المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 64 - كِتَاب الْمَنَاقِبِ
بَاب مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ
[2196] (3504) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا سُفْيَانُ عَنْ
سَعْدٍ, وقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: نا أَبِي,
عَنْ أَبِيهِ, حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُرَيْشٌ
وَالْأَنْصَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَشْجَعُ
وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى
دُونَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ».
وَخَرَّجَهُ في: مناقبهم (3512).
بَاب نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ عليه السلام
مِنْهُمْ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ
[2197] (3508) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ,
عَنْ الْحُسَيْنِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ
قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا
الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ, حَدَّثَهُ عَنْ أبِي ذَرٍّ,
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ
وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ بالله، وَمَنْ ادَّعَى
قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ نسبٌ فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ».
بَاب ذِكْرِ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ
وَأَشْجَعَ
[2198] (3513) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ,
نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ
صَالِحٍ, نا نَافِعٌ, أَنَّ عَبْدَ الله, أَخْبَرَهُ أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلَى
الْمِنْبَرِ: «غِفَارٌ غَفَرَ الله لَهَا، وَأَسْلَمُ
سَالَمَهَا الله، وَعُصَيَّةٌ عَصَتْ الله وَرَسُولَهُ».
(4/48)
[2199] (3515) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ, نا ابْنُ مَهْدِيٍّ, نا سُفْيَانُ, عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(3516) خ قَالَ: نا ابْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ, نا
شُعْبَةُ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي يَعْقُوبَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبِي بَكْرَةَ, عَنْ
أَبِيهِ, أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ قَالَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا
بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ
وَمُزَيْنَةَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَجُهَيْنَةَ، شَكَّ
ابْنُ أبِي يَعْقُوبَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ
وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَأَحْسِبُهُ وَجُهَيْنَةُ خَيْرًا
مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ،
فقَالَ: خَابُوا وَخَسِرُوا؟» قَالَ: نَعَمْ, (1) قَالَ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَأخَيْرُ
مِنْهُمْ».
[2200] (3516) خ ونَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نَا
حَمَّادٌ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ: «أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَشَيْءٌ
مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ» الحديثَ.
وَخَرَّجَهُ في: النذور، باب والذي نفسي بيده (6635).
بَاب ذِكْرِ قَحْطَانَ
[2201] (3517) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله,
نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ, عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ,
عَنْ أبِي الْغَيْثِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ
يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ».
_________
(1) قوله: فقَالَ: "خَابُوا وَخَسِرُوا؟ " هكذا وقع في
النسخة، وبعضهم حذف قوله: فقَالَ، والمعنى أن النبي صلى
الله عليه وسلم سأله إن كانوا أخير هل خاب قومك وخسروا؟
فقَالَ الأقرع: نَعَمْ، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم
أنهم كذلك مؤكدا ذلك باليمين.
(4/49)
بَاب قِصَّةِ خُزَاعَةَ
[2202] (3520) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا
يَحْيَى بْنُ آدَمَ, نا إِسْرَائِيلُ, عَنْ أبِي حَصِينٍ,
عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَمْرُو بْنُ
لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدِفَ (1) أَبُوخُزَاعَةَ».
[2203] (3524) خ ونَا أَبُوالنُّعْمَانِ, نا
أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ أبِي بِشْرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا سَرَّكَ أَنْ
تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فَاقْرَأْ مَا فَوْقَ
الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ {قَدْ
خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ
عِلْمٍ} إلَى قَوْلِهِ {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا
مُهْتَدِينَ}.
بَاب مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} (2)
وَقَوْلِهِ {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.
[2204] (3532) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَعْنٌ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ,
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ, عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ, أَنَا مُحَمَّدٌ،
وَأنا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو الله
بِهِ الْكُفْرَ, وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ
النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ».
[2205] (3533) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُفْيَانُ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَعْجَبُونَ
_________
(1) في الأصل: خنديف، وهو تصحيف.
(2) لم يكتب الأية من أولها في الأصل.
(4/50)
كَيْفَ يَصْرِفُ الله تبارك وتعالى عَنِّي
شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا
وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ».
بَاب خَاتِمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
[2206] (3535) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
دِينَارٍ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي
كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ
إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ،
وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ،
(قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ) (1) وَأَنَا خَاتِمُ
النَّبِيِّينَ».
(بَاب وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[2207] (3536) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا
اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ
وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.
وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ) (2).
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(2) الذي ثبت من هذا الباب في الأصل كما يلي:
(خ ونا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ نا اللَّيْثُ عَنْ
عُقَيْلٍ عَنْ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ)، واستدركته من الصحيح، والله أعلم
من الصواب.
(4/51)
بَاب صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
[2208] (3544) خ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, نا ابْنُ
فُضَيْلٍ, نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي خَالِدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ.
قُلْتُ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: صِفْهُ لِي، فقَالَ: كَانَ
أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ، وَأَمَرَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثَة عَشْرَ قَلُوصًا
فَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهَا.
[2209] (3546) خ وحَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ, نا
حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ: أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ الله بْنَ
بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أكَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ
شَعَرَاتٌ بِيضٌ.
[2210] (5905) خ ونا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, نا (وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ) (1) , نا أبِي عَنْ قَتَادَةَ.
و (3550) نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا هَمَّامٌ, عَنْ قَتَادَةَ
قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا.
و (5895) نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ, عَنْ ثَابِتٍ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ خِضَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ مَا يَخْضِبُ لَوْ شِئْتُ أَنْ
أَعُدَّ شَمَطَاتِهِ فِي لِحْيَتِهِ.
زَادَ هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ: إِنَّمَا كَانَ
شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ.
_________
(1) في الأصل: (زهير نا أبي) وهو تصحيف.
(4/52)
[2211] (3547) خ ونا يحيى بْنُ بُكَيْرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, عَنْ خَالِدٍ, عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أبِي هِلَالٍ, عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصِفُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ
رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ.
[2212] (3548) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ, عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ, عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ
بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَليس
بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَيْسَ بِالْآدَمِ، وَلَيْسَ
بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ.
زَادَ سَعِيدٌ: رجل أَزْهَرَ اللَّوْنِ.
بَعَثَهُ الله عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ
بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ.
زَادَ سَعِيدٌ: يُنْزَلُ عَلَيْهِ.
وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِين، وَتَوَفَّاهُ الله عَزَّ
وَجَلَّ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ
شَعْرَةً بَيْضَاءَ.
زَادَ سَعِيدٌ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ
شَعَرِهِ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ فَقِيلَ:
احْمَرَّ مِنْ الطِّيبِ.
قَالَ الْمُهَلَّبُ:
تَرَكَ أَنَسٌ ذِكْرَ الثَّلاثِ السِّنِينَ الَّتِي لَمْ
يَنْزِلْ عَلَيهِ فِيهَا الْوَحْيُ، الْفَتْرة الَّتِي
كَانَتْ بَيْنَ نُبُوَّتِهِ إِلى أَنْ أُرْسِلَ, فَنُزُولُ
سُورَةِ الْمُدَّثِرِ عَلَيهِ بَعْد الْفَتْرَةِ الَّتِي
يَغْدُو إِلى وَادٍ مِنْ الْجِبَالِ لِيَتَرَدَّى مِنْهَا
حَزَنَا عَلَى مَا كَانَ تَوَقَّفْ عَنْهُ مِنْ الْوَحْي،
فِإِذَا أَوْفَى عَلَى ذِرْوَةِ جَبَلٍ لِيَتَرَدَّى
مِنْهُ تَبَدَّى إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَيَقَوْل لَهُ: لاَ
تَحْزَنْ فَإِنَّكَ الْنَّبِيَّ حَقًّا.
(4/53)
وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَكَثَ
بِمَكَّةِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ أُمِرَ
بِالْهِجْرَةِ هُوَ أَبْيَنُ, وَهُوَ مُوَافِقٌ لِحَدِيثِ
أَنَسٍ لِقَوْلِهِ: عَشْرَ سِنِين يُنْزَلُ عَلَيْهِ،
وَتَرَكَ ذِكْرَ الثَّلاثِ الْفَتْرَةَ الَّتِي لَمْ
يُنْزَلْ عَلَيْهِ فِيهَا.
وَكَذلكَ رَوَتْهُ عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ: لَبِثَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ
عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيهِ الْقُرْآنُ (1).
وَخَرَّجَهُ في: باب الجعد (5900) (5903 5905).
[2213] (5901) خ ونَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
إِسْرَائِيلُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ.
و (3551) نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي
إِسْحَاقَ, عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا
بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ
شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ لَمْ
أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ.
زَادَ أَبُوإِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ به غَيْرَ
مَرَّةٍ مَا حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ.
(3551) وقَالَ يُوسُفُ بْنُ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ أَبِيهِ:
إِلَى مَنْكِبَيْهِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ وَزُهَيْرٌ (2) عَنْ أَنَسٍ: بَيْنَ
أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ.
[2214] (3552) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا زُهَيْرٌ, عَنْ
أبِي إِسْحَاقَ, عن الْبَرَاءِ سُئِلَ (3): أَكَانَ وَجْهُ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ
السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ.
[2215] (5906) خ وَنا مُسْلِمٌ, نا جَرِيرٌ، و (5907) نَا
أَبُوالنُّعْمَانِ, نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ, عَنْ
قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ
_________
(1) سيأتي بحث هذه المسالة عند ذكر الوفاة النبوية حديث
رقم: 2487.
(2) هكذا في الأصل، وهو تصحيف فالحديث حديث وهب بن جرير عن
أبيه عن قتادة، ساق إسناده قريبا.
(3) في الأصل: قَالَ، والتصحيح من الصحيح.
(4/54)
الرأس (1) وَالْقَدَمَيْنِ, وَكَانَ
بَسِيطَ الْكَفَّيْنِ (2) , لَمْ أَرَ بَعْدَهُ وَلَا
قَبْلَهُ مِثْلَهُ.
زَادَ مُسْلِمٌ: ضَخْمَ الْيَدَيْنِ.
وَخَرَّجَهُمَا فِي بَابِ الجعد (5906) (5907).
[2216] (3557) خ ونَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَمْروٍ, عَنْ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا
فَقَرْنًا حَتَّى كُنْتُ مِنْ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ
فِيهِ».
[2217] (3561) خ ونَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا
حَمَّادٌ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مَسِسْتُ
حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا
قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2218] (3567) خ ونا حَسَنُ بْنُ الصَبَّاحِ الْبَّزَّارُ,
نا سُفْيَانُ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ
عَائِشَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ
الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ.
الْمُهَلَّبُ:
نَا أَبُوعَبْدِالله بْنُ مَنَاسٍ نَا أَبُوالْحَسَنِ
الدَّبَّاغِ نَا أَحْمَدُ بْنُ أبِي سُلَيْمَانُ عَنْ
سَحْنُون عَنْ ابْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ.
[2219] (3568) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ الْلَّيْثُ:
حَدَّثَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ
_________
(1) في الصحيح: ضَخْمَ الْيَدَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ.
والذي ثبت في النسخة سالم من التصحيف، بدليل ذكره الزيادة
عن مسلم وفيها ذكر اليدين.
(2) هكذا في النسخة: بسيط، وهذا الحرف فيه ثلاث روايات
ذكرها القاضي في المشارق وصححها (1/ 158).
(4/55)
أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ, عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَلَا تُعْجِبُكَ أَيَا
فُلَانٍ (1)، جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي
يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ، فَقَامَ
قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ
لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ
كَسَرْدِكُمْ.
بَاب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ
[2220] (3579) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, نا
أَبُوأَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ, نا إِسْرَائِيلُ, عَنْ
مَنْصُورٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ, عَنْ
عَبْدِ الله قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً
وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَلَّ
الْمَاءُ فَقَالَ: «اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ»،
فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ
يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى
الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنْ الله تعالى» ,
فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ
أَصَابِعِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ
يُؤْكَلُ.
[2221] (344) خ ونا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ,
نا عَوْفٌ, نا أَبُورَجَاءٍ.
و (3571) نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ,
سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ, نا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ،
قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى كُنَّا
فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعْنَا وَلَا وَقْعَةَ أَحْلَى
عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا.
قَالَ سِلْمٌ: فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ.
قَالَ عَوْفٌ: فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ،
فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ اسْتَيْقَظَ, قَالَ سِلْمٌ: مِنْ
مَنَامِهِ أَبُوبَكْرٍ، قَالَ عَوْفٌ: ثُمَّ فُلَانٌ ثُمَّ
فُلَانٌ يُسَمِّيهِمْ أَبُورَجَاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ, ثُمَّ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ، وَكَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ
حَتَّى
_________
(1) هكذا في الأصل، وقد يكون مصحفا، صوابه: يُعْجِبُكَ
أَبُوفُلَانٍ.
