شرح ابن ماجه لمغلطاي

155- باب ما يقال عند التشهد والصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا
الأوزاعي عن حسان بن عطية حدثنى محمد بن أبي عائشة سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله
من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن
فتنة المسيح الدجال " (1) /. هذا حديث روياه في صحيحيهما، ولفظ البخاري:
" كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو: اللهمَ إنى أعوذ بك من عذاب القبر إلى آخره ".
حدثنا يوسف بن موسى القطان ثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن
أبي هريرة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل: ما تقول في الصلاة؟ قال: التشهد ثم
أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار فال: أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة
معاذ! فقال: حولها ندندن " (2) ، وخرجه أيضًا في الدعوات بنحوه، وهذا
حديث خرجه ابن خزيمة في صحيحه (3) عن يوسف بن موسى بلفظه، وزاد
الدندنة: الكلام الذي يفهم/ابن حبان (4) والحاكم، وقال: صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجاه. وفي الباب أحاديث لا تحصى كثيرة؛ منها: حديث أبي
بكر الصديق- رضى الله تعالى عنه- قال: يا رسول الله، علمني دعاءً أدعو
به في صلاتي قال: " قل اللهم إنى ظلمت نفسي ظلما كثيرَا، ولا يغفر
الذنوب إلا أنت فأغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور
__________
(1) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (ح/1377) ، ومسلم في (المساجد، ح / 130) ، وأبو داود (ح/
983) ، وابن ماجة (ح/909) ، والدارمي (ح/1344) ، وأحمد (2/237) ، وشرح السنة (3/201) ،
والمشكاة (940) ، ونصب الراية (1/422) ، وتلخيص (1/269) ، والحلية (6/79) ، وابن عساكر في
" التاريخ " (7/52) ، وإتحاف (3/81، 207) ، والإرواء (2/66) .
(2) صحيح. رواه أبو داود في (الاستفتاح، باب " 17 ") ، وابن ماجة (ح/910، 3847) ،
وأحمد (3/474) ، وابن حبان (514) ، وابن خزيمة (725) ، والكنز (3195، 3274) ،
وأذكار (65) ، والقرطبي (2/433) ، والخفاء (1/440) . " الدندنة ": أن يتكلم الرجل بكلام
يسمع نغمته ولا يفهمه.
(3، 4) انظر: الحاشية السابقة.

(1/1543)


الرحيم " (1) . وحديث عائشة- رضى الله تعالى عنها-: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كان يدعو في الصلاة: اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من
فتنة المسيخ الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إنى أعوذ بك من
المأثم والمغرم " (2) . وفي لفظ: " ما صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة بعد أن أنزلت
عليه: (إذا جاء نصر الله والفتح) إلّا يقول فيها: سبحانك اللهم ربنا
وبحمدك اللهم اغفر لي " (3) . خرجاهما في صحيحيهما. وحديث ابن
عباس: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من
القرآن يقول: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب/جهنم، وأعوذ بك من
عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا
والممات " (4) . خرجه. وحديث عائشة وقال لها فروة بن نوفل: حدثيني بشيء
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو به في صلاته " كان يقول: اللهم إني
أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل " (5) . رواه النسائي وهو في
مسلم من غير ذلك: " الصلاة ". وحديث محجن بن الأذرع قال: " دخل
__________
(1) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (1/9/441،8/89،121) ، ومسلم (2078) ،
والنسائي (3/53) ، وابن ماجة (ح/3835) ، وأحمد (1 / 3، 7) ، والبيهقي (2/154) ، والمشكاة
(942) ، والبخاري في " الأدب المفرد " (706) ، والمنثور (5/17) ، وابن السني (156) ،
والكنز (3739) ، والقرطبي (17/80) ، وابن كثير (1/354، 9/273) .
(2) صحيح. رواه البخاري (3/154) ، وأحمد (6/89) ، والبيهقي (5/356) ، والفتح (2/
317، 5/60) ، وشرح السنة (8/199) .
(3) صحيح. متفق عليه. رواه البخاري (61/ 201، 207،5/ 189، 6/ 220) ، ومسلم في
(الصلاة، ح/217) ، والنسائي (2/132، 192، 219، 220) ، وابن ماجة (ح/885) ، وأبو
داود (ح/877) ، وأحمد (1/388، 2/494، 6/43، 49، 100، 190) ، والبيهقي (2/109) ، وابن
خزيمة (847،605) ، والمجمع (2/ 107، 265، 9/ 23، 49، 100، 190) ، وعبد الرزاق
(2878) ، والمطالب (3376) ، وإتحاف (3/60، 5/96) ، وأذكاره (50) ، والبغوي (7/316) .
(4) صحيح. رواه النسائي: (4/ 104، 8/ 8/ 276) .
(5) صحيح. رواه مسلم (2085، 2086) ، والنسائي (3/56، 8/280، 281) ، وأبو داود (ح/1555) ،
وابن ماجة (ح/3839) ، وأحمد (6/31، 10، 213، 239، 257، 278، 310، 315) ، والمغني عن
حمل الأسفار (1/123، 325) ، والكنز (3628) ، وإتحاف (2/272، 5/84) ، والجوامع (1839) ، وشرح
السنة (5/169) ، وأذكار (346) ، وابن السني (1/1870) .

(1/1544)


رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته، وهو يتشهد وهو
يقول: اللهم إنى أسألك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفؤا أحد، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم قال: فقال: قد
غفر له ثلاثا " (1) . رواه ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الصمد عن أبيه عن
حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن حنظلة بن علي عنه، وقال الحاكم:
صحيح على شرط الشيخين، وقال أبو القاسم ابن عساكر في كتاب
الأطراف: رواه مالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه. وحديث شداد بن
أوس: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا كلمات ندعوا بهن في صلاتنا: " اللهم
إنى أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك
وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأستغفرك لما نعلم،
وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم " (2) . رواه أحمد في
مسنده عن رجل من بنى حنظلة قال: صحبت شداد فذكره، ولفظ النسائي:
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في صلاته: رواه بإسقاط الحنظلي. وحديث
عمار بن ياسر: " وصلى صلاة فأوجد فيها فأنكروا ذلك فقال:/ألم أتم
الركوع والسجود قالوا: بلى قال: أما إنى دعوت فيها بدعاء كان رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو به: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة
خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، أسألك خشيتك في الغيب
والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، ولذة
النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، ومن فتنة
مضلّة، اللهم زينا بزينة الإِيمان، واجعلنا هداة مهتدين " (3) . رواه النسائي من
__________
(1) رواه أحمد (4/338) ، والخطيب (1/3791) ، وصفة (58) .
(2) صحيح. رواه أحمد (4/123، 125) ، والترمذي (حبر 3407) ، وحسنه. والنسائي (3/52، 8/
237) ، وابن كثير (4/82، 5/160) ، والمغنى عن حمل الأسفار (1/1322) ، والمنثور (1/154) ، وابن
حبان (2416، 2418) ، والكنز (3635، 3913، 5114) ، وإتحاف (5/76) ، والحلية (1/267) ،
وابن عساكر في " التاريخ " (6/292) ، والكلم (104) ، وأصفهان (2/27) .
(3) صحيح. رواه النسائي (3/55) ، وأحمد (4/264) ، والحاكم (1/524) ، وإتحاف (5/
78،76، 9/604) ، والكنز (3611، 5086) ، والكلم (105) ، والمشكاة (2497) ،=

(1/1545)


حديث عطاء بن السائب عن أبيه عنه. وحديث ثوبان الأتي بعد من عند ابن
ماجة. وحديث أبي طلحة قال: جاءت أم سليم إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا
رسول الله، علمني كلصات أدعو بهن في صلاتي قال: تسبحي الله عشرًا،
وأحمديه عشرًا وكبّريه عشرا، ثم سليه حاجتك تَبَرُك يعم " (1) . خرجه ابن
خزيمة في صحيحه، وقال الحاكم وخرجه من حديث أنس أن أم سليم به
صحيح على شرط مسلم. وحديث عبيد بن القعقاع قال: رمق رجل رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلى فجعل يقول في صلاته: اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي
في ذاتي، وبارك لي فيما رزقتني " (2) . رواه الإِمام أحمد في مسنده، أما
الحديث الأول فقال بوجوبه ابن حزم وغيره، وفيه إثبات عذاب القبر وهو
مذهب أهل الحق أجمعين، وقد أسلفنا بطلان قول من زعم أن المعتزلة خالفت
في ذلك، وقوله: من فتنة المحيا والممات أي الحياة والموت ويحتمل زمان ذلك،
ويحتمل أن يريد بذلك حالة الاحتضار والمسائلة في القبر، فكأنه استعاذ من
فتنة هذين المقامين سأل ألست فيهما، وأراد/أن يقتدى به أمته؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
معاني من جميع ذلك، وقال ابن الجوزي: يحتمل أن يكون نفوذ من ذلك
أمته، وزعم أبو الخطاب بن دحية رحمه الله تعالى أن المسيح الدجال مسح
من الكذب، وقيل: من طلى البعير بالقطران سمى بذلك لتغطية الحق، وقبل
تغريه نواحي الأرض، وقيل: لوطئه جميع البلاد إلا ما خصّ بالحديث، وقيل:
لأنه يعبر الناس بشره وقيل: لأنه محرق، وقيل: لأنه يؤذ، وقيل مأخوذ من ماء
الذهب الذي يطلى به الشيء فيحسن طاهرة بخلاف باطنه، وقيل: الدجال
فريد السيف وسمى مسيحا لأنه ممسوح العن، وقيل: لحق لأنه في الأرض،
قال: ومنهم من يقرأه بكسر الميم وتثقيل السين، وحكى الأزهري: " مِسِّيحئ "
__________
والجوامع (9860) ، وابن حبان (509) ، والمنثور (6/294) ، وابن أبي شيبة (1/2650) ،
وصفة (120) .
(4) صحيح. رواه النسائي (3/51) ، والحاكم (1/255) ، وابن حبان (2342) ، والكنز
(2) صحيح. رواه أحمد (4/63، 5/367، 375) ، وأذكار (31) ، والطبراني في " الصغير "
(2/91) ، والجوامع (9827) ، والكنز (3633، 5080) ، والمجمع (10/110) ، وعزاه إلى أحمد،
ورجاله رجال الصحيح، غير صالح بن سعيد الراوي عن عانة، وهو ثقة.

