البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف

حرف الْهمزَة الْهمزَة مَعَ الْألف

(1) آتِي بَاب الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة فأستفتح فَيَقُول الخازن من أَنْت فَأَقُول مُحَمَّد
فَيَقُول بك أمرت أَن لَا أفتح لأحد قبلك
حَدِيث صَحِيح أخرجه الإِمَام أَحْمد وَمُسلم عَن أنس بن مَالك رَضِي الله

(1/5)


عَنهُ وَهُوَ طرف من حَدِيث الشَّفَاعَة
ذكره بِتَمَامِهِ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وعده البُلْقِينِيّ من الْقسم الَّذِي نقل فِيهِ السَّبَب فَقَالَ وَحَدِيث الشَّفَاعَة سَببه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر
وَسَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير مَا أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن إلهي عز وَجل اختارني فِي ثَلَاثَة من أهل بَيْتِي على جَمِيع أمتِي أَنا سيد الثَّلَاثَهْ وَسيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر
اختارني وَعلي بن أبي طَالب وَحَمْزَة بن عبد الْمطلب وجعفر بن أبي طَالب كُنَّا رقودا بِالْأَبْطح لَيْسَ منا إِلَّا مسجى بِثَوْبِهِ عَليّ عَن يَمِيني وجعفر عَن يساري وَحَمْزَة عِنْد رجْلي
فَمَا نبهني إِلَّا خَفق أَجْنِحَة الْمَلَائِكَة وَبرد ذِرَاع عَليّ تَحت خدي فانتبهت من رقدتي وَجِبْرِيل فِي ثَلَاثَة أَمْلَاك فَقَالَ لَهُ بعض الْأَمْلَاك الثَّلَاثَة يَا جِبْرِيل إِلَى أَي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة أرْسلت فضربني بِرجلِهِ وَقَالَ إِلَى هَذَا وَهُوَ سيد ولد آدم فَقَالَ من هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله سيد النَّبِيين
وَهَذَا عَليّ بن أبي طَالب وَهَذَا حَمْزَة بن عبد الْمطلب سيد الشُّهَدَاء وَهَذَا جَعْفَر لَهُ جَنَاحَانِ يطير بهما فِي الْجنَّة حَيْثُ يَشَاء
ذكره من حَدِيث يَعْقُوب بن سُفْيَان لَكِن فِيهِ عَبَايَة بن ربعي من غلاة الشِّيعَة

(2) آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد وأجلس كَمَا يجلس العَبْد
أخرجه ابْن سعد وَأَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَأَبُو يعلى وَالْحَاكِم فِي تَارِيخه كلهم عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن يحيى بن كثير مُرْسلا وَزَاد فَإِنَّمَا أَنا عبد
وَرَوَاهُ هناد عَن عَمْرو بن قُرَّة وَزَاد فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَو كَانَت الدُّنْيَا تزن عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سقى كَافِرًا مِنْهَا كأسا
ولتعدد هَذِه الطّرق رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه عَن عَائِشَة

(1/6)


رَضِي الله عَنْهَا قَالَت قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو شِئْت لَسَارَتْ معي جبال الذَّهَب أَتَانِي ملك فَقَالَ إِن رَبك يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك إِن شِئْت كنت نَبيا ملكا وَإِن شِئْت عبدا فَأَشَارَ إِلَيّ جِبْرِيل أَن ضع نَفسك
فَقلت نَبيا عبدا
فَكَانَ بعد لَا يَأْكُل مُتكئا وَيَقُول آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد الحَدِيث
وروى أَبُو الْحُسَيْن بن الْمقري فِي الشَّمَائِل من حَدِيث أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا قعد على الطَّعَام استوفز على ركبته الْيُسْرَى وَأقَام الْيُمْنَى ثمَّ قَالَ إِنَّمَا أَنا عبد آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد وأفعل كَمَا يفعل العَبْد
قَالَ الشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ إِسْنَاده ضَعِيف
وَرَوَاهُ الْبَزَّار من حَدِيث ابْن عمر دون قَوْله اجْلِسْ
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد من حَدِيث عَطاء ابْن أبي رَبَاح وَمن حَدِيث الْحسن بجملته

(3) آل مُحَمَّد كل تَقِيّ
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير وَابْن لآل وَتَمام والعقيلي والديلمي وَالْحَاكِم فِي تَارِيخه وَالْبَيْهَقِيّ كلهم عَن أنس بن مَالك بأسانيد ضَعِيفَة
قَالَ شيخ مَشَايِخنَا الشَّيْخ غرس الدّين الخليلي وَزَاد الطَّبَرَانِيّ فِي رِوَايَته ثمَّ قَرَأَ {إِن أولياؤه إِلَّا المتقون} وَقد صرح الْبَيْهَقِيّ وَابْن حجر والسخاوي بضعفه وَعدم الِاحْتِجَاج بِهِ
سَببه عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من آل مُحَمَّد فَذكره وَرُوِيَ أَن السَّائِل عَليّ رَضِي الله عَنهُ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد الله من قَوْله وَإِسْنَاده ضَعِيف
وَقَالَ الشَّيْخ غرس الدّين لأسانيده شَوَاهِد

(4) آمُرك بتقوى الله وَعَلَيْك بِنَفْسِك وَإِيَّاك وَعَامة الْأُمُور
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن رَسُول الله

(1/7)


قَالَ لأَصْحَابه رَضِي الله عَنْهُم كَيفَ أَنْتُم إِذا بَقِيتُمْ فِي حثالة من النَّاس مرجت أماناتهم وعهودهم وَكَانُوا هَكَذَا ثمَّ أَدخل أَصَابِعه بَعْضهَا فِي بعض قَالُوا فَإِذا كَانَ كَذَلِك كَيفَ نَفْعل يَا رَسُول الله قَالَ خُذُوا مَا تعرفُون ودعوا مَا تنكرون ثمَّ قَالَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ مَا تَأْمُرنِي بِهِ يَا رَسُول الله إِذا كَانَ ذَلِك فَذكره

(5) آمركُم بِأَرْبَع الْإِيمَان بِاللَّه شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَعقد بِيَدِهِ وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَصِيَام رَمَضَان وَأَن تُؤَدُّوا لله خمس مَا غَنِمْتُم
وأنهاكم عَن أَربع عَن الدُّبَّاء والنقير والحنتم والمزفت
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنهُ قَالَ قدم وَفد عبد الْقَيْس فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا هَذَا الْحَيّ من ربيعَة بَيْننَا وَبَيْنك كفار مُضر فلسنا نصل إِلَيْك إِلَّا فِي الشَّهْر الْحَرَام فمرنا بِأَمْر نَأْخُذ بِهِ وندعو إِلَيْهِ من وَرَاءَنَا
قَالَ آمركُم فَذكره

(6) آمن شعر أُميَّة بن أبي الصَّلْت وَكفر قلبه
أخرجه أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي فِي كتاب الْمَصَاحِف والخطيب وَابْن عَسَاكِر فِي تاريخيهما عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
وَأخرجه مُسلم فِي صَحِيحه عَن الشريد بن سُوَيْد رَضِي الله عَنهُ وَلَفظه لقد كَاد أَن يسلم فِي شعره
سَببه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قدمت الفارعة أُخْت أُميَّة بن أبي الصَّلْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهَا وَكَانَت ذَات لب وَكَمَال هَل تحفظين من شعر أَخِيك شَيْئا قَالَت نعم
فَأَنْشَدته من شعر أُميَّة
فَذكره
وَقَالَ الدَّمِيرِيّ وَذكر عَن سهل أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما سمع قَول أُميَّة لَك الْحَمد والنعماء وَالْفضل رَبنَا فَلَا شَيْء أَعلَى مِنْك حمدا وأمجدا

(1/8)


قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آمن شعر أُميَّة وَكفر قلبه
وَسبب رِوَايَة مُسلم عَن الشريد بن سُوَيْد قَالَ ردفت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا فَقَالَ مَعَك من شعر أُميَّة بن أبي الصَّلْت شَيْء قلت نعم
قَالَ هيه
فَأَنْشَدته مائَة بَيت
فَقَالَ إِن كَاد ليسلم فِي شعره وَفِي رِوَايَة فَلَقَد كَاد أَن يسلم فِي شعره

(7) آيبون تائبون عَابِدُونَ لربنا حامدون
أخرجه البُخَارِيّ عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ لما أقبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر ودنا من الْمَدِينَة أَو رأى الْمَدِينَة قَالَ آيبون فَذكره

(8) آيَة الْإِسْلَام تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وتفارق الشّرك
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول الله مَا جئْتُك حَتَّى حَلَفت بِعَدَد أصابعي هَذِه أَن لَا أتبعك وَلَا أتبع دينك وَإِنِّي أتيت أمرا لَا أَعقل شَيْئا إِلَّا مَا عَلمنِي الله وَرَسُوله وَإِنِّي أَسأَلك بِاللَّه بِمَ بَعثك رَبك إِلَيْنَا قَالَ اجْلِسْ
ثمَّ قَالَ بِالْإِسْلَامِ
فَقلت وَمَا آيَة الْإِسْلَام قَالَ تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله
فَذكره
وتتمته وَإِن كل مُسلم على كل مُسلم حرَام أَخَوان نصيران لَا يقبل الله من مُشْرك أشركه مَعَ إِسْلَامه عملا وَإِن رَبِّي دَاعِي فسائلي هَل بلغت عبَادي فليبلغ شاهدكم غائبكم وَإِنَّكُمْ تدعون مفدما على أَفْوَاهكُم بالفدام فَأول مَا يسْأَل عَن أحدكُم فَخذه وكفه
قلت يَا رَسُول الله هَذَا ديننَا قَالَ نعم
وَبِهَذَا أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ صَدُوق فِيهِ لين وَحَكِيم قَالَ فِي التَّقْرِيب صَدُوق وَسُئِلَ ابْن معِين عَن بهز عَن أَبِيه عَن جده فَقَالَ إِسْنَاده

(1/9)


صَحِيح إِذا كَانَ من دون بهز ثِقَة

(9) آيَة مَا بَيْننَا وَبَين الْمُنَافِقين أَنهم لَا يستضلعون من مَاء زَمْزَم
أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَابْن ماجة فِي سنَنه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كلهم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ الهيثمي بِإِسْنَادَيْنِ أَحدهمَا رِجَاله ثِقَات
سَببه أخرج ابْن ماجة عَن عُثْمَان بن الْأسود عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر قَالَ كنت عِنْد ابْن عَبَّاس فجَاء رجل فَقَالَ من أَيْن جِئْت قَالَ من زَمْزَم
قَالَ أشربت مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي قَالَ وَكَيف قَالَ إِذا شربت مِنْهَا فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَاذْكُر اسْم الله وتنفس ثَلَاثًا وتضلع مِنْهَا فَإِذا فرغت فاحمد الله لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ آيَة مَا بَيْننَا فَذكره
وَقد سقط فِي رِوَايَة غير ابْن ماجة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن
وَمن ثمَّ قَالَ الْحَاكِم إِن كَانَ عُثْمَان سمع من ابْن عَبَّاس فَهُوَ على شَرطهمَا
وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ لَا وَالله مَا لحقه مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة وأكبر مشيخته ابْن جُبَير
وَلذَلِك قَالَ الْمَنَاوِيّ فِيهِ انْقِطَاع
وَيدْفَع ذَلِك رِوَايَة ابْن ماجة
وَقَالَ الْحَافِظ حَدِيث حسن

(10) آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث إِذا حدث كذب وَإِذا وعد أخلف وَإِذا ائْتمن خَان
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ كلهم عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
وَلَفظه عِنْد مُسلم من عَلامَة الْمُنَافِق وَزَاد بعد ثَلَاث وَإِن صَامَ وَصلى وَزعم أَنه مُسلم
سَببه حكى الْخطابِيّ عَن بَعضهم أَن الحَدِيث ورد فِي رجل بِعَيْنِه مُنَافِق وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يواجههم بِصَرِيح القَوْل فَيَقُول فلَان مُنَافِق إِنَّمَا يُشِير إِشَارَة كَقَوْلِه

(1/10)


صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَال أَقوام يَفْعَلُونَ كَذَا

الْهمزَة مَعَ الْهمزَة

(11) إئت الْمَعْرُوف واجتنب الْمُنكر وَانْظُر مَا يعجب أُذُنك أَن يَقُول لَك الْقَوْم إِذا قُمْت من عِنْدهم فائته فَانْظُر الَّذِي تكره أَن يَقُول لَك الْقَوْم إِذا قُمْت من عِنْدهم فاجتنبه
أخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَابْن سعد فِي طبقاته وَالْبَغوِيّ فِي مُعْجم الصَّحَابَة والباوردي فِي معرفَة الصَّحَابَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن حَرْمَلَة بن عبد الله بن إِيَاس رَضِي الله عَنهُ لَا يعرف لَهُ غَيره
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر حَدِيث حَرْمَلَة فِي الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ ومسند الطَّيَالِسِيّ وَغَيرهمَا بِإِسْنَاد حسن
سَببه عَن حَرْمَلَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا تَأْمُرنِي بِهِ أعمل فَقَالَ ائْتِ الْمَعْرُوف فَذكره
وَكرر ذَلِك فكرره
وَأخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه وَزَاد فِي آخِره قَالَ حَرْمَلَة فَلَمَّا قُمْت من عِنْده نظرت فَإِذا هما أَمْرَانِ لم يتركا شَيْئا إتْيَان الْمَعْرُوف وَاجْتنَاب الْمُنكر

(12) ائْتِ حرثك أَنى شِئْت وأطعمها إِذا طعمت واكسها إِذا اكتسيت وَلَا تقبح الْوَجْه وَلَا تضرب
أخرجه أَبُو دَاوُد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن بهز قَالَ حَدثنِي أبي حَكِيم عَن جدي مُعَاوِيَة بن حيدة الْقشيرِي قَالَ قلت يَا رَسُول الله نساؤنا مَا نأتي مِنْهَا وَمَا نذر قَالَ هِيَ حرثك وائت حرثك أَنى شِئْت فَذكره
وَفِي آخِره كَيفَ وَقد أفْضى بَعْضكُم إِلَى بعض إِلَّا بِمَا حل عَلَيْهَا أَي جَازَ قَالَه الْمَنَاوِيّ ورمز الْحَافِظ السُّيُوطِيّ لحسن الحَدِيث

(1/11)


(13) ائذني لَهُ فَإِنَّهُ عمك تربت يَمِينك
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَمُسلم وَالْبَغوِيّ فِي السّنة كلهم عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَلَفظه فِي رِوَايَة الْبَغَوِيّ فَإِنَّهُ عمك فليلج عَلَيْك
سَببه كَمَا فِي مُسْند أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن أَفْلح أَخا أبي قعيس اسْتَأْذن عَليّ فأبيت أَن آذن لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ائذني لَهُ قَالَت يَا رَسُول الله إِنَّمَا أرضعتني الْمَرْأَة وَلم يرضعني الرجل قَالَ ائذني لَهُ فَذكره
قَالَت وَذَلِكَ بعد مَا ضرب علينا

الْهمزَة مَعَ الْبَاء

(14) أَبى الله أَن يَجْعَل لقَاتل الْمُؤمن تَوْبَة
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والضياء فِي المختارة عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الْمَنَاوِيّ قَالَ فِي الفردوس صَحِيح
وَرَوَاهُ جمع عَن عقبَة بن مَالك اللَّيْثِيّ
سَببه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة فَأَغَارُوا على قوم فَشد رجل مِنْهُم فَاتبعهُ رجل من السّريَّة شاهرا سَيْفه فَقَالَ إِنِّي مُسلم
فَقتله فأنهي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ قولا شَدِيدا ثمَّ قَالَ أَبى الله فَذكره

(15) أَبى الله أَن يرْزق عَبده الْمُؤمن إِلَّا من حَيْثُ لَا يحْتَسب
أخرجه الديلمي عَن أبي هُرَيْرَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالْحَاكِم فِي تَارِيخه عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ والقضاعي فِي كتاب الشهَاب عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جده
سَببه عَنهُ قَالَ اجْتمع أَبُو بكر وَعمر وَعلي وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح رَضِي الله عَنْهُم فتماروا فِي شَيْء فَقَالَ لَهُم عَليّ رَضِي الله عَنهُ انْطَلقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا وقفُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا رَسُول الله جِئْنَا

(1/12)


نَسْأَلك عَن شَيْء فَقَالَ إِن شِئْتُم فاسألوا وَإِن شِئْتُم خبرتكم بِمَا جئْتُمْ بِهِ
فَقَالَ لَهُم جئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَن الرزق وَمن أَيْن يَأْتِي وَكَيف يَأْتِي أَبى الله أَن يرْزق عَبده الْمُؤمن إِلَّا من حَيْثُ لَا يحْتَسب
وَرَوَاهُ العسكري بِلَفْظ أَبى الله أَن يَجْعَل أرزاق عباده الْمُؤمنِينَ إِلَّا من حَيْثُ لَا يحتسبون
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَسَنَده واه
وَرَوَاهُ ابْن حبَان عَن عَليّ أَيْضا فِي الضُّعَفَاء
قَالَ الْعِرَاقِيّ وَإِسْنَاده واه
وَالْحَاصِل أَنهم ضَعَّفُوهُ
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع لَكِن نوزع بل رد شيخ مَشَايِخنَا ضعفه بتخريج الْقُضَاعِي لَهُ فَقَالَ فِي كشف الالتباس
قلت وَقد خرجه الْقُضَاعِي وَغَيره فَلَيْسَ بالموضوع وَقد ورد مَعْنَاهُ فِي كتاب الله تَعَالَى

(16) ابدأ بِنَفْسِك فَتصدق عَلَيْهَا فَإِن فضل شَيْء فلذي قرابتك فَإِن فضل عَن ذِي قرابتك فَهَكَذَا
أخرجه النَّسَائِيّ عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ وَإِسْنَاده صَحِيح وَمن ثمَّ رمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته
سَببه عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ أعتق رجل عبدا عَن دبر بعد مَوته فَبلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَلَك مَال غَيره قَالَ لَا
قَالَ فَمن يَشْتَرِيهِ مني فَاشْتَرَاهُ نعيم العذري بثمانمائة دِرْهَم فجَاء بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَفعهَا إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ ابدأ بِنَفْسِك فَذكره
وَقد أخرجه مُسلم مَعَ السَّبَب فِي صَحِيحه عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ فِي كتاب الزَّكَاة وَترْجم لَهُ بَاب الِابْتِدَاء فِي النَّفَقَة بِالنَّفسِ ثمَّ الْأَهْل ثمَّ الْقَرَابَة
وَالْعجب من الْحَافِظ السُّيُوطِيّ أَنه فِي جامعيه أخرجه عَن النَّسَائِيّ وَلم يذكر تَخْرِيج مُسلم وَلم يذكرهُ الْمَنَاوِيّ وَمن ثمَّ قَالَ فِي شَرحه للجامع الصَّغِير بعد ذكر السَّبَب وَإِسْنَاده صَحِيح
وَحَيْثُ أخرجه مُسلم فَلَا حَاجَة إِلَى ذَلِك
وَلَعَلَّه غفل عَن تَخْرِيج مُسلم وَلَو اطلع عَلَيْهِ

(1/13)


لنسب الْحَافِظ السُّيُوطِيّ إِلَى الذهول على عَادَته وَمَا سمي الْإِنْسَان إِلَّا لنسيه وَالْعلم بَحر لَا سَاحل لَهُ
وَلَفظ ابدأ بِمن تعول رمز الْحَافِظ السُّيُوطِيّ فِي جامعيه لتخريج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَزَاد الْمَنَاوِيّ والقضاعي كِلَاهُمَا عَن حَكِيم بن حزَام ثمَّ قَالَ الْمَنَاوِيّ رمز الْمُؤلف لصِحَّته وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فقد قَالَ الهيثمي فِيهِ أَبُو صَالح مولى حَكِيم وَلم أجد من تَرْجمهُ
انْتهى
فَانْظُر إِلَى نَفْيه الْإِشَارَة بِمَا اسْتدلَّ بِهِ من الْعبارَة
والْحَدِيث أخرجه أَيْضا مُسلم فِي صَحِيحه فَلَا حَاجَة إِلَى تَحْسِين غَيره وتصحيحه وَيَأْتِي أَيْضا لَفظه فِي حَدِيث خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى وابدأ بِمن تعول
أخرجه البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الصَّدَقَة أفضل فَقَالَ ابدأ بِمن تعول وَرِوَايَة مُسلم أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ

(17) أبردوا بِالظّهْرِ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَابْن أبي شيبَة وَابْن مَاجَه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ وَأحمد وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ عَن صَفْوَان بن مخرمَة وَالنَّسَائِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن مَسْعُود وَابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَابْن عدي عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُم
قَالَ السُّيُوطِيّ حَدِيث متواتر رَوَاهُ بضعَة عشر صحابيا وَفِي رِوَايَة أبردوا بِالصَّلَاةِ
سَببه أخرج أَحْمد عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ كُنَّا نصلي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الظّهْر بالهاجرة فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبردوا بِالصَّلَاةِ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم
وَخرج بِالظّهْرِ

(1/14)


الْجُمُعَة لِلْأَمْرِ بالتبكير إِلَيْهَا

(18) أَبْشِرُوا وبشروا من وراءكم أَنه من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله صَادِقا بهَا دخل الْجنَّة
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي رِجَاله ثِقَات وَله طرق كَثِيرَة وَمن ثمَّ رمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته
سَببه عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعِي نفر من قومِي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبْشِرُوا فَذكره فخرجنا من عِنْده نبشر النَّاس فَاسْتقْبلنَا عمر رَضِي الله عَنهُ فَرجع بِنَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِذن يتكلوا فَسكت
19 - م ابْن أُخْت الْقَوْم مِنْهُم
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَابْن أبي شيبَة وَابْن ماجة وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ والضياء وَالطَّبَرَانِيّ عَن جُبَير بن مطعم وَابْن عَبَّاس وَأبي مَالك الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنْهُم
سَببه كَمَا روى الْحَاكِم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعمر رَضِي الله عَنهُ اجْمَعْ لي صَنَادِيد قُرَيْش فَجَمعهُمْ ثمَّ قَالَ أتخرج إِلَيْهِم أم يدْخلُونَ قَالَ أخرج
فَخرج فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش هَل فِيكُم من غَيْركُمْ قَالُوا لَا إِلَّا ابْن أُخْتنَا
فَذكره ثمَّ قَالَ يَا معشر قُرَيْش إِن أولى النَّاس بِي المتقون فانظروا لَا يَأْتِي النَّاس بِالْأَعْمَالِ يَوْم الْقِيَامَة وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد

الْهمزَة مَعَ التَّاء

(19) أَتَانِي جِبْرِيل فبشرني أَنه من مَاتَ من أمتك لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة فَقلت وَإِن زنى وَإِن سرق قَالَ وَإِن زنى وَإِن سرق
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن أبي ذَر الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي البُخَارِيّ قَالَ

(1/15)


أَبُو ذَر كنت أَمْشِي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّة فِي الْمَدِينَة فَاسْتقْبلنَا أحدا فَقَالَ يَا أَبَا ذَر مَا يسرني أَن عِنْدِي مثل هَذَا ذَهَبا يمْضِي عَليّ ثَلَاث وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار إِلَّا شَيْء أرصده لدين إِلَّا أَن أَقُول بِهِ فِي عباد الله هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عَن يَمِينه وشماله وَخَلفه ثمَّ قَالَ مَكَانك لَا تَبْرَح حَتَّى آتِيك
ثمَّ انْطلق فِي سَواد اللَّيْل حَتَّى توارى فَسمِعت صَوتا قد ارْتَفع فتخوفت أَن يكون أحد عرض لَهُ فَأَرَدْت أَن أتبعه فَذكرت قَوْله لَا تَبْرَح فَلم أَبْرَح حَتَّى أَتَانِي فَقلت سَمِعت صَوتا تخوفت مِنْهُ قَالَ وَهل سمعته قلت نعم
قَالَ ذَاك جِبْرِيل أَتَانِي فبشرني فَذكره

(20) أَتَانِي آتٍ من عِنْد رَبِّي فخيرني بَين أَن يدْخل نصف أمتِي الْجنَّة وَبَين الشَّفَاعَة
أخرجه الإِمَام أَحْمد عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي رجال أَحْمد ثِقَات
سَببه كَمَا فِي مُسْند أَحْمد عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ غزونا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعرس بِنَا فانتبهت لَيْلًا لمناخه فَلم أَجِدهُ فطلبته بارزا فَإِذا رجل من أَصْحَابِي يطْلب مَا أطلب فطلع علينا فَقُلْنَا أَنْت فِي أَرض حَرْب فَلَو إِذْ بَدَت لَك حَاجَة قلت لبَعض صحبك فَقَامَ مَعَك
فَقَالَ سَمِعت هديرا كهدير الرَّحَى أَو حنينا كحنين الْفَحْل وأتاني آتٍ فَذكره

(21) أَتَانِي آتٍ من رَبِّي عز وَجل فَقَالَ من صلى عَلَيْك من أمتك صَلَاة كتب الله لَهُ بهَا عشر حَسَنَات ومحا عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات ورد عَلَيْهِ مثلهَا
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَابْن أبي شيبَة

(1/16)


عَن أبي طَلْحَة زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ ورمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته
سَببه كَمَا فِي مُسْند أَحْمد عَن أبي طَلْحَة قَالَ دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأسارير وَجهه تبرق فَقلت مَا رَأَيْتُك أطيب وَلَا أظهر بشرا من يَوْمك
قَالَ وَمَا لي لَا تطيب نَفسِي وَيظْهر بشري ثمَّ ذكره

(22) أَتُحِبُّ أَن يلين قَلْبك وتدرك حَاجَتك ارْحَمْ الْيَتِيم وامسح رَأسه وأطعمه من طَعَامك يلين قَلْبك وتدرك حَاجَتك
أخرجه الطَّبَرَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ وَفِيه راو لم يسم
سَببه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل شكى إِلَيْهِ قسوة قلبه فَذكره
قَالَ الهيثمي تبعا لشيخه الْعِرَاقِيّ صَحَّ إِن رجلا شكى إِلَى الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسوة قلبه فَقَالَ لَهُ امسح رَأس الْيَتِيم وَأطْعم الْمِسْكِين

(23) اتَّخذُوا السراويلات فَإِنَّهَا من أستر ثيابكم وحصنوا بهَا نساءكم إِذا خرجن
أخرجه الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَابْن عدي فِي الْكَامِل وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَدَب عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي حَدِيث طَوِيل ثمَّ أعله مخرجاه الْعقيلِيّ وَابْن عدي بِمُحَمد بن زَكَرِيَّا الْعجلِيّ
وَمن ثمَّ حكم ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْعِهِ
لَكِن تعقبه ابْن حجر بِأَن الْبَزَّار والمحاملي وَالدَّارَقُطْنِيّ رَوَوْهُ من طَرِيق أُخْرَى
قَالَ فَهُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع
وَذكر نَحوه السُّيُوطِيّ فِي مُخْتَصر الموضوعات
قَالَ الْمَنَاوِيّ سَببه عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالبَقِيعِ فِي يَوْم دجن أَي غيم ومطر فمرت امْرَأَة على حمَار فَسَقَطت فَأَعْرض عَنْهَا فَقَالُوا إِنَّهَا متسرولة
فَذكره

(24) اتَّخذهُ من ورق وَلَا تتمه مِثْقَالا
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ

(1/17)


وَابْن حبَان عَن بُرَيْدَة رَضِي الله عَنهُ
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي إِسْنَاده عبد الله بن مُسلم الْمروزِي يكنى أَبَا ظَبْيَة قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ
وَقَالَ ابْن حبَان فِي الثِّقَات يخطىء وَمَعَ ذَلِك صَححهُ فَدلَّ على قبُوله لَهُ وَأَقل درجاته الْحسن
انْتهى
سَببه كَمَا فِي أبي دَاوُد عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ خَاتم من شبه (مَعْدن أصفر) قَالَ مَا لي أجد مِنْك ريح الْأَصْنَام
فطرحه ثمَّ جَاءَ وَعَلِيهِ خَاتم من حَدِيد فَقَالَ مَا لي أرى عَلَيْك حلية أهل النَّار فطرحه فَقَالَ يَا رَسُول الله من أَي شَيْء أتخذه قَالَ اتَّخذهُ من ورق فَذكره

(25) أتدع يَده فِي فِيك فتقضمها كقضم الْفَحْل
أخرجه الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار من حَدِيث عَطاء عَن صَفْوَان بن يعلى بن أُميَّة عَن يعلى بن أُميَّة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة الْعسرَة وَكَانَ لي أجِير فقاتل إنْسَانا فعض أَحدهمَا صَاحبه فَانْتزع أُصْبُعه فَسَقَطت ثنيتاه فجَاء إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأهدر ثنيته
قَالَ عَطاء حسبت أَن صَفْوَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتدع فَذكره

(26) أَتَشفع فِي حد من حُدُود الله
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
سَببه عَنْهَا أَن قُريْشًا أهمتهم الْمَرْأَة الَّتِي سرقت فَقَالُوا من يكلم فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا وَمن يجترىء عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَة بن زيد حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَلمهُ

(1/18)


أُسَامَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَشفع فِي حد من حُدُود الله
ثمَّ قَامَ فَخَطب فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا هلك الَّذين قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد
وَايْم الله لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لَقطعت يَدهَا وَرَوَاهُ ابْن ماجة عَن مَسْعُود بن الْأسود رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما سرقت الْمَرْأَة تِلْكَ القطيفة من بَيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعظمنا ذَلِك وَكَانَت امْرَأَة من قُرَيْش فَجِئْنَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نكلمه وَقُلْنَا نَحن نفديها بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث
فَلَمَّا سمعنَا لين كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَيْنَا أُسَامَة فَقُلْنَا كلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك خَطَبنَا فَقَالَ مَا إكْثَاركُمْ عَليّ فِي حد من حُدُود الله عز وَجل وَقع على أمة من إِمَاء الله وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو كَانَت فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزلت بِالَّذِي نزلت بِهِ لقطع مُحَمَّد يَدهَا

(27) أتعجبون من غيرَة سعد وَالله لأَنا أغير مِنْهُ وَالله أغير مني وَمن أجل غيرَة الله حرم الله الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن
أخرجه الْبَغَوِيّ من طَرِيق البُخَارِيّ عَن الْمُغيرَة رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُتَّفق على صِحَّته
سَببه عَن الْمُغيرَة قَالَ سعد بن عبَادَة لَو رَأَيْت رجلا مَعَ امْرَأَتي لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكره

(28) اتَّقِ الله حَيْثُ مَا كنت وأتبع السَّيئَة الْحَسَنَة تمحها وخالق النَّاس بِخلق حسن
أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد والشيخان وَالتِّرْمِذِيّ

(1/19)


وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ والضياء فِي المختارة والدارمي عَن أبي ذَر الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ وَابْن عَسَاكِر وَالطَّبَرَانِيّ عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن أَبَا ذَر لما أسلم بِمَكَّة قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحق بقومك رَجَاء أَن يَنْفَعهُمْ الله بِهِ فَلَمَّا رأى حرصه على الْمقَام مَعَه بِمَكَّة وَعلم الشَّارِع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لَا يقدر على ذَلِك قَالَ لَهُ اتَّقِ الله حَيْثُ مَا كنت فَذكره

(29) اتَّقِ الله فِيمَا تعلم
أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَالتِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث سعيد بن أَشوع عَن يزِيد بن سَلمَة الْجعْفِيّ رَضِي الله عَنهُ
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي الْعِلَل سَأَلت عَنهُ مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ فَقَالَ سعيد بن أَشوع لم يسمع من يزِيد وَهُوَ عِنْدِي مُرْسل
وَقَالَ الْحَافِظ السُّيُوطِيّ فِي الْجَامِع الْكَبِير مُنْقَطع وَمَا جنح إِلَيْهِ البُخَارِيّ أولى
سَببه أَن يزِيد بن سَلمَة قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي قد سَمِعت مِنْك حَدِيثا كثيرا أَخَاف أَن ينسيني أَوله آخِره فمرني بِكَلِمَة جَامِعَة فَقَالَ اتَّقِ الله فِيمَا تعلم فأرشده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعْمل بِمَا يعلم

(30) اتَّقِ الله وَإِذا كنت فِي مجْلِس فَقُمْت عَنهُ فَسَمِعتهمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبك فائته وَإِذا سمعتهم يَقُولُونَ مَا تكره فَلَا تأته
أخرجه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو نعيم عَن حَرْمَلَة بن عبد الله الْعَنْبَري رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن ضرغام بن علية بن حَرْمَلَة قَالَ حَدثنِي أبي عَن أَبِيه قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ركب من الْحَيّ فصلى بِنَا صَلَاة الصُّبْح فَجعلت أنظر

(1/20)


إِلَى الَّذِي بجنبي وَلَا أكاد أعرفهُ من الْغَلَس فَلَمَّا أردْت الرُّجُوع قلت أوصني يَا رَسُول الله قَالَ اتَّقِ الله فَذكره

(31) اتَّقِ الله وَلَا تحقرن من الْمَعْرُوف شَيْئا وَلَو أَن تلقى أَخَاك ووجهك منبسط إِلَيْهِ وَلَو أَن تفرغ من دلوك فِي إِنَاء المستسقي وَلَا تسبن أحدا
وَإِن امْرُؤ شتمك بِمَا يعلم فِيك فَلَا تشتمه بِمَا تعلم فِيهِ فَإِنَّهُ يكون لَك أجره وَعَلِيهِ وزره
واتزر إِلَى نصف السَّاق فَإِن أَبيت فَإلَى الْكَعْبَيْنِ
وَإِيَّاك وإسبال الْإِزَار فَإِنَّهُ من المخيلة وَإِن الله لَا يحب المخيلة
أخرجه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَن جَابر بن سليم الهُجَيْمِي رَضِي الله عَنهُ وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْإِمَام أَحْمد وَالْبَغوِيّ والباوردي وَابْن حبَان وَغَيرهم بمخالفة فِي التَّرْتِيب كلهم عَن جَابر الْمَذْكُور
قَالَ النَّوَوِيّ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ إسنادهما صَحِيح
سَببه عَن جَابر الهُجَيْمِي قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنَّا قوم من أهل الْبَادِيَة فَعلمنَا شَيْئا ينفعنا الله بِهِ
فَذكره
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَفِي بعض طرقه رَأَيْت رجلا وَالنَّاس يصدرون عَن رَأْيه فَقلت من هَذَا قَالُوا رَسُول الله
فَقلت عَلَيْك السَّلَام يَا رَسُول الله
فَقَالَ عَلَيْك السَّلَام تَحِيَّة الْمَوْتَى وَلَكِن قل السَّلَام عَلَيْك
فَقلت السَّلَام عَلَيْك
أَنْت رَسُول الله قَالَ نعم
قلت يَا رَسُول الله عَلمنِي مِمَّا علمك الله
فَذكره
رمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته

(32) اتَّقِ الله يَا أَبَا الْوَلِيد لَا تَأتي يَوْم الْقِيَامَة بِبَعِير تحمله لَهُ رُغَاء أَو بقرة لَهَا خوار أَو شَاة لَهَا ثؤاج
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن عَسَاكِر فِي التَّارِيخ عَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي رِجَاله رجال

(1/21)


الصَّحِيح
سَببه عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه على الصَّدَقَة فَقَالَ لَهُ اتَّقِ الله يَا أَبَا الْوَلِيد الحَدِيث فَقَالَ عبَادَة يَا رَسُول الله إِن ذَلِك كَذَلِك قَالَ إِي وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِلَّا من رحم الله
قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا أعمل على اثْنَيْنِ أبدا أَي لَا أَلِي الحكم على اثْنَيْنِ وَلَا أتأمر على أحد
أخرجه ابْن عَسَاكِر

(33) اتَّقِ الْمَحَارِم تكن أعبد النَّاس وَارْضَ بِمَا قسم الله لَك تكن أغْنى النَّاس وَأحسن إِلَى جَارك تكن مُؤمنا وَأحب للنَّاس مَا تحب لنَفسك تكن مُسلما وَلَا تكْثر الضحك فَإِن كَثْرَة الضحك تميت الْقلب
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم كلهم من حَدِيث الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
قَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب مُنْقَطع وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ وَبَقِيَّة أسانيده فِيهَا ضعف
سَببه عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يَأْخُذ عني هَذِه الْكَلِمَات فَيعْمل بِهن أَو يعلم من يعْمل بِهن قلت أَنا
فَأخذ بيَدي
فعد خمْسا فَقَالَ اتَّقِ الْمَحَارِم فَذكره

(34) اتَّقوا الله وَأَصْلحُوا ذَات بَيْنكُم فَإِن الله يصلح بَين الْمُسلمين يَوْم الْقِيَامَة
أخرجه الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالْحَاكِم وَتعقب عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلَانِ من أمتِي جثيا بَين يَدي رب الْعِزَّة فَقَالَ أَحدهمَا يَا رب خُذ لي مظلمتي من أخي
فَقَالَ الله تَعَالَى كَيفَ تصنع بأخيك وَلم يبْق من حَسَنَاته شَيْء قَالَ يَا رب فليحمل من أوزاري
إِن ذَلِك الْيَوْم عَظِيم يحْتَاج النَّاس أَن يحمل عَنْهُم من أوزارهم
فَقَالَ الله للطَّالِب ارْفَعْ بَصرك فَانْظُر
فَرفع رَأسه

(1/22)


فَقَالَ يَا رب أرى مَدَائِن من ذهب وقصورا من ذهب مكللة بِاللُّؤْلُؤِ لأي نَبِي هَذَا أَو لأي صديق هَذَا أَو لأي شَهِيد هَذَا قَالَ هَذَا لمن أعْطى الثّمن
قَالَ يَا رب وَمن يملك ذَلِك قَالَ أَنْت تملكه
قَالَ بِمَاذَا قَالَ عفوك عَن أَخِيك
قَالَ يَا رب فَإِنِّي قد عَفَوْت عَنهُ قَالَ الله فَخذ بيد أَخِيك فَأدْخلهُ الْجنَّة
اتَّقوا الله وَأَصْلحُوا ذَات بَيْنكُم فَإِن الله يصلح بَين الْمُسلمين يَوْم الْقِيَامَة

(35) اتَّقوا الله واعدلوا فِي أَوْلَادكُم
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن النُّعْمَان بن بشير رَضِي الله عَنهُ وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَنهُ بِلَفْظ اتَّقوا الله واعدلوا بَين أَوْلَادكُم كَمَا تحبون أَن يبروكم
سَببه عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ أَتَى أبي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنِّي نحلت ابْني هَذَا غُلَاما كَانَ لي فَقَالَ أكل ولدك نحلته مثل هَذَا قَالَ لَا
قَالَ فأرجعه وَفِي رِوَايَة أفعلت هَذَا بولدك كلهم قَالَ لَا
قَالَ اتَّقوا الله واعدلوا فَذكره
قَالَ النُّعْمَان فَرجع أبي فَرد تِلْكَ الصَّدَقَة
وَفِي رِوَايَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعْطَيْت كل ولدك مثل هَذَا
قَالَ لَا
قَالَ فَاتَّقُوا الله واعدلوا بَين أَوْلَادكُم لَا أشهد على جور
وَسَببه عَن النُّعْمَان قَالَ أَعْطَانِي أبي عَطِيَّة فَقَالَت أُمِّي عمْرَة بنت رَوَاحَة لَا أرْضى حَتَّى تشهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنِّي أَعْطَيْت ابْني من عمْرَة عَطِيَّة فأمرتني أَن أشهدك
قَالَ أَعْطَيْت كل ولدك فَذكره
وَفِي رِوَايَة قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا بشير أَلَك ولد سوى هَذَا قَالَ نعم قَالَ كلهم وهبت لَهُ مثل هَذَا قَالَ لَا
قَالَ لَا تشهدني إِذن فَإِنِّي لَا أشهد على جور وَأخرج نَحوه ابْن أبي شيبَة وَلَفظه
قَالَ فاردده

(36) اتَّقوا الله فِي هَذِه الْبَهَائِم الْمُعْجَمَة فاركبوها صَالِحَة وكلوها

(1/23)


