الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية المجلد السادس ...
باب النون:
فصل الصاد
[صبن] الأصمعي: يقال: صَبَنْتَ (1)
عنّا الهديةَ أو ما كان من معروفٍ، تَصْبِنُ صَبْناً، بمعنى كففتَ: قال
عمرو بن كلثوم: صَبَنْتِ الكأسَ عنا أُمُّ عَمروٍ * وكان الكأسُ مجراها
اليَمينا وإذا سوَّى المقامرُ الكعبين في الكفِّ ثم ضَرَب بهما قيل: قد
صَبَنَ. ويقال له: أَجِلْ ولا تَصْبِنْ. والصابون معروف.
[صحن] صَحَنْتُ بين القوم: أصلحتُ.
وصَحَنْتُهُ صَحَناتٍ، أي ضربته. وناقةٌ صحون، أي رموح، عن أبى عمرو.
وصحن الدار: وَسْطها. والصَحْنُ: العُسُّ العظيم. يقال: صَحَنْتُهُ إذا
أعطيتَه شيئاً فيه.
_________
(1) صبن من باب ضرب.
(6/2151)
(*) والصَحْنُ: طُسَيْتٌ، وهما صَحْنانِ
يُضرَب أحدهما على الآخر. قال الراجز: سامرني أصوات صنج ملهيه * وصوت
صحنى قينة مغنيه والصحناء بالكسر: إدام يتخذ من السمك، يمد ويقصر (1) .
والصحناءة أخص منه.
[صدن] الصيدنان: الصيدلانى.
والصيدنانى أيضا: دويْبَّةٌ، قال أبو عبيد: تَعمَل لنفسها بيتاً في
الأرض وتُعمِّيه. ويقال له: الصيدن أيضا. قال كثير يصف ناقته: كأن
خليفي زورها ورحاهما * بنى مكوين ثلما بعد صيدن [والصيدن: الثعلب (2) ]
. والصيدن: الملك. قال رؤبة:
إنى إذا استغلق باب الصيدن (3) *
_________
(1) والصحنا والصحناة ويمدان ويكسران. قاموس.
(2) التكملة من المخطوطة.
(3) بعده:
لم أنسه إذ قلت يوما وصنى:
(6/2151)
[صعن]
الصِعْوَنُّ: الظليمُ، بكسر الصاد وتشديد النون.
[صفن] الصَفَنُ (1) بالتحريك:
جِلدةُ بيضةِ الانسان، والجمع أصفان. والصفن بالضم: وعاءٌ من أَدَمٍ
مثل السُفْرَةِ يُستقى بها. وقال الفرَّاء: هو شئ مثل الركوة يتوضأ
فيه. قال صخر الغى يصف ماء ورده: فخضخضت صفنى في جَمِّهِ * خِياضَ
المُدابِرِ قِدْحاً عطوفا وقال أبو عمرو: الصُفْنُ: خريطةٌ تكون
للراعي، فيها طعامُه وزِنادُه وما يحتاج إليه. قال ساعدة بن جؤية: معه
سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ * صفن وأخراص يلحن ومسأب وتصافن القوم
الماءَ: اقتسموه بالحَصَص، وذلك إنَّما يكون بالمَقْلة، يُسقى الرَّجلُ
قدرَ ما يغمرها. والصافن من الخيل: القائم على ثلاث قوائم،
_________
(1) في القاموس: الصفن: وعاء الخصية، ويحرك.
(6/2152)
وقد أقامَ الرابعةَ على طرف الحافر. تقول:
صَفَنَ الفرس يَصْفَنُ (1) صُفوناً والصافن: الذى يصف قدميهه. وفى
الحديث: " كنَّا إذا صلَّينا خَلفَه فرفع رأسَه من الرُّكوعِ قُمنا
خلفَه صُفوناً، فإذا سَجَد تَبِعناه "، أي قمنا صافين أقدامنا. وصفين:
موضع كانت به وقعة بين على ومعاوية رضى الله عنهما. والصافن: عرق
الساق.
[صنن] الصن بالكسر: بول الوبر، وهو
مُنْتنٌ جدّاً. قال جرير: تَطَلّى وهى سيئة المعرى * بصن الوبر
تَحْسَبُهُ مَلابا والصِنُّ أيضاً: يومٌ من أيام العجوز. والصِنُّ
أيضاً: شبه السَلَّة المُطْبَقة، يُجعَل فيه الخبز. والصُنانُ: ذَفَر
الإبط. وقد أَصَنَّ الرجلُ، أي صار له صُنانٌ. وأَصَنَّ، إذا شَمَخ
بأنْفه تكبرا. وقال (2)
_________
(1) صفن الفرس، من باب جلس، يصفن.
(2) مدرك بن حصن، قال: =
(6/2152)
* أإبلى تأكلها مصنا * ومنه قولهم: أصنت
الناقة، إذا حَمَلتْ فاستكبرتْ على الفحل. الأصمعي: فلان مُصِنٌّ
غَضَباً، أي ممتلئ غضبا.
[صون] صنت الشئ صونا وصيانا
وصِيانةً، فهو مَصونٌ، ولا تقل مُصانٌ. وثوبٌ مَصونٌ على النقص، ومصوون
على التمام. وقد فسرناه في (دوف) . وجعلت الثوب في صوانه وصوانه، بالضم
والكسر، وصيانة أيضا، وهو وعاؤه الذي يُصانُ فيه. وصانَ الفرسُ، إذا
قام على طرف حافره من وجى أو حَفىً. قال النابغة: وما حاولتُما بِقياد
خيلٍ * يَصونُ الوردُ فيها والكميت
_________
= يا كروانا صك فاكبأنا * فشن بالسلح فلما شنا بل الذنابى عبسا مبنا *
أإبلى تأكلها مصنا خافض سن ومشيلا سنا
(6/2153)
وأما قوله (1) : فأوردهن بطن الاتم شعثا *
يصن المشى كالحدإ التؤام فلم يعرفه الاصمعي. وقال غيره: يبقين بعض
المشى. ويقال: يتوجين في المشى من حفى. والصوان، بالتشديد: ضرب من
الحجارة، الواحدة صوانة. والصين: بلد. والصوانى: الاواني منسوبات إليه.
فصل الضاد
[ضأن] الضائِنُ: خلاف الماعز،
والجمع الضأن والمعز، مثل راكب وركب، وسافر وسفر، وضأن أيضا مثل حارس
وحرس، وقد يجمع على ضئين، وهو فعيل، مثل غاز وغزى. والانثى ضائنة،
والجمع ضوائِنُ. وأَضْأَنَ الرجل: كثُر ضَأْنُهُ.
[ضبن] الضِبنُ بالكسر: ما بين الإبط
والكشح. وأوَّلُ الحَمْلِ (2) الأبْط، ثم الضبن، ثم الحضن.
_________
(1) النابغة أيضا.
(2) في المطبوعة: " الجنب "، صوابه من اللسان والمخطوطات.
(6/2153)
وأضبنت الشئ واضطبنته: جعلته في ضبنى.
وضبنه (1) الرجل أيضاً: عيالُه، وكذلك الضَبِنَةُ بفتح الضاد وكسر
الباء. ومكان ضَبِنٌ، أي ضيّق. والمَضْبُونُ: الزَمِن ; ويشبه قلب
الباء من الميم.
[ضجن] الضجن بالجيم: جبل معروف. قال
الاعشى:
كخلقاء من هضبات الضجن (2) * وكذلك قول ابن مقبل:
تؤم السير للضجن (3) * والحاء تصحيف. وضجنان: جبل بناحية مكة.
[ضزن] الضَيْزَنُ: الذي يزاحم أباه
في امرأته. قال أوس
_________
(1) وضبنة الرجل مثلثة.
(2) صدره:
وطال السنام على جبلة
(3) وبيت ابن مقبل: وفى نسوة من بنى دهى مصعدة * أو من قنان تؤم السير
للضجن
(6/2154)
والفارسية فيهم غير مُنْكَرَةٍ * وكلُّهم
(1) لأبيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ ويقال: الضَيْزَنُ: الذي يزاحمك عند
الاستقاء في البئر. وضيزن: اسم صنم.
[ضغن] الضِغْنُ والضَغينَةُ:
الحِقد، وقد ضَغِنَ عليه بالكسر ضَغَناً. وتضاغَنَ القومُ واضْطَغَنوا:
انْطَوَوْا على الأحقاد. واضطغنت الشئ، إذا أخذته تحت حضنك. وأنشد
الاحمر (2) :
كأنه مضطغن صبيا (3) * أي حامله في حجره. وقال ابن مقبل: إذا اضطعنت
سلاحي عند مَغْرِضِها * ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السيفِ إذْ شسفا وفرس ضاغن:
لا يعطى ما عِنده من الجري إلا بالضرب. قال الشماخ
_________
(1) في اللسان: " فكلهم ".
(2) للعامرية.
(3) قبله: لقد رأيت رجلا دهريا * يمشى وراء القوم سيتهيا
(6/2154)
* كما قومت ضِغن الشَموسِ المهامِزُ (1)
وإذا قيل في الناقة: هي ذات ضِغْنٍ، فإنَّما يراد نِزاعُها إلى وطنها.
قال الخليل: ويقال للنَحوص إذا وَحِمتْ فاستصعبت على الجَأْب: إنَّها
ذات شَغْبٍ وضِغْنٍ. وقناةٌ ضَغِنَةٌ، أي عوجاء. وضَغِنَ فلانٌ إلى
الدنيا، بالكسر: ركن ومال. وضغنى إلى فلان، أي ميلى إليه.
[ضفن] ضَفَنَ البعير برجله: خَبَط
بها. وضَفَنَ بغائطه: رمى به. وضَفَنَ على ناقته: حَمَل عليها. أبو
زيد: ضَفَنْتُ إلى القوم أضْفِنُ ضَفْناً، إذا أتيتَهم تجلس إليهم.
وضَفَنْتُ الرجلَ، إذا ضربتَ برجلك على عَجُزه. واضَّفَنَ هو (2) ، إذا
ضرب بقدمه مؤخّر نَفْسه. وضَفَنْتُ بالإنسان الأرضَ، إذا ضربتَها به.
_________
(1) صدره:
أقام الثقاف والطريدة درأها
(2) في المخطوطات: " واضطفن هو ".
(6/2155)
والضفن، على وزن الهجف: الاحمق من الرجال،
مع عِظَمِ خَلقٍ. والضَيْفَنُ ذكرناه مع الضيف.
[ضمن] ضمنت الشئ ضمانا: كفلت به،
فأنا ضامِنٌ وضَمينٌ. وضَمَّنْتُهُ الشئ تضمينا فتضمنه عنى، مثل غرمته.
وكل شئ جعلته في وعاء فقد ضمَّنْتَهُ إياه. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما
ضَمَّنْتَهُ بيتاً. والمضَمَّنُ من البيت: ما لا يتمُّ معناه إلا بالذي
يليه. وفهمت ما تَضَمَّنَهُ كتابُكَ، أي ما اشْتمل عليه وكان في
ضِمْنِهِ. وأنفَذْتُهُ ضِمْنَ كتابي، أي في طيِّه. والضُمْنَةُ بالضم،
من قولك: كانت ضُمْنَةُ فلانٍ أربعةَ أشهرٍ، أي مرضه. ورجلٌ ضَمِنٌ،
وهو الذي به الزمانَة في جسَده من بلاءٍ أو كَسْرٍ أو غيره. وأنشد
الأحمر: ما خِلتُني زِلْتُ بعدكُمْ ضِمْناً * أشكو إليكم حُمُوَّةَ
الألَمِ والاسم الضَمَنُ والضَمان. قال ابن أحمر وكان قد سقى بطنه:
(6/2155)
إليك إله الخلق أرفَعُ رغبتي * عِياذاً
وخوفاً أن تُطيل ضَمانِيا والضَمانَةُ: الزَمانَةُ. وقد ضَمِنَ الرجل
بالكسر ضَمَناً، فهو ضَمِنٌ، أي زَمِنٌ مُبْتَلًى. وفى الحديث: " من
اكتتب ضمنا بعثه الله ضمنا "، أي من كتب نفسه في ديوان الضمنى، أي
الزمنى. والضامِنَةُ من النخيل: ما تكون في القرية. وفى الحديث أنه
عليه الصلاة والسلام كتب لحارثة بن قطن ومن بدومة الجندل من كلب: " أن
لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل ". فالضاحية هي الظاهرة
التى في البر من النخل. والبعل: الذى يشرب بعروقه من غير سقى.
والضامنة: ما تضمنها أمصارهم وقراهم من النخل. والمضامين: ما في أصلاب
الفحول. ونهى عن بيع المضامين والملاقيح.
[ضنن] ضننت بالشئ أضن به ضِنًّا
وضَنانَةً، إذا بخِلتَ به، فأنا ضنينٌ به. قال الفراء: وضَنَنْتُ
بالفتح أَضِنُّ لغةٌ. وقول قَعْنَبِ بن أمّ صاحب: مَهْلاً أَعاذِلَ قد
جرّبتِ من خُلُقي * أنِّي أجودُ لأقوامٍ وإنْ ضَنِنوا
(6/2156)
يريد ضَنُّوا، فأظهر التضعيفَ ضرورةً.
وفلانٌ ضِنِّي من بين إخواني، وهو شبه الاختصاص. وفي الحديث: " إن لله
ضنا من خلقه يُحييهم في عافية ويُميتهم في عافية ". وهذا عِلْقُ
مَضِنَّةٍ ومَضَنَّةٍ، بكسر الضاد وفتحها، أي نفيسٌ مما يُضَنُّ به.
وضنة: قبيلة. والمضنون: الغالية. وأنشد ثعلب: وقد أكنبت يداك بعد اللين
* وبعد دهن البان والمضنون وهمتا بالصبر والمرون
[ضون] الضَيْوَنُ: السِنّورُ الذكر،
والجمع الضياون صحت الواو في جمعها لصحتها في الواحد. وإنما لم تدغم في
الواحد لانه اسم موضوع وليس على وجه الفعل. وكذلك حيوة اسم رجل. وفارقا
هينا وميتا وسيدا وجيدا. وقال سيبويه في تصغيره: ضُيَيِّنٌ، فأعلّه
وجعله مثل أسَيِّدٍ، وإن كان جمعه أساود. ومن قال أسيود في التصغير لم
يمتنع أن يقول ضييون.
(6/2156)
فصل الطاء
[طبن] الطَبَنُ بالتحريك: الفطنةُ.
يقال: طَبِنَ له يَطْبَنُ طَبَناً. وكذلك طَبَنَ له بالفتح يَطْبِنُ
طَبانَةً وطَبانِيَةً وطُبونَةً، فهو طَبِنٌ وطابِنٌ، أي فطِنٌ حاذقٌ.
وطَبَنْتُ النار: دفنتُها لئلا تطفأ، وذلك الموضع الطابونُ. ويقال:
طابنْ هذه الحَفيرةً وطامنها. والمطبئن: مثل المطمئن. يقال اطْبَأنَّ،
مثل اطْمأنَّ. وما أدري أي الطبن هو، بالتسكين، أي أي الناس هو.
والطبْنةُ: لعبة يقال لها بالفارسية " سدره (1) "، والجمع طبن، مثل
صبرة وصبر. وأنشد أبو عمرو: تَدَكَّلَتْ بعدي وألْهَتْها الطُبَنْ *
ونحن نعدو في الخَبارِ والجرن
[طجن] الطَيْجَنُ والطاجِنُ: الطابق
يُقْلى عليه،
_________
(1) معناها ذو ثلاثة أبواب.
(6/2157)
وكلاهما معرب، لان الطاء والجيم لا يجتمعان
في أصل كلام العرب.
[طحن] طَحَنَتِ الرحى تَطْحَنُ.
وطَحَنْتُ أنا البُرَّ. والطَحْنُ: المصدر. والطِحْنُ، بالكسر الدقيق.
وطَحَّنَتِ الأفعى: تَرَحَّتْ واستدارت، فهي مِطْحانٌ. قال الشاعر:
بخَرْشاءٍ مِطْحانٍ كأن فحيحها * إذا فَزِعَتْ ماءٌ هُريقَ على جَمْرِ
والطاحونَةُ: الرَحى. والطَواحِنُ: الأضراس. والطَحَّانَةُ والطَحونُ:
الإبل الكثيرة. والطَحونُ: الكتيبة تَطْحَنُ ما لقيتْ. والطُحَنُ:
دويْبَّةٌ. وقال جندل: إذا رآني واحداً أو في عَيَنْ * يَعْرِفُني
أطَراقَ إطراق الطُحَنْ والطَحَّانُ، إن جعلته من الطَحْنِ أجريتَه وإن
جعلته من الطَحِّ أو الطَحا، وهو المنبسط من الارض، لم تجره.
[طعن] طَعَنَهُ بالرمح. وطَعَن في
السنّ يَطْعُنُ بالضم طَعْناً. وطَعَنَ فيه بالقول يَطْعُنُ أيضاً
طَعْناً وطعنانا. وقال أبو زبيد: (272 - صحاح - 6)
(6/2157)
وأبى ظاهِرُ الشَناَءةِ إلا (1) *
طَعَناناً وقولَ ما لا يقالُ وطَعَنَ في المفازة يَطْعُنُ ويَطْعَنُ
أيضاً، أي ذهب. قال (2) : وأطعن (3) بالقوم شَطْرَ المُلو * كِ حّتَّى
إذا خفق المجدح (4) وقال حميد بن ثور: وطعنى إليك الليل حضنيه إننى *
لتلك إذا هاب الهدان فعول قال أبو عبيدة: أراد وطعنى حضني الليل إليك.
والفرس يطعن في العنان، إذا مدَّهُ وتبسَّط في السير. قال لبيد: تَرْقى
وتَطْعُنُ في العنان وتنتحي * ورْدَ الحمامة إذْ أجد حمامها
_________
(1) في اللسان:
وأبى مظهر العداوة إلا
(2) درهم بن زيد الانصاري.
(3) قال ابن برى: ورواه القالى: " وأظعن ".
(4) بعده: أمرت صحابي بأن ينزلوا * فباتوا قليلا وقد أصبحوا
(6/2158)
(*) أي كورد الحمامة. والفراء يجيز الفتح
في جميع ذلك. وفي الحديث: " لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً " يعني في أعراض
الناس. والطاعونُ: الموت الوَحِيُّ من الوباء، والجمع الطواعين (1) .
