تهذيب الآثار الجزء المفقود

(" ذكر بعض من رُوِيَ ذَلِك عَنهُ ")

741 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، قَالَ: " كتب عمر

(1/404)


إِلَى أهل الْكُوفَة: أَلا يسموا أحدا باسم نَبِي ".
وَعلة قائلي ذَلِك من الْأَثر مَا:
742 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا هِشَام أَبُو الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنَا الحكم بن عَطِيَّة، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسمون مُحَمَّدًا ثمَّ تسبونه ".
743 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا الحكم بن عَطِيَّة، عَن ثَابت، عَن أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسمون أَوْلَادكُم مُحَمَّدًا ثمَّ تلعنونهم! ".
وَالصَّوَاب من القَوْل فِي ذَلِك - عندنَا - أَن يُقَال: كل هَذِه الْأَخْبَار

(1/405)


الَّتِي وَردت عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا ذكرت صَحِيحَة ( {) وَلَيْسَ شَيْء من ذَلِك مدافعا غَيره، وَلَا نَاسخ فِيهِ، وَلَا مَنْسُوخ. وَلَو كَانَ فِي ذَلِك نَاسخ أَو مَنْسُوخ، لقد كَانَت الْأمة نقلت بَيَان ذَلِك كَمَا نقلت مَا رَوَت مِمَّا ذكرنَا، وَإِنَّمَا كَانَ نهي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن التكني بكنيته تكرها لَا تَحْرِيمًا وحظرا. وَكَانَ إِطْلَاقه لعَلي فِي تَسْمِيَة ابْنه باسمه، وتكنيته بكنيته إعلاما مِنْهُ أمته أَن نَهْيه عَن الْجمع بَين اسْمه وكنيته أَو التكني بكنيته كَانَ على مَا ذكرنَا من التكره، لَا على الْحَظْر وَالتَّحْرِيم.
وَذَلِكَ أَن ذَلِك لَو كَانَ على الْحَظْر وَالتَّحْرِيم، لم تجْهَل الْأمة ذَلِك، وَلم يُطلق الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار التسمي باسم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتكني بكنيته لمن فعل ذَلِك، وَلَا نكروه}
وَقد سمى جمَاعَة مِنْهُم وَلَده مُحَمَّدًا، وكناه أَبَا الْقَاسِم، فَلم يُنكر ذَلِك على من فعله مِنْهُم مُنكر {وَفِي تَركهم النكير على من فعل ذَلِك، ورضاهم بِمَا فعل من ذَلِك: الدَّلِيل الْوَاضِح على أَن نهي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَمَّا نهى من الْجمع بَين اسْمه وكنيته أَو التكني بكنيته، كَانَ على مَا وصفت من الْكَرَاهَة، لَا على وَجه الْحَظْر وَالتَّحْرِيم، وَأَن إِطْلَاقه لمن أطلق ذَلِك كَانَ على مَا بيّنت عَاما لجَمِيع أمته، وعَلى مَا قلت من قَصده إِلَى الْبَيَان لأمته من أَن نَهْيه كَانَ على وَجه الْكَرَاهَة، لَا على التَّحْرِيم}
فَإذْ كَانَ الْأَمر فِي ذَلِك كَالَّذي وَصفنَا، فَأحب الْأُمُور إِلَيّ أَلا يتكنى أحد بِأبي الْقَاسِم تكرها لَا تَحْرِيمًا. فَإِن تكنى بذلك فَأحب إِلَيّ أَلا يتكنى بِهِ من كَانَ اسْمه مُحَمَّدًا؛ لِئَلَّا يكون جَامعا بَين اسْم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكنيته. فَإِن تكنى بعض من كَانَ اسْمه مُحَمَّدًا لم أره تقدم على مَعْصِيّة لله، وَلَا أَنه لزمَه بِفِعْلِهِ ذَلِك إِثْم، وَإِن كرهته لما قد بيّنت قبل!

(1/406)


(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار طَلْحَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ")

744 - حَدثنَا الْحسن بن أبي يحيى بن السكن الْمَقْدِسِي، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي، عَن أبي أُميَّة بن يعلى، عَن نَافِع، عَن أسلم مولى عمر، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ")

وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلل:
إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن طَلْحَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم، مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ.
وَالثَّانيَِة: أَن رَاوِيه: أَبُو أُميَّة بن يعلى، وَأَبُو أُميَّة - عِنْدهم - مِمَّن لَا يجب بنقله حجَّة.
وَالثَّالِثَة: أَن ناقله عَنهُ: سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي، وَهُوَ - عِنْدهم - غير مرضِي فِي نَقله.

(1/407)


وَقد وَافق طَلْحَة فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه: الْبَيَان إِن شَاءَ الله.
(" ذكر ذَلِك ")

745 - حَدثنَا أَبُو كريب وَمُحَمّد بن عبيد الْمحَاربي قَالَا: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، عَن أبي حُصَيْن، عَن سَالم، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
746 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تصلح الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".

(1/408)


747 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن سَالم، قَالَ: " لَا تصلح الْمَسْأَلَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
748 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا حُصَيْن، عَمَّن حَدثهُ، عَن أبي هُرَيْرَة، أَنه قَالَ: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
749 - حَدثنَا صَالح بن مِسْمَار الْمروزِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، قَالَ: أَظُنهُ منصورا، عَن أبي حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة، يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تصلح الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
750 - وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن الْأسود الطفَاوِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن ربيعَة الْكلابِي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".

(1/409)


751 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ.
752 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا إِسْحَاق، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن

(1/410)


عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر مثله.
753 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ابْن يزِيد العامري، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
754 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد العامري، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله.
755 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: سَمِعت ريحَان بن يزِيد، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن عَمْرو يَقُول: " لَا تصلح الْمَسْأَلَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة قوي ".
756 - وحَدثني عَليّ بن سعد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان، عَن مجَالد، عَن عَامر، عَن حبشِي بن جُنَادَة السَّلُولي، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حجَّة الْوَدَاع، وَهُوَ وَاقِف بِعَرَفَة، إِذْ أَتَاهُ أَعْرَابِي، فَأخذ بِطرف رِدَائه، فَسَأَلَهُ إِيَّاه، فَأعْطَاهُ وَذهب! فَعِنْدَ ذَلِك حرمت الْمَسْأَلَة، وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي، إِلَّا لذِي فقر مدقع أَو غرم مفظع. وَمن سَأَلَ ليثري بِهِ مَاله، كَانَ خموشا فِي وَجهه يَوْم الْقِيَامَة، ورضفا يَأْكُلهُ فِي جَهَنَّم، فَمن شَاءَ فَلْيقل وَمن شَاءَ فليكثر ".

(1/411)


757 - حَدثنِي عَمْرو بن مَالك، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، أَن بكير بن الْأَشَج حَدثهُ، أَن أَبَا ثَوْر حَدثهُ، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".

(1/412)


(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ")

وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: إبانة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن تَحْرِيم الصَّدَقَة للغني عَنْهَا، وللصحيح الْجِسْم، الْقوي على الاحتراف، المستغني بحرفته وَكَسبه عَن الصَّدَقَة.
فَإِن قَالَ قَائِل: أفكل الصَّدَقَة حرَام على الْغَنِيّ، وَذي الْمرة السوي؟ أم بَعْضهَا؟
قيل لَهُ: بل بَعْضهَا دون جَمِيعهَا.
فَإِن قَالَ: فَمَا الدَّلِيل على ذَلِك، وَلَا بَيَان فِي الْخَبَر أَنه معني بِهِ، الْبَعْض من ذَلِك دون الْكل؟ وَمن قَوْلك: إِن الْخَبَر إِذا ورد بِتَحْرِيم شَيْء أَو تَحْلِيله؛ أَنه على مَا ورد بِهِ من الْعُمُوم إِلَّا أَن تخصه حجَّة يجب التسلم لَهَا! فَهَل من حجَّة يجب علينا بهَا التَّسْلِيم لما قلت من أَن الْخَبَر الَّذِي رويت لنا فِي ذَلِك معني بِهِ بعض الصَّدقَات دون بعض؟ قيل: نعم.
فَإِن قَالَ: فاذكر لنا ذَلِك لنعرفه.
قيل: لَا خلاف بَين الْجَمِيع من عُلَمَاء الْأمة: أَن الصَّدَقَة الْمُحرمَة الَّتِي يكون أَصْلهَا مَحْبُوسًا، وَعَلَيْهَا صَدَقَة على الْغَنِيّ وَالْفَقِير من جنس من النَّاس، وخاص مِنْهُم: أَنَّهَا جَائِزَة، وَأَن للمجعول ذَلِك لَهُ من الاغتناء: أَخذه وتملكه كَمَا يتَمَلَّك سَائِر مَا رزقه الله - تَعَالَى ذكره - من مَال تميزات أَو كسب وَهبة، وَغير ذَلِك، فمعلوم بذلك أَن التَّطَوُّع من الصَّدقَات لم يدْخل فِي معنى قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". وَأَن ذَلِك إِنَّمَا عني بِهِ الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة الَّتِي فَرضهَا الله فِي أَمْوَال الْأَغْنِيَاء لأهل سهمات الصَّدَقَة فِي بعض الْأَحْوَال.
وَكَذَلِكَ أَجمعُوا على أَن غَنِيا فِي بَلَده، لَو كَانَ فِي سفر فَذَهَبت

(1/413)


نَفَقَته، فَلم يجد مَا يتَحَمَّل بِهِ إِلَى مَوضِع مَاله، أَن لَهُ أَن يَأْخُذ من الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة مَا يتَحَمَّل بِهِ إِلَى مَوضِع مَاله.
فمعلوم بذلك أَن قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ " على الْخُصُوص، وَأَنه معني بِهِ من الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة بَعْضهَا لما وَصفنَا؛ وَلِأَن الله - تَعَالَى ذكره - قد جعل فِي الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة حَقًا لصنوف من الْأَغْنِيَاء، وهم: المجاهدون فِي سَبِيل الله، والعاملون عَلَيْهَا، وَأَبْنَاء السَّبِيل الَّذين لَهُم ببلدهم غنى، وهم مُنْقَطع بهم فِي سفرهم. وَقد رُوِيَ بِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِك عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من جِهَة نقل الْوَاحِد خبر، وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده نظر، وَذَلِكَ مَا:
758 - حَدثنِي بِهِ: مُحَمَّد بن خلف الْعَسْقَلَانِي، قَالَ: حَدثنَا الْفرْيَابِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عمرَان الْبَارِقي، عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ، عَن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا فِي سَبِيل الله، أَو ابْن السَّبِيل، أَو جَار فَقير يتَصَدَّق عَلَيْهِ فيهدي لَك أَو يَدْعُوك ".
759 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع،

(1/414)


عَن ابْن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ،
760 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن عَمْرو بن قيس، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لثَلَاثَة: فِي سَبِيل الله، وَابْن السَّبِيل، وَرجل كَانَ لَهُ جَار فَتصدق عَلَيْهِ، فأهدى لَهُ ".
761 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، قَالَ: أخبرنَا ابْن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا فِي سَبِيل الله أَو ابْن السَّبِيل أَو يكون لَهُ جَار مِسْكين فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ، فيهدي لَهُ ".
762 - حَدثنَا سلم بن جُنَادَة، قَالَ: حَدثنَا حَفْص، عَن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لثَلَاثَة: فِي سَبِيل الله، أَو ابْن السَّبِيل، أَو رجل تصدق عَلَيْهِ، فأهدى لِجَار لَهُ، وَهُوَ غَنِي ".
763 - حَدثنِي يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لخمسة: لعامل عَلَيْهَا، أَو لغارم، أَو لغاز فِي سَبِيل الله أَو لرجل كَانَ لَهُ جَار من أهل الصَّدَقَة، فقسم لَهُ مِنْهَا شَيْء، فأهدى لَهُ، أَو لرجل ابْتَاعَ بِمَالِه ".