صَالِحَة
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَابْن حبَان عَن سهل بن الحنظلية رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح
وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الرياض بعد عزوه لأبي دَاوُد إِسْنَاده صَحِيح
ورمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته
سَببه عَن سهل قَالَ مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبَعِير قد لحق وَفِي رِوَايَة ابْن خُزَيْمَة قد لصق ظَهره ببطنه فَذكره
وَفِي رِوَايَة عَنهُ مر بِبَعِير مناخ على بَاب أول النَّهَار ثمَّ مر بِهِ آخر النَّهَار وَهُوَ على حَاله فَقَالَ أَيْن صَاحب هَذَا فابتغي فَلم يُوجد فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتَّقوا الله فَذكره

(37) اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة اتَّقوا الله فِيمَا ملكت أَيْمَانكُم اتَّقوا الله فِي الضعيفين الْمَرْأَة الأرملة وَالصَّبِيّ الْيَتِيم
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ ورمز السُّيُوطِيّ لحسنه
قَالَ الْمَنَاوِيّ لَكِن فِيهِ بشر بن مَنْصُور الحناط أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي المتروكين وَقَالَ مَجْهُول قبل الْمِائَتَيْنِ انْتهى
لَكِن قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَهْذِيب التَّقْرِيب بشر بن مَنْصُور الحناط بِالْمُهْمَلَةِ وَالنُّون صَدُوق
سَببه عَن أنس قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين حَضرته الْوَفَاة فَقَالَ لنا اتَّقوا الله فَذكره
فَجعل يُرَدِّدهَا وَيَقُول الصَّلَاة وَهُوَ يُغَرْغر حَتَّى فاضت نَفسه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(38) اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَالنَّسَائِيّ عَن عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ وَأحمد عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَالْبَزَّار

(1/24)


وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط والضياء فِي المختارة عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ وَالْبَزَّار عَن النُّعْمَان بن بشير وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن عَبَّاس وَعَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنْهُم
ذكره السُّيُوطِيّ فِي الْأَحَادِيث المتواترة وَفِي آخِره فِي رِوَايَة عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ فَإِن لم تَجدوا فبكلمة طيبَة وَفِي أَوله مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا سيكلمه ربه لَيْسَ بَينه وَبَينه ترجمان فَينْظر أَيمن مِنْهُ فَلَا يرى إِلَّا مَا قدم وَينظر يسارا مِنْهُ فَلَا يرى إِلَّا مَا قدم فَينْظر بَين يَدَيْهِ فَلَا يرى إِلَّا النَّار تِلْقَاء وَجهه فَاتَّقُوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة مُتَّفق عَلَيْهِ
سَببه عَن عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ قَالَ ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّار فتعوذ مِنْهَا وأشاح بِوَجْهِهِ ثَلَاثًا ثمَّ ذكره

الْهمزَة مَعَ الثَّاء

(39) أثيبوا أَخَاكُم ادعوا لَهُ بِالْبركَةِ فَإِن الرجل إِذا أكل طَعَامه وَشرب شرابه ثمَّ دعِي لَهُ بِالْبركَةِ فَذَاك ثَوَابه مِنْهُم
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ ورمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن جَابر قَالَ صنع أَبُو الْهَيْثَم طَعَاما ودعا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فَلَمَّا فرغوا قَالَ أثيبوا فَذكره

(40) الِاثْنَان فَمَا فَوْقهمَا جمَاعَة
أخرجه ابْن مَاجَه وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ وَأحمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ ضَعِيف
سَببه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يُصَلِّي وَحده فَقَالَ أَلا رجل يتَصَدَّق على هَذَا فَيصَلي مَعَه
فَقَامَ رجل فصلى مَعَه فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَانِ جمَاعَة
رَوَاهُ أَحْمد وَاسْتَعْملهُ

(1/25)


البُخَارِيّ تَرْجَمَة وَأورد فِي الْبَاب مَا يُؤَدِّي مَعْنَاهُ فاستفيد من ذَلِك وُرُود هَذَا الحَدِيث فِي الْجُمْلَة
قَالَه ابْن حجر

الْهمزَة مَعَ الْجِيم

(41) اجْتنب الْغَضَب
أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَضَب وَابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن رجل من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَهَذَا الحَدِيث بِمَعْنَاهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ إِذْ فِيهِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أوصني
قَالَ لَا تغْضب
سَببه كَمَا فِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ أَخْبرنِي رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله حَدثنِي بِكَلِمَات أعيش بِهن وَلَا تكْثر عَليّ
قَالَ فَذكره
زَاد الطَّبَرَانِيّ وَلَك الْجنَّة وَالرجل جَارِيَة بن قدامَة
أخرجه أَحْمد وَابْن حبَان قَالَ الرجل تفكرت فِيمَا قَالَ فَإِذا الْغَضَب يجمع الشَّرّ كُله وَفِي الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قلت يَا نَبِي الله قل لي قولا أنتفع بِهِ وأقلل
قَالَ لَا تغْضب وَفِيه عَن أبي الدَّرْدَاء
قلت يَا رَسُول الله دلَّنِي على عمل يدخلني الْجنَّة
قَالَ لَا تغْضب وَلَك الْجنَّة وَالظَّاهِر أَن جمَاعَة سَأَلُوا ذَلِك

(42) اجْتَمعُوا على طَعَامكُمْ واذْكُرُوا اسْم الله عَلَيْهِ يُبَارك لكم فِيهِ
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن حبَان وَالْبَيْهَقِيّ كلهم عَن وَحشِي بن حَرْب الحبشي رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ إِسْنَاده حسن
سَببه مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا نَأْكُل وَلَا نشبع
قَالَ فلعلكم تتفرقون
قَالُوا نعم

(1/26)


قَالَ فَذكره

(43) اجتنبوا مجَالِس الْعَشِيرَة
وَلَفظه عِنْد مُسلم مجَالِس الصعدات
وَالْمعْنَى وَاحِد
أخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أَبِيه عَن جده أبي طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ
وَلَفظ الْعَشِيرَة رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن عُثْمَان بن أبان مُرْسلا
سَببه مَا فِي صَحِيح مُسلم عَن أبي طَلْحَة قَالَ كُنَّا قعُودا بالأفنية نتحدث إِذْ جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقدم فَقَامَ علينا فَقَالَ مَا لكم بمجالس الصعدات اجتنبوا مجَالِس الصعدات فَقُلْنَا إِنَّمَا قعدنا لغير مَا بَأْس قعدنا لنتذاكر ونتحدث
قَالَ أما إِذن فأدوا حَقّهَا غض الْبَصَر ورد السَّلَام وَحسن الْكَلَام

(44) اجتنبي الصَّلَاة أَيَّام حيضتك ثمَّ اغْتَسِلِي وتوضئي لكل صَلَاة ثمَّ صلي
أخرجه البُخَارِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
سَببه عَنْهَا قَالَت جَاءَت فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر أفأدع الصَّلَاة فَقَالَ لَا اجتنبي الصَّلَاة أَيَّام حيضتك
فَذكره وزادت فِي رِوَايَة ابْن مَاجَه وَإِن قطر الدَّم على الْحَصِير وَرِجَال ابْن مَاجَه ثِقَات

(45) اجتنبوا هَذِه القاذورات الَّتِي نهى الله عَنْهَا فَمن ألم مِنْهَا بِشَيْء فليستتر بستر الله وليتب إِلَى الله فَإِنَّهُ من يبد لنا صفحته نُقِيم عَلَيْهِ كتاب الله
أخرجه الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
وَقَالَ الْحَاكِم على شَرطهمَا
وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ غَرِيب
وَفِي الْمُهَذّب قَالَ إِسْنَاده جيد
وَصَححهُ ابْن السكن وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلما ذكر إِمَام

(1/27)


الْحَرَمَيْنِ فِي النِّهَايَة هَذَا الحَدِيث
قَالَ صَحِيح مُتَّفق على صِحَّته تعجب مِنْهُ ابْن الصّلاح وَقَالَ أوقعه فِيهِ عدم إلمامه بصناعة الحَدِيث الَّذِي يفْتَقر إِلَيْهِ كل عَالم
سَببه عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَامَ الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد رجم الْأَسْلَمِيّ فَذكره

(46) اجثوا على الركب ثمَّ قُولُوا يَا رب يَا رب
أخرجه أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه وَالْبَغوِيّ فِي السّنة وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط كلهم من حَدِيث عَامر بن خَارِجَة بن سعد عَن أَبِيه عَن جده سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ
وَفِي الحَدِيث مقَال قَالَ ابْن حجر فِي سَنَده اخْتِلَاف وعامر بن خَارِجَة ضعفه الذَّهَبِيّ وَغَيره
قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ نظر ثمَّ سَاق لَهُ هَذَا الحَدِيث
سَببه عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قَالَ شكا قوم إِلَى الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قحط الْمَطَر فَقَالَ اجثوا على الركب وَقُولُوا يَا رب وَرفع السبابَة إِلَى السَّمَاء فَفَعَلُوا فسقوا حَتَّى أَحبُّوا أَن يكْشف عَنْهُم

(47) اجْعَلُوهَا على وَجهه وَاجْعَلُوا على قَدَمَيْهِ من هَذَا الشّجر
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن أبي شيبَة عَن أبي أسيد رَضِي الله عَنهُ
وَلَفظه فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة مدوها على رَأسه وَاجْعَلُوا على رجلَيْهِ من شجر الحرمل
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن أبي أسيد قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قبر حَمْزَة بن عبد الْمطلب فَجعلُوا يجرونَ النمرة (العباءة) على وَجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قَدَمَيْهِ فينكشف وَجهه فَقَالَ اجْعَلُوهَا فَذكره

(48) اجْعَلْهُ فِي أذانك إِذا أَذِنت للصبح
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ بِلَال إِلَى النَّبِي

(1/28)


صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُؤذن بِالصَّلَاةِ فَوَجَدَهُ قد أغفى فَقَالَ الصَّلَاة خير من النّوم
فَقَالَ اجْعَلْهُ فَذكره
وَرُوِيَ نَحوه عَن أنس وَابْن مَحْذُورَة وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم

(49) اجلدوها ثمَّ إِن زنت فاجلدوها ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير بعد الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة
أخرجه الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار عَن أبي هُرَيْرَة وَزيد بن خَالِد رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنْهُمَا أَنَّهُمَا سمعا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يسْأَل عَن الْأمة إِذا زنت وَلم تحصن قَالَ اجلدوها فَذكره

(50) اجْلِسْ أَبَا تُرَاب
أخرجه أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَسْجِد فَوجدَ عليا قد سقط رِدَاؤُهُ عَن ظَهره حَتَّى خلص إِلَى التُّرَاب فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسحه بِيَدِهِ وَيَقُول اجْلِسْ أَبَا تُرَاب

(51) أجوع يَوْمًا وَأَشْبع يَوْمًا
أخرجه التِّرْمِذِيّ عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عرض عَليّ رَبِّي فَجعل لي بطحاء مَكَّة ذَهَبا فَقلت لَا يَا رب وَلَكِن أجوع يَوْمًا وَأَشْبع يَوْمًا فَإِذا جعت تضرعت إِلَيْك وذكرتك وَإِذا شبعت حمدتك وشكرتك

الْهمزَة مَعَ الْحَاء الْمُهْملَة

(52) أحب أَن يعرض عَمَلي وَأَنا صَائِم
أخرجه الإِمَام أَحْمد والضياء فِي المختارة عَن أُسَامَة بن زيد رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنَّك تَصُوم حَتَّى لَا تكَاد تفطر وتفطر حَتَّى لَا تكَاد تَصُوم إِلَّا يَوْمَيْنِ إِن دخلا فِي صيامك وَإِلَّا صمتهما
قَالَ أَي يَوْمَيْنِ
قلت يَوْم

(1/29)


الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس قَالَ ذَانك يَوْمَانِ تعرض فيهمَا الْأَعْمَال على رب الْعَالمين فَأحب أَن يعرض عَمَلي وَأَنا صَائِم وَأخرجه النَّسَائِيّ أَيْضا عَن أُسَامَة رَضِي الله عَنهُ

(53) أحب الْأَعْمَال إِلَى الله أَن تَمُوت وَلِسَانك رطب من ذكر الله
أخرجه ابْن حبَان وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ
رمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته تبعا لِابْنِ حبَان
سَببه عَن معَاذ قَالَ آخر كَلَام فَارَقت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ أَن قلت أَي الْأَعْمَال أحب إِلَى الله قَالَ أَن تَمُوت وَلِسَانك رطب من ذكر الله
أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أبي جُحَيْفَة وهب بن عبد الله السوَائِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْأَعْمَال أحب إِلَى الله قَالَ فسكتنا فَلم يجبهُ أحد فَقَالَ حفظ اللِّسَان

(54) أحب النَّاس إِلَيّ عَائِشَة وَمن الرِّجَال أَبوهَا
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي مُسلم عَن خَالِد عَن أبي عُثْمَان قَالَ أَخْبرنِي عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه على جَيش ذَات السلَاسِل فَأَتَيْته فَقلت أَي النَّاس أحب إِلَيْك فَقَالَ عَائِشَة
قلت وَمن الرِّجَال قَالَ أَبوهَا قلت ثمَّ من قَالَ عمر فعد رجَالًا
زَاد البُخَارِيّ
فَسكت مَخَافَة أَن يَجْعَلنِي فِي آخِرهم

(55) أحب الْجِهَاد إِلَى الله كلمة حق تقال لإِمَام جَائِر
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ وَالنَّسَائِيّ عَن جَابر

(1/30)


بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه عَن أبي أُمَامَة قَالَ عرض للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل عِنْد الْجَمْرَة وَقد وضع فِي رجله الغرز فَقَالَ أَي الْجِهَاد أفضل فَسكت
ثمَّ ذكره

(56) أحب الحَدِيث إِلَيّ أصدقه
أخرجه البُخَارِيّ عَن مَرْوَان بن الحكم والمسور بن مخرمَة رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حِين جَاءَهُ وَفد هوَازن مُسلمين فَسَأَلُوهُ أَن يرد إِلَيْهِم أَمْوَالهم وَسَبْيهمْ فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحب الحَدِيث إِلَيّ أصدقه فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا السَّبي وَإِمَّا المَال وَله تَتِمَّة فِي البُخَارِيّ

(57) أحب الصّيام إِلَى الله صِيَام دَاوُد كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَأحب الصَّلَاة إِلَى الله صَلَاة دَاوُد كَانَ ينَام نصف اللَّيْل وَيقوم ثلثه وينام سدسه
أخرجه الإِمَام أَحْمد والستة سوى أبي دَاوُد عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ
سَببه أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يسْرد أَي يداوم الصّيام وَالْقِيَام فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لجسدك عَلَيْك حَقًا ولربك عَلَيْك حَقًا ولزوجك عَلَيْك حَقًا فأعط كل ذِي حق حَقه ثمَّ ذكره

(58) أحب عباد الله إِلَى الله أحْسنهم خلقا
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن أُسَامَة بن شريك الذبياني رَضِي الله عَنهُ
رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَكَانَ الأولى أَن يرمز لصِحَّته
قَالَ الْمُنْذِرِيّ رُوَاته مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح
سَببه عَن أُسَامَة بن شريك قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّمَا على رؤوسنا الطير مَا يتَكَلَّم منا مُتَكَلم إِذْ جَاءَهُ أنَاس فَقَالُوا من أحب عباد الله إِلَى الله فَذكره

(1/31)


(59) أحب للنَّاس مَا تحب لنَفسك
وَفِي رِوَايَة أحب لأخيك مَا تحب لنَفسك
أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَأَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة لَهُ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب كلهم عَن يزِيد بن أسيد رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي رجال الطَّبَرَانِيّ ثِقَات
سَببه عَن يزِيد بن أسيد قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتُحِبُّ الْجنَّة قلت نعم
قَالَ أحب لأخيك مَا تحب لنَفسك

(60) أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بِي أَنا لَهُم بالأشواق
أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَتى ألْقى أحبابي مَتى ألْقى أحبابي فَقَالَ بعض الصَّحَابَة أوليس نَحن أحبابك قَالَ أَنْتُم أَصْحَابِي وَلَكِن أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بِي فَذكره

(61) احتكار الطَّعَام بِمَكَّة إلحاد
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير عَن يعلى بن أُميَّة أَنه سمع ابْن عمر يَقُول احتكار الطَّعَام بِمَكَّة إلحاد وَهُوَ فِي حكم الْمَرْفُوع
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب مُصَرحًا بِرَفْعِهِ
سَببه روى الْبَيْهَقِيّ عَن عَطاء أَن ابْن عمر طلب رجلا
فَقَالُوا ذهب ليَشْتَرِي طَعَاما
فَقَالَ للبيت أَو للْبيع قَالُوا للْبيع
قَالَ أَخْبرُوهُ أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فَذكره
هَذَا سَبَب بعد عصر النُّبُوَّة وَيَأْتِي نَحوه فِي حَدِيث من احتكر الخ

(62) احثوا فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب
أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة عَن الْمِقْدَاد بن عَمْرو وَالتِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن حبَان وَابْن عدي وَأَبُو

(1/32)


نعيم عَن ابْن عَمْرو وَابْن عَسَاكِر عَن عبَادَة بن الصَّامِت وَالْإِمَام أَحْمد عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم
سَببه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت لما جَاءَ نعي جَعْفَر بن أبي طَالب وَزيد بن حَارِثَة وَعبد الله بن رَوَاحَة جلس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرف فِي وَجهه الْحزن
قَالَت عَائِشَة وَأَنا أطلع من شقّ الْبَاب فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن نسَاء جَعْفَر فَذكر من بكائهن فَأمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينهاهن
فَذهب الرجل ثمَّ جَاءَ فَقَالَ قد نَهَيْتُهُنَّ وإنهن لم يطعنه حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَة فَزَعَمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ احث فِي أفواههن التُّرَاب
فَقَالَت عَائِشَة قلت أرْغم الله أَنْفك وَالله مَا أَنْت بفاعل مَا قَالَ لَك وَلَا تركت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَهَذَا السَّبَب وَإِن لم يكن فِيهِ لفظ المداحين لكنه فِي مَعْنَاهُ
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ من الْمجَاز حثا فِي وَجهه الرماد إِذا أخجله أَو المُرَاد قُولُوا لَهُم بأفواهكم التُّرَاب
وَالْعرب تسْتَعْمل ذَلِك لمن يكرهونه
وَله سَبَب آخر يَأْتِي فِي إِذا رَأَيْتُمْ المداحين

(63) أحد يَا سعد
أخرجه الإِمَام أَحْمد عَن أنس وَالتِّرْمِذِيّ عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنْهُمَا
قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب
وَقَالَ الهيثمي رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح وَزَاد أحد أحد وَلم يذكر تابعيه
وَصَححهُ الْحَاكِم وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
سَببه مَا فِي التِّرْمِذِيّ عَن سعد قَالَ مر عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أَدْعُو بإصبعي فَقَالَ أحد يَا سعد وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا كَانَ يَدْعُو بِأُصْبُعَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد أحد
وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن سعد أحده أحده وَأَشَارَ بالسبابة

(1/33)


(64) أحسن النَّاس قِرَاءَة الَّذِي إِذا قَرَأَ رَأَيْت أَنه يخْشَى الله
أخرجه مُحَمَّد بن نصر فِي كتاب الصَّلَاة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب والخطيب فِي التَّارِيخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
وَأخرجه فِي مُخْتَصر الفردوس عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
سَببه عَنْهَا قَالَت سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي النَّاس أحسن صَوتا بِالْقُرْآنِ فَذكره
وَأخرجه ابْن ماجة عَن جَابر بن عبد الله وَلَفظه أحسن النَّاس صَوتا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذا سمعته يقْرَأ رَأَيْت أَنه يخْشَى الله تَعَالَى
وَقد رَوَاهُ الْبَزَّار بِسَنَد كَمَا قَالَ الْحَافِظ الهيثمي رِجَاله رجال الصَّحِيح
أخرجه السجْزِي فِي الْإِمَامَة والخطيب عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا

(65) أَحْسنُوا جوَار نعم الله لَا تنفروها فقلما زَالَت عَن قوم فَعَادَت إِلَيْهِم
أخرجه أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ كلهم من حَدِيث عُثْمَان بن مطر عَن ثَابت عَن أنس بن مَالك وَعُثْمَان
كَمَا قَالُوا ضَعِيف
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث الْوَلِيد بن مُحَمَّد الموقري عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ الموقري ضَعِيف
قَالَ وَرَوَاهُ عَطاء بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَهُوَ أَيْضا ضَعِيف
قَالَه الْمَنَاوِيّ
سَببه عَنْهَا قَالَت دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى كسرة ملقاة فَأَخذهَا فمسحها وأكلها
ثمَّ ذكره
وَمن ثمَّ قَالَ شيخ مَشَايِخنَا فِي كشف الالتباس وَهُوَ حَدِيث وَارِد على سَبَب وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَهُوَ أَيْضا ذُو نسب فَلَا يَلِيق الحكم بعد هَذَا عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فدع من لَا ذَا
(خَالف) وَفِيه رد على ابْن الْجَوْزِيّ حَيْثُ عده فِي الموضوعات وَفِي رِوَايَة

(1/34)


لَفظه أحسني يَا عَائِشَة

(66) أَحْسَنت يَا عمر حِين وجدتني سَاجِدا فتنحيت عني إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ من صلى عَلَيْك من أمتك وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا وَرَفعه بهَا عشر دَرَجَات
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط والضياء فِي المختارة عَن عمر رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِحَاجَتِهِ فَلم يجد أحدا تبعه فَفَزعَ عمر فَأَتَاهُ بمطهرة جلد فَوجدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَاجِدا فِي مشربَة (أَي غرفَة) فَتنحّى عَنهُ من خَلفه حَتَّى رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه
فَذكره

(67) أَحْسَنت فاجعلها الْبيض الغر الزهر ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة
أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن جرير عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأرنب يهديها لَهُ فَقَالَ مَا هَذِه قَالَ هَدِيَّة
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يَأْكُل من الْهَدِيَّة حَتَّى يَأْمر صَاحبهَا فيأكل مِنْهَا من أجل الشَّاة المسمومة الَّتِي أهديت لَهُ بِخَيْبَر
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كل مِنْهَا قَالَ إِنِّي صَائِم
قَالَ صَوْم مَاذَا قَالَ ثَلَاث من كل شهر قَالَ أَحْسَنت فَذكره

(68) احرص على مَا ينفعك وَإِيَّاك واللو فَإِن اللو يفتح عمل الشَّيْطَان
أخرجه الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُؤمن الْقوي خير وَأحب إِلَى الله من الْمُؤمن الضَّعِيف وَفِي كل خير احرص على مَا ينفعك

(1/35)


وَلَا تعجز فَإِن غلبك أَمر فَقل قدر الله وَمَا شَاءَ صنع احرص فَذكره وَفِي رِوَايَة عَنهُ أَيْضا احرص على مَا ينفعك
وَلَا تعجز فَإِن فاتك شَيْء فَقل قدر الله وَمَا شَاءَ فعل وَإِيَّاك واللو (أَي لفظ لَو) فَإِنَّهَا تفتح عمل الشَّيْطَان

(69) أَحْسنُوا لباسكم وَأَصْلحُوا رحالكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كأنكم شامة فِي النَّاس فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش
أخرجه الْحَاكِم إِلَى قَوْله شامة فِي النَّاس وَأخرجه أَيْضا برمتِهِ
وَفِي أَوله إِنَّكُم قادمون على إخْوَانكُمْ فَأحْسنُوا إِلَخ الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب كلهم عَن سهل بن الحنظلية رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة نَحْو الأربعمائة فَلَمَّا رجعُوا من الْغَزْو قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّكُم فِي غَد لقادمون على إخْوَانكُمْ فأصلحوا رحالكُمْ وأحسنوا لباسكم فَذكره وَفِي رِوَايَة الْحَاكِم تَقْدِيم أَحْسنُوا الخ

(70) احفظ الله يحفظك احفظ الله تَجدهُ تجاهك إِذا سَأَلت فاسأل الله وَإِذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّه وَاعْلَم أَن الْأمة لَو اجْتمعت على أَن ينفعوك بِشَيْء لم ينفعوك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله لَك وَإِن اجْتَمعُوا على أَن يضروك بِشَيْء لم يضروك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله عَلَيْك
رفعت الأقلام وجفت الصُّحُف
أخرجه التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح
سَببه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَام إِنِّي أعلمك كَلِمَات احفظ الله فَذكره
قَالَ النَّوَوِيّ فِي أربعينه وَفِي رِوَايَة غير التِّرْمِذِيّ احفظ الله تَجدهُ أمامك
تعرف إِلَى الله فِي الرخَاء يعرفك فِي

(1/36)


الشدَّة وَاعْلَم أَن مَا أخطأك لم يكن ليصيبك وَمَا أَصَابَك لم يكن ليخطئك وَاعْلَم أَن النَّصْر مَعَ الصَّبْر وَأَن الْفرج مَعَ الكرب وَأَن مَعَ الْعسر يسرا

(71) احفظ مَا بَين لحييك وَمَا بَين رجليك
أخرجه أَبُو يعلى وَأَبُو قَانِع وَابْن مَنْدَه والضياء فِي المختارة عَن صعصعة الْمُجَاشِعِي رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن صعصعة قَالَ قلت يَا رَسُول الله أوصني
قَالَ احفظ لحييك (أَي لسَانك) فَذكره

(72) احفظ عورتك إِلَّا من زَوجتك أَو مَا ملكت يَمِينك
قيل إِذا كَانَ الْقَوْم بَعضهم فِي بعض قَالَ إِن اسْتَطَعْت أَن لَا يرينها أحد فَلَا يرينها
قيل إِذا كَانَ أَحَدنَا خَالِيا قَالَ الله أَحَق أَن يستحيا مِنْهُ من النَّاس
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ كلهم عَن بهز بن حَكِيم عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة رَضِي الله عَنهُ
قَالَ التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَرَوَاهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا
قَالَ ابْن حجر وَإِسْنَاده إِلَى بهز صَحِيح وَلِهَذَا جزم البُخَارِيّ بتعليقه وَأما بهز وَأَبوهُ فليسا من شَرطه
قَالَه الْمَنَاوِيّ
سَببه عَن مُعَاوِيَة بن حيدة قَالَ قلت يَا رَسُول الله عوراتنا مَا نأتي مِنْهَا وَمَا نذر قَالَ احفظ فَذكره

(73) أحفوا الشَّوَارِب وأعفوا اللحى
أخرجه مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن ابْن عمر بن الْخطاب وَابْن عدي عَن أبي هُرَيْرَة والطَّحَاوِي عَن أنس بن مَالك وَزَاد فِي آخِره وَلَا تشبهوا باليهود وَأخرجه الشَّيْخَانِ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَوله خالفوا الْمُشْركين أحفوا الشَّوَارِب وأوفوا اللحى يَأْتِي فِي حرف الْخَاء
سَببه أخرج ابْن النجار عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله

(1/37)


عَنْهُمَا قَالَ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد من الْعَجم قد حَلقُوا لحاهم وَتركُوا شواربهم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خالفوا عَلَيْهِم أحفوا الشَّوَارِب وأعفوا اللحى وَأخرج الْبَزَّار من حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبْصر رجلا وشاربه طَوِيل فَقَالَ ائْتُونِي بمقص وَسوَاك فَجعل السِّوَاك على طرف شَاربه ثمَّ أَخذ مَا جاوزه

(74) احلقوه كُله أَو اتركوه كُله
أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه كَمَا فِي أبي دَاوُد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى صَبيا قد حلق بعض شعره وَترك بعضه فنهاهم عَن ذَلِك فَذكره
قَالَ الْمزي فِي الْمَجْمُوع وَحَدِيث أبي دَاوُد صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَكَأَنَّهُ لم يتفطن لما أخرجه مُسلم وَتَبعهُ غَيره مِنْهُم السُّيُوطِيّ فِي جامعيه

الْهمزَة مَعَ الْخَاء الْمُعْجَمَة

(75) أخْبرهُم أَن مَفَاتِيح الْجنَّة لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّهَا تخرق كل شَيْء حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الله لَا تحجب دونه فَمن جَاءَ بهَا يَوْم الْقِيَامَة مخلصا رجحت على كل ذَنْب
أخرجه الديلمي عَن عبيد بن صَخْر بن لاذان رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا معَاذ إِنَّك تقدم على أهل الْكتاب وَإِنَّهُم سائلوك عَن مَفَاتِيح الْجنَّة فَأخْبرهُم فَذكره

(76) أخْبرهَا أَنَّهَا عاملة من الله وَلها نصف أجر الْمُجَاهِد
أخرجه الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من طَرِيق ذافر بن سُلَيْمَان عَن عبد الله الوضاحي
سَببه عَنهُ أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله إِن لي امْرَأَة إِذا دخلت عَلَيْهَا قَالَت مرْحَبًا بسيدي وَسيد أهل بَيْتِي وَإِذا رأتني حَزينًا قَالَت

(1/38)


مَا يحزنك الدُّنْيَا وَقد كفيت أَمر الْآخِرَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخْبرهَا فَذكره

(77) أَخذنَا فألك من فِيك
أخرجه أَبُو دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن السّني وَأَبُو نعيم مَعًا فِي الطِّبّ عَن كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده
والديلمي عَن ابْن عمر
والعسكري عَن سَمُرَة رَضِي الله عَنْهُم
رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه عَن سَمُرَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعجبهُ الفأل الْحسن فَسمع عليا يَوْمًا يَقُول هَذِه خضرَة فَقَالَ يَا لبيْك أَخذنَا فألك من فِيك فاخرجوا بِنَا إِلَى خضرَة
فَخَرجُوا إِلَى خَيْبَر فَمَا سل فِيهَا سيف إِلَّا سيف عَليّ بن أبي طَالب حَتَّى فتحهَا الله عز وَجل
قَالَ فِي الْقَامُوس خضرَة علم على خَيْبَر
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا بِالسَّبَبِ عَن عَمْرو بن عَوْف لكنه قَالَ سمع رجلا فَذكره

(78) اخفضي وَلَا تنهكي فَإِنَّهُ أَنْضَرُ للْوَجْه وأحظى عِنْد الزَّوْج
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم عَن الضَّحَّاك الفِهري رَضِي الله عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ يُقَال لَهُ صُحْبَة قتل يَوْم راهط وَاخْتلف فِي كَونه الفِهري وَسَنَده ضَعِيف
سَببه عَن الضَّحَّاك بن قيس قَالَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ امْرَأَة يُقَال لَهَا أم عَطِيَّة تختن الْجَوَارِي فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخفضي فَذكره
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَهُ طَرِيقَانِ كِلَاهُمَا ضَعِيف وَمِمَّنْ جزم بضعفه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَقَالَ ابْن الْمُنْذر لَيْسَ فِي الْخِتَان خبر يعول عَلَيْهِ وَلَا سنة تتبع
كَذَا فِي شرح الْمَنَاوِيّ على الْجَامِع الصَّغِير

(79) أخْلص دينك يَكْفِيك الْقَلِيل من الْعَمَل
أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب

(1/39)


الْإِخْلَاص وَا 6 لديلمي وَالْحَاكِم عَن معَاذ بن جبل
قَالَ الْحَاكِم صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ
وَقَالَ الْعِرَاقِيّ رَوَاهُ الديلمي من حَدِيث معَاذ وَإِسْنَاده مُنْقَطع
قَالَه الْمَنَاوِيّ
لَكِن رَوَاهُ السُّيُوطِيّ فِي الْجَامِع الْكَبِير أَيْضا عَن ابْن أبي حَاتِم وَعَن أبي نعيم فِي الْحِلْية عَن معَاذ بن جبل فتعددت الطّرق
سَببه عَن معَاذ قَالَ لما بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن قلت أوصني فَقَالَ أخْلص فَذكره

(80) اخلع عَنْك الْحبَّة واغسل عَنْك أثر الصُّفْرَة أَو الخلوق واصنع فِي عمرتك مَا صنعت فِي حجتك
أخرجه الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار عَن صَفْوَان بن يعلى بن أُميَّة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن رجلا أَتَى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ جُبَّة وَعَلِيهِ أثر خلوق أَو صفرَة وَهُوَ بالجعرانة قَالَ كَيفَ تَأْمُرنِي أَن أصنع فِي عمرتي قَالَ فَأنْزل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا سري عَنهُ قَالَ أَيْن السَّائِل عَن الْعمرَة اخلع عَنْك الْجُبَّة فَذكره

(81) إخْوَانكُمْ خولكم جعلهم الله قنية تَحت أَيْدِيكُم فَمن كَانَ أَخُوهُ تَحت يَده فليطعمه من طَعَامه وليلبسه من لِبَاسه وَلَا يكلفه فَإِن كلفه مَا يغلبه فليعنه
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَأَصْحَاب السّنَن إِلَّا النَّسَائِيّ عَن أبي ذَر الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه أخرج البُخَارِيّ وَغَيره أَن الْمَعْرُور بن سُوَيْد رأى أَبَا ذَر عَلَيْهِ حلَّة وعَلى غُلَامه مثلهَا فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَذكر أَنه سَاب رجلا فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ فَأتى الرجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر لَهُ ذَلِك فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة ثمَّ قَالَ إخْوَانكُمْ فَذكره

(1/40)


أَخُوك الْبكْرِيّ وَلَا تأمنه
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالطَّبَرَانِيّ والعسكري والديلمي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الفغواء (بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وواو مُخَفّفَة مَعَ الْمَدّ) رمز السُّيُوطِيّ لحسنه وَأوردهُ فِي الْكَبِير بِلَفْظ إِذا هَبَطت بِلَاد قومه فاحذره فَإِنَّهُ قد قَالَ الْقَائِل أَخُوك الْبكْرِيّ وَلَا تأمنه
سَببه مَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن عبد الله بن عَمْرو بن الفغواء الْخُزَاعِيّ عَن أَبِيه قَالَ دَعَاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَرَادَ أَن يَبْعَثنِي بِمَال إِلَى أبي سُفْيَان يقسم فِي قُرَيْش بِمَكَّة بعد الْفَتْح فَقَالَ التمس صاحبا قَالَ فَجَاءَنِي عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فَقَالَ بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ الْخُرُوج وتلتمس صاحبا قَالَ قلت أجل قَالَ فَأَنا لَك صَاحب قَالَ فَجئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت قد وجدت صاحبا قَالَ فَقَالَ من قلت عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي
قَالَ إِذا هَبَطت بِلَاد قومه فاحذره فَإِنَّهُ قد قَالَ الْقَائِل أَخُوك الْبكْرِيّ وَلَا تأمنه فخرجنا حَتَّى إِذا كنت بالأبواء قَالَ إِنِّي أُرِيد حَاجَة إِلَى قومِي بودان فتلبث لي قلت راشدا
فَلَمَّا ولى ذكرت قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشددت على بَعِيري أوضعه (أسرعه) حَتَّى إِذا كنت بالأصافي إِذا هُوَ يعارضني فِي رَهْط من قومه قَالَ فأوضعت بَعِيري فسبقته فَلَمَّا رَآنِي قد فته انصرفوا وَجَاءَنِي فَقَالَ كَانَت لي إِلَى قومِي حَاجَة
قَالَ قلت أجل
قَالَ ومضيت حَتَّى قدمت إِلَى مَكَّة فَدفعت المَال إِلَى أبي سُفْيَان

(83) أخوف مَا أَخَاف على أمتِي كل مُنَافِق عليم اللِّسَان
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن عدي فِي الْكَامِل عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
قَالَ السَّيِّد السمهودي وَرُوَاته فِي مُسْند أَحْمد مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح

(1/41)


سَببه أَن الْأَحْنَف سيد أهل الْبَصْرَة كَانَ فَاضلا فصيحا مفوها فَقدم على عمر فحبسه عِنْده سنة يختبره كل يَوْم وَلَيْلَة فَلَا يَأْتِيهِ عَنهُ إِلَّا مَا يحب ثمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَتَدْرِي لم حبستك عِنْدِي قَالَ لَا قَالَ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثنَا فَذكره ثمَّ قَالَ خشيت أَن تكون مِنْهُم فَالْحَمْد لله يَا أحنف
وَفِي رِوَايَة لِابْنِ عَسَاكِر أَنه قدم عَلَيْهِ فخطبه فأعجبه نطقه فحبسه سنة يختبره ثمَّ قَالَ كنت أخْشَى أَن تكون منافقا عليم اللِّسَان وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حذرنا مِنْهُ وَأَرْجُو أَن تكون مُؤمنا فانحدر إِلَى مصرك
قَالَه الْمَنَاوِيّ

الْهمزَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة

(84) أد الْأَمَانَة إِلَى من ائتمنك وَلَا تخن من خانك
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ والدارمي والعسكري والضياء فِي المختارة عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَنهُ أَيْضا بِسَنَد ضَعِيف وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أنس بِسَنَد مَجْهُول وَقد صَححهُ ابْن السكن وَنقل الْمَنَاوِيّ أَن ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ لَا يَصح من جَمِيع طرقه وَلَا يخفى أَنه تحامل مِنْهُ رَحمَه الله كَيفَ وَقد صَححهُ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة الفحول وَقد رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَامَ فِي بني إِسْرَائِيل خَطِيبًا فَقَالَ يَا بني إِسْرَائِيل لَا تظلموا ظَالِما وَلَا تكافئوا ظَالِما فَيبْطل فَضلكُمْ عِنْد ربكُم
سَببه مَا أخرجه أَبُو دَاوُد بِسَنَدِهِ عَن يُوسُف بن مَاهك الْمَكِّيّ قَالَ كنت أكتب لفُلَان نَفَقَة أَيْتَام كَانَ

(1/42)


وليهم فغالطوه بِأَلف دِرْهَم فأداها إِلَيْهِم فأدركت لَهُم من مَالهم مثلهَا قَالَ قلت اقبض الْألف الَّذِي ذَهَبُوا بِهِ مِنْك
قَالَ لَا حَدثنِي أبي أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أد الْأَمَانَة فَذكره
هَذَا سَبَب بعد عصر النُّبُوَّة
قَالَ شيخ مَشَايِخنَا الشَّيْخ غرس الدّين الخليلي فِي حَوَاشِي كشف الالتباس قَالَ بعض أَصْحَابنَا الْفُضَلَاء وَهُوَ أَحْمد الشاهيني رَحمَه الله فِي جعله سَببا نظر ظَاهر وَهُوَ مَا أَشَرنَا إِلَيْهِ فِي الْمُقدمَة مِمَّا لم يعلم سَببه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلم عَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم

(85) ادخُلُوا بُيُوتكُمْ وأخملوا ذكركُمْ
أخرجه ابْن أبي شيبَة عَن جُنْدُب بن سُفْيَان عَن رجل من بجيلة
سَببه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَيكون بعدِي فتن كَقطع اللَّيْل المظلم تصدم الرجل كصدم جناة فحول الثيران يصبح الرجل فِيهَا مُسلما ويمسي كَافِرًا ويمسي مُؤمنا وَيُصْبِح كَافِرًا فَقَالَ رجل من الْمُسلمين يَا رَسُول الله فَكيف نصْنَع عِنْد ذَلِك قَالَ ادخُلُوا فَذكره
وَفِي آخِره قَالَ رجل من الْمُسلمين أَفَرَأَيْت إِن دخل على أَحَدنَا دَاره قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فليمسك بيدَيْهِ ولتكن عبد الله الْمَقْتُول وَلَا تكن عبد الله الْقَاتِل فَإِن الرجل يكون فِيهِ الْإِسْلَام فيأكل مَال أَخِيه ويسفك دَمه ويعصي ربه وَيكفر خالقه وَتجب لَهُ جَهَنَّم
كَذَا أوردهُ الْحَافِظ السُّيُوطِيّ فِي الْكَبِير ورمز لِابْنِ أبي شيبَة وَسكت عَنهُ

(86) ادخلوها من حَيْثُ قَالَ حسان
أخرجه ابْن جرير عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنهُ قَالَ لما دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة جعل النِّسَاء يلطمن وُجُوه الْخَيل بِالْخمرِ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى

(1/43)


الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى وَجه أبي بكر وَقَالَ كَيفَ قَالَ حسان فأنشده
عدمت بنيتي إِن لم تَرَوْهَا تثير النَّقْع موعدها كداء ينازعن الأعنة مصعدات ويلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ادخلوها فَذكره فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كداء
كَذَا فِي الْكَبِير

(87) ادفنوا الْقَتْلَى فِي مصَارِعهمْ
أخرجه أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح وَلِهَذَا رمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته
سَببه مَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ كُنَّا حملنَا الْقَتْلَى يَوْم أحد لندفنهم فجَاء مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تدفن الْقَتْلَى فِي مضاجعهم فرددناهم

(88) أدمان فِي إِنَاء لَا آكله وَلَا أحرمهُ
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
ورد الذَّهَبِيّ تَصْحِيح الْحَاكِم وَقَالَ بل مُنكر واه
وَقَالَ ابْن حجر فِي طَرِيق الطَّبَرَانِيّ راو مَجْهُول وَقد أَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى تَضْعِيفه فِي صَحِيحه فَزعم صِحَّته خطأ
كَذَا فِي شرح الْمَنَاوِيّ
سَببه عَن أنس قَالَ أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِقَعْبٍ فِيهِ لبن وَعسل فَذكره

(89) أدن الْعظم من فِيك فَإِنَّهُ أهنأ وأمرأ
أخرجه أَبُو دَاوُد عَن صَفْوَان بن أُميَّة رَضِي الله عَنهُ
وَقد رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فقد جزم الْحَافِظ ابْن حجر بِأَن سَنَده مُنْقَطع وَقد رُوِيَ من طرق أُخْرَى وَصحح بِلَفْظ قرب اللَّحْم من فِيك عِنْد الْأكل كَمَا نبينه

(1/44)


سَببه مَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن صَفْوَان قَالَ كنت آكل مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذت اللَّحْم من الْعظم فَقَالَ أدن فَذكره وَفِي شرح الْجَامِع للعلقمي قَالَ وَعند البُخَارِيّ رَآنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا آخذ اللَّحْم من الْعظم بيَدي فَقَالَ يَا صَفْوَان قلت لبيْك قَالَ قرب اللَّحْم من فِيك انْتهى فَتَأمل

(90) أَدّوا حق الْمجَالِس اذْكروا الله كثيرا وأرشدوا السَّبِيل وغضوا الْأَبْصَار
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن سهل بن حنيف رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي فِيهِ أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ تَابِعِيّ لم أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله وثقوا رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه عَن سهل قَالَ أهل الْعَالِيَة يَا رَسُول الله لَا بُد لنا من مجَالِس فَذكره وَيَأْتِي فِي إيَّاكُمْ أَيْضا

الْهمزَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة

(91) إِذا آتاك الله مَالا فلير أثر نعْمَة الله عَلَيْك وكرامته
أخرجه أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة سوى ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن وَالِد أبي الْأَحْوَص رَضِي الله عَنهُ اسْمه عَوْف وَأَبوهُ مَالك بن ثَعْلَبَة أَو مَالك بن عَوْف
قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ حَدِيث صَحِيح
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح
سَببه مَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن أبي الْأَحْوَص عَن أَبِيه قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثوب دون فَقَالَ أَلَك مَال قلت نعم
قَالَ من أَي المَال قلت آتَانِي الله من الْإِبِل وَالْغنم وَالْخَيْل وَالرَّقِيق
قَالَ فَإِذا آتاك فَذكره

(92) إِذا آخيت رجلا فسله عَن اسْمه وَاسم أَبِيه فَإِن كَانَ غَائِبا حفظته وَإِن كَانَ مَرِيضا عدته وَإِن مَاتَ شهدته
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن

(1/45)


عَن ابْن عمر ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ سَلمَة بن عَليّ عَن عبيد الله وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ
سَببه عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ رَآنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ألتفت فَقَالَ مَا لَك تلْتَفت قلت آخيت رجلا قَالَ إِذا آخيت فَذكره

(93) إِذا ابْتليت عَبدِي بحبيبتيه ثمَّ صَبر عوضته بهما الْجنَّة
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن جِبْرِيل أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده ابْن أم مَكْتُوم فَقَالَ مَتى ذهب بَصرك قَالَ وَأَنا صَغِير
قَالَ جِبْرِيل قَالَ الله عز وَجل إِذا أخذت كَرِيمَتي عَبدِي لم يكن لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق هِلَال بن سُوَيْد أَنه سمع يَقُول مر بِنَا ابْن أم مَكْتُوم فَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا أحدثكُم بِمَا حَدثنِي جِبْرِيل
إِن الله يَقُول حق على من أخذت كريمتيه أَن لَيْسَ لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة

(94) إِذا أَتَى أحدكُم الصَّلَاة وَالْإِمَام على حَال فليصنع كَمَا صنع الإِمَام
أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ
قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث غَرِيب
سَببه مَا أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ قَالَ كَانَ النَّاس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سبق أحدهم شَيْء من الصَّلَاة سَأَلَهُمْ فأشاروا إِلَيْهِ بِالَّذِي سبق بِهِ فَيصَلي مَا سبق ثمَّ يدْخل مَعَهم فِي صلَاتهم فجَاء معَاذ وَالْقَوْم قعُود فِي صلَاتهم فَقعدَ مَعَهم فَلَمَّا سلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ فَقضى مَا سبق بِهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اصنعوا مَا صنع معَاذ وَفِي رِوَايَة لَهُ عَن معَاذ فَقلت لَا أَجِدهُ إِلَّا لبث عَلَيْهَا فَكنت بحالهم الَّتِي وَجَدتهمْ عَلَيْهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله

(1/46)


الله عَلَيْهِ وَسلم قد سنّ لكم معَاذ فاقتدوا بِهِ إِذا جَاءَ أحدكُم وَقد سبق بِشَيْء من الصَّلَاة فَليصل مَعَ الإِمَام بِصَلَاتِهِ فَإِذا فرغ الإِمَام فليتم مَا سبقه بِهِ وَالْعَمَل على هَذَا عِنْد أهل الْعلم

(95) إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه
أخرجه النَّسَائِيّ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَالْبَزَّار وَابْن خُزَيْمَة وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن جرير رَضِي الله عَنهُ وَالْحَاكِم عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
وَأخرجه غير وَاحِد من طرق
قَالَ الذَّهَبِيّ طرقه كلهَا ضَعِيفَة وَله شَاهد ومرسل
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَحكم ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْعِهِ وَتعقبه الْعِرَاقِيّ ثمَّ تِلْمِيذه ابْن حجر بِأَنَّهُ ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَقَالَ الْمُحَقق العلقمي
سَببه مَا رَوَاهُ الْحَاكِم من حَدِيث جَابر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل بعض بيوته فَدخل عَلَيْهِ أَصْحَابه حَتَّى غص الْمجْلس بأَهْله وامتلأ فجَاء جرير بن عبد الله البَجلِيّ فَلم يجد مَكَانا فَقعدَ على الْبَاب فَنزع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ إِلَيْهِ ففرشه لَهُ فَقَالَ اجْلِسْ على هَذَا فَأَخذه جرير وَوَضعه على وَجهه وَجعل يقبله ويبكي وَرمى بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ مَا كنت لأجلس على ثَوْبك أكرمك الله كَمَا أكرمتني
فَنظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَمِينا وَشمَالًا وَقَالَ إِذا أَتَاكُم فَذكره

(96) إِذا أتيت مضجعك فَتَوَضَّأ وضوءك للصَّلَاة ثمَّ اضْطجع على شقك الْأَيْمن ثمَّ قل اللَّهُمَّ أسلمت نَفسِي إِلَيْك ووجهت وَجْهي إِلَيْك وفوضت أَمْرِي إِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجى مِنْك إِلَّا إِلَيْك
اللَّهُمَّ آمَنت بكتابك الَّذِي أنزلت وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت
فَإِن مت من ليلتك

(1/47)


مت على الْفطْرَة واجعلهن آخر مَا تَتَكَلَّم بِهِ
أخرجه البُخَارِيّ عَن الْبَراء بن عَازِب رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أتيت فَذكره

(97) إِذا أثنى عَلَيْك جيرانك أَنَّك محسن فَأَنت محسن وَإِذا أثنى عَلَيْك جيرانك أَنَّك مسيء فَأَنت مسيء
أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله مَتى أكون محسنا وَمَتى أكون مسيئا فَذكره وَهَذَا بِمَعْنَاهُ فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ دلَّنِي على عمل إِذا أَنا عملت بِهِ دخلت الْجنَّة
قَالَ كن محسنا
قَالَ كَيفَ أعلم أَنِّي محسن قَالَ سل جيرانك فَإِن قَالُوا إِنَّك محسن فَأَنت محسن وَإِن قَالُوا إِنَّك مسيىء فَأَنت مسيىء
قَالَ الْحَاكِم على شَرطهمَا كَذَا فِي شرح الْمَنَاوِيّ

(98) إِذا أخذت مضجعك من اللَّيْل فاقرأ {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} فَإِنَّهَا بَرَاءَة من الشّرك
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن نَوْفَل بن مُعَاوِيَة
كَذَا فِي الْجَامِع الصَّغِير
قَالَ شَارِحه الْمَنَاوِيّ وَالظَّاهِر أَنه سبق قلم وَإِنَّمَا هُوَ نَوْفَل بن فَرْوَة الْأَشْجَعِيّ فَإِن ابْن الْأَثِير ترْجم نَوْفَل بن فَرْوَة هَذَا ثمَّ قَالَ حَدِيثه فِي فضل {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} مُضْطَرب الْإِسْنَاد وَلَا يثبت ثمَّ سَاق هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه وَذكر أَن أَبَا نعيم وَابْن عبد الْبر وَابْن الْمَدِينِيّ أَخْرجُوهُ هَكَذَا ثمَّ ذكر بعده نَوْفَل بن مُعَاوِيَة وَذكر لَهُ حَدِيثا غير هَذَا
وَأخرجه الْبَغَوِيّ فِي الصَّحَابَة وَابْن قَانِع فِي مُعْجَمه والضياء فِي المختارة عَن جبلة بن حَارِثَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي

(1/48)


الأصابة حَدِيث جبلة هَذَا مُتَّصِل صَحِيح الْإِسْنَاد
سَببه عَن جبلة قَالَ قلت يَا رَسُول الله عَلمنِي شَيْئا يَنْفَعنِي الله بِهِ فَذكره
وَقَالَ العلقمي وَسبب الحَدِيث مَا قَالَ التِّرْمِذِيّ عَن فَرْوَة بن نَوْفَل أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي شَيْئا أقوله إِذا أويت إِلَى فِرَاشِي فَذكره
وَقد اخْتلفت الرِّوَايَات فِي صَحَابِيّ هَذَا الحَدِيث كَمَا ترى

(99) إِذا أَخذ أحدكُم مضجعه من اللَّيْل فَلْيقل بِسم الله أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن جُنْدُب بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ سافرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سفرا فَأَتَاهُ قوم فَقَالُوا يَا رَسُول الله سهونا عَن الصَّلَاة فَلم نصل حَتَّى طلعت الشَّمْس
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توضؤوا وصلوا ثمَّ قَالَ إِن هَذَا لَيْسَ بالسهو إِن هَذَا من الشَّيْطَان فَإِذا أَخذ أحدكُم مضجعه فَذكره
أوردهُ السُّيُوطِيّ فِي الْكَبِير

(100) إِذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْر عجل لَهُ الْعقُوبَة فِي الدُّنْيَا وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الشَّرّ أمسك عَنهُ بِذَنبِهِ حَتَّى يوافي بِهِ يَوْم الْقِيَامَة
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن عبد الله بن مُغفل الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح وَكَذَا أحد إسنادي الطَّبَرَانِيّ
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب
سَببه عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ لَقِي رجل امْرَأَة كَانَت بغيا فَجعل يداعبها حَتَّى بسط يَده إِلَيْهَا فَقَالَت مَه إِن الله قد أذهب الشّرك
فولى فَأَصَابَهُ الْحَائِط فَشَجَّهُ فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ لَهُ أَنْت عبد أَرَادَ الله بك خيرا ثمَّ ذكره

(1/49)


وتتمته عِنْد مخرجه التِّرْمِذِيّ وَإِن الله تَعَالَى إِذا أحب قوما ابْتَلَاهُم فَمن رَضِي فَلهُ الرضى وَمن سخط فَلهُ السخط وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ وَالطَّبَرَانِيّ عَن عمار بن يَاسر قَالَ مرت امْرَأَة بِرَجُل فأحدق بَصَره إِلَيْهَا فَمر بجدار فلطم وَجهه فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يسيل دَمًا فَقَالَ فعلت كَذَا فَذكره
قَالَ الهيثمي إِسْنَاده جيد
وَأخرج نَحوه ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
ورمز السُّيُوطِيّ لصِحَّة الحَدِيث

(101) إِذا أَرَادَ الله بِأَهْل بَيت خيرا أَدخل عَلَيْهِم بَاب الرِّفْق
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
وَالْبَزَّار فِي مُسْنده عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ الهيثمي رِجَاله رجال الصَّحِيح
ورمز السُّيُوطِيّ لحسنه
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَكَانَ حَقه الرَّمْز لصِحَّته
سَببه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا عَائِشَة ارفقي ثمَّ ذكره

(102) إِذا أَرَادَ الله خلق شَيْء لم يمنعهُ شَيْء
أخرجه مُسلم وَأَصْحَاب السّنَن إِلَّا ابْن مَاجَه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ كَمَا فِي مُسلم قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْعَزْل فَقَالَ مَا من كل المَاء يكون الْوَلَد فَذكره
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا

(103) إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَبُول فليرتد لبوله
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الْبَغَوِيّ وَغَيره حَدِيث ضَعِيف
وَكَذَلِكَ رمز السُّيُوطِيّ لَهُ فِي الْكَبِير لَكِن فِي الصَّغِير رمز لحسنه وَلَعَلَّه

(1/50)


لشواهده
سَببه مَا أخرجه أَبُو دَاوُد بِسَنَدِهِ قَالَ لما قدم عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا الْبَصْرَة فَكَانَ يحدث عَن أبي مُوسَى فَكتب عبد الله إِلَى أبي مُوسَى يسْأَله عَن أَشْيَاء فَكتب إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى إِنِّي كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم فَأَرَادَ أَن يَبُول فَأتى دمثا فِي أصل جِدَار فَبَال ثمَّ قَالَ إِذا فَذكره
وتتمته عِنْد الْبَيْهَقِيّ إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا بَال أحدهم فاصاب جسده الْبَوْل قرضه بِالْمَقَارِيضِ فَإِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَبُول فَذكره

(104) إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يذهب إِلَى الْخَلَاء وأقيمت الصَّلَاة فليذهب إِلَى الْخَلَاء
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَاب السّنَن سوى التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم كلهم عَن عبد الله بن أَرقم وَإِسْنَاده صَحِيح
سَببه مَا فِي أبي دَاوُد عَن عبد الله بن أَرقم أَنه خرج حَاجا أَو مُعْتَمِرًا وَمَعَهُ النَّاس وَهُوَ يؤمهم فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم وَأقَام الصَّلَاة صَلَاة الصُّبْح ثمَّ قَالَ لِيَتَقَدَّم أحدكُم وَذهب إِلَى الْخَلَاء فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا فَذكره

(105) إِذا أردْت أَن تصلي فَأحْسن وضوءك ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة فَكبر ثمَّ اقْرَأ ثمَّ اركع حَتَّى تطمئِن رَاكِعا ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تعتدل قَائِما ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا ثمَّ ارْفَعْ فَإِذا أتممت على هَذَا صَلَاتك فقد أتممت وَمَا نقصت من هَذَا فَإِنَّمَا تنقصه من نَفسك
أخرجه عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة عَن رِفَاعَة بن رَافع الزرقي رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن رِفَاعَة قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل رجل فصلى صَلَاة خَفِيفَة

(1/51)


لَا يتم رُكُوعًا وَلَا سجودا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرمقه وَلَا يشْعر فصلى ثمَّ جَاءَ فَسلم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرد عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ قَالَ أعد فَإنَّك لم تصل فَفعل ذَلِك ثَلَاثًا كل ذَلِك يَقُول لَهُ أعد فَإنَّك لم تصل فَقَالَ أَي رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب لقد اجتهدت وحرصت فأدبني وَعَلمنِي قَالَ إِذا أردْت أَن تصلي فَذكره

(106) إِذا أردْت أَن ترقد فَتَوَضَّأ
أخرجه ابْن أبي شيبَة عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن ابْن عمر أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تصيبني الْجَنَابَة فأرقد
قَالَ إِذا فَذكره
وَأخرج الْعَدنِي نَحوه عَنهُ وَلَفظه أَيَنَامُ أَحَدنَا وَهُوَ جنب قَالَ فَإِذا أَرَادَ أَن ينَام فَليَتَوَضَّأ وَيطْعم إِن شَاءَ وَرِوَايَة الطَّيَالِسِيّ قَالَ عمر يَا رَسُول الله تصيبني الْجَنَابَة من اللَّيْل فَكيف أصنع قَالَ اغسل ذكرك فَتَوَضَّأ ثمَّ ارقد

(107) إِذا أردْت أَن يحبك الله فأبغض الدُّنْيَا وَإِذا أردْت أَن يحبك النَّاس فَمَا كَانَ عنْدك من فضولها فانبذه إِلَيْهِم
أخرجه الْخَطِيب عَن ربعي بن حِرَاش رَضِي الله عَنهُ مُرْسلا
قَالَ العلقمي ربعي بن حِرَاش بِكَسْر الْمُهْملَة وَآخره شين ثمَّ رَاء مَفْتُوحَة هُوَ أَبُو مَرْيَم الْعَبْسِي الْكُوفِي ثِقَة عَابِد مخضرم
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله دلَّنِي على عمل يحبني الله عَلَيْهِ ويحبني النَّاس فَذكره

(108) إِذا أرْسلت كلبك الْمعلم وَذكرت اسْم الله فَكل وَإِذا رميت سهمك وَذكرت اسْم الله فَكل
أخرجه الشَّيْخَانِ وَابْن مَاجَه بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة عَن عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ
سَببه مَا فِي البُخَارِيّ عَنهُ قَالَ

(1/52)


سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت إِنَّا قوم نتصيد بِهَذِهِ الْكلاب فَقَالَ إِذا أرْسلت كلابك المعلمة وَذكرت اسْم الله فَكل مِمَّا أمسكن عَلَيْك إِلَّا أَن يَأْكُل الْكَلْب فَلَا تَأْكُل فَإِنِّي أَخَاف أَن يكون إِنَّمَا أمسك على نَفسه وَإِذا خالطها كلب من غَيرهَا فَلَا تَأْكُل وَفِي آخر سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صيد المعراض فَقَالَ مَا أصَاب بحده فَكل وَمَا أصَاب بعرضه فَهُوَ وقيذة

(109) إِذا أَسَأْت فَأحْسن
أخرجه الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ أَرَادَ معَاذ بن جبل سفرا فَقَالَ يَا رَسُول الله أوصني فَذكره وَرَوَاهُ عَنهُ الطَّبَرَانِيّ وَغَيره

(110) إِذا اسْتَأْذن أحدكُم ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لَهُ فَليرْجع
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَأَبُو دَاوُد عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا
وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والضياء فِي المختارة عَن جُنْدُب البَجلِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كنت جَالِسا بِالْمَدِينَةِ فِي مجْلِس الْأَنْصَار فَأَتَانَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَزعًا
قُلْنَا مَا شَأْنك قَالَ إِن عمر أرسل إِلَيّ أَن آتيه فَأتيت بَابه فَسلمت ثَلَاثًا فَلم يرد فَرَجَعت فَقَالَ مَا مَنعك أَن تدخل قَالَ كَيفَ وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره
وَهَذَا سَبَب بعد عصر النُّبُوَّة
وَالسَّبَب فِي عصر النُّبُوَّة يَأْتِي فِي حَدِيث أكل طَعَامكُمْ الْأَبْرَار الحَدِيث وَذَلِكَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بَاب سعد بن عبَادَة رَضِي الله عَنهُ فَسلم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله
فَرد سعد فَلم يسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مَرَّات وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ

(1/53)


وَسلم لَا يزِيد فَوق ثَلَاث تسليمات فَإِن أذن لَهُ وَإِلَّا أنصرف
الخ
رَوَاهُ الطَّحَاوِيّ عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ وروى فِي حِكْمَة الثَّلَاث ابْن أبي شيبَة عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ الأولى إِعْلَام وَالثَّانيَِة مُؤَامَرَة وَالثَّالِثَة عَزمَة إِمَّا أَن يَأْذَن لَهُ وَإِمَّا أَن يرد

(111) إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم
أخرجه أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن أبي هُرَيْرَة
سَببه مر فِي حَدِيث أبردوا عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة

(112) إِذا اشْتهى مَرِيض أحدكُم شَيْئا فليطعمه
أخرجه ابْن ماجة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي سَنَده صَفْوَان بن هُبَيْرَة ضعفه الذَّهَبِيّ
سَببه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاد مَرِيضا فَقَالَ لَهُ مَا تشْتَهي قَالَ أشتهي خبز بر
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كَانَ عِنْده خبز بر فليبعث إِلَى أَخِيه ثمَّ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره

(113) إِذا أَعْطَيْت شَيْئا من غير أَن تسْأَل فَكل وَتصدق مِنْهُ
أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سَببه مَا ذكره أَبُو دَاوُد بِسَنَدِهِ عَن بشر بن سعيد السَّاعِدِيّ قَالَ استعملني عمر على الصَّدَقَة فَلَمَّا فرغت مِنْهَا وأديتها إِلَيْهِ أَمر لي بعمالة فَقلت إِنَّمَا عملت لله وَأجْرِي على الله تفضلا مِنْهُ وإكراما قَالَ خُذ مَا أَعْطَيْت فَإِنِّي قد عملت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعملني فَقلت مثل قَوْلك فَقَالَ إِذا أَعْطَيْت فَذكره

(114) إِذا اغْتسل أحدكُم فليستتر وَلَو بجذم حَائِط
أخرجه ابْن عَسَاكِر

(1/54)


فِي تَارِيخه عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يغْتَسل فِي صحن الدَّار فَقَالَ إِن الله حييّ حَلِيم ستير فَإِذا اغْتسل أحدكُم فَذكره

(115) إِذا أقبل اللَّيْل من هَاهُنَا وَأدبر النَّهَار من هَاهُنَا وغربت الشَّمْس فقد أفطر الصَّائِم
أخرجه أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة سوى ابْن ماجة عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سَببه مَا فِي البُخَارِيّ عَن أبي إِسْحَاق والشيباني أَنه سمع ابْن أبي أوفى رَضِي الله عَنهُ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر وَهُوَ صَائِم فَلَمَّا غربت الشَّمْس قَالَ لبَعض الْقَوْم يَا فلَان قُم فاجدح لنا قَالَ يَا رَسُول الله فَلَو أمسيت
قَالَ فَانْزِل فاجدح لنا فَنزل فجدح لَهُم فَشرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ إِذا أقبل فَذكره

(116) إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون وائتوها وَأَنْتُم تمشون وَعَلَيْكُم السكينَة
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ سمع جلبة رجال فَلَمَّا صلى دعاهم فَقَالَ مَا شَأْنكُمْ قَالُوا يَا رَسُول الله استعجلنا إِلَى الصَّلَاة
قَالَ لَا تَفعلُوا فَذكره
وتتمته فَمَا أدركتم فصلوا وَمَا فاتكم فَأتمُّوا

(117) إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فصل وَإِن كنت صليت فِي رحلك
أخرجه عبد الرَّزَّاق
سَببه كَمَا فِي الْكَبِير عَن محجن بن الأدرع رَضِي الله عَنهُ قَالَ صليت الظّهْر أَو الْعَصْر فِي بَيْتِي ثمَّ جِئْت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَلَست عِنْده فأقيمت الصَّلَاة فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم أصل فَلَمَّا

(1/55)


انْصَرف قَالَ أَلَسْت مُسلما قلت بلَى
قَالَ فَمَا لَك لم تصل قلت إِنِّي صليت فِي رحلي
فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره

(118) إِذا أصَاب ثوب إحداكن الدَّم من الْحَيْضَة فلتقرصه ثمَّ تنضحه بِمَاء ثمَّ لتصل فِيهِ
أخرجه البُخَارِيّ عَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَت سَأَلت امْرَأَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إحدانا إِذا أصَاب ثوبها الدَّم فِي الْحيض كَيفَ تصنع فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره

(119) إِذا أكل أحدكُم طَعَاما فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وأبدلنا خيرا مِنْهُ وَإِذا شرب لَبَنًا فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وزدنا مِنْهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء يَجْزِي من الطَّعَام وَالشرَاب إِلَّا اللَّبن
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن
سَببه مَا فِي أبي دَاوُد عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قَالَ كنت فِي بَيت مَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ خَالِد بن الْوَلِيد فجاؤوا بضبين مشويين فَتَبَزَّقَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ خَالِد أَرَاك تقتذره
قَالَ أجل
ثمَّ أُتِي بِلَبن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أكل فَذكره
قَالَ الْخطابِيّ قَوْله فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء يَجْزِي الخ من قَول مُسَدّد لَا من تَتِمَّة الحَدِيث
انْتهى
ومَيْمُونَة خَالَة ابْن عَبَّاس وَابْن الْوَلِيد

(120) إِذا أكل أحدكُم طَعَاما فليذكر اسْم الله فَإِن نسي أَن يذكر اسْم الله فِي أَوله فَلْيقل بِسم الله على أَوله وَآخره
أخرجه ابْن النجار عَن عَائِشَة رَضِي الله

(1/56)


عَنْهَا سَببه عَنْهَا قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْكُل طَعَاما فِي سِتَّة رَهْط إِذْ دخل عَلَيْهِ أَعْرَابِي فَأكل مَا بَين أَيْديهم بلقمتين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو كَانَ ذكر اسْم الله لكفاهم إِذا أكل فَذكره

(121) إِذا التقى المسلمان بسيفيهما فَقتل أَحدهمَا صَاحبه فالقاتل والمقتول فِي النَّار
أخرجه البُخَارِيّ عَن الْأَحْنَف بن قيس رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ ذهبت لأنصر هَذَا الرجل فلقيني أَبُو بكرَة فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ قلت أنْصر هَذَا الرجل فَقَالَ ارْجع فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا التقى فَذكره
وَفِي آخِره قلت يَا رَسُول الله هَذَا الْقَاتِل فَمَا بَال الْمَقْتُول قَالَ إِنَّه كَانَ حَرِيصًا على قتل صَاحبه هَذَا السَّبَب بعد عصر النُّبُوَّة

(122) إِذا التقى الختانان فقد وَجب الْغسْل
أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَابْن ماجة عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ ابْن حجر رجال حَدِيث عَائِشَة ثِقَات
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح
وَأخرجه ابْن حبَان وَصَححهُ
وَقَالَ النَّوَوِيّ أَصله فِي الصَّحِيح يَعْنِي مَا رَوَاهُ مُسلم بِلَفْظ إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع وَمَسّ الْخِتَان الْخِتَان فقد وَجب الْغسْل ورمز السُّيُوطِيّ لصِحَّته
سَببه أَن رِفَاعَة بن رَافع قَالَ كنت عِنْد عمر رَضِي الله عَنهُ فَقيل لَهُ إِن زيد بن ثَابت يُفْتِي النَّاس فِي الْمَسْجِد وَفِي رِوَايَة يُفْتِي بِأَنَّهُ لَا غسل على من يُجَامع وَلَا ينزل فَقَالَ عمر عَليّ بِهِ
فَأتي بِهِ فَقَالَ يَا عَدو نَفسه أَو بلغ من أَمرك أَن تُفْتِي بِرَأْيِك فَقَالَ مَا فعلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ

(1/57)


وَإِنَّمَا حَدثنِي عمومتي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَي عمومتك قَالَ أبي بن كَعْب وَأَبُو أَيُّوب وَرِفَاعَة
قَالَ فَالْتَفت عمر إِلَيّ فَقَالَ مَا تَقول قلت كُنَّا نفعله على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجمع النَّاس فاتفقوا على أَن المَاء لَا يكون إِلَّا من المَاء إِلَّا عَليّ ومعاذ فَقَالَا إِذا التقى الختانان وَجب الْغسْل فَقَالَ عَليّ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سل أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَأرْسل إِلَى حَفْصَة فَقَالَت لَا أعلم فَأرْسل إِلَى عَائِشَة فَقَالَت إِذا جَاوز الْخِتَان وَجب الْغسْل
فتحطم عمر أَي تغيظ وَقَالَ لَا أوتين بِأحد فعله وَلم يغْتَسل إِلَّا أهلكته عُقُوبَة
وتتمة حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فعلته أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاغتسلنا وَفِي آخِره عِنْد أبي هُرَيْرَة لَفظه أنزل أَو لم ينزل

(123) إِذا أم أحدكُم النَّاس فليخفف فَإِن فيهم الصَّغِير وَالْكَبِير والضعيف وَالْمَرِيض وَذَا الْحَاجة وَإِذا صلى لنَفسِهِ فليطول مَا شَاءَ
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة
سَببه مَا رُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَن معَاذًا رَضِي الله عَنهُ صلى بِقوم الْفجْر فَقَرَأَ بِسُورَة الْبَقَرَة وَخَلفه رجل أَعْرَابِي مَعَه نَاضِح لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة صلى الْأَعرَابِي وَترك معَاذًا فَأخْبرُوا بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ خفت على ناضحي ولي عِيَال أكسب عَلَيْهِم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صل بهم صَلَاة أضعفهم فَإِن فيهم الصَّغِير وَالْكَبِير وَذَا الْحَاجة لَا تكن فتانا وَأخرج أَبُو دَاوُد عَن حزم بن أبي بن كَعْب أَنه أَتَى معَاذ بن جبل وَهُوَ يُصَلِّي بِقوم صَلَاة الْمغرب وَفِيه

(1/58)


فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا معَاذ لَا تكن فتانا فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَك الْكَبِير وَالصَّغِير وَذُو الْحَاجة وَالْمُسَافر
وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ يرفعهُ إِذا صلى أحدكُم للنَّاس فليخفف

(124) إِذا أَنا مت وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَمُوت فمت
أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن عدي وَابْن عَسَاكِر كلهم عَن سهل بن أبي خَيْثَمَة وَفِي سَنَده مُسلم بن مَيْمُون الْخَواص ضَعِيف لِغَفْلَتِه
سَببه قَالَ رجل يَا رَسُول الله إِن جِئْت فَلم أجدك فَإلَى من آتِي قَالَ أَبَا بكر
قَالَ فَإِن لم أَجِدهُ
قَالَ عمر قَالَ فَإِن لم أَجِدهُ قَالَ عُثْمَان قَالَ إِن لم أَجِدهُ فَذكره

(125) إِذا أمذى وَلم يَمَسهَا فليغسل ذكره وأنثييه ثمَّ ليتوضأ وَليصل
أخرجه عبد الرَّزَّاق وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن النجار عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن عَليّ قَالَ قلت لِلْمِقْدَادِ سل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنِّي لَوْلَا أَن تحتي ابْنَته سَأَلته عَن أَحَدنَا إِذا اقْترب من امْرَأَته فأمذى وَلم يملك ذَلِك وَلم يَمَسهَا فَسَأَلَ الْمِقْدَاد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا أمذى فَذكره

(126) إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يحمل الْخبث
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَع وَابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم وَقَالَ على شَرطهمَا كلهم عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَضَعفه ابْن عبد الْبر وَالْقَاضِي إِسْمَاعِيل وَابْن الْعَرَبِيّ وَقَالَ ابْن الْهمام فِيهِ اضْطِرَاب كثير فِي مَتنه وَلم ير الْبَيْهَقِيّ الِاضْطِرَاب فِيهِ قادحا
سَببه مَا أخرج أَحْمد عَن ابْن عمر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ

(1/59)


وَسلم سُئِلَ عَن المَاء يكون بِأَرْض الفلاة وَمَا ينويه من الدَّوَابّ وَالسِّبَاع فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بلغ فَذكره
وَفِي رِوَايَة إِذا كَانَ وَفِي رِوَايَة لم يُنجسهُ شَيْء

(127) إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليرقد وَهُوَ جنب
أخرجه البُخَارِيّ عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سَببه أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أيرقد أَحَدنَا وَهُوَ جنب فَذكره

(128) إِذا جَاءَ أحدكُم إِلَى الْمَسْجِد فَلْينْظر فَإِن رأى فِي نَعْلَيْه قذرا أَو أَذَى فليمسحه وَليصل فيهمَا
وَفِي رِوَايَة فَإِن كَانَ بهما أَذَى فليمسحهما بِالْأَرْضِ
أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان وَأَبُو يعلى وَإِسْحَاق كلهم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ
وَأخرجه أَيْضا أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان وَالْحَاكِم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ بِلَفْظ إِذا وطىء أحدكُم الْأَذَى بخفيه فطهورهما التُّرَاب وَقَالَ الْحَاكِم حَدِيث صَحِيح على شَرط مُسلم
سَببه عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى يَوْمًا فَخلع نَعْلَيْه فِي الصَّلَاة فَخلع الْقَوْم نعَالهمْ فَلَمَّا فرغ سَأَلَهُمْ عَن ذَلِك فَقَالُوا رَأَيْنَاك خلعت نعليك فَقَالَ أَتَانِي جِبْرِيل فَأَخْبرنِي أَن بهما أَذَى فخلعتهما ثمَّ قَالَ إِذا جَاءَ أحدكُم فَذكره

(129) إِذا جَاءَك من هَذَا المَال شَيْء وَأَنت غير مشرف وَلَا سَائل فَخذه وَمَا لَا فَلَا تتبعه نَفسك
أخرجه البُخَارِيّ عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنهُ قَالَ سَمِعت عمر يَقُول كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعطيني الْعَطاء فَأَقُول أعْطه من هُوَ أفقر مني
فَقَالَ خُذْهُ

(1/60)


إِذا جَاءَك فَذكره

(130) إِذا جَاءَ أحدكُم الْجُمُعَة فليغتسل
أخرجه الإِمَام مَالك فِي الْمُوَطَّأ والشيخان وَأَصْحَاب السّنَن غير أبي دَاوُد عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَأخرجه بِمَعْنَاهُ الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه مَا أخرج الْحَاكِم من طَرِيق عُرْوَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلَيْنِ من أهل الْعرَاق أَتَيَاهُ فَسَأَلَاهُ عَن الْغسْل فِي يَوْم الْجُمُعَة أواجب هُوَ فَقَالَ لَهما ابْن عَبَّاس من اغْتسل فَهُوَ أحسن وأطهر وَسَأُخْبِرُكُمْ لماذا بَدَأَ الْغسْل كَانَ النَّاس فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحْتَاجين وَكَانُوا يلبسُونَ الصُّوف ويسقون النّخل على ظُهُورهمْ وَكَانَ الْمَسْجِد ضيقا مُتَقَارب السّقف فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْجُمُعَة فِي الْحر ومنبره قصير فَخَطب النَّاس فعرقوا فِي الصُّوف فثارت أَرْوَاحهم ريح الْعرق وَالصُّوف حَتَّى كَانَ يُؤْذِي بَعضهم بَعْضًا حَتَّى بلغت أَرْوَاحهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْمِنْبَر فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِذا كَانَ هَذَا الْيَوْم فاغتسلوا وليمس أحدكُم أطيب مَا يجد من طيبه أَو دهنه وَأخرج نَحوه النَّسَائِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا

(131) إِذا جَاءَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب فَليصل رَكْعَتَيْنِ وليتجوز فيهمَا
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن سليكا جَاءَ وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب فَجَلَسَ فَأمره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ إِذا جَاءَ فَذكره
وَفِي آخِره عِنْد أَصْحَاب السّنَن سوى

(1/61)


التِّرْمِذِيّ وليتجوز

(132) إِذا جلستم فِي رَكْعَتَيْنِ فَقولُوا التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين
إِذا قلتهَا أَصَابَت كل عبد صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض
وَفِي لفظ إِذا قلتهَا أَصَابَت كل ملك مقرب أَو نَبِي مُرْسل أَو عبد صَالح
أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله
أخرجه عبد الرَّزَّاق عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ بِهَذَا اللَّفْظ وَنَحْوه فِي الْكتب السِّتَّة يَأْتِي فِي حَدِيث لَا تَقولُوا السَّلَام على الله إِلَى آخِره
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن ابْن مَسْعُود قَالَ كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نقُول فِي الصَّلَاة فَكُنَّا نقُول السَّلَام على الله السَّلَام على جِبْرِيل على مِيكَائِيل فَعلمنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَا تَقولُوا السَّلَام على الله إِن الله هُوَ السَّلَام إِذا جلستم فَذكره

(133) إِذا جِئْت فَوجدت النَّاس فِي صَلَاة فصل مَعَهم وَإِن كنت قد صليت تكون لَك نَافِلَة وَهَذِه مَكْتُوبَة
أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن نوح بن صعصعة عَن يزِيد بن عَامر قَالَ جِئْت وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة إِمَّا فِي الظّهْر وَإِمَّا فِي الْعَصْر وَقد كنت صليت فِي الْمنزل جَلَست فَلم أَدخل فِي الصَّلَاة فَأَبْصَرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرآني جَالِسا فَقَالَ أمسلم يَا يزِيد فَقلت بلَى يَا رَسُول الله قد أسلمت
فَقَالَ مَا لَك أَو مَا يمنعك أَن تدخل مَعَ النَّاس فِي صلَاتهم قلت إِنِّي كنت قد صليت فِي منزلي وَأَنا أَحسب أَن قد صليتم

(1/62)


قَالَ إِذا جِئْت فَذكره

(134) إِذا حكم الْحَاكِم فاجتهد فَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَإِذا حكم فاجتهد فَأَخْطَأَ فَلهُ أجر وَاحِد
بشر أخرجه الإِمَام أَحْمد والستة عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ سوى التِّرْمِذِيّ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خصمان يختصمان فَقَالَ لعَمْرو اقْضِ بَينهمَا يَا عَمْرو قَالَ أَنْت أولى بذلك مني يَا رَسُول الله
قَالَ وَإِن كَانَ قَالَ فَإِذا قضيت بَينهمَا فَمَا لي قَالَ إِن أَنْت قضيت بَينهمَا فَأَصَبْت الْقَضَاء فلك عشر حَسَنَات وَإِن أَنْت اجتهدت فأخطأت فلك حَسَنَة

(135) إِذا خَرجْتُمْ من بُيُوتكُمْ بِاللَّيْلِ فأغلقوا أَبْوَابهَا
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن وَحشِي بن حَرْب بن وَحشِي عَن أَبِيه عَن جده رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج لحَاجَة من اللَّيْل وَترك بَاب الْبَيْت مَفْتُوحًا ثمَّ رَجَعَ فَوجدَ إِبْلِيس قَائِما فِي وسط الْبَيْت فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْسَأْ يَا خَبِيث من بَيْتِي ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خَرجْتُمْ فَذكره
وثق الهيثمي رِجَاله

(136) إِذا خلق الله العَبْد للجنة اسْتَعْملهُ بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى يَمُوت على عمل من أَعمال أهل الْجنَّة فَيدْخل بِهِ الْجنَّة وَإِذا خلق العَبْد للنار اسْتَعْملهُ بِعَمَل أهل النَّار حَتَّى يَمُوت على عمل من أَعمال أهل النَّار فَيدْخل بِهِ النَّار
أخرجه الضياء فِي المختارة عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ

(1/63)


وَسلم يَقُول إِن الله خلق آدم ثمَّ مسح ظَهره فاستخرج مِنْهُ ذُرِّيَّة فَقَالَ خلقت هَؤُلَاءِ للجنة وبعمل أهل الْجنَّة يعْملُونَ ثمَّ مسح ظَهره فاستخرج مِنْهُ ذُرِّيَّة فَقَالَ خلقت هَؤُلَاءِ للنار وبعمل أهل النَّار يعْملُونَ فَقَالَ رجل فَفِيمَ الْعَمَل يَا رَسُول الله قَالَ إِذا فَذكره

