المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 51 - كِتَاب الطِّبِّ
بَاب مَا أَنْزَلَ الله دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ
شِفَاءً
[1761] (5678) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا
أَبُوأَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ
بْنِ أبِي حُسَيْنٍ, نا عَطَاءُ بْنُ أبِي رَبَاحٍ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ دَاءً
إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً».
[1762] (5681) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أنا
سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُوالْحَارِثِ، نا مَرْوَانُ بْنُ
شُجَاعٍ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشِّفَاءُ فِي
ثَلَاثَةٍ، فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ،
أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنْ
الْكَيِّ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ (5683) ,
وفِي بَابِ مَنْ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ وَفَضْلِ
مَنْ لَمْ يَكْتَوِ (5704).
(5702) وقَالَ فيه عليه السلام: «وَمَا أُحِبُّ أَنْ
أَكْتَوِيَ».
وفِي بَابِ الْحِجَامَةِ مِنْ الشَّقِيقَةِ وَالصُّدَاعِ
(5702) (1).
[1763] (5683) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
قَتَادَةَ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله، سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ
كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي
شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ
مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ
تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ».
_________
(1) وهذه المواضع الثلاثة كلها من حديث جابر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ الآتي، تقدم التخريج قبل المتن.
(3/286)
بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}.
[1764] (5684) خ نا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا عَبْدُ
الْأَعْلَى، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ.
و (5716) نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبِي
الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ: «اسْقِهِ
عَسَلًا» , فَسَقَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ
يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ: «صَدَقَ الله
وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ».
زَادَ سَعِيدٌ: ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ:
«اسْقِهِ عَسَلًا» , فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب دَوَاءِ الْمَبْطُونِ (5716).
بَاب حَبَّةُ السَّوْدَاءِ
[1765] (5688) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ،
عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُوسَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ
السَّوْدَاءِ: «شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا
السَّامَ».
وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ
السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ.
بَاب التَّلْبِينَةِ لِلْمَرِيضِ
[1766] (5690) خ نَا فَرْوَةُ بْنُ أبِي الْمَغْرَاءِ، نا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، نا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينَةِ,
وَتَقُولُ: هُوَ الْبَغِيضُ النَّافِعُ.
(3/287)
بَاب السَّعُوطِ
[1767] (5691) خ نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا وُهَيْبٌ،
عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ
وَاسْتَعَطَ.
بَاب أَيَّ سَاعَةٍ يَحْتَجِمُ
وَاحْتَجَمَ أَبُومُوسَى لَيْلًا.
[1768] (5694) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ،
نا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ صَائِمٌ.
بَاب الْحِجَامَةِ مِنْ الدَّاءِ
[1769] (5696) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، نا عَبْدُ
الله، نا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ: احْتَجَمَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَمَهُ
أَبُوطَيْبَةَ، فَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ
وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ:
«إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ
وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ» , وَقَالَ: «لَا تُعَذِّبُوا
صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ, وَعَلَيْكُمْ
بِالْقُسْطِ».
[1770] (5697) خ ونَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو
وَغَيْرُهُ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ
عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِ الله عَادَ الْمُقَنَّعَ ثُمَّ قَالَ: لَا أَبْرَحُ
حَتَّى تَحْتَجِمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فِيهِ شِفَاءً».
(3/288)
بَاب مَنْ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ
وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ
[1771] (3410) (5752) خ نَا مُسَدَّدٌ، نا حُصَيْنُ بْنُ
نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
[1772] و (5705) نَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، نا ابْنُ
فُضَيْلٍ، نا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
حُصَيْنٍ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ
حُمَةٍ.
فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: نا ابْنُ
عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ
النَّبِيُّ».
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ
وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ».
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: «وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ
ومَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ،
حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ» , زَادَ ابن نمير:
«سَدَّ الْأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي».
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: «قُلْتُ: مَا هَذَا, أُمَّتِي
هَذِهِ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ:
انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ
الْأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا
هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ
(1) الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ
الْجَنَّةَ».
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «مَعَ» (2) , «هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ
أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ».
ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَأَفَاضَ
الْقَوْمُ، وَقَالَوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِالله
وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ، فَنَحْنُ هُمْ، أَوْ
أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ،
فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ
فَقَالَ: «هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا
يَتَطَيَّرُونَ
_________
(1) هنازيادة في الأصل: زَادَ ابن نمير، وهو إقحام لا معنى
له، فالسياق لابن فضيل مستمر، وليست هذه الجملة بزائدة فقد
اتفقا عليها.