(1/415)


وَأما ذُو الْمرة السوي، فَإِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد بَين فِي الْخَبَر الَّذِي روينَا عَنهُ، الَّذِي رَوَاهُ: حبشِي بن جُنَادَة الْحَال الَّتِي يحل لَهُ فِيهَا الصَّدَقَة، وَذَلِكَ قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَلَا لذِي مرّة سوي، إِلَّا لذِي فقر مدقع أَو غرم مفظع ".
فقد تبين بِمَا وَصفنَا وروينا من الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي " الْخُصُوص، وَأَن ذَلِك معني بِهِ بعض الْأَغْنِيَاء، وَبَعض ذَوي المرر السوية، ومقصود بِهِ بعض الصَّدقَات دون الْجَمِيع مِنْهَا. فَإِن قَالَ: فَهَذَا الْغَنِيّ الَّذِي وصفت أمره قد علمنَا بِمَا يثبت أَنه مَخْصُوص فِيهِ الْخَبَر الَّذِي ذكرت فِي بعض الْأَحْوَال: بعض الصَّدقَات، وَفِي جَمِيع الْأَحْوَال بَعْضهَا، فَمَا الَّذِي خص ذَا الْمرة السوي؟
قيل: نقل الْحجَّة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وراثة

(1/416)


فِي الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة إباحتها لَهُ غير حَاجته إِلَيْهَا، فَأَما التَّطَوُّع مِنْهَا: فَفِي كل الْأَحْوَال {
فَإِن قَالَ: فَهَل بذلك خبر مَنْقُول من رِوَايَة الْآحَاد تذكره لنا؟
قيل: إِن نقل الْحجَّة ورأيه أثبت فِي الْحجَّة وَأَصَح من نقل الْوَاحِد وَالْجَمَاعَة الَّتِي لَا يقطع الْعدَد نقلهَا، وَلَا يُوجب الْحجَّة مجيئها.
وَقد رُوِيَ من الْوَجْه الَّذِي سَأَلت خبر غير مرضِي السَّنَد، غير أَن الَّذِي ذكرنَا من نقل الْحجَّة ورأيه يُؤَيّدهُ ويصححه}
فَإِن قَالَ: فاذكره لنا نعرفه {
قيل:
764 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو وَاللَّيْث بن سعد، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن عُرْوَة، عَن عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار، أَنه حَدثهُ رجلَانِ، قَالَا: " جِئْنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حجَّة الْوَدَاع، وَالنَّاس يزدحمون عَلَيْهِ يسألونه من الصَّدَقَة. قَالَا: فزاحمنا النَّاس حَتَّى خلصنا إِلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ مِنْهَا؟ قَالَ: فَرفع الْبَصَر فِينَا وخفضه} فرآهما رجلَيْنِ جلدين، فَقَالَ: " إِن شئتما فعلت وَلَا حق فِيهَا لَغَنِيّ، وَلَا لقوي مكتسب ".
765 - وحَدثني عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد

(1/417)


الرَّحِيم بن سُلَيْمَان، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عبيد الله بن عدي، أَن رجلَيْنِ حَدَّثَاهُ قَالَا: " جِئْنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حجَّة الْوَدَاع وَالنَّاس يسألونه من الصَّدَقَة، فزحمنا النَّاس حَتَّى خلصنا إِلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ من الصَّدَقَة، فَرفع فِينَا بَصَره، وخفضه فرآنا رجلَيْنِ جلدين، فَقَالَ: " إِن شئتما فعلت وَلَا حَظّ فِيهَا لَغَنِيّ، وَلَا لقوي مكتسب ".
فَأخْبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اللَّذين سألاه أَنه لَا حَظّ فِي الصَّدَقَة لقوي مكتسب. وَفِي قَوْله: لَا حَظّ فِيهَا لقوي مكتسب: الدّلَالَة الْبَيِّنَة على أَن غير المكتسب لَهُ فِيهَا الْحَظ.
فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن الْقوي الْقَادِر على الْكسْب مكتسب، وَلَيْسَ تَركه الْكسْب بمبيح لَهُ مَا حرم عَلَيْهِ من الصَّدَقَة {
قيل: أَرَأَيْت إِن طلب الْكسْب فَلم يصبهُ، أَيكُون مكتسبا فِي حَال تعذر الْكسْب عَلَيْهِ؟
فَإِن قَالَ: نعم؛ لِأَن صفته أَنه مكتسب بقدرته على الْكسْب إِذا وجده} قيل: فقد يجب على هَذَا القَوْل أَن يكون الْغَنِيّ الَّذِي هُوَ فِي سفر مُنْقَطع بِهِ، وَله فِي بَلَده المَال الْعَظِيم الَّذِي يسْتَحق بِبَعْضِه اسْم غَنِي، غير جَائِز لَهُ أَخذ الصَّدَقَة، وحراما عَلَيْهِ أَخذهَا، وَإِن هلك جوعا {
فَإِن قَالَ: ذَلِك كَذَلِك} خَالف فِي ذَلِك مَا عَلَيْهِ الْأمة، وَفَارق الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {
وَإِن قَالَ: حَلَال لَهُ الصَّدَقَة؛ لِأَن غناهُ غير كَائِن مَعَه فِي سَفَره} قيل: فَكَذَلِك المكتسب المتعذر عَلَيْهِ الْكسْب: حَلَال لَهُ الصَّدَقَة، إِذا تعذر عَلَيْهِ الْكسْب، وَإِن كَانَ من صفته أَنه قَادر على الْكسْب، إِذا وجده!

(1/418)


(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ")

فَمن ذَلِك قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". يَعْنِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: " وَلَا لذِي مرّة سوي ": وَلَا لذِي بَرَاءَة من العاهات المزمنة، الْقوي على الْكسْب، وكل صَحِيح الْجِسْم بريئه من العاهات والآفات فالعرب تَدعُوهُ: ذَا مرّة سوي. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {علمه شَدِيد القوى، ذُو مرّة فَاسْتَوَى} : ففسر قَوْله: {ذُو مرّة} بعض الْمُفَسّرين بِمَعْنى ذِي قُوَّة، وَبَعْضهمْ بِمَعْنى ذِي منظر حسن. وَالصَّحِيح من معنى ذَلِك - عِنْدِي - مَا يثبت. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِلَّا لذِي فقر مدقع ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " مدقع ": مفض إِلَى الدقعاء لاصق بهَا. والدقع: الْغُبَار اللين، يُقَال للرجل إِذا وصف بِسوء الْحَال، وشظف الْمَعيشَة. قد أدقع فلَان فَهُوَ يدقع إدقاعا، وَهُوَ رجل مدقع.
وَأما قَوْله: " كَانَ خموشا فِي وَجهه "، فَإِن الْبَيَان عَن الخموش قد مضى قبل، فكرهنا إِعَادَته.
آخر حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله.

(1/419)


(مُسْند الزبير بَين الْعَوام رَضِي الله عَنهُ)

(1/421)


(" ذكر مَا لم يمض ذكره من أَخْبَار الزبير بن الْعَوام عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ")

ذكر مَا روى من ذَلِك عَنهُ ابْنه: عبد الله: -
766 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس وَاللَّيْث بن سعد، عَن ابْن شهَاب، أَن عُرْوَة بن الزبير، حَدثهُ، أَن عبد الله بن الزبير، حَدثهُ عَن الزبير بن الْعَوام: " أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار قد شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شراج من الْحرَّة، كَانَا يسقيان بِهِ - كِلَاهُمَا - النّخل. فَقَالَ الْأنْصَارِيّ: سرح المَاء يمر {فَأبى عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إسق يَا زبير} ثمَّ أرسل إِلَى جَارك. فَغَضب الْأنْصَارِيّ، وَقَالَ: يَا رَسُول الله {أَن كَانَ ابْن عَمَّتك} فَتَلَوَّنَ وَجه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ قَالَ: يَا زبير! إسق، ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر. واستوعى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير حَقه، وَكَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل ذَلِك أَشَارَ على الزبير، أَي أَرَادَ فِيهِ السعَة لَهُ، وللأنصاري، فَلَمَّا أحفظ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْأنْصَارِيّ، استوعى للزبير حَقه فِي صَرِيح الحكم. قَالَ: فَقَالَ الزبير: مَا أَحسب هَذِه الْآيَة أنزلت إِلَّا فِي

(1/423)


ذَلِك {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم، ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت ويسلموا تَسْلِيمًا} .
767 - وَحدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور، قَالَ: حَدثنَا أصبغ بن الْفرج، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن ابْن شهَاب، أَن عُرْوَة بن الزبير، حَدثهُ أَن عبد الله بن الزبير حَدثهُ، عَن الزبير بن الْعَوام، أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار قد شهد بَدْرًا إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ذكر نَحوه.

