المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 63 - كِتَاب الْأَنْبِيَاءِ خَلْقِ آدَمَ
وَذُرِّيَّتِهِ
باب
قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، فَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: {بِحَمْدِكَ} أَيْ نُعَظِّمُكَ،
{فَأَزَلَّهُمَا} فَاسْتَزَلَّهُمَا.
خُرِّجَ مَا فِيهِ.
بَاب الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ
[2160] خ قَالَ: قَالَ الْلَّيْثُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ, عَنْ عَمْرَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ
مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ».
[2161] (3399) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ
الْجُعْفِيُّ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ
هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا بَنُو
إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْتَنِزْ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا
حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ».
وَخَرَّجَهُ في: قصة موسى مع أخيه هارون وقوله {اخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي} الآية (3399).
بَاب
قَوْلِه تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}
وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بَادِيَ الرَّأْيِ} مَا ظَهَرَ
لَنَا، {أَقْلِعِي} أَمْسِكِي، {وَفَارَ التَّنُّورُ}
نَبَعَ الْمَاءُ.
(4/18)
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الْأَرْضِ،
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْجُودِيُّ جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ ذات
جبال.
قَدْ خَرَّجَ التَّفْسِيرَ.
باب
قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي
الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا
(83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}
طَريقًا {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} إلَى قَوْلِهِ {آتُونِي
زُبَرَ الْحَدِيدِ} وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ،
{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} يُقَالَ عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَبَلَيْنِ, وَالسُّدَّيْنِ
الْجَبَلَيْنِ، (خَرْجًا) أَجْرًا، {قَالَ انْفُخُوا
حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ} أصب
{عَلَيْهِ قِطْرًا} رَصَاصًا، وَيُقَالَ الْحَدِيدُ
وَيُقَالَ الصُّفْرُ, وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النُّحَاسُ،
{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} يَعْلُوهُ،
اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ مِنْ طَعْتُ لَهُ, فَلِذَلِكَ
فُتِحَ، أَسْطَاعَ يَسْتطِيعُ (1) , وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
يَسْتَطِيعُ، {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ
هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي
جَعَلَهُ دَكَّاءَ} أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ، وَنَاقَةٌ
دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا، وَالدَّكْدَاكُ مِنْ
الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ {وَكَانَ
وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ
يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ} قَالَ قَتَادَةُ: حَدَبٌ أَكَمَةٌ.
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ، قَالَ:
«رَأَيْتَهُ».
_________
(1) كذا في الأصل، وهو تصحيف بدلالة ما بعده، وفي الصحيح:
يسطيع.
(4/19)
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَاتَّخَذَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}
وَقَوْلِهِ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا}،
وَقَوْلِهِ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} قَالَ
أَبُومَيْسَرَةَ: الرَّحِيمُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ.
[2162] (3351) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو,
أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ, عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، وَجَدَ فِيهِ صُورَةَ
إِبْرَاهِيمَ وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: «أَما هُمْ
فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ
بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ
فَمَا لَهُ يَسْتَقْسِمُ».
[2163] (3359) خ ونَا عُبَيْدُاللهِ بْنُ مُوسَى (1) أَوْ
ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ,
عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ, عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ, أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ
وَقَالَ: «كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}
(3307).
[2164] (3365) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
أَبُوعَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ, عَنْ كَثِيرٍ.
و (3364) نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ أَيُّوبَ
السَّخْتِيَانِيِّ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ أبِي وَدَاعَةَ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا
عَلَى الْآخَرِ, عَنْ
_________
(1) في الأصل عبيد بن موسى، وهو تصحيف.
(4/20)
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عن ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ
قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا
لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بنُ نَافِعٍ عَنْ كَثِيرٍ فِيهِ،
قَالَ: لَمَّا كَانَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَهْلِهِ مَا كَانَ خَرَجَ
بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّ إِسْمَاعِيلَ مَعَهُمْ شَنَّةٌ
فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَشْرَبُ
مِنْ الشَّنَّةِ فَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا
حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَوَضَعَهَا تَحْتَ دَوْحَةٍ.
(3363) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وقَالَ الْأَنْصَارِيُّ, نا
ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَمَّا كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ
فَحَدَّثَنِي، السَّنَدَ، [قَالَ: أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ
بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمْ السَّلَام وَهِيَ
تُرْضِعُهُ مَعَهَا شَنَّةٌ لَمْ يَرْفَعْهُ ثُمَّ جَاءَ
بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ] (1).
قَالَ: حَتَّى وَضَعَهُمَا (2) عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ
دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ،
وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا
مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا
جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ
قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ
إِسْمَاعِيلَ.
زَادَ إِبْراهِيمُ عَنْ كَثيرٍ: حَتَّى بَلَغُوا كَدَاءً
نَادَتْهُ مِنْ وَرَائِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَنْ
تَتْرُكُنَا؟ قَالَ: إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَتْ:
رَضِيتُ بِالله.
وَقَالَ ابنُ جُرَيجٍ فِيهِ (3): فَقَالَتْ: يَا
إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا
الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ؟
فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ
إِلَيْهَا،
_________
(1) ما بين الحاصرتين زدته أنا من الصحيح لأنه رواية
الأنصاري كما في الصحيح، وقد سقط من الأصل، وأتى بما هو من
حديث عبد الرزاق.
(2) في الأصل: وضعها، والمثبت من الصحيح لدلالة الباقي
عليه ولأنه أليق بالمقام، وقد خشيت أن يكون ما في الأصل
تصحيف.
(3) كذا قَالَ ابن جريج فيه، وإنما هو حديث عبد الرزاق.
(4/21)
فَقَالَتْ لَهُ: أَالله الَّذِي أَمَرَكَ
بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: إِذَنْ لَا
(يُضَيِّعُنَا) (1) ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ
إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ
الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ
بِوَجْهِهِ ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الدعوات فَرَفَعَ
يَدَيْهِ فَقَالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ
ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ
الْمُحَرَّمِ} حَتَّى بَلَغَ {يَشْكُرُونَ}.
وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ
وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا
فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا وَجَعَلَتْ
تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ: يَتَلَبَّطُ،
فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ،
فَوَجَدَتْ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ
يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ
الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ
أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنْ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ
الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ
الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتْ الْوَادِيَ،
ثُمَّ أَتَتْ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا فَنَظَرَتْ
هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ
ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فِيهِ عَنْ كَثِيرٍ: ثُمَّ قَالَتْ:
لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ، تَعْنِي الصَّبِيَّ،
فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هُوَ عَلَى حَالِهِ
كَأَنَّهُ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ.
قَالَ ابْنُ جُرَيجٍ فِيهِ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلذَلِكَ
سَعَى النَّاسُ بَيْنَهُمَا».
فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا
فَقَالَتْ: صَهٍ، تُرِيدُ نَفْسَهَا، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ
فَسَمِعَتْ أَيْضًا فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ
عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ
مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ:
بِجَنَاحِهِ حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ، فَجَعَلَتْ
تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ
تَغْرِفُ مِنْ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهِيَ تَفُورُ
بِقَدَرِ مَا تَغْرِفُ.
_________
(1) سقطت الكلمة من الأصل.
(4/22)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ الله أُمَّ
إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ: لَوْ
لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا
مَعِينًا».
فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا
الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَا هُنَا
بَيْتَ الله يَبْنِيه هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ
الله لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا
مِنْ الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ
فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَكَانَتْ
كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ
أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ مُقْبِلِينَ مِنْ
طَرِيقِ كَدَاءٍ، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ
فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا، فَقَالَوا: إِنَّ هَذَا
الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بِهَذَا
الْوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ
جَرِيَّيْنِ فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ، فَرَجَعُوا
فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْمَاءِ، فَأَقْبَلُوا، قَالَ: وَأُمُّ
إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ الْمَاءِ، فَقَالَوا: أَتَأْذَنِينَ
لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ، قَالَتْ: نَعَمْ وَلَكِنْ
لَا حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ، قَالَوا: نَعَمْ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ
وَهِيَ تُحِبُّ الْإِنْسَ».
فَنَزَلُوا فَأَرْسَلُوا إِلَى أَهَالِيهِمْ فَنَزَلُوا
مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ
مِنْهُمْ وَشَبَّ الْغُلَامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ
مِنْهُمْ وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حَتَّى (1) شَبَّ،
فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ،
وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ
بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ،
فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ
فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ
عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ فَقَالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ،
نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قَالَ:
فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ
وَقُولِي لَهُ: يُغَيِّرْ عَتَبَةَ داره أي بَابِهِ,
فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا
فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ،
جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا
_________
(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح: حِينَ، وهو أليق، وحتى تصحف
عن حين كثيرا.
(4/23)
وَكَذَا فَسَأَلَنَا عَنْكَ
فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا
فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ، قَالَ:
فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ أَمَرَنِي
أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: غَيِّرْ
عَتَبَةَ بَابِكَ, قَالَ: ذَلكِ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي
أَنْ أُفَارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَطَلَّقَهَا
وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ
إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ
فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا
عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا.
زَادَ إِبرَاهِيمُ عَنْ كَثِيرٍ: فَقَالَتْ امْرَأَتُهُ:
ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقَالَتْ: أَلَا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ
وَتَشْرَبَ, فَقَالَ: وَمَا طَعَامُكُمْ، الحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟
وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ فَقَالَتْ:
نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى الله عَزَّ
وَجَلَّ, فَقَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قَالَتْ: اللَّحْمُ,
قَالَ: فَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتْ: الْمَاءُ قَالَ:
اللهمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ
يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ وَلَوْ كَانَ لَهُمْ
لدَعَا لَهُمْ فِيهِ» , قَالَ: «فَهُمَا لَا يَخْلُو
عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ
يُوَافِقَاهُ».
قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ
السَّلَامَ وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا
جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟
قَالَتْ: نَعَمْ أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ
وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ
فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا
بِخَيْرٍ قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ
هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ
تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أبِي وَأَنْتِ
الْعَتَبَةُ أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ
عَنْهُمْ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ
وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ
قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ
فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ
وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ ثُمَّ قَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ
إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ قَالَ:
فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ، قَالَ: وَتُعِينُنِي
قَالَ: وَأُعِينُكَ قَالَ: فَإِنَّ الله أَمَرَنِي أَنْ
(4/24)
أَبْنِيَ بَيْتًا هَا هُنَا وَأَشَارَ
إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا،
فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ،
فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ
وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي حَتَّى ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ
بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ.
زَادَ إِبْرَاهِيمُ: فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ.
وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ،
وَهُمَا يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ
أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قَالَ: فَجَعَلَا
يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا
يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
وَخَرَّجَهُ في: باب من قَالَ صاحب الحوض والقربة أحق
بمائه مختصرا (2368).
[2165] (3366) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا عَبْدُ
الْوَاحِدِ (1) , نا الْأَعْمَشُ, نا إِبْرَاهِيمُ
التَّيْمِيُّ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ
فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» ,
فقُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» ,
قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ
سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ
فَصَلِّ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ
نِعْمَ الْعَبْدُ} لقوله تعالى {تَجْرِي بِأَمْرِهِ
رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} كَمَا جُعِلَتْ لِمحَمَّد
عَلَيْهِ السَّلامُ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا
لِيُصَلِّي حَيْثُ شَاءَ وَأَصَابَ (3425).
[2166] (3371) خ نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ, نا
جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ الْمِنْهَالِ, عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ
الْحَسَنَ
_________
(1) في الأصل: عبد الرحمن، وهو تصحيف.
(4/25)
وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ: «إِنَّ
أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهما إِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّات مِنْ
كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ
لَامَّةٍ».
باب
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ
الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}
[2167] (3372) (4537) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ, نا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ
{رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ
تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ,
وَيَرْحَمُ الله لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ
شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ
يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ».
وَخَرَّجَهُ في: قِصة لُوط (3375)، وفِي بَابِ قوله
{فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى
رَبِّكَ} (4694)، وَخَرَّجَهُ في: تفسير الآية (4537)، وفي
قصة يوسف وإخوته (3387)، وباب رؤيا أهل السجون والفساد
والشرك (6992).
بَاب
{فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ
إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}
نَكِرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ، {يُهْرَعُونَ}
يُسْرِعُونَ, دَابِرٌ آخِرٌ، صَيْحَةٌ هَلَكَةٌ،
{لِلْمُتَوَسِّمِينَ} لِلنَّاظِرِينَ، {لَبِسَبِيلٍ}
بِطَرِيقٍ، {بِرُكْنِهِ} بِمَنْ مَعَهُ لِأَنَّهُمْ
قُوَّتُهُ، {تَرْكَنُوا} تَمِيلُوا.
