مشكلات موطأ مالك بن أنس

 (الْأَذَان)

و" التثويب " بِالصَّلَاةِ: إِقَامَتهَا، وَأَصله تَكْرِير الدُّعَاء، وَهُوَ تفعيل من ثاب يثوب إِذا رَجَعَ. والتثويب فِي أَذَان الْفجْر أَن يَقُول: " الصَّلَاة خير من النّوم " سمي بذلك لِأَن الْمُؤَذّن لما قَالَ: " حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح " فَدَعَا النَّاس إِلَى الصَّلَاة ثمَّ قَالَ: " الصَّلَاة خير من النّوم " فثوب أَي عَاد إِلَى دُعَائِهِمْ مرّة ثَانِيَة.
و" الْأَذَان " الْإِعْلَام بِالصَّلَاةِ وَهُوَ الِاسْم، والإيذان الْمصدر مثل الْعَطاء والإعطاء، آذنته إِيذَانًا إِذا أعلمته، وَأذن هُوَ بِهِ إِذا أعلمهُ.
قَالَ الله تَعَالَى: {وأذان من الله وَرَسُوله} وَسمي أذانا لِأَنَّهُ صَوت يَقع فِي آذان السامعين وأذان وأذين بِمَعْنى.
وَمعنى " أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ": أعلم بِهِ وَأقر، وَمِنْه شَهَادَة الشُّهُود، إِنَّمَا

(1/74)


هُوَ إعلامهم بِمَا عِنْدهم وَمِنْه {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة} .
وَمعنى قَول الْمُصَلِّي: " الله أكبر الله كَبِير، وَقيل: الله أكبر من كل شَيْء، وَالْأول هُوَ الصَّحِيح.
و" السكينَة " الْوَقار، مَأْخُوذَة من السّكُون.
و" المدى " الْغَايَة الَّتِي ينتهى إِلَيْهَا، وبالميم الرِّوَايَة فِي " الْمُوَطَّأ "، والندى بعد مَذْهَب الصَّوْت، وَفُلَان أندى صَوتا من فلَان أَي: أبعد مذهبا وأطول. وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَإِنَّهُ أندى صَوتا مِنْك " وَهُوَ مَفْتُوح الأول مَقْصُور، فَإِذا كسرت أَوله مددت.
" حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي. . "
بالظاء المشالة، أَي: يُقيم وَيصير، وَالرجل مَرْفُوع بِهِ وَإِن مَكْسُورَة الْهمزَة وَهِي حرف نفي بِمَعْنى مَا، وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب على خبر يظل التَّقْدِير: حَتَّى يصير الرجل لَا يدْرِي كم صلى. وَذكر ابْن عبد الْبر أَن أَكثر الروَاة رَوَوْهُ " أَن يدْرِي " وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا يدْرِي. وَهَذَا غير صَحِيح
لِأَن " أَن " لَا تكون نفيا وَلَا أعلم أحدا من النَّحْوِيين حكى ذَلِك، وَالْوَجْه

(1/75)


فِي هَذِه الرِّوَايَة أَن تفتح الْيَاء من " يدْرِي " وَتَكون " إِن " هِيَ الناصبة للْفِعْل، وَتَكون يضل بضاد غير مشالة، من الضلال الَّذِي هُوَ الْحيرَة. كَمَا يُقَال: ضل عَن الطَّرِيق، فَكَأَنَّهُ قَالَ: حَتَّى يحار الرجل وَيذْهل عَن أَن يدْرِي كم صلى فَتكون " إِن " فِي مَوضِع نصب لسُقُوط الْجَار.
وَقَوله: " قبل أَن يحل الْوَقْت "
الْوَجْه: كسر الْحَاء وَكَذَا روينَاهُ لِأَن مَعْنَاهُ: يجب ويحضر. وَإِذا كَانَ حل بِمَعْنى وَجب وَحضر فمستقبله: يحل. قَالَ الله عز وَجل: {أَن يحل عَلَيْكُم غضب من ربكُم} وَهَكَذَا مُسْتَقْبل حل ضد حرم.
وَحل من إِحْرَامه مكسور، وَإِذا كَانَ من الْحُلُول فِي الْمَكَان وَالنُّزُول فِيهِ قيل: حل يحل بِضَم الْحَاء، فَإِذا كَانَ من الْحلَل وَهُوَ رخاوة فِي قَوَائِم

