طلبة
الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ط دار القلم ص -226-
كتاب البيع:
البيع:
تمليك مال بمال ولذا يقع على البيع والشّراء:
يقال باع داره أي ملّكها غيره بثمن وباع دار
فلان بكذا أي اشتراها به قال أبو ثروان وهو
أستاذ الفرّاء للفرّاء بع لي تمرا بدرهم أي
اشتر ولهذا قال النّبيّ عليه السلام:
"البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا"
وقال النّبيّ عليه السلام:
"إذا اختلف
المتبايعان"
أطلق الاسم عليهما وكذلك الشّراء هو تمليك مال بمال ويقع على كلّ
واحد منهما وهو ينبئ عن المماثلة فإنّ الشّروى
هو المثل ومبادلة المال بالمال هو كذلك.
والابتياع والاشتراء كذلك في الأصل يصلح لهما
غير أنّ الغالب في الاستعمال أنّ البيع
والشّراء يجعلان للإيجاب والابتياع والاشتراء
للقبول لأنّ الثّلاثيّ في الفعل أصل والمنشعبة
فرع له والإيجاب في العقد أصل والقبول بناء
عليه فجعل الأصل للأصل والمبتني على الأصل
للمبتنى على الأصل والملك عبارة عن القوّة
والشّدّة، قال قيس بن الخطيم:
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر
لها نفذ لولا الشّعاع أضاءها
ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها
يرى قائم من دونها ما وراءها
يقول طعنت برمحي هذا
الرّجل كطعنة من قتل قاتل قريبه.
والثّأر يسمّى به القاتل الأوّل يقال هو ثأر
فلان أي قاتل قريبه والثّائر هو قاتل القاتل
يقال ثأرت القتيل بالقتيل من حدّ صنع أي قتلت
قاتله وما يقال طلب الثّأر وترك الثّأر وأدرك
الثّأر فهو هذا المصدر.
ص -227-
وقوله
لها: نفذ أي لهذه الطّعنة نفوذ إلى الجانب
الآخر من حدّ دخل ولولا الشّعاع أي الدّم
المتفرّق أضاءها النّفذ أي أظهر فيها الضّوء.
ثمّ قال: ملكت بها أي شددت بهذه الطّعنة كفّي
فأنهرت أي وسّعت فتقها أي نقضها من حدّ دخل
فهي بحال يرى القائم من هذا الجانب ما كان من
ذلك الجانب من جهة الطّعنة النّافذة.
والحفنة بالحفنتين يراد بها قدر ملء الكفّ
ويقال حفنت له حفنة أي أعطيت له قليلا من حدّ
ضرب.
والاستصناع طلب الصّنع وسؤاله.
وذكر السّلم في الأكارع وهي جمع الكراع وجمعه
أكرع والأكارع جمع الأكرع وهي القوائم.
والدّقل أردأ التّمر.
الزّيوف جمع زيف بتسكين الياء وهو اسم
وبالتّشديد زيّف هو نعت والزّائف كذلك وقد زاف
يزيف وزيّفه النّاقد أي لم يأخذه ونفاه من
الجيّد وهو الّذي خلط به نحاس أو غيره ففاتت
صفة الجودة ولم يخرج من اسم الدّراهم وقرب منه
البهرج بدون النّون وهو الرّديء منه وهو
فارسيّ معرّب وفارسيّته نبهره وقد يستعمل مع
النّون فيقال النّبهرج.
وأمّا السّتّوق بفتح السّين وضمّها مشدّدة
التّاء فهي فارسيّ معرّب وفارسيّته سهّ تاه
وهو على صورة الدّراهم وليس له حكمها إذ جوفه
نحاس ووجهاه جعل عليهما شيء قليل من الفضّة لا
يخلص والحاصل أنّ الزّيف ما زيّفه بيت المال
والنّبهرج ما يردّه التّجّار والسّتّوقة ما
يغلب غشّه على فضّته والرّصاص هو المموّه.
الفساد إذا تمكّن في صلب العقد أي أصل العقد
والصّلب في الأصل من الظّهر ما كان فيه الفقار
وهو أصله ومعظمه.
ص -228-
وقول
ابن عمر رضي اللّه عنه: لا بأس بالرّهن
والقبيل في السّلم أي الكفيل والقبلاء
الكفلاء.
