المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 62 - كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ
بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}
وقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَالْحَسَنُ: كُلٌّ
عَلَيْهِ هَيِّنٌ, وهَيْنٌ وَهَيِّنٌ مِثْلُ لَيْنٍ
وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ، وَضَيْقٍ وَضَيِّقٍ.
{أَفَعَيِينَا} أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا، {أَنْشَأَكُمْ}
خَلْقَكُمْ، الْلُّغُوبُ: النَّصَبُ, {أَطْوَارًا} طَوْرًا
كَذَا وَطَوْرًا كَذَا، عَدَا طَوْرَهُ أَيْ قَدْرَهُ.
[2142] (7418) خ نَا عَبْدَانُ, نا أَبُوحَمْزَةَ, عَنْ
الْأَعْمَشِ, عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ, عَنْ صَفْوَانَ
بْنِ مُحْرِزٍ, عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
خ, و (3191) نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ, نا أَبِي, عن
الْأَعْمَشِ وزَادَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي
بِالْبَابِ.
قَالَ أَبُوحمزة: إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ
فَقَالَ: «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ» ,
فقَالَوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ
أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا
أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»،
قَالَوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ
وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ،
قَالَ: «كَانَ الله وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ،
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ
شَيْءٍ».
ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ
نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا
فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ الله
لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.
(4/5)
وَخَرَّجَهُ في: باب وَفدِ بَني تَمِيم
(4365) , وباب قُدوم الأَشْعَرِيِّينَ (4386) , وباب
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (7418).
[2143] (3192) قَالَ الْبُخَارِيُّ: رَوَاه عِيسَى عَنْ
رَقَبَةَ (1) عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ
شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا
فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ
الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ
مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ أوْ نَسِيَهُ
مَنْ نَسِيَهُ.
بَاب مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ
الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} إلَى قَوْلِهِ {بِكُلِّ شَيْءٍ
عِلْمًا} {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} السَّمَاءُ،
{سَمْكَهَا} بِنَاءَهَا، و {الْحُبُكِ} اسْتِوَاؤُهَا
وَحُسْنُهَا، {وَأَذِنَتْ} سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ،
{وَأَلْقَتْ} أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْمَوْتَى
وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ، {طَحَاهَا} أي دَحَاهَا،
{بِالسَّاهِرَةِ} وَجْهُ الْأَرْضِ كَانَ فِيهَا
الْحَيَوَانُ نَوْمُهُمْ وَسَهَرُهُمْ.
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
_________
(1) قَالَ الحافظ في الفتح: كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَسَقَطَ
مِنْهُ رَجُل، فَقَالَ اِبْن الْفَلَكِيّ: يَنْبَغِي أَنْ
يَكُون بَيْن عِيسَى وَرَقَبَة أَبُوحَمْزَة، وَبِذَلِكَ
جَزَمَ أَبُومَسْعُود، وَقَالَ الطَّرْقِيّ: سَقَطَ
أَبُوحَمْزَة مِنْ كِتَاب الْفَرَبْرِيِّ، وَثَبَتَ فِي
رِوَايَة حَمَّاد بْن شَاكِر فَعِنْده عَنْ الْبُخَارِيّ:
رَوَى عِيسَى عَنْ أبِي حَمْزَة عَنْ رَقَبَة، قَالَ:
وَكَذَا قَالَ اِبْن رُمَيْح عَنْ الْفَرَبْرِيِّ.
قُلْت: وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُونُعَيْم فِي
الْمُسْتَخْرَج، وَهُوَ يَرْوِي الصَّحِيح عَنْ
الْجُرْجَانِيِّ عَنْ الْفَرَبْرِيِّ، فَالِاخْتِلَاف
فِيهِ حِينَئِذٍ عَنْ الْفَرَبْرِيِّ، ثُمَّ رَأَيْته
أَسْقَطَ أَيْضًا مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيِّ، لَكِنْ
جَعَلَ بَيْن عِيسَى وَرَقَبَة ضَبَّة، وَيَغْلِب عَلَى
الظَّنّ أَنَّ أَبَا حَمْزَة أَلْحَقَ فِي رِوَايَة
الْجُرْجَانِيِّ وَقَدْ وَصَفُوهُ بِقِلَّةِ الْإِتْقَان
أهـ.
