مشكلات موطأ مالك بن أنس

 (كتاب الْأَقْضِيَة)

قَوْله: " فَإِن فضل مِنْهُ شَيْء " الْأَفْصَح: فتح الضَّاد وَكسرهَا لُغَة شَاذَّة. هَذَا فِي الفضلة الَّتِي تفضل من الشَّيْء، فَأَما الْفضل الَّذِي يُرَاد بِهِ الشّرف فَلَا يجوز فِيهِ إِلَّا فتح الضَّاد وَلَا يكَاد النَّاس يفرقون بَينهمَا. وَمن قَالَ: فضل أَو نقص فقد أَخطَأ.
" نمى " الشَّيْء ينمي وَهَذِه اللُّغَة الفصيحة ونما يَنْمُو. يُقَال: " شركَة " فِي السّلْعَة بِكَسْر الرَّاء، وأشرك.
" شخص " الرجل بِفَتْح الْخَاء لَا غير وَلَا يُقَال: شخص إِلَّا فِي عَظِيم الشَّخْص.
" كسْوَة " وَكِسْوَة.
ويروى " يكافىء " بِالْهَمْزَةِ وَغير الْهَمْز وَكِلَاهُمَا جَائِز.
" جبلت " تجبل.
وَقع فِي بعض النّسخ و " شركاؤه غيب " وَفِي بَعْضهَا " غيب " وَكِلَاهُمَا صَحِيح. يُقَال: " صلح " وَصلح بِفَتْح اللَّام وَضمّهَا وَالْفَتْح أفْصح.

(1/162)


" الطَّرِيق " يؤنث وَيذكر. " الْعِمَارَة " بِكَسْر الْعين وَلَا تفتح.
وَيُقَال: " نكل " عَن الْأَمر ينكل. هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَحكى قوم أَن يُقَال: نكل ينكل وَذَلِكَ غير مَعْرُوف.
وَقَوله: " وَإِن زنا وَقد أحصن " الرِّوَايَة بِفَتْح الْهمزَة وَالصَّاد، وَيجوز ضم الْهمزَة وَكسر الصَّاد.
الرِّوَايَة " لَا يغلق الرَّهْن " بِرَفْع الْقَاف على لفظ الْخَبَر وَمَعْنَاهُ النَّهْي يُقَال: رهنت الرَّهْن أرهنته، وَأنكر الْأَصْمَعِي أرهنته.
قَوْله: " من مغربة خبر " الصَّوَاب كسر الرَّاء وَالْإِضَافَة، وَحكى أَبُو عبيد فتح الرَّاء وَالْإِضَافَة، وَقَالَ الْأمَوِي بِفَتْحِهَا وَغَيره بِكَسْرِهَا، وَأَصلهَا من الغرب وَهُوَ الْبعد.
قَوْله: " يتساوقا " أَي: سَاق بَعْضهَا بَعْضًا.
يُقَال: " أراق " المَاء وهراقه وأهرقه ثَلَاث لُغَات، فَإِذا أعرب إِلَى صِيغَة مَا لم يسم فَاعله قيل: أريق وهريق وَأُهْرِيقَ.
" الْموَات " الأَرْض الَّتِي لَا عمَارَة فِيهَا، وبضم الْمِيم: الطَّاعُون وَكَثْرَة الْمَوْت.

(1/163)


وَيُقَال أَيْضا: موَات بِفَتْح الْمِيم وَلَيْسَ بِمَشْهُور والموتان: الطَّاعُون مثل الْموَات.
وَيُقَال: وَقع فِي النَّاس موتان وموات.
" الضرار " فعل الْوَاحِد، والضرار أَيْضا: بعد الِاثْنَيْنِ.
" الشّرْب " جمع شربة وَهِي: أحواض تصنع حول النّخل وَالشَّجر وتملأ مَاء فَتكون ري النَّخْلَة والشجرة.
" الدولاب " السانية، وَجَمعهَا دواليب.
" الضفيرة " والمسناة وَالسكر بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ: السد. و " النَّضْح " الاسْتِسْقَاء من الْبِئْر بِالْإِبِلِ.
و" الدوالاب " النَّوَاضِح، وَهِي السواني وَاحِدهَا نَاضِح.
" الزرعة " والمزرعة والزراعة وَاحِد، وَهِي الأَرْض الَّتِي تزرع. وَاسم الْبذر الَّذِي يبذر فِيهَا: الزريعة بتَخْفِيف الرَّاء، وَجَمعهَا زرائع، مثل: ذَرِيعَة وذرائع.
و" الرّبع " السانية.
" منح " يمنح ويمنح.
و" سفينة " وسفائن.
" العوار " والعوار: الْعَيْب وَالْفساد.

(1/164)


يُقَال: " عزم " يعزم، مثل: ضرب يضْرب.
و" غرم " يغرم على مِثَال: علم يعلم.
" النَّحْل " والنحلة: الْعَطِيَّة الَّتِي لَا يطْلب عَلَيْهَا مُكَافَأَة.
" الغابة " مَوضِع، وأصل ذَلِك أَنه شجر ملتف مشبك، متآلف الْأسد وَالسِّبَاع.
" الاعتصار " فِي اللُّغَة: اسْتِخْرَاج مَال من يَد إِنْسَان بِأَيّ وَجه استخرج وَهُوَ من: عصرت الْعِنَب، واعتصرته إِذا استخرجت مَاءَهُ.
وَيُقَال: " حجر " الْإِنْسَان وحجره بِالْفَتْح أفْصح.
" مسكن " ومسكن.
وَذكر أهل اللُّغَة أَن " اللّقطَة " مَفْتُوحَة الْقَاف، وَهِي لَفْظَة شذت عَن الْقيَاس، لِأَن فعلة إِنَّمَا تحرّك الْعين مِنْهَا إِذا وصف بهَا الْفَاعِل، فَإِن وصف بهَا الْمَفْعُول سكنت عينهَا. يُقَال: رجل لعنة وسببة وضحكة: إِذا كَانَ يلعن النَّاس ويسبهم ويضحك مِنْهُم، فَإِن كَانَ هُوَ الَّذِي يلعن ويسب ويضحك مِنْهُ سكنت الْعين فَقلت: لعنة وسببة وضحكة، فَيجب على هَذَا أَن يُقَال: لقطت الشَّيْء الْمُلْتَقط، وبفتح الْقَاف: الرجل الْمُلْتَقط وَقد جَاءَ بهَا بعض اللغويين على الْقيَاس وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور.

