أساس البلاغة كتاب الجيم
ج أأ
دفعه يجؤجؤه وهو عظم الصدر، وقيل وسطه، وعليك بجأجىء الطير. قال:
كعقيلة الأدحيّ بات يحفها ... ريش النعام وزال عنها الجؤجؤ
ومن المجاز: شقت السفينة الماء بجؤجؤها. وحيززومها.
ج أب
حمار جأب: صلب شديد، وظبية وبقرة جابة المدري: شديدة القرن. قال طرفة
يصف ظبية ذات غزال:
جابة المدري خذول مغزل ... تنفض الضّال وأفنان السمر
ج أر
جأر العجل، وجأر الداعي إلى الله: ضج ورفع صوته " إذا هم يجأرون " وبات
له جؤار، وهو جأار بالليل. قال:
جأر ساعات النيام لربه
ومن المجاز: جأر النبات: طال وارتفع، كما يقال: صاحت الشجرة إذا طالت،
وجأرت أرض بني فلان: ارتفع نباتها، وعشب جار: غمر. قال:
عفراء حفت برمال عفر ... وكللت بالأقحوان الجأر
وغيث جؤر بوزن جعل: غزير يجأر عنه النبات.
ج أز
فلان جئز شئز أي شرق قلق. وتقول: يا ماء إن أجأزت، فكم أجزت، من أجاز
الغصة.
ج أش
فلان رابط الجأش، وواهي الجأش وقد ربط لذلك الأمر جأشاً. والجأش
والجؤشوش الصدر.
ج أ
وكتيبة جأواء: كدراء اللون في حمرة وهو لون صدإ الحديد. قال:
غشيته وهو في جأواء باسلة ... عضباً أصاب سواء الرأس فانفلقا
وتقول: جاء في كتيبة جأواء، ثم لوى ذنبه مع لأواء.
ج ب ب
جب الرجل، فهو مجبوب، بين الجباب بالكسر إذا استؤصلت مذاكيره. وجبوا
النخل: أبروه، وهو زمن الجباب بالفتح. وبعير أجب: لا سنام له. وناقة
جباء. قال النابغة:
ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
(1/119)
ويقال: سمع المسبة، فركب المجبة؛ وهي لقم
الطريق. وعن بعض العلماء: من رضي بما سمع منا، وإلا فليلتحم المجبة "
وألقوه في غيابة الجب ". ولبسوا جباب الخز. واندس في جبته كما يندس
الثعلب في جبته. وضربت على بابه الجباجب أي الطبول، جمع جبجبة بالضم
وهي في الأصل زبل لطاف من جلود. ويقال للكروش الجباجب، جمع جبجبة
بالفتح. يقال: تجبجبوا أي اتخذوا جباجب، والتقينا بالجباجب، وهي علم
لمنحر منًى: لأن الكروش تلقى فيها. وارمأة جباء: صغيرة الثديين،
استعارة من الناقة الجباء. ومنه حديث الأشتر: أنه قال لعلي رضي الله
عنه صبيحة بنائه بالنهشلية " كيف وجد أمير المؤمنين أهله فقال كالخير
من امرأة قباء جباء ". وجبت فلانة النساء حسناً: بذتهن حتى قطعتهن عن
المفاخرة، يقال جابتهن فجبتهن، وجابه في القرى فجبه، إذا كان أحسن قرىً
منه، وقد تجابوا.
ج ب ت
هو شر من أصحاب السبت، ومن المؤمنين بالجبت.
ج ب ذ
تقول: جبذه ثم نبذه.
ج ب ر
جبر المجبر يده فجبرت. قال العجاج:
قد جبر الدين إلا له فجبر
ومسح على الجبائر، وليس الجبائر، وهي الأسورة، وقيل الدماليج، والواحدة
فيهما جبارة وجبيرة. وذهب دمه جبارا، و" جرح العجماء جبار " وهو جبار
من الجبابرة، وقد تجبر، وويل لجبار الأرض من جبار السماء. وفيه جبرية،
وقوم جبرية، وفيهم جبرية. وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع
الملك.
وفي الحديث: " دعوها فإنها جبارة " وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك
جبرية أي إلا تجبر الملوك بعدها.
ومن المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد، وهي دون السحوق. وناقة جبار:
عظيمة، بغير تاء. وقد فسر قوله تعالى: " قوماً جبارين " بعظام الأجرام.
وقلب جبار: لا يقبل موعظة وطلع الجبار أي الجوزاء لأنها في صورة ملك
متوج على كرسي. وقلبي إلى جابر بن حبة وهو الخبز. قال:
فلا تلوميني ولومي جابراً ... فجابر كلفني الهواجرا
وجبر الله يتمه، وجبرت الفقير: أغنيته، شبه فقره بانكسار عظمه. وفي
الدعاء: اللهم اجبرنا.
(1/120)
وجبرت فلاناً فاجتبر أي نعشته فانتعش. قال:
من عال منا بعدها فلا اجتبر
واستجبرته إذا بالغت في تعهده، وفلان جابر لي مستجبر. وقال الراعي:
أعبد بن حار للدموع البوادر ... وللجد أمسى عظمه في الجبائر
أي عثر فتكسر حتى احتاج إلى المجبر، وهو من المجاز الحسن.
ج ب س
فلان جبس من الأجباس، وهو الدنيء الجبان. قال:
ماض إذا الأجباس بعد الكرى ... تناكحت أزواج أحلامها
ج ب ل
جبله الله على الكرم: خلقه، وهو مجبول عليه، وأجن الله جباله أي قبر
خلقه من الجنن. وجبلة فلان على كذا، وهو من الجبلة الأولين " ولقد أضل
منكم جبلاً كثيراً " وأجبل القوم وتجبلوا: صاروا في الجبال.
ومن المجاز: امرأة بجلة: عظيمة الخلق. وناقة جبلة السنام: تامكته. ورجل
جبل الوجه، وجبل الرأس: غليظهما. وسيف جبل ومجبال: لم يرقق. قال:
صافي الحديدة لا ناب ولا جبل
وامرأة مجبال: غليظة الخلق. ويقال للثوب المحكم: إنه لجيد الجبلة.
وأجبل الحافر: بلغ الصلابة وإن لم تكن جبلاً. وأجبل الشاعر: أفحم.
وسألناهم فأجبلوا إذا لم ينولوا. قال الكميت:
فبان وأبقى لنا من بنيه ... لهاميم سادوا ولم يجبلوا
وطلب حاجة فأجبل أي أخفق. وأجبل القوم لم ينفذ حديدهم.
ج ب ن
رجل جبان، ورجال جبناء، وفي حديث خالدك " فلا نامت أعين الجبناء "
وامرأة جبان، ونساء جبانات. قال كثير:
أخاضت إلي الليل خود غريرة ... جبان السري لم تنتطق عن تفضل
كقولهم: امرأة جواد، ويقال جبانة. سمع بعض العرب يقول: الضبع جبانة لا
تقبل على الصفير، إذا صفر بها فرت. وأجبنت فلاناً وأبخلته: وجدته كذلك.
وعن عمرو بن معد يكرب: قاتلناكم فما أجبناكم، وجبنته: نسبته إلى الجبن.
وخرجوا إلى الجبانة والجبان وهي الصحراء. قال أبو النجم:
يهوي بروقين ما ضلا فرائصها ... حتى تجدلن بالجبان واختضبا
أي ما أخطأ فرائص الكلاب. ورجل صلت الجبين. وتجبن اللبن وتكبد: صار
كالجبن والكبد.
(1/121)
ومن المجاز: فلان شجاع القلب، جبان الوجه
أي حييّ.
ج ب هـ
جبهة ذات بهجة. ورجل أجبه: عريض الجبهة. وجبهته: ضربت جبهته.
ومن المجاز: هو جبهة قومه، كما يقال وجههم، وجاءني جبهة بني فلان:
لسرواتهم، وجاءت جبهة الخيل: لخيارها. قال بعض بني فزارة:
وليت جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قابلوا أسدا
وجبهه: لقيه بما يكره. ولقيت منه جبهة أي مذلة وأذًى. وجبهنا الماء:
وردناه ولا آلة سقي، فلم يكن منا إلا النظر إلى وجه الماء، ومنه جبهنا
الشتاء: جاءنا ولم نتهيأ له.
ج ب ي
جبي الخراج جباية: جمعه " تجبى إليه ثمرات كل شيء " وجبى الماء في
الحوض. واسقوني من جبي حوضكم. ولفلان قدر كالخابية، وجفنة كالجابية؛
وجفان كالجوابي. وجبى تجبية، إذا ركع. وفلان لا يجبّي: لا يصلي.
ومن المجاز: فلان يجتبي جبي المجد أي يقوم بالمجد ويجمعه لنفسه. قال ذو
الرمة:
وما زلت تسمو بالمعالي وتجتبي ... جبى المجد مذ شدت عليك المآزر
واجتباه: اختاره، مستعار منه لأن من جمع شيئاً لنفسه فقد اختصه
واصطفاه، وهو من جبوة الله وصفوته.
ج ث ث
فلان صغير الجثة وهي شخصه قاعداً، ولهم همم دقاق إلى جثث ضخام. وجثه
واجتثه: استأصله " اجتثت من فوق الأرض " وشجر مجتث: لا أصل له في
الأرض.
ج ث ل
شعر جثل: كثير لين، وقد جثل جثولة وجثالة قال الأعشى:
وأثيث جثل النبات تروي ... هـ لعوب غريرة مفناق
ولحية جثلة، وللفرس ناصية جثلة، ولمة جثلة. قال الكميت:
إذ لمتي جثلة أكفئها ... يضحك منها الغواني العجب
واجثأل الطائر: نفش ريشه من البرد. قال:
جاء الشتاء واجثأل القبر ... وطلعت شمس عليها مغفر
وجعلت عين الحرور تسكر
ومن المجاز: نبات جثل، وشجرة جثلة الأفنان. واجثأل النبات: طال والتف.
ج ث م
جثم الطائر، وهذا مجثمه. ونهى عن المجثمة وهي المصبورة. وجاء بثريدة
(1/122)
كجثمان القطاة. ورأيت ترماً مثل جثمان
الجزور.
ومن المجاز: فلان جثامة: لا ينهض للمكارم.
ج ث
وجثا على ركبتيه جثواً، ورأيته جاثياً بين يديه " وترى كل أمة جاثية "
ورأيتهم جثياً عنده. وفي الحديث: " أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي
الله تعالى يوم القيامة " وتجاثوا على الركب، وجاثى خصمه مجاثاة. وصار
فلان جثوة من تراب. قال طرفة:
ترى جثوتين من تراب عليهما ... صفائح صم من صفيح منضد
ج ح ج ح
سيد جحجاح: مسارع إلى المكارم، من قول بعض هذيل: غلامي بشعب كذا يخبط
ويجحجح أي يسرع فيه، وقوم جحاجح وجحاجحة. قال ابن الزبعري:
ماذا ببدر فالعقن ... قل من مرازبة جحاجح
وجحجحت فلانة بولدها: جاءت به جحجاحاً. وجحجح عن الأمر: كف ونكص. يقال:
حملوا ثم جحجحوا.
ج ح د
جحده حقه وبحقه، جحداً وجحوداً. وما أنت إلا جاحد جحد أي قليل الخير،
وفيك جحد وجحد كعدم وعدم، وقد جحد فلان وأجحد. قال الفرزدق:
لبيضاء من أهل المدينة لم تذق ... يبيساً ولم تتبع حمولة مجحد
وقلة الخير على معنيين: الشح والفقر. ويقال: قد جحد عامنا، وعام جحد.
ج ح ر
جحرت الضباب، وانجحرت: دخلت في جحرتها. قال:
ولا ترى الضب بها ينجحر
وأجحرها المطر.
ومن المجاز: حصني جحرك. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: " إذا حاضت
المرأة حرم الجحران " أي اجتمع الاثنان في الحرمة بعد ما كانت الحرمة
في أحدهما. ودخلوا في مجاحرهم أي في مكامنهم، وأجحرهم الفزع وأجحرت
السنة الناس: أدخلتهم في المضايق، ولذلك سميت جحرة. يقال: أقحمتهم
الجحرة. وقال الحطيئة:
وجدتكم لم تجبروا عظم مغرم ... ولا تنحرون النيب في الجحرات
وجحرت عينه: غارت. وجحر الربيع: احتبس.
(1/123)
وأنشد أبو زيد:
لنعم القوم في الأزمات قومي ... بنو كعب إذا جحر الربيع
كهول معقل الطرداء فيهم ... وفتيان غطارفة فروع
ج ح ش
فلان يرتبط الجحاش.
ومن المجاز: هو جحيش وحده، وعبير وحده، في ذم المستبد برأيه، والمستأثر
بكسبه. وجاحش عن خيط رقبته إذا دافع عن نفسه وفي مثل: " الجحش لما بذلك
الأعيار " وقد يستعار للمهر والغزال، ويشتق منه للصبي. قال المعترض
الظفري:
قلنا مخلداً وابني حراق ... وآخر جحوشاً فوق الفطيم
ج ح ظ
عين جاحظة: ناتئة الحدقة، وقد جحظت جحوظاً، وقوم جحظ، وجحظ إلي بصره.
ومنه عمرو بن بحر الجاحظ. وتجاحظ فلان في كلامه.
ومن المجاز: لأجحظن إليك أثر يدك أي لأرينك سوء عملك. وجحظ إليه عمله
إذا عرف إساءته.
ج ح ف
أجحف بهم الدهر، واجتحفهم: استأصلهم. وأجحف بهم فلان: كلفهم ما لا
يطاق. وسنة مجحفة، وموت جحاف، وسيل جحاف وجراف. وتجاحفوا في القتال:
تناوشوا بالسيوف. وتجاحف الفتيان بالكرة بينهم. ودلوا جحوف: تأخذ
الماء. وإنه ليجحف الزبد بالتمر. قال جرير:
ودعا الزبير فما تحركت الحبى ... لو سمتهم جحف الخزير لثاروا
ج ح ف ل
وجاءوا في جحفل عظيم، والتفت عليهم الجحافل.
ج ح م
نار جاحمة: شديدة الحر مضطرمة، ومكان جاحم، ومنه قيل لعيني الأسد:
جحمتاه تزران، لتوقدهما.
