
(5) في "الأصل": فأنكر. والمثبت من سنن أبي داود.
(6) سنْن النسائي (4/ 71 رقم 1976).
(7) سنن أبي داود (3/ 208 رقم 3193).
(8) سنن الدارقطني (2/ 78 رقم 7).
(9) من سنن الدارقطني.
(10) سنن الدارقطني (2/ 78 رقم 8).
(3/148)
2845 - عن نافع عن ابن عمر: "أنه صلى على
سبع جنائز رجال ونساء، فجعل الرجال مما يليه، والنساء مما يلي القبلة،
وصفهم صفًّا واحدًا، ووضع جنازة أم كلثوم بنت علي -امرأة عمر بن الخطاب-
وابن لها -يقال له: زيد بن عمر- والإمام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس
يومئذ ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة، فقلت: ما هذا؟ فقالوا:
السنة هكذا".
رواه الدارقطني (1).
24 - باب كراهية الصلاة على الجنازة بين القبور
2846 - عن أنس بن مالك: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصلى على
الجنائز بين القبور".
رواه الطبراني في المعجم الأوسط (2)، قال الشيخ -رحمه الله-: لا بأس ب سنا
ده.
25 - باب ترك الصلاة على الشهيد
2847 - عن جابر بن عبد الله قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع
بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟
فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم
القيامة. وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم".
رواه خ (3).
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 79 رقم 13).
(2) المعجم الأوسط (6/ 6 رقم 5631).
(3) صحيح البخاري (3/ 248 رقم 1343).
(3/149)
2848 - عن أنس بن مالك: "أن شهداء أحد لم
يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم".
رواه د (1).
26 - ذكر الصلاة على الشهداء
2849 - عن عقبة بن عامر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلى
على (أهل) (2) أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فرط
لكم وأنا شهيد عليكم، وإني واللَّه لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح
خزائن الأرض -أو مفاتيح الأرض- وإني واللَّه لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي،
ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظ البخاري، وله (5): صلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات"، وفي آخره: "وكانت
آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وآخر حديث مسلم:
"وكانت آخر ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر".
2850 - عن شداد بن الهاد: "أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله
عليه وسلم - فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك؟ فأوصى به النبي - صلى الله
عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبي - صلى الله عليه وسلم -
شيئًا فقسمه، قسم له فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهره فلما جاء
دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي
__________
(1) سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3135).
(2) من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (3/ 248 - 249 رقم 1344).
(4) صحيح مسلم (4/ 1795 رقم 2296).
(5) صحيح البخاري (7/ 404 رقم 4042).
(3/150)
- صلى الله عليه وسلم -. فأخذه فجاء به إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما هذا؟ قال: قسمته لك. قال: ما على
هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا -وأشار إلى حلقه- بسهم
فأموت فأدخل الجنة. فقال: إن تصدق الله يصدقك. فلبثوا قليلاً ثم نهضوا إلى
قتال العدو، فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث
أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أهو هو؟ قالوا: نعم. قال: صدق
الله فصدقه. فكفنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جبة النبي - صلى الله
عليه وسلم -، ثم قدمه فصلى عليه، وكان مما ظهر من صلاته: اللهم هذا عبدك
خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك".
رواه س (1).
27 - باب في الدعاء في الصلاة للميت
2851 - عن عوف بن مالك قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه،
وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما
نقيت الثوب الأبيض من الدنس، و (أبدله) (2) داراً خيرًا من داره، وأهلاً
خيراً من أهله، وزوجاً خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر،
ومن عذاب النار. حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت؛ لدعاء رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - على ذلك الميت" (3).
وفي لفظ (4): "وقه فتنه القبر وعذاب النار".
رواه م.
2852 - عن أبي هريرة قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازة
فقال: اللهم
__________
(1) سنن النسائي (4/ 60 - 61 رقم 1952).
(2) في "الأصل": أبدل له. والمثبت من صحيح مسلم.
(3) صحيح مسلم (2/ 662 رقم 963/ 85).
(4) صحيح مسلم (2/ 663 رقم 963/ 86).
(3/151)
اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا،
وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييت منا فأحيه على الإيمان،
ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- ق (3) ت (4) وعندهم: "اللهم من
أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان"، وما
بعده لأبي داود وابن ماجه.
2853 - عن واثلة بن الأسقع قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
رجل من المسلمين، فأسمعه يقول: اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك
فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه،
إنك أنت الغفور الرحيم".
رواه د (5) ق (6) -وهذا لفظه- وعند أبي داود: "فسمعته يقول" وعنده: "الوفاء
والحمد" والباقي مثله.
2854 - عن علي بن شماخ قال: "شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يصلي على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم.
قال: كلام كان بينهما قبل ذلك -قال أبو هريرة: اللَّهم أنت ربها، وأنت
خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها،
جئنا شفعاء فاغفر له".
__________
(1) المسند (2/ 368).
(2) سنن أبي داود (3/ 211 رقم 3201).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 480 رقم 1498).
(4) جامع الترمذي (3/ 343 - 344 رقم 1024).
(5) سنن أبي داود (3/ 211 رقم 3202).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 480 - 481 رقم 1499).
(3/152)
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه-
ولفظ الإمام أحمد قال: "سمعته يقول: أنت خلقتها، وأنت رزقتها، وأنت هديتها
للإسلام، وأنت قبضت روحها، تعلم سرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر لها".
2855 - عن أبي قتادة: "أنه شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على ميت،
فسمعه يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا،
وذكرنا وأنثانا".
رواه الإمام أحمد (3).
2856 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء".
رواه د (4) ق (5).
2857 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما) (6) من ميت
يصلي (عليه) (6) أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا
فيه". قال (7): فحدثت به شعيب بن الحبحاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
رواه م (8).
2858 - عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما
من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً يشركون باللَّه شيئًا إلا
__________
(1) المسند (2/ 256).
(2) سنن أبي داود (3/ 210 رقم 320)
(3) المسند (5/ 308).
(4) سنن أبي داود (3/ 210 رقم 3199).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 480 رقم 1497).
(6) من صحيح مسلم.
(7) القائل هو سلام بن أبي مطيع.
(8) صحيح مسلم (2/ 654 رقم 947).
(3/153)
شفعهم الله فيه".
رواه م (1).
2859 - عن أنس بن مالك قال: "مُرَّ بجنازة فأثني عليها خير، فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: وجبت وجبت وجبت. ومر بجنازة فأثني عليها شر، فقال
نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: وجبت وجبت وجبت. فقال عمر: فداك أبي
وأمي، مر بجنازة فأثني عليها خير، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني
عليها شر، فقلت: وجبت وجبت وجبت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
من أثنتيم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار،
أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في
الأرض".
رواه خ (2) م (3) -وهذا لفظه- وعند البخاري: "مر بجنازة فأثنوا عليها
خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنوا عليها
شرًّا، فقال: وجبت. فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه
خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار، ثم قال:
أنتم شهداء الله -عز وجل- في الأرض".
2860 - عن أبي قتادة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر عليه جنازة
فقال: مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح
منه؟ فقال: العبد المؤمن مستريح من نصب الدنيا، والعبد الفاجر مستراح منه
العباد والبلاد والشجر والدواب". رواه خ (4) م (5)، واللفظ له.
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 655 رقم 948).
(2) صحيح البخاري (3/ 370 رقم 1367).
(3) صحيح مسلم (2/ 655 رقم 949).
(4) صحيح البخاري (11/ 369 رقم 6512، 6513).
(5) صحيح مسلم (2/ 656 رقم 950).
(3/154)
2861 - عن أبي الأسود قال: "قدمت المدينة
وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فمرت به جنازة،
فأثني على صاحبها خيرًا (1) فقال عمر: وجبت له. ثم مر بأخرى فأثني على
صاحبها خيرًا، فقال عمر: وجبت. ثم مر (بالثالثة) (2) فأثني على صاحبها شرًا
فقال: وجبت. فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت
كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله
الله الجنة. فقلنا: وثلاثة. قال: وثلاثة. قلنا: واثنان. قال: واثنان. ثم لم
نسأله عن الواحد".
رواه خ (3).
2862 - وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يموت
فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال الله: قد قبلت علمهم فيه،
وغفرت له ما لا يعلمون". رواه الإمام أحمد (4).
2863 - عن مرثد بن عبد الله اليزني قال: "كان مالك بن هبيرة إذا صلى على
الجنازة فتَقال الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب".
رواه الإمام أحمد (5) د (6) ق (7) ت (8) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن.
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 272): كذا في جميع الأصول "خيراً"
بالنصب، وكذا "شرًّا". اهـ. وانظر توجيهات العلماء لهذا الموضع في الفتح.
(2) تحرفت في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (3/ 271 رقم 1368).
(4) المسند (3/ 242).
(5) المسند (4/ 79).
(6) سنن أبي داود (3/ 202 رقم 3166).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 478 رقم 1490).
(8) جامع الترمذي (3/ 347 رقم 1028).
(3/155)
2864 - عن أبي هريرة قال: "مروا على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال: وجبت. ثم مر
بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: وجبت. ثم قال: إن بعضكم على بعض شهيد".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- س (3) ق (4) بنحوه.
28 - الصلاة على الطفل
2865 - عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"الراكب خلف الجنازة، والماشي حيث شاء منها، والطفل يصلى عليه".
رواه الإمام أحمد (5) س (6) ت (7)، وقال: حديث حسن صحيح.
2866 - وروى الإمام أحمد (8) د (9) عن المغيرة بن شعبة -وهذا لفظه- رفعه
إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي
يمشي خلفها وعن يمينها وعن يسارها قريبًا منها، والسقط يصلى عليه، ويدعى
لوالديه بالمغفرة والرحمة".
وروى منه ق (10) سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الطفل يصلى
عليه".
2867 - وروى (11) عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"صلوا على أطفالكم؛
__________
(1) المسند (2/ 466، 470).
(2) سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3233).
(3) سنن النسائي (4/ 50 رقم 1932).
(4) سنن ابن ماجه (3/ 352 رقم 1932).
(5) المسند (4/ 247، 248، 252).
(6) سنن النسائي (4/ 51 رقم 1941، 4/ 58 رقم 1947).
(7) جامع الترمذي (3/ 350 رقم 1031).
(8) المسند (4/ 249).
(9) سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3180).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 483 رقم 1507).
(11) سنن ابن ماجه (1/ 483 رقم 1509).
(3/156)
فإنهم من أفراطكم".
2868 - عن جابر -هو ابن عبد الله- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"الطفل لا يصلى عليه ولا (يورث ولا يرث) (1) حتى يستهل".
رواه ت (2) من رواية إسماعيل بن مسلم المكي، وقد تكلم فيه غير واحد من
الأئمة (3).
2868م- وروى ق (4) عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إذا استهل الصبي صلي عليه وورث".
هو من رواية الربيع بن بدرٍ، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (5).
وقيل: يصلى على الطفل إذا نفخ فيه الروح، استهل أو لم يستهل.
2869 - عن ابن مسعود قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو
الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في
ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل الملك فينفخ فيه
الروح".
رواه خ (6) م (7)، واللفظ له.
29 - ذكر الصلاة على المقتول في الحد
2870 - عن جابر: "أن رجلاً من أسلم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فاعترف بالزنا،
__________
(1) في جامع الترمذي: "يرث ولا يورث".
(2) جامع الترمذي (3/ 350 رقم 1032).
(3) ترجمته في التهذيب (3/ 198 - 204).
(4) سنن ابن ماجه (3/ 198 - 204).
(5) ترجمته في التهذيب (9/ 63 - 66).
(6) صحيح البخاري (11/ 486 رقم 6594).
(7) صحيح مسلم (4/ 2036 رقم 2643).
(3/157)
فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -
حتى شهد على نفسه أربع مرات، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أبك
جنون؟ قال: لا. قال: آحصنت؟ قال: نعم. فأمر به فرجم بالمصلى، فلما أذلقته
الحجارة فرَّ فأُدرك فرجم حتى مات، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -
خيرًا وصلى عليه".
رواه خ (1) كذا من رواية معمر عن الزهري. وقال: لم يقل يونس وابن جريج عن
الزهري: "فصلى عليه".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) س (4) ت (5) "ولم يصل عليه"، وقال الترمذي:
حديث صحيح.
2871 - عن عمران بن حصين: "أن امرأة من جهينة أتت نبي الله - صلى الله عليه
وسلم - وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله، أصبت حدًا فأقمه عليّ. فدعا
نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وليها، فقال: أحسن إليها فإذا وضعت فائتني
بها. ففعل وأمر بها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - (فشدت) (6) عليها
ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها، فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي
الله وقد زنت قال: لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة
لوسعتهم، وهل وجدت أفضل أن جادت بنفسها للَّه".
رواه م (7).
2872 - وروى (8) أيضًا عن بريدة: "أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله
__________
(1) صحيح البخاري (12/ 132 رقم 6820).
(2) المسند (3/ 323).
(3) سنن أبي داود (4/ 148 رقم 4430).
(4) سنن النسائي (4/ 63 رقم 1955).
(5) جامع الترمذي (4/ 28 رقم 1429).
(6) في "الأصل": فكشفت. والمثبت من صحيح مسلم.
(7) صحيح مسلم (3/ 1324 رقم 1696).
(8) صحيح مسلم (3/ 1323 - 1324 رقم 1695/ 23).
(3/158)
- صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول
الله، إني قد ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني. فرده فلما كان من الغد
أتاه، فقال: يا رسول الله، إني قد زنيت فرده الثانية ... "، وذكر بقية
الحديث "قال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله، إني قد زنيت فطهرني.
وأنه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله؛ لم تردني؟ لعلك أن تردني كما
رددت ماعزًا، فواللَّه إني لحبلى ... " فذكر الحديث، وفيه: "فحفر لها إلى
صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضح
الدم على وجه خالد، فسبها فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبه إياها،
فقال: مهلاً يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس
لغفر له. ثم أمر بها فصلي عليها، ودفنت".
30 - باب ترك الصلاة على من قتل نفسه والغال
2873 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قتل
نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ (1) بها في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها
أبداً، ومن شرب سمًّا فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلدًا فيها
أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا
فيها أبدًا".
رواه خ (2) م (3)، وهذا لفظه.
2874 - عن جابر بن سمرة قال: "أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل قتل
نفسه بمشاقص فلم يصل عليه".
رواه م (4).
__________
(1) يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجأً إذا ضربته بها. النهاية (5/ 152).
(2) صحيح البخاري (3/ 268 رقم 1365).
(3) صحيح مسلم (1/ 103 رقم 109).
(4) صحيح مسلم (2/ 672 رقم 978).
(3/159)
2875 - عن زيد بن خالد الجهني: "أن رجلاً
من المسلمين توفي بخيبر، وأنه ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
صلوا على صاحبكم. فتغير وجه القوم لذلك، فلما رأى الذي منهم قال: إن صاحبكم
غلَّ في سبيل الله. ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزًا من خرز اليهود ما يساوي
درهمين".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ق (4).
