المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 61 - كِتَاب الرَّقَائِقِ
[2065] (6412) خ نَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا
عَبْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أبِي هِنْدٍ, عَنْ
أَبِيهِ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ
فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ
وَالْفَرَاغُ».
بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ»
[2066] (6416) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُوالمُنْذِرِ
الطُّفَاوِيُّ, عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ
قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا
كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ».
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا
تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا
تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ،
وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
بَاب فِي الْأَمَلِ وَطُولِهِ
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} وَقَوْلِهِ تعالى
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ
الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ: ارْتَحَلَتْ
الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ
مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ،
فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ
أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا
حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ.
(3/437)
[2067] (6418) خ نَا مُسْلِمُ بنُ إبراهيم,
نا هَمَّامٌ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي
طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ.
[2068] و (6417) نا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ, نا يَحْيَى,
عَنْ سُفْيَانَ, حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ مُنْذِرٍ, عَنْ
رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ, عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: خَطَّ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا
مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا
مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي
الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، فَقَالَ:
«هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ
قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ
أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ،
فَإِنْ أَخْطَأَ هَذَا نَهَسَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَ
هَذَا نَهَسَهُ هَذَا».
زَادَ أَنَسٌ: قَالَ: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ
جَاءَهُ الْخَطُّ الْأَقْرَبُ».
بَاب مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ الله
إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ
لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا
يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}
يَعْنِي الشَّيْبَ.
[2069] (6419) خ نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ, نا
عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ, عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْغِفَارِيِّ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ الله
إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَ سِتِّينَ
سَنَةً».
[2070] (6420) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا عَبْدُ
الله بْنُ سَعِيدٍ أَبُوصَفْوَانَ, نا يُونُسُ, عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ,
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ
قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ فِي حُبِّ
الدُّنْيَا وَطُولِ الْأَمَلِ».
(3/438)
[2071] (6421) خ ونَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ, نا هِشَامٌ, نا قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ
اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ».
بَاب الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله
[2072] (6424) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ, عَنْ عَمْرٍو مولى الْمُطَّلِبِ, عَنْ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ
عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ
الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ».
بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ زَهَرَةِ الدُّنْيَا
وَالتَّنَافُسِ فِيهَا
[2073] (6427) خ نَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي
مَالِكٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ
أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ الله لَكُمْ
مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ».
بَاب ذَهَابِ الصَّالِحِينَ
[2074] (4156) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى, نا عِيسَى,
عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْسٍ.
و (6434) نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ, نا أَبُوعَوَانَةَ,
عَنْ بَيَانٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ, عَنْ
مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ
الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ
الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ، لَا يُبَالِيهِمْ الله
بَالَةً».
وقَالَ إِسْمَاعِيلُ: «لَا يَعْبَأُ الله بِهِمْ».
(3/439)
وَخَرَّجَهُ في: المغازي في عمرة الحديبية
(4156).
بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}.
[2075] (6436) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ, عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ,
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ
لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ
إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ».
[2076] (6437) زَادَ مُحَمَّدُ بن سَلَامٍ, نا مَخْلَدُ
بنُ يزيد, نا ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَطَاءً، وقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَا أَدْرِي مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ
لَا؟.
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى
الْمِنْبَرِ.
(6438) وقَالَ فِيهِ: «مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ».
[2077] (6440) خ: وَقَالَ لَنَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسِ بنِ
مالكٍ, عَنْ أبِي قَالَ: كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ
الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ.
بَاب مَا قَدَّمَ مِنْ مَالِهِ فَهُوَ لَهُ
[2078] (6442) خ نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا
الْأَعْمَشُ, حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ, عَنْ
الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ, قَالَ عَبْدُ الله: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّكُمْ
مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟» ,
قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا
مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ, قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا
قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ (1) مَا أَخَّرَ».
_________
(1) زل الناسخ فكتب هنا: وماله ما أخر.
(3/440)
بَاب الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
وَقَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا
نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} الآيات إِلَى
{هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَعْمَلُوهَا ولَا بُدَّ
مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهَا.
[2079] (6446) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا
أَبُوبَكْرٍ, نا أَبُوحُصَينٍ (1) , عَنْ أبِي صَالِحٍ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ
الْعَرَضِ، لَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ».
بَاب فَضْلِ الْفَقْرِ
[2080] (6449) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا سَلْمُ بْنُ
زُرَيْرٍ, نا أَبُورَجَاءٍ, عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا
الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ
أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ».
