البدر التمام بما صح من أدلة الأحكام

كتاب الصلاة
باب المواقيت
60 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظل الرَّجُل كطوله، ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفرَّ الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» رواه مسلم وله من حديث بريدة - في العصر -: «والشمس بيضاءُ نقيَّة» ومن حديث أبي موسى: «والشمس مرتفعةُ».
61 - عن أبي برزة الأسلميَّ - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلّى العصر، ثم يرجع أحدنا إلى رحله في المدينة والشمس حيّةٌ، وكان يستحبُّ أن يؤخّر من العشاء، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداةِ حين يعرفُ الرَّجُلُ جليسه، وكان يقرأ بالستين إلى المئة» متفق عليه وعندهما من حديث جابر: «والعشاء أحياناً يقدِّمُها، وأحياناً يؤخرُها، إذا رآهم اجتمعوا عجَّل وإذا رآهم أبطؤُوا أخَّر، والصبح كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصليها بغلس» ولمسلم من حديث أبي موسى: «فأقام الفجر حين انشق الفجر، والناس لا يكاد يعرِف بعضهم بعضاً».
62 - عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «كنّا نصلي المغرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله» متفق عليه.


63 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ بالعشاء حتى ذهبت عامَّة الليل، ثم خرج فصلّى، وقال: «إنه لوقتها، لو لا أن أشق على أمتي» رواه مسلم.
64 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اشتدَّ الحر فابردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم» متفق عليه.
65 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومنْ أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر» متفق عليه. ولمسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها نحوه، وقال: «سجدةً» بدل «ركعة» ثم قال والسجدةُ إنما هي الركعة.
66 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس» متفق عليه ولفظ مسلم «لا صلاة بعد صلاة الفجر» وله عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه، ثلاث ساعات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهانا أن نصلي فيهنَّ وأن نقبر فيهنَّ موتانا: حين تطلع الشمس بازغةً حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس، وحين تتضيَّف الشمس للغروب».
67 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أفضل: قال «الصلاة لوقتها» أخرجه البخاري ومسلم.

باب الأذان
68 - عن أبي محذورة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «علَّمهُ الأذان، فذكر فيه الترجيع» أخرجه مسلم.


69 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أُمِرَ بلالٌ أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة» يعني: قوله: «قد قامت الصلاة» متفق عليه ولم يذكر مسلم الاستثناء.
70 - عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العيدين من غير مرةٍ ولا مرتين، بغير أذانٍ ولا إقامةٍ» رواه مسلم، ونحوه في المتفق عليه عن ابن عباسٍ وغيره.
71 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه -، في الحديث الطويل في نومهم عن الصلاة: «ثم أذن بلالٌ، فصلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما كان يصنعُ كل يوم» رواه مسلم وله عن جابر - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى المزدلفة، فصلَّى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين» وله عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بإقامةٍ واحدةٍ» وللبخاري عنه «جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بجمع كل واحدةٍ منهما بإقامةٍ ولم يسبح بينهما».
72 - عن ابن عمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم قالا: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابنُ أمَّ مكتوم». وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. متفق عليه.
73 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن» متفق عليه. وللبخاري عن معاوية - رضي الله عنه - مثله. ولمسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في فضل القول كما يقول المؤذن كلمةً كلمةً سوى الحيعلتين فيقول: «لا حول ولا قوّة إلا بالله».


74 - عن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم» أخرجه البخاري.

بابُ شروط الصلاة
75 - عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إن كان الثوبُ واسعاً فالتحف به» يعني في الصلاة ولمسلم: «فخالف بين طرفيه، وإن كان ضيقاً فاتزرْ به» متفق عليه. ولهما من حديث أبي هريرة: «لا يُصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيءٌ».
76 - عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلٍّي على راحلته حيث توجهت به» متفق عليه، زاد البخاري «يؤمئُ برأسه، ولم يكن يصنعه في المكتوبة».
77 - عن أبي مرثد الغنويِّ - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها» رواه مسلم.
78 - عن معاوية بن الحكم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءةُ القرآن» رواه مسلم.
79 - عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: «إن كُنَّا لنتكلم في الصلاة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يُكلِّمُ أحدنا صاحبه بحاجته، حتى نزلت: [حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لله قَانِتِينَ] {البقرة:238}» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
80 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء» متفق عليه زاد مسلم: «في الصلاة».