[طمن] اطْمَأَنَّ الرجل اطمِئناناً
وطَمَأنينَةً، أي سكن وهو مُطْمَئِنٌّ إلى كذا، وذاك مطمأن إليه.
وأطبأن مثله على الابدال. وتصغير مطمئن طميئن، تحذف الميم من أوله
وإحدى النونين من آخره.
_________
(1) في المختار: قال الازهرى في التهذيب: الطعنان قول الليث، وأما غيره
فمصدر الكل عنده الطعن لا غير. وعين المضارع مضمومة في الكل عند الليث،
وبعضهم يفتح العين من مضارع الطعن بالقول للفرق بينهما. وقال الكسائي:
لم أسمع في مضارع الكل إلا الضم، وقال الفراء: سمعت يطعن بالرمح
بالفتح. وفى الديوان ذكر الطعن بالرمح وباللسان في باب نصر، ثم قال في
باب قطع: وطعن يطعن لغة في طعن يطعن فجعل كل واحد من البابين.
(6/2158)
وتصغير طمأنينة طميئينة، تحذف إحدى النونين
لانها زائدة. وطَمْأَنَ ظهره وطامَنَهُ بمعنًى، على القلب. وطأمنت منه:
سكنت.
[طنن] الطَنينُ: صوت الذباب والطَست
والبطَّة تَطِنُّ إذا صوَّتت. وأَطْنَنْتُ الطست فطنت. وطن: مات. وهو
في المصنف. والطن: بالضم: حُزمة القصب. والقصبةُ الواحدة من الحُزْمة:
طُنةٌ. وضربه فأطَنَّ ساقه، أي قَطَعها، يراد بذلك صوت القطع.
[طين] الطينُ معروف، والطينَةُ
أخصُّ منه. وطَيَّنْتُ السَطح، وبعضهم ينكره ويقول: طِنْتُ السطح فهو
مَطينٌ. وأنشد (1) : فأبْقَى باطِلي والجِدُّ منها * كد كان الدرابنة
المطين والطينة: الخلقة والجِبِلَّة. يقال: فلانُ من الطينة الاولى.
_________
(1) للمثقب العبدى.
(6/2159)
(*) وطان فلان كتابه: ختمه بالطينِ. ابن
السكيت: طانَهُ الله على الخيرِ وطامَهُ، أي جَبَله عليه. وأنشد:
ألا تلكَ نفسٌ طين فيها حياؤها * ويروى: " كان ". ويوم طان ومكانٌ
طانٌ. وأرضٌ طانةٌ: كثيرة الطين. وفلسطين بكسر الفاء: بلد.
فصل الظاء
[ظعن] ظَعَنَ (1) ، أي سار، ظَعْناً
وظَعَناً بالتحريك. وقرئ بهما قوله تعالى: (يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) .
وأظْعَنَهُ: سَيَّرَهُ. والظَعينَةُ: الهودج كانت فيه امرأةٌ أوْ لم
تكن، والجمع ظُعْنٌ وظعن، وظعائن وأظعان. أبو زيد: لا يقال حمول ولا
ظعن إلا للابل التى عليها الهوادج كان فيها نساءٌ أو لم يكن. وهذا بغير
تظعنه المرأة، أي تركبه، وهو تفتعله. والظعينة: المرأة مادامت في
الهودج، فإذا لم تكن فيه فليست بظَعينَةٍ. وقال عمرو ابن كلثوم
_________
(1) ظعن من باب قطع.
(6/2159)
قِفي قبل التفرّق يا ظَعينا * نُخَبِّرْكِ
اليقين وتُخْبِرينا أراد: يا ظَعينَةُ. الكسائي: الظَعونُ: البعير الذي
يُعتَمل ويُحمَل عليه. والظِعانُ: الحبل الذي يشدُّ به الهودج. قال كعب
بن زهير: له عُنُقٌ تُلْوى بما وُصِلَتْ به * ودفّانِ يشتفان (1) كل
ظعان
[ظن] الظن معروف، وقد يوضع موضع
العلم. قال دريد بن الصمَّة: فقلت لهم ظُنُّوا بألفَيْ مُدَجَّجٍ *
سَراتُهُم في الفارسيِّ المُسَرَّدِ أي استيقِنوا. وإنَّما يخوِّف
عدوَّه باليقين لا بالشك. وتقول: ظنتتك زيداً وظَنَنْتُ زيداً إيَّاك،
تضع المنفصل موضع المتَّصل في الكناية عن الاسم والخبر، لأنَّهما مبتدأ
وخبر. والظَنينُ: الرجل المُتَّهَمُ. والظِنَّةُ: التهْمَة، والجمع
الظِنَنُ. يقال منه: اطَّنَّهُ واظَّنَّهُ بالطاء والظاء، إذا اتهمه.
وفى حديث ابن سيرين: لم
_________
(1) في اللسان: " يشتافان ".
(6/2160)
(*) يكن على عليه السلام يظن في قتل عثمان،
وهو يفتعل من يظتن فأدغم. قال الشاعر: ولاكل (1) من يَظَّنُّنِي أنا
مُعْتِبٌ * ولا كلُّ ما يُرْوى عَلَيَّ أقولُ والتظنى: إعمال الظ،
وأصله التظنن أبدل من إحدى النونات ياء. ومظنة الشئ: موضعه ومألفه الذى
يُظَنُّ كونُه فيه ; والجمع المَظَانُّ. يقال: موضع كذا مَظِنَّةٌ من
فلان، أي مَعْلَمٌ منه. قال النابغة: فإنْ يكُ عامرٌ قد قال جَهْلاً *
فإنَّ مَظِنَّةَ الجهلِ الشباب ويروى: " السباب " ويروى: " مطية ".
والدين الظنون: الذى لا يدرى أيقضيه آخذه أم لا. والظنون: الرجل السيئ
الظن. والظنون: البئر لا يُدرى أفيها ماء أم لا، ويقال القليلة الماء.
قال الاعشى: ما جعل الجد الظنون الذى * جنب صوب اللجب الماطر مثل
الفراتي إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ
_________
(1) ويروى: " وما كل ".
(6/2160)
فصل العين
[عبن] نسرٌ عَبَنٌّ، مشدد النون، أي
عظيم. وكذلك الجمل الضخم. وعبنى مثله ملحق بفعلى بياء، إذا وصلته نونت،
والانثى عبناة، والجمع عبنيات. قال الراجز: هان على عزة بنت الشحاج *
مهوى جمال مالك في الادلاج بالسير أرذاه وجيف الحجاج * كل عبنى
بالعلاوى هجهاج بحيث لا مستودع ولا ناج
[عثن] العُثانُ: الدخان، وجمعهما
عَواثِنُ ودواخِنُ. وكذلك العَثَنُ، ولا يعرف لهما نظير. وقد عَثَنَتِ
النار تَعْثُنُ (1) بالضم، إذا دخَّنت. وربما سمّوا الغبار عُثاناً.
وعَثَنْتُ ثوبي بالبخور تَعْثيناً. والعُثْنون: شعيراتٌ طِوالٌ تحت حنك
_________
(1) عثنت النار تعثن من باب دخل ونصر عثنا وعثانا وعثونا: دخنت، كعثنت.
وعثن الثوب كفرح: عبق.
(6/2161)
(*) البعير. يقال: بعير ذو عَثانينَ، كما
قالوا لمفرِق (1) الرأس مفارق. وعُثْنون الريح والمطر: أولهما. أبو
زيد: العثا نين: المطر بين السحاب والارض، مثل السبل، وأحدها عثنون.
[عجن] العَجينُ معروف. وقد عَجَنَتِ
المرأة تَعْجِنُ عَجْناً (2) . واعْتَجَنْتُ أي اتخذت عَجيناً.
وعَجَنَتِ الناقة أيضاً، إذا ضربت الأرضَ بيديها في سَيرها، وهي
عاجِنٌ. وعَجَنَ الرجل، إذا نهض معتمداً بيديه على الارض من الكبر.
قال: فأصبحت كنْتِيًّا وأصبحتُ (3) عاجِناً * وشرُّ خصالِ المرء كنت
وعاجن وعجنت الناقة بالكسر عجنا: سمنت،
_________
(1) المفرق بفتح الراء وكسرها: وسط الرأس وهو الموضع الذى يفرق فيه
الشعر.
(2) عجن كنصر وضرب. وعجنت الناقة كفرح: سمنت.
(3) في اللسان: " وهيجت عاجنا ". وكذا في المطبوعة ببلاد العجم.
(6/2161)
فهى عجنة وعَجْناءُ. وبعيرٌ عَجِنٌ، أي
مكتنِزٌ سَمِناً والعِجانُ: ما بين الخُصية والفقحة. والعجن: ورم يصيب
الناقةَ بين حيائها ودُبرها، وبما اتّصلا. يقال: ناقةٌ عَجْناءُ بينة
العجن. والعجان: الاحمق، عن الخليل.
[علجن] العلجن: الناقة الشديدة،
والمرأة الحمقاء. واللام زائدة.
[عجهن] العُجاهِنُ بالضم: الخادم،
والطبّاخ، والجمع العَجاهِنَةُ بالفتح. قال الكميت: ويَنْصُبْنَ
القُدورَ مُشَمِّراتٍ * يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِئِينا يريد جمع
الرئة. والمرأة عجاهنة. وقد تعهجن.
[عدن] عَدَنْتُ (1) البلد: توطّنته.
وعَدَنت الإبل بمكانِ كذا: لزِمته فلم تَبرح. ومنه: (جَنّات عَدْنٍ) أي
جنات إقامة.
_________
(1) عدن، من باب جلس ونصر، عدنا وعدونا.
(6/2162)
(*) ومنه سمى المعدن، بكسر الدال، لأن
الناس يُقيمون فيه الصيفَ والشِّتاء. ومركزُ كلِّ شئ: معدنه. والعادن:
الناقة المقيمة في المرعى. وعدن: بلد باليمن. وعدان البحر، بالفتح:
ساحله. وأما قول لبيد: ولقد يعلم صحبى كلهم * بعدان السيف صبرى ونقل
فيقال أراد عدن فزاد فيه الالف للضرورة، ويقال هو موضع آخر. والعيدان:
النخل الطوال، وقد ذكرناه في الدال. وأنشد أبو عبيدة لابن مقبل: يهززن
للمشى أوصالا منعمة * هز الجنوب ضحى عيدان يبرينا وعدنان بن أد: أبو
معد. والعدينة: رقعة في أسفل الدَلو، والجمع العَدائِنُ. يقال: غَرْبٌ
مُعَدَّنٌ، إذا قطع أسفله ثم خُرِزَ برُقعة. وقال:
والغَرْبَ ذا العَدينَةِ المُوَعَّدا (1) * والعَداناتُ: الفِرَقُ من
الناس.
_________
(1) في اللسان: " الموعبا ". الموسع: الموفر.
(6/2162)
[عرن]
عرنين كل شئ: أوله. وعَرانينُ القوم: سادتهم. وعْرنينُ الأنف: تحت مجمع
الحاجبين، وهو أول الأنف حيث يكون فيه الشَمَم. يقال: هم شُمُّ
العَرانينَ. والعُرانِيةُ، بالضم: ما يرتفع في أعالي الماء من غَوارب
الموج. قال عديُّ بن زيدٍ العِباديُّ يصف طوفانَ نوحٍ عليه السلام:
كانت رياحٌ وماءٌ ذو عُرانِيَةٍ * وظُلمةٌ لم تَدَعْ فتقاً ولا خَللا
الأصمعي: العِرانُ: العود الذي يُجْعَلُ في وترة أنف البُخْتِيِّ. وقد
عرنت البعير أعرنه بالضم عرنا. وعران البكَرة: عودها، ويشدُّ فيه
الخطّاف. ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ، إذا سُمِّرَ سِنانُه بالعِرانِ، وهو
المسمار. والعِرانُ: بُعْدُ الدار. يقال: دراهم عارنة أي بعيدة.
والعَرَنُ: جُسْأَةٌ في رِجل الدابة فوقَ الرُسغ من أُخُرٍ، وهو
الشُقاقُ. وقد عَرِنَتْ رِجلُ الدابة بالكسر. وعَرِنَ البعيرُ أيضاً
يعرن عرنا. قال
(6/2163)
ابن السكيت. هو قَرحٌ يأخذُه في عنقه
فيحتكُّ منه، وربَّما بَرَك إلى أصل شجرة واحتك بها. قال: ودواؤه أن
يحرق عليه الشحم. وعرينة بالضم: اسم قبيلة، ورهط من العرنيين ارتدوا
فقتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعرين والعَرينَةُ: مأوى الأسد
الذي يألفُه، يقال: ليثُ عَرينٍ وليثُ عَرينَةٍ، وليثُ غابةٍ وأصل
العَرينِ جَماعة الشجر. ويقال: العَرينُ اللحمُ. وينشد (1) :
مؤشمة الاطراف رخص عرينها (2) * وعرين أيضا: بطن من تميم: وعرينة
مصغرة: بطن من بجيلة. وقال جرير: عرين من عرينة ليس منا * برئت إلى
عرينة من عرين والعرنة بالكسر: الصِرِّيع الذي لا يُطاق. وعرنان: اسم
جبل بالجناب دون وادى القرى إلى فيد. وسقاءٌ مَعْرونٌ: دبغ
بالعِرْنَةِ، وهو خشب الظمخ، وهو شجر. أبو عمرو: العرنة: عروق العرنتن.
_________
(1) لمدرك بن حصن.
(2) صدره:
رغا صاحبي عند البكاء كما رغت:
(6/2163)
[عربن]
العُربونُ والعَرَبونُ والعُرْبانُ: الذي تسميه لعامة الربون. يقال
منه: عربنته إذ أعطيته ذلك.
[عرتن] العَرَتَنُ: نبت يُدبغ به.
قال الخليل: أصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُلٍ، حذفت منه النون وترك على
صورته. ويقال عَرْتَنٌ، مثل عَرْفَجٍ. وأديمٌ مُعَرْتَنٌ، أي مدبوغ
بالعرتن. وعريتنات: موضع، وقد ذكرنا صرفه في عرفات.
[عرجن] العُرجونُ: أصل العِذْقِ
الذي يعوجّ وتُقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً. وعَرْجَنَهُ:
ضربه بالعرجون.
[عرهن] جملٌ عُراهِنٌ، أي عظيم، مثل
عراهم.
[عسن] العُسَن (1) : نُجوع العلَف
في الدوابّ. وقد عَسِنَتِ الإبل بالكسر، إذا نجع فيها الكلا وعنت.
ودابة عسن، أي شكور.
_________
(1) العسن بضمتين وبالتحريك.
(6/2164)
(*) والعسن (1) بالضم: الشحم القديم، مثل
الأُسنِ. وأعسان الشئ: آثاره ومكانه. وتعسن فلانٌ أباه، أي نَزَع إليه
في الشبه. وتعسنت الشئ: تطلبت أثره ومكانه.
[عشن] عَشن واعْتَشَن، أي قال
برأيه. ويقال: العُشانَةُ: أصل السَعَفَةِ، وبها كنى أبو عشانة.
[عشزن] العشوزن: الصلب الشديد
الغليظ، الانثى عشوزنة. وقال عمرو بن كلثوم يصف قناةً: عَشَوْزَنَةً
إذا غُمِزتْ أرَنَّتْ * تَشُجُّ قَفا المُثَقِّفِ والجَبينا
[عطن] عَطَنْتُ الجلد أعْطِنُهُ
عَطْناً، فهو مَعْطونٌ، إذا أخَذتَ عَلْقًى - وهو نبتٌ - أو فَرْثاً
وملحاً فألقيتَ الجلد فيه وغَممته ليتفسَّخَ صوفه ويسترخيَ ثم تُلقيه
في الدباغ. وعَطِنَ الإهاب بالكسر يَعْطَنُ عطنا، فهو
_________
(1) العسن بالكسر ويثلث.
(6/2164)
عطن، إذا أنتن وسقط صوفه في العَطْنِ. وقد
انعط الاهاب. والعطن والمعطن: واحد الأعطان والمعاطن، وهي مبارِك الإبل
عند الماء لتشرب عَلَلاً بعد نَهَل، فإذا استوفت رُدَّت إلى المراعي
والأظماء. وعَطَنَتِ الإبل بالفتح تَعْطُنُ وتَعْطِنُ عُطوناً، إذا
رَوِيت ثم بركت، فهى إبل عاطنة وعَواطِنُ. وقد ضَرَبَتِ الإبلُ بعَطَن،
أي بركت. قال كعب بن زهير (1) :
بأن لادخال وأن لا عطونا (2) * وقد أعطنتها أنا. قال ابن السكيت: وكذلك
تقول: هذا عَطَنُ الغنمِ ومَعْطِنها، لمرابضها حولَ الماء. وأعطَنَ
القومُ، أي عَطَنَتْ إبلهم. وفلان واسع العَطَنِ والبلَد، إذا كان رحبَ
الذراع. وأعطَنَ الرجل بعيره، وذلك إذا لم يشرب فردَّه إلى العَطَنِ
ينتظر به. قال لبيد
_________
(1) يصف الحمر.
(2) صدره:
ويشربن من بارد قد علمن:
(6/2165)
(*) عافتا الماَء فلم يُعْطِنْهما (1) *
إنَّما يُعْطِنُ من يرجو العلل
[عفن] شئ عفن بين العفونة. وقد
عَفِنَ الحبل بالكسر عَفَناً: بلى من الماء.
[عكن] العُكْنَةُ: الطَيُّ الذي في
البطن من السِمَن، والجمع عُكَنٌ وأعْكانٌ. وتَعَكَّنَ البطن، إذا صار
ذا عكن. ونعم عكنان، بالتحريك، أي كثيرة، وقد يسكن. قال (2) :
وصبح الماء بورد عكنان
[علن] العَلانيَةُ: خلاف السرّ.
يقال: علن (3) الامر يعلن علونا.
_________
(1) في اللسان:...... فلم نعطنهما * إنما يعطن أصحاب العلل
(2) في اللسان: قال أبو نخيلة السعدى: هل باللوى من عكر عكنان * أم هل
ترى بالحل من أظعان
(3) في القاموس: علن الامر كنصر، وضرب وكرم وفرح، علنا وعلانية.
(273 - صحاح - 6)
(6/2165)
وعلن الامر بالكسر يعلن علنا، حكاه ابن
السكيت. وأعلنته أنا، إذا أظهرته. والعِلانُ: المُعالَنَةُ. ورجل علنة:
يبوح بسره. وعلوان الكتاب. عنوانه. وقد علونت الكتاب، إذا عنونته.
