عمدة القاري شرح
صحيح البخاري 97 - (كِتابُ التَّوْحِيدِ)
أَي: هَذَا كتاب فِي بَيَان إِثْبَات الوحدانية لله
تَعَالَى بِالدَّلِيلِ، وَإِنَّمَا قُلْنَا: بِالدَّلِيلِ،
لِأَن الله عز وَجل وَاحِد أزلاً وأبداً قبل وجود
الْمُوَحِّدين وبعدهم، وَكَذَا وَقعت التَّرْجَمَة للنسفي،
وَعَلِيهِ اقْتصر الْأَكْثَرُونَ عَن الْفربرِي، وَفِي
رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي: كتاب التَّوْحِيد وَالرَّدّ على
الْجَهْمِية وَغَيرهم، وَوَقع لِابْنِ بطال وَابْن
التِّين: كتاب رد الْجَهْمِية وَغَيرهم التَّوْحِيد،
وَقَالَ بَعضهم: وضبطوا التَّوْحِيد بِالنّصب على
المفعولية، وَظَاهره معترض لِأَن الْجَهْمِية وَغَيرهم من
المبتدعة لم يردوا التَّوْحِيد وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي
تَفْسِيره. انْتهى. قلت: لَا اعْتِرَاض عَلَيْهِ فَإِن من
الْجَهْمِية طَائِفَة يردون التَّوْحِيد وهم طوائف ينتسبون
إِلَى جهم بن صَفْوَان من أهل الْكُوفَة، وَعَن ابْن
الْمُبَارك: إِنَّا لنحكي كَلَام الْيَهُود وَالنَّصَارَى
ونستعظم أَن نحكي قَول جهم، وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَفِي
بعض النّسخ: كتاب التَّوْحِيد ورد الْجَهْمِية،
بِالْإِضَافَة، إِلَى الْمَفْعُول، وَلم تثبت الْبَسْمَلَة
قبل لفظ: الْكتاب، إلاَّ لأبي ذَر.
1 - (بابُ مَا جاءَ فِي دُعاءِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ الله تَعَالَى)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا جَاءَ فِي دُعَاء
النَّبِي، أمته إِلَى تَوْحِيد الله تَعَالَى، وَهُوَ
الشَّهَادَة بِأَن الله إلاه وَاحِد، والتوحيد فِي الأَصْل
مصدر وحد يوحد، وَمعنى: وحدت الله: اعتقدته مُنْفَردا
بِذَاتِهِ وَصِفَاته لَا نَظِير لَهُ وَلَا شَبيه، وَقيل:
التَّوْحِيد إِثْبَات ذَات غير مشبهة بالذوات وَلَا معطلة
عَن الصِّفَات.
7371 - حدّثنا أبُو عاصِمٍ، حدّثنا زَكَرِيَّاءُ بنُ
إسْحاقَ، عنْ يَحْياى بنِ عَبْدِ الله بنِ صَيْفِيَ، عنْ
أبي مَعْبَدٍ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا،
أنَّ النبيَّ بَعَثَ مُعاذاً إِلَى اليَمَنِ.
7372 - وحدّثني عَبْدُ الله بنُ أبي الأسْوَدِ، حدّثنا
الفَضْلُ بنُ العَلاءِ، حدّثنا إسْماعِيلُ بنُ أُمَيَّةَ،
عنْ يَحْياى بنِ عَبْدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَيْفِيَ
أنّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ
يَقُولُ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ
النبيُّ مُعاذاً نَحْوَ اليَمَنِ قَالَ لهُ: إنّكَ
تَقْدَمُ عَلى قَوْمٍ مِنْ أهْلِ الكِتابِ فَلْيَكُنْ
أوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أنْ يُوَحِّدُوا الله
تَعَالَى، فَإِذا عَرَفُوا ذالِكَ فأخْبِرْهُمْ أنَّ الله
فَرَضَ عَلَيْهِمْ
(25/81)
خَمْسَ صَلَواتٍ فِي يَوْمِهِمْ
وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذا صَلَّوْا فأخْبِرْهُمْ أنَّ الله
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكاةَ أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ
غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلى فَقِيرِهِمْ، فَإِذا أقَرُّوا
بِذالِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وتَوقَّ كَرائِمَ أمْوالِ
النَّاسِ.
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: تدعوهم إِلَى أَن يوحدوا
الله تَعَالَى
وَأخرجه من طَرِيقين: أَحدهمَا: عَن أبي عَاصِم الضَّحَّاك
الْمَشْهُور بالنبيل، وَكَثِيرًا مَا يروي عَنهُ
البُخَارِيّ بالواسطة، وَهُوَ يروي عَن زَكَرِيَّا بن
إِسْحَاق الْمَكِّيّ عَن يحيى بن عبد الله بن صَيْفِي،
قَالَ الكلاباذي: هُوَ يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن
صَيْفِي مولى عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان الْمَكِّيّ
عَن أبي معبد بِفَتْح الْمِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة
واسْمه نَافِذ بالنُّون وَالْفَاء وبالذال الْمُعْجَمَة.
وَالطَّرِيق الثَّانِي: عَن عبد الله بن أبي الْأسود هُوَ
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْأسود واسْمه حميد
الْبَصْرِيّ يروي عَن الْفضل بن الْعَلَاء الْكُوفِي نزل
الْبَصْرَة وَثَّقَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ، وَقَالَ
أَبُو حَاتِم: شيخ يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ
الدَّارَقُطْنِيّ: كثير الْوَهم وَمَا لَهُ فِي
البُخَارِيّ سوى هَذَا الْموضع، وَقد قرنه بِغَيْرِهِ
وَلكنه سَاق الْمَتْن هُنَا على لَفظه.
وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة الْأمَوِي.
