المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 58 - كِتَاب الْأَدَبِ
وقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ
بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}.
بَاب مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ
[1943] (5971) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا جَرِيرٌ,
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ, عَنْ
أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ
صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:
«أُمُّكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ» , قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَبُوكَ».
بَاب لَا يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ
[1944] (5973) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ
يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ
الله وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ:
«يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ
أُمَّهُ».
بَاب عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ مِنْ الْكَبَائِرِ
[1945] (5976) خ نا إِسْحَاقُ, نا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ,
عَنْ الْجُرَيْرِيِّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي
بَكْرَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ
الْكَبَائِرِ؟» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ الله, قَالَ:
«الْإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» ,
وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: «أَلَا وَقَوْلُ
الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ, أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ
وَشَهَادَةُ الزُّورِ» , فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى
قُلْتُ: لَا يَسْكُتُ.
(3/384)
(2654) (6274) (6919) وقَالَ: نا مُسَدَّدٌ
نا بِشْرٌ (نا الْجُرَيْرِيُّ) عَنْ ابْنِ أبِي بَكْرَةَ
عَنْ أَبِيهِ وقَالَ: حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ (6919)،
وفِي بَابِ مَا قِيلَ فِي شَهَادَةِ الزُّورِ (2654)، وفِي
بَابِ قوله {وَمَنْ أَحْيَاهَا} (؟)، وفِي بَابِ لا يشهد
على جور (؟).
بَاب صِلَةِ الْمَرْأَةِ أُمَّهَا وَلَهَا زَوْجٌ
[1946] (5978) خ نا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي,
أَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ أبِي بَكْرٍ قَالَتْ:
أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ} الآية.
بَاب إِثْمِ الْقَاطِعِ
[1947] (5984) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ, أنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ,
أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
قَاطِعٌ».
بَاب مَنْ بُسِطَ لَهُ فِي الرِّزْقِ لِصِلَةِ الرَّحِمِ
[1948] (5986) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, أَخْبَرَنِي أَنَسُ
بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي
رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ
رَحِمَهُ».
(3/385)
بَاب مَنْ وَصَلَ وَصَلَهُ الله
[1949] (4832) (5987) خ نا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
عَبْدُ الله, نا مُعَاوِيَةُ بْنُ أبِي مُزَرِّدٍ,
سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الله خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى
إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا
مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ:
نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ
وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ،
قَالَ: فَهُوَ لَكِ».
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}».
وَخَرَّجَهُ في: باب قول الله {يُرِيدُونَ أَنْ
يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (7502)، وفي تفسير سورة محمد
عليه السلام، قوله {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (4830).
[1950] (5988) خ نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا
سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ,
عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرَّحِمُ
شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ:
مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».
بَاب تُبَلُّ الرَّحِمُ بِبَلَالِهَا
[1951] (5990) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ, نا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِي
خَالِدٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ, أَنَّ عَمْرَو
بْنَ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: «إِنَّ
آلَ أَبِي» , قَالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ
جَعْفَرٍ بَيَاضٌ, «لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي إِنَّمَا
وَلِيِّيَ الله وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ».
(3/386)
زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا (1)».
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَبَلَالُهَا أَصَحُّ، وَبَلَاهَا
لَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا.
بَاب لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ
[1952] (5991) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, نا
سُفْيَانُ, عَنْ الْأَعْمَشِ وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو
وَفِطْرٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ, وَلَكِنْ الْوَاصِلُ
الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا».
بَاب رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ
وَقَالَ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ
وَشَمَّهُ.
[1953] (5994) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
مَهْدِيٌّ, نا ابْنُ أبِي يَعْقُوبَ, عَنْ ابْنِ أبِي
نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ
رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ ,
فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى
هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا
ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا».
وَخَرَّجَهُ في: مناقبهما (3753).
[1954] (5998) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا
سُفْيَانُ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ
_________
(1) هَكَذَا وَقَعَ فِي الأَصْلِ، وفي الصحيح:
" أَبُلُّهَا بِبَلَاهَا " يَعْنِي أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا،
قَالَ أَبُوعَبْد اللَّهِ: بِبَلَاهَا كَذَا وَقَعَ،
وَبِبَلَالِهَا أَجْوَدُ وَأَصَحُّ، وَبِبَلَاهَا لَا
أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا أهـ.
(3/387)
الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ
أَمْلِكُ أَنْ نَزَعَ الله مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».
[1955] (5997) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, نا أَبُوسَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَبَّلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ
حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ بنُ
حَابِسٍ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ
مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ
لَا يُرْحَمُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ
(6013) (1).
[1956] (5999) خ ونَا ابْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا
أَبُوغَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ,
عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَدِمَ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ
فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا
تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ
فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُرَوْنَ
هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» , قُلْنَا: لَا
وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ:
«اللهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».
بَاب وَضْعِ الصَّبِيِّ عَلَى الْفَخِذِ
[1957] (6003) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
عَارِمٌ, نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ, يُحَدِّثُ
عَنْ أبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, يُحَدِّثُهُ
أَبُوعُثْمَانَ, عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ, كَانَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي
فَيُقْعِدُنِي
_________
(1) وهو حديث جرير: " من لا يَرْحَم لا يُرْحم ".
(3/388)
عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى
فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ:
«اللهمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا».
وَخَرَّجَهُ في: مناقب الحسن والحسين (3747).
بَاب فَضْلِ مَنْ يَعُولُ يَتِيمًا
[1958] (5304) خ نَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ, نَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ أبِي حَازِمٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ سَهْلِ
بنِ سعْدٍ, قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ
هَكَذَا» , وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى
وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب اللِّعَانِ والإشارة بالطلاق (5304).
بَاب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ
[1959] (6011) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا زَكَرِيَّاءُ, عَنْ
عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ
بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي
تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ
الْجَسَدِ، إِذَا شَكَى عُضْوًا تَدَاعَى سَائِرُ جَسَدِهِ
بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
بَاب الْوَصَاةِ بِالْجَارِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} إلَى قَوْلِهِ {مُخْتَالًا
فَخُورًا}.
[1960] (6014) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي أُوَيْسٍ
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأنصاريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوبَكْرِ بْنُ
مُحَمَّدٍ, عَنْ عَمْرَةَ, عَنْ عَائِشَةَ,
(3/389)
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي
بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
بَاب إِثْمِ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ
يُوبِقْهُنَّ: يُهْلِكْهُنَّ، مَوْبِقًا: مَهْلِكًا.
[1961] (6016) خ نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ, نا ابْنُ أبِي
ذِئْبٍ, عَنْ سَعِيدٍ, عَنْ أبِي شُرَيْحٍ, أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالله
لَا يُؤْمِنُ، وَالله لَا يُؤْمِنُ، وَالله لَا يُؤْمِنُ»
, قِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَمَنْ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا
يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ».
بَاب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ
[1962] (6135) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا
مَالِكٌ، و (6019) اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ
الْمَقْبُرِيُّ, عَنْ أبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ:
سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، حِينَ
تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ
جَائِزَتَهُ» , قَالَ: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ
الله؟ قَالَ: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ
ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ
صَدَقَةٌ عَلَيْهِ».
زَادَ مَالِكٌ: «وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ
عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ».
«وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ (6476)، وفِي
بَابِ إِكْرَامِ الضَّيْفِ (6135).
(3/390)
بَاب لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا
[1963] (6029) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا جَرِيرٌ, عَنْ
الْأَعْمَشِ, عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ, عَنْ مَسْرُوقٍ
قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو حِينَ
قَدِمَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْكُوفَةِ فَذَكَرَ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ
فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا.
وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ
خُلُقًا».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَمَا
يُكْرَهُ مِنْ الْبُخْلِ (6035)، وفِي بَابِ صفة النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3559).
[1964] (6031) خ ونَا أَصْبَغُ, أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ,
قَالَ: أَخْبَرَني أَبُويَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ
هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا، وكَانَ
يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ: «مَا لَهُ
تَرِبَ جَبِينُهُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب ما يُنهى مِن السّبابِ واللَّعْنِ
(6046).
[1965] (6054) خ نا صَدَقَةُ, نا ابْنُ عُيَيْنَةَ,
سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ.
خ, و (6032) نَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى, نا مُحَمَّدُ بْنُ
سَوَاءٍ, نا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ
رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو
الْعَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ» فَلَمَّا
جَلَسَ.
قَالَ سُفْيَانُ: أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ.
تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ
الرَّجُلُ قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، حِينَ
رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا.
(3/391)
قَالَ سُفْيَانُ: أَلَنْتَ لَهُ
الْكَلَامَ.
ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ،
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ
النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ
تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ اغْتِيَابِ أَهْلِ
الْفَسَادِ وَالرِّيَبِ (6054).
وقَالَ فِيهِ سُفْيَانُ: «اتِّقَاءَ فُحْشِهِ».
وفِي بَابِ الْمُدَارَاةِ عَلَى النَّاسِ (6131).
بَاب حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ
الْبُخْلِ
[1966] (6034) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ, عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ
جَابِرًا يَقُولُ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لَا.
بَاب الْمِقَةِ مِنْ الله
[1967] (7485) خ ونا إِسْحَاقُ, نا عَبْدُ الصَّمَدِ, نا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ, عَنْ
أَبِيهِ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عن
النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا
أَحَبَّ الله العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ الله
أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبِبْهُ جِبْرِيلُ,
فيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ الله قَدْ
أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ
السَّمَاءِ ثم يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ
الْأَرْضِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ (3209) , وفي
الصفات بَاب كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ وَنِدَاءِ
الله الْمَلَائِكَةَ (7485).
(3/392)
بَاب
قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الآية
[1968] (4942) خ نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
وُهَيْبٌ, نا هِشَامٌ.
خ و (6042) نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ,
عَنْ هِشَامِ بن عروة, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ الله
بْنِ زَمْعَةَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ يَضْحَكَ الرَّجُلُ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ
الْأَنْفُسِ.
وقَالَ وُهَيْبٌ: «لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا
يَفْعَلُ».
بَاب مَا يُنْهَى مِنْ السِّبَابِ وَاللَّعْنِ
[1969] (6048) خ نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَني
أَبِي, نا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ
ثَابِتٍ, سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، رَجُلًا مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
(قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا فَاشْتَدَّ
غَضَبُهُ حَتَّى انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (1): «إِنِّي
لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ
الَّذِي يَجِدُ» , فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ
فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَقَالَ: تَعَوَّذْ بِالله مِنْ الشَّيْطَانِ,
فَقَالَ: أَتَرَى بِي بَأْسًا، أَمَجْنُونٌ أَنَا اذْهَبْ.
وَخَرَّجَهُ في باب ما يحذر من الغضب (6115)، وباب صفة
إبليس وجنوده (3282).
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مابين القوسين مِنْ
انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(3/393)
بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ النَّمِيمَةِ
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}
وقوله {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} , يَلْمِزُ
وَيَهْمِزُ: يَعِيبُ.
[1970] (6056) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ
مَنْصُورٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ هَمَّامٍ قَالَ:
كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا
يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ
حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ».
بَاب مَا يُنْهَى عَنْ التَّحَاسُدِ وَالتَّدَابُرِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا
حَسَدَ}.
[1971] (6077) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ أبِي
أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ.
[1972] (6065) خ ونا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أخبرني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
[1973] (6064) ونَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الله, أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ
فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا
ولا تَدَابَرُوا, وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخْوَانًا».
زَادَ أَنَسٌ: «وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ
أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».
زَادَ أَبُوأَيُّوبُ: «فيَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا
وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ
بِالسَّلَامِ».
(3/394)
وَخَرَّجَهُ في: بَاب قوله {يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}
(6066) , وفِي بَابِ الْهِجْرَةِ (6076) (6077) , وبَاب
السَّلَامِ لِلْمَعْرِفَةِ وَغَيْرِ الْمَعْرِفَةِ (6237).
بَاب مَا يُكْرَهُ (1) مِنْ الظَّنِّ
[1974] (6068) خ نَا ابْنُ بُكَيْرٍ، و (6067) سَعِيدُ
بْنُ عُفَيْرٍ، نا اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَظُنُّ
فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا».
زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: «الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ».
بَاب سَتْرِ الْمُؤْمِنِ عَلَى نَفْسِهِ
[1975] (6069) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله,
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ ابْنِ أَخِي ابْنُ
شِهَابٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
الله قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرُونَ (2) ,
وَإِنَّ مِنْ المُجانةِ (3) أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ
بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ الله
عَلَيْهِ (4)، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ
الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ
رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ الله عَنْهُ».
_________
(1) هكذا ترجم في النسخة، وقد اختلفت فيه النسخ، حتى عن
الأصيلي، والرواية الأخرى: مَا يَجُوز مِنْ الظَّنّ، وَفِي
رِوَايَة: مَا يَكُون، انظر المشارق 1/ 261.
(2) كذا وقع في الأصل وفي بعض الروايات، وهو جائز على مذهب
أهل الكوفة، والباقون رووا: إلا المجاهرين، انظر توجيه ذلك
في الفتح.
(3) في هذا الحرف روايات أخرى ذكرها القاضي في المشارق (1/
255)، والحافظ في الفتح.
(4) في الأصل: عنه، وضبب عليها، والمثبت من الصحيح.
(3/395)
بَاب الْكِبْرِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} مُسْتَكْبِرٌ فِي
نَفْسِهِ، قَالَ: عِطْفُهُ رَقَبَتُهُ.
[1976] (6071) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ, نا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ, عَنْ
حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا
أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، كُلُّ ضَعِيفٍ
مُتَضَاعِفٍ لَوْ يٌقْسِمُ عَلَى الله لَأَبَرَّهُ، أَلَا
أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ، كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ
مُسْتَكْبِرٍ».
[1977] (6072) خ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى (1): نا
هُشَيْمٌ, نا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ, نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
قَالَ: كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.
خرج الأول فِي بَابِ الكبر من كتاب الأدب (6071)، وفي
تفسير قوله {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (4918).
بَاب الْهِجْرَةِ
[1978] (3505) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا
اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوالْأَسْوَدِ, عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ عَبْدُ الله بْنُ
الزُّبَيْرِ, أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي
بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا
تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ الله إِلَّا
تَصَدَّقَتْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ
يُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى
يَدَيَّ، عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ.
_________
(1) هو أَبُوجعفر ابن الطباع، وَهُوَ ثِقَة مشهور، عَارف
بِحَدِيثِ هُشَيْمٍ، حَتَّى قَالَ عَلِيّ بْن
الْمَدِينِيّ: سَمِعْت يَحْيَى الْقَطَّان وَابْن مَهْدِيّ
يَسْأَلَانِهِ عَنْ حَدِيث هُشَيْمٍ.
(3/396)
[1979] (6073) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ,
أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنِ الطُّفَيْلِ (1) وَهُوَ ابْنُ
أَخِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِأُمِّهَا، أَنَّ عَائِشَةَ حُدِّثَتْ: أَنَّ
عَبْدَ الله بْنَ الزُّبَيْرِ, قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ
عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَالله لَتَنْتَهِيَنَّ
عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ:
أَهُوَ قَالَ هَذَا؟ قَالَوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ
لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ
الزُّبَيْرِ أَبَدًا. فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
إِلَيْهَا حِينَ طَالَتْ الْهِجْرَةُ.
زَادَ الْلَّيْثُ: بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَبِأَخْوَالِ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقَالَتْ: لَا وَالله لَا أُشَفِّعُ
فِيهِ أَبَدًا، وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي.
فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ
الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي
زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِالله لَمَّا
أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ
لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي.
[زَادَ الْلَّيْثُ] (2): فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ
أَخْوَالُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ
يَغُوثَ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: إِذَا
اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِمْ الْحِجَابَ.
قَالَ: وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ
لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ (3).
_________
(1) كذا ثبت في النسخة، وهو عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ
الطُّفَيْلِ.
(2) زيادة مني لأصحح مساق الحديثين.
(3) هكذا ذكره الناسخ في المتن ولم يسق إسناده، فأخشى أن
في هذا الموضع سقط، وهذا السطر رواه البخاري في مناقب قريش
فقَالَ: نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ نا اللَّيْثُ عَنْ
عُقَيْلٍ عَنْ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ
بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ
بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَإِنَّمَا نَحْنُ
وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ
وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ.
وَقَالَ الْلَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُوالْأَسْوَدِ
مُحَمَّدٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ذَهَبَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي
زُهْرَةَ إِلَى عَائِشَةَ، وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ
عَلَيْهِمْ لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3/397)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَقْبَلَ بِهِ
الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ
بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ
فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ الله
وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا،
قَالَوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَم ادْخُلُوا كُلُّكُمْ،
وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ،
فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ
فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ, فَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي،
وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ بن مخرمة وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا مَا كَلَّمَتْ وَقَبِلَتْ مِنْهُ،
وَيَقُولَانِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَهَى عَمَّا قَدْ عَمِلْتِ (1) مِنْ
الْهِجْرَةِ، وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ
يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ.
فَلَمَّا كَثَّرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنْ التَّذْكِرَةِ
وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا
وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ وَالنَّذْرُ
شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ
الزُّبَيْرِ.
زَادَ الْلَّيْثُ: وَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ
فَأَعْتَقَتْهُمْ، فلَمْ تَزَلْ حَتَّى بَلَغَتْ
أَرْبَعِينَ.
وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً،
وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَتَبْكِي
حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.
زَادَ الْلَّيْثُ: وَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُه
حِينَ جَعَلْتُ (2) عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغُ مِنْهُ.
وَخَرَّجَهُ في: مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ (3503).
_________
(1) كذا كتب في الأصل، وكتب في هامشها: علمت، وهما روايتان
عنده.
(2) في بعض نسخ الصحيح: حَلَفْتُ.
(3/398)
بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ الْهِجْرَانِ لِمَنْ
عَصَى
وَقَالَ كَعْبٌ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ونُهِيَ الْمُسْلِمُونَ (1) عَنْ
كَلَامِنَا وَذَكَرَ خَمْسِينَ لَيْلَةً.
[1980] (6078) خ نَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ (2) , أنا
عَبْدَةُ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَعْرِفُ غَضَبَكِ
وَرِضَاكِ» , قَالَتْ: قُلْتُ: وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَاكَ
يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «إِنَّكِ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً
قُلْتِ: بَلَى وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ
سَاخِطَةً قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ» , قَالَتْ:
قُلْتُ: أَجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ إِلَّا اسْمَكَ.
بَاب الْإِخَاءِ وَالْحِلْفِ
[1981] (6083) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَبَّاحٍ, نا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ, نا عَاصِمٌ قَالَ: قُلْتُ
لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا حِلْفَ فِي
الْإِسْلَامِ؟» , فَقَالَ: قَدْ حَالَفَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ
فِي دَارِي.
بَاب (3)
[1982] (6027) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا
سُفْيَانُ, عَنْ أبِي بُرْدَةَ, أَخْبَرَنِي جَدِّي
أَبُوبُرْدَةَ, عَنْ أَبِيهِ أبِي مُوسَى, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ,
ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
_________
(1) كذا في النسخة، وفي الصحيح: وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ.
(2) في بعض النسخ غير منسوب، وهو منسوب في هذه النسخة.
(3) هكذا ثبت في النسخة، وهو في بعض نسخ الصحيح: بَاب
تَعَاوُن الْمُؤْمِنِينَ بَعْضهمْ بَعْضًا.
(3/399)
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ جَالِسًا، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أَوْ
طَالِبُ حَاجَةٍ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ:
«اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ الله عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّهِ مَا شَاءَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب المشيئة والإرادة (7476).
بَاب التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ
[1983] (6092) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, نا ابْنُ
وَهْبٍ, نا عَمْرٌو, أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُتَجَمِّعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ
لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.
بَاب
قَوْلِه {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وَمَا يُنْهَى
عَنْ الْكَذِبِ
[1984] (6094) خ نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ, نا
جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ
الله, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ
الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ
لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ
يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي
إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى
يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا».
بَاب الْهَدْيِ الصَّالِحِ
[1985] (3762) خ نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا شُعْبَةُ,
عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, بْنِ
يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ
السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَأْخُذَ عَنْهُ.
(3/400)
ح, و (6097) نَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ:
أَحَدَّثَكُمْ الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا
قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَشْبَهَ
النَّاسِ دَلًّا وَسَمْتًا وَهَدْيًا بِرَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ
حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ
إِلَيْهِ، لَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا
خَلَا.
وَخَرَّجَهُ في: مَنَاقِبِ ابْنِ مَسْعُودٍ (3762).
بَاب الصَّبْرِ والْأَذَى (1)
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
[1986] (6099) خ نَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَني يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ, عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ,
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيِّ, عَنْ أبِي مُوسَى, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ، أَوْ
لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ الله،
إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَإِنَّهُ
لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ».
وَخَرَّجَهُ في: الأسماء باب قوله {إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (7378).
بَاب الْحَذَرِ مِنْ الْغَضَبِ
لِقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ
كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا
هُمْ يَغْفِرُونَ} وَقَوْلِهِ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي
السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}.
[1987] (6114) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا
مَالِكٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ
بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ
نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».
_________
(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح: بَاب الصَّبْرِ عَلَى
الْأَذَى.
(3/401)
بَاب الْحَيَاءِ
[1988] (6117) خ نَا آدَمُ نا شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ,
عَنْ أبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ
عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا
بِخَيْرٍ».
فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ:
إِنَّ مِنْ الْحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنْ الْحَيَاءِ
سَكِينَةً، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ.
[1989] (6119) خ نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ, أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ مَوْلَى أَنَسٍ هو عَبْدُ
الرحمن بْنُ أبِي عُتْبَةَ (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
سَعِيدٍ الخدريّ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي
خِدْرِهَا.
وَخَرَّجَهُ في: باب صفة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ (3562).
بَاب إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
[1990] (6120) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا زُهَيْرٌ,
نا مَنْصُورٌ, عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ, نا
أَبُومَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ
كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْييِ
فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب بني إسرائيل (3483).
_________
(1) هكذا سماه في النسخة، وفي بعض النسخ: قَالَ أَبُوعَبْد
اللَّهِ يعني البخاري: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي
عُتْبَةَ، وقد اختلفت فيه النسخ، والأرجح أن اسمه عبد
الله، والله أعلم.
(3/402)
بَاب الِانْبِسَاطِ إِلَى النَّاسِ
[1991] (6130) خ ونا مُحَمَّدٌ. نا أَبُومُعَاوِيَةَ, نا
هِشَامٌ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ
أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ
مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ،
فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي.
بَاب الْمُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ
وَيُذْكَرُ عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي
وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ.
قَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا حُلمَ إِلَّا لِذِي تَجْرِبَةٍ
(1). [1992] (6133) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ
عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ
الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».
بَاب إِكْرَامِ الضَّيْفِ
[1993] (6137) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أبِي حَبِيبٍ, عَنْ أبِي الْخَيْرِ, عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا
رَسُولَ الله، إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ
فَلَا يَقْرُونَا، فَمَاذا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ نَزَلْتُمْ
بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ
فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ
حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ».
_________
(1) هكذا ثبت في نسختنا، وفي بعض نسخ الصحيح: لَا حَكِيمَ
إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ أهـ.
(3/403)
|