كشف المشكل من
حديث الصحيحين (109) كشف الْمُشكل من مُسْند أبي
سُفْيَان صَخْر بن حَرْب
وَهُوَ حَدِيث وَاحِد.
2285 - / 2894 - وَفِيه: انْطَلَقت فِي الْمدَّة الَّتِي
كَانَت بيني وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
إِلَى الشَّام.
كَانُوا قد اصْطَلحُوا على مُدَّة يتركون فِيهَا
الْقِتَال، وَكَتَبُوا الْكتاب الَّذِي تولاه سُهَيْل بن
عَمْرو، وَقد ذَكرْنَاهُ آنِفا، وَذكرنَا دحْيَة فِي
مُسْند جَابر ابْن عبد الله.
وهرقل هُوَ قَيْصر، وقرأت على شَيخنَا أبي مَنْصُور قَالَ:
هِرقل اسْم أعجمي، وَقد تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب، قَالَ
جرير يمدح الْوَلِيد بن عبد الْملك:
(وَأَرْض هِرقل قد قهرت وداهرا ... وَيسْعَى لكم من آل
كسْرَى النواصف)
والترجمان: الْمعبر.
وَقَوله: لَوْلَا أَن يأثروا عني الْكَذِب: أَي لَوْلَا
أَن يذكروني بِالْكَذِبِ ويروونه عني، يُقَال: أثرت
الحَدِيث أَثَرَة: إِذا رويته.
(4/89)
والحسب: الفعال الْحسن للآباء، مَأْخُوذ من
الْحساب إِذا حسبوا مناقبهم، وَذَلِكَ أَنه إِذا عد كل
وَاحِد مِنْهُم مناقبه ومآثر آبَائِهِ وحسبها، كَانَ
أحسبهم أَكْثَرهم عددا
وَقَوله: سجالا: أَي مرّة لنا وَمرَّة لَهُ، وَأَصله من
السّجل وَهُوَ الدَّلْو، وَذَلِكَ أَن الرجلَيْن إِذا
استقيا نزع هَذَا سجلا وَهَذَا سجلا.
وَقَوله: إِذا خالط بشاشته الْقُلُوب، أصل البشاشة فِي
اللِّقَاء، وَهُوَ الْفَرح بِالْمَرْءِ والانبساط إِلَيْهِ
والملاطفة فِي الْمَسْأَلَة. يُقَال: بش فلَان بفلان
وتبشبش بِهِ، فَشبه الْإِيمَان إِذا ورد على الْقلب ففرح
بِهِ وانشرح الصَّدْر لَهُ بذلك.
وَقَوله: عَظِيم الرّوم: أَي الَّذين يعظمونه ويقدمونه
بالرئاسة. وَلم يكْتب إِلَى ملك الرّوم لما يَقْتَضِيهِ
هَذَا الِاسْم من الْمعَانِي الَّتِي لَا يَسْتَحِقهَا من
لَيْسَ بِمُسلم، وَالْإِسْلَام قد عَزله عَن المملكة، فَلم
يخله من نوع إكرام.
وَقَوله: " سَلام على من اتبع الْهدى " هَذَا شَيْء لَا
يغْضب مِنْهُ أحد؛ لِأَن قَيْصر يظنّ أَنه مِمَّن اتبع
الْهدى.
وَقَوله: " أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام " الدعاية من
قَوْلك: دَعَا يَدْعُو دعاية، كَمَا يُقَال: شكا يشكو
شكاية، المُرَاد دَعْوَة الْإِسْلَام وَهِي الشهادتان.
وَقَوله: " إِثْم الأريسيين "، وَفِي لفظ: " اليريسيين "
قد ذكرنَا اللفظتين فِي مُسْند ابْن عَبَّاس. فَأَما
قَوْله: " إِثْم الركوسيين " فالركوسية دين بَين
النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ.
(4/90)
وَقَوله: " {يَا أهل الْكتاب} الْآيَات [آل
عمرَان: 64] دَلِيل على جَوَاز كِتَابَة آيَة أَو
آيَتَيْنِ مِمَّا يَقع بِهِ الْإِنْذَار إِلَى أَرض
الْعَدو، وَلَا يُعَارض بقوله: " لَا تسافروا بِالْقُرْآنِ
إِلَى أَرض الْعَدو "؛ لِأَن المُرَاد بذلك السُّور
والآيات الْكَثِيرَة.
وَأما اللَّغط فَهُوَ الْأَصْوَات الَّتِي لَا تفهم.