والْحَدِيث مر فِي أول الزَّكَاة عَن أبي عَاصِم إِلَى
آخِره. وَمضى الْكَلَام فِيهِ. قَوْله: سَمِعت ابْن
عَبَّاس يَقُول وَفِي بعض النّسخ: سَمِعت ابْن عَبَّاس لما
بعث النَّبِي بِحَذْف: قَالَ، أَو: يَقُول. وَقد جرت
الْعَادة بحذفه خطأ. قَوْله: نَحْو الْيَمين أَي: جِهَة
الْيمن، ويروى: نَحْو أهل الْيمن، وَهَذَا من إِطْلَاق
الْكل وَإِرَادَة الْبَعْض لِأَنَّهُ بَعثه إِلَى بَعضهم
لَا إِلَى جَمِيعهم لِأَن الْيمن مخلافان، وَبعث النَّبِي
معَاذًا إِلَى مخلاف وَأَبا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ إِلَى
مخلاف، كَمَا مر فِي آخر الْمَغَازِي: وَيحْتَمل أَن يكون
الْخَبَر على عُمُومه فِي الدَّعْوَى إِلَى الْأُمُور
الْمَذْكُورَة وَإِن كَانَت إمرة معَاذ إِنَّمَا كَانَت
على جِهَة من الْيمن مَخْصُوصَة. قَوْله: تقدم بِفَتْح
الدَّال. قَوْله: من أهل الْكتاب هم الْيَهُود، وَكَانَ
ابْتِدَاء دُخُول الْيَهُود الْيمن فِي زمن أسعد ذِي كرب
وَهُوَ تبع الْأَصْغَر فَقَامَ الْإِسْلَام وَبَعض أهل
الْيمن على الْيَهُودِيَّة وَبعد ذَلِك دخل دين
النَّصْرَانِيَّة لما غلبت الْحَبَشَة على الْيمن وَكَانَ
مِنْهُم أَبْرَهَة صَاحب الْفِيل وَلم يبْق بعد بِالْيمن
أحد من النَّصَارَى أصلا إلاَّ بِنَجْرَان، وَهِي بَين
مَكَّة واليمن وَبَقِي بِبَعْض بلادها قَلِيل من
الْيَهُود. قَوْله: فَلْيَكُن أول مَا تدعوهم إِلَى أَن
يوحدوا الله أَي: فَلْيَكُن أول الْأَشْيَاء دعوتهم إِلَى
التَّوْحِيد وَكلمَة: مَا، مَصْدَرِيَّة، وَمضى فِي
الزَّكَاة فَلْيَكُن أول مَا تدعوهم إِلَيْهِ عبَادَة
الله. قَوْله: فَإِذا عرفُوا ذَلِك أَي: التَّوْحِيد.
قَوْله: فَإِذا أقرُّوا بذلك أَي: صدقُوا وآمنوا بِهِ.
فَخذ مِنْهُم الزَّكَاة. قَوْله: وتوق كرائم أَمْوَال
النَّاس أَي: احذر واجتنب خِيَار مَوَاشِيهمْ أَن تأخذها
فِي الزَّكَاة، والكرائم جمع كَرِيمَة وَهِي الشَّاة
الغزيرة اللَّبن.
حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدثنَا غُنْدَرٌ، حدّثنا
شُعْبَةُ عنْ أبي حَصِينٍ والأشْعَثِ بنِ سُلَيْمٍ سَمِعا
الأسْوَدَ بنَ هِلال، عنْ معاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ
النبيُّ يَا مُعاذُ أتَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلى
العِبادِ؟ قَالَ: الله ورسولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: أنْ
يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، أتَدْرِي مَا
حَقُّهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: الله ورسولُهُ أعْلَمُ. قَالَ:
أنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ.
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: أَن يعبدوه لِأَن
مَعْنَاهُ أَن يوحدوه، وَلِهَذَا عطف عَلَيْهِ بِالْوَاو
التفسيرية.
وغندر هُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر، وَأَبُو حُصَيْن بِفَتْح
الْحَاء وَكسر الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ عُثْمَان بن
عَاصِم الْأَسدي، والأشعث بن سليم بِضَم السِّين مصغر سلم
وَهُوَ الْأَشْعَث بن أبي الشعْثَاء الْمحَاربي، وَالْأسود
بن هِلَال الْمحَاربي الْكُوفِي.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن أبي مُوسَى
وَبُنْدَار، وَمر مثله من حَدِيث أنس عَن معَاذ فِي
اللبَاس وَفِي الرقَاق عَن هدنة بن خَالِد وَفِي
الاسْتِئْذَان عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل وَفِي الْجِهَاد
عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن معَاذ بن جبل أخرجه عَن
إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم.
قَوْله: مَا حَقهم عَلَيْهِ؟ أَي: مَا حق الْعباد على
الله؟ هَذَا من بَاب المشاكلة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ
الْمَاكِرِينَ} وَأما أَن يُرَاد بِهِ الثَّابِت أَو
الْوَاجِب الشَّرْعِيّ بإخباره عَنهُ أَو كالواجب فِي تحقق
وُجُوبه وَلَيْسَ ذَلِك بِإِيجَاب الْعقل، وبظاهره احتجب
الْمُعْتَزلَة فِي قَوْلهم: تجب على الله الْمَغْفِرَة.
(25/82)
7374 - حدّثنا إسْماعِيلُ، حدّثني مالِكٌ
عنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ
الرَّحْمانِ بنِ أبي صَعْصَعَة عنْ أبِيهِ، عنْ أبي سَعيدٍ
الخُدْرِيِّ أنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرأُ: {قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُها فَلمَّا أصْبَحَ جاءَ
إِلَى النبيِّ فَذَكَرَ لهُ ذالِكَ وكأنَّ الرَّجُلَ
يَتقالُّها، فَقَالَ رسولُ الله والّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
إنّها لَتَعْدِلُ ثُلثَ القُرآنِ
انْظُر الحَدِيث 5013 وطرفه
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه صرح فِيهِ من وصف
الله بالأحدية.