(1/424)


768 - قَالَ أَحْمد بن مَنْصُور: قَالَ أصبغ: قَالَ لي ابْن وهب: عَن اللَّيْث مثله سَوَاء.
(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ")

وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل:

(1/425)


إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن الزبير بن الْعَوام، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ {
وَالثَّانيَِة: أَنه خبر قد رَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ غير من ذكرت فَأرْسلهُ عَنهُ، عَن عُرْوَة، وَلم يرفعهُ إِلَى غَيره، وَلم يَجْعَل بَينه وَبَين رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا}
وَالثَّالِثَة: أَن أهل التَّأْوِيل إِنَّمَا وجهوا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة إِلَى أَنه عَنى بهَا الْمُنَافِق الَّذِي خَاصم الْيَهُودِيّ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَدعَاهُ الْمُنَافِق إِلَى كَعْب بن الْأَشْرَف أَو إِلَى الكاهن من جُهَيْنَة: اللَّذين أنزل الله - تبَارك وَتَعَالَى - فيهمَا: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت، وَقد أمروا أَن يكفروا بِهِ} .
قَالُوا: وَقَوْلهمْ ذَلِك أقرب إِلَى الصِّحَّة؛ لِأَن ذَلِك فِي سِيَاق ذكرهمَا، وَلم يعْتَرض من قصتهما شَيْء يُوجب صرف الْخَبَر عَنْهُمَا إِلَى غَيرهمَا.
(" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن الزُّهْرِيّ فَجعله عَنهُ عَن عُرْوَة فَأرْسلهُ وَلم يَجْعَل بَين عُرْوَة وَبَين النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا ")

769 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، قَالَ: " خَاصم الزبير رجلا من الْأَنْصَار فِي شراج من شراج الْحرَّة، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا زبير {اشرب ثمَّ خل سَبِيل المَاء ". فَقَالَ الَّذِي من الْأَنْصَار من بني أُميَّة: اعْدِلْ يَا رَسُول الله} وَإِن كَانَ ابْن

(1/426)


عَمَّتك {قَالَ: فَتغير وَجه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى عرف أَن قد سَاءَهُ مَا قَالَ. ثمَّ قَالَ: " يَا زبير} إحبس المَاء إِلَى الْجدر أَو إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ خل سَبِيل المَاء ". قَالَ: وَنزلت: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} الْآيَة.
(" ذكر من قَالَ: إِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي الْمُنَافِق واليهودي اللَّذين ذكرنَا أَمرهمَا ")

770 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الْوَهَّاب، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن عَامر فِي هَذِه الْآيَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى

(1/427)


الطاغوت} . قَالَ: كَانَ بَين رجل من الْيَهُود وَرجل من الْمُنَافِقين خُصُومَة، فَكَانَ الْمُنَافِق يَدْعُو إِلَى الْيَهُود؛ لِأَنَّهُ يعلم أَنهم يقبلُونَ الرِّشْوَة {وَكَانَ الْيَهُودِيّ يَدْعُو إِلَى الْمُسلمين؛ لِأَنَّهُ يعلم أَنهم لَا يقبلُونَ الرِّشْوَة. فاصطلحا أَن يتحاكما إِلَى كَاهِن من جُهَيْنَة} فَأنْزل الله فِيهِ هَذِه الْآيَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك} حَتَّى بلغ: {ويسلموا تَسْلِيمًا} .
771 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن عَامر فِي هَذِه الْآيَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك} . فَذكر نَحوه، وَزَاد فِيهِ: " فَأنْزل الله - تبَارك وَتَعَالَى - ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك - يَعْنِي الْمُنَافِق - وَمَا أنزل من قبلك - يَعْنِي الْيَهُودِيّ - يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت - يَقُول: إِلَى الكاهن - وَقد وَقد أمروا أَن يكفروا بِهِ ": أَمر هَذَا فِي كِتَابه، وَأمر هَذَا فِي كِتَابه: أَن يكفروا بالكاهن.
772 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن دَاوُد، عَن الشّعبِيّ، قَالَ: " كَانَت بَين رجل مِمَّن يزْعم أَنه مُسلم، وَبَين رجل من الْيَهُود خُصُومَة، فَقَالَ الْيَهُودِيّ: أحاكمك إِلَى أهل دينك أَو قَالَ: إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِأَنَّهُ قد علم أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يَأْخُذ الرِّشْوَة فِي الحكم، فاختلفا، فاتفقا

(1/428)


على أَن يأتيا كَاهِنًا فِي جُهَيْنَة. قَالَ: فَنزلت: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك - يَعْنِي الَّذِي من الْأَنْصَار - وَمَا أنزل من قبلك - يَعْنِي الْيَهُودِيّ - يريديون أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت - إِلَى الكاهن - وَقد أمروا أَن يكفروا بِهِ - أَمر هَذَا فِي كِتَابه، وَأمر هَذَا فِي كِتَابه - وتلا: وَيُرِيد الشَّيْطَان أَن يضلهم ضلالا بَعيدا} . وَقَرَأَ: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} إِلَى: {ويسلموا تَسْلِيمًا} .
773 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن عِيسَى، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} إِلَى قَوْله: {ويسلموا تَسْلِيمًا} .
قَالَ: " هَذَا الرجل الْيَهُودِيّ، وَالرجل الْمُسلم اللَّذَان تحاكما إِلَى كَعْب بن الْأَشْرَف ".
774 - حَدثنِي الْمثنى بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حُذَيْفَة، قَالَ: حَدثنَا شبْل، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد: مثله.

(1/429)


وَقد وَافق الزبير فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غَيره من أَصْحَابه.
(" ذكر بعض من حَضَرنَا ذكره مِنْهُم ")

775 - حَدثنِي عبد الله بن عُمَيْر الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن الزبير، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن دِينَار، عَن سَلمَة - رجل من ولد أم سَلمَة -: " أَن الزبير خَاصم رجلا إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقضى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير. فَقَالَ الرجل لما قضي للزبير: وَأَن كَانَ ابْن عَمَّتك! فَأنْزل الله - تبَارك وَتَعَالَى -: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك} إِلَى: {ويسلموا تَسْلِيمًا} .
(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ")

وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِأَن كل مَا أحدث الله - تبَارك وَتَعَالَى - خلقه مِمَّا لَا مَالك لَهُ من: غيث

(1/430)


أنزلهُ من السَّمَاء أَو مَاء فجره من حجر أَو جبل كَذَلِك أَو أَرض لَا مَالك لَهُ سوى الله - عز وَجل - فأحق النَّاس بِهِ السَّابِق إِلَيْهِ دون غَيره إِذا لم يُمكن جَمِيع من ورد عَلَيْهِ أَخذ حَاجته مِنْهُ فِي حَال وَاحِدَة، حَتَّى يَسْتَغْنِي عَنهُ السَّابِق إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ اسْتغنى عَنهُ بِأخذ حَاجته مِنْهُ، لم يكن لَهُ منع غَيره مِنْهُ؛ وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قضى للزبير فِي شراج الْحرَّة، أَن لَهُ أَن يحبس المَاء حَتَّى تروى أرضه بقوله لَهُ: يَا زبير احْبِسْ المَاء، حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر، وَإِنَّمَا يرى أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حد للزبير مَا حد لَهُ من قدر حبس ذَلِك؛ لِأَنَّهُ إِذا جلس قدر ذَلِك رويت أرضه ثمَّ أمره بإرسال المَاء بعد ذَلِك إِلَى جَاره، فَكَذَلِك الْوَاجِب من الْعَمَل على كل وَارِد ورد على مَاء أَو مَعْدن أَو ذهب أَو فضَّة أَو قار أَو نفط أَو ملح أَو غير ذَلِك من الْمَعَادِن الطاهرة المعمولة الَّتِي لَا مَالك لَهَا غير الله - تَعَالَى ذكره - الَّذِي خلقهَا فَسبق إِلَيْهَا غَيره، فَأَرَادَ الْعَمَل فِيهَا وَأخذ حَاجته مِنْهَا، وَلم يكن مُمكنا الْعَمَل فِيهَا إِلَّا بعض وَارِد بهَا دون الْجَمِيع: أَن يعْمل السَّابِق فِيهَا حَتَّى يَأْخُذ حَاجته مِنْهَا، فَإِذا هُوَ ترك الْعَمَل فِيهَا، وَأخذ حَاجته مِنْهَا فاستغنى عَنْهَا، أَلا يمْنَع غَيره الْعَمَل فِيهَا، وَلَكِن يخليها وَمن أَرَادَ الْعَمَل فِيهَا، وَأخذ حَاجته مِنْهَا، كَمَا أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزبير بإرسال المَاء الَّذِي أذن لَهُ فِي حَبسه حَتَّى تروى أرضه إِذا هُوَ اسْتغنى عَنهُ بري أرضه: إِلَى أَرض جَاره ليستقي مِنْهَا نَخْلَة، وتروى أرضه.
فَإِن قَالَ قَائِل: وَمَا دليلك على أَن المَاء الَّذِي قضى فِيهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا قضى فِيهِ بَين الزبير والأنصاري كَانَ من الْمِيَاه الَّتِي لَا مَالك لَهَا إِلَّا الله - جلّ ذكره - دون أَن يكون ذَلِك كَانَ عينا استنبطها الزبير والأنصاري، فَكَانَ الزبير أولى بهَا حَتَّى يروي أرضه، إِذْ كَانَت أرضه تلقاها مَاء تِلْكَ الْعين، قبل أَن تلقى أَرض الْأنْصَارِيّ كَمَا قَالَ بعض من أغفل معنى حكم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي

(1/431)


ذَلِك بَين الزبير والأنصاري، فَيكون ذَلِك حكما من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي كل جمَاعَة بَينهم نهر يلقى مَاؤُهُ أَرض بَعضهم قبل أَن تلقى غَيرهَا من أرضي شركائه، أَن يكون أَحَق بمائه حَتَّى تروى أرضه، ثمَّ كَذَلِك الَّتِي تَلِيهَا من الْأَرْضين حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِك إِلَى آخرهَا، فَيكون أهل كل أَرض هِيَ فَوق أُخْرَى مِمَّن لَهُ شرك فِي ذَلِك النَّهر أَحَق بمائه مِمَّن أرضه أَسْفَل مِنْهَا؟
قيل: دليلنا على أَن ذَلِك المَاء كَانَ من عُيُون السَّمَاء، وَمن السهول الَّتِي لَا مَالك لَهَا غير محدثها، وَأَنه لم يكن من عين استنبطها نفر بنفقاتهم، فَذَلِك بَينهم على قدر حُقُوقهم فِيهِ، لَيْسَ لأحد مِنْهُم منع أحد من شركائه فِيهِ حَقه مِنْهُ فِي وَقت من الْأَوْقَات، وَلَا سَاعَة من السَّاعَات، وَلَا لَهُ الاستئثار بمائه دون شركائه فِيهِ، وَلَا دون أحد مِنْهُم بِغَيْر رضاهم بِإِجْمَاع من الْجَمِيع.
وَفِي حكم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير بِحَبْس المَاء الَّذِي لَقِي أرضه قبل أَرض الْأنْصَارِيّ مَعَ مُنَازعَة الْأنْصَارِيّ إِيَّاه ذَلِك ومخاصمته إِيَّاه فِيهِ، حَتَّى يبلغ الْجدر أَو الْكَعْبَيْنِ: الْبَيَان الْبَين أَن ذَلِك كَانَ من مياه السُّيُول والأودية الَّتِي لَا مَالك لَهَا غير الله - تبَارك وَتَعَالَى - الَّتِي تحدث عَن الْعُيُون الَّتِي ينزلها الله - تَعَالَى ذكره - من سمائه أَو من دون الثلوج، لَا من الْعُيُون الَّتِي استنبطها أهل الْأَرْضين الَّتِي كَانَت مِنْهَا شربهَا؛ لِأَن ذَلِك لَو كَانَ من عين استخرجها الزبير والأنصاري أَو أَرْبَاب الْأَرْضين الَّتِي كَانَت تشرب من ذَلِك المَاء: لم يكن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليقضي للزبير بِحَبْس حق شَرِيكه فِيهِ لنَفسِهِ، وَمنع شَرِيكه فِيهِ حَقه مِنْهُ؛ لِأَن الله - تَعَالَى ذكره - كَانَ بَعثه بالإنصاف فِي الْأَخْذ للمظلوم من الظَّالِم، هُوَ الْقَائِل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا قدست أمة لَا يَأْخُذ ضعيفها من قويها حَقه، وَهُوَ غير متعتع ".