(1/1546)


بالتّشديد على وزن " فعيل "، وعن ابن عمرو منهم من قاله بالخاء المعجمة
وذلك كله عند أهل العلم خطأ، وقيل: عن مسخيا لا عين له ولا حاجب،
قيل: سمى الدجال مسيخا شبه بالدرهم الأطلس الذي لا نقش عليه والله
تعالى أعلم، وقد ذهب أبو حنيفة وأحمد- رحمهما الله تعالى- إلى أنّه لا
يجوز أن يدعو في الصلاة، إّلا بالأدعية المأثورة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيح: " إن
هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنّما هو التسبيح والتكبير
وقراءة القرآن " (1) . وبالقياس على ردّ السلام وتشميث العاطس، وبردّه ما في
سنن النسائي وغيره مما أسلفناه مرفوعا ثم ليدعو لنفسه بما بدا له، وهذا هو
مذهب الشافعي ومالك والثوري وإسحاق، رحمهم الله سبحانه وتعالى.
***
(1) صحيح. رواه مسلم (381) ، والنسائي (1/259) ، وأحمد (5/447، 448) ، والبيهقي
(2/360) ، والطبراني (039/41) ، وابن أبي شيبة (2/432) ، والمشكاة (978) ، والكنز
(19915) ، والمنثور (1/307) ، والإرواء (2/112) .

(1/1547)


156- باب الإِشارة في التشهد
/حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن عصام بن قدامة عن مالك عن
غير الخزاعي عن أبيه قال: " رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعا يده اليمنى على فخذه
اليمنى، ويشير بأصبعه " (1) . هذا حديث خرجه أبو حاتم البستي في صحيحه
بلفظ: " رافعَا أصبعه قد ضاها شيئا ". وابن خزيمة أيضَا وافقه: " واضعًا
ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعا إصبعه السبابة قد ضاها شيئًا وهو
يدعوا ". وعاب القطان على أبي محمد سكونه عنه، وقال: ما مثله صحيح،
فإنه لا يروى عن نمير إّلا ابنه مالك، ومالك لا يعرف له حال، ولا نعلم روى
عند غير عصام بن قدامة، ولا نعرف لنمير هذا إلا هذا الحديث ولا عرفت
صحبة من قول غيره.
حدثنا على بن محمد ثنا عبد الله بن إدريس عن عاصم، بن كليب عن
أبيه عن وائل بن حجر قال: " رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد حلّق بالإِبهام والوسطى
ويرفع التي يليهما يدعو بها في التشهد " (2) . هذا حديث خرجه ابن حبان في
صحيحه، وكذلك ابن خزيمة إسناده مطولًا، وقد تقدّم بعضه.
حدثنا محمد بن يحيى، والحسن بن علي، وإسحاق بن منصور ثنا عبد
الرزاق أنباء معمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان
إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبته، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي
الإبهام فيدعو ما واليسرى على ركبتيه باسطها عليه " (3) . هذا حديث خرجه
__________
(1) صحيح. رواه ابن ماجه (ح/911) ، وأبو داود (ح/991) ، والمجمع (2/139) .
وصححه الشيخ الألباني.
(2) صحيح. رواه ابن ماجه (ح/912) . فما الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
وصححه الشيخ الألباني.
(3) صحيح. رواه مسلم في (الماجد، ح/114) ، والنسائي (3/37) ، وابن ماجة (ح/
913) ، وأحمد (2/147) ، والبيهقي (2/130) ، والمشكاة (907) ، والكنز (3238) ، والإرواء
(2/85) .

(1/1548)


مسلم في صحيحه، وعند أحمد من حديث كثير بن زيد وفيه ضعف عن
نافع عنه: " أنه كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه وأشار
بإصبعه واتبعهما بصره وقال:/قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هي أشد على الشيطان من
الحديث يعني: السبابة " (1) . وعند البخاري: " السنة أن تنصب رجلك اليمنى
وتثنى اليسرى فقيل له: إنك تفعل ذلك- يعني: التربع- فقال: " إن رجلي
لا تحملان " (2) . وعند النسائي (3) بسند صحيح قال: " وأشار- يعني: النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأصبعه اليمنى يلي الإمام في القبلة ورمى ببصره إليها " ونحوها، وفي
الأوسط (4) نصب يديه على رَكبتيه ثم يرفع إصبعه السبابة، وباقي أصابعه على
يمينه مقبوضة كما هي " وقال: لم يروه عن عبيد الله بن عمر عن ابن دينار
إلّا هشام بن يوسف، وفي الباب حديث عبد الله بن الزبير: كان رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه، وفرش قدمه
اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه
اليمنى وأشار بإصبعه السبابة ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى ". رواه (5)
مسلم وزاد ابن خزيمة: " لا يجاوز بصره إشارته " (6) . وعند النسائي (7) :
" كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس في الثنتين، أو في الأربع يضع يديه على
ركبتيه ثم أشار بإصبعه " وعند أحمد: " لم يجاوز بصره "، وعند أبي داود:
" كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشير بإصبعه إذا دعا، ولا يحركه! " (8) . وفي لفظ: " أنه
رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على فخذه اليسرى " (9) .
__________
(1) رواه أحمد: (2/119) .
(2) صحيح. رواه البخاري في (الأذان، باب " 145 ") ، والنسائي في (التطبيق، باب
" 95، 96 ") ، ومالك في (النداء، ح/51) .
(3) انظر: رواية النسائي في الحاشية السابقة.
(4) بنحوه. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (2/140) ، من حديث أسامة بن حارثة،
وعزاه إلى الطبراني في " الكبير " عن غيلان بن عبد الله عن أبيه عن جذه أسامة بن حارثة، ولم
أجد من ترجمه ولا أباه.
(5) صحيح. رواه مسلم في (المساجد، ح/112) ، وابن ماجة (ح/130، 205) ، وأبو داود (ح/988) .
(6) حسن. رواه أبو داود (ح/990) .
(7) رواه النسائي: (2/237) .
(8) تقدم. ورواية أبي داود (ح/989) .
(9) المصدر للسابق.

(1/1549)


وعند أبي نعيم الحافظ: " ثم أشار بإصبعه يدعو ربه ويسأله، فإذا سلّم قال:
" لا إله إلا الله وحده ... " الحديث، وحديث خفاف ابن إيماء بن رخصة:
" أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا صلى نصب إصبعه السبابة يوحّد بها/ربه
تعالى " (1) . رواه الإمام أحمد من حديث رجل مجهول عنه. وحديث أبي
قتادة من عنده أيضًاَ قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس في الصلاة وضع
يده على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه " (2) . وحديث أبي حميد المذكور قبل
من عند ابن خزيمة بلفظ: " ثم وقع إصبعه فرأيته يحركها يدعو ما " وقال:
لم يقل يحركها غير زائدة، وحديث أبي هريرة: " نظر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل
يشير بإصبعه أحد أحد " (3) . قال الطبراني في الأوسط لم يروه عن هشام بن
حسان عن ابن سيرين إلا مخلد بن حسين. تفرد به مسلم الجرمي، وحديث
ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " هكذا الإخلاص يشير بإصبعه التي
تلي الإبهام، وهذا الدعاء فرفع يدول حذو منكبيهَ، وهذا الابتهال فرفع يديه
مدًا " (4) . رواه أبو داود مرفوعا وموقوفا قال الخطابي في هذا إثبات الإشارة
بالسبابة، وكان بعض أهل العراق لا يرى ذاك وقال: يقيض أصابعه الثَلاث
ويشير بالسبابة، وكان بعضهم يرى أن يحلِّف فيضع أنمله الوسطى بين عقدي
الإبهام، وإنّما السنة أن يحلِّق يروى الأنامل من الإبهام والوسطى حتى يكون
كاَلحلقة المستديرة لا يفصل بين جوانبها شيء انتهى، قد تقدَّم من عند مسلم
خلاف ما ذكره وهو معتمد أبي حنيفة، رحمه الله تعالى.
***
(1) ضعيف جدا. رواه أحمد (4/57) .
(2) صحيح. رواه أحمد (2/147) ، ومسلم في (المساجد، ح/114) ، والنسائي (3/37) ، وابن ماجة
(ح/913) ، والبيهقي (2 لم 130) ، والمشكاة (907) ، والكنز (3238) ، والإرواء (2/85) .
(3) لم نقف عليه.
(4) رواه البيهقي (2/133) ، والحاكم (4/320) . ولم أقف على رواية أبي داود التي ذكرها
المصنف حيث لا توجد في الباب عند أبي داود.

(1/1550)


157- باب التسليم
حدثنا محمد بن عبد الله بن غير ثنا عمر بن عبيد عن ابن إسحاق عن
أبي لم الأحوص عن عبد: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه وعن
شماله حتى يُرى بياض جده: السلام عليكم ورحمة الله " (1) . هذا حديث
خرجه أبو علي الطوسي والترمذي وقالا: حسن صحيح، والعمل عليه، وهو
قول سفيان بن سعيد، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وخرجه ابن خزيمة في
صحيحه منى حديث عمر بن حميد، وفي مسلم (2) من حديث أبي معمر: أنّ
أميرًا كان بمكة يسلم تسليمتين فقال ابن مسعود: إنِّي علمتها أن رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله ". وفي الأوسط (3) من حديث الدالاني عن الحكم عن أبي
معمر عنه: " رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسلم عن يمينه، وعن يساره حتى يرى بياض
خديه "، وقال: لم يروه عن الحكم إلا الدالاني. تفرد به عبد السلام بن
حرب، وفي سق الدارقطني من حديث زهير عن أبي إسحاق: ورأيت أبي
بكر وعمر يفلان ذلك، وعند أبي قرة يقول: السلام عليكم من كلا الجانبين،
وكان ابن مسعود يفعل ذلك.
حدثنا محمود بن غيلان ثنا بشر بن اليسرى عن مصعب بن ثابت بن
الزبير عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عامر بن سعد عن
أبيه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان يسلم عن يمينه وعن يساره " (4) . هذا حديث
__________
(1) صحيح. رواه أبو داود (ح/996) ، والترمذي (ح/295) ، والنسائي (3/63،61) ، وابن
ماجة (ح/914، 916) ، وأحمد (1/444، 5/390 / 408) ، والطبراني (10/152، 153، 154) ،
وشرح السنة (5/203) ، وابن أبي شيبة (1/298) ، والكنز (22382) ، ومعاني (1/267) ،
والمجمع (2/146) .
(2) صحيح. رواه مسلم في (المساجد، ح/117-119) .
(3) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (2/146) ، من حديث أبي رهشة، وعزاه إلى
الطبراني في " الأوسط "، وفيه منهال بن خليفة ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان، ووثقه أبو
حاتم، وقال البخاري: صالح فيه نظر.
(4) صحيح. رواه مسلم في: المساجد، (ح/119) .