وَخَرَّجَهُ في: بدء الخلق (3241)، وفي عيش النبي صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتبويب (6449) , وفِي بَابِ صفة
الجنة وأنها مخلوقة (6546).
بَاب كَيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَتَخَلِّيهِمْ مِنْ الدُّنْيَا
[2081] (7324) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا حَمَّادُ
بنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا
عِنْدَ أبِي هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ
مِنْ كَتَّانٍ، فَتَمَخَّطَ فَقَالَ: بَخْ بَخْ
أَبُوهُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ
رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ
رَسُولِ الله صَلَّى
_________
(1) هَكَذَا ضَبَطَهُ فِي الأَصْلِ، والأشهر فتح أوله.
(3/441)
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُجْرَةِ
عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيهِ (1)، فَيَجِيءُ الْجَائِي
فَيَضَعْ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِه، وَيُرَى أَنِّي
مَجْنُونٌ وَمَا بِي (مِنْ جُنُونٍ مَا بِي) (2) إِلَّا
الْجُوعُ.
[2082] (5375) خ نا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى, نا مُحَمَّدُ
بْنُ فُضَيْلٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ.
[2083] (6452) ونا أَبُونُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ
هَذَا الْحَدِيثِ نا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ, نا مُجَاهِدٌ,
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: الله الَّذِي لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي
عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ
الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ.
وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي
يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُوبَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ
عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا
لِيَسْتَشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ
بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَا
سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ
يَفْعَلْ.
وقَالَ أَبُوحَازِمٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَصَابَنِي
جَهْدٌ شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ الله، فَدَخَلَ
دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ، فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ
فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنْ الْجَهْدِ فَإِذَا رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي
فَقَالَ: «يَا أَبَا هِرّ» , فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ
الله وَسَعْدَيْكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَقَامَنِي
وَعَرَفَ الَّذِي بِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ
فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ.
وقَالَ مُجَاهِدٌ: مَرَّ أَبُوالْقَاسِمِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا
فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا
هِرٍّ» , قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله، قَالَ:
«الْحَقْ» , وَمَضَى فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ
فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي
قَدَحٍ فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ
_________
(1) كذا أعاد الحديث إلى الغائب، وعادة الرواة إرجاع
الحديث للغائب في الضمائر المستكرهة، ونحوها.
(2) زيادة من الصحيح قد تكون سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ
مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(3/442)
هَذَا اللَّبَنُ؟» فَقَالَوا: أَهْدَاهُ
لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ، قَالَ: «أَبَا هِرٍّ» ,
قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «الْحَقْ
إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي».
قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا
يَأْوُونَ علَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ،
إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ
يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ
أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ
فِيهَا.
فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي
أَهْلِ الصُّفَّةِ، كُنْتُ أَحَقُّ أَنْ أُصِيبَ مِنْ
هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا
جَاءَوا أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ، وَمَا
عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ
يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ الله وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ،
فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا
مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ، قَالَ: «يَا أَبَا هِرٍّ» ,
قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «خُذْ
فَأَعْطِهِمْ» , قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ
أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ
يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ
فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ
الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ
كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدَيْهِ
فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ: «يا أَبَا هِرٍّ» ,
قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «بَقِيتُ
أَنَا وَأَنْتَ» , قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ الله،
قَالَ: «اقْعُدْ فَاشْرَبْ» , فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ
فَقَالَ: «اشْرَبْ» , فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ:
«اشْرَبْ» , حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا.
وقَالَ أَبُوحَازِمٍ: فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي
فَصَارَ كَالْقِدْحِ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«فَأَرِنِي» , فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ الله
وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ.
(3/443)
قَالَ أَبُوحَازِمٍ: قَالَ: فَلَقِيتُ
عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي،
وَقُلْتُ لَهُ: تَوَلَّى ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ
مِنْكَ يَا عُمَرُ، وَالله لَقَدْ اسْتَقْرَأْتُكَ
الْآيَةَ وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ، قَالَ عُمَرُ:
وَالله لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ
حُمْرِ النَّعَمِ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَجَاءَ هَلْ
يَسْتَأْذِنُ (6246)، وفي باب الأطعمة وقَوْلِ الله عَزَّ
وَجَلَّ {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}
{مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} و {مِنَ
الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (5375).
