المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 8 - كِتَابُ الصَّلاةِ الثَّالِثِ
بَاب قَوْلِ الرَّجُلِ فَاتَتْنَا الصَّلاَةُ
وَكَرِهَ ابْنُ سِيرِينَ أَنْ يَقُولَ فَاتَتْنَا
الصَّلاَةُ، وَ (لَكِنْ لِيَقُلْ) (1) لَمْ نُدْرِكْ،
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَصَحُّ.
[314]- (637) خ نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا
هِشَامٌ, وَ (635) حَدَّثَنَا أَبُونُعَيْمٍ، نَا
شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى - مَدَارُهُ -, عَنْ عَبْدِ الله
بْنِ أبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا
نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ (2) رِجَالٍ فَلَمَّا
صَلَّى، قَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ»، قَالَوا: اسْتَعْجَلْنَا
إِلَى الصَّلاَةِ، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلُوا، إِذَا
أُقِيمَتْ الصَّلاَةُ (3) فَلاَ تَقُومُوا حَتَّى
تَرَوْنِي».
[315]- خ (634) وَنَا آدَمُ، نَا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، نَا
الْزُهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وعَنْ أبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ
الصَّلاَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ وَعَلَيْكُمْ
السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ، وَلاَ تُسْرِعُوا، ومَا
أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا».
_________
(1) سقط من الأصل.
(2) هامش الأصل: أصواتًا مختلفة.
(3) هكذا وقع الحديث في الأصل، وأظن أنه انتقل نظر الناسخ،
إذ أن فيه تخليطا لم يعهد على المهلب، وتصحيحه على منهج
المهلب هكذا:
قَالَ: "مَا شَأْنُكُمْ" قَالَوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى
الصَّلاَةِ، قَالَ: "فَلاَ تَفْعَلُوا، إِذَا أَتَيْتُمْ
الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَمَا
أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا".
وقَالَ مُسْلِمٌ: " إذا أقيمت الصلاة فَلاَ تَقُومُوا
حَتَّى تَرَوْنِي".
(1/371)
وَخَرَّجَهُ في: بابِ مَا أَدْرَكْتُم
فَصَلَّوا وَمَا فَاتَكُم فَأتِمّوا (636)، وفِي بَابِ
مَتَى يَقُومُ النَّاسُ إذَا رَأَوْا الإمَامَ عِندَ
الإقَامَةِ (637)، وفِي بَابِ لا يَسْعَى إلى الصَّلاةِ،
الباب (636)، وبابِ الْمَشْي إلى الجمُعَةِ (908, 909).
بَاب الْإِمَامِ تَعْرِضُ لَهُ الْحَاجَةُ بَعْدَ
الْإِقَامَةِ
[316]- (6292) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بن صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتْ
الصَّلاَةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ
أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.
وَخَرَّجَهُ في: باب طُول النَّجْوَى (6292)، وفِي بَابِ
الكَلامِ إذَا أُقِيمتْ الصَّلاة (643).
بَاب وُجُوبِ صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ
[317]- (644) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ.
حَ و (2420) نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا مُحَمَّدُ
بْنُ أبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ.
حَ وَ (657) نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا أَبِي، نَا
الأَعْمَشُ، عن أبِي صَالِحٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَيْسَ صَلاَةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنْ صلاة
الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ لاَ يُطِيقُونَهُمَا، وَلَوْ
يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا».
(1/372)
قَالَ مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ
بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ
فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ
النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى» , زَادَ حُمَيْدٌ:
«مَنَازِلَ قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ».
«فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ»، قَالَ مَالِكٌ: «بُيُوتَهُمْ».
وقَالَ الأَعْمَشُ عَنْ أبِي صَالِحٍ: «ثُمَّ آخُذَ
شُعَلًا مِنْ النَارِ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لاَ يَخْرُجُ
إِلَى الصَّلاَةِ (يَقْدِرُ) (1)».
زَادَ مَالِكٌ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ
أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينَا أَوْ
مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب فَضلِ صَلاةِ العَشاءِ في الجَمَاعَةِ
(657)، وبَاب إِخْرَاجِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْخُصُومِ
مِنْ الْبُيُوتِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ (2420, 7224) ,
قَالَ فيه: وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أبِي بَكْرٍ
حِينَ نَاحَتْ.
بَاب فَضْلِ الْجَمَاعَةِ
[318]- (3229) خ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، نَا أَبِي، عَنْ هِلاَلِ بْنِ
عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي عَمْرَةَ،
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
حَ (2119)، نَا قُتَيْبَةُ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ الأَعْمَشِ،
- مَدَارُهُ -, حَ، وَ (477) نَا مُسَدَّدٌ، نَا
أَبُومُعَاوِيَةَ، عَنْهُ، وَ (647) نَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، نا الأَعْمَشُ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ
تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ».
_________
(1) هكذا في الأصل، وفي الصحيح: بَعْدُ.
(1/373)
قَالَ أَبُومُعَاوِيَةَ: «خَمْسًا
وَعِشْرِينَ درجة» , وقَالَ عَبْدُالوَاحِدِ: «خَمْسة
وَعِشْرِينَ ضِعْفًا».
«وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَ
الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَ رُفِعَتْ لَهُ
بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ».
قَالَ جرير: «أَوْ حُطَّ».
زَادَ أَبُومعاوية: «حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ».
وقَالَ عَبْدُالوَاحِدِ: «فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ
الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي
مُصَلاَهُ، اللهمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللهمَّ ارْحَمْهُ،
وَلاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتْ
الْصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ».
زَادَ جَرِيرٌ: «مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ
فِيهِ».
وقَالَ ابنْ أبِي عَمْرَةَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: «مَا
لَمْ يَقُمْ مِنْ صَلاَتِهِ أَوْ يُحْدِثْ».
وَخَرَّجَهُ في: باب مَنْ لم يَر الوضُوءَ إِلا مِنْ
المخْرَجَيْن القُبُلِ والدُّبُرِ (176)، وفي الحَدَثِ في
المسْجِدِ (445)، وباب ذِكْرِ الْمَلاَئِكَةِ (3229).
[319]- (645) خ وَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ،
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ
وَعِشْرِينَ دَرَجَةً».
[320]- (646) وَفِيهِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ: «خَمْسًا
وَعِشْرِينَ».
[321]- (648) وَنَا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، عنْ أبِي سَلَمَةَ، وابْنِ الْمُسَيَّبِ، عن
أبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَفْضُلُ صَلاَةُ الْجَمِيعِ
صَلاَةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ
جُزْءًا، وَتَجْتَمِعُ
(1/374)
مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ
النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ»، ثُمَّ يَقُولُ
أَبُوهُرَيْرَةَ: واقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {إِنَّ قُرْآنَ
الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.
وَخَرَّجَهُ في: التفسير لقوله {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا} (4717)، وفِي بَابِ الصَّلاةِ في
مَسَاجِد السُّوقِ (477)، وباب مَا ذُكِرَ في الأسْوَاقِ
(3229).
[322]- (650) خ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا أَبِي، نَا
الأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، قَالَ: سَمِعْتُ
أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ
أَبُوالدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ: مَا
أَغْضَبَكَ؟ فَقَالَ: وَالله مَا أَعْرِفُ مِنْ (أُمَّةِ)
مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (شَيْئًا) (1)
إِلاَ أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا.