ومن المجاز: اصطلى فلان بجاحم الحربفبرد أي فتر وسكنت حفيظته. قال:
الباغي الحرب يسعى نحوها ترعاً ... حتى إذا ذاق منها جاحماً بردا
ج د ب
جدب المكان جدوبة، وجدب وأجدب، نحو خصب وأخصب. ومكان جدب وجديب، وأرض
جدبة وجديبة، وبلد مجدب وبلاد مجادب. وفلان ربيع في المجادب. قال حرام
بن وابصة:
ألا مات أهل الحلم والباع والندى ... ربيع اليتامى صوبه في المجادب
وأجدب القوم: أصابهم الجدب، وأجدبت السنة، ومرت عليهم سنو جدب، وسنون
جدبات. وأجدبنا أرض بني فلان: وجدناها جدبة. وجادبت الإبل العام إذا لم
تصادف إلا
(1/124)
الدرين لجدوبته. وإبل مجادبة ومجاديب. وجدب
عمر رضي الله عنه السمر بعد العتمة أي ذمه وعابه. ودعا رجل عتبة بن
غزوان إلى منزله، فقال: امض في رشد الله وصحبته فما أتجدب أن اصحبك أي
لا أتذمم.
ومن المجاز: نزلنا ببني فلان فأجدبناهم إذا لم يجدوا عندهم قزّي وإن
كانوا مخصبين. وعن الحسن: " أجدب قلوب وأخصب ألسنة ". ورحل فلان جديب.
وفي نوابغ الكلم: من كان آدب، كان رحله أجدب.
ج د ث
غيّبوه في الجدث أي في القبر. وتقول: شرد الأحداث، نزول الأجداث.
ج د ح
جدح السويق واللبن بالمجدح وهو عود في رأسه عودان معترضان يخاض به حتى
يختلط. وخفق المجدح: أي الدبران، ونوءه غزير. يقولون: أرسلت السماء
مجاديح الغيث. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: " لقد استسقيت بمجاديح
السماء " أراد الاستغفار.
ج د د
رجل مجدود وجد: ذو جد، وهو أجد من فلان، ويقال: أغطي فلان جداً، فلو
بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضاً. وجد في عيني: عظم. وسلك
الجدد. وقد أجددت فسر، ومشى على الجادة، وامشوا على الجواد. وجد في
الأمر وأجد، وأجد المسير. وأجاد أنت أم هازل؟ وأجدك تفعل كذا. وأرض
جداء: لا ماء بها. وشاة جداء وجدود: لا لبن بها. وعلى ظهره جدة، وفي
السماء جدة، وهي الطريقة. ولا أفعل ماكر الجديدان والأجدّان. وهذا زمن
الجداد والحداد، وأجد النخل. وملحفة جديد، وأجد ثوباً واستجده بمعنى.
ومن المجاز: جد به الأمر، وجد جده، وهو على جد أمر. وركب جدةً من الأمر
أي طريقة ورأى رأياً. وهذه نخل جاد مائه وسق أي تجدها، كما تقول: ناقة
حالبة علبتين، وتحلب علبتين.
ج د ر
ناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو
أصل الجدار، سمي بذلك: لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت
جديراً به. قال زهير:
بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
ولقد جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو
مجدور الوجه، ومجدر.
ج د ع
جدع أنفه وأذنه فهو مجدوع، وإذا لزم النعت، قيل: هو أجدع، وهي جدعاء،
وبه جدع. ولا يقال: جدع، ولكن جدع، كما لا يقال في الأقطع: قطع، ولكن
قطع. وما أقبح جدعته وهي موضع الجدع، كالصلعة والقطعة. وجدعه إذا قال
له: جدعاً لك. وحبشي مجدع.
ومن المجاز: جدع الصبي: أسيء غذاره وقطع، فهو جدع، وبه جدع. قال أبو
زبيد:
ثم استفاها فلم يقطع فطامهما ... عن التضبب لا غيل ولا جدع
(1/125)
أي انهمكا في الرضاع، من استفاه الرجل إذا
كثر أكله، والتضبب السمن وجدعت غذاءه. وقال: جدعوا وليدهم، وأجدعوه.
وجدع القحط النبات. قال ابن مقبل:
وغيث مريع لم يجدع نباته ... ولته أهاليل السماكين معشب
وأجحفت بهم جداع وهي السنة، لأنها تجدع النبات وتذل الناس. وجادع
صاحبه: شاره وشاتمه بجدعاً لك. وتركت البلاد تجادع أفاعيها أي تتآكل
أشرارها وتتعادى. ويقال: جدعه وشراه إذا لقاه شراً وسخرية، كمن يجدع
أذن عبده ويبيعه.
ج د ف
جدف الملاح السفينة إذا دفعها بالمجداف. قال أعشى همدان:
لمن الظعائن سيرهن تزحف ... عوم السفين إذا تقاعس تجدف
وخفق الطائر بمدافيه أي بجناحيه، وجدف بهما: ردهما إلى خلفه في طيرانه
كما يفعل الملاح بمجدافيه.
ج د ل
جدل الحبل: فتله، وزمام مجدوزل وهو الجديل. تقول: كأن في الجديل، إحدى
بنات جديل. وطعنه فجدله: ألقاه على الجدالة وهي الأرض. قال:
قد أركب الآلة بعد الآلة ... وأترك العاجز بالجدالة
وتقول: إن وقفن فمجادل، وإن مررن فأجادل: إن وقفن فقصور وإن مررن
فصقور. قال الأعشى:
في مجدل شد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر
وكان فلان جدالاً فصار تماراً، وهو بائع الجدال وهو البلح، سمي
لاشتداده، أو بائع الحمام في الجديلة وهي الشريجة. وشاد قصره بصم
الجندل، وبصم الجنادل، الواحدة جندلة، والنون مزيدة، والوزن فنعلة من
الجدل.
ومن المجاز: امرأة مجدولة الخلق: قضيفة. ودرع مجدولة وجدلاء: محكمة
وعمل على جديلته أي على شاكلته التي جدل عليها. وركب جديلته أي عزيمة
رأيه. واستقام جدول القوم إذا انتظم أمرهم، كالدول إذا اطرد وتنابع
جريه. ونظر أعرابي إلى قافلة الحاج متتابعة، فقال: أما الحاج فقد
استقام جدولهم.
ج د ي
وقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال
العجاج:
ما بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها
وجدا علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته.
(1/126)
قال:
جدوت أناساً موسرين فما جدوا ... ألا الله أجدوه إذا كنت جادياً
وقوم جداة، ومجتدية، ومستجدية. وفلان سخي جدي. وما يجدي عليك وقل جداء
عنك وهو الغناء. قال:
لقل جداء على مالك ... إذا الحرب شبت بأجذالها
وتقول: أكل الجداء، قليل الجداء. وتقول ثلاثة في اثنين، جداء ذلك ستة
أي مبلغه. ولها جيد جداية وهي الغزالة. قال جميل:
بجيد جداية وبعين أحوى ... تراعى بين أكثبة مهاها
وأوثر جديتي سرجك لا يعقر، وهما ما يبطن به الدفتان من لبد محشو، وكذلك
جديتا الرحل والجمع جديٌ وجديات. قال مسكين الدارمي:
ما مس رحلي العنكبوت ولا ... جدياته من وضعه غبر
ويقال لهما: الجديتان، والعوام تسميهما: الجديدتين. ويقال جدا عليه
شؤمه إذا جر عليه وهو من باب التعكيس، كقوله تعالى: " فبشره بعذاب أليم
" قال ابن شعاء الفزاري:
رعى طرفها الواشون حتى تبينوا ... هواها وقد يجدو على النفس شؤمها
ولا أفعل ذلك جدا الدهر أي أبداً. قال الأعشى:
رواح العشي وسير الغدو ... جدا الدهر حتى تلاقي الخيارا
وتضمخ بالجادي وهو الزعفران، نسب إلى الجادية وهي من أعمال البلقاء.
سمعت من يقول: أرضالبلقاء تلد الزعفران.
ج ذ ب
جذب الحبل وغيره، واجتذبه إذا مده، وجاذبه الثوب وتجاذبوه.
ومن المجاز: جذب المهر عن أمه: فطمه. قال أبو النجم:
ثم جذبناه فطاماً نفصله
وجذبت المرأة صبيها. وخطبت فلانة فجذبت خاطبها أي ردته، كأنخها جاذبته
فجذبته أي غلبته فبان منها مغلوباً. وناقة فلان تجذب لبنها إذا حلبت أي
تسرقه. وجذب فلان الحبل بيننا إذا قاطع. وجذبت الماء نفساً أو نفسين.
وتجذب الراعي اللبن، وناقة جاذب: مدت وقت حملها إلى أحد عشر شهراً.
وجذب الشهر: مضت عامته. وانجذبوا في السير، وانجذب بهم السير إذا ساروا
مسيراً بعيداص. ومنه: وقعوا في وادي جذبات، وما أعطاه جذبة غزل أي
شيئاً. وتجاذبوا أطراف
(1/127)
الكلام، وكانت بينهم مجاذبات ثم اتفقوا.
ج ذ ذ
جذ الحبل، وعطاء غير مجذوذ وجعله جذاذاً، وسقاهم الجذيذ، والشراب
اللذيذ؛ وهو السويق.
ج ذ ر
نزلت المحبة في جذر قلبه أي في أصله. وغلظ جذر لسانه. وما أغلظ جذر قرن
هذا الثور. قال زهير:
وسامعتين تعرف العتق فيهما ... إلى جذر مدلوك الكعوب محدد
وما جذر هذا العدد وما جداؤه أي أصله ومبلغه: إذا ضربت ثلاثة في ثلاثة،
فالجذر الثلاثة، والجداء التسعة. وجذرت الشيء جذراً: استأصلته.
ج ذ ع
صلب في جذع نخلة وهي ساقها، وبه سمي سهم السقف جذعاً. وأجذع المهر: صار
جذعاً. ولا تستوي الجذعان والثنيان. والخروف المتجاذع: الداني من
الإجذاع.
ومن المجاز: فلان في هذا الأمر جذع إذا أخذ فيه حديثاً. وأهلكهم الأزلم
الجذع أي الدهر. قال:
يا بشر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى عليّ يديه الأزلم الجذع
وطفئت حرب بين قوم فقال أحدهم: إن شئتم أعدناها جذعة. ويقال: فر له
الأمر جذعاً إذا عاوده من الرأس. وغرق الآل جذعان الجبال.
ج ذ ل
انتصب كالجذل وهو أصل الشجرة. وهو جذل بكذا، وجذلان، ونفسه جذلى بذلك،
وهو شديد الجذل به، وقد ابتهج بالأمر واجتذل.
ومن المجاز: إنه لجذل حكاك، وأنا جذيلها المحكك. قال:
لاقت على الماء جذيلاً واتدا
وعاد الشيء إلى جذله أي إلى أصله. وفلان جذل مال إذا كان قائماً به.
واشتق منه على طريق المجاز: قد جذل الحرباء، واستجذل إذا انتصب. وبات
فلان جاذلاً على ظهر دابته، وبات يستجذل على ظهرها إذا نام منصباً لا
يضطرب. وقد جذل للقوم يخاصمهم. وتجاذلوا في الحرب.
ج ذ م
جذم الحبل فانجذم وهو سرعة القطع. ورأيت في يده جذمة حبل: قطعة منه.
وشالت الجذم وهي بقايا السياط بعد ذهاب أطرافها. قال ساعدة بن جؤية:
يوشونهن إذا ما حثهم فزع ... تحت السنور بالأعقاب والجذم
وعض من نابه على جذم. ومن نسي القرآن لقي الله وهو أجذم أي مقطوع اليد.
(1/128)
قال المتلمس:
وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه ... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما
وقال عويف القوافي:
ولم أر قتلى لم تدع لي بعدها ... يدين فما أرجو من العيش أجذما
وقيل مجذوم، وقوم جذم ومجاذيم. ويقال: ما الذي جذم يده فانجذمت، وما
الذي أجذمها فجذمت، وهي جذماء. وأجذم في سيره: أسرع.
ومن المجاز: انجذم الحبل بينهما إذا تصارما. ونوًى جذوم: قطوع بين
الأحبة. وأجذم عن الأمر: أقلع. ورجل مجذام ومجذامة للذي يواد، فإذا أحس
ما ساءه أسرع الصرم. ورأيت عنده جذمة من الناس: فئة. ونعل جذماء:
منقطعة القبال، وقد جدمت.
ج ذ
وجذا القراد في جنب البعير، وظلفة الإكاف في جنب الحمار إذا ثبت
وارتكز. ومنه جذوة الشجرة: أصلها. قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر
وأتى بجذوة من نار، وهي عود في رأسه نار. و" مثل الكافر كمثل الأرزة
المجذية على الأرض " أي الثابتة. وأجذوذى على الرحل لا يفارقه إذا
لزمه. قال أبو الغريب النضريّ:
ألست بمجذوذ على الرحل دائباً ... فمالك إلا ما رزقت نصيب
ورأيتهم يتجاذون الحجر: يتشاولونه. وأثقل من مجذي ابن ركانة، وهو
الربيعة. والحمام يتجذى للحمامة، وهو أن يمسح الأرض بذنبه إذا هدر.
ومن المجاز: فلان جذوة شر.
ج ر أ
ما كان جريئاً، ولقد جرؤ جراءة، وهو جريء المقدم. وكان الحجاج شديد
الجرأة على الله. وجرأتك عليّ حتى اجترأت، وتجرّأت، واستجرأت. وما كنت
أظن أن مثلك يستجريء على مثلي. وهو أجرأ من أسامة.
ج ر ب
أعدى من الجرب، عند العرب؛ ورجل جرب وأجرب، وامرأة جربة وجرباء، وقوم
جرب وجربى، وإبل جربى. وأجرب فلان: جربت إبله.
وفي مثل: " لا إله لمجرب " قالوا: كأنه بريء من إلهه لكثرة حلفه به
كاذباً أنه لا هناء عنده إذا طلب إليه. ورجل مجرب ومجرب: ذو تجارب، قد
جرب وجرب. وله جريب من الحب، وهو مكيال أربعة أقفزة، وما يبذر فيه هذا
القدر من الأرض يقال له: جريب، كما قيل للبغل وللمسافة التي يسير فيها:
بريد. وهو أنتن من ريح الجورب. قال:
أثني عليّ بما علمت فإنني ... مثن عليك بمثل ريح الجورب
(1/129)
وجاءوا في أيديهم جرب، وفي أرجلهم جوارب.