(1/76)


الْفرس قيل: حل يحل بِفَتْح الْحَاء.
" مجزىء عَنْهُم "
كَذَا الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي هَذِه اللَّفْظَة، أجزأني الشَّيْء يجزيني أَي كفاني وجزى عني يَجْزِي أَي قضى عَنى وأغنى، يتَعَدَّى الأول بِنَفسِهِ وتعدي الثَّانِي بعن، قَالَ الله عز وَجل: {لَا تجزى نفس عَن نفس شَيْئا} وَاسم الْفَاعِل مِنْهُ جَازَ.
و" البقيع " بَقِيع الْغَرْقَد وَهُوَ العوسج إِذا عظم، وَالْبَقِيع هُوَ مدفن أهل الْمَدِينَة. وَفِي كتاب " الْعين " البقيع: مَوضِع فِيهِ أروم شجر من ضروب شَتَّى وَمِنْه سمي بَقِيع الْغَرْقَد الَّذِي بِالْمَدِينَةِ.
و" حَذْو " بِمَعْنى مُقَابل، يُقَال: جَلَست حذوه وحذاه وحذوته وحذوته وحذته بِمَعْنى.
و" الْمفصل " من سُورَة قَاف إِلَى آخر الْقُرْآن، وَكَانَ مفصل ابْن مَسْعُود

(1/77)


من سُورَة الرَّحْمَن.
و" القسي " ثِيَاب مضلعة بالحرير تعْمل بقسي قَرْيَة مِمَّا يَلِي الفرما، وَقيل بالصعيد من قرى مصر، وَلَا وَجه لمن كسر الْقَاف وخفف السِّين.
و" خداج " فَاسِدَة.
" الْحَصْبَاء " الْحَصَا وَمِنْه المحصب: مرمى الْجمار. وَقَوله: " حَدِيث السن " هَكَذَا الصَّوَاب وَلَو لم يذكر السن لقَالَ: حدث وَلَا يُقَال: حدث السن.
وَقَوله: " إِن رجلاي لَا تحملانني " كَذَا الرِّوَايَة بنونين الأولى عَلامَة الرّفْع وَالثَّانيَِة نون الضَّمِير الَّتِي تسمى نون الْوِقَايَة.
, " النبيء " بهمز فَيكون من أنبأ ينبىء إِذا أخبر فَهُوَ فعيل بِمَعْنى مفعل كأليم بِمَعْنى مؤلم. ووجيع بِمَعْنى موجع سمي بذلك لِأَنَّهُ أنبأ الْخلق

(1/78)


بِمُرَاد الله تَعَالَى، وَلَا يهمز فَيكون مخففا من الْهَمْز كَمَا قرىء {إِنَّمَا النسىء} أَو يكون مشتقا من النُّبُوَّة وَهِي الْمَكَان الْمُرْتَفع مثل النجوة. وَالنَّبِيّ مشرف على الْخلق مرفع عَلَيْهِم. وَيُقَال للمرتفع من الأَرْض نَبِي. وَالْقَوْل الثَّالِث أَن يكون سمي نَبيا لِأَنَّهُ وَاسِطَة بَين الْخلق والخالق يقودهم إِلَيْهِ ويصيرون إِلَى ثَوَاب على يَدَيْهِ فَشبه بِالنَّبِيِّ وَهُوَ الطَّرِيق الْوَاضِح الْبَين.
وَقَوله: " أقصرت الصَّلَاة " الصَّوَاب تَخْفيف الصَّاد، قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {أَن تقصرُوا من الصَّلَاة} وَلَا وَجه للتشديد هَاهُنَا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي التكثير هَاهُنَا مَوضِع.
وَمعنى " نَظرنَا تَسْلِيمه " انتظرناه وَمِنْه [قَوْله] : {انظرونا نقتبس من نوركم} فِي إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْن.
و" الخميصة " كسَاء خَز لَهُ علم، وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ كسَاء مربع لَهُ علمَان. وَفِي " الْعين " هِيَ كسَاء أسود.