(4/6)
بَاب صِفَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَشِيمًا} مُتَغَيِّرًا،
وَالْأَبُّ مَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ, وَالْأَنَامُ
الْخَلْقُ.
{بَرْزَخٌ} حَاجِزٌ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَلْفَافًا
مُلْتَفَّةً، وَالْغُلْبُ الْمُلْتَفَّةُ، فِرَاشًا
مِهَادًا، كَقَوْلِهِ {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ
مُسْتَقَرٌّ} , {نَكِدًا} قَلِيلًا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ
الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ
لِثَلَاثٍ؛ جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا
لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا، فَمَنْ
تَأَوَّلَ منها غَيْرَ ذَلِكَ أَخْطَأَ وَأَضَاعَ
نَصِيبَهُ وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ.
{بِحُسْبَانٍ} قَالَ مُجَاهِدٌ: كَحُسْبَانِ الرَّحَى،
وَقَالَ غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لَا
يَعْدُوَانِهَا.
حُسْبَانٌ جَمَاعَةُ حِسَابٍ، مِثْلُ شِهَابٍ وَشُهْبَانٍ.
{ضُحَاهَا} ضَحْوُهَا (1)، {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} لَا
يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الْآخَرِ، وَلَا
يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ، {سَابِقُ النَّهَارِ}
يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَيْنِ، {نَسْلَخُ} (2) يخْرُجُ
أَحَدَهُمَا مِنْ الْآخَرِ وَيَجْرِي كُلَّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا، {وَاهِيَةٌ} وَهْيُهَا تَشَقُّقُهَا،
{أَرْجَائِهَا} مَا لَمْ يَنْشَقَّ مِنْهَا فَهُمْ (3)
عَلَى حَافَتَيْه كَقَوْلِكَ: عَلَى أَرْجَاءِ الْبِئْرِ،
أَغْطَشَ وَجَنَّ: أَظْلَمَ.
_________
(1) في الصحيح: ضَوْءُهَا.
(2) سقطت من الأصل.
(3) في هامش الأصل كتب: فهو، إشارة إلى أنه كذلك في نسخة.
(4/7)
قَالَ الْحَسَنُ: كُوِّرَتْ تُكَوَّرُ
حَتَّى يَذْهَبَ ضَوْءُهَا، يقَالَ {وَسَقَ} جَمَعَ مِنْ
دَابَّةٍ، {اتَّسَقَ} اسْتَوَى، {بُرُوجًا} مَنَازِلَ
الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، {الْحَرُورُ} بِالنَّهَارِ
بالشَّمْسِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَرُؤْبَةُ:
الْحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ,
يُقَالَ: يُولِجُ يُكَوِّرُ، {وَلِيجَةً} كُلُّ شَيْءٍ
أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ.
[2144] (3199) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا
سُفْيَانُ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ
رسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ
حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ: «أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟»
قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهَا
تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ
فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ
مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، فيُقَالَ
لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ
مَغْرِبِهَا, فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}».
(4803) زَادَ الْحُمَيْدِيُّ، نا وَكِيعٌ، نا الْأَعْمَشُ،
الحديثَ قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ».
وخرجهما في التفسير (4802) (4803) , وفِي بَابِ {وَكَانَ
عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ} في الأسماء والصفات (7424) (7433).
(4/8)
[2145] (3200) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ, نا عَبْدُ الله الدَّانَاجُ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1).
بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}
{قَاصِفًا} تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ، {لَوَاقِحَ} مَلَاقِحَ
مُلْقِحَةً، إِعْصَارٌ: رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنْ
الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ،
{صِرٌّ} بَرْدٌ، (نُشُرًا) مُتَفَرِّقَةً.