وَقَوله: أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة. أَمر بِمَعْنى عظم
وارتفع. وَأما أَبُو كَبْشَة فأنبأنا أَبُو عبد الله
الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب النَّحْوِيّ
قَالَ: أخبرنَا أَبُو جَعْفَر بن الْمسلمَة قَالَ: أخبرنَا
أَبُو طَاهِر المخلص قَالَ: أَنبأَنَا أَحْمد بن
سُلَيْمَان بن دَاوُد الطوسي قَالَ: أخبرنَا الزبير بن
بكار قَالَ: أول من عبد الشعرى أَبُو كَبْشَة، واسْمه وجز
بن غَالب بن عَامر، وَكَانَ يَقُول: إِن الشعرى تقطع
السَّمَاء عرضا، وَلَا أرى فِي السَّمَاء شمسا وَلَا قمرا
وَلَا نجما يقطع السَّمَاء عرضا غَيرهَا. وَالْعرب تسمي
الشعرى العبور؛ لِأَنَّهَا تعبر السَّمَاء عرضا.
ووجز هُوَ أَبُو كَبْشَة الَّذِي كَانَت قُرَيْش تنْسب
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ
جده من قبل أمه، وَالْعرب تظن أَن أحدا لَا يعْمل شَيْئا
إِلَّا بعرق نَزعه شبهه، فَلَمَّا خَالف رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم دين قُرَيْش قَالَ مشركو قُرَيْش:
نَزعه أَبُو كَبْشَة، فَإِن أَبَا كَبْشَة خَالف النَّاس
بِعِبَادَتِهِ الشعرى. وَكَانَ أَبُو كَبْشَة سيدا فِي
خُزَاعَة، لم يعيروا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
من نقص كَانَ فِيهَا، وَلَكِن لما خَالف دينهم نسبوه إِلَى
خلاف أبي كَبْشَة، فَقَالُوا: خَالف كَمَا خَالف أَبُو
كَبْشَة.
(4/91)
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: لما خَالف أَبُو
كَبْشَة دين قومه شبهوا بِهِ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ كَقَوْلِهِم لِمَرْيَم: {يَا أُخْت
هَارُون} [مَرْيَم: 28] أَي يَا شَبيه هَارُون فِي
الصّلاح. وهما شعريان: أحداهما هَذِه، والشعرى الْأُخْرَى
هِيَ الغميصاء، وَهِي تقَابلهَا، وَبَينهمَا المجرة،
والغميصاء من الذِّرَاع الْمَبْسُوط فِي نُجُوم الْأسد،
وَتلك فِي الجوزاء.
وَقَالَ غَيره: أَبُو كَبْشَة جد جد النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم من قبل أمه.
ونقلت من خطّ أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحسن الْأَزْدِيّ
الْحَافِظ وتصنيفه قَالَ: أَبُو كَبْشَة حاضن النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم زوج حليمة ظئر رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم، اسْمه الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى، مَاتَ
قبل أَن يدْرك النُّبُوَّة، وَهُوَ الَّذِي كَانَت قُرَيْش
تعير بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،
فَيَقُولُونَ: ابْن أبي كَبْشَة.
قلت: وَالْقَوْل الأول عِنْدِي أصح من هَذَا.
وَبَنُو الْأَصْفَر: الرّوم، سموا بذلك لصفرة اعترت أباهم،
قَالَ عدي ابْن زيد: وَبَنُو الْأَصْفَر الْكِرَام مُلُوك
الرّوم لم يبْق مِنْهُم مَذْكُور.
قَوْله: وَكَانَ قَيْصر لما كشف الله عَنهُ جنود فَارس
مَشى من حمص إِلَى إيلياء.
إيلياء: بَيت الْمُقَدّس، وَقد سبق فِي مُسْند أبي
هُرَيْرَة. وَإِنَّمَا فعل
(4/92)
ذَلِك شكرا لله تَعَالَى لما أبلاه. قَالَ
ابْن قُتَيْبَة: يُقَال من الْخَيْر: أبليته أبليه إبلاء،
وَمن الشَّرّ: بلاه يبلوه بلَاء.