(4/56)
يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ، لِأَنَّا لَا
نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا
اسْتَيْقَظَ عُمَرُ, قَالَ سِلْمٌ: وَقَعَدَ أَبُوبَكْرٍ
عِنْدَ رَأْسِهِ، قَالَ عَوْفٌ: وَرَأَى مَا أَصَابَ
النَّاسَ, وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا فَكَبَّرَ وَرَفَعَ
صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ, فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ
وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ
لِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي
أَصَابَهُمْ, قَالَ: «لَا ضَيْرَ أَوْ لَا يَضِيرُ
ارْتَحِلُوا» , فَارْتَحَلَ فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ
نَزَلَ، فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ وَنُودِيَ
بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاس، قَالَ سِلْمٌ:
الْغَدَاةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لَمْ
يُصَلِّ مَعَنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «يَا فُلَانُ
مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا؟» قَالَ:
أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ
بِالصَّعِيدِ.
قَالَ عَوْفٌ: ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتُكِيَ إِلَيْهِ (1) مِنْ
الْعَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلَانًا كَانَ يُسَمِّيهِ
أَبُورَجَاءٍ نَسِيَهُ عَوْفٌ، وَدَعَا عَلِيًّا فَقَالَ:
«اذْهَبَا فَابغيا الْمَاءَ» (2) , فَانْطَلَقَا
فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً, قَالَ سِلْمٌ: سَادِلَة
رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ, قَالَ عَوْفٌ: أَوْ
سَطِيحَتَيْنِ مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالَا
لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ
أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ، قَالَا
لَهَا: انْطَلِقِي إِذًا، قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَا:
إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَتْ: الَّذِي يُقَالَ لَهُ الصَّابِئُ، قَالَا: هُوَ
الَّذِي تَعْنِينَ فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَاهُ
الْحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا،
وَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِإِنَاءٍ فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ
الْمَزَادَتَيْنِ أَوْ السَّطِيحَتَيْنِ وَأَوْكَأَ
أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ الْعَزَالِيَ وَنُودِيَ فِي
النَّاسِ: اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ سقى
وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ، وَكَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَنْ أَعْطَى
الَّذِي
_________
(1) في الصحيح: فاشتكى إليه النَّاسُ.
(2) كذا في الأصل، وهي رواية الأصيلي، ولغيره:
"فَابْتَغِيَا"
(4/57)
أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ
مَاءٍ قَالَ: «اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ» , وَهِيَ
قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا،
وَايْمُ الله لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا وَإِنَّها
لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا
حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، قَالَ سِلْمٌ: غَيْرَ أَنَّهُ
حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ، فَأَمَرَ
بِمَزَادَتَيْهَا فَمَسَحَ بالْعَزْلَاوَيْنِ فَشَرِبْنَا
عِطَاشًا أَرْبَعِينَ رَجُلًا حَتَّى رَوِينَا فَمَلَأْنَا
كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ
نَسْقِ بَعِيرًا، وَهِيَ تَكَادُ تَنِضُّ مِنْ الْمِلْءِ
ثُمَّ قَالَ: «هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ».
قَالَ عَوْفٌ: «اجْمَعُوا لَهَا» , (فَجَمَعُوا لَهَا) (1)
مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ, قَالَ
سِلْمٌ: مِنْ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ, قَالَ عَوْفٌ: حَتَّى
جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا فَجَعَلُوهُ فِي ثَوْبٍ
وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا وَوَضَعُوا الثَّوْبَ
بَيْنَ يَدَيْهَا وقَالَ لَهَا: «تَعْلَمِينَ مَا
رَزِئْنَا مِنْ مَالكِ شَيْئًا وَلَكِنَّ الله هُوَ
الَّذِي أَسْقَانَا».
فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدْ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قَالَوا:
مَا حَبَسَكِ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: الْعَجَبُ، لَقِيَنِي
رَجُلَانِ فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالَ لَهُ
الصَّابِئُ فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَوَالله إِنَّهُ
لَأَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ،
وَقَالَتْ بِإِصْبَعَيْهَا الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ
فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ، تَعْنِي السَّمَاءَ
وَالْأَرْضَ، أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ الله حَقًّا، فَكَانَ
الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ
حَوْلَهَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَلَا يُصِيبُونَ الصِّرْمَ
الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَتْ يَوْمًا لِقَوْمِهَا: مَا
أدْرِي أَنَّ هَؤُلَاءِ (2) الْقَوْمَ يَدْعُونَكُمْ
عَمْدًا فَهَلْ لَكُمْ فِي الْإِسْلَامِ؟ فَأَطَاعُوهَا
فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ.
قَالَ سِلْمٌ: فَهَدَى الله عَزَّ وَجَلَّ ذَلكَ الصِّرْمَ
بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا.
_________
(1) سقط من الأصل وهو في الصحيح.
(2) قال القاضي: كذا عند الأصيلي وغيره: بفتح الهمزة
وتشديد النون، ولغيره: أرى مكان أدري، قيل: أنَّ هنا بمعنى
لعل (المشارق 1/ 71).
(4/58)
وَخَرَّجَهُ في: الوضوء, باب الصعيد الطيب
وضوء المسلم يكفيه من الماء (344) , وَخَرَّجَهُ في: باب
الأذان بعد ذهاب الوقت من طريق أبِي قتادة مختصرا (595).
[2222] (6140) خ نا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) , نا
عَبْدُ الْأَعْلَى, نا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ, عَنْ أبِي
عُثْمَانَ.
و (6141) نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, نا ابْنُ أبِي
عَدِيٍّ, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ أبِي عُثْمَانَ.
و (3581) نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, و (602)
أَبُوالنُّعْمَانِ قَالَا: نا مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ,
عَنْ أَبِيهِ, عن أبِي عُثْمَانَ, أن عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنُ أبِي بَكْرٍ, حدثه أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ
كَانُوا نَاسًا فُقَرَاءَ, وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَرَّةً: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ
طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَمَنْ كَانَ
عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ
بسَادِسٍ» أَوْ كَمَا قَالَ, وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ
بِثَلَاثَةٍ، وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بثَلَاثَةٍ، قَالَ:
فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي، وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ:
امْرَأَتِي وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وبَيْتِ أبِي
بَكْرٍ.
قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ:
دُونَكَ أَضْيَافَكَ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ
قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ.
قَالَ مُعْتَمِرٌ: وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَبِثَ
حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى
تَعَشَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
_________
(1) في الأصل: موسى بن عياش بن الوليد، وهو تصحيف أراد أن
يكتب إسناد موسى بن إسماعيل فكتب موسى ثم عاد لعياش بن
الوليد.
(4/59)
قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ بِمَا عِنْدَهُ فَقَالَ:
اطْعَمُوا، فَقَالَوا: أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا؟ قَالَ:
اطْعَمُوا، قَالَوا: مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ
رَبُّ مَنْزِلِنَا، قَالَ: اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ
فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ
مِنْهُ، فَأَبَوْا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ.
قَالَ مُعْتَمِرٌ: فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ
اللَّيْلِ مَا شَاءَ الله، فقَالَتْ امْرَأَتُهُ: مَا
حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ؟ قَالَ: أَوَما عَشَّيْتِهِمْ؟
قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ
فأبوا، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ.
قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ
فَسَكَتُّ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ
فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ.
زَادَ مُعْتَمِرٌ: فَسَبَّ وجَدَّعَ.
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا
جِئْتَ، فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ: سَلْ أَضْيَافَكَ، قَالَوا:
صَدَقَ أَتَانَا بِهِ، قَالَ: فَإِنَّمَا
انْتَظَرْتُمُونِي.
قَالَ مُعْتَمِرٌ: قَالَ: كُلُوا لا هنيئًا, والله لَا
أَطْعَمُهُ أَبَدًا.
وقَالَ ابْنُ أبِي عَدِيٍ فِي حَدِيثِهِ: فَحَلَفَتْ
الْمَرْأَةُ ألَّا تَطْعَمْهُ حَتَّى يَطْعَمَ, فَحَلَفَ
الْأَضْيَافُ أو الضَّيْفُ أَنْ لَا نَطْعَمْهُ حَتَّى
تَطْعَمُوهُ.
قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: قَالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ
كَاللَّيْلَةِ، وَيْلَكُمْ مَا أَنْتُمْ لَا تَقْبَلُونَ
عَنَّا قِرَاكُمْ، هَاتِ طَعَامَكَ، فَجَاءَ به فَوَضَعَ
يَدَهُ وَقَالَ: بِاسْمِ الله, فَأَكَلَ وَأَكَلُوا.
قَالَ مُعْتَمِرٌ: وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذلك من
الشَّيْطَانُ يَعْنِي يَمِينَهُ, ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا
لُقْمَةً، وَايْمُ الله مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ
إِلَّا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى
شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ،
فَنَظَرَ أَبُوبَكْرٍ إليها فَإِذَا هي كما هي أَوْ
أَكْثَرُ منها، فقَالَ لِامْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي
فِرَاسٍ ما هذا؟ قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ
الْآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ
(4/60)
ذلك بِثَلَاثِ مِرَارٍ، ثُمَّ حَمَلَهَا
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ
عَهْدٌ فَمَضَى الْأَجَلُ فَتَفَرَّقْنَا اثْنَا عَشَرَ
رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ الله أَعْلَمُ
كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ.
وقَالَ ابنُ أبِي عَدِيٍ: فَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ
مِنْهَا.
قَالَ: فأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ أَوْ كَمَا قَالَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب مَا يُكْرَهُ مِنْ الْغَضَبِ
وَالْجَزَعِ عِنْدَ الضَّيْفِ (6140)، وفِي بَابِ قَوْلِ
الضَّيْفِ لِصَاحِبِهِ لَا نأكُلُ حَتَّى تَأْكُلَ (6141)،
وفِي بَابِ السمر مع الضيف والأهل فِي كِتَابِ الصلاة يعني
بعد العشاء (602).
[2223] (3406) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ, نا
أَبُومَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا
أَبُوأُسَامَةَ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي التَّيَّاحِ, عَنْ
أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُهْلِكُ النَّاسَ
هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ» , قَالَ: فَمَا
تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ
اعْتَزَلُوهُمْ».
[2224] (3617) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ,
نا عَبْدُ الْعَزِيزِ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ
نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ
عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ
يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ،
فَأَمَاتَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ، فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ
وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَقَالَوا: هَذَا فِعْلُ
مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا
عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ
فَأَعْمَقُوا, فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ،
(فَقَالَوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ,
نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ
(4/61)
فَأَلْقَوْهُ, فَحَفَرُوا لَهُ
وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا,
فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ) (1) , فَعَلِمُوا
أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ.
[2225] (3634) خ ونا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ
النَّرْسِيُّ, نا مُعْتَمِرٌ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي, نا
أَبُوعُثْمَانَ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ
أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ
سَلَمَةَ: «مَنْ هَذَا؟» أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: هَذَا
دِحْيَةُ الكلبي, قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ الله مَا
حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ
النَبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِ
جِبْرِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ.
قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ
هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
[2226] (465) (3639) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, نا
مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ
قَتَادَةَ, نا أَنَسٌ, أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَا مِنْ
عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُمَا مِثْلُ الْمِصْبَاحَيْنِ
يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا
صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى
أَهْلَهُ.
(3805) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ حَمَّادٌ:
أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ, عَنْ أَنَسٍ, كَانَ أُسَيْدُ بْنُ
حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ.
وَخَرَّجَهُ في: باب منقبة أُسَيد بن حُضَير وعَباد بن
بِشْر (3805).
[2227] (3642) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُفْيَانُ, نا شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ, عَنْ عُرْوَةَ هو ابْنُ أبِي
الْجَعْدِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهَا
شَاةً، قَالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّهَا أُضْحِيَّةٌ،
فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ
_________
(1) زيادة من الصحيح سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ مِنْ
انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(4/62)
شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا
بِدِينَارٍ، فَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَبِشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ
بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، وَكَانَ لَوْ اشْتَرَى
التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ.
بَاب فَضْلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ (1)
وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ،
ومَنَاقِبِ الْمُهَاجِرِينَ وَفَضْلِهِمْ، مِنْهُمْ
أَبُوبَكْرٍ عَبْدُ الله بْنُ أبِي قُحَافَةَ, وَقَوْلِ
الله عَزَّ وَجَلَّ {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ} وَقَالَ {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ
نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وقَالَتْ
عَائِشَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ
أَبُوبَكْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ.