[323]- (651) خ وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، نَا
أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ
أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْظَمُ النَّاسِ
أَجْرًا فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ
مَمْشًى، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى
يُصَلِّيَهَا مَعَ الْإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ
الَّذِي يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب فَضلِ الفَجْرِ في الجَمَاعَةِ (651).
بَاب احْتِسَابِ الْآثَارِ
[324]- (1887) خ نَا محمد بنُ سَلاَمٍ، نَا الْفَزَارِيُّ،
عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ: أَرَادَ بَنُو
سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ،
فَكَرِهَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ تُعْرَى الْمَدِينَةُ، وَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ
أَلاَ تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ» فَأَقَامُوا.
(655, 656) قَالَ مُجَاهِدٌ: خُطَاهُمْ آثار المشي فِي
الأَرْضِ بِأَرْجُلِهِمْ.
وَخَرَّجَهُ في: باب كَرَاهَة أنْ تُعَرَّى المدِينَة
(1887).
_________
(1) سقط ما بين القوسين من الأصل في الموضعين.
(1/375)
بَاب مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ
يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ وَفَضْلِ الْمَسَاجِدِ
[325]- (6806) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُاللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ
عُمَرَ، وَ (660) نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَ (1423)
مُسَدَّدٌ - لَفْظُهُ -، نَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ الله
- مَدَارُهُ -، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله فِي ظِلِّهِ
يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَ ظِلُّهُ, الْإِمَامُ الْعَادِلُ،
وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طاعة الله، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ
مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي
الله اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ
طَلَبَتْهُ (1) ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي
أَخَافُ الله رب العالمين, وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى
حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ،
وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب الصَّدَقةِ باليَمِين (1423)، وكتَابِ
عَيْشِ النَّبِي, بَاب البُكَاءِ مِن خَشْيَة الله
مُختصَرًا (6479)، وفِي بَابِ فَضْل مَنْ تَركَ
الفَوَاحِشَ (6806).
وقَالَ فِيهِ عُبَيْدُ الله: دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ
مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا.
بابُ فَضْلِ مَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ
[326]- (662) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ المُطَرِّفِ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ
وَرَاحَ أَعَدَّ الله نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا
غَدَا أَوْ رَاحَ».
_________
(1) هكذا في الأصل، وفي الصحيح: امرأة ذات منصب ..
(1/376)
بَاب إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلاَةُ فَلاَ
صَلاَةَ إِلاَ الْمَكْتُوبَةَ
[327]- (663) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله،
نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصِ
بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَالِكٍ ابْنِ
بُحَيْنَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ وَقَدْ أُقِيمَتْ الصَّلاَةُ يُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَثَ بِهِ النَّاسُ، فَقَالَ
لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الصُّبْحَ أَرْبَعًا الصُّبْحَ أَرْبَعًا».
بَاب حَدِّ الْمَرِيضِ أَنْ يَشْهَدَ الْجَمَاعَةَ
[328]- (679) خ نَا عَبْدُاللهِ بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ.
و (713) نَا قُتَيْبَةُ، نَا أَبُومُعَاوِيَةَ، عَنْ
الأَعْمَشِ، وَ (664) نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ
غِيَاثٍ، نَا أَبِي، نَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ الأَسْوَدِ: كُنَا عِنْدَ عَائِشَةَ فَذَكَرْنَا
الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلاَةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا،
قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتْ
الصَّلاَةُ، فَأُذِّنَ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ».
[329]- وَ (4442) نَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، نَا
اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي
عُبَيْدُالله، وَ (2588) نَا إِبْرِاهِيمُ بْنُ مُوسَى،
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، وَ (687) نَا أحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا
زَائِدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أبِي عَائِشَةَ، عَنْ
عُبَيْدِ الله بِنْ عَبْدِاللهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى
عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: أَلاَ تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ:
بَلَى، ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» قُلْنَا: لاَ، هُمْ
يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي
الْمِخْضَبِ»، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ
لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ:
«أَصَلَّى النَّاسُ؟» , قُلْنَا: لاَ، هُمْ
يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «ضَعُوا لِي
مَاءً فِي
(1/377)
الْمِخْضَبِ»، قَالَتْ: فَاغْتَسَلَ ثُمَّ
ذَهَبَ لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ،
فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟»، قُلْنَا: لاَ، هُمْ
يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ الله (1)، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ
فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلاَةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ.
قَالَ مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ: فقَالَ: «مُرُوا أَبَا
بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ».
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا
قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ
الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ.
قَالَ الأَسْوَدُ: وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ
الثَّالِثَةَ.
وقَالَ مَالِكٌ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ:
قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ
لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ
فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُنَّ
لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ
فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ»، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ:
مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.
قَالَ عُبَيْدُ الله عَنْهَا: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أبِي بَكْرٍ
يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ
أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ وَكَانَ
رَجُلًا رَقِيقًا: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ
لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَصَلَّى
أَبُوبَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ
خِفَّةً فَخَرَجَ بِرَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ.
_________
(1) هنَا في الصحيح زيادة: فَقَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً
فِي الْمِخْضَبِ" فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ
لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: "
أَصَلَّى النَّاسُ؟ "، فَقُلْنَا: لاَ هُمْ
يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
(1/378)
قَالَ الْزُهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ الله:
تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ, لِصَلاَةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو
بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَلَمَّا رَآهُ أَبُوبَكْرٍ
ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ لاَ يَتَأَخَّرَ،
قَالَ: «أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِ أبِي بَكْرٍ».
قَالَ أَبُومُعَاوِيَةَ، عَنْ الأَعْمَشِ: فَجَاءَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى جَلَسَ
عَنْ يَسَارِ أبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُوبَكْرٍ
يُصَلِّي وهو قائم، يقتدي بِصَلاَةِ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يقتدون بِصَلاَةِ
أبِي بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَاعِدٌ.
[330]- قَالَ عُبَيْدُ الله: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الله
بْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلاَ أَعْرِضُ عَلَيْكَ
مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رسول الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هَاتِ، فَعَرَضْتُ
عَلَيْهِ حَدِيثَهَا، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا،
غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي
كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: هُوَ
عَلِيُّ.
(4445) قَالَ عُقَيْلٌ: قَالَ الْزُهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي
عُبَيْدُ الله: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَاجَعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ،
وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلاَ
أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ
بَعْدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا، وَلاَ كُنْتُ
أُرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلاَ
تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ
عَنْ أبِي بَكْرٍ.
وقَالَ البُخَارِيُّ (1): وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْتَمُّوا بِي
وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ».
وخرج الأولَ فِي بَابِ إنَّمَا جُعلَ الإمَامُ لِيؤتَمَّ
بِهِ (687)، وفِي بَابِ مَنْ قَامَ إلى جَنْبِ الإمَامِ
مُختصَرًا (683)، وباب أَهْل العِلمِ وَالفَضلِ أحَقُّ
بِالإمَامةِ (679)، وفِي كِتَابِ الأَنْبياءِ, باب {لَقَدْ
كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} الآية (3384)، وفِي بَابِ
_________
(1) فِي بَابِ الرجل يأتم بالإمام، والحديث الذي بعده رقم
713
(1/379)
مَرَض النَّبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ (4442 - 4445)، وباب الرَّجُل يَأتمّ بِالإمَامِ
وَيَأتَمّ النّاسُ بِالمأمُومِ (713)، وباب مَنْ أَسْمعَ
النَّاسَ تَكْبير الإمَامِ (712)، وبَاب إِذَا بَكَى
الْإِمَامُ فِي الصَّلَاةِ (716).
وقَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ
شَدَّادٍ: سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنَا فِي آخِرِ
الصُّفُوفِ يَقْرَأُ {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي
إِلَى اللَّهِ}.
وفِي بَابِ مَا يُكْرَهُ مِنْ التَّعمّقِ والتَّنازُعِ
والغُلوِّ في الدِّين (7303).
وباب اللَّدُودِ مِن كِتَابِ الطِّبِّ (5714)، لِقَوْلِ
عَائِشَةَ فِيهِ: لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ
يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي, الحديثَ.
(5712) خَ وَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللهِ، نَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ، نَا سُلَيْمَانُ، نَا مُوسَى بْنُ أبِي
عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِاللهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
وباب الغُسل وَالوضُوء مِن المِخْضَبِ، الباب (198)، وباب
هِبة الرَّجُل لامْرَأتِهِ وَالمرأةِ لِزَوْجِها (2588)،
لِقَوْلِ مَعْمَرٍ فِيهِ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ
أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ.
بَاب الرُّخْصَةِ فِي الْمَطَرِ وَالْعِلَّةِ أَنْ
يُصَلِّيَ فِي رَحْلِهِ
[331]- (670) خ نَا آدَمُ، شُعْبَةُ، نَا أَنَسُ بْنُ
سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ
مِنْ الأَنْصَارِ: إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الصَّلاَةَ
مَعَكَ، وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا فَدَعَاهُ إِلَى
مَنْزِلِهِ، فَبَسَطَ لَهُ حَصِيرًا وَنَضَحَ طَرَفَ
الْحَصِيرِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ لِأَنَس: أَكَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي
الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلاَهَا إِلاَ
يَوْمَئِذٍ.
(1/380)
بَاب إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتْ
الصَّلاَةُ
خ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ، وَقَالَ
أَبُوالدَّرْدَاءِ: مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ إِقْبَالُهُ
عَلَى حَاجَتِهِ حَتَّى يُقْبِلَ عَلَى صَلاَتِهِ
وَقَلْبُهُ فَارِغٌ.
[332]- (673) وَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أبِي
أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتْ
الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ وَلاَ يَعْجَلْ
حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ».
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ
الصَّلاَةُ فَلاَ يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ
لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ.
وَخَرَّجَهُ في: كتابِ الأَطْعِمَةِ في مَعْنَى هَذَا
البَابِ نَفْسِه (5464).
بَاب مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ فَأُقِيمَتْ
الصَّلاَةُ
[333]- (6039) خ نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَ (676) آدَمُ -
لَفْظُهُ -, نَا شُعْبَةُ، نَا الْحَكَمُ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ،
مَا كَانَ يَصْنَعُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي
مِهْنَةِ أَهْلِهِ، تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ، فَإِذَا
حَضَرَتْ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب كَيْفَ يَكُونُ الرّجُلُ في أَهْلِهِ
(6039).
بَاب أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ
[334]- (681) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ،
نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ.
[335]- وَنَا (1205) بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ
الله، نا يُونُسُ, وَ (680) نَا أَبُوالْيَمَانِ،
أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَكَانَ تَبِعَ
(1/381)
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي
لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ.
وقَالَ عَبْدُالعَزِيزِ: لَمْ يَخْرُجْ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثًا.
قَالَ الْزُهْرِيُّ: حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ
الِاثْنَيْنِ - قَالَ يُونُسُ عَنْهُ: فِي الْفَجْرِ -
وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ الْحُجْرَةِ
يَنْظُرُ إِلَيْنَا، وَهُوَ قَائِمٌ، كَأَنَّ وَجْهَهُ
وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا
أَنْ نَفْتَتِنَ مِنْ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَكَصَ أَبُوبَكْرٍ
عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ إِلَى
الصَّلاَةِ، فَأَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَيْنَا أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ وَأَرْخَى
السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ.
وقَالَ عَبْدُالْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ: أُقِيمَتْ
الصَّلاَةُ فَذَهَبَ أَبُوبَكْرٍ يَتَقَدَّمُ، فَقَالَ
نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجَابِ
فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نَظَرْنَا مَنْظَرًا كَانَ
أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَضَحَ لَنَا، فَأَوْمَأَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى
أبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجَابَ، فَلَمْ
يُقْدَرْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب هَلْ يَلْتَفِتُ لأمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ
أَو يَرى شَيْئًا (754).
(1/382)
بَاب مَنْ دَخَلَ لِيَؤُمَّ النَّاسَ
فَجَاءَ الْإِمَامُ فَتَأَخَّرَ الأَوَّلُ أَوْ لَمْ
يَتَأَخَّرْ جَازَتْ صَلاَتُهُ
[336]- (1201) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ, وَ
(1234) نَا قُتَيْبَةُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ
عَبْدِالرَّحْمَنِ، عَنْ أبِي حَازِمٍ، وَ (2690) نَا
سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، نَا أَبُوغَسَّانَ، نَا
أَبُوحَازِمٍ، وَ (2693) نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله
(1) , نَا الْأُوَيْسِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،
عَنْ أبِي حَازِمٍ، وَ (7190) نَا أَبُوالنُّعْمَانِ، نَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا أَبُوحَازِمٍ الْمَدَنِيُّ،
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: كانَ بَيْنَ
بَنِي عَمْرِو بْنَ عَوْفٍ, وقَالَ الْأُوَيْسِيُّ: إَنَّ
أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا
بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا بِنَا
لِنُصْلِحْ بَيْنَهُمْ».
قَالَ أَبُوغَسَّانَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتْ الصَّلاَةُ،
وَلَمْ يَأْتِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَذَّنَ بِلاَلٌ بِالصَّلاَةِ، وَلَمْ يَأْتِ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ إِلَى أبِي
بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حُبِسَ، وَقَدْ حَضَرَتْ الصَّلاَةُ، فَهَلْ
لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ،
فَأَقَامَ بلال الصَّلاَةَ فَتَقَدَّمَ أَبُوبَكْرٍ
فَصَلَّى.
زَادَ قُتَيْبَةُ: وَكَبَّرَ النَّاسُ.
_________
(1) سقط ذكر محمد هذا من رواية أبِي أحمد الجرجاني، ومن
نسخة النسفي عن البخاري (المعلم: ص 298)،والأويسي أصلا من
شيوخ البخاري، وما أقرب ذلك من الصواب، وقد يكون محمدًا
هذا هو المخرمي، والله أعلم.
(1/383)
قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: فَجَاءَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ
يَشُقُّهَا شَقًّا حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ،
فَأَخَذَ النَّاسُ بِالتَّصْفِيحِ، قَالَ سَهْلٌ: هَلْ
تَدْرُونَ مَا التَّصْفِيحُ؟ هُوَ التَّصْفِيقُ.