وَمَا زَالَت الْحَرْب قَائِمَة بَين فَارس وَالروم،
فَغلبَتْ الرّوم، فَبلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وَأَصْحَابه فشق عَلَيْهِم، وَفَرح الْمُشْركُونَ
بذلك؛ لِأَن فَارس لم يكن لَهَا كتاب، ثمَّ ظَهرت الرّوم
على فَارس ففرح الْمُسلمُونَ، وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى:
{ويومئذ يفرح الْمُؤْمِنُونَ [4] بنصر الله} [الرّوم: 4،
5] . وَاتفقَ ذَلِك فِي يَوْم بدر، وَقيل: يَوْم
الْحُدَيْبِيَة.
وَقَوله وَكَانَ ابْن الناطور صَاحبه. أَي صَاحب هِرقل.
وهرقل أسقفه على نَصَارَى الشَّام: أَي جعله أسقفا، وَهِي
سنة فِي دينهم.
والحزاء والحازي هُوَ الحازر الَّذِي يحزر الشَّيْء وَيقدر
مَا فِيهِ - بظنه. وَيُقَال للَّذي ينظر فِي النُّجُوم
حزاء على هَذَا الْمَعْنى؛ لإنه يظنّ بنظره فِي النُّجُوم
شَيْئا ويقدره، فَرُبمَا أصَاب.
وَقَوله: فَلم يرم حمص: أَي لم يبرح مِنْهَا، يُقَال: لَا
ترم: أَي لَا تَبْرَح.
وَالْعجب من قَيْصر مَعَ ذكائه وفطنته، ومبالغته فِي
الْبَحْث عَن أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،
وَنَظره فِي النُّجُوم - على زَعمه - وموافقة من يعده
نَظِيره فِي الْعلم على صِحَة نبوة مُحَمَّد صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم، كَيفَ لم يتبعهُ! غير أَن جنود الْهوى
بُنيان مرصوص.
والدسكرة وَاحِدَة الدساكر: وَهِي الْقُصُور.
وحاصوا: نفروا وجالوا، يُقَال: حَاص يحيص: إِذا مَال
ملتجئا إِلَى ملْجأ.
(4/93)
(110) كشف الْمُشكل من مُسْند مُعَاوِيَة
بن أبي سُفْيَان
وَجُمْلَة مَا روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم مائَة حَدِيث وَثَلَاثَة وَسِتُّونَ حَدِيثا، أخرج
لَهُ مِنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ثَلَاثَة عشر.
2286 - / 2895 - فَمن الْمُشكل فِي الحَدِيث الأول: قصرت
عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمشقص.
المشقص: نوع من الجلم يقص بِهِ الشّعْر، وَيُقَال لنصل
السهْم إِذا كَانَ طَويلا مشقص أَيْضا. وأصل الشّقص الْقطع
والتقسيم.
2287 - / 2896 - وَفِي الحَدِيث الثَّانِي: أَن مُعَاوِيَة
تنَاول قصَّة من شعر وَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن مثل هَذِه.
الْقِصَّة بِضَم الْقَاف: شعر الناصية. وَالْإِشَارَة
إِلَى وصل الشّعْر.
وَفِي بعض أَلْفَاظ الحَدِيث أَن رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ الزُّور.
2288 - / 2897 - وَفِي الحَدِيث الثَّالِث: من يرد الله
بِهِ خيرا يفقهه
(4/94)
فِي الدّين.
الْفِقْه: الْفَهم. وَأول مَرَاتِب الْفَقِيه أَن يفهم
أصُول الشَّرِيعَة وموضوعها، فَحِينَئِذٍ يتهيأ لَهُ
إِلْحَاق فرع بِأَصْل، وتشبيه شَيْء بِشَيْء، فَتَصِح لَهُ
الْفَتْوَى، ثمَّ يرتقي إِلَى فهم الْمَقْصُود بِالْعلمِ،
فَيصير حِينَئِذٍ من عُمَّال الله تَعَالَى، وَذَلِكَ
الْفِقْه النافع. وَكَانَ الْحسن الْبَصْرِيّ يَقُول:
إِنَّمَا الْفَقِيه من يخْشَى الله عز وَجل.
وَقَوله: " لَا تزَال عِصَابَة من الْمُسلمين يُقَاتلُون "
الْعِصَابَة: الْجَمَاعَة.
وناوأهم: عاداهم وخاصمهم. وَهَذِه الْعِصَابَة تَنْقَسِم:
فَمِنْهَا المجاهدون فِي الثغور، وَمِنْهَا الآمرون
بِالْمَعْرُوفِ من أهل الْخَيْر، وَمِنْهَا الْعلمَاء
الَّذين يَذبُّونَ عَن الشَّرْع ويقمعون أهل الْبدع،
فَهَؤُلَاءِ كلهم وَإِن أزيل مِنْهُم بالقهر لَهُم،
فالعاقبة لَهُم.