81 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو حاملٌ أمامة بنت زينب، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها» متفق عليه. ولمسلم: «وهو يؤُمُّ الناس في المسجد».


بابُ سترَةِ المُصلِّي
82 - عن أبي جهيم بن الحارث - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلم المارُ بين يدي المصلِّي ماذا عليه من الإثم لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمُرَّ بين يديه» متفق عليه واللفظ للبخاري.
83 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةِ تبوك عن سُترةِ المُصلِّي، فقال «مثل مؤْخِرة الرَّحل» أخرجه مسلم.
84 - عن أبي ذَرِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقطع صلاة المرءٍ المسلم - إذا لم يكن بين يديه مثل مؤَخرة الرَّحل - المرأةُ والحمار والكلب الأسود» الحديث. وفيه: «الكلب الأسود شيطان» أخرجه مسلم.
85 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلَّى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفعه، فإن أبى فليُقاتله، فإنما هو شيطان» متفق عليه، وفي رواية: «فإنَّ معه القرين».

بابُ الحثِّ على الخشوع في الصلاة
86 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُصلِّي الرًّجُلُ مُخْتصِراً» متفق عليه. واللفظ لمسلم، ومعناهُ أن يجعل يَدَهُ على خاصرته وفي البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها: «أن ذلك فِعلُ اليهود».
87 - عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قُدِّم العشاء فابدءُوا به قبل أن تُصَلُّوا المغرب» متفق عليه.


88 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصلاة، فقال: «هُوَ اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد» رواه البخاري.
89 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربَّهُ فلا يبصقنَّ بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن شماله تحت قَدَمِهِ» متفق عليه وفي رواية «أو تحت قَدَمِهِ».
90 - وعنه - رضي الله عنه - قال: كان قرامٌ لعائشة رضي الله تعالى عنها، سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أميطي عنَّا قرامكِ هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي» رواه البخاري. واتَّفَقَا على حدِيْثَها في قصة أنبجانية أبي جهم، وفيه: «فإنها ألهتني عن صلاتي».
91 - عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لينتهيّنًّ أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولا ترجِعُ إليهم» رواه مسلم.
92 - وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان» رواه مسلم.
93 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «التَّثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» رواه مسلم.

بابُ المساجد
94 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» متفق عليه وزاد مسلم «والنصارى». ولهما من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها:


«كانوا إذا مات فيهم الرَّجُلُ الصالح بنوا على قبره مسجداً». وفيه: «أولئك شرار الخلق».
95 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيْلاً، فجآءت بِرَجلٍ فربطوه بسارية من سوارِ المسجد»، الحديث متفق عيه.
96 - وعنه - رضي الله عنه - قال: «أن عمر مرَّ بحسَّان ينشد في المسجد، فَلَحَظ إليه. فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك» متفق عليه.
97 - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردَّها الله عليك فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا» رواه مسلم.
98 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «أُصيب سعد يوم الخندق، فضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيمةٌ في المسجد، ليعوده من قريب» متفق عليه.
99 - وعنها رضي الله تعالى عنها قالت: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسترني، وأنا أنظر إلى الحبشةِ يلعبون في المسجد» الحديث. متفق عليه.
100 - وعنها رضي الله تعالى عنها قالت: «إن وليدةً سوداء كان لها خباءٌ في المسجد، فكانت تأتيني، فتحدث عندي» متفق عليه.
101 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البُصاق في المسجد خطيئةٌ وكفارتها دفْنُها» متفق عليه.
102 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يُصلِّي ركعتين» متفق عليه.

باب صِفَةُ الصلاة


103 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل في صلاتك كلها» أخرجه البخاري.
104 - عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه -، قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبَّر جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهرهُ فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كلٌّ فقارٍ مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدَّم رجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته» أخرجه البخاري.
105 - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: [إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ] {الأنعام:79}. - إلى قوله: [مِنَ المُسْلِمِينَ] اللهم أنت الملِكُ لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك - إلى آخره» رواه مسلم، وفي رواية لهُ إنّ ذلك في صلاة الليل.
106 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر للصلاة سكت هنيهةً قبل أن يقرأ، فسألته فقال: أقول: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أغسلني من


