مشكلات موطأ مالك بن أنس

 (كتاب الصّيام)

" النبط " جنس من الْعَجم يسكنون بِالشَّام وَالْعراق، ومنزلتهم هُنَالك منزلَة القبط بِمصْر.
" وجد " يجد وجدا: إِذا حزن، وموجدة: إِذا غضب. وَقع فِي بعض النّسخ " أَلا أخْبرتهَا " وَهِي لُغَة لبَعض بني عَامر.
" لإربه " أَو أربه، والأرب الدهاء وجودة الْعقل، والإرب أَيْضا الْعُضْو، وَيكون الإرب أَيْضا جمع إربة كسدرة وَسدر، والأربة الْحَاجة قَالَ تَعَالَى: {غير أولى الإربة} وَيُمكن أَن يكون لُغَة فِي الإرب كَمثل وَمثل، وَشبه وَشبه، وَأما من رَوَاهُ " لأربة " فالأرب " الْحَاجة " لَا غير.
" الصّيام " وَالصَّوْم الْإِمْسَاك، وَمِنْه قيل للسكوت: صَوْم، لِأَنَّهُ إمْسَاك

(1/119)


عَن الْكَلَام، وَبِذَلِك فسر قَوْله: {إنى نذرت للرحمن صوما} وَيُقَال: صَامَ الْفرس إِذا وقف، وَأمْسك عَن المرعى. وَصَامَ النَّهَار إِذا قَامَ قَائِم الظهيرة.
و" الْفطر " من فطرت الشَّيْء، إِذا ابتدأته كَأَنَّهُ ابْتَدَأَ حَالَة أُخْرَى غير الصَّوْم.
و" رَمَضَان " من الرمض، وَهُوَ أَن تحرق الرّجلَانِ من شدَّة الْحر، يُقَال للحجارة المحمية فِي الشَّمْس: رَمْضَاء، وَسمي رَمَضَان بذلك، وَإِن كَانَ يكون فِي أشهر الْحر وَالْبرد، لِأَن فرض صِيَامه نزل فِي أشهر الْحر، فَلَزِمته للاسمية وَلم ينْتَقل بانتقاله. كَمَا سميت سَائِر الشُّهُور لمعان وَقعت فِي التَّسْمِيَة ثمَّ لَزِمت. وَجمع رَمَضَان: رمضانات، ورماضين، ورماض وأرمضة على حذف الزَّوَائِد.
" كرَاع العميم " بِعَين غير مُعْجمَة، وأصل الكراع: مَا استطال من الْحرَّة. وكراع كل شَيْء: طرفه، والعميم: النبت المتكاثف الَّذِي يعم الأَرْض ويروى بالغين غير مُعْجمَة.
اخْتلف أهل اللُّغَة فِي حد الْيَوْم وَالنَّهَار، فَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: حد النَّهَار من طُلُوع الْفجْر إِلَى غُرُوبهَا، وحد الْيَوْم من طُلُوع الْفجْر إِلَى مغيب الشَّمْس، وَلَا يُقَال لما قبل طُلُوع الشَّمْس نَهَارا.

(1/120)


وَقَالَ يَعْقُوب: إِذا طلع الْفجْر فَأَنت مفجر حَتَّى تطلع الشَّمْس. وَهَذَا شَبيه بقول النَّضر. وَفِي كتاب " الْعين " عكس قَول النَّضر.
وَقَالَ الْمبرد: وَحَقِيقَة الْيَوْم مسيرَة الشَّمْس من الْمشرق إِلَى الْمغرب وأوله طُلُوع الْفجْر إِلَى أَن يَبْدُو النَّهَار، وَقَالَ فِي حد النَّهَار: انفجار الضياء من طُلُوع الْفجْر إِلَى غرُوب الشَّمْس.
وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر أَن الْيَوْم وَالنَّهَار جَمِيعًا أَحدهمَا طُلُوع الْفجْر إِلَى مغيب الشَّمْس، وَدَلِيل ذَلِك إِجْمَاع الْمُسلمين على أَن الْيَوْم الْمَفْرُوض صَوْمه أَو الْمَنْذُور إِنَّمَا هُوَ من طُلُوع الْفجْر إِلَى مغيب الشَّمْس، وَمَا قَالَه من تقدم ذكره فَغير صَحِيح.
" أَنه دَاخل الْمَدِينَة " كَذَا الرِّوَايَة وَيجوز " دَاخل الْمَدِينَة " وبالوجهين قَرَأَ الْقُرَّاء: {كاشفات ضره} و {ممسكات رَحمته} .
" الْعرق " المكتل الْعَظِيم، وَسمي عرقا لِأَنَّهُ يعْمل [عرقة] ثمَّ [يضم] بَعْضهَا إِلَى بعض.

(1/121)


" العبيط " الطري.
وَقَوله: " وَكَانَت بنت أَبِيهَا " أَي: كَانَت جرئية لَا تبالي بقول الْحق، وَلَا من تَسْتَحي من السُّؤَال عَن دينهَا.
وَقع فِي بعض النّسخ " حَتَّى تمّ سبعه " وَفِي بَعْضهَا " سبوعه " وَالْوَجْه أَن تكون جمع سبع كبرد وبرود، وجند وجنود، وَمن قَالَ: إِنَّه أَرَادَ الْأُسْبُوع فَهُوَ خطأ، إِنَّمَا يُقَال: طَاف بِالْبَيْتِ أسبوعا، كَذَا ذكره اللغويون وأنكروا قَول عَامَّة الْمشرق سبوعا.
وَقَوله: " وَيرجع حَلَالا من الطَّرِيق " يُقَال: رجل حَلَال أَي مَحل، وَيُقَال: حرَام أَي: محرم.
يُقَال: " كبر " الرجل إِذا أسن، وَكبر الْأَمر إِذا عظم وَمن ضم الْبَاء فِي حَدِيث السن فقد أَخطَأ.
" الرَّفَث " هَاهُنَا الْكَلَام الْقَبِيح.
و" الْجَهْل " ضد الْحلم، وَهُوَ أَن يدع الصَّبْر ويؤثر الِانْتِصَار، وَقد يكون الْجَهْل فِي مَوضِع آخر ضد الْعلم، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه. وهما راجعان إِلَى أصل وَاحِد، وَقد يكون الرَّفَث الْجِمَاع، وَلَيْسَ هَذَا أَيْضا مَوْضِعه.

(1/122)


" الْجنَّة " السّتْر، وَقَالَ قوم: جنَّة من النَّار.
" الخلوف " التَّغَيُّر وَالنَّتن، وَمن فتح الْخَاء فقد أَخطَأ، إِنَّمَا هُوَ بِالضَّمِّ مصدر خَلَفَ يخْلُفُ خُلُوفاً.
و" الْفَم " لَا يسْتَعْمل فِي الْمِيم إِلَّا إِذا كَانَ مُفردا غير مُضَاف، فَإِن أضيف اسْتعْمل بِحرف اللين، فَقيل: فوك وفاك وفيك. وَرُبمَا اسْتعْمل عِنْد الْإِضَافَة بِالْمِيم وَلم يسْتَعْمل فِي حَال الْإِفْرَاد بحروف اللين إِلَّا فِي قَول العجاج:
(خالط من سلمى خياشيم وفا ... )
[رجز]
وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " قد تواطت " الْوَجْه تواطأت وَلكنه جَائِز على لُغَة من يَقُول: قريت وأخْطَيْتُ.
يُقَال " قِثَّاءُ " وقُثِّاءُ.
يُقَال: " عجز الرجل يعجز " وَلَا يُقَال: عجز يعجز إِلَّا إِذا عظمت عجيزته.
يُقَال: " كسْوَة " وَكِسْوَة.

(1/123)