المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

6 - كِتَابُ الصَّلاَةِ الأَوَّلِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بَاب كَيْفَ فُرِضَتْ الصَّلاَةُ فِي الْإِسْرَاءِ
[184]- (349) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: نَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَبُوذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَعَرَجَ بِه إِلَى السَّمَاءِ».
قَالَ: «فَفَرَضَ الله عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ الله عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَرَاجَعْني فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ: وَضَعَ شَطْرَهَا، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذلك، فرجعت فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ أكثر من ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قد اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».

[185]- (1090) خ ونَا عَبْدُاللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ نَا سُفْيَانُ عَنْ الْزُهْرِيِّ، وَ (3935) نَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: نَا مَعْمَرٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فُرِضَتْ الصَّلاَةَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلاَةُ السَّفَرِ الأُولَى.

(1/298)


وقَالَ سُفْيَانُ قَالَ الْزُهْرِيّ: فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: فَمَا بَالُ عَائِشَةَ تُتِمُّ؟ قَالَ: تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب يَقصِر إذَا خَرَجَ مِن مَوْضِعِهِ (1090)، وفِي بَابٍ مَعْنَاهُ مِنْ مَتَى عُدّ تَاريخ المهْجَر (1) (3935).

بَاب الصَّلاَةِ فِي الثِّيَابِ
لقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} , وَيُذْكَرُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَزُرُّهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ»، وفِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ، وَمَنْ صَلَّى فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ مَا لَمْ يَرَ أَذًى.
قَدْ خَرَّجَ حَدِيثَهُ في شُهودِ الْحَائِضِ الْعِيدَيْنِ.

بَاب عَقْدِ الْإِزَارِ عَلَى الْقَفَا فِي الصَّلاَةِ
[186]- (370) خ نَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِاللهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ أبِي الْمَوَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَ (352) نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ (2) بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: صَلَّى جَابِرٌ فِي إِزَارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ، وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمِشْجَبِ، فقَالَ لَهُ قَائِلٌ: تُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِيَرَانِي أَحْمَقُ مِثْلُكَ, وقَالَ عَبْدُالْعَزِيزِ: أَنْ يَرَانِي الْجُهَّالُ مِثْلَكُمْ، وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
_________
(1) واسمه: باب التاريخ من أين أرخوا التاريخ.
(2) في الأصل: مجاهد بن المنكدر.

(1/299)


و (353) زَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي الْمَوَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن جَابِرَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي كَذَلِكَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الصّلاةِ بِغيْر رِدَاءٍ (370).

بَاب الصَّلاَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ مُلْتَحِفًا بِهِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وقَالَ الْزُهْرِيُّ: الْمُلْتَحِفُ الْمُتَوَشِّحُ، وَهُوَ الْمُخَالِفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، وَهُوَ الِاشْتِمَالُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ.

[187]- (354) خ نَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، قَالَ: أنَا هِشَامٌ، وَ (356) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: نَا أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أنَّ عُمَرَ بْنِ أبِي سَلَمَةَ أخبره، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، واضعا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ.
زَادَ عُبَيْدُاللهِ: قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.

بَاب إِذَا صَلَّى فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَلْيَجْعَلْ عَلَى عَاتِقِهِ
[188]- (359) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقِه شَيْءٌ».

[189]- (360) خ ونَا أَبُونُعَيْمٍ، قَالَ: نَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، سَمِعْتُهُ أَوْ كُنْتُ سَأَلْتُهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ».

(1/300)


بَاب إِذَا كَانَ الثَّوْبُ ضَيِّقًا
[190]- (361) خ نَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله عَنْ الصَّلاَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَجِئْتُ لَيْلَةً في بَعْضِ أَمْرِي، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ، فَاشْتَمَلْتُ بِهِ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَانِبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «مَا السُّرَى يَا جَابِرُ»، فَأَخْبَرْتُهُ بِحَاجَتِي، فَلَمَّا فَرَغْتُ، قَالَ: «مَا هَذَا الِاشْتِمَالُ الَّذِي رَأَيْتُ»، قُلْتُ: كَانَ ثَوْبًا، قَالَ: «فَإِنْ كَانَ وَاسِعًا فَالْتَحِفْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ ضَيِّقًا فَاتَّزِرْ بِهِ».

[191]- (814) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نَا سُفْيَانُ، وَ (362) نَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: نَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاقِدِي أُزْرِهِمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ.
زَادَ ابْنُ كَثِيرٍ: كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ (1)، وَيُقَالَ لِلنِّسَاءِ: لاَ تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا.
وَخَرَّجَهُ في: باب ضَمّ الثّيابِ وَشَدِّهَا (814)، وفِي بَابِ إذَا قِيلَ لِلإمامِ اسْمَع واسكُتْ (2) (1215).
_________
(1) قد قَالَ مسدد فِي حَدِيثِهِ مثل هذه الجملة.
(2) واسم الباب: إذا قيل للمصلي تقدم او انتظر ..

(1/301)


بَاب الصَّلاَةِ فِي الْجُبَّةِ الشَّامِيَّةِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ الْحَسَنُ فِي الثّوب تنْسُجُه الْمَجُوس لَمْ يَرَ بِه بَأْسًا، وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ الْزُهْرِيُّ يَلْبَسُ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ مَا صُبِغَ بِالْبَوْلِ، وَصَلَّى عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ فِي ثَوْبٍ غَيْرِ مَقْصُورٍ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْحَدِيثُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

بَاب الصَّلاَةِ فِي الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ وَالتُّبَّانِ وَالْقَبَاءِ
[192]- (365) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ الصَّلاَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَقَالَ: «أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ».
ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ، فَقَالَ: إِذَا وَسَّعَ الله عَزَّ وَجَلَّ فَأَوْسِعُوا، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فِي إِزَارٍ وَقَمِيصٍ، فِي إِزَارٍ وَقَبَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَمِيصٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَبَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَبَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَمِيصٍ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي تُبَّانٍ وَرِدَاءٍ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الصَّلاةِ في الثَّوْبِ الوَاحِدِ مُلْتحِفًا بِه مُختصَرًا (358)، وقَدْ خَرّجَ مِنْهُ مَا يَلبسُ المحْرِمُ مِن الثِّيابِ في الحجِّ (؟) (1).
_________
(1) إنما أخرج في الحج حديث ابن عمر (1542) الذي اخرجه في هذا الباب (366) فكأن المهلب أخره ليذكره هناك.

