المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 20 - كِتَاب الْجِزْيَةِ وَالْمُوَادَعَةِ
مَعَ أَهْلِ الذِّمَّةِ والْحَرْبِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا
يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا
يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ
صَاغِرُونَ} يَعْنِي: أَذِلاَءُ, وَمَا جَاءَ فِي أَخْذِ
الْجِزْيَةِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ
وَالْعَجَمِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ قُلْتُ
لِمُجَاهِدٍ: مَا شَأْنُ أَهْلِ الشَّامِ عَلَيْهِمْ
أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ, وَأَهْلُ الْيَمَنِ عَلَيْهِمْ
دِينَارٌ؟ قَالَ: جُعِلَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الْيَسَارِ.
[1149]- (3156) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نَا
سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا
مَعَ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعَمْرِو بْنِ أَوْسٍ
فَحَدَّثَهُمَا بَجَالَةُ سَنَةَ سَبْعِينَ, عَامَ حَجَّ
مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ, عِنْدَ
دَرَجِ زَمْزَمَ, قَالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ, فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: فَرِّقُوا
بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنْ الْمَجُوسِ, وَلَمْ يَكُنْ
عُمَرُ أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ الْمَجُوسِ.
[1150]- (3157) حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ.
[1151]- (3158) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ
بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ
الأَنْصَارِيَّ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ
لُؤَيٍّ, وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا, أَخْبَرَهُ: أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا
عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي
بِجِزْيَتِهَا, وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ, وَأَمَّرَ
عَلَيْهِمْ الْعَلاَءَ بْنَ
(2/367)
الْحَضْرَمِيِّ, فَقَدِمَ أَبُوعُبَيْدَةَ
(بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ, فَسَمِعْتُ الأَنْصَارُ
بِقُدُومِ أبِي عُبَيْدَةَ) (1) , فَوَافَتْ صَلاَةَ
الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ, فَلَمَّا صَلَّى بِهِمْ الْفَجْرَ انْصَرَفَ,
فَتَعَرَّضُوا لَهُ, فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ, وَقَالَ: «أَظُنُّكُمْ
قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ
بِشَيْءٍ» , قَالَوا: أَجَلْ, يَا رَسُولَ الله, قَالَ:
«فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ, فَوَالله لاَ
الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ, وَلَكِنْ أَخَشَى
عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا
بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ, فَتَنَافَسُوهَا
كَمَا تَنَافَسُوهَا, وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا
أَهْلَكَتْهُمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها
(6425) , وفِي بَابِ معناه من شهد بدرًا (4015).
[1152]- (3159) خ نَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ, نَا
عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ, نَا الْمُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ, نَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ الله
الثَّقَفِيُّ, نَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الله الْمُزَنِيُّ
وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ, عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ
قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ
يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ, فَأَسْلَمَ الْهُرْمُزَانُ,
فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَشِيرُكَ فِي مَغَازِيَّ هَذِهِ,
قَالَ: نَعَمْ, مَثَلُهَا وَمَثَلُ مَنْ فِيهَا مِنْ
النَّاسِ مِنْ عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ
رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ وَلَهُ رِجْلاَنِ, فَإِنْ كُسِرَ
أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ نَهَضَتْ الرِّجْلاَنِ بِجَنَاحٍ
وَالرَّأْسُ, فَإِنْ كُسِرَ الْجَنَاحُ الْآخَرُ نَهَضَتْ
الرِّجْلاَنِ وَالرَّأْسُ, وَإِنْ شُدِخَ الرَّأْسُ
ذَهَبَتْ الرِّجْلاَنِ وَالْجَنَاحَانِ وَالرَّأْسُ,
فَالرَّأْسُ كِسْرَى, وَالْجَنَاحُ قَيْصَرُ, وَالْجَنَاحُ
الْآخَرُ فَارِسُ, فَمُرْ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا
إِلَى كِسْرَى.
_________
(1) سقط على الناسخ ما بين القوسين من انتقَالَ النظر.