[علجن] العَلْجَنُ: الناقة المكتنزة
اللحم، ويقال نونه زائدة. والعلجن: المرأة الماجنة.
[عمن] عَمَنَ بالمكان (1) : أقام
به. وعمان مخفف: بلد، وأما الذى بالشأم فهو عمان، بالفتح والتشديد.
وأعْمَنَ الرجل: صار إلى عَمَّانَ.
[عنن] عَنَّ لي كذا يَعِنُّ
ويَعُنُّ (2) عَنَناً، أي عرض واعترض. يقال: لا أفعلُه ما عنَّ في
السماء نجم، أي ما عرض.
_________
(1) عمن بالمكان كضرب وسمع: أقام.
(2) عن يعن ويعن، عنا، وعننا، وعنونا، إذا ظهر أمامك، واعترض.
(6/2166)
(*) ورجل معن: عريض، وامرأة مِعَنَّةٌ.
والمِعَنُّ أيضاً: الخطيب. ورجلٌ عنّينٌ: لا يريد النساء، بيِّن
العنِّينِيَّة. وامرأة عِنِّينَةٌ: لا تشتهي الرجال. وهو فعيل بمعنى
مفعول، مثل خريج. وعين الرجل عن أمرأته، إذا حكم القاضي عليه بذلك أو
مُنِع عنها بالسحر، والاسم منه العُنَّةُ. والعُنَّةُ أيضاً: حظيرةٌ من
خشب تجعل للابل. قال الاعشى: ترى اللحم من ذابل قد ذوى * ورطب يرفع فوق
العنن والعنان للفرس، والجمع الأعِنَّةُ. والعِنانُ أيضاً:
المُعانَّةُ، وهي المعارضة. وعِنانا المتن: حَبْلاه. ويقال للرجل:
إنَّه طرِفُ العِنانِ، إذا كان خفيفاً. وشِركة العنان: أن يشتركا في شئ
خاص دون سائر أموالهما، كأنه عن لهما شئ فاشترياه مشتركين فيه. قال
النابغة الجعدي: وشارَكنا قريشاً في تُقاها * وفي أحسابها شِرْكَ
العِنانِ بما ولدتْ نساءُ بني هلالٍ * وما ولدتْ نساءُ بنى أبان
(6/2166)
وعناناك أن تفعل كذا، على وزن قصاراك، أي
جهدك وغايتك، كأنه من المُعانَّةِ من عَنَّ يَعِنُّ، أي اعترض.
وعَنَنْتُ الفرسَ: حبسته بعِنانِهِ. وأعْنَنْتُ اللجام: جعلتُ له
عِناناً. والتَعْنينُ مثله. وعَنَنْتُ الكتاب. وأعْنَنْتُهُ لكذا، أي
عرّضته له وصرفته إليه. وعُنوانُ الكتاب بالضم، هي اللغة الفصيحة. وقال
أنس بن ضَبّ بن معاوية بن كلاب، وهو جاهليٌّ (1) :
لِمَنْ طَلَلٌ كعنوان الكِتاب (2) * وقد يكسر، فيقال عِنْوانٌ
وعِنْيانٌ. وعَنْوَنْتُ الكتاب أُعَنْوِنُهُ. وعَنّنْتُ الكتاب وعنيته
أيضا، أبدلوا من إحدى النونات ياء. والاعتنان: الاعتراض. والعنون من
الدواب: المتقدّمة في السير.
_________
(1) في اللسان أنه أبو داود الرواسى.
(2) عجزه:
ببطن أواق أو قرن الذهاب:
(6/2167)
(*) وقولهم: أعطيته عَيْنَ عُنَّةَ، أي
خاصّةً من بين أصحابه. ورأيته عَيْنَ عُنَّةَ، أي الساعةَ من غير أن
طلبتُه. وأعْنَنْتُ بعُنَّةٍ ما أدري ما هي؟ أي تعرضت لشئ لا أعرفه.
والعنان بالفتح: السيحاب، الواحدة عنانة، والعانة أيضا. وأعْنانُ
السماء: صفائحها وما اعترض من أقطارها كأنه جمع عَنَنٍ. قال يونس: "
ليس لمنقوص البيان بهاء، ولو حك بيافوخة أعنان السماء ". والعامة تقول:
عنان السماء. والعنعنة في تميم: أن تجعل الهمزة عينا، تقول عن في موضع
أن. قال ذو الرمة: أعن ترسمت من خَرْقاَء منزلةً * ماءُ الصَبابة من
عينيك مسجوم وأما (عَنْ) مخفّفةً فمعناها ما عدا الشئ. تقول: رميت عن
القوس، لأنَّه بها قذفَ سهمَه عنها وعداها. وأطعمه عَنْ جوع، لأنه جعل
الجوع منصرفاً به تاركاً له وقد جاوزَه. وتقع (مِنْ) موقعها، إلا أن
عَنْ قد تكون اسماً يدخل عليه حرف جر، لأنك تقول: جئت من عَنْ يمينه،
أي من ناحية يمينه. قال القطامى:
(6/2167)
فقلت للرَكْبِ لَمَّا أنْ عَلا بِهمُ * من
عَنْ يمين الحبَيَّا نظرةٌ (1) قبل وإنَّما بنيتْ لمضارعتها للحرف. وقد
توضع عَنْ موضع بَعْدُ كما قال الحارث بن عُباد:
لَقِحَتْ حربُ وائِلٍ عن حِيالِ (2) * أي بعد حيال. وقال امرؤ القيس:
نَؤُومُ الضُحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّل (3) * وربَّما وضعتْ موضع
على، كما قال (4) : لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حَسَبٍ * عَنِّي
ولا أنت دينى فتخزونى
[عون] العَوانُ: النَصَفُ في سنِّها
من كل شئ، والجمع عون. وفي المثل: " لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخمرة ".
_________
(1) الحبيا: اسم مكان. ونظرة قبل: إذ لم يتقدمها نظر. ومنه: رأينا
الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئى قبل ذلك.
(2) صدره:
قربا مربط النعامة منى
(3) صدره:
وتضحى فتيت المسك فوق فراشها
(4) ذو الاصبع العدواني، من قصيدة مشهورة في المفضليات.
(6/2168)
(*) وتقول منه: عونت المرأة تَعْويناً،
وعانَتْ تَعونُ عَوْناً. والعَوانُ من الحروب: التي قوتِل فيها مرةً
بعد مرّة، كأنَّهم جعلوا الأولى بِكْراً. وبقرةٌ عوانٌ: لا فارِضٌ
مُسِنَّةٌ ولا بكرٌ صغيرةٌ، بين ذلك. والعَوْنُ: الظهيرة على الأمر،
والجمع الأعْوانُ. والمَعونةُ: الإعانةُ. يقال: ما عندك معونةٌ، ولا
مَعانةٌ، ولا عَوْنٌ. قال الكسائي: المعون: المعونة. قال جميل: بثين
الزمى لا إن لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون يقول: نعم العون
قولك (لا) في رد الوشاة وإن كثروا. وقال الفراء: هو جمع معونة، وليس في
الكلام مفعل بواحدة، وقد فسرناه في مكرم (1) . وتقول: ما أخلانى فلانٌ
من مَعاوِنِهِ، وهو جمع معونة.
_________
(1) ولم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم،
ومعون.
(6/2168)
ورجل معوان: كثير المعونة للناس.
واستَعَنْتُ بفلانٍ فأعانَني وعاوَنَني. وفي الدعاء: " رَبِّ أعِنِّي
ولا تُعِنْ عَلي ". وتعاونَ القوم، إذا أعان بعضهم بعضا. واعتونوا
مثله، وإنما صحت الواو لصحتها في تعاونوا ; لان معناهما واحد فبن عليه،
ولولا ذلك لاعتلت. والمتعاونة من النساء: التى طعنت في السنّ ولا تكون
إلا مع كثرة اللحم. والعانَةُ: القطيع من حُمُر الوحش، والجمع عونٌ.
والعانَةُ: شعر الرَكَبِ. واسْتَعانَ فلان: حلق عانته. وعانة: قرية على
الفرات تنسب إليها الخمر، فيقال عانية. قال زهير (1) :
من خمر عانة لما يعد أن عتقا (2)
_________
(1) قوله قال زهير، كتب مصحح المطبوعة الاولى: في نسخة: قال الاخطل: من
خمر عانة ينصاع الفرات لها * في جدول صخب الآذى مرار
(2) صدره:
كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت:
(6/2169)
(*) وربما قالوا عانات، كما قالوا عرفة
وعرفات. والقول في صرف عانات كالقو في عرفات وأذرعات.
[عهن] العاهِنُ: واحد العواهن، وهي
السَعَفاتُ اللواتي يلين القِلَبَةَ في لغة أهل الحجاز، وأما أهل نجد
فيسمونها الخوافي. ومنه سمِّي جوارح الإنسان عَواهنَ. والعَواهِنُ:
عروقٌ في رحم الناقة، وقد عَهَنَتْ عَواهِنُ النخل تَعْهَنُ بالضم، أي
يبستْ. ورمى فلانٌ بالكلام على عَواهِنِهِ، إذا لم يبالِ أصاب أم أخطأ.
أبو عبيدة: العِهْنُ: الصوف، والقطعة منه عِهْنَةٌ، والجمع عُهونٌ.
وفلان عِهْنُ مالٍ، إذا كان حسن القيام عليه. وأعطاه من عاهِنِ مالهِ
وآهِنِهِ، أي من تِلادِهِ. والعاهِنُ: الحاضر المقيم الثابت. قال
كثيّر: ديارُ ابنةِ الضَمْرِيِّ إذ حَبْلُ حُبّها * متينٌ وإذْ معروفها
لك عاهِنُ وعَهَنَ بالمكان: أقام به.
(6/2169)
[عين]
العين: حاسة الرؤية، وهى مؤنَّثة، والجمع أعْيُنٌ وعُيونٌ وأعْيانٌ.
قال يزيد (1) :
دلاص كأعيان الجراد المنظم (2) * وتصغيرها عُيَيْنَة، ومنه قيل: " ذو
العيينتين " للجاسوس. ولا تقل: " ذو العُوينتين ". والعَيْنُ: عَيْنُ
الماء، وعَيْنُ الركبة. ولكلِّ ركبة عينان، وهما نقرتان في مقدّمها عند
الساق. والعَيْنُ: عَيْنُ الشمس. والعَيْنُ: الدينار. والعَيْنُ:
المالُ الناضُّ. والعَيْنُ: الديدبان، والجاسوس. ولقيته عَيْنَ
عُنَّةٍ، إذا رأيته عِياناً ولم يَرَكَ. وفعلت ذلك عمد عَيْن، إذا
تعمَّدته بجدّ ويقين. قال امرؤ القيس: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ
أنِّي * عَمْدُ عَيْنٍ قلَّدْتُهُنَّ حَريما وكذلك: فعلته عمداً على
عينٍ. قال خُفاف ابن ندبة السلَميُّ: وإن تكُ خَيْلي قد أُصيبَ
صَميمُها * فعَمْداً على عين تيممت مالكا
_________
(1) يزيد بن عبد المدان.
(2) صدره:
ولكننى أغدو على مفاضة:
(6/2170)
(*) ولقيته أوَّل عَيْنٍ، وأوَّل عائنَةٍ،
وأدنى عائنة، أي قبل كل شئ. وعين الشئ: خياره. وعين الشئ: نفسه. يقال:
هو هو عَيْناً، وهو هو بعينِهِ، ولا أخذ إلا درهمي بعيْنِهِ. وفي
المثل: " إن الجواد عينه فراره " (1) . و " لا أطلب أثراً بعد عَيْن "
أي بعد مُعاينة. وعائنَةُ بني فلانٍ: أموالهم ورعيانهم. وما بها عائن،
وكذلك ما بها عينٌ، أي أحد. وبلدٌ قليلُ العينِ، أي قليل الناس.
والعين: ما عن يمين قبلة العراق. يقال: نشأت السحابة من قبل العين.
والعين: مطر أيام لا يقلع. ويقال: لقيته أوَّل عين، أي أول شئ. وأسود
العين: جبل. وقال الفرزدق: إذا زال عنكم أسود العين كنتم * كراما وأنتم
ما أقام الاثم ورأس عين: بلدة.
_________
(1) فراره، وفراره، وفراره، إذا رأيته تفرست فيه الجودة من غير أن تفره
عن عدو أو غير ذلك.
(6/2170)
وعيون البقر: جنسٌ من العنب يكون بالشام.
وأعْيانُ القوم: سَراتهم وأشرافهم. والأعْيانُ: الأخوة بنو أبٍ واحدٍ
وأمٍّ واحدة. وهذه الأخوَّة تسمَّى المُعاينة. وفي الحديث " أعْيانُ
بني الأمّ يتوارثون، دون بني العَلاَّتِ ". وفي الميزان عينٌ، إذا لم
يكن مستوياً. وقول الحجَّاج للحسن: " لَعَيْنُكَ أكبر من أمَدِكَ "
يعني شاهدك ومنظرك أكبر من سِنّك. والعين: حرف من حروف المعجم. ويقال:
هو عبدُ عينٍ، أي هو كالعبد لك ما دمت تراه، فإذا غبت فلا. قال: ومن هو
عبدُ العَيْنِ إمَّا لِقاؤهُ * فحُلْوٌ وإمَّا غَيْبُهُ فظَنونُ ويقال:
أنت على عَيْني، في الإكرام والحفظ جميعاً. قال الله تعالى:
(ولتُصْنَعَ على عَيْني) . ويقال: بالجلد عَيْنٌ، وهي دوائر رقيقة،
وذلك عيب فيه. تقول منه تعَيَّنَ الجلدُ، وسِقاءٌ (1) عَيِّنٌ
ومُتَعَيِّنٌ. قال رؤبة
_________
(1) في القاموس: وسقاء عين ككيس وتفتح ياؤه، ومتعين: سال ماؤه، أو
جديد.
(6/2171)
(*) * ما بال عينى كالشَعيبِ العَيِّنِ (1)
* وتَعَيَّنَ الرجل المالَ، إذا أصابه بعَيْن. وتَعَيَّنَ عليه الشئ:
لزمه بعينه: وحفرت حتى عِنْتُ، أي بلغت العُيونَ. والماء معينٌ
ومَعْيونٌ، وأعْيَنْتُ الماء مثله. وعان الدمع والماء عينانا،
بالتحريك، أي سال. وشربَ من عائنِ، أي من ماء سائل. وعِنْتُ الرجل:
أصبته بعينى، فأنا عائنٌ، وهو مَعينٌ على النقص ومَعْيونٌ على التمام،
قال الشاعر (2) في التمام: قد كان قومك يحْسَبونكَ سيِّداً * وإخال
أنَّك سيِّدٌ معيون وتعيين الشئ: تخصيصه من الجملة. وعَيَّنْتُ
القِربة، إذا صببت فيها ماءً لتنتفخ عيونُ الخرز فتنسدّ. قال جرير: بلى
فارْفَضَّ دمعك غيرَ نَزْرٍ * كما عَيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابا
والمُعَيَّنُ: الثور الوحشي. قال جابر بن حريش
_________
(1) بعده: وبعض أعراض الشجون الشجن * دار كرقم الكاتب المرقن
(2) هو عباس بن مرداس.
(6/2171)
ومعينا يحوى الصوار كأنه * متخمط قطم إذا
ما بربرا وعَيَّنْتُ اللؤلؤة: ثقبتها. وعَيَّنْتُ فلاناً: أخبرت
بمساويه في وجهه. وعايَنْتُ الشئ عيانا، إذا رأيته بعينك. وابْنا
عِيانٍ: خطَّان يُخطَّان في الأرض يُزجر بهما الطير. وإذا عُلم أن
القامر يفوز قِدْحُهُ قيل: " جرى ابْنا عِيان ". والعِيانُ: حديدة تكون
في متاع الفدَّان، والجمع عين، وهو فعل فنقلوا لان الياء أخف من الواو.
والعين، بالتحريك: أهل الدار. وقال الراجز (1) :
تشربُ ما في وَطْبِها قبل العَيَنْ (2) * وجاء فلان في عَيَن، أي في
جماعة. وقال جندل (3) : إذا رآني واحداً أو في عين * يعرفني أطرق إطراق
الطحن (4)
_________
(1) أبو النجم
(2) بعده:
تعارض الكلب إذا الكلب رشن
(3) ابن المثنى.
(4) الطحن: دويبة تكون في الرمل مثل العظاءة.
(6/2172)
(*) ورجل أعين واسع العين بيِّن العَيَنِ،
والجمع عينٌ، وأصله فُعْلٌ بالضم، ومنه قيل لبقر الوحش عينٌ. والثور
أعْيَنُ، والبقرة عَيْناءُ. والعينةُ بالكسر: السَلَفُ. واعْتانَ
الرجل، إذا اشترى الشئ بنسيئة. وعينَةُ المال أيضاً: خِياره: مثل
العيمَةِ. وهذا ثوبُ عِينَةٍ، إذا كان حسَناً في مَرآة العَيْنِ.
واعتان فلان الشئ، إذا أخذ عينه وخياره. واعتان فلان، أي صارَ عَيْناً،
أي ربيئة. وربَّما قالوا: عانَ علينا فلان يَعينُ عِيانَةً، أي صار لهم
عَيْناً. ويقال: اذهبْ فاعْتَنْ لي منزلا، أي ارتده.
فصل الغين
[غبن] الغَبْنُ بالتسكين في البيع،
والغَبَنُ بالتحريك في الرأي. يقال غبنته (1) في البيع بالفتح، أي
خدعته، وقد غُبِنَ فهو مَغْبونٌ. وغَبِنَ رأيه بالكسر إذا نقصه فهو
غَبينٌ، أي ضعيف الرأي، وفيه غبانة. وقد ذكرنا إعرابه في سفه يسفه.
_________
(1) غبن في البيع من باب ضرب، وغبن فهو مغبون، وغبن رأيه من باب طرب
فهو غبين.
(6/2172)
والغبينة من الغبن، كالشتيمة من الشتم.
والتَغابُنُ: أن يَغْبِنَ القوم بعضهم بعضاً، ومنه قيل يوم التَغابُنِ
ليوم القيامة، لأن أهل الجنَّة يَغْبِنون أهل النار. والمَغابِنُ:
الأرفاغ. وغَبَنْتُ الثوبَ والطعامَ، مثل خبنت، وقد ذكر.