قَالَ أَبُوغَسَّانَ: وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ لاَ يَكَادُ
يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاَةِ حتى أكثروا، فَالْتَفَتَ
فَإِذَا هُوَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَرَاءَهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ يأَمَرَهُ أَنْ
يُصَلِّيَ كَمَا هُوَ، فَرَفَعَ أَبُوبَكْرٍ يَدَيهِ
فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ
الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ فِي الصَّفِّ،
فتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى
النَّاسِ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»، قَالَ
قُتَيْبَةُ: «مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي
صَلاَتكم أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيق، إِنَّمَا التَّصْفِيق
لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ
فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ الله، فَإِنَّهُ لاَ يَسْمَعُهُ
أَحَدٌ إِلاَّ الْتَفَتَ».
وقَالَ حَمَّادٌ: وقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ
إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لاَ تَكُونَ مَضَيْتَ»،
قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِابْنِ أبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ لِلْقَوْمِ: «إِذَا رَابَكُمْ أَمْرٌ
فَلْيُسَبِّحْ الرِّجَالُ وَلْيُصَفِّحْ النِّسَاءُ».
وَخَرَّجَهُ في: بابِ الإصْلاحِ بَيْنَ النَّاس (2690)،
وبابِ قَوْل الإمَامَ لأَصْحَابِه اذْهَب بِنَا نُصْلِح
(2693)، وفِي بَابِ مَا يجوزُ مِن التَّسْبِيحِ وَالحمْدِ
في الصَّلاةِ للرِّجَالِ (1201)، وباب مَرَضِ النَّبي
عَلَيْهِ السَّلاَمُ (؟) (1)، وباب التَّصْفِيق للنِّسَاءِ
وَالتَّسْبيحِ للرِّجَالِ (1204)، وفِي بَابِ رَفعِ
الأيْدي في الصَّلاةِ لأَمْرٍ يَنْزل بِهِ (1218)، وفِي
بَابِ الإشَارَةِ في الصَّلاةِ (1234)، وباب الإمَام يَأتي
قَومًا فَيصْلح بَينَهمْ مِن كِتابِ الأَحْكَامِ (7190).
_________
(1) لم أجده فيه، وفيه إمامة أبِي بكر بالناس في قصة
الوفاة، وقد مر الحديث.
(1/384)
بَاب إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ
لِيُؤْتَمَّ بِهِ
وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ بِالنَّاسِ وَهُوَ
جَالِسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا رَفَعَ قَبْلَ الْإِمَامِ
يَعُودُ فَيَمْكُثُ بِقَدْرِ مَا رَفَعَ ثُمَّ يَتْبَعُ
الْإِمَامَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ فِيمَنْ يَرْكَعُ مَعَ الْإِمَامِ
رَكْعَتَيْنِ وَلاَ يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ: يَسْجُدُ
لِلرَّكْعَةِ الأَخِيرَةِ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ يَقْضِي
الرَّكْعَةَ الْأُولَى بِسُجُودِهَا، وَفِيمَنْ نَسِيَ
سَجْدَةً حَتَّى قَامَ: يَسْجُدُ.
بَاب مَتَى يَسْجُدُ مَنْ خَلْفَه
[337]- (811) خ نَا آدَمُ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ، نَا الْبَرَاءُ
وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ: كُنَا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا قَالَ: «سَمِعَ
الله لِمَنْ حَمِدَهُ»، لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَا ظَهْرَهُ
حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَبْهَتَهُ بالأَرْضِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب السّجُود عَلى سَبْعَةِ أَعظُمٍ
(811)، وفِي بَابِ رَفْع البَصَرِ إِلى الإمَام في
الصَّلاةِ (747).
بَاب إِثْمِ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ
[338]- (691) خ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نَا
شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ, أَوْ: ألاَ
يَخْشَى أَحَدُكُمْ، إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ
الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ الله رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ،
أَوْ يَجْعَلَ الله صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ».
(1/385)
بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى
وَوَلَدِ الْبَغِيِّ وَالأَعْرَابِيِّ وَالْغُلاَمِ
الَّذِي لَمْ يَحْتَلِمْ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَؤُمُّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ
الله»
وَكَانَتْ عَائِشَةُ يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنْ
الْمُصْحَفِ، وَلاَ يُمْنَعُ الْعَبْدُ مِنْ الْجَمَاعَةِ
بِغَيْرِ عِلَّةٍ.
[339]- (692) خ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله، عَنْ نَافِعٍ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَ (7175) نَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ،
نَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ
جُرَيْجٍ، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ
يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ
قُبَاءٍ، فِيهِمْ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ
وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
زَادَ عُبَيْدُاللهِ فقَالَ: قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ
قُرْآنَا (1).
وَخَرَّجَهُ في: باب اسْتِقْضَاءِ الموَالي
وَاستِعْمالِهمْ (7175).
بَاب إِذَا لَمْ يُتِمَّ الْإِمَامُ وَأَتَمَّ مَنْ
خَلْفَهُ
[340]- (694) خ نَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، نَا الْحَسَنُ
بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبِي
_________
(1) ذكر أبِي بكر رضي الله عنه في هذه الرواية وهم، لما
علم من أن أبا بكر كان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في
الهجرة، وقد قال الراوي: قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وقد جرى على لسان الراوي ذكر أبِي بكر من أجر
اقترانه مع عمر في أحاديث كثيرة في فضائلهما مجتمعين، فجرى
على لسانه ذكره دون تمحص، والله أعلم.
(1/386)
هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُصَلُّونَ لَكُمْ،
فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ
وَعَلَيْهِمْ».
بَاب إِمَامَةِ الْمَفْتُونِ وَالْمُبْتَدِعِ
وَقَالَ الْحَسَنُ: صَلِّ وَعَلَيْهِ بِدْعَتُهُ.
وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: قَالَ الْزُهْرِيّ: لاَ نَرَى
أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ الْمُخَنَّثِ إِلاَ مِنْ ضَرُورَةٍ
لاَ بُدَّ مِنْهَا.
[341]- (695) وَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: نَا
الأَوْزَاعِيُّ، نَا الْزُهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ
الخِيَارِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ،
وَنَزَلَ بِكَ مَا نَرَى، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ
فِتْنَةٍ، وَنَتَحَرَّجُ، فَقَالَ: الصَّلاَةُ أَحْسَنُ
مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ
فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ
إِسَاءَتَهُمْ.
بَاب يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ بِحِذَائِهِ سَوَاءً
إِذَا كَانَا اثْنَيْنِ
[342]- (4569، 6215) خ نَا ابْنُ أبِي مَرْيَمَ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي
شَرِيكٌ، عَنْ كُرَيْبٍ.
ح, (5919) نَا قُتَيْبَةُ، نَا هُشَيمٌ، عَنْ أبِي بِشْرٍ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَ (138, 859)، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عن كُرَيْبٍ.
(1/387)
وَ (698) نَا أَحْمَدُ (1)، نَا ابْنُ
وَهْبٍ، نَا عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ،
عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ.
وَ (726) نَا قُتَيْبَةُ، نَا دَاوُدُ، عَنْ عَمْرِوٍ،
عَنْ كُرَيْبٍ.
وَ (183) حَدَّثَنِي إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ،
عَنْ مَخْرَمَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ،
أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ
بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتُهُ،
وَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، فَاضْطَجَعَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ
فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ
بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ يَمْسَحُ
النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ.
زَادَ شَرِيكٌ: فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ.