خطاياي بالماء والثلج والبرد» متفق عليه.
107 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة [الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ]، وكان إذا ركع لم يُشخِص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً، وإذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالساً، وكان يفرش رجلهُ اليسرى وينصب اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم» أخرجه مسلم، وله علّهُ.
108 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع» متفق عليه. ولمسلم عن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - نحو حديث ابن عمر، لكن قال: «حتى يحاذي بهما فروع أذنيه».
109 - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن» متفق عليه.
110 - عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكرٍ وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بـ[الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ] متفق عليه. و زاد مسلم لا يذكرون [بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ] في أول القراءة ولا في آخرها.
111 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحياناً، ويطول الركعة الأولى ويقرأ في الآخريين بفاتحة الكتاب» متفق عليه.
112 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كُنَّا نحرُز قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


في الظهر والعصر، فحرزنا قيامهُ في الركعتين الأوليين من الظهر قدر [الم (1) تَنْزِيلُ] {السجدة: 1 - 2}، وفي الأُخريين قدر النِّصف من ذلك، وفي الأوليين من العصر، على قدر الأُخريين من الظهر، والأُخريين على النِّصف من ذلك» رواه مسلم.
113 - عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يقرأ في المغرب بالطور» متفق عليه.
114 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة [الم (1) تَنْزِيلُ] السجدة، و [هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ] {الإنسان:1}. متفق عليه
115 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا وإني نهيتُ أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً فأما الركوع فعظموا فيه الرَّبَّ وأمّا السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمنٌ أن يستجاب لكم» رواه مسلم.
116 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» متفق عليه.
117 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع ثم يقول: «سمع الله لمن حمده»، حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم: «ربنا ولك الحمد»، ثم يكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، يكبر حين يرفع، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس» متفق عليه.


118 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملءَ السموات والأرض، وملءَ ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد - وكلنا لك عبد - اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجد منك الجد» رواه مسلم.
119 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة - وأشار بيده إلى أنفه واليدين - والركبتين وأطراف القدمين» متفق عليه.
120 - عن عبد الله بن بحينة - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلَّى وسجد فرَّج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه» متفق عليه.
121 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك» رواه مسلم.
122 - عن مالك بن الحويرث: - رضي الله عنه - «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي، فإذا كان في وترٍ من صلاته لم ينهض، حتى يستوى قاعداً» رواه البخاري.
123 - عن أنس - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت شهراً بعد الركوع يدعو على أحياءٍ من أحياءٍ العرب، ثم تركه» متفق عليه.
124 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قعد للتشهد وضع يدهُ اليسرى على ركبته اليسرى، واليمنى على اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين وأشار بإصبعه السبابة» رواه مسلم وفي رواية له: «وقبض أصابعهُ كلها وأشار بالتي تلي الإبهام».


125 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: التفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إذا صلَّى أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو» متفق عليه، واللفظ للبخاري. ولمسلم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمُنا التشهد: «التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله» إلى آخره.
126 - عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال بشير بن سعد: يا رسول الله، أمرنا الله أن نسلِّم عليك، فكيف نصلي عليك؟ فسكت؟ ثم قال: قولوا: «اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما علمتم» رواه مسلم.
127 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال» متفق عليه، وفي رواية لمسلم: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير».
128 - عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاء أدعُو به في الصلاة قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم» متفق عليه.


129 - عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دُبُر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ» متفق عليه.
130 - عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ بهنَّ دُبُرَ كل صلاة: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر» رواه البخاري.
131 - عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً، وقال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» رواه مسلم.
132 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «منْ سبح الله دُبُر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع تسعون، وقال تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير غفرت له خطاياه ولو كانت، مثل زبد البحر» رواه مسلم. في رواية أخرى: «أن التكبير أربع وثلاثون» من حديث كعب بن عجرة - رضي الله عنه -.
133 - عن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلُّوا كما رأيتُمُوني أُصلِّي» رواه البخاري.
134 - عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ، وإلا فأوم» رواه البخاري.