31 - باب حمل الجنازة
2876 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا
وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني،
قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين تذهبون بها. يسمع صوتها كل
شيء إلا الإنسان، ولو سمعه الإنسان لصعق".
رواه خ (5).
2877 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أسرعوا
بالجنازة؛ فإن تك صالحة فخير تقدمونها، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن
رقابكم".
رواه خ (6) -وهذا لفظه- م (7)، وعنده: " تقدمونها عليه"، وفي لفظ له (8):
"قربتموها إلي الخير".
__________
(1) المسند (4/ 114، 5/ 192).
(2) سنن أبي داود (3/ 68 رقم 2710).
(3) سنن النسائي (3/ 64 رقم 1958).
(4) سنن ابن ماجه (2/ 950 رقم 2848).
(5) صحيح البخاري (3/ 217 رقم 1314).
(6) صحيح البخاري (3/ 218 رقم 1315).
(7) صحيح مسلم (2/ 165 - 652 رقم 944/ 50).
(8) صحيح مسلم (2/ 652 رقم 944/ 51).
(3/160)
2878 - عن علي -رضي الله عنه-: "أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يا علي، ثلاثة لا تؤخرهن: الصلاة إذا
أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤًا".
رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- ت (2)، وروى منه ق (3) ذكر الجنازة.
2879 - عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه: "أنه كان في جنازة عثمان بن أبي
العاص، وكنا نمشي مشيًا خفيفًا، فلحقنا أبو بكرة فرفع سوطه، قال: لقد
رأيتنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نرمل رملاً".
كذا رواه د (4).
ورواه (5) أيضًا "في جنازة عبد الرحمن بن سمرة".
2880 - وروى الإمام أحمد (6) قال: "خرجت في جنازة عبد الرحمن قال: فجعل
رجال من أهله يستقبلون الجنازة فيمشون على أعقابهم ويقولون: رويدًا (بارك
الله) (7) فيكم. قال: فلحقنا أبو بكرة من طريق المربد، فلما رأى أولئك وما
يصنعون حمل عليهم ببغلته، وأهوى لهم بالسوط، وقال: خلوا، والذي كرم وجه
(أبي) (8) القاسم - صلى الله عليه وسلم - لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وإنا لنكاد أن نرمل بها". رواه س (9) كذلك وعنده:
"يرملونها رملاً".
__________
(1) المسند (1/ 105).
2878 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 313 - 315 رقم 691 - 693).
(2) جامع الترمذي (1/ 320 رقم 171) وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن.
(3) سنن ابن ماجه (1/ 476 رقم 1486).
(4) سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3182).
(5) سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3183).
(6) المسند (5/ 38).
(7) في "الأصل": "بارك" فقط. والمثبت من المسند.
(8) في "الأصل": أبو. والمثبت من المسند.
(9) سنن النسائي (4/ 42 - 43 رقم 1911).
(3/161)
2881 - عن ابن مسعود: "سألنا نبينا - صلى
الله عليه وسلم - عن المشي مع الجنازة فقال: ما دون الخبب (1) إن يكون
خيرًا تعجل إليه، وإن يكون غير ذلك فبعدًا لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا
تتبع، ليس منا من تقدمها".
رواه د (2) ق (3) ت (4). وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه،
وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجد هذا.
2882 - عن أبي موسى: "مروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجنازة
يسرعون بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لتكون عليكم السكينة".
رواه الإمام أحمد (5).
2883 - عن ابن مسعود أنه قال: "إذا اتبع أحدكم جنازة فليأخذ بجوانب السرير
الأربع؛ فإنه من السنة". رواه سعيد بن منصور.
2884 - وروى ق (6) عن ابن مسعود: من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها؛
فإنه من السنة، ثم إن شاء فليتطوع، وإن شاء فليدع".
2885 - عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يقول: "من تبع جنازة وحملها ثلاث مرات فقد قضى ما عليه من حقها".
رواه ت (7)، وقال: حديث غريب، رواه بعضهم ولم يرفعه، وأبو (المهزم) (8)
__________
(1) الخبب: ضرب من العدو. والنهاية (2/ 3).
(2) سنن أبي داود (3/ 206 رقم 3184).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 476 رقم 1484).
(4) جامع الترمذي (3/ 332 رقم 1011).
(5) المسند (4/ 403).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 474 رقم 1478).
(7) جامع الترمذي (3/ 359 رقم 1041).
(8) في "الأصل": الهرم. والمثبت من جامع الترمذي، وأبو المهزم ترجمته في
التهذيب (34/ 327 - 329).
(3/162)
اسمه يزيد بن سفيان، ضعفه شعبة.
32 - باب فضل الصلاة على الجنازة وفضل اتباعها
2886 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شهد
الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيرطان. قيل:
وما القيراط؟ قال: مثل الجبلين العظيمين".
رواه خ (1) م (2)، وله (3): "حتى توضع في اللحد". وفي لفظ (4): "حتى توضع
في القبر"، وفي لفظ لمسلم (5): "أصغرهما مثل أحد".
2887 - وعن نافع قال: حدث ابن عمر: أن أبا هريرة يقول: "من تبع جنازة فله
قيراط. فقال: أكثر أبو هريرة علينا. فصدقت -يعني: عائشة (6) أبا هريرة؛
فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله. فقال ابن عمر: لقد
فرطنا في قراريط كثيرة".
رواه خ (7) -وهذا لفظه- ورواه م (8) بمعناه.
2888 - عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -) (9) قال: "من صلى على جنازة فله قيراط، فإن شهد
دفنها فله قيراطان. سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 233 رقم 1325).
(2) صحيح مسلم (2/ 652 رقم 945).
(3) صحيح مسلم (2/ 652 - 653 رقم 945).
(4) صحيح مسلم (2/ 653 رقم 945/ 54).
(5) صحيح مسلم (2/ 653 رقم 945/ 53).
(6) زاد بعدها في "الأصل": "أن" وهي زيادة مقحمة ليست في الصحيح.
(7) صحيح البخاري (3/ 229 رقم 1323، 1324).
(8) صحيح مسلم (2/ 653 رقم 945).
(9) من صحيح مسلم.
(3/163)
القيراط فقال: مثل أحد".
رواه م (1).
2889 - عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من
تبع جنازة حتى يصلى عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى
تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد".
رواه الإمام أحمد (2) س (3).
2890 - ورويا (4) عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: "من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ
منها فله قيراط".
واللفظ للنسائي.
2891 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا على
من قال: لا إله لا الله، وصلوا وراء من قال: لا إله لا الله".
رواه الدارقطني (5).
2892 - عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"عودوا المريض، واتبعوا الجنائز؛ تذكركم الآخرة".
رواه الإمام أحمد (6).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 654 رقم 946).
(2) المسند (4/ 294).
(3) سنن النسائي (4/ 54 - 55 رقم 1939).
(4) المسند (4/ 86، 5/ 75) وسنن النسائي (4/ 55 رقم 8940).
(5) سنن الدارقطني (2/ 56 رقم 3 - 5).
(6) المسند (3/ 48).
(3/164)
33 - باب في القيام
للجنازة
2893 - عن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا
رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع" (1).
وفي لفظ (2): قال: "إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيًا معها فليقم
حتى تخلفه، أو توضع من قبل أن تخلفه".
رواه خ (3) م، وهذا لفظه.
2894 - عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا
رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع".
رواه خ (4) م (5).
قال د (6): (روى) (7) هذا الحديث الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
فيه: "حتى توضع بالأرض".
ورواه أبو معاوية عن سهيل قال: "حتى توضع في اللحد". وسفيان أحفظ من أبي
معاوية.
2895 - عن جابر بن عبد الله قال: "مر بنا جنازة، فقام النبي - صلى الله
عليه وسلم - وقمنا، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! قال: فإذا
رأيتم الجنازة فقوموا".
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 659 رقم 958/ 73).
(2) صحيح مسلم (2/ 659 رقم 958/ 74).
(3) صحيح البخاري (3/ 212 رقم 1307).
(4) صحيح البخاري (3/ 213 رقم 1310).
(5) صحيح مسلم (2/ 660 رقم 959).
(6) سنن أبي داود (3/ 203 - 204 رقم 3173).
(7) من سنن أبي داود.
(3/165)
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2) وعنده:
فقلنا: يا رسول الله، إنها يهودية. فقال: إن الموت فَزَغٌ؛ فإذا رأيتم
الجنازة فقوموا".
وله (3): "قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لجنازة يهودي حتى
توارت".
2896 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد
قاعدين بالقادسية، فمَروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل
الأرض -أي: من أهل الذمة- فقالا: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرت به
جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي. فقال: أليست نفسًا؟! ".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5).
2897 - عن أنس: "أن جنازة مرت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام،
فقيل: إنها جنازة يهودي! فقال: إنما قمنا للملائكة".
رواه س (6).
2898 - عن عبد الله بن (عَمْرو) (7): "أنه سأل رجلٌ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، تمر بنا جنازة الكافر أفنقوم لها؟ قال:
نعم، قوموا لها؛ فإنكم لستم تقومون لها، إنما تقومون إعظامًا للذي يقبض
النفوس".
رواه الإمام أحمد (8).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 214 رقم 1311).
(2) صحيح مسلم (2/ 660 رقم 960/ 78).
(3) صحيح مسلم (2/ 166 رقم 960/ 79).
(4) صحيح البخاري (3/ 214 رقم 1312).
(5) صحيح مسلم (2/ 661 رقم 961).
2897 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 130 - 131 رقم 2563).
(6) سنن النسائي (4/ 47 - 48 رقم 1928).
(7) في "الأصل": عُمَر. والمثبت من المسند.
(8) المسند (2/ 168).
(3/166)
34 - ترك القيام
للجنازة
2899 - عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال: "رآني نافع بن جبير -ونحن
في جنازة- قائماً -وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة- فقال: ما يقيمك؟ فقلت:
أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدري، فقال نافع: فإن مسعود بن
الحكم حدثني عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قام رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ثم قعد" (1).
وفي لفظ (2): "قام فقمنا، وقعد فقعدنا. يعني: في الجنازة". رواه م.
2900 - عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مرت بكم
جنازة فإن كان مسلمًا أو يهوديًّا أو نصرانيًّا فقوموا لها، فإنه ليس لها
نقوم، ولكن نقوم لمن معها من الملائكة. فقال علي -رضي الله عنه-: ما فعلها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط غير مرة (برجل) (3) من اليهود كانوا
أهل كتاب وكان يتشبه بهم، فإذا نُهي انتهى، فما عاد لها بعد" (4).
رواه الإمام أحمد (5)، وليث هو ابن أبي سليم، وفيه كلام (6)، غير أن الذي
رواه م من طريق مسعود بن الحكم عن علي شاهدًا له.
2901 - عن عبادة بن الصامت قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
اتبع جنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد، فعرض له حبر فقال: هكذا نصنع يا
محمد.
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 662 - 662 رقم 82/ 962).
(2) صحيح مسلم (2/ 166 رقم 84/ 962).
(3) من المسند.
(4) رواه النسائي (4/ 46 رقم 1922) وليس في إسناده ليث.
(5) المسند (4/ 413).
(6) ترجمته في التهذيب (24/ 279 - 288).
(3/167)
فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وقال: خالفوهم".
رواه د (1) ق (2) ت (3) -وهذا لفظه- وقال: بشر بن نافع ليس بالقوي في
الحديث.
2902 - عن ابن سيرين قال: "مُر بجنازة على الحسن بن علي وابن عباس، فقام
الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام النبي - صلى الله
عليه وسلم - لها؟ قال ابن عباس: قام ثم قعد". رواه الإمام أحمد (4) س (5).
35 - باب المشي مع الجنازة
2903 - عن ابن عمر: "أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر
يمشون أمام الجنازة".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ت (8) ق (9).
2904 - وقال الترمذي (10) -بعد روايته متصلاً- وعن عبد بن حميد (عن) (11)
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
... " فذكره، قال
__________
(1) سنن أبي داود (3/ 204 رقم 3176).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 493 رقم 1545).
(3) جامع الترمذي (3/ 340 رقم 1020).
(4) المسند (1/ 200).
(5) سنن النسائي (4/ 47 رقم 1924).
(6) المسند (1/ 200، 201، 337).
(7) سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3179).
(8) جامع الترمذي (3/ 329 رقم 1007، 1008).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 475 رقم 1482).
(10) جامع الترمذي (3/ 330 رقم 1009).
(11) تحرفت في "الأصل" إلى "بن".
(3/168)
الزهري: وأخبرني سالم: "أن أباه كان يمشي
أمام الجنازة". قال: وأهل الحديث يرون أن المرسل أصح.
وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل.
2905 - عن أنس بن مالك قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر
وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- يمشون أمام الجنازة".
رواه ق (1) ت (2)، وقال: سألت محمدًا عن هذا؟ فقال: أخطأ فيه محمد ابن بكر،
وإنما يروى هذا عن الزهري: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... " به.
قال بعض الحفاظ: قد رواه أبو زرعة وهب الله بن راشد عن يونس كذلك وأسنده
أيضًا.
2906 - عن عبد الله بن يسار: "أن عمرو بن حريث عاد الحسن بن علي، فقال له
علي: أتعود الحسن وفي نفسك ما فيها؟ فقال له عمرو: إنك لست بربي فتصرف قلبي
حيث شئت. قال علي: أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدي إليك النصيحة، سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من مسلم عاد أخاه إلا (ابتعث الله)
(3) له سبعين ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يمسي، ومن أي
ساعات الليل حتى يصبح. قال له عمرو: فكيف تقول في المشي مع الجنازة بين
يديها أو خلفها؟ فقال علي: إن فضل المشي خلفها على بين يديها كفضل صلاة
المكتوبة في جماعة على الوحدة. قال عمرو: فإني رأيت أبا بكر
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 475 رقم 1483).
(2) جامع الترمذي (3/ 331 رقم 1010) وقال الترمذي: وحديث أنس في هذا الباب
غير محفوظ.
2906 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 312 - 320 رقم 698، 699).
(3) في "الأصل": "ابتعث" فقط، والمثبت من المسند.
(3/169)
وعمر يمشيان أمام الجنازة. قال علي: إنهما
كرها أن يخرجا الناس".
رواه الإمام أحمد (1).
قد تقدم حديث المغيرة بن شعبة (2) في الصلاة على الطفل: "والماشي يمشي
خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريناً منها".
2907 - عن جابر بن سمرة قال: "أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بفرس
معروري (3) فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح، ونحن نمشي حوله" (4).
وفي لفظ (5): "ثم أتي بفرس عرى فعقله رجل، فركبه فجعل يوقص (6) به- ونحن
نتبعه نسعى خلفه- قال: فقال رجل من القوم: إن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: (كم) (7) من عذق معلق -أو مُدلَّى- في الجنة لابن الدحداح". أو قال
شعبة: "لأبي الدحاح".
رواه م، ت (8): "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتبع جنازة ابن الدحداح
ماشياً، ورجع على فرس" وقال: حديث حسن.
2908 - عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأى رسول -
صلى الله عليه وسلم - ناسًا ركبانًا على دوابهم في جنازة، فقال: ألا
تستحيون من ملائكة الله، يمشون على أقدامهم وأنتم ركبان".