(4/26)
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ
صَالِحًا}
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ} مَوْضِعُ ثَمُودَ, وَأَمَّا
(حَرْثٌ حِجْرٌ) فحَرَامٌ وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهُوَ حِجْرٌ
مَحْجُورٌ وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ وَمَا
حَجَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ
سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ
مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَيُقَالَ
لِلْأُنْثَى مِنْ الْخَيْلِ حِجْرٌ، وَيُقَالَ لِلْعَقْلِ
حِجْرٌ وَحِجًى، وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ فَهُوَ
مَنْزِلٌ، كُلُّهُ بِالْكَسْرِ إِلَّا حَجْرُ
الْيَمَامَةِ.
[2168] (3377) خ نَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ الله
بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ
فقَالَ: «انْتَدَبَ لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي
قَوْمِهِ كَأَبِي زَمْعَةَ».
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ}
[2169] (4689) خ [ .. ] نا عَبْدَةُ [عَنْ عبيد الله عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ] (1)،
لفظه.
_________
(1) زيادة مني ليست في الأصل، لأقوم الإسناد.
تنبيه:
هكذا وقع في النسخة، قَالَ الْبُخَارِيُّ: نا عبدة، وفيه
شيء، فإن هذا الحديث رواه البخاري عن عبدة بن عبد الله
الصفار بدون واسطة، لكن من حديث ابن عمر رضي الله عنه، وهو
في الصحيح في الباب نفسه (3390)، ورواه عن عبدة بن سليمان
أيضا من حديث أبِي هريرة، وهو المقصود هنا، لأنه ساق لفظه
فإذا هو ليس كلفظ حديث ابن عمر، فمن هنا قلت: أراد المهلب
حديث أبِي هريرة.
لكن وقع في النسخ: حدثني محمد نا عبدة، أي ان البخاري رواه
بواسطة عن عبدة، وهو ما أثبته المزي والحافظ حيث قَالَ:
حَدَيثُ أبِي هُرَيْرَةَ فِي " أَكْرَمِ النَّاسِ " أَيْ
أَصْلًا، ذَكَرَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ، قَالَ: ثَانِيهِمَا:
قَالَ فِيهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ " وَهُوَ اِبْنُ سُلَيْمَانَ أهـ
وقد ساق البخاري حديث عبدة مرتين، مرة عقب حديث عبيد بن
إسماعيل على هيئة المتابعة في الإسناد، ومرة في سورة يوسف،
ووقع في كلا الموضعين: حدثني محمد نا عبدة.
وذكر الباجي في ترجمة عبدة في التعديل والتجريح: رواية
البخاري لحديث عبدة بواسط ابن سلام وابن أبِي شيبة وإسحق.
ثم وقع في بعض النسخ المطبوعة: عن عبدة عن عبد الله، وهو
تصحيف، صوابه: عبيد الله، وهو العمري الحافظ الثقة
المشهور، فليتنبه لهذا الخطأ، والله أعلم.
(4/27)
و (3383) عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ
أبِي أُسَامَةَ, عَنْ عُبَيْدِ الله, أَخْبَرَنِي سَعِيدُ
بْنُ أبِي سَعِيدٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَكْرَمُ
النَّاسِ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ» , قَالَوا: لَيْسَ
عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ, قَالَ: «أَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ
نَبِيُّ الله ابْنُ نَبِيِّ الله ابْنِ نَبِيِّ الله ابْنِ
خَلِيلِ الله» , قَالَوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ,
قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَنِي،
النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}
(3490)، وفي باب قوله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ
خَلِيلًا} (3353) , وباب ما قيل في ذي الوجهين (؟) , وباب
{فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (4689).
[2170] (3386) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أبِي
رَبِيعَةَ، اللهمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهمَّ
أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهمَّ أَنْجِ
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، اللهمَّ اشْدُدْ
وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ
كَسِنِي يُوسُفَ».
(4/28)
بَاب
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا
وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ
جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}
كَلَّمَهُ، تقول لِلْوَاحِدِ وَللْاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ
نَجِيٌّ, يُقَالَ {خَلَصُوا نَجِيًّا} وَالْجَمِيعُ
أَنْجِيَةٌ, تَلْقَفُ: تَلْقُمُ.
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى
(9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا
إِنِّي آنَسْتُ} أَبْصَرْتُ {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا
بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا
أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ
طُوًى (12)}.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طُوًى اسْمُ الْوَادِي،
{سِيرَتَهَا} حَالَتَهَا وَ {النُّهَى} التُّقَى،
{بِمَلْكِنَا} بِأَمْرِنَا، (هَوَى) شَقِيَ، فَارِغًا
إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى، {رِدْءًا} كَيْ يُصَدِّقَنِي،
وَيُقَالَ مُعِينًا، يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ، {يَأْتَمِرُونَ}
يَتَشَاوَرُونَ, وَالْجِذْوَةُ القِطْعَةُ غَلِيظَةٌ مِنْ
الْخَشَبِ فِيهَا لَهَبٌ، (سَنَشُدُّ) سَنُعِينُكَ
كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أَوْ
فِيهِ تهمة أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهِيَ عُقْدَةٌ، {أَزْرِي}
ظَهْرِي، {فَيُسْحِتَكُمْ} فَيُهْلِكَكُمْ، {الْمُثْلَى}
تَأْنِيثُ الْأَمْثَلِ، يَقُولُ بِدِينِكُمْ، يُقَالَ خُذْ
الْمُثْلَى خُذْ الْأَمْثَلَ، {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا}
يُقَالَ هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ يَعْنِي
الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ، {فَأَوْجَسَ}
أَضْمَرَ خَوْفًا فَذَهَبَتْ الْوَاوُ مِنْ {خِيفَةً}
لِكَسْرَةِ الْخَاءِ، {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} عَلَى
جُذُوعِ النَّخْلِ, {خَطْبُكَ} بَالُكَ، {لَا مِسَاسَ}
مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا، {لَنَنْسِفَنَّهُ}
لَنُذْرِيَنَّهُ, الضحى الْحَرُّ،
(4/29)
{قُصِّيهِ} اتَّبِعِي أَثَرَهُ وَقَدْ
يَكُونُ أَنْ نَقُصَّ الْكَلَامَ، {نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ} {عَنْ جُنُبٍ} أي عَنْ بُعْدٍ وَعَنْ جَنَابَةٍ
وَعَنْ اجْتِنَابٍ وَاحِدٌ.
وقَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى قَدَرٍ} مَوْعِدٌ، (لَا تَنِيَا)
لَا تَضْعُفَا، {مَكَانًا سُوًى} مُنْصِفٌ بَيْنَهُمْ،
{يَبَسًا} يَابِسَا، {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} الْحُلِيِّ
الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
{فَقَذَفْنَاهَا} أَلْقَيْتَهَا، {أَلْقَى} صَنَعَ،
{فَنَسِيَ} مُوسَى هُمْ يَقُولُونَهُ أَخْطَأَ الرَّبَّ
أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ قَوْلًا الْعِجْل.
[2171] (1555) خ نَا ابْنُ الْمُثَنَّى, نا ابْنُ أبِي
عَدِيٍّ, عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، و (3355) نا بَيَانُ بْنُ
عَمْرٍو, نا النَّضْرُ, نا ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ,
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ.
(3239) وقَالَ لِي خَلِيفَةُ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ,
نا سَعِيدٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ, عن
ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي
مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا كَأَنَّهُ مِنْ
رِجَالِ شَنُوءَةَ».
وقَالَ النَّضْرُ: «على جَمَلٍ (1) مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ
كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي»،
زَادَ ابْنُ أبِي عَدِيٍّ: «يُلَبِّي».
وَخَرَّجَهُ في: ذكر إبراهيم وذكر موسى وعيسى (3355).
بَاب
قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ
لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ
رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} إلَى قَوْلِهِ {وَأَنَا
أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
_________
(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: " أَحْمَرَ ".
(4/30)
يُقَالَ: دَكَّهُ زَلْزَلَهُ، {فَدُكَّتَا}
فَدُكِكْنَ, جَعَلَ الْجِبَالَ كَالْوَاحِدَةِ, كَمَا
قَالَ {السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا}
وَلَمْ يَقُلْ كُنَّ رَتْقًا، مُلْتَصِقَتَيْنِ،
(أُشْرِبُوا) ثَوْبٌ مُشَرَّبٌ مَصْبُوغٌ، قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: انْبَجَسَتْ انْفَجَرَتْ، (نَتَقْنَا)
رَفَعْنَا، (طُوفَان) مِنْ السَّيْلِ، ويُقَالَ لِلْمَوْتِ
الْكَثِيرِ الطُوفَانُ، الْقُمَّلُ الْحُمْنَانُ (1)
يُشْبِهُ صِغَارَ الْحَلَمِ، (حَقِيقٌ) حَقٌّ، (سُقِطَ)
كُلُّ مَنْ نَدِمَ قيل سُقِطَ فِي يَدِهِ.
بَاب
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الْآيَةَ
قَالَ أَبُوالْعَالِيَةِ: عَوَانٌ النَّصَفُ بَيْنَ
الْبِكْرِ وَالْهَرِمَةِ، {فَاقِعٌ} صَافٍ، {لَا ذَلُولٌ}
لَمْ يُذِلَّهَا الْعَمَلُ، {تُثِيرُ الْأَرْضَ} لَيْسَتْ
بِذَلُولٍ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَعْمَلُ فِي
الْحَرْثِ، {مُسَلَّمَةٌ} مِنْ الْعُيُوبِ، {لَا شِيَةَ}
بَيَاضٌ، صَفْرَاءُ إِنْ شِئْتَ أو سَوْدَاءُ، يُقَالَ
صَفْرَاءُ كَقَوْلِهِ {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} ,
{فَادَّارَأْتُمْ} اخْتَلَفْتُمْ.
بَاب
{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى
عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ
مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} لَتُثْقِلُ، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُولِي الْقُوَّةِ} لَا يَرْفَعُهَا
الْعُصْبَةُ مِنْ الرِّجَالِ، يُقَالَ {الْفَرِحِينَ}
الْمَرِحِينَ، {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} مِثْلُ {أَلَمْ تَرَ
أَنَّ اللَّهَ} {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيَقْدِرُ} يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ.
_________
(1) في الأصل: الحسنان، وهو تصحيف.
(4/31)
بَاب
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} إِلَى أَهْلِ
مَدْيَنَ، لِأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ {وَاسْأَلِ
الْقَرْيَةَ} (وَاسْأَلْ الْعِيرَ) يَعْنِي أَهْلَ
الْقَرْيَةِ وَأَهْلَ الْعِيرِ، {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}
لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، يُقَالَ إِذَا لَمْ يَقْضِ
حَاجَتَهُ ظَهَرْتَ حَاجَتِي وَجَعَلَنِي ظِهْرِيًّا،
والظِّهْرِيُّ أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً
تَسْتَظْهِرُ بِهِ، مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ،
{كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} يَعِيشُوا، (تَأْسَ)
تَحْزَنْ، (أن آسَى) أَحْزَنُ، وَقَالَ الْحَسَنُ:
{إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} يَسْتَهْزِئُونَ
بِهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَيْكَةُ الْأَيْكَةُ، {يَوْمِ
الظُّلَّةِ} إِظْلَالُ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ.
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ} الْمُوقَرُ، الآيَات، {فَالْتَقَمَهُ
الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} قَالَ مُجَاهِدٌ: مُذْنِبٌ،
{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)
فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} وَجْهِ الْأَرْضِ {وَهُوَ
سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ
يَقْطِينٍ} مِنْ غَيْرِ ذَاتِ أَصْلٍ الدُّبَّاءِ
وَنَحْوِهِ، {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى
وَهُوَ مَكْظُومٌ} مَغْمُومٌ.
[2172] (3413) خ نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ, نا شُعْبَةُ,
عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ, عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ إِنِّي
خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» وَنَسَبَهُ إِلَى
أَبِيهِ.
(4/32)
[2173] (4604) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ
سِنَانٍ, نا فُلَيْحٌ نا هِلَالٌ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ
مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله تعالى {إِنَّا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ} إلَى قَوْلِهِ {وَيُونُسَ وَهَارُونَ
وَسُلَيْمَانَ} الأنعام (4604)، [وفي] {وَيُونُسَ وَلُوطًا
وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (4630) (4630) ,
وفي تفسير الصافات بترجمة الآية {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ} (4805).