[2228] (3653) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ, نا هَمَّامٌ,
عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ, عَنْ أبِي بَكْرٍ قَالَ:
قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ
تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ
يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا».
وَخَرَّجَهُ في: التفسير لقوله عَزَّ وَجَلَّ {ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} الآية (4663) , وفِي
بَابِ هجرة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3922).
_________
(1) هكذا ثبت في الأصل، وفي بعض النسخ المطبوعة: كتاب
فضائل .. ، ولم يعرفه الحافظ، وسقط من رواية أبِي ذر: باب،
وسبق التنبيه إلى ذلك، والله أعلم.
(4/63)
بَاب فَضْلِ أبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[2229] (3697) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ, نا شَاذَانُ,
عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونُ, عَنْ عُبَيْدِ
الله, عَنْ نَافِعٍ.
خ، و (3655) نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُلَيْمَانُ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ نَافِعٍ,
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ
النَّاسِ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ.
قَالَ ابْنُ الْمَاجِشُون وزَادَ فيه: ثُمَّ نَتْرُكُ
أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا
نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ.
وَخَرَّجَهُ في: مناقب عثمان (3697).
باب
[2230] (3660) خ نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أبِي
الطَّيِّبِ (1) , نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ, نا
بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ, عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ, عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا
يَقُولُ: رَأَيْتُ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ
وَأَبُو بَكْرٍ.
وَخَرَّجَهُ في: باب إسلام أبِي بكر (3857).
[2231] (3661) خ ونا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ, نا صَدَقَةُ
بْنُ خَالِدٍ, نا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ, عَنْ بُسْرِ بْنِ
عُبَيْدِ الله, عَنْ عَائِذِ الله أبِي إِدْرِيسَ, عَنْ
أبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ
أَبُوبَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ
رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ» ,
فَسَلَّمَ
_________
(1) ليس لأحمد في البخاري إلا هذا الموضع، ووقع في الأصل:
سليمان بن أبِي الطيب وهو تصحيف.
(4/64)
وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ
ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ
نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى
عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: «يَغْفِرُ الله
لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ» , ثَلَاثًا, ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ
نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ: أَثَّمَ
أَبُوبَكْرٍ؟ فَقَالَوا: لَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ, فَجَعَلَ وَجْهُ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَعَّرُ،
حَتَّى أَشْفَقَ أَبُوبَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله وَالله إنِّي كُنْتُ أَظْلَمَ
مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ الله بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ
كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ صَدَقَ, وَوَاسَانِي
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي
صَاحِبِي» , مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا.
وَخَرَّجَهُ في: تفسير قوله {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى
لِمِيقَاتِنَا} (4640).
[2232] (3662) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ, نا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ: خَالِدٌ الْحَذَّاءُ,
نا عَنْ أبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ
الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ
فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:
«عَائِشَةُ» فَقُلْتُ: فمِنْ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ:
«أَبُوهَا» قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا.
[2233] (3671) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, نا
سُفْيَانُ, نا جَامِعُ بْنُ أبِي رَاشِدٍ, نا
أَبُويَعْلَى, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ الْنَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَبُوبَكْرٍ،
قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ،
وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟
قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ.
[2234] (1241) خ نا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَبْدُ الله
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ وَيُونُسُ, عَنْ الزُّهْرِيِّ
(1).
_________
(1) تتمة إسناده: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ أَنَّ
عَائِشَةَ.
(4/65)
[2235] و (4021) نا مُوسَى, نا عَبْدُ
الْوَاحِدِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ
عُبَيْدِ الله قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ, عَنْ
عُمَرَ.
و (4452) نا يَحْيَى بْن بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ
عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُوسَلَمَةَ, أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ.
و (3667) حَدَّثَني إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ:
حَدَّثَني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ,
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، قَالَ
إِسْمَاعِيلُ: يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ, فَقَامَ عُمَرُ
يَقُولُ: وَالله مَا مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَالله مَا
كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَلكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ
الله فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ،
فَجَاءَ أَبُوبَكْرٍ.
قَالَ عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ: عَلَى فَرَسٍ مِنْ
مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ
الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمْ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ
عَلَى عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُغَشّىً بِثَوْبِ حِبَرَةٍ
فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ
فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي، وَالله لَا يَجْمَعُ الله عَلَيْكَ
مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ
عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا.
وَحَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ
النَّاسَ.
قَالَ هِشَامٌ: فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى
رِسْلِكَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاٍس: اجْلِسْ يَا عُمَرُ فَأَبَى عُمَرُ
أَنْ يَجْلِسَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَتَشَهَّدَ أَبُوبَكْرٍ فَمَالَ النَّاسُ
إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ.
(4/66)
قَالَ هِشَامٌ: فَلَمَّا تَكَلَّمَ
أَبُوبَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ الله أَبُوبَكْرٍ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
قَالَ عُقَيْلٌ: فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ.
وَقَالَ هِشَامٌ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا
فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ
الله فَإِنَّ الله حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَقَالَ عُقَيْلٌ:
قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى
{الشَّاكِرِينَ} قَالَ هِشَامٌ: وقَالَ {إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}.
قَالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ.
قَالَ عُقَيْلٌ: وَالله لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ
يَعْلَمُوا أَنَّ الله أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى
تَلَاهَا أَبُوبَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ
كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنْ النَّاسِ إِلَّا
يَتْلُوهَا.
[2236] (4454) فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ,
أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي
رِجْلَايَ، وَحَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ حِينَ
سَمِعْتُهُ تَلَاهَا (1) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ.
قَالَ هِشَامٌ: وَاجْتَمَعَتْ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ
بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالَوا:
مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ.
[2237] (4021) قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ
لِأَبِي بَكْرٍ: اذهب بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنْ
الْأَنْصَارِ، فَلَقِينَا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ
شَهِدَا بَدْرًا، فَحَدَّثْتُ عُرْوَةَ فَقَالَ: هُمَا
عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ.
_________
(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: (عَلِمْتُ)، والمثبت من الأصل
يوافق ما في المشارق، ووقع في المشارق: أهويت بدل هويت (1/
69)، وقال: أنَّ بدل من الهاء في تلاها، وفي رواية ابن
السكن: فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات، وهو
بين أهـ.
(4/67)
فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ،
فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُوبَكْرٍ،
وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَالله مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ
إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي
خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُوبَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ
أَبُوبَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَالَ فِي
كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ،
فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لَا وَالله لَا
نَفْعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ
أَبُوبَكْرٍ: لَا وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ
الْوُزَرَاءُ، هُمْ (1) أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا
وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا
عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ
نُبَايِعُكَ أَنْتَ, فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا
وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ
وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ
بْنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ الله.
[2238] (3669) قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ عَبْدُ الله
بْنُ سَالِمٍ, عَنْ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ, أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ,
أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَمَا كَانَ مِنْ خُطْبَتِهِمَا
مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ الله بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ
عُمَرُ النَّاسَ، وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمْ
الله تبارك وتعالى بِذَلِكَ.
(3670) ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُوبَكْرٍ النَّاسَ
الْهُدَى وَعَرَّفَهُمْ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ
وَخَرَجُوا بِهِ يَتْلُونَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلَى
قَوْلِهِ {الشَّاكِرِينَ}.
وَخَرَّجَهُ في: باب مرض النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ (4452 4457) , وفِي بَابِ ما جاء في السقايف
(2462).
_________
(1) في الأصل: هو.
(4/68)
بَاب مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَضِيَ الله عَنْهُ
[2239] (3683) خ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله,
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ صَالِحٍ, عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ, عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ زَيْدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبِي
وَقَّاصٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ
يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً
أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمْنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ،
فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ الله يَضْحَكُ،
فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ الله سِنَّكَ يَا رَسُولَ الله،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّائي كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا
سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ»، فَقَالَ
عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ الله،
ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ
أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَفَظُّ
وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِيه (1) يَا ابْنَ الْخَطَّابِ, وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا
فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ».
_________
(1) هكذا وقع في النسخة، وفي غيرها إِيهًا، وهو الأليق،
قَالَ الحافظ: قَالَ أَهْل اللُّغَة " إِيهًا "
بِالْفَتْحِ وَالتَّنْوِين مَعْنَاهَا لَا تَبْتَدِئنَا
بِحَدِيثٍ، وَبِغَيْرِ تَنْوِينَ كُفَّ مِنْ حَدِيث
عَهِدْنَاهُ، وَ " إِيهٍ " بِالْكَسْرِ وَالتَّنْوِين
مَعْنَاهَا حَدِّثْنَا مَا شِئْت، وَبِغَيْرِ التَّنْوِين
زِدْنَا مِمَّا حَدَّثْتنَا.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَتنَا بِالنَّصْبِ وَالتَّنْوِين،
وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّهُ وَقَعَ لَهُ بِغَيْرِ
تَنْوِين وَقَالَ: مَعْنَاهُ كُفَّ عَنْ لَوْمهنَّ،
وَقَالَ الطِّيبِيُّ: الْأَمْر بِتَوْقِيرِ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطْلُوب لِذَاتِهِ
تُحْمَد الزِّيَادَة مِنْهُ، فَكَأَنَّ قَوْله صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِيه " اِسْتِزَادَة مِنْهُ
فِي طَلَب تَوْقِيره وَتَعْظِيم جَانِبه، وَلِذَلِكَ
عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِلَخْ
" فَإِنَّهُ يُشْعِر بِأَنَّهُ رَضِيَ مَقَالَته وَحَمِدَ
فِعَاله، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت: وفي المشارق تفصيل آخر فانظره للاستزادة.
(4/69)
وَخَرَّجَهُ في: الأدب باب التبسم والضحك
(6085)، وفِي بَابِ صفة إبليس وجنوده (3294).
[2240] (3685) خ ونَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الله قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ أبِي
مُلَيْكَةَ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ
عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ
وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ،
فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي، فَإِذَا
عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ
وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ
أَلْقَى الله بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ الله إِنْ
كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ الله مَعَ صَاحِبَيْكَ،
وَحَسِبْتُ أنِّي كَثِيرًا كُنْتُ أَسْمَعُ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ذَهَبْتُ أَنَا
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».
وَخَرَّجَهُ في: فضائل أبِي بكر (3677).
[2241] (3687) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنِي
ابْنُ وَهْبٍ, حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, أَنَّ
زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ, حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَأَلَنِي ابْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ يَعْنِي
عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا
قَطُّ بَعْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ حَتَّى
انْتَهَى مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
[2242] (3689) خ نَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي
سَلَمَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ كَانَ فِيمَا
قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ, فَإِنْ
يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ».
(4/70)
زَكَرِيَّاءُ بْنُ أبِي زَائِدَةَ, عَنْ
سَعْدٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ
كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا
أَنْبِيَاءَ, فَإِنْ يَكُنْ في أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ
فَهو عُمَرُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب ذكر بني إسرائيل (3469).
بَاب مَنَاقِبِ عُثْمَانَ أبِي عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ بْنِ
عَفَّانَ رحمة الله عليه
[2243] (3693) خ نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى, حَدَّثَني
أَبُوأُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ،
خَ (3695) (7262) نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا
حَمَّادٌ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ أبِي عُثْمَانَ.
خ, و (6216) نَا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى, عَنْ ابْنِ
غِيَاثٍ, نا أَبُوعُثْمَانَ النهدي, عَنْ أبِي مُوسَى.
[2244] خ, و (7097) نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (1) , عَنْ شَرِيكِ.
و (3674) نا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُوالْحَسَنِ, نا
يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ, نا سُلَيْمَانُ, عَنْ شَرِيكِ بْنِ
عبد الله بن أبِي نَمِرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُومُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ
تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ:
لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا, قَالَ:
فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَوا: خَرَجَ وَوَجْهُهُ هَا
هُنَا، فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى
دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ،
وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ، حَتَّى قَضَى رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ، فَتَوَضَّأَ
فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ
أَرِيسٍ، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ
وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ
انْصَرَفْتُ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، زَادَ أَيُّوبُ:
فَأَمَرَنِي بِحِفْظِ بَابِ الْحَائِطِ.
_________
(1) في الأصل: بن حفص، وهو تصحيف.