(1/302)


بَاب مَا يَسْتُرُ مِنْ الْعَوْرَةِ
[193]- (5820) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لِبْسَتَيْنِ، اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ.
وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ، لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ.
وَاللِّبْسَةُ الْأُخْرَى: احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، لَيْسَ (عَلَى) فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.

[194]- (5819) زَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ.
وَخَرَّجَهُ في اشْتِمالِ الصَّمَّاءِ (5820)، وفِي بَابِ الجُلوسِ كَيْفَ تَيَسَّرَ (6284).

باب مَا يُذْكَرُ فِي الْفَخِذِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَرْهَدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْفَخِذُ عَوْرَةٌ».
وَقَالَ أَنَسٌ: حَسَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَخِذِهِ, وَحَدِيثُ أَنَسٍ أَسْنَدُ، وَحَدِيثُ جَرْهَدٍ أَحْوَطُ حَتَّى نخْرَجَ مِنْ اخْتِلاَفِهِمْ.

[195]- (371) خ نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا خَيْبَرَ، فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلاَةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَكِبَ أَبُوطَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقِ

(1/303)


خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حَسَرَ الْإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ، حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد خَرَّجَ زَواجَ صَفِية في النِّكَاحِ (5085)، وفي خَيْبَر (4197 - 4201).

بَاب فِي كَمْ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي الثِّيَابِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَوْ وَارَتْ جَسَدَهَا فِي ثَوْبٍ جاز.

[196]- (872) نَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
وَ (578) نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ، حَتَّى يَقْضِينَ الْصَّلاَةَ، مَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْغَلَسِ.
زَادَ فُلَيْحٌ فِيهِ: أَوْ لاَ يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا.
وَخَرَّجَهُ في: باب وَقْت الفَجْر (578)، وباب خُروجِ النِّساءِ إِلى المسَاجِدِ (1) (867)، وباب سُرعَة انْصِرافِ النِّساءِ مِن الصُّبْحِ (872).

بَاب إِذَا صَلَّى فِي ثَوْبٍ لَهُ أَعْلاَمٌ وَنَظَرَ إِلَى عَلَمِهَا
[197]- (5817) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: نَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
_________
(1) في الباب الذي يليه، ترجمته: انتظار الناس قيام الإمام، كذا في المطبوع، ووقوعه في الباب الذي ذكره المهلب آنس وأليق بالترجمة.

(1/304)


وَسَلَّمَ فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أبِي جَهْمٍ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاَتِي، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أبِي جَهْمٍ».
ابْن حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ، مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ.
خ (373): وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا وَأَنَا فِي الصَّلاَةِ فَأَخَافُ أَنْ تَفْتِنَنِي».
وَخَرَّجَهُ في: باب الالتِفَاتِ في الصَّلاةِ (752)، وباب الأكْسِيةِ وَالخمَائِصِ (5817).
بَاب إِنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ مُصَلَّبٍ أَوْ تَصَاوِيرَ هَلْ تَفْسُدُ صَلاَتُهُ وَمَا يُنْهَى مِنْ ذَلِكَ

[198]- (5959) خ نَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ, وَ (374) أَبُومَعْمَرٍ عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَس: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمِيطِي عَنَا قِرَامَكِ هَذَا، فَإِنَّهُ لاَ تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ فِي صَلاَتِي».
وَقَالَ عِمْرَانُ: «تَعْرِضُ لِي».
وَخَرَّجَهُ في: باب كَرَاهِية الصَّلاةِ في التَّصَاوير (5959).

بَاب مَنْ صَلَّى فِي فَرُّوجِ حَرِيرٍ ثُمَّ نَزَعَهُ
[199]- (375) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، وَ (5801) قُتَيبةُ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ

(1/305)


صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُّوجُ حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ، وَقَالَ: «لاَ يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ».
وقَالَ قُتَيْبَةُ: فَرُّوجٌ جَدِيدٌ, وقَالَ غَيْرُهُ: حَرِيرٌ.
وَخَرَّجَهُ في: باب القباء ويقَالَ هو الذي شقٌ مِن خَلْفِه (5801).

بَاب الصَّلاَةِ فِي الثَّوْبِ الأَحْمَرِ
[200]- (376) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلاَلًا أَخَذَ وَضُوءَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذَلكَ الْوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بِلاَلًا أَخَذَ عَنَزَةً فَرَكَزَهَا، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مُشَمِّرًا، صَلَّى إِلَى الْعَنَزَةِ بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ بَيْنِ يَدَيْ الْعَنَزَةِ.
وَخَرَّجَهُ في: اللباسِ (5786)، باب الثِّياب الحُمْر (5859).