(1/79)


و " الْحَائِط " الْبُسْتَان سمي بذلك لأحد مَعْنيين إِمَّا لِأَنَّهُ يحوط صَاحبه وَيقوم بمؤنته أَو لِأَنَّهُ يحاط ويحفظ ويبنى حوله حَائِط.
و" الدبسي " طَائِر فِي لَونه دبسة وَهِي حمرَة وَسَوَاد، وَزعم قوم أَن الدبيسي هِيَ الْيَمَامَة.
" طفق " يفعل كَذَا إِذا أَخذ فِي فعله، وَقد حكى اللغويون طفق وَالْأول أشهر.
و" القف " كل مَا ارْتَفع من الأَرْض وَلم يفرط فِي الِارْتفَاع وَهُوَ هُنَا وَاد بِعَيْنِه.
وَيُقَال: " ثَمَرٌ " وثَمُرٌ وثُمْرٌ، وَقد قيل: إِن الثُّمْرَ جمع جمع الْجمع كَأَنَّهُمْ جمعُوا ثمرَةً على ثَمَرٍ، وثَمَراً على ثِمَارٍ، وثِمَاراً على ثُمُرٍ، ثمَّ سكنت الْمِيم تَخْفِيفًا فَقيل: ثُمْرٌ.
و" تذليل النّخل " أَن يجمع أعذاقه وَهِي عناقيده. وَفِي " الْعين " ذلل الْكَرم إِذا تدلى.
وَقَوله: " فَسُمي ذَلِك المَال الْخَمْسُونَ ". كَذَا وَقع وَالْوَجْه رفع المَال وَنصب الْخمسين، أَو رفع الْخمسين

(1/80)


وَنصب المَال كَمَا يُقَال: أعطي زيد درهما، وَأعْطِي دِرْهَم زيدا. وَأما وَجه من رفع المَال وَرفع الْخمسين فَرَوَاهُ بِالْوَاو فَإِن يكون على طَرِيق الْحِكَايَة. كَأَن المَال يُسمى الْخَمْسُونَ. " لبس عَلَيْهِ "
الرِّوَايَة بِالتَّخْفِيفِ، يُقَال: لبست الْأَمر عَلَيْهِ ألبسهُ لبسا، إِذا خلطته عَلَيْهِ قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {وللبسنا عَلَيْهِم مَا يلبسُونَ} وَأما الثَّوْب فَيُقَال فِيهِ: لبست الثَّوْب لبسا.
وَقَوله: " أهم فِي صَلَاتي " الْمَعْرُوف فِي هَذَا عِنْد أهل اللُّغَة وهمت أوهم وهما إِذا غَلطت، ووهمت أهم وهما إِذا ذهب وهمك إِلَى الشَّيْء، وأوهمت أوهم إيهاما إِذا أسقطت الْعَمَل.
[الْعَمَل] فِي غسل يَوْم الْجُمُعَة:
" الْبَدنَة " النَّاقة الَّتِي تهدى إِلَى الْبَيْت، وَتسَمى الْبَقَرَة بَدَنَة، وَجمع الْبَدنَة بدن.
وَقَوله: " " الْوضُوء " الرِّوَايَة على لفظ الْخَبَر، وَالصَّوَاب الْمَدّ على الِاسْتِفْهَام، لِأَنَّهُ توبيخ وتعنيف، كَالَّذي قبله كَقَوْلِه تَعَالَى: (ءآلله أذن

(1/81)