2289 - / 2899 - وَفِي الحَدِيث الأول من أَفْرَاد
البُخَارِيّ:
قَالَ مُعَاوِيَة فِي كَعْب الْأَحْبَار: إِن كَانَ من
أصدق المخبرين عَن أهل الْكتاب، وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك
لنبلو عَلَيْهِ الْكَذِب.
يَعْنِي أَن الْكَذِب فِيمَا يخبر بِهِ عَن أهل الْكتاب
لَا مِنْهُ، فالأخبار الَّتِي يحكيها عَن الْقَوْم يكون
بَعْضهَا كذبا، فَأَما كَعْب الْأَحْبَار فَمن كبار
(4/95)
الأخيار.
2290 - / 2900 - وَفِي الحَدِيث الثَّانِي: أذن
الْمُؤَذّن، فَقَالَ مُعَاوِيَة مثله إِلَى أَن قَالَ:
حَيّ على الصَّلَاة، فَقَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا
بِاللَّه، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا سمعنَا نَبِيكُم صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم يَقُول.
الْأَذَان فِي اللُّغَة: الْإِعْلَام، فَمَعْنَى أذن
الْمُؤَذّن: أعلم الْمعلم. والمؤذن: الْمعلم بأوقات
الصَّلَاة.
وَقَوله: الله أكبر، فِيهِ قَولَانِ: أَن أكبر بِمَعْنى
كَبِير، فتقديره: الله الْكَبِير، فَوضع أفعل مَوضِع فعيل،
كَقَوْلِه: {وَهُوَ أَهْون عَلَيْهِ} [الرّوم: 27] ،
وأنشدوا:
(إِن الَّذِي سمك السَّمَاء بنى لنا ... بَيْتا دعائمه أعز
وأطول)
وَالثَّانِي: الله أكبر من كل شَيْء فحذفت " من " لوضوح
مَعْنَاهَا، قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: وَالنَّاس يضمون
الرَّاء من قَوْلهم الله أكبر، وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس
يَقُوله بِإِسْكَان الرَّاء، ويحتج بِأَن الْأَذَان سمع
مَوْقُوفا غير مُعرب. وَكَذَلِكَ حَيّ على الصَّلَاة. حَيّ
على الْفَلاح.
وَقَوله: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. أَي أعلم وَأبين
ذَلِك، كَقَوْلِه: {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ}
[آل عمرَان: 18] أَي بَين لكم وَأعْلمكُمْ.
(4/96)
وَقَوله: حَيّ على الصَّلَاة: أَي هلموا
إِلَى الصَّلَاة وَأَقْبلُوا إِلَيْهَا، وَفتحت الْيَاء من
حَيّ لسكونها وَسُكُون الْيَاء الَّتِي قبلهَا، كَمَا قيل:
لَيْت وَلَعَلَّ. وَقَول ابْن مَسْعُود: إِذا ذكر الصالحون
فحي هلا بعمر مَعْنَاهُ: فَأَقْبَلُوا على ذكر عمر.
وَفِي الْفَلاح قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه الْبَقَاء.
وَالثَّانِي: الْفَوْز.
وَقَوله: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. الْحول:
الْحِيلَة. يُقَال: حولق الرجل وحوقل: إِذا قَالَ: لَا حول
وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. كَمَا يُقَال بسمل: إِذا
قَالَ: بِسم الله، وهيلل: إِذا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا
الله، وحيعل: إِذا قَالَ: حَيّ على الصَّلَاة.
وَإِنَّمَا قوبلت كَلِمَات الْأَذَان بِمِثْلِهَا؛
لِأَنَّهَا إِقْرَار وَشَهَادَة. فَأَما حَيّ على
الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح، فدعاء للسامع إِلَى
الْحُضُور، فَلَا يصلح أَن يُقَابل بِمثلِهِ، وَإِنَّمَا
يُقَال: لَا حول: أَي لَا قدرَة لي أَن أُجِيب مَا دعيت
إِلَيْهِ إِلَّا بِاللَّه.