(1/432)


وَغير جَائِز أَن يُضَاف إِلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا الْعدْل والإنصاف. وَلَكِن ذَلِك كَانَ من الْمِيَاه الَّتِي وصفت صفتهَا، الَّتِي السَّابِق إِلَيْهَا يكون أَحَق بهَا من الْمَسْبُوق إِلَيْهَا، حَتَّى يقْضِي مِنْهَا حَاجته، فَإِذا خلى عَنْهَا أَو اسْتغنى: أطلقها لغيره، وَلم يكن لَهُ منع غَيره مِنْهَا بعد استغنائه عَنْهَا.
وَقد ورد بِبَيَان صِحَة مَا قلت من أَن قَضَاءَهُ الَّذِي قضى بِهِ بَين الزبير والأنصاري، كَانَ فِي مياه السُّيُول: خبر يُؤَيّد مَا بَينا من الدّلَالَة على صِحَّته، وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده بعض النّظر وَذَلِكَ مَا:
776 - حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة الضَّبِّيّ، قَالَ: أخبرنَا الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قضى فِي سيل المهزور أَن يمسك حَتَّى يبلغ الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ يُرْسل الْأَعْلَى إِلَى الْأَسْفَل ".

(1/433)


777 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي مَالك، عَن عبد الله بن أبي بكر، أَنه بلغه أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي سيل مهزور ومذينب: " يمسك حَتَّى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ يُرْسل الْأَعْلَى على الْأَسْفَل ".

(1/434)


فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن من قَوْلك أَن من سبق إِلَى مَاء سيل فحازه فِي حَوْض لَهُ أوجباه فِي وعَاء أَو بِئْر لَهُ، فَهُوَ أولى وأحق بِهِ من غَيره، وَلَيْسَ لأحد من النَّاس غلبته عَلَيْهِ، وَلَا غصبه إِيَّاه، إِذْ كَانَ تحوزه إِيَّاه فِي حَوْضه أَو وعائه قد صَار لَهُ ملكا، كَمَا يصير ملكا لَهُ مَا استخرج من الْمَعَادِن: من الْجَوَاهِر باستخراجه إِيَّاه، فَكيف أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزبير بإرسال المَاء إِلَى جَاره بعد بُلُوغه الْجدر، وَإِن كَانَ الْأَمر فِي ذَلِك كَالَّذي وَصفته من أَنه كَانَ من مياه السُّيُول والأودية {قيل: كَانَ أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزبير بذلك أَن الزبير لم يكن يجبي ذَلِك فِي حَوْض، وَلَا يقرنه فِي وعَاء لَهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يسْقِي مِنْهُ نخله، ويروي أرضه، فَلم يكن بِهِ إِلَيْهِ إِذا استغنت عَنهُ أرضه، وَرُوِيَ مِنْهُ نخله: حَاجَة، فَلم يكن لَهُ - وَلَا حَاجَة بِهِ إِلَيْهِ - مَنعه جَاره - وَبِه إِلَيْهِ حَاجَة - وَهُوَ لَهُ غير مَالك؛ بل كَانَ مَنعه إِيَّاه ذَلِك - لَو كَانَ مَنعه - فَاسِدا على أرضه وَأَرْض جَاره، وضررا عَلَيْهِمَا، وتحجرا مِنْهُ مَا قد أَبَاحَهُ الله - تَعَالَى ذكره - لخلقه، فَلذَلِك أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِإِطْلَاقِهِ بعد استغنائه عَنهُ لجاره}
(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر - أَعنِي خبر الزبير عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْغَرِيب ")

فَمن ذَلِك: قَول الزبير أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار فِي شراج من شراج الْحرَّة ": يَعْنِي الزبير بقوله: فِي شراج من الْحرَّة: فِي مجاري

(1/435)


المَاء من الْحرَّة إِلَى السهل. وَوَاحِد الشراج: شرج.
وَأما التلاع: فَإِنَّهَا مجاري المَاء من أعالي الأَرْض إِلَى بطُون الأودية؛ واحدتها: تلعة. وَقد قيل: إِن التلعة تكون: مَا ارْتَفع من الأَرْض، وَمَا انحدر مِنْهَا، وَكَانَ بَعضهم يَجْعَل ذَلِك من الأضداد.
وَمن التلاع قَول نَابِغَة ذبيان:
(عَفا حسم من فرتنى فالفوارع ... فجنبا أريك فالتلاع الدوافع)

وَأما الشواجن: فَإِنَّهَا بطُون الأودية، واحدتها: شاجنة.
وَمن ذَلِك قَول الطرماح بن حَكِيم:
(أَمن دمن بشاجنة الْحجُون ... عفت مِنْهَا الْمنَازل مُنْذُ حِين)

وَأما قَول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير: " اسْقِ ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالجدر الْجِدَار.
وَأما الْحرَّة: فَإِنَّهَا كل أَرض ملبس وَجههَا الْحِجَارَة. وَقد بَينا ذَلِك فِيمَا مضى قبل بشواهده.
وَأما قَول الزبير: فأحفظ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَول الْأنْصَارِيّ؛ فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: فأحفظ: فأغضب. وَمِنْه يُقَال: عِنْد الحفائظ تهتز الكتائف، يَعْنِي بِهِ: عِنْد الْأُمُور الَّتِي تورث الْغَضَب تهتز الكتائف من ذَوي الْأَرْحَام.

(1/436)


(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ")

778 - حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أبوزرعة وهب الله بن رَاشد، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن أبي صَخْر، أَن عبد الله بن عَطاء بن مسافع - مولى آل الزبير - أخبرهُ أَن عُرْوَة بن الزبير، أخبرهُ، أَنه طَاف بِالْبَيْتِ، هُوَ وَأَخُوهُ، فَإِذا رجال يطوفون بَين أَيْدِينَا، وهم يَقُولُونَ: بلغنَا أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ لي عبد الله بن الزبير: أَلا تسمع مَا يَقُول هَؤُلَاءِ يَا أخي؟ لقد أَخْبرنِي الزبير بن الْعَوام: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَقُول القَوْل فيمكث الزَّمَان، ثمَّ يَقُول قولا آخر ينْسَخ قَوْله الأول كَمَا ينْسَخ الْقُرْآن بعضه بَعْضهَا، وَإِن هَؤُلَاءِ يَتَكَلَّمُونَ بِهِ جَمِيعًا ".
(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ")

وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده ( {) وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين، سقيما غير صَحِيح لعلل:
إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه}

(1/437)


وَالثَّانيَِة: أَنه من رِوَايَة عبد الله بن عَطاء، عَن عُرْوَة. وَعبد الله بن عَطاء - عِنْدهم - غير مَعْرُوف فِي نقلة الْآثَار {
وَالثَّالِثَة: أَن أَبَا صَخْر - عِنْدهم - مِمَّن لَا يجوز الِاحْتِجَاج بنقله}
(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ")

وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان الْبَين لمن غفل أَن الْوَارِد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْآثَار فِي الْحَلَال وَالْحرَام والأقضية وَالْأَحْكَام غير جَائِز لمن لم يعلم ناسخه من منسوخه: الْعَمَل بِهِ إِلَّا بعد الْعلم بِهِ {
كَمَا غير جَائِز لمن قَرَأَ الْقُرْآن: الْعَمَل بِمَا فِيهِ من الْأُمُور وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام والأقضية وَالْأَحْكَام إِلَّا بعد علمه بناسخه ومنسوخه، إِذْ كَانَ الْمَنْسُوخ من ذَلِك محرما الْعَمَل بِهِ، والناسخ مِنْهُ فرضا الْعَمَل بِهِ.
وَكَانَ من جهل نَاسخ ذَلِك من منسوخه مَتى عمل بِشَيْء مِنْهُ على جهل مِنْهُ بِالَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَل بِهِ، وَالَّذِي عَلَيْهِ ترك الْعَمَل بِهِ: كَانَ غير مَأْمُون مِنْهُ التَّقَدُّم على مَا الْعَمَل بِهِ لله: مَعْصِيّة، وَترك الْعَمَل بِهِ لَهُ رضَا، وَعَلِيهِ فرض} فَإِن قَالَ قَائِل: فَهَذَا كتاب الله - جلّ وَعز - قد عرفنَا ناسخه من منسوخه بِبَيَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنا ذَلِك، فَأنى لنا بِمَعْرِِفَة نَاسخ أَحْكَام رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من منسوخه، وَذَلِكَ غير مَوْصُول إِلَى علمه إِلَّا بِنَقْل الروَاة: اخْتِلَاف أَوْقَات ذَلِك مُبينًا وَقت الْمَنْسُوخ من وَقت النَّاسِخ حَتَّى لَا يشكل على من ورد

(1/438)


ذَلِك عَلَيْهِ أمره {وَقد علمت أَن ذَلِك كَذَلِك قَلِيل فِيمَا ورد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْآثَار مَعَ كَثْرَة الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنهُ باخْتلَاف الْمعَانِي الَّتِي سَبِيلهَا سَبِيل النَّاسِخ والمنسوخ؟
قيل: إِنَّه لَا نَاسخ من سنته لمنسوخ مِنْهَا فِي شَيْء من الْحَلَال وَالْحرَام والأقضية وَالْأَحْكَام إِلَّا وَهُوَ مُبين - وَإِن أشكل على كثير مِمَّن ضعفت قوى أَسبَاب علمه بِأَحْكَام رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسننه وَجه مطلبه، وعزبت عَنهُ الْمعرفَة بِهِ - كَمَا إِنَّه لَا نَاسخ فِي الْقُرْآن لشَيْء من أَحْكَام الله - جلّ وَعز - فِيهِ وَلَا مَنْسُوخ إِلَّا وَهُوَ مُبين، وَإِن جهل علم ذَلِك كثير مِمَّن يتلوه ويقرأه}
فَإِن قَالَ: فَبين لنا الْوَجْه الَّذِي مِنْهُ يُوصل إِلَى علم ذَلِك؟
قيل: الْوَجْه الَّذِي مِنْهُ يُوصل إِلَى علمه هُوَ الْوَجْه الَّذِي مِنْهُ يُوصل إِلَى علم نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه: وَذَلِكَ هُوَ بَيَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَلِك لأمته، غير أَن الْأمة تنقل بَيَانه ذَلِك على سَبِيل مَا ينْقل بَيَانه: نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه؟ {
فَمِنْهُ: مَا يَنْقُلهُ الْوَاحِد الْعدْل أَو الْجَمَاعَة الَّتِي لَا يُوجب مجيئها الْعلم، وَلَا يقطع وُرُودهَا الْعذر، وَإِن لزم الْوَارِد ذَلِك عَلَيْهِ بوروده التَّصْدِيق بِهِ.
وَمِنْه: مَا يَنْقُلهُ من يُوجب وُرُوده - لمن ورد عَلَيْهِ - الْعلم بِمَا ورد بِهِ، وَيقطع مَجِيئه الْعذر: وَذَلِكَ نقل الْجَمَاعَة الَّتِي يَنْتَفِي عَنْهَا السَّهْو وَالْخَطَأ، وَيمْنَع من نقلهَا - فِيمَا نقلت - الْكَذِب}
فَإِن قَالَ: فَهَل من قَائِل من السّلف بِمثل قَوْلك فِي أَن من أَحْكَام رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَاسِخا ومنسوخا تذكره لنا؟
قيل: نعم!
779 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْعَلَاء بن الشخير:

(1/439)


" بِأَن حَدِيث نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ ينْسَخ بعضه بَعْضًا، كَمَا ينْسَخ الْقُرْآن بعضه بَعْضًا ".
780 - وَحدثنَا عَليّ بن مُسلم الطوسي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي فديك، عَن هِشَام بن سعد، عَن نَافِع، عَن عبد الله بن عمر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج إِلَى فنَاء، فجَاء الْأَنْصَار يسلمُونَ عَلَيْهِ، فَقلت لِبلَال: كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يرد حِين سلمُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: كَانَ يُشِير بِيَدِهِ ".