(4/71)
قَالَ سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكٍ: قَالَ:
فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ، زَادَ يَحْيَى: قَالَ:
وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: فَجَاءَ أَبُوبَكْرٍ فَدَفَعَ
الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ , قَالَ: أَبُوبَكْرٍ،
فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ الله هَذَا أَبُوبَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:
«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» , (فَأَقْبَلْتُ
حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ وَرَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ)
(1) , فَدَخَلَ أَبُوبَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي الْقُفِّ
وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، كَمَا صَنَعَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَشَفَ عَنْ
سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ
أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ
الله بِفُلَانٍ يُرِيدُ أَخَاهُ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ،
فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ
هَذَا؟ قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: عَلَى
رِسْلِكَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: هَذَا
عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ
بِالْجَنَّةِ» , فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ,
وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ, ثُمَّ رَجَعْتُ
فَجَلَسْتُ, فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ الله بِفُلَانٍ
الخَيْرَ يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ
الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ
عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، وَجِئْتُ إِلَى
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ
بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ».
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(4/72)
زَادَ أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ،
عَنْ أبِي عُثْمَانَ: فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ الله ثُمَّ
قَالَ: الله الْمُسْتَعَانُ.
فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ
وِجَاهَهُ مِنْ الشَّقِّ الْآخَرِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وقَالَ حَمَّادٌ: نا عَاصِمٌ, سمعتُ
أَبَا عُثْمَانَ, يُحَدِّثُ عَنْ أبِي مُوسَى: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَاعِدًا
قَدْ انْكَشَفَ عَنْ رُكْبَتِهِ أَوْ رُكْبَتَيْهِ,
فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ غَطَّاهَا.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {لَا
تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية فَإِذَا أَذِنَ لَهُ
وَاحِدٌ جَازَ (7262) , وفي مناقب عمر (3693)، ومناقب أبِي
بكر (3674)، وفِي بَابِ من نكت بعوده (6216).
[2245] (3872) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ
الْجُعْفِيُّ, نا هِشَامٌ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ
الزُّهْرِيِّ, نا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ, أَنَّ
عُبَيْدَ الله بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ, أَخْبَرَهُ
أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَا لَهُ:
مَالَكَ لاَ تُكَلِّمْ خَالَكَ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانٍ فِي
أَخِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَ
النَّاسُ فِيمَا فَعَلَ بِهِ.
قَالَ عُبَيْدُ الله: فَانْتَصَبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ
خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي
إِلَيْكَ حَاجَةً وَهِيَ نَصِيحَةٌ لَكَ، فَقَالَ:
أَيُّهَا الْمَرْءُ أَعُوذُ بِالله مِنْكَ، فَانْصَرَفْتُ
فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ
وَإِلَى عبد الرحمن بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَحَدَّثْتُهُمَا
بِالَّذِي قُلْتُ لِعُثْمَانَ وَقَالَ لِي، فَقَالَا لِي:
قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْكَ، فَبَيْنَمَا أَنَا
جَالِسٌ مَعَهُمَا إِذْ جَاءَنِي رَسُولُ عُثْمَانَ،
فَقَالَا لِي: قَدْ ابْتَلَاكَ الله، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى
دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ الَّتِي
ذَكَرْتَ آنِفًا؟ فَتَشَهَّدْتُ ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ الله
عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكُنْتَ
مِمَّنْ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَآمَنَ،
(4/73)
وَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ
الْأُولَيَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ، وَقَدْ أَكْثَرَ
النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، فَحَقٌّ
عَلَيْكَ أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقَالَ لِي:
يَا ابْنَ أَخِي آدْرَكْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَلَكِنْ قَدْ
خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا خَلَصَ إِلَى
الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، قَالَ: فَتَشَهَّدَ عُثْمَانُ
رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ
بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكُنْتُ
مِمَّنْ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَآمَنْتُ بِمَا
بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَمَا قُلْتَ،
وَصَحِبْتُ رَسُولَ الله وَبَايَعْتُهُ، فَالله مَا
عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله عَزَّ
وَجَلَّ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ الله عَزَّ وَجَلَّ أَبَا
بَكْرٍ فَوَالله مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ, ثُمَّ
اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَوَالله مَا عَصَيْتُهُ وَلَا
غَشَشْتُهُ، ثُمَّ اسْتَخْلَفْتُموني أَفَلَيْسَ لِي
عَلَيْكُمْ من الحق مِثْلُ الَّذِي كَانَ عليهم (1).
(3872) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ يُونُسُ وَابْنُ
أَخِي الزُّهْرِيِّ, عَنْ الزُّهْرِيِّ: أَفَلَيْسَ الذي
عَلَيْكُمْ مِنْ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ.
قَالَ مَعْمَرٌ: قلتُ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هَذِهِ
الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ، وَأَمَّا مَا
ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ فَسَآخُذُ
فِيهِ إِنْ شَاءَ الله بِالْحَقِّ.
قَالَ: فَجَلَدَ الْوَلِيدَ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً،
وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَجْلِدَهُ, وَهْوَ هُوَ يَجْلِدُ
(2).
وَخَرَّجَهُ في: باب هجرة الحبشة (3872) , وباب هجرة النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومقدمه المدينة (3927).
_________
(1) هكذا في الأصل، وفي الصحيح: أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ
مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ.
(2) كذا في الأصل، والمعنى: أن عليا وهو من هو في المكانة
يجلد، أي يقيم الحد، هذا على فتح الياء من يجلد، وعلى ضمها
فالمعنى أن الوليد وهو من هو من قرابة الإمام يجلد ويقام
عليه الحد، وفي الصحيح: وَكَانَ هُوَ يَجْلِدُهُ، وكلها
معانٍ صحيحة، والعلم عند الله.
(4/74)
[2246] (3699) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا
يَحْيَى, عَنْ سَعِيدٍ, عَنْ قَتَادَةَ, أَنَّ أَنَسًا
حَدَّثَهُمْ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ
وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ، فَقَالَ: «اسْكُنْ أُحُدُ» ,
أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ, «فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا
نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ».
وَخَرَّجَهُ في: مناقب عمر (3686).
[2247] (3162) خ ونَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا
أَبُوجَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جُوَيْرِيَةَ بْنَ
قُدَامَةَ التَّمِيمِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ.
[2248] خ و (7207) نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَسْمَاءَ, نا جُوَيْرِيَةُ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ
الزُّهْرِيِّ, أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ,
أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ, أَخْبَرَهُ
أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا.
[2249] ح، و (4888) نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا
أَبُوبَكْرٍ, عَنْ حُصَيْنٍ (1).
ح، و (3700) نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ حُصَيْنٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَبْلَ
أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، وَقَفَ عَلَى
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ
فقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا، أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا
قَدْ حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، قَالَا:
حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا
كَبِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أَنْ تَكُونَا
حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا:
لَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي
_________
(1) ضبطه في النسخة بفتح المهملة وكسر الصاد بعدها، وكثيرا
ما يضبطه كذلك، وأنا أرغب عنه إلى المشهور في ضبطه.
(4/75)
الله عَزَّ وَجَلَّ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ
أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجِبْنَ (1) إِلَى رَجُلٍ
بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا
رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ.
قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا
عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا
مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا
لَمْ يَرَ فِيهِمْ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ،
وَرُبَّمَا قَرَأَ بِسُورَةِ يُوسُفَ أَوْ النَّحْلَ أَوْ
نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حَتَّى
يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ
حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ
طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا
شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ
رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ
رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ (2) بُرْنُسًا فَلَمَّا
ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ،
وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي
أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا
يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ،
وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله،
فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً،
فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ
مَنْ قَتَلَنِي؟ فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ:
غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بن شعبةَ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ الله، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ
مَعْرُوفًا، فقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ
يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ،
قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ
الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ
أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ
إِنِّي (3) إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا، قَالَ: كَذَبْتَ بَعْدَ
مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ
وَحَجُّوا حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ
فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ
تُصِبْهُمْ
_________
(1) هكذا ثبت في الأصل، والمشهور: لا يحتجن، وهو أوضح،
وأما يحتجبن فيحتمل الصحة من حيث إنه اراد لا يحتجن مقابلة
غيري من الرجال في شؤون حياتهن فيحتجبن لمقابلة الرجال،
والله أعلم.
(2) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: عَلَيْهِ.
(3) هي في الصحيح: أي.
(4/76)
مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ
يَقُولُ: لَا بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ
عَلَيْهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ
جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ
جوفه, فعرفوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ
وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ
شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
بِبُشْرَى الله تبارك وتعالى لَكَ، مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدَمٍ فِي
الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ
ثُمَّ الشَهَادَةُ، فقَالَ (1): وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ
كَفَافٌ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي، فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا
إِزَارُهُ يَمَسُّ (2) الْأَرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ
الْغُلَامَ، فقَالَ: ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ,
فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ, وَأَتْقَى لِرَبِّكَ.
يَا عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنْ
الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ
أَلْفًا، أَوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى مَالُ آلِ
عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلَّا فَاسْألْ
فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَإِنْ لَمْ تَفِ
أَمْوَالُهُمْ فَاسْأَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَعْدُهُمْ
إِلَى غَيْرِهِمْ فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ،
انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ:
يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ
لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ،
(فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا
فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ
يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ) (3) فَقَالَتْ: كُنْتُ
أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلَأُوثِرَنَّهُ بِهِ الْيَوْمَ
عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ
الله بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي،
فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟
قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أَذِنَتْ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ, مَا كَانَ شَيْئًا
أَهَمَّ (4) إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قبضتُ
_________
(1) في الأصل بدل قَالَ: فقد، وهو تصحيف من فقَالَ.
(2) قد جعل السين بين الراء والسين في رسمه، فكأنها صارت:
يمر، ولها معنى، والله أعلم.
(3) سقط مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(4) كذا في النسخة، وفي الصحيح: من شيء أهمُ.
(4/77)
فَاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ:
يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَإِنْ أَذِنَتْ لِي
فَأَدْخِلُونِي وَإِنْ رَدَدَتْنِي فرُدُّونِي إِلَى
مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ
حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا
رَأَيْنَاهَا قُمْنَا فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ
عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ
دَاخِلًا لَهُمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنْ دَاخِلِ،
فَقَالَوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا
الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَوْ الرَّهْطِ
الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى: عَلِيًّا
وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ
الرَّحْمَنِ، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ الله بْنُ
عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ، كَهَيْئَةِ
التَّعْزِيَةِ لَهُ، فَإِنْ أَصَابَتْ الْإِمَارَةُ
سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ
أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ
عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ، وَقَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ
مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ, أَنْ
يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ وَيَحْفَظَ لَهُمْ
حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا
{الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ
قَبْلِهِمْ}.
زَادَ حُصَيْنٌ عَنْ عَمْرِوٍ: مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَأَنْ يُعْفَى عَنْ
مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا,
فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ وَجُبَاةُ الْمَالِ
وَغَيْظُ الْعَدُوِّ, وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا
فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ
خَيْرًا, فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ
الْإِسْلَامِ, أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ
وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ الله
وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنْ
يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ, وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ
وَرَائِهِمْ وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ.
زَادَ ابنُ قُدَامَةَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
قَالَ: أُوصِيكُمْ بِذِمَّةِ الله فَإِنَّهُ ذِمَّةُ
رسولكم صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِزْقُ
عِيَالِكُمْ.
(4/78)
قَالَ ابنُ مَيْمُونٍ: فَلَمَّا قُبِضَ
خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ
الله بْنُ عُمَرَ قَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ، قَالَتْ: أَدْخِلُوهُ فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ
هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ
دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ
مِنْكُمْ، قَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى
عَلِيٍّ، وَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى
عُثْمَانَ، وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ له عَبْدُ
الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ
فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ وَالله عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ
لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ، فَأُسْكِتَ
الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، وَالله عَلَيَّ أَنِّي
لأُوَلِّيَ أَفْضَلَكُمْ؟ قَالَا: نَعَمْ، فَأَخَذَ بِيَدِ
أَحَدِهِمَا فَقَالَ: لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَدَمُ فِي
الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَالله عَلَيْكَ لَئِنْ
أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ
لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلَا بِالْآخَرِ
فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.
وَقَالَ الْمِسْوَرُ: فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ
الرَّحْمَنِ أَمْرَهُمْ، فَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ
الرَّحْمَنِ حَتَّى مَا أَرَى أَحَدًا مِنْ النَّاسِ
يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ،
وَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ
تِلْكَ اللَّيَالِي، حَتَّى إِذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ
الَّتِي أَصْبَحْنَا مِنْهَا فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ،
قَالَ الْمِسْوَرُ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ
هَجْعٍ مِنْ اللَّيْلِ فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى
اسْتَيْقَظْتُ، فَقَالَ: أَرَاكَ نَائِمًا، فَوَالله مَا
اكْتَحَلْتُ هَذِهِ الثلاثُ بِكَبِيرِ نَوْمٍ انْطَلِقْ,
(فَادْعُ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا، فَدَعَوْتُهُمَا لَهُ
فَشَاوَرَهُمَا، ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ) (1): ادْعُ لِي
عَلِيًّا، فَدَعَوْتُهُ فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ
اللَّيْلُ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ
عَلَى طَمَعٍ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى
مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي عُثْمَانَ،
فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ
بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّاسُ الصُّبْحَ
اجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ،
فَأَرْسَلَ
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ،
وهو في الصحيح.