(1/1551)


خرجه مسلم بزيادة: " حتى يرى بياض خدّه ". زاد ابن خزيمة وابن حبان في
صحيحهما لما خرجاه، قال الزهري: لم يسمع هذا من حديث رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال إسماعيل بن محمد: كل حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعه؟ قال: لا،
قال: " فالثلثين؟ قال: لا قال: فالنصف. قال: قال: فهو من النصف الذي
لم يسمع، وعند الدارقطني " يسلم عن/يمينه حتى يرى بياض خده، وعن
يساره حتى يرى بياض خده " (1) وقال: هذا إسناد صحيح، وقال أبو عمر
في الاستذكار: رواه الدراوردي عن مصعب عن إسماعيل بن محمد: " أن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة " (2) وقد أخطأ فيه إذ رواه
على غير ما رواه الناس، وهو وهم عند أهل العلم بالحديث وغلط.
حدثنا عليّ بن محمد ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي
إسحاق عن صلة بن زخر عن عمار بن ياسر قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يسلم عن يمينه، وعن يساره حتى يرى بياض خدَّه: السلام عليكم ورحمة
الله " (3) . هذا حديث إسناده صحيح، وقال الترمذي في كتاب العلل الكبير:
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح: عن أبي إسحاق عن حارثة بن
مضرب عن عمار فعله فلت له: فحديث أبي بكر بن عياش هذا؟ قال: كان
ذاك البائس يحيى الحماني يروى هذا عن أبي بكر بن عياش، والدارقطني،
والطبراني، ومحمد بن أبان الواسطي، وسعيد بن سليمان، والترمذي،
وفضالة بن الفضل عنه، والله تعالى أعلم، وكان في الأصل المنقول منه: صلة
عن عمار فكأنه جعل حذيفة اتباعا لما ذكره ابن عساكر ومن بعده، وكأنه غير
جيّد، وذلك أنّ الدارقطني ذكر هذا الحديث بعينه كما أسلفناه من حديث
فضالة في مسند عمار ولم يذكر حديث حذيفة، وكذا فعله الترمذي
__________
(1) إسناده صحيح. رواه الدارقطني: (1/356) .
(2) صحيح. رواه ابن ماجة (ح/919) ، والبيهقي (2/179) ، وإتحاف (3/84) ، والكنز
(22376) ، ومعاني (1/270) ، والعقيلي (3/272) ، والإرواء (2/34) .
وصححه الشيخ الألباني.
(3) تقدم ص 1551.

(1/1552)


والطوسي لما عدّه رواة حديث الباب ذكر عمارًا ولم يذكر حذيفة، والله تعالى
أعلم، وقد سبق ذكره عن البخاري، وممن نصّ عليه أيضًا أبو محمد بن حزم
وأبو عمر في الاستذكار وغيرهما، وممن ذكره أيضًا في مسند عمار الطبراني
في معجمه،/وابن منيع وغبرهما ممن لا يحصى كثرة.
حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة ثنا أبو بكر بن عياش بن إسحاق عن
يزيد بن أبي مريم عن أبي موسى قال: " صلى بنا علي يوم الجمل صلاة
ذكرنا صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإما أن نكون نسيناها، وإما أن نكون تركناها؛
يسلم عن يمينه وعن شماله " (1) . هذا حديث إسناده صحيح، وفي الباب
حديث أشعث بن شعبة عن المنهال بن خليفة عن الأزرق بن قيس قال:
صلى بنا أبو رمثة فقال: " شهدت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى ثم سلم عن يميه
وعن يساره حتى رأينا " (2) . وصحح حديثه، ذكره أبو القاسم في الأوسط،
وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي رمثة إلا بهذا الإسناد. تفرد به أشعث.
وحديث وائل بن حجر قال: " صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يسلِّم عن يمينه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى شماله: السلام عليكم ورحمه الله
وبركاته " (3) . رواه أبو داود بسند صحيح ". وحديث وائلة بن الأسقع: " أن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى " (4) . هذا وحديث
سهل بن سعد الساعدي: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم إذا فرغ من صلاته عن
يمينه وعن يساره " (5) . رواهما الشافعي من حديث إبراهيم بن محمد، وعنده
أيضًا ابنا الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن محمد بن يحيى بن حبان
عن عمه واسع قال مرة عن ابن عمرو مرة عن عبد الله بن زيد: " أن النبي
__________
(1) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/917) ، قْي الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات، إلا أن أبا
إسحاق كان يدلس، واختلط بآخر عمره.
وضعفه الشيخ الألباني. ضعيف ابن ماجة (ح/192) .
(2) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (2/146) ، وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط " وفيه منهال بن
خليفة ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان، ووثقه أبو حاتم، وقال البخاري: صالح الحديث.
(3) حسن. رواه أبو داود: (ح/997) .
(4) تقدْم في رواية مسلم المشار إليها
(5) راجع: الإرواء (2/29) .

(1/1553)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه وعن يساره " (1) . ولما ذكر أبو عمر حديث واسع
عن ابن عمر في الاستذكار قال: هذا إسناد مدني صحيح، وحديث جابر/بن
سمرة مرفوعا من عند مسلم مطولا، وفيه: " إنما يكفي أحدكم أن يضع يديه
على فخذيه، ثم يسلم على أخيه عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة
الله " (2) . وحديث البراء بن عازب ذكره وكيع عن حريث عن الشعبي عنه:
" أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم تسليمتين " (3) . رواه الدارقطني وعن ابن أبي داود:
ثنا عمرو بن علي ثنا عبد الله بن داود عن حريث وفيه كلام شديد. وحديث
أبي مالك الأشعري وقال: لأصلين بكم صلاة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره ثم سلَّم عن
يمينه وعن شماله. قال الطبراني: لم يروه عن قرة بن خالد- يعني: عن
بديل بن ميسرة- عن بشر بن حوشب عنه إلا عبد الأعلى. انفرد به عياش
الرقام.
__________
(1) المصدر السابق.
(2) صحيح. رواه مسلم في (الصلاة، ح/120) ، والشافعي (44) ، والكنز (19884) .
(3) صحيح. رواه الدارقطني (1/357) ، ومسلم في (المساجد، ح/117) ، والمجمع (2/
146) ، والقرطبي (1/263) .

(1/1554)


158- باب من يسلم تسليمة واحدة
حدثنا أبو مصعب المديني أحمد بن أبي بكر ثنا عبد المهيمن بن عباس بن
سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جدّه: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسلم
تسليمة واحدة تلقاء وجهه " (1) . هذا حديث إسناده ضعيف لضعف
عبد المهيمن المذكور قبل، وعند الدارقطني: " عن يمينه لا يزيد عليها " (2) .
حدثنا هشام بن عمار ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني ثنا زهير بن محمد
عن هشام عن أبيه عن عائشة: " أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم تسليمة
واحدة تلقاء وجهه " (3) . هذا حديث قال فيه الحاكم: صحيح على شرط
الشيخين، وقد روى وهب بن خالد عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن
عائشة: " إنها كانت تسلم تسليمة واحدة " /وذكر ابن خزيمة في صحيحه
حديث عائشة المرفوع بزيادة: " تميل إلى الشق الأيمن قليلا، والموقوف بزيادة لا
تلتفت عن يمينها ولا عن شمالها " (4) ، وذكر من حديث وهب أيضا عن
هشام عن أبيه: " كان يسلم واحدة السلام " وقال الترمذي: حديث عائشة لا
نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وقال محمد بن إسماعيل زهير بن محمد:
أهل الشام يروون عنه مناكير، ورواية أهل العراق أشبه، وقال أحمد بن حنبل:
كان زهير بن محمد الذي وقع عندهم ليس هو هذا الذي يروى عنه أهل
العراق كأنه رجل آخر قلبوا اسمه، وأصح الروايات عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسليمتين
في الصلاة وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ورأى
قوم من الصحابة وغيرهم تسليمة واحدة في المكتوبة قال الشافعي: إن شاء
__________
(1) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/918) . في الزوائد: قْي إسناده عبد المهيمن، قال فيه
البخاري: منكر الحديث.
(2) رواه الدارقطني: (1/359) .
(3) صحيح. رواه ابن ماجة (ح/919) . وصححه الشيخ الألباني.
(4) رواه الترمذي (ح /296) .
قال: وفي الباب عن سهل بن سعد.
وقال: وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.