(2) هكذا قَالَ ابن نمير، وقَالَ ابن فضيل والسياق له:
وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا
بِغَيْرِ حِسَابٍ.
(3/289)
وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ» , فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ:
أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» ,
فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فقَالَ:
سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
قَالَ ابنُ فُضَيْلٍ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي
مِنْهُمْ، قَالَ: «اللهمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» , ثُمَّ
قَامَ رَجُلٌ من الأنصار فقَالَ: ادْعُ الله أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا
عُكَّاشَةُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ لَمْ يَرْقِ (5752)، وفِي بَابِ
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
(6472) , وفِي بَابِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ
أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ (6541)، وفِي كِتَابِ اللباس
بَاب الْبُرْدِ وَالْحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ (5811) (1)،
وفِي بَابِ وَفَاةِ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(3410).
بَاب الْجُذَامِ
[1773] (5717) خ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله
الأويسي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ
ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
قَالَ.
(5707) خ: وَقَالَ عَفَّانُ (2): نا سَلِيمُ بْنُ
حَيَّانَ، نا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَدْوَى, وَلَا طِيَرَةَ, وَلَا
هَامَةَ, وَلَا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا
تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ».
_________
(1) هو حديث أبِي هريرة بمعنى حديث ابن عباس.
(2) هكذا في وقع في البخاري لم يصرح بالسماع مع أنه شيخه،
وقد رواه البيهقي 7/ 135 ثم قَالَ: أخرجه البخاري في
الصحيح، فقَالَ: وقَالَ عفان ثنا سليم فذكره أهـ.
(3/290)
زَادَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ: فَقَالَ
أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ الله، فَمَا بَالُ إِبِلِي
تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأْتِي
الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا
فَيُجْرِبُهَا، فَقَالَ: «فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ».
[1774] (5770) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَني مَعْمَرٌ، عَنْ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
(بَعْدُ) (1) يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى
مُصِحٍّ» , وَأَنْكَرَ أَبُوهُرَيْرَةَ حَدِيثَ
الْأَوَّلِ، قُلْنَا: أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ لَا
عَدْوَى، فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ، قَالَ أَبُوسَلَمَةَ:
فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْفَأْلِ (5755) , وفِي بَابِ
الطِّيَرَةِ (5754) , وبَاب لَا هَامَةَ ولا صفر (5717) ,
وبَاب لَا هَامَةَ (5757) (5770) , وبَاب لَا عَدْوَى
(5733).
بَاب الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ
[1775] (5708) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا
غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرُو بْنَ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ
بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ
وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ».
وَخَرَّجَهُ في: التفسير باب قوله عَزَّ وَجَلَّ
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا
عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} (4478) , وفِي بَابِ
المنّ وَالسّلْوَى في سُورةِ الأعرافِ (4639).
_________
(1) ثابتة في الصحيح، ولا أدري أثبتت في الأصل لأنها آخر
السطر وفيه طمس.
(3/291)
بَاب اللَّدُودِ
[1776] (5713) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا
سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ.
و (5718) نا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ (1)، نا عَتَّابُ بْنُ
بَشِيرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ، عَنْ
الزُّهْرِيِّ.
و (5715) نا أَبُوالْيَمَانِ، نا شُعَيْبٌ، عَنْ
الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ
عَبْدِ الله، أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ
الْأَسَدِيَّةَ، أَسَدَ خُزَيْمَةَ، وَكَانَتْ مِنْ
الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ
بن محصن أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا قَدْ
أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ إِسْحَاقُ فِيهِ: «اتَّقُوا الله».
وقَالَ شُعَيْبٌ: «عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ
بِهَذَا الْعِلَاقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ
الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا
ذَاتُ الْجَنْبِ».
(قَالَ سُفْيَانُ:) (2) «يُسْعَطُ بها مِنْ الْعُذْرَةِ
وَيُلَدُّ بهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ».
قَالَ شُعَيْبٌ: يُرِيدُ الْكُسْتَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ:
بَيَّنَ لَنَا ثنتين وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسًا.
قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ:
أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فلَمْ يَحْفَظْ، إِنَّمَا
قَالَ: أَعْلَقْتُ عَنْهُ، حَفِظْتُهُ مِنْ فِي
الزُّهْرِيِّ، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الْغُلَامَ يُحَنَّكُ
بِالْإِصْبَعِ، وَيُدْخِلُ سُفْيَانُ فِي حَنَكِهِ،
إِنَّمَا يَعْنِي يَرْفَعُ حَنَكَهُ بِإِصْبَعِهِ وَلَمْ
يَقُلْ: أَعْلِقُوا عَلَيْهِ شَيْئًا.
_________
(1) هكذا نسبه في نسختنا وفي بعض النسخ من الصحيح مهمل غير
منسوب.
(2) زيادة مني سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ، يصح بها اللفظ
المنسوب ويشهد لها باقي الكلام.
(3/292)
خ: وَقَالَ يُونُسُ وَإِسْحَاقُ بْنُ
رَاشِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ: عَلَّقَتْ عَلَيْهِ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب ذَاتِ الْجَنْبِ (5718) , وفِي بَابِ
السَّعُوطِ بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ (5692).
بَاب ذَاتِ الْجَنْبِ
[1778] (5721) خ قَالَ (1): عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ أبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنْ
يَرْقُوا مِنْ الْحُمَةِ وَالْأُذُنِ.
قَالَ أَنَسٌ: كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَشَهِدَنِي
أَبُوطَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ
ثَابِتٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي.
بَاب حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ
[1779] (2903) (5722) خ نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ (2) , نا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ.
و (4075) نا قُتَيْبَةُ، عن سُفْيَانَ, عَنْ أبِي حَازِمٍ
قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ
النبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ،
فَسَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَكَانَ
مِنْ آخِرِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: مَا
بَقِيَ لِلنَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي.
_________
(1) في الأصل: خ نا عباد بن منصور، وهو تصحيف فالخبر معلق
عن عباد، والبخاري لم يدرك عبادا، وليس لعباد في البخاري
إلا هذا الموضع معلقا، والله أعلم.
(2) في الأصل: قتيبة، وهو تصحيف.
(3/293)
قَالَ يَعْقُوبُ: لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى
رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
البَيْضَةُ وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ،
وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ،
وفَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَلَمَّا
رَأَتْ الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً عَمَدَتْ
إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى
جُرْحِ النبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَأَ
الدَّمُ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمِجَنِّ والترس وَمَنْ تتَرَّسَ
بِتُرْسِ صَاحِبِهِ (2903) , وفِي بَابِ دَوَاءِ الْجُرْحِ
بِإِحْرَاقِ الْحَصِيرِ في الجهاد (3037) , وفِي بَابِ مَا
أَصَابَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ (4075) , وبَاب لُبْسِ
الْبَيْضَةِ (2911) , وبَاب غَسْلِ الْمَرْأَةِ أَبَاهَا
الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ (243).
بَاب الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ
[1780] (5723) خ نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ
جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ».
قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ عَبْدُ الله يَقُولُ: اكْشِفْ
عَنَّا الرِّجْزَ.
[1781] (5724) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عروة، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ
الْمُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أبِي بَكْرٍ كَانَتْ
إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا
أَخَذَتْ الْمَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ
جَيْبِهَا (1).
وخرج الأول فِي بَابِ صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا
مَخْلُوقَةٌ (4264).
[1782] (3262) عَنْ رَافِعٍ وقَالَ: «مِنْ فَوْرِ
جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ».
_________
(1) تكملته في الصحيح: قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ
نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ.
(3/294)
بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ
[1783] (5729) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ
الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ,
حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ
الْأَجْنَادِ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ
وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ
وَقَعَ بالشَّامِ.
وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي
الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ
فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ
وَقَعَ, فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ
لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ
بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نَرَى
أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ:
ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي الْأَنْصَارَ،
فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ
الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا باخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ:
ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ
هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ
الْفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ
مِنْهُمْ رَجُلَانِ، فَقَالَوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ
بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ،
فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى
ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ, قَالَ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ
الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ الله، فَقَالَ
عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ،
نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ الله إِلَى قَدَرِ الله،
أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ
عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ
أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بإذن الله
وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ الله،
قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ
مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ
عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ الله
(3/295)
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا
عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا
تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» , قَالَ: فَحَمِدَ الله
عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ.
[1784] (5732) خ وَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا
عَبْدُ الْوَاحِدِ، نا عَاصِمٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي
حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ
مَالِكٍ: يَحْيَى بِمَ مَاتَ؟ قُلْتُ: مِنْ الطَّاعُونِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».