(137) إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلَا يجلس حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي قَتَادَة رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَن أبي قَتَادَة أَنه دخل الْمَسْجِد فَوجدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا بَين أَصْحَابه فَجَلَسَ مَعَهم فَقَالَ لَهُ مَا مَنعك أَن تركع قَالَ رَأَيْتُك جَالِسا وَالنَّاس جُلُوس
قَالَ إِذا دخل فَذكره

(138) إِذا دعَاك إِلَى طَعَامه فأجبه وَإِذا كَانَت لَك حَاجَة فاستقرضه فَإِن إثمه عَلَيْهِ ومهناه لَك
أخرجه ابْن جرير عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن الْحَارِث بن سُوَيْد قَالَ إِن لي جارا لَا يتورع من أكل الرِّبَا وَلَا من أَخذ مَا لَا يصلح وَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى طَعَامه وَتَكون لنا الْحَاجة فنستقرض مِنْهُ فَمَا ترى فِي ذَلِك فَقَالَ إِذا دعَاك فَذكره

(139) إِذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَا يكرهها فليبصق عَن يسَاره ثَلَاثًا وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان ثَلَاثًا وليتحول عَن جنبه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ
أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ وَأخرج البُخَارِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَا يُحِبهَا فَإِنَّمَا هِيَ من الله فليحمد الله عَلَيْهَا وليحدث بهَا وَإِذا رأى غير ذَلِك مِمَّا يكره فَإِنَّمَا هِيَ من الشَّيْطَان

(1/64)


فليستعيذ بِاللَّه من شَرها وَلَا يذكرهَا لأحد فَإِنَّهَا لَا تضره وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الرُّؤْيَا من الله والحلم من الشَّيْطَان فَإِذا رأى أحدكُم مَا يكره فلينفث عَن يسَاره ثَلَاثًا وليتعوذ من شَرها فَإِنَّهَا لَا تضره
سَببه عَن جَابر بن عبد الله أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَن رَأْسِي قطع وَأَنا أتبعه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك من الشَّيْطَان فَإِذا رأى أحدكُم رُؤْيا يكرهها فَلَا يقصها على أحد وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان

(140) إِذا رَأَيْت النَّاس قد مرجت عهودهم وَخفت أماناتهم وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبك بَين أنامله فَالْزَمْ بَيْتك وأملك عَلَيْك لسَانك وَخذ مَا تعرف ودع مَا تنكر وَعَلَيْك بِخَاصَّة أَمر نَفسك ودع عَنْك أَمر الْعَامَّة
أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح
وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ والعراقي سَنَده حسن
نَقله الْمَنَاوِيّ
سَببه عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا حول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ ذكر الْفِتْنَة فَذكره

(141) إِذا رَأَيْتُمْ آيَة فاسجدوا
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب
سَببه عَن عِكْرِمَة قَالَ قيل لِابْنِ عَبَّاس بعد صَلَاة الصُّبْح مَاتَت فُلَانَة بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخر سَاجِدا فَقيل لَهُ تسْجد هَذِه السَّاعَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره ثمَّ قَالَ وأية آيَة أعظم

(1/65)


منذهاب أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ وَأي آيَة أعظم من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ يخْرجن من بَين أظهرنَا وَنحن أَحيَاء

(142) إِذا رَأَيْتُمْ المداحين فاحثوا فِي وُجُوههم التُّرَاب
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن الْمِقْدَاد بن الْأسود رَضِي الله عَنهُ
سَببه أخرج ابْن أبي شيبَة عَن همام بن الْحَارِث أَن رجلا جعل يمدح عُثْمَان فَعمد الْمِقْدَاد فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ قَالَ وَكَانَ رجلا ضخما فَجعل يحثو فِي وَجهه الْحَصَى فَقَالَ لَهُ عُثْمَان مَا شَأْنك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره هَذَا سَبَب بعد عصر النُّبُوَّة وَتقدم سَببه فِي عصر النُّبُوَّة فِي حَدِيث احثوا

(143) إِذا رَأَيْتُمْ الْهلَال فصوموا وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا فَإِن غم عَلَيْكُم فعدوا ثَلَاثِينَ
أخرجه الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار عَن طلق رَضِي الله عَنهُ وَنَحْوه عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَن قيس بن طلق عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت الْيَوْم الَّذِي تخْتَلف فِيهِ النَّاس يَقُول فرقة من شعْبَان وَيَقُول فرقة من رَمَضَان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رَأَيْتُمْ فَذكره

(144) إِذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثمَّ فرج أصابعك ثمَّ اسكن حَتَّى يَأْخُذ كل عُضْو مأخذه وَإِذا سجدت فمكن جبهتك وَلَا تنقر نقرا
أخرجه الشِّيرَازِيّ وَابْن حبَان وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير قَالَ جَاءَ رجل من ثَقِيف إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله كَلِمَات أسأَل عَنْهُن فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن شِئْت أَنْبَأتك كَمَا كنت تَسْأَلنِي عَنهُ

(1/66)


وَإِن شِئْت تَسْأَلنِي وأخبرك فَقَالَ يَا رَسُول الله بل أنبئني عَمَّا كنت أَسأَلك
قَالَ جِئْت تَسْأَلنِي عَن الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالصَّلَاة وَالصَّوْم فَقَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأت مِمَّا كَانَ فِي نَفسِي شَيْئا
قَالَ إِذا فَذكره وتتمته وصل أول النَّهَار وَآخره فَقَالَ يَا رَسُول الله فَإِن أَنا صليت بَينهمَا قَالَ فَأَنت إِذا مصل وصم من كل شهر ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة

(145) إِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ الفردوس فَإِنَّهُ أَوسط الْجنَّة وَأَعْلَى الْجنَّة وفوقه عرش الرَّحْمَن وَمِنْه تنفجر أَنهَار الْجنَّة
أخرجه البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من آمن بِاللَّه وَرَسُوله وَأقَام الصَّلَاة وَصَامَ رَمَضَان كَانَ حَقًا على الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة هَاجر فِي سَبِيل الله أَو جلس فِي أرضه الَّتِي ولد فِيهَا
قَالُوا يَا رَسُول الله أَفلا تنبىء النَّاس بذلك قَالَ إِن فِي الْجنَّة مائَة دَرَجَة أعدهَا الله للمجاهدين فِي سَبيله كل دَرَجَتَيْنِ مَا بَينهمَا كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَإِذا سَأَلْتُم الله فَذكره

(146) إِذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فَأَنت مُؤمن
أخرجه الإِمَام أَحْمد عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا الْإِيمَان فَذكره
وتتمته قَالَ يَا رَسُول الله فَمَا الْإِثْم قَالَ إِذا حاك فِي نَفسك شَيْء فَدَعْهُ

(147) إِذا سل أحدكُم سَيْفا لينْظر إِلَيْهِ فَأَرَادَ أَن يناوله أَخَاهُ فليغمده ثمَّ يناوله إِيَّاه
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم عَن أبي بكرَة رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح
وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
وَقَالَ ابْن حجر

(1/67)


إسنادة جيد
سَببه عَن أبي بكرَة قَالَ مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قوم يتعاطون سَيْفا مسلولا فَقَالَ لعن الله من فعل هَذَا أَو لَيْسَ قد نهيت عَنهُ ثمَّ قَالَ إِذا فَذكره

(148) إِذا سَمِعت جيرانك يَقُولُونَ قد أَحْسَنت فقد أَحْسَنت وَإِذا سمعتهم يَقُولُونَ قد أَسَأْت فقد أَسَأْت
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَابْن ماجة وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الْعِرَاقِيّ إِسْنَاده جيد
وَأخرجه ابْن ماجة أَيْضا عَن كُلْثُوم الْخُزَاعِيّ
قَالَ الْمَنَاوِيّ فِي الْكَبِير رجال ابْن ماجة رجال الصَّحِيح إِلَّا شيخ مُحَمَّد بن يحيى فَلم يخرج لَهُ مُسلم
وَرَوَاهُ أَيْضا الْبَزَّار
قَالَ الهيثمي وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
سَببه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رجل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَيفَ لي أَن أعلم إِذا أَحْسَنت وَإِذا أَسَأْت فَذكره

(149) إِذا سَمِعْتُمْ بالطاعون بِأَرْض فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِ وَإِذا وَقع وَأَنْتُم بِأَرْض فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَالنَّسَائِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ وَالنَّسَائِيّ أَيْضا عَن أُسَامَة بن زيد رَضِي الله عَنهُ
سَببه أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ خرج إِلَى الشَّام حَتَّى إِذا كَانَ بسوغ لقِيه أُمَرَاء الأجناد أَبُو عُبَيْدَة وَأَصْحَابه فأخبروه أَن الوباء وَقع بِالشَّام فَقَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس ادْع لي الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين فَدَعَاهُمْ فاستشارهم وَأخْبرهمْ أَن الوباء بِالشَّام فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعضهم خرجت لأمر فَلَا نرى أَن ترجع وَقَالَ بَعضهم مَعَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا نرى أَن تقدم عَلَيْهِ
قَالَ ارتفعوا عني ثمَّ دَعَا

(1/68)


الْأَنْصَار فاستشارهم فسلكوا سَبِيل الْمُهَاجِرين فَقَالَ ارتفعوا ثمَّ قَالَ ادْع من هُنَا من مشيخة قُرَيْش من مهاجرة الْفَتْح فَدَعَاهُمْ فَلم يخْتَلف عَلَيْهِ رجلَانِ فَقَالُوا نرى أَن ترجع بِالنَّاسِ فَنَادَى إِنِّي مصبح على ظهر فَأَصْبحُوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة أفرارا من قدر الله فَقَالَ عمر لَو غَيْرك قَالَهَا أَبَا عُبَيْدَة وَكَانَ عمر يكره خِلَافه نعم نفر من قدر الله إِلَى قدر الله
فجَاء ابْن عَوْف وَكَانَ متغيبا فَقَالَ إِن عِنْدِي من هَذَا علما إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا سَمِعْتُمْ فَذكره هَذَا سَبَب بعد عصر النُّبُوَّة

(150) إِذا سَمِعْتُمْ بِقوم قد خسف بهم هَاهُنَا قَرِيبا فقد أظلت السَّاعَة
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْحَاكِم فِي الكنى عَن بقيرة الْهِلَالِيَّة رَضِي الله عَنْهَا
قَالَ الهيثمي وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح غير ابْن إِسْحَاق وَهُوَ ثِقَة لكنه مُدَلّس
ورمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه عَن بقيرة قَالَت إِنِّي لجالسة فِي صفة النِّسَاء فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب وَهُوَ يُشِير بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَيَقُول يَا أَيهَا النَّاس إِذا سَمِعْتُمْ فَذكره

(151) إِذا شربتم اللَّبن فتمضمضوا مِنْهُ فَإِن لَهُ دسما
أخرجه ابْن ماجة عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا
قَالَ شَارِح ابْن ماجة الْحَافِظ مغلطاي إِسْنَاده صَحِيح
سَببه أخرج مُسلم رَحمَه الله تَعَالَى عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرب لَبَنًا ثمَّ دَعَا بِمَاء فَتَمَضْمَض وَقَالَ إِن لَهُ دسما

(152) إِذا صلى أحدكُم خلف إِمَام فلينصت فَإِن قِرَاءَته لَهُ قِرَاءَة وَصلَاته لَهُ صَلَاة
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْقِرَاءَة عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ

(1/69)


واخرج الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده بِسَنَد رِجَاله رجال الصَّحِيح وَابْن ماجة عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كَانَ لَهُ إِمَام فقراءة الإِمَام لَهُ قِرَاءَة فَبَطل قَول الدَّارَقُطْنِيّ لم يسْندهُ إِلَّا الْحسن بن عمَارَة وَأَبُو حنيفَة وهما ضعيفان
قَالَ الْعَلامَة الشَّيْخ قَاسم بن قطلوبغا وَقَوله إِن أَبَا حنيفَة ضَعِيف مَرْدُود عَلَيْهِ فقد نقل الْمزي فِي كِتَابه تَهْذِيب الْكَمَال عَن يحيى بن معِين أَنه قَالَ أَبُو حنيفَة ثِقَة فِي الحَدِيث
وروى ابْن جرير فِي مُسْنده قَالَ حَدثنَا الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور الشيخي قَالَ حَدثنَا أَبُو نعيم التنوخي قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر قَالَ حَدثنَا أَحْمد قَالَ سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول وَهُوَ يسْأَل عَن أبي حنيفَة أثقة هُوَ فِي الحَدِيث فَقَالَ نعم ثِقَة ثِقَة كَانَ وَالله أورع من أَن يكذب وَهُوَ أجل قدرا من ذَلِك
وَسُئِلَ عَن أبي يُوسُف فَقَالَ صَدُوق ثِقَة
وروى الإِمَام الْأَجَل عبد الْخَالِق تَاج الدّين بن الزين ثَابت فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ قَالَ سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول أَبُو حنيفَة ثِقَة فِي الحَدِيث وَأَبُو يُوسُف كَذَلِك وَهُوَ أَكثر حَدِيثا وَأما مناقبه وفضائله كالبدر لَا تختفي لَيْلًا أشعته إِلَّا على أكمه لَا يعرف القمرا سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة فَلَمَّا سلم قَالَ أَيّكُم قَرَأَ خَلْفي فَقَالَ رجل أَنا يَا رَسُول الله فَقَالَ إِنِّي أنازع الْقُرْآن إِذا فَذكره

(153) إِذا صلى أحدكُم فِي بَيته ثمَّ دخل الْمَسْجِد وَالْقَوْم يصلونَ فَليصل مَعَهم تكون لَهُ نَافِلَة
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن عبد الله بن

(1/70)


سرجس ورمز السُّيُوطِيّ لحسنه وَأخرجه عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة وَبَقِي بن مخلد عَن زيد بن الْأسود رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن زيد بن الْأسود قَالَ حججْت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع فصلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْفجْر فَلَمَّا سلم اسْتقْبل النَّاس بِوَجْهِهِ فَإِذا هُوَ برجلَيْن فِي أخريات الْمَسْجِد لم يصليا مَعَ النَّاس قَالَ ائْتُونِي بِهَذَيْنِ الرجلَيْن قَالَ مَا منعكما أَن تصليا مَعَ النَّاس قَالَا قد كُنَّا صلينَا فِي الرّحال
قَالَ فَلَا تفعلا فَإِذا صلى أحدكُم فِي رَحْله ثمَّ أدْرك الصَّلَاة مَعَ الإِمَام فليصلها مَعَه فَإِنَّهَا لَهُ نَافِلَة

(154) إِذا صلى أحدكُم فليبدأ بتحميد الله تَعَالَى وَالثنَاء عَلَيْهِ ثمَّ ليصل على النَّبِي ثمَّ ليَدع بعد بِمَا شَاءَ
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن فضَالة بن عبيد رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرط مُسلم وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
سَببه عَن فضَالة قَالَ سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا يَدْعُو فِي صلَاته لم يحمد الله إِلَى آخر مَا مر فَذكره
وَعند أبي دَاوُد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عجل هَذَا ثمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَو لغيره إِذا فَذكره

(155) إِذا صليت الْمَكْتُوبَة فَقولِي سُبْحَانَ الله عشرا وَالْحَمْد لله عشرا وَالله أكبر عشرا ثمَّ سَلِي الله مَا شِئْت فَإِنَّهُ يُقَال لَك نعم نعم نعم
أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي المنتظم عَن أم سليم رَضِي الله عَنْهَا
سَببه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي بَيت أم سليم تَطَوّعا وَقَالَ يَا أم سليم إِذا فَذكره

(156)

(1/71)


إِذا صليت الصُّبْح فاقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تطلع الشَّمْس فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني الشَّيْطَان ثمَّ الصَّلَاة مَشْهُودَة محضورة متقبلة حَتَّى ينتصف النَّهَار فَإِذا انتصف النَّهَار فاقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تميل الشَّمْس فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ تسعر جَهَنَّم وَشدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم فَإِذا مَالَتْ الشَّمْس فَالصَّلَاة محضورة مَشْهُودَة متقبلة حَتَّى تصلي الْعَصْر فَإِذا صليت الْعَصْر فاقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس ثمَّ الصَّلَاة محضورة مَشْهُودَة متقبلة حَتَّى يطلع الصُّبْح
أخرجه الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن رجلا أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَمن سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار سَاعَة تَأْمُرنِي أَن لَا أُصَلِّي فِيهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم إِذا صليت الصُّبْح فَذكره وَرَوَاهُ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ عَن عقبَة بن عَامر وَعَمْرو بن عَنْبَسَة الْأَسْلَمِيّ وَعبد الله الفايحي رَضِي الله عَنْهُم وَأخرج ابْن الإِمَام أَحْمد فِي زيادات الْمسند وَأَبُو يعلى وَابْن عَسَاكِر عَن صَفْوَان بن الْمُعَطل السّلمِيّ أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أَسأَلك عَمَّا أَنْت بِهِ عَالم وَأَنا بِهِ جَاهِل هَل من اللَّيْل وَالنَّهَار سَاعَة تكره فِيهَا الصَّلَاة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صليت الصُّبْح فَأمْسك عَن الصَّلَاة فَذكر نَحوه

(157) إِذا ضحك رَبك فِي موطن إِلَى عبد فَلَا حِسَاب عَلَيْهِ
أخرجه ابْن زَنْجوَيْه عَن نعيم بن همار الْغَطَفَانِي رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَي الشُّهَدَاء أفضل قَالَ الَّذين

(1/72)


يلقون فِي الصَّفّ الأول فَلَا يلفتون وُجُوههم حَتَّى يقتلُوا أُولَئِكَ الَّذين يتليطون فِي الغرف العلى فِي الْجنَّة يضْحك إِلَيْهِم رَبك وَإِذا ضحك فَذكره

(158) إِذا طهرت فاغسلي مَوضِع الدَّم ثمَّ صلي فِيهِ
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِيهِ ابْن لَهِيعَة
سَببه عَن أبي هُرَيْرَة أَن خَوْلَة بنت يسَار قَالَت يَا رَسُول الله لَيْسَ لي إِلَّا ثوب وَاحِد وَأَنا أحيض فِيهِ قَالَ إِذا طهرت فَذكره
وتتمته قَالَت يَا رَسُول الله إِن لم يخرج أَثَره قَالَ يَكْفِيك المَاء وَلَا يَضرك أَثَره

(159) إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله وَإِذا قَالَ الْحَمد لله فَلْيقل لَهُ أَخُوهُ يَرْحَمك الله وَإِذا قيل لَهُ يَرْحَمك الله فَلْيقل يهديكم الله وَيصْلح بالكم
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَاب السّنَن سوى ابْن ماجة وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن سَالم بن عبد الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب أَيْضا عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ وَأخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد أَيْضا عَن سَالم وَلَفظه إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله وَليقل لَهُ أَخُوهُ أَو صَاحبه يَرْحَمك الله فَإِذا قَالَ لَهُ يَرْحَمك الله فَلْيقل يهديكم الله وَيصْلح بالكم
سَببه مَا فِي مُسْند أَحْمد عَن سَالم بن عبيد قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فعطس رجل فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَقَالَ النَّبِي عَلَيْك وعَلى أمك ثمَّ قَالَ إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله على كل حَال أَو الْحَمد لله رب الْعَالمين وَليقل لَهُ يَرْحَمك الله وَليقل لَهُ يغْفر الله لي وَلكم

(160) إِذا عطست فَقل الْحَمد لله ككرمه وَالْحَمْد لله كعز جَلَاله

(1/73)


اخرجه ابْن جرير عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن جده أبي رَافع رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ خرجت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَيته وبيته يَوْمئِذٍ الْمَسْجِد حَتَّى أَتَيْنَا البقيع فعطس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَكثَ طَويلا فَقلت بِأبي وَأمي قلت شَيْئا لم أفهمهُ فَقَالَ نعم أَتَانِي جِبْرِيل من رَبِّي وَأَخْبرنِي قَالَ إِذا عطست فَذكره
كَذَا فِي الْجَامِع الْكَبِير