(4/79)
إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى
أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، وَكَانُوا وَافَوْا تِلْكَ
الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا
عَلِيُّ إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ
أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ، فَلَا تَجْعَلَنَّ إلى
نَفْسِكَ سَبِيلًا.
قَالَ الْمِسْوَرُ وَعَمْروٌ: فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ
قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ
فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ وَوَلَجَ (1).
قَالَ الْمِسْوَرُ (2): فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى
سُنَّةِ الله وَرَسُولِهِ وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ
بَعْدِهِ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبَايَعَهُ
النَّاسُ الْمُهَاجِرُونَ (3) وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ
وَالْمُسْلِمُونَ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب كَيْفَ يُبَايِعُ الْإِمَامُ (7207)
, وفِي بَابِ الْوَصَاةِ بِأَهْلِ الذِمَّةِ (3162) , وفِي
بَابِ يقاتل من وراء أهل الذمة ولا يسترقون (3052) , وفِي
بَابِ الاعتصام بالكتاب والسنة مختصرا (؟)، وفي تفسير سورة
الحشر بَاب قوله {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ
وَالْإِيمَانَ} (4888) , وفي الجنائز, باب (1392).
مَنَاقِب عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ أبِي الْحَسَنِ
الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ
قَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ مِنْ مَنَاقِبِهِ قَوْلُ
الْنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَجُلًا
يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ» , بَابُ مَا قِيلَ فِي
لِوَاءِ الْنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2250] (441) خ نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, و (3702)
عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أبِي حَازِمٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالَ: هَذَا
_________
(1) تكملته في الصحيح: أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ، وهي
كلمة عمرو وقَالَ المسور معناها.
(2) في الأصل: قَالَ عمرو، وهو خطأ فالكلمة للمسور فِي
حَدِيثِهِ.
(3) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: (وَالْأَنْصَارُ).
(4/80)
فُلَانٌ لِأَمِيرِ الْمَدِينَةِ يَدْعُو
عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَيَقُولُ مَاذَا؟
قَالَ: يَقُولُ لَهُ أَبُوتُرَابٍ، فَضَحِكَ وقَالَ:
وَالله مَا سَمَّاهُ إِلَّا النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا كَانَ لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ
إِلَيْهِ مِنْهُ، فَاسْتَطْعَمْتُ الْحَدِيثَ سَهْلًا،
وَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، كَيْفَ؟ قَالَ: دَخَلَ
عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ فِي
الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟».
زَادَ قُتَيْبَةُ: فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي،
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِإِنْسَانٍ: «انْظُرْ أَيْنَ هُوَ» فَجَاءَ فَقَالَ: يَا
رَسُولَ الله هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ
وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ: «قُمْ
أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب نَوْمِ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ
(441).
[2251] (3704) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ, نا حُسَيْنٌ,
عَنْ زَائِدَةَ, عَنْ أبِي حَصِينٍ, عَنْ سَعْدِ بْنِ
عُبَيْدَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ
فَسَأَلَهُ عَنْ عُثْمَانَ فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ،
قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوءُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:
فَأَرْغَمَ الله بِأَنْفِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ
فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ فقَالَ: هُوَ ذَاكَ بَيْتُهُ
أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوءُكَ؟ قَالَ:
أَجَلْ، قَالَ: فَأَرْغَمَ الله بِأَنْفِكَ انْطَلِقْ
فَاجْهَدْ عَلَيَّ جَهْدَكَ.
[2252] (4416) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى, عَنْ
شُعْبَةَ, عَنْ الْحَكَمِ, عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ,
عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ
(4/81)
وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا فَقَالَ:
أَتُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ والصِّبْيَانِ، فَقَالَ:
«أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ
مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي».
وَخَرَّجَهُ في: غزوة تبوك (4416).
[2253] (3707) خ نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ, نا شُعْبَةُ,
عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ ابْنِ سِيرِينَ, عَنْ عَبِيدَةَ, عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ: اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ فَإِنِّي
أَكْرَهُ الِاخْتِلَافَ حَتَّى تَكُونَ لِلنَّاسِ
جَمَاعَةٌ وَ (1) أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي.
فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى
عَنْ عَلِيٍّ الْكَذِبُ.
مَنَاقِب جَعْفَرِ بْنِ أبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ رَضِيَ
الله عَنْهُ
[2254] (3708) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ أَبُوعَبْدِ
الله الْجُهَنِيُّ, عَنْ ابْنِ أبِي ذِئْبٍ, عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّاسَ
كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُوهُرَيْرَةَ، وَإِنِّي
كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِي حِينَ لَا آكُلُ الْخَمِيرَ
وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ
وَلَا فُلَانَةُ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي
بِالْحَصْبَاءِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ
لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ هِيَ مَعِي كَيْ
يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَكَانَ خَيْرَ النَّاسِ
لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله
عَنْهُ, وكَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ
فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا
الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشُقُّهَا
فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا.
وَخَرَّجَهُ في: عَيشِ النَّبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِه بِغَير هَذَا اللفظ (6452) (2).
_________
(1) هكذا في النسخة، وفي الصحيح: أو.
(2) وخرج لفظ الباب في الأطعمة (5432).
(4/82)
[2255] (3709) خ ونا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ,
نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ, نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي
خَالِدٍ, عَنْ الشَّعْبِيِّ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ
إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلَامُ
عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ.
وَخَرَّجَهُ في: غزوة مؤتة (4264).
مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله
عَنْهُ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ حَوَارِيُّ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُمِّيَ
الْحَوَارِيُّونَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِمْ.
[2256] (3717) خ نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا عَلِيُّ
بْنُ مُسْهِرٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ:
أَصَابَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ
رُعَافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حَتَّى حَبَسَهُ عَنْ
الْحَجِّ وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ
قُرَيْشٍ فقَالَ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: وَقَالَوهُ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: وَمَنْ؟ فَسَكَتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
رَجُلٌ آخَرُ أَحْسِبُهُ الْحَارِثَ، فَقَالَ:
اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَقَالَوه؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ، قَالَ:
فَلَعَلَّهُمْ قَالَوا الزُّبَيْرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:
أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ
مَا عَلِمْتُ وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّهُمْ إِلَى رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3718) خ ونا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ هِشَامٍ, الحديث، قَالَ: أَمَا
وَالله إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيْرُكُمْ
ثَلَاثًا.
[2257] (3720) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَبْدُ
الله, نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ
عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ يَوْمَ
الْأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أبِي سَلَمَةَ
فِي النِّسَاءِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ
عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا،
(4/83)
فَلَمَّا رَجَعَ قُلْتُ: يَا أَبَه
رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ، قَالَ: أَوَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا
بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَأْتِ بَنِي
قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِمْ» , فَانْطَلَقْتُ,
فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ قَالَ: «فِدَاكَ أبِي
وَأُمِّي».
- قَالَ الْمُهَلَّبُ: نَا أَبُوذَرٍّ نَا
أَبُوالْهَيْثَمِ نَا الْفِرَبْرِيُّ نَا الْبُخَارِيُّ -
[2258] (3975) حدثني مُحَمَّدٌ (1) , نا عَبْدُ الله, نا
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ أَصْحَابَ
النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَوا
لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ
فَنَشُدَّ مَعَكَ، قَالَ: إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ،
قَالَوا: لَا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ
صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ.
قَالَ عروة: وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا
فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى
عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ عُرْوَةُ: فكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ
الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ.
قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ الله بْنُ
الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ
فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلًا.
وَخَرَّجَهُ في: باب بعد باب عدة أصحاب بدر (3973) (3975).
مناقب طَلْحَة بْنِ عُبَيْدِ الله رضي الله عنه
وَقَالَ عُمَرُ: تُوُفِّيَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ.
_________
(1) كذا في النسخة، ويغلب عليه التصحيف، ففي الصحيح وتحفة
الأشراف: أَحْمَدُ بْنُ محمد، ولم يذكروا ما هاهنا.
(4/84)
[2259] (3722) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ, نا مُعْتَمِرٌ, عَنْ أَبِيهِ,
عَنْ أبِي عُثْمَانَ قَالَ: لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي (1) تِلْكَ
الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عَنْ
حَدِيثِهِمَا (2).
[2260] (3724) خ ونَا مُسَدَّدٌ, نا خَالِدٌ, نا ابْنُ
أبِي خَالِدٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ قَالَ:
رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ بن عبيد الله الَّتِي وَقَى بِهَا
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَلَّتْ.
وخرجهما في غزوة أحد (4060) (4063).
مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رضي
الله عنه
وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ.
[2261] (3858) خ نا إِسْحَاقُ, نا أَبُوأُسَامَةَ, نا
هَاشِم بن هاشم قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ سَعْدَ بْنَ أبِي
وَقَّاصٍ يَقُولُ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي
الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكُثْتُ
سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِسْلَامُ سَعْدِ من كتاب المبعث
(3858).
[2262] (3728) خ ونَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ, نا خَالِدُ
بْنُ عَبْدِ الله, عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ
رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ الله، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ
رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا
طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ
_________
(1) في الصحيح هاهنا زيادة: (بَعْضِ)، ليست في الأصل.
(2) قَالَ الحافظ: وَقَعَ فِي فَوَائِد أبِي بَكْر بْن
الْمُقْرِئ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان
عَنْ أَبِيهِ: فَقُلْت لِأَبِي عُثْمَان: وَمَا عِلْمك
بِذَلِكَ؟ قَالَ: هُمَا أَخْبَرَانِي بِذَلِكَ أهـ.
(4/85)
الشَّجَرِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ
كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوْ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ،
ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى
الْإِسْلَامِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي.
وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ، وقَالَوا: لَا
يُحْسِنُ يُصَلِّي.
مَنَاقِبِ أبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ الله
عَنْهُ
[2263] (4380) خ ونا عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ يَعْنِي
مِنْ قَنْطَرَةِ بَرْدَانَ نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ, عَنْ
إِسْرَائِيلَ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ صِلَةَ بْنِ
زُفَرَ, عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ
وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يُرِيدَانِ يُلَاعِنَاهُ
قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ،
فَوَالله لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّاهُ لَا
نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا، قَالَا:
إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا, فَابْعَثْ مَعَنَا
رَجُلًا أَمِينًا, وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا
أَمِينًا، فَقَالَ: «لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا
أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» (1) , فَاسْتَشْرَفَ لَهَا
أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» ,
فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ».
وَخَرَّجَهُ في: قِصَّةِ نَجْرَانَ (4380) (4382) , وباب
قبول خبر الواحد (7255).
بَاب مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ الله
عَنْهُمَا
[2264] (3746) خ نَا صَدَقَةُ, نا ابْنُ عُيَيْنَةَ, نا
أَبُومُوسَى, عَنْ الْحَسَنِ, سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ,
سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى
_________
(1) كرر في الأصل: حق أمين، مرتين.
(4/86)
جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً
وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ: «إنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ
وَلَعَلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ
الْمُسْلِمِينَ».
[2265] (3748) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ, نا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نا جَرِيرٌ,
عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أُتِيَ
عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ,
(فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ) (1) فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وَقَالَ فِي
حُسْنِهِ شَيْئًا، فَقَالَ أَنَس: كَانَ أَشْبَهَهُمْ
بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ
مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ.
[2266] (3749) خ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ, نا شُعْبَةُ
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ: «اللهمَّ
إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ».
[2267] (3750) خ نَا عَبْدَانُ, نا عَبْدُ الله قَالَ:
أَخْبَرَنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أبِي حُسَيْنٍ, عَنْ
ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ, عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ
قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَحَمَلَ الْحَسَنَ رَضِيَ
الله عَنْهُمَا وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي شَبِيهٌ
بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ.
وَعَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ يَضْحَكُ.
[2268] (3752) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى, نا هِشَامُ
بْنُ يُوسُفَ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِيٍّ.
_________
(1) سقطت من الأصل، واستدركتها من الصحيح.