ولهم موازجة وجواربة.
ومن المجاز: نزلوا بأرض جرباء: مقحوطة. وتقول: إذا أصحت الجرباء، وهبت
الجربياء؛ فقد كشر البرد عن أنيابه، وابيضت لعم الدنيا به؛ وهي السماء.
شبهت نجومها بآثار الجرب. وتالب عليه الأجربان، وهما عبس وذبيان؛
تحوموا لفوتهم كما تتحامى الجرب. قال حسان:
وفي عضادته اليمنى بنو أسد ... والأجربان بنو عبس وذبيان
وتقول: اطو جرابها بالحجارة، وما أصلب جرابها، وإنها لمستقيمة الجراب
تريد جوف البئر، شبه بالجراب. قال:
يضرب أقطار الدلا جرابها
جمع الدلاة وهي الدلو. وأنشد بعض العرب:
هذي دلاتي أيما دلاتي ... قاتلتي وملؤها حياتي
وعن ابن الأعرابي: سيف أجرب إذا كثف الصدأ عليه حتى يحمر فلا ينقلع عنه
إلا بالمسحل. وأنشد:
من القلعيات لا محدث ... كليل ولا طبع أجرب
وقال أبو النجم:
وصارمات في الأكف قضباً ... تخالهن في الأكف شهبا
كل سريحي صموت أجربا
فأراد بالجرب الشطب، كما قيل: الجرباء للشهب. وبأجفانه جرب، وهو شبه
الصدإ يركب بواطنها.
ج ر ث م
هو من جرثومة صدق. وفلان من جرثومة العرب.
ج ر ج
خاتم مرج، وسوار جرج؛ وهو القلق. وسكين جرج النصاب.
ج ر ح
به جرح، وجروح، وجراح، وجراحة، وجراحات، وجرائح؛ وهو جريح، وهم جرحى،
وجاءوا مجرحين مكلمين.
ومن المجاز: جرحه بلسانه: سبه، وجرحه بأنياب وأضراس إذا شتموه وعابوه.
وبئس ما جرحت يداك، واجترحت يداك أي عملتا وأثرتا، وهو مستعار من تأثير
الجارح، ومنه جوارح الإنسان وهي عوامله من يديه ورجليه، وجوارح الصيد.
وجرح القاضي الشاهد، ويقال للمشهود عليه: هل معك جرحة وهي ما تجرح به
الشهادة.
وكان يقول حاكم المدينة للخصم إذا أراد أن يوجه عليه القضاء: قد أقصصتك
الجرحة، فإن كان عندك ما تجرح به الحجة التي توجهت عليك فهلمها أي
أمكنتك من أن تقص ما تجرح به البهنة.
واستجرح فلان: استحق أن يجرح.
(1/130)
وعن عبد الملك بن مروان " وعظتكم فلم
تزدادوا على الموعظة إلا استجراحاً " وعن ابن عون: " استجرحت هذه
الأحاديث " أي استحقت أن ترد لكثرتها وقلة الصحيح منها.
ج ر د
جرده من ثيابه، فمتجرد، وانجرد، وهي بضة المتجرد، والمجرد أيضاً،
وفلانة حسنة الجردة.
ومن المجاز: جرد السيف من غمده، وسيف مجرد، كقولهمسيف عريان. ورجل
أجرد: لا شعر على جسده. " وأهل الجنة جرد مرد مكحلون " وفرس أجرد، وخيل
جرد. ومكان أجرد، وأرض جرداء: منجردة عن النبات، وقد جردت جرداً،
ونزلنا في جرد: في فضاء بلا نبات، وهي تسمية بالمصدر، وجردنا القحط.
وناقة جرود: أكول، ورجل جارود: يجرد الخير بشؤمه، وجردهم اعلجارود،
وجردتهم الجارودة أي العام أو السنة. وجرد الجراد الأرض، وبه سمي
الجراد. وقيل للجرادة: اللحاسة. ومضى عليهم عام أجرد وجريد، وسنة
جرداء: كاملة منجردة من النقصان. وما رأيته منذ أجردان، وجريدان أي
نهاران كاملان. وتجرد لأمر كذا، وتجرد للعبادة، وجرد للقيام بكذا.
وتجدرت السنبلة من لفائفها: خرجت. وانجرد بنا السير: امتد بنا من غير
ليٍّ على شيء. وما أنت بمنجرد السلك أي لست بمشهور. ولبن أجرد: لا رغوة
عليه. وضربه بجريدة أي سعفة جردت من الخوص. وجاءت جريدة من الخيل وهي
التي جردت من معظم الخيل لوجه، وقيل: الخالية من الرجالة والسقاط.
وياقل: تنق إبلاً جريدة أي خياراً. وما عليه إلا بردة جرد، وقد جردت،
لأنها إذا خلقت انتقض زئبرها واملاست. قال:
وجعلت أسعد للرماح دريئة ... هبلتك أمسك أي جرد ترقع
وفي مثل " ما أدري أي الجراد عاره " أي أيّ شيء ذهب به. وأشأم من جرادة
وهي قينة كانت بمكة.
ج ر ذ
أرض جرذة كما تقول: فئرة.
ومن المجاز: جرذ الفرس، وأصابه الجرذ وهو أن ينتفخ عصب قوائمه، شبهت
تلك النفخ بالجرذان. ومنه قولهم: جرذ الشجرة: شدّبها، كأنه أزال جرذها
أي عيبها، أو أبنها التي هي كالجرذان. ومنه: رجل مجرذ ومنجذ قد هذبته
الأمور وشذبته. ومنالكناية: أكثر الله جرذان بيتك أي ملاه طعاماً.
ج ر ر
رأيت مجرّ ذيله، وجرروا أذيالهم. وأجره الرمح إذا طعنه وتركه فيه يجره.
وجر على نفسه جريرة، وكثرت جرائرهم وجرائمهم. وكظم البعير جرته. ولا
أفعل ذلك ما اختلفت الجرة والدرة. وفعلته من جراك.
(1/131)
وكثرت بنصيبين الطيارات والجرارات وهي
عقارب صفر صغار. واجتررته فأكلته. وجرجر العود: تضور. وجرجر الشراب في
جوفه: جرعه جرعاً متداركاً له صوت. وفي الحديث: " فكأنما يجرجر في جوفه
نار جهنم ".
ومن المجاز: داره يجر الجبل أي بأسفله، كما يقال: بذيل الجبل. وإنه
ليجر جيشاً كثيراً، وجيش جرار: يجر عتاد الحرب. قال:
ستندم إذ يأتي عليك رعيلنا ... بأرعن جرار كثير صواهله
والإبل الجارة: العوامل، لأنها تجر الأثقال، أو تجر بالأزمة. ولا جارة
لي في هذا أي لا منفعة تجرني إليه وتدعوني. وأجر لسانه: منعه من
الكلام، واصله من إجرار الفصيل، وهو أن يشق لسانه ويشد عليه عود لئلا
يرتضع، لأنه يجر العود بلسانه. وأجررت فلاناً رسنه: تركته وشأنه.
وأجررته الدين إذا أخرته. وأجرني أغاني إذا غناك صوتاً ثم أردفه
أصواتاً متتابعة. قال:
فلما قضى مني القضاء أجرني ... أغاني لا يعيا بها المترنم
وكان ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم. وفلان يجر الإبل على أفواهها إذا
سارها سيراً ليناً وهي تأكل. قال:
لطالما جررتكن جراً ... حتى نوى الأعجف واستمرا
فاليوم لا آلو الركاب شراً
أي سمن الأعجف وثابت إليه نفسه. وأصابتنا السماء بجار الضبع، وهو السيل
الذي يخرجها من وجارها. وهذا مطر جار الضبع، ومطرة جارة الضبع. وجرت
الخيل الأرض بسنابكها إذا خذتها. وجرت الحامل، فهي جرور إذا زادت على
وقت حملها. واستجررت لفلان: انقدت له. وألقاه في جريته أي أكله وهي
الحوصلة. وفرس جرور ضد قوود. وبئر جرور، ومتوح، ونزوع أي يسنى منها،
ويستقي على البكرة، وينزع بالأيدي.
وفي مثل " سطى مجر، ترطب هجر " أي يا مجرة. وفي الحديث: " خلوا بين
جرير والجرير " وهو زمام من أدم، وكان ينازع على زمام ناقته عليه
السلام وهو مثل في التخلية.
ج ر ز
جرزه الزمان: اجتاحه. قال تبع:
لا تسقني بيديك إن لم ألقها ... جرزاً كأن أشاءها مجروز
وأرض مجروزة، وقد جرزت: قطع نباتها. وأرض جرز، وأرضون أجراز، وسنون
أجراز: جدبة. ومفازة مجراز. قال الراعي:
وغبراء مجراز يبيت دليلها ... مشيحاً عليها للفراقد راعياً
(1/132)
وسيف جراز. و" لن ترضى شانئة إلا بجرزة "
مثل في العداوة، وأن المبغض لا يرضى إلا باستئصال من ببغضه. وضربه
بالجرز، وخرجوا بأيديهم الجرزة. وجاء بجرزة من قت، وبجرز منه وهي
الحزمة.
ومن المجاز: رجل جروز: أكول لا يدع على المائدة شيئاً. وامرأة جارز:
عاقر.
ج ر س
ما سمعنا له جرساً ولا همساً وهما الخفي من الصوت، وسمعت جرس الطير وهو
صوت مناقيرها إذا نقرت، وأجرس الطائر، وأجرس لإبلك: ارفع جرسك بالحداء.
قال:
تنجو إذا ما الحاديان أجرسا ... تسير فيها القوم خمساً أملسا
وجرس الكلام: نغم به. والحروف كلها مجروسة إلا أحرف اللين. وفلان مجرس
لي أي موضع للكلام معه. قال:
أنت لي مجرس إذا ... ما نبا كل مجرس
وجرس بالقوم: صوت بهم. وأجرسني السبع: سمع جرسي. وجرست النحل نور
الشجر: أكلته، ولها عند ذلك جرس وهي جوارس. قال أبو ذؤيب:
تظل على الثمراء منها جوارس ... مراضيع صهب الريش زغب رقابها
ومن المجاز: رجل مضرس مجرس أي عضته الأمور بأضراسها وأكلته حتى عرفته.
وأجرس الحلي والجرس، واجرس به صاحبه. قال العجاج:
تسمع للحلي إذا ما وسوسا ... والتج في أجيادها وأجرسا
زفزفة الريح الحصاد اليبسا
ج ر ش
جرش الملح والحب جرشاً: لم ينعم طحنه ودقه، وملح جريش. وجرش الرأس
بالمشط: حكه حتى يهيج هبريته، ويقال للمشاطة: الجراشة، وكذلك ما يتحات
من الخشب.
ج ر ض
جرض بريقه جرضاً: غصّ به. وجرض ريقه وجرعه بمعنىً. يقال: فلان يجرض
عليك ريقه غيظاً.
وفي مثل " حال الجريض دون القريض " قال أبو الدقيش: الجريض الغصة،
والقريض الجرة، أي منعت الغصة من الاجترار.
(1/133)
وأفلت فلان جريضاً أي مشرفاً على الهلاك قد
بلغت نفسه حلقه فجرض بها، كقولهم: " أفلت بجريعة الذقن " وكقول الهذلي:
نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينإلاّ جفن سيفٍ ومئزرا
وكقوله تعالى: " كلاّ إذا بلغت التّراقي ". " فلولا إذا بلغت الحلقوم
". فالجريض في " حال الجريض " بمعنى الريق المجروض، أو اسم غير مصدر
بمعنى الغصة، وفي " أفلت جريضاً " بمعنى الجرض، كالسقيم والسقم، وينصره
جمعه على جرضى كمرضى. قال رؤبة:
أصبح أعداء تميم مرضى ... ماتوا جوًى والمفلتون جرضي
وعن النضر أي أفلتك ولم يكد، فجرضت عليه ريقك، وأنشد البيت، فجعله
فعيلاً بمعنى مفعول، مجروض عليه، وجمعه فعلى، كجريح وجرى، ولا يساعد
عليه القرآن والشعر، والقول ما قدمته.
ج ر ع
جرعت الماء، واجترعته بمرة، وتجرعته شيئاً بعد شيء، وما سقاني إلا
جرعة، وجريعة، وجرعاً. وبتنا بالأجرع، وبالجرعاء، ونزلوا بالأجارع وهي
أرضون حزنة يعلوها رمل.
ومن المجاز: تجرع الغيظ. وقال:
والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
و" أفلت بجريعة الذقن ".
ج ر ف
جرف الشيء واجترفه: ذهب به كله. وجرف الطين والزبل عن وجه الأرض: سحاه
بالمجرفة. وتجرفته السيول، وسيل جراف.
ومن المجاز: فلان يبني على جرف هار، لا يدري ما ليل من نهار. وجرف
الدهر ماله، وعام وطاعون جارف، وفيه شؤم جارف.
ج ر ل
سمعت من يقول: اللبن دم سلبته الطبيعة جرياله أي حمرته. وسئل الأعشى عن
قوله:
وسبيئة مما تعتق بابل ... كدم الذبيح سلبتها جريالها
فقال: شربتها حمراء، وبلتها صفراء.
ج ر م
جرم النخل، وجرم صوف الغنم، وهو زمن الجرام. وهذه نخلة كثيرة الجريم أي
التمر. وهب لنا جرامة نخلك وهو ما يترك على الكرب. قال الأعشى:
فلو كنتم تمراً لكنتم جرامة ... ولو كنتم نبلاً لكنتم معاقصا
(1/134)
وتجرم العام، والشتاء، والصيف: تصرم.
وجرمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرم. وأقمت عنده تم عام مجرم. ويقول
أهل الحجاز: أعطيته كذا جريماً من التمر، وهو مد النبي صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجرم فلان، وأجرم، وهو جارم على نفسه وقومه. قال:
وإن جار لهم جرمت يداه ... وحلوه البلاء عن النعيم
كفوه ما جنى حدباً عليه ... بطول الباع والحسب العميم
ومالي في هذا جرم، وأخذ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم، وهذا جريمة
أهله، وجارمتهم وجارحتهم أي كاسبهم. والعقاب جريمة فرخها. ولا جرم
لأحسنن إليك. ورجل جريم: عظيم الجرم، وامرأة جريمة، وجلة جريم. ورمي
عليه بأجرامه. وما عرفته إلا بجرم صوته أي بجهارته. وهذه بلاد جرم
وبلاد صرد أي حر وبرد. وجمع جراميزه إذا تقبض ثم وثب عليه.