(2/368)
وَقَالَ بَكْرٌ وَزِيَادٌ جَمِيعًا عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ قَالَ: فَنَدَبَنَا عُمَرُ,
وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ,
حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ خَرَجَ عَامِلُ
كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا, فَقَامَ تَرْجُمَانٌ لهُ
فَقَالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ, فَقَالَ
الْمُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ, فقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟
قَالَ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ, كُنَّا فِي شَقَاءٍ
شَدِيدٍ, وَبَلاَءٍ شَدِيدٍ, نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى
مِنْ الْجُوعِ, وَنَلْبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ,
وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ, فَبَيْنَا نَحْنُ
كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ
الأَرَضِينَ إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا,
نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ, فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا
ورَسُولُ رَبِّنَا أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا
الله وَحْدَهُ, أَوْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ, وَأَخْبَرَنَا
نَبِيُّنَا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رِسَالَةِ
رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى
الْجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهُ قَطُّ, وَمَنْ
بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ.
[1153]- (3160) فَقَالَ النُّعْمَانُ: رُبَّمَا أَشْهَدَكَ
الله مِثْلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنَدِّمْكَ وَلَمْ يُحْزِنْكَ (1) ,
وَلَكِنِّي شَهِدْتُ الْقِتَالَ مَعَ النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَثِيرًا كَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ
فِي أَوَّلِ النَّهَارِ انْتَظَرَ حَتَّى تَهُبَّ
الأَرْوَاحُ وَتَحْضُرَ الصَّلَوَاتُ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}
الآية مختصرًا (7530).
[1154]- (421) خ: وَقَالَ (2)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ, عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُتِيَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ مِنْ
الْبَحْرَيْنِ, فَقَالَ: «انْثُرُوهُ فِي الْمَسْجِدِ» ,
فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
_________
(1) هكذا في رواية الأصيلي، وعند غيره: يُخْزِكَ.
(2) فِي الأَصْلِ: وَنَا إبراهيم، وهو خطأ، والبُخَارِيّ
لم يدرك ابن طهمان حتى يروي عنه.
وقد رواه البيهقي موصولا 6/ 356 ثم قَالَ: اخرجه البخاري
في الصحيح فقَالَ وقَالَ ابراهيم أهـ
(2/369)
فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ
إِلَيْهِ, فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ جَاءَ فَجَلَسَ
إِلَيْهِ, فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلاَ أَعْطَاهُ,
إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله
أَعْطِنِي, فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ
عَقِيلًا, فَقَالَ لَهُ: «خُذْ» , فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ
ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ, فَقَالَ: يَا
رَسُولَ الله مُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ, قَالَ:
«لاَ» , قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ, قَالَ: «لاَ»
فَنَثَرَ مِنْهُ, ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ
يَسْتَطِعْ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مُرْ بَعْضَهُمْ
يَرْفَعْهُ عَلَيَّ, قَالَ: «لاَ» , قَالَ: فَارْفَعْهُ
أَنْتَ عَلَيَّ, قَالَ: «لاَ» فَنَثَرَ مِنْهُ, ثُمَّ
احْتَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى كَاهِلِهِ, ثُمَّ
انْطَلَقَ, فَمَا زَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا,
عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ, فَمَا قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب الْقِسْمَةِ وَتَعْلِيقِ الْقِنْوِ
فِي الْمَسْجِدِ (421).
بَاب إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ
[1155]- (3166, 6914) خ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ,
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ, نَا الْحَسَنُ بْنُ
عَمْرٍو, هو الفقمي نَا مُجَاهِدٌ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
عَمْرٍو, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ, وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ
مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».
وَخَرّجَهُ فِي: الحدود باب إثم من قتل ذميا بغير جرم
(6914) (1).
_________
(1) بهذا الإسناد، وقد زَادَ في الحدود: نفسًا، وقَالَ في
الموضع الأول: ريحها يوجد.