(4/87)
بَاب ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ بن أبِي سفيان
رَضِيَ الله عَنْهُ
[2269] (3764) خ نَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ, نا
الْمُعَافَى, عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ, عَنْ ابْنِ
أبِي مُلَيْكَةَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشَاءِ
بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ، (فَأَتَى
ابْنَ عَبَّاسٍ) فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّهُ صَحِبَ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2270] (3766) خ نا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ, نا ابْنُ
جَعْفَرٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي التَّيَّاحِ قَالَ:
سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ:
إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً لَقَدْ صَحِبْنَا
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا
رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهِمَا، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا
يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
بَاب مَنَاقِبِ قَرَابَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[2271] (3751) خ نايَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ
قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ
وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: قَالَ أَبُوبَكْرٍ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
وَخَرَّجَهُ في: مناقب الحسن والحسين (3751).
بَاب مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا
[2272] (3771) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ, نا ابْنُ عَوْنٍ,
عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ, أَنَّ عَائِشَةَ
اشْتَكَتْ فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ
(4/88)
الْمُؤْمِنِينَ تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ
صِدْقٍ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَعَلَى أبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
[2273] (3774) خ نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ
فِي مَرَضِهِ جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ وَيَقُولُ:
«أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا» , حِرْصًا عَلَى
بَيْتِ عَائِشَةَ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ.
تَقَدَّمَ أَكْثَرُ فَضَائِلِهَا.
بَاب تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَدِيجَةَ وَفَضْلِهَا رَضِيَ الله عَنْهَا
[2274] (3815) خ نا صَدَقَةُ, نا عَبْدَةُ, عَنْ هِشَامٍ,
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ جَعْفَرٍ,
عَنْ عَلِيٍّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابنة عمران
وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ».
[2275] (3820) خ نا قُتَيْبَةُ, نا مُحَمَّدُ بْنُ
فُضَيْلِ بن غزوان, عَنْ عُمَارَةَ, عَنْ أبِي زُرْعَةَ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
[2276] (3821) خ ونا (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ الخَلِيلِ, أنا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ, عَنْ هِشَامٍ.
خ و (3817) نا قُتَيْبَةُ, نا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ, عَنْ هِشَامِ.
_________
(1) في الصحيح: وقَالَ إسماعيل.
قَالَ الحافظ: (وَقَالَ إِسْمَاعِيل بْن خَلِيل) كَذَا فِي
جَمِيع النُّسَخ الَّتِي اِتَّصَلَتْ إِلَيْنَا بِصِيغَةِ
التَّعْلِيق، لَكِنَّ صَنِيع الْمِزِّيّ يَقْتَضِي أَنَّهُ
أَخْرَجَهُ مَوْصُولًا أهـ قلت: كذلك هو في نسختنا، والله
أعلم.
(4/89)
خ و (3818) نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الحَسَنِ, نا أَبِي, نا حَفْصٌ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ
أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى
أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا،
وَلَكِنْ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا.
زَادَ حُمَيْدٌ: وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلَاثِ
سِنِينَ.
قَالَ حَفْصٌ: قَالَت: وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ
يُقَطِّعُهَا أَعْضَىً (1) ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي
صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ
لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ
فَيَقُولُ: «إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي
مِنْهَا وَلَدٌ».
زَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ قَالَ: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
الله, هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ
إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ
فَاقْرَأْ عَلَيْهَا مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ وَمِنِّي,
وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ فِضَّةٍ (2)
لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ».
زَادَ ابن مسهر: قَالَت عَائِشَةُ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ
بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ
خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ (3) لِذَلِكَ فَقَالَ: «اللهمَّ
هَالَةَ» , قَالَتْ: فَغِرْتُ, فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ
مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ
الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ, قَدْ أَبْدَلَكَ
الله خَيْرًا مِنْهَا.
_________
(1) هكذا في رواية الأصيلي والنسفي، والكافة روته: أعضاء،
قال القاضي: جاء في كتاب الأصيلي والنسفي: أعضى مقصورا
منونا، ولا وجه له، وهذا خطأ، والصواب الأول أهـ (المشارق
2/ 168).
(2) هكذا ثبت في الأصل، والمشهور في هذا الموضع: قَصَبٍ.
(3) في الأصل: فارتفاع، وهو تصحيف، وهنال روايتان في هذا
الحرف ذكرهما الحافظ قَالَ: وَقَوْله: (اِرْتَاعَ) مِنْ
الرَّوْع بِفَتْحِ الرَّاء أَيْ فَزِعَ، وَالْمُرَاد مِنْ
الْفَزَع لَازِمه وَهُوَ التَّغَيُّر، وَوَقَعَ فِي بَعْض
الرِّوَايَات " اِرْتَاحَ " بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة أَيْ
اِهْتَزَّ لِذَلِكَ سُرُورًا.
(4/90)
وَخَرَّجَهُ في: باب حسن المعشر من الإيمان
(6004) , وفِي بَابِ يريدون {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا
كَلَامَ اللَّهِ} (7497) , وفي الصفات باب قوله {وَلَا
تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ} الآية (7484) , وفِي
بَابِ غيرة النساء ووجدهن (5229) , وباب المشيئة والإرادة
(؟).
بَاب مَنَاقِبِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله
عَنْهُ
[2277] (3762) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا
شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ
قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ فَقَالَ:
مَا أَعْلم أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا
بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ابْنِ
أُمِّ عَبْدٍ.
[2278] (3763) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي
الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى
الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ
الْيَمَنِ, فَمَكَثْنَا حِينًا مَا نُرَى إِلَّا أَنَّ
عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لِمَا نَرَى
مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن (4384).
بَاب مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
[2279] (3730) خ نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا
سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ,
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا وَأَمَّرَ
عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ
النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(4/91)
«إنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ
كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ،
وَايْمُ الله إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ
كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا
لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ لَمْ يَكْتَرِثْ لطَعْنِ مَنْ
لَا يَعْلَمُ فِي الْأُمَرَاءِ (7187)، وفي غزوة زيد بن
حارثة (4250)، وفي النذور باب [قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَايْمُ الله] (6627)، وفي بعث
النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسامة بن زيد في
مرضه الذي توفي فيه (4468) (4469).
بَاب ذِكْرِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْد بن حارثة رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ
[2280] (3734) خ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد, نا
أَبُوعَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: نا
الْمَاجِشُونُ, نا عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ قَالَ:
نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى
رَجُلٍ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ
الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا لَيْتَ هَذَا
عِنْدِي، قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ
أُسَامَةَ، قَالَ: فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ
وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الْأَرْضِ, ثُمَّ قَالَ: لَوْ
رَآهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَأَحَبَّهُ.
[2281] (3737) خ وحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ, نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ, نا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ,
أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ مَعَ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ إِذْ
دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ، فَلَمْ يُتِمَّ
رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَقَالَ: أَعِدْ، فَلَمَّا
وَلَّى قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ:
الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، فَقَالَ
ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّهُ فَذَكَرَ حُبَّهُ وَمَا
وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ.
(4/92)
قَالَ الْبُخَارِيُّ: زَادَني بَعْضُ
أَصْحَابِي عَنْ سُلَيْمَانَ: وَكَانَتْ حَاضِنَةً
لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بَاب مَنَاقِبِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله
عَنْهُ
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ، وَكَذَلِكَ مَنَاقِبُ خَالِد بْنِ
الْوَلِيدِ، وَمَنَاقِبِ سَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ،
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ أَيْضًا وَتَأَخَّرَ.
مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا
[2282] (6278) خ نا أَبُوالْوَلِيدِ الطيالسي, نا
شُعْبَةُ.
خ، و (3742) نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
إِسْرَائِيلُ, عَنْ الْمُغِيرَةِ.
خ، و (3747) نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا شُعْبَةُ,
عَنْ مُغِيرَةَ.
خ، و (3761) نَا مُوسَى, عَنْ أبِي عَوَانَةَ, عَنْ
مُغِيرَةَ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ: دَخَلْتُ
الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ وَقُلْتُ: اللهمَّ
يَسِّرْ لِي جَلِيسًا.
زَادَ إِسْرَائِيلُ: صَالِحًا، فَأَتَيْتُ قَوْمًا
فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى
جَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
أَبُوالدَّرْدَاءِ، فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ الله عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ
لِي، فقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ، قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ابْنُ أُمِّ
عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ
وَالْمِطْهَرَةِ، وَفِيكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ الله عَزَّ
وَجَلَّ مِنْ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ زَادَ ابنُ حَرْبٍ: يَعْنِي عَمَّارًا.
قَالَ إِسْرَائِيلُ: أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَا
يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ.
زَادَ أَبُوالْوَلِيدِ: يَعْنِي حُذَيْفَةَ.
(4/93)
[2283] (4944) خ ونَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ,
نا أَبِي, نا الْأَعْمَشُ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ فزَادَ:
وقَالَ: أَيُّكُمْ أقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ الله؟
قَالَ: كُلُّنَا، قَالَ: فَأَيُّكُمْ أَحْفَظُ،
فَأَشَارُوا له إِلَى عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَيْفَ
سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} قَالَ
عَلْقَمَةُ: (وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى) قَالَ: أَشْهَدُ
أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَكَذَا، وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونِي
عَلَى أَنْ أَقْرَأَ {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثَى} وَالله لَا أُتَابِعُهُمْ.
وقَالَ إِسْرَائِيلُ: وَالله لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِيهِ
إِلَى فِيَّ.
وَخَرَّجَهُ في: تفسير سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}
(4943) (4944)، وفِي بَابِ مناقِبِ ابْنِ مَسْعودٍ (3761)،
وباب صفة إبليس وجنوده (3287)، وباب من ألقي لَه وِسَادة
(6278).
مَنَاقِبِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ مَوْلَى أبِي بَكْرٍ
رَضِيَ الله عَنْهُمَا
[2284] (3754) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أبِي سَلَمَةَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ,
نا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ:
أَبُوبَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي
بِلَالًا.
[2285] (3755) خ ونَا ابْنُ نُمَيْرٍ, نا مُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ, نا إِسْمَاعِيلُ, عَنْ قَيْسٍ أَنَّ بِلَالًا
قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا
اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ
إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَدَعْنِي
وَعَمَلَ الله.
(4/94)
بَاب ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله
عَنْهُمَا
[2286] (3756) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ,
عَنْ خَالِدٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: ضَمَّنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ: «اللهمَّ عَلِّمْهُ
الْحِكْمَةَ».
[2287] (3756) خ نا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ
وَقَالَ: «عَلِّمْهُ الْكِتَابَ».
مَنَاقِبُ الْأَنْصَارِ (1)
وقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا}
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}.
[2288] (3776) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا
مَهْدِيُّ, نا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ
لِأَنَسِ بنِ مالكٍ: أَرَأَيْتُمْ اسْمَ الْأَنْصَارِ
أكُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ أَمْ سَمَّاكُمْ الله عَزَّ
وَجَلَّ؟ قَالَ: بَلْ سَمَّانَا الله عَزَّ وَجَلَّ.
وكُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَنَسٍ فَيُحَدِّثُنَا بِمَنَاقِبِ
الْأَنْصَارِ وَمَشَاهِدِهِمْ، وَيُقْبِلُ عَلَيَّ أَوْ
عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَزْدِ فَيَقُولُ: فَعَلَ قَوْمُكَ
يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا.
وَخَرَّجَهُ في: باب أيّامِ الجَاهِلِيّة (3844).
بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرءًا مِنْ الْأَنْصَارِ»
[2289] (3779) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ,
نا شُعْبَةُ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُوالْقَاسِمِ صَلَّى
_________
(1) هكذا في الأصل، وفي بعض النسخ المطبوعة: كتاب
مناقب الأنصار، وقد سبق
التنبيه عليه، ولم يذكر المزي ولا الحافظ كتاب مناقب
الأنصار.
(4/95)
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ (1) أَنَّ
الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ
وَادِي الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ
امْرَءًا مِنْ الْأَنْصَارِ».
فَقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: مَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي
آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ وكَلِمَةً أُخْرَى.
وَخَرَّجَهُ في: باب ما يجوز من اللو في التمني (7244).
بَاب حُبِّ الْأَنْصَارِ من الإيمان
[2290] (3783) خ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ, نا شُعْبَةُ
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ
الْبَرَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ
إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ،
فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ الله وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ
أَبْغَضَهُ الله».
وَخَرَّجَهُ في: كتاب الإيمان نحوه (17).