[2084] (6455) خ ونا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ, نا إِسْحَاقُ هُوَ الْأَزْرَقُ, عَنْ
مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ, عَنْ هِلَالٍ هو الْوَزَّانُ, عَنْ
عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْلَتَيْنِ
فِي يَوْمٍ إِلَّا إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ.
[2085] (6456) خ ونا أَحْمَدُ ابْنُ أبِي رَجَاءٍ (1) , نا
النَّضْرُ, عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي, عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ لِيفٌ.
[2086] (6460) ونَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُمَارَةَ,
عَنْ أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهمَّ
ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا».
بَاب الْقَصْدِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ
[2087] (6462) نَا قُتَيْبَةُ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا
قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ
صَاحِبُهُ.
_________
(1) في بعض نسخ الصحيح: أحمد بن رجاء، وهو تصحيف.
(3/444)
بَاب الصَّبْرِ عَنْ مَحَارِمِ الله
وقَالَ اللهُ سبحانه {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا الصَّبْرَ.
بَاب الرَّجَاءِ والْخَوْفِ
وَقَالَ سُفْيَانُ (1): مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ
عَلَيَّ مِنْ قوله {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى
تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}.
[2088] (6469) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ, عَنْ عَمْرِو بْنِ أبِي عَمْرٍو, عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ.
[2089] و (6000) نا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ فَأَمْسَكَ
عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي
الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ
يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ
حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ».
زَادَ الْمَقْبُرِيُّ: «فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ
بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ الله مِنْ الرَّحْمَةِ لَمْ
يَيْئَسْ مِنْ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ
بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ الله مِنْ الْعَذَابِ لَمْ
يَأْمَنْ النَّارَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب رحمة الولد وتقبيله (6000) (2).
_________
(1) سقط اسم سفيان من النسخة.
(2) وهو في الباب الذي يلي ما ترجم به.
(3/445)
بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ
إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
[2090] (6477) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ, نا ابْنُ
أبِي حَازِمٍ, عَنْ يَزِيدَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا
يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ
الْمَشْرِقِ والمغرب».
[2091] (6478) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مُنِيرٍ, سَمِعَ
أَبَا النَّضْرِ, نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله,
عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
رِضْوَانِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ الله
بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا
يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».
بَاب الْخَوْفِ مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ
[2092] (3481) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
هِشَامٌ, نا مَعْمَرٌ (1) , عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
و (7506) نَا إِسْمَاعِيلُ, نا مَالِكٌ, عَنْ أبِي
الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي, هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام.
[2093] (3478) خ ونا أَبُوالْوَلِيدِ, نا أَبُوعَوَانَةَ,
عَنْ قَتَادَةَ.
ح, و (7508) نا عَبْدُ الله بْنُ أبِي الْأَسْوَدِ, نا
مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أبِي قَالَ: نا قَتَادَةُ,
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
_________
(1) في الأصل: معتمر، وهو تصحيف.
(3/446)
أنه ذَكَرَ «رَجُلًا فِيمَنْ سَلَفَ أَوْ
فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَالَ كَلِمَةً: يَعْنِي
أَعْطَاهُ الله مَالًا وَوَلَدًا».
قَالَ مَالِكٌ في حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ: «لَمْ يَعْمَلْ
خَيْرًا قَطُّ».
وقَالَ هِشَامٌ: «كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ
فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ».
زَادَ أَبُوعَوَانَةَ فِي حَدِيثِ أبِي سَعِيدٍ: «قَالَ:
أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالَوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ:
فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذَا مُتُّ
فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ أذْرُونِي فِي
يَوْمٍ عَاصِفٍ».
قَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِ أبِي هُرَيرَةَ: «فِي
الرِّيحِ».
وقَالَ مَالِكٌ: «نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي
الْبَحْرِ، فَوَالله لَئِنْ قَدَرَ الله عَلَيْهِ
لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ
الْعَالَمِينَ».
قَالَ مُعْتَمِرٌ فِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِ: فَقَالَ
نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَخَذَ
مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي».
قَالَ مَالِكٌ: «فَأَمَرَ الله تعالى يعني الْبَحْرَ
فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا
فِيهِ».
قَالَ هِشَامٌ: «فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ: مَا
حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ».
قَالَ مَالِكٌ: «قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ
أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ».
[2094] (3452) قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا
سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَكَانَ نَبَّاشًا.