(1/440)


781 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سَلام بن أبي مُطِيع، قَالَ: سَمِعت قَتَادَة يَقُول: " حَدِيث رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينْسَخ بعضه بَعْضًا، كَمَا أَن الْقُرْآن ينْسَخ بعضه بَعْضًا ".
782 - حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن التِّرْمِذِيّ، قَالَ: حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، عَن ابْن لَهِيعَة، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن سَلمَة بن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمر بِالْأَمر فنعمل بِهِ، ثمَّ يَأْتِيهِ الْوَحْي بِغَيْر ذَلِك، وَقد مضى الأول، وَكَانَ يَأْمر بِالْأَمر فِيهِ الشدَّة، ثمَّ يكون من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيهِ رخصَة بعد ذَلِك ".
783 - حَدثنِي يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الحريث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن رجل، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، أَنه قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يسْأَل عَن الشَّيْء فيخبر بِرَأْيهِ، ثمَّ ينزل الْوَحْي بِنَقْض ذَلِك أَو بِغَيْرِهِ، فيخبر بِهِ، وَقد انْطلق الأول ".

(1/441)


(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار أَسمَاء ابْنة أبي بكر عَن الزبير بن الْعَوام عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ")

784 - حَدثنَا الزبير بن بكار الزبيرِي، قَالَ: حَدثنِي أَبُو غزيَّة مُحَمَّد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن مُصعب، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر، عَن جدَّتهَا أَسمَاء ابْنة أبي بكر الصّديق: " أَن الزبير بن الْعَوام مر بِمَجْلِس من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَحسان بن ثَابت ينشدهم من شعره، وهم غير نشاط لما يسمعُونَ مِنْهُ، فَجَلَسَ الزبير مَعَهم، ثمَّ قَالَ لَهُم: مَالِي أَرَاكُم غير آذنين لما تَسْمَعُونَ من شعر ابْن الفريعة؟ فَلَقَد كَانَ يعرض بِهِ لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيعجبه، وَيحسن إسماعه، ويجزل عَلَيْهِ ثَوَابه، وَلَا يشغل عَنهُ بِشَيْء.
فَقَالَ حسان فِي ذَلِك:
(أَقَامَ على عهد النَّبِي وهديه ... حواريه وَالْقَوْل بِالْفِعْلِ يعدل)

(أَقَامَ على منهاجه وَطَرِيقه ... يوالي ولي الْحق وَالْحق أعدل)

(1/442)


(هُوَ الْفَارِس الْمَشْهُور والبطل الَّذِي ... يصول إِذا مَا كَانَ يَوْم محجل)

(إِذا كشفت عَن سَاقهَا الْحَرْب حشها ... بأبيض سباق إِلَى الْمَوْت يرقل)

(وَإِن امْرأ كَانَت صَفِيَّة أمه ... وَمن أَسد فِي بَيتهَا لمرفل)

(لَهُ من رَسُول الله قربى قريبَة ... وَمن نصْرَة الْإِسْلَام مجد مؤثل)

(فكم كربَة ذب الزبير بِسَيْفِهِ ... عَن الْمُصْطَفى وَالله يُعْطي فيجزل)

(فَمَا مثله فيهم وَلَا كَانَ قبله ... وَلَيْسَ يكون الدَّهْر مَا دَامَ يذبل)

(ثناؤك خير من فعال معاشر ... وفعلك يَابْنَ الهاشمية أفضل)

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ")

وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده (!) وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل:
إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن الزبير، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ.
وَالثَّانيَِة: أَن الْمَعْرُوف من هَذَا الْخَبَر، عَن هِشَام بن عُرْوَة، إِنَّمَا هُوَ عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، وَبِغير هَذِه الْأَلْفَاظ؟
وَالثَّالِثَة: أَن عبد الله بن مُصعب - عِنْدهم - مِمَّن لَا يعْتَمد على نَقله.

(1/443)


(" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن هِشَام بن عَمْرو فخالفه فِي الْإِسْنَاد وَاللَّفْظ وَالْمعْنَى ")

785 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ، قَالَ: أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع لحسان منبرا فِي الْمَسْجِد يقوم عَلَيْهِ قَائِما يفاخر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو قَالَت ينافح عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَيَقُول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الله يُؤَيّد حسان بِروح الْقُدس بِمَا ينافح أَو يفاخر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

(1/444)


786 - وحَدثني بَحر بن نصر الْخَولَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن أبي الزِّنَاد، عَن أَبِيه وَهِشَام بن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع لحسان بن ثَابت منبرا ". ثمَّ ذكر نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ: " ينافح عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " وَلم يشك فِيهِ.
787 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى، قَالَ: أخبرنَا هشيم، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله.
(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ")

وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان الْبَين عَن أَن للرجل أَن يُعْطي الشَّاعِر الْعَطِيَّة على ذبه عَن عرضه من تعدى عَلَيْهِ بالظلم بِشعرِهِ وتحصينا لَهُ من لِسَانه، وَذَلِكَ أَن الزبير قَالَ فِي الْخَبَر الَّذِي روينَا عَنهُ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شعر حسان: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُعجبهُ وَيحسن إسماعه، ويجزل عَلَيْهِ الثَّوَاب، وَلَا يشغل عَنهُ بِشَيْء ".
فَأخْبر أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يجزل لحسان على شعره: الثَّوَاب، وَإِنَّمَا كَانَ إِجْزَاء لَهُ الثَّوَاب على شعره: إِمَّا فِيمَا

(1/445)


يمدحه وَالْمُؤمنِينَ بِهِ، وَإِمَّا فِيمَا يهجو بِهِ أعداءه، وأعداء الْمُؤمنِينَ من الْكفَّار.
فَإِذا كَانَ ذَلِك عَنهُ صَحِيحا، فَجَائِز لمن مدحه من الشُّعَرَاء فَصدق فِي مدحه إِيَّاه، أَو هجا عدوا لَهُ فَصدق فِي هجائه إثابته على شعره على سَبِيل مَا ذكرنَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ يَفْعَله بِحسان.
وَقد رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَن جمَاعَة من الْأَئِمَّة بِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِك أَخْبَار - وَإِن كَانَ - فِي إِسْنَاد بَعْضهَا نظر!
(" ذكر مَا حَضَرنَا من ذَلِك ")

788 - حَدثنِي عبد الله بن أبي زِيَاد الْقَطوَانِي، قَالَ: حَدثنَا زيد بن الْحباب، قَالَ: حَدثنَا الْمسور بن الصَّلْت، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا وقى بِهِ الرجل عرضه، كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة ". قُلْنَا

(1/446)


لجَابِر: وَمَا وقى بِهِ الْمَرْء عرضه؟ قَالَ: إِعْطَاء الشَّاعِر أَو ذِي اللِّسَان يتقى لِسَانه {
789 - وَحدثنَا عَمْرو بن عبد الحميد الإملي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو، عَن عِكْرِمَة، قَالَ: " أَتَى شَاعِر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " يَا بِلَال} اقْطَعْ عني لِسَانه {" فَأعْطَاهُ أَرْبَعِينَ درهما، وحلة. فَقَالَ: قطعت - وَالله} - لساني {قطعت - وَالله} - لساني! ".

(1/447)


790 - وحَدثني إِسْمَاعِيل بن سيف الْعجلِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَارِث بن سعيد، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جحادة، عَن مُحَمَّد بن عَليّ، قَالَ: " جَاءَ شَاعِر إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يمدحه {فَقَالَ: " يَا بِلَال} اقْطَعْ عني لِسَانه {" فَظن الْأَعرَابِي أَنه قد أَمر بِقطع لِسَانه} فَقَامَ يعدو. فَجعل يسْعَى خَلفه وَيَقُول: أَمرنِي رَسُول الله لَك بِخَير {قَالَ: فَمضى الْأَعرَابِي وَتَركه} ".
791 - وحَدثني إِسْمَاعِيل بن سيف، قَالَ: حَدثنَا عبد القاهر بن

(1/448)


السّري السّلمِيّ، قَالَ: شهِدت عمر بن عبد الْعَزِيز - وجاءه شَاعِر - فمدحه. فَقَالَ لَهُ عمر: مَا عندنَا الْيَوْم شَيْء {فولى الشَّاعِر. فَقَالَ عمر لجلسائه: " إِن كَانَ لِسَان مثل هَذَا يتقى} عَليّ بِالرجلِ {فَأتي بِهِ فَطرح إِلَيْهِ ثَوْبه} ".
792 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ، قَالَ: أخبرنَا شُعْبَة، قَالَ: " كَانَ سماك بن حَرْب إِذا كَانَ لَهُ إِلَى عَامل حَاجَة مدحه ببيتين، فَقضى حَاجته! ".
793 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة الشَّامي، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا ابْن عون، عَن مُحَمَّد، قَالَ: " قَالَ عمر لعبد

(1/449)


بني الحسحاس - حِين أنْشدهُ - كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا: لَو قلت كُله هَكَذَا لأعطيتك عَلَيْهِ! ".
794 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن ابْن عون، عَن مُحَمَّد: " أَن عمر لما بلغه قَول عبد بني الحسحاس: كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا: قَالَ: لَو كنت قلت كُله مثل هَذَا لأعطيتك عَلَيْهِ ".
(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْغَرِيب ")

وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: قَول الزبير: مَالِي أَرَاكُم غير آذنين لما تَسْمَعُونَ من شعر ابْن الفريعة؟ يَعْنِي بقوله: غير آذنين: غير مُسْتَمِعِينَ.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(إِن يسمعوا رِيبَة طاروا بهَا فَرحا ... مني وَمَا يسمعوا من صَالح أذنوا)

يَعْنِي بقوله: أذنوا: اسْتَمعُوا. وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا أذن الله لشَيْء كأذنه لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ".
يُقَال مِنْهُ: أذن الرجل لكذا: يَأْذَن لَهُ أذنا. وَمِنْه قَول عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:
(إِن همي فِي سَماع وَأذن ... )

(1/450)


(" ذكر مَا صَحَّ - عندنَا - سَنَده مِمَّا لم يمض ذكره من أَخْبَار عُرْوَة بن الزبير، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ")

795 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم وَأحمد بن مَنْصُور قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن كناسَة، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود ".
(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ")

وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل:

(1/451)


إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن الزبير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ.
وَالثَّانيَِة: أَنه من نقل ابْن كناسَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة. وَابْن كناسَة - عِنْدهم - مِمَّن لَا يحْتَج بحَديثه.
وَالثَّالِثَة: أَنه خبر قد حدث بِهِ عَن ابْن كناسَة: غير يَعْقُوب وَأحمد، فَجعله عَن عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن الزبير، وَلم يدْخل بَين عُثْمَان وَالزُّبَيْر: عُرْوَة وَعُثْمَان بن عُرْوَة لم يدْرك الزبير، وَلم يره.
(" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن ابْن كناسَة فَلم يدْخل بَين عُثْمَان وَالزُّبَيْر عُرْوَة ")

796 - حَدثنِي أَحْمد بن حَازِم الْغِفَارِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن كناسَة، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن الزبير قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب، وَلَا تشبهوا باليهود ".