(161) إِذا فسا أحدكُم فَليَتَوَضَّأ
أخرجه الإِمَام أَحْمد والعدني
قَالَ السُّيُوطِيّ فِي الْكَبِير وَرِجَاله ثِقَات عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّا نَكُون بالبادية فَيخرج من أَحَدنَا الرويحة
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله لَا يستحيي من الْحق إِذا فسا أحدكُم فَليَتَوَضَّأ
وَأخرجه مَعَ السَّبَب ابْن جرير عَن عَليّ بن طلق

(162) إِذا قَامَ أحدكُم إِلَى الصَّلَاة فليسكن أَطْرَافه وَلَا يتميل كَمَا تتميل الْيَهُود فَإِن تسكين الْأَطْرَاف فِي الصَّلَاة من تَمام الصَّلَاة
أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَابْن عدي وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث الْهَيْثَم بن خَالِد عَن مُحَمَّد بن الْمُبَارك الصُّورِي عَن يحيى عَن مُعَاوِيَة عَن يحيى عَن الْحَكِيم بن عبد الله عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن أَسمَاء بنت أبي بكر عَن أم رُومَان عَن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُم
وَمن لطائف إِسْنَاده أَن فِيهِ ثَلَاثَة صحابيين وصحابية عَن أمهَا عَن أَبِيهَا
وَقَالَ الهيثمي ابْن خَالِد وَمُعَاوِيَة كِلَاهُمَا ضَعِيف كَمَا فِي شرح الْمَنَاوِيّ
سَببه عَن أم رُومَان رَضِي الله عَنْهَا قَالَت رَآنِي أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ أتميل فِي صَلَاتي فزجرني زَجْرَة كدت

(1/74)


أنصرف مِنْهَا ثمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا فَذكره

(163) إِذا قلت سُبْحَانَ الله قَالَ الله صدقت وَإِذا قلت الْحَمد لله قَالَ الله صدقت وَإِذا قلت لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ الله صدقت وَإِذا قلت الله أكبر قَالَ الله صدقت فَإِذا قلت اللَّهُمَّ اغْفِر لي قَالَ الله فعلت وَإِذا قلت اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي قَالَ الله فعلت وَإِذا قلت اللَّهُمَّ ارزقني قَالَ الله قد فعلت
أخرجه الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي خيرا فَأخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ قل سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر
قَالَ فعقد الْأَعرَابِي على يَده ثمَّ مضى فتفكر ثمَّ رَجَعَ فَتَبَسَّمَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ تفكر البائس فجَاء فَقَالَ يَا رَسُول الله سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر هَذِه لله تَعَالَى فَمَا لي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أَعْرَابِي إِذا قلت فَذكره
قَالَ فعقد الْأَعرَابِي على يَده ثمَّ ولى

(164) إِذا كَانَ فِي آخر الزَّمَان لَا بُد للنَّاس فِيهَا من الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير يُقيم الرجل بهَا دينه ودنياه
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث حبيب بن عبيد عَن الْمِقْدَاد بن معديكرب
قَالَ الْمَنَاوِيّ وَورد من عدَّة طرق
قَالَ الهيثمي ومدار طرقها كلهَا على أبي مَرْيَم وَقد اخْتَلَط
سَببه عَن حبيب بن عبيد قَالَ رَأَيْت الْمِقْدَاد رَضِي الله عَنهُ فِي السُّوق وَجَارِيَة لَهُ تبيع لَبَنًا وَهُوَ جَالس يقبض الدَّرَاهِم فَقيل لَهُ فِيهِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا فَذكره

(165)

(1/75)


إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جمع الله أهل الْمَعْرُوف فَقَالَ قد غفرت لكم على مَا كَانَ فِيكُم وصانعت عَنْكُم عبَادي فهبوها لمن شِئْتُم لِتَكُونُوا أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا وَأهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة
أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي قَضَاء الْحَوَائِج عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة قيل وَكَيف قَالَ إِذا فَذكره

(166) إِذا كَانَت الْفِتْنَة بَين الْمُسلمين فَاتخذ سَيْفا من خشب
أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن أهبان رَضِي الله عَنهُ
سَببه مَا أخرج ابْن مَاجَه عَن عدية بنت أهبان قَالَت لما جَاءَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ هَاهُنَا الْبَصْرَة دخل على أبي فَقَالَ يَا أَبَا مُسلم أَلا تعينني على هَؤُلَاءِ الْقَوْم قَالَ بلَى فَدَعَا بِجَارِيَة لَهُ فَقَالَ يَا جَارِيَة أَخْرِجِي سَيفي فَأخْرجهُ فسل مِنْهُ نَحْو شبر فَإِذا هُوَ خشب فَقَالَ إِن خليلي وَابْن عمك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد إِلَيّ إِذا كَانَت الْفِتْنَة بَين الْمُسلمين فأتخذ سَيْفا من خشب فَإِن شِئْت خرجت مَعَك
قَالَ لَا حَاجَة لي فِيك وَلَا فِي سَيْفك

(167) إِذا كَانَت أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شُورَى بَيْنكُم فَظهر الأَرْض خير لكم من بَطنهَا
وَإِذا كَانَت أمراؤكم أشراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إِلَى نِسَائِكُم فبطن الأَرْض خير لكم من ظهرهَا
أخرجه التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث صَالح الْمزي
قَالَ الهيثمي صَالح الْمزي

(1/76)


ضَعِيف سَببه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا مت فَظهر الأَرْض خير لكم أم بَطنهَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم
قَالَ إِذا كَانَت فَذكره

(168) إِذا كتبت فضع قلمك على أُذُنك فَإِنَّهُ أذكر لَك
أخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ أَن مُعَاوِيَة كَاتب الْوَحْي رَضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا رأى من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَفلَة وضع الْقَلَم فِي فِيهِ
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا مُعَاوِيَة إِذا كتبت فَذكره

(169) إِذا كَانَ المَاء قُلَّتَيْنِ لَا يحمل خبثا
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن يحيى بن يعمر رَضِي الله عَنهُ
سَببه تقدم ذكره فِي حَدِيث إِذا بلغ إِلَخ

(170) إِذا لعب الشَّيْطَان بأحدكم فِي مَنَامه فَلَا يحدث بِهِ النَّاس
أخرجه مُسلم وَابْن أبي شيبَة وَابْن مَاجَه عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
سَببه مَا أخرج ابْن مَاجَه عَن جَابر قَالَ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل وَهُوَ يخْطب فَقَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت البارحة فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن عنقِي ضربت وَسقط رَأْسِي فاتبعته فَأَخَذته فأعدته
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا فَذكره

(171) إِذا لم تحلوا حَرَامًا وَلم تحرموا حَلَالا وأصبتم الْمَعْنى فَلَا بَأْس
أخرجه ابْن عَسَاكِر عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَنهُ قَالَ أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت بأبينا

(1/77)


أَنْت وَأمنا يَا رَسُول الله إِنَّا نسْمع عَنْك الحَدِيث وَلَا نقدر على تأديته كَمَا سمعناه مِنْك فَذكره

(172) إِذا مررتم بِأَهْل الشرة فَسَلمُوا عَلَيْهِم تطفأ عَنْكُم شراتهم ونائرتهم
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ وَسَنَده ضَعِيف
سَببه عَن أنس قَالَ شكا أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ فَقَالُوا إِن الْمُنَافِقين يلحظونا بأعينهم ويلفظوننا بألسنتهم فَذكره

(173) إِذا نسي أحدكُم صَلَاة أَو نَام عَنْهَا فليصلها إِذا ذكرهَا
أخرجه النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ صَحِيح عَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ ذكرُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نومهم عَن الصَّلَاة فَقَالَ إِنَّه لَيْسَ فِي النّوم تَفْرِيط إِنَّمَا التَّفْرِيط فِي الْيَقَظَة إِذا نسي أحدكُم فَذكره
وَأخرج الإِمَام أَحْمد عَن أبي قَتَادَة قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَقَالَ لَو عرسنا وَقَالَ احْفَظُوا علينا صَلَاتنَا
فنمنا فَمَا أيقظنا إِلَّا حر الشَّمْس فَانْتَهَيْنَا فَركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَار وسرنا هنيهة ثمَّ نزل فَتَوَضَّأ الْقَوْم ثمَّ أذن بِلَال وصلوا الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْفجْر ثمَّ صلوا الْفجْر ثمَّ ركب وركبنا قُلْنَا يَا رَسُول الله فرطنا فِي صَلَاتنَا
قَالَ لَا تَفْرِيط فِي النّوم إِنَّمَا التَّفْرِيط فِي الْيَقَظَة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فصلوها زمن الْغَد وَقتهَا

(174) إِذا نسي أحدكُم اسْم الله على طَعَامه فَلْيقل إِذا ذكر بِسم الله أَوله وَآخره
أخرجه أَبُو يعلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن امْرَأَة من الصَّحَابَة
قَالَ الهيثمي وَرِجَاله ثِقَات
ورمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه عَنْهَا قَالَت أُتِي

(1/78)


رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بوطيئة فَأَخذهَا أَعْرَابِي بِثَلَاث لقم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إِنَّه لَو قَالَ بِسم الله لوسعكم ثمَّ ذكره
وَتقدم فِي حَدِيث إِذا أكل عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا نَحوه
أخرجه ابْن البُخَارِيّ

(175) إِذا نمتم فأطفئوا الْمِصْبَاح فَإِن الْفَأْرَة تَأْخُذ الفتيلة فتحرق أهل الْبَيْت وَأَغْلقُوا الْأَبْوَاب وأوكئوا الأسقية وخمروا الشَّرَاب
أخرجه أَبُو دَاوُد وَصَححهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
وَالْإِمَام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم عَن عبد الله بن سرجس رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الهيثمي وَرِجَال أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ رجال الصَّحِيح
سَببه مَا أخرج أَبُو دَاوُد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَت فَأْرَة فجرت الفتيلة فألقتها بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْخمْرَة الَّتِي كَانَ قَاعِدا عَلَيْهَا فأحرقت مِنْهَا مثل الدِّرْهَم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نمتم فأطفئوا سرجكم فَإِن الشَّيْطَان يدل مثل هَذِه على هَذَا فتحرقكم

(176) إِذا وَجب فَلَا تبكين باكية
أخرجه الْأَئِمَّة مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وَأَصْحَاب السّنَن سوى التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم كلهم عَن جَابر بن عتِيك رَضِي الله عَنهُ
وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد
سَببه كَمَا فِي أبي دَاوُد وَغَيره عَن جَابر الْمَذْكُور أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ يعود عبد الله بن ثَابت فَوَجَدَهُ قد غلب فصاح بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يجبهُ فَاسْتَرْجع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ غلبنا عَلَيْك يَا أَبَا الرّبيع فصاح النسْوَة وبكين فَجعل ابْن عتِيك يسكتهن فَقَالَ رَسُول

(1/79)


الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعْهُنَّ إِذا وَجب فَذكره قَالَ وَمَا الْوُجُوب يَا رَسُول الله قَالَ الْمَوْت

(177) إِذا وزنتم فأرجحوا
أخرجه أَصْحَاب السّنَن سوى التِّرْمِذِيّ والضياء فِي المختارة عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
سَببه يَأْتِي فِي حَدِيث زن وأرجح عَن سُوَيْد بن قيس قَالَ جلبت أَنا ومخرمة الْعَبْدي برا من هجر فجاءنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فساومنا سَرَاوِيل وَعِنْدنَا وزان يزن بِالْأَجْرِ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا وزان فَذكره
وَرُوِيَ عَن جَابر بن عبد الله أَنه لما بَاعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمله قَالَ فوزن لي وأرجح
وَهَذِه دلَالَة فعلية وَهِي أقوى من القولية

(178) إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله فانتظر السَّاعَة
أخرجه البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مجْلِس يحدث الْقَوْم جَاءَهُ أَعْرَابِي فَقَالَ مَتى السَّاعَة فَمضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحدث فَقَالَ بعض الْقَوْم سمع مَا قَالَ فكره مَا قَالَ
وَقَالَ بَعضهم بل لم يسمع حَتَّى إِذا قضى حَدِيثه قَالَ أَيْن السَّائِل عَن السَّاعَة قَالَ هَا أَنا يَا رَسُول الله
قَالَ إِذا ضيعت الْأَمَانَة فانتظر السَّاعَة
فَقَالَ كَيفَ إضاعتها قَالَ إِذا وسد فَذكره
وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ لَفْظَة أسْند

(179) إِذا وضع الطَّعَام فَخُذُوا من حافته وذروا وَسطه فَإِن الْبركَة تنزل وَسطه
أخرجه ابْن مَاجَه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
رمز السُّيُوطِيّ لحسنه
سَببه مَا أخرج ابْن مَاجَه أَيْضا عَن عبد الله بن بسر رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بقصعة فَقَالَ رَسُول

(1/80)


الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يُبَارك فِيهَا وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَأخرج ابْن مَاجَه أَيْضا عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع اللَّيْثِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَأْس الثَّرِيد وَقَالَ كلوا بِسم الله من جوانبها وَاعْفُوا رَأسهَا فَإِن الْبركَة تأتيها من فَوْقهَا وَيَأْتِي فِي حَدِيث إِن الْبركَة إِلَخ

(180) إِذا ولي أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَمُسلم عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب يَوْمًا فَذكر رجلا من أَصْحَابه قبض فَكفن فِي كفن غير طائل وقبر لَيْلًا فزجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقبر الرجل لَيْلًا حَتَّى يصلى عَلَيْهِ إِلَّا أَن يضْطَر إِنْسَان إِلَى ذَلِك وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كفن أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه

(181) إِذا وجدت بللا فاغتسلي يَا بسرة
أخرجه ابْن أبي شيبَة عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ جَاءَت امْرَأَة يُقَال لَهَا بسرة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول الله إحدانا ترى أَنَّهَا مَعَ زَوجهَا فِي الْمَنَام فَقَالَ إِذا وجدت فَذكره

(182) اذبحوا لله فِي أَي شهر كَانَ وبروا لله وأطعموا
أخرجه أَصْحَاب السّنَن سوى التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن نُبَيْشَة وَيُقَال لَهُ نُبَيْشَة الْخَيْر رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الْحَاكِم وَقَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ عِلّة
سَببه عَن نُبَيْشَة قَالَ نَادَى رجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّا كُنَّا نعتر عتيرة (أَي شَاة

(1/81)


كَانُوا يذبحونها لآلهتهم) فِي الْجَاهِلِيَّة فِي رَجَب فَمَا تَأْمُرنَا قَالَ اذبحوا لله عز وَجل فِي أَي شهر كَانَ وبروا لله وأطعموا
قَالَ يَا رَسُول الله إِنَّا كُنَّا نفرع فرعا (أَي أول نتاج النَّاقة كَانُوا يذبحونه لآلهتهم) فِي الْجَاهِلِيَّة فَمَا تَأْمُرنَا فَقَالَ فِي كل سَائِمَة فرع تغذوه ماشيتك (أَي تغذوه بلبنها حَتَّى يكون ابْن مَخَاض أَو بنت لبون) حَتَّى إِذا استمحل (أَي قوي على الْحمل وأطاقه) ذبحته فتصدقت بِلَحْمِهِ أرَاهُ قَالَ على ابْن السَّبِيل فَإِن ذَلِك خير

(183) اذْكروا اسْم الله وليأكل كل رجل مِمَّا يَلِيهِ
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عروسا بِزَيْنَب فعمدت أُمِّي أم سليم إِلَى تمر وَسمن وأقط فصنعت حَيْسًا فَجَعَلته فِي تور فَقَالَت يَا أنس اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقل بعثت إِلَيْك بِهَذَا أُمِّي وَهِي تقرئك السَّلَام
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَعْهُ ثمَّ قَالَ اذْهَبْ فَادع لي فلَانا وَفُلَانًا رجَالًا سماهم وادع لي من لقِيت فدعوت من سمى وَمن لقِيت فَرَجَعت فَإِذا الْبَيْت غاص بأَهْله
قيل لأنس كم عددكم كَانَ قَالَ زهاء ثَلَاثمِائَة فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضع يَده على تِلْكَ الحيسة وَتكلم بِمَا شَاءَ الله ثمَّ جعل يَدْعُو عشرَة عشرَة يَأْكُلُون مِنْهُ وَيَقُول لَهُم اذْكروا اسْم الله فَذكره
قَالَ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا فَخرجت طَائِفَة حَتَّى أكلُوا كلهم
قَالَ لي يَا أنس ارْفَعْ فَمَا أَدْرِي حِين وضعت كَانَ أَكثر أم حِين رفعت

(184) اذكر الله وكل بيمينك وكل مِمَّا يليك
أخرجه ابْن عَسَاكِر عَن عبد الله بن بسر رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن عبد الله

(1/82)


بن بسر قَالَ قَالَ أبي لأمي لَو صنعت طَعَاما لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصنعت ثريدة فَانْطَلق أبي فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده على ذروتها وَقَالَ خُذُوا باسم الله
فَأخذُوا من نَوَاحِيهَا فَلَمَّا طعموا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ ارحمهم واغفر لَهُم وَبَارك لَهُم فِي رزقهم قَالَ عبد الله وَجَلَست آكل مَعَهم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا بني اذكر الله فَذكره

(185) أذهب الباس رب النَّاس واشف أَنْت الشافي لَا شافي إِلَّا أَنْت
أخرجه ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن حَاطِب رَضِي الله عَنهُ وَأخرجه الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَلَفظه أذهب الباس رب النَّاس اشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك شِفَاء لَا يُغَادر سقما كَانَ إِذا اشْتَكَى إِنْسَان مَسحه بِيَمِينِهِ ثمَّ قَالَه
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَن مُحَمَّد بن حَاطِب قَالَ تناولت قدرا لنا فاحترقت يَدي فَانْطَلَقت بِي أُمِّي إِلَى رجل جَالس فِي الْجَبانَة فَقَالَت لَهُ يَا رَسُول الله فَقَالَ لبيْك وَسَعْديك
ثمَّ أدنتني مِنْهُ فَجعل ينفث وَيتَكَلَّم لَا أَدْرِي مَا هُوَ
فَسَأَلت أُمِّي بعد ذَلِك مَا كَانَ يَقُول قَالَت كَانَ يَقُول أذهب الباس الخ
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن ثَابت بن قيس رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاده وَهُوَ مَرِيض فَقَالَ أذهب الباس رب النَّاس

(186) اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاس أَنه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ
أخرجه ابْن أبي شيبَة وَالْإِمَام أَحْمد وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ والدارمي وَابْن حبَان عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَن عمر قَالَ لما كَانَ يَوْم خَيْبَر

(1/83)


قتل بعض أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا فلَان شَهِيد حَتَّى مروا على رجل فَقَالُوا فلَان شَهِيد
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلا فَإِنِّي رَأَيْته فِي النَّار فِي بردة أَو عباءة
ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا بن الْخطاب اذْهَبْ فَذكره
وَفِي آخِره فَخرجت فناديت أَلا إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ

(187) اذْهَبْ فاقتله فَإنَّك مثله
أخرجه ابْن مَاجَه عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ
سَببه عَنهُ قَالَ أَتَى رجل بِقَاتِل وليه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اعْفُ فَأبى فَقَالَ خُذ الْأَرْش
فَأبى قَالَ اذْهَبْ فاقتله فَإنَّك مثله
قَالَ فلحق فَقيل لَهُ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اقتله فَإنَّك مثله
فخلى سَبيله

(188) اذْهَبْ فَأَنت حر
أخرجه عبد الرَّزَّاق عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَنهُ أَن زنباعا أَبَا روح بن زنباع وجد غُلَاما لَهُ مَعَ جَارِيَة فَقطع ذكره وجدع أَنفه فَأتى العَبْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا حملك على مَا فعلت فَقَالَ فعل كَذَا وَكَذَا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذْهَبْ فَأَنت حر

(189) اذْهَبُوا بِهِ فارجموه
أخرجه عبد الرَّزَّاق عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
سَببه عَنهُ قَالَ أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بماعز فاعترف بالزنى مرَّتَيْنِ ثمَّ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ ثمَّ قَالَ ردُّوهُ فاعترف مرَّتَيْنِ حَتَّى اعْترف أَرْبعا ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذْهَبُوا بِهِ فَذكره