(3/447)
وَخَرَّجَهُ في: باب ما ذكر عن بني إسرائيل
(3452) (3478) (3479) (3481)، وفِي بَابِ قوله عزو جل
{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (7506)
(7508).
بَاب الِانْتِهَاءِ عَنْ الْمَعَاصِي
[2095] (6483) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ,
أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ
اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ
جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ
فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ،
وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ
بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا».
بَاب حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ
[2096] (6487) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بن أبِي أويس,
حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ
الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حُجِبَتْ النَّارُ
بِالشَّهَوَاتِ وَحُجِبَتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ».
بَاب الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ
نَعْلِهِ
[2097] (6488) خ نا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ, نا سُفْيَانُ,
عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ
عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ
شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ».
(3/448)
[2098] (6489) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى, نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ
قَوْلُ لَبِيدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الله بَاطِلُ وَكُلُّ
نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ»
بَاب لِيَنْظُرْ أحدكم إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُ وَلَا
يَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ
[2099] (6490) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بنُ أبِي أُوَيْسٍ,
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ
الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النبي صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ
إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ
فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ».
بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
[2100] (6492) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا مَهْدِيٌّ, عَنْ
غَيْلَانَ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ قَالَ: إِنَّكُمْ
لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ
مِنْ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُوبِقَاتِ.
قَالَ أَبُوعَبْد الله: يَعْنِي الْمُهْلِكَاتِ.
بَاب رَفْعِ الْأَمَانَةِ
[2101] (6497) (7086) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, نا
سُفْيَانُ, نا الْأَعْمَشُ, عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ, نا
حُذَيْفَةُ بنُ الْيَمَانِ قَالَ: نا رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا
وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا «أَنَّ
الْأَمَانَةَ أُنْزِلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ
ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ
السُّنَّةِ» وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ: «يَنَامُ
الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ
قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ،
ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ
(3/449)
فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ
الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ
فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ
النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي
الْأَمَانَةَ، فَيُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا
أَمِينًا، وَيُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا
أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ
حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ».
وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَلَا أُبَالِي أَيَّكُمْ
بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ
الْإِسْلَامُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ
سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ
إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا.
وَخَرَّجَهُ في: باب إذا بَقِي في حُثَالة مِن النَّاس
(7086) , وباب الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ النَّبي مختصرا
(7276).
[2102] (6498) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ
عَبْدِ الله أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّمَا النَّاسُ (1) كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا
تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».
بَاب التَّوَاضُعِ
[2103] (6502) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ, نا خَالِدُ
بْنُ مَخْلَدٍ, نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ, حَدَّثَنِي
شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أبِي نَمِرٍ, عَنْ عَطَاءٍ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الله جل ثناؤه قَالَ:
مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ
مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي
يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ (2) كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي
يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ،
وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي
يَمْشِي بِهَا، فَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
_________
(1) هاهنا في الأصل أقحم كلمة: على.
(2) هذا الموضع مضطرب في الأصل، فقومته من الصحيح.
(3/450)
وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ،
وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي
عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا
أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (1)».
بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»
وقول الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا
كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} الآية.
[2104] (6503) نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا
أَبُوغَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَني أَبُوحَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ
بنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ
هَكَذَا» , وَيُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ فَيَمُدُّهُمَا.
وَخَرَّجَهُ في: تَفْسِير والنَّازِعَات (4936)، وفِي
بَابِ الإشَارةِ بِالطَّلاقِ وَغَيْره (5301).
بَاب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ
[2105] (6507) خ نَا حَجَّاجٌ, نا هَمَّامٌ, نا قَتَادَةُ,
عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ, عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ،
وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ».
_________
(1) هذا حديث غريب صحيح، تفرد به البخاري دون مسلم وأصحاب
السنن، وهو من أعظم الأحاديث القدسية، ومن لطائف إسناده أن
خالد بن مخلد شيخ للبخاري، وقد روى عنه هنا بواسطة، فإن
البخاري لم يسمعه من خالد، إذ تفرد به عن خالد محمد بن
عثمان بن كرامة.
ومن لطائفه أن البخاري لم يخرج لخالد إلا حديثه عن سليمان
فحسب، كأنه كان ضابطا له، ولذلك اعتمده في الصحيح، والله
أعلم.