(1/452)


وَقد وَافق الزبير فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله.
(" ذكر ذَلِك ")

797 - حَدثنِي عبيد بن إِسْمَاعِيل الْهَبَّاري، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، سمع أَبَا سَلمَة وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة - يبلغ بِهِ - النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَنه قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ".
798 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ سمع أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة - يبلغ بِهِ - النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ".
799 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يغيرون فخالفوهم ".

(1/453)


800 - وحَدثني سعيد بن الرّبيع الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَأبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة - يبلغ بِهِ - " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ".
801 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان ابْن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا تصبغ فخالفوهم ".
802 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يحدث عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا تصبغ فخالفوهم ".
803 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة، أخبرهُ، عَن أبي

(1/454)


هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ".
804 - وحَدثني ابْن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا عون بن عمَارَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود وَالنَّصَارَى ".
805 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عَبدة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو.
806 - وحَدثني عبيد بن أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْقرشِي، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود وَالنَّصَارَى ".

(1/455)


807 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْمُشْركين يبيضون لحاهم، فغيروا الشيب وخالفوهم ".
808 - وَحدثنَا عبد الحميد بن بَيَان القناد، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عبد الله، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب وخالفوا على الْيَهُود وَالنَّصَارَى ".
809 - وَحدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنِي إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْمَاعِيل الْمُؤَدب، عَن رشدين بن كريب، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تشبهوا بالأعاجم، وغيروا اللحى ".

(1/456)


810 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن خَليفَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب، وَلَا تشبهوا باليهود وَالنَّصَارَى ".
811 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عمر بن يُونُس اليمامي، قَالَ: حَدثنَا الْحباب، قَالَ: حَدثنِي أنس بن مَالك، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَقُول: " غيروا الشّعْر ".
(" القَوْل فِي الْبَيَان عَن هَذِه الْأَخْبَار ")

إِن قَالَ لنا قَائِل: مَا أَنْت قَائِل فِي هَذِه الْأَخْبَار: أصحاح هِيَ أَو سقيمة؟

(1/457)


فَإِن قلت: هِيَ سقيمة {
قيل لَك: وَمَا الَّذِي أسقمها، ورواتها معروفون غير مجهولين؟
وَإِن قلت: هِيَ صِحَاح}
قيل لَك: فَمَا معنى الْخَبَر الَّذِي:
812 - حدثكموه أَبُو بكر الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّد بن يزِيد الطرسوسي، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن عَمْرو، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من شَاب شيبَة فِي الْإِسْلَام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة، إِلَّا أَن ينتفها أَو يخضبها ".

(1/458)


813 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَأحمد بن الْوَلِيد قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: حَدثنَا الركين بن الرّبيع، قَالَ: سَمِعت الْقَاسِم بن حسان يحدث، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يكره تَغْيِير الشيب "؟ قيل: قد اخْتلف السّلف قبلنَا فِي تَغْيِير الشيب؟

(1/459)


وَمَا الِاخْتِيَار فِي ذَلِك: فَنَذْكُر اخْتلَافهمْ فِيهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله.
فَرَأى بَعضهم: أَن أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك ندب، وَأَن تَغْيِيره أولى من تَركه أَبيض!
(" ذكر من اخْتَار تَغْيِيره فَغَيره أَو رُوِيَ عَنهُ النّدب إِلَى التَّغْيِير ")

814 - حَدثنَا هناد بن السّري، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن حُصَيْن، عَن الْمُغيرَة بن شبيل، عَن قيس بن أبي حَازِم، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخرج إِلَيْنَا، وَكَأن لحيته ضرام العرفج من الْحِنَّاء والكتم ".
815 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن حُصَيْن، عَن الْمُغيرَة بن شبيل، عَن قيس بن أبي حَازِم، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخرج إِلَيْنَا، وَكَأن رَأسه ضرام عرفج من الْحِنَّاء والكتم ".

(1/460)


816 - وحَدثني عبد الله بن أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا عَبْثَر أَبُو زبيد، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن قيس بن أبي حَازِم، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخرج ولحيته وَرَأسه كَأَنَّهُمَا ضرام عرفج ".
817 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى، قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس " أَن أَبَا بكر خضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
818 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا همام بن يحيى، عَن قَتَادَة، قَالَ: قلت لأنس: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: لم يبلغ ذَاك! إِنَّمَا كَانَ شَيْئا فِي صدغيه، وَلَكِن أَبَا بكر خضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
819 - وَحدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى، قَالَا: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن حميد، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: " خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، وخضب عمر بن الْخطاب بِالْحِنَّاءِ ".

(1/461)


820 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن الْحَارِث، قَالَ: حَدثنَا حميد، قَالَ: " سُئِلَ أنس: أخضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: لم يشنه الشيب، وَلَكِن خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، وخضب عمر بِالْحِنَّاءِ ".
821 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن سُفْيَان، عَن حميد، عَن أنس، أَن أَبَا بكر وَعمر كَانَا يخضبان بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
822 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن ثَابت بن عبيد، عَن أبي جَعْفَر، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر، وَكَأن رَأسه ولحيته لَهب العرفج "!
823 - وحَدثني مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو يحيى الْحمانِي، عَن الْأَعْمَش، عَن ثَابت بن عبيد، عَن أبي جَعْفَر الْأنْصَارِيّ، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر كَأَن لحيته جمر الغضى ".

(1/462)


824 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا حميد، عَن أنس، قَالَ: " خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، وخضب عمر بِالْحِنَّاءِ بحتا ".
825 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، قَالَ: حَدثنَا جَعْفَر بن عون، قَالَ: أخبرنَا مسعر، عَن أبي عون، عَن شيخ من بني أَسد، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل كَأَن لحيته لهاب العرفج، شَيخا أَبيض خَفِيفا على نَاقَة لَهُ أدماء ".
826 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عبيد حَاجِب سُلَيْمَان، قَالَ حَدثنِي عقبَة بن وساج قَالَ: حَدثنِي أنس بن مَالك، قَالَ: " قدم علينا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَكَانَ أسن أَصْحَابه أَبُو بكر الصّديق - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم، ردد ذَلِك حَتَّى أقناها. قَالَ: ثمَّ لَقيته من الْغَد، فَسَأَلته، فَقلت: حَتَّى اسود؟ فَقَالَ أنس: لم أذكر سوادا ".

(1/463)


827 - وحَدثني مُحَمَّد بن حَفْص الوصابي أَبُو عبيد الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن حمير، قَالَ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة، أَن عقبَة بن وساج حَدثهُ، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: " قدم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمَدِينَة، وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
828 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا صغدي عمر بن سِنَان، عَن خَالِد، عَن مُحَمَّد، قَالَ: قلت لأنس بن مَالك: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِنَّه لم ير من الشيب إِلَّا. وَلَكِن قد خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

(1/464)


829 - وحَدثني ابْن مَرْزُوق، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سَلمَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَاشد، عَن مَكْحُول، عَن مُوسَى بن أنس، عَن أَبِيه، قَالَ: " لم يبلغ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الشيب مَا يخضب. وَلَكِن أَبَا بكر كَانَ يخضب رَأسه ويحنيه بِالْحِنَّاءِ والكتم، حَتَّى يقنو شعره ".
830 - حَدثنِي مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم المرءي، عَن مُحَمَّد بن رَاشد، عَن مَكْحُول، عَن مُوسَى بن أنس، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: " لم يبلغ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ثمَّ ذكر نَحوه.

(1/465)


831 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي وهب بن جرير، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن زِيَاد بن علاقَة، عَن رجل من قومه: " أَن أَبَا بكر كَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
832 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخضب ".
833 - وحَدثني إِسْحَاق بن وهب الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: أخبرنَا الْحَارِث بن عمر بن الْحَارِث الطَّاحِي، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو البخْترِي بن عبد الحميد الطَّاحِي " أَن عمر بن الْخطاب كَانَ يَأْمر بالخضاب بِالسَّوَادِ، وَيَقُول: هُوَ أسكن للزَّوْجَة، وأهيب فِي الْعَدو ".
834 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ، قَالَ: أخبرنَا سيف،

(1/466)


عَن فُضَيْل بن كثير، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس: " أَن عمر لما بنى بِأم كُلْثُوم، دخل عَلَيْهِ مَسْجِد الْمُهَاجِرين، فَكَانَت تحفته إيَّاهُم أَن صفر لحاهم بالملاب ".
835 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عُثْمَان - صَاحب الأكفان - قَالَ: حَدثنِي بشير بن سِبَاع، عَن ابْن أبي مليكَة: " أَن عُثْمَان بن عَفَّان، كَانَ يخضب بِالسَّوَادِ ".
836 - حَدثنِي عبد الْأَعْلَى بن وَاصل، قَالَ: حَدثنَا هدبة بن خَالِد الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي، عَن سوَاده بن حَنْظَلَة، قَالَ: " رَأَيْت عليا أصفر اللِّحْيَة ".

(1/467)


837 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع، عَن قيس مولى خباب، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن وَالْحُسَيْن يخضبان بِالسَّوَادِ ".
838 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن السّري بن كَعْب، قَالَ: " رَأَيْت الْحُسَيْن بن عَليّ وَاقِفًا على برذون قد خضب لحيته بالوسمة ".
839 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا إِسْحَاق يحدث عَن الْعيزَار بن حُرَيْث أَن الْحُسَيْن بن عَليّ كَانَ يخضب بالوسمة ".
840 - وحَدثني يحيى بن طَلْحَة الْيَرْبُوعي، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن زَاذَان، قَالَ: " رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ حِين أُتِي بِهِ ابْن زِيَاد،

(1/468)


وَهُوَ مخضوب بالوسمة ".
841 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن زَاذَان أبي مَنْصُور، قَالَ: " رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - حِين أُتِي بِهِ ابْن زِيَاد، وَهُوَ مخضوب بالوسمة ".
842 - حَدثنَا سعيد بن يحيى الْأمَوِي، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق، عَن أم إِسْحَاق ابْنة طَلْحَة، قَالَت: " خضب الْحسن وَالْحُسَيْن جَمِيعًا بِالسَّوَادِ " قَالَت: " وَكَانَت عِنْد الْحسن، ثمَّ خلف عَلَيْهَا الْحُسَيْن ".
843 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن أبي إِسْحَاق، عَن الْعيزَار بن حُرَيْث، قَالَ: " رَأَيْت الْحُسَيْن بن عَليّ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
844 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا حُصَيْن، عَن الشّعبِيّ: " سَأَلت ابْن عمر، عَن الخضاب بالوسمة؟ فَلم يعرفهَا. قَالَ: قلت: فبالحناء والكتم؟ قَالَ: فَقَالَ: ذَاك خضاب أهل تهَامَة ".