(2/370)
بَاب إِخْرَاجِ الْيَهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ
الْعَرَبِ
[1156]- (6944) قَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله, وَ (3167) ابْنُ يُوسُفَ
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ,
عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا
نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ إلينا النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: «انْطَلِقُوا إِلَى
يَهُودَ» , فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أتينا بَيْتَ
الْمِدْرَاسِ, فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَنَادَاهُمْ: «يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا
تَسْلَمُوا» , فَقَالَوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا
الْقَاسِمِ, فَقَالَ: «ذَلِكَ أُرِيدُ» ثُمَّ قَالَهَا
الثَّانِيَةَ, فَقَالَوا: لَقَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا
الْقَاسِمِ, ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ, فَقَالَ:
«اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ, وَإِنِّي
أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ».
قَالَ ابْنُ يُوسُفَ: «مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ, فَمَنْ يجِدْ
مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ, وَإِلاَ
فَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب فِي بَيْعِ الْمُكْرَهِ وَنَحْوِهِ
فِي الْحَقِّ وَغَيْرِهِ (6944) , وبَاب قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ} (7348).
بَاب إِذَا غَدَرَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ هَلْ
يُعْفَى عَنْهُمْ
[1157]- (3618) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ, نَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ, نَا شُعْبَةُ,
عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ,
أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا,
فَجِيءَ بِهَا, فَقِيلَ: أَلاَ نَقْتُلُهَا, قَالَ: «لاَ».
قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2/371)
[1158]-[(1) (3169) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ
يُوسُفَ, وَ (5777) قُتَيْبَةُ, نَا اللَّيْثُ, عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ
قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ,
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ الْيَهُودِ»
فَجُمِعُوا لَهُ, فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ
فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقوني (2)
عَنْهُ؟» , فَقَالَوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ,
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالَوا: أَبُوَنَا فُلاَنٌ,
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كَذَبْتُمْ بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ» , فَقَالَوا:
صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ (3) , فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ
صَادِقوني عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ»
فَقَالَوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ, وَإِنْ
كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي
أَبِينَا, فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟» , فَقَالَوا:
نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ
_________
(1) من هنا إلى شطر الحديث اللاحق سقط على الناسخ فأكملته
بحسب سياق المهلب له.
(2) كَذَا وَقَعَ فِي النسخة فِي ثَلاَثَة مَوَاضِع، وهكذا
ثبت للأكثرين.
قَالَ اِبْن التِّين: وَوَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ "
صَادِقِيّ " بِتَشْدِيدِ الْيَاء بِغَيْرِ نُون، وَهُوَ
الصَّوَاب فِي الْعَرَبِيَّة لِأَنَّ أَصْله صَادِقُونِي
فَحُذِفَتْ النُّون لِلْإِضَافَةِ، فَاجْتَمَعَ حَرْفَا
عِلَّة، سَبَقَ الأَوَّل بِالسُّكُونِ، فَقُلِبَتْ الْوَاو
يَاء وَأُدْغِمَتْ، وَمِثْله (وَمَا أَنْتُمْ
بِمُصْرِخِيَّ).
وغير ابن التين وَجَّهَ الرواية، فقَالَ اِبْن مَالِك:
مُقْتَضَى الدَّلِيل أَنْ تَصْحَب نُون الْوِقَايَة اِسْم
الْفَاعِل وَأَفْعَل التَّفْضِيل وَالأَسْمَاء
الْمُعْرَبَة الْمُضَافَة إِلَى يَاء الْمُتَكَلِّم
لِتَقِيهَا خَفَاء الْإِعْرَاب، فَلَمَّا مُنِعَت ذَلِكَ
كَانَتْ كَأَصْلٍ مَتْرُوك، فَنَبَّهُوا عَلَيْهِ فِي
بَعْض الأَسْمَاء الْمُعْرَبَة الْمُشَابِهَة لِلْفِعْلِ
كَقَوْلِ الشَّاعِر:
" وَلَيْسَ الْمُوَافِينِي لِيَرْتَدّ خَائِبًا ...
فَإِنَّ لَهُ أَضْعَاف مَا كَانَ أَمَّلاَ".