_________
(1) هكذا في نسخ البخاري: أحمد غير منسوب، فقَالَ الحاكم
أَبُوأحمد الحافظ: هو ابن أخي ابن وهب، بينما قَالَ ابن
منده: هو ابن صالح، ولم يخرج لابن أخي ابن وهب شيئا، ورد
الحاكم أَبُوعبد الله قول شيخه أبِي أحمد، وقَالَ: من
قَالَ إنه ابن أخي ابن وهب فقد وهم، والدليل على ذلك: أن
المشايخ الذين ترك البخاري الرواية عنهم في الجامع، قد روى
عنهم في سائر مصنفاته، كأبي صالح وغيره، وليس له عن ابن
أخي ابن وهب رواية في موضع، فهذا يدل على أنه لم يكتب عنه،
أو كتب عنه ثم ترك الرواية عنه أصلا (المعلم: ص59).
قلت: والدليل على ذلك أنه صرح في روايتنَا هذه بأحمد بن
صالح في مواضع، (406، 791، 1284، 1342، 1365، 2053، 2108،
2167، 2575).
وروى في موضع بواسطة عن أحمد بن صالح نسبه، عن ابن وهب
(1576).
فهذا كله يؤيد ما ذهب إليه أَبُوعبد الله الحاكم رحمه الله
تعالى.
لكن روى البخاري في العيدين باب الحراب والدرق يوم العيد،
حديثا عن احمد عن ابن وهب، فاختلفت فيه النسخ والروايات:
ففي رِوَايَةِ أبِي ذَرٍّ وَابْن عَسَاكِر: حَدَّثَنَا
أَحْمَد بْنُ عِيسَى، وَبِهِ جَزَمَ أَبُونُعَيْم فِي
اَلْمُسْتَخْرَجِ، وَوَقْع فِي رِوَايَةِ أبِي عَلِيّ بْن
شَبُّويَةَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح، وَهُوَ
مُقْتَضَى إِطْلاَق أبِي عَلِيّ بْن اَلسَّكَنِ حَيْثُ
قَالَ: كُلُّ مَا فِي اَلْبُخَارِيِّ " حَدَّثَنَا أَحْمَد
" غَيْر مَنْسُوبٍ فَهُوَ اِبْن صَالِح.
(1/388)
قَالَ مَالِكٌ: ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ
الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ
قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا
فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ.
وقَالَ سُفْيَانُ: وُضُوءًا خَفِيفًا.
وَ (4570) نَا عَلِيٌّ، نَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ
سُفْيَانَ: توضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الوُضُوءَيْنِ لَمْ
يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ, فَصَلَّى فَقُمْتُ
فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ
بِعَيْنِهِ (1) فَتَوَضَّأْتُ.
وقَالَ مَالِكٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ثُمَّ قَامَ
يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ
ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ
الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي فَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى
يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ،
ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ
رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ
اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى
رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى
الصُّبْحَ.
وقَالَ عَبْدُرَبِّهِ عَنْ مَخْرَمَةَ: قَالَ: فَقُمْتُ
عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَني, زَادَ ابنُ جُبَيْرٍ: فَأَخَذَ
بِذُؤَابَتِي, قَالَ مَخْرَمَةُ: فَجَعَلَنِي عَنْ
يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ
نَامَ حَتَّى نَفَخَ، (2) ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ
فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
قَالَ عَمْرٌو: فَحَدَّثْتُ بِهِ بُكَيْرًا فَقَالَ:
حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ بِذَلِكَ.
قَالَ الْمُهَلَّبُ:
وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ ابْنُ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةُ رَضَيَ
الله عَنْهُمَا.
_________
(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح: أَتَّقِيهِ.
(2) في الصحيح زيادة: وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ.
(1/389)
[343]- (697) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ سَعِيدَ
بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا
قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَصَلَّى
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ،
ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ،
ثُمَّ قَامَ، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ
فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ.
(728) زَادَ الشَّعْبِيُّ عَنْهُ: وَقَالَ بِيَدِهِ مِنْ
وَرَائِهِ.
فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ،
ثُمَّ نَامَ حَتَّى سُمِعَ غَطِيطَهُ أَوْ قَالَ خَطِيطَهُ
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.
حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا:
[344]- (1140) خ نَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، نَا
حَنْظَلَةُ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ
رَكْعَةً، مِنْهَا الْوِتْرُ وَرَكْعَتَا الْفَجْرِ.
[345]- (1147) حَ وَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ،
عَنْ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ
أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَتْ
صَلاَةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي
غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي
أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ،
ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ
وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَتَنَامُ
قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ, فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ
عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي».
(1/390)
وَخَرَّجَهُ في: باب تخفِيفِ الوضُوءِ
مُختصَرًا (138) , وبابِ قِراءَةِ القُرآنِ بَعْدَ
الْحَدَثِ وَغَيره (183)، وفِي بَابِ مَيْمَنَة المسْجِدِ
والإمَامِ (728)، وَخَرَّجَ الآخر فِي بَابِ فَضْل مَنْ
قَامَ رَمَضَان (2013).
وبابِ مَا جَاءَ في الوِتْر (992) (1)، وخرَّجَ الأَوّل
فِي بَابِ الدُّعَاءِ إذَا انْتَبَه بِاللّيلِ (6316)،
وباب اسْتِعانَة اليَد في الصَّلاةِ إذَا كَان مِنْ أَمرِ
الصَّلاة (1198)، وفِي بَابِ إذا قَامَ رَجلٌ عَن يَسَار
الإمَامَ فَحوّلَه الإمَامُ إلى يَمِينهِ لم تَفسدْ
صَلاتَه (698)، وباب إذَا لم يَنْو الإمامُ أنْ يؤمّ
فَجاءَ قَومٌ فأمّهمُ (699)، وباب إذَا قَام الرّجلُ عَن
يَسار الإمَامِ فَحَوّلهُ الإمَامُ خلفَهُ إلى يَمِينه
تَمّتْ صَلاتُه (726)، وخرَّجَ الأوّل فِي بَابِ
الذَّوائِبِ (5919).
وخَرَّجَ الآخر فِي بَابِ قيام النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في رَمَضَان وَفي غَيْرِه (1147).
وخَرَّجَه (2) فِي بَابِ مَا جَاء في خَلقِ السَّمَاواتِ
والأرْضِ وَغَيرِهِمَا مِن الخلائِقِ (7452).
وخرَّجَ الأوّلَ فِي بَابِ وضُوءِ الصّبْيانِ وَمَتَى يَجب
عَلَيهِم الغُسُل وَالطَّهور وَشُهود الجمَاعَات وَالعِيد
وَالجنَائِز (859)، وباب طُول السّجودِ (1123) (3).
_________
(1) أي الأول.
(2) أي الأول.
(3) هذا حديث عائشة من رواية الْزُهْرِيّ عن عروة عنها،
وفيه: أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً
كَانَتْ تِلْكَ صَلاَتَهُ يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ
ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً
قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ
قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ
الأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُنَادِي لِلصَّلاَةِ.
(1/391)
وخَرّج الآخر فِي بَابِ كان النبي صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنامُ عَينُهُ وَلا يَنامُ
قَلبُه في المناقِبِ (3569).
وخرَّجَ الأوّل فِي بَابِ رَفعِ البَصَر إِلى السَّماءِ،
الباب (6215)، وفِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيات إلَى قَوْلِهِ
{مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} (4569، 4570، 4571،
4572).