بَاب
{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ
حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ}
يَجُوزُونَ، {شُرَّعًا} شَوَارِعَ، الآيات.
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}
الزُّبُرُ الْكُتُبُ وَاحِدُهَا زَبُورٌ زَبَرْتُ
كَتَبْتُ، {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا
يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} قَالَ مُجَاهِدٌ: سَبِّحِي
مَعَهُ، {وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)
أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} الدُّرُوعَ، {وَقَدِّرْ فِي
السَّرْدِ} الْمَسَامِيرِ وَالْحَلَقِ, وَلَا تُدِقَّ
الْمِسْمَارَ فَيَتَسَلْسَلَ (1) وَلَا تُعَظِّمْ
فَيَنْقَسِمْ، (أَفْرِغْ) أَنْزِلْ، (بَسْطَةً) زِيَادَةً
وَفَضْلًا.
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة، وقوله: لا تدق، هو إلى الدال أقرب
منه إلى الراء في رسم المخطوط، وهي رواية مشهورة، والرواية
الثانية: ترق، بالراء، فالقاضي عياض قَالَ: رواية الأصيلي
بالراء، والحافظ قَالَ: بالدال، والله أعلم.
وأما فيتسلسل، ففي الأصل كان: فيتسلل، تصحيف، انظر المشارق
2/ 371.
(4/33)
[2174] (3417) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ
مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ,
عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام الْقُرْآنُ فَكَانَ يَأْمُرُ
بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ
أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ
عَمَلِ يَدِهِ».
وَخَرَّجَهُ في: التفسير بمثله (4713).
بَاب
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ
أَوَّابٌ} إلَى قَوْلِهِ {وَأَنَابَ} قَالَ مُجَاهِدٌ: فصل
الخطاب الْفَهْمُ فِي الْقَضَاءِ، {وَلَا تُشْطِطْ} لَا
تُسْرِفْ، يُقَالَ لِلْمَرْأَةِ نَعْجَةٌ وَيُقَالَ لَهَا
أَيْضًا شَاةٌ، {أَكْفِلْنِيهَا} مِثْلُ {وَكَفَّلَهَا
زَكَرِيَّا} أي ضَمَّهَا، {وَعَزَّنِي} غَلَبَنِي صَارَ
أَعَزَّ مِنِّي عززته أي جَعَلْتُهُ عَزِيزًا، {فِي
الْخِطَابِ} يُقَالَ الْمُحَاوَرَةُ، {الْخُلَطَاءِ}
الشُّرَكَاءِ، {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ}
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اخْتَبَرْنَاهُ وَقَرَأَ عُمَرُ
فَتَّنَّاهُ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ.
بَاب
قَوْلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ
سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
الرَّاجِعُ الْمُنِيبُ, وَقَوْلِهِ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} وَقَوْلِهِ
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ} {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ
وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ} أَذَبْنَا لَهُ
{عَيْنَ الْقِطْرِ} الْحَدِيدِ، {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا
يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ
كَالْجَوَابِ} كَحِيَاضِ اِلْإِبِلِ.
(4/34)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَالْجَوْبَةِ مِنْ
الْأَرْضِ، {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} {إِلَّا دَابَّةُ
الْأَرْضِ} الْأَرَضَةُ، {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} عَصَاهُ
(1) {حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} مِنْ ذِكْرِ
رَبِّي، {فَطَفِقَ مَسْحًا} يَمْسَحُ أَعْرَافَ الْخَيْلِ
وَعَرَاقِيبَهَا {الْأَصْفَادِ} الْوَثَاقُ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: {الصَّافِنَاتُ} صَفَنَ الْفَرَسُ رَفَعَ
إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ
الْحَافِرِ، {الْجِيَادُ} السِّرَاعُ، {جَسَدًا}
شَيْطَانًا، {رُخَاءً} طَيِّبَةً، {حَيْثُ أَصَابَ} حَيْثُ
شَاءَ، {فَامْنُنْ} أَعْطِ، {بِغَيْرِ حِسَابٍ} بِغَيْرِ
خراجٍ.
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ
الْحِكْمَةَ} إلَى قَوْلِهِ {مُخْتَالٍ فَخُورٍ} {وَلَا
تُصَعِّرْ} تعرض، التصاعر الْإِعْرَاضُ بِالْوَجْهِ.
خَرَّجَ فِيهِ حَدِيثَ: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ
بِظُلْمٍ.
بَاب
قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ
الْقَرْيَةِ} إلى {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} قَالَ
مُجَاهِدٌ: شَدَّدْنَا, وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
{طَائِرُكُمْ} مَصَائِبُكُمْ.
بَاب
قَوْلِه عز وجهه {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا} إِلَى {سَمِيًّا} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
مِثْلًا, يُقَالَ {رَضِيًّا} مَرْضِيًّا، وعُتِيًّا عسيا
عَتَا يَعْتُو، حَفِيًّا لَطِيفًا، عَاقِرًا, الذَّكَرُ
وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ، فَأَوْحَى فَأَشَارَ، سَوِيًّا
صَحِيحًا.
_________
(1) سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ وزدتها من الصحيح.
(4/35)
بَاب
قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ
إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} وَ {إِذْ قَالَتِ
الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ
بِكَلِمَةٍ}، {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا
وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ
(33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا
فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
إلَى قَوْلِهِ {بِغَيْرِ حِسَابٍ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
آلُ عِمْرَانَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ وَآلِ
عِمْرَانَ وَآلِ يَاسِينَ وَآلِ مُحَمَّدٍ, يَقُولُ {إِنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
وَهَذَا النَّبِيُّ} وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ، وَيُقَالَ آلُ
يَعْقُوبَ أَهْلُ يَعْقُوبَ, إِذَا صَغَّرُوا آلَ رَدُّوهُ
إِلَى الْأَصْلِ فقَالَوا في آل أُهَيْلٌ.
[2175] (3286) (3431) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ
الشَّيْطَانُ فِي جَنْبِهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ».
[2176] (4548) وعَنْ الزُّهْرِيِّ, قَالَ: حَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, قَالَ: قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا
يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ
صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ
وَابْنِهَا».
زَادَ الأَعْرَجُ: «ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي
الْحِجَابِ».