قَالَ الْحَافِظُ: وَحَاصِل كَلاَمه أَنَّ النُّون
الْبَاقِيَة هِيَ نُون الْوِقَايَة وَنُون الْجَمْع
حُذِفَتْ كَمَا تَدُلّ عَلَيْهِ الرِّوَايَة الْأُخْرَى
بِلَفْظِ " صَادِقِي "، وَيُمْكِن تَخْرِيجه أَيْضًا عَلَى
أَنَّ النُّون الْبَاقِيَة هِيَ نُون الْجَمْع فَإِنَّ
بَعْض النُّحَاة أَجَازَ فِي الْجَمْع الْمُذَكَّر
السَّالِم أَنْ يُعْرَب بِالْحَرَكَاتِ عَلَى النُّون مَعَ
الْوَاو، وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون الْيَاء فِي مَحَلّ
نَصْب بِنَاء عَلَى أَنَّ مَفْعُول اِسْم الْفَاعِل إِذَا
كَانَ ضَمِيرًا بَارِزًا مُتَّصِلًا بِهِ كَانَ فِي مَحَلّ
نَصْب، وَتَكُون النُّون عَلَى هَذَا أَيْضًا نُون
الْجَمْع أهـ.
(3) قَدْ حُكِيَ فِي الصَّحِيحِ أَيْضًا فَتْحُ الرَّاءِ
فِي بَرَرْتَ، وَهْوَ مِنَ الْبِرِّ.
(2/372)
تَخْلُفُونَنَا فِيهَا, فَقَالَ لَهُمْ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اخْسَئُوا
فِيهَا, وَالله لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا» , ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقوني عَنْ شَيْءٍ إِنْ
سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» , قَالَوا: نَعَمْ, فَقَالَ: «هَلْ
جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سَمًّا» , فَقَالَوا:
نَعَمْ, فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟»،
فَقَالَوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا أن
نَسْتَرِيحَ مِنْكَ وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ
يَضُرَّكَ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب مَا يُذْكَرُ فِي سُمِّ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (5777) , وفِي بَابِ
معاملة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل خيبر
مختصرًا (4249) , وفِي بَابِ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ مِنْ
الْمُشْرِكِينَ (2618).
بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ
يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ} إلَى قَوْلِهِ {عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
[1159]- (3176) خ نَا الْحُمَيْدِيُّ, نَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ, نَا عَبْدُ الله بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ الله, أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ
مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ, وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ
أَدَمٍ, فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ
السَّاعَةِ: مَوْتِي, ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ,
ثُمَّ مُوْتَانٌ (1) يَأْخُذُ فِيكُمْ كَعُقَاصِ (2)
الْغَنَمِ, ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى
الرَّجُلُ مِائَةَ
_________
(1) قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: يَغْلَط بَعْض
الْمُحَدِّثِينَ فَيَقُول مَوَتَان بِفَتْحِ الْمِيم
وَالْوَاو، وَإِنَّمَا ذَاكَ اِسْم الأَرْض الَّتِي لَمْ
تُحْيَا بِالزَّرْعِ وَالْإِصْلاَح أهـ.
(2) هكذا في النسخة، ولم يذكر الحافظ غيرها، وضبطها
بِضَمِّ الْعَيْن الْمُهْمَلَة، وَتَخْفِيف الْقَاف
وَآخِره مُهْمَلَة.
قَالَ: هُوَ دَاء يَأْخُذ الدَّوَابّ فَيَسِيل مِنْ
أُنُوفهَا شَيْء فَتَمُوت فَجْأَة.
قَالَ أَبُوعُبَيْدَة: وَمِنْهُ أَخَذَ الْإِقْعَاص وَهُوَ
الْقَتْل مَكَانه، وَقَالَ اِبْن فَارِس: الْعِقَاص دَاء
يَأْخُذ فِي الصَّدْر كَأَنَّهُ يَكْسِر الْعُنُق.
قَالَ الْحَافِظُ: وَيُقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْآيَة
ظَهَرَتْ فِي طَاعُون عِمَوَاسٍ فِي خِلاَفَة عُمَر
وَكَانَ ذَلِكَ بَعْد فَتْح بَيْت الْمَقْدِس.