باب سجود السهو وغيره
135 - عن عبد الله بن بحينة - رضي الله عنهم - قال: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين، ولم يجلس فقام الناس معه، حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبَّر وهو جالس وسجد سجد تين قبل أن يسلم، ثم سلَّم» أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري وفي رواية لمسلم: «يكبِّر في كل سجدة وهو جالس وسجد الناس معه، مكان ما نسي من الجلوس».
136 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشيِّ ركعتين، ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد، فوضع يدهُ عليها وفي القوم أبو بكر وعُمر، فهاباه، أن يكلماه، وخرج سرعان الناس، فقالوا: أقصرت الصلاة، ورجلٌ يدعوه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذا اليدين، فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: «لم أنس ولم تقصر»، قال: بلى قد نسيت، فصلَّى ركعتين ثم سلم، ثم كبَّر، فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبَّر، ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبَّر» متفق عليه، واللفظ للبخاري وفي رواية مسلم: «صلاة العصر» وفي الصحيحين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «أحقٌ ما يقول» قالوا: نعم.
137 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا شك أحدكم في صلاة فلم يدرِكم صلَّى أثلاثاً أم أربعاً؟ فليطرح الشك، وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلَّى خمساً شفعن له صلاته وإن كان صلَّى تماماً كانتا ترغيماً للشيطان» رواه مسلم.


138 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما سلَّم قيل له: يا رسول الله أحدث في الصلاة شيءٌ؟ قال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت كذا وكذا قال: فثنى رجليه، واستقبل القبلة فسجد سجدتين، ثم سلَّم، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «إنه لو حدث في الصلاة شيءٌ أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلُكُم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين» متفق عليه وفي رواية للبخاري: «فليتم، ثم يسلم ثم يسجد» ولمسلم: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام».
139 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سجدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في [إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ] و [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ] رواه مسلم.
140 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: [ص] ليست من عزائم السجود، وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها» رواه البخاري.
141 - وعنه رضي الله تعالى عنهما قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - «سجد بالنجم» رواه البخاري.
142 - عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «قرأتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - النجم، فلم يسجد فيها» متفق عليه.
143 - عن عمر - رضي الله عنه - قال: «يا أيها الناس؛ إنا نمرُّ بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه» رواه البخاري.

بابُ صلاة التطوُّع
144 - عن ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سل» فقلت: أسالك مرافقتك في الجنة، فقال: «أو غير ذلك؟»


فقلتُ: هو ذاك قال: «فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود» رواه مسلم.
145 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «حفظت من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصُّبح» متفق عليه وفي رواية لهما: «وركعتين بعد الجمعة في بيته». ولمسلم: «كان إذا طلع الفجر لا يصلِّي إلا ركعتين خفيفتين».
146 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - على شيءٍ من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر» متفق عليه. ولمسلم: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها».
147 - عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من صلَّى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهنَّ بيتٌ في الجنة» رواه مسلم وفي رواية: «تطوعاً».
148 - عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلُّوا قبل المغرب، صلُّوا قبل المغرب» ثم قال في الثلاثة: «لمن شاء»، كراهية أن يتخذها الناس سُنَّة» رواه البخاري ولمسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلِّي ركعتين بعد غروب الشمس وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرانا، فلم يأمرنا ولم ينهنا».
149 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح، حتى إني أقول اقرأ بأم الكتاب» متفق عليه.
150 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر [قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ] و [قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ] رواه مسلم.


151 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى ركعتي الفجر اضطجع على شقِه الأيمن» رواه البخاري.
152 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلَّى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى» متفق عليه.
153 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل» أخرجه مسلم.
154 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حُسنٍهنَّ وطولهنَّ ثم يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة فقلت: يا رسول الله أتنامُ قبل أن توتر؟ قال: «يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي» متفق عليه. وفي رواية لهما عنها رضي الله تعالى عنها كان يصلي من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع ركعتي الفجر فتلك ثلاث عشرة.
155 - وعنها رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيءٍ إلا في آخرها.
156 - وعنها رضي الله تعالى عنها قالت: «من كل الليل قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهى وترُهُ إلى السَّحر» متفق عليه.
157 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل» متفق عليه.


158 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجعلُوا آخر صلاتكم بالليل وتراً» متفق عليه.
159 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أوترُوا قبل أن تصبحوا» رواه مسلم.
160 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودةٌ وذلك أفضل» رواه مسلم.
161 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي الضُّحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله» رواه مسلم وله عنها رضي الله تعالى عنها أنها سُئلت: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي الضُّحى؟ قالت: لا إلا أن يجيءَ من مغيبه. وله عنها رضي الله تعالى عنها: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي سجدة الضُّحى قطُّ، وإني لأسبِّحُها.