زَادَ سَعِيدٌ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُوهُرَيْرَةَ {وَإِنِّي
أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ}.
(4/36)
وَخَرَّجَهُ في: باب صفة إبليس وجنوده
(3286)، وفي تفسير قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنِّي
أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ} (4548).
بَاب
قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ
يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} إلَى قَوْلِهِ
{أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} يَكْفُلُ يَضُمُّ،
(كَفَلَهَا) مُخَفَّفَةً ضَمَّهَا.
بَاب
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ
يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ
اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} إِلَى
{كُنْ فَيَكُونُ}، يُبَشِّرُكِ ويَبْشُرُكِ وَاحِدٌ،
(وَجِيهًا) شَرِيفًا, وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: المَسِيحُ
الصِّدِّيقُ, وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْكَهْلُ الْحَلِيمُ
وَالْأَكْمَهُ يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَلَا يُبْصِرُ
بِاللَّيْلِ, وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى.
{إِذِ انْتَبَذَتْ} نَبَذْنَاهُ أَلْقَيْنَاهُ
واعْتَزَلَتْ، {شَرْقِيًّا} مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ،
{فَأَجَاءَهَا} أَفْعَلْتُ مِنْ جِئْتُ وَيُقَالَ
أَلْجَأَهَا اضْطَرَّهَا، (تَسَّاقَطْ) تَسْقُطْ،
(قَصِيًّا) قَاصِيًا، (فَرِيًّا) عَظِيمًا, وقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: (نِسْيًا) لَمْ أَكُنْ شَيْئًا, وَقَالَ
غَيْرُهُ: النِّسْيُ الْحَقِيرُ, وَقَالَ أَبُووَائِلٍ:
عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ
قَالَتْ {إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} , وقَالَ الْبَرَاءِ:
(سَرِيًّا) نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ.
_________
(1) وقع هنا في بعض النسخ زيادة واو أول الآية، وهو من
تغاليط الرواة.
(4/37)
[2177] (1206) قَالَ الْبُخَارِيُّ:
وَقَالَ الْلَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ,
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ, قَالَ
أَبُوهُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
خ، و (3466) نَا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا
أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الأعرج, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ.
خ، و (3436) نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا جَرِيرُ
بْنُ حَازِمٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا
ثَلَاثَةٌ، عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ, وَكَانَ فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ جُرَيْجٌ، يُصَلِّي إذ
جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ
أُصَلِّي».
وقَالَ الْلَّيْثُ: «وقَالَ: اللهمَّ أُمِّي أوْ صَلَاتِي,
قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ, قَالَ: اللهمَّ أُمِّي أو
صَلَاتِي, قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ, قَالَ: اللهمَّ أُمِّي
أو صَلَاتِي, قَالَتْ: اللهمَّ لَا يَمُوتُ جُرَيْجٌ
حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمَيَامِيسِ».
وقَالَ جَرِيرٌ: «قَالَتْ: اللهمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى
تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ, وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي
صَوْمَعَتِهِ, فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: لَأَفْتِنَنَّ
جُرَيْجًا فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ
فَأَبَى».
زَادَ الْلَّيْثُ: «كَانَتْ تَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ
رَاعِيَةٌ تَرْعَى الْغَنَمَ».
قَالَ جَرِيرٌ: «فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ
نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا, فَقِيلَ لَهَا: مِمَّنْ؟
فقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ, فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا
صَوْمَعَتَهُ فَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ فَتَوَضَّأَ
وَصَلَّى».
قَالَ الْلَّيْثُ: «قَالَ جُرَيْجٌ: أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي
تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا لِي؟ قَالَ: يَا بَابُوسُ مَنْ
أَبُوكَ؟».
وقَالَ جَرِيرٌ: «ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ
أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ فقَالَ: فلان الرَّاعِي, قَالَوا:
نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ, قَالَ: لَا إِلَّا مِنْ
طِينٍ, وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا
(4/38)
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا
رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ, فَقَالَتْ: اللهمَّ اجْعَلْ
ابْنِي مِثْلَهُ, فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى
الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللهمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ,
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ».
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ
إِصْبَعَهُ, «ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ».
زَادَ الأَعْرَجُ: «تُجَرُّ وَيُلْعَبُ بِهَا».
قَالَ جَرِيرٌ: «فَقَالَتْ: اللهمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي
مِثْلَ هَذِهِ, فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ: اللهمَّ
اجْعَلْنِي مِثْلَهَا, فَقَالَتْ له ذلك (1)، فَقَالَ:
الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ».
زَادَ الأَعْرَجُ: «كَافِرٌ».
«وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا
تَزْنِي, وَتَقُولُ: حَسْبِيَ الله, وَيَقُولُونَ:
تَسْرِقُ وَتَقُولُ حَسْبِيَ الله».
وقَالَ جَرِيرٌ: «يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ
تَفْعَلْ».
وَخَرَّجَهُ في: باب بني إسرائيل (3466)، وفِي بَابِ إذا
هدم حائطا يبني مثله فِي كِتَابِ المظالم (2482).
[2178] (3437) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى, نا هِشَامٌ,
عَنْ مَعْمَرٍ, ونا مَحْمُودٌ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا
مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حدثني سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ
بِي لَقِيتُ عِيسَى» , فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «رَبْعَةٌ أَحْمَرُ
كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ - يَعْنِي الْحَمَّامَ -
وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ».
_________
(1) في الصحيح: لم ذاك.
(4/39)
[2179] (3239) خ وقَالَ لِي خَلِيفَةُ: نا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, نا سَعِيدٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ
أبِي الْعَالِيَةِ, عن ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ عِيسَى
مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ
سَبِطَ الشعر».
[2180] (5902) خ ونَا ابْنُ يُوسُف, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ
نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
و (3441) نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ, قَالَ:
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي
الزُّهْرِيُّ, عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا
وَالله مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِعِيسَى أَحْمَرُ, وَلَكِنْ قَالَ: «بَيْنَمَا
أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ آدَمُ».
«كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ لَهُ
لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ اللِّمَمِ قَدْ
رَجَّلَهَا».
«سَبْطُ الشَّعَرِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطِفُ
رَأْسُهُ مَاءً أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ:
مَنْ هَذَا؟ فَقَالَوا: ابْنُ مَرْيَمَ».