وَإِسْمَاعِيل هُوَ ابْن أبي أويس، وَمضى متن الحَدِيث فِي
فَضَائِل الْقُرْآن عَن عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك
إِلَى آخِره.
قَوْله: يُرَدِّدهَا أَي: يكررها وَيُعِيدهَا. قَوْله:
وَكَأن من الْحُرُوف المشبهة ويروى: وَكَانَ بِلَفْظ
الْمَاضِي من الْكَوْن. قَوْله: يتقالها بتَشْديد اللَّام
أَي: يعدها قَليلَة. قَوْله: لتعدل اللَّام فِيهِ
للتَّأْكِيد وَإِنَّمَا تعدل ثلث الْقُرْآن لِأَنَّهُ على
ثَلَاثَة أَنْوَاع: أَحْكَام وقصص وصفات، وَسورَة
الْإِخْلَاص فِي الصِّفَات.
وزادَ إسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عنْ مالِكٍ، عنْ عَبْدِ
الرَّحْمانِ عنْ أبِيهِ عنْ أبي سَعِيدٍ: أَخْبرنِي أخِي
قَتادَةُ بنُ النُّعْمانِ عَن النبيِّ
إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَبُو إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ
الْمَدِينِيّ، كَانَ يكون بِبَغْدَاد، وَقد ذكر هَذِه
الزِّيَادَة فِي فَضَائِل الْقُرْآن فِي فضل {قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ} لَكِن زَاد فِي أَوله رَاوِيا آخر حَيْثُ
قَالَ: وَزَاد أَبُو معمر: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر
عَن مَالك بن أنس، عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد
الرَّحْمَن بن أبي صعصعة عَن أَبِيه عَن أبي سعيد
الْخُدْرِيّ أَخْبرنِي أخي قَتَادَة بن النُّعْمَان أَن
رجلا قَامَ فِي زمن النَّبِي، يقْرَأ من السحر {قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ} لَا يزِيد عَلَيْهَا، فَلَمَّا
أَصْبَحْنَا أَتَى الرجل إِلَى النَّبِي، فَذكر نَحوه،
وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ، وَقَتَادَة بن النُّعْمَان
الْأنْصَارِيّ أَخُو أبي سعيد لأمه.
7375 - حدّثنا مُحَمَّدٌ، حدّثنا أحْمَدُ بنُ صالِحٍ،
حدّثنا ابنُ وَهْبٍ، حدّثنا عَمْروٌ، عنِ ابنِ أبي هِلالٍ
أنَّ أَبَا الرِّجالِ مُحَمَّدَ بن عَبْدِ الرَّحْمانِ،
حَدَّثَهُ عَن أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمانِ
وكانَتْ فِي حَجْرِ عائِشَةَ زَوْجِ النبيِّ عَنْ عائِشة
أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعَثَ رَجُلاً عَلى
سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحابِهِ فِي صَلاَتِهِ
فَيَخْتِمُ: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} فَلمَّا رجعُوا
ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبيِّ فَقَالَ: سَلُوهُ لأيِّ شَيْءٍ
يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ فَسألُوهُ فَقَالَ: لأنَّها صِفَةُ
الرَّحْمانِ، وَأَنا أُحِبُّ أنْ أقْرَأ بِها فَقَالَ
النبيُّ أخْبِرُوهُ أنَّ الله يُحِبُّهُ
مطابقته للتَّرْجَمَة مثل مَا ذكرنَا فِي تَرْجَمَة
الحَدِيث السَّابِق.
وَمُحَمّد شيخ البُخَارِيّ قَالَ الكلاباذي: هُوَ فِيمَا
أَحسب مُحَمَّد بن يحيى الذهلي وَوَقع فِي بعض النّسخ:
أَحْمد بن صَالح، وَبِه جزم أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج
وَأَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف وَقَالَ الْمزي فِي
الْأَطْرَاف فِي بعض النّسخ حَدثنَا مُحَمَّد حَدثنَا
أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب الْمصْرِيّ عَن عَمْرو بن
الْحَارِث الْمصْرِيّ عَن ابْن أبي هِلَال، وَسَماهُ مُسلم
فِي رِوَايَة اللَّيْثِيّ الْمدنِي عَن أبي الرِّجَال
بِالْجِيم، إِنَّمَا كنى بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ عشرَة
أَوْلَاد ذُكُور رجال.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة عَن أَحْمد بن عبد
الرَّحْمَن. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الْيَوْم
وَاللَّيْلَة عَن أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُد، وَمضى
فِي الصَّلَاة فِي: بَاب الْجمع بَين السورتين فِي
الرَّكْعَة، عَن عبيد الله عَن ثَابت عَن أنس مَا يُشبههُ
مطولا وَفِي آخِره: حبك إِيَّاهَا أدْخلك الْجنَّة.
قَوْله: فِي حجر عَائِشَة بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا،
قَوْله: على سَرِيَّة أَي: أَمِيرا عَلَيْهِم. قَوْله: صفة
الرَّحْمَن قَالَ ابْن التِّين: إِنَّمَا قَالَ: إِنَّهَا
صفة
(25/83)
الرَّحْمَن لِأَن فِيهَا أسماءه وَصِفَاته،
وأسماؤه مُشْتَقَّة من صِفَاته. قَوْله: أَخْبرُوهُ أَن
الله يُحِبهُ أَي: يُرِيد ثَوَابه لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا
يُوصف بالمحبة الْمَوْجُودَة فِي الْعباد.