[غدن] اغْدَوْدَنَ الشعر، إذا طال
وتمّ. قال حسَّان: وقامتْ تُرائِيكَ مُغْدَوْدِناً * إذا ما تَنُوءُ به
آدَها واغْدَوْدَنَ النبتُ، إذا اخضرَّ يضربُ إلى السواد من شدَّة ريه.
والشباب الغدانى: الغض. قال رؤبة:
بعد غدانى الشباب الابله (1) *
_________
(1) قبله: لما رأتنى خلق المموه * براق أصلاد الجبين الاجله وفى
التهذيب: قال عمر بن. وفى التكملة: وللقلاخ أرجوزة على هذه القافية،
ولم أجد ما ذكره الجوهرى فيها. والذى أنشده الاصمعي فيما حكاه عنه ابن
جنى:
أحمر لم يعرف ببؤس مذ مهن:
(6/2173)
(*) والغدن: الاسترخاء والفترة. قال
القلاخ: ولم تضع أولادها من البطن * ولم تصبه نعسة على غدن وغدانة: حى
من يربوع. قال الاخطل: واذكر غدانة عدانا مزنمة * من الحبلق تبنى حولها
الصير
[غرن] الغِرْيَنُ مثال الدِرهَم (1)
: الطين الذي يحمله السيل فيبقى على وجه الأرض، رطباً أو يابساً، وكذلك
الغِرْيَلُ وهو مبدلٌ منه. والغرن: الذكر من العقبان (2) .
[غسن] الغُسَنُ: خُصَل الشعر من
العرف والناصية والذوائب. قال الاعشى: غدا بتليل كجزع الخضا (3) * ب حر
القذال طويل الغسن الواحدة غسنة وغسناة. قال (4)
_________
(1) في القاموس: الغرين كصريم وحذيم.
(2) وأنشد في اللسان:
لقد عجبت من سهوم وعرن * والسهوم: الانثى منها.
(3) قال ابن برى: الخضاب جمع خضبة وهى الدقلة من النخل.
(4) حميد الارقط.
(274 - صحاح - 6)
(6/2173)
بينا الفتى يخبط في غسناته * إذ صعد الدهر
إلى عفراته * فاجتاحها بشفرتي مبراته هكذا يرويه ابن كيسان. والغيسان:
جدة الشباب ونعمته، إن جعلته فَيْعالاً فهو من هذا الباب. وغسان: اسم
ماء نزل عليه قوم من الازد فنسبوا إليه، منهم بنو جفنة رهط الملوك.
ويقال: غسان اسم قبيلة.
[غصن] الغُصْنُ: غُصْنُ الشجر،
والجمع الاغصان والغصون والغصنة، مثل قرط وقرطة. وغصنته (1) ، أي
قطعته. وأبو الغصن: كنية جحا (2) .
[غضن] غَضَنْت (3) الرجل غَضْناً:
حبسته. يقال: ما غَضَنَكَ عنَّا، أي ما عاقك عنا.
_________
(1) غصن الغصن يغصنه: مده إليه، من باب ضرب.
(2) دجين بن ثابت بن ثابت، وليس بجحا كما توهمه الجوهرى أو هو كنيته.
قاموس.
(3) غصن يغصن ويغصن، من باب ضرب ونصر.
(6/2174)
(*) وأغضنت السماء: دامَ مطرُها.
والتَغْضينُ: التَشنيجُ ; يقال: غَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ. والتَغْضينُ
أيضاً: الرجاع. والغَضْنُ والغَضَنُ: واحد الغُضونِ، وهي مكاسر الجلد
والدرع وغيرهما. والمُغاضَنَةُ: مُكاسرة العينين. وغَضَنُ العين:
جلدتها الظاهرة. ويقال للمجدور إذا ألبس الجدريُّ جلده: أصبح جلده
غَضْنَةً واحدة. وقد يقال بالباء.
[غمن] غَمَنْتُ الجلد أغْمُنُهُ
بالضم، أي غَمَمْتُهُ ليتفسَّخ عنه صوفه، فهو غَمينٌ وغَميلٌ. وكذلك
التمر إذا فعلت به ذلك ليدرك.
[غنن] الغُنَّةُ: صوتٌ في الخيشوم.
والأغَنُّ: الذي يتكلم من قِبل خياشيمه. يقال: ظبيٌ (1) أغَنُّ. ووادٍ
أغَنُّ، أي كثير العشب، لأنَّه إذا كان كذلك ألِفه الذِبَّانُ، وفي
أصواتها غُنَّةٌ. ومنه قيل للقرية الكثيرة الأهل والعشب: غَنَّاءُ.
_________
(1) في المخطوطات: طير أغن. أما في اللسان فكما هنا.
(6/2174)
وأمَّا قولهم: وادٍ مُغِنٌّ، فهو الذي صار
فيه صوت الذِبَّانِ، ولا يكون الذِبَّانُ إلا في وادٍ مخصبُ معشبٍ.
وأغَنَّ السقاءُ، إذا امتلأ. وأغَنَّ الوادي، فهو مغن.
[غين] الغَيْنُ: العطش، تقول منه:
غِنْتُ أغينُ. وغانَتِ الإبل، مثل غامَتْ. والغَيْنُ: لغةٌ في
الغَيْمِ. قال يصف فرسا (1) : كأنى بين خافيتى عقاب * أصاب حمامة (2)
في يوم غين (3) وغينَ على كذا، أي غُطِّيَ عليه. ومنه الحديث: " إنه
لَيُغانُ على قلبي ". وأغانَ الغَيْنُ السماء، أي ألبسها. قال رؤبة:
أمسى بلال كالربيع المدجن * أمطرفى أكناف غيم (4) مغين
_________
(1) وهو رجل من بنى تغلب.
(2) ويروى: تريد حمامة في يوم غيم.
(3) قبله: فداء خالتي وفدى صديقى * وأهلي كلهم لابي قعين فأنت حبوتنى
بعنان طرف * شديد الشد ذى بذل وصون
(4) في اللسان: " غين مغين ".
(6/2175)
(*) فأخرجه على الاصل. والغين: حرف من حروف
المعجم. والغينة بالكسر: ما سال من الجيفة. وغانَتْ نفسه تَغينُ:
غَثَتْ. أبو عبيدة: الأغْيَنُ: الأخضر إلى السواد. وشجرةٌ غَيْناءُ، أي
خضراء كثيرة الورق ملتفّة الأغصان، والجمع غِينٌ. والغَيْنَةُ:
الشَجراء مثل الغَيْضَةِ. قال أبو العميثل: الغَيْنَةُ: الأشجار
الملتفة بلا ماء، فإذا كانت بماء فهي غَيْضَةٌ.
فصل الفاء
[فتن] الفِتْنَةُ: الامتحان
والاختبار. تقول: فَتَنْتُ الذهبَ، إذا أدخلتَه النار لتنظر ما جودته.
ودينارٌ مَفْتونٌ. قال الله تعالى: (إنَّ الذين فَتَنوا المؤمنين) .
ويسمَّى الصائغُ الفتَّان، وكذلك الشيطان. وفي الحديث: " المؤمن أخو
المؤمن يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان " يروى بفتح الفاء
وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد، ومن رواه بالضم فهو جمع. وقال
الخليل: الفَتْنُ: الإحراق. قال الله تعالى: (يوم هم على النارِ
يُفْتَنونَ) .
(6/2175)
وورق فتبن، أي فضة محرقة. ويقال للحَرَّةِ
فَتينٌ، كأنَّ حجارتها مَحْرَقةٌ. وافْتَتَنَ الرجل وفُتِنَ، فهو
مَفْتونٌ، إذا أصابته فِتْنَةٌ فذهب ماله أو عقله، وكلك إذا اخْتُبِرَ.
قال تعالى: (وفَتَنَّاكَ فُتوناً) . والفتون أيضا: الافتتان، يتعدى ولا
يتعدَّى، ومنه قولهم: قلبٌ فاتِنٌ، أي مُفْتُتِنٌ. قال الشاعر: رخيمُ
الكلام قطيعُ القيا * مِ أمسى فؤادي بها فاتِنا وفَتَنَتْهُ المرأة،
إذا دلهته، وافتتنته أيضا. وأنشد أبو عبيدة لأعشى همدان: لئن فتنتنى
فهى بالامس أفتنت * سعيد فأمسى قد قلا كلَّ مسلمِ (1) وأنكر الأصمعيّ:
أفَتَنْتَ بالألف. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. قال الفراء: أهل
الحجاز يقولون: ما أنتم عليه بفاتِنينَ، وأهل نجد يقولون: بمفتنين من
أفتنت. وأما قوله تعالى: (بأيكم المفتون)
_________
(1) بعده: وألقى مصابيح القراءة واشترى * وصال الغوانى بالكتاب المتمم
(6/2176)
(*) فالباء زائدة، كما زيدت في قوله تعالى:
(كفى بالله شهيدا) . والمفتون: الفتنة، وهو مصدر كالمعقول والمجلود
والمحلو. ويكون أيكم مبتدأ والمفتون خبره. وقال المازنى: المفتون رفع
بالابتداء وما قبله خبره، كقولهم بمن مرورك وعلى أيهم نزولك؟ لان الاول
في معنى الظرف. وفتنته تفتينا فهو مُفَتَّنٌ، أي مفتونٌ جدًّا. والفتان
بكسر الفاء: غشاء للرحل من أدم. قال لبيد: فثنيت كفى والفتان ونمرقى *
ومكانهن الكور والنسعان
[فجن] الفيجن: السذاب.
[فدن] الفَدَنُ: القصرُ.
والفَدَّانُ: آلة الثَورين للحرث، وهو فعَّال بالتشديد. وقال أبو عمرو:
هي البقرة التي تحرُث، والجمع الفَدادينُ مُخَفَّفٌ.
[فرن] الفرن: الذى يخبز عليه
الفرنى، وهو خبز غليظ نسب إلى موضعه، وهو غير التنور. قال الهذلى (1)
_________
(1) أبو خراش.
(6/2176)
نقاتل جوعهم بمكللات * من الفرنى يرعبها
الجميل ويروى: " نقابل " بالباء. وفى كلام بعض العرب: " فإذا هي مثل
الفرنية الحمراء ".
[فرتن] فرتنا: مقصور: اسم امرأة.
والعرب تسمى الامة فرتنا. وفرتنا أيضا: قصر بمرو الروذ، كان أبو خازم
قد حاصر فيه زهير بن ذؤيب العدوى الذى يقال له: هزار مرد.
[فرجن] الفِرْجَوْن: المِحَسَّة.
وقد فَرْجَنْتُ الدابة، أي حسستها.
[فرسن] الفِرْسِنُ من البعير،
بمنزلة الحافر من الدّابّة، وربَّما استعير في الشاة. قال ابن السراج:
النون زائدة لانها من فرست. وقد ذكر.
[فرعن] فرعون: لقب الوليد بن مصعب
ملك مصر. وكل عات متمرد فرعون.
(6/2177)
والعتاة: الفراعنة. وقد تفرعن، وهو ذو
فَرْعَنَةٍ، أي دهاءٍ ونكر. وفى الحديث: " أخذنا فرعون هذه الامة ".
[فطن] الفِطْنَةُ كالفهم. تقول:
فَطَنْتُ للشئ بالفتح. ورجل فطن وفطن، وقد فَطِنَ بالكسر فِطْنَةً
وفَطانَةً وفطانية. والمفاطنة: مفاعلة منه.
[فكن] التَفَكُّنُ: التندُّمُ على
ما فات.
[فنن] الفَنُّ (1) : واحد الفنون،
وهي الأنواع. والأفانينُ: الأساليبُ، وهي أجناس الكلام وطرقه. ورجلٌ
مُتَفَنِّنٌ، أي ذو فنونٍ. وافْتَنَّ الرجل في حديثه وفي خطبته، إذا
جاء بالافانين، وهو مثل اشتق. قال أبو ذؤيب:
_________
(1) كذا وردت هذه المادة متقدمة على تاليتها.
(6/2177)
فافتن بعد تمام الورد ناجية * مثل الهراوة
بكرا ثنيها (1) أبد والفن: الطرد. تقول: فَنَنْتُ الإبل، أي طردتها.
قال الاعشى: والبيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِراؤُها * ونشأن في فن وفى
أذواد وقد فسرناه في باب السين. والفنن جمعه أفنان، ثم أفانين، وهى
الاغصان. وقال الراجز يصف رحى:
لها زمام من أفانين الشجر * وشجرة فناء، أي ذات أفنانٍ، وفَنْواءُ
أيضاً على غير قياس. وقول الراجز:
لاجعلن لابنة عثم فنا (2) * أي أمرا عجبا. ويقال عناء، أي آخذ عليها
بالعناء حتى تهب لى مهرها. والتفنين: التخليط. يقال: ثوبٌ فيه
تَفْنينٌ، إذا كانت فيه طرائقُ ليست من جنسه. ورجلٌ مِفَنٌّ: يأتي
بالعجائب، وامرأة مفنة.
_________
(1) في اللسان: " ثنيا بكرها أبد ".
(2) بعده:
حتى يكون مهرها دهدنا:
(6/2178)
(*) والفنان في شعر الاعشى (1) : الحمار
الوحشى الذى يأتي بفنون من العدو.
[فلن] ابن السراج: فلانٌ كنايةٌ عن
اسمٍ سمِّي به المحدَّث عنه، خاصٌّ غالبٌ. ويقال في النداء: يافل فتحذف
منه الألف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا. وربما
جاء ذلك في غير النداء ضرورة. قال أبو النجم:
في لجة أمسك فلانا عن فل (2) * واللجة: كثرة الاصوات، ومعناه أمسك
فلانا عن فلان. ويقال في غير الناس: الفُلانُ والفلانة، بالالف واللام.
[فلكن] الفيلكون: البردى، وهو
فيعلول.
_________
(1) قال ابن برى: وبيت الاعشى الذى أشار إليه هو قوله: وإن يك تقريب من
الشد غالها * بميعة فنان الاجارى مجذم
(2) قبله:
تدافع الشيب ولما تقتل:
(6/2178)
[فين]
الفَيْناتُ: الساعات. يقال: لقيته الفَيْنْةَ بعد الفَيْنَةِ، أي الحين
بعد الحين. وإن شئت حذفت الألف واللام فقلت لقيته فَيْنَةً، كما قالوا:
لقيته الندرى، وفى ندرى. ورجلٌ فَيْنانُ الشَعَرِ، أي حسن الشعر طويله،
وهو فعلان.
فصل القاف
[قبن] قَبَنَ (1) في الأرض قُبوناً:
ذهب. وحمارُ قَبَّانَ: دويْبَّةٌ. ويقال هو فَعَّالٌ. والوجه أن يكون
فَعلانَ، كما ذكرناه في الباء. والقَبَّانُ: القِسطاسُ، معرَّبٌ.
وفلانٌ قَبَّانٌ على فلانٍ، أي أمينٌ عليه. وأقبأن: تقبض، مثل اكبأن.
[قتن] قَتُنَ الرجل بالضم يَقْتُنُ
قَتانَةً: صار قليل الطُعْمِ (2) فهو قَتينٌ. وامرأةٌ قَتينٌ أيضاً.
ويسمَّى القراد قتينا لقلة دمه. قال الشماخ
_________
(1) قبن يقبن من باب جلس.
(2) الطعم، بالضم، أي الطعام.
(6/2179)
(*) وقد عرقت مغابنها وجادت * بدرتها قرى
حجن قتين
[قحزن] أبو زيد: يقال: ضربه
فَقَحْزَنَهُ بالزاي، أي صرعه. وقال ابن الأعرابي: حتَّى تَقَحْزَنَ،
أي حتَّى وقع. قال النضر: القَحْزَنَةُ: الهراوة. وأنشد: جلدت جعار عند
باب وجارها * بقحزنتى عن جنبها جلدات
[قرن] القَرْنُ للثَور وغيره.
والقَرْنُ: الخصلة من الشعر، ومنه قول أبى سفيان: " في الروم ذات
القرون "، قال الاصمعي: أراد قرون شعورهم، وكانوا يطولون ذلك فعرفوا
به. ويقال: للمرأة قرنان (1) ، أي ضفيرتان قال الاسدي: كذبتم وبيت الله
لا تنكحونها * بنى شاب قرناها تصر وتحلب أراد: يا بنى التى شاب قرناها،
فأضمره.
_________
(1) ويقال: للرجل قرنان، هكذا في المخطوطات واللسان.
(6/2179)
وذو القرنين لقب إسكندر الرومي. وكان يقال
للمنذر بن ماء السماء: ذو القرنين، لضفيرتين كان يضفرهما في قرنى رأسه
فيرسلهما. والقرن: جبيل صغير منفرد. والقَرنُ: حَلْبَةٌ من عَرَقٍ،
والجمع القُرونُ. وأنشد الأصمعي: تُضَمَّرُ بالأصائِلِ كلِّ يومٍ (1) *
تُسَنُّ على سنابكها القُرونُ يقال: حلبنا الفرسَ قَرْناً أو
قَرْنَيْنِ، أي عرّقناه. والقَرْنُ: ثمانون سنة، ويقال ثلاثون سنة.
والقَرْنُ: مِثلك في السِنّ. تقول: هو على قَرْني، أي على سنّي.
والقَرْنُ من الناس. أهل زمانٍ واحدٍ. قال: إذا ذهب القَرْنُ الذي أنت
فيهم * وخُلِّفْتَ في قَرْنِ فأنت غريبُ والقَرْنُ أيضاً: العَفَلَةُ
الصغيرة، عن الاصمعي. واختصم إلى شريح في جارية بها قرن فقال: أقعدوها
فإن أصاب الارض فهو عيب، وإن لم يصب الارض فليس بعيب.
_________
(1) يروى: " نعودها الطراد فكل يوم ".
(6/2180)
(*) والقَرْنُ: قَرْنُ الهودج. قال حاجبٌ
المازنيّ: صَحا قلبي وأقْصَرَ غير أنّي * أهَشُّ إذا مررتُ على
الحُمولِ كَسَوْنَ الفارسيَّةَ كلَّ قَرْنٍ * وزَيَّنَّ الأشلَّةَ
بالسُدولِ والقَرْنُ: جانب الرأس. ويقال: منه سمّي ذو القَرْنَيْنِ
لأنَّه دعا قومه إلى الله تعالى فضربوه على قَرْنَيْهِ. والقَرْنانِ:
منارتان تُبنَيان على رأس البئر ويوضع فوقهما خشبةٌ فتعلَّق البكرة
فيها. وقَرْنُ الشمس: أعلاها، وأوَل ما يبدو منها في الطلوع. والقرن
بالتحريك: الجعبة. قال الاصمعي: القرن: جعبة من جلود تكون مشقوقة ثم
تخرز. وإنما تشق حتى تصل الريح إلى الريش فلا يفسد. قال: يا ابن هشام
أهلك الناس اللبن * فكلهم يعدو بقوس وقرن والقرن أيضاً: السيف والنَبل.