وخرجه مع صفة موسى فِي بَابِ ذِكْر مُوسى (3396)، وباب
ذِكر عِيسَى وباب ذِكْر إبراهيم (3355)، وباب ذِكْر مَريم
(3438) (3439) (3441)، وباب الطواف بالكعبة في المنام
(7026).
[2181] (3442) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُوسَلَمَةَ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ.
و (3443) نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ, نا فُلَيْحُ بْنُ
سُلَيْمَانَ, نا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ, عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي عَمْرَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
زَادَ أَبُوسَلَمَةَ: «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
نَبِيٌّ».
(4/40)
«الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ
أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَأَبُوهُمْ (1) وَاحِدٌ».
[2182] (3444) خ وحَدَّثَني عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ,
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا
يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا
وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ, فَقَالَ عِيسَى:
آمَنْتُ بِالله وَكَذَّبْتُ عَيْنِي».
[2183] (3445) خ ونَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ قَالَ:
سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله
بْنُ عَبْدِ الله, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, سَمِعَ عُمَرَ
يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا
أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا
عَبْدُهُ، وَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ».
بَاب نُزُولِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
[2184] (3449) خ نا ابْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ
يُونُسَ (2).
خ, و (3448) نَا إِسْحَاقُ, نا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ, نا أبِي عَنْ صَالِحٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ,
أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ, سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ
يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا،
فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ
الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ، حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ
أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا
مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
ثُمَّ يَقُولُ أَبُوهُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ
قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ
شَهِيدًا}.
_________
(1) هكذا في الأصل، والرواية المشهورة: ودينهم واحد.
(2) وتتمة إسناده: عَنْ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ نَافِعٍ
مَوْلَى أبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ قَالَ.
(4/41)
زَادَ الْلَّيْثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ
ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قتل الخنزير وكسر الصليب (2222) في
البيوع، وَقَالَ جَابِرٌ: حَرَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَ الْخِنْزِيرِ.
بَاب مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
[2185] (3455) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ
كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا
نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ»
قَالَوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «فُوا
بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ, أَعْطُوهُمْ
حَقَّهُمْ, فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ سَائِلُهُمْ عَمَّا
اسْتَرْعَاهُمْ».
[2186] (3464) خ نا مُحَمَّدٌ, نا عَبْدُ الله بْنُ
رَجَاءٍ, نا هَمَّامٌ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله
قَالَ: حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي عَمْرَةَ,
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ
ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ
وَأَعْمَى بَدَأَ (1) لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يَبْتَلِيَهُمْ, فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا, فَأَتَى
الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي
النَّاسُ, قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ, فَأُعْطِيَ
لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا, فَقَالَ: أَيُّ
الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فقَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ
الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ
وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ
_________
(1) هكذا ثبت في الأصل مهموزا، ويقع في كثير من النسخ
المطبوعة: بدا، وقد خطأ القاضي عياض هذا، وصحح الهمز،
(المشارق1/ 127).
(4/42)
الْآخَرُ الْبَقَرُ, فَأُعْطِيَ نَاقَةً
عُشَرَاءَ, فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا, وَأَتَى
الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا فقَدْ
قَذِرَنِي النَّاسُ, قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ
فَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا, قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ
أَحَبُّ إِلَيْكَ, قَالَ: الْبَقَرُ, فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً
حَامِلًا, وَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا, فَأَتَى
الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: يَرُدُّ الله إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ
النَّاسَ, قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ الله عَزَّ وَجَلَّ
إِلَيْهِ بَصَرَهُ, قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ
إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ, فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا،
فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا, فَكَانَ لِهَذَا
وَادٍ مِنْ إِبِلٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ وَلِهَذَا
وَادٍ مِنْ غَنَمٍ, ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي
صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ, فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ
تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ
الْيَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ, أَسْأَلُكَ بِالَّذِي
أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ
وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي,
فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ, فَقَالَ لَهُ:
كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ
النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ الله, فَقَالَ: لَقَدْ
وَرِثْتُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ, فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ
كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ, وَأَتَى
الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ لَهُ
مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا, وَرَدُّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا
رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا
فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ, وَأَتَى الْأَعْمَى
فِي صُورَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ
وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ
الْيَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي
رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي
سَفَرِي، قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ الله بَصَرِي
وَفَقِيرًا (1)
فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَالله لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ
بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ،
فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ الله عَنْكَ
وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ».
_________
(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: فَقَدْ أَغْنَانِي ..
(4/43)
[2187] (3461) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ
الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا الْأَوْزَاعِيُّ, نا
حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ, عَنْ أبِي كَبْشَةَ, عَنْ عَبْدِ
الله بْنِ عَمْرٍو, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً
وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ».
بَاب
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ}
والْكَهْفُ الْفَتْحُ فِي الْجَبَلِ {وَالرَّقِيمِ}
الْكِتَابُ، {مَرْقُومٌ} مَكْتُوبٌ مِنْ الرَّقْمِ،
(رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ) أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا،
{لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} (شَطَطًا)
إِفْرَاطًا، الْوَصِيدُ الْفِنَاءُ وَجَمْعُهُ وَصَائِدُ
وَوُصُدٌ وَيُقَالَ الْوَصِيدُ الْبَابُ، (مُؤْصَدَةٌ)
مُطْبَقَةٌ, آصَدَ الْبَابَ وَأَوْصَدَ، (بَعَثْنَاهُمْ)
أَحْيَيْنَاهُمْ، (أَزْكَى) أَكْثَرُ رَيْعًا فَضَرَبَ
الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا، {رَجْمًا
بِالْغَيْبِ} لَمْ يَسْتَبِنْ, وَقَالَ مُجَاهِدٌ:
(تَقْرِضُهُمْ) تَتْرُكُهُمْ.
[2188] (3470) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا ابْنُ
أبِي عَدِيٍّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي
الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ,
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً
وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ, فَأَتَى
رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟
قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ, وَجَعَلَ يَسْأَلُ فَقَالَ لَهُ
رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَدْرَكَهُ
الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا, فَاخْتَصَمَتْ
فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ,
فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى هَذِهِ أَنْ
تَقَرَّبِي وَأَوْحَى الله إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي,
وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا, فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ
أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ».