بَاب الصَّلاَةِ فِي السُّطُوحِ وَالْمِنْبَرِ وَالْخَشَبِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَصَلَّى جَابِرٌ وَأَبُو سَعِيدٍ فِي السَّفِينَةِ قَائِمًا، وَقَالَ الْحَسَنُ: قَائِمًا مَا لَمْ تَشُقَّ عَلَى أَصْحَابِكَ تَدُورُ مَعَهَا وَإِلاَ قَاعِدًا.
وَلَمْ يَرَ الْحَسَنُ بَأْسًا أَنْ يُصَلَّى عَلَى الْجُمْدِ وَالْقَنَاطِرِ، وَإِنْ جَرَى تَحْتَهَا بَوْلٌ أَوْ فَوْقَهَا أَوْ أَمَامَهَا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمَا سُتْرَةٌ، وَصَلَّى أَبُوهُرَيْرَةَ عَلَى ظهر الْمَسْجِدِ بِصَلاَةِ الْإِمَامِ، وَصَلَّى ابْنُ عُمَرَ عَلَى الثَّلْجِ.

(1/306)


[201]- (2095) نَا خَلاَدٌ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلاَ أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ لِي غُلاَمًا نَجَّارًا، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ»، فَعَمِلَتْ لَهُ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي صُنِعَ، فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَنْشَقَّ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَخَذَهَا فَضَمَّهَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ (1).

[202]- (377) وَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا سُفْيَانُ، نَا أَبُوحَازِمٍ، وَ (917) نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُوحَازِمِ بْنُ دِينَارٍ: أَنَّ رِجَالًا سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَقَدْ امْتَرَوْا فِي الْمِنْبَرِ مِمَّ عُودُهُ؟ فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَالله إِنِّي لأَعْرِفُ مِمَّا هُوَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ، وَأَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلاَنَةَ، امْرَأَةٍ مِنْ الأَنْصَارِ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ: «مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْها إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ».
فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ بِهَا، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ هَا هُنَا، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ سُفْيَانُ: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ كَبَّرَ، وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ وَرَكَعَ، وَرَكَعَ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَفَعَ ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى، فَسَجَدَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، ثم قرأ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ, ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى فسَجَدَ على الأَرْضِ فَهَذَا شَأْنُهُ.
_________
(1) تتمته في الصحيح: قَالَ بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ.

(1/307)


قَالَ يَعْقُوبُ: فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا أَوْ لِتَعَلَّمُوا صَلاَتِي».
وَخَرَّجَهُ في: باب الاستِعَانَة بِالنَّجَار والصُّنَّاعِ في أَعْوادِ المنْبَر والمسْجِد (448)، وفي عَلامَات النُّبُوة (3584) (1)، وفِي بَابِ مَن اسْتَوْهَبَ مِن صَاحِبِه شَيْئًا (2569).

[203]- (688) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٍ.

[204]- خ وَ (378) نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ فَجُحِشَتْ سَاقُهُ أَوْ كَتِفُهُ.
وَقَالَ مَالِكٌ: فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، قَالَ حُمَيْدٌ: فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ.
زَادَتْ عَائِشَةُ: فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا.
قَالَ حُمَيدٌ: فَلَمَّا سَلَّمَ، وَقَالَ مَالِكٌ: فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وإذَا قَالَ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ, وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أجمعون».
زَادَ حُمَيدٌ: «فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا».
_________
(1) إنما هو حديث جابر.

(1/308)


(689) قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَوْلُهُ: «إِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا» هُوَ فِي مَرَضِهِ الْقَدِيمِ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَالنَّاسُ خَلْفَهُ قِيَام، لَمْ يَأْمُرْهُمْ بِالْقُعُودِ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب إِنَّمَا جُعِلَ الإمَامُ لِيؤتَمَّ بِهِ (688، 689)، وفِي بَابِ صَلاةِ القَاعِدِ (1114)، وبابِ الإشَارَةِ في الصَّلاةِ (1236)، وباب يَهْوي بِالتَّكْبِير حِينَ يَسْجُد (805)، وفِي بَابِ إذا عَادَ مَرِيضًا فَحَضَرت الصَّلاةُ فَصَلَّى بِهِمْ جَمَاعَةً (5658).

بَاب الصَّلاَةِ عَلَى الْحَصِيرِ
[205]- (380) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ - لَفْظُهُ -، وَ (860) إِسْمَاعِيلُ، نَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ»، قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدْ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب المرأةِ تَكُونُ وَحْدَها صَفًّا (727)، وفِي بَابِ وضوءِ الصِّبْيانِ وَمَتَى يِجبُ عَلَيْهِم الغُسُل وَالطَّهُور وَحُضُور الجَمَاعَاتِ والعِيدِ وَالجَنَائِز (860).

(1/309)


بَاب الصَّلاَةِ عَلَى الْفِرَاشِ
[206]- (383) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: نَا اللَّيْثُ، عنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ.
وَ (508) نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ, وَ (514) نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا أَبِي، نَا الأَعْمَشُ، نَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَ الأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلاَةَ، فَقَالَوا: يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ مَنْصُورٌ فِيهِ: قَالَتْ: أَعَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ، وقَالَ مُسْلِمٌ: لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا كِلاَبًا، وقَالَ الأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أشَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلاَبِ، وَالله لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، قَالَ مَنْصُورٌ: فَيَتَوَسَّطُ السَّرِيرَ، قَالَ مُسْلِمٌ: وَإِنِّي لَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةٌ، قَالَ الْزُهْرِيّ عَنْ عُرْوَةَ: اِعْتِرَاضَ الْجَنَازَةِ.
خ و (384) نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وزَادَ فقَالَ: عَلَى الْفِرَاشِ الَّذِي يَنَامَانِ عَلَيْهِ.
قَالَتْ: فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْسَلُّ.
قَالَ مَنْصُورٌ: مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْ السَّرِيرِ، حَتَّى أَنْسَلَّ مِنْ لِحَافِي.
خ و (512) نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، نَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، وزَادَ: فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ.

(1/310)


وَخَرَّجَهُ في: باب الصَّلاةِ إلى السَّريرِ (508)، وفِي بَابِ اسْتقْبَالِ الرّجلِ الرَّجلَ وَهوَ يُصَلي (511)، وفِي بَابِ مَن قَالَ لا يَقْطَع الصّلاةَ شَيءٌ (514)، وبَابِ إيقاظِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهلَهُ بِالوِتْرِ (997).