وقد رواه ابن حبان في صحيحه (ح 348) ثم عقبه بقوله: لا
يعرف لهذا الحديث إلا طريقان اثنان: هشام الكناني عن أنس،
وعبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة، وكلا الطريقين لا
يصح، وإنما الصحيح ما ذكرناه.
(3/451)
فقَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ
أَزْوَاجِهِ: إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: «لَيْسَ
ذَلكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ
بُشِّرَ بِرِضْوَانِ الله وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ الله
وَأَحَبَّ الله لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا
حُضِرَ يُبَشرُ بِعَذَابِ الله وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ
شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ
لِقَاءَ الله وَكَرِهَ الله لِقَاءَهُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا
كَلَامَ اللَّهِ} (7504) (1).
[2106] (6512) خ ونَا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ,
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ, عَنْ
مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ أبِي قَتَادَةَ
بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ:
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ
عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ
مِنْهُ» قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، مَا الْمُسْتَرِيحُ
وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ
يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى
رَحْمَةِ الله، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ
الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ».
[2107] (6514) خ وَنَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا
عَبْدُ الله بْنُ أبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ,
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتْبَعُ الْمُؤْمِنَ
(2) ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ
وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ،
فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ».
بَاب النَفْخِ في الصُّورِ
وقَالَ مُجَاهِدٌ: كَهَيْئَةِ الْبُوقِ، {زَجْرَةٌ}
صَيْحَةٌ.
_________
(1) من حديث أبِي هريرة، بمعنى حديث عائشة رضي الله عنهما.
(2) هكذا ثبت في الأصل، وهي رواية، وفي بعض الروايات: يتبع
الميت.
(3/452)
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {النَّاقُورِ}
الصُّورِ، {الرَّاجِفَةُ} النَّفْخَةُ الْأُولَى وَ
{الرَّادِفَةُ} النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ.
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب يَقْبِضُ الله الْأَرْضَ
[2108] (7382) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ, نا ابْنُ
وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ,
عَنْ سَعِيدٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2109] (7412) خ ونا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدِ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى, عَنْ عُبَيْدِ
الله, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَقْبِضُ
الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَرْضَين وَتَكُونُ
السَّمَوَاتُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ».
وزَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ: «أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِ الله {مَلِكِ النَّاسِ}
(7382) , وبَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {لِمَا خَلَقْتُ
بِيَدَيَّ} (7412).
[2110] (6520) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ خَالِدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي هِلَالٍ, عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ
أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا
الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا تَكفّ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ
فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ» , فَأَتَى
رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ
عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلَى» ,
قَالَ: تَكُونُ الْأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً كَمَا قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا
ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ
(3/453)
قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟
قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالَامٌ وَنُونٌ, قَالَوا: مَا هَذَا؟
قَالَ: ثَوْرٌ وَنُونٌ، يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ
كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا.
بَاب كَيْفَ الْحَشْرُ
[2111] (6521) خ نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ
قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ
بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَقِيِّ»، قَالَ سَهْلٌ
أَوْ غَيْرُهُ: لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ (1).
[2112] (6522) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ, نا وُهَيْبٌ,
عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ, رَاغِبِينَ
رَاهِبِينَ، وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى
بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى
بَعِيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّار، ُ تَقِيلُ
مَعَهُمْ حَيْثُ قَالَوا وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ
بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا وَتُمْسِي
مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا».
[2113] (4760) (6523) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ,
نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ, نا شَيْبَانُ,
عَنْ قَتَادَةَ, نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ رَجُلًا
قَالَ: يَا نَبِيَّ الله، يُحْشَرُ (2) الْكَافِرُ عَلَى
وَجْهِهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى
الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ
يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قَالَ قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا.
_________
(1) هذا الحديث في بعض النسخ ضمن أحاديث الباب السابق، وهو
في هذه النسخة فِي بَابِ الحشر، وهو به أليق.
(2) في بعض نسخ الصحيح: كيف يحشر ..
(3/454)
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ
{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ} الآية (4760).
[2114] (6527) خ نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ, نا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ, نا حَاتِمُ بْنُ أبِي صَغِيرَةَ, عَنْ عَبْدِ
الله بْنِ أبِي مُلَيْكَةَ, نا الْقَاسِمُ أَنَّ
عَائِشَةَ.
[2115] و (6526) نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ,
نا شُعْبَةُ, نا الْمُغِيرَةُ, عَنْ سَعِيدٍ.