بابُ صلاة الجماعة والإمامة
162 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة» متفق عليه. ولهما عن أبي هريرة: «بخمس وعشرين جزءاً» وكذا للبخاري عن أبي سعيد الخدري، وقال: «درجة».
163 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيُحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجالٍ لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مِرْماتين حسنتين لشهد العشاء» متفق عليه، واللفظ للبخاري
164 - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» متفق عليه.
165 - وعنه - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ أعمى فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائدٌ يقودُني إلى المسجد، فرخص له فلما ولَّى دعاه فقال: «هل تسمع النداء بالصلاة؟» قال: نعم، قال: «فأجب» رواه مسلم.
166 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: سقط النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فرسٍ فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة، فصلَّى بنا قاعداً، فصلينا وراءهُ قعوداً، فلما قضى الصلاة، قال: «إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبَّر فكبروا وإذا سجد، فاسجُدوا، وإذا رفع فارفعوا وإذا


قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا ربّنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعداً، فصلُّوا قعوداً أجمعين» أخرجه البخاري ومسلم.
167 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخراً فقال: «تقدموا، فَائْتمُّوا بي، وليأتمَّ بكُم من بعدكم» رواه مسلم.
168 - عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال احتجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجرةً مخصَّفةً فصلَّى فيها، فتتبع إليه رجالٌ وجاءُوا يصلون بصلاته، الحديث وفيه: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» متفق عليه.
169 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: صلَّى معاذُ بأصحابه العشاء، فطوَّل عليهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «أتريد أن تكون يا معاذ فتَّاناً إذا أممت الناس فاقرأ بـ[وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا] و [سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى] و [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ] و [وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى]» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
170 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها، في قصة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس وهو مريض، قالت: فجاء حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً يقتدي أبو بكر بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر, متفق عليه.
171 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أمَّ أحدكم الناس فلْيُخفف فإن فيهم الصَّغير والكبير والضعيف وذا الحاجة، فإذا صلَّى وحده فليصل كيف شاء» متفق عليه.
172 - عن عمرو بن سلمة - رضي الله عنه - قال: قال أبي جئتكم من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقاً، قال: «فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم


أكثركم قرآناً» قال: فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآناً منِّي، فقدموني وأنا ابنُ ستِّ أو سبع سنين. رواه البخاري.
173 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسُّنة، فإن كانوا في السُّنة سواءً فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواءً فأقدمهم سِلْماً، ـ وفي رواية ـ «سناً» ولا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه» رواه مسلم.
174 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» رواه مسلم.
175 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «صلَّيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ فقمت عن يساره، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأسي من ورائي، فجعلني عن يمينه» متفق عليه.
176 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمت أنا ويتيمٌ خلفه وأم سُلَيْمٍ خلفنا» متفق عليه واللفظ للبخاري.
177 - عن أبي بكرة - رضي الله عنه - أنه انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، ثم مشى إلى الصف وذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - «زادك اللهُ حرصاً، ولا تعُدْ» رواه البخاري.
178 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة، وعليكم السَّكِينَةُ والوقار، ولا تُسرعوا، فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فأتمُّوا» متفق عليه واللفظ للبخاري.


بابُ صلاة المسافر والمريض
179 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «أول ما فرضت الصلاة ركعتان، فأقرَّت صلاة السَّفر، وأُتمَّت صلاةُ الحضر» متفق عليه وللبخاري: ثم هاجر، ففُرِضت أربعاً وأقرت صلاةُ السَّفر على الأول.
180 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج مسيرَةَ ثلاثة أميالٍ أو ثلاثة فراسخ صلَّى ركعتين» رواه مسلم.
181 - وعنه - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة» متفق عليه، واللفظ للبخاري.
182 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يقصر» وفي لفظٍ «بمكة، تسعة عشر يوماً» رواه البخاري.
183 - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلَّى الظهر ثم ركب» متفق عليه.
184 - عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فكان يصلي الظهر والعصر جميعاً» رواه مسلم.
185 - عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما قال: كانت بي بواسيرُ فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة، فقال: «صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبِ» رواه البخاري.