[1785] (3473) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله،
حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أبِي النَّضْرِ, (1) عَنْ
عَامِرِ بْنِ سَعْدِ.
و (6974) نا أَبُوالْيَمَانِ، أخبرنا شُعَيْبٌ، عَنْ
الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرني عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي
وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ
سَعْدًا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْوَجَعَ فَقَالَ: «رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ
عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ ثُمَّ بَقِيَ مِنْهُ
بَقِيَّةٌ، فَتَذْهَبُ الْمَرَّةَ وَتَأْتِي الْأُخْرَى،
فَمَنْ سَمِعَ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا يُقْدِمَنَّ عَلَيْهِ
وَمَنْ كَانَ بِأَرْضٍ وَقَعَ بِهَا فَلَا يَخْرُجْ
فِرَارًا مِنْهُ».
قَالَ أَبُوالنَّضْرِ: لَا يُخْرِجْكُمْ إِلَّا فِرَارًا
مِنْهُ.
[1786] (3474) خ ونا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا دَاوُدُ
بْنُ أبِي الْفُرَاتِ، نا عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ:
سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي: «أَنَّهُ عَذَابٌ
يَبْعَثُهُ الله عَلَى مَنْ يَشَاءُ من عباده وَأَنَّ الله
جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ, لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ
يَقَعُ
_________
(1) في بعض نسخ الموطأ والصحيح خلل في هذا الحديث، شرحه
القاضي في المشارق 2/ 159.
(3/296)
الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَيْتِهِ
صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ
إِلَّا مَا كَتَبَ الله إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ
شَهِيدٍ».
وخرجه بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ الِاحْتِيَالِ والْفِرَارِ
مِنْ الطَّاعُونِ (6973) (6974) , وبَاب قوله {قُلْ لَنْ
يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (6619) ,
وباب ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني
إسرائيل (3473) (3474) , وبَاب أَجْرِ الصَّابِرِ فِي
الطَّاعُونِ (5734).
[1787] (2829) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ،
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أبِي صَالِحٍ،
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ:
الْمَطْعُونُ, وَالْمَبْطُونُ, وَالْغَرِقُ, وَصَاحِبُ
الْهَدْمِ, وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ الله».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ
(2829).
بَاب الرُّقَى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَاتِ
[1788] (5017) خ قُتَيْبَةُ، نا الْمُفَضَّلُ، عَنْ
عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ.
ح (5735) ونا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا
هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ.
و (5748) نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله
الْأُوَيْسِيُّ، نا سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي
كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ
جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ
يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ.
زَادَ عُقَيْلٌ: يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ
وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي
أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ.
(3/297)
زَادَ مَعْمَرٌ: كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ
بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا،
فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفِثُ: قَالَ كَانَ
يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ (5748) ,
وفِي بَابِ المرأة تَرقِي الرَّجُل (5751) , وفِي بَابِ
المعَوَّذَات (5016) (5017)، وباب التّعوّذ والقِراءَة
(6319).
بَاب الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ
[1789] (5737) خ نا سِيدَانُ بْنُ مُضَارِبٍ
أَبُومُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، نا أَبُومَعْشَرٍ
الْبَصْرِيُّ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ الْأَخْنَسِ أَبُومَالِكٍ،
عَنْ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ
نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[1790] (2276) خ ونا أَبُوالنُّعْمَانِ, و (5749) مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ أبِي بِشْرٍ،
عَنْ أبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ: أَنَّ
رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى
نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ،
وَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ،
فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ
أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا
بِكُمْ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ،
فَأَتَوْهُمْ وَقَالَوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ
سَيِّدَنَا لُدِغَ فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا
يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَكم شَيْءٌ؟ فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَالله إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ
وَالله لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا،
فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا
جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ،
فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ {الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} , حَتَّى كَأَنَّمَا نُشِطَ
مِنْ عِقَالَ فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ،
قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ
عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي
رَقَى:
(3/298)
لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ
الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا
عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا
رُقْيَةٌ, أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ
بِسَهْمٍ».