و (6524) نَا عَلِيٌّ, نا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو:
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ, سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ,
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلَاقُو الله حُفَاةً عُرَاةً
مُشَاةً غُرْلًا».
زَادَ شُعْبَةُ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ, الْحَدِيثَ، «{كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} الْآيَةَ, وَإِنَّ
أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِبْرَاهِيمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله الرِّجَالُ
وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ:
«الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَالكِ».
وَخَرَّجَهُ في: الفتن (؟) , وفي التفسير قوله {وَكُنْتُ
عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} الآية (4625) ,
وفي باب قوله {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}
الآية في التفسير (4626)، وفِي كِتَابِ ذكر الأنبياء
(3349).
(3447) وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: هَذَا مِمَّا
نَعُدُّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3/455)
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله تعالى
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3349)، وفي
تفسير قوله تعالى {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ
نُعِيدُهُ} الآية (4740).
[2116] (6528) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ,
نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ.
ح و (6642) نا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ (1) , نا شُرَيْحُ
بْنُ مَسْلَمَةَ, نا إِبْرَاهِيمُ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ
أبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ:
بَيْنَمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ يَمَانٍ إِذْ
قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ».
[2117] (6530) ونا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى, نا جَرِيرٌ, عَنْ
الْأَعْمَشِ.
و (3348) نا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, نا أَبُوأُسَامَةَ,
عَنْ الْأَعْمَشِ, نا أَبُوصَالِحٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
[2118] (6529) (ونا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي أَخِي, عَنْ
سُلَيْمَانَ, عَنْ ثَوْرٍ, عَنْ أبِي الْغَيْثِ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) (2)
قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ,
فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ, فَيُقَالَ: هَذَا أَبُوكُمْ
آدَمُ».
قَالَ أَبُوسَعِيدٍ: «يَقُولُ الله تبارك وتَعَالَى: يَا
آدَمُ, فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ, وَالْخَيْرُ
فِي يَدَيْكَ, فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ».
_________
(1) في الأصل: بن عيسى، وهو تصحيف.
(2) في الأصل هنا بدل ما بين القوسين: وقَالَ شُعْبَةُ في
حديث عبد الله، ثم ذكر ما هو لحديث أبِي هريرة فعلمت من
ذلك وجود اختلال في هذا الموضع وقد جهدت في إقامة سقطه على
ما أثبت.
وقد دخل على الناسخ الحديث الثاني في الحديث الأول وسقط
عليه من نسخته إسناد الحديث الثاني فساق حديث ابن مسعود
وأبي هريرة بإسناد ابن مسعود وسيكرر عبارته الدالة على
ذلك، وهي قوله: وقَالَ شُعْبَةُ في حديث عبد الله، ثم يسوق
متن حديث أبِي هريرة الذي خرجه البخاري بعد حديث ابن
مسعود.
(3/456)
قَالَ أَبُوالْغَيْثِ (1): «بَعْثَ
جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَمْ
أُخْرِجُ؟ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ
تِسْعَةً وَتِسْعِينَ».
وقَالَ الْخُدْرِيُّ: «مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ
وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ, فَعِنْدَ ذلك يَشِيبُ الصَّغِيرُ
{وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ
سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ
شَدِيدٌ}».
قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، وَأَيُّنَا ذَلِكَ
الْوَاحِدُ؟.
قَالَ أَبُوالْغَيْثِ: فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله، إِذَا
أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟.
قَالَ الْخُدْرِيُّ: قَالَ: «أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ
رَجُلًا وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا».
ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَرْجُو أَنْ
تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» , فَكَبَّرْنَا.
قَالَ جَرِيرٌ: «إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ» , فَحَمِدْنَا الله وَكَبَّرْنَا.
وقَالَ أَبُوأُسَامَةَ: فَقَالَ: «أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا فَقَالَ: «مَا
أَنْتُمْ فِي النَّاسِ»، قَالَ شُعْبَةُ: «فِي أَهْلِ
الشِّرْكِ».
«إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ
أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ
أَسْوَدَ»، زَادَ جَرِيرٌ: «أَوْ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ
الْحِمَارِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب كيف كانت يمين النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (6642) , وفِي بَابِ قوله عَزَّ
وَجَلَّ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} بسبب
ذكر ياجوج وماجوج (3348) , وفِي بَابِ قوله {إِنَّ
زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (6530)، وفي الصفات
باب قوله {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ} الآية
(7483) , وفي تفسير
_________
(1) في الأصل: شعبة، كما نبهت آنفا وهو تصحيف.