__________
(1) المسند (1/ 97).
(2) الحديث رقم (2866).
(3) أي: لا سرج عليه ولا غيره. النهاية (3/ 225).
(4) صحيح مسلم (2/ 664 رقم 89/ 965).
(5) صحيح مسلم (2/ 665 رقم 965).
(6) أي: ينزو ويثب ويقارب الخطو. النهاية (5/ 214).
(7) من صحيح مسلم.
(8) جامع الترمذي (3/ 334 رقم 1013).
(3/170)
رواه ق (1) ت (2)، وقال: قد روي عن ثوبان
موقف.
قال الشيخ -رحمه الله-: وهو من رواية (أبي) (3) بكر بن أبي مريم، وقد ضعفه
غير واحد من أهل العلم (4).
2908 م- وقد روى د (5) نحوه بإسناد جيد عن ثوبان: "أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - أتي بدابة وهو مع الجنازة فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتي
بدابة فركب، فقيل له، فقال: إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم
يمشون، فلما ذهبوا ركبت".
2909 - عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تتبع
جنازة معها رانة".
رواه الإمام أحمد (6).
2910 - عن أبي بردة قال: "أوصى أبو موسى الأشعري حين حضره الموت، فقال: لا
تتبعوني بمجمر. قالوا له: أو سمعت فيه شيئًا؟ قال: نعم، من رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -".
رواه ق (7).
2910 م- وروى الإمام أحمد (8) فقال: "إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي،
ولا يتبعني مجمر، ولا تجعلوا في لحدي شيئًا يحول بيني وبين التراب، ولا
تجعلوا
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 475 رقم 1480).
(2) جامع الترمذي (3/ 333 رقم 1012) وقال الترمذي: حديث ثوبان قد روي عنه
موقوفاً، قال محمد: الموقوف منه أصح.
(3) في "الأصل": أبو.
(4) ترجمته في التهذيب (33/ 108 - 111).
(5) سنن أبي داود (3/ 204 رقم 3177).
(6) المسند (2/ 92).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 477 رقم 1487).
(8) المسند (4/ 397).
(3/171)
على قبري بناءً وأشهدكم أني بريء من (كل)
(1) حالقة (2) أو صالقة (3) أو خارقة. قالوا: أو سمعت فيه شيئًا؟ قال: نعم
من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
2911 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تتبع
الجنازة بصوت ولا نار، ولا يمشي بين يديها".
رواه د (4) من طريق رجل من أهل المدينة عن أبيه عن أبي هريرة، غير
معروفَين.
36 - باب في اتباع النساء الجنائز
2912 - عن أم عطية قالت: "نُهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا".
رواه خ (5) م (6).
2913 - عن علي -رضي الله عنه- قال: " خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فإذا نسوة جلوس، قال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة. قال:. هل تغسلن؟ قلن:
لا. قال: هل تحملن؟ قلن: لا. قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن: لا. قال:
فارجعن مأزورات غير مأجورات".
رواه ق (7).
__________
(1) من المسند.
(2) هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، وقيل: هي التي تحلق وجهها للزينة.
النهاية (1/ 427).
(3) هي التي ترفع صوتها عند المصيبة والفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح.
النهاية (3/ 48).
(4) سنن أبي داود (3/ 203 رقم 3171).
(5) صحيح البخاري (3/ 173 رقم 1278).
(6) صحيح مسلم (2/ 646 رقم 938).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 502 - 503 رقم 1578).
(3/172)
2914 - عن عبد الله بن (عَمْرو) (1) قال:
"بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أبصر امرأة -لا
نظن أنه عرفها- فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه، فإذا فاطمة بنت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما أخرجك من بيتك يا فاطمة؟ قالت: أتيت
أهل هذا الميت فرحمت إليهم وعزيتهم بميتهم، قال: لعلك بلغت معهم الكُدى
(2)؟ قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر. فقال:
لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5) -وهذا لفظه- وقال: ربيعة -يعني: ابن سيف-
ضعيف. وقال البخاري (6): عنده مناكير.
37 - باب في النهي عن الدفن في بعض الأوقات
2915 - عن عقبة بن عامر الجهني قال: "ثلاث ساعات كان ينهانا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس
بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم (قائم) (7) الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف
الشمس للغروب حتى تغرب".
رواه م (8).
__________
(1) في "الأصل": عمر. والمثبت من المسند وسنن أبي داود والنسائي.
(2) أراد المقابر، وذلك لأنها كانت مقابرهم في مواضع صلبة. النهاية (4/
156).
(3) المسند (2/ 168 - 169، 223).
(4) سنن أبي داود (3/ 192 رقم 3123).
(5) سنن النسائي (4/ 27 - 28 رقم 1879).
(6) التاريخ الكبير (3/ 290 رقم 987).
(7) في "الأصل": قائمة. والمثبت من صحيح مسلم، والمراد قيام الشمس وقت
الزوال. النهاية (4/ 125).
(8) صحيح مسلم (1/ 568 - 569 رقم 831).
(3/173)
38 - باب في دفن الموتى وإِعماق القبر وذكر
اللحد وغير ذلك
2916 - عن ابن عباس قال: "لما أن أرادوا أن يحفروا لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- وكان يضرح كضريح
أهل مكة -وبعثوا إلى أبي طلحة- وكان (هو الذي) (1) يحفر لأهل المدينة، وكان
يلحد -فبعثوا إليهما رسولين، وقالوا: اللَّهم خر لرسولك. فوجدوا أبا طلحة،
ولم يجدوا أبا عبيدة، فلحد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغوا
من جهازه يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أرسالًا يصلون عليه، حتى إذا فرغوا دخلوا النساء،
حتى إذا فرغوا دخلوا الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أحد، لقد اختلف المسلمون في المكان (الذي) (2) يحفر له، فقال
قائلون: يدفن في مسجده. وقال قائلون: يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر: إني
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض.
قال: فرفعوا فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي عليه فحفروا
له، ثم دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسط الليل من ليلة الأربعاء
ونزل في حفرته علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنهم- قال أوس بن خولى -وهو أبو ليلى-
لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-: (أنشدك الله) (3) وحظنا من رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -. قال له علي: أنزل. فكان شقران مولاه أخذ قطيفة كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبسها فدفنها في القبر، وقال: والله لا
يلبسها أحد بعدك. فدفنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
__________
(1) في "الأصل": الذي هو. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2) من سنن ابن ماجه.
(3) تحرفت في "الأصل" والمثبت من سنن ابن ماجه.
(3/174)
رواه ق (1) من رواية حسين بن عبد الله بن
عبيد الله بن عباس، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة (2) وفي بعض الروايات
عن يحيى بن معين (3) قال: لا بأس به يُكتب حديثه.
2917 - عن عبد الله بن الحارث قال: "اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمان عمر
-أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع،
فسكبت له فاغتسل، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق، فقالوا: يا
أبا الحسن جئناك نسأل عن أمر نحب أن تخبرنا عنه، قال: أظن المغيرة بن شعبة
يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: أجل، عن ذلك جئناك نسألك. قال: أحدث الناس عهدًا برسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قثم بن العباس".
رواه الإمام أحمد (4).
2918 - عن عائشة قالت: "لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا
في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ما
نسيته قال: ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. ادفنوه
في موضع فراشه".
رواه ت (5)، وقال: حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يُضعَّف من
قبل حفظه. وقال: رواه ابن عباس عن أبي بكر.
2919 - عن هشام بن عامر قال: "جاءت الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يوم
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 520 - 521 رقم 1628).
(2) ترجمته في التهذيب (6/ 383 - 386).
(3) هي رواية ابن أبي مريم عن ابن معين، عند ابن عدي في الكامل (3/ 214).
2917 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 186 رقم 565).
(4) المسند (1/ 101).
(5) جامع الترمذي (3/ 338 رقم 1018).
(3/175)
أحد، فقالوا: أصابنا قرح وجهد فكيف تأمر؟
فقال: احفروا وأوسعوا وعمقوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر. قيل:
فأيهم يُقدم؟ قال: أكثرهم قرآنًا".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) -وهذا لفظه- س (3) ت (4)، وقال: حديث حسن صحيح.
وروى ق (5) بعضه: "احفروا وأوسعوا وأحسنوا" حسب.
وفي رواية الإمام أحمد والنسائي: "قتل أبي يوم أحد، فقال النبي - صلى الله
عليه وسلم -: احفروا وأوسعوا وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر،
وقدموا أكثرهم قرآنا. قال: فكان أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قرآنًا فقدم".
2920 - عن رجل من الأنصار قال: "خرجنا في جنازة، فجلس رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - على حفير القبر، فجعل يوصي الحافر ويقول: وسع من قبل الرأس،
وأوسع من قبل الرجلين، رب عذق له في الجنة".
رواه الإمام أحمد (6) د (7).
2921 - عن (أبي أمامة) (8) قال: "لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في القبر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ
تَارَةً أُخْرَى} (9) قال: ثم لا أدري قال: بسم الله وفي سبيل الله وعلى
ملة
__________
(1) المسند (4/ 19 - 20).
(2) سنن أبي داود (3/ 214 رقم 3215 - 3217).
(3) سنن النسائي (4/ 83 - 84 رقم 2017).
(4) جامع الترمذي (4/ 185 رقم 1713).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 497 رقم 1560).
(6) المسند (5/ 408).
(7) سنن أبي داود (3/ 244 رقم 3332).
(8) في "الأصل": أسامة. والمثبت من المسند.
(9) سورة طه، الآية: 55.
(3/176)
رسول الله، أم لا، فلما بني عليها لحدها
طفق يطرح إليهم الجَبوب (1)، ويقول: سدوا خلال اللبن، ثم قال: أما إن هذا
ليس بشيء ولكنه يطيب بنفس الحي".
رواه الإمام أحمد (2) من رواية عبيد الله بن زحر (3)، عن علي بن (يزيد) (4)
عن القاسم (5)، وثلاثتهم متكلم فيه.
2922 - عن عامر بن (سعد) (6) بن أبي وقاص: "أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه
الذي هلك فيه: (اتخذوا) (7) لي لحدًا وانصبوا عليّ اللبن نصبًا كما صنع
برسول الله - صلى الله عليه وسلم -". رواه م (8).
2923 - عن أنس قال: "لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
بالمدينة رجل يلحد والآخر يضرّح، فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيما
سبق تركناه. فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد، فلحدوا النبي - صلى الله عليه
وسلم -".
رواه الإمام أحمد (9)، ق (10)، وهذا لفظه.
2924 - عن عائشة قالت: "لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا
في اللحد والشق، حتى تكلموا في ذلك وارتفعت أصواتهم، فقال عمر: لا تصخبوا
-وفي
__________
(1) الجَبوب -بالفتح- الأرض الغليظة، وقيل هو المدر، واحدتها جبوبة.
النهاية (1/ 324).
(2) المسند (5/ 254).
(3) ترجمته في التهذيب (19/ 36 - 39).
(4) في "الأصل": زيد. والمثبت من المسند، وهو علي بن يزيد الألهاني، ترجمته
في التهذيب (21/ 178 - 182).
(5) ترجمته في التهذيب (23/ 383 - 391).
(6) في "الأصل": سعيد. والمثبت من صحيح مسلم.
(7) في صحيح مسلم: الحدوا.
(8) صحيح مسلم (2/ 665 رقم 966).
(9) المسند (3/ 139).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 496 رقم 1557).
(3/177)
رواية: لا تصيحوا- عند رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - حيًّا ولا ميتًا -أو كلمة نحوها- فأرسلوا إلى الشقاق
واللاحد جميعًا، فجاء اللاحد فلحد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه ق (1) من رواية عبد الرحمن بن أبي مليكة، وقد تقدم قول الترمذي فيه
(2).
2925 - عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كسر عظم
الميت ككسره حيًّا".
رواه د (3) ق (4).
2926 - عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كسر عظم الميت
ككسر عظم الحي في الإثم".
رواه ق (5).
2927 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللحد
لنا، والشق لغيرنا".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) ت (8) س (9) ق (10)، وقال الترمذي: حديث غريب
من هذا الوجه.
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 497 رقم 1558).
(2) تحت حديث رقم (2918).
(3) سنن أبي داود (3/ 212 رقم 3207).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 516 رقم 1616).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 516 رقم 1617).
(6) المسند (4/ 357، 359، 363).
(7) سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3208).
(8) جامع الترمذي (3/ 363 رقم 1045).
(9) سنن النسائي (4/ 80 رقم 2008).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 496 رقم 1554).
(3/178)
2928 - عن جرير بن عبد الله البجلي قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللحد لنا، والشق لغيرنا".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2) من رواية أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي
ضعفه غير واحد من الأئمة (3).
وفي رواية الإمام أحمد من روايته: "والشق لأهل الكتاب".
وقد رواه الإمام أحمد (4) أيضًا: "والشق لغيرنا"، من رواية أبي جناب يحيى
ابن أبي حية (5)، والحجاج بن أرطاة (6)، وكلاهما قد ضعف حديثه.
2929 - عن أبي إسحاق قال: "أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد،
فصلى عليه، ثم أدخله من قبل رجلي القبر، وقال: هذا من السنة".
رواه د (7) وسعيد بن منصور، وزاد: "ثم قال: انشطوا الثوب؛ فإنما يُصنع هذا
بالنساء".
2930 - عن عامر قال: "غسل النبي - صلى الله عليه وسلم - علي والفضل وأسامة
بن زيد، وأدخلوه قبره، وقال: وحدثني مرحب -أو ابن أبي مرحب- أنهم دخلوا
معهم عبد الرحمن بن عوف فلما فرغ علي قال: إنما يلي الرجل أهله" (8).
2931 - وعن الشعبي عن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر
__________
(1) المسند (4/ 362 - 363).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 496 رقم 1555).
(3) ترجمته في التهذيب (19/ 469 - 472).
(4) المسند (4/ 357 - 359، 358).
(5) ترجمته في التهذيب (31/ 284 - 290).
(6) ترجمته في التهذيب (5/ 420 - 428).
(7) سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3211).
(8) سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3209).
(3/179)
النبي - صلى الله عليه وسلم - كأني انظر
إليهم أربعة".
رواه د (1).
2932 - عن أنس قال: "شهدنا بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله -
صلى الله عليه وسلم - جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم
من أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. قال: فانزل في قبرها. (فنزل
في قبرها فقبرها) (2) ".
قال ابن المبارك: أراه يعني الذنب. (ليقترفوا) (3): ليكتسبوا.
رواه خ (4).
2932م- وعن أنس " (أن رقية) (5) لما ماتت قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: لا يدخل القبر رجل قارف الليلة أهله. فلم يدخل عثمان بن عفان
القبر".
رواه الإمام أحمد (6).
2933 - عن ابن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع الميت في
القبر قال: بسم الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وفي لفظ
لابن ماجه: "وفي سبيل الله". والترمذي: "بسم الله وباللَّه". وقالا جميعًا:
"وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه الإمام أحمد (7) د (8)، واللفظ المقدم له- ق (9) ت (10)، وقال: حديث
__________
(1) سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3210).