زَادَ أَبُوالنُّعْمَانِ: وَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله أَخَذَ
عَلَى كِتَابِ الله أَجْرًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ
عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ الله».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الشَّرْطِ فِي الرُّقْيَةِ بِقَطِيعٍ
مِنْ الْغَنَمِ (5737) , وفِي بَابِ النَّفْثِ فِي
الرُّقْيَةِ (5749) , وفِي بَابِ مَا يُعْطَى فِي
الرُّقْيَةِ عَلَى أَحْيَاءِ الْعَرَبِ بِفَاتِحَةِ
الْكِتَابِ (2276) , وفِي بَابِ فَضْلِ فَاتِحَةِ
الْكِتَابِ (5007).
بَاب رُقْيَةِ الْعَيْنِ
[1791] (5739) خ نا (مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ
بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ، نا مُحَمَّدُ
بْنُ حَرْبٍ) (1)
, نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، نا
الزُّهْرِيُّ، عَنْ
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مَا بِيْنَ القَوْسَيْنِ.
وَقَدْ زَعَمَ الذَّهَبِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ
هَذَا هُوَ الذُّهْلِيُّ (السير 6/ 283).
وقَالَ الْحَافِظُ: عِنْد الْأَكْثَر فِي الطِّبّ: عَنْ
مُحَمَّد بْن خَالِد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن وَهْب بْن
عَطِيَّة، فَوَقَعَ فِي رِوَايَة الْأَصِيلِيِّ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَالِد الذُّهْلِيُّ، وَكَذَا
هُوَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيِّ، وَأَخْرَجَ اِبْن
الْجَارُود الْحَدِيث الْمَذْكُور عَنْ مُحَمَّد بْن
يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْ مُحَمَّد بْن وَهْب الْمَذْكُور
أهـ.
قُلتُ: وسَقَطَ أَوَّلُ الإسْنَادِ عَلَى النَّاسِخِ،
فَالله أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.
وَفِي هَذَا الحَدِيثِ مِنْ لَطَائِفِ الإسْنَادِ: أَنَّهُ
نَازِلٌ لِلْبُخَارِيِّ بِالنِّسْبَةِ لِحَدِيث عُرْوَة
بْن الزُّبَيْر ثَلَاث دَرَجَات، فَإِنَّهُ أَخْرَجَ فِي
صَحِيحه ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن
مُوسَى عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ، أَحَدَهُما
فِي الصَّلاَةِ بَاب الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ
مُلْتَحِفًا بِهِ، وَالثَّانِي فِي الْعِتْق بَاب أَيُّ
الرِّقَابِ أَفْضَلُ، وَالثَّالِثَ في الدِّيَاتِ، بَاب
جَنِينِ الْمَرْأَةِ، فَكَانَ بَيْنه وَبَيْن عُرْوَة
رَجُلَانِ، وَها هُنَا بَيْنه وبين عروة خَمْسَة أَنْفُس.
وَقَدْ عَلَّقَ الْحَافِظُ عَلَى الْمَوْضِعَين اللَّذَينِ
عَلا فِيهِمَا في حَدِيثِ عُرْوَةَ فقَالَ: هَذَا مِنْ
أَعْلَى حَدِيث وَقَعَ فِي الْبُخَارِيّ، وَهُوَ فِي حُكْم
الثُّلَاثِيَّات، لِأَنَّ هِشَام بْن عُرْوَة شَيْخ شَيْخه
مِنْ التَّابِعِينَ.
وقَالَ في مَوْضِع ِكِتَابِ الدّيَاتِ: وَهَذَا فِي حُكْم
الثُّلَاثِيَّات لِأَنَّ هِشَامًا تَابِعِيّ كَمَا سَبَقَ
تَقْرِيره فِي رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى أَيْضًا
عَنْ الْأَعْمَش فِي أَوَّل الدِّيَات أهـ.
قُلتُ: وَفِي أَحَادِيثِ البُخَارِيِّ الَّتِي لَهَا
حُكْمُ الثُّلاثِيَّاتِ وَلَيْسَتْ بِثُلاَثِية جُزْء
لَطِيفٌ قَدْ جَمَعْتُهُ.
وَمِنْ لَطَائِفِ هَذَا الإسْنَادِ أَيْضا:
ما قَالَ الحافظُ: اِجْتَمَعَ فِي هَذَا السَّنَد مِنْ
الْبُخَارِيّ إِلَى الزُّهْرِيِّ سِتَّة أَنْفُس فِي نَسَق
كُلّ مِنْهُمْ اِسْمه مُحَمَّد، وَإِذَا رَوَيْنَا
الصَّحِيح مِنْ طَرِيق الْفَرَاوِيّ عَنْ الْحَفْصي عَنْ
الْكُشْمِيهَنِيِّ عَنْ الْفَرْبَرِيِّ كَانُوا عَشْرَة
أهـ.