(1/469)


845 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن كُلَيْب بن وَائِل، قَالَ: " رَأَيْت ابْن عمر يصفر لحيته ".
846 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا عبد الْملك، عَن عَطاء، قَالَ: " سَأَلته عَن الخضاب بِالسَّوَادِ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَا رَأَيْت أحدا من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخضب بِالسَّوَادِ. إِنَّمَا كَانَ خضابهم بِالْحِنَّاءِ، وَهَذِه الصُّفْرَة ".
847 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن دَاوُد، عَن مُحَمَّد بن قيس، عَن أبي عون، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن وَالْحُسَيْن - رضوَان الله عَلَيْهِمَا - يخضبان بالوسمة ".
848 - وَحدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، قَالَ: رَأَيْت أنس بن مَالك، وَعبد الله بن أبي أوفى، وخضابهما أَحْمَر.
849 - وَحدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل،

(1/470)


قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك وَعبد الله بن أبي أوفى يخضبان بِالْحِنَّاءِ ".
850 - حَدثنِي مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر الْعَبْدي، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، قَالَ: " رَأَيْت عبد الله بن أبي أوفى وأنسا يخضبان بِالْحِنَّاءِ ".
851 - حَدثنِي يَعْقُوب بن ماهان، قَالَ: حَدثنَا الْقَاسِم بن مَالك، عَن شَقِيق بن أبي عبد الله، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك يصفر لحيته بورس ".
852 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله الْعَتكِي، قَالَ: " رَأَيْت أنسا مخضوبا بِالْحِنَّاءِ ".

(1/471)


853 - حَدثنِي زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن عبد الْملك بن عُمَيْر، قَالَ: " رَأَيْت الْمُغيرَة بن شُعْبَة يخضب بالصفرة ".
854 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن، عَن عبد الْملك، قَالَ: " رَأَيْت جرير بن عبد الله البَجلِيّ والمغيرة بن شُعْبَة يصبغان لحاهما بالصفرة ".
855 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا عُبَيْس بن مَيْمُون، قَالَ: حَدثنَا أَبُو المهزم، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: " رَأَيْته شَيخا مخضوب الرَّأْس واللحية بصفرة، عَلَيْهِ ثَوْبَان ممشقان أَو قَالَ مُمَصَّرَانِ ".

(1/472)


856 - حَدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن أم شبيب، قَالَت: " سَأَلت عَائِشَة عَن تسويد الشّعْر؟ فَقَالَت: وددت أَن عِنْدِي شَيْئا أسود بِهِ شعري "!
857 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن شُرَحْبِيل، قَالَ: حَدثنَا لَيْث بن سعد، عَن أبي عشانة، قَالَ: " رَأَيْت عقبَة بن عَامر يخضب بِالسَّوَادِ، وَيَقُول: نخضب أَعْلَاهَا وتأبى أُصُولهَا. قَالَ: وَكَانَ شَاعِرًا ".
858 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا يُوسُف بن عَمْرو التنيسِي، عَن ابْن لَهِيعَة، عَن أبي عشانة، قَالَ: " كَانَ عقبَة بن عَامر شَاعِرًا، وَكَانَ يخضب لحيته بِالسَّوَادِ، وَيَقُول:
(نسود أَعْلَاهَا وتأبى أُصُولهَا ... وَلَا خير فِي فرع إِذا فسد الأَصْل)

(1/473)


859 - حَدثنِي عَليّ بن مُسلم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن زهرَة بن معبد، عَن أَبِيه أَو عَن جده، قَالَ: " رَأَيْت عقبَة يخضب بِالسَّوَادِ ".
860 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: " رَأَيْت مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحَنَفِيَّة وَاقِفًا بِعَرَفَة عَلَيْهِ مطرف خَز مخضوب الرَّأْس واللحية بحمرة ".
861 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنِي أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن وَاسع، قَالَ: " رَأَيْت مُوسَى بن أنس يخضب بِالْحِنَّاءِ ".
862 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمر، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر، قَالَ:

(1/474)


" رَأَيْت بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ يصفر لحيته ".
863 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ الْبَاهِلِيّ، قَالَ: حَدثنِي معَاذ بن سقيط، قَالَ: " رَأَيْت الْحُسَيْن يصفر لحيته، وَكَانَ عطاؤه ثَمَانِي مائَة دِرْهَم ".
864 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا شبيب بن سليم الأسيدي، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن يصفر لحيته، وَلَيْسَ بِالْحِنَّاءِ "!
865 - حَدثنَا إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل، قَالَ: حَدثنَا يُوسُف بن الْحجَّاج الْحَنَفِيّ، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن يصفر لحيته ".
866 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا يُونُس، عَن الْحسن " أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا بالخضاب بِالسَّوَادِ ".
867 - وحَدثني أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي، قَالَ: حَدثنَا مَسَرَّة بن معبد، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو عبيد حَاجِب سُلَيْمَان، قَالَ: " رَأَيْت عَطاء بن يزِيد مصفرا لحيته ".

(1/475)


868 - وحَدثني أَبُو الْخطاب زِيَاد بن عبد الله الحساني، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الهدادي، قَالَ: " رَأَيْت عبد الله بن أبي مليكَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام مخضوبا بالحمرة ".
869 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، قَالَ: حَدثنَا مَيْمُون بن زيد، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سِنَان، قَالَ: " كَانَ عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس مَعنا بِالشَّام، وَكَانَت لَهُ لحية طَوِيلَة يخضبها بِالسَّوَادِ ".
870 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي الموال، قَالَ: " رَأَيْت مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ " يحمر لحيته وَرَأسه بِالْحِنَّاءِ، يخضب بِهِ، ويحمرهما. قَالَ: لم أره قطّ إِلَّا مخضوب الرَّأْس واللحية بِالْحِنَّاءِ. قَالَ عبد الرَّحْمَن: وَرَأَيْت أَبَا بكر بن حزم يصفر لحيته قدر مَا يُغير الشيب قَلِيلا ".
871 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا حكام بن سلم، عَن عَنْبَسَة، عَن الْعَلَاء بن مَحل، قَالَ: " رَأَيْت عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى يخضب بالصفرة، حَتَّى رَأَيْت أثر الصُّفْرَة فِي صَدره ".

(1/476)


872 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، قَالَ: " كَانَ أَبُو وَائِل يصفر لحيته ".
873 - وحَدثني يَعْقُوب قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا ابْن عون، قَالَ: " كَانُوا يسْأَلُون مُحَمَّدًا عَن الخضاب بِالسَّوَادِ؟ فَيَقُول: لَا أعلم بِهِ بَأْسا. قَالَ: وَكَانَ يُوسُف بن عبد الله يَجِيء، وَقد سودها، فَيَقُول: يَا عوراء {تخْطب إِن خطبت فَبين لَهُم} ".
874 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، قَالَ: " رَأَيْت الضَّحَّاك يخضب بِالْحِنَّاءِ ".
875 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن قَالَ: " رَأَيْت الشّعبِيّ فِي مَسْجِد مرو أَحْمَر الرَّأْس واللحية ".
876 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عبد الحميد، قَالَ: " رَأَيْت الشّعبِيّ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
877 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا

(1/477)


الْحُسَيْن، قَالَ: " رَأَيْت الشّعبِيّ فِي مَسْجِد مرو شَيخا أَحْمَر الرَّأْس واللحية، عَلَيْهِ سيف محلى، وَقدم على الْبَرِيد بَعثه ابْن هُبَيْرَة إِلَى مُسلم بن سعيد ".
878 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبيد الْمحَاربي، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن نَافِع الزيات، قَالَ: " كَانَ الشّعبِيّ يخضب بِالْحِنَّاءِ ".
879 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن زِيَاد الْعجلِيّ، وَعمر بن أبي زَائِدَة، قَالَا: " رَأينَا مُوسَى بن طَلْحَة يخضب بالوسمة ".
880 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان، قَالَ: " رَأَيْت مُوسَى بن طَلْحَة يخضب بالوسمة ".
881 - وحَدثني زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج بن نصير، قَالَ: قَالَ عمرَان بن زَائِدَة: " رَأَيْت مُوسَى بن طَلْحَة، وَهُوَ يخضب بِالسَّوَادِ. قَالَ: وَرَأَيْت أَبَا بردة بن أبي مُوسَى ".
882 - وَحدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل،

(1/478)


قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: " كَانَ قيس وشبل أَو شبيل يخضبان بصفرة ".
883 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا خَالِد الْحذاء، قَالَ: " كَانَ أَبُو قلَابَة يخضب بالوسمة، ثمَّ تَركهَا بعد ذَلِك ":
884 - وَحدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: " رَأَيْت الْأَحْنَف بن قيس يصفر لحيته ".
885 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا جَابر بن نوح، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه: " أَنه كَانَ يخضب رَأسه بِالْحِنَّاءِ والكتم ".
886 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبيد الْمحَاربي، قَالَ: سَمِعت عَمْرو بن صَفْوَان الْمُزنِيّ، وَقيل لَهُ: " رَأَيْت عُرْوَة بن الزبير يخضب بالوسمة؟ قَالَ: نعم ".
887 - وَحدثنَا الْحسن بن شبيب الْمكتب، قَالَ: حَدثنَا خلف بن خَليفَة، قَالَ: " حَملَنِي أبي على كَفه يَوْم عيد أضحى أَو فطر، فَقَالَ:

(1/479)


أما ترى الشَّيْخ؟ قلت: المصفر لحيته؟ قَالَ: نعم، ذَاك عَمْرو بن حُرَيْث صَاحب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
888 - حَدثنَا ابو كريب، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل، عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة، عَن حميد - رجل من قُرَيْش - قَالَ: " كَانَ طَاوس يخضب بصفرة. قَالَ: وَكَانَ طَلْحَة وزبيد يخضبان بالصفرة ".
889 - وحَدثني سلم بن جُنَادَة السوَائِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، قَالَ: حَدثنَا الْأَعْمَش، قَالَ: " رَأَيْت زيد بن وهب يصفر لحيته ".
890 - وَحدثنَا عبد الحميد بن بَيَان القناد، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، عَن مُحَمَّد بن أبي حميد، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن الْمسيب يخضب بصفرة ".
891 - وحَدثني مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي حميد، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن الْمسيب أصفر اللِّحْيَة ".