(2) من صحيح البخاري.
(3) سورة الأنعام، الآية: 113.
(4) صحيح البخاري (3/ 248 رقم 1342).
(5) في "الأصل": وفيه. والمثبت من المسند.
(6) المسند (3/ 229).
(7) المسند (2/ 59، 69، 127 - 128).
(8) سنن أبي داود (3/ 214 رقم 3213).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 494 - 495 رقم 1550).
(10) جامع الترمذي (3/ 364 رقم 1046).
(3/180)
حسن غريب.
2933م- ولابن ماجه (1) عن سعيد بن المسيب قال: "حضرت ابن عمر في جنازة،
فلما وضعها في اللحد قال: بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -. فلما أخذ في تسوية اللبن قال: اللهم أجرها من
الشيطان ومن عذاب القبر، اللَّهم جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها، ولقها
منك رضواناً. قلت: يا ابن عمر، أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -، أم قلته برأيك؟ قال: إني إذًا لقادر على القول، بل سمعته من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -".
هو من رواية حماد بن عبد الرحمن الكلبي، قال أبو حاتم الرازي (2): هو
مجهول، منكر الحديث.
2934 - وروى ابن ماجه (3) من رواية عطية عن أبي سعيد: "أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - أخذ من قبل القبلة واستقبل استقبالًا وعطية قد تُكلم فيه
(4).
2935 - وروى (5) أيضًا عن أبي رافع قال: "سل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - سعداً، ورش على قبره ماءً".
وهو من رواية (مندل) (6) بن علي؛ وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (7).
2936 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تبع
جنازة، فحمل من علوها، وحثا في قبرها، وقعد حتى يؤذن له، آب بقيراطين من
الأجر، كل قيراط
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 495 رقم 1553).
(2) الجرح والتعديل (3/ 143 رقم 628).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 495 رقم 1552).
(4) ترجمته في التهذيب (7/ 280 - 281).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 495 رقم 1551).
(6) في "الأصل": مندا. وهو تحريف، والمثبت من سنن ابن ماجه.
(7) ترجمته في التهذيب (28/ 493 - 499).
(3/181)
مثل أحد".
رواه الإمام أحمد (1).
2937 - (وروى ابن ماجه (2)) (3) عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثا قبل رأسه ثلاثًا".
2938 - عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: "الذي ألحد قبر رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - أبو طلحة، والذي ألقى القطيفة تحته شقران مولى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -، قال جعفر: وأخبر أن ابن أبي رافع قال: سمعت شقران يقول:
أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القبر".
رواه ت (4)، وقال: حديث حسن غريب.
2939 - عن ابن عباس قال: "جعل في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قطيفة
حمراء".
رواه م (5).
2940 - عن البراء بن عازب قال: "بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إذ بصر بجماعة، فقال: علام ما اجتمع عليه هؤلاء؟ قيل: على قبر
(يحفرون له) (6)، قال: ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبدر بين
يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر فحثا عليه، قال: فاستقبلته من بين
يديه لأنظر ما يصنع فبكى حتى بل الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا، قال: أي
إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا" (7).
__________
(1) المسند (2/ 320 - 321).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 499 رقم 1565).
(3) وضعها الناسخ قبل الحديث السابق، والصواب أن موضعها هنا، والله أعلم.
(4) جامع الترمذي (3/ 365 رقم 1047).
(5) صحيح مسلم (2/ 665 رقم 967).
(6) في المسند: يحفرونه.
(7) رواه ابن ماجه (2/ 1403 رقم 4195).
(3/182)
رواه الإمام أحمد (1) من رواية أبي رجاء
عبد الله بن واقد الهروي، قال ابن عدي (2): مظلم الحديث. وقد وثقه الإمام
أحمد (3) ويحيى بن معين (4)، وقال أبو زرعة الرازي (4): لم يكن به بأس.
2941 - عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي: "ألا أبعثك على ما بعثني
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرًا
مشرفًا إلا سويته".
وفي لفظ: "ولا صورة إلا طمستها". رواه م (5).
2942 - عن ثمامة بن شفي قال: "كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس (6)،
فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوي، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يأمر بتسويتها".
رواه م (7).
2943 - عن جابر قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُجصص
القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه".
رواه م (8)، وفي رواية لأبي داود (9) والترمذي (10): "وأن يكتب عليها"، زاد
__________
(1) المسند (4/ 294).
(2) الكامل (5/ 419).
(3) الجرح والتعديل (5/ 191 رقم 882).
(4) تاريخ الدارمي (75 رقم 170) والجرح والتعديل (5/ 191 رقم 882).
(5) صحيح مسلم (2/ 666 رقم 969).
(6) رودس: جزيرة مقابل الإسكندرية في البحر، وهي أول بلاد إفرنجة. معجم
البلدان (3/ 90).
(7) صحيح مسلم (2/ 666 رقم 968).
(8) صحيح مسلم (2/ 667 رقم 970).
(9) سنن أبي داود (3/ 216 رقم 3226).
(10) جامع الترمذي (3/ 368 رقم 1052).
(3/183)
الترمذي: "وأن توطأ"، وقال: حديث حسن صحيح.
وفي رواية أبي داود: "يكتب عليه، أو يزاد عليه".
وروى ابن ماجه (1): "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تقصيص القبور
(2)، وأن يكتب على القبر شيء، وأن يبنى على القبر".
2944 - عن سفيان التمار: "أنه رأى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -
مسنماً" (3).
رواه خ (4).
2945 - عن القاسم قال: "دخلت على عائشة فقلت: يا أُمَّهْ اكشفي لي عن قبر
النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور (لا) (5)
مشرفة ولا لاطية، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء".
رواه د (6).
2946 - عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلم قبر عثمان بن مظعون
بصخرة".
رواه ق (7).
2947 - عن المطلب قال: "لما مات عثمان بن مظعون أخرج (بجنازته) (8) فدفن،
أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله فقام
إليها رسول الله
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 498 رقم 1562، 1563).
(2) هو بناؤها بالقصة، وهي الجِص. النهاية (4/ 71).
(3) أي: مرتفعًا، وسنام كل شيء أعلاه. النهاية (2/ 409).
(4) صحيح البخاري (3/ 300) كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي - صلى
الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، بعد الحديث رقم (1390).
(5) من سنن أبي داود.
(6) سنن أبي داود (3/ 215 رقم 3220).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 498 رقم 1561).
(8) في "الأصل": بجنازة. والمثبت من سنن أبي داود.
(3/184)
- صلى الله عليه وسلم - وحسر عن ذراعيه
-قال المطلب: قال الذي يخبرني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
كأني انظر إلى بياض ذراعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حسر عنهما-
ثم حملها فوضعها عند رأسه، وقال: أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من
أهلي".
رواه د (1).
2948 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يجلس
أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر"
(2).
2949 - عن أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا
تجلسوا على (القبور) (3) ولا تصلوا إليها". رواه م (4).
2950 - عن عمرو بن حزم قال: "رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئًا
على قبر، فقال: لا تؤذ صاحب هذا القبر - (أو) (5) لا تؤذه"، وفي لفظ: "ولا
يؤذك".
رواه الإمام أحمد (6).
2951 - عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " (لأن
أمشي) (7) على جمر أو سيف أو أخصف نعلي أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم،
وما أبالي أوسط (القبور) (8) قضيت حاجتي أو وسط السوق".
__________
(1) سنن أبي داود (3/ 212 رقم 3206).
(2) صحيح مسلم (2/ 667 رقم 971).
(3) في "الأصل": القبر. والمثبت من صحيح مسلم.
(4) صحيح مسلم (2/ 668 رقم 972).
(5) في "الأصل": و.
(6) سقط هذا الحديث من مسند أحمد المطبوع، انظر إتحاف المهرة (12/ 465 رقم
15924) والله أعلم.
(7) في "الأصل": لأمشي. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(8) في "الأصل": القبر إذا قال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(3/185)
رواه ق (1).
2952 - عن بشير بن نهيك، عن بشير (مولى) (2) رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد، فهاجر إلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -، فقال: ما اسمك؟ فقال: زحم. فقال: بل أنت بشير- قال: بينما أنا
أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبر من المشركين، فقال: لقد
سبق هؤلاء خيراً كثيراً -ثلاثاً- ثم مر بقبور المسلمين فقال: أدرك هؤلاء
خيرًا كثيرًا. وحانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظرة؛ فإذا رجل
يمشي في القبور عليه نعلان، فقال: يا صاحب السبتيتين ويحك، ألق سبتيتيك،
فنظر الرجل فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخلعهما فرمى بهما".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -وهذا لفظه- س (5) ق (6).
2953 - عن سعيد بن عبد الله (الأزدي) (7) قال: "شهدت أبا أمامة وهو في
النزع، فقال: إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إذا مات
أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره، فليقم أحدكم على رأس قبره، ثم ليقل
يا فلان ابن فلانة؛ فإنه يسمعه فلا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة (فإنه
يستوي قاعدًا، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة. فإنه يقول: أرشدنا) (8) رحمك
الله. ولكن لا تسمعون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله
لا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت باللَّه
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 499 رقم 1566).
(2) في "الأصل": أن. والمثبت من سنن أبي داود.
(3) المسند (5/ 83، 84، 224).
(4) سنن أبي داود (3/ 217 رقم 3230).
(5) سنن النسائي (4/ 96 رقم 2047).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 499 - 500 رقم 1568).
(7) في المعجم الكبير: الأودي.
(8) من معجم الطبراني الكبير.
(3/186)
ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا،
وبالقرآن إمامًا، فإن منكرًا ونكيرًا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه، ويقول:
انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته. فيكون الله حجَّته (1) دونهما. فقال
رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه؟ قال: تنسبه إلى حواء".
رواه سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه الكبير (2) من رواية إسماعيل بن
عياش (3) وقد تُكلم فيه.
2954 - عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب و (حكيم) (4) بن عمير قالوا: "إذا سوي
على الميت قبره، وانصرف الناس عنه، كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره:
يا فلان قل: لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله -ثلاث مرات- قل: ربي
الله، وديني الإسلام، ونبى محمد - صلى الله عليه وسلم -. ثم ينصرف".
رواه سعيد بن منصور.
39 - باب الدفن بالليل
2955 - تقدم (5) في حديث جابر بن عبد الله: "زجر النبي - صلى الله عليه
وسلم - أن يقبر بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك".
رواه م (6).
__________
(1) كذا في "الأصل" وفي المعجم الكبير: "حجيجه".
(2) المعجم الكبير (8/ 298 - 299 رقم 7979).
(3) ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(4) في "الأصل": حكم. والمثبت هو الصواب، وهو حكيم بن عمير بن الأحوص أبو
الأحوص الشامي الحمصي، ترجمته في التهذيب (7/ 199 - 200) ووقع في منتقى
الأخبار (2/ 106 رقم 1918) على الصواب، والله أعلم.
(5) الحديث رقم (2805).
(6) صحيح مسلم (2/ 651 رقم 943).
(3/187)
2956 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - مر بقبر دفن ليلاً، فقال: متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال:
أفلا آذنتموني؟ قالوا: دفناه في ظلمة الليل؛ فكرهنا أن نوقظك. فقال: فصففنا
-قال ابن عباس: وأنا فيهم- فصلى عليه".
رواه خ (1).
2957 - عن عائشة قالت: "ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء".
قال محمد بن إسحاق: والمساحي: المرور.
رواه الإمام أحمد (2).
2958 - وروى خ (3) في حديث عن عائشة قالت: "دخلت على أبي بكر فقال: في كم
كفنتم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية؛ ليس
فيها قميص ولا عمامة، وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -؟ قالت: يوم الاثنين، قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين. قال:
أرجو فيما بيني وبين الليل" وفيه ذكر الكفن، وآخره: "فلم يتوف حتى أمسى من
ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح".
2959 - عن جابر بن عبد الله قال: "رأى ناس نارًا في المقبرة، فأتوها، فإذا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني
صاحبكم. فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر" (4).
2960 - عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل قبرًا
ليلاً، فأسرج له سراج
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 225 رقم 1321).
(2) المسند (6/ 62).
(3) صحيح البخاري (3/ 297 رقم 1387).
(4) رواه أبو داود (3/ 201 رقم 3164).
(3/188)
(فأخذه) (1) من قبل القبلة، وقال: رحمك
الله، إن كنت لأواهًا تلاءً للقرآن. وكبر عليه أربعًا".
رواه ت (2) وقال: حديث حسن.
40 - ذكر دفن الكفار
2961 - عن علي -رضي الله عنه- قال: "لما مات أبو طالب أتيت النبي - صلى
الله عليه وسلم -، فقلت: إن عمك الشيخ الضال قد مات. فقال: انطلق فراره،
ولا تحدثن شيئًا حتى تأتيني. قال: فانطلقت فواريته، فأمرني فاغتسلت، ثم دعا
لي بدعوات، ما أحب أن لي منهن ما عرض من شيء".
رواه الإمام أحمد (3) -وهذا لفظه- د (4) س (5)، وفي لفظ لأحمد (6) أيضًا:
"فدعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بها حمر النعم وسودها. قال: فكان علي إذا
غسل الميت اغتسل".
41 - باب النهي عن اتخاذ المساجد على القبور
2962 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي
لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. لولا
ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا".
__________
(1) في "الأصل": فأخذ. والمثبت من جامع الترمذي.
(2) جامع الترمذي (3/ 372 رقم 1057).
2961 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 362 - 364 رقم 745 - 747).
(3) المسند (1/ 113).
(4) سنن أبي داود (3/ 214 رقم 3214).
(5) سنن النسائي (1/ 110 رقم 190).
(6) المسند (1/ 103).
(3/189)
رواه خ (1) م (2).
2963 - وعن عائشة قالت: "لما اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر بعض
نسائه (كنيسة) (3) رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية -وكانت أم سلمة وأم
حبيبة أتتا أرض الحبشة- فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فقال: أولئك إذا مات
منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك
شرار الخلق عند الله".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5).
2964 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قاتل
الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
رواه خ (6) م (7).
2965 - عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: "لما (نُزل) (8) برسول الله - صلى
الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن
وجهه، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم
مساجد. يحذرهم ما صنعوا". رواه خ (9) م (10).
2966 - وعن ابن عباس قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرات
القبور والمتخذين
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 238 رقم 1330).
(2) صحيح مسلم (1/ 376 رقم 529).
(3) تكررت في "الأصل".
(4) صحيح البخاري (3/ 247 رقم 1341).
(5) صحيح مسلم (1/ 375 رقم 528).
(6) صحيح البخاري (1/ 634 رقم 437).
(7) صحيح مسلم (1/ 376 رقم 530).
(8) من صحيح مسلم.
(9) صحيح البخاري (3/ 300 رقم 1390).
(10) صحيح مسلم (1/ 377 رقم 531).
(3/190)
(عليها) (1) المساجد والسرج".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) ت (4) س (5).
2967 - عن زيد بن ثابت: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لعن
الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
رواه الإمام أحمد (6).