بابُ الجُمُعَةِ


186 - عن ابن عمر، وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على أعواد منبره: «لينتهينَّ أقوامٌ عن ودعِهِم الجُمُعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين» رواه مسلم.
187 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «كنَّا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان ظلُّ نستظل به» متفق عليه، واللفظ للبخاري وفي لفظٍ لمسلم: «كنا نُجَمِّعُ معه إذا زالت الشمس، ثم نرجع، نتتَّبعُ الفيءَ».
188 - عن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنه - قال: «ما كُنَّا نقيِّل ولا نتغدَّى إلا بعد الجمعة» متفق عليه واللفظ لمسلم.
189 - عن جابر - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائماً فجاءت عيرٌ من الشام فانفتل الناس إليها، حتى لم يبق إلا اثنا عشرة رجلاً» رواه مسلم.
190 - عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائماً ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائماً، فمن أنبأك أنه كان يخطب جالساً فقد كذب» رواه مسلم.
191 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب أحمرَّت عيناه وعلا صوته، واشتدَّ غضبُهُ حتى كأنه منذر جيش يقول: «صبحكم ومساكم» ويقول: «أما بعدُ، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة» رواه مسلم وفي رواية له: «كانت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته»


وفي رواية له: «من يهدِ الله فل مضل له ومن يضلل فلا هادي له».
192 - عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه» رواه مسلم.
193 - عن أمِّ هشام بنت حارثة رضي الله تعالى عنها قالت: «ما أخذتُ [ق وَالقُرْآَنِ المَجِيدِ] إلا عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كل جُمُعةٍ على المنبر إذا خطب الناس» رواه مسلم
194 - عن أبي هريرة - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قلت لصاحبك أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت» رواه البخاري ومسلم.
195 - عن جابر - رضي الله عنهم - قال: دخل رجُلٌ يوم الجمعة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال: «صليت»؟ قال: لا، قال: «قُم فصل ركعتين» متفق عليه.
196 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين» رواه مسلم. وله عن النعمان بن بشير كان يقرأ في العيدين وفي الجمعة [سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى] و [هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ].
197 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلَّى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً» رواه مسلم.
198 - عن السائب بن يزيد أن معاوية رضي الله تعالى عنهما قال له: «إذا صليت الجمعة فلا تصِلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن


رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بذلك: أن لا نوصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج» رواه مسلم.
199 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من اغتسل، ثم أتى الجمعة فصلَّى ما قُدَّر له، ثم أنصت حتى يفرع الإمام من خطبته، ثم يصلى معه غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام» رواه مسلم.
200 - وعنه - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله عز وجل شيئاً إلا عطاه إياه» وأشار بيده يقلِّلُها. متفق عليه وفي رواية لمسلم «وهي ساعة خفيفة».
201 - عن أبي بردة - رضي الله عنه - عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضي الصلاة» رواه مسلم.

باب صلاة الخوف
202 - عن صالح بن خوَّات رحمه الله، عمَّن صلَّى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرِّقاع صلاة الخوف: «أن طائفةً صلت معه، وطائفةً وِجاهَ العُدوِّ فصلَّى بالذين معه ركعةً، ثم ثبت قائماً وأتمُّوا لأنفسهم، ثم انصرفوا، فصفُّوا وِجاهَ العدُوِّ، وجاءت، الطائفة الأخرى فصلَّى بهم الركعة التي بقيت، ثم ثبت جالساً، وأتمُّوا لأنفسهم ثم سلَّم بهم» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
203 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ نجدٍ فوازينا العدُوَّ، فصففناهم فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلَّى بنا، فقامت طائفة معه، وأقبلت طائفة على العدو، وركع بمن مَّعه وسجد سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تُصلِّ،


فجاءُوا فركع بهم ركعة، وسجد سجدتين، ثم سلَّم فقام كل واحدٍ منهم، فركع لنفسه ركعةً وسجد سجدتين» متفق عليه والفظ للبخاري.
204 - عن جابر - رضي الله عنه - قال شهدِتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فصففنا صفين، صف خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والعدُوُّ بيننا وبين القبلةِ، فكبَّر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكبرَّنا جميعاً، ثم ركع، وركعنا جميعاً ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعاً ثم انحدر بالسجود، والصف الذي يليه وقام الصف المؤخرَّ في نحر العدو فلما قضى السجود قام الصف الذي يليه، فذكر الحديث. وفي رواية: ثم سجد، وسجد معه الصف الأول، فلما قاموا سجد الصف الثاني، ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني، وذكر مثله، وفي آخره: ثم سلَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلَّمنا جميعاً» رواه مسلم.

باب صلاة العيدين
205 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدُو يوم الفطر حتى يأكل تمرات يأكلهنُّ وِتراتٍ» أخرجه البخاري.
206 - عن أم عطية رضي الله تعالى عنها قالت: «أُمِرْنا أن نُخْرجَ العواتق والحيض في العيدين يشهدون الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحُيَّضُ المصلَّى» متفق عليه.
207 - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر يُصَلُّون العيدين قبل الخطبة» متفق عليه.
208 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم أضحى أو فطرٍ، فصلَّى ركعتين، لم يُصل قبلها ولا بعدها» أخرجه البخاري ومسلم.


209 - عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، قالا: «لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى» رواه البخاري.
210 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلَّى، وأول شيءٍ يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس - والناس على صفوفهم - فيعظهم ويأمرهم» متفق عليه.
211 - عن أبي واقدٍ الليثي - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الأضحى والفطر بـ[ق] و [اقْتَرَبَتِ]» أخرجه مسلم.
212 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم العيد خالف الطريق» أخرجه البخاري

باب صلاة الكسوف
213 - عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت الشمس لِمَوت إبراهيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلُّوا، حتى تنكشف» متفق عليه. وفي رواية للبخاري: «حتى تنجلي». وللبخاري من حديث أبي بكرة: «فصلُّوا وادعوا، حتى ينكشف ما بكم».
214 - عن عائشة رضي الله تعالى عنها: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر في صلاة الكسوف بقراءته، فصلَّى أربع ركعات، في ركعتين، وأربع سجداتٍ» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم وفي رواية له: فبعث منادياً ينادي: «الصلاةُ جامعة».


215 - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «انخسفت الشمسُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى، فقام قياماً طويلاً نحواً من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً ثم رفع فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم رفع رأسه، ثم سجد، ثم انصرف، وقد انجلت الشمس، فخطب الناس» متفق عليه، واللفظ للبخاري وفي رواية لمسلم: صلَّى حين كسفت الشمس ثماني ركعات في أربع سجداتٍ. وعن علي - رضي الله عنه - مثل ذلك وله عن جابر - رضي الله عنه - صلَّى ستَّ ركعات بأربع سجدات.

باب صلاة الاستسقاء
216 - عن عبد الله بن زيدٍ - رضي الله عنهم - قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي وحوَّل رداءهُ» وفي رواية عنه: «وصلَّى ركعتين» رواه البخاري.
217 - عن أنس - رضي الله عنه -، أن رجُلاً دخل المسجد يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب فقال يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السُّبل فادعُ الله يُغيثُنا فرفع يديه، ثم قال: «اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم أغثنا» فذكر الحديث، وفيه الدعاء بإمساكها. متفق عليه.
218 - وعنه - رضي الله عنه -، أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال: «اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمَّ نبينا فاسقنا فيسقون» رواه البخاري.
219 - وعنه - رضي الله عنه - قال: «أصابنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , مطرٌ قال فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر وقال: «إنه حديثُ عهدٍ بربه» رواه مسلم.


220 - وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صيِّباً نافعاً» أخرجه البخاري.
221 - عن أنس - رضي الله عنه - «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء» أخرجه مسلم.

بابُ اللباس
222 - عن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» أخرجه البخاري ومسلم.
223 - عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه» رواه البخاري.
224 - عن عمر - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الحرير إلا موضع أصبعين أو ثلاث أو أربع» متفق عليه واللفظ لمسلم.
225 - عن أنس - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخَّص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص الحرير في سفر، من حكةٍ كانت بهما» متفق عليه.
226 - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كساني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حُلَّة سيراء، فخرجت فيها، فرأيت الغضب في وجهه، فشققتها بين نسائي» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
227 - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لُبسِ القسِّيِّ والمُعصفر» رواه مسلم.
228 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: «رأى عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبين معصفرين فقال: أمُّك أمرتك بهذا؟» رواه مسلم.


229 - عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما. فقالت: «هذه جُبَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجت إليَّ جُبَّة طيالسة كِسروانية لها لبنة ديباج وفرْجيها مكفوفين بالديباج فقالت: هذه كانت عند عائشة رضي الله عنها حتى قبضت فلما قبضت، قبضتها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبسُها، فنحن نغسلُها للمرضى يستشفى بها» أخرجه مسلم.
-