(1/1555)


سلّم تسليمة واحدة، وإن شاء سلم تسليمتين، وبنحوه ذكره أبو علي الطوسي
في أحكامه، وقال ابن حزم: إما تسليمة واحدة فلا يصح فيها شيء عن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن الأخبار في ذلك إنّما هي من طريق محمد بن المفرح عن محمد بن
يونس، وكلاهما مجهول أو مرسل من طريق الحسن أو من طريق زهير بن
محمد وهو ضعيف أو من طريق ابن لهيعة وهو ساقط، وقال ابن أبي حاتم
في كتاب العلل عن أبيه: هذا حديث منكر إنّما هو عن عائشة موقوف، وقال
أبو عمر بن عبد البر: حديث عائشة لم يرفعه إلّا زهير بن محمد وحده،
وزهير ضعيف عند الجميع كثير الخطأ لا يحتج به، وذكر ليحيى بن معين هذا
الحديث فقال: عمر بن أبي سلمة وزهير ضعيفان لا حجة فيهما، وأقرّه على
هذا لم أبو محمد وأبو الحسن وابن المواق، وكأنه غير جيّد في موقعين:
الأول: قوله لم يرفعه غير زهير لما ذكر الحافظ ضياء الدين المقدسي في
باب من روى تسليمة واحدة عن عائشة: " قالت كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا
أوتر بسبع ولم يقعد إلا في الثامنة فيحمد الله يكبّره ثم ينهض، ولا يسلّم، ثم
يصلى التاسعة فيجلس فيذكر الله عز وجل ويدعو ويسلم تسليمة يسمعنا، ثم
يصلى ركعتين وهو جالس فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يقعد إلا
في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلى السابعة ثم يسلم تسليمة " (1) .
رواه الإِمام أحمد والنسائي وهذا لفظه وزاد أحمد " ثم يسلم تسليمة واحدة
السلام عليكم برفع ما صوته حتى يوقظنا " رواه النسائي عن إسماعيل بن
مسعود: ثنا خالد ثنا سعيد ثنا قتادة عن زرارة بن أوفي عن سعيد بن هشام
عنه.
الثاني: قوله وهو ضعيف عند الجميع كثير الخطاء لا يحتج به، ليس
كذلك لما ذكره الحاكم في تاريخ بلده، قال عيسى بن يونس: ثنا زهير بن
محمد وكان ثقة، وقال العجلي: لا بأس به، وذكره ابن حبان، وابن شاهِين
في الثقات، وقال عثمان بن سعيد الدارمي، وصالح ابن محمد: ثقة صدوق،
__________
(1) رواه أحمد (6/255) ، والنسائي (3/240) .

(1/1556)


وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال
موسى بن هارون: أرجو أنه صدوق.
حدثنا محمد بن الحارث المصري ثنا يحيى بن راشد عن يزيد مولى سلمة
عن سلمة بن الأكوع قال: " رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فسلم مرة
واحدة " (1) . هذا حديث إسناده صحيح، وإن كان يحيى بن راشد المازني
بصره البزار في نسخة البكاء قد مس فقد قال فيه البخاري في تاريخه/الكبير:
ثقة، وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة صاحب حديث، وذكره البستي في
الثقات، وخرج الحاكم حديثه- في مستدركه، وقال الدارقطني: صويلح يعتبر
به، وفي الباب حديث أنس بن مالك: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم تسليمة
واحدة " يعني: في الصلاة المكتوبة. رواه الحاكم في تاريخ بلده من جهة أبي
بكر بن أبي شيبة، ثنا يونس بن محمد ثنا جرير بن حازم عن أيوب عنه،
وقال أبو عمر في الاستذكار: حديث أنس لم يأت إلّا من طريق أيوب عن
أنس، ولم يسمع أيوب من أنس عندهم شيئًا. انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لما رواه
أبو القاسم في الأوسط بسند صحيح متصل على رسم البخاري من حديث
عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن
حميد عن أنس، وقال: لم يرفع هذا الحديث عن حميد إلا عبد الوهاب. تفرد
به الحجبي.
وحديث الحسن بن سمرة: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء
وجهه " (2) . ذكره أبو أحمد الجرجاني وردّه بروح ابن عطاء بن أبي ميمونة،
ورواه أيضًا الكجي في سننه عن الشاذكوني عن روح عن أبيه عنه وقال مهنأ:
سألت أبا عبد الله عن التسليم في الصلاة واحدة فقلت: أتعرف فيه شيئا عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: حديث حدثنى به سليمان بن داود الهاشمي عن إبراهيم بن
سعد عن إبراهيم بن شهاب عن عمه: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم واحدة ".
__________
(1) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/920) . وفي الزوائد: إسناده ضعيف؛ لضعف يحيى بن
راشد.
(2) قلت: وعلى ما ذكره المصنف يضعف الحديث.

(1/1557)


قلت: أكان هذا عد يعقوب عن أبيه؟ قال: لا، قال أبو عمر: فد روى من
مرسل الحسن: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر كانوا يسلمون تسليمة واحدة "
ذكره لم وكيع عن الربيع عنه، وروى عن عثمان وعلي وابن عمر وابن أبي
أوفي، وأنس بن مالك، وشقيق بن مسلمة، ويحيى بن وثاب وعمر بن عبد
العزيز،، وابن سيرين، والحسن، وأبي العالية، وسويد بن غفلة وأبي رجاء
وقيس بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير أنهم كانوا
يسلمون تسليمة واحدة، وقد اختلف عن أكثرهم فروى عنه التسليمتان كما
روينا الواحدة، والعمل المشهور بالمدينة التسليمة الواحدة وهو عمل توارثه أهل
المدينة كابر عن كابر، ومثله يصح به الاحتجاج بالعمل في كلّ بلد وكذلك
العمل بالكوفة مستفيض عندهم بالتسليمتين كما روينا أيضًا، وكل ما جرى
هذا المجرى فهو اختلاف في المباح، وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري
والأوزاعي: السلام ليس بغرض، قالوا: ويخرج من الصلاة ما شاء من الكلام
وغيره وهو قول النخعي، وقال مالك، والليث، والحسن بن صالح، والشافعي:
السلام فرض، وتركه يفسد الصلاة إّلا أن ابن حيي أوجب التسليمتين معًا،
وقال الطحاوي: لم يجد هذا القول عن غيره.
***

(1/1558)


159- باب رد السلام على الإمام
حدثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا أبو بكر الهذلي عن قتادة
عن الحسن عن سمرة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذا سلم الإِمام فردْوا عليه " (1) .
ثم قال: ثنا عبدة بن عبد الله ثنا على بن القاسم أنبأ همام عن قتادة بلفظ:
" أمرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نسلم على أئمتنا وأن يسلم بعضنا على بعض " (2) .
هذا حديث في سنده الأول ضعيفان: الأول: ابن عياش المذكور قبل، والثاني:
أبو بكر/الهذلي سلمى بن عبد الله بن سلمى، وسيأتي ذكره أيضَا، والإسناد
الثاني فيه وهم، وهو قوله علي بن القاسم كذا هو في أحوال ابن ماجة، وهو
رجل لم يوجد في شيء من التواريخ فيما رأيت، وصوابه الذي ذكره البزار في
مسنده: ثنا عمرو بن علي ثنا عبد الأعلى بن القاسم ثنا همام فذكره بلفظ:
" وأن نسلم بعضنا على بعض في المملاة "، وكذا ذكره النسائي وابن منبع
والعدني وغيرهم، فعلى هذا يكون السند صحيحا على ما ذكره ابن القطان
وغيره، لولا ما قيل في سماع الحسن من سمرة، فإن ابن سعد، وابن معين،
والنسائي، ويحيى بن سعيد القطان، وابن حبان، والبرديجي، والإِدريسي في
تاريخ سمرقند قالوا: لم نسمع منه شيئَا، ومنهم من قال: إلا حديث العقيقة،
وأمّا ابن المديني وغيره: فأثبتوا سماعه منه، فعلى هذا القول يكون حديث هذا
صحيح الإِسناد متصلا، والله تعالى أعلم. وكذلك اعتمد ابن خزيمة حيث
خرجه في صحيحه من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عنه،
وعند أبي داود بسند صحيح من حديث سليمان بن سمرة عن أبيه مرفوعا:
" ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم "
__________
(1) ضعيف. رواه ابن ماجه (ح/92) ، والطبراني (ح/262) ، وابن عدي في " الكامل " (3/
1171) ، والإرواء (ح/369) ، وضعيف أبي داود (ح/178) ، وضعيف ابن ماجة (ح/193) ،
والضعيفة (ح/2564) . وضعفه الشيخ الألباني.
(2) ضعيف. رواه ابن ماجه في السنن (ح/922) ، والألباني في ضعيف ابن ماجة (ح/194) .
وكذا ضعفه الشيخ الألباني.

(1/1559)


160- باب لا يخص الإِمام نفسه بالدعاء
حدثنا محمد بن المصفي الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا حبيب بن صالح
عن يزيد بن شريح عن أبي حيي المؤذن عن ثوبان قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا يؤم عبد فيخصّ نفسه بدعوة دونهم فإن فعل فقد خانهم " (1) . هذا
حديث سبق ذكره في كتاب الطهارة، وقال الترمذي: هو حديث حسن،
وقد روى هذا عن / معاوية بن صالح عن السفر بن نسر بن يزيد بن شريح عن
أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عن يزيد عن أبي هريرة وحديثه عن أبي
حيي أجود إسنادا وأشهر، والله تعالى أعلم.
__________
(1) ضعيف. رواه ابن ماجة (ج/923) ، وضعيف أبي داود (ح 11-12) ، وضعيف ابن ماجة
(ج/195) . قلت: وعلته بقية بن الوليد. وكذا ضعفه الشيخ الألباني.