2291 - / 2901 - وَفِي الحَدِيث الثَّالِث: أَنه بلغ
مُعَاوِيَة أَن عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ يحدث
أَنه سَيكون ملك من قحطان. فَغَضب مُعَاوِيَة، فَقَامَ
فَقَالَ: إِنَّه بَلغنِي أَن رجَالًا مِنْكُم يتحدثون
أَحَادِيث لَيست فِي كتاب الله، وَلَا تُؤثر عَن رَسُول
الله، وَأُولَئِكَ جهالكم، فإياكم والأماني الَّتِي تضل
أَهلهَا؛ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم يَقُول: " إِن هَذَا
(4/97)
الْأَمر فِي قُرَيْش، لَا يعاديهم أحد
إِلَّا كَبه الله على وَجهه، مَا أَقَامُوا الدّين ".
قَوْله: لَا تُؤثر: أَي لَا تروى.
والأماني: بِمَعْنى التِّلَاوَة، وأنشدوا:
(تمنى كتاب الله أول ليله ... وَآخره لَاقَى حمام المقادر)
فَيكون الْمَعْنى: إيَّاكُمْ وَقِرَاءَة مَا فِي الصُّحُف
الَّتِي تُؤثر عَن أهل الْكتاب مِمَّا لم يَأْتِ بِهِ
الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكَأَن عبد الله بن
عَمْرو قَرَأَ هَذَا من كتاب، وَقد كَانَ ينظر فِي
التَّوْرَاة ويحكي عَنْهَا، فَغَضب مُعَاوِيَة، وَلَو
كَانَ حدث بِهِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لم يُنكر عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ مَا كَانَ مُتَّهمًا.
2292 - / 2903 - وَفِي الحَدِيث الأول من أَفْرَاد مُسلم:
" إِن الله عز وَجل يباهي بكم الْمَلَائِكَة ".
المباهاة: الْمُفَاخَرَة، وَمَعْنَاهَا من الله عز وَجل
التَّفْضِيل لهَؤُلَاء على الْمَلَائِكَة.
2293 - / 2905 - وَفِي الحَدِيث الثَّالِث: قُمْت فِي
مقَامي فَصليت،
(4/98)
فَقَالَ مُعَاوِيَة: أمرنَا رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا توصل صَلَاة حَتَّى نتكلم
أَو نخرج.
إِنَّمَا أَمر بذلك ليتبين انْفِصَال مَا بَين
الصَّلَاتَيْنِ.
(4/99)
(111) كشف الْمُشكل من مُسْند الْمُغيرَة
بن شُعْبَة
شهد الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم، وَكَانَ يلازمه فِي سَفَره وحضره، وَيحمل وضوءه
مَعَه.
وَجُمْلَة مَا روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم مائَة حَدِيث وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ حَدِيثا، أخرج
لَهُ مِنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ اثْنَا عشر حَدِيثا.
2294 - / 2908 - فَمن الْمُشكل فِي الحَدِيث الأول: " يَا
مغير، خُذ الْإِدَاوَة " فَتبرز قبل العائط، وَفِي لفظ:
وَتَوَضَّأ وَمسح بناصيته وعَلى الْعِمَامَة والخفين،
وَأَقْبَلت مَعَه فيجد النَّاس قد قدمُوا عبد الرَّحْمَن
بن عَوْف فصلى لَهُم، فَأدْرك رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا سلم عبد
الرَّحْمَن قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتم
صلَاته، فأفزع ذَلِك الْمُسلمين فَأَكْثرُوا التَّسْبِيح،
فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ: " أَحْسَنْتُم " يَغْبِطهُمْ
أَن صلوا الصَّلَاة لوَقْتهَا.
الْإِدَاوَة: إِنَاء من جُلُود كالركوة.
وتبرز: خرج وبرز من الْبيُوت. وَالْبرَاز مَفْتُوحَة
الْبَاء اسْم للفضاء الْوَاسِع من الأَرْض، كنوا بِهِ عَن
حَاجَة الْإِنْسَان، كَمَا كنوا بالخلاء عَنهُ،
(4/100)
يُقَال: تبرز الرجل: إِذا تغوط. وَقيل:
الْغَائِط نَحوه، وَهُوَ الْمَكَان المطمئن.
والناصية: مقدم شعر الرَّأْس.
وَقَوله: تَوَضَّأ. اشتقاق الْوضُوء من الْوَضَاءَة، وَهِي
الْحسن، يُقَال: وَجه وضيء: أَي حسن، من أوجه وضاء، ثمَّ
صَار التنظف بِالْمَاءِ نوعا من الْحسن.
وَقد سبق بَيَان الْمسْح على الْعِمَامَة فِي مُسْند
عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي قبل أوراق، وَالْمسح على
الْخُفَّيْنِ فِي مُسْند عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام.