ج ر ن
جرن التمر في الجرين أي في المربد.
ومن المجاز: ضرب الإسلام بجرانه أي ثبت واستقر، وهو من المجاز المنقول
من الكناية من قولهم: ضرب البعير بجرانه، وألقى جرانه إذا برك. ويقال:
ألقى فلان على هذا الأمر جرانه إذا وطن عليه نفسه.
ج ر
وكلبة ذات جراء وأجر. وولد كل سبع جروه. وذئبة مجرٍ ومجريةٌ. ويقال
للأسد أبو أشبال، وأبو أجرٍ. قال زهير:
ولأنت أشجع حين تتجه ال ... أبطال من ليث أبي أجر
ونهر سريع الجرية، وما أجرى نهركم، وعيناه تستجريان الدموع. قال امرؤ
القيس:
متى تر داراً من سعاد تقف بها ... وتستجر عيناك الدموع فتدمعا
وجارية بينة الجراء والجراء. وكان ذلك في أيام جرائها. وهو جري بين
الجراية والجراية وهي الوكالة. وجريت فلاناً، واستجريته.
ومن المجاز: " أتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأجر زغب
" وهي الضغابيس. وياقل جرو البطيخ، والرمان، والحنظل: للصغير منها. و"
ضرب على الأمر جروته " إذا وطن عليه نفسه، وكان أصله أن قانصاً كانت له
كلبة يصيد بها، فضربها على الصيد فقيل " ضرب عليه جروته " فسير مثلاً.
قال:
فضربت جروتها وقلت لها اصبري ... وشددت من ضيق المقام إزاري
وضرب عنه جروته إذا طاب عنه نفساً.
ج ر ي
والشمس تجري، والريح تجري. وجرت الخيل، وأجروا الخيل. وجاراه في كذا
مجاراة، وتجاروا. وفرس ذو أجاري، وغمر الجراء. وأخبرني عن مجاري أمورك.
وأجرى إليه ألف دينار، وأجرى عليهم الرزق. واستجراه
(1/135)
في خدمته. وسميت الجارية لأنها تستجرى في
الخدمة. وتقول: عمل على هجيراه، وجرى على إجرياه، وهي طريقته وعادته
التي يجري عليها وفي الحديث " ولا يستجرينكم الشيطان " أي لا يستتبعنكم
حتى تكونوا منه بمنزلة الوكلاء من الموكل.
ج ز أ
جزأت الماشية بارطب من الماء، واجتزأت، وتجزأت، وهن جازئات وجوازيء.
قال الشماخ:
إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازيء بالرمل عين
وقد اجتزأت بالقليل عن الكثير، وتجزأت، وهو من الجزء. وجزأت الشيء
تجزئة، وشيء مجزأ: مبعض. وتجزأ المال: تفرق. وجزأت الشيء بالتخفيف:
نقصت منه جزءاً، ومنه المجزوء من الشعر. وأجزأني كذا: كفاني، وهذا
مجزيء، وتقول تميم: البدنة تجزيء عن سبعة، وأهل الحجاز تجزي. وبهما
قريء " لا تجزي نفس " وأجزأت عنك مجزأ فلان أي أغنيت. وأجزأت السكين:
جعلت له جزأة وهي الحلقة التي ينقذها السيلان من نصابه.
ومن المجاز: أجزأت الروضة إذا التفت وحسن نبتها، لأنها حينئذ تجزيء
الراعية، وروضة مجزئة. وبعير مجزيء: قوي سمين، لأنه يجزيء الراكب
والحامل، وإبل مجازيء.
ج ز ر
جزر لهم الجزار: نحر لهم جزوراً، واجتزروا: جزر لهم، وهم نحارون للجزر.
وأخذ الجازر جزارته وهي حقه، كما يقال: أخذ العامل عمالته، وهي الأطراف
والعنق. " وإياكم وهذه المجازر ". وذبح جزرة وهي الشاة، وقد أجزرتك
بعيراً أو شاة: دفعته إليك لتجزره.
ومن المجاز: جزر الماء عن الأرض: انفرج وحسر. قال أبو ذؤيب:
حتى إذا جزرت مياه زرانه ... وبأيّ حزملاوة يتقطع
ومنه الجزر والمد، والجزيرة والجزائر. ويقال جزيرة العرب: لأرضها
ومحلتها، لأن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحدقت بها.
ج ز ز
جز الشعر، والزرع، والنخل، وهذا زمن الجزاز. ويقال: جزوا ضأنهم وحلقوا
معزهم، وهذه جزازة الضائنة، وحلاقة الماعزة. وأعطني جزازة أديمك وهي
سقاطته إذا قطع. ولمن هذه الجزوزة وهي الغنم تجز أصوافها، كالقتو به
والركوبة لما يقتب ويركب. وعندي جزيزة من الصوف وجزة وجزائز وجزز. وأجز
الشعر والنبات.
ومن المجاز: عندي بطاقات وجزازات وهي الوريقات التي تعلق فيها الفوائد.
تقول: كم لي من
(1/136)
الحزازات، على تلك الجزازات. ويقال
للحياني: هو عاض على جزة.
وفي مثل " ما أعرفني من أين يجز الظهر ". ويقال: ما هكذا يجز الظهر.
ج ز ع
جزع الوادي: قطعه عرضاً. قال امرؤ القيس:
وآخر منهم جازع تجد كبكب
وهم بجزع الوادي وهو منقطعه. ونزلوا بين أجراعٍ وأجزاع. وتجزع الشيء:
تقطع وتفرق. قال الراعي:
ومن فارس لم يحرم السيف حظه ... إذا رمحه في الدارعين تجزعا
ومنه الجزع الظفاري لأن لونه قد تجزع إلى بياض وسواد. قال امرؤ القيس:
كأنّ عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
ويقال: فلان ينظم الجزع بالليل لحدة بصره. ومالي من اللحم إلاّ مزعه،
ومن الماء إلاّ جزعه؛ وهي أقل من نصف السقاء. وجزع البسر، وجزع، وبسر
مجزع ومجزع: قد أرطب بعضه وبعضه غض أي صار كالجزع في اختلاف لونه أو
صير. وفي الحديث " كان يسبح بالنوى المجزع " وهو الذي حكك حتى صار ذا
لونين، ومنه لحم مجزع: فيه بياض وحمرة. ودابة مجزع: فيها اختلاف ألوان.
ووتر مجزع: لم يحسنوا إغارته فاختلفت قواه. وجزع فلان أي ساعة مجزع.
ومن المجاز: مضت صبة من الليل وجزعة وهي ساعة من أوله.
ج ز ف
باعه كذا وابتاعه منه جزافاً وبالجزاف. وجازفه في البيع مجازفة
وجزافاً. واجتزفت هذا الشيء: أخذته جزافاً. وبيع جزيف: مجتزف.
ج ز ل
حطب جزل، وأنشد ثعلب:
فويهاً لقدرك ويهاً لها ... إذا اختير في المحل جزل الحطب
لأن اللحم غث يبطىء نضجه. وأنشد سيبويه:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا
وضرب الصيد فجزله جزلتين أي قطعتين. وأعطاه جزلة من رغيف، وعنده حمامة
بجواز لها.
ومن المجاز: رجل جزل: ذو عقل ورأي، وقد جزل، وما أبين الجزالة فيه، وقد
استجزلت رأيك في هذا الأمر. وهو جزل العطاء، وله عطاء جزل وجزيل، وأجزل
عطيته، وأجزل له في العطاء. وإن فعلت كذا فلك الذكر الجميل، والثواب
الجزيل. وامرأة جزلة: ذات أرداف. وإن قيل لك: فلان جزل الرأي فأردت
إنكاره فقل: بل
(1/137)
جزل الرأي أي فاسده، من الجزل في الغارب
وهو حدوث دبرة فيه تهجم على الجوف فتهلكه.
ج ز م
جزمت ما بيني وبينه: قطعته، وجزم اليمين: قطعها البتة. وجزم على كذا:
عزم عليه. وأمرته أمراً جزماً، وحلف يميناً جزماً. وتقول: هذا حكم جزم،
وقضاء حتم. وقلم جزم: مستوى القط لا حرف له. و" التكبير جزم والسلام
جزم " وهو ترك الإفراط في الهمز والمدّ.
ج ز ي
الله يجزيك عني ويجازيك. قال لبيد:
وإذا جوزيت قرضاً فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل
وكما تجازي تجازي. وأحسن إليه فجزاء خيراً إذا دعا له بالمجازاة. وهذا
رجل جازيك من رجل أي كافيك. وهذا لا يجزي عنك أي لا يقضي، ومنه جزية
أهل الذمة لأنها تقضي عنهم. يقال: أدّوا جزيتهم وجزاهم. واشترى من
دهقان أراضاً على أن يكفيه جزيتها أي خراجها.
ومن المجاز: جزتك الجوازي أي أفعالك أي وجدت جزاء ما فعلت. قال:
جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب
أو ألطاف الله وأسباب رحمته. قال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
أو أراد جمع جازية بمعنى الجزاء.
ج س أ
جسأت مفاصله جسوءاً، وجست تجسو جسواً وهو يبس وصلابة. وفي عنق الدابة
جسأة وهي يبس المعطف، ودابة جاسئة القوائم:
يابستها لا تكاد تنعطف ... وأرض جاسئة وجبل
جاسيء وجاسٍ. قال ابن الرقاع:
يتعاوران من الغبار ملاءة ... بيضاء مخملة هما نسجاها
تطوى إذا هبطا مكاناً جاسياً ... وإذا السنابك أسهلت نشراها
ولهم قلوب قاسية، كأنها صخور جاسية. ويد جاسئة من العمل، وقد جسأت منه
وبسأت به.
ج س د
دم جاسد وجسيد: جامد يابس. ودم كلون الجساد وهو الزعفران. ولبسن
المجاسد وهي الشعر، جمع مجسد أو مجسد، وعليها مجسد مجسد أي شعار مزعفر.
ولا تخرجن إلى المساجد في المجاسد.
ج س ر
رجل جسور، وفيه جسارة، وقد جسر على عدوه، ولا يجسر أن يفعل كذا، وإن
فلاناً يشجع أصحابه ويجسرهم، وتجاسرت على كذا: تجرأت عليه، وإنك لقيل
التجاسر علينا. وناقة جسرة: قوية جريئة على السفر.
قال الأعشى:
قطعت إذا خب ريعانها ... بدوسرة جسرة كالفدن
(1/138)
وقال امرؤ القيس:
فدعها وسل الهم عنك بجسرة ... ذمول إذا صام النهار وهجرا
وجارية جسرة السواعد، وجسرة المخدم: ممتلئتها. وأرادوا العبور، فعقدوا
الجسور.
ومن المجاز: رحم الله امرأ جعل طاعته جسراً إلى نجاته. وجسرت الركاب
المفازة واجتسرتها: عبرتها عبور الجسر. قال ذو الرمة:
فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ... قلائص يجسرن الفلاة بنا جسرا
واجتسرت السفينة البحر: عبرته. قال أمية ابن أبي الصلت في وصف سفينة
نوح عليه السلام
فهي تجري فيه وتجتسر البح ... ر بأقلاعها كقدح المغالي
وفي حديث عوج " فوقع على نيل مصر فجسرهم سنة " أي صار لهم جسراً.
والخيل تجاسر بالكماة: تمضي بها وتعبر. قال:
تجاسر بالكمآة إلى ضراح ... عليها الخط والحلق الحصين
وقال الطرماح
قوداً تجاسر بالحدو ... ج بشاطيء الشرف المقابل
ج س س
جس الطبيب يده، ومجسته حارة. وجس الشاة: غبطها. وكيف ترى مجستها فتقول:
دالة على السمن.
وفي مثل " أفواهها مجاسها " أي إذا رأيتها تجيد الأكل أولاً فكأنما
جسستها.
ومن المجاز: جسوه بأعينهم، وفلان واسع المجس، كما تقول: رحيب الذراع،
وفي ضده ضيق المجس، وإنّ في مجستك لضيقاً. وتجسسوا الأخبار وهو من
جواسيس العدو. واجتست الإبل البارض: التمسته بأفواهها.
ج س م
رجل جسيم، وفيه جسامة. وتقول: رجال جسام، ووجوه وسام، وما فيهم حسام.
ومن المجاز: أمر جسيم، وهو من جسام الأمور وجسيمات الخطوب. وتجسمت
الأمر: ركبت جسيمه ومعظمه. وفلان يتجشم المجاشم، ويتجسم المعاظم. قال
الراعي:
رأيت الكلب كلب بني كليب ... تجسم حول دجلة ثم هابا
وتجسموا من العشيرة رجلاً فأرسلوه أي اختاروا أكبرهم. وتجسموا من الإبل
ناقة فانحروها. وتجسم في عيني كذا: تصور. وتجسم فلان من الكرم، وكأنه
كرم قد تجسم.
ج ش أ
" تجشأ لقمان من غير شبع " مثل فيمن
(1/139)
يتحلّى بغير ما هو فيه. وتقول: ما بك إلا
الغداء والعشاء، والكظة والجشاء. وجشأت نفسه من شدة الفزع والغم إذا
نهضت إليه وارتفعت. قال عمرو بن الإطنابة:
أقول لها إذا جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
وتقول: إذا رأى طرة من الخرب نشأت، جاشت نفسه وجشأت.
ومن المجاز: جشأت الأرض: أخرجت جميع نباتها، كما يقال: قاءت الأرض
أكلها، وجشأت الرياض برياها، وجشأت البلاد بأهلها: لفظتها. وجشأت علينا
النعم: طرأت. وجشأ البحر بأمواجه.
ج ش ر
جشروا دوابهم، وجشروها: رعوها قريباً من البيوت. ومنه حديث ابن مسعود "
لا يغرنكم جشركم من صلاتكم فإنّما هي من كوفتكم " ونعم جشر، وهو جشار
أنعامنا. وأصبح بنو فلان جشراً إذا باتوا مع النعم لا يروحون إلى
بيوتهم. وجشر المال عن أهله: خرج إلى الرعي.