(1/1560)


161- باب ما يقال بعد التسليم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية وثنا محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب ثنا عبد الواحد بن زياد قال: ثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن
الحارث عن عائشة قالت: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقعد إلا مقدار ما
يقول: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإِكرام " (1) .
هذا حديث خرجه مسلم في صحيحه، وقال أبو داود: سمعت أحمد يسئل
عن تفسير الحديث " لا يجلس بعد التسليم إلا قدر ما يقول أنت السلام
ومنك السلام " يعني: في مقعده حتى ينحرق. قال: لا أدري، وفي الأوسط:
" كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سلم من الصلاة قال: اللهم ... " (2) الحديث، وقال: لم
يروه عن المقدام بن شريح يعني عن أبيه عنها إلا قيس بن الربيع تفرد به
يحيى بن إسحاق السيلحيني، وفي موضع آخر من حديث قليب عن جسرة
بنت دجانة عنها " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في وتر كل صلاة: اللهم رب
جبريل، وميكائيل، وإسرافيل أعذني من حرِّ النار، وعذاب القبر " (3) . وقال: لم
يروه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قليب إلا الصباح بن محارب تفرد به
الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شبابة ثنا
شعبة عن موسى بن أبي عائشة/عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة أن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: اللهم إنى أسالك علمًا نافعًا،
ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا " (4) . هذا حديث خرجه النسائي من جهة موسى
عن مولاه لأم سلمة، وذكره عبد الله في كتاب العلل عن أبيه. ثنا وكيع ثنا
__________
(1) صحيح. رواه أبو داود (ح/5065) ، والترمذي (ح/410) ، وابن ماجة (ح/926) ،
والمشكاة (2406) ، والمنثور (3/65) ، والترغيب (1 لم 413) ، والكنز (3447) .
(2) بنحوه. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (2 لم 148) ، من حديث أبي أمامة، وعزاه
إلى الطبراني في " الكبير " وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك.
(3) رواه النسائي (8/278) ، والكنز (42955) ، والجوامع (9864) .
(4) رواه أحمد (6/294) ، وابن السني (108) ، والأذكار (70) ، وابن ماجة (ح/925) ،
الخطيب (4/39) ، والمجمع (10/182) .

(1/1561)


سفيان عن موسى، وفي مسند أحمد عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سألت له فاطمة
الرضى قال: " إذا صليت الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد يحيى ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء فدير، عشر
مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإن كلّ واحدة
منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات وكل واحدة منهن لعتق رقبة
من ولد إسماعيل، ولا يجد لذنب كسب ذلك اليوم أن يكتبه إلّا أن يكون
الشرك وهو كشرك ما بين أن تقوله عشية من كل شيطان ومن كل سوء " (1) .
حدثنا أبو كريب ثنا إسماعيل ابن علية ومحمد بن فضيل، وأبو يحيى التيمي،
وابن الأجلح عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما
يسير من العمل هما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشر، ويكبر عشرًا،
ويحمده عشرًا، فرأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعقدها بيده فذلك خمسون ومائة
باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد، وكبَّر
مائة فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم ألفي
وخمسمائة سيئة قالوا: وكيف لا يحصيها، قال: يأتي أحدكم الشيطان/وهو
في الصلاة فيقول: اذكر كذا حتى ينفك العبد لا يغفل، ويأتيه وهو في
مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام " (2) . هذا حديث قال فيه الترمذي
والطوسي: حسن صحيح، وزعم النووي- رحمه الله تعالى- في كتاب
الأذكار وأن أيوب السختياني أشار إلى صحته (2) ، وخرجه ابن حبان في
صحيحه عن أبي يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا جرير وابن علية عن عطاء به، وقال
__________
(1) صحيح. رواه مسلم (414) ، والنسائي (3/69) ، وأحمد (5/275، 279، 6/
235،184،62) ، وابن ماجة (ح/928،924) ، والبيهقي (2/183، 5/ 73) ، وابن عساكر في
" التاريخ " (6/292) ، وعبد الرزاق (3197) ، والبخاري في " الأدب المفرد " (2348) ، وابن
كثير (7/486) ، والبغوي (7/14) ، والمجمع (10/102) ، والمطالب (482) ، وابن السني
(107، 144) ، والفتح (2/336، 11/331) ، والمشكاة (960، 961) ، وابن خزيمة (737) ،
وإتحاف (5/97) ، والكلم (106) ، والكنز (4968، 4969، 4981) ، وشرح السنة (3/224) ،
وأذكار (67) ، وابن أبي شيبة (2/3031،30، 1/2320) ، وصفة الصفوة (36، 135) .
(2) تقدم. (3) قوله: " صحته " غير واضحة " بالأصل "، وكذا أثبتناه.

(1/1562)


الحاكم: وأغفل أبو القاسم بن عساكر، ومن بعده من أصحاب الأطراف عزواه
إلى ابن ماجة إنما عزواه إلى أبي داود والنسائي والترمذي وهو في جمع أصول
ابن ماجة كما سبق، والله تعالى أعلم. حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا
سفيان بن عيينة عن بشر بن عاصم عن أبيه عن أبي ذر قال: قيل للنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وربما فال سفيان-: " قلت يا رسول الله ذهب أهل الأموال والد ثور
بالأجر، يقولون كما نقول وينفقون ولا ننفق قال: ألا أخبركم بأمر إذا
فعلتموه أدركتم من قبلكم وفُتم من بعدكم تحمدون الله في دبر كل صلاة،
وتسبحوا، وتكبروا ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين " (1) قال سفيان:
لا أدرى انتهى أربع هذا حديث خرجه ابن خزيمة في صحيحه، وسيأتي له
أصل في الصحيحين عند الترمذي وقال: حسن غريب: " من قال دبر صلاة
الفجر وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له
الملك وله الحمد يحصي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب له
عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه
ذلك كلّه في حرز من كل مكروه وحرز من الشيطان، ولا ينبغي للذنب أن
يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله " (2) . وخرجه في الأوسط/من حديث
أبي هريرة عن أبي ذر. حدثنا هشام بن عمار ثنا عبد الحميد بن حبيب ثنا
الأوزاعي حدثنى شداد أبو عمار ثنا أبو أسماء الرحبي حدثني ثوبان: " أن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ثم يقول:
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " (3) . هذا
__________
(1) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري في (الأذان، باب " 155 "، والدعوات، باب
" 17 ") ، ومسلم في (المساجد، ح/143، والزكاة، ح/53) ، وأبو داود في (الوتر، باب
" 34 ") ، والدارمي (ح/1353) ، وابن ماجة (ح/927) ، وأحمد (2/238، 15/67، 168) .
غريبة: قوله: " الدثور " أي: الأموال الكثيرة.
(2) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري في (بدأ الخلق، باب " 11 ") ، ومسلم في (الذكر،
ح/28) ، والترمذي في (الدعوات، باب " 59، 62 ") ، وابن ماجة في (الدعاء، باب " 14 ") ،
ومالك في (القرآن، ح/20) ، وأحمد (2/302، 375، 4/237) .
(3) صحيح. رواه مسلم (414) ، والنسائي (3/69) ، وأحمد (5/275، 279، 6/62، 184، 235) ،

(1/1563)


حديث خرجه مسلم في صحيحه، زاد ابن خزيمة في صحيحه قال عمرو بن
هاشم الصيرفي عن الأوزاعي: يقال هذا الدعاء قبل السلام قال: أتيت ابن
خزيمة، فإن كان عمرو بن هاشم ومحمد بن ميمون لم يغلطا في هذه اللفظة،
أعني قوله قبل السلام، فإن هذا الباب يردّ إلى باب الاستغفار قبل السلام
ولفظه: " كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته ". وفي الباب حديث
محمد بن حمير حدثنى محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول:
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد دبر كل صلاة
مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " (1) . قال الطبراني في المعجم
الكبير: تفرد به بن حمير، يعني: المخرج حديثه في صحيح البخاري، وكذا
قاله الدارقطني في العاشر من فوائده (2) . وفي قولهما نظر، وذلك أن ابن السني
رواه من حديث إسماعيل بن عياش عن داود بن إبراهيم الذهلي عن أبي
أمامة، وعند أبي نعيم الحافظ زيادة: " وكان الربّ الذي يتولى قبض روحه،
وكان بمنزلة من قاتل عن أنبياء الله حتى يستشهد ". وحديث المغيرة بن شعبة
مرفوعا: " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة ما بينه وبن أن يدخل الجنة إلا
أن يموت " (3) . ذكره أبو نعيم الحافظ في كتاب الحلية، وقال: غريب/من
حديث محمد بن كعب القرظي عن المغيرة تفرد به هاشم بن هاشم عن عمر
عن محمد، وما كتبناه غالبًا إلّا من حديث مكي. وحديث علي بن أبي
طالب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وآيتين
__________
وابن ماجة (ح/924، 928) ، والبيهقي (2/183، 5/73) ، وابن عساكر في " التاريخ "
(6/292) ، وعبد الرزاق (3197) ، والبخاري في " الاً دب المفرد " (2348) ، وابن كثير (7/
468) ، والبغوي (7/14) ، والمجمع (10/102) ، والمطالب (482) ، وابن السني (107، 144) ،
والفتح (2/336، 11 / 133) ، والمشكاة (960، 961) ، وابن خزيمة (737) ، وإتحاف (5/97) ،
والكلم (106) ، والكنز (4968، 4969، 4981، 4982) ، وشرح السنة (3/224) ، وأذكار
(67) ، وابن أبي شيبة (2/3031،30، 1/2320) ، وصفة (36، 135) .
(1) موضوع. المنثور (6/412) ، والكنز (2572) ، والطبراني في " الكبير " (8/134) .
والمجمع (2/148) ، وعزاه إليه وإسناده حسن. انظر الموضوعات (1/243) .
(2) قوله: " فوائده " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.
(3) تقدم في الحاشية رقم (1) السابقة.