بَاب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ
[2146] (3231) (7389) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ, عن عَائِشَةَ زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَتْ
أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ عليك
مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ
مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ
الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ
يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا
أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي،
فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ،
فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ
أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ
_________
(1) في هامش الأصل:
أورد الإسماعيلي رحمه الله في صحيحه هذا الحديث وزَادَ
بسند ... صحيح: " الشمس والقمر ثوران مكوران في نار جهنم
يوم القيامة " وقد أورده حماد بن سلمة عن أنس بن مالك رحمه
الله.
قلت: أورده الطحاوي في مشكله، وتكلم عليه، وَقَالَ
الْإِسْمَاعِيلِيّ: لَا يَلْزَم مِنْ جَعْلهمَا فِي
النَّار تَعْذِيبهمَا، فَإِنَّ لِلَّهِ فِي النَّار
مَلَائِكَة وَحِجَارَة وَغَيْرهَا لِتَكُونَ لِأَهْلِ
النَّار عَذَابًا وَآلَة مِنْ آلَات الْعَذَاب وَمَا شَاءَ
اللَّه مِنْ ذَلِكَ، فَلَا تَكُون هِيَ مُعَذَّبَة.
(4/9)
فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ الله عَزَّ
وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا
عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ
لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ
الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ
ذَلِكَ لك فمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ
عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ».
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنا
أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ
يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
وَخَرَّجَهُ في: كتاب الأسماء باب قوله عَزَّ وَجَلَّ
{وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (7389).
بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ
وقَالَ أَبُوالْعَالِيَةِ: {مُطَهَّرَةٌ} مِنْ الْبَوْلِ
والْحَيْضِ وَالْبُزَاقِ، {كُلَّمَا رُزِقُوا} أُتُوا
بِشَيْءٍ ثُمَّ أُتُوا بِآخَرَ {قَالُوا هَذَا الَّذِي
رُزِقْنَا} أُتِينَا {مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ
مُتَشَابِهًا} يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَخْتَلِفُ فِي
الطُّعمِ، {قُطُوفُهَا} يَقْطِفُونَ كَيْفَ شَاءُوا،
{دَانِيَةٌ} قَرِيبَةٌ، الْأَرَائِكُ: السُّرُرُ، وَقَالَ
الْحَسَنُ: النَّضْرَةُ فِي الْوَجْهِ وَالسُّرُورُ فِي
الْقَلْبِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {سَلْسَبِيلًا} حَدِيدَةُ
الْجِرْيَةِ، {غَوْلٌ} وَجَعُ بَطْنٍ، {يُنْزَفُونَ} لَا
تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {دِهَاقًا}
مُمْتَلِئًا، كَوَاعِبَ: نَوَاهِدَ، الرَّحِيقُ:
الْخَمْرُ، التَّسْنِيمُ: أعلى شَرَاب أَهْلِ الْجَنَّةِ،
{خِتَامُهُ} طِينُهُ مِسْكٌ، {نَضَّاخَتَانِ}
فَيَّاضَتَانِ، مَوْضُونَةٌ مَنْسُوجَةٌ مِنْهُ وَضِينُ
النَّاقَةِ, وَالْكُوبُ مَا لَا أُذْنَ لَهُ وَلَا
عُرْوَةَ، وَالْأَبَارِيقُ ذَوَاتُ الْآذَانِ وَالْعُرَى،
{عُرُبًا} مُثَقَّلَةً وَاحِدُهَا عَرُوبٌ مِثْلُ صَبُورٍ
وَصُبُرٍ يُسَمِّيهَا أَهْلُ مَكَّةِ الْعَرِبَةَ،
وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الْغَنِجَةَ، والْعِرَاقِ
الشَّكِلَةَ.
(4/10)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: رَوْحٌ جَنَّةٌ
وَرَخَاءٌ، وَالرَّيْحَانُ الرِّزْقُ، وَالْمَنْضُودُ
الْمَوْزُ، وَالْمَخْضُودُ الْمُوقَرُ جَملًا (1) يُقَالَ
أَيْضًا: لَا شَوْكَ لَهُ، وَالْعُرُبُ الْمُتَحَبِّبَاتُ
إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ، يُقَالَ مَسْكُوبٌ جَارٍ، {وَفُرُشٍ
مَرْفُوعَةٍ} بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، {لَغْوًا}
بَاطِلًا، {تَأْثِيمًا} كَذِبًا، أَفْنَانٌ أَغْصَانٌ،
{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} مَا يُجْتَنَى قَرِيبٌ،
{مُدْهَامَّتَانِ} سَوْدَاوَانِ مِنْ الرِّيِّ.