مبنى الصّلح على الحطّ.
والإغماض الحطّ النّقص والإغماض أصله تغميض
العين فيراد به هاهنا التّجوّز والمساهلة قال
اللّه تعالى:
{وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ
تُغْمِضُوا فِيه}1.
وإذا أسلم في كذا ذراعا من كذا فله ذرع وسط
وفي بعض النّسخ فله ذراع وسط فالذّرع فعل
الذّارع أي لا يمدّ ولا يرخي في حالة الذّرع
والذّراع ما يذرع به والوسط منه أن لا يكون في
غاية الطّول ولا في نهاية القصر بل بين ذلك.
وذكر السّلم في المساتق وهي جمع مستق ومستقة
بضمّ الميم وفتح التّاء وهو فرو طويل الكمّين
وهو معرّب وفارسيّته يوستين.
وإذا دفع إليه غرائر هي جمع غرارة بكسر الغين
وقال في ديوان الأدب هي وعاء من صوف أو شعر
لنقل التّبن وما أشبهه.
ولا يجوز السّلم في الحنطة الحديثة أي الجديدة
وهي الّتي تكون في هذا العام لأنّها قد لا
تكون.
والطّلع كافور النّخل وهو أوّل ما ينشقّ عنه
وكذلك الكفرّى.
والدّبس عصارة الرّطب وهي ما سال عن العصر.
والسّكر بفتح السّين والكاف خمر التّمر.
والجزاف معرّب عن كزافّ والمجازفة مأخوذة منه.
والقلي والقلو لغتان وقد قليت الحنطة وقلوتها
فهي مقليّة ومقلوّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة البقرة: 267.
ص -229-
والقسب
بتسكين السّين يابس يتفتّت في الفم قاله في
ديوان الأدب وقال في مجمل اللّغة القسب التّمر
اليابس واستشهد بقول الشّاعر:
وأسمر خطّيّا كأنّ كعوبه
نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر
ومشايخنا كانوا يقولون
هو يابس البسر وفي الأصول ما أعلمتك.
نهى عن بيع التّمر حتّى يزهو أو حتّى يزهي
بضمّ الياء وكسر الهاء روايتان والزّهو من حدّ
دخل والإزهاء من باب الإفعال لغتان وهو احمرار
البسر ويروى حتّى يشقح التّشقيح احمرار البسر
أيضا.
وإذا اشترى نعلا وشراكا على أن يحذوه البائع
هو فعل الحذّاء وهو أن يقدّر الشّيء بالشّيء
ويشدّه به.
ونهى النّبيّ عليه السلام: عن بيع المضامين
جمع مضمون وعن بيع الملاقيح وهو جمع ملقوح
والمضمون ما في صلب الذّكر والملقوح ما في رحم
الأنثى وقد لقحت الأنثى من فحلها لقاحا من حدّ
علم.
ونهى عن حبل الحبل بفتح الحاء والباء فيهما
جميعا وهو نتاج النّتاج وهو أن يقول بعت منك
ولد ولد هذه النّاقة يعني إذا ولدت هي أنثى
وكبرت تلك الأنثى وولدت فذلك الولد لك بكذا
وهو بيع المعدوم فلم يجز ويروى عن حبل الحبلة
بزيادة الهاء وهي كذلك والهاء للمبالغة ويروى
بكسر الباء من الكلمة الأخيرة وهي الحبلى.
فهو بيع ولد الحبلى وصفقتان في صفقة هما عقدان
في عقد وأصله ضرب اليد على اليد من باب ضرب
وكانوا يفعلون كذلك في العقود والعهود.
وإذا باع سمكا محظورا في جهة لم يجز أي ممنوعا
فيها لا يمكنه الخروج منها لكن لا يمكن أخذه
إلّا بالاصطياد فيصير بيع الغرر.
وإذا باع إلى الميلاد يراد به وقت ولادة عيسى
عليه السلام.
