الموسوعة
الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة سجود الشكر
"إِذا وَرَدت لله تعالى على المرء نعمة [أو صرف عنه نقمة]؛ فيستحبّ له
السجود؛ لأنَّ السجود فِعْل خير، وقد قال الله تعالى: {وافعلوا الخير} (1)
(2) ". انتهى.
وعن أبي بكرة -رضي الله عنه-: "أنَّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - كان إِذا أتاه أمر يُسَرّ به؛ خرَّ ساجداً" (3).
وعن أنس بن مالك، "أن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُشّر
بحاجة؛ فخرّ ساجداً" (4).
"وخرّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ساجداً لمّا جاءه
كتاب عليّ بإِسلام همدان" (5).
وعن طارق بن زياد: "أنَّ علياً سجد حين وجَد ذا الثديّة في الخوارج (6) "
(7).
__________
(1) الحج: 77
(2) "المحلى" (5/ 166).
(3) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2412)، والترمذي "صحيح سنن
الترمذي" (1282)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (1143)، وانظر "الإِرواء"
(474).
(4) أخرجه ابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (1141)، وانظر "الإِرواء" (2/
228).
(5) انظر "الإرواء" (2/ 229)
(6) أي: في قتلاهم.
(7) أخرجه أحمد وغيره، وحسنّه شيخنا بطُرقه في "الإرواء" (476).
(2/189)
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك؛ عن أبيه قال: "لمّا تاب الله عليه خرَّ
ساجداً" (1).
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- في "الإِرواء" (2/ 230) -بعد تخريج عدد من
الأحاديث في سجود الشكر-: " ... وبالجملة، فلا يشكّ عاقل في مشروعية سجود
الشكر بعد الوقوف على هذه الأحاديث، لا سيّما وقد جرى العمل عليها من السلف
الصالح -رضي الله عنهم-". انتهى.
وحُكمه حُكم سجود التلاوة، ولا يشترط له ما يشترط للصلاة من الوضوء
واستقبال القبلة والتكبير والتسليم ... الخ.
جاء في "الاختيارات" (ص 60): "وسجود الشكر لا يفتقر إِلى طهارة، كسجود
التلاوة". |