ورجلٌ قارِنٌ: معه سيفٌ ونَبْلٌ. والقَرَنُ: حبلٌ يقرَن به البعيران.
قال جرير: أبْلِغْ أبا مِسْمَعٍ إن كنتَ لاقيَهُ * أنّي لدى الباب
كالمشدود في القرن
(6/2180)
والاقران: الحبال، عن ابن السكيت.
والقَرَنُ: البعير المقرونُ بآخر. وقال (1) : ولو عند غسان السليطى
عرست * رغا قرن منها وكأس عقير (2) والقرن: موضع، وهو ميقات أهل نجد،
ومنه أويس القرنى.
(3) والقرن: مصدر قولك رجل أقْرَنُ بيِّن القَرَنِ، وهو المَقْرونُ
الحاجبين (4) . والقِرْنُ بالكسر: كفؤك في الشجاعة. والقُرْنَةُ بالضم:
الطرف الشاخص من كل شئ. يقال: قرنه الجبلِ، وقُرْنَةُ النَصْلِ،
وقُرْنَةُ الرحمِ، لإحدى شعبتيها. وقَرَنَ بين الحجِّ والعمرة قِراناً،
بالكسر. وقَرَنْتُ البعيرين أقْرُنُهُما قَرْناً، إذا جمعتَهما في
حَبلٍ واحدٍ، وذلك الحبل يسمى القران.
_________
(1) الاعور النبهاني.
(2) قبله: أقول لها أمي سليطا بأرضها * فبئس مناخ النازلين جرير
(3) القرن هنا بتسكين الراء، وأما أويس القرني فليس منسوبا إلى ميقات
أهل نجد، وإنما نسبته إلى بني قرن بطن من مراد من اليمن. وحكى القاضي
عياض عن القابسي أن من سكن الراء أراد الجبل، ومن فتح أراد الطريق.
(4) وقرن من باب طرب. وهو المقرون الحاجبين. وقرن الشئ بالشئ يقرن
ويقرن من باب نصر وضرب.
(6/2181)
(*) وقرن الفرس يقرن، إذا وقعت حوافر رجليه
مواقع حوافر يديه، يَقْرُنُ بالضم في جميع ذلك. وقرنت الشئ بالشئ:
وصلته به. وقُرِّنت الأسارى في الحبال، شُدِّد للكثرة. قال الله تعالى:
(مقرنين في الاصفاد) . واقترن الشئ بغيره. وقارَنْتُهُ قِراناً:
صاحَبْتُهُ، ومنه قِرانُ الكواكب. والقِرانُ: الجمع بين الحج والعمرة.
والقِرانُ: أن تَقْرُنَ بين تمرتين تأكلهما. الأصمعي: القِرانُ: النبل
المستوية من عمل رجلٍ واحد. قال: ويقال للقوم إذا تناضلوا: اذكروا
القِرانَ، أي والوا بين سهمين سهمين. وأقْرَنَ الرجلُ، إذا رفعَ رأس
رمحه لئلاَّ يصيب من قُدّامَهُ. وأقْرَنَ الدُمَّل: حان أن يتفقّأ.
وأقْرَنَ الدم في العرق واسْتَقْرَنَ، أي كثُر وتَبَيَّغَ. وأقْرَنَ
له، أي أطاقه وقوِيَ عليه. قال الله تعالى: (وما كُنَّا له مُقْرنين) ،
أي مطيقين. والمُقْرِنُ أيضا: الذى غلبته ضيعته، تكون له إبلٌ وغنمٌ
ولا مُعين له عليها، أو يكون يسقي إبله ولا ذائد له يذودها.
(275 - صحاح - 6)
(6/2181)
قال ابن السكيت: والقرين: المصاحب.
والقرينان: أبو بكر وطلحة، لان عثمان بن عبيد الله أخا طلحة، أخذهما
فقرنهما بحبل، فلذلك سميا القرينين. وقرينة الرجل: امرأتُهُ. وقولهم:
إذا جاذبته قرينتُه بَهَرها، أي إذا قُرِنَتْ به الشديدةُ أطاقَها
وغلبَها. ودُورٌ قَرائِنُ، إذا كان يستقبل بعضُها بعضاً. ويقال:
أسْمَحَتْ قَرينُهُ وقَرونُهُ، وقَرونَتُهُ وقرينته في أي ذلت نفسه
وتابعته على الأمر. والقَرونُ: الناقة التي تجمع بين مِحلَبَين.
والقَرونُ من الدوابّ: الذي يعرق سريعاً. والقَرونُ: الذي تقع حوافرُ
رجليه مواقع حوافر يديه. وكذلك الناقة التي تقرن ركبتيها إذا بركت، عن
الاصمعي. والقرون: التي يُجمع خِلفاها القادِمان والآخِران فيتدانيان.
والقَرونُ: الذي يجمع بين تمرتين في الأكل. يقال: " أبَرَماً قرونا ".
وقارون: اسم رجل من بنى إسرائيل، يضرب به المثل في الغنى، ولا ينصرف
للعجمة والتعريف. والقارون: الوج.
(6/2182)
وسقاء قرنوى ومُقْرَنًى مقصورٌ: دبغ
بالقَرْنُوَةِ قال ابن السكيت: هي عُشبةٌ تَنبُت في ألوية الرمل ود
كادكه تنبت صُعُداً، ورقها أُغَيْبِرُ يشبه ورقَ الحندقوق. ولم يجئ على
هذا المثال إلا ترقوة، وعرقوة، وعنصوة، وثندوة.
[قسن] اقْسَأَنَّ الرجلُ
اقْسِئْناناً، إذا كبر وعسا. قال الراجز: يا مسد الخوص تعوذ منى * إن
تك لدنا لينا فإنى ما شئت من أشمط مقسئن أبو عبيدة: القسأنينة، من
اقسَأَنَّ العودُ وغيره، إذا اشتدَّ وعسا. واقْسَأنَّ الليلُ: اشتدَّ
ظلامه.
[قطن] قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ:
أقام به وتوطنه، فهو قاطن. قال العجاج:
قواطنا مكة من ورق الحمى (1) * والجمع قطان وقاطنة، وقطين أيضا مثل غاز
وغزى، وعازب وعزيب. والقطين: الخدم والاتباع.
_________
(1) قبله: ورب هذا البلد المحرم * والقاطنات البيت غير الريم
(6/2182)
والقطينة: سكن الدار. يقال: جاء القوم
بقطينتهم. قال زهير: رأيت ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم * قَطيناً لهم
حتَّى إذا أنبت البقل وقال جرير: هذا ابن عمى في دمشق خليفة * لو شئت
ساقكم إلى قطينا والقطان: شجار الهودج. والقَطَنُ بالتحريك: ما بين
الورِكين. وقطن الطائر: أصل ذنبه. وقطن أيضا: جبل لبنى أسد. والقطنة
والقَطِنَةُ بكسر الطاء، مثال المِعدة والمَعِدة: التي تكون مع
الكَرِش، وهي ذات الأطباق التي تسمِّيها العامّة الرمَّانة، وكسر الطاء
فيه أجود. وقطنة: لقب رجل، وهو ثابت قطنة العتكى. والاسماء المعارف
تضاف إلى ألقابها، وتكون الالقاب معارف وتتعرف بها الاسماء، كما قيل
قيس قفة، وزيد بطة، وسعيد كرز. والقطن معروف، والقطنة أخص منه. وأما
قول الراجز: كأن مجرى دمعها المستن * قطنة من أجود القطن
(6/2183)
فإنما شدد ضرورة، ولا يجوز مثله في الكلام.
ويجوز قطن وقطن، مثل عسر وعسر. وقول لبيد:
فَتَكَنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها (1) * أراد به ثياب القُطْنِ.
والمَقْطَنَةُ: التي تزرع فيها الأقْطان. والقِطْنِيَّةُ بالكسر: واحدة
القَطانِيِّ، كالعَدَس وشبهه. واليَقْطينُ: ما لا ساق له من النبات،
كشجر القرع ونحوه. واليَقْطينَةُ: القرعة الرَطْبة. والقَيْطونُ:
المُخدَع بلغة أهل مصر. ويقال للكَرْمِ إذا بدتْ زَمَعَاتُهُ: قد
قَطَّنَ تقطينا.
[قعن] قعين: بطن من بنى أسد.
والقيعون: نبت.
[قفن] القَفينَةُ: الشاة تُذبح من
قفاها. وقد قَفَنَها قَفْناً ; وهو منهى عنه. وفى حديث إبراهيم
_________
(1) صدر:
شافتك ظعن الحى يوم تحملوا:
(6/2183)
النخعي: فيمن ذبح فأبان الرأس فقال: " تلك
القفينة لا بأس بها ". ويقال النون زائدة لانها القفية. ويقال: القفن،
في موضع القفا، فتزاد فيه نونٌ مشدَّدة. قال الراجز: أُحِبُّ منكَ
موضعَ الوشحَنِّ * وموضعَ الإزارِ والقَفَنِّ وقول عمر رضي الله عنه: "
إنِّي أستعملُ الرجلَ الفاجر لأستعين بقوَّته ثم أكونُ على قَفَّانِهِ
" يعني على قفاه أي على تتبع أمره. والنون زائدة. وقال أبو عبيد: هو
معرب قبان، الذى يوزن به.
[قمن] يقال: أنت قَمَنٌ أن تفعل كذا
بالتحريك، أي خليقٌ وجديرٌ، لا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنث، فإن كسرت
الميم أو قلت قَمينٌ ثنّيت وجمعت وأنّثت. وهذا الأمر مَقْمَنَةٌ لذاك،
أي مَخْلَقَةٌ له ومَجْدَرةٌ. وتَقَمَّنْتُ في هذا الأمر موافَقَتك، أي
توخيتها.
[قنن] القِنُّ: العبدُ إذا مُلِكَ
هو وأبواه، ويستوي فيه الاثنان والجمع والمؤنَّث. وربَّما قالوا عبيدٌ
أقْنانٌ، ثمَّ يجمع على أقِنَّةٍ. وينشد لجرير:
(6/2184)
أولاد قوم خلقوا أقنة (1) * وقُنُّ القميص
وقُنانَهُ بالضم: كُمّه. والقُنانُ أيضاً: ريح الإبط أشدَّ ما تكون.
أبو عبيد: القِنَّةُ بالكسر: قوَّة من قِوى حبل الليف، وجمعها قِنَنٌ.
والقِنَّةُ أيضاً: ضربٌ من الأدوية، وهو بالفارسية " بيرْزَذْ ".
والقُنَّةُ بالضم: أعلى الجبل، مثل القُلَّة. قال: أمَا ودماءٍ مائراتٍ
تخالُها * على قُنَّةِ العزَّى وبالنسر عندما والجمع قنان، مثل برمة
وبرام، وقنن وقُنَّاتٌ. واقْتَنَّ الوعل، إذا انتصبَ على القنة. وأنشد
الاصمعي (2) :
والرحل يقتن اقتنان الاعصم (3) * والقنان: جبل لبنى أسد. قال زهير:
_________
(1) قبله:
إن سليطا في الخسار إنه
(2) لابي الاخزر الحمانى.
(3) قبله:
لا تحسبى عض النسوع الازم * وبعده:
سوفك أطراف النصى الانعم:
(6/2184)
* وكم بالقنان من محل ومحرم (1) * والقنقن
بالكسر: ضرب من الجرذان: والقِنْقِنُ أيضاً: الدليل الهادي، والبصير
بالماء في حفر القُنِيِّ، وكذلك القُناقِنُ بالضم، والجمع القَناقِنُ
بالفتح. والقنينة بالكسر والتشديد: ما يُجعل فيه الشراب ; والجمع
القَنانِيُّ. والقوانينُ: الأصول , الواحد قانونٌ، وليس بعربي.
[قين] القَيْنُ: الحدَّاد، والجمع
القيونُ. ابن السكيت: يقال للحداد ما كان قينا، ولقد قان يقين قينا.
يقال: قن إناءك هذا عن القين. وقنت الشئ أقينه قينا: لممته وأصلحته.
وأنشد (2)
_________
(1) صدره:
جعلن القنان عن يمين وحزنه
(2) الكلابي أبو الغمر، لرجل من أهل الحجاز: ألا ليت شعرى هل تغير
بعدنا * ظباء بذى الحصحاص نجل عيونها ولى كبد مجروحة قد بدت بها * صدوع
الهوى لو أن قينا يقينها =
(6/2185)
(*) ولى كبد مجروحه قد بَدا بها * صُدوعُ
الهوَى لو كان قين يقينها وفى المثل: " إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح
". وهو سعد القين، صار مثلا في الكذب والباطل. يقال: " دهدرين وسعد
القين ". وبنات قين: اسم موضع كانت به وقعة في زمان عبد الملك بن
مروان. قال عويف القوافى: صبحناهم غداة بنات قين * ململمة لها لجب
طحونا ويقال لبنى القين من بنى أسد: بلقين، كما قالوا بلحارث وبلهجيم،
وهو من شواذ التخفيف. وإذا نسبت إليهم قلت قينى، ولا تقل بلقينى.
والقينان: موضع القيد من وَظيفَيْ يدَي البعير. قال ذو الرمة: دانى له
القيد في ديمومة * قينيه وانحسرت عنه الاناعيم يربد جمع الانعام، وهى
الابل.
_________
= وكيف يقين القين صدعا فتشتفي * به كبد أبت الجروح أنينها يعنى رحلا
قينة النجار وعمله. ويقال نسبه إلى بنى القين.
(6/2185)
واقتان النبت اقتيانا، إذا حَسُنَ.
واقتانَتِ الروضة: أخذت زُخرفُها. ومنه قيل للماشطة مُقَيَّنَةٌ. وقد
قَيَّنت العروسَ تَقْييناً زَيَّنَتْها. وإنَّما سمِّيت بذلك لأنَّها
تزيِّن النساء، شبِّهت بالأَمَةِ، لأنَّها تُصلح البيت وتزيِّنه.
وتقينت هي، أي تزينت. والقَيْنَةُ: الأَمَةُ مغنّيةً كانت أو غير
مغنّيةٍ، والجمع القِيانُ. قال زهير: رد القِيانُ جِمالَ الحَيِّ
فاحْتَمَلوا * إلى الظهيرة أمر بينهم لبك قال أبو عمرو: كلُّ عبدٍ هو
عند العرب قَيْنٌ، والأَمَةُ قَيْنَةٌ. وبعض الناس يظنُّ القَيْنَةَ
المغنِّية خاصة، وليس هو كذلك. وقول زهير:
على كل قينى قشيب ومفأم (1) * يعنى رحلا قينه النجار وعمله، ويقال نسبه
إلى بنى القين.
فصل الكاف
[كبن] الأصمعيّ (2) : الكَبْنُ: ما
ثُنِيَ من الجلد
_________
(1) صدره:
خرجن من السوبان ثم جزعنه
(2) كبن يكبن ويكبن كبنا الثوب: ثناه إلى داخله ثم خاطه، والشئ: غيبه.
(6/2186)
(*) عند شفة الدلو ثمَّ خُرز. تقول منه:
كَبَنْتُ الدلوَ بالفتح أكْبنها بالكسر، إذا كففتَ جوانبَ شفتها.
وكَبَنْتُ عن الشئ: عدلت عنه. وكبنت الشئ: غَيَّبْتُهُ، وهو مثل
الخبْن. وكَبِنَ فلانٌ: سَمِنَ. والكُبُنَّةُ: المنقبض البخيل. وقال
(1) : يسر إذا كان (2) الشتاء وأمحلوا * في القوم غير كبنة علفوف
الأمويّ: كَبَنَ الظبي، إذا لطَأ. واكبأن انقبض. قال مدرك (3) :
يا كروانا صك فاكبأنا (4) * ورجل مكبون الاصابع، وهو مثل الشثن.
والكبان: داء يأخذ الإبلَ. يقال: بعيرٌ مَكْبونٌ.
[كتن] الكَتَّانُ بالفتح معروف،
وحذَفَ الأعشى منه الألف للضرورة فقال
_________
(1) عمير بن الجعد الخزاعى.
(2) ويروى: " إذا هب ".
(3) هو مدرك بن حصن.
(4) بعده:
فشن بالسلح فلما شنا:
(6/2186)
هو الواهبُ المُسْمِعاتِ الشُرو * بَ بين
الحرير وبين الكتن كما حذفها ابن هرمة في قوله: بينا أحبر مدحا عاد
مرثية * هذا لعمرك شر دينه عدد دينه: دأبه. والعدد: العداد، وهو اهتياج
وجع اللديغ. والكتن: الدرَن والوسَخ، وأثر الدخان في البيت. وكَتِنَتْ
جحافُل البعير من أكل العشب، إذا لزقَ به أثر خضرته. قال ابن مقبل:
والعير ينفخ في المكتان قد كتنت * من جحافله والعضرس الثجر (1) الثجر:
جمع ثجرة، وهى القطع منه. وقيل: الثجر الجماعات المتفرقة منه، قطعة هنا
وأخرى هنا. والعضرس: شجر له نور أحمر إلى السواد. ويروى: " الثجر "
بفتح الثاء وكسر الجيم، وهو المعرض.
_________
(1) ويروى: " في المكنان " بميم مفتوحة ونونين، وهو نبت واحدته مكنانة
وهى شجرة غبراء صغيرة، وقال القزاز: المكنان: نبات الربيع ويقال الموضع
الذى ينبت فيه. والعضرس: شجر. والثجر: جمع ثجرة وهى القطعة منه، ويقال
الثجر للريان.
(6/2187)
(*) وثجرة الوادي: وسطه حيث اتسع وانبطح.
ويقال احتل ثجرته، أي وسطه وأعرضه. والمكتان: نبت، وهو من خير النبت،
الواحدة مُكْتانَةٌ. وكَتِنَتْ: لزِجَت واتسخت. وكلُّ ما اتسخَ فقد
كَتِنَ. ويقال حَشَرَ الوَطْبُ وكَتِنَ، إذا اتّسخ وكثُر عليه [اللبن
(1) ] . وسقاءٌ كَتِنٌ، إذا تلزج به الدرن.