بَاب السُّجُودِ عَلَى الثَّوْبِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ
[207]- (1208) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا بِشْرٌ، قَالَ: نَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ - هُوَ ابْنُ أبِي غَيْلاَنَ -، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنْ الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب بَسْطِ الثَّوْبِ في الصَّلاةِ (1208).

بَاب يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَيُجَافِي فِي السُّجُودِ
[208]- (390) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ نَحْوَهُ.
خ وَ (3564) نَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: نَا بَكْرٌ، وقَالَ: حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ وَإِذَا سَجَدَ.
وَخَرَّجَهُ في: فِي بَابِ صفة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكَرَّر تَبْويبُه في الرّابِعِ (3564) , وَكَرَّرَه (1) (807).
_________
(1) كرره بنفس التبويب والحديث فِي كِتَابِ الأذان.

(1/311)


بَاب الصَّلاَةِ فِي النِّعَالِ
[209]- (386) خ نَا آدَمُ بْنُ أبِي إِيَاسٍ، قَالَ: نَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُومَسْلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَخَرَّجَهُ في: اللباس فِي بَابِ النِّعال السَّبْتِيّة (5850).
بَاب قَوْلِ الله تَعَالَى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

[210]- (397) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، نَا سَيْفٌ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ فَقِيلَ لَهُ: رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ.
حَ, (505) نَا عَبْدُالله بْنُ يُوسُف، وَإِسْمَاعِيلُ، قَالاَ: نَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عن عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ.
حَ, (2988) نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ (1) حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ.
_________
(1) حديث الليث خرجه البخاري في موضعين، هذا الموضع الأول وهو موصول عن يحيى بن بكير، والثاني فِي بَابِ دُخُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، وهو معلق عن الليث، وإلى هذا الموضع عزا البيهقي هذا الحديث فقَالَ بعد أن أخرجه (5/ 185): اخرجه البخاري في الصحيح فقَالَ وقَالَ اللَّيْثُ.

(1/312)


حَ, و (4400) نَا مُحَمَّدٌ (1)،
نَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: نَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ، وَمَعَهُ بِلاَلٌ، وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، زَادَ اللَّيْثُ: مِن الْحَجَبَةِ، حَتَّى أَنَاخَ عِنْدَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: «ائْتِنَا بِالْمِفْتَاحِ»، فَجَاءَهُ بِالْمِفْتَاحِ، فَفَتَحَ لَهُ الْبَابَ، فَدَخَلَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُسَامَةُ وَبِلاَلٌ وَعُثْمَانُ، ثُمَّ أَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ، فَمَكَثَ نَهَارًا طَوِيلًا ثُمَّ خَرَجَ، فَابْتَدَرَ النَّاسُ الدُّخُولَ، فَسَبَقْتُهُمْ، فَوَجَدْتُ بِلاَلًا قَائِمًا وَرَاء الْبَابِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: صَلَّى بَيْنَ ذَيْنِكَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ، وَكَانَ الْبَيْتُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ سَطْرَيْنِ، صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ، وَجَعَلَ بَابَ الْبَيْتِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، وَاسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُكَ حِينَ تَلِجُ الْبَيْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ.
قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى.
زَادَ اللَّيْثُ: مِنْ سَجْدَةٍ.
وقَالَ مُجَاهِدٌ: فَقُلْتُ: أَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ فُلَيْحٌ: وَعِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرْمَرَةٌ حَمْرَاءُ، وقَالَ مَالِكٌ: جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنْهُ: وَعَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَثَلاَثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ، قَالَ اللَّيْثُ: ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ.
_________
(1) هو في عامة النسخ كنسختنَا مهمل غير منسوب، إلا في نسخة ابن السكن، فقد نسبه: محمد بن سلام.
والبخاري قد حدث عن سريج بدون واسطة في هذا الصحيح (853)، وروى عن سريج بواسطة محمد بن رافع (2502)، فهذا المهمل في هذا الموضع لا يعدو أن يكون ابن رافع، والله أعلم.
قَالَ ابن خلفون: الأشبه في هذا أن يحمل على ما بينه البخاري في عمرة القضاء، فنقول: إنه محمد بن رافع النيسابوري لأن هذه الأحاديث الثلاثة من نسخة واحدة (المعلم: ص533).

يقصد بالنسخة: رواية سريج عن فليح عن نافع .. ، والله أعلم.

(1/313)


وَخَرَّجَهُ في: باب الصّلاةِ بَينَ السّوَارِي في غَيرِ حَاجَةٍ (504، 505)، وباب مَا جَاءَ في التَّطَوّعِ مَثْنًى مَثْنًى (1167)، وفِي بَابِ الرِّدفِ عَلَى الحمَارِ (2988)، وبابِ الغَلْق وَالأبوابِ لِلكَعْبَةِ (468)، وفي حجَّةِ الوَدَاعِ (4400).

بَاب التَّوَجُّهِ نَحْوَ الْقِبْلَةِ حَيْثُ كَانَ
[211]- (398) نَا إِسْحَقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نَا عَبْدُالرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ.
حَ، (3352) نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ.
حَ, (4288) نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا (1) فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا مِنْ الأَزْلاَمِ، فَقَالَ: «قَاتَلَهُمْ الله لَقَدْ عَلِمُوا مَا اسْتَقْسَمَا بِهَا قَطُّ».
وقَالَ مَعْمَرٌ: «وَاللهِ إِنْ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلاَمِ قَطُّ».
قَالَ عَبْدُالصَّمَدِ: ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ وَخَرَجَ ولَمْ يُصَلِّ فِيهِ.
زَادَ عَطَاءٌ: حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ، وقَالَ: «هَذِهِ الْقِبْلَةُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب من كَبّر في نَواحِي الكَعْبةِ (1601)، وفي قَوْله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} مُختصَرًا (3351, 3352)، وفِي بَابِ أينَ رَكَزَ النّبي صَلَّى الله
_________
(1) في الصحيح زيادة: فأخرجت.