بَاب أَتْبَاعِ الْأَنْصَارِ
[2291] (3787) خ نَا مُحَمَّدٌ نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ,
عَنْ عَمْرو بنِ مرةَ قَالَ: سَمِعْتُ, أَبَا حَمْزَةَ
الأنصاريِّ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَتْ
الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ الله، لِكُلِّ نَبِيٍّ
أَتْبَاعٌ، وَإِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاكَ فَادْعُ الله أَنْ
يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا، فَدَعَا بِهِ.
فَنَمَيْتُ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ أبِي لَيْلَى فقَالَ: قَدْ
زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ.
بَاب فَضْلِ دُورِ الْأَنْصَارِ
[2292] (5300) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا لَيْثٌ, عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
_________
(1) في الأصل كأنها: لولا.
(4/96)
[2293] خ, و (3791) نا خَالِدُ بْنُ
مَخْلَدٍ, نا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ
يَحْيَى, عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ, عَنْ أبِي أُسَيْدٍ
(1) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي
النَّجَّارِ, ثُمَّ عَبْدِ الْأَشْهَلِ, ثُمَّ دَارُ بَنِي
الْحَارِثِ, ثُمَّ دَارٌ بَنِي سَاعِدَةَ».
زَادَ أَنَسٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: ثُمَّ (قَالَ) بِيَدِهِ فَقَبَضَ
أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ.
قَالَا: قَالَ: «وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ».
قَالَ أَبُوأُسَيْد: فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ
فَقَالَ أَبُوأُسَيْدٍ (2): أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله عَزَّ
وَجَلَّ خَيَّرَ الْأَنْصَارَ فَجَعَلَنَا آخرًا,
فَأَدْرَكَ سَعْدٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله خَيَّرْتَ دُورُ
الْأَنْصَارِ فجعلتنا من آخِرا (3) , فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ
حَسْبُكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ الْخِيَارِ».
[2294] (3807) قَالَ الْبُخَارِيُّ: ونَا إِسْحَاقُ, نا
عَبْدُ الصَّمَدِ, نا شُعْبَةُ, نا قَتَادَةُ سَمِعْتُ,
أَنَسًا: قَالَ أَبُوأُسَيْدٍ عن النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, نَحْوَهُ.
وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ ذَا قِدَمٍ فِي
الْإِسْلَامِ: أَرَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ
فَضَّلَكُمْ عَلَى نَاسٍ كَثِيرٍ.
_________
(1) هَكَذَا وَقَعَ فِي الأَصْلِ، وهي رواية الأصيلي، وفي
الصحيح: عن أبِي حميد، وقَالَ الحافظ: (عَنْ أبِي
حُمَيْدٍ) هُوَ السَّاعِدِيُّ وَهُوَ مَشْهُور
بِكُنْيَتِهِ، وَيُقَالَ إِنَّ اِسْمه عَبْد الرَّحْمَن،
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الْأَصِيلِيّ " عَنْ أبِي أُسَيْدٍ
أَوْ أبِي حُمَيْدٍ ". بِالشَّكِّ، وَالصَّوَاب عَنْ أبِي
حُمَيْدٍ وَحْده أهـ.
(2) كذا في النسخة، أَبُوبالرفع، أي أن القائل هو
أَبُوأسيد، وفي الصحيح، فقَالَ: ابا أسيد على أنه مُنَادًى
حُذِفَ مِنْهُ حَرْف النِّدَاء، والقائل سعد.
ولم يشر الحافظ إلى ما هنا.
(3) كذا في الأصل، وفي الصحيح لم يذكر من.
(4/97)
وخرجه في: منقبة سعد بن عبادة (3807) ,
وفِي بَابِ الإشارة بالطلاق والأمر واللعان عن أنس مرفوعا
للأنصار (5300).
بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ»
[2295] (7441) خ نا عُبَيْدُ الله بْنُ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ, نا عَمِّي, نا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ, عَنْ
ابْنُ شِهَابٍ, حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
[2296] خ و (7057) نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ, نا
شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ
أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ, أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اسْتَعْمَلْتَ
فُلَانًا وَلَمْ تَسْتَعْمِلْنِي، فقَالَ: «فإِنَّكُمْ
سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً».
[2297] (3794) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا
سُفْيَانُ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
و (3163) نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا زُهَيْرٌ, عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالكٍ
قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْأَنْصَارَ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ
فَقَالَوا: لَا وَالله، حَتَّى تَكْتُبَ لِإِخْوَانِنَا
مِنْ قُرَيْشٍ مِثْلَهَا، فَقَالَ: «لَهُمْ ذَلكَ مَا
شَاءَ الله عَلَى ذَلِكَ» يَقُولُونَ لَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ: «إِمَّا لَا فَاصْبِرُوا حَتَّى
تَلْقَوْنِي فَإِنَّكم سَتُصِيبُكُمْ أَثَرَةٌ بَعْدِي».
وَخَرَّجَهُ في: باب كتابة القطائع (2376) , وفي الأسماء
باب [قَوْلِ الله تَعَالَى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ
(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}] (7441) , وفي الفتنة باب
[قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، وَقَالَ
عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى
الْحَوْضِ] (7057).
(4/98)
بَاب
قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
[2298] (4889) خ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
كَثِيرٍ, نا أَبُوأُسَامَةَ.
(3798) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ,
عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله
أَصَابَنِي الْجَهْدُ.
قَالَ ابنُ دَاودَ: فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ:
مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَضُمُّ هذا أَوْ يُضِيفُ
هَذَا».
زَادَ أَبُوأُسَامَة: «اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله».
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ
بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
زَادَ أَبُوأُسَامَة: لَا تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا.
وقَالَ ابنُ دَاودَ: فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا
قُوتُ الصبيان، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ وَأَصْبِحِي
سِرَاجَكِ وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا
عَشَاءً.
زَادَ أَبُوأُسَامَة: وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ.
فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا
وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا
تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا
يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا
طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى النبي صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ضَحِكَ الله عَزَّ
وَجَلَّ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا» ,
فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ
شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
(4/99)
وَخَرَّجَهُ في: التفسير (4889).
بَاب قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ
مُسِيئِهِمْ»
[2299] (3628) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، و (3800) أَحْمَدُ
بْنُ يَعْقُوبَ, نا ابْنُ الْغَسِيلِ, سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ
يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ.
[2300] و (3799) نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُوعَلِيٍّ,
نا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ, نا أَبِي, نا شُعْبَةُ بْنُ
الْحَجَّاجِ, عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُوبَكْرٍ
وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْهُما بِمَجْلِسٍ مِنْ
مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ: مَا
يُبْكِيكُمْ؟ فقَالَوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا، فَدَخَلَ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ
بِذَلِكَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ.
وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا
بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ.
قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ
ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ
قَالَ.
زَادَ ابنُ عَبَّاسٍ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ،
فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ
حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ
وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ
يَنْفَعُهُ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ
عَنْ مُسِيئِهِمْ».
وقَالَ أَنَسٌ: قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ،
فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وَقَدْ قَضَوْا الَّذِي
عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ
مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ».
زَادَ أَبُونُعَيْمٍ: فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ فيه
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَخَرَّجَهُ في: علامات النبوة (3628):
(4/100)
خ َنَا أَبُونُعَيْمٍ, نا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ
الْغَسِيلِ, نا عِكْرِمَةُ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فِي
مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ) (1) الحديثَ.
بَاب مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْهُ
[2301] (3803) خ نا ابْنُ الْمُثَنَّى, نا فَضْلُ بْنُ
مُسَاوِرٍ, خَتَنُ أبِي عَوَانَةَ, نا أَبُوعَوَانَةَ,
عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ أبِي سُفْيَانَ, عَنْ جَابِرٍ,
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ».
وَعَنْ الْأَعْمَشِ, نا أَبُوصَالِحٍ, عَنْ جَابِرٍ, عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ: فَإِنَّ الْبَرَاءَ بنُ عازبٍ
يَقُولُ: «اهْتَزَّ السَّرِيرُ» , فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ
بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ».
بَاب مَنَاقِبُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُم
[2302] (3806) خ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ، و
(3808) نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:
ذُكِرَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ الله
بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَلِكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ
أُحِبُّهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ؛
مِنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ» , فَبَدَأَ بِهِ,
«وَسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ, وَمُعَاذِ بْنِ
جَبَلٍ, وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ».
_________
(1) ما بين القوسين زيادة مني أثبتها من الصحيح، وأظن أنها
سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ لأن المهلب إنما ساقه من أجلها،
والله أعلم.
(4/101)
وَخَرَّجَهُ في: باب القراء من أصحاب النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الفضائل (4999).
بَاب مَنَاقِبُ عَبْدِ الله بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله
عَنْهُ
[2303] (3812) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, قَالَ:
سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ, عَنْ أبِي النَّضْرِ مَوْلَى
عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ الله, عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ
أبِي وَقَّاصٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ: «إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ» إِلَّا لِعَبْدِ الله بْنِ سَلَامٍ.
قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَشَهِدَ
شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}
الْآيَةَ، قَالَ: ولَا أَدْرِي قَالَ مَالِكٌ الْآيَةَ
أَوْ فِي الْحَدِيثِ.
بَاب ذِكْرُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله الْبَجَلِيِّ رَضِيَ
الله عَنْهُ
[2304] (3035) خ نا ابْنُ نُمَيْرٍ, نا ابْنُ إِدْرِيسَ,
عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْسٍ, عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَا
حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي
وَجْهِي (1).
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ
[2305] (3826) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ, نا
فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ, نا مُوسَى قَالَ: حدثني
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ,
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
_________
(1) تكملة الحديث في الصحيح: وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ
إِنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ
فِي صَدْرِي وَقَالَ: " اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ
هَادِيًا مَهْدِيًّا".
(4/102)
لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ
في أَسْفَلِ بَلْدَحٍ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ،
فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سُفْرَةٌ.
(5499) زَادَني مُعَلَّى, عن ابْنِ الْمُخْتَارِ, عن
مُوسَى: فِيهَا لَحْمٌ.
فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ: إِنِّي
لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ،
وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ.
وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرو بن نُفَيلٍ كَانَ يَعِيبُ
عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ: الشَّاةُ
خَلَقَهَا الله وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ
وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا
عَلَى غَيْرِ اسْمِ الله، إِنْكَارًا لِذَلِكَ
وَإِعْظَامًا لَهُ.
[2306] (3827) قَالَ مُوسَى: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ
عَبْدِ الله، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا يُحَدِّثُ بِهِ,
عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ
نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنْ الدِّينِ
وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ،
فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ
أَدِينَ دِينَكُمْ فَأَخْبِرْنِي، فَقَالَ: لَا تَكُونُ
عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ
الله عَزَّ وَجَلَّ, قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ إِلَّا
مِنْ غَضَبِ الله، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ الله
شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ، فَهَلْ
تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا
أَنْ تَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ زَيْدٌ: وَمَا الْحَنِيفُ؟
قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا
نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا الله، فَخَرَجَ
زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ النَّصَارَى فَذَكَرَ
مِثْلَهُ، فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى
تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ لَعْنَةِ الله، قَالَ: مَا
أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ الله، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ
لَعْنَةِ الله وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا
وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَنِيفًا،
قَالَ: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ
يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ
إِلَّا الله، فَلَمَّا
(4/103)
رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ
خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللهمَّ
إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ.
[2307] (3828) خ: وَقَالَ الْلَّيْثُ: كَتَبَ إِلَيَّ
هِشَامٌ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ
قَالَتْ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ
قَائِمًا مُسْتَنِدًا ظَهْرُهُ إِلَى الْكَعْبَةِ،
يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَالله مَا مِنْكُمْ
عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي.
وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا
أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لَا تَقْتُلْهَا، أَنَا
أَكْفِيكَ مَئُونَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا
تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا
إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا.
وَخَرَّجَهُ في: باب ما ذبح على النصب والأصنام مختصرا
(5499).
بَاب بُنْيَانُ الْكَعْبَةِ
[2308] (3830) خ نَا أَبُوالنُّعْمَانِ, نا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعُبَيْدِ الله بْنِ
أبِي يَزِيدَ قَالَا: لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْبَيْتِ حَائِطٌ،
كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ
فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا.
قَالَ عُبَيْدُ الله: جَدْرُهُ قَصِيرٌ فَبَنَاهُ ابْنُ
الزُّبَيْرِ.
بَاب أَيَّامُ الْجَاهِلِيَّةِ
[2309] (3833) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُفْيَانُ (قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: نا سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ
سَيْلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَسَا مَا بَيْنَ
الْجَبَلَيْنِ) (1).