42 - باب القعود والموعظة عند القبر وذكر
المسألة في القبر
2968 - عن علي -رضي اللَّة عنه- قال: "كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا
النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فجعل ينكت
(بمخصرته) (7)، ثم قال: ما منكم من أحد من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من
الجنة والنار، إلا وقد كتب شقية أو سعيدة. فقال رجل: يا رسول الله، أفلا
نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل
أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟
(قال: أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون
لعمل الشقاوة) (8) ثم قرأ:
__________
(1) من سنن أبي داود.
(2) المسند (1/ 229، 287، 324، 337).
(3) سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3236).
(4) جامع الترمذي (2/ 136 رقم 320) وقال الترمذي: حديث حسن.
(5) سنن النسائي (4/ 95 رقم 2042).
(6) المسند (5/ 184).
(7) في "الأصل": بمخصرة. والمثبت من صحيح البخاري.
(8) من صحيح البخاري.
(3/191)
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ... } (1) الآية".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- م (3).
2969 - عن أبي هريرة قال: "إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها،
فذكر من ريح طيبها وذكر المسك، قال: فيقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من
قبل الأرض، صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه، فتنطلق به إلى ربه -عز
وجل- ثم تقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل، قال: وإن الكافر إذا خرجت روحه،
وذكر من نتنها وذكر لعن، فيقول أهل السماء: روح خبيثة جاءت من قبل الأرض،
قال: فيقال: انطلقوا بها إلى آخر الآجل. قال أبو هريرة: فرد رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ريطة كانت عليه على أنفه هكذا".
رواه م (4).
2970 - عن زاذان عن البراء بن عازب قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - إلى جنازة، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القبر،
وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير، وهو يلحد له، فقال: أعوذ باللَّه من
عذاب القبر- ثلاث مرات- ثم قال: إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة،
وانقطاع من الدنيا، نزلت (إليه) (5) الملائكة كان على وجوههم الشمس مع كل
واحد منهم كفن وحنوط فيجلسون منه مد بصره، حتى إذا خرج روحه صلى عليه كل
ملك بين السماء والأرض وكل (ملك) (6) في السماء وفتحت أبواب السماء، ليس من
أهل باب إلا وهم
__________
(1) سورة الليل، الآيتان: 5، 6.
(2) صحيح البخاري (3/ 267 رقم 1362).
(3) صحيح مسلم (4/ 2039 رقم 2647).
(4) صحيح مسلم (4/ 2202 رقم 2872).
(5) في "الأصل": إليهم. والمثبت من المسند.
(6) من المسند.
(3/192)
يدعون الله أن (يعرج) (1) بروحه من قبلهم،
فإذا عرجوا بروحه قالوا: رب، عبدك فلان، فيقول: أرجعوه، فإني عهدت إليهم أن
منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال: فإنه يسمع خفق نعال
أصحابه إذا ولوا عنه، فيأتيه آت فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيقول:
ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فينتهره،
فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن،- فذلك حين
يقول الله -عز وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ
الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (2)، فيقول: ربي
الله، وديني الإسلام، ونبي محمد - صلى الله عليه وسلم -. فيقول له: صدقت.
ثم يأتيه آت حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، فيقول له: أبشر بكرامة من
الله ونعيم مقيم. فيقول: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟ فيقول: أنا عملك
الصالح، كنت والله سريعًا في طاعة الله، بطيئًا عن معصية الله، فجزاك الله
خيرًا، ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار، فيقال: هذا كان منزلك لو
عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام
الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي. فيقال له: اسكن. وإن الكافر إذا كان في
انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزلت عليه ملائكة غلاظ شداد، فينزعوا
روحه كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل، وتنزع نفسه مع العروق،
يلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء،
ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا تعرج روحه من قبلهم، فإذا عرج
روحه قالوا: رب، فلان عبدك. قال: أرجعوه، فإني عهدت إليهم أن منها خلقتهم
وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا
ولوا، قال: فيأتيه آت فيقول: ما دينك؟ من ربك؟ من نبيك؟ فيقول له: لا أدري.
فيقول: لا دريت ولا تلوت. فيأتيه آت
__________
(1) في "الأصل": يخرج. والمثبت من المسند.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(3/193)
قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح،
فيقول: أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم. فيقول: فأنت بشرك الله بالشر، من
أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، كنت بطيئاً عن طاعة الله، سريعاً في معصية
الله، فجزاك الله شرًّا، ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة، لو ضرب
بها جبل كان ترابًا، فيضربه ضربة، فيصير ترابًا، ثم يعيده الله -عز وجل-
كما كان، ثم يضربه ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين. قال
البراء بن عازب: ثم يفتح له باب من النار، ويمهد من فرش النار".
رواه الإمام أحمد (1).
2970م- ورواه (2) من طريق آخر، وفيه: "حتى (يجلسوا) (3) منه (مد) (4)
البصر، ثم يجيء ملك الموت -عليه السلام- حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها
النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. قال: فتخرج تسيل كما تسيل
القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم (يدعوها) (5) في يده طرفة عين
حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة
مسك وُجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها، فلا يمرون -يعني بها- على ملأ
من الملائكة، إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان ابن فلان.
بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، فينتهوا بها إلى السماء
الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء
التي تليها. حتى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله -عز وجل-: اكتبوا
كتاب عبدي في عليين،
__________
(1) المسند (4/ 295 - 296).
(2) المسند (4/ 287 - 288).
(3) في "الأصل": يخلوا. والمثبت من المسند.
(4) من المسند.
(5) في "الأصل": يدعها. والمثبت من المسند.
(3/194)
وأعيدوه إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم وفيها
أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان
فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟
فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو
رسول الله. فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت.
فينادى أن صدق عبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا
إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، قال:
ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا
وعدك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت، فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول:
أنا عملك الصالح، فيقول: يا رب أقم الساعة، رب أقم الساعة؛ حتى أرجع إلى
أهلي ومالي. قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من
الآخرة؛ نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه (معهم) (1) المسوح، فيجلسون
منه مد البصر، ثم يجيء ملك (الموت) (1) حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها
النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط (من) (1) الله وغضب. قال: فتفرق في جسده،
فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها
في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة
وجدت على وجه الأرض، ويصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا
قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقول: فلان ابن فلان. بأقبح أسمائه التي كان
يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح
له، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ
الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (2)، فيقول الله -عز وجل-: اكتبوا كتابه
في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحًا، ثم قرأ: (وَمَن
__________
(1) من المسند.
(2) سورة الأعراف، الآية: 40.
(3/195)
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَاَنَّمَا خَرَّ
مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي
مَكَانٍ سَحِيقٍ) (1) فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان
له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه
لا أدري. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري.
فينادي منادٍ من السماء: أن كذب؛ فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى
النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه،
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك،
هذا وعدك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا
عملك الخبيث. فيقول: يا رب لا تقم الساعة".
رواه د (2) بطوله بنحوه (3) س (4) ق (5) أوله، ورواه (أبو) (6) عوانة يعقوب
بن إسحاق الإسفراييني في صحيحه (7) نحوه، وعنده: عن أبي عمر زاذان الكندي،
قال: سمعت البراء بن عازب.
ورواه أبو عبد الله بن منده في كتاب "الإيمان" (8) بطوله، وقال: هذا متصل
الإسناد متصل مشهور، رواه جماعة عن البراء (9).
__________
(1) سورة الحج، الآية: 31.
(2) سنن أبي داود (4/ 239 رقم 4753، 4754).
(3) زاد بعدها في "الأصل": يقول.
(4) سنن النسائي (4/ 78 رقم 2000).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 494 رقم 1548، 1549).
(6) في "الأصل": ابن. وهو تحريف.
(7) لم أجده في صحيح أبي عوانة المطبوع، وهو في إتحاف المهرة (2/ 459 رقم
2063).
(8) كتاب الإيمان (2/ 962 - 965 رقم 1064).
(9) زاد ابن منده: وكذلك رواه عدة عن الأعمش وعن المنهال بن عمرو، والمنهال
أخرج عند البخاري ما تفرد به، وزاذان أخرج عن مسلم، وهو ثابت على رسم
الجماعة، وروي هذا الحديث عن جابر وأبي هريرة وأبي سعيد وأنس بن مالك
وعائشة -رضي الله عنهم.
(3/196)
وقيل: إن زاذان لم يسمع من البراء، وفي
رواية الإسفراييني: قال: سمعت البراء" واللَّه أعلم بالصواب.
2971 - عن البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " (إذا
أُقعد) (1) المؤمن في قبره أتي ثم (2) شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً
رسول الله فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ
الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (3) ".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5) ولفظه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (3) قال:
"نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبي محمد. فذلك
قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (3).
2972 - عن أنس بن مالك قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن
العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه؛ إنه ليسمع قرع نعالهم إذا
انصرفوا، قال: يأتيه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا
الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له:
انظر مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة. قال نبي الله - صلى
الله عليه وسلم -: فيراهما جميعًا".
قال قتادة: وذُكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويُملأ عليه خضرًا
إلى يوم يبعثون".
رواه خ (6) م (7) -واللفظ له- وعند البخاري: "قال قتادة: وذكر لنا (أنه)
(8)
__________
(1) في "الأصل": قعد. والمثبت من صحيح البخاري.
(2) زاد بعدها في "الأصل": لم.
(3) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(4) صحيح البخاري (3/ 274 رقم 1369).
(5) صحيح مسلم (4/ 2301 رقم 2871).
(6) صحيح البخاري (3/ 275 رقم 1374).
(7) صحيح مسلم (4/ 2200 رقم 2870).
(8) من صحيح البخاري.
(3/197)
يفسح له في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس:
وأما المنافق -أو الكافر- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيه.
فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح
صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين".
2973 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا قبر
الميت -أو قال: أحدكم -أتاه ملكان أسودان أزرقان- يقال لأحدهما: المنكر،
والآخر: النكير- فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول،
هو: عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم (يفسح) (1) له في قبره (سبعون) (2)
ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي
فأخبرهم. فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى
يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: سمعت الناس يقولون فقلت
مثله، لا أدري. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، التئمي عليه. فتلتئم
عليه فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".
رواه ت (3)، وقال: حديث حسن غريب.
2974 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أحدكم إذا
مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة،
وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم
القيامة".
رواه خ (4) م (5).
__________
(1) في "الأصل": يفتح. والمثبت من جامع الترمذي.
(2) في "الأصل": سبعين. والمثبت من جامع الترمذي.
(3) جامع الترمذي (3/ 383 رقم 1071).
(4) صحيح البخاري (3/ 286 رقم 1379).
(5) صحيح مسلم (4/ 2199 رقم 2866).
(3/198)
2975 - عن جابر قال: قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: "إذا رأى ما فسح له في قبره فيقول: دعوني أبشر أهلي.
فيقال له: اسكن".
رواه الإمام أحمد (1).
2976 - عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما
نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله -عز وجل- في جسده يوم
القيامة " (2).
وفي لفظ (3): "إنما نسمة المؤمن".
رواه الإمام أحمد -وهذا لفظه- ت (4) س (5) ق (6)، وقال الترمذي: حديث حسن
صحيح.
43 - باب ذكر الأنبياء عليهم السلام في قبورهم
2977 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مررت
على موسى ليلة أسري يى عند الكثيب (7) الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره".
رواه م (8).
2978 - أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي، أن الحسين بن عبد الملك
الأديب أخبرهم، أبنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه- أبنا أبو بكر محمد بن
__________
(1) المسند (3/ 331).
(2) المسند (3/ 455).
(3) المسند (3/ 455، 460).
(4) جامع الترمذي (4/ 151 رقم 1641).
(5) سنن النسائي (4/ 108 رقم 2072).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 466 رقم 1449، 2/ 1428 رقم 4271).
(7) الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب. النهاية (4/ 152).
(8) صحيح مسلم (4/ 1845 رقم 2375).
(3/199)
إبراهيم بن المقرئ، أبنا أبو يعلى أحمد بن
علي الموصلي (1)، ثنا أبو الجهم الأزرق ابن علي، ثنا يحيى بن أبي بكر، ثنا
(المستلم) (2) بن سعيد، عن الحجاج، عن ثابت البناني، عن أنس قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".
شاهده حديث أنس الذي تقدم.
2979 - عن عثمان -هو ابن عفان -رضي الله عنه- قال: "كان النبي - صلى الله
عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا
له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل".
رواه د (3).
44 - باب في عذاب القبر والتعوذ منه
2980 - عن أبي أيوب قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما غربت
الشمس فسمع صوتًا، فقال: يهود تعذب في قبورها".
رواه خ (4) م (5).
2981 - عن زيد بن ثابت قال: "بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط
لبني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به وكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة
-أو خمسة، أو
__________
(1) مسند أبي يعلى (6/ 147 رقم 3425).
(2) في "الأصل": المسلم. والمثبت من مسند أبي يعلى، وهو مستلم بن سعيد
الثقفي الواسطي، ترجمته في التهذيب (27/ 429 - 432).
2979 - خرجه الضياء في المختارة (1/ 523 رقم 388).
(3) سنن أبي داود (3/ 215 رقم 3221).
(4) صحيح البخاري (3/ 284 رقم 1375).
(5) صحيح مسلم (4/ 2200 رقم 2869).
(3/200)
أربعة- فقال: من يعرف أصحاب هذا الأقبر؟
فقال رجل: أنا. قال: متى مات هؤلاء؟ قال: قالوا: في الإشراك، فقال: إن هذه
الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن (لا) (1) تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من
عذاب القبر الذي أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب
النار. فقالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. قال: تعوذوا باللَّه من عذاب
القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما
ظهر منها وما بطن. فقالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال:
تعوذوا بالله من فتنة الدجال. (قالوا) (2): نعوذ بالله من فتنة الدجال".
رواه م (3).
2982 - عن عائشة: "أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها:
أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عن عذاب القبر؟ قال: نعم عذاب القبر (4). قالت عائشة: فما رأيت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر، وقال: عذاب
القبر حق".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- م (6)، وفي لفظ (7): "إنهم يعذبون عذابًا تسمعه
البهائم كلها".
2983 - عن أم خالد بنت خالد قالت: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -
يتعوذ من عذاب
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح مسلم.
(3) صحيح مسلم (4/ 6199 رقم 2867).
(4) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/ 279): كذا للأكثر، زاد الحموي
والمستملي: "حق" وليس بجيد.
(5) صحيح البخاري (3/ 274 رقم 1372).
(6) صحيح مسلم (1/ 411 رقم 586).
(7) صحيح البخاري (11/ 178 رقم 6366).
(3/201)
القبر". رواه خ (1).
45 - باب ضمة القبر
2984 - عن (ابن) (2) عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " هذا
الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من
الملائكة؛ لقد ضُم ضمة ثم فرج عنه".
رواه س (3).
46 - باب كراهية الذبح عند القبور وأن يصنعوا لهم طعامًا
2985 - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عقر في
الإسلام".