(1/314)


عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرّايَةَ يَومَ الفَتْحِ مُطوّلا (4288)، وفِي بَابِ غَزْوةِ الفَتْح (1)، وفِي بَابِ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (398).

[212]- (399) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ رَجَاءٍ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، حَ، وَ (40) نَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: نَا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ مِنْ الأَنْصَارِ، أَوْ قَالَ: على أَخْوَالِهِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ.
قَالَ إِسْرَائِيلُ: فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ, وَهُمْ الْيَهُودُ،: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ} الآية إلى {مُسْتَقِيمٍ}.
وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلاَهَا صَلاَةَ الْعَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ الرَجُل مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ في صَلاَةِ الْعَصْرِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ.
وَكَانَتْ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ.
وأَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ، وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
_________
(1) هذا تكرار إنما هو موضع واحد.

(1/315)


وَخَرَّجَهُ في: باب الصَّلاةِ مِن الإيمَانِ (40) (1)
, وفي باب قَبُولِ خَبَر الوَاحِدِ (7251) (7252)، وفي التَّفسِيرِ في بَاب {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} (4486)، وفي باب مَا جَاءِ في القِبلَةِ وَمَنْ لَم يَر الإعَادَةَ عَلى مَنْ سَهَا فَصَلّى إلى غَيْر القِبْلَةِ (403) , وفي التَّفْسِير فِي بَابِ قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا} الآية (4488) , وباب قولِهِ {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ} (4490) الآية، وباب قوله {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} (4491) , وباب قوله {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية (4493) , وباب قولِهِ {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (4494).

[213]- (400) قَالَ البُخَارِيُّ: نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نَا هِشَامٌ، قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْفَرِيضَةَ نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.

بَاب حَكِّ الْبُزَاقِ بِالْيَدِ مِنْ الْمَسْجِدِ
[214]- (405) خ نَا قُتَيْبَةُ قَالَ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ.
_________
(1) في هذا الموضع أخرج حديث البراء، وفِي كِتَابِ التفسير في موضعين (4486) باب قوله تعالى (سيقول السفهاء) الآيَة، و (4492) باب قوله (ولكل وجهة).

وأما هذه المواضع التي أحال إليها فهي من حديث ابن عمر في قصة شبيهة بذلك، فروى من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ - وَهُوَ مَدَارُهُ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.

(1/316)


[215]- خ وَ (ح416) نَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.

[216]- وَ (408، 409) نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَاهُ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي جِدَارِ الْمَسْجِدِ، زَادَ أَنَسٌ: فِي الْقِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ فَقَامَ.
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ: فَتَنَاوَلَ حَصَاةً فَحَتَّهَا (1).
وقَالَ أَنَسٌ: فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ, وْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَلاَ يَبْصُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ».
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: «وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يمينه مَلَكًا - لْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ»، زَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ: «الْيُسْرَى فَيَدْفِنهَا».
قَالَ أنس: ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: «أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا».
وَخَرَّجَهُ في: باب حكِّ المخَاطِ بِالحصْبَاءِ مِنْ المسْجِدِ (405)، وفِي بَابِ لاَ يَبْصُقُ عَنْ يَمِينهِ في الصَّلاةِ (410 - 412) وفِي بَابِ لِيبصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أوْ تَحْت قَدَمِه اليُسْرَى (413, 414)، وفِي بَابِ دَفْن النُّخَامَة في المسْجِدِ (416) , وفِي بَابِ إذا بَدَرَه البُصَاقُ فَليَأخُذْ بِطَرفَ ثَوْبِهِ (417)، وفِي بَابِ مَا يَجوزُ مِن النَّفْخِ والبَصْقِ
_________
(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح: فحكها.

(1/317)


في الصَّلاةِ (1214) وفِي بَابِ هَلْ يَلتَفِتُ لأمرٍ يَنْزلُ بِهِ أو يَرَى شَيْئًا (753) (1)، وفِي بَابِ المصَلّي يُنَاجِي رَبَّه (531).

بَابُ كَفَّارَةِ الْبُصَاقِ فِي الْمَسْجِدِ
[217]- (415) خ نَا آدَمُ، نَا شُعْبَةُ، نَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا».
بَاب عِظَةِ الْإِمَامِ النَّاسَ فِي إِتْمَامِ الصَّلاَةِ وَذِكْرِ الْقِبْلَةِ

[218]- (419) خ نَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نَا فُلَيْحٌ (2).

[219]- (714) خ نَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: نَا مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَ، نَا (742) مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى لَنَا يَوْمًا الصَلاَةَ، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ, فَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ.
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: «هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا، فَوَالله مَا يَخْفَى عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلاَ خُشُوعُكُمْ».
_________
(1) أخرج فيه حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيْ النَّاسِ فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلاَ يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلاَةِ" أخرجه في مواضع (ح406، 753، 1213، 6111) ولم يسق المهلب إسناده لخلوه من الزوائد.
(2) يرويه فليح عن هلال بن علي عن أنس، سيكمل إسناده في آخر الحديث.

(1/318)


قَالَ أَنَسٌ عَنْهُ: «أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَوَالله إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي»، وقَالَ فُلَيْحٌ: «مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي كَمَا أَرَاكُمْ».
زَادَ أَنَسٌ (1): «إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ».