وَإِنَّمَا فزع الْمُسلمُونَ من تقديمهم سوى رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وائتمام الرَّسُول بِغَيْرِهِ.
ويغبطهم: يحسن لَهُم فعلهم ويمدحهم عَلَيْهِ وَيبين لَهُم
أَنه مِمَّا يغبط على مثله.
وَقَوله: أَن صلوا: أَي لِأَن صلوا لوَقْتهَا.
2295 - / 2909 - وَقد سبق الحَدِيث الثَّانِي: فِي مُسْند
مُعَاوِيَة وَغَيره.
2296 - / 2910 - وَفِي الحَدِيث الثَّالِث: مَا سَأَلَ
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد عَن الدَّجَّال
أَكثر مِمَّا سَأَلته، فَقَالَ: " مَا ينصبك مِنْهُ؟ "
قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّهُم يَقُولُونَ: إِن مَعَه
أَنهَار المَاء وجبال الْخبز، قَالَ: " هُوَ أَهْون على
الله من ذَلِك ".
(4/101)
قَوْله: " ينصبك " أَي يتعب فكرك ويشغل
قَلْبك. وَالنّصب: التَّعَب، وَتارَة يكون تَعب الْجِسْم،
وَتارَة يكون تَعب الْقلب.
فَإِن قَالَ قَائِل: كَيفَ قَالَ: " هُوَ أَهْون من ذَلِك
" وَقد سبق فِي مُسْند حُذَيْفَة أَن: " مَعَ الدَّجَّال
مَاء ونار "؟ فَالْجَوَاب: أَنه تخييل لَا حَقِيقَة،
بِدَلِيل تَمام الحَدِيث؛ فَإِنَّهُ قَالَ: " فَالَّذِي
يرى النَّاس أَنه نَار فماء بَارِد، وَالَّذِي يرَاهُ
النَّاس أَنه مَاء بَارِد فَنَار تحرق " وَفِي الْجُمْلَة
فقد أعطي شَيْئا يَسِيرا للفتنة، فَإِن الله تَعَالَى
يُقيم الشُّبْهَة فِي مُقَابلَة الْحجَّة، ويفرض على
الْعقل الْفرق.
2297 - / 2911 - وَفِي الحَدِيث الرَّابِع: " وَلَا ينفع
ذَا الْجد مِنْك الْجد "
وَقد سبق هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند أبي سعيد.
وَفِيه: كَانَ ينْهَى عَن قيل وَقَالَ، وإضاعة المَال،
وَكَثْرَة السُّؤَال. وَكَانَ ينْهَى عَن عقوق
الْأُمَّهَات، ووأد الْبَنَات، وَمنع وهات.
أما قيل وَقَالَ فَالْمُرَاد بِهِ حِكَايَة مَا لَا يعلم
صِحَّته؛ فَإِن الحاكي يَقُول: قيل وَقَالَ.
وَأما إِضَاعَة المَال فَيكون من وُجُوه أمهاتها
أَرْبَعَة: أَحدهمَا: أَن يتْركهُ
(4/102)
من غير حفظ لَهُ فيضيع. وَالثَّانِي: أَن
يتلفه إِمَّا بِتَرْكِهِ إِذا كَانَ طَعَاما حَتَّى يفْسد،
أَو يرميه إِن كَانَ يَسِيرا كبرا عَن تنَاول الْقَلِيل،
أَو بِأَن يرضى بِالْغبنِ، أَو بِأَن ينْفق فِي الْبناء
واللباس والمطعم مَا هُوَ إِسْرَاف. وَالثَّالِث: أَن
يُنْفِقهُ فِي الْمعاصِي، فَهَذَا تَضْييع من حَيْثُ
الْمَعْنى. وَالرَّابِع: أَن يسلم مَال نَفسه إِلَى
الخائن، أَو مَال الْيَتِيم إِلَيْهِ إِذا بلغ مَعَ علمه
بتبذيره.
أما كَثْرَة السُّؤَال فَفِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا:
كَثْرَة السُّؤَال للرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛
فَإِنَّهُ قد قَالَ: " ذروني مَا تركتكم "؛ فَإِنَّهُ
رُبمَا سَأَلُوا فأجيبوا بِمَا لَا يطيقُونَهُ من
الْمَفْرُوض. وَالثَّانِي: سُؤال النَّاس؛ فَإِن من قصد سد
الْفَاقَة لم يكثر السُّؤَال.