[كدن] الكِدْنُ بالكسر: ما توطِّئ
به المرأة لنفسها في الهودج من الثياب، والجمع كُدونٌ. والكِدْنُ: شئ
من جلود يدق فيه كالهاوُن. والكِدْنَةُ: الشحم واللحم. يقال للرجل: إنه
لحسَن الكِدْنَةِ. وبعيرٌ ذو كِدْنَةٍ. ورجلٌ كَدِنٌ وامرأةٌ كَدِنَةٌ:
ذات لحم وشحم. والكَوْدَنُ: البِرذَونُ يوكَفُ. ويشبَّه به البليد
يقال: ما أبين الكَدانَةَ فيه، أي الهجنة. والكديون، مثال الفرجون:
دقاق
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(6/2187)
التراب عليه درديُّ الزيت، تُجلى به
الدروع: قال النابغة: عُلينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً * فهُنَّ
وضاءٌ صافياتُ الغلائل
[كرن] الكِرانُ: العُود، ويقال
الصَنْجُ. قال لبيد: صعل كسافلة القنا ظنبوبه (1) * وكأن جؤجؤه صفيح
كران والكرينة: المغنية.
[كرزن] الكِرْزِنُ والكِرْزينُ
بالكسر: فأسٌ عظيمة، مثل الكرزم والكرزيم، عن الفراء.
[كفن] الكَفْنُ: غزْل الصوف. يقال:
كفن يكفن. قال:
ويكفن الدهر إلا ريث يهتبد (2) * والكفنة (3) : شجر.
_________
(1) ويروى: " كسافلة القناة وظيفة ".
(2) صدره:
يظل في الشاء يرعاها ويعمتها
(3) الكفنة بالفتح: شجر، وغلط الجوهرى فضم. قاموس.
(6/2188)
والكفن معروف، يقال كَفَّنْتُ الميّت
تَكْفيناً.
[كمن] كَمَنَ (1) يَكْمُنُ كُموناً:
اختفى، ومنه الكَمينُ في الحرب. وناقةٌ كَمونٌ، أي كتومٌ للِّقاح، وهي
التي إذا لقحتْ لم تشُلْ بذنبها. وحزنٌ مُكْتَمِنٌ في القلب: مُخْتَفٍ.
والكَمُّونُ بالتشديد معروف. والكُمْنَةُ: ورمٌ في الأجفان وأُكالٌ،
فتحمرُّ له العين. يقال: كَمِنَتْ عينهُ تكمن كمنة.
[كنن] الكِنُّ: السُترة ; والجمع
أكْنانٌ. قال الله تعالى: (وجَعَل لكم من الجبال أكْناناً) .
والأَكِنَّةُ: الأغطية. قال الله تعالى: (وجَعَلْنا على قُلوبِهِمْ
أَكِنَّةً، الواحد كِنانٌ. قال عمر بن أبي ربيعة: تحت عين كناننا * ظل
برد مرحل (2)
_________
(1) كمن له كدخل وسمع كمونا، وكمنت عينه وكمنت كسمع وعنى.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده: =
(6/2188)
الكسائي: كننت الشئ: سترته وصنته من الشمس.
وأكْنَنْتُهُ في نفسي: أسررته. وقال أبو زيد: كَنَنْتُهُ وأكْنَنْتُهُ
بمعنًى، في الكِنِّ وفي النفس جميعاً. وتقول: كَنَنْتُ العلم
وأَكْنَنْتُهُ، فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ. وكَنَنْتُ الجارية
وأَكْنَنْتُها، فهي مَكْنونَةٌ ومُكَنَّةٌ. أبو عمرو: الكُنَّةُ بالضم:
سَقيفة تُشْرَعُ فوق باب الدار، والجمع كنات. وبنو كنة: قوم من العرب.
والكنة بالفتح: امرأة الابن، وتجمع على كَنائنَ، كأنَّه جمع كَنينَةٍ.
قال الزبرقان ابن بدر: " أبغض كنائنى إلى القبعة الطلعة ".
والكِنانَةُ: التي تُجعل فيها السهام. وكنانة: قبيلة من مضر، وهو كنانة
ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
_________
= * برد عصب مرحل * وقبله: هاج ذا القلب منزل * دارس العهد محول أينا
بات ليلة * بين غصنين يوبل
(6/2189)
وبنو كنانة أيضا من تغلب بن وائل، وهم بنى
عكب، يقال لهم قريش تغلب. واكْتَنَّ واسْتَكَنَّ: استتر.
والمُسْتَكِنَّةُ: الحقد. قال زهير: وكانَ طَوى كَشْحاً على
مُسْتَكِنَّةٍ * فلا هُو أبداها ولم يَتَقَدَّمِ (1) والكانونُ
والكانونَةُ: المَوْقِد. ويقال للثقيل من الرجال. كانونٌ. قال الحطيئة:
أغر بالا إذا استودعت سِرًّا * وكانوناً على المُتَحَدِّثينا وكانونُ
الأوَّلُ وكانونُ الآخِر: شهران في قلب الشتاء، بلُغة أهل الروم.
[كون] (كانَ) إذا جعلته عبارةً
عمَّا مضى من الزمان احتاج إلى خبر، لأنَّه دلَّ على الزمان فقط تقول:
كان زيدا عالماً. وإذا جعلته عبارةً عن حدوث الشئ ووقوعه استغنى عن
الخبر، لأنَّه دلَّ على معنًى وزمانٍ. تقول كانَ الأمرُ، وأنا أعرفه
مذْ كانَ، أي مذْ خُلِقَ. قال الشاعر (2) : فِدًى لبَني ذُهْلٍ بن
شَيْبانَ ناقَتي * إذا كانَ يومٌ ذو كواكبَ أشْهَبُ
_________
(1) في اللسان: " ولم يتجمجم ".
(2) مقاس العائذى.
(276 - صحاح - 6)
(6/2189)
وقد تقع زائدة للتوكيد، كقولك زيدٌ كانَ
منطلقاً، ومعناه زيدٌ منطلقٌ. قال الله تعالى: (وكان الله غفوراً
رحيماً) . وقال الهذليّ (1) : وكنتُ إذا جاري دَعا لِمَضوفةٍ *
أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وإنَّما يخبر عن حاله، وليس
يُخبر بكُنْتُ عمَّا مضى من فعله. وتقول: كانَ كَوْناً وكَيْنونَةً
أيضا، شبهوه بالحيدودة والطيرورة من ذوات الياء. ولم يجئ من الواو على
هذا إلا أحرف: كينونة، وهيعوعة، وديمومة، وقيدودة. وأصله كينونة بتشديد
الياء فحذفوا كما حذفوا من هين وميت ولولا ذلك لقالوا كونونة. ثم إنه
ليس في الكلام فعلول. وأما الحيدودة فأصله فعلولة بفتح العين فسكنت.
وقولهم: لم يك، وأصله يكون، فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان
فحذفت الواو فبقى لم يكن، فلما كثر استعمالها حذفوا النون تخفيفا، فإذا
تحركت أثبتوها فقالوا: لم يكن الرجل. وأجاز يونس حذفها مع الحركة.
وأنشد
_________
(1) أبو جندب.
(6/2190)
(*) إذا لم تك الحاجاتِ من هِمَّة الفتى *
فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَتائِمِ وتقول: جاء ونى لا يكون زيدا، تعنى
الاستثناء، كأنَّك قلت: لا يكون الآتي زيداً. وكَوَّنَهُ فَتَكَوَّنَ:
أحْدَثَهُ فحَدَثَ. والكِيانَةُ: الكَفالة. وكنتُ على فلان أكون كونا،
أي تكفلت به. واكْتَنْتُ به اكْتِياناً مِثله. وتقول: كُنْتُكَ، وكنتُ
إيَّاكَ، كما تقول: ظننتُكَ زيداً وظننت زيداً إيَّاكَ، تضع المنفصل
موضع المتَّصل في الكناية عن الاسم والخبر، لأنَّهما منفصلان في الأصل،
لأنَّهما مبتدأ وخبر. قال أبو الاسود الدؤلى: دَعِ الخمرَ يشربها
الغواةُ فإنَّني * رأيتُ أخاها مُجْزِئاً لمكانِها وإلاّ يَكُنْها (1)
أو تَكُنْهُ فإنَّه * أخوها غَذَتْهُ أمُّه بلِبانِها يعني الزبيب.
والكون: واحد الاكوان. وسمع الكيان: كتاب للعجم. والاستكانة: الخضوع.
والمكانة: المنزلة.
_________
(1) ويروى: " فإن لا يكنها ".
(6/2190)
وفلان مكين عند فلان بيِّن المَكانَةِ.
والمَكانُ والمَكانَةُ: الموضع. قال الله تعالى: (ولو نَشاءُ
لمسَخْناهُم على مَكانَتِهِمْ) ولمَّا كثُر لزوم الميم تُوُهِّمَتْ
أصليَّةً فقيل تمَكَّنْ كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنْ. أبو عمرو:
يقال للرجل إذا شاخَ كنْتِيٌّ ; كأنَّه نُسِب إلى قوله: كنتُ في شبابي
كذا وكذا. قال: فأصبحتُ كنْتِيًّا وأصبحتُ عاجِناً * وشرُّ خصالِ المرء
كنت وعاجن
[كهن] الكاهِنُ معروف، والجمع
الكُهَّانُ والكَهَنَةُ. يقال: كَهَنَ يَكْهُنُ كِهانَةً، مثل كتب يكتب
كتابة، إذا تَكَهَّنَ. وإذا أردت أنَّه صار كاهنا قلت: كهن بالضم يكهن
كهانة بالفتح. والكاهنان: حيان (1) .
[كين] الكَيْنُ: لحمةٌ داخل فرج
المرأة، والجمع كُيونٌ، وهي كالغُدَد. قال جرير:
_________
(1) وهما بنو قريظة، والنضير، نسبة لجدهم الكاهن بن هارون.
(6/2191)
(*) غمز ابن مُرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها *
غَمْزَ الطبيب نغا نغ المعذور وبات فلان بكينة سوء بالكسر، أي بحالة
سوء. و (كأين) معناها معنى كم في الخبر والاستفهام. وفيها لغتان
كأيِّنْ مثال كَعَيٍّ، وكائِنْ مثل كاعٍ. قال أُبَيُّ بن كعب لزِرّ بن
حُبَيش: " كأَيِّنْ تعدُّ سورةَ الأحزاب؟ "، أي كم تَعُدُّ. وتقول في
الخبر: كأيِّنْ من رجل قد رأيتُ، تريد بها التكثير، فتخفض النكرةَ
بعدها بمِنْ. وإدخال (مِنْ) بعد كأيِّنْ، أكثر من النصب بها، وأجْوَدُ.
قال ذو الرمة: وكائِنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ وَرامِحٍ * بلادُ العِدا
ليست له ببلاد
فصل اللام
[لبن] اللَبَنُ: اسم جنسٍ، والجمع
الألبانُ. واللَبَنُ أيضاً: وجعٌ في العنق من الوسادة. وقد لَبِنَ
الرجل بالكسر. ويقال أيضاً لَبِنَتِ الشاة لَبَناً، أي غَزُرَتْ.
وناقةٌ لَبِنَةٌ: غزيرةٌ. أبو زيد: اللَبونُ من الشاء والإبل: ذات
اللَبَنِ، غزيرةً كانت أم بكيئةً، وجمعها لبن ولبن
(6/2191)
عن يونس. يقال: كم لُبْنُ غنمك، أي ذوات
الدَرِّ منها. قال: فإذا قصدوا قصد الغزيرة قالوا لَبِنَةٌ، وقد
لَبِنَتْ لَبَناً. وقال الكسائي: إنَّما سمع كم لِبْنُ غنمك؟ أي كم
رِسْلُ غنمك. وابنُ اللَبونِ: ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية
ودخَل في الثالثة، والأنثى ابنة لَبونٍ، لأنَّ أمَّه وضعت غيره فصار
لها لبن. وهو نكرة ويعرف بالالف واللام. قال جرير: وابن اللبون إذا
مالز في قرن * لم يستطع صولة البزل القناعيس ولبنته ألبنه وألبنه:
سقيته اللبن، فأنا لابن. يقال: نحن نَلْبُنُ جيراننا، أي نسقيهم
اللَبَنَ. ولبنه بالعصا يلبنه بالكسر لبناً، إذا ضربه بها. يقال: لبنه
ثلاث لبنات. ولَبَنَهُ بصخرة: ضربه بها. ورجلٌ لابِنٌ أيضاً، أي ذو
لَبَنٍ، كقولك: تامرٌ، أي ذو تمرٍ. قال الحطيئة: وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ
أَ * نَّكَ لابِنٌ بالصيف تامِرْ وأَلْبَنَ القومُ: كثُر عندهم
اللَبَنُ. وألْبَنَتِ الناقة: نزل لَبَنُها في ضَرعها، فهي ملبن. وقال:
(6/2192)
أعجبها إذ ألبنت لِبانُهْ * وفرسٌ مَلْبونٌ
ولَبينٌ: ربِّيَ باللبن، مثل عليف من العلف. وقوم ملبونون، إذا ظهر
منهم سفهٌ يصيبهم من ألبان الإبل، مثل ما يصيب أصحاب النبيذ. وتقول:
هذا عشب ملبنة بالفتح، أي يكثُر عليه لبنُ الشاة. وجاء فلانٌ
يَسْتَلْبِنُ، أي يطلب لَبَناً لعياله أو لضيفانه. واللَبِنَةُ: التي
يُبنى بها، والجمع لبن، مثل كلمة وكلم. قال: إما يزال قائل أبن أبن *
دلوك عن حد الضروس واللبن قال ابن السكيت: من العرب من يقول لِبْنَةٌ
ولِبْنٌ، مثل لبدة ولبد. ولَبَّنَ الرجل تَلبيناً، إذا اتَّخذه.
والمِلْبَنُ: قالب اللَبِنِ. والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ. ولَبِنَةُ
القميص: جُرُبَّانُهُ. والتَلَبُّنُ: التَلَدُّن، وهو التمكث والتلبث.
والملبن بالتشديد: الفلاتَجُ، وأظنُّه مولَّداً. واللِبانُ بالكسر،
كالرضاع، يقال: هو أخوه بلِبانِ أمّه. قال ابن السكيت: ولا يقال بلبَن
أمّه، إنَّما اللَبَنُ الذى يشرب من ناقة
(6/2192)
أو شاة أو بقرة. قال الكميت يمدح مخلد ابن
يزيد: تَلقى الندى ومخلدا حليفين كانا معا في مَهْدِهِ رَضيعَيْن
تنازَعا فيه لِبانَ الثَديَيْن واللَبانُ بالفتح: ما جرى عليه اللَبَبُ
من الصدر. واللُبانُ بالضم: الكُنْدُرُ. واللُبانَةُ: الحاجةُ. ولبنان:
جبل. واللُبْنى: شجرة لها لبنٌ كالعسل، وربما يتبخر به. قال (1) :
ورندا ولبنى والكباء المقترا (2) * ولبنى ولبينى، من أسماء النساء.
وقول الراجز:
أقفر منها يلبن وأفلس (3) * هما موضعان.
[لجن] تلجن الشئ: تلزج.
_________
(1) امرؤ القيس.
(2) صدره:
وبانا وألويا من الهند ذاكيا
(3) في اللسان: " فأفلس ".
(6/2193)
(*) وتلجن رأسه، إذا غسله فلم ينق وسخه.
ولَجَّنْتُ الخِطْمِيَّ ونحوه تَلْجيناً، إذا ضربته ليثْخُنَ.
واللجينُ: الخبط، عن ابن السكيت، وهو ما سقط من الورق عند الخبطِ. قال
الشماخ: وماءٍ قد وَرَدْتُ لوصْلِ أروى * عليه الطيرُ كالورق اللجينِ
ويقال: تَلَجَّنَ القومُ، إذا أخذوا الورق ودقُّوه وخلطوه بالنوى
لتعلفه الإبل. وناقةٌ لَجونٌ: ثقيلةٌ في السير. وقد لَجَنَت تَلْجُنُ
لُجوناً ولِجاناً. واللجَيْنُ: الفضَّة جاء مصغَّراً، مثل الثريَّا
والكميت.
[لحن] اللَحْنُ: الخطأ في الإعراب.
يقال فلان لَحَّانٌ ولَحَّانَةٌ، أي كثير الخطأ (1) . والتَلْحينُ:
التخطئة. واللَحْنُ: واحد الألْحانِ واللُحونِ. ومنه الحديث: " اقرءوا
القرآنَ بِلُحونِ العرب ". وقد لَحَنَ في قراءته، إذا طرَّب بها
وغرَّد. وهو ألْحَنُ الناس، إذا كان أحسنهم قراءةً أو غناء.
_________
(1) لحن من باب قطع، وطرب.
(6/2193)
ولحن إليه يلحن لحنا، أي نَواهُ وقصَده
ومالَ إليه. ولَحَنَ في كلامه أيضاً، أي أخطأ. واللحن، بالتحريك:
الفطنة. وقد لحن بالكسر (1) . وفي الحديث: " ولعلَّ أحدَكم ألْحَنُ
بحُجَّته من الآخر "، أي أفطن لها. ومنه قول عمر بن عبد العزير: " عجبت
لمن لاحن الناس كيف لا يعرفُ جوامعَ الكلم "، أي فاطَنَهم. أبو زيد:
لَحَنْتُ له بالفتح ألْحَنُ لَحْناً، إذا قلت له قولاً لا يفهمه عنك
ويخفى على غيره. ولحنه هو عنى بالكسر يلحنه لحنا، أي فهمه،
وألْحَنْتُهُ أنا إيَّاه. ولاحنت الناس: فاطنهم. قال الفزارى (2) :
وحديثٍ ألَذُّهُ هو ممَّا * يَنْعَتُ الناعتون يوزَن وَزْنا منطَقٌ
رائعٌ وتَلْحَنُ أحيا * ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا يريد أنَّها
تتكلَّم وهي تريد غيره، وتعرِّض
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) مالك بن أسماء بن خارجة الفزارى.