ص -230-
والجنس
بانفراده يحرّم النّساء بالمدّ هو الاسم من
قولك نسأ الشّيء من حدّ صنع أي أخّر وأنسأ على
وزن أفعل كذلك والاسم النّسيء والنّساء كقولك
البريء والبراء قال اللّه تعالى:
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}1 وقال تعالى:
{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}2
ولا بأس بطيلسان كرديّ بطيلسانين خواريّين إلى
أجل هو نسبة إلى خوار. الرّيّ وهي بلدة بقربها
بينهما مسيرة ثلاثة أيّام.
ولا بأس بمسح موصليّ بمسحين قشاشاريين وسابريّ
بسابريين إلى أجل هو نسبة إلى بلاد أيضا.
ولا بأس بقطيفة أصبهانيّة بقطيفتين كرديّتين
هي نوع من الأكسية.
وقال النّبيّ عليه السلام:
"من اشترى شاة محفّلة فهو بآخر النّظرين"
المحفّلة هي الّتي لا تحلب أيّاما حتّى يجتمع
لبنها في ضرعها وقد حفّلها تحفيلا والمحفل
مجمع النّاس وقد حفل القوم أي جمعهم من حدّ
ضرب.
وروي من اشترى شاة مصرّاة كذلك وهي من قولهم
فيما يروى مسح بيده على جرحه وتفل فيه فلم يصر
أي لم يجمع المدّة ونزلنا الصّريين أي الماءين
المجتمعين والواحد صرى وقيل هي الّتي حبس ومنع
لبنها في ضرعها وقد صراه يصريه صريا أي منعه
قال القائل:
فودّعن مشتاقا أصبن فؤاده
هواهنّ إن لم يصره اللّه قاتله
فيه تقديم وتأخير أي
هواهنّ قاتله إن لم يمنعه اللّه وقيل هو من
الصّرّ وهو الشّدّ من حدّ دخل وللتّكثير
والتّكرير منه صرّر تصريرا ثمّ جعلوا آخر
الرّاءات الثّلاث ياء كما فعلوا ذلك في قولهم
تظنّيت أي تظنّنت وتمطّيت أي تمطّطت.
وقال عليه السلام لحبّان بن منقذ الأنصاريّ:
هو بفتح الحاء وبعد الحاء باء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة التوبة: 37.
2 سورة الزخرف: 26.
ص -231-
معجمة
بواحدة من تحتها:
"إذا بايعت فقل لا خلابة ولي الخيار ثلاثة أيّام" والخلابة الخديعة من حدّ دخل.
الجسّ من الأعمى فيما يجسّ كالرّؤية من غيره
هو المسّ من حدّ دخل.
المرابحة البيع بما اشترى وبزيادة ربح معلوم
عليه.
والمواضعة البيع بما اشترى وبنقصان شيء معلوم
عنه.
والتّشريك بيع بعض ما اشترى بحصّته بما اشتراه
به.
والتّولية بيع ما اشترى بما اشترى.
وتدليس العيب كتمانه.
ومن العيوب هذه الأشياء بتفسيرها الثّؤلول
آرثخ والصّهوبة في الشّعر شقرة والنّعت منه
أصهب.
والشّمط هو اختلاط سواد الرّأس بالبياض
والنّعت منه أشمط من حدّ علم، والبخر إنتان
الفم والنّعت منه أبخر من حدّ علم. والأدر
مصدر الآدر بمدّ النّعت من حدّ علم وهو أن
يكون به الأدرة وفارسيّتها قنج.
والعشا مصدر الأعشى وهو الّذي لا يبصر
باللّيل. والعسر مصدر الأعسر وهو الّذي يعمل
بشماله وهو من باب علم أيضا. والدّفر بتسكين
الفاء هو النّتن وكتيبة دفراء لما فيها من
رائحة الحديد والدّنيا تسمّى أمّ دفر ويقال
للأمة يا دفار بكسر الرّاء أي يا منتنة
والذّفر بالذّال معجمة مصدر الأذفر من حدّ علم
وهو شدّة الرّيح خبيثة كانت أو طيّبة وأراد به
هاهنا شدّة ريح الإبط. والقرن بتسكين الرّاء
كالعفلة بفتح العين والفاء وهي للنّساء
كالأدرة للرّجال وامرأة عفلاء. والفتق انفتاق
الفرج وامرأة فتقاء من حدّ علم وضدّه الرّتق
والنّعت منه الرّتقاء هذا انسداد والأوّل
انفتاح.والسّلعة بتسكين اللّام الشّجّة
والسّلع بفتح اللّام البرص من حدّ علم والنّعت
أسلع، والفدع مصدر الأفدع وهو المعوجّ الرّسغ
من اليد أو الرّجل من حدّ علم أيضا.