[2147] (3240) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ نَافِعٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا
مَاتَ أَحَدُكُمْ فَإِنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ كان من أَهْلِ الْجَنَّةِ, وَإِنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ».
[2148] (3243) خ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ, نا هَمَّامٌ
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ,
عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ
الْأَشْعَرِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ
مُجَوَّفَةٌ، طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا،
فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا
يَرَاهُمْ الْآخَرُونَ».
خ: وقَالَ أَبُوعَبْدِ الصَّمَدِ - يَعْنِي العَمِّيَّ -
وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أبِي عِمْرَانَ:
«سِتُّونَ مِيلًا».
[2149] (3244) خ ونَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا
أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «قَالَ الله تبارك وتعالى: أَعْدَدْتُ
لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ, وَلَا
أُذُنٌ سَمِعَتْ, وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».
_________
(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح بحاء مهملة.
(4/11)
(4790) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, نا
أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ الْأَعْمَشِ, نا أَبُوصَالِحٍ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ، وزَادَ: فقَالَ: «ذُخْرًا مِنْ (1)
بَلْهَ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ».
ثُمَّ قَرَأَ: «({فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ}» الآية.
خ: واقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا
أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {يُرِيدُونَ
أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} {إِنَّهُ لَقَوْلٌ
فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} بِاللَّعِبِ (7498) ,
وفي تفسير سورة السجدة, قوله عَزَّ وَجَلَّ {فَلَا
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ} (4779) (4780) وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ
وَجَلَّ (2).
بَاب صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ
غَسَّاقًا: يُقَالَ غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَتَغْسِقُ
الْجُرْحُ، كَأَنَّ الْغَسَاقَ وَالْغَسِّيقَ وَاحِدٌ (3)،
غِسْلِينُ: كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ
شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلِينُ فِعْلِينُ مِنْ الْغَسْلِ مِنْ
الْخَرَاجِ (4) وَالدَّبَرِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَصَبُ
حَطَبُ بِالْحَبَشِيَّةِ وَقَالَ غَيْرهُ (حَاصِبًا):
الرِّيحُ الْعَاصِفُ، وَالْحَاصِبُ مَا تَرْمِي بِهِ
الرِّيحُ، وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ما تَرْمَي بِهِ
جَهَنَّمَ، هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالَ: حَصَبَ فِي
الْأَرْضِ ذَهَبَ، وَالْحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ الحَصْبَاءِ
الْحِجَارَةِ, وصَدِيدٌ قَيْحٌ وَدَمٌ، (خَبَتْ) طَفِئَتْ،
(تُورُونَ) تَسْتَخْرِجُونَ
_________
(1) هكذا في النسخة، وسقط من بعض النسخ المطبوعة.
قَالَ الصَّغَانِيُّ: اِتَّفَقَتْ نُسَخ الصَّحِيح عَلَى "
مِنْ بَلْهَ " وَالصَّوَاب إِسْقَاط كَلِمَة " مِنْ ".
قَالَ الحافظ: وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَتَعَيَّن
إِسْقَاطهَا إِلَّا إِذَا فُسِّرَتْ بِمَعْنَى دَعْ،
وَأَمَّا إِذَا فُسِّرَتْ بِمَعْنَى مِنْ أَجْلِ أَوْ مِنْ
غَيْر أَوْ سِوَى فَلَا، وَقَدْ ثَبَتَ فِي عِدَّة
مُصَنَّفَات خَارِجَ الصَّحِيح بِإِثْبَاتِ مِنْ أهـ.
(2) كذا في الأصل.