لكم} وَكَقَوْلِه: {السحر إِن الله سيبطله} فِي حرف أبي عَمْرو.
" لَا تعْمل الْمطِي " أَي لَا تُسَافِر عَلَيْهَا، يُقَال: أعملت النَّاقة إِذا صرفتها فِي الْعَمَل، وَتسَمى يعملة، وَالذكر يعْمل وَالذكر يعْمل. وَسميت مَطِيَّة، لِأَن مطاها وَهُوَ ظهرهَا يركب، وَقيل: سميت مَطِيَّة لِأَنَّهَا يمطى بهَا فِي السّير أَي يمد.
و" إيلياء " اسْم بَيت الْمُقَدّس.
و" مهنته " يجوز كسر الْمِيم وَفتحهَا، فَمن فتح أَرَادَ الْمصدر، وَمن كسر أَرَادَ الْهَيْئَة. وَأنكر الْأَصْمَعِي كسر الْمِيم، وَحكى اللحياني مهنت الْقَوْم أمهنهم مهنة ومهنة ومهنا ثَلَاث لُغَات، إِذا خدمتهم وَلم يفرق بَينهَا. والمهنة الْمرة الْوَاحِدَة الدَّالَّة على الكمية، والمهنة بِالْكَسْرِ الْهَيْئَة والكيفية.
و" الْحَرَام " الْمحرم وَالْجمع حرم وَمِنْه " وَأَنْتُم حرم ".
و" الْحرَّة " كل أَرض سَوْدَاء الْحِجَارَة كَأَنَّهَا محرقة، وَجَمعهَا حرات وحرار وحرون وأحرون. وحرار الْعَرَب الْمَشْهُورَة خمس: حرَّة بني سليم،

(1/82)


وحرة ليلى، وحرة راجل، وحرة واقم بِالْمَدِينَةِ، وحرة النَّار لبني عبس.
و" الأوزاع " الْجَمَاعَات المتفرقة من النَّاس لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا.
و" الرَّهْط " من الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْر.
و" الْبِدْعَة " كل شَيْء يحدث لم يتَقَدَّم لَهُ نَظِير. والبدعة بدعتان: بِدعَة محمودة وبدعة مذمومة.
و" النعاس " نوم خَفِيف لَا يبلغ الِاسْتِغْرَاق، والرقاد الِاسْتِغْرَاق وَكَذَلِكَ النّوم.
وَيُقَال: " كَرَاهِيَة " بِالْيَاءِ وَكَرَاهَة بِغَيْر يَاء، لُغَتَانِ فصيحتان.
و" الشن " الْقرْبَة البالية، يُقَال: شن وشنة للَّتِي قد يَبِسَتْ وأخلقت. وَيُقَال: " كلفت " الْأَمر أكلفه إِذا تكلفته.

(1/83)


" الْعرض " خلاف الطول، وَالْعرض النَّاحِيَة وَالْوَجْه فِي الحَدِيث فتح الْعين.
و" الْفسْطَاط " ضرب من الْأَبْنِيَة، وَفِي " الْعين " الْفسْطَاط مُجْتَمع أهل الكورة حول جَامعهَا. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: كل مَدِينَة جَامِعَة فَهِيَ فسطاط وَمِنْه قيل لمدينة مصر الَّتِي بناها عَمْرو بن الْعَاصِ الْفسْطَاط. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل لمدينة مصر فسطاط لِأَن عَمْرو بن الْعَاصِ ضرب بهَا أبنيته حَيْثُ نزل، فَسُمي الْمَكَان باسم أبنيته , وَفِيه سِتّ لُغَات: فسطاط، وفِسْطاط، وفستاط، وفِسْتَاط، وفُسَّاطٌ، وفِسَّاطٌ حَكَاهَا يَعْقُوب.
أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ فِي الْعدَد " وتر " وَفِي الذحل وتر وَيقْرَأ {وَالشَّفْع وَالْوتر (3) } وَتَمِيم تَقول فِي الْعدَد والذحل مَعًا وتر. و " الأسوة " والإسوة الْقدْوَة.

(1/84)


وَالسَّمَاء " مغيمة " ويروى " مغيمة " يُقَال: أغامت وغامت، وغيمت وتغيمت.
" الْفَذ " والفاذ الْفَرد وَيُقَال: كلمة فاذة وفذة، إِذا كَانَت شَاذَّة عَن نظائرها.
وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَأحرق " ويروى " فَأحرق "، وهما لُغَتَانِ: أحرقت وَحرقت وَالتَّشْدِيد أبلغ فِي الْمَعْنى.
" أَو مرماتين " يرْوى بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا وَفِي " الْعين " المرماة سهم يتَعَلَّم بِهِ الرَّمْي، والمرماة مَا بَين ظلفتي الشَّاة وَهُوَ غير مَعْرُوف، وَالْمَشْهُور فِي المرماة أَنَّهَا السهْم الَّذِي يرْمى بِهِ. والمرماة بِالْفَتْح: الْغَرَض الَّذِي يرْمى إِلَيْهِ وَهُوَ المرمى أَيْضا.
و" الْهدم " بتسكين الدَّال مصدر هدمت، وَالْهدم اسْم الشَّيْء الْمُتَهَدِّم والْحَدِيث يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ، وَالرِّوَايَة بِسُكُون الدَّال.

(1/85)


" الجحش " الخدش، والألم يحدث فِي الْعُضْو عَن صدفة وضغط.
" تبص " بالصَّاد، ويروى بالضاد الْمُعْجَمَة، وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يَنْبع مِنْهَا مَاء قَلِيل. يُقَال: بضت الْحجر يبض إِذا رشح مِنْهُ المَاء. وَكَذَلِكَ بضت الْبِئْر. وَقَالَ ابْن الْقَاسِم: قَالَ لى مَالك: وَهُوَ البصيص وَهُوَ البضيض أَيْضا. فَمن روى " تبض " أَرَادَ تجْرِي، وَمن قَرَأَهَا " تبص " أَرَادَ لمعان المَاء وقلته.
اخْتلف فِي مَسَافَة " ريم " من الْمَدِينَة. فَقَالَ مَالك: نَحْو من أَرْبَعَة برد، وَقَالَ ابْن شهَاب: ثَلَاثُونَ ميلًا، وريم هَذَا مكسور الرَّاء.
يجوز " ثَمَان رَكْعَات " بالنُّون وثماني بِالْيَاءِ لُغَتَانِ، وَإِثْبَات الْيَاء أفْصح وأقيس، لِأَن الْيَاء إِنَّمَا تحذف من مثل هَذَا فِي حَال الرّفْع والخفض وَتثبت فِي حَال النصب.

(1/86)


قَوْله [عَلَيْهِ السَّلَام] : " قومُوا فلأصلي لكم "
يرويهِ كثير من النَّاس بِالْيَاءِ، وَمِنْهُم من يفتح اللَّام ويسكن الْيَاء ويتوهمه قسما، وَذَلِكَ غلط، لِأَنَّهُ لَا وَجه للقسم هَاهُنَا، وَلَو كَانَ قسما لقَالَ: " فلأصلين " بالنُّون وَإِنَّمَا الرِّوَايَة الصَّحِيحَة " فلأصل " على معنى الْأَمر ,. وَالْأَمر إِذا كَانَ للمتكلم وَالْغَائِب كَانَ بِاللَّامِ أبدا، وَإِذا كَانَ للمخاطب كَانَ بِاللَّامِ وَبِغير اللَّام.
" الأتان " الْأُنْثَى من الْحمير دون الذّكر، وَيُقَال للذّكر: العير والمسحل، وَمن قَالَ أتانة للْأُنْثَى فقد غلط.
و" ناهزت " قاربت، وأصل المناهزة تقَارب الشَّيْئَيْنِ حَتَّى يناطح كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.
" أَهْوى " وَهوى يُقَال: هوى من فَوق إِلَى أَسْفَل، وأهوى من

(1/87)


أَسْفَل إِلَى فَوق، وَالصَّحِيح أَن أَهْوى وَهوى لُغَتَانِ بِمَعْنى، هويت إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وأهويت. قَالَ بَعضهم: هوى يهوى هويا إِذا صعد وهويا إِذا هَبَط
" ينمي ذَلِك " يرفع ذَلِك. نميت الحَدِيث إِذا حدثت [بِهِ] على جِهَة الْخَيْر وَالصَّلَاح. ونميته إِذا حدثت بِهِ على جِهَة الشَّرّ وَالْفساد. ونمي الْخَيْر إِلَيْنَا إِذا طَرَأَ.

(1/88)