رواه الإمام أحمد (4) -في حديث هذا منه- د (5) ت (6) -لفظه من الحديث-، وهي
في الحديث الذي هذا لفظ منه -وقال: حديث حسن صحيح غريب- وابن حبان البستي
(7).
وفي رواية أبي داود: قال عبد الرزاق: كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة.
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 284 رقم 1376).
(2) من سنن النسائي.
(3) سنن النسائي (4/ 100 - 101 رقم 2054).
2985 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 165 - 167 رقم 1786 - 1787) مطولاً.
(4) المسند (3/ 197).
(5) سنن أبي داود (3/ 216 رقم 3222).
(6) جامع الترمذي (4/ 131 رقم 1601) بلفظ: "من انتهب فليس منا".
(7) موارد الظمآن (1/ 323 رقم 738).
(3/202)
2986 - عن جرير بن عبد الله قال: "كنا نعد
الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2)، ولم يقل: "بعد دفنه".
47 - الأمر بصنعة الطعام لأهل الميت
2987 - عن عبد الله بن جعفر قال: "لما نُعي جعفر حين قُتل، قال النبي - صلى
الله عليه وسلم -: اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلهم".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ت (5) ق (6).
2988 - عن أسماء بنت عميس قالت: "لما أصيب جعفر رجع رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - إلى أهله، فقال: إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم فاصنعوا لهم
طعاماً".
رواه الإمام أحمد (7) ق (8)، وهذا لفظه.
48 - باب كراهية النعي
2989 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"إياكم والنعي؛ فإن النعي من عمل الجاهلية. قال عبد الله: والنعي أذان
بالميت".
__________
(1) المسند (2/ 204).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 514 رقم 1612).
2987 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 166 - 167 رقم 141 - 143).
(3) المسند (1/ 205).
(4) سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3132).
(5) جامع الترمذي (3/ 323 رقم 998) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 514 رقم 1610).
(7) المسند (6/ 370).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 514 رقم 1611).
(3/203)
رواه ت (1)، وقال: حديث غريب.
2990 - عن حذيفة قال: إذا مت (فلا) (2) تؤذنوا بي أحدًا؛ إني أخاف أن يكون
نعيًا، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) ينهى عن النعي".
رواه الإمام أحمد (4) ق (5) ت (6) -وهذا لفظه- وعند ابن ماجه: "كان حذيفة
إذا مات له الميت قال: لا تؤذنوا به أحداً؛ إني أخاف أن يكون نعياً، إني
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذني هاتين ينهى عن النعي".
قال الترمذي: حديث حسن (7). ورواه الإمام أحمد (8) أيضًا كرواية ابن ماجه
ولم يقل: "بأذني هاتين".
49 - باب في الصدقة على الميت
2991 - عن عائشة: "أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن أمي
افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال:
نعم".
رواه خ (9) م (10).
__________
(1) جامع الترمذي (3/ 312 رقم 984).
(2) تكررت في "الأصل".
(3) زاد بعدها في "الأصل": يقول. وليست هذه الزيادة في جامع الترمذي.
(4) المسند (5/ 385).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 474 رقم 1476).
(6) جامع الترمذي (3/ 313 رقم 986).
(7) كذا في تحفة الأشراف (3/ 22 رقم 3303) وتحفة الأحوذي (4/ 59 رقم 989)
وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 207): حسن صحيح.
(8) المسند (5/ 406).
(9) صحيح البخاري (5/ 457 رقم 2760).
(10) صحيح مسلم (2/ 696 رقم 1004).
(3/204)
2992 - عن ابن عباس: "أن رجلاً قال للنبي -
صلى الله عليه وسلم -: إن أمي توفيت أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم.
قال: فإن لي مخرفاً (1) فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها".
رواه خ (2)، وفي لفظ (3): "أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها، فأتى
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب
فهل ينفعها شيء إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف
صدقة عنها".
2993 - عن أبي هريرة: "أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أبي
مات وترك مالاً ولم يوص، فهل يكفر عنه إن تصدقت عليه؟ قال: نعم".
رواه م (4).
2994 - عن سعد بن عبادة أنه قال: "يا رسول الله إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة
أفضل؟ (قال) (5): الماء. فحفر بئرًا، وقال: هذه لأم سعد".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) -وهذا لفظه- س (8)، وروى ق (9) منه: "قلت: يا
رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء".
2995 - عن عبد الله بن عمرو: " (أن) (10) العاص بن وائل نذر من الجاهلية أن
__________
(1) أي: بستانًا من نخل. النهاية (2/ 24).
(2) صحيح البخاري (5/ 465 رقم 2770).
(3) صحيح البخاري (5/ 453 رقم 2756).
(4) صحيح مسلم (3/ 1254 رقم 1630).
(5) تكررت في "الأصل".
(6) المسند (5/ 284، 6/ 7).
(7) سنن أبي داود (2/ 130 رقم 1681).
(8) سنن النسائي (6/ 254 رقم 3666).
(9) سنن ابن ماجه (2/ 1214 رقم 3684).
(10) في "الأصل": به. والمثبت من المسند.
(3/205)
ينحر مائة بدنة، وأن هشام بن العاص نحر
حصته خمسين، وأن عمرًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فقال:
أمَّا أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك".
رواه الإمام أحمد (1).
50 - باب ما يلحق الميت بعد موته
2996 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مات
الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو
ولد صالح يدعو له".
أخرجه م (2).
2997 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن مما
يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علمه -أو (3) نشره- أو ولدًا
صالحًا تركه، أو مصحفًا ورثه، أو مسجداً بناه، أو بينًا لابن السبيل بناه،
أو نهرًا أكراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته"
(4).
رواه ق (5).
51 - باب فضل الاسترجاع عند المصيبة
2998 - عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة -يقول: إنا لله وإنا
إليه راجعون اللهم أجرني في
__________
(1) المسند (2/ 181 - 182).
(2) صحيح مسلم (3/ 1255 رقم 1631).
(3) في سنن ابن ماجه: "و".
(4) صححه ابن خزيمة (4/ 121 رقم 2490).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 88 رقم 242).
(3/206)
مصيبتي وأخلف لي خيراً منها (إلا أجره الله
في مصيبته، وأخلف له خيراً منها) (1)، قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما
أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخلف الله لي خيرًا منه رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -".
رواه م (2).
2999 - عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقول الله -عز
وجل-: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابًا دون
الجنة".
رواه ق (3) من رواية إسماعيل بن عياش (4) والقاسم بن عبد الرحمن (5)،
وكلاهما قد تُكلم فيه.
3000 - عن فاطمة ابنة الحسين عن أبيها قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعًا وإن تقادم عهدها كتب الله له
من الأجر مثلها يوم أصيب".
رواه الإمام أحمد (6) ق (7).
3001 - عن أنس بن مالك قال: "مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي
عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري. قالت: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي.
ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتت باب النبي -
صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك. فقال: إنما
الصبر عند الصدمة الأولى".
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح مسلم (2/ 163 رقم 918).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 509 رقم 1597).
(4) ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(5) ترجمته في التهذيب (23/ 383 - 391).
(6) المسند (1/ 201).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 510 رقم 1600).
(3/207)
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظ البخاري.
3002 - عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أيها الناس
أيما أحد من الناس -أو من المؤمنين- أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته (بي) (3)
عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد
عليه من مصيبتي".
رواه ق (4)، من رواية موسى بن عبيدة (5)، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة.
3003 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما توفي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وجاءت التعزية، سمعوا قائلاً يقول: إن في الله عزاءً من كل
مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل ما فات، فبالله فثقوا وإياه
فارجوا؛ فإن المصاب من حرم الثواب".
رواه الإمام الشافعي (6).
52 - باب فيمن مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة
3004 - عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه
الله فتنة القبر".
رواه الإمام أحمد (7) ت (8)، وقال: حديث غريب؛ ليس إسناده بمتصل،
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 177 رقم 1283).
(2) صحيح مسلم (2/ 637 رقم 626).
(3) من سنن ابن ماجه.
(4) سنن ابن ماجه (1/ 510 رقم 1599).
(5) ترجمته في التهذيب (29/ 104 - 114).
(6) مسند الشافعي (ص 361).
(7) المسند (2/ 169).
(8) جامع الترمذي (3/ 386 رقم 1074).
(3/208)
ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الله
الحبلي عن عبد الله بن عمرو، لا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن
عَمْرو.
ورواه الإمام أحمد (1) في (2) فتنة القبر من رواية أبي قبيل المصري قال:
سمعت عبد الله بن عمرو.
53 - باب أجر من عزى مصابًا
3005 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من عزى مصابًا فله مثل أجره".
رواه ق (3) ت (4)، وقال: حديث غريب.
3006 - عن عمرو بن حزم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما من
مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله -عز وجل- من حلل الكرامة يوم
القيامة".
رواه ق (5).
3007 - عن (أبي) (6) برزة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من
عزى ثكلى (7) كسي بردًا في الجنة".
رواه ت (8)، وقال: حديث غريب، وليس إسناده بالقوي.
__________
(1) المسند (2/ 176، 220).
(2) كذا في "الأصل" ولعلها: "وفي".
(3) سنن ابن ماجه (1/ 511 رقم 1602).
(4) جامع الترمذي (3/ 385 رقم 1073).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 511 رقم 1601).
(6) من جامع الترمذي.
(7) الثُّكل: فقد الولد، وامرأة ثاكل وثكلى، ورجل ثاكل وثكلان. النهاية (1/
217).
(8) جامع الترمذي (3/ 387 - 388 رقم 1076).
(3/209)
54 - باب ذكر البكاء
3008 - عن ابن عمر قال: "اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي - صلى
الله عليه وسلم - يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله
بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غاشيةٍ (1)، فقال: قد قضى؟ قالوا: لا يا
رسول الله، فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى القوم بكاء رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - بكوا، فقال: ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع
العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- م (3)، وعنده: "وجده في غشيته، فقال: أقد قضى؟ ".
3009 - عن أسامة بن زيد قال: "كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسلت
إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها -أو ابنًا لها- في الموت، فقال
للرسول: ارجع إليها فأخبرها أن اللَّه -عز وجل- ما أخذ، وله ما أعطى، وكل
شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب. فعاد الرسول فقال: إنها قد
أقسمت لتأتينها، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام معه سعد بن عبادة
ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرُفع إليه الصبي ونفسه تقعقع (4) كأنها في
شنة ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذه يا رسول الله؟ فقال: هذه رحمة جعلها
الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عبادة الرحماء".
__________
(1) في الصحيح المطبوع: "غاشية أهله" قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/
209): وسقط لفظ "أهله" من أكثر الروايات.
(2) صحيح البخاري (3/ 209 رقم 1304).
(3) صحيح مسلم (2/ 636 رقم 924).
(4) أي: تضطرب وتتحرك، أراد كلما صار إلى حالٍ لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى
تقربه من الموت. النهاية (4/ 88).
(3/210)
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.
3010 - عن جابر بن عبد الله قال: "لما قُتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه
وينهوني، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تبكين أو لا تبكين ما زالت
الملائكة تظله بأجنحتها حتى رقم فعتموه".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- م (4)، وعنده: فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي،
وجعلوا ينهوني، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني".
3011 - عن أنس بن مالك قال: "شهدنا بنتًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم
-، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على القبر. قال: فرأيت
عينيه تدمع فقال: هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ قال أبو طلحة: أنا. قال:
فانزل. فنزل في قبرها".
رواه خ (5).
3012 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ولد لي
الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ... " فذكر الحديث، قال أنس: "لقد
رأيته يكيد بنفسه (6) بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدمعت
عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: تدمع العين، ويحزن القلب،
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا بك يا إبراهيم لمحزونون".
رواه م (7) بهذا اللفظ.
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 180 رقم 1284).
(2) صحيح مسلم (2/ 635 رقم 923).
(3) صحيح البخاري (3/ 194 رقم 1293).
(4) صحيح مسلم (4/ 1917 - 1918 رقم 2471).
(5) صحيح البخاري (3/ 180 رقم 1285).
(6) أي: يجود بها، يريد النزع. النهاية (4/ 216).
(7) صحيح مسلم (7/ 1804 - 1808 رقم 2315).
(3/211)
وعند البخاري (1): "ثم دخلنا عليه بعد ذلك
وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان،
فقال له عبد الرحمن: وأنت يا رسول الله! فقال: (يا ابن عوف: إنها رحمة. ثم
أتبعها بأخرى، فقال - صلى الله عليه وسلم -:) (2) إن العين تدمع، والقلب
يحزن وإنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
3013 - عن جابر بن عبد الله قال: "أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد
عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فأخذه
النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه في حجره، فبكى، فقال له عبد الرحمن:
أتبكي، أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين: صوت
عند مصيبة، خمش وجوه، وشق جيوب، ورنة الشيطان".
رواه ت (3)، وقال: حديث حسن.
3014 - عن أنس بن مالك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخذ الراية زيد
فأصيب، فم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب -وإن عيني
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتذرفان- ثم أخذها خالد بن الوليد من غير
إمرة ففتح له".
رواه خ (4).
3015 - عن أسماء بنت يزيد قالت: "لما توفي ابن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إبراهيم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال (له) (5) المعزي
-إما أبو بكر، وإما عمر-: أنت أحق من عظم لله حقه. قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 602 رقم 3013).
(2) حدث في هذه العبارة تقدم وتأخير وسقط في "الأصل" والمثبت من صحيح
البخاري.
(3) جامع الترمذي (3/ 328 رقم 1005) وقال الترمذي: وفي الحديث كلام أكثر من
هذا.
(4) صحيح البخاري (3/ 139 - 140 رقم 1246).
(5) في "الأصل": أن. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(3/212)
ما يسخط الرب، ولولا أنه وعد صادق، وموعود
جامع، وأن الآخر تابع الأول؛ لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا، وإنا
بك لمحزونون".
رواه ق (1).
3016 - عن ابن عباس قال: "ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فبكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- بيده، وقال: مهلًا يا عمر. ثم قال: إياكن ونعيق الشيطان. ثم قال: إنه
مهما كان من العين والقلب فمن الله -عز وجل- ومن الرحمة، وما كان من اليد
واللسان فمن الشيطان".
رواه الإمام أحمد (2).
3017 - وروى (3) عن عائشة: "أن سعد بن معاذ لما مات حضره رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، قالت: فوالذي نفسي بيده (إني) (4) لأعرف
بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي".
3018 - عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بنساء عبد
الأشهل تبكي هلكاهن يوم أحد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: لكن حمزة لا
بواكي له. فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة، فاستيقظ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال: ويحهن ما انقلبن بعد! مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على
هالك بعد اليوم".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6)، وهذا لفظه.
3019 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في جنازة
فرأى عمر امرأة
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 506 رقم 1589).
(2) المسند (1/ 237 - 238).
(3) المسند (6/ 142).
(4) من المسند.
(5) المسند (2/ 40، 84، 92).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 507 رقم 1591).
(3/213)
فصاح بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم
-: دعها يا عمر؛ فإن العين دامعة، والنفس ذاهبة، والعهد قريب" (1).
رواه ق (2).