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ ما بين القوسين مِنْ
انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(4/104)
قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُ إِنَّ هَذَا
الَحَدِيثَ لَهُ شَأْنٌ.
[2310] (3834) خ نَا أَبُوالنُّعْمَانِ, نا
أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ بَيَانٍ أبِي بِشْرٍ, عَنْ قَيْسِ
بْنِ أبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُوبَكْرٍ عَلَى
امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالَ لَهَا زَيْنَبُ، فَرَآهَا
لَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ: مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ؟
قَالَوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً، فقَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي
فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ هَذَا مِنْ عَمَلِ
الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَكَلَّمَتْ، فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: امْرُؤٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ: أَيُّ
الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَتْ: مِنْ
أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَئُولٌ، أَنَا
أَبُوبَكْرٍ، قَالَتْ: مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا
الْأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ الله عَزَّ وَجَلَّ
بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ
مَا اسْتَقَامَتْ بِه أَئِمَّتُكُمْ، قَالَتْ: وَمَا
الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ
وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ، قَالَتْ:
بَلَى، قَالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ.
[2311] (3839) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أحَدَّثَكُمْ يَحْيَى بْنُ
الْمُهَلَّبِ, نا حُصَيْنٌ, عَنْ عِكْرِمَةَ {وَكَأْسًا
دِهَاقًا} قَالَ: مَلْأَى مُتَتَابِعَةً.
[2312] (3840) قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ
أبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُ: اسْقِنَا كَأْسًا
دِهَاقًا.
[2313] (3841) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير, عَنْ أبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ
كَلِمَةُ لَبِيدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الله بَاطِلُ ... وَكُلُّ
نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ».
(4/105)
[2314] (3842) خ نَا إِسْمَاعِيلُ,
حَدَّثَنِي أَخِي, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ, عَنْ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ
لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ
الْخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ،
فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُوبَكْرٍ
فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ
أَبُوبَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ
لِإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ
الْكِهَانَةَ إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ, فَلَقِيَنِي
فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ, فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ،
فَأَدْخَلَ أَبُوبَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي
بَطْنِهِ.
[2315] (3845) (1) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ
الْوَارِثِ, نا قَطَنٌ أَبُوالْهَيْثَمِ, نا أَبُويَزِيدَ
الْمَدَنِيُّ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ
مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ،
فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ انْقَطَعَتْ
عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالَ
أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي لَا تَنْفِرُ الْإِبِلُ،
فَأَعْطَاهُ عِقَالَا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ،
فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتْ الْإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا
وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ: مَا شَأْنُ
هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ؟
قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالَ، قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالَهُ؟
قَالَ: فَحَذَفَهُ بِعَصًا فكَانَ فِيهَا أَجَلُهُ،
فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ:
أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ؟ قَالَ: مَا أَشْهَدُ وَرُبَّمَا
شَهِدْتُهُ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً
مَرَّةً مِنْ الدَّهْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَتَبَ
إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ يَا آلَ
قُرَيْشٍ فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ بَنِي
هَاشِمٍ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أبِي طَالِبٍ
فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا
_________
(1) قَالَ الحافظ: ثَبَتَ عِنْد أَكْثَر الرُّوَاة عَنْ
الْفَرَبْرِيّ هُنَا تَرْجَمَة: الْقَسَامَة فِي
الْجَاهِلِيَّة، وَلَمْ يَقَع عِنْد النَّسَفِيّ وَهُوَ
أَوْجَه، لِأَنَّ الْجَمِيع مِنْ تَرْجَمَة أَيَّام
الْجَاهِلِيَّة، وَيَظْهَر ذَلِكَ مِنْ الْأَحَادِيث
الَّتِي أَوْرَدَهَا تِلْو هَذَا الْحَدِيث أهـ.
(4/106)
قَتَلَنِي فِي عِقَالَ، وَمَاتَ
الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ
أَتَاهُ أَبُوطَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟
قَالَ: مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ فَوَلِيتُ
دَفْنَهُ، قَالَ: قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَلكَ مِنْكَ،
فَمَكَثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى
إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوَاسِمَ،
فَقَالَ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، قَالَوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ،
قَالَ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ، قَالَوا: هَذِهِ بَنُو
هَاشِمٍ، قَالَ: أَيْنَ أَبُوطَالِبٍ؟ قَالَوا: هَذَا
أَبُوطَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي فُلَانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ
رِسَالَةً أَنَّ (1) فُلَانًا قَتَلَهُ فِي عِقَالَ،
فَأَتَاهُ أَبُوطَالِبٍ فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنَّا
إِحْدَى ثَلَاثٍ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنْ
الْإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ
حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ،
فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ، فَأَتَى قَوْمَهُ
فَقَالَوا: نَحْلِفُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي
هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ
لَهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ
ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنْ الْخَمْسِينَ وَلَا تُصْبِرْ
يَمِينَهُ حَتَّى (2)
تُصْبَرَ الْأَيْمَانُ، فَفَعَلَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ
مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ
رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنْ الْإِبِلِ
يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ، هَذَانِ بَعِيرَانِ
فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلَا تُصْبِرْ يَمِينِي حَيْثُ
تُصْبَرُ الْأَيْمَانُ، فَقَبِلَهُمَا وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ
وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ومَا حَالَ الْحَوْلُ وَمِنْ
الثَّمَانِيَةِ وَالأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ.
[2316] (3846) وقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ ابْنُ
وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو, عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
الْأَشَجِّ, أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ,
حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَيْسَ السَّعْيُ
_________
(1) الأَوْجَهُ في هَمْزَةِ أَنْ هَذِهِ الْفَتْحُ، وَقَدْ
يَصِحُّ كَسْرُهَا، انظر المشارق 1/ 72.
(2) هكذا في الأصل، وَأَحْرِ بِهَا أَنْ تَكُونَ
مُصَحَّفَةً مِنْ حِينٍ، كما ثبت في الصحيح وغيره ..
(4/107)
بِبَطْنِ الْوَادِي بَيْنَ الصَّفَا
وَالْمَرْوَةِ بسُنَّةٍ إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ
الْجَاهِلِيَّةِ يَسْعَوْنَهَا، وَيَقُولُونَ: لَا نُجِيزُ
الْبَطْحَاءَ إِلَّا شَدًّا (1).
[2317] (3834) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ
الْجُعْفِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا مُطَرِّفٌ سَمِعْتُ, أَبَا
السَّفَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ
وَأَسْمِعُونِي مَا تَقُولُونَ، وَلَا تَذْهَبُوا
فَتَقُولُوا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ،
مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَطُفْ مِنْ وَرَاءِ
الْحِجْرِ، وَلَا تَقُولُوا الْحَطِيم، فَإِنَّ الرَّجُلَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يَحْلِفُ فَيُلْقِي سَوْطَهُ
أَوْ نَعْلَهُ أَوْ قَوْسَهُ.
[2318] (3850) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
سُفْيَانُ, عَنْ عُبَيْدِ الله, سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ
قَالَ: خِلَالٌ مِنْ خِلَالِ الْجَاهِلِيَّةِ، الطَّعْنُ
فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَنَسِيَ الثَّالِثَةَ،
قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا الِاسْتِسْقَاءُ
بِالْأَنْوَاءِ.
قَالَ الْمُهَلَّبُ:
بَقِيَ حَديثُ عَمْرِو بْنِ مَيْمُون في الْقِرَدَةِ،
وَلَا مَعْنَى لِتَخْرِيجِهِ، وَإِنَّمَا أَدْخَلَهُ
الْبُخَارِيُّ اعْتِبَارًا لِحَدِيثِ نُعَيمِ بْنِ
حَمَّادٍ (2).
_________
(1) قد وعد المهلب أول الكتاب أن يصل هذا المعلق وأمثاله،
ولم أجده فعل ذلك هنا، فلعله سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ أو
نسي المهلب.
(2) قَالَ الْبُخَارِيُّ: نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ نا
هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ
عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا
فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ.
وَقَوْلُ الْمُهَلَّبِ: اعْتِبَارًا لَحَدِيثِ نُعَيْمٍ،
يَرُدُّ قَوْلَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي رِوَايَةِ
القَابِسِيِّ: نَا أَبُونُعَيْمٍ، وَالله أَعْلَمُ.
وَقَدْ ادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّه مُقْحَمٌ عَلَى
البُخَارِيِّ، فقَالَ الحافظ: وَأَغْرَبَ الْحُمَيْدِيّ
فِي الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا
الْحَدِيث وَقَعَ فِي بَعْض نُسَخ الْبُخَارِيّ، وَأَنَّ
أَبَا مَسْعُود وَحْده ذَكَرَهُ فِي الْأَطْرَاف، قَالَ:
وَلَيْسَ فِي نُسَخ الْبُخَارِيّ أَصْلًا فَلَعَلَّهُ مِنْ
الْأَحَادِيث الْمُقْحَمَة فِي كِتَابِ الْبُخَارِيّ.
وَمَا قَالَهُ مَرْدُود، فَإِنَّ الْحَدِيث الْمَذْكُور
فِي مُعْظَم الْأُصُول الَّتِي وَقَفْنَا عَلَيْهَا،
وَكَفَى بِإِيرَادِ أبِي ذَرّ الْحَافِظ لَهُ عَنْ شُيُوخه
الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة الْمُتْقِنِينَ عَنْ
الْفَرَبْرِيّ حُجَّة، وَكَذَا إِيرَاد الْإِسْمَاعِيلِيّ
وَأَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا وَأَبِي مَسْعُود
لَهُ فِي أَطْرَافه، نَعَمْ سَقَطَ مِنْ رِوَايَة
النَّسَفِيّ وَكَذَا الْحَدِيث الَّذِي بَعْده، وَلَا
يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون فِي رِوَايَة
الْفَرَبْرِيّ، فَإِنَّ رِوَايَته تَزِيد عَلَى رِوَايَة
النَّسَفِيّ عِدَّة أَحَادِيث قَدْ نَبَّهْت عَلَى كَثِير
مِنْهَا فِيمَا مَضَى وَفِيمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ
اللَّه تَعَالَى.
وَأَمَّا تَجْوِيزه أَنْ يُزَادَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ
مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهَذَا يُنَافِي مَا عَلَيْهِ
الْعُلَمَاء مِنْ الْحُكْم بِتَصْحِيحِ جَمِيع مَا
أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيّ فِي كِتَابِه، وَمِنْ
اِتِّفَاقهمْ عَلَى أَنَّهُ مَقْطُوع بِنِسْبَتِهِ
إِلَيْهِ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ تَخَيُّل فَاسِد
يَتَطَرَّق مِنْهُ عَدَم الْوُثُوق بِجَمِيعِ مَا فِي
الصَّحِيح، لِأَنَّهُ إِذَا جَازَ فِي وَاحِد لَا
بِعَيْنِهِ جَازَ فِي كُلّ فَرْد فَرْد، فَلَا يَبْقَى
لِأَحَدٍ الْوُثُوق بِمَا فِي الْكِتَاب الْمَذْكُور،
وَاتِّفَاق الْعُلَمَاء يُنَافِي ذَلِكَ، وَالطَّرِيق
الَّتِي أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيّ دَافِعَة لِتَضْعِيفِ
اِبْن عَبْد الْبَرّ لِلطَّرِيقِ الَّتِي أَخْرَجَهَا
الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَقَدْ أَطْنَبْت فِي هَذَا الْمَوْضِع
لِئَلَّا يَغْتَرّ ضَعِيف بِكَلَامِ الْحُمَيْدِيّ
فَيَعْتَمِدهُ، وَهُوَ ظَاهِر الْفَسَاد.
وَقَدْ ذَكَرَ أَبُوعُبَيْدَة مَعْمَر بْن الْمُثَنَّى فِي
كِتَابِ الْخَيْل لَهُ: مِنْ طَرِيق الْأَوْزَاعِيِّ:
أَنَّ مُهْرًا أُنْزِيَ عَلَى أُمّه فَامْتَنَعَ،
فَأُدْخِلَتْ فِي بَيْت وَجُلِّلْت بِكِسَاءٍ وَأُنْزِيَ
عَلَيْهَا فَنَزَا، فَلَمَّا شَمَّ رِيح أُمّه عَمَدَ
إِلَى ذَكَرِهِ فَقَطَعَهُ بِأَسْنَانِهِ مِنْ أَصْله،
فَإِذَا كَانَ هَذَا الْفَهْم فِي الْخَيْل مَعَ كَوْنهَا
أَبْعَد فِي الْفِطْنَة مِنْ الْقِرْد فَجَوَازهَا فِي
الْقِرْد أَوْلَى أهـ.
(4/108)
|