(3) في بعض النسخ المطبوعة: الغسق، وهو تصحيف، انظر
المشارق 2/ 231.
(4) في الصحيح: الْجُرْحِ.
(4/12)
أَوْرَيْتُ أَوْقَدْتُ، (لِلْمُقْوِينَ)
لِلْمُسَافِرِينَ وَالْقِيُّ الْقَفْرُ, وَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: صِرَاطُ الْجَحِيمِ سَوَاءُ الْجَحِيمِ وَوَسَطُ
الْجَحِيمِ، (لَشَوْبًا) يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُشَاطُ
بِالْحَمِيمِ.
{زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} صَوْتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ،
{وِرْدًا} عِطَاشًا، {غَيًّا} خُسْرَانًا، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ: {يُسْجَرُونَ} تُوقَدُ بِهِمْ النَّارُ،
{وَنُحَاسٌ} الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ،
يُقَالَ: {ذُوقُوا} بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا وَلَيْسَ هَذَا
مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ، مَارِجٌ خَالِصٌ مِنْ النَّارِ،
مَرَجَ الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، {مَرِيجٍ} مُلْتَبِسٍ، مَرِجَ
أَمْرُ النَّاسِ اخْتَلَطَ، {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ}
مَرَجْتَ دَابَّتَكَ أرسلتها أي تَرَكْتَهَا.
[2150] (3265) خ نَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي
مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ
جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ الله،
إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: «فُضِّلَتْ عَلَيْهَا
بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ
حَرِّهَا».
[2151] (4819) خ نَا حجاج بن منهال و (3266) قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرٍو, سَمِعَ عَطَاءً
يُخْبِرُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى, عَنْ أَبِيهِ,
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «{وَنَادَوْا يَامَالِكُ
لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}».
وَخَرَّجَهُ في: تفسير سورة الزخرف بمثله (4819).
بَاب صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ {وَيُقْذَفُونَ} يُرْمَوْنَ، {دُحُورًا}
مَطْرُودِينَ، {وَاصِبٌ} دَائِمٌ.
(4/13)
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مَدْحُورًا}
مَطْرُودًا, قَالَ: {مَرِيدًا} مُتَمَرِّدًا, بَتَّكَهُ
قَطَّعَهُ.
{وَاسْتَفْزِزْ} اسْتَخِفَّ، {بِخَيْلِكَ} الْفُرْسَانُ،
وَالرَّجْلُ الرَّجَّالَةُ وَاحِدُهَا رَاجِلٌ، مِثْلُ
صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ، {لَأَحْتَنِكَنَّ}
لَأَسْتَأْصِلَنَّ، {قَرِينٌ} شَيْطَانٌ.
[2152] (7296) خ نَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ, نا
شَبَابَةُ (نا وَرْقَاءُ) (1) عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَنْ يزال النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ هَذَا الله
خَلَقَ كُلِّ شَيْءٍ فَمَنْ».
[2153] (3276) ونَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ, قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ
أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ
كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ، فَإِذَا أتاه
فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلْيَنْتَهِ (2)».
وخرج الأول فِي بَابِ تَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِي وكراهية
كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {لَا
تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} الآية (7296).
[2154] (3283) خ ونَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا مَنْصُورٌ,
عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي الْجَعْدِ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى
أَهْلَهُ قَالَ: اللهم جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ
الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا
وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ
عَلَيْهِ».
_________
(1) سقط من النسخة وأثبته من الصحيح والتحفة.
(2) هكذا في الصحيح: ولينته، وفي الأصل لم يجود هذا الحرف،
وأقرب ما تكون قراءته: ولينتبه.
(4/14)
بَاب ذِكْرِ الْجِنِّ وَثَوَابِهِمْ
وَعِقَابِهِمْ
لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ
عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا} إلَى قَوْلِهِ
{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.
{بَخْسًا} نَقْصًا، قَالَ مُجَاهِدٌ: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ:
الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ الله وَأُمَّهَاتُهُنَّ بَنَاتُ
سَرَوَاتِ الْجِنِّ, وقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ
عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} أي
سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ، {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} عِنْدَ
الْحِسَابِ.