(6/2194)
في حديثها فتُزيله عن جهته، من فِطنتها
وذكائها، كما قال تعالى: (ولَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ القول) ، أي في
فحواه ومعناه. وقال القتَّال الكلابيّ: ولقد وَحَيْتُ لكم لكي ما
تفهموا * ولحنْتُ لَحْناً ليس بالمرتابِ وكأنَّ اللَحْنَ في العربية
راجعٌ إلى هذا، لأنَّه من العدول عن الصواب.
[لخن] لَخِنَ السقاءُ بالكسر
لَخَناً، أي أنْتَنَ. ومنه قولهم: أَمَةٌ لخناءُ. ويقال: اللَخْناءُ
التي لم تختن. والرجل ألخن.
[لدن] رمحٌ لَدْنٌ، أي ليِّنٌ ;
ورماحٌ لُدْنٌ بالضم. والتَلَدُّنُ: التمكُّث. يقال: تَلَدَّنَ عليه،
إذا تلكَّأَ عليه. ولَدُنْ: الموضع الذي هو الغاية، وهو ظرفٌ غير
متمكِّن بمنزلة عِنْدَ، وقد أدخلوا عليها (مِنْ) وحدها من بين حروف
الجر. قال تعالى: (مِنْ لَدُنَّا) . وجاءت مضافةً تخفض ما بعدها. وفي
لَدُنْ ثلاث لغات: لَدُنْ، ولدى، ولد. قال الراجز (1)
_________
(1) غيلان بن حريث.
(6/2194)
* من لد لحييه إلى منخوره (1) * وقد حمل
حذف النون بعضهم على أن قال: لدن غدوة فنصب غدوة بالتنوين. قال ذو
الرمة: لدن غدوة حتَّى إذا امْتَدَّتِ الضُحى * وحَثَّ القطين الشحشحان
المكلف لانه توهم أن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين، فنصب كما تقول
ضارب زيدا. ولم يعملوا لدن إلا في غدوة خاصة.
[لزن] اللَزْنُ: الشدَّةُ. وعيشٌ
لَزِنٌ، أي ضيِّقٌ. واللَزَنُ، بالتحريك: اجتماع القوم على البئر
للاستقاء حتَّى ضاقت بهم وعَجَزَتْ. وكذلك في كلِّ أمر. قال الأعشى:
ويُقْبِلُ ذو البَثِّ والراغبو * نَ في ليلة هي إحدى اللزن
[لسن] اللِسانُ: جارحة الكلام، وقد
يكنى بها عن الكلمة فتؤنَّث حينئذ. قال أعشى باهلة
_________
(1) قبله:
يستوعب النوعين من خريره * قال ابن برى: وأنشده سيبويه إلى: " منخوره "
أي منخره.
(6/2195)
(*) إنى أتتني لِسانٌ لا أسَرُّ بها * من
عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سخر فمن ذكره قال في الجمع ثلاثة ألسنة، مثل
حمار وأحمرة، ومن أنثه قال ثلاث ألسن، مثل ذراع وأذرع، لان ذلك قياس ما
جاء على فعال من المذكر والمؤنث. واللسن بالتحريك: الفصاحة. وقد لسن
(1) بالكسر فهو لسن وألسن، وقوم لسن. وفلان لسان القو م، إذا كان
المتكلِّمَ عنهم. واللِسانُ: لِسانُ الميزان. ولَسَنْتُهُ، إذا أخذتَه
بلِسانِكَ. قال طرفة: وإذا تَلْسَنُني ألْسُنُها * إنني لستُ بمَوْهونٍ
فَقِرْ والمَلْسونُ: الكذاب. واللِسْنُ، بكسر اللام: اللغة. يقال: لكل
قومٍ لِسْنٌ، أي لغة يتكلَّمون بها. والمُلَسَّنُ من النعال: الذي فيه
طولٌ ولطافةٌ، على هيئة اللسان. قال كثير: لَهُم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي
يَطَونَها * بأقدامهمْ في الحضرميِّ المُلَسَّنِ وكذلك امرأة ملسنة
القدمين.
_________
(1) لسن من باب طرب، ولسن من باب نصر.
(6/2195)
[لعن]
اللَعْنُ: الطردُ والإبعادُ من الخير. واللَعْنَةُ الاسم، والجمع
لِعانٌ ولَعَناتٌ. والرجل لَعينٌ ومَلْعونٌ، والمرأة لَعينٌ أيضاً.
واللَعينُ: الممسوخ. والرجل اللعين: شئ ينصب وسط المزارع تُستَطرَد به
الوحوش. قال الشماخ: ذَعَرْتُ به القَطا ونفيتُ عنه * مَقامَ الذِئبِ
كالرجلِ اللَعينِ والمُلاعَنَةُ واللعان: المباهلة. الملعنة: قارعة
الطريق ومَنزلُ الناس. وفي الحديث: " اتَّقوا الملاعن " يعنى عند
الحدث. ورجل لُعَنَةٌ: يَلْعَنُ الناس كثيراً، ولُعْنَةٌ، بالسكين:
يلعنه الناس.
[لغن] اللُغْنونُ: لغة في
اللُغْدودِ، والجمع اللغانين. وبعض بنى تميم يقول: لعنك، بمعنى لعلك.
قال الفرزدق: قفا يا صاحبي بنا لعنا * نرى العرصات أو أثر الخيام
[لقن] لَقِنْتُ الكلام بالكسر:
فهِمته، لَقَناً. وتَلَقَّنْتُهُ: أخذته، لَقانِيَةً والتَلْقينُ
(6/2196)
كالتفهيم. وغلامٌ لَقِنٌ: سريع الفهم.
والاسم اللقانة.
[لكن] اللُكْنَةُ: عُجمةٌ في اللسان
وعِيٌّ. يقال: رجلٌ ألْكَنُ بيِّن اللكن. و (لكن) خفيفة وثقيلة: حف
عطفٍ للاستدراك والتحقيق يوجَب بها بعد نفي، إلا أن الثقيلة تعمل عمل
إنّ تنصب الاسم وترفع الخبر ويُستدرَك بها بعد النفي والإيجاب. تقول:
ما جاءني زيد لكِنَّ عَمراً قد جاء، وما تكلم زيد لَكِنَّ عَمْراً قد
تكلم. والخفيفة لا تعمل لأنها تقع على الأسماء والأفعال، وتقع أيضاً
بعد النفي إذا ابتدأت بما بعدها. تقول: جاءني القوم لَكِنْ عَمْرٌو لم
يجئ، فترفع. ولا يجوز أن تقول لكن عمرٌو وتسكت حتَّى تأتي بجملة تامة.
فأما إن كانت عاطفةً اسماً مفرداً على اسم مفرد لم يجز أن تقع إلا بعد
نفي، وتلزمُ الثاني مثلَ إعراب الأول تقول: ما رأيت زيداً لَكِنْ
عَمرأ، وما جاءني زيدٌ لَكِنْ عَمرٌو. وأما قول الشاعر: فَلَسْتُ
بآتيهِ ولا أستطيعه * ولاكِ اسْقِني إن كان ماؤكَ ذا فَضلِ فإنّه أراد
ولَكِنْ، فحذف النون ضرورةً، وهو قبيح.
(6/2196)
وبعض النحويين يقول: أصله أنَّ، واللام
والكاف زائدتان، يدلُّ على ذلك أن العرب تُدخل اللام في خبرها. وأنشد
الفراء:
ولكنَّني في حبِّها لَكَميدُ (1) * وقوله تعالى: (لَكِنَّا هو الله
ربي) ، يقال أصله لكن أنا، فحذفت الألف فالتقت نونان، فجاء بالتشديد
لذلك.
[لن] لنْ: حرفٌ لنفي الاستقبال،
وتنصب به تقول: لَنْ تقوم.
[لون] اللَوْنُ: هيئةٌ كالسَواد
والحمرة. ولَوَّنْتُهُ فتَلَوَّنَ. واللَوْنُ: النوع. وفلان
مُتَلَوِّنٌ، إذا كان لا يثبُت على خُلُق واحد. ولَوَّنَ البسرُ
تَلْويناً، إذا بدا فيه أثر النُضْج. واللَوْنُ: الدَقَلُ، وهو ضربٌ من
النخل. وقال الأخفش: هو جماعةٌ، واحدتها لِينَةٌ، ولكن لما انكسر ما
قبلها انقلبت الواو ياء. ومنه قوله تعالى: (ما قطعتم من لينة) وتمرها
_________
(1) الرواية: " لعميد " بالعين.
(6/2197)
(*) سمين يسمى العجوة، والجمع لينٌ، وجمع
اللين ليان، مثل ذئب وذئاب، قال امرؤ القيس: وسالفةٍ كَسحوقِ اللِيا *
نِ أضْرَمَ فيها الغوى السعر
[لهن] اللُهْنَةُ بالضم:
السُلْفَةُ، وهو ما يتعلَّل به الإنسان قبل إدراك الطعام. تقول
لَهَّنْتُهُ تَلْهيناً فَتَلَهَّنَ، أي سلَّفته. ويقال: أَلْهَنْتُهُ،
إذا أهديتَ له شيئاً عند قُدومه من سفره. وقولهم: لَهِنَّكَ بفتح اللام
وكسر الهاء: كلمةٌ تستعمل عند التوكيد، وأصلها لإنَّكَ، فأبدلت الهمزة
هاءً، كما قالوا في إياك: هياك. وإنما جاز أن يجمع بين اللام وإن
وكلاهما للتوكيد لانك لما أبدلت الهمزة هاء زال لفظ إن فصار كأنها شئ
آخر. قال الشاعر: لهنك من عبسية لوسيمة * على كاذب من وعدها ضوء صادق
اللام الاولى للتوكيد، والثانية لام إن. وقال أبو عبيد: أنشدنا
الكسائي: لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسيمَةٌ * على هَنَواتٍ كاذبٍ من
يقولها (1)
_________
(1) قبله: وبى من تباريح الصبابة لوعة * قتيلة أشواقي وشوقي قتيلها
(277 - صحاح - 6)
(6/2197)
وقال: أراد لله إنَّك من عَبْسِيَّةٍ، فحذف
اللام الأولى من لله، والألف من إنك، كما قال الآخر:
لاه ابن عمك والنوى تعدو * أراد: لله ابن عمك، أي والله. والقول الاول
أصح.
[لين] اللينُ: ضد الخشونة. يقال:
لان الشئ يلين لينا، وشئ لَيِّنٌ ولَيْنٌ مخفَّفٌ منه، والجمع أليناء.
وقوم لينون وأليناء، إنما هو جمع لين مشدد، وهو فيعل، لان فعلا لا يجمع
على أفعلاء. والليان بالفتح: المصدر من اللين. تقول: هو في لَيانٍ من
العيش، أي في نعيمٍ وخفض. ولينت الشئ وألينته، أي صيَّرته لَيِّناً.
ويقال أيضاً أَلَنْتُهُ وألينته، على النقصان والتمام، مثل أطلته
وأطولته. والليان بالكسر: الملاينة والملاطفة. تقول: لا يننى
مُلايَنَةً ولِياناً. واسْتَلانَهُ: عدَّه لَيِّناً. وتلين: تملق.
(6/2198)
فصل الميم
[مأن] المَؤُونَةُ تهمز ولا تهمز،
وهي فعولةٌ. وقال الفراء: هي مفعلة من الاين، هو التعب والشدَّة (1) .
ويقال هي مَفْعُلَةٌ من الأَوْنِ، وهو الخُرجُ والعِدْلُ، لأنَّها ثقل
على الانسان. قال الخليل: ولو كانت مفعلة لكانت مئينة مثل معيشة. وعند
الاخفش يجوز أن تكون مفعلة. ومأنت القوم أمؤنهم مأنا إذا احتملت
_________
(1) والمعنى أنه عظيم التعب في الانفاق على من يعول. والمؤونة: الثقل ,
وفيها لغات إحداها على فعولة بفتح الفاء، وبهمزة مضمومة، والجمع مئونات
على لفظها. ومأنت القوم أمأنهم مهموز بفتحتين، واللغة الثاية مؤنة
بهمزة ساكنة. قال الشاعر:
أميرنا مؤنته خفيفة * والجمع مؤن، مثل غرفة وغرف. والثالثة مؤنة
بالواو، والجمع مثل سورة وسور. يقال منها: مانه يمونه من باب قال. عن
المصباح.
(6/2198)
مؤنتهم. ومن ترك الهمز قال: مُنْتُهُمْ
أمونُهُمْ. وأتاني فلان وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ، أي لم أكترث له. قال
الكسائي: وما تهَيَّأْت له. وقال أعرابيٌّ من سُلَيْم: أي ما علمت
بذلك. وهو يمْأَنُهُ، أي يعلمه. وأنشد: إذا ما علمتُ الأمر أقْرَرْتُ
علمه * ولا أدَّعي ما لستُ أمْأَنُهُ جهلا كَفى بامْرئٍ يوماً يقول
بعلمِهِ * ويسكتُ عمَّا ليسَ يعلمه فَضْلا ومَأَّنْتُ فلاناً
تَمْئِنَةً، أي أعلمته. وأنشد الأصمعي للمرار الفَقعسيّ: فتهامسوا
شيئاً فقالوا عَرِّسوا * من غير تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ أي من غير
تعريف ولا هو في موضع التَعْريس. والتَمْئِنَةُ: الإعلامُ.
والمُئِنَّةُ: العلامةُ. وفي حديث ابن مسعود: " إنّ طول الصلاة وقِصَرَ
الخطبة مَئِنَّةٌ من فِقه الرجل ". قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا
الحرف فقلت: مَئِنَّةٌ أي علامةٌ لذاك وخليق لذاك. قال الراجز: إن
اكتحالا بالنقى الابلج * ونظرا في الحاجب المزجج
(6/2199)
مئنة من الفعال الاعوج وهذا الحرف هكذا
يروى في الحديث والشعر بتشديد النون، وحقه عندي أن يقال مئينة، مثال
معينة على فعيلة، لان الميم أصلية، إلا أن يكون أصل هذا الحرف من غير
هذا الباب، فتكون مئنة مفعلة من إن المكسورة المشددة، كما يقال هو
معساة من كذا، أي مجدرة ومظنة، وهو مبنى من عسى. وكان أبو زيد يقول:
مئتة بالتاء، أي مخلقة لذلك ومجدرة ومحراة ونحو ذلك، وهو مفعلة من أته
يؤته أتا، إذا غلبه بالحجة. الاصمعي: ماءنت في هذا الامر على وزن ما
عنت، أي روأت. ويقال: امْأَنْ مُأْنَكَ واشْأَنْ شَأْنَكَ، أي اعملْ ما
تحسنُه. والمَأنُ والمَأَنَةُ: الطِفْطِفَةُ، والجمع مَأناتٌ ومُئونٌ
أيضاً على فعول مثل بدرة وبدور على غير قياس. أبو زيد: مأنت الرجل
أمأنه مَأْناً، إذا أصبت مَأْنَتَهُ. قال: وهي ما بين سُرَّتِهِ وعانته
وشُرْسوفِهِ. والمَأْنُ أيضاً: الخشبة في رأسها حديدةٌ تُثار بها
الأرض، عن أبى عمرو وابن الاعرابي.
(6/2199)
[متن]
المَتْنُ من الأرض: ما صلُب وارتفع، والجمع متانٌ ومُتونٌ. قال (1) :
والقومُ قد طعنوا مِتانَ السجسج (2) * ومتن الشئ بالضم متانة، فهو
مَتينٌ، أي صلبٌ. ومَتْنا الظَهْرِ: مُكْتَنَفا الصُلْبِ عن يمينٍ
وشمالٍ من عصب ولحم، يذكَّر ويؤنَّث. ومَتَنْتُ الرجلَ مَتْناً: ضربت
مَتْنَهُ. ومَتْنُ السهم: ما دون الرِيش منه إلى وسطه. ويقال أيضاً:
رجلٌ مَتْنٌ من الرجال، أي صُلبٌ. ومَتَنَ به مَتْناً: سار به يومَه
أجمع. والمُماتَنَةُ: المباعدة في الغاية. يقال: سار سيرا مماتنا، أي
شديدا. وما تنه، أي ماطله. ومَتَنْتُ الكبشَ: شققت صفنه واستخرجت بيضته
بعروقها.
_________
(1) الحارث بن حلزة.
(2) صدره:
أنى اهتديت وكنت غير رجيلة:
(6/2200)
وتمتين القوس بالعَقَبِ، والسِقاءِ
بالرُّبِّ: شدُّه وإصلاحه بذلك.
[مثن] المَثانَةُ: موضع البول.
ومَثَنْتُهُ أَمْثُنُهُ (1) بالضم مَثْناً , فهو مَمْثونٌ , إذا أصبت
مَثانَتَهُ. ويقال: مَثِنَ الرجل بالكسر فهو أَمْثَنٌ بيِّن المَثَنِ
إذا كان لا يستمسك بولُه. والمرأةُ مَثْناءُ. قال الكسائي: يقال رجل:
مَثِنٌ ومَمْثونٌ للذي يشتكى مثانته. وفى حديث عمار: " أنه صلى في تبان
وقال: إنى ممثون ".
[مجن] المَجونُ: أن لا يبالي
الإنسان ما صنع. وقد مَجَنَ بالفتح يَمْجُنُ مُجوناً ومَجانَةً، فهو
ماجِنٌ ; والجمع المُجَّانُ. وقولهم: أخذه مجانا، أي بلا بدل. وهو
فعال، لانه ينصرف. والمماجن من النوق: التي ينزو عليها غير واحدٍ من
الفُحولة فلا تكاد تَلقَح. وطريقٌ مُمَجَّنٌ، أي ممدود.
_________
(1) مثنه يمثنه من باب ضرب، ومثنه يمثنه من باب نصر: أصاب مثانته.
(6/2200)
[منجن]
المنجنون: الدولاب التى يستقى عليها. قال ابن السكيت: هي المحالة التى
يسنى عليها. وهى مؤنثة على فعللول، والميم من نفس الحرف كما قلناه في
منجنيق ; لانه يجمع على مناجين. وأنشد الاصمعي (1) :
ومنجنون كالاتان الفارق (2) * ويروى: " ومنجنى "، وهما بمعنى.
[محن] مَحَنْتُ البئر مَحْناً، إذا
أخرجتَ ترابها وطينها. والمِحْنَةُ: واحدة المِحَنِ التي يُمْتَحَنُ
بها الإنسان من بليَّةٍ. ومَحَنْتُهُ وامْتَحَنْتُهُ، أي اختبرته،
والاسم المِحْنَةُ. ومَحَنَهُ عشرين سوطاً، أي ضربَه. وأتيتُ فلاناً
فما مَحَنَني شيئاً، أي ما أعطاني.