[220]- زَادَ (6468) مُحَمَّدٌ (2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِلالٍ، عنْ أَنَسٍ، عَنْهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ: «قَدْ أُرِيتُ الْآنَ مُذْ صَلَّيْتُ لَكُمْ الصَّلاَةَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قُبُلِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».
وَخَرَّجَهُ في: باب الخشُوعِ في الصَّلاةِ (741, 742) وفِي بَابِ القَصْدُ والمدَاوَمَة عَلى العَمَلِ (6468) , وفِي بَابِ رَفْعُ البَصَرِ إلى الإمَامِ في الصَّلاةِ (749)، وفِي بَابِ مَنْ صَلَّى وَقُدَّامُه تَنّور أو نَار (341) (3).

بَاب الصَّلاَةِ فِي الْبِيعَةِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ عُمَرُ: إِنَا لاَ نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ مِنْ أَجْلِ التَّمَاثِيلِ الَّتِي فِيهَا والصُّوَرُ.
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي فِي الْبِيعَةِ إِلاَ بِيعَةً فِيهَا تَمَاثِيلُ.
بَابٌ مَعْنَاهُ (4) لا يُتَّخَذُ قَبْرُهُ مَسْجِدًا

[221]- (1330) خ نَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ هِلاَلٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
_________
(1) كان في الأصل: أَبُوهريرة، وهو خطأ من الناسخ الزيادة لأنس في الموضعين.
(2) هو محمد بن فليح.
(3) علقه البخاري هنا، قَالَ: قَالَ الْزُهْرِيّ عن انس.
(4) إنما قَالَ كذلك لأن البخاري، قَالَ باب، ولم يسمه.

(1/319)


[222]- وَ (435) نَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ الله عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ أُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا» (1).
قَالَ عُرْوَةُ عَنْهَا: وَلَوْلاَ ذَلِكَ لأُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.
وَخَرَّجَهُ في: باب مَا ذُكِرَ عنْ بَنِي إسْرائِيلَ (3453)، وفِي بَابِ مَا يُكرهُ مِنْ اتِّخَاذِ المسَاجِدِ عَلَى القُبُورِ (1330).

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا»
[223]- (438) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا سَيَّارٌ أَبُوالْحَكَمِ، قَالَ: نَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ، قَالَ: نَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي؛ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ (2)، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ».
وَخَرَّجَهُ في: كتابِ التَّيَمُّم (335)، وفِي بَابِ أُحِلَّتْ لي الغَنائِمُ (3122).
_________
(1) هكذا في الأصل: أحذر، أي أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم، والمشهور: يحذر، والله أعلم.
(2) قال ابن بطال: قال المهلب قوله: نصرت بالرعب، هو شيء خصه الله وفضله به، لم يؤته أحدًا غيره ورأينا ذلك عيانًا، أخبرنا أَبُومحمد الأصيلى قال: افتتحنا برشلونة مع ابن أبى عامر، ثم صح عندنا بعد ذلك عمن أتى من القسطنطينية أنه لما اتصل بأهلها افتتاحنا برشلونة بلغ بهم الرعب إلى أن غلقوا أبواب القسطنطينية ساعة بلوغهم الخبر بها نهارًا، وصاروا على سورها وهى على أكثر من شهرين أهـ.

(1/320)


بَاب نَوْمِ الْمَرْأَةِ فِي الْمَسْجِدِ
[224]- (835) خ نَا فروة بن أبِي المَغْرَاء، قَالَ: نَا عَليُ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشَامٍ.
وَ (439) نَا عُبَيْدُ (1) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نَا أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ (بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ) (2)، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ وَلِيدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَيٍّ مِنْ الْعَرَبِ فَأَعْتَقُوهَا، فَكَانَتْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ - وقَالَ عَلِيٌّ: جُوَيْرِيةً لِبَعْضِ أَهْلِي - وعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أُدْمٍ , قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: أَحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ، قَالَتْ: فَوَضَعَتْهُ، أَوْ وَقَعَ مِنْهَا، فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ وَهُوَ مُلْقًى فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا، فَخَطِفَتْهُ، قَالَتْ: فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَتْ: فَاتَّهَمُونِي بِهِ، قَالَتْ: فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَني، - قَالَ عَلِيٌّ: فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغُوا مِنْ أَمْرِهِمْ أَنَّهُمْ طَلَبُوهُ -, قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلَهَا، قَالَتْ: وَالله إِنِّي لَقَائِمَةٌ مَعَهُمْ، قَالَ عَلِيٌّ: وَأنَا فِي كَرْبِي، إِذْ أقبلت الْحُدَيَّاةُ حَتَّى وَازَتْ بِرُؤُوسِنَا، ثم أَلْقَتْهُ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لهم: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ.
قَالَتْ: فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَتْ: فَكَانَ لَهَا خِبَاءٌ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ حِفْشٌ، قَالَتْ: فَكَانَتْ تَأْتِينِي فَتَحَدَّثُ عِنْدِي، فَلاَ تَجْلِسُ عِنْدِي مَجْلِسًا إِلاَ قَالَتْ:
وَيَوْمَ الْوِشَاحِ مِنْ تعَاجِيبِ رَبِّنَا أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهَا مَا شَأْنُكِ لاَ تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَدًا إِلاَ قُلْتِ هَذَا؟ قَالَتْ: فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ.
_________
(1) في الأصل: عبيد الله بن إسماعيل.
(2) سقط من الأصل.

(1/321)


وَخَرَّجَهُ في: باب أيامِ الجاهِلِيّة (3835).

بَاب نَوْمِ الرجل فِي الْمَسْجِدِ
[225]- (441) خ نَا قُتَيْبَةُ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهَا، جَاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبَيْتِ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: «أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟»، فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ: «انْظُرْ أَيْنَ هُوَ»، فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ: «قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ».
وَخَرَّجَهُ في: باب القَائِلَةِ في المسْجِدِ (6280).
وقَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي بَكْرٍ (1): كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ فُقَرَاءَ.