3020 - عن جابر بن عتيك: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود
عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب، فصاح بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فلم يجبه، فاسترجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: غلبنا عليك يا
أبا الربيع. فصاح النسوة يبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: دعهن، فإذا وجب لا تبكين باكية. قالوا: وما الوجوب
يا رسول الله؟ قال: الموت".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -وهذا لفظه- س (5) ق (6).
55 - باب النهي عن النياحة وضرب الخدود وشق
الجيوب ونحو ذلك
3021 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: "أليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".
رواه خ (7) م (8).
__________
(1) رواه النسائي (4/ 19 رقم 1858).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 505 رقم 1587).
(3) المسند (5/ 446).
(4) سنن أبي داود (3/ 188 رقم 3111).
(5) سنن النسائي (4/ 13 - 14 رقم 1845).
(6) سنن ابن ماجه (2/ 937 رقم 2803) وليس فيه هذا اللفظ.
(7) صحيح البخاري (3/ 195 رقم 1294).
(8) صحيح مسلم (1/ 99 رقم 103).
(3/214)
3022 - عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: "وجع
أبو موسى وجعًا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله (1)، فلم يستطع أن
يرد (عليها) (2) شيئاً، فلما أفاق قال: إني بريء ممن برئ منه محمد - صلى
الله عليه وسلم -، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئ من الصالقة (3)
والحالقة والشاقة".
رواه خ (4) م (5) عن الحكم بن موسي، إلا أن البخاري لم يذكر أنه حدثه به
قال: وقال الحكم بن موسى. فهو عنده معلق.
3023 - عن أم عطية قالت: "أخذ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند
الييعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء،
وابنة أبي سبرة -امرأة معاذ- وامرأتان -أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ،
وامرأة أخرى".
رواه خ (6) -وهذا لفظه- م (7).
3024 - عن أبي مالك الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربع في
أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب،
والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام
يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب". رواه م (8).
__________
(1) زاد مسلم: "فصاحت".
(2) في "الأصل": عليه. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) الصَّلْق: الصوت الشديد، يريد رفعه في المصائب وعند الفجيعة بالموت،
ويدخل فيه النوح، ويقال بالسين. النهاية (3/ 48).
(4) صحيح البخاري (3/ 197 رقم 1296).
(5) صحيح مسلم (1/ 100 رقم 104).
(6) صحيح البخاري (3/ 210 رقم 1306).
(7) صحيح مسلم (5/ 642 رقم 936).
(8) صحيح مسلم (2/ 644 رقم 934).
(3/215)
3025 - عن عائشة قالت: "لما جاء رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قَتْلُ زيد بن حارثة وجعفر ابن أبي طالب وعبد الله
بن رواحة، جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف فيه الحزن، قالت:
وأنا انظر إليه من صائر الباب (1) -شق الباب- فأتاه رجل فقال: يا رسول الله
إن نساء جعفر -وذكر بكاءهن، فأمره أن يذهب فينهاهن- فذهب فأتاه، فذكر أنهن
لم يطعنه، فأمره الثانية أن ينهاهن، فذهب ثم أتاه فقال: والله لقد غلبتنا
يا رسول الله، فزعمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اذهب فاحث
في أفواههن التراب، قالت عائشة: أرغم الله أنفك، والله ما تفعل ما أمرك
رسول الله، وما تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العناء".
ورواه خ (2) م (3)، بهذا اللفظ.
3026 - عن عبيد بن عمير قالت أم سلمة: "لما مات أبو سلمة قالت: غريب في أرض
غربة؛ لأبكينه بكاء يتحدث عنه. فكنت قد تهيئت للبكاء عليه إذا أقبلت امرأة
من الصعيد تريد أن تسعدني، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وقال: أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله منه. مرتين، فكففت عن
البكاء فلم أبك".
رواه م (4).
3027 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النياحة
على الميت من أمر الجاهلية؛ فإن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث
يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يعلى عليها بدرع من لهب النار".
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 199): "صائر الباب" بالمهملة
والتحتانية، وقع تفسيره في نفس الحديث شق الباب، وهو بفتح الشين المعجمة أي
الموضع الذي ينظر منه.
(2) صحيح البخاري (3/ 198 رقم 1299).
(3) صحيح مسلم (2/ 644 رقم 935).
(4) صحيح مسلم (2/ 635 رقم 922).
(3/216)
رواه ق (1) من رواية عمر بن راشد اليمامي
قد ضعفه غير واحد (2).
3028 - عن أبي أمامة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الخامشة
وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور".
رواه ق (3).
3029 - عن أبي سعيد الخدري قال: " (لعن) (4) رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - النائحة والمستمعة".
رواه د (5) من رواية عطية العوفي (6)، وقد تكلم فيه.
56 - باب ذكر عذاب الميت بالنياحة عليه
3030 - عن عمر -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الميت
يعذب في قبره بما نيح عليه".
رواه خ (7) م (8).
3031 - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: "توفيت بنت لعثمان
بمكة، وجئنا نشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس وإني لجالس بينهما -أو قال
جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي- فقال عبد الله بن
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 504 رقم 1582).
(2) ترجمته في التهذيب (21/ 340 - 343).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 505 رقم 1585).
(4) في "الأصل": نهى. والمثبت من سنن أبي داود.
(5) سنن أبي داود (3/ 193 رقم 3128).
(6) ترجمته في التهذيب (20/ 145 - 149).
(7) صحيح البخاري (3/ 181 رقم 1290).
(8) صحيح مسلم (2/ 639 رقم 927/ 17).
(3/217)
عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء،
فإن وسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله
عليه، فقال ابن عباس: قد كان عمر يقول بعض ذلك، ثم حدث، قال. صدرت مع عمر
من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء إذ هو بركب تحت ظل سمرة (1)، فقال: اذهب
فانظر من هؤلاء الركب؟ قال: فنظرت فإذا صهيب، فأخبرته، فقال: ادعه لي،
فرجعت إلى صهيب، فقلت: ارتحل فالحق أمير (2) المؤمنين، فلما أصيب عمر دخل
صهيب يبكي، يقول: وا آخاه (وا أخاه) (3) فقال عمر: يا صهيب أتبكي علي وقد
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه.
قال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة، فقالت: رحم الله عمر، والله
ما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله
عليه. ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله ليزيد الكافر
(عذابًا) (4) ببكاء أهله عليه. وقالت: حسبكم القرآن: (وَلا تَزِر وَازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرَى) (5). قال ابن عباس عند ذلك: والله هو أضحك وأبكى، قال ابن
أبي مليكة: والله ما قال ابن عمر شيئًا".
رواه خ (6) -وهذا لفظه- م (7).
3032 - عن المغيرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن كذبًا
علي ليس ككذب على أحد؛ من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. سمعت
النبي
__________
(1) السمرة واحدة السّمُر، وهو ضرب من شجر الطلح. النهاية (2/ 399).
(2) في صحيح البخاري: بأمير. وهي رواية أبي ذر عن الكشميهني، ولغيره أمير.
إرشاد الساري (2/ 403).
(3) في صحيح البخاري: وا صاحباه.
(4) من صحيح البخاري.
(5) سورة فاطر، الآية: 18.
(6) صحيح البخاري (3/ 180 - 181 رقم 1286 - 1288).
(7) صحيح مسلم (2/ 641 - 642 رقم 927 - 929).
(3/218)
- صلى الله عليه وسلم - يقول: من نيح عليه
يعذب بما نيح عليه".
رواه خ (1) -وهذا لفظه م (2).
3033 - عن عائشة: "ذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت يعذب ببكاء
الحي، قالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي
أو أخطأ، إنما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يهودية يُبكى
عليها، فقال: إنهم ليبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.
3034 - عن عروة قال: "ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي - صلى الله
عليه وسلم -: إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله. فقالت: وَهَلَ، إنما قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه يعذب بخطيئته -أو بذنبه- وإن أهله
ليبكون عليه الآن. وذلك مثل قوله: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام
على القليب يوم بدر، وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم ما قال: إنهم
ليسمعون ما أقول. وقد وَهِل، إنما قال: إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم
حق. ثم قرأت: (إِنَّكَ لا تُسْمِع الْمَوْتَى) (5)، (وَمَا أَنتَ بِمسْمِعٍ
من فِي الْقُبورِ) (6)، تقول حين تبوءوا مقعدهم من النار".
رواه خ (7) م (8).
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 191 رقم 1291).
(2) صحيح مسلم (2/ 643 - 644 رقم 933).
(3) صحيح البخاري (3/ 181 رقم 1289).
(4) صحيح مسلم (2/ 643 رقم 932/ 27).
(5) سورة النمل، الآية: 80.
(6) سورة فاطر، الآية: 22.
(7) صحيح البخاري (7/ 351 رقم 3978، 3979).
(8) صحيح مسلم (2/ 643 رقم 932).
(3/219)
3035 - عن النعمان بن بشير قال: "أغمي على
عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته تبكي: وا جبلاه وا كذا وا كذا -تعدد عليه-
فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل لي: أنت كذلك؟! فلما مات لم تبك
عليه".
رواه خ (1).
3036 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اثنتان
في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت".
رواه م (2).
3037 - عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الميت يعذب
ببكاء الحي، إذا قالت النائحة: وا عضداه، وا ناصراه، وا كسباه؛ جبذ الميت،
فقيل له: أنت عضدها، أنت ناصرها، أنت كاسبها".
رواه الإمام أحمد (3).
3037 م- وروى الترمذي (4) عن أبي موسى أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال:
"ما من (ميت) (5) يموت فيقوم (باكيه) (6) فيقول: وا جبلاه وا سيداه، أو نحو
ذلك، إلا وكل به ملكان يلهزانه، أهكذا (كنت) (7)؟! ".
وقال: حديث حسن غريب.
__________
(1) صحيح البخاري (7/ 589 رقم 4267، 4268).
(2) صحيح مسلم (1/ 82 رقم 121).
(3) المسند (4/ 414).
(4) جامع الترمذي (3/ 326 - 327 رقم 1003).
(5) من جامع الترمذي.
(6) في "الأصل": باكيهم. والمثبت من جامع الترمذي.
(7) في "الأصل": أنت. والمثبت من جامع الترمذي.
(3/220)
3038 - عن أنس بن مالك قال: "لما ثقل النبي
- صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة: وا كرب أبتاه.
فقال: ليس على أبيك كرب بعد اليوم، فلما مات، قالت: يا أبتاه أجاب ربًّا
دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن
قالت فاطمة: (يا أنس) (1) أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - (التراب) (1) ".
رواه خ (2).
3039 - وعن (عائشة) (3): "أن أبا بكر الصديق دخل على النبي - صلى الله عليه
وسلم - بعد وفاته فدخل فمه بين عينيه، ووضع يده على صدغيه، وقال: وانبياه
وا (خليلاه) (4) وا صفياه".
رواه الإمام أحمد (5).
57 - باب النهي عن سب الأموات
3040 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا
الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا". رواه خ (6).
3041 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا موتانا
فتؤذوا أحياءنا".
رواه الإمام أحمد (7) س (8).
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (7/ 755 رقم 4462).
(3) في "الأصل": أنس. ولعله انتقال نظر من الناسخ، والمثبت من مسند أحمد.
(4) في "الأصل": جبلاه، والمثبت من المسند.
(5) المسند (6/ 13).
(6) صحيح البخاري (3/ 304 رقم 1393).
(7) المسند (1/ 300).
(8) سنن النسائي (8/ 33 رقم 4789).
(3/221)
3042 - عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
رواه الإمام أحمد (1) ت (2).
58 - باب زيارة القبور
3043 - عن عائشة أنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما
كان ليلتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل إلى
البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدًا
مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللَّهم اغفر لأهل بقيع الغرقد".
رواه مسلم (3).
3044 - وعن عائشة قالت: "ألا أحدثكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعني؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي (التي) (4) كان رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -. فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه فوضعهما عند
رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد
رقدت، فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب فخرج، ثم أجافه (5)
رويدًا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري (6)، ثم انطلقت على أثره
حتى أتى البقيع، فقام فأطال
__________
(1) المسند (4/ 252).
(2) جامع الترمذي (4/ 310 رقم 1982) وذكر أن بعضهم زاد في إسناده رجلاً
مبهمًا.
(3) صحيح مسلم (2/ 669 رقم 974).
(4) من صحيح مسلم.
(5) بالجيم، أي: أغلقه. شرح صحيح مسلم (4/ 310).
(6) قال النووي في شرح مسلم (4/ 310): هكذا هو في الأصول: "إزاري" بغير باء
في أوله، وكأنه بمعنى لبست إزاري؛ فلهذا عدي بنفسه.
(3/222)
القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف،
فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته فدخلت فليس إلا
أن اضطجعت، فدخل فقال: مالك يا عائش حشيا رابية (1)؟ قلت: لا شيء. قال:
لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير. قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي.
فأخبرته، قال: فأنت السواد الذي رأيتك أمامي؟ قلت: نعم (فلهزني في صدري
لهزة) (2) أوجعتني، ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت: مهما
يكتمه الناس يعلمه الله، نعم (3)، قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني،
فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت
أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي
أهل البقيع فتستغفر لهم. قالت: قلت: كيف أقول (لهم) (4) يا رسول الله؟ قال:
قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين
منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
رواه م (5).
__________
(1) قال النووي: حشيا: بفتح الحاء المهملة وإسكان الشين المعجمة مقصور
معناه، قد وقع عليك الحشا وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه
والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتوتره، يقال: امرأة حشيا وحشية، ورجل
حشيان وحشٍ، قيل: أصله من أصاب الربو حشاه، وقوله: "رابية" أي: مرتفعة
البطن.
(2) في صحيح مسلم: "فلهدني في صدري لهدة" بالدال، قال النووي في شرح مسلم:
وروي "فلهزني" بالزاي وهما متقاربان، قال أهل اللغة: يقال لهده ولهّده-
بتخفيف الهاء وتشديدها- أي: دفعه، ويقال لهزه: إذا ضربه بجمع كفه في صدره،
ويقرب منهما لكزه ووكزه.
(3) قال النووي: هكذا هو في الأصول، وهو صحيح، وكأنها لما قالت: "مهما يكتم
الناس يعلمه الله" صدقت نفسها فقالت: "نعم".
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (2/ 669 - 671 رقم 974).
(3/223)
3045 - عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:
"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان
قائلهم يقول: السلام على أهل الديار -وفي لفظ: السلام عليكم أهل الديار- من
المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، نسأل الله لنا ولكم
العافية".
رواه م (1).
3046 - عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق
ثلاث؛ فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في
الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكرًا".
رواه م (2).
وللإمام أحمد (3) س (4): "ونهيتكم عن زيارة القبور، فمن أراد أن يزور
فليزر، ولا تقولوا هُجرًا (5) ".
3047 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استأذنت
ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي" (6).
3048 - وعنه قال: "زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه، فبكى وأبكى
من حوله، فقال: استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن
أزور قبرها فأذن لي،
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 671 رقم 975).
(2) صحيح مسلم (2/ 672 رقم 977).
(3) المسند (5/ 350، 356، 357).