2 - (بابُ قَوْلِ الله تبارَكَ وَتَعَالَى: {قُلِ ادْعُواْ
اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَانَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ
فَلَهُ الاَْسْمَآءَ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ
وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذاَلِكَ سَبِيلاً}
)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَول الله تبَارك وَتَعَالَى، وَقَالَ
ابْن بطال: غَرَضه فِي هَذَا الْبَاب إِثْبَات الرَّحْمَة
وَهِي صِفَات الذَّات فالرحمن وصفٌ وصفَ الله بِهِ نَفسه
وَهُوَ مُتَضَمّن لِمَعْنى الرَّحْمَة، فالرحامن بِمَعْنى
المترحم، والرحيم بِمَعْنى المتعطف، وَقيل: الرَّحْمَن فِي
الدُّنْيَا والرحيم فِي الْآخِرَة وَلما نزلت هَذِه
الْآيَة قَالُوا: اندعوا اثْنَيْنِ، فَأعْلم الله
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَن لَا يدعى غَيره. فَقَالَ:
{قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَانَ أَيًّا
مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الاَْسْمَآءَ الْحُسْنَى وَلاَ
تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ
بَيْنَ ذاَلِكَ سَبِيلاً} وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله
تَعَالَى: {رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ
تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} قَالَ: هَل تعلم أحدا اسْمه
الرحمان سواهُ؟ قَوْله: أيّاً كلمة أَي: بِفَتْح الْهمزَة
وَتَشْديد الْيَاء تَأتي لمعان. أَحدهَا أَن يكون شرطا
وَهِي أَي هَذِه، وَسبب نزُول هَذِه الْآيَة أَن النَّبِي
تهجد لَيْلَة بِمَكَّة فَجعل يكثر فِي سُجُوده: يَا الله
يَا رحمان، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: كَاد مُحَمَّد يَدْعُو
إلاهنا فيدعو إلاهين وَمَا نَعْرِف رحماناً إلاَّ رحمان
الْيَمَامَة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الدُّعَاء بِمَعْنى
التَّسْمِيَة لَا بِمَعْنى النداء، وَهُوَ يتَعَدَّى إِلَى
مفعولين نقُول: دَعوته زيدا، ثمَّ تتْرك أَحدهمَا
اسْتغْنَاء عَنهُ فَيُقَال: دَعَوْت زيدا. وَالله والرحمان
المُرَاد بهما الِاسْم لَا الْمُسَمّى وأو للتَّخْيِير
يَعْنِي: {اذعوا الله أَو ادعوا الرحمان} يَعْنِي: سموا
بِهَذَا الِاسْم أَو بِهَذَا الِاسْم واذْكُرُوا إِمَّا
هَذَا وَإِمَّا هَذَا، والتنوين فِي: أَيَّامًا، عوض عَن
الْمُضَاف إِلَيْهِ و: مَا، صلَة للإبهام الْمُؤَكّد لما
فِي: أَي، أَي: أَي هذَيْن الاسمين سميتم أَو ذكرْتُمْ
فَلهُ أَسمَاء وَمعنى كَونهَا أحسن الْأَسْمَاء أَنَّهَا
مُسْتَقلَّة بِمَعْنى التمجيد وَالتَّقْدِيس والتعظيم.
7376 - حدّثنا مُحَمَّدٌ، أخبرنَا أبُو مُعاوِيَةَ، عنِ
الأعْمَشِ، عنْ زَيْد بنِ وهْبٍ وَأبي ظَبْيانَ، عنْ
جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم لَا يَرْحَمُ الله مَنْ لَا يَرْحَمُ
النَّاسَ
انْظُر الحَدِيث 6013
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من لفظ: الرحمان وَمُحَمّد
شيخ البُخَارِيّ قَالَ الْكرْمَانِي: مُحَمَّد إِمَّا ابْن
سَلام وَإِمَّا ابْن الْمثنى، وَقَالَ بَعضهم: قَالَ
الْكرْمَانِي تبعا لأبي عَليّ الجياني: هُوَ إِمَّا ابْن
سَلام وَإِمَّا ابْن الْمثنى. قلت: لم يذكر الْكرْمَانِي
أَبَا عَليّ الجياني أصلا وَالْأَمَانَة مَطْلُوبَة فِي
النَّقْل قَالَ: وَقد وَقع التَّصْرِيح بِالثَّانِي فِي
رِوَايَة أبي ذَر عَن شُيُوخه فَتعين الْجَزْم. قلت:
دَعْوَى الْجَزْم مَرْدُودَة على مَا لَا يخفى، فَافْهَم.
وَأَبُو مُعَاوِيَة مُحَمَّد بن خازم بِالْخَاءِ
الْمُعْجَمَة وَالزَّاي يروي عَن سلميان الْأَعْمَش عَن
زيد بن وهب الْهَمدَانِي الْكُوفِي من قضاعة خرج إِلَى
النَّبِي، فَقبض النَّبِي، وَهُوَ فِي الطَّرِيق، وَأَبُو
ظبْيَان بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَكسرهَا وَسُكُون
الْبَاء الْمُوَحدَة وبالياء آخر الْحُرُوف واسْمه حُصَيْن
مصغر الْحصن بالمهملتين ابْن جُنْدُب الْكُوفِي.
والْحَدِيث مضى فِي الْأَدَب عَن عمر بن حَفْص. وَأخرجه
مُسلم فِي فَضَائِل النَّبِي عَن زُهَيْر بن حَرْب
وَغَيره.