بَاب
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ
نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} إلَى
قَوْلِهِ {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} {مَصْرِفًا}
مَعْدِلًا، {صَرَفْنَا} وَجَّهْنَا.
بَاب
قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ
دَابَّةٍ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الثُّعْبَانُ الْحَيَّةُ
الذَّكَرُ مِنْهَا، يُقَالَ الجُنَّانُ أَجْنَاسٌ
الْجَانُّ وَالْأَفَاعِي وَالْأَسَاوِدُ.
{آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ
يُقَالَ {صَافَّاتٍ} بُسُطٌ أَجْنِحَتَهُنَّ، (يَقْبِضْنَ)
يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ.
[2155] (3297) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ,
عَنْ سَالِمٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّه سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ
(4/15)
عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «اقْتُلُوا
الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ
وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ
وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ».
[2156] (3298) قَالَ عَبْدُ الله: فَبَيْنَا أَنَا
أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا فَنَادَانِي
أَبُولُبَابَةَ: لَا تَقْتُلْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ
الْحَيَّاتِ، قَالَ: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ
ذَوَاتِ الْبُيُوتِ وَهُنَّ الْعَوَامِرُ.
وَقَالَ صَالِحٌ وَابْنُ أبِي حَفْصَةَ وَابْنُ مُجَمِّعٍ
عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: رَآنِي
أَبُولُبَابَةَ وَزَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ.
[2157] (3303) (1) خ ونَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ
فَاسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ
مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ
فَتَعَوَّذُوا بِالله مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّها رَأَت
شَيْطَانًا».
[2158] (3305) خ ونَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
وُهَيْبٌ, عَنْ خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ
_________
(1) هنا في النسخ المطبوعة: " بَاب خَيْر مَال الْمُسْلِم
غَنَم يَتْبَع بِهَا شَعَف الْجِبَال ".
قَالَ الحافظ: إن هذا وَقَعَ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَات،
وَسَقَطَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَة مِنْ رِوَايَة
النَّسَفِيِّ وَلَمْ يَذْكُرْهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ
أَيْضًا، وَهُوَ اللَّائِق بِالْحَالِ، لِأَنَّ
الْأَحَادِيث الَّتِي تَلِي حَدِيث أبِي سَعِيد لَيْسَ
فِيهَا مَا يَتَعَلَّق بِالْغَنَمِ إِلَّا حَدِيث أبِي
هُرَيْرَة الْمَذْكُور بَعْده.
قلت: وكذلك وقع ضمن هذا الباب تبويبان آخران خلت منهما
نسختنا، وأكثر النسخ التي اطلع عليها الحافظ، وهما: بَاب
خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي
الْحَرَمِ، وإِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ .. الباب.
وهذان البابان ثبتا فِي رِوَايَة السَّرَخْسِيّ، قَالَ
الحافظ: وَقَعَ فِي رِوَايَة السَّرَخْسِيّ هُنَا " بَاب
إِذَا وَقَعَ الذُّبَاب فِي شَرَاب أَحَدكُمْ
فَلْيَغْمِسْهُ " وَلَا مَعْنًى لِذِكْرِهِ هُنَا،
وَوَقَعَ عِنْده أَيْضًا " بَاب خَمْس مِنْ الدَّوَابّ
فَوَاسِق " وَسَقَطَ مِنْ رِوَايَة غَيْره وَهُوَ أَوْلَى
أهـ.
فالعجب كيف أن النسخ المطبوعة عامتها اتبعت ما تفرد به
السرخسي، وتركت رواية العامة.
(4/16)
لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا
أُرَاهَا إِلَّا الْفَارَ، إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ
الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ
الشَّاءِ شَرِبَتْ».
فَحَدَّثْتُ كَعْبًا فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ، وقَالَ لِي مِرَارًا, فَقُلْتُ: أَقْرَأُ
التَّوْرَاةَ!؟.
[2159] (3323) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ,
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ,
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ
بِقَتْلِ الْكِلَابِ.
(4/17)
|