ص -232-
والفجج
مصدر الأفجّ وهو الّذي يتدانى عقباه وينكشف
ساقاه في المشي.
والصّكك مصدر الأصكّ وهو الّذي يصطكّ ركبتاه
من حدّ علم أيضا.
والحنف مصدر الأحنف وهو الّذي أقبلت إحدى
إبهامي رجليه على الأخرى.
والصّدف مصدر الأصدف وهو الدّابّة الّتي
تتدانى فخذاها ويتباعد حافراها ويلتوي رسغاها.
والشّدق مصدر الأشدق وهو الواسع الشّدقين.
والعسم يبس اليد منه أيضا.
والخيف مصدر الأخيف من الخيل وهو الّذي إحدى
عينيه زرقاء والأخرى كحلاء من حدّ علم أيضا.
والعزل مصدر الأعزل منه أيضا وهو من الدّوابّ
الّذي يقع ذنبه في جانب عادة لا خلقة.
والمشش ارتفاع العظم لعيب يصيبه.
والحرد بالحاء مصدر الأحرد منه أيضا وهو من
الإبل الّذي أصابه انقطاع عصب من يده أو رجله
فهو ينفضها إذا سار.
والخوض بالخاء المعجمة فوقها مصدر الأخوض وهو
غائر العين وبالحاء المعلّمة بعلامة تحتها وهو
الضّيق مؤخّر العين وهما من حدّ علم، والحول
مصدر الأحول وهو معلوم.
والقبل مصدر الأقبل منه أيضا وهو الّذي كأنّه
ينظر إلى طرف أنفه.
والحران والحرون صفة الفرس الحرون من حدّ دخل
وهو الّذي يقف ولا ينقاد للسّائق ولا للقائد.
والجماح والجموح من حدّ صنع أن يشتدّ الفرس
فيغلب راكبه.
ص -233-
وخلع
الرّسن ظاهر. وحبل المخلاة كذلك وهي الّتي
يجعل فيها الخلا بالقصر وهو الحشيش وفارسيّتها
توبّره.
والمهقوع الدّابّة الّتي بها الهقعة وهي
الدّائرة الّتي على الجبهة ويقال إنّ أبقى
الخيل المهقوع والانشتار انقلاب جفن العين
انفعال من الشّتر وهو مصدر الأشتر من باب علم
واستعمل كلّ واحد منهما أي الشّتر والانشتار.
البزى خروج الصّدر والنّعت منه الأبزى من حدّ
علم أيضا.
والظّفرة بفتح الظّاء والفاء في العين نابتة.
وريح السّبل في العين غشاء يغطّي بصر العين من
الإسبال وهو الإرسال.
والغرب بفتح الغين والرّاء ورم في المآقي وقد
غربت عينه فهي غربة من حدّ علم.
وفي الحديث: كره بيع العينة، قيل هي شراء ما
باع بأقلّ ممّا باع قبل نقد الثّمن وقيل وهو
الصّحيح هي أن يشتري ثوبا مثلا من إنسان بعشرة
دراهم إلى شهر وهو يساوي ثمانية ثمّ يبيعه من
إنسان نقدا بثمانية فيحصل له ثمانية ويحصل
عليه عشرة دراهم دين سمّيت بها لأنّه وصل بها
من دين إلى عين وجمعها العين ومنه الحديث:
"إذا تبايعتم بالعين واتّبعتم أذناب البقر ذللتم وقصدكم عدوّكم في
دياركم"
والفعل منه تعين وقال محمّد رحمه اللّه في
الجامع الصّغير: إذا قال لرجل تعيّن عليّ
حريرا أي اشتر لي حريرا بعقد العينة على أن
يكون الضّمان عليّ.
والاستبراء طلب طهارة الرّحم بحيضة وقد
أوضحناه عند تفسير استبراء المتطهّر في أوّل
كتاب الصّلاة بما أغنانا عن الإعادة.
أقلعت عنه الحمّى أي كفّت.
فقأ العين أي سملها من حدّ صنع. |