7377 - حدّثنا أبُو النُّعْمانِ، حدّثنا حَمَّادُ بنُ
زَيْدٍ، عنْ عاصِمٍ الأحْوَلِ، عنْ أبي عُثْمانَ
النَّهْدِيِّ، عنْ أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا
عِنْدَ النبيِّ إذْ جاءَهُ رسولُ إحْدَى بَناتِهِ
يَدْعُوهُ إِلَى ابْنِها فِي المَوْتِ، فَقَالَ النبيُّ
ارْجِعْ فأخْبِرْها أنَّ لله مَا أخَذَ، ولهُ مَا أعْطَى
وكلُّ شَيْءٍ عِنْدهُ بأجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْها
فَلْتَصْبِرْ ولْتَحْتَسِبْ فأعادَتِ الرَّسولَ أَنَّهَا
أقْسَمَتْ لَيَأْتِيَنَّها، فقامَ النبيُّ وقامَ مَعَهُ
سَعْدُ بنُ عُبادَةَ ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ فَدُفِعَ
الصَّبِيُّ إلَيْهِ ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي
شَنٍ،
(25/84)
فَفاضَتْ عَيْناهُ، فَقَالَ لهُ سَعْدٌ:
يَا رسُولَ الله مَا هاذَا؟ قَالَ: هذِهِ رَحْمَةٌ جعَلَها
الله فِي قُلُوبِ عِبادِهِ، وإنّما يَرْحَمُ الله مِنْ
عِبادِهِ الرُّحَماءَ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو النُّعْمَان
مُحَمَّد بن الْفضل وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ عبد
الرَّحْمَن بن مل.
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْجَنَائِز فِي: بَاب قَول
النَّبِي، يعذب الْمَيِّت بِبَعْض بكاء أَهله.
قَوْله: تَدعُوهُ إِلَى ابْنهَا قد تقدم فِي كتاب المرضى
أَنَّهَا قَالَت: إِن ابْنَتي، وَقَالَ ابْن بطال: هَذَا
الحَدِيث لم يضبطه الرَّاوِي فَمرَّة قَالَ: صبية، وَمرَّة
قَالَ: صَبيا. وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحْتَمل أَنَّهُمَا
قضيتان. قلت: احْتِمَال بعيد. قَوْله: تقَعْقع أَي: تضطرب
وتتحرك، وَقَالَ الدَّاودِيّ: يَعْنِي صَارَت فِي صَدره
كَأَنَّهَا فوَاق. قَوْله: شن بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة
وَتَشْديد النُّون وَهِي الْقرْبَة الْخلقَة. قَوْله: مَا
هَذَا؟ فِيهِ اسْتِعْمَال الْإِشَارَة وَهُوَ اسْتِعْمَال
الْعَرَب، ويروى: مَا هَذِه؟ قَوْله: الرُّحَمَاء مَنْصُوب
بقوله: يرحم الله وَهُوَ جمع رَحِيم، كالكرماء جمع كريم.
3
- (بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}
)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَول الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ
هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} هَذِه هِيَ
الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة، وَبهَا رِوَايَة أبي ذَر
والأصيلي والنسفي وَوَقع فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ: أَنا
الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة المتين وَعَلِيهِ جرى ابْن بطال،
وَقَالَ: إِن الَّذِي وَقع عِنْد أبي ذَر وَغَيره لظنهم
أَنه خلاف الْقِرَاءَة، قَالَ: وَقد ثَبت ذَلِك قِرَاءَة
عَن ابْن مَسْعُود، وَذكر أَن النَّبِي أقرأه كَذَلِك
أخرجه أَصْحَاب السّنَن وَالْحَاكِم صَححهُ من طَرِيق عبد
الرَّحْمَن بن يزِيد النَّخعِيّ عَن ابْن مَسْعُود، رَضِي
الله تَعَالَى عَنهُ: أَقْرَأَنِي رَسُول الله فَذكره.
وَقَالَ بَعضهم: تبع الْكرْمَانِي ابْن بطال فِيمَا
قَالَه. قلت: لم يقل الْكرْمَانِي هَكَذَا، وَإِنَّمَا
لَفظه: بَاب قَول الله عز وَجل: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وَفِي بَعْضهَا:
إِنِّي أَنا الرَّزَّاق، وَقَالَ بَعضهم، هُوَ قِرَاءَة
ابْن مَسْعُود.
7378 - حدّثنا عبْدَانُ، عنْ أبي حَمْزَةَ، عنِ الأعْمَشِ،
عنْ سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمانِ
السُّلَمِيِّ، عنْ أبي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ
النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أحَدٌ أصْبَرُ عَلى
أَذَى سَمِعَهُ مِنَ الله، يَدَّعُونَ لهُ الوَلَدَ، ثُمَّ
يُعافِيهِمْ ويَرْزُقُهُمْ.
انْظُر الحَدِيث 6099
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي آخر الحَدِيث. وعبدان لقب عبد
الله بن عُثْمَان بن جبلة الْمروزِي، وَأَبُو حَمْزَة
بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي مُحَمَّد بن مَيْمُون
السكرِي، وَأَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن حبيب بن
ربيعَة السّلمِيّ بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَأَبُو
مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عبد الله بن قيس.
والْحَدِيث مضى فِي الْأَدَب عَن مُسَدّد عَن يحيى، وَمضى
الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: أَصْبِر أفعل تَفْضِيل، قيل: الصَّبْر حبس النَّفس
على الْمَكْرُوه، وَالله تَعَالَى منزه عَنهُ، وَأجِيب:
بِأَن المُرَاد لَازمه وَهُوَ ترك المعاجلة بالعقوبة.
قَوْله: على أَذَى قيل: إِنَّه منزه عَن الْأَذَى،
وَأجِيب: بِأَن المُرَاد بِهِ أَذَى يلْحق أنبياءه إِذْ
فِي إِثْبَات الْوَلَد إِيذَاء للنَّبِي، صلى الله
عَلَيْهِ وَآله وَسلم، لِأَنَّهُ تَكْذِيب لَهُ وإنكار
لمقالته. قَوْله: يدعونَ لَهُ الْوَلَد أَي: ينسبون
إِلَيْهِ وينسبونه لَهُ، ثمَّ يدْفع عَنْهُم المكروهات من
الْعِلَل والبليات. قَوْله: ويرزقهم اخْتلفُوا فِي الرزق،
فالجمهور على أَنه مَا ينْتَفع بِهِ العَبْد غذَاء أَو
غَيره حَلَالا أَو حَرَامًا، وَقيل: هُوَ الْغذَاء، وَقيل:
هُوَ الْحَلَال، قيل: الْقُدْرَة قديمَة وَإِضَافَة الرزق
حَادِثَة. وَأجِيب: بِأَن التَّعَلُّق حَادث واستحالة
الْحُدُوث إِنَّمَا هِيَ فِي الصِّفَات الذاتية لَا فِي
الفعليات والإضافيات. قَوْله: من الله صلَة: لأصبر، وَوَقع
الفاصلة بَينهمَا لِأَنَّهَا لَيست أَجْنَبِيَّة.