(1/480)


892 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن يمَان، قَالَ: " رَأَيْت جَعْفَر بن مُحَمَّد يصفر لحيته ".
893 - وَحدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا ضَمرَة بن ربيعَة، عَن رَجَاء بن أبي سَلمَة، قَالَ: " كَانَ عبَادَة بن نسي يخضب رَأسه بِالْحِنَّاءِ، ويصفر لحيته ".
894 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة " أَنه كَانَ يخضب بالوسمة ".
895 - حَدثنَا عَليّ بن مُسلم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، عَن شُعْبَة، قَالَ: " رَأَيْت عمر بن أبي سَلمَة يخضب بِالسَّوَادِ ".
896 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " فِي الخضاب بالوسمة؟ إِنَّمَا هِيَ بقلة، وَلم ير بهَا بَأْسا ".
897 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن سُفْيَان، عَن

(1/481)


حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " إِنَّمَا هِيَ بقلة، لَا بَأْس بهَا ".
898 - وَحدثنَا الْفضل بن الصَّباح، قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب بن النجار، قَالَ: " رَأَيْت يحيى بن أبي كثير، قبض على لحيته، فَقَالَ: مَا أحب أَنِّي سودتها، وَأَن لي بِكُل شَعْرَة دِينَارا، وَكَانَ أَحْمَر اللِّحْيَة ".
899 - وحَدثني أَبُو الْخطاب الحساني، قَالَ: حَدَّثتنِي عَائِشَة ابْنة رزين، قَالَت: " رَأَيْت يحيى بن أبي كثير اليمامي مخضوبا بحمرة ".
900 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن شَقِيق، قَالَ: " رَأَيْت يحيى بن أبي كثير يصفر لحيته بالورس ".
901 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، قَالَ: " كَانَ مَنْصُور يخضب بحمرة ".
902 - وَسمعت أَبَا حُسَيْن عبد الله بن أَحْمد بن يُونُس، يَقُول: " رَأَيْت حَمَّاد بن زيد، وَذهب بِي أبي إِلَيْهِ بِمَكَّة، وَهُوَ مخضوب الرَّأْس واللحية.
قَالَ: وَرَأَيْت أَبَا حُصَيْن مخضوب اللِّحْيَة بحمرة ".
واعتل مغيروا الشيب، والآمرون بتغييره من الْآثَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَعَ الَّذِي تقدم ذكرنَا رِوَايَته عَنهُ بِمَا:

(1/482)


903 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ الْبَاهِلِيّ وَعَمْرو بن عبد الحميد الإملي وَابْن الْمثنى، قَالُوا: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعمي، قَالَ: حَدثنَا مطر الْوراق، عَن أبي رَجَاء، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: " جِيءَ بِأبي قُحَافَة إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَأسه ولحيته، كَأَنَّهُمَا ثغامة بَيْضَاء، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بعض نِسَائِهِ حَتَّى تغيره "، فَذَهَبُوا بِهِ فحمروه ".
904 - وحَدثني مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن سعيد، قَالَ: حَدثنَا عبد الْعَزِيز الْعمي، عَن مطر، عَن أبي رَجَاء، عَن جَابر: " أَن أَبَا قُحَافَة جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَأسه ولحيته كَأَنَّهُمَا ثغامة بَيْضَاء، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بعض نِسَائِهِ حَتَّى تغيره، فَذَهَبُوا بِهِ فحمروها ".

(1/483)


905 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن جريج، عَن أبي الزبير الْمَكِّيّ، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " أُتِي بِأبي قُحَافَة يَوْم فتح مَكَّة، وَرَأسه ولحيته كالثغامة بَيَاضًا. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا هَذَا بِشَيْء، وَاجْتَنبُوا السوَاد ".

(1/484)


906 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا الْمُغيرَة بن مُسلم، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، قَالَ: " جِيءَ بِأبي قُحَافَة إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم فتح مَكَّة، كَأَن رَأسه ثغامة {فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا هَذَا الشيب، وَلَا تقربوه السوَاد ".
907 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن لَيْث، عَن أبي الزبير، عَن جَابر: أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أُتِي بِأبي قُحَافَة، وَكَأن رَأسه ولحيته ثغامة} فَقَالَ: " غيروا هَذَا، وجنبوه السوَاد ".
908 - حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي، قَالَ: حَدثنَا حسن بن دعامة، قَالَ: حَدثنَا عمر بن شريك، عَن أَبِيه، عَن أنس، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اختضبوا بِالْحِنَّاءِ؛ فَإِنَّهُ يسكن الزَّوْجَة، ويطيب الرّيح "!

(1/485)


909 - وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الصَّواف، قَالَ: حَدثنَا عمر بن الْخطاب السدُوسِي، عَن دفاع بن دَغْفَل السدُوسِي، عَن عبد الحميد بن صَيْفِي، عَن أَبِيه، عَن جده صُهَيْب الْخَيْر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن أحسن مَا اختضبتم بِهِ لهَذَا السوَاد: أَرغب لنسائكم، وأهيب لكم فِي صُدُور عَدوكُمْ "

(1/486)


910 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: سَمِعت ابْن أبجر يحدث عَن إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة، قَالَ: " أتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَعَ أبي وَله لمة بهَا ردع من حناء "!
911 - وحَدثني جَابر بن الْكرْدِي الوَاسِطِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله المخرمي، قَالَا: حَدثنَا أَبُو سُفْيَان، قَالَ: أخبرنَا الضَّحَّاك بن حمرَة، عَن غيلَان بن جَامع، عَن إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

(1/487)


912 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن إياد بن لَقِيط، قَالَ: حَدثنَا إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة، قَالَ: " انْطَلَقت مَعَ أبي نَحْو رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فرأيته، فَإِذا لَهُ وفرة بهَا ردع من حناء ".
913 - وحَدثني عَليّ بن عبد الله الدهان، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل بن صَالح أَبُو جميلَة، عَن عبد الله بن موهب، قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: وَسَأَلَهُ رجل: " هَل خضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: نعم، حمرا مثل الدَّم ".
914 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا سَلام بن أبي مُطِيع، عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، قَالَ: " دخلت على أم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخرجت إِلَيْنَا شعرًا من شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخضوبا بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

(1/488)


915 - وَحدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن عبد الْملك بن عُمَيْر، عَن إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة التَّمِيمِي، قَالَ: " دخلت على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَرَأَيْت الشيب أَحْمَر ".
916 - حَدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل، قَالَ: أخبرنَا إِسْرَائِيل، قَالَ: أخبرنَا عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، قَالَ: " كَانَ عِنْد أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ جلجل من فضَّة فِيهِ شَعرَات من شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَكَانَ إِذا أصَاب إنْسَانا عين أَو اشْتَكَى بعث بِإِنَاء فخضخض فِيهِ، ثمَّ شربه، وَتَوَضَّأ مِنْهُ، فَبَعَثَنِي أَهلِي بِإِنَاء، قَالَ: فَذَهَبت فاطلعت فِيهِ، فَإِذا فِيهِ شَعرَات حمر ".
917 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن أبي طَالب، قَالَ: حَدثنَا مُعلى بن أَسد، قَالَ: حَدثنَا سَلام - يَعْنِي ابْن أبي مُطِيع - عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، قَالَ: " أخرجت إِلَيّ أم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شعرًا مخضوبا بِالْحِنَّاءِ والكتم، فَقَالَت: هَذَا شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

(1/489)


918 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن بكر، عَن الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن العجلان، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن ابْن جريج، قَالَ: قلت لعبد الله بن عمر: أَرَأَيْت تصفيرك لحيتك؟ فَقَالَ: " إِنِّي لم أر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يغيرها بِغَيْر ذَلِك ".
919 - حَدثنِي الْحسن بن الْجُنَيْد، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن مسلمة، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن عبيد بن جريج، قَالَ: قلت لعبد الله بن عمر: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن! رَأَيْتُك تسْتَحب أَن تصفر لحيتك؟ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر ويستحبها ".

(1/490)


920 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: أخبرنَا الْمُعْتَمِر، قَالَ: سَمِعت عبيد الله، عَن سعيد بن أبي سعيد، عَن [ابْن] جريج أَنه قَالَ: " قلت لعبد الله: رَأَيْتُك تصفر لحيتك؟ فَقَالَ لَهُ عبد الله: " إِنِّي رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر لحيته {".
[قَالَ أَبُو جَعْفَر: هَذَا هُوَ عبيد بن جريج، وَكَانَ روميا مولى] .
921 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبرنِي زيد بن أسلم، أَن عبد الله بن عمر كَانَ يصفر لحيته بالخلوق} فَقيل لَهُ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن {إِنَّك تصفر لحيتك بالخلوق؟} قَالَ " إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر لحيته، وَلم يكن شَيْء من الصَّبْغ أحب إِلَيْهِ مِنْهَا ".

(1/491)


922 - وحَدثني زَكَرِيَّا بن أبان الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو صَالح، قَالَ: حَدثنِي اللَّيْث، قَالَ: حَدثنِي هِشَام، عَن زيد بن أسلم، قَالَ: " إِن رجلا قَالَ لعبد الله بن عمر: رَأَيْتُك تحب الصُّفْرَة، وَتَصْفَر لحيتك؟ {قَالَ: إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ أحب الطّيب إِلَيْهِ الصُّفْرَة ".
923 - حَدثنِي الْقَاسِم بن بشر بن مَعْرُوف، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن خَالِد العثماني، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن أنس، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخضب بالصفرة ".
924 - وحَدثني أَبُو الْخطاب الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا صَالح بن زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن دِينَار، قَالَ: " رَأَيْت ابْن عمر يصفر لحيته} فَقلت: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن! مَا لي أَرَاك تصفر لحيتك؟ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر ".

(1/492)


925 - وحَدثني إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد، عَن عبد الله بن عبد الْملك الفِهري، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن أبي بكر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اخضبوه - يَعْنِي أَبَا قُحَافَة - وَلَا تقربوه السوَاد ".
926 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن لَهِيعَة، عَن خَالِد بن أبي عمرَان، عَن سعد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة، أَنه سمع أنس بن مَالك يخبر قَالَ: " دخلت يهود على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَأَلَ عَنْهُم؟ فَقَالُوا: يهود يَا رَسُول الله {وهم لَا يصبغون الشّعْر؟} فَقَالَ: " غيروا سِيمَا الْيَهُود، وَلَا تغيرُوا بسواد "!
927 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن عبيد، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَة يحدث: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

(1/493)


928 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، قَالَ: سَأَلت أَبَا جَعْفَر: " هَل كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خضب؟ قَالَ: كَانَ مس شَيْئا من حناء وكتم ".
929 - وحَدثني نصر بن عبد الرَّحْمَن الأودي، قَالَ: حَدثنَا هشيم بن أبي ساسان، عَن سدير بن حَكِيم، بن صُهَيْب، قَالَ: " دخلت أَنا وَأبي وجدي {الْحمام بِالْمَدِينَةِ، فَإِذا عَليّ بن الْحُسَيْن فِيهِ} فَقَالَ: يَا شيخ {مَا مَنعك أَن تخضب؟ قَالَ: قد رَأَيْت من هُوَ خير مِنْك لَا يخضب} قَالَ: وَمن ذَلِك الَّذِي هُوَ خير مني؟ {قَالَ: عَليّ بن أبي طَالب} قَالَ: قد خضب خير من عَليّ بن أبي طَالب! رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
930 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيغ الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا كهمس، عَن ابْن بُرَيْدَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن أحسن مَا غيرتم بِهِ الشيب: الْحِنَّاء والكتم. قَالَ: فَقَالَ أَبُو مَسْعُود: هَل كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

(1/494)


خضب؟ قَالَ: نعم ".

(1/495)