فتح الباري لابن
رجب بسم الله الرحمن الرحيم
16 - كتاب الكسوف
1 - باب
الصلاة في كسوف الشمس
فيه أربعة أحاديث:
الحديث الأول:
(9/273)
1040 - نا عمرو بن عون: نا خالد، عن يونس،
عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كنا عند النبي - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنكسفت الشمس، فقام النبي - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجر رداءه، حتى دخل المسجد،
[فدخلنا] ، فصلى بنا ركعتين، حتى انجلت الشمس، فقال: ((إن
الشمس والقمر لاينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا،
وادعوا، حتى يكشف ما
بكم)) .
سماع الحسن من أبي بكرة صحيح عند علي بن المديني والبخاري
وغيرهما، وخالف فيه ابن معين، وقد سبق ذلك.
(9/273)
وقد ذكر البخاري - فيما بعد - أن مبارك بن
فضالة رواه عن الحسن، قال: حدثني أبو بكرة.
وخرجه الإمام أحمد كذلك.
وقد رواه قتادة، عن الحسن، عن النعمان بن بشير، عن النبي -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
خرج حديثه النسائي.
وهذا مخالف لروايات أصحاب الحسن، عنه، عن أبي بكرة.
وجر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رداءه
هاهنا؛ لأنه قام عجلا دهشا، كما في حديث أبي موسى: ((فقام
فزعا يخشى أن تكون الساعة)) ، وسيأتي - فيما بعد.
وإنما يكره جر الرداء تعمدا لذلك.
وفي رواية الإمام أحمد لهذا الحديث: ((فقام يجر ثوبه
مستعجلاً)) .
وقوله: ((فصلى بنا ركعتين)) ، لم يذكر صفة الركعتين.
وقد رواه ابن علية ويزيد بن زريع، عن يونس، فزادا في
الحديث: ((فصلى بهم ركعتين نحو ما يصلون)) .
وخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) من رواية أشعث، عن الحسن، عن
أبي
بكرة، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أنه
صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين، مثل صلاتكم.
(9/274)
وخرجه النسائي، ولم يذكر: ((القمر)) ،
وعنده: ((مثل صلاتكم هذه)) .
وقال ابن حبان: أراد به مثل صلاتكم في الكسوف.
وهذا التأويل متجه في رواية ابن علية ويزيد بن زريع، عن
يونس - أيضا.
وبذلك تأولها البيهقي 0
والمتبادر إلى الفهم: التشبيه بصلاة ركعتين، يتطوع بهما.
وهذا مما تعلّق به من قال: إن صلاة الكسوف ليس فيها ركوع
زائد، وسيأتي ذكره - إن شاء الله سبحانه تعالى 0
وفيه دليل على أن صلاة الكسوف تستدام حتى تنجلي الشمس.
وقوله: ((إنهما لا يكسفان لموت أحد)) ، إشارة إلى قول
الناس: ((إن الشمس كسفت لموت إبراهيم عليه السلام)) .
وفي رواية خرجها البخاري - فيما بعد -: ((وذلك أن ابنا
للنبي مات، يقال له: إبراهيم، فقال الناس في ذلك)) .
و [روى] هذا الحديث محمد بن دينار الطاحي، عن يونس، فزاد
في الحديث: ((وإن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له)) .
خرجه الدارقطني.
[وقال]-: تابعه: نوح بن قيس، عن يونس.
(9/275)
وخرجه - أيضا - من رواية بكار بن يونس:
[ثنا] حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة - بهذه الزيادة - أيضا
ورويت هذا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. .
(9/276)
|