ومن المجاز: جشر الرجل عن أهله إذا سافر. وجشر الصبح: خرج، ولاح أبلق
جاشر. واصطبحوا الجاشرية وهي الشربة مع جشور الصبح نسيت إلى الصبح
الجاشر. قال:
إذا ما شربنا الجاشرية لم نبل ... أميراً وإن كان الأمير من الأزد
ج ش ش
جش الحب: لم ينعم طحنه، وأعرني مجشتك وهي رحاً صغيرة يجش بها. واسقني
جشيشة وهي السويق. ورجل أجش الصوت: جهيره، وفي صوته جشة. وفرس أجش وعد
أجش.
ج ش ع
قبح الله الجزع والجشع وهو الحرص الشديد. وفلان جشع على الطعام. وهو من
جشعه، يأكل الطعام على بشعه. وفلان مطعمه بشع، وهو عليه جشع.
ج ش م
جشمت الأمر، وتجشمته: تكلفته على مشقة. وألقى عليه جشمه أي كلفته
وثقله، وروي بضم الجيم. وقال العجاج:
يدق إبزيم الحزام جشمه
أراد جوفه المنتفخ، سماه جشماً لثقله. وجشمتك ما أتعبك. وقال المرقش:
ألم تر أن المرء يجذم كفه ... ويجشم من أجل الصديق المجاشما
ج ع ب
نكبوا الجعاب، وسكبوا النشاب. ومعه جعبة فيها بنات الموت. وهو جعاب حسن
الجعابة، وقد جعب لي فأحسن.
ج ع د
شعر جعد، وقد جعد جعودة، ورجل
(1/140)
جعد الشعر، وقوم جعاد، وجعد شعره تجعيداً.
قال:
قد يتمتني طفلة أملود ... بفاحم زينه التجعيد
ومن المجاز: ثرًى جعد، ونبات جعد. ورجل جعد الأصابع، وجعد البنان:
للبخيل. وأما قولهم: جعد للجواد فمن للكناية عن كونه عربياً سخياً، لأن
العرب موصوفون بالجعودة. قال:
هل يروين ذودك نزع معد ... وساقيان سبط وجعد
أي عجمي وعهربي، لأنهما لا يتفاهمان فلا يشتغلان بالكلام عن السقي.
وزبد جعد: متراكم. قال ذو الرمة:
تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها ... واعتم بالزيد الجعد الخراطم
ورجل جعد القفا: لئيم الحسب. قال:
امسح من الدرمك عندي فاكاً ... إني أراك رجلاً كذاكا
جعد القفا قصيرة رجلاكا
وقدم جعدة: قصيرة. وقال شريح لرجل: إنك لسبط الشهادة، قال: إنها لم
تجعد عني.
ج ع ر
في مثل " أعيث من جعار " وهي الضبع، سميت لكثرة جعرها وهو نجو السباع.
تقول: رمي الجمل ببعره، والذئب بجعره. وكوى دابته في جاعرتيه وهما
مضربا ذنبه.
ج ع ل
جعل الله الظلمات والنور: خلقهما. وجعل الشمس سراجاً: صيرها كذلك. وجعل
يفعل كذا. وأنزل القدر بالجعال والجعالة وهي الخرقة. وأعطى العامل جعله
وجعالته وجعيلته أي أجره. وأعطى العمال جعالاتهم وجعائلهم. وقسموا
الجعالات وهي ما يتجاعله الناس بينهم عند البعث والأمر، يحزبهم من
السلطان. وأجعلت لفلان فعمل لي كذا أي بينت له جعلاً. وفلان يجاعل
فلاناً: يصانعه برشوة. وقد أجعلت الكلبة أي اشتهت الفحل، وكلبة مجعل.
وكأنهم الجعلان يدفعن النتن بآنافها.
ومن المجاز: سدك به جعله إذا لزمه أمر مكروه. وتقول: مررت بجعل، يرمي
بشعل؛ أي بأسود يأتي بحجج زهر.
ج ف أ
ذهب الزبد جفاء أي مدفوعاً مرمياً به، قد جفأه الوادي إلى جنباته.
ويقال: جفأت القدر بزبدها. ومر جفاء من العسكر إلى البيات أي جماعة
معتزلة من معظمه. وتقول سامه جفاء، ونبذه جفاء إذا عزله عن صحبته.
ج ف ر
فرس مجفر الجنبين: منتفجهما، وقد أجفر جنباه. قال امرؤ القيس:
بمجفرة حرف كأن قتودها ... على أبلق الكشحين ليس بمغرب
(1/141)
أي ليس بلقه بإغراب وهو المتسلخ بياضاً حتى
يحمرّ. وفرس عظيم الجفرة وهي وسطه. وذبح لهم جفرة وهي الماعزة الجذعة،
والذكر جفر لإجفار جنبيه. وحفروا جفراً: بئراً واسعة لم يطووها. وتقول:
أكب فلان على حفره، حتى انكب في جفره. وجفر الفحل عن الإبل، وربض الكبش
عن الغنم إذا امتنع عن الضراب، وفحل جافر. والشمس مجفرة مبخرة. وتقول:
يملأ الجفير، قبل أن يقع النفير؛ وهو الواسع من الكنائن.
ومن المجاز: غلام جفر: وقد استجفر إذا اتسع جفره أي جوفه وأكل. وفلان
منهدم الجفر: لا رأي له. وإن جفرك إليّ لهارٌّ أي شرك إليّ متسرع.
ج ف ف
جفف أهل الحرب: صنعوا التجافيف.
ومن المجاز: فلان لا يجف لبده إذا لم يفتر عن سعيه. والبس للفقر
تجفافاً أي استعدّ له.
ج ف ل
جفل القوم، وأجفلوا، وانجفلوا، وتجفلوا: أسرعوا في الهزيمة والهرب،
وأتوهم فجفلوهم عن مراكزهم، وجفل القناص الوحش عن مراعيها. ووقعت في
الناس جفلة إذا خافوا فانجفلوا. ورجل أجفيل: جبان فرور، وظليم إجفيل.
وهم يدعون الجفلى وهي الدعوة العامة، يجفلون إليها.
ومن المجاز: ريح جافل، وجافلة، وجفول: سريعة الهبوب. وأجفل الغيم:
أقشع، وانجفل الليل والظل: ذهب. وانجفل الخبز في التنور: لم يلتزق
بسطحه فسقط. وإنه لجافل الشعر، وقد جفل شعره إذا ثار شعثاً وتنصب.
وتجفل الديك: تنفش عرفه.
ج ف ن
بنو فلان يقرون في الجفان. وجفنوا: صنعوا جفاناً، وجفن فلان لفلان،
وأتنا نجفن لك. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه " انكسرت قلوص من إبل
الصدقة فجفنها " وتجفن فلان: انتسب إلى آل جفنة. وشرب فلان ماء الجفن
وهو الكرم، والجفنة الكرمة. وتحالفوا على القتال ففضوا أجفانهم، وغضوا
أجفانهم أي كسروا غمودهم.
ومن المجاز: أنت الجفنة الغراء: للجواد المضياف. قال يرثيه:
يا جفنة كإزاء الحوض قد كفئت ... ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبرهْ
ولب الخبز ما بين جفنيه وهما وجهاه.
ج ف
وجفاني فلان: فعل بي ما ساءني واستجفيته. والأدب صناعة مجفو أهلها.
وجفت المرأة ولدها فلم تتعاهده. وثوب جاف: غليظ، وقد جفا ثوبه. وهو من
جفاة العرب. وجفا السرج عن ظهر الفرس، وجنب النائم عن الفراش وتجافى "
تتجافى جنوبهم عن المضاجع " وأجفاه صاحبه وجافاه.
(1/142)
قال:
وتشتكي لو أننا نشكيها ... غمز حوايا قلما نجفيها
وجافى عضديه.
ومن المجاز: أصابته جفوة الزمان وجفاوته.
ج ل ب
جلب الشيء واجتلبه، والجالب مرزوق. واشتر من الجلب، وعبد جليب. وطارت
جلبة الجرح، وجلب الجراح أي قشورها. وأجلب عليهم، وما هذه الجلبة، وما
هذا الجلب واللجب، وأدنت عليها من جلبابها، وتجلببت، وجلببتها.
ومن المجاز: جلبته جوالب الدهر، وهذا مما يجلب الأحزان، ولكل قضاء
جالب، ولكل در حالب.
ج ل ح
رجل أجلح، وبرأسه جلحة.
ومن المجاز: هودج أجلح: لا قبة له. وتيس وثور أجلح، وعنز وبقرة جلحاء:
بلا قرن. وقرية جلحاء: لا حصن لها. وهضبة جلحاء ملساء. ويوم أجلح
وأصلع: شديد. قال:
قد لاحها يوم سموم ملهاب ... أجلح ما لشمسه من جلباب
وجالحني فلان وجلح عليّ: كاشفني بالعداوة، ولا تجلح علينا يا فلان،
وجلح فلان تجليح الذئب. وفلان وقع مجلح. وفي وجهه تجيح وهو الإقدام على
الشر وتكشيف العداوة وتصريحها. وقال العجاج:
وقول لا تهلكن وقول ... جلح ولا تحصر ومن لا يحتل
يضعف ويقتل بالليالي القتل
أي صمم.
ج ل د
جلده بالسياط. وجلد الكتاب: ألبسه الجلد. وجلد البعير: كشطه عنه. وأريد
دابة من دواب رجلك، وكسوة من ثياب جلدك. وجالدوهم بالسيوف: ضاربوهم.
واستحر بينهم الجلاد والمجالدة، وتجالدوا واجتلدوا. وجلدت به الأرض:
صرعته: قال العباس بن مرداس:
إذا حملت سلاحي فوق مشرفة ... من الجياد تردى العير مجلودا
وجلدت الأرض: من الجليد، وأرض مجلودة. وهو عظيم الأجلاد والتجاليد وهي
جسه وأعضاؤه. ورجل جلد وجليد، وفيه جلد، ومجلود، وتجلد للشامتين.
ومن المجاز: جلدته على هذا الأمر: أجبرته عليه. وإن فلاناً ليجلد بخير
أي يظن به الخير.
ج ل ز
ما أعطاه جلاز سوط، وهو ما يجلز به أي يعصب من عقب وغيره، وكذلك جلاز
نصاب السكين والقوس. وقيل الجلازة أخص من الجلاز، كما أن العصابة أخص
من العصاب، والجمع جلائز. قال الشماخ:
مطل بزرق لا يداوي رميها ... وصفراء من نبع عليها الجلائز
(1/143)
والجلز شدة العصب، ومنه رجل مجلوز الخلق:
معصوبة. وهو جلواز من الجلاوزة وهم الشرط. ونقول: المراوزة، أكثرهم
جلاوزه. وعن بعض العرب: لا تنكحن حنانةً ولا منّانةً ولا ذات جلاوزة،
أي امرأة تحن إلى زوجها الأول ولا ذات مويلٍ تتطاول به عليك ولا ذات
أولاد. وسمّي الجلواز لجلوزته، وهي شدة سعيه وذفيفه بين يدي أميره.
ج ل س
هو حسن الجلسة، وهذا جليسه وجلسه ومجالسه. ولا تجالس، من لا تجانس.
وتجالسوا فتآنسوا. ورأيتهم مجلساً أي جالسين. قال ذو الرمة:
لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها
ورآني قائماً فاستجلسني. وجلس القوم: أنجدوا، ورأيتهم يعدون جالسين أي
منجدين و" أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلال بن
الحارث معادن القبلية: جلسيّها وغوريّها " وقال دريد:
حرام عليها أن ترى في حياتها ... كمثل أبي جعد فغوري أو اجلسي
وناقة جلس: مشرفة. وكأنه كسرى مع جلسائه في جلّسانه، وهو قبة كانت له
ينثر عليه من كوًى في أعلاها الورد، تعريب " كلشان ".
ومن المجاز: قول الشمّاخ:
فأضحت على ماء العذيب وعينها ... كوقب الصفا جلسيها قد تغوّرا
أي غار ما كان مرتفعا منها. وجلست الرخمة: جثمت. وفلان جليس نفسه إذا
كان من أهل العزلة.
ج ل ف
جلفت ظفره عن إصبعه: استأصلته، وهو أبلغ من جرفت. وجلفت السنون
أموالهم، وتعرقتهم الجلائف، وأصابتهم جليفة عظيمة وهي السنة. قال
العجير:
وإذا تعرقت الجلائف ماله ... خلطت صحيحتنا إلى جربائه
وتقول: من استؤصل بالجلائف استوصل بالخلائف. وجلف الطين عن رأس الدن.
وأطل جلفة قلمك وهي من مبراه إلى سنه، سميت بالمرّة من الجلف. يقال:
جلفته بالسيف جلفة إذا بضعت من لحمه بضعة. وعندي جلف شاة وهي المسلوخة،
جلف رأسها وقوائمها. وأعرابي جلف: جاف.
ج ل ل
جل في عيني، وجلّ عن كذا. وهذه ناقة تجل عن الإعياء. قال:
بناجية تجل عن الكلال
وأجللت فلاناً: وجدته جليلاً. وأنا أجلك عن هذا. وماله دق ولا جل، ولا
دقيقة ولا جليلة. وأتيته فما أدقني ولا أجلني. وما أجلني ولا
(1/144)
أحشاني أي ما أعطاني من الجلة ولا الحاشية.
وأخذ جله، وكبره، وعظمه بمعنى. وهذا شيء جلل أي هين. قال:
ألا كل شيء سواه جلل
وقوم أجلة. وإبل جلة. قال امرؤ القيس:
ألا إن لم تكن إبل فمعزى ... كأن قرون جلتها العصيّ
وجلت هذه الناقة: أسنت. وفلان يتجال علينا: يتعاظم. وهو من إخواني
وصدقاني وجلاني. وأنا أتجاله أي أعظمه. وركب فلان الجلّى، وركبوا
الجلل، كالكبرى والكبر. وقرأ مجلة لقمان أي صحيفته. وكان ابن عباس رضي
الله تعالى عنهما إذا أنشد شعر أمية قال: مجلة ابن أبي الصلت. وعن ابن
الأعرابي: قلت لأعرابي: ما المجلة وكانت في يده كراسة فقال: التي في
يدك، وأنشد لرجل من بني يربوع:
هل تعرف الدار عفت بالعرفة ... فبطن قوَّ فأعالي الجلّة
مثل الكتاب لاح في المجلة
وجلله: غطاه، وتجلل بثوبه: تغطى به. وحصان مجلل. وسحاب مجلجل مجلل أي
راعد مطبق بالمطر. وجلجل الياسر القداح: حركها. واستعمل فلان على
الجالية والجالة وهم الذين ينهضون من أرض إلى أرض، يقال: جلّ عن البلد
جلولاً بمعنى جلا عنه.