(4) سنن النسائي (4/ 89 رقم 2032).
(5) أي: فحشاً، يقال: أهجر في منطقه يُهْجِر إهجاراً، إذا أفحش، وكذلك إذا
أكثر الكلام فيما لا ينبغي. النهاية (5/ 245).
(6) صحيح مسلم (1/ 672 رقم 976/ 105).
(3/224)
فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت" (1).
رواه مسلم.
3049 - عن علي -رضي الله عنه-: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكر الآخرة".
رواه الإمام أحمد (2).
3050 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى
المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
رواه مسلم (3).
3051 - عن ابن عباس قال: "مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبور المدينة،
فأقبل عليهم بوجهه، فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم،
أنتم سلفنا ونحن بالأثر".
رواه الإمام أحمد (4) ت (5) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب.
3052 - وعن عائشة قالت: "فقدته تعني: النبي صلى الله عليه وسلم -فإذا هو
بالبقيع، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم لنا فرط، وإنا بكم
لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم".
رواه ق (6).
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 672 رقم 976/ 108).
(2) المسند (1/ 145).
(3) صحيح مسلم (1/ 218 رقم 249).
(4) لم أقف عليه في المسند، والله أعلم.
(5) جامع الترمذي (3/ 369 رقم 1053).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 493 رقم 1546).
(3/225)
3053 - عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور؛ فإنها
تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة".
رواه ق (1).
3054 - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني
نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإن فيها عبرة". رواه الإمام أحمد (2).
59 - باب زيارة النساء القبور
3055 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن زوارات
القبور" (3). صحيح.
تقدم حديث ابن عباس في باب اتخاذ المساجد على القبور (4)، وفيه: "لعن الله
زائرات القبور".
3056 - عن حسان بن (ثابت) (5) قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
زوارات القبور".
رواه الإمام أحمد (6) ق (7).
3057 - عن عبد الله بن أبي مليكة قال: "توفي عبد الرحمن بن أبي بكر
بالحُبشي (8) قال: فحمل إلى مكة فدفن، فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 501 رقم 1571).
(2) المسند (3/ 38).
(3) رواه الترمذي (3/ 371 رقم 1056)، وابن ماجه (1/ 502 رقم 1576)، وقال
الترمذي: حديث حسن صحيح.
(4) الحديث رقم (2966).
(5) سقطت من "الأصل" وأثبتها من سنن ابن ماجه.
(6) المسند (3/ 442).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 502 رقم 1574).
(8) حُبشي: بالضم ثم سكون، والشين المعجمة والياء المشددة، جبل بأسفل مكة
بنعمان الأراك. معجم البلدان (2/ 247).
(3/226)
ابن أبي بكر فقالت:
وكنا كندماني جديمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
ثم قالت: واللَّه لو حضرتك ما دفنت لا حيث من، ولو شهدتك ما زرتك". رواه ت
(1).
3058 - وروى أبو بكر الأثرم (2) عن (ابن) (3) أبي مليكة: "أن عائشة أقبلت
ذات يوم من المقابر، فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر
أخي عبد الرحمن. فقلت لها: أليس كان نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، كان نهى عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها".
3059 - وروى ق (4) عن (ابن) (3) أبي مليكة عن عائشة: "أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - رخص في زيارة القبور".
60 - باب في حمل الميت من موضع إِلى موضع آخر وذكر إِخراج الميت بعد دفنه
3060 - عن جابر بن عبد الله قال: "أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عبد الله بن أُبي بعدما أدخل حفرته، فأمر به فأخرج فوضعه على ركبته، ونفث
عليه من ريقه، وألبسه قميصه، فاللَّه أعلم، وكان كسا عباسًا قميصًا".
قال سفيان: فيرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألبس عبد الله قميصه
مكافأة لما صنع.
__________
(1) جامع الترمذي (3/ 371 رقم 1055).
(2) عزاه له المجد ابن تيمية في المنتقى (4/ 110).
(3) من سنن ابن ماجه والمنتقى، وهو عبد الله بن أبي مليكة كما تقدم.
(4) سنن ابن ماجه (1/ 500 رقم 1570).
(3/227)
رواه خ (1).
3061 - وعن جابر قال: "دفن مع أبي رجل، فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في
قبر على حدة" (2).
وفي لفظ (3): "فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم (وضعته هنية) (4) غير
أذنه". أخرجه خ.
ولأبي داود (5): "فما أنكرت منه شيئًا إلا شعيرات كن في لحيته مما يلي
الأرض".
3062 - عن جابر بن عبد الله قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر
بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم، وكانوا ناقلوا إلى المدينة".
رواه الإمام أحمد (6) د (7) س (8) ق (9) ت (10)، وقال: حديث حسن صحيح.
وروى أبو القاسم الطبراني (11)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال:
توفي سعد بن أبي وقاص وهو ابن ثلاث وثمانين، ومات على عشرة أميال في
المدينة، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة، وكان مروان الوالي عليها.
__________
(1) صحيح البخاري (3/ 254 رقم 1350).
(2) صحيح البخاري (3/ 255 رقم 1352).
(3) صحيح البخاري (3/ 254 - 255 رقم 1351).
(4) من صحيح البخاري.
(5) سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3232).
(6) المسند (3/ 308).
(7) سنن أبي داود (3/ 202 رقم 3165).
(8) سنن النسائي (4/ 79 رقم 2003).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 486 رقم 1516).
(10) جامع الترمذي (4/ 187 رقم 1717).
(11) المعجم الكبير (1/ 139 رقم 300).
(3/228)
وكذلك ذكره (1) عن الزبير بن بكار ويحيى بن
بكير وقالا: مات سعد بن أبي وقاص بالعقيق. قال الزبير: في قصره.
قال يحيى بن بكير (2): توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بالعقيق ودفن
بالمدينة.
3063 - عن شريح بن عبيد الحضرمي: "أن رجالًا قبروا صاحبًا لهم؛ لم يغسلوه
ولم يجدوا له كفنًا، ثم لقوا معاذ بن جبل فأخبروه، فأمرهم أن يخرجوه،
فأخرجوه من قبره ثم غسل وكفن وحنط، ثم صلي عليه".
رواه سعيد بن منصور.
61 - باب في زيارة قبر الكافر
تقدم زيارة (3) النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه (4).
3064 - عن سالم عن أبيه قال: "جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان، فأين هو؟ قال: في
النار. قال: فكأنه وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله فأين أبوك؟ قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار. قال:
فأسلم الأعرابي بعد، وقال: لقد كلفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما
مررت بقبر كافرٍ إلا بشرته بالنار".
رواه ق (5).
__________
(1) المعجم الكبير (1/ 139 رقم 302، 303).
(2) المعجم الكبير (1/ 149 رقم 340).
(3) زاد الناسخ بعدها كلمة "قبر" وهي زيادة مقحمة.
(4) الحديثان (3047، 3048).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 501 رقم 1573).
(3/229)
3065 - وقد روي مثله عن سعد بن أبي وقاص عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه أبو بكر أحمد بن السني في كتاب عمل يوم وليلة (1).
62 - باب في ذكر من توفي له أطفال
3066 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من
الناس من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث (2) إلا أدخله الله الجنة
بفضل رحمته إياهم".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- ومسلم (4).
3067 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يموت
لأحد من المسلمين ثلاثه من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم".
رواه خ (5) م (6)، وزاد البخاري (7): "لم يبلغوا الحنث" تعليقًا.
3068 - عن أبي سعيد الخدري قال: "جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه
وسلم - فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً
نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله. قال: اجتمعن يوم كذا وكذا. فاجتمعن،
فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله، ثم قال: ما
منكن امرأة تقدم بين يديها من (ولدها
__________
3065 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 204 رقم 1005) من طريق ابن السني، ونقل
عن الدارقطني تصويب إرساله.
(1) عمل اليوم والليلة (280 رقم 595).
(2) أي: لم يبلغوا مبلغ الرجال، ويجري عليهم القلم، فيكتب عليهم الحنث وهو
الإثم، وقال الجوهري: بلغ الغلام الحنث: أي المعصية والطاعة. النهاية (1/
449).
(3) صحيح البخاري (3/ 142 رقم 1248).
(4) لم أقف عليه في صحيح مسلم. ولم يعزه له المزي في التحفة (1/ 377).
(5) صحيح البخاري (3/ 142 رقم 1251).
(6) صحيح مسلم (4/ 2028 رقم 2632).
(7) صحيح البخاري (3/ 142 رقم 1250).
(3/230)
ثلالة إلا كانوا) (1) لها حجاباً من النار.
فقالت امرأة: واثنين، واثنين (واثنين) (2) فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: "واثنين، واثنين، واثنين".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.
3069 - عن أبي هريرة قال: "أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي
لها، فقالت: يا رسول الله، ادع الله له، فلقد دفنت ثلاثة. فقال: دفنتي
ثلاثة؟ قالت: نعم، قال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار (5) " (6).
3070 - عن أبي حسان قال: "قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت
محدثي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بحديث) (7) تطيب (به) (7)
أنفسنا عن موتانا، قال: قال: نعم صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه
-أو قال: أبويه- فيأخذ بثوبه -أو قال: بيده- كما أخذ أنا بصَنِفة (8) ثوبك
(هذا) (7) فلا يتناهى -أو قال: ينتهي- حتى يدخله الله وأباه الجنة".
رواه مسلم (9).
3071 - عن عتبة بن عبدٍ السلمي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا تلقوه من
أبواب الجنة
__________
(1) في "الأصل": "من ولد إلا كان" والمثبت من صحيح مسلم.
(2) من صحيح مسلم.
(3) صحيح البخاري (1/ 236 رقم 101).
(4) صحيح مسلم (4/ 2028 - 2029 رقم 2633).
(5) أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها. النهاية
(1/ 404).
(6) صحيح مسلم (4/ 2030 رقم 2636).
(7) من صحيح مسلم.
(8) صنفة الإزار -بكسر النون- طرفه مما يلي طرَّته. النهاية (3/ 56).
(9) صحيح مسلم (4/ 2029 رقم 2635).
(3/231)
الثمانية يدخل من أيها شاء".
رواه الإمام أحمد (1) ق (2).
3072 - عن أبي عبيدة عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: "من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنًا
حصينًا من النار. فقال أبو ذر: قدمت اثنين. قال: واثنين. فقال أبي بن كعب
-أبو المنذر سيد القراء- قدمت واحدًا. قال: وواحد".
رواه الإمام أحمد (3) ق (4) ت (5)، وقال: حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من
أبيه. وزاد الإمام أحمد: ولكن ذلك في أول صدمة".
3073 - عن ابن عباس أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " (من)
(6) كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهم الجنة. فقالت عائشة: فمن كان له
فرط من أمتك؟ قال: ومن كان له فرط يا موفقة. قالت: فمن لم يكن له فرط من
أمتك؟ قال: فأنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي".
رواه ت (7)، وقال: حديث غريب (8) لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق،
وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.
__________
(1) المسند (4/ 183).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 512 رقم 1604).
(3) المسند (1/ 429).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 512 رقم 1606).
(5) جامع الترمذي (3/ 375 رقم 1061).
(6) من جامع الترمذي.
(7) جامع الترمذي (3/ 376 رقم 1062).
(8) في جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 283) وتحفة الأشراف (4/ 470 رقم
5679): حسن غريب. وفي تحفة الأحوذي (4/ 171 رقم 1068): حسن صحيح غريب.
(3/232)
قال الشيخ -رحمه الله-: عبد ربه بن بارق
تكلم فيه يحيى بن معين (1)، وقال الإمام أحمد (2): ما به بأس.
3074 - عن ابن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أوجب صاحب
الثلاثة. قال معاذ: وذو الاثنين يا رسول الله؟ قال: وذو الاثنين".
رواه الإمام أحمد (3).
3075 - وروى (4) عن ابن مسعود: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب
النساء فقال لهن: ما منكن امرأة يموت لها ثلاثة إلا أدخلها الله الجنة -عز
وجل- فقالت أجلهن امرأة: يا رسول الله، وصاحبة الاثنين في الجنة؟ (قال:
وصاحبة الاثنين في الجنة) (5) ".
3076 - وروى (6) عن أم سليم -وهي أم أنس بن مالك- قالت: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث
إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته. قالها ثلاثًا. قيل: يا رسول الله،
واثنان؟ قال: واثنان".
3077 - عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: "كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم
- إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، ومنهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف
ظهره فيقعده من بين يديه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة (يذكر ابنه
فيحزن عليه) (7) ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما لي لا أرى
فلانًا؟ قالوا: يا رسول الله بنيه الذي رأيته
__________
(1) تاريخ الدوري (4/ 224 رقم 4075) والجرح والتعديل (6/ 43 رقم 220).
(2) الجرح والتعديل (6/ 43 رقم قم 220).
(3) المسند (5/ 230، 237).
(4) المسند (1/ 421).
(5) من المسند.
(6) المسند (6/ 431).
(7) في سنن النسائي: "لذكر ابنه، فحزن عليه".
(3/233)
هلك، فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم -
فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه، ثم قال: يا فلان أيما كان أحب
إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد
سبقك إليه يفتحه (لك) (1)؟ فقال: يا نبي الله، بل يسبقني إلى باب الجنة
فيفتحها لي أحب لي. قال: فذلك لك".
رواه الإمام أحمد (2) س (3) -وهذا لفظه- وزاد الإمام أحمد: "فقال رجل: يا
رسول الله، له خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم".
3078 - عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله
-عز وجل-: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي، قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال:
نعم. قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال: لتبنوا له بيتًا في الجنة
وسموه بيت الحمد".
رواه الإمام أحمد (4).
63 - باب ذكر السقط
3079 - عن معاذ -هو ابن جبل- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله -عز وجل- الجنة بفضل
رحمته إياهما. قالوا: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: أو اثنان. قالوا:
وواحد؟ قال: أو واحد. ثم قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى
الجنة إذا احتسبته".
رواه الإمام أحمد (5)، وروى ق (6) منه ذكر السقط.
__________
(1) في "الأصل": له. والمثبت من سنن النسائي.
(2) المسند (3/ 436، 5/ 34 - 35).
(3) سنن النسائي (4/ 118 رقم 2087).
(4) المسند (4/ 415).
(5) المسند (5/ 124).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 513 رقم 1609).
(3/234)
3080 - عن علي -رضي الله عنه- قال: "قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن السقط ليراغم (1) ربه إذا دخل أبواه
النار، فيقال له: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة (فيخرجهما) (2)
بسرره حتى يدخلهما الجنة".
رواه ق (3).
__________
(1) أي: يغاضبه. النهاية (2/ 239).
(2) في سنن ابن ماجه: فيجرهما.
(3) سنن ابن ماجه (1/ 513 رقم 1608).
ثم كتب الناسخ بعد ذلك:
آخر الجزء الثاني عشر.
نجز الكتاب بحمد الله وعونه. والحمد لله وحده
وصلواته على سيدنا محمد وآل وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً.
يتلوه في الجزء الثاني "كتاب الزكاة" إن شاء الله تعالى.
(3/235)
|