(3/299)
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ
بنتِ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي
بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ:
«اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ».
بَاب الْعَيْنُ حَقٌّ
[1792] (5740) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، نا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ» وَنَهَى عَنْ
الْوَشْمِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الواشمة (5944).
بَاب رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ
[1793] (5741) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ
الْوَاحِدِ، نا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، نا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ,
فَقَالَتْ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ.
(3/300)
بَاب رُقْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[1794] (5744) خ نا أَحْمَدُ ابْنُ أبِي رَجَاءٍ، نا
النَّضْرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْقِي يَقُولُ.
ح و (5749) نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى، نا
سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ مُسْلِمٍ
عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ،
يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: «اللهمَّ رَبَّ
النَّاسِ, أَذْهِبْ الْبَاسَ, واشْفِهِ, فَأَنْتَ
الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا
يُغَادِرُ سَقَمًا».
زَادَ هِشَامٌ: «بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لَا كَاشِفَ لَهُ
إِلَّا أَنْتَ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَسْحِ الرَّاقِي الْوَجَعَ بِيَدِهِ
الْيُمْنَى (5750).
[1795] (5745) خ ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, و (5746)
صَدَقَةُ، نا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ
بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ
لِلْمَرِيضِ: «تُرْبَةُ أَرْضِنَا ورِيقَةِ (1) بَعْضِنَا
يُشْفَى سَقِيمُنَا».
زَادَ صدقة: «بِإِذْنِ رَبِّنَا» (2).
بَاب الطِّيَرَةِ والْفَأْلِ
[1796] (5754) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ
الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى
_________
(1) الذي ذكره القاضي والحافظ: بريقة أهـ.
(2) كذا قَالَ، وهذه اللفظة في الحديثين معا في الصحيح،
وقد زَادَ علي في أوله: " بِسْمِ اللَّهِ ".
(3/301)
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا
طِيَرَةَ, وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ» , قَالَوا: وَمَا
الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا
أَحَدُكُمْ».
[1797] (5756) خ ونَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا
هِشَامٌ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُعْجِبُنِي
الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ».
بَاب السِّحْرِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ
كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} إلَى قَوْلِهِ
{خَلَاقٍ} , وَقَوْلِهِ {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ
أَتَى} وَقَوْلِهِ {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ
تُبْصِرُونَ} وَقَوْلِهِ {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ
سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} وَقَوْلِهِ {وَمِنْ شَرِّ
النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} النَّفَّاثَاتُ
السَّوَاحِرُ، {تُسْحَرُونَ} تُعَمَّوْنَ.
[1798] (6391) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، نا
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ.
و (5766) نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا
أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ.
و (5765) نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، و (6063)
الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ،
سَأَلْتُ هِشَامًا، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ
يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنْ
السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَالك.
زَادَ الْحُمَيْدِيُّ: مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ
أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلَا يَأْتِي.
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: قَالَتْ: حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ
يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا الله وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ:
«أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ الله قَدْ أَفْتَانِي
فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ»، قُلْتُ: وَمَا ذَلكَ يَا
رَسُولَ الله؟ قَالَ: «جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ
أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ
ثُمَّ
(3/302)
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ
الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟
قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي
زُرَيْقٍ قَالَ: فِي مَاذَا؟ , قَالَ: فِي مُشْطٍ
وَمُشَاطَةٍ».
وقَالَ سُفْيَانُ: «وَمُشَاقَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ قَالَ
فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ
ذَرْوَانَ».
قَالَ أَنَسٌ: وَبِئْرُ ذَرْوَانَ فِي بَنِي زُرَيْقٍ.
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى
الْبِئْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ فَقَالَ: «هَذِهِ
الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا».
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ
فَقَالَ: «وَالله لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ
الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ
الشَّيَاطِينِ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله:
فَأَخْرَجْتَهُ، قَالَ: «لَا».
قَالَ سُفْيَانُ: فَاسْتُخْرِجَ.
وقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْرِجَ.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلَا تَنَشَّرْتَ؟
فَقَالَ: «أَمَّا الله فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ
أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ» , قَالَ أَبُوأسامة:
«مِنْهُ شَرًّا» وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَتْ: وَلَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِلْيَهُودِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالَ الْمُشَاطَةُ مَا يَخْرُجُ
مِنْ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، وَالْمُشَاقَةُ مِنْ
مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ.
(3/303)
قَالَ الْمُهَلَّبُ:
مَعْنَاهُ أَنَّهُ أَخْرَجَ الْجُفَّ بِمَا كَانَ فِيهِ
مِنْ الْمُشَاقَةِ، وَلَمْ يَنْشُرْ مَا فِيهِ لِئَلاَّ
يَرَى النَّاسُ كَيْفِيَّةَ مَا صَنَعَهُ السَّاحِرُ
فِيهَا، فَيَصْنَعُ النَّاسُ لِأَعْدَائِهِمْ مِثْلَهُ،
وَاللهُ أَعْلَمُ (1).
وَخَرَّجَهُ في: بَاب هَلْ يُعْفَى عَنْ الذِّمِّيِّ إِذَا
سَحَرَ (3175) , وفِي بَابِ هَلْ يَسْتَخْرِجُ السِّحْرَ
(5765) , وَصَدَّرَ فِيهِ:
وَقَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ، أَوْ يُؤَخَّذُ عَنْ امْرَأَتِهِ،
أَيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ يُنَشَّرُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ،
إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الْإِصْلَاحَ فَأَمَّا مَا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ سُئِلَ أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ
قَتْلٌ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُنِعَ به ذَلِكَ فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ
صَنَعَهُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب تَكْرِيرِ الدُّعَاءِ (6391) , وفِي
بَابِ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية، وَقَوْلِهِ {إِنَّمَا
بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} , {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ
لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} وَتَرْكِ إِثَارَةِ الشَّرِّ
عَلَى المُسْلِم وَالكَافِرِ (6063) , وفِي بَابِ صِفة
إِبلِيسَ وَجُنودِهِ (3268).
_________
(1) لا يخفى ما في هذا الوجه من التكلف، إذ غالبا لا يتم
فك السحر إلا باستخراجه وفك ما فيه، وقد جاء ذلك في بعض
الطرق، وينظر في شرح هذه القصة وأحكامها ما كتبته في جزء
صغير بعنوان: طرق حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وفقهه
وبيان كيفية فك السحر عن المسحور، وهو مطبوع عن دار ابن
حزم في لبنان.
(3/304)
بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ
[1799] (5767) خ ونا عَلِيٌّ، و (5445) جُمْعَةُ بْنُ
عَبْدِ الله، قَالَا: نا مَرْوَانُ، نا هَاشِمُ بنُ
هَاشِم، أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً
لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْم سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ».
زَادَ عَلِيٌّ: «إِلَى اللَّيْلِ».
(وَخَرَّجَهُ) فِي بَابِ الْعَجْوَةِ من كِتَابِ
الأَطْعِمَة (5445) , وفِي بَابِ شُرْبِ السُّمِّ
وَالدَّوَاءِ بِهِ (5775).
بَاب أَلْبَانِ الْأُتُنِ
[1800] (5781) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وقَالَ الْلَّيْثُ:
حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ:
وَسَأَلْتُهُ هَلْ يَتَوَضَّأُ أَوْ يَشْرَبُ أَلْبَانَ
الْأُتُنِ أَوْ مَرَارَةَ السَّبُعِ أَوْ أَبْوَالَ
الْإِبِلِ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ
يَتَدَاوَوْنَ بِهَا فَلَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا،
فَأَمَّا أَلْبَانُ الْأُتُنِ فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ
لُحُومِهَا وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَلْبَانِهَا أَمْرٌ
وَلَا نَهْيٌ، وَأَمَّا مَرَارَةُ السَّبُعِ قَالَ ابْنُ
شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُوإِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ
أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ
أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ.
وَخَرَّجَهُ في: الصيد (5530).
(3/305)
بَاب إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي
الْإِنَاءِ
[1801] (5782) خ نَا قُتَيْبَةُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
جَعْفَرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي
تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى بَنِي
زُرَيْقٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَقَعَ
الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ
ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي إحْدَى جَنَاحَيْهِ
شِفَاءً وَفِي الأُخْرَى دَاءً».
وَخَرَّجَهُ في: باب {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}
في بدء الخلق (3320).
(3/306)
|