بَاب إِذَا طَوَّلَ الْإِمَامُ وَكَانَ لِلرَّجُلِ حَاجَةٌ
فَخَرَجَ فَصَلَّى
[346]- (703) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أنَا
مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
[347]- (704) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا
سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ.
حَ, و (6110) نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ - مَدَارُهُ، هُو ابْنُ أبِي خَالِدٍ -, عن
قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أبِي مَسْعُودٍ الأنصاري:
أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
[348]- (705) خ نَا آدَمُ، نَا شُعْبَةُ، نَا مُحَارِبُ
بْنُ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله.
وَ (6106) نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ، نَا يَزِيدُ، نَا
سَلِيمٌ، نَا عَمْرُو.
(700) وَنَا مُسْلِمُ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِوٍ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ
كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ فَصَلَّى
الْعِشَاءَ.
قَالَ مُحَارِبٌ: فأَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ وَقَدْ
جَنَحَ اللَّيْلُ فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي فَتَرَكَ
نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ
الْبَقَرَةِ أَوْ النِّسَاءِ.
قَالَ مُسْلِمٌ: فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ.
(1/392)
قَالَ سُلَيْمٌ عَنْ عَمْرِوٍ: فَتَجَوَّزَ
فَصَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا
فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ،
فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَا قَوْمٌ نَعْمَلُ
بِأَيْدِينَا، وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا، وَإِنَّ مُعَاذًا
صَلَّى لَنَا الْبَارِحَةَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ،
فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُعَاذُ
أَفَتَّانٌ أَنْتَ» ثَلاَثًا.
وقَالَ يَحْيَى (1): أَتَى رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَتَأَخَّرُ عَنْ
صَلاَةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ مِمَّا يُطَوِّلُ
بِنَا، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ
مِنْهُ يَوْمَئِذٍ قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ صَلَّى
بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الْمَرِيضَ»
, الحَدِيثَ (2).
وقَالَ سُفْيَانُ: «فَلْيُخَفِّفْ».
وزَادَ مَالِكٌ: «وَالسَّقِيمَ, وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ
لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ».
زَادَ يَحْيَى (3): «اقْرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا،
وَسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَنَحْوَهَا».
زَادَ مُحَارِبٌ: «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ
يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو
الْحَاجَةِ»، أَحْسِبُ فِي الْحَدِيثِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب مَن شَكَا إمَامَهُ إذَا طَوَّلَ
(704، 705)، وفِي بَابِ مَنْ لم يَر إكْفَار مَن قَالَ
ذَلِك مُتأوِّلا أوْ جَاهِلا (6106)، وفِي بَابِ تَخفيفِ
الإمَامِ القِيامَ وإتْمامَ الرُّكوعِ والسّجُودِ (702)
(4)، وفِي بَابِِ الغَضَبِ في الموعِظَةِ إذَا رَأَى مَا
_________
(1) يعني في حديث أبِي مسعود.
(2) وتتمته: " وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ".
(3) كذا ثبت، وإنما الزيادة في حديث سليم.
(4) من حديث أبِي مسعود.
(1/393)
يَكرَه (90) (1)، وفِي بَابِ مَا يَجوزُ
مِن الغَضَبِ والشِّدّةِ في أَمْرِ الله (6110) , وبَاب
إذا صَلَّى لِنْفسهِ فَليُطوّل مَا شَاءَ (703) (2)، وبابَ
إذَا صَلَّى ثُمّ أمَّ قَوْمًا (711) , وباب هَل يَقضِي
الحَاكِم أوْ يُفْتِي وهُو غَضْبَانُ (7159) (3).
بَابٌ مَعْنَاهُ إِيجَازُ الصَّلاَةِ بإِكْمَالِهَا
[349]- (706) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ،
نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوجِزُ
الصَّلاَةَ وَيُكْمِلُهَا.
[350]- (708) وَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ
عَبْدِ الله سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا
صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاَةً وَلاَ
أَتَمَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
بَاب مَنْ أَخَفَّ الصَّلاَةَ عِنْدَ بُكَاءِ الصَّبِيِّ
[351]- (709) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا يَزِيدُ
بْنُ زُرَيْعٍ، نَا سَعِيدٌ، عن قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا
حَدَّثَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
[352]- وَ (868) نَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينَ، نَا بِشْرُ
بْنُ بَكْرٍ، نَا الأَوْزَاعِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ أبِي
كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي قَتَادَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنِّي لأَقُومُ إِلَى الصَّلاَةِ وأنَا
أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ
الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي، كَرَاهِيَةَ أَنْ
أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ».
وزَادَ قَتَادَةُ فِيهِ: «مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ
وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ».
_________
(1) من حديث أبِي مسعود.
(2) وهو حديث أبِي هريرة، لم يكرره البخاري.
(3) من حديث أبِي مسعود.
(1/394)
وَخَرَّجَهُ في: بابٍٍ مَعْناهُ مُراعَاة
أمْرِ النِّساءِ إذَا شَهِدنَ الجَماعَة (868).
بَاب تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ
[353]- (717) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ، نَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ
مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أبِي الْجَعْدِ،
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتُسَوُّنَّ
صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ
بَيْنَ قُلُوبِكُمْ».
[354]- (723) زَادَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ
عَنْه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَوُّوا
صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ
إِقَامَةِ الصَّلاَةِ».
[355]- (722) وَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقَالَ: «فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ
الصَّلاَةِ».
[356]- (725) ونَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، نَا زُهَيْرٌ،
عَنْ حُمَيْدٍ، وَ (719) نَا أَحْمَدُ بْنُ أبِي رَجَاءٍ،
نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا زَائِدَةُ بْنُ
قُدَامَةَ، نَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عن أَنَسٍ قَالَ:
أُقِيمَتْ الصَّلاَةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:
«أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ
مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي».
زَادَ زُهَيْرٌ: وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ
بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ.
خ (1): وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: رَأَيْتُ
الرَّجُلَ مِنَا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ.
[357]- (724) خ وَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، نَا الْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى، نَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ
بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ: أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ،
_________
(1) قَالَه فِي بَابِ إلزاق المنكب، وبعده حديث رقم 725.
(1/395)
فَقِيلَ لَهُ: مَا أَنْكَرْتَ مِنَا مُنْذُ
يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا، إِلاَ
أَنَّكُمْ لاَ تُقِيمُونَ صُفُوفَكم.
وَخَرَّجَهُ في: باب إقبالِ الإمَامِ عَلَى النَّاسِ عِندَ
تَسْويَةِ الصُّفوفِ (719)، وفِي بَابِ إقَامَة الصَّفِّ
مِن تَمَام الصَّلاةِ (722)، وباب إثْم مَن لم يُتِمّ
الصُّفوفِ (724)، وباب إلزاقِ المنْكَب بِالمنكبِ
وَالقَدَم بالقَدَم في الصَّفِّ (725).
بَاب الْمَرْأَةُ وَحْدَهَا تَكُونُ صَفًّا
[358]- (727) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا
سُفْيَانُ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ: صَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ فِي بَيْتِنَا خَلْفَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمِّي
خَلْفَنَا أُمُّ سُلَيْمٍ.
وَخَرَّجَهُ في: باب صَلاة النِّساءِ خَلف الرِّجَال
(871).