[226]- (440) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ الله، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الله: أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ وَهُوَ شَابٌّ أَعْزَبُ لاَ أَهْلَ لَهُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وخرّجَهُ مُطولًا فِي كِتَابِ التَّعْبيرِ وفِي بَابِِ الأَمْنِ وَذَهَابِ الرَّوعِ في المنامِ (7028).
_________
(1) في الأصل: بن أبِي بكرة.

(1/322)


[227]- (442) خ وَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، إِمَّا إِزَارٌ، وَإِمَّا كِسَاءٌ، قَدْ رَبَطُوا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ، فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَرَاهَةَ أَنْ تُرَى عَوْرَتُهُ.

بَاب «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ»
[228]- (444) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ (1)، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب مَا جَاءَ في التَّطَوّعِ مَثْنًى مَثْنًى (1163).

بَاب بُنْيَانِ الْمَسْجِدِ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ مَسْجِدٍ، وَقَالَ: أَكِنَّ النَّاسَ مِنْ الْمَطَرِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ وْ تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ النَّاسَ.
وَقَالَ أَنَسٌ: يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ثُمَّ لاَ يَعْمُرُونَهَا إِلاَ قَلِيلًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

[229]- (446) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، قَالَ: نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: نَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ
_________
(1) في الأصل: بن دينار، وهو تصحيف والصحيح المثبت، يوافق ما في الموطأ.

(1/323)


الْجَرِيدُ، وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُوبَكْرٍ شَيْئًا، وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ، وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانِهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ، وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ، فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً، وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ، وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، وَسَقَفَهُ بِالسَّاجِ.

بَاب التَّعَاوُنِ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ
وقوله عَزَّ وَجَلَّ {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} إلَى قَوْلِهِ {الْمُهْتَدِينَ}.

[230]- (447) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ، نَا خَالِدٌ.
وَ (2812) نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنَا عَبْدُالوَهَّابِ، نَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ لِي وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ - قَالَ عَبْدُالوَهَّابِ: وَأَخُوهُ فِي حَائِطٍ لَهُمَا يَسْقِيَانِهِ، فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ - قَالَ مُسَدَّدٌ: فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْر بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: كُنَا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَضَ التُّرَابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: «وَيْحَ عَمَّارٍ (1)،
يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ»، قَالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِالله مِنْ الْفِتَنِ.
_________
(1) في الصحيح من الطريقين هنا زيادة: (تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ) وليست هذه الزيادة في نسختنا، وفي إثباتها في صحيح البخاري بحث، ملخصه: أن عامة النسخ خلت منها، إلا أنها وردت في رواية ابن السكن وكريمة، وكذا ثبتت في نسخة الصغاني التي ذكر أنه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه.
وهذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع وقال: إن البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود، قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها عمدا.
قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث.
قال الحافظ: ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية، وابن سمية هو عمار وسمية اسم أمه. وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك، ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة، فذكره، فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث.
قلت: الصحيح مشحون برواية الصحابة بعضهم عن بعض، بل وبمراسيلهم، ويظهر لي في ترك البخاري هذه اللفظة احتمالا آخر، وهو أنه تعمد تركها صيانة لجانب الصحاب من أن يمس بسوء، فقد كان من مذهبه عدم الخوض فيما شجر بين الصحابة، والكف عن ذلك، فتركها كي لا يضعها من رواها في غير موضعها، فيشنع بها على الصحابة، فإن في جيش معاوية - كما لا يخفى - جمع من الصحابة، الأمر الذي جعل بعض الشراح يتكلف في تأويلها، فزعم بعضهم أن المراد حروبه مع علي ضد الخوارج، وزعم آخرون أن المراد بالذين يدعونه إلى النار هم كفار قريش، إلى مزاعم أخرى ضعيفة.

وتأويلها: أنهم يدعونه الى الجنة فيما يظنون أنه حق، إذ أنهم أخطأوا في اجتهادهم، ووفق الله عمارا فأصاب الحق في هذه المسألة، فلو تابعهم على دعواهم وقاتل معهم مع اعتقاده أنهم على الباطل كان في إجابتهم الوقوع في النار، بالنسبة له، هذا هو معنى هذه اللفظة، ثم انظر إلى فقه البخاري وورعه، وصيانته لجانب الصحب الكرام من أن يظن به السوء، وهو الذي روى في كتاب العلم ما يجوز من كتمان بعض العلم خشية الفتنة، فرضي الله عن الصحابة أجمعين، ورحمهم، ونفعنا بعلومهم، وجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

(1/324)


وَخَرَّجَهُ في: باب مسح الغبار عن الناس في سبيل (الله) (2812).

بَاب مَنْ بَنَى مَسْجِدًا
[231]- (450) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ الله الْخَوْلاَنِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ

(1/325)


النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا» قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله بَنَى الله لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ».

بَاب يَأْخُذُ بِنُصُولِ النَّبْلِ إِذَا مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ
[232]- (7075) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، نَا أَبُوأُسَامَةَ، عن بُرَيدٍ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي سُوقِنَا، أَوْ فِي مَسْجِدِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا» , أو قَالَ: «فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ، أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنْهَا بِشَيْءٍ».
وَخَرَّجَهُ في: باب مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَا (7075)، وفِي بَابِ المرورِ في المسْجِدِ (452).

بَاب الشِّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ
[233]- (3212) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، نَا الْزُهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: مَرَّ عُمَرُ فِي الْمَسْجِدِ وَحَسَّانُ يُنْشِدُ، فَقَالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِالله، أَسَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَجِبْ عَنِّي اللهمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» قَالَ: نَعَمْ.
وَخَرَّجَهُ في: باب ذِكْرِ الْمَلاَئِكَةِ (3212)، وفِي بَابِ هِجَاء المشْرِكِينَ (6152).