[مخن] المَخْنُ: الرجلُ الطويل.
والمَخْنُ: البكاء. والمَخْنُ: النزع من البئر. قال الراجز
_________
(1) لعمارة بن طارق.
(2) قبله:
اعجل بغرب مثل غرب طارق:
(6/2201)
(*) قد حكم القاضى بأمر عدل * أن يمخنوها
(1) بثماني أدل
[مدن] مَدَنَ بالمكان: أقام به.
ومنه سمِّيت. المَدينَةُ، وهي فَعيلَةٌ، وتجمع على مَدائِنَ بالهمز،
وتجمع أيضا على مدن ومدن، بالتخفيف والتثقيل. وفيه قول آخر: أنها مفعلة
من دنت، أي ملكت. وفلان مَدَّنَ المَدائِنَ، كما يقال: مَصَّرَ
الامصار. وسألت أبا على الفسوى عن همز مدائن فقال: فيه قولان، من جعله
فعيلة من قولك: مدن بالمكان، أي أقام به، همزه. ومن جعله مفعلة من قولك
دين، أي ملك لم يهمزه، كما لا يهمز معايش. وإذا نسبت إلى مدينة الرسول
صلى الله عليه وسلم قلت مَدَنيٌّ، وإلى مدينة المنصور مَدينيٌّ، وإلى
مَدائِنِ كسرى مَدائِنِيٌّ، للفرق بين النَسب، لئِّلا يختلط. ومدين:
قرية شعيب عليه السلام.
_________
(1) في اللسان: " أن تمنخوها ".
(6/2201)
[مرن]
مرن الشئ يمرن مرونا، إذا لان، مثل جرن. ومرن على الشئ يَمْرُنُ
مُروناً ومَرانَةً: تعوَّده واستمرَّ عليه يقال: مَرَنَتْ يده على
العمل، إذا صلبت. قال الراجز: قد أكنبت يداك بعد اللبن (1) وبعد دهن
البان والمضنون وهمتا بالصبر والمرون ومرن وجه فلان على هذا الأمر.
وإنَّه لممزن الوجه، أي صلب الوجه. قال رؤبة:
لزاز خصم معل (2) ممرن (3) * والمَرِنُ بكسر الراء: الحالُ والخُلُقُ.
يقال: ما زال ذلك مَرِني، أي حالي. ويقال للقوم: هم على مَرَنٍ واحدٍ،
وذلك إذا استوت أخلاقهم. والمرن، ساكن: الفراء في قول النمر
_________
(1) في اللسان: " بعد لين ".
(2) قال ابن برى: صوابه: " معك " بالكاف. يقال رجل معك: مماطل.
(3) بعده:
أليس ملوى الملاوى مثفن:
(6/2202)
(*) * كأن جلودهن ثياب مَرْنِ (1) *
وأمْرانُ الذِراعِ: عَصبٌ يكون فيها. ومَرَنَ بعيرَهُ يَمْرُنُهُ
مَرْناً، إذا دهن أسفلَ قوائمه من حفى به. والمرانة: اللين. ومرانة:
موضع. قال لبيد: لمن طلل تضمنه أثال فسرحة فالمرانة فالخيال (2)
ومرانة: اسم ناقة ابن مقبل. قال: يا دار سلمى خلاء لا أكلفها إلا
المرانة حتى تعرف الدينا ويقال: أراد المُرونَ والعادة، أي بكثرة وقوفي
وسلامي عليها لتعرف طاعتي لها. والتَمْرينُ: التليين. والمارِنُ: ما
لانَ من الأنف وفَضَل عن القصَبة، وما لان من الرُمح. قال عبيد يذكر
ناقته
_________
(1) صدره:
خفيفات الشخوص وهن خوص
(2) الرواية: " فالحيال " بكسر المهملة وبالياء الموحدة. وشرجة بالشين
المعجمة والجيم، والخيال أرض لبنى تغلب. والكلام في رواية البيت عن
التكملة.
(6/2202)
هاتيك تَحمِلني وأبيضَ صارماً *
ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ (1) والمُمارِنُ من النوق: مثل
المماجن، يقال: مارنَتِ الناقةُ، إذا ضُرِبَتْ فلم تلقح. والمُرَّانُ
بالضم: الرماح، وهو فعال، الواحدة مرانة. ومران (2) بالفتح: موضع على
ليلتين من مكة على طريق البصرة، وبه قبر تميم بن مر. قال جرير
_________
(1) قوله مخموس، بالخاء معجمة، أي رمحا طول مارنه خمس أذرع. قاله
المؤلف.
(2) في اللسان: ومر أبو جعفر المنصور على قبره بمران، وهو موضع على
أميال من مكة على طريق البصرة، فقال: صلى عليك الله من متوسد * قبرا
مررت به على مران قبرا تضمن مؤمنا متخشعا * عبد الاله ودان بالقرآن
فإذا الرجال تنازعوا في شبهة * فصل الخطاب بحكمة وبيان فلو ان هذا
الدهر أبقى مؤمنا * أبقى لنا عمرا أبا عثمان
(6/2203)
إنى إذا الشاعر المغرور حربنى * جار لقبر
على مران مرموس
[مزن] أبو زيد: المُزْنَةُ: السحابة
البيضاء والجمع مُزْنٌ. والبَرَدُ: حُبُّ المزن. والمازن: بيض النمل.
ومازن: أبو قبيلة من تميم، وهو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. ومازن في
بنى صعصعة ابن معاوية: ومازن في بنى شيبان. ويقال للهلال: ابن مزنة.
قال (1) : كأن ابن مزنتها جانحا * فسيط لدى الافق من خنصر والمزنة:
المطرة. قال (2) : ألم ترَ أنَّ الله أنزلَ مُزْنَةً * وعُفْرُ
الظِباءِ في الكناس تقمع وكانت العرب تسمى عمان المزون. قال الكميت:
وأما الازد أزد أبى سعيد * فأكره أن أسميها المزونا وهو أبو سعيد
المهلب المزونى، أي أكره
_________
(1) عمرو بن قميئة.
(2) أوس بن حجر.
(6/2203)
أن أنسبه إلى المزون، وهى أرض عمان. يقول:
هو من مضر. وقال أبو عبيدة: يعنى بالمزون الملاحين. قال: وكان أردشير
بن بابكان جعل الازد ملاحين بشحر عمان قبل الاسلام بستمائة سنة.
ومزينة: قبيلة من مضر وهو مزينة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر ;
والنسبة إليهم مزنى.
[مشن] المَشْنُ: ضربٌ من الضرب
بالسوط. يقال: مَشَنَهُ مَشْناً. قال العجاج:
وفي أخاديد السِياطِ المُشَّنِ (1) * وامتشنت الشئ: اقتطعته واختلسته.
وامتشنت السيف: استللته. وحكى ابن السكيت عن الكلابيّ: مرَّتْ لي
غِرارةٌ فمشنتنى، وأصابتني مشنة، وهو الشئ له سعةٌ (2) ولا غورَ له،
منه ما بَضَّ منه دَمٌ ومنه ما لم يجرح الجلد. يقال: مَشَنَهُ بالسيف،
إذا ضربه فقشر الجلد.
_________
(1) بعده:
شاف لبغى الكلب المشيطن
(2) قوله: وهو الشئ له سعة، عبارة القاموس: وهو الجرح له سعة.
(6/2204)
(*) ومشنت الناقة تمشينا: درَّتْ كارِهةً.
والمِشانُ: نوعٌ من الرطب (1) . وفى المثل: " بعلة الورشان $ تأك رطب
المشان " بالاضافة. ويقال: امتشن منه ما مَشَنَ لك، أي خُذْ منه ما
وجدت. والمِشانُ من النساء: السليطة المشاتمة.
[معن] المعن: الشئ اليسير الهين.
قال النَمْر ابن تولب: وما ضَيَّعْتُهُ فأُلامَ فيه * فإنَّ هلاكَ (2)
مالِكَ غيرُ مَعْنِ أي ليس بهيّنٍ. ورجلٌ مَعْنٌ في حاجته. وقولهم: "
حدث عن معن ولا حرج " وهو معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر
ابن شريك بن عمرو الشيباني وهو عم يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني.
وكان معن أجود العرب. ويقال: ماله سَعْنَةٌ ولا مَعْنَةٌ، أي شئ.
والماعون: اسم جامع لمنافع البيت، كالقِدْر والفأس ونحوها. قال الاعشى
_________
(1) في المخطوطات: " نوع من التمر ".
(2) في اللسان: " فإن ضياع ".
(6/2204)
بأجود منه بماعونه * إذا ما سماؤهم لم تغم
ويسمى الماء أيضاً ماعوناً، وينشد:
يَمُجُّ صَبيرُهُ الماعونَ صَبًّا (1) * وتسمَّى الطاعة ماعونا. وحكى
الاخفش عن أعرابي فصيح: لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون،
أي تنقاد لك وتطيعك. وقوله تعالى: (ويمنعون الماعونَ) قال أبو عبيدة:
الماعون في الجاهلية كلُّ منفعةٍ وعطيّةٍ. قال الاعشى: بأجود منه
بماعونه * إذا ما سماؤهم لم تغم قال: والماعون في الاسلام: الطاعة
والزكاة. وأنشد للراعي: قوم على الاسلام لما يمنعوا * ماعونهم ويضيعوا
التهليلا (2)
_________
(1) أقول لصاحبي ببراق نجد * تبصر هل ترى برقا أراه يمج صبيره الماعون
مجا * إذا نسم من الهيف اعتراه
(2) في اللسان: " ويبدلوا التنزيلا ".
(6/2205)
ومن الناس من يقول: الماعونُ أصله مَعونَةٌ
والألف عوضٌ من الهاء. وأمْعَنَ الفرس: تباعَدَ في عَدْوه. وأمْعَنَ
فلانٌ بحقّي: ذهب به. وأمْعَنَتِ الأرض: رَوِيَتْ. وماءٌ مَعينٌ، أي
جارٍ. ويقال هو مفعولٌ من عُنْتُ الماءَ إذا استنبطتَه. وكلأٌ
مَمْعونٌ: جرى فيه الماء. والمُعْنانُ: مَجاري الماء في الوادي.
والمَعانُ: المباءة والمنزل. ومعان: موضع بالشأم.
[مكن] مكنه الله من الشئ وأمْكَنَهُ
منه، بمعنًى. واسْتَمْكَنَ الرجل من الشئ وتمكن منه، بمعنى. وفلان لا
يُمْكِنُهُ النُهوض، أي لا يقدر عليه. وقولهم: ما أمْكَنَهُ عند
الأمير، شاذٌّ. والمَكْنُ: بيض الضب. قال (1) : ومكن الضباب طعام
العري * ب لا تشتهيه نفوس العجم
_________
(1) أبو الهندي.
(278 - صحاح - 6)
(6/2205)
والمكنة بكسر الكاف: واحدة المكِنِ
والمَكِناتِ. وفي الحديث: " أقِرُّوا الطير على مَكِناتِها "
ومَكُناتِها بالضم. قال أبو زياد الكلابيّ وغيره من الأعراب: إنا لا
نعرف للطَير مَكِناتٍ وإنما هي وُكُناتٌ. فأمَّا المَكِناتُ فإنَّما هي
للضباب. قال أبو عبيد: ويجوز في الكلام، وإن كان المكن للضباب، أن يجعل
للطير تشبيها بذلك، كقولهم: مشافر الحبشى، وإنما المشافر للابل. وكقول
زهير يصف الاسد:
له لبد أظفاره لم تقلم (1) * وإنما له مخالب. قال: ويجوز أن يراد به
على أمكنتها، أي على مواضعها التى جعلها الله لها، فلا تزجروها ولا
تلتفتوا إليها، لانها لا تضر ولا تنفع، ولا تعدو ذلك إلى غيره. ويقال:
الناس على مكناتهم، أي على استقامتهم. الكسائي: أمكنت الضبة: جمعَتْ
بيضَها في بطنها، فهي مكون. وقال أبو زيد: أمكنت الضبة فهى ممكن، وكذلك
الجرادة.
_________
(1) صدره:
لدى أسد شاكى السلاح مقذف:
(6/2206)
(*) والمكنان بالفتوا لتسكين: نبتٌ. ومعنى
قول النحويين في الاسم: إنَّهُ مُتَمَكِّنٌ، أي إنه معربٌ، كعُمَرَ
وإبراهيم. فإذا انصرف مع ذلك فهو المُتَمَكِّنُ الأمْكَنُ، كزيدٍ
وعمرٍو. وغير المُتَمَكِّنِ هو المبنى، كقولك: كيف وأين. ومعنى قولهم
في الظرف: إنه متمكن، أي إنه يستعمل مرة ظرفا ومرة اسما، كقولك جلست
خلفك فتنصب، ومجلسي خلفك فترفع في موضع يصلح أن يكون ظرفا. وغير
المتمكن هو الذى لا يستعمل في موضع يصلح أن يكون ظرفا إلا ظرفا، كقولك
لقيته صباحا وموعدك صباحا، فتنصب فيهما ولا يجوز الرفع إذا أردت صباح
يوم بعينه. وليس ذلك لعلة توجب الفرق بينهما أكثر من استعمال العرب لها
كذلك، وإنما يؤخذ سماعا عنهم، وهى صباح، وذو صباح، ومساء، وعشية وعشاء،
وضحى وضحوة، وسحر، وبكر وبكرة، وعتمة، وذات مرة وذات يوم، وليل ونهار،
وبعيدات بين. هذا إذا عنيت بهذه الاوقات يوما بعينه. أما إذا كانت نكرة
وأدخلت عليها الالف واللام تكلمت بها رفعا ونصبا وجرا. قال سيبويه:
أخبرنا بذلك يونس النحوي.
(6/2206)
[منن]
المُنَّةُ بالضم: القوَّة. يقال: هو ضعيف المُنَّة. ومَنَّهُ السيرُ:
أضعفَه وأعياه. ومَنَنْتُ الناقةَ: حسَرتها. ورجلٌ منينٌ، أي ضعيفٌ
كأنَّ الدهرَ منَّه، أي ذهب بمُنَّتِهِ، أي بقوَّته. والمَنينُ: الحبل
الضعيف. والمَنينُ: الغبار الضعيف. والمَنُّ: القَطْعُ، ويقال النقص.
ومنه قوله تعالى: (لهم أجر غير ممنون) . قال لبيد: لمعفر قَهْدٍ
تنازَعَ شِلوَهُ * غُبْسٌ كواسِبُ لا يمن طعامها ومن عليه منا: أنعم.
والمنان، من أسماء الله تعالى: والمِنِّينى منه كالخِصِّيصى. ومَنَّ
عليه مِنَّةً، أي امْتَنَّ عليه. يقال: " المِنَّةُ تَهدِم الصَنيعة ".
أبو عبيد: رجلٌ مَنونَةٌ: كثير الامتنان. والمَنونُ: الدهرُ. قال
الأعشى: أَأَن رأت رجلاً أَعْشَى أَضَرَّ به * رَيْبُ المَنونِ ودهرٌ
مُتْبِلٌ خَبِلُ والمَنونُ: المنيَّةُ، لأنَّها تقطع المدد وتنقص
(6/2207)
العدد. قال الفراء: والمَنونُ مؤنَّثة،
وتكون واحدةً وجمعاً. والمَنُّ: المَنا، وهو رِطلان، والجمع أَمْنانٌ،
وجمع المَنا أَمْناءٌ. والمن: شئ حلو كالطرنجبين. وفى الحديث: " الكمأة
من المن ". ومن: اسمٌ لمن يصلح أن يخاطب، وهو مبهم غير متمكّن، وهو في
اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة، كقوله تعالى: (ومِنَ الشياطينِ مَنْ
يَغوصونَ له) . قال المتلمس (1) : لسنا كمن حلت إياد دارها * تكريت
تنظر حبها أن يحصدا فأنث فعل من، لانه حمله على المعنى لا على اللفظ.
والبيت ردئ، لانه أبدل من قبل أن يتم الاسم. ولها أربعة مواضع:
الاستفهام، نحو مَنْ عندك. والخبر، نحو رأيت من عندك. والجزاء، نحو
مَنْ يُكرِمُني أُكرِمه. وتكون نكرةً موصوفةً، نحو مررت بمَنْ
مُحْسِنٍ، أي بإنسان محسن. قال الشاعر (2) :
_________
(1) صوابه الاعشى، كما في اللسان. انظر ديوان الاعشى ص 154.
(2) بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الانصاري.
(6/2207)
وكفى بنا فضلا على من غيرنا * * حب النبي
محمد إيانا خفض غيرا على الاتباع لمن، ويجوز فيه الرفع على أن تجعل من
صلة بإضمار هو. وتحكى بها الاعلام والكنى والنكرات في لغة أهل الحجاز.
إذا قال رأيت زيدا قلت: من زيدا؟ وإذا قال: رأيت رجلا قلت: منا لانه
نكرة وإن قال: جاءني رجل قلت: منو. وإن قال: مررت برجل قلت منى. وإن
قال جاءني رجلان قلت: منان. وإن قال مررت برجلين قلت منين بتسكين النون
فيهما. وكذلك في الجمع: إن قال جاءني رجال قلت منون ومنين في النصب
والجر، ولا تحكى بها غير ذلك. ولو قال رأيت الرجل قلت: من الرجل بالرفع
لانه ليس بعلم. وإن قال: مررت بالامير قلت: من الامير. وإن قال: رأيت
ابن أخيك قلت: من ابن أخيك بالرفع لا غير. وكذلك إن أدخلت حرف العطف
على من رفعت لا غير، قلت: فمن زيد، ومن زيد، وإن وصلت حذفت الزيادات
قلت: من يا هذا. وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل. قال الشاعر
(1)
_________
(1) نمر بن الحارث الضبى.
(6/2208)
(*) أتوا ناري فقلتُ مَنونَ أنتم * فقالوا
الجِنُّ قلت عموا ظلاما وتقول في المرأة منه ومنتان ومنات، كله
بالتسكين وإن وصلت قلت: منة يا هذا بالتنوين ومنات. [يا هؤلاء] (1) وإن
قال: رأيت رجلا وحمارا قلت: من وأيا، حذفت الزيادة من الاول لانك
وصلته. وإن قال: مررت بحمار ورجل قلت أي ومنى. فقس عليه. وغير أهل
الحجاز لا يرون الحكاية