وَأما عقوق الْأُمَّهَات فَإِنَّمَا خص الْأُمَّهَات
بِالذكر لعظم حقهن، وحقهن مقدم على حق الْأَب كَمَا قدمهن
فِي الْبر، وَإِنَّمَا يخص الشَّيْء بِالذكر من بَين جنسه
لِمَعْنى فِيهِ يزِيد على غَيره، كَمَا قَالَ: " من رمانا
بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ منا "؛ وَإِن كَانَ الحكم كَذَلِك
بِالنَّهَارِ، وَلَكِن الرَّمْي بِاللَّيْلِ أَشد قبحا
ونكاية؛ لِأَنَّهُ يَأْتِي على غَفلَة.
وَأما وأد الْبَنَات فَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ من
الموءودة، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك
ببناتهم فِي الْجَاهِلِيَّة، كَانَ أحدهم رُبمَا ولدت لَهُ
الْبِنْت فيدفنها وَهِي حَيَّة حِين تولد، وَلِهَذَا
كَانُوا يسمون الْقَبْر صهرا: أَي قد زَوجهَا مِنْهُ،
قَالَ الشَّاعِر:
(4/103)
(سميتها إِذْ ولدت تَمُوت ... )
(والقبر صهر ضَامِن زميت ... )
(لَيْسَ لمن ضمنه تربيت ... )
(يَا بنت شيخ مَا لَهُ سبروت ... )
أَي قَلِيل، من قَوْلهم: أَرض سباريت: وَهِي الَّتِي لَا
شَيْء فِيهَا.
وَقَوله: وَمنع وهات، يَعْنِي منع مَا على الْإِنْسَان من
الْحُقُوق والواجبات وَطلب مَا لَا يحل لَهُ أَخذه من
أَمْوَال النَّاس. قَالَ ابْن مَنْصُور: قلت لِأَحْمَد بن
حَنْبَل: مَا معنى منع وهات؟ قَالَ: أَن تمنع مَا عنْدك،
وَلَا تصدق، وَلَا تُعْطِي، وتمد يدك فتأخذ من النَّاس.
2298 - / 2912 - وَفِي الحَدِيث الْخَامِس: قَالَ سعد بن
عبَادَة: لَو رَأَيْت رجلا مَعَ امْرَأَتي لضربته
بِالسَّيْفِ غير مصفح.
الْمَعْنى: غير ضَارب بصفحة السَّيْف. وصفحتاه: وجهاه،
وَأَرَادَ أَنِّي كنت أضربه بحده. وَقَول بعض الروَاة: غير
مصفح عَنهُ، غلط؛ لِأَنَّهُ
(4/104)
رَوَاهُ بِالْمَعْنَى، وظنه من الصفح
الَّذِي هُوَ الْعَفو فَزَاد فِيهِ لَفْظَة: عَنهُ.
وَقد تكلمنا فِي مُسْند ابْن مَسْعُود فِي معنى غيرَة الله
عز وَجل، وَمعنى: مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن.
وَأما قَوْله: " وَلَا شخص أغير من الله " فالشخص هَاهُنَا
يرجع إِلَى الْأَشْخَاص المخلوقين، لَا أَن الله عز وَجل
يُقَال لَهُ شخص، فَكَأَن الْمَعْنى: لَيْسَ مِنْكُم
أَيهَا الْأَشْخَاص أغير من الله. وَمثل هَذَا قَوْله: مَا
خلق الله من سَمَاء وَلَا أَرض أعظم من آيَة الْكُرْسِيّ.
والخلق رَاجع إِلَى الْمَخْلُوقَات، وَالْمعْنَى: أَن آيَة
الْكُرْسِيّ أعظم من جَمِيع الْمَخْلُوقَات، وَكَذَلِكَ
قَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فِي حَدِيث آيَة
الْكُرْسِيّ.
وَقد انزعج لهَذِهِ اللَّفْظَة الْخطابِيّ فَقَالَ:
الشَّخْص لَا يكون إِلَّا جسما مؤلفا، وَإِنَّمَا يُسمى
شخصا مَا كَانَ لَهُ شخوص وارتفاع، وَمثل هَذَا النَّعْت
منفي عَن الله تَعَالَى، وخليق أَن تكون هَذِه اللَّفْظَة
غير صَحِيحَة، أَو أَن تكون تصحيفا من الرَّاوِي. قَالَ:
وَقد رَوَاهُ أَبُو عوَانَة عَن عبد الْملك وَلم يذكر
هَذِه اللَّفْظَة، وَقد روته أَسمَاء بنت أبي بكر
فَقَالَت: " لَا شَيْء أغير من الله " قَالَ: فالشخص وهم
وتصحيف، وَلَيْسَ كل الروَاة يراعون اللَّفْظ؛ بل مِنْهُم
من يحدث بِالْمَعْنَى، وَلَيْسَ كلهم بفقيه.