[2189] (3321) خ نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ, نا
إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ, نا عَوْفٌ, عَنْ الْحَسَنِ وَابْنِ
سِيرِينَ.
(4/44)
و (3467) نَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ, نا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ,
عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ
يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ
فَغُفِرَ لَهَا بِهِ».
[2190] (3472) خ نَا إِسْحَاقِ بْن نَصْرٍ (1)
, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ
عَقَارًا لَهُ فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى
الْعَقَارَ فِي العَقَارِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ, فَقَالَ
لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي،
إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ
الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الْأَرْضُ: إِنَّمَا
بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى
رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا
وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ
الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ
الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ
وَتَصَدَّقَا».
[2191] (3477) خ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا
الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ قَالَ عَبْدُ الله:
كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ
قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ
وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «(اللهمَّ) (2) اغْفِرْ لِقَوْمِي
فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».
_________
(1) في الأصل: نا علي بن إسحاق بن نصر، وأظنه تصحيفا،
صوابه: نا علي نا إسحاق بن نصر ..
لكن لم أجد في تحفة الأشراف ولا في شروح البخاري ما يجعلني
أطمئن إلى ما في النسخة وأنه سليم من التصحيف، فليتأمل.
(2) ليست في الأصل، واستدركتها من الصحيح.
(4/45)
بَاب (1)
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وَقَوْلِهِ {وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} وَمَا يُنْهَى عَنْ
دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ, الشُّعُوبُ النَّسَبُ الْبَعِيدُ
وَالْقَبَائِلُ دُونَ ذَلِكَ.
[2192] (3489) خ نَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ,
نا أَبُوبَكْرٍ, عَنْ أبِي حَصِينٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} قَالَ: الشُّعُوبُ
الْقَبَائِلُ الْعِظَامُ وَالْقَبَائِلُ الْبُطُونُ.
[2193] (3491) خ نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ, نا عَبْدُ
الْوَاحِدِ, نا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي
رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
زَيْنَبُ بِنْتُ أبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لَهَا:
رَأَيْتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
أَكَانَ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا
مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.
_________
(1) هكا ثبت هذا الباب في هذا الكتاب، وهو في نسخ الصحيح
المطبوعة أول باب فِي كِتَابِ المناقب.
وفي هذا الموضع اختلاف في النسخ، فقَالَ الحافظ: (بسم الله
الرحمن الرحيم، بَاب الْمَنَاقِب) كَذَا فِي الْأُصُول
الَّتِي وَقَفْت عَلَيْهَا مِنْ كِتَاب الْبُخَارِيّ،
وَذَكَرَ صَاحِب الْأَطْرَاف وَكَذَا فِي بَعْض الشُّرُوح
أَنَّهُ قَالَ: كِتَاب الْمَنَاقِب، فَعَلَى الْأَوَّل
هُوَ مِنْ جُمْلَة كِتَاب أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء،
وَعَلَى الثَّانِي هُوَ كِتَاب مُسْتَقِلّ، وَالْأَوَّل
أَوْلَى، فَإِنَّهُ يَظْهَر مِنْ تَصَرُّفه أَنَّهُ قَصَدَ
بِهِ سِيَاق التَّرْجَمَة النَّبَوِيَّة، بِأَنْ يَجْمَع
فِيهِ أُمُور النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ الْمَبْدَأ إِلَى الْمُنْتَهَى، فَبَدَأَ
بِمُقَدِّمَاتِهَا مِنْ ذِكْر مَا يَتَعَلَّق بِالنَّسَبِ
الشَّرِيف، فَذَكَرَ أَشْيَاء تَتَعَلَّق بِالْأَنْسَابِ،
وَمِنْ ثَمَّ ذَكَرَ أُمُورًا تَتَعَلَّق بِالْقَبَائِلِ،
ثُمَّ النَّهْي عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة، لِأَنَّ
مُعْظَم فَخْرهمْ كَانَ بِالْأَنْسَابِ، ثُمَّ ذَكَرَ
صِفَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَشَمَائِله وَمُعْجِزَاته، وَاسْتَطْرَدَ مِنْهَا
لِفَضَائِل أَصْحَابه؛ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأَحْوَالِهِ
قَبْل الْهِجْرَة، وَمَا جَرَى لَهُ بِمَكَّة، فَذَكَرَ
الْمَبْعَث، ثُمَّ إِسْلَام الصَّحَابَة، وَهِجْرَة
الْحَبَشَة، وَالْمِعْرَاج، وَوُفُود الْأَنْصَار،
وَالْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة، ثُمَّ سَاقَ الْمَغَازِي
عَلَى تَرْتِيبهَا عِنْده، ثُمَّ الْوَفَاة، فَهَذَا آخِر
هَذَا الْبَاب، وَهُوَ مِنْ جُمْلَة تَرَاجِم
الْأَنْبِيَاء، وَخَتَمَهَا بِخَاتَمِ الْأَنْبِيَاء
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهـ.
(4/46)
[2194] (4390) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ,
أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ
الْأَعْرَجِ.
ح, و (4388) نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا ابْنُ أبِي
عَدِيٍّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ
ذَكْوَانَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
[2195] (4387) خ نا عَبْدُ الله, نا وَهْبُ, نا شُعْبَةُ,
(عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِي خَالِدٍ) عَنْ, قيسٍ.
و (3498) نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ,
عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْس بن أبِي حازمٍ, عَنْ أبِي
مَسْعُودٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ هَا هُنَا جَاءَتْ الْفِتَنُ
نَحْوَ الْمَشْرِقِ, وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي
الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ, عِنْدَ أُصُولِ
أَذْنَابِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ».
زَادَ شُعْبَةُ: «مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا
الشَّيْطَانِ».
زَادَ ذَكْوَانُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: «أَتَاكُمْ
أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ
قُلُوبًا الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ».
وقَالَ الأَعْرَجُ عَنْهُ: «أَضْعَفُ قُلُوبًا الْفِقْهُ
يَمَانٍ».
قَالَ ذَكْوَانُ عَنْهُ: «وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي
أَصْحَابِ الْإِبِلِ, وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي
أَهْلِ الْغَنَمِ».
وَخَرَّجَهُ في: كتاب بدء الخلق (3301) (3302).
(4/47)
|