(3/457)
قوله {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} الآية
سورة الحج (4741) , وفِي بَابِ المشيئة والإرادة (؟).
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ
أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ
يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ
الْأَسْبَابُ} الْوُصُلَاتُ فِي الدُّنْيَا.
[2119] (6531) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ, نا عِيسَى
بْنُ يُونُسَ, نا ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ
عُمَرَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ:
«يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ
أُذُنَيْهِ».
[2120] (6532) ونا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُلَيْمَانُ, عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ أبِي
الْغَيْثِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَعْرَقُ النَّاسُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي
الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى
يَبْلُغَ آذَانَهُمْ».
وخرج الأول في سورةِ وَيلٌ لِلمُطَفِّفِينَ (4938).
بَاب الْقِصَاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَهِيَ الْحَاقَّةُ لِأَنَّ فِيهَا الثَّوَابَ، وَحَوَاقَّ
الْأُمُورِ الْحَقَّةُ، وَالْحَاقَّةُ وَاحِدٌ،
وَالْقَارِعَةُ وَالْغَاشِيَةُ وَالصَّاخَّةُ
وَالتَّغَابُنُ غَبْنُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ.
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ
تَقَدَّمَ حَدِيثُ عَائِشَةَ، وَفِي الْبَابِ:
(3/458)
[2121] (3334) خ نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ,
نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي
عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ
يَرْفَعُهُ: «إِنَّ الله تبارك وتعالى يَقُولُ لِأَهْوَنِ
أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ أَنَّ لَكَ (مَا) فِي
الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فيقول:
نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ
هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي
شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب خَلْقِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ (3334)
, وبَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ:
(6557) قَالَ: نا ابْنُ بَشَّارٍ نا غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ،
وقَالَ: «إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي».
بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ
حِسَابٍ
[2122] (6542) خ نَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ, أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الله, أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ
أَبِيهِ, أَنَّهُ عَنْ ابْنِ عُمَر. (1)
[2123] (6554) خ ونا قُتَيْبَةُ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ,
عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ
أَلْفًا أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ» لَا يَدْرِي
أَبُوحَازِمٍ أَيُّهُمَا قَالَ «مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ
بَعْضُهُمْ بَعْضًا, لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى
يَدْخُلَ آخِرُهُمْ, وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ (6554) , وفِي
بَاب (2) (3247).
[2124] (3245) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ, نا عَبْدُ
الله, أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
_________
(1) قد ساف المهلب إسناد ابن عمر ولم يسق متنه، وسيعيده
إسنادا ومتنا في الباب اللاحق.
(2) لم يسمه الناسخ، وهو باب صفة الجنة من بدء الخلق.
(3/459)
خ, و (3245) نا ابْنُ الْمُنْذِرِ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ, نا أَبِي, عَنْ هِلَالٍ, عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
و (3246) نا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا
أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ.
و (3327) نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا جَرِيرٌ, عَنْ
عُمَارَةَ بنِ القَعْقَاعِ, عَنْ أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ فِي
السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا
يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ».
وقَالَ هَمَّامٌ: «آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ,
وأَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ,
وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ».
زَادَ أَبُوزُرْعَةَ: «الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ».
«وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ»
وقَالَ الأَعْرَجُ: «قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ
وَاحِدٍ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ،
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ».
زَادَ أَبُوزُرْعَةَ: «وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ
الْعِينُ».
قَالَ الأَعْرَجُ: «كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ
سَاقَيْهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا».
قَالَ هِلاَلٌ: «مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ».
قَالَ الأَعْرَجُ (1): «مِنْ الْحُسْنِ يُسَبِّحُونَ الله
بُكْرَةً وَعَشِيًّا»
زَادَ أَبُوزُرْعَةَ: «عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى
صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي
السَّمَاءِ».
_________
(1) في الأصل أَبُوزرعة، وهو خطأ.
(3/460)
وَخَرَّجَهُ في: بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ
وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ (3245) (3246) (3254) , وفِي
خَلْقِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ (3327).
(3246) وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْإِبْكَارُ أَوَّلُ
الْفَجْرِ، وَالْعَشِيُّ مَيْلُ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ
أُرَاهُ تَغْرُبَ.
بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
[2125] (6544) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ, نا
نَافِعٌ.