ومن المجاز: تجلله الهم والمرض. قال النمر:
وثارت إلينا بالصعيد كأنما ... تجللها من نافض الورد أفكل
واستقر ذلك في جلجلان قلبه أي في سويدائه. وهذا كلام خرج من جلجلان
القلب إلى قمع الأذن وهو في الأصل السمسم. وفلان يعلق الجلجل في عنقه
إذا خاطر بنفسه وأعلمها للأمر.
ج ل م
جلم الصوف والشعر بالجلم: جزّه. وما هو إلا جلمد من الجلامد.
ج ل هـ
نزلوا بجلهتي الوادي وهما جهتاه.
ج ل ي
جليت فلانة على زوجها أحسن جلوة، فاجتلاها وتجلاّها، وأعطى العروس
جلوتها وجلوتها وهي ما يعطيها عند الزفاف. ويقال: ما جلوتك؟ فتقول:
وصيف. ونظرت إلى مجاليها. وجلا الصقل السيف والمرآة جلاء. ومرآة مجلوة.
وسيفي عند الجلاء. وهذا دواء يجلو البصر. وجلا لي الشيء وانجلى وتجلّى،
وجلاّه لي فلان. وجلوا عن بلادهم جلاءً. ووقع عليهم الجلاء. وأجليناهم
عنها وجلوناهم. ويقال للقوم إذا كانوا مقبلين على شيء محدقين به ثم
انكشفوا عنه: قد أفرجوا عنه وأجلوا عنه. يقال: أجلوا عن قتيل. ورجل
أجلى الجبين، وبه جلاً.
ومن المجاز: هو ابن جلا: للرجل المشهور أي ابن رجل قد وضح أمره وشهر.
وما جلاؤك؟ أي ما اسمك. وما أقمت عنده إلا جلاء يوم واحد أي
(1/145)
بياضه. وانجلت عنه الهموم. وقد أجلوا
الهموم بكذا. وجلا الله عنك المرض. وهذا أمر جلي غير خفيّ. وأخبرني عن
جلية الأمر وهي ما ظهر من حقيقته.
ج م ح
جمح الفرس براكبه: اعترّه على رأسه وذهب جرياً غالباً لا يملكه. وتقول:
هذه دابة سمحه، ما بها جمحة ولا رمحه. وفرس جموح، وبه جماح وجموح.
ومن المجاز: جمحت المرأة إلى أهلها: ذهبت إليهم من غير إذن بعلها.
وفلان جموح وجامح: راكب لهواه. قال:
خلعت عذاري جامحاً ما يردني ... عن البيض أمثال الدمى زجر زاجر
" لولوا إليه وهم يجمحون " أي يجرون جري الخيل الجامحة. وجمحت السفينة:
تركت قصدها. وجمحت المفازة بالقوم: طوحت بهم من بعدها. قال ذو الرمة:
وربّ مفازةٍ قذفٍ جموحٍ ... تغول منحّب القرب اغتيالا
أي جادّه يقال: نحب في سيره وعمله: جد فيه واجتهد اجتهاد الناذر. ألا
ترى إلى قولهم: سار فلان على نحب. وجمح بفلان مراده إذا لم ينله.
ج م د
أنقش وعدك في الجلمد، ولا تنقشه في الجمد.
ومن المجاز: جمد لي عليه حق وذاب أي وجب، وأحمدته عليه: أوجبته. وسنة
جماد، وأرض جماد. لا حياً فيهما. وناقة جماد: لا لبن بها. ورجلٌ جامد
الكف، وجماد الكف، ومجمد: بخيل. وأجمد القوم: بخلوا وقل خيرهم، ومن ثم
قيل للبرم: المجمد، وجمدت يده. وهو جامد العين، وجماد العين، وجمودها،
وله عين جمود: قليلة الدمع. ومازلت أضربه حتى جمد. وسيف جماد: يجمد من
يضرب به. قال:
لسمعتم من ثم وقع سيوفنا ... ضرباً بكل مهند جماد
ولك جامد هذا المال وذائبه. وحماد له: دعاء على البخيل بجمود الحال،
ونقيضه حماد له. قال المتلمس:
جماد لها جماد ولا تقولي ... لها أبداً إذا ذكرت حماد
وروي بالعكس، الأول بالحاء والثاني بالجيم، وأنه يدعو لها، ونهى أن
تدعو عليها.
ج م ر
لها ساق كالجمارة وهي شحمة النخلة. وجمر النخلة تجميراً: قطع جمارها.
وجمرت المرأة شعرها: جمعته وعقدته على قفاها. وشعر مجمر: ملبد. وجمر
الأمير الغزاة: حبسهم في الثغر وفي نحر العدو ولا يقفلهم. قال سهم بن
حنظلة الغنويّ:
معاوي إما أن تجهّز أهلنا ... إلينا وإمّا أن نزور الأهاليا
(1/146)
ورُوي: وإما أن نؤوب معاويا.
أجمرتنا تجمير كسرى جنوده ... ومنيتنا حتى نسينا الأمانيا
وجمر ثيابه. واستجمر بالعود. واستجمر المستطيب. وحافر ومنسم مجمر:
نكبته الجمار حتى صلب واشتد، وقيل هو المجموع المدار. وتجمر بنو فلان:
تجمعوا. وجمرات القبائل ثلاث كجمرات المناسك، طفئت منها ثنتان: ضبة بن
أد لمحالفتها الررباب، والحارث بن كعب لمحالفتها مذحج، وبقيت نمير بن
عامر. قال الفرزدق:
وإذا كلاب بني المراغة ربضت ... خطرت ورائي دارمي وجمارى
أراد بني ضبة وهم أخواله وسمى أمهم المراغة وهي الموضع الذي تتمرغ فيه
الدواب، يعني أن الحمير تتمرغ بها كما تتمرغ بالأتان. وذبحوا فجمروا أي
ألقوا اللحم على الجمر، ولحم مجمر. وجمر الحاج، وهو يوم التجمير.
ومن المجاز: الجمر في كبدي والجمار في خلاخلهن.
ومن مجاز المجاز: قول أبي صخر الهذليّ:
إذا عطفت خلاخلهن غصت ... مجمارات بردي خدال
شبه أسؤق البرديّ الغضة بشحم النخل فسماه جماراً ثم استعاره لأسؤق
النساء.
ج م ز
في الحديث " كانوا يأمرون الذين يحملون الجنازة بالجمز ": وهو سير فوق
العنق وهو الجمزي، يقال: هو يعدو الجمزي. وتقول إذا ركبت الجمازة، فلا
تنس الجنازة.
ج م س
ماء جامد وودك جامس، وقد جمس الودك على يده.
ج م ش
ظل يجمشها جمشاً ويجمشها تجميشاً وهو ان يقرصها ويغازلها، من الجمش وهو
الحلب بأطراف الأصابع، ورجل جماش: غزيل وامرأة جماشة. وركب جميش حليق،
واطلى بالنورة فجمشت شعره.
ج م ع
ما جاءني إلا جميعة منهم، وكنت في مجمع من الناس. وهذا الكلام أولج في
المسامع، وأجول في المجامع. ومعه جمع غير جماع وهم الأشابة. قال أبو
قيس بن الأسلت:
ثم تجلت ولنا غاية ... من بين جمع غير جماع
وفي الحديث " كان في جبل تهامة جماع قد غصبوا المارة " وهم كجماع
الثريا وهي كواكبها المجتمعة. قال ذو الرمة:
ونهب كجماع الثريا حويته ... بأجرد محتوت الصفاقين خيفق
(1/147)
وتفتحت جماعات الثمر. وقدر جامعة وجماع:
تجمع الشاة. هذا الباب جماع الأبواب. وعن الحسن " اتقوا هذه الأهواء
التي جماعها الضلالة ومعادها النار " وفلان جماع لبني فلان: يأوون إليه
ويجتمعون عنده. واشترى فلان دابة جامعاً أي يصلح للسرج والإكاف.
وجمعتهم جامعة أي أمر من الأمور التي يجتمع لها. قال الفرزدق:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير الجوامع
" وإذا كانوا معه على أمر جامع " وأخرج في جامعة وهي الغل. وقال:
كأيدي الأسارى أثقلتها الجوامع
ورأيتهم أجمعين، وجاءوا بأجمعهم، وهو يعمل نهاره أجمع، وليلته جمعاء،
ورأيتهن جمع. وهو جميع الرأي وجميع الأمر. قال ذو الرمة:
حداها جميع الأمر مجلوذ السري ... حداء إذا ما استأنسته يهولها
يريد الحمار. وحي جميع. ورجل مجتمع: استوت لحيته وبلغ غاية شبابه. وكنت
في جامع البصرة. وجمع القوم شهدوا الجمعة. وأدام الله جمعة بينكما كما
تقول ألفة بينكما. وأجمعوا الأمر وأجمعوا عليه. وفلانة بجمعٍ أي عذراء.
وضربه بجمع كفه. واستجمع لفلان أمره. واستجمع السيل. واستجمع الفرس
جرياً. قال يصف السراب:
ومستجمع جرباً وليس ببارحٍ ... تباريه في ضاحي المتان سواعده
أي مجاريه. واستجمع الوادي إذا لم يبق منه موضع إلاّ سال. وعن بعض
العرب: الرمة وفلج لا يستجمعان إنما يسيلان في نواحيهما وأضواجهما.
واستجمع القوم: ذهبوا كلهم. وجمعوا لبني فلان إذا حشدوا لقتالهم " إن
الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم " وأجمعت القدر غلياً. قال امرؤ القيس:
ونحشّ تحت القدر نوقدها ... بغضاً الغريف فأجمعت تغلي
ومن الكناية: فلانة قد جمعت الثياب أي كبرت، لأنها تلبس الدرع والخمار
والملحفة.
ومن المجاز: أمر بني فلان بجمع أي مكتوم، استعير من قولهم: فلانة بجمع،
يقال: أمركم بجمع فلا تفشوه.
ج م ل
فلان يعامل الناس بالجميل. وجامل صاحبه مجاملة، وعليك بالمداراة
والمجاملة مع الناس. وتقول: إذا لم يجملك مالك، لم يجد عليك جمالك.
وأجمل في الطلب إذا لم يحرص. وإذا أصبت بنائبة فتجمل أي تصبر. وجمالك
يا هذا، قال أبو ذؤيب:
(1/148)
جمالك أيها القلب القريح
أي صبرك. وأجمل الحساب والكلام ثم فصله وبينه. وتعلم حساب الجمل. وأخذ
الشيء جملةً. وجمل الشحم: أذابه. واجتمل وتجمل: أكل الجميل وهو الودك.
واجتمل إذا استوكف إهالة الشحم على الخبز وهو يعيده إلى النار. وقالت
أعرابية لبنتها: تجملي وتعففي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي بقية
اللبن في الضرع. وتقول: خذ الجميل وأعطني الجمالة وهي الصهارة. واستجمل
البعير: صار جملاً، ولا يسمّى جملاً إلا إذا بزل، وناقة جمالية: في خلق
الجمل، ألا ترى إلى قوله: كأنها جمل وهم ضخم. ورجل جمالي: عظيم الخلق
ضخم.
ومن المجاز: اتخذ الليل جملاً.
ج م م
عدد جم، وأحبك حباً جماً، وجاءوا جماً غفيراً، والجماء الغفير. وجم
المال وماء البئر جموماً، وجمت الركية: اجتمع ماؤها. واستق من جمة
البئر، ومجمها، ومستجمها وهي مجتمع مائها، وهذه بئر واسعة المجم.
وأعطاه جمام المكوك وجمام القدح بالثلاث وقال يعقوب: لا يكون الضم إلا
في المكيال وحده. ووردت الماء زرقاً جمامه، جمع جمة. والفرس في جمامه
بالفتح لا غير، وجم الفرس وأجمه صاحبه. وأجم لسانه من الكلام، وإناء
جمان. وحلق جمته. وجممت الجارية ولممت: صارت لها جمة ولمة، وجارية
مجممة وملممة. وجممت المكيال: ملأته. وبئر جموم: كثيرة الماء. ورعت
الماشية الجميم وهو ما غطى الأرض من النبات. وثور أجم: لا قرن له، وشاة
جماء. وجمجم في صدره شيئاً: أخفاه. والتقوا يضربون الجماجم.
ومن المجاز: فرس جموم الشد. قال النمر ابن تولب يصف فرساً:
جموم الشد شائلة الذناني ... تخال بياض غرتها سراجا
وفلان واسع المجم وضيق المحجم، كما يقال: واسع العطن وضيقه، وأصله مجم
البئر. قال:
رب ابن عم ليس بابن عم ... داني الأذاة ضيق المجم
وقال:
عرضنا فقلنا هسلام عليكم ... فأنكرها ضيق المجم غيور
أبدل من ألف لام التعريف هاء. ورجل أجم: لا رمح معه. وبيت أجم: لا رمح
فيه. قال أوس:
ويلمهم معشراً جماً بيوتهم ... من الرماح وفي المعروف تنكير
(1/149)
هو كقولهم حاف من النعل، وأقرع من الشعر.
وسطح أجم: لا سترة له. وحصن أجم: لا شرف له، وقرية جماء. وفي الحديث: "
تبنى المساجد جماً والقرى شرفاً " وحذف جمة الجزرة ثم أكلها. وفي حديث
عائشة رضي الله عنها: " ألي كان يستجم مثابة سفهه " من استجم البئر إذا
تركها حتى يجم ماؤها. وسقاني في جمجمة وفي قحف يعني في قدح.
ج م ن
كمن جلب الجمان، إلى عمان؛ وهو حب من فضة يعمل على شكل اللؤلؤ، وقد
يسمى به اللؤلؤ. كما قال:
كجمانة البحري جاء بها ... غواصها من لجة البحر
ج م هـ ر
هذا قول الجمهور، وشهد ذلك الجماهير. وجمهر الأشياء: جمعها. قال ذو
الرمة:
أبي عز قومي أن تخاف ظعائني ... صباحاً وأضعاف العديد المجمهر
ج ن أ
جنأ عليه جنوءاً إذا انكب عليه. قال:
جنوء العائدات على وسادي
وأرادوا أن يضربوه فتجانأت عليه أقيه بنفسي. وبه جنأ أي حدب، ورجل أجنأ
الظهر، والظليم أجنأ.