(4/105)
قلت: أما قَول الْخطابِيّ: قد رَوَاهُ
أَبُو عوَانَة فَلم يذكر فِيهِ هَذِه اللَّفْظَة فغلط؛
فَإِن فِي حَدِيث القواريري وَأبي كَامِل وَالطَّيَالِسِي
والمقدمي كلهم عَن أبي عوَانَة عَن عبد الْملك: " وَلَا
شخص " وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الْملك: "
وَلَا شخص " وَمَعَ مَا بَينا ينْكَشف الْإِشْكَال وَلَا
يبْقى انزعاج. وَإِذا حمل على أَنه من بعض الروَاة كَانَ
وَجها حسنا.
وَقد سبق مَا بعد هَذَا إِلَى:
2299 - / 2915 - الحَدِيث الثَّامِن: أول من نيح عَلَيْهِ
بِالْكُوفَةِ قرظة ابْن كَعْب.
هَذَا رجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ قرظة بن كَعْب بن
عَمْرو الْأنْصَارِيّ. وَقد تكلمنا فِي تَعْذِيب الْمَيِّت
بالنياحة فِي مُسْند عمر.
وَفِي هَذَا الحَدِيث: " من حدث عني بِحَدِيث يرى أَنه كذب
" وَقد سبق فِي مُسْند سَمُرَة.
2300 - / 2916 - وَفِي الحَدِيث التَّاسِع: أَن عمر
استشارهم فِي إملاص الْمَرْأَة، فَقَالَ الْمُغيرَة: قضى
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالغرة: عبد أَو أمة.
أملصت الْمَرْأَة: رمت وَلَدهَا، إملاصا، وأملص الشَّيْء
من يَدي:
(4/106)
أفلت، وملص الرشاء يملص، وكل مَا زلق من
الْيَد فقد ملص ملصا، وَأنْشد الْأَحْمَر:
(فر وَأَعْطَانِي رشاء ملصا ... )
يَعْنِي: رطبا يزلق من الْيَد.
وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ الْمَرْأَة تضرب فِي بَطنهَا
فتلقي جَنِينهَا. وَإِنَّمَا سمي إملاصا لِأَن الْمَرْأَة
تزلقه قبل وَقت الْولادَة. وَقد تكلمنا على هَذَا الحَدِيث
وَحكمه فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة.
وَقَوله: " أسجع كسجع الْأَعْرَاب؟ " لَيْسَ يذم نفس
السجع؛ إِنَّمَا كَانَ حكامهم يسجعون ليدفعوا الْحُقُوق
بكلماتهم المرصوفة , قَالَ ابْن عقيل: إِنَّمَا أنكر
عَلَيْهِم جعل السجع فِي الِاحْتِجَاج وَالسُّؤَال
والاعتراض، وَصَاحب الْمَسْأَلَة يَنْبَغِي أَن يكون قَصده
الْبَيَان، فَأنْكر السجوع المخالطة للحجة والتكلف.
2301 - / 2917 - وَفِيمَا انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ:
بعث عمر النَّاس فِي أفناء الْأَمْصَار يُقَاتلُون.
أفناء الْأَمْصَار: نَوَاحِيهَا.
(4/107)
والشدخ: كسر الشَّيْء الأجوف.
والأرواح: الرِّيَاح. وَكَأَنَّهُ انْتظر بِالرِّيحِ أَن
تهب لَهُ، فقد قَالَ تَعَالَى: {وَتذهب ريحكم}
[الْأَنْفَال: 46] ، وانتظر وَقت الصَّلَاة لِأَنَّهُ وَقت
تفتح فِيهِ أَبْوَاب السَّمَاء ويستجاب الدُّعَاء.
2302 - / 2919 - وَفِي الحَدِيث الثَّانِي من أَفْرَاد
مُسلم:
" من أدنى أهل الأَرْض منزلَة؟ " أَي أدون وَأَقل.
وَقَوله: " وَأخذُوا أخذاتهم " أَي نزلُوا مَنَازِلهمْ.
(4/108)
|