وَوَقَعَ في نُسَخِ الصَّحِيحِ المَطْبُوعَةِ: كَقُعَاصِ،
بِتَقْدِيمِ القَافِ عَلَى الْعَيْنِ، وَهْوَ صَحِيحٌ في
الّلغَةِ، فالْقَعْصُ الْقَتْلُ فِي الْحَالِ، وَمِنْهُ
قُعَاصُ الْغَنَم وَهُوَ مَوْتهَا وَهَذِهِ الْمَادَّةُ
مَذْكُورَةٌ في الْمَعَاجِمِ (ق ع ص)، وَلَكِنَّ
الرِّوَايَةَ في هَذَا الْمَوْضِعِ بِتَقْدِيمِ الْعَيْنِ
الْمُهْمَلَةِ، إِلاَّ أنَّ ابْنِ بَطَّالٍ ذَكَرَ في
شَرْحِهِ " كَقُعَاصِ "، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2/373)
دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا, ثُمَّ
فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلاَ
دَخَلَتْهُ, ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ
بَنِي الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ, فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ
ثَمَانِينَ غَايَةً, تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ
أَلْفًا».
بَاب إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ
[1160]- (3180) خ وَقَالَ أَبُومُوسَى: نَا هَاشِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ, نَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ أَبِيهِ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ
تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ:
وَكَيْفَ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟
قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسُ أبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ
عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ, قَالَوا: عَمَّ
ذَاكَ؟ قَالَ: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ
رَسُولِهِ فَيَشُدُّ الله عَزَّ وَجَلَّ قُلُوبَ أَهْلِ
الذِّمَّةِ فَيَمْنَعُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ (1).
بَابٌ
مَعْنَاهُ صِلَةُ الْقَرَابَةِ الْمُشْرِكِينَ
وَالْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ
[1161]- (5978) خ نَا الْحُمَيْدِيُّ, نَا سُفْيَانُ, نَا
هِشَامُ, حَ وَ (3183) نَا قُتَيْبَةُ, نَا حَاتِمٌ, عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَسْمَاءَ
بِنْتِ أبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي
وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
_________
(1) كأني بهذا الحديث يحكي حالنا في هذا العصر، فقد انتهك
المسلمون ذمة الله وذمة رسوله، وعطلوا شرعه، فهاهي قلوب
اليهود والنصارى على قلوب السباع، فالله المستعان ولا حول
ولا قوة إلا بالله.
(2/374)
وَسَلَّمَ وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِيهَا,
فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ أُمِّي
قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ, أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ:
«نَعَمْ صِلِيهَا».
زَادَ ابنُ عُيَيْنَةَ: فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ {لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
فِي الدِّينِ} الآية.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب صِلَةِ الْوَالِدِ الْمُشْرِكِ
(5978) , وفِي بَابِ الْهَدِيَّةِ لِلْمُشْرِكِينَ
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} الآية
(2620).
بَاب إِثْمِ الْغَادِرِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ
[1162]- (6178) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ
مَالِكٍ، حَ, وَ (6966) نَا أَبُونُعَيْمٍ, نَا سُفْيَانُ,
عَنْ ابْنِ دِينَارٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ، حَ وَ (7111) نَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نَا حَمَّادٌ, عَنْ أَيُّوبَ,
عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ
يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ
وَوَلَدَهُ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُنْصَبُ لِكُلِّ
غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , قَالَ مَالِكٌ:
«فَيُقَالَ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ»، قَالَ
سُفْيَانُ: «يُعْرَفُ بِهِ».
قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَإِنَّا قَدْ
بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعَةِ الله عَزَّ
وَجَلَّ وَرَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
وَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ
يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ
يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ, وَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا
مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلاَ بَايَعَ فِي هَذَا الأَمْرِ إِلاَ
كَانَتْ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب إِذَا قَالَ عِنْدَ قَوْمٍ شَيْئًا
ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ بِخِلاَفه (7111) , وفِي بَابِ إِذَا
غَصَبَ جَارِيَةً فَزَعَمَ أَنَّهَا مَاتَتْ فَقُضِيَ عليه
بِقِيمَتِها من كتاب الاحتيال (6966) , وفِي بَابِ يُدْعَى
النَّاسُ بِآبَائِهِمْ (6177) (6178).
(2/375)
|