(1/326)


بَاب التَّقَاضِي وَالْمُلاَزَمَةِ فِي الْمَسْجِدِ
[234]- (2706) خ نَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: نَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الأَعْرَجِ، حَدَّثَنِي عَبْدُالله بْنُ كَعْبٍ.
حَ، وَ (457) نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبٍ: أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، حَتَّى سَمِعَهُمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى: «يَا كَعْبُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا»، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَيْ الشَّطْرَ، قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «قُمْ فَاقْضِهِ».
زَادَ الأَعْرَجُ: فَأَخَذَ النِّصْفَ وَتَرَكَ النِّصْفَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب هَلْ يُشيرُ الإمامُ بِالصُّلحِ (2706)، وفِي بَابِ الصُّلح بِالدَّين وَالعَيْن (2710)، وَخَرَّجَهُ في: المدْيَانِ باب كَلام الخصُومِ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ (2418).

بَاب الأَسِيرِ أَوْ الْغَرِيمِ يُرْبَطُ فِي الْمَسْجِدِ
[235]- (461) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، فَأَمْكَنَنِي الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُو

(1/327)


اوَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي».
قَالَ رَوْحٌ: «فَرَدَّهُ خَاسِئًا».
وَخَرَّجَهُ في: تفسير ص باب رب هب لي ملكًا، الآية (1) (4808)، وفي بَدءِ الخلْقِ (3284)، وفي الأنْبِياءِ قَوله {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ} (3423) (2)، وفِي بَابِ وَفْدِ بَني حَنِيفَة (؟) (3) , وفِي بَابِ مَا يَجوزُ مِن العَمَلِ في الصَّلاةِ (1210)، وبَابِ صِفة إِبليسَ وَجُنُودِهِ (3284)، وفِي بَابِ {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (3423).

بَاب إِدْخَالِ الْبَعِيرِ فِي الْمَسْجِدِ لِعِلَّةٍ
قَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طَافَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرٍ.

[236]- (1619) خ نَا إِسْمَاعِيلُ، أخبرنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَشْتَكِي، قَالَ: «طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ»، فَطُفْتُ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذٍ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ، يَقْرَأُ {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}.
وَخَرَّجَهُ في: باب المرِيض يَطُوفُ رَاكبًا (1633)، وفي تَفْسيرِ سُورَةِ الطُّورِ (4853).
_________
(1) الآية: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
(2) في الباب الذي يليه بحسب النسخة المطبوعة.
(3) إنما أخرج هناك قصة ربط ثمامة بن أثال بسارية المسجد (4372)، وسيذكره المهلب وهو الحديث رقم: 2465.

(1/328)


بَاب الْخَوْخَةِ وَالْمَمَرِّ فِي الْمَسْجِدِ
[237]- (467) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ.

[238]- خ وَ (3654) نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ،، نَا أَبُوعَامِرٍ، نَا فُلَيْحٍ.
ح, وَ (466) نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، نَا فُلَيْحٌ، نَا سَالمٌ أَبُوالنَّضْرِ (1)، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ.
وَ (3904) نَا إِسْمَاعِيلُ، نَا مَالِكٌ، عَنْ أبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ» , قَالَ مَالِكٌ: «أنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَمَا عِنْدَهُ» , قَالَ بُسْرٌ: «فَاخْتَارَ ذَلِكَ العَبْدُ مَا عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ».
قَالَ: فَبَكَى أَبُوبَكْرٍ، قَالَ مَالِكٌ: وقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ، قَالَ عُبَيْدٌ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ، زَادَ بُسْرٌ: أنْ يُخْبِرَ رَسُولُ
_________
(1) قد رواه البخاري من طريقين عن فليح عن أبِي النضر سالم، أما الأولى (466) فزَادَ فيه محمد بن سنان عن عبيد بن حنين، وأما الثانية (3654) فلم يقل عبد الله بن محمد عن أبِي عامر عنه هذه الزيادة، والذي ذكره المهلب في الطريقين من غير ذكر عبيد بن حنين في حديث فليح، وذكره في حديث مالك بدل بسر بن أبِي سعيد.

(1/329)


الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يَكُونَ (1) الله (خَيَّرَ) عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ الله.
فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْعَبْدَ - زَادَ بُسْرٌ: الْمُخَيَّرَ -, وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ أَعْلَمَنَا, فقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ لاَ تَبْكِ, إِنَّ أمنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صحبته وَمَالِهِ أَبُوبكْرِ, وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أمتي خَلِيلًا لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أخوة الْإِسْلاَمِ ومودته».
وقَالَ يَعْلَى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «خُلَّةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ إلا خَوْخَةِ أبِي بَكْرٍ».
وقَالَ عُبَيْدٌ: «لاَ يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلاَّ سُدَّ إِلاَّ بَابُ أبِي بَكْرٍ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قولِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُدُّوا الأَبْوَابَ إِلا بَابَ أبِي بَكْرٍ» (3654)، وفِي بَابِِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا» (3656)، وباب هِجْرَةُ النّبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ إِلى المدِينَة (3904).
_________
(1) هكذا ثبت في الأصل، وذكر القاضي أن الذي للأصيلي: إن يكن الله خير عبدا، بكسر الهمزة، قال ابن سراج: صواب رواية الأصيلي: أن يكون، بفتح الهمزة وحذف الواو طلبا للتخفيف أهـ (المشارق 1/ 71).

(1/330)


بَاب الْحِلَقِ وَالْجُلُوسِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ
[239]- (473) (1) خ نَا أَبُوالنُّعْمَانِ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلاَةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: «مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ مَا صَلَّيْتَ».
_________
(1) وقع للناسخ غلط هنَا فنقل إسناد الحديث اللاحق إلى هذا الموضع ثم تنبه فأعاده في موضعه، وضبب عليه هنا.

(1/331)