(بابُ قولِ الله تَعَالَى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ
يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا
فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ
غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ
اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} {لَّاكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ
بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ
وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ
ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى
وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن
مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِى
كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} {إِلَيْهِ
يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ
مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ
تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ
شُرَكَآئِى قَالُو اْءَاذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ}
)
(25/85)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَول الله عز وَجل:
{عَالم الْغَيْب} الخ ذكر هُنَا خمس قطع من خمس آيَات:
الأولى: قَوْله: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى
غَيْبِهِ أَحَداً} يَعْنِي الله عَالم الْغَيْب فَلَا
يظْهر على غيبه أحدا، إلاَّ من ارتضى من رَسُول اخْتَارَهُ
فِيمَا يَقُوله، وَالرَّسُول إِمَّا جَمِيع الرُّسُل أَو
جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، لِأَنَّهُ الْمبلغ لَهُم
وَاخْتلف فِي المُرَاد بِالْغَيْبِ فَقيل: هُوَ على
عُمُومه، وَقيل: مَا يتَعَلَّق بِالْوَحْي خَاصَّة، وَقيل:
مَا يتَعَلَّق بِعلم السَّاعَة، وَهُوَ ضَعِيف، لِأَن علم
السَّاعَة مِمَّا استاثر الله بِعِلْمِهِ، إلاَّ أَن ذهب
قَائِل ذَلِك بِأَن الِاسْتِثْنَاء مُنْقَطع وَفِي الْآيَة
رد على المنجمين وعَلى كل من يَدعِي أَنه يطلع على مَا
سَيكون من حَيَاة أَو موت أَو غير ذَلِك، لِأَنَّهُ مكذب
لِلْقُرْآنِ. الْآيَة الثَّانِيَة: قَوْله تَعَالَى:
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ
الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى
نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ
بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ}
رُوِيَ عَن مُجَاهِد أَن رجلا يُقَال لَهُ: الْوَارِث بن
عَمْرو بن حَارِثَة، من أهل الْبَادِيَة أَتَى النَّبِي،
فَسَأَلَهُ عَن السَّاعَة ووقتها، وَقَالَ إِن أَرْضنَا
أجدبت، فَمَتَى ينزل الْغَيْث؟ وَتركت امْرَأَتي حُبْلَى
فَمَتَى تَلد؟ وَقد علمت أَيْن ولدت فَبِأَي أَرض أَمُوت؟
وَقد علمت مَا عملت الْيَوْم فَمَاذَا أعمل غَدا؟ ...
فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة. الْآيَة
الثَّالِثَة: فِي الْحجَج القاطعة فِي إِثْبَات الْعلم لله
تَعَالَى، وحرفه صَاحب الاعتزال نصْرَة لمذهبه، فَقَالَ:
أنزلهُ ملتبساً بِعِلْمِهِ الْخَاص وَهُوَ تأليفه على نظم
وأسلوب يعجز عَنهُ كل بليغ، ورد عَلَيْهِ بِأَن نظم
الْعبارَات لَيْسَ هُوَ نفس الْعلم الْقَدِيم بل دَال
عَلَيْهِ. الْآيَة الرَّابِعَة: كالآية الأولى فِي
إِثْبَات الْعلم. وَالْآيَة الْخَامِسَة: فمعناها لَا يعلم
مَتى وَقت قِيَامهَا غَيره، فالتقدير إِلَيْهِ يرد علم
وَقت السَّاعَة.
قَالَ يَحْياى: الظاهِرُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ عِلْماً،
والباطِنُ عَلى كلِّ شَيْءٍ عِلْماً.
يحيى هَذَا هُوَ ابْن زِيَاد الْفراء النَّحْوِيّ
الْمَشْهُور، ذكر ذَلِك فِي كتاب مَعَاني الْقُرْآن لَهُ،
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحيى، قيل: هُوَ ابْن زِيَاد بن عبد
الله بن مَنْظُور الذهلي، وَهُوَ الَّذِي نقل عَنهُ
البُخَارِيّ فِي كتاب مَعَاني الْقُرْآن قلت: هُوَ الْفراء
بِعَيْنِه وَلَكِن قَوْله: الذهلي، غلط لِأَن الْفراء
ديلمي كُوفِي مولى بني أَسد، وَقيل: مولى بني منقر.