و (6548) نَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ, نا عَبْدُ الله, أخبرنا
عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ
حدثه عَنْ ابْنِ عُمَر قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ
إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ
بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ
الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ،
فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ،
وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ»،
زَادَ نَافِعٌ عَنْهُ: «خُلُودٌ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْذِرْهُمْ
يَوْمَ الْحَسْرَةِ} في تفسير سُورةِ مَرْيَم (4730) (1).
[2126] (7518) خ ونَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, نا ابْنُ
وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ الله يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا
أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ
وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟
فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ
أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ،
فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ
_________
(1) من حديث أبِي سعيد الخدري.
(3/461)
ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ
شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ
عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ
أَبَدًا».
وَخَرَّجَهُ في: باب صفة الجنة والنار (6549).
[2127] (6552) خ نَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ, نا الْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى, أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ, عَنْ أبِي حَازِمٍ,
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ
الْكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ
الْمُسْرِعِ».
[2128] (6551) قَالَ أَبُوحَازِمٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي
ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا» (1).
[2129] (4881) خ نَا عَلِيٌّ, نا سُفْيَانُ, عَنْ أَبِي,
الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
[2130] خ و (6552) نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ,
أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ, نا وُهَيْبٌ,
عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي
الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا
مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا».
[2131] (6553) قَالَ أَبُوحَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ
النُّعْمَانَ بْنَ أبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُوسَعِيدٍ الخدري, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً
يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ السَّرِيعَ
مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا».
زَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ: «وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}».
وَخَرَّجَهُ في: بدء الخلق في هذا التبويب صفة الجنة (3250
3253)، وفي تفسير قوله {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} سورة الواقعة
(4881).
_________
(1) أبدل بالنسخة متن هذا الحديث مع الذي قبله، إلا إنه
نبه على ذلك بعلامتين فوق اسم أبِي حازم.
(3/462)
[2132] (3256) خ وَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ
أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ
ليَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا
تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي
الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْغَرِبِ لِتَفَاضُلِ
مَا بَيْنَهُمْ» قَالَوا: يَا رَسُولَ الله تِلْكَ
مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ،
قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ
آمَنُوا بِالله وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ».
[2133] (6562) خ ونَا عَبْدُ الله, نا إِسْرَائِيلُ, عَنْ
أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ رَجُلٌ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ
جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي
الْمِرْجَلُ بالْقُمْقُمِ».
[2134] (6563) خ ونَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا
شُعْبَةُ, عَنْ عَمْرٍو, عَنْ خَيْثَمَةَ, عَنْ عَدِيِّ
بْنِ حَاتِمٍ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ
فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ
بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا
النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ
فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».
[2135] (6569) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا
أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَا يَدْخُلُ (1) الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ
مِنْ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا
يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنْ
الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً».
_________
(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: أَحَدٌ.
(3/463)
[2136] (5196) (6547) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا
إِسْمَاعِيلُ, نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, عَنْ أبِي
عُثْمَانَ, عَنْ أُسَامَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ
فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينَ،
وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ
أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ،
وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ
أُدْخِلَهَا النِّسَاءُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب كفران العشير (5196).
بَاب الْحَوْضِ
[2137] (6581) خ نَا هُدْبَةُ, نا هَمَّامٌ, حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ, نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا
أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ
قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا
جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ
رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ»
شَكَّ هُدْبَةُ.
[2138] (6578) خ ونا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ, نا هُشَيْمٌ,
أَخْبَرَنَا أَبُوبِشْرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ,
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ
الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ الله إِيَّاهُ.
قَالَ أَبُوبِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بنِ جبيرٍ: إِنَّ
أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ،
فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنْ
الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ الله إِيَّاهُ.
وخرجهما في تفسير سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
(4966) (4964).
[2139] (6588) خ ونَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ, نا
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله, عَنْ خُبَيْبِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي
رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى
حَوْضِي».
(3/464)
[2140] (6591) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الله, نا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ, نا شُعْبَةُ, عَنْ
مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ, سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ
يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْحَوْضَ فَقَالَ: «كَمَا بَيْنَ
الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ».
[2141] (6592) وَزَادَ ابْنُ أبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ,
السَّنَدّ، فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: أَلَمْ
تَسْمَعْهُ قَالَ: والْأَوَانِي؟ قَالَ: لَا، قَالَ
الْمُسْتَوْرِدُ: «تُرَى فِيهِ الْآنِيَةُ مِثْلَ
الْكَوَاكِبِ».
(3/465)
|