(1/1564)


من آل عمران قال الله تعالى في حقهن: لا يقرأهن أحد من عبادي دبر كل
صلاة إلّا جعلت الجنة مثواه " (1) . رويناه في جزأ ابن عبد كونه عن محمد بن
أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا محمد بن أبي الأزهري
ثنا الحارث بن عمر ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عنه، ورواه الحاكم
في تاريخ بلده من حديث نهشل بن سعيد عن أبي حبة عن عليّ، ورواه
الطبراني في الأوسط من حديث حسن بن حسن عن أبيه عن جدّه بمعناه.
وحديث أنس بن مالك وجابر أنهما قالا: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أوحى الله
تبارك وتعالى إلى موسى- صل! الله عليه وآله وسلم- من داوم على قراءة آية
الكرسي دبر كل صلاة أعطيه أجر المتقين وأعمال الصديقين " (2) . رواه الثعلبي
من حديث محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن أبي مالك عن الحوشبي
عنهما. وحديث عبد أدله بن عمرو بن العاص عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه رواه
أيضَا من حديث ابن لهيعة عن أبيِ سئل عنه. وحديث جابر بن عبد الله قال
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاث ما جاء بهن مع الإِيمان دخل من أيِّ أبوِاب الجنة
شاء، وزوِّج من الحور العين حيث شاء من عفا عن واثلة، وأدَّى دينَا
خفيًا ... " (3) ./رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث عمر بن نبهان
وفيه كلام، وعند أبي نعيم الحافظ من حديث العزرمي عن أبي يزيد مولى
جابر عنه: " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة أعطى قلوب
الشاكرين، وأعمال الصديقين، وبسط الله عليه عنه برحمته ولم يمنعه من
__________
(1) موضوع. أصفهان (1/354) ، والموضوعات (1/245) .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع تفرد به الحارث بن عمير. قال أبو حاتم بن حبان.
كان الحارث ممن يروى عن الأثبات الموضوعات. روى هذا الحديث ولا أصل له. وقال أبو
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: الحارث كذاب ولا أصل لهذا الحديث.
قال ابن الجوزي: كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا فاستعملته نحوا- من ثلاثين
سنة لحسن ظني بالرواة فلما علمت اَنه موضوع تركته فقال لي قائل: أليس هو استعمال خير
قلت: استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن الشريعة.
(2) بنحوه. رواه الخطيب (3/245) ، والمجمع (7/97) ، وعزاه إلى الطبراني في " الصغير "
وفيه سعيد بن موسى الأزدي وهو كذاب.
(3) بياض " بالأصل ".

(1/1565)


دخول الجنة إلّا الموت " (1) . وحديث عقبة بن عامر قال: " أمرني رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة " (2) . قال الترمذي: حديث حسن
غريب، وخرجه ابن حبان في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة بلفظ: قال رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقرؤا المعوذات في دبر كل صلاة " (3) والحاكم (4) وقال: صحيح
على شرط مسلم، وفي تاريخ أبي زرعة الدمشقي الكبير قلت لأحمد بن
صالح فإنّ سفيان الثوري يحدث عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن
جبير عن أبيه عن عقبة بن عامر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قراءة قل أعوذ برب الفلق،
قال: ليس هذا من حديث معاوية عن عبد الرحمن إنّما روى هذا معاوية عن
العلاء بن الحارث عن القاسم عن عقبة، قال أبو زرعة: وهاتان الروايتان
عندي صحيحتان لهما جميعا أصل بالشام عن جبير بن نفير عن عقبة عن
القاسم عن عقبة. وحديث أبي موسى الأشعري قال: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا
صلى الصبح رفع صوته حتى يسمع أصحابه يقول: اللهم أصلح لي ديني
الذي جعلته لي عصمة ثلاث مرات، اللهم أصلح لي دنياي الذي جعلت منها
معاشي، اللهم أصلح لي آخرتي الذي جعلت إليها مرجعي اللهم أعوذ برضاك/
من سخطك، اللهم أعوذ بعفوك من عقوبتك اللهم إنى أعوذ بك منك ثلاث
مرات في محلها، اللهم لا مانع لما أعطبت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا
الجدّ منك الجدّ " (5) . ذكره أبو القاسم في الأوسط وقال: لم يروه عن أبي
__________
(1) الموضوعات: (1/244) . قال ابن الجوزي: وهذا طريق فيه مجاهيل.
(2) حسن. رواه الترمذي (ح/2903) ، وأبو داود (ح/1523) ، والنسائي في (السهو، باب
الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة) ، واحمد (4/155، 201، 204) ، والمشكاة
(969) ، والطبراني (17/294) .
(3) صحيح. رواة ابن خزيمة (755) ، وابن حبان (2347) ، والكنز (3477) ، والطبراني
(17/295) ، والصحيحة (645) . وكذا صححه الشيخ الألباني.
(4) رواه الحاكم: (1/253) .
(5) صحيح. رواه أبو داود (ح/1433) ، والترمذي (ح/3566) ، وابن ماجة (ح /1179،
3841) والنسائي (3/249) والبخاري في الكبير " (8/195) ، والمغني عن حمل الأسفار (1/
330) ، وابن حبان (541) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (509،124) ، وأذكار (83) ،
والكلم (96) ، والكنز (3652، 5116، 21885) ، وابن حبان (541)

(1/1566)


بردة- يعني: عن أبيه- إلا إسحاق بق يحيى بن طلحة تفرد به يزيد بن
عياض- وحديث زيد بن ثابت قال: " أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة
ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ونحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة، ونكبّر أربعًا وثلاثين تكبيرة
قال: فرأى رجل في المنام فقال: أمرتم بثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين
تحميدة، وأربع وثلاثين تكبيرة. قال: نعم قال: فلو جعلتم فيها التهليل
فجعلتموها خمسًا وعشرين فذكر ذلك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قد رأيتم فافعلوا أو
نحو ذلك " (1) . خرجه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد وابن خزيمة في
صحيحه وابن حبان. وحديث ابن عمر بمثله رواه النسائي. وحديث أبي بكرة
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه كان يقول في دبر الصلاة: اللهم إنِّي أعوذ بك من
الفقر، ومن عذاب القبر " (2) خرجه أيضًا، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وحديث ابن مسعود: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سلم في الصلاة لا يجلس
إلّا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال
والإِكرام " (3) . خرجه ابن خزيمة في صحيحه. وحديث عبد الله بن عبد الله بن
الزبير رضى الله تعالى عنهما: " أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك ولهَ الحمد، وهو على كل شيء قدير،
__________
وابن خزيمة (655، 671) ، وإتحاف (2/ 71، 3/ 75، 5/96،998، 108) ، والمشكاة
(1276،893) ، وصفة (186) ، ومعاني (1/234) ، وابن أبي شيبة (6/ 306، 10/386) .
(1) رواه الحاكم في " المستدرك ": (1/540) .
(2) رواه النسائي (8/261) ، وأحمد (2/305، 325، 354) ، والحاكم (1/540) ، والبيهقي
(7/12) ، والمشكاة (2467) ، وابن حبان (2443) ، والبخاري في " الكبير " (9/50) ، والجوامع
(9907، 9908) ، والكنز (3746،3688) .
(3) صحيح. رواه ابن خزيمة (737) ، ومسلم (414) ، والنسائي (3/69) ، وأحمد (5/
275، 279، 6/ 62، 184، 235) ، وابن ماجة (928،924) ، والبيهقي (2/183، 5/73) ،
والشفع (1022) ، وابن عساكر في " التاريخ " (6/292) ، والبخاري في " الأدب المفرد "
(2348) ، وابن كثير (7/486) ، والبغوي (7/14) ، والمجمع (10/102) ، والمطالب (482) ،
وابن السني (107، 144) ، والفتح (2/336، 11/133) ، والمشكاة (960، 961) ، والكلم
(106) ، والكنز (4969،4968، 4981) ، وأذكار (67) ، وابن أبي شيبة (303،1/302، 10/
232) ، وصفة (135،36) .

(1/1567)


ولا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلّا إياه، له النعمة/والفضل،
وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، ويقول:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يهلل بهن دبر كل صلاة " رواه مسلم (1) وعند ابن
خزيمة: " إذا سلم في دبر الصلاة يقول: لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه، أهل
النعمة والفضل والثناء الحسن " (2) الحديث. وحديث أبي أيوب قال: " ما
صليت وراء نبيكم إلا سمعته حين ينصرف يقول: اللهم اغفر لي خطاياي
وذنوبي كلها، اللهم انعتني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق أنه لا
يهدي لصالحها ولا يصرف سببها إلا أنت " (3) قال الطبراني في الأوسط: لا
يروى عن أبي أيوب إلا هذا الإسناد، تفرد به محمد بن الصلت يعني عمر بن
مسكين عن نافع عن ابن عمر عنه. وحديث أبي هريرة من عند الشيخين
قال: جاء الفقراء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال
بدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم، ولهم
فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون قال: " لا
أعدتكم بشيء أن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد يعدكم
وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون
خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين ... " (4) . الحديث، وعند البخاري: " تسبحون
في دبر كل صلاة عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا "، وعند مسلم: " من
سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثًا
وثلاثين فذلك تسعة وتسعون ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه/وإن كانت
__________
(1) صحيح. رواه مسلم في (المساجد، ح/139، 140) ،.
(2) رواه ابن خزيمة: (740) ،.
(3) حسن، وإسناده ضعيف. الكنز (3667) ، وابن السني (113) ، عبيد الله بن زحر منكر
الحديث. وعلي بن زيد ضعيف، والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (1277) .
(4) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (1/213) ، ومسلم في (المساجد، ح/142، 143) ،
والبيهقي (2/186) ، وأذكار (67) ، والترغيب (2/450) ، وابن كثير (7/387، 8/51) .

(1/1568)


مثل زبد البحر " (1) . وحديث ورّاد كاتب الغيرة بن شعبة في كتاب أبي
معاوية أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا
مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " (2) خرجاه
أيضًا. وحديث سعيد بن أبي وقاص أنه كان يعلم بينه هؤلاء الكلمات كما
يعلم المعلم الغلمان الكتابة، ويقول: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ بهن دبر
الصلاة: " اللهم إنى أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من
أن أردّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب
القبر " (3) . رواه البخاري، وفي اليوم والليلة للنسائي: " ما يمنع أحدكم أن
يسبح دبر كل صلاة عشرًا ويحمد عشرًا، ويكبّر عشرًا، فذلك في خمس
صلوات خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان ". وحديث
كعب بن عجرة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " معقبات لا يحنث قائلهن أو
فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة،
وأربع وثلاثون تكبيرة " (4) . رواه مسلم. وحدسا علي بن أبي طالب: كان
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا فرغ من صلاته قال: َ " اللهم اغفر لي ما قدمت وما
__________
(1) صحيح. رواه البخاري (8/89) ، والفتح (11 / 132، 133) ، والبيهقي (2/186) .
(2) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (1/ 214، 8/ 157) ، ومسلم في (المساجد، ح/
137، 138) ، والترمذي (ح/229) ، وأبو داود في (الدعاء، باب " 3 ") ، والنسائي في (السهو،
باب " 85، 86 ") ، وأحمد (4/93، 97،95، 101، 247،245، 250، 254، 255) ، وابن السني
(124) ، وابن حبان (541) ، ومشكل (2/279) ، والبغوي (5/297) ، والحميدي (762) ،
وصفة (77) ، والطبراني (19/340، 393) ، والإرواء (2/65) .
(3) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (8/97، 98، 103) ، ومسلم (2080) ، والنسائي (8/
256، 266، 271، 272) ، وأبو داود (ح/3972) ، وأحمد (1/183، 4/371) ، وإتحاف (5/
8/93،182) ، والكنز (3747، 95،503971) ، والغني عن حمل الأسفار (3/247، 4/
324) ، والقرطبي (12/12) ، والجوامع (9712) ، وابن حبان (2445) .
(4) صحيح. رواه مسلم في (المساجد، ح/145،144) ، والبيهقي (2/187) ، وشرح السنة
(231) ، الخطيب في " التاريخ " (6/112) ، والصحيحة (102) .