وَالظَّاهِر أَن هَذَا من النَّاسِخ، وَمَات الْفراء فِي
سنة سبع وَمِائَتَيْنِ فِي طَرِيق مَكَّة وعمره ثَلَاث
وَسِتُّونَ سنة، وَإِنَّمَا قيل لَهُ: الْفراء وَلم يكن
يعْمل الْفراء وَلَا يَبِيعهَا، لِأَنَّهُ كَانَ يفري
الْكَلَام. ومنظور، بالظاء الْمُعْجَمَة. قَوْله:
الْبَاطِن على كل شَيْء ويروى: الْبَاطِن بِكُل شَيْء،
يَعْنِي: الْعَالم بظواهر الْأَشْيَاء وبواطنها. وَقيل:
الظَّاهِر أَي: دلائله، الْبَاطِن بِذَاتِهِ عَن الْحَواس،
أَي: الظَّاهِر عِنْد الْعقل الْبَاطِن عِنْد الْحس وَهُوَ
تَفْسِير لقَوْله تَعَالَى: {هُوَ الاَْوَّلُ وَالاَْخِرُ
وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ}
7379 - حدّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، حدّثنا سُلَيْمانُ بن
بِلالٍ، حدّثني عَبْدُ الله بنُ دِينارٍ، عنِ ابنِ عُمَرَ
رَضِي الله عَنْهُمَا، عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم قَالَ: مَفَاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُها
إلاّ الله: لَا يَعْلَمُ مَا تَغيضُ الأرْحامُ إلاّ الله،
وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَد إلاّ الله، وَلَا يَعْلَمُ
مَتَى يَأْتِي المَطَرُ أحَدٌ إلاّ الله، وَلَا تدْري
نَفْسٌ بِأيِّ أرْضٍ تَمُوتُ إِلَّا الله، وَلَا يَعْلَمُ
مَتَى تَقُومُ السَّاعةُ إلاّ الله.
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث مضى فِي آخر
الاسْتِسْقَاء فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُحَمَّد بن
يُوسُف عَن سُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار، وَمضى
الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: مَفَاتِيح الْغَيْب اسْتِعَارَة إِمَّا مكنية
وَإِمَّا مصرحة، وَلما كَانَ جَمِيع مَا فِي الْوُجُود
محصوراً فِي علمه شبهه الشَّارِع بالمخازن واستعار لبابها
الْمِفْتَاح، وَالْحكمَة فِي كَونهَا خمْسا الْإِشَارَة
إِلَى حصر العوالم فِيهَا، فَفِي قَوْله: مَا تغيض
الْأَرْحَام إِشَارَة إِلَى مَا يزِيد فِي النَّفس
وَينْقص، وَخص الرَّحِم بِالذكر لكَون الْأَكْثَر يعرفونها
بِالْعَادَةِ وَمَعَ ذَلِك يَنْفِي أَن يعرف أحد
حَقِيقَتهَا. وَفِي قَوْله: وَلَا يعلم مَتى يَأْتِي
الْمَطَر إِشَارَة إِلَى الْعَالم الْعلوِي، وَخص الْمَطَر
مَعَ أَن لَهُ أسباباً قد تدل بجري الْعَادة على وُقُوعه
لكنه من غير تَحْقِيق، وَفِي قَوْله: وَلَا تَدْرِي نفس
بِأَيّ أَرض تَمُوت إِشَارَة إِلَى أُمُور الْعَالم السفلي
مَعَ أَن عَادَة أَكثر النَّاس أَن يَمُوت بِبَلَدِهِ،
وَلَكِن لَيْسَ ذَلِك حَقِيقَة، بل لَو مَاتَ فِي بَلَده
لَا يعلم فِي أَي بقْعَة يدْفن فِيهَا وَلَو كَانَ هُنَاكَ
مَقْبرَة لأسلافه بل قبر أعده هُوَ لَهُ. وَفِي قَوْله:
وَلَا يعلم مَا فِي غَد إلاَّ الله إِشَارَة إِلَى
أَنْوَاع الزَّمَان وَمَا فِيهَا من الْحَوَادِث، وَعبر
بِلَفْظ: غَد، لكَون حَقِيقَته أقرب الْأَزْمِنَة، وَإِذا
كَانَ مَعَ قربه لَا يعلم حَقِيقَة مَا يَقع فِيهِ، وَفِي
قَوْله: وَلَا يعلم مَتى تقوم السَّاعَة
(25/86)
إِلَّا الله إِشَارَة إِلَى عُلُوم
الْآخِرَة فَإِذا لم يعلم أَولهَا مَعَ قربهَا فنفي علم
مَا بعْدهَا أولى.
7380 - حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، حدّثنا سُفْيانُ،
عنْ إسْماعِيلَ، عنِ الشَّعْبِيِّ، عنْ مَسْرُوقٍ، عنْ
عائِشَةَ، رَضِي الله عَنْهَا، قالَتْ: مَنْ حَدَّثكَ أنَّ
مُحَمَّداً رَأى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، وهْوَ يَقُولُ:
{لاَّ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ومَنْ
حَدَّثَكَ أنّهُ يَعْلمُ الغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ وهْوَ
يَقُولُ لَا يَعْلمُ الغَيْبَ إلاّ الله.
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي آخر الحَدِيث، وسُفْيَان هُوَ
ابْن عُيَيْنَة، وَإِسْمَاعِيل هُوَ ابْن أبي خَالِد
البَجلِيّ يروي عَن عَامر الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق بن
الأجدع.
والْحَدِيث مضى مطولا فِي التَّفْسِير عَن يحيى عَن وَكِيع
وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: رأى ربه أَي: فِي لَيْلَة الْمِعْرَاج وَاخْتلفُوا
فِي رُؤْيَته، فعائشة مِمَّن أنكرها لَكِنَّهَا لم تنقل
عَن النَّبِي، بل قالته اجْتِهَادًا واستدلالاً. وَقَالَ
الدَّاودِيّ: إِنَّمَا أنْكرت مَا قيل عَن ابْن عَبَّاس
أَنه رَآهُ بِقَلْبِه، وَمعنى الْآيَة: لَا تحيط بِهِ
الْأَبْصَار. وَقيل: لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَإِنَّمَا
يُدْرِكهُ المبصرون، وَقيل: لَا تُدْرِكهُ فِي الدُّنْيَا.