ج ن ب
رجل جنب وقوم جنب " وإن كنتم جنباً فاطّهّروا " وأجنب وتجنّب واجتنب،
وجار جنب وهو الذي جاورك من قوم آخرين، لي من أهل الدار ولا من أهل
النسب، وهؤلاء قوم أجناب. قالت الخنساء:
يا عين فيضي بدمع منك تسكابا ... وابكي أخاك إذا جاورت أجنابا
ولا تحرمني عن جنابة أي من أجل بعد نسب وغربة، ومعناه لا يصدر حرماتك
عنها كقوله تعالى: " وما فعلته عن أمري " قال علقمة:
فلا تحرمني نائلاً عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب
وأنا في جناب فلان أي في فنائه ومحلته. ومشوا جانبيه وجنابيه وجنابتيه
وجنبتيه. قال كعب ابن زهير:
يسعى الوشاة جنابيها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول
ونزلوا في جنبات الوادي. وقعد جنبة إذا اعتزل
(1/150)
القوم. وتقول: طاب الكرام، وجانب اللئام.
ولج فلان في جناب قبيح أي في مجانبة أهله. وجنبت الدابة أجنبها جنباً
بالتحريك. وفي الحديث " لا جنب في الإسلام " وهو أن يجنب المسابق فرساً
فإذا دنا من الغاية انتقل عليه ليسبق. وأعطاه الجنب: انقاد له. وفلان
تقاد الجنائب بين يديه، وهو يركب نجيبه، ويقود جنبيه. وجانبه: مشى إلى
جنبه، وهو جنيبه. وفرس طوع الجناب: سلس القياد. وأصحب جنبيه إذا طاوعه.
وهو أجنبي مني وأجنب. وجنبته الشر فاجتنبه، وجنبته إياه فتجنبه. وقيل
للترس: المجنب، لأنه يجنب صاحبه أي يقيه ما يكره كأنه آلة لذلك. وكان
في إحدى المجنبتين وهما جناحا العسكر. وجنبت الريح: هبت جنوباً. وجنب
القوم: أضابتهم، وسحابة مجنوبة. وأجنبوا: دخلوا فيها. والمجنوب في سبيل
الله شهيد، وذات الجنب داء الصناديد.
ومن المجاز: اتق الله الذي لا جنيبة له أي لا عديل له. وأطاعت جنيبته
إذا انقاد. قال ابن مقبل:
فإما تريني قد أطاعت جنيبتي ... وخيط رأسي بعد ما كان أوفرا
أي وافراً. وفرطت في جنب الله أي في جانبه وفي حقه. ورجل لين الجانب:
سهل المعاملة سلس. قال:
لين الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سم كالذعف
وتقول: المسلمون جانب، والكفار جانب. وهو أجنبي من هذا الأمر أي لا
تعلق له به ولا معرفة. وفلان رحب الجناب وخصيب الجناب: سخي.
ج ن ح
جنحوا للسلم، وجنحوا إليه وجنحت الشمس للغروب، وجنح الليل: مال للذهاب
أو المجيء. ويقال جنح الأصيل. قال النمر:
قطعت بسمحة كالفحل عجل ... مواشكة إذا جنح الأصيل
وجنحت السفينة: بلغت ماء رقيقاً فلصقت بالأرض لا تمضي. وجنح الطائر:
كسر جناحيه للوقوع. قال النابغة:
إذا ما غزوا بالجيش أبصرت فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب
والجبال جنوح على الأرض. قال النابغة:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم ... وكيف بحصن والجبال جنوح
(1/151)
ولم تلفظ الموتى القبور ولم تغب ... نجوم
السماء والأديم صحيح
وهذغ أمر تنقض منه الجوانح وهي أضلاع الصدر. واجتنح على الشيء: انكب
عليه ومال. قال ابن الرقاع يصف ثور الوحش:
يبيت يحفر وجه الأرض مجنحاً ... إذا اطمأن قليلاً قام فانتفلا
وقال القطامي يصف سفينة:
جوفاء مطلية قاراً إذا اجتنحت ... بها غواربه قحمنها قحما
وأتيته عند مجتنح الأصيل. وما عليك جناح.
ومن المجاز: خفض له جناحه، وهو مقصوص الجناح: للعاجز. وسال جناحا
الوادي أي جانباه. وكسروا جناحي العسكر. وركب جناحي نعامة إذا جد في
الأمر وعجل. وأنا في جناح فلان أي في ذراه وظله. وهو في جناح طائر إذا
وصف بالقلق والدهش. وقدم إلينا ثريدة لها جناحان من عراق، ومجنحة
بالعراق.
ج ن د
جند الجنود: جمعها، و" الأرواح جنود مجندة "، والريح من جنود الله
تعالى. وهو من أجناد الشام وهي خمس كور: دمشق، وحمص والأردن وقنسرين،
وفلسطين. كانت الأجناد تحشد منها فسميت بذلك. والنسبة ترد إلى الواحد
فيقال جندي، وأما الجندي فمنسوب إلى الجند باليمن. قال عمرو بن شمر:
ولا من سليم وساداتها ... ولا من تميم وأهل الجند
وتجند فلان: اتخذ جنداً.
ج ن س
الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. وهو مجانس لهذا، وهما متجانسان. ومع
التجانس التآنس. وكيف يؤانسك، من لا يجانسك.
ج ن ف
جنف في الوصية، وجنف علينا في الحكم، وهو من أهل الحيف والجنف. ورجل
أجنف: متزاور مائل في أحد شقيه، وفي خلقه جنف. وتجانف لكذا وتجانف عنه.
قال الله تعالى: " غير متجانف لإثم " وقال الأعشى:
تجانف من أهل اليمامة ناقتي ... وما عدلت عن أهلها لسوائكا
ج ن ن
جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن،
وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن
وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان
ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان.
وهو يتجنن عليّ ويتجان.
ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به.
(1/152)
قال ابن أحمر:
وجن الخاز باز به جنوناً
ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:
يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين
تحت تمر السحق المجانين
وقال رؤبة:
يدعن ترب الأرض مجنون الصيق
الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:
كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا
وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له
النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:
أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله
ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:
ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر
وجن جنونه. وقال أبو النجم:
وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ي
هات جناة من جناك، وهذه شجرة طيبة الجناة. وثمر جني: جني آنفاً. وأجنى
الشجر: حان أن يجنى ثمره. وأجنيته الثمر: مكنته من اجتنائه. وأجنت
الأرض وأخلت: صار فيها الجنى والخلى. وأجنى الله الماشية: أنبت لها
الجنى. وجنى على أهله: جر عليهم. وتجنى على أخيه ما لم يجن.
ومن المجاز: اجتنى العسل. وتقول العرب: جنيت الجراد وصدت ماء المطر،
وقد وقع لي:
قطف الحلم من شماريخ رضوي ... وجنى اللين من قنا الخيزران
ج هـ د
جهد نفسه، ورجل مجهود، وجاء مجهوداً قد لفظ لجامه، وأصابه جهد: مشقة.
قال رؤبة:
أشكو إليك شدة المعيش ... وجهد أعوام نتفن ريشي
نتف الحبارى عن قرا رهيش
وأقسم بالله جهد القسيم، وحلف جهد اليمين، واجتهد في الأمر، وجاهد
العدو. وجهد الرجل: ألح عليه في السؤال. وبلغ جهده ومجهوده أي طاقته،
ولأبلغن جهيداي في هذا الأمر، تصغير جهاد على الترخيم. وجهاداك أن تفعل
كذا أي جهدك وغايتك.
ومن المجاز: سقاه لبناً مجهوداً وهو الذي أخرج زبده: وقيل هو الذي أكثر
ماؤه، يقال: لا يجهد ماؤك لبنك ومرقتك، ومرقة مجهودة، ومرعى جهيد: جهده
المال، وأرض جهيدة الكلإ. وجهد جهده، واجتهد رأيه. وأجهد فيه الشيب:
كثر وانتشر. قال عديّ:
لا تواتيك إذ صحوت وإذ أج ... هد في العارضين منك القتير
وغرثان جاهد: شهوان يجهد الطعام لا يترك منه شيئاً.
ج هـ ر
جهر الشيء إذا ظهر وأجهرته أنا، وأجهر فلان ما في صدره، ورأيته جهرة أي
عياناً. وجهر بكذا: أعلنه. وقد جهر بكلامه وقراءته: رفع بهما صوته.
وجهر صوته جهارة، وهو جهير الصوت، وصوت جهوري، ورج جهور وجهوري. وجهور
الحديث بعدما هينمه أي أظهره بعد ما أسره. وخطيب مجهر بخطبته. وجاهرتهم
بالأمر جهاراً أي عالنتهم به علاناً، ورأيته فجهرته، واجتهرته.
واستجهرته: رأيته عظيم المرآة. قال:
إن سراجاً لكريم مفخره ... تحلى به العين إذا ما تجهره
وجهرني فلان: راعني بجماله وهيئته. وجهرت الجيش واجتهرتهم: كثروا في
عيني، وجيش مجتهر وجهور. ورأيت جهره، فعرفت سره. قال القطامي:
شنئتك إذ أبصرت جهرك سيئاً ... وما غيب الأقوام تابعة الجهر
أي مغيباتهم ومخابرهم تابعة لهيئتهم. وما أحسن جهره، وأسوأ جهره. وفلان
جهير بين الجهارة إذا كان ذا جهرة ومنظر تجتهره الأعين. قال أعرابي في
الرشيد:
جهير الرواء جهير الكلام ... جهير العطاس جهير النغم
ويخطو على الأين خطو الظليم ... ويعلو الرجال بخلق عمم
وفلان مشتهر مجتهر. وهو جهير للخير: خليق، وهم هراء للمعروف. قال
الأخطل:
جهراء للمعروف حين تراهم ... حلماء غير تنابل أشرار
ورجل أجهر وامرأة جهراء: تسدر عينهما في الشمس. وأرض جهراء: عراء لا
يسترها شيء. وتقول: جهرت لنا جهراء، ووطئنا أعرية جهراوات. وفلان عفيف
السريرة والجهيرة. قال:
لا يتبع الجارات ريبة طرفه ... ويتابع الإحسان للجيران
عف السريرة، والجهيرة مثلها ... فإذا اشتضيم أراك فسق طعان
وجهرنا بني فلان صبحناهم.
ج هـ ش
جهشت نفسه مثل جاشت إذا نهضت إليه وهم بالبكاء، وأجهشت. قال الطرماح:
لما رأيتهم حرائق أجهشت ... نفسي وقلت لهم ألا لا تبعدوا
ولما رأوني جهشوا إليّ أي نهضوا فزعين. وتقول: جهش، ثم بهش. وما كانت
بهشه، إلاّ وبعدها جهشه؛ هي العبرة.
ج هـ ض
أجهشه عن كذا: أعجله عنه. وصاد الجارح فأجهضناه عن صيده وغلبناه عليه.
وأنهضوهم عن أماكنهم وأجهضوهم. وأجهضت الناقة: أسقطت، وحوار جهيض
ومجهض. قال أبو النجم:
يتركن في المشتبه الداوي ... كل جهيض ميت أو حي
ج هـ ل
فلان جهول، وقد جهل بالأمر. وجهل حق فلان. وهو يجهل على قومه: يتسافه
عليهم. قال:
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وفي مثل: " كفى بالشك جهلاً " وكان ذلك في الجاهلية الجهلاء وهي
القديمة. وجهل صاحبه: رماه بالجهل. واستجهله: عده جاهلاً. وتجاهل: أرى
من نفسه أنه جاهل. وجاهله: سافهه. ورأيت منهما مجامله، ثم انقلبت
مجاهله. " والولد مجهلة ". وفلاة مجهل: لا علم بها، خلاف معلم. وساروا
في مجاهل الأرض ومعاميها. وتقول: كم قطعت من مجهل، ووردت من منهل.
ومن المجاز: استجهلت الريح الغصن: حركته. وقال النابغة:
دعاك الهوى واستجهلتك المنازل ... وكيف تصابي المرء والشيب شامل
أي استخفتك.
وفي مثل: " نزو الفرار استجهل الفرار " وجهلت القدر: اشتد غليانها،
نقيض تحلمت. قال ابن أحمر:
ودهيم تصاديها الولائد جلة ... إذا جهلت أجوافها لم تحلم
وناقة مجهولة: لم تحلب قط، وقيل: لم تحمل. وناقة مجهال: تخف في سيرها.
قال ابن مقبل:
مجهال رأد الضحى حتى تورعها ... كما تورع عن تهذائه الخرفا
ج هـ م
وجه جهم: غليظ كثير اللحم ضيق الخلقة. قال المخبل السعدي:
وتريك وجهاً كالصحيفة لا ... ظمآن مختلج ولا جهم
وهو الباسر الكريه، وقد جهم جهومة وجهامة، ورجل جهم الوجه، ويوصف به
الأسد. وتجهمت الرجل وجهمته إذا استقلته بوجه مكفهر، وقيل هو أن تغلظ
له في القول. يقال: تجهمني بما أكره وجهمني به. قال:
فلا تجهميني أم عمرو فإننا ... بنا داء ظبي لم تخنه عوامله
وخرج في جهمة الليل وهي قريب من السحر. قال الجعدي:
وقهوة صهباء باكرتها ... مجهمة والديك لم ينعب
واجتهموا: ساروا في الجهمة. وتقول: فلان غراره كهام، ومدراره جهام.
ومن المجاز: الدهر يتجهم الكرام. وتجهمني أملي إذا لم يصبه.
ج هـ ن
" وعند جهينة الخبر اليقين ". وتقول: فلان كنيف الأسرار، وجهينة
الأخبار. وحسبناك جهينة، فوجدناك جهيله.
ج هـ
وأجهت السماء: أصحت، والسماء مجهية. وبيت أجهى، ودار جهواء، وسمعت من
العرب: بيت جهوان، وقياس مؤنثه جهوى، كسكرى في سكران. وقيل للعنز: قد
أقبل القرّ فما سلاحك، قالت: مالي سلاح إلا لآست جهوى، والذنب ألوى،
فأين المأوى؛ أي مكشوفة.
ج هـ ج هـ
جهجهوا بالسبع، وهجهجوا به: صاحوا به وزجروه.