(1/1569)


أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت
المقدّم وأنت المؤخرّ لا إله إلّا أنت " (1) . وقال أبو صالح: " لا إله إلا أنت "
رواه ابن خزيمة هكذا وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد أسلفنا من عند
مسلم أن النبي/صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول بين التشهد والتسليم. وحديث زيد بن أرقم
قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول دبر كل صلاة: " اللهم ربنا ورب كل شيء
شهيد إنك أنت الرب وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء إنا
شهيد أن العباد كلهم أخوة، اللهم ربنا ورب كل شيء اجعل لي مخلصًا لك
وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام أسمع واستجب،
الله أكبر الأكبر الله نور السموات والأرض الله أكبر الأَكبر حسبي الله ونعم
الوكيل الله أكبر الأكبر " (2) . خرجه أبو داود وفي سنده: داود الطحاوي وفيه
كلام، وقال الدارقطني: تفرد به معتمر بن سليمان عن داود عن أبي مسلم
البجلي عن زيد. وحديث ابن عباس قال: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو: رب
اعنّي، ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي، وأمكرني ولا تمكر علي،
واهدني ويسر هداي إلي وانصرني على من يعني علي، اللهم اجعلني لك
شاكرا ذاكرا لك راهبًا لك مطواعًا إليك محننًا أو منيبًا، ربّ تقبَل توبتي،
واغسل حوجتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدّد لساني،
وأسألك سخيمة قلبي " (3) . رواه أبو داود وخرجه في باب ما يقول الرجل إذا
__________
(1) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (8/105) ، ومسلم (536) ، والترمذي (ح/
1514،757) ، وأحمد (1/94، 95، 102، 103، 2/ 291، 514، 526) ، والبيهقي (2/
32، 185) ، وشرح السنة (3/35) ، والجوامع (9825، 9932) ، والكلم (102) ، والقرطبي
(25/233) ، والكنز (3620، 3791) ، والمشكاة (29817) ، وإتحاف (3/ 81، 5/
58، 77، 165) ، والمجمع (10/172) ، والشفاء (2/355) ، وابن خزيمة (743) ، والدارقطني
(1/297) .
(2) ضعيف. رواه أبو داود في (الدعاء، باب " 3 " وأحمد) ، (4/369) ، وابن السني
(111) ، والمنثور (4715) ، وإتحاف (2/94، 5/98) ، والفتح (11/133) ، وصفة (136) .
داود بن راشد الطفاوي ضعيف، لين الحديث.
صحيح. رواه أبو داود في (الوتر، باب " 25 ") .
(3) الكنز (3729) ، والترمذي في (الدعوات، باب " 102 ") .

(1/1570)


سلم الترمذي وقال حسن صحيح، وفي لفظ عنده، وقال فيه: حسن غريب
" جاء الفقراء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا يا رسول الله إن الأغنياء يصلون كما
نصلي ... ، فذكر الحديث ". وفيه قال: " فقولوا: سبحان الله ثلاثا وثلاثين
والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين ولا إله إلا الله عشرًا " (1) .
وحديث معاذ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيده وقال: " يا معاذ والله/إنى
لأحبك أوصيتك يا معاذ لا تدعو دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " (2) . رواه أبو خزيمة، وقال الحاكم: صحيح
على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وفي كتاب اليوم والليلة لأبي نعيم: " من
قال حين ينصرف من صلاة الغداة قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء
قدير، عشر مرات أعطي بهن سبع خصال، وكتب له بهن عشر حسنات
ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له من عشر درجات، وكن له عدل عشر
نسمات وكن له عصمة من الشيطان، وحرزا من المكروه ولم يلحقه في يومه
ذلك ذنب إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي
مثل ذلك في ليلة " (3) . وفي لفظ: " من قال بعد الفجر ثلاث مرات وبعد
العصر ثلاث مرات: استغفر الله الذي لا إله إلا هو، وأتوب إليه كفرت ذنوبه
وإن كانت مثل زبد البحر " (4) . وحديث أبي أمامة قال: قيل يا رسول الله:
__________
(1) له أكثر من مصدر سابق.
(2) صحيح. رواه أحمد (247،5/245) ، وأبو داود (ح/1522) ، وابن أبي شيبة (10/
284، 427) ، والخفاء (1/212) ، والمجمع (10/172) ، والكنز (3457، 3865) ، والخطيب
(5/158) ، والترغيب (2/454) ، والفتح (11/133) ، وابن السني (115، 195) ، والمنثور (1/
152) ، وإتحاف (5/98، 9/48) ، وابن عساكر في " التاريخ " (4/353) ، ونسب الراية (2/
235) ، وشكر (53،13) ، والحاكم (3/273،1/273) . وقال الحاكم: صحيح على شرط
الشيخين ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7846) .
(3) حسن، وإسناده ضعيف. رواه النسائي في اليوم والليلة (126) ، وذكره المنذري في الترغيب (1/
305) ، وقال: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن واللفظ له، وذكره الهيثمي في " المجمع " (10/
112) ، وقال: رواه الطبراني من طريق عاصم بن منصور ولم أجد من وثقة ولا من ضعفه، وبقية رجاله
ثقات. وابن السني في " الأذكار " (ح/140) . وقال الحافظ ابن حجر: له شواهد
(4) إسناده ضعيف. رواه ابن السني (ح/126) عكرمة بن إبراهيم ضعيف

(1/1571)


أي الدعاء اسمع. قال: " جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات " (1)
رواه الترمذي، وقال: حسن، وعند أبي نعيم الحافظ من حديث القاسم عنه
قال: " ما يفوت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دبر صلاة مكتوبة، ولا تطوع إلا سمعته
يقول: اللهم اغفر لي خطاياي كلها، اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق
أنه لا يهدى لصالحها، ولا يصرف سيئها إلا أنت " (2) وفي معجم الطبراني:
" من قال في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك،
وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير مائة مرّة قبل أن
يثنى رجله كان يومئذ أفضل أهل الأرض، إلا ما قال مثل ما قال/أو زاد على
ما قال " (3) . وقال: لم يروه عن أبي غالب يعني عنه إلّا آدم بن الحكم، ولا
رواه عن آدم إلا عبد الصمد بن عبد الوارث. وحديث صهيب: أن رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا انصرف من صلاته: " اللهم أصلح لي ديني الذي
جعلته لي عصمة، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي، اللهم أعوذ
برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، اللهم لا مانع
لما أعطيت، ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " (4) . خرجه ابن
__________
(1) حسن. رواه أبو داود (ح/1277) ، والترمذي (ح/3499) ، وحسنه. والنسائي في
(المواقيت، باب " 38 ") ، وأحمد (4/112، 114، 235، 321، 385، 387) ، والبيهقي (2/
3،4/445) ، وعبد الرزاق (153) ، والتمهيد (4/53) ، والطبراني (1/94) ، والمجمع (1/
224، 2/ 225، 227، 4/ 343) ، وابن خزيمة (260) ، والكلم (113) ، والترغيب (2/489) .
(2) بنحوه. رواه النسائي في (الافتتاح، باب " 16 ") ، وإتحاف (3/43، 5/165، 7/323) ،
والمغني عن حمل الأسفار (1/3،50/351) ، والدارقطني (1/298) ، والطبراني (8/300) .
(3) تقدم. رواه الطبراني (8/336) ، وابن السني (139) ص 1563.
قلت: وهذا حديث حسن، وإسناده ضعيف.
(4) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (1/214، 8/157) ، ومسلم في (المساجد، ح/137، 138) ،
والترمذي (ح/229) ، وصححه. وأبو داود في (الدعاء، باب " 3 ") ، والنسائي في (السهو، باب
" 85، 86 ") ، وأحمد (4/93، 97،95، 101، 247،245، 250، 254، 255) ، وابن السني (ح/
124) ، وابن حبان (541) ، ومشكل (2/279) ، والبغوي (5/297) ، وإتحاف (5/131) ، وابن
كثير (3/240) ، والحميدي (762) ، وصفة (77) ، والطبراني (19/340، 393) .