قَوْله: وَمن حَدثَك أَنه يعلم الْغَيْب قَالَ
الدَّاودِيّ: مَا أَظُنهُ مَحْفُوظًا وَإِنَّمَا
الْمَحْفُوظ: من حَدثَك أَن مُحَمَّدًا كتم شَيْئا مِمَّا
أنزل الله إِلَيْهِ فقد كذب، قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ
ذَلِك لِأَن الرافضة كَانَت تَقول: إِنَّه خص عليّاً،
رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بِعلم لم يُعلمهُ غَيره، وَأما
علم الْغَيْب فَمَا أحد يَدعِي لرَسُول الله أَنه كَانَ
يعلم مِنْهُ إلاَّ مَا علم.
5 - (بابُ قَول الله تَعَالَى: {السَّلَام الْمُؤمن} )
أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله عز وَجل: {السَّلَام الْمُؤمن}
كَذَا فِي رِوَايَة الْجَمِيع، وَزَاد ابْن بطال
الْمُهَيْمِن وَقَالَ: غَرَضه بِهَذَا إِثْبَات أَسمَاء من
أَسمَاء الله تَعَالَى، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا
الْقدر الْإِشَارَة إِلَى الْآيَات الثَّلَاث
الْمَذْكُورَة فِي آخر سُورَة الْحَشْر. قَالَ شيخ شَيْخي
الطَّيِّبِيّ، رَحمَه الله: السَّلَام مصدر نعت بِهِ،
وَالْمعْنَى: ذُو السَّلامَة من كل آفَة ونقيصة، أَي:
الَّذِي سلمت ذَاته عَن الْحُدُوث وَالْعَيْب، وَصِفَاته
عَن النَّقْص، وأفعاله عَن الشَّرّ الْمَحْض، وَهُوَ من
أَسمَاء التَّنْزِيه. وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح أَنه اسْم
من أَسمَاء الله تَعَالَى، وَقد أطلق على التَّحِيَّة
الْوَاقِعَة بَين الْمُؤمنِينَ، وَقيل: السَّلَام فِي حَقه
تَعَالَى الَّذِي سلم الْمُؤْمِنُونَ من عُقُوبَته.
وَاخْتلف فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَاللَّهُ
يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ
إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} فَقيل: الْجنَّة لِأَنَّهُ
لَا آفَة فِيهَا وَلَا كدر فالسلام على هَذَا والسلامة
بِمَعْنى كاللذاذ واللذاذة. وَقَالَ قَتَادَة: الله
السَّلَام وداره الْجنَّة. قَوْله: الْمُؤمن قَالَ شيخ
شَيْخي: الْمُؤمن فِي الأَصْل الَّذِي يَجْعَل غَيره آمنا،
وَفِي حق الله تَعَالَى على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن يكون
صفة ذَات وَهُوَ أَن يكون متضمناً لكَلَام الله تَعَالَى
الَّذِي هُوَ تَصْدِيقه لنَفسِهِ فِي أخباره، ولرسله فِي
صِحَة دَعوَاهُم الرسَالَة. وَالثَّانِي: أَن يكون متضمناً
صفة فعل هِيَ أَمَانَة رسله وأوليائه الْمُؤمنِينَ بِهِ من
عِقَابه، وأليم عَذَابه. قَوْله: الْمُهَيْمِن، رَاجع
إِلَى معنى الْحِفْظ وَالرِّعَايَة وَذَلِكَ صفة فعل لَهُ
عز وَجل، وَقد روى الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس
فِي قَوْله: مهيمناً عَلَيْهِ، قَالَ: مؤتمناً عَلَيْهِ،
وَفِي رِوَايَة عَليّ بن أبي طَلْحَة عَنهُ: الْمُهَيْمِن:
الْأمين الْقُرْآن أَمِين على كل كتاب قبله، وَقيل:
الرَّقِيب على الشَّيْء، والحافظ لَهُ. وَقَالَ شيخ
شَيْخي: الْمُهَيْمِن الرَّقِيب المبالغ فِي المراقبة
وَالْحِفْظ من قَوْلهم: هيمن الطير إِذا نشر جنَاحه على
فرخه صِيَانة لَهُ، وَقيل: أَصله مؤيمن فَقبلت الْهمزَة
هَاء فَصَارَ مهيمن، قَالَه الْخطابِيّ وَابْن قُتَيْبَة
وَمن تبعهما، وَاعْترض إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَنقل
الْإِجْمَاع على أَن أَسمَاء الله تَعَالَى لَا تصغر. قلت:
هم مَا ادعوا أَنه مصغر حَتَّى يَصح الِاعْتِرَاض
عَلَيْهِم، ومهيمن غير مصغر لِأَن وَزنه: مفيعل، وَلَيْسَ
هَذَا من أوزان التصغير.
7381 - حدّثنا أحْمَدُ بنُ يُونُسَ، حدّثنا زُهَيْرٌ،
حدّثنا مُغيِرَةُ، حدّثنا شقِيقُ بنُ سَلَمَة قَالَ: قَالَ
عَبْدُ الله: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النبيِّ فَنَقُولُ
السّلامُ عَلى الله، فَقَالَ النبيُّ
(25/87)
إنَّ الله هُوَ السَّلاَمُ، ولَكِنْ قُولُوا:
التَّحِيَّاتُ لله والصَّلَوَاتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ
عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ الله وبَرَكاتُهُ،
السَّلاَمُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ،
أشْهَدُ أنْ لَا إلاهَ إلاَّ الله وأشْهَدُ أنَّ
مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورسُولُهُ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأحمد بن يُونُس هُوَ
أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس الْكُوفِي، روى عَنهُ مُسلم
أَيْضا، وَزُهَيْر هُوَ ابْن مُعَاوِيَة الْجعْفِيّ،
ومغيرة بِضَم الْمِيم وَكسرهَا هُوَ ابْن الْمقسم بِكَسْر
الْمِيم، وَعبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود.
والْحَدِيث قد مضى فِي كتاب الصَّلَاة فِي: بَاب
التَّشَهُّد فِي الْأَخِيرَة بأتم مِنْهُ، وَمضى الْكَلَام
فِيهِ. |