المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 59 - كِتَاب الِاسْتِئْذَانِ
بَاب بَدْءِ السَّلَامِ
[2017] (3326) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، و (6227)
يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ
مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَلَقَ
الله آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا،
فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى
أُولَئِكَ, نفَرٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٍ،
فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ
وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ، قَالَوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ
الله، فَزَادَوهُ رَحْمَة الله، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ -
يَعْنِي الْجَنَّةَ - عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلْ
الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ».
لَمْ يَقُلْ عَبْدُاللهِ: «عَلَى صُورَتِهِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب الأنبياء باب خلق آدم وذريته (3326).
بَاب
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا
غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} إلَى قَوْلِهِ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ
مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أبِي الْحَسَنِ لِلْحَسَنِ: إِنَّ
نِسَاءَ الْعَجَمِ يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ
وَرُءُوسَهُنَّ، قَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ.
بَاب
قَوْل الله عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}
قَالَ قَتَادَةُ: عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُمْ.
(3/415)
{خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} النَّظَر إِلَى
مَا نُهِيَ عَنْهُ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي النَّظَرِ إِلَى الَّتِي لَمْ
تَحِضْ مِنْ النِّسَاءِ: لَا يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى
شَيْءٍ مِنْهُنَّ وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً.
وَكَرِهَ عَطَاءٌ النَّظَرَ إِلَى الْجَوَارِي يُبَعْنَ
بِمَكَّةَ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ أَنْ يَشْتَرِيَ.
[2018] (6229) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
أَبُوعَامِرٍ, نا زُهَيْرٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ,
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ في
الطُّرُقَاتِ»، فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله، مَا لَنَا
مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ:
«فإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا
الطَّرِيقَ حَقَّهَا» , قَالَوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ
يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ
الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ
بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ».
بَاب تَسْلِيمِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ والرَّاكِبِ
عَلَى الْمَاشِي والْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ والصَّغِيرِ
عَلَى الْكَبِيرِ
[2019] (6232) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ (1) , نا
مَخْلَدٌ, نا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ,
أَنَّهُ سَمِعَ ثَابِتًا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
زَيْدٍ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسَلِّمُ
الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى
الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ».
_________
(1) منسوب في نسختنا، غير منسوب في بعض النسخ، والقاعدة أن
محمدًا شيخ البخاري الذي يحدثه عن مخلد هو ابن سلام، والله
أعلم.
(3/416)
[2020] (6234) وقَالَ (1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ,
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى
الْكَبِيرِ».
بَاب التَّسْلِيمِ عَلَى الصِّبْيَانِ
[2021] (6247) خ نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ (2) ,
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ, عَنْ سَيَّارٍ, عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّهُ مَرَّ
عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ.
بَاب التَّسْلِيمِ وَالِاسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا
[2022] (6245) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُفْيَانُ, نا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ, عَنْ بُسْرِ بْنِ
سَعِيدٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
[2023] (7353) ونا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى, نا ابْنُ
جُرَيْجٍ.
_________
(1) في الأصل: ونا إبراهيم، وهو تصحيف، فإن البخاري لم
يدرك إبراهيم، بينهما في هذا الحديث رجلان.
قَالَ ابن حجر: وَصَلَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب
الْمُفْرَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبِي عَمْرو
حَدَّثَنِي أبِي حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ
بِهِ سَوَاء، وَأَبُو عَمْرو هُوَ حَفْص بْن عَبْد اللَّه
بْن رَاشِد السُّلَمِيُّ قَاضِي نَيْسَابُور، وَوَصَلَهُ
أَيْضًا أَبُونُعَيْم مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن
الْعَبَّاس، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق أبِي حَامِد بْن
الشَّرَفِيّ كِلَاهُمَا عَنْ أَحْمَد بْن حَفْص بِهِ.
وَأَمَّا قَوْل الْكَرْمَانِيّ: عَبَّرَ الْبُخَارِيّ
بِقَوْلِهِ (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ) لِأَنَّهُ سَمِعَ
مِنْهُ فِي مَقَام الْمُذَاكَرَة فَغَلَط عَجِيب، فَإِنَّ
الْبُخَارِيّ لَمْ يُدْرِك إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ
فَضْلًا عَنْ أَنْ يَسْمَع مِنْهُ، فَإِنَّهُ مَاتَ قَبْل
مَوْلِد الْبُخَارِيّ بِسِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَة، وَقَدْ
ظَهَرَ بِرِوَايَتِهِ فِي الْأَدَب أَنَّ بَيْنَهمَا فِي
هَذَا الْحَدِيث رَجُلَيْنِ أهـ.