(1/1572)


خزيمة وعند أبي نعيم الحافظ في كتاب عمل اليوم والليلة: " كان رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرك شفتيه بشيء إذا صلى الغداة. فقلنا: يا رسول الله تحرّك شفتيك
بعد صلاة الغداة، وكنت لا تفعله فقال: أقول اللهم بك أحاول، وبك
أطاول، وبك أقاتل " (1) . وحديث أبي بكرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان يقول في
دبر الصلاة: " اللهم إنى أعوذ من الكفر والفقر وعذاب القبر " (2) خرجه ابن
خزيمة في صحيحه، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وحديث أبي
الدرداء قيل: " يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدنيا والآخرة ". فذكر مثل
حديث أبي هريرة، قال البخاري: رواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي
صالح عه، وفي الأوسط من حديث ابن أبي علية عنه قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من
قال بعد صلاة الصبح، وهو ثاني رجله قبل أن يتكلَّم لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك، وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء
قدير عشر مرات كن له في يومه ذلك حرز من الشيطان ومن كل مكروه " (3) .
وقال: لم يروه عن إبراهيم بن أبي علية/إلّا هانىء بن عبد الرحمن وذريح بن
عطية تفرد به موسى بن محمد البلياوي. وحديث أبي سعيد الخدري قال:
" سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير مرة يقول في أثر صلاته عند انصرافه: سبحان
ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب
العالمين " (4) . رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن هشيم عن أبي هارون عنه،
وعند أبي نعيم الحافظ: " لا يجلس بعد أن ينصرف من الصلاة إلا قدر ما
__________
(1) رواه ابن أبي شيبة: (10/350) .
(2) حسن، إسناده لا بأس به. رواه للنسائي (8/267) ، وأحمد (39،5/36، 42، 44) ،
والحاكم في " المستدرك " (1/35، 252) ، وابن السني (67، 109) ، وابن حبان (2438) ،
والمغني عن حمل الأسفار (1/325) ، وإتحاف (4/ 351، 5/ 76، 85، 98، 8/ 52، 9/ 271 س) ،
والفتح (11/133) ، والكنز (3642، 16687) ، والميزان (5581) ، والمشكاة (2481) ،
والجوامع (9863) ، وابن خزيمة (747) ، وأذكار (69) ، وابن أبي شيبة (3/374، 10/190) .
(3) الترغيب (1/306) ، والكنز (3517، 3530، 3535) ، والمجمع (11/080) ، وعزاه إلى
الطبراني في " الكبير " و" الأوسط " ورجال الأوسط ثقات.
(4) إسناده ضعيف جدا. المجمع (2/147، 10/103) ، والطبراني (11/115) ، وابن أبي شيبة
(1/303) ، وابن السني (116) ، وأذكار (69) ، والكنز (3481، 3482، 17897) .

(1/1573)


يقول ... ". الحديث. وحديث مسلم بن الحارث قال: أمرني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: " إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النّار سبع
مرات فإنك إن متا من يومك كتب لك جوار منها " (1) . رواه أبو نعيم
الحافظ من حديث هشام بن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم.
وحديث أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الصبح قال:
" مرحبًا بالنهار الجديد، واليوم السعيد، وبالكرام الكاتبين يحصون أعمالنا،
ويكتبون كلامنا كتاب بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أشهدك، وأشهد
ملائكتك، وحملة عرشك، ورسلك وجميع خلقك بأتي أشهد أنّك الله لا إله
إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأشهد أن كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار
أرضك باطل لا إله إلا الله له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت
بيده الخير وهو على كل شيء قدير ... " (2) . الحديث بطوله رواه أبو نعيم
الحافظ من حديث طريف بن سليمان وفيه كلام، ومن حديث زيد العمي:
" كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ/إذا قضى صلاته مسح جبينه بيده اليمنى، ثم يقول: بسم
الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم اذهب عني الغم والحزن " (3) ،
ومن حديث أبي الزهراء خادم أنس عنه: " من قال حين ينصرف من صلاته:
سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله ثلاث مرات قام مغفورا
له " (4) ، ومن حديث أبي المحجل عن ابن أخي أنس عنه قال: كان مقامي
بين كتفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان إذا سلم قال: " اللهم اجعل خير عمري آخره
اللهم اجعل خواتيم عملي رضوانك، اللهم اجعل خير أيّامي يوم لقاك " قال:
وكان مقامي بين كتفي أبي بكر وعمر فكانا إذا سلما قالاها (5) ، ومن حديث
__________
(1) ضعيف. رواه أبو داود (ح/5079) ، والمشكاة (3396) ، والكنز (3533) .
قلت: وعلته إسحاق بن إبراهيم أبو النضر.
(2) ضعيف. المنثور (4/346) ، والكنز (4947) ، والخطيب (3/48) ، وابن عساكر في
" التاريخ " (4/255) .
(3) الكنز: (17915) .
(4) إتحاف (5/131) ، وابن السني (126) .
(5) إسناده ضعيف. كشف الخفاء (2154) ، وابن السني (118) ، والأذكار للنووي (69) ،
والمجمع (10/110) ، وقال: رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف.

(1/1574)


إبان بن أبي عامر عنه عند أبي القاسم في الأوسط: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوا
في دبر الصلوات اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع،
ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، اللهم إني أعوذ بك من أولئك الأربع " (1)
وفي موضع آخر: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قضى صلاته وسلَّم مسح جبهته
اليمنى ثم يقول: بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللهم اذهب
عنى الغم والحزن " (2) . وقال: لم يروه عن معاوية عن قره عن أنس إلا زيد
العمى تفرد به سلام الطويل. وحديث مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه
أبي مستحقة بن ربعي عن أبي زمل قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى
الصبح وهو ثاني رجله قال: " سبحان الله وبحمده واستغفر الله إن الله كان
توابا سبعين مرة، ثم يقول: سبعين بسبعمائة " (3) . وحديث سعيد بن راشد عن
الحسن بن ذكوان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ/: " من استغفر الله في دبر كلّ صلاة ثلاث مرات فقال: استغفر الله
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت له ذنوبه وإن كان مرّ من
الزحف " (4) . وحديث إسرائيل عن أبي سنان عن الأحوص عن أبي مسعود
قال: قَال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي
__________
(1) صحيح. رواه مسلم (2088) ، والنسائي (8/284) ، وابن ماجة (ح/250) ، وأحمد (3/
383،255) ، والحاكم (4/53301،1) ، وابن حبان (2440) ، والمغني عن حمل الأسفار (1/
325) ، والمجمع (1/1430) ، والكنز (3609، 366، 5105، 5113) ، والمسير (1/144) ،
والجوامع (9698، 10038) ، وإتحاف (5 / 83، 78) ، وابن عساكر في " التاريخ " (4/387) ،
والترغيب (1/124، 2/541) ، وابن أبي شيبة (10/، 186، 187، 188) ، والتمهيد (6/491) ،
والطبراني (1/531) ، وابن عدي في " الكامل " (2/680، 5/2782) .
(2) ضعيف جدا. رواه الطبراني في " الأوسط " (ص 451- زوائده نسخة الحرم المكي) ،
والخطيب (12/480) ، عن كثير بن سليم أبي سلمة. ورواه ابن السني (ح/110) ، وأبو نعيم
في الحلية (2/301) ، من طريق آخر وهو من هذا الطريق موضوع.
(3) المنثور (6/408) ، وابن كثير (7/494) ، والمجمع (7/183) ، وعزاه إلى الطبراني، وفيه:
سليمان بن عطاء القرشي وهو ضعيف.
(4) إسناده ضعيف. رواه ابن السني (ح/137) . وعمرو بن الحصين الذي في إسناده: متروك.

(1/1575)


القيوم وأتوب إليه ثلاثا غفرت ذنوبه، وإن كان فز من الزحف " (1) . ذكرها أبو
نعيم الحافظ، وفي لفظ عند غيره: " من قال بعد كل صلاة " (2) . وحديث
عبد الله بن عمرو بن العاص سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " خصلتان لا يحافظ
عليهما عبد في يوم وليلة إلا أدخله الله الجنة، وهما قليل يسير: يسبح العبد
في دبر كل صلاة عشرًا ويحمد عشرًا، ويهلل عشرًا ... " (3) الحديث. ذكره
أبو القاسم في الأوسط من حديث عطاء بن السائب عن أبيه عنه، وقال: لم
بروه عن زياد بن سعد عن أبان عن عطاء إلا زمعة تفرد به أبو قرة موسى بن
طارق. وحديث عبد الله بن مسعود قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى
أقبل علينا بوجهه كالقمر ليلة البدر ويقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز،
والكسل، والهرم، والذل، والصغار، والفواحش ما ظهر منها وما بطن " (4) .
رواه أبو نعيم بسند صحيح من حديث يحيى بن عمر الفراء. أنبأ أبو الأحوص
عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عنه. وحديث ابن عمر: أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
لضبيعة فذكر حديثا فيه، ويقول حين يصلي الفجر: " سبحان الله العظيم
وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثلاث مرات يدفع الله عنك أربع: ثلاثا
عظام من البرص، والجنون، والعمان، والجزام، والفالج " (5) . الحديث رواه أيضًا
بسند فيه زفر بن سليمان وهو ضعيف. غريبه: الدثور جمع دثر/، وهو المال
الكثير ولا يُمَنى ولا يجمع وقيل بكسر الدال والباء الموحدة، والدثر يعني بفتح
__________
(1) رواه ابن سعد في " الطبقات ": (7/46) .
(2) جامع المسانيد: (2/603) .
(3) حسن. رواه أبو داود (ح/5065) ، والمشكاة (2406) ، والمنثور (3/65) ، والترغيب (1/
413) ، والكنز (3447) .
(4) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (4/28، 8/98) ، ومسلم (2079) ، والترمذي (ح/
3572) ، وأحمد (3/ 113، 117، 208، 214، 4/ 371) ، وأبو داود (ح/1545) ، والحاكم في
" المستدرك " (1/530) ، والطبراني في " الصغير " (1/114) ، والمشكاة (2460) والجوامع
(9707، 9752، 10018) ، وابن أبي شيبة (3/374، 10/ 186) ، والطبراني (5/ 227، 228) ،
وشرح السنة (5/157، 159) ، والأذكار (345) ، والتمهيد (6/66) ، والإرواء (3/357) .
(5) إسناده ضعيف. رواه ابن السني: (ح/133) . ورواه أحمد (5/60) ، وفيه رجل لم يسم،
وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/114) ، وقال: رواه الطبراني وفيه نافع ابن هرمز
وهو ضعيف.

(1/1576)


الدال وهو المال الكثير الذي لا يحصى كنزه فقال: مال دثر، ومالان دثر
وأموال دثر، وهذا لا أعرف، وقد كسر على دثور، وحكى أبو عمر المطرز أن
الدثر بالثاء يثنى ويجمع، وزعم بن قرقول: أنه وقع في رواية المروزي أهل
الدثور وهو تصحيف.

(1/1577)