ج وب
جاب الثوب واجتابه: قطعه. وجاب القميص: قور جيبه، وجوب القمص. وجاب
الصخرة: خرقها " جابوا الصخر بالواد " وأجابه إلى كذا واستجابه واستجاب
له.
(1/153)
قال:
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
واستجاب الله دعاءه. وتجاوبت القمريتان. و" أساء سمعاً فأساء جابة " أي
إجابة كالطاعة والطاقة.
ومن المجاز: جاب الفلاة واجتابها، وجاب الظلام. قال يصف ناقة:
باتت تجوب أدرع الظلام
وهل عندك جائبة خبر؟ وهي المغلغلة التي جابت البلاد، وعند فلان جوائب
الأخبار. قال أبو زبيد:
فاصدقوني وقد خبرتم وقد ثا ... بت إليكم جوائب الأنباء
وكلام فلان متناسب متجاوب، ولا يتجاوب أول كلامك وآخره. وأرض سهلة إذا
أصابها اليسير من الغيث، أجابت بالكثير من النبت. قال العجاج:
تكسو الشراسيف إلى المجدل ... قرون جثل وارد مجثل
مغدودن يجيب غسل الغسل ... يسقى السعيط في رفاض الصندل
ج وح
اجتاحتهم السنة، ونزلت بهم جائحة من الجوائح. وتقول: رفع الحوائج، أشد
من نزول الجوائح.
ج ود
جاد فلان جوداً، وجادت السماء جوداً، وجاد المتاع جودة، وجاد الفرس
جودة. وجيد الرجل جواداً: عطش. ورجل جواد من قوم أجواد وأجاويد وجود.
قال:
ففيهن فضل قد عرفنا مكانه ... فهن به جود وأنتم به بخل
وروض مجود: ممطور، وأصابته تجاويد من المطر. ومتاع جيد وأمتعة جياد.
واستجدت الشيء وتجودته: تخيرته وطلبت أن يكون جيداً. وتجود في صنعته:
تنوق فيها. وأجاد الشيء وجوده، وأحسن فيما فعل وأجاد، وصانع مجيد
ومجواد. وعن النضر: أنشدني رجل رجزاً فقلت: أجاد والله، فقال: إنه كان
مجواداً. وهم مجاويد. وأجدتك ثوباً: أعطيتكه جيداً. وهم يتجاودون
الحديث: ينظرون أيهم أجود حديثاً. وجود في عدوه وعدا عدواً جواداً.
وسرنا عقبة جواداً وعقبتين جوادين، وعقباً أجواداً وجياداً أي بعيدة
طويلة. وفرس جواد من خيل جياد. وأجاد فلان: صار له فرس جواد، وهو مجيد
من قوم مجاويد.
(1/154)
قال:
وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقاً مجيداً
وأجادت فلانة: ولدت ولداً جواداً. وبت مجوداً أي عطشان.
ومن المجاز: إني لأجاد إلى لقائك، وإنه ليجاد إلى فلانة: يشتاق إليها
كما تقول: يظمأ. وإنما قيل: جيد، ذهاباً إلى التفاؤل كقولهم للمهلكة
مفازة. وفلان جيد: عطش. وجيد: غيث. ويجود بنفسه أي يسوق. وقال لبيد:
ومجود من صبابات الكرى ... عاطف النمرق صدق المبتذل
أي إذا ابتذل في السفر وجد صلباً.
ج ور
نعوذ بالله من الجور، ومن الحور بعد الكور. وقوم جارة وجورة. وجورت
فلاناً: نقيض عدلته. وجار علينا فلان، وجار عن القصد. وطراف مجور:
مقوض. وجوروا بيوتهم: قوضوها. وطعنه فجوره، وهو من الجور: الميل. والله
جارك أي مجيرك، واللهم أجرني من عذابك. وهو حسن الجوار وهم جيرتي،
وتجاوروا واجتوروا. ومن استجارك فأجره. وكان ابن عباس رضي الله عنهما
ينام بين جارتيه.
ومن المجاز: عنده من المال الجور أي الكثير المتجاوز للعادة، ومنه
قولهم: غرب جائر وقربة جائرة: للواسعة الضخمة. ويقال للأرض إذا طال
نبتها وارتفع: جارت أرض بني فلان. وسيل جور: مفرط الكثرة. يقال: هذا
سيل جور لا يرد على أدراجه. قال:
فلا سقاها الوابل الجورا ... إلهها ولا وقاها العرّا
وتجور خباء الليل إذا انجلى ظلامه. قال ابن أحمر يصف الليل:
وقلت له لما قضى جل ما قضى ... وطار خباء فوقنا فتجورا
ج وز
قطعوا جوز الفلاة وأجواز الفلا. قال:
باتت تنوش الحوض نوشاً من علا ... نوشاً به تقطع أجواز الفلا
ومضى جوز الليل وهو الوسط، وشاة جوزاء: بيضاء الوسط، وبها سميت
الجوزاء. وأنمّ من جوز. وأرض مجازة: كثيرة الجوز. وجزت المكان وأجزته،
وجاوزته وتجاوزته. قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحيّ وانتحى ... بنا بطن خبت ذي خفاف عقنقل
(1/155)
وأعانك الله على إجازة الصراط. وهو مجاز
القوم ومجازتهم، وعبرنا مجازة النهر وهي الجسر. وجاز البيع والنكاح
وأجازه القاضي. وهذا مما لا يجوزه العقل. وجاز بي العقبة وأجازنيها.
وأجازه بجائزة سنية وبجوائز، وأصله من أجازه ماء يجوز به الطريق أي
سقاه، واسم ذلك الماء الجواز. ويقال استجزته ماء لأرضي أو لماشيتي
فأجازني، وسقاه جوازاً لأرضه. قال:
يا قيم الماء فدتك نفسي ... عجل جوازي وأقل حبسي
وخذ جوازك، وخذوا أجوزتكم وهو صك المسافر لئلا يتعرض له. وتجاوز عن
المسيء وتجاوز عن ذنبه. واللهم اعف عنا وتجاوز عنا وتجوز عنا. وتجوز في
الصلاة وغيرها: ترخص فيها. وتجوز في أخذ الدراهم إذا جوزها ولم يردها.
ج وس
جاسوا خلال الديار: داروا فيها بالعيث والفساد. وجاء فلان يجوس الناس
أي يتخطاهم.
ج وش
ضرب جوشه وجوشنه أي صدره. وخرجوا عليهم الجواشن وهي الدروع جمع جوشن.
ومن المجاز: مضى جوش من الليل وجوشن منه أي صدر. قال الطرماح:
وصلوا العشيّ إلى الجوا ... شن والغدو إلى الأصائل
ج وع
أجاعه وجوعه، وتجوع للدواء. وفلان مستجيع: لا تراه الدهر إلا وهو جائع.
وهذا عام مجاعة، وأصابتهم مجاوع ومخامص. قال بعض بني عقيل:
فإنك ما سليت نفساً شحيحة ... عن المال في الدنيا بمثل المجاوع
وفلان من موضع كذا على قدر مجاع الشبعان، وعلى قدر معطش الريان، أي على
قد ما يجوع الشبعان سائراً حتى يصل إليه. وفي الحديث " حتى إذا كان من
ديار شبام على قدر مجاع الشبعان " هو اسم قبيلة سموا بجبل لهمدان. قال
الأعشى:
قد نال أهل شبام فضل سؤدده ... وعاد يسمو إلى الجرباء واطلعا
ومن المجاز: جاع وشاحها: للحمصانة. وفلان جائع القدر، وأجاع قدره. قال:
وإذا هاجت شمال أطعموا ... في قدور مشبعات لم تجع
وإني لأجوع إلى أهلي وأعطش، وإنك لجائع إلى فلان عطشان، قال بعض
الهذليين:
وإني لأمضي الهم عنها تعجّلا ... وقلبي إلى اسماء ظمآن جائع
ج وف
في جوفه داء. وشيء أجوف، وقناة
(1/156)
جوفاء: خلاف أصم وصماء، وقصب جوف، وفرس
مجوف بلقاً: بلغ البلق جوفه. قال:
ومجوف بلقاً ملكت عنانه ... يعدو على خمس قوائمه زكا
وجافه الطعن والدواء: وصل إلى جوفه، وأجافه الطاعن، وطعنه جائفة.
واجتاف الوحشي كناسه وتجوّفه: دخل جوفه. ونزلوا جوفاً من أجواف الأرض
وهو المكان الواسعالمطمئن.
ومن المجاز: رجل أجوف ومجوف: جبان لا فؤاد له، وقوم جوف. قال حسان:
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... فأنت مجوف نخب هواء
وقال:
حار بن كعب ألا أحلام تزجركم ... عنّا وأنتم من الجوف الجماخير
وأجيفوا الأبواب: ردوها وأغلقوها. وأهلك الناس الأجوفان: البطن والفرج.
ج وق
جوقت القوم: جمعتهم. وتجوق فلان: جمع جوقاً من الناس. ورأيت منهم
جوقاً، يساقون سوقاً، وقيل هو دخيل.
ج ول
جال الفرس في الميدان جولاناً، وجالوا في الحرب جولة، وكانت لهم جولة.
وجول في البلاد وطوف، وهو جوالة جوابة، وكانت بينهما مجاولة ومطاردة.
قال العباس بن مرداس:
بكل الحجاز قد ضربنا كتيبة ... تجاولنا عن أرضها ونجيلها
وتجاولوا في الحرب. قال النابغة:
والخيل تعلم أنا في تجاولنا ... يوم الحفاظ أولو بؤسي وإنعام
وأجال القداح. وخذ ما جال على غربالك، وخذ جوالة غربالك. واستهجالت
الريح السحاب. واستجالت الخيل ما مرت به. واجتالتهم الشياطين: صرفتهم
عن هداهم إلى ضلالتها، وأخذتهم بأن يجولوا معها واختارتهم لأنفسها. وفي
الحديث: " خلق الله عباده حنفاء فاجتالتهم الشياطين " وقال الأعشى:
تراها كأحقب ذي جدتين ... يجمع جوناً ويجتالها
وبرزت في مجولها وهو ثوب تلبسه الفتاة قبل التخدير تجول فيه.
ومن المجاز: ماله جول ولا معقول أي رأى وتماسك، وأصله جانب البئر.
يقال: انهدم جول البئر وجالها. وأجالوا الرأي فيما بينهم. ويجول في
صدري أن أفعل كذا، ولم يبق له مجال في هذا
(1/157)
الأمر. وامرأة جائلة الوشاحين: هيفاء، وقد
جال وشاحاها. وفي قلبه جولان الهموم وهو ما يجول فيه. قال:
أقاذف جولان الهموم كأنني ... شبوب أصابته حبالة صياد
واستجلنا الجهام أي رأينا الجائل في الأفق هو الجهام لا غير أي لم ينشأ
غيره.
ج ون
شيء جون: أسود فيه حمرة، وأشياء جون. قال العجاج:
واجتبن جوناً كعصار الزفت
يريد العرق. وقال:
في جونة كقفدان العطار
شبه الجونة وهي الشقشقة بالجنة وهي السفط.
ويقال: القطا ضربان: جوني وكدري، والواحدة جونية وكدرية. قال زهير:
جونية كحصاة القسم مرتعها ... بالسّيّ ما تنبت القفعاء والحسك
ج وي
جويت عن كذا، وأصابني جوّي وهو داء في الجوف لا يستمرأ منه الطعام،
واجتويت الطعام واستجويته. واجتوينا أرضكم: لم يوافقنا غذارها. وفي
الحديث: " دخل العرنيون المدينة فاجتووها " ونزلنا في جواء بني فلان
وهي فجوة في محلتهم وسط البيوت، وقيل هو جمع الجو وهو الهجل. وأقمت في
جو اليمامة أي في وسطها.
ومن المجاز: اجتوى القوم إذا أبغضهم. قال:
لقد جعلت أكبادنا تجثويكم ... كمتا تجتوي سوق العضاه الكرازنا
وماء جوي: منتن، ومياه جوىً لأنه وصف بالمصدر. قال:
ثم كان المزاج ماء سماء ... لا جوًى آجنٌ ولا مطروق
(1/158)
ج يء
جئته، وجئت إليه، وجاء بخير كثير، وما اء بك؟ وجئتنا جيئة مباركة،
وجاءكم الغيث. قال أبو زيد: وقد يدعون الهمزة فيقولون: جايجي، والناس
يجون. وأجاءه إلى مكان كذا: ألجأه إليه. ولو جاوزت هذا المكان جايأت
الغيث أي وافقته. وجايأ بين ناحيتي جرحه.
ومن المجاز: جاء ربك. وأجاءتني إليك الحاجة، وجاءت بي الضرورة. وأجاءت
ثوبها على خديها: حدرته عليهما. وأجاءت على قدميها: أرسلت فضول ثيابها.
قال لبيد:
إذا بكر النساء مردفات ... حواسر لا تجيء على الخدام
ويقال: سالت جائية القرحة، وهي ما يجيء من مدتها.
ج ي د
رجل أجيد، وامرأة جيداء، وبها جيد، ونساء غيد جيد، ويقال: أقبلت أجياد
الخيل.
ج ي ش
جاشت القدر واستجاشت: غلت. وكأن صدره مرجل جياش. وجيش فلان: جمع جيشاً.
واستجاش الأمير من مكان كذا: طلب الجيوش.
ومن المجاز: جاش البحر بالأمواج. وإن صدره ليجيش عليّ بالغلّ. وجاشت
إليه نفسه. قال ذو الرمة:
تجيش إليّ النفس في كل دمنة ... لمىً ويرتاح الفؤاد المشوّق
وجاشت الحرب بينهم. قال:
تجيش علينا قدرهم فنديمها ... ونهنؤها عنا إذا حميها غلا
وفرس جياش العنان. قال حسان:
تعادى بنا أفراسنا كل شطبة ... عنود وجياش العنان مناقل
ج ي ض
جاضوا عن العدو جيضة منكرة: نقروا. وقال القطاميّ:
وترى لجيضتهن عند رحيلنا ... وهلاً كأن بهنّ جنة أولق
يريد نفرة الإبل.
ج ي ف
جيفت الميتة: صارت جيفة وأنتنت. والمؤمن أهون عن الفجار، من جيفة
الحمار.
ومن المجاز: قولهم للكسالى والجبناء: ما هؤلاء الجيف، وماهم إلا جيف.
ج ي ل
عنده من الناس أجيال أي أصناف: جيل من الترك، وجيل من الخزر.
(1/162)
|