بَاب إِذَا كَانَ بَيْنَ الْإِمَامِ وَبَيْنَ الْقَوْمِ
حَائِطٌ أَوْ سُتْرَةٌ
وَقَالَ الْحَسَنُ: لاَ بَأْسَ أَنْ تُصَلِّيَ وَبَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ نَهْرٌ, وَقَالَ أَبُومِجْلَزٍ: يَأْتَمُّ
بِالْإِمَامِ وَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ أَوْ
جِدَارٌ إِذَا سَمِعَ تَكْبِيرَةَ الْإِمَامِ.
[359]- (729) خ نَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ.
وَ (1129) نَا عَبْدُاللهِ بْنُ يُوسُفَ، نَا مَالِكٌ،
عَنْ الْزُهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَ (924) نَا ابنُ
بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ، وَ (5861) نَا
مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ، نَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ
عُبَيْدِالله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ، عَنْ أبِي
سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
(1/396)
[360]- (6113) خ: وقَالَ الْمَكِّيُّ: نَا
عَبْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ, حَ, ونَا مُحَمَّدُ بْنُ
زِيَادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا عَبْدُ الله
بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أخبرني سَالِمٌ أَبُوالنَّضْرِ.
وَ (7290) نَا إِسْحَاقُ، نَا عَفَّانُ، نَا وُهَيْبٌ، نَا
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ،
يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ.
وقَالَتْ عَمْرَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا
بِاللَّيْلِ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ، وَيَبْسُطُهُ
بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فصلى من الليل في
حجرته، وَجِدَارُ الْحُجْرَةِ قَصِيرٌ، فَرَأَى النَّاسُ
شَخْصَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ
أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ فَأَصْبَحُوا
فَتَحَدَّثُوا، قَالَ عُرْوَةُ: فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ
مِنْهُمْ، فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ
فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ اللَّيْلَةَ
الثَّالِثَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ
اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ
أَهْلِهِ.
قَالَ عَبْدُالله بْنُ سَعِيدٍ فِي حَدِيثِ زَيْدٍ:
فَأَبْطَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ
وَحَصَبُوا الْبَابَ.
قَالَ مُوسَى: وَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ.
قَالَ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ: حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ
الصُّبْحِ فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى
النَّاسِ.
قَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ سَعِيدٍ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ
مُغْضَبًا.
قَالَ عُرْوَةُ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، لَكِنِّي
خَشِيتُ».
(1/397)
قَالَتْ عَمْرَةُ: «أَنْ تُكْتَبَ
عَلَيْكُمْ صَلاَةُ اللَّيْلِ».
قَالَ عُرْوَةُ: «فَتَعْجِزُوا عَنْهَا».
وقَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِ زَيْدٍ: «مَا زَالَ بِكُمْ
الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ
يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا
قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي
بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي
بَيْتِهِ إِلاَ الْمَكْتُوبَةَ».
وقَالَ أَبُوسَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: فقَالَ: «يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنْ الأَعْمَالِ مَا
تُطِيقُونَ (1)، فَإِنَّ الله لاَ يَمَلُّ حَتَّى
تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى الله مَا
دَامَ وَإِنْ قَلَّ».
قَالَ عُرْوَةُ: وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ, زَادَ عُقَيْلٌ
فِي حَدِيثِهِ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب تَحْريضِ النَّبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صَلاةِ اللَّيلِ, الباب (1129)،
وباب فَضْل مَنْ قَامَ رَمَضَان (2011, 2012)، وباب مَا
يُكرهُ مِن كَثرةِ السّؤالِ وَتكلفِ مَالا يَعني (7290)
(2)، وباب مَا يجوزُ مِن الغَضَبِ والشّدّةِ في أمْرِ الله
(6113)، وباب الجلوسِ عَلى الحَصِير وَنَحوِه (5861)، وباب
مَنْ قَالَ في خُطْبتهِ أمّا بَعْد (924).
بَاب رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى
مَعَ الِافْتِتَاحِ سَوَاءً
[361]- (739) خ نَا عَيَّاشٌ, نا عَبْدُ الْأَعْلَى، نَا
عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، وَ (738) نَا
أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله، أَنَّ عَبْدَ الله
بْنَ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَتَحَ التَّكْبِيرَ فِي
الصَّلاَةِ،
_________
(1) ألحق بالنون شيئا فصارت كأنها: ما تطيقون به.
(2) وهذا الموضع والذي يليه من حديث زيد.
(1/398)
فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ حَتَّى
يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا كَبَّرَ في
الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَإِذَا قَالَ: «سَمِعَ الله
لِمَنْ حَمِدَهُ» فَعَلَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: «رَبَّنَا
وَلَكَ الْحَمْدُ» , وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ
وَلاَ حِينَ يَرْفَعُ مِنْ السُّجُودِ.
زَادَ نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ، فقَالَ:
وَإِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب رفعِ اليَدين إذَا كبَّر وإذَا رَكع
وإذَا رَفَعَ (736)، وفِي بَابِ إلى أيْنَ يَرفعُ يَديهِ
(738)، وفِي بَابِ رَفع اليَدَين إذَا قَام مِن اثْنتينِ
(739).
بَاب وَضْعِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلاَةِ
[362]- (740) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ
الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي
الصَّلاَةِ، قَالَ أَبُوحَازِمٍ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَ
يُنْمِي ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: يُنْمَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَقُلْ
يَنْمِي.
بَاب مَا يقرأ بَعْدَ التَّكْبِيرِ
[363]- (743) خ نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ
وَعُمَرَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِـ {الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
[364]- (744) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نَا عُمَارَةُ بْنُ
الْقَعْقَاعِ، نَا أَبُوزُرْعَةَ، نَا أَبُوهُرَيْرَةَ
قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ
إِسْكَاتَةً، قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً،
فَقُلْتُ: بِأَبِي
(1/399)
وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، إِسْكَاتُكَ
بَيْنَ التَّكْبِيرِ الْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ:
«أَقُولُ اللهمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ
كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،
اللهمَّ نَقِّنِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى
الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللهمَّ اغْسِلْ
خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ».
بَاب رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى الْإِمَامِ فِي الصَّلاَةِ
[365]- (746) خ نَا مُوسَى، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
زيادٍ، نَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنْ أبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ: أَكَانَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي
الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ, قُلْنَا: بِمَ
كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَلكَ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ
لِحْيَتِهِ.
بَاب رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ
[366]- (750) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ، نَا ابْنُ أبِي عَرُوبَةَ، نَا قَتَادَةُ،
أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ
أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي
صَلاَتِهِمْ»، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ، حَتَّى
قَالَ: «لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِك أو (1) لَتُخْطَفَنَّ
أَبْصَارُهُمْ».
بَاب الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ
[367]- (751) خ نَا مُسَدَّدٌ, وَ (3290) الحَسَنُ بن
رَبِيعٍ، نَا أَبُوالأَحْوَصِ، نَا أَشْعَثُ بْنُ
سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ:
«هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ
أحدكم».
_________
(1) في الأصل: و، وهو تصحيف.
(1/400)
وقَالَ الْحَسَنُ بْنُ رَبِيعٍ: «مِنْ
صَلاَةِ الْعَبْدِ» (1).
وَخَرَّجَهُ في: باب صِفةِ إبليسَ وَجُنودِه (3290).
بَاب وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ لِلْإِمَامِ وَالْمَأْمُومِ فِي
الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا
فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ وَمَا يُجْهَرُ فِيهَا وَمَا
يُخَافَتُ.
[368]- (757) خ (نَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
وَمُسَدَّدٌ)، نَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ الله.
حَ, وَ (6251، 6667) نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا
أَبُوأُسَامَةَ، وعَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ، - لَفْظُهُ -
نَا عُبَيْدُ الله بن عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ
رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ،
فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ
السَّلاَمُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»،
فَرَجَعَ فَصَلَّى, ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ:
«وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ
تُصَلِّ»، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ:
«وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ
تُصَلِّ»، وقَالَ فِي الثَّالثة أَوْ الَّتِي بَعْدَهَا.
قَالَ يَحْيَى: قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا
أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي.
وقَالَ ابنُ نُمَيْرٍ: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ الله،
فَقَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغْ
الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ، فَكَبِّرْ،
ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ،
ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ
حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى
تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ تَرْفَعُ
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة، وفي الصحيح العكس، فالحسن قَالَ
فِي حَدِيثِهِ: صلاة أحدكم، ومسدد قَالَ: من صلاة العبد.
(1/401)
حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، (ثُمَّ
اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا) (1)، ثُمَّ ارْفَعْ
حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي
صَلاَتِكَ كُلِّهَا».
قَالَ يَحْيَى وَأَبُو أُسَامَةَ فِي الْقِيامِ مِنْ
الرُّكُوعِ: «حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا».
وَخَرَّجَهُ في: باب مَن رَدَّ فَقال: وعليكَ السَّلام
(6251)، وفِي بَابِ إذَا حَنَثَ ناسيًا في الأيمانِ
وَقَوله {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ
بِهِ} (6667)، وباب أمْر النَّبي عَلَيْهِ السَّلاَمُ
الّذِي لا يُتمّ الرّكوع بِالإعَادةِ (793).
[369]- (755) خ نَا مُوسَى، نَا أَبُوعَوَانَةَ، نَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى
عُمَرَ فَعَزَلَهُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا،
فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي،
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّ
هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّي،
قَالَ: أَمَّا أَنَا وَالله فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي
بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، مَا أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّي صَلاَةَ
الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأُخِفُّ فِي
الْأُخْرَيَيْنِ.
قَالَ: ذَلكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ،
فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إِلَى
الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، فلَمْ
يَدَعْ مَسْجِدًا إِلاَ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ
مَعْرُوفًا، حَتَّى إذا دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ،
فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالَ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ
قَتَادَةَ، يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ، قَالَ: أَمَّا إِذْ
نَشَدْتَنَا، فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ
بِالسَّرِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ (2) بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ
يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَالله
لاَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ، اللهمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ
هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ
عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.
_________
(1) انتقل نظر الناسخ فأسقط ما بين القوسين.
(2) هذا الحرف غير واضح في الأصل، وهو اقرب إلى: ولا يقيم
في السرية، وقد جودته من الصحيح.
(1/402)
فَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ:
شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ قَدْ سَقَطَ
حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ
لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ.
وَخَرَّجَهُ في: باب القِرَاءة في الظّهر مُختصَرًا (758)
(1)، وباب يُطيلُ في الأُولَيين وَيحذفُ في الأُخْرَيَيْن
(770).
[370]- (756) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا
سُفْيَانُ، نَا الْزُهْرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ
الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ
صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ (بِأُمِّ القُرْآنِ) (2)
بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ».
بَاب الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ
[371]- (759) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نَا شَيْبَانُ، عَنْ
يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي قَتَادَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ
مِنْ صَلاَةِ الظُّهْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ
وَسُورَتَيْنِ، يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي
الثَّانِيَةِ، وَيُسْمِعُ الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ
يَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ
وَسُورَتَيْنِ، (وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى) (3)،
وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلاَةِ
الصُّبْحِ وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب يَقرأُ في الأُخْرَيَين بِفَاتحةِ
الكِتابِ (776)، وفِي بَابِ القِراءةِ في العَصْرِ (762).
_________
(1) قوله فِي بَابِ القراءة في الظهر، قد وقع هذا الحديث
في آخر الباب الذي قبله، فهو عند المهلب في الباب الذي
ذكره وهو أليق لأنه استفتح الباب برواية الحديث المطول.
(2) ما بين القوسين ثابت في المخطوط وليس هو في البخاري.
(3) انتقل نظر فيما يظهر فأسقط ما بين القوسين.
(1/403)
بَاب الْقِرَاءَةِ فِي الْمَغْرِبِ
[372]- (763) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أنَا
مَالِكٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ
عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ
قَالَ: إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقْرَأُ
{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ,
لَقَدْ أَدْرَكْتَنِي (1) بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ
السُّورَةَ، إِنَّهَا لآخِرُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فِي
الْمَغْرِبِ.
وَخَرَّجَهُ في: مرضِ النّبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ (4429).
[373]- (764) وَنَا أَبُوعَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ
لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي
الْمَغْرِبِ بِقِصَارٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِطُولَى
الطُّولَيَيْنِ.
بَاب الْجَهْرِ فِي الْعِشَاءِ
[374]- (766) خ نَا أَبُوالنُّعْمَانِ، نَا مُعْتَمِرٌ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أبِي رَافِعٍ: صَلَّيْتُ
مَعَ أبِي هُرَيْرَةَ الْعَتَمَةَ، فَقَرَأَ {إِذَا
السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ، فَقُلْتُ لَهُ، قَالَ:
سَجَدْتُ خَلْفَ أبِي الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ, فَلاَ أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا حَتَّى
أَلْقَاهُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب القِراءة في العِشاءِ بِالسّجدةِ
(768) (2).
[375]- (769) وَنَا خَلاَدُ بْنُ يَحْيَى، نَا مِسْعَرٌ،
نَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ.
_________
(1) هكذا في الأصل، وأحر به أن يكون مصحفا، وفي الصحيح
والموطأ: ذَكَّرْتَنِي.
(2) باقي مواضع الحديث في الصحيح، كتاب سجود القرآن، باب
سجدة إذا السماء انشقت (1074)، وباب من قرأ السجدة في
الصلاة (1078).
(1/404)
وَ (767) نَا أَبُوالْوَلِيدِ، نَا
شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي إِحْدَى
الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.
زَادَ مِسْعَرٌ: وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا
مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً.
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَلَيْهِ السَّلاَمُ:
«الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعْ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ»
(7546).
بَاب الْقِرَاءَةِ فِي الْفَجْرِ
[376]- (772) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: فِي
كُلِّ صَلاَةٍ يُقْرَأُ، فَمَا سَمَّعَنَا رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا
أَخْفَى عَنَا خَفَّيْنَا, وَإِنْ لَمْ تَزِدْ عَلَى أُمِّ
الْقُرْآنِ أَجْزَأَتْ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ.
[377]- (774) خ وَنَا مُسَدَّدٌ، نَا إِسْمَاعِيلُ، نَا
أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا
أُمِرَ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ
نَسِيًّا} وَ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
وَخَرَّجَهُ في: باب الجهر بقراءة الصبح (774).
(1/405)
|