(1/165)


" الْوَلَاء " الْإِمَارَة بِالْكَسْرِ لَا غير، إِذا كَانَت بِمَعْنى الْوَلَاء جَازَ فِيهَا الْفَتْح وَالْكَسْر، قَالَ الله تَعَالَى: {مَا لكم من ولايتهم من شَيْء} بِكَسْر الْوَاو وَفتحهَا.
" أكسل " فِي الْجِمَاع الرجل يكسل، فَإِن كَانَ عجز من غير جماع قيل: كسل يكسل.
يُقَال: " هدبة " وهدبة وهدابة، وَهُوَ: الْخَيط الَّذِي يتْرك فِي طرف الثَّوْب، ثمَّ يفتل فَيَقَع عَلَيْهِ اسْم الهدب مفتولا وَغير مفتول.
" المخفقة " هى الدرة؟
يُقَال: " حفرت " الأَرْض: إِذا حرثتها.
وَقَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ لِابْنِ عَبَّاس: " إِنَّك رجل تائه " والتائه: المتحير وَقَول هِنْد: يَا أهل مَكَّة عَلَيْكُم الحميت الْأسود فأقتلوه الحميت الزق يدبغ بِرَبّ الزَّبِيب، فيحفظ السّمن من التَّغْيِير.

(1/166)


وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ضَالَّة الْمُؤمن حرق النَّار ".
الحرق يتَصَرَّف فِي اللُّغَة على أَرْبَعَة معَان فَتَارَة يجعلونه النَّار بِعَينهَا، وَتارَة يجعلونه إحراق النَّار وَمِنْه الحَدِيث: " الحرق وَالْغَرق شَهَادَة " وَتارَة يجعلونه الْأَثر الَّذِي يكون فِي الثَّوْب من دق الْقصار والكاد. فَإِن كَانَ من النَّار قَالُوا: حرق. وَتارَة يُرِيدُونَ تناثر شعر الْإِنْسَان وَرِيش الطَّائِر.
وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي اللّقطَة: " فشأنك بهَا " أَي عَلَيْك شَأْنك بهَا، وألزم شَأْنك أَو نَحْو ذَلِك من الْإِضْمَار الَّذِي يَلِيق بِمَعْنى الْكَلَام فَهُوَ مَنْصُوب بالعامل الْمُضمر. وللعرب فِي هَذِه اللَّفْظَة ثَلَاث لُغَات مِنْهُم من يَقُول: " شَأْنك وَكَذَا " وَمِنْهُم من يَقُول: " شَأْنك بِكَذَا " وَمِنْهُم من يَقُول: " شَأْنك " فَقَط. وَلَا يجوز شَأْنك وَكَذَا بثم وأو.
" الْإِبِل المؤبلة " المتخذة للنسل لَا للتِّجَارَة، وَلَا للْعَمَل، وَيُقَال: هِيَ الْكَثِيرَة الْمُهْملَة وَهِي الأوابد.
" إِن أُمِّي افتلتت نَفسهَا " بِالرَّفْع وَرُوِيَ " نَفسهَا " بِالنّصب.
" الْعتَاقَة " مَفْتُوحَة الْعين. وَمن كسرهَا فقد أَخطَأ.
وَقَوله: " فَالشَّطْر " كَذَا الرِّوَايَة بِالرَّفْع وَهُوَ مُبْتَدأ مُضْمر لدُخُول الْفَاء

(1/167)


عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِك جَائِز، فَيكون بِمَنْزِلَة قَول الْقَائِل: أَزِيد قَائِم فَيَقُول الْمُجيب: لَا، فَيَقُول: فقاعد. وَلَو نصب ناصب الشّطْر وَالثلث على معنى فَأعْطى الشّطْر، وَأعْطِي الثُّلُث لَكَانَ جَائِزا.
" الْحَرْب " السَّلب حَرْب الرجل مَاله.
يُقَال: " أفلس " الرجل إفلاسا، والعامة تَقول: أفلس وَهُوَ خطأ.
" الجدع " قطع الْأنف وَالْأُذن، وَلَا يسْتَعْمل فِي غَيرهمَا من الْأَعْضَاء، وَهُوَ فِي الْأنف أشهر مِنْهُ فِي الْأذن.
وَيُقَال لولد النَّاقة أول سنة " حوار وحوار بِكَسْر الْحَاء وَضمّهَا، وَيُقَال فِي الثَّانِيَة: ابْن مَخَاض.
" حجاج " الْعين وحجابها الْعظم الَّذِي عَلَيْهِ الحاجبان.
" لطخته " بِشَيْء خَفِيف الطَّاء، وَيُقَال: لطخته بِالْحَاء غير مُعْجمَة أَيْضا بِمَعْنى وَاحِد.
" الغيلة " الْمَكْر والغدر، وَيُقَال: غالة يغوله واغتاله يغتاله.
" الحفير " يَقع على كل حُفْرَة يحْفر فِي الأَرْض مثل الْبِئْر وَالْعين. " نكل " ينكل.

(1/168)