وقد رواه البيهقي في السنن (9/ 203) ثم قَالَ: اخرجه
البخاري في الصحيح، فقَالَ: وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بن طهمان
أهـ
(2) في الأصل: خ نا محمد بن علي بن الجعد أخبرنا شعبة، وهو
تصحيف.
(3/417)
و (2062) نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ,
أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ, لفظه, حدثنا ابْنُ
جُرَيْجٍ قَالَ: حدثني عَطَاءٌ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
عُمَيْرٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُومُوسَى عَلَى عُمَرَ
فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولًا فَرَجَعَ أَبُومُوسَى،
فَفَزِع (1) عُمَرُ فَقَالَ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ
عَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ، ائْذَنُوا لَهُ، قِيلَ: قَدْ
رَجَعَ.
قَالَ يَحْيَى فِيهِ: فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ
عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ
بِهَذَا، قَالَ: فَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ
لَأَفْعَلَنَّ بِكَ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ
الْأَنْصَارِ.
قَالَ أَبُوسَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: كُنْتُ جَالِسًا فِي
مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ
أَبُومُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ، فَقَالَ: اسْتَأْذَنْتُ
عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ،
قَالَ: مَا مَنَعَكَ؟ قُلْتُ: اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا
فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ، وَقَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اسْتَأْذَنَ
أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ» ,
فَقَالَ: وَالله لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بَيِّنَةً،
أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ أبِي بْنُ كَعْبٍ: وَالله لَا
يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَكُنْتُ
أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
ذَلِكَ.
زَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقَالَ عُمَرُ: أخَفِيَ عَلَيَّ
هَذَا مِنْ أَمْرِ رسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، يَعْنِي
الْخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْخُرُوجِ فِي التِّجَارَةِ،
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ}
(2062) , وفِي بَابِ الْحُجَّةِ عَلَى مَنْ قَالَ إِنَّ
أَحْكَامَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَتْ ظَاهِرَةً, الباب، (7353).
_________
(1) كذا في الأصل، وهو صحيح بمعنى: انتبه وانتهى عما كان
يصنع، والرواية الأخرى: ففرغ.
(3/418)
بَاب إِذَا قَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقَالَ:
أَنَا
[2024] (6250) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ, سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: أَتَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَيْنٍ
كَانَ عَلَى أبِي فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَقَالَ: «مَنْ
ذَا؟» فَقُلْتُ: أَنَا, فَقَالَ: «أَنَا أَنَا» ,
كَأَنَّهُ كَرِهَهَا.
بَاب الِاحْتِبَاءِ بِالْيَدِ وَهُوَ الْقُرْفُصَاءُ
[2025] (6273) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي غَالِبٍ, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ نَافِعٍ,
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ
مُحْتَبِيًا بِيَدِهِ هَكَذَا.
بَاب مَنْ زَارَ قَوْمًا فَقَالَ عِنْدَهُمْ
[2026] (6281) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الله الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ
ثُمَامَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ, كَانَتْ
تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ،
قَالَ: فَإِذَا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ فَجَمَعَتْهُ
فِي قَارُورَةٍ ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ، قَالَ:
فَلَمَّا حَضَرَتْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى
أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ:
فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ.
بَاب مَنْ نَاجَى بَيْنَ يَدَيْ النَّاسِ وَمَنْ لَمْ
يُخْبِرْ بِسِرِّ صَاحِبِهِ فَإِذَا مَاتَ أَخْبَرَ بِهِ
[2027] (3625) خ نا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُرْوَةَ,
عَنْ عَائِشَةَ، و (3626) نا أَبُونُعَيْمٍ, نا
زَكَرِيَّاءُ, عَنْ فِرَاسٍ، و (6285) نَا
(3/419)
مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ أبِي
عَوَانَةَ, نا فِرَاسٌ, عَنْ عَامِرٍ, عَنْ مَسْرُوقٍ
قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِيِنَ:
إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا
وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، لَا وَالله
مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ
بها، وقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» , ثُمَّ أَجْلَسَهَا
عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا
فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا
سَارَّهَا الثَّانِيَةَ إِذَا هِيَ تَضْحَكُ.
فقَالَ زَكَرِيَّاءُ: قَالَت: فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ
كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ.
قَالَ أَبُوعَوَانَةَ: قَالَت: فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ
بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا ثُمَّ
أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ سَأَلْتُهَا عَمَّا
سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا
تُوُفِّيَ قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي
عَلَيْكِ مِنْ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي، قَالَتْ:
أَمَّا الْآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي قَالَتْ: أَمَّا
حِينَ سَارَّنِي فِي الْأَمْرِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ
أَخْبَرَنِي: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ
بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ قَدْ
عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى
الْأَجَلَ إِلَّا قَدْ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي الله
وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ»
قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا
رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ, قَالَ: «يَا
فَاطِمَةُ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ
نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ
الْأُمَّةِ».
زَادَ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَت: ثُمَّ سَارَّنِي
فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ
فَضَحِكْتُ.
وَخَرَّجَهُ في: علامات النبوة (3623 3626) , وفِي بَابِ
مرض النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، الباب
(4433).
(3/420)
بَاب لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ
ثَالِثٍ
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} الآيتين إِلَى
{خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
[2028] (6290) خ نَا عُثْمَانُ, نا جَرِيرٌ, عَنْ
مَنْصُورٍ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ الله قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا
كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى رَجُلَانِ دُونَ
الْآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ, أَجْلَ أَنْ
يُحْزِنَهُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ
ثَلَاثَةٍ فَلَا بَأْسَ بِالْمُسَارَّةِ وَالْمُنَاجَاةِ
(6290).
بَاب السِّرِّ
[2029] (6289) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ صَبَّاحٍ, نا
مُعْتَمِرٌ, سَمِعْتُ أبِي سَمِعْتُ, أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ:
أَسَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَيَّ سِرًّا فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ،
وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا
بِهِ.
بَاب لَا تُتْرَكُ النَّارُ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ
النَّوْمِ
[2030] (6294) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, نا
أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله, عَنْ
أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ
بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ
بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ
لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ».
[2031] (3304) (5623) خ نا إِسْحَاقُ, نا رَوْحٌ, نا ابْنُ
جُرَيْجٍ, أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ.
خ، و (6295) نَا قُتَيْبَةُ, نا حَمَّادٌ, عَنْ كَثِيرٍ,
عَنْ عَطَاءٍ.
(3/421)
و (6296) نَا حَسَّانُ بْنُ أبِي عَبَّادٍ,
نا هَمَّامٌ, نا عَطَاءٌ, عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْفِئُوا
الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ».
زَادَ كَثِيرٌ: «فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ
الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ».
قَالَ ابنْ جُرَيْجٍ: «وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ
وَاذْكُرُوا اسْمَ الله فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ
غَلَقًا، وإِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ
فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ
حِينَئِذٍ».
زَادَ كَثِيرٌ: «فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا
وَخَطْفَةً».
قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ: «فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ
اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَوْكِ سقاءَك، وَاذْكُرِ اسْمَ
الله، وَخَمِّرْ إناءكَ وَاذْكُرْ اسْمَ الله، وَلَوْ أَنْ
تَعْرُضَ عَلَيْهِ شَيْئًا».
وَخَرَّجَهُ في: باب غلق الآنية بالليل (6296) , وفِي
بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ
دَابَّةٍ} (3304).
بَاب الْخِتَانِ بَعْدَ الْكِبَرِ وَنَتْفِ الْإِبْطِ
[2032] (3356) (6298) خ نا قُتَيْبَةُ, نا مُغِيرَةُ بنُ
عَبْدِالرَّحَمْنِ.
و (6298) نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ
أبِي حَمْزَةَ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ
بِالْقَدُومِ - مُخَفَّفَةً -».
وقَالَ مُغِيرَةُ عَنْهُ (1): «وهو ابن ثَمَانِينَ سَنَةً
بِالْقَدُّومِ» وَهُوَ مَوْضِعٌ.
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3356).
_________
(1) أي عن أبِي الزناد.
وفي صحيح البخاري: قَالَ أَبُوعَبْد اللَّهِ: وَقَالَ
مُشَدَّدٌ، يعني حديث قتيبة.
(3/422)
[2033] (6299) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحِيمِ، نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، هو الختلي،
نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ
أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:
سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَنَا
يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ، قَالَ: وَكَانُوا لَا يَخْتِنُونَ
الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ.
(6300) خ: وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ
أبِي إِسْحَاقَ, السَّنَدَ، قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا خَتِينٌ.
بَاب مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ
[2034] (6302) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا إِسْحَاقُ هُوَ
ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَنَيْتُ بِيَدِي بَيْتًا يُكِنُّنِي مِنْ
الْمَطَرِ، وَيُظِلُّنِي مِنْ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي
عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله.
[2035] (6303) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا
سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: فقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَالله
مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ
نَخْلَةً، مُنْذُ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَهْلِهِ، فقَالَ:
وَالله لَقَدْ بَنَى، قلت: قَالَ سُفْيَانُ: فَلَعَلَّهُ
(1) قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ.
_________
(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: قَالَ.
(3/423)
|