طلبة
الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ط دار القلم ص -133-
كتاب العتاق:
العتق
والعتاق والعتاقة زوال الرّقّ وقد عتق من حدّ
ضرب.
وحقيقة العتق القوّة.
وحقيقة الرّقّ الضّعف.
وعتاق الطّير جوارحها لقوّتها.
ورقّة الثّوب ضعفه.
والإعتاق إزالة الرّقّ قال القتبيّ يقال عتقت
على يمين إذا سبقت وعتق الفرخ من وكره إذا طار
وعتقت الفرس إذا سبقت ونجت فكأنّ المعتق خلّي
فعتق أي فذهب.
وقيل هو من العتق الّذي هو الجمال والعتيق
الجميل وسمّي أبو بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه
عتيقا لجماله. وفرس عتيق أي رافع.
وعتق فلان بعد استعلاج أي رقّت بشرته بعد جفاء
وغلظ.
والعتيق من نال جمال الحرّيّة، وقيل هو من
العتق الّذي هو الكرم.
والمعتق قد عتق أي أكرم بعد ما أهين وقيل هو
من الزّقّ العاتق أي الواسع الجيّد ومن أعتق
فقد اتّسعت حالته وزال ضيقه وفاقته.
والبيت العتيق الكعبة لأنّها أعتقت عن الغرق
وعن أن يدّعيها مخلوق وقيل
ص -134-
لكرمها
وقيل لقدمها أي هي أوّل بيت وضع للنّاس كما
ورد به القرآن والعتاقة القدم من حدّ شرف.
والتّحرير إثبات الحرّيّة والحرّيّة مصدر
الحرّ والحرار بالفتح كذلك وقد حرّ حرار أي
صار حرّا من حدّ علم قال الشّاعر:
ومارد من بعد الحرار عتيق
وأمّا الحرّ بالفتح
الّذي هو نقيض البرد فصرفه من حدّ ضرب وعلم
ودخل جميعا وحقيقة الحرّيّة الخلوص والحرّ
الرّمل الطّيّب الخالص وقيل هو الطّين الخالص
الّذي لا رمل فيه وحرّ الوجه أحسن موضع فيه
وحرّ البقول ما يؤكل غير مطبوخ وحرّ الدّار
وسطها وما هذا منك بحرّ أي بحسن
وتحرير الرّقبة إعتاق الكلّ وإنّما خصّت
الرّقبة وهي عضو خاصّ من البدن لأنّ ملك
السّيّد عبده كالحبل في الرّقبة وكالغلّ هو
محتبس بذلك كما تحتبس الدّابّة بالحبل في
عنقها فإذا أعتق فكأنّه أطلق من ذلك قاله
القتبيّ.
وفكّ الرّقبة كذلك وهو كفكّ الرّهن من الرّاهن
وفكّ الخلخال من الرّجل وفكّ اليد من المفصل.
وقال النّبيّ عليه السلام:
"من أعتق شقصا من عبد إن كان موسرا ضمن نصيب
شريكه وإن كان معسرا سعى العبد غير مشقوق عليه
الشّقص" الطّائفة
من الشّيء والمشقوق مفعول من المشقة أي غير
مشدّد عليه.
ما يتغابن النّاس في مثله من الغبن من حدّ ضرب
وهو الخداع يراد به ما يجري بينهم من الزّيادة
والنّقصان ولا يتحرّزون عنه.
وما لا يتغابن النّاس فيه هو ما يتحرّزون عنه
من التّفاوت في المعاملات.
تحاصّا أي تقاسما بالحصّة وهي النّصيب.
ص -135-
وذكر
في الرّقّيّات مسألة كذا هي مسائل جمعها محمّد
بن الحسن رحمه اللّه بالرّقّة وهي اسم بلدة
حين كان قاضيا بها.
والمدبّر المعتق عن دبر أي بعد الموت ودبر
الشّيء مؤخّره وقبله مقدّمه والمدبّر المطلق
هو الّذي قيل له أنت حرّ بعد موتى أو إذا متّ
فأنت حرّ والمدبّر المقيّد هو الّذي قيل له إن
متّ من مرض كذا أو إلى وقت كذا أو في طريق كذا
فأنت حرّ.
والاستيلاد جعل الأمة أمّ ولد.
والمكاتبة معاقدة عقد الكتابة وهي أن يتواضعا
على بدل يعطيه العبد نجوما في مدّة معلومة
فيعتق به نجوما أي وظائف جمع نجم وهو الوظيفة
يقال نجّم المال نجوما أي وظّفه وظائف في كلّ
شهر كذا ونجّم الدّية وغيرها إذا أدّاها نجوما
قال زهير:
ينجّمها قوم لقوم غرامة
ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
وقد توالى عليه نجمان أي
اجتمع عليه وظيفتان وأصله تتابع.
وروي: أنّه باع سرّقا في دين، وهو اسم رجل
مضموم السّين مشدّد الرّاء.
وإذا تصادق الشّريكان أي صدّق كلّ واحد منهما
شريكه فيما ادّعى.
قضى النّبيّ عليه السلام: في إلقاء الجنين
بغرّة هو عبد أو أمة أو فرس قيمته خمسمائة
درهم خالص.
والغرّة هو المختار الحسن من المال وغرّة
الفرس بياض في جبهته وفلان غرّة قومه أي
شريفهم وغرّة كلّ شيء أوّله وغرّة الشّهر منه.
والجنين الولد ما دام في البطن سمّي به
للاستتار في البطن وقد اجتنّ الشّيء اجتنانا
أي: استتر وجنّه اللّيل وجنّ عليه جنونا أي
ستره وجنّ الميّت أي واراه في التّراب وهما
جميعا من حدّ دخل والجنن القبر والجنان القلب
والجنّة البستان والمجنّة
ص -136-
والمجن
الترس والجنة الجنّ والجنون أيضا وكلّ ذلك من
معنى السّتر.
التّعجيز من المكاتب أن يعترف بعجزه عن أداء
بدل الكتابة وحقيقته النّسبة إلى العجز وقد
عجّز نفسه أي نسبها إلى العجز.
والنّسبة بضمّ النّون وكسرها لغتان.
وإذا باع جارية وتناسخها رجال ثمّ ولدت
فادّعاه الأوّل التّناسخ التّناقل يعني
تداولتها الأيدي بالبياعات يقال نسخ الشّيء أي
حوّله ونقله ومنه نسخت الشّمس الظّلّ.
وقال النّبيّ عليه السلام:
"من كاتب عبده على مائة أوقيّة فأدّاها إلّا
عشرة أواق فهو رقيق" الأوقيّة أربعون درهما وجمعه الأواقيّ بتشديد آخرها على وزن
الأفاعيل وبتخفيفها على وزن الأفاعل وهو نظير
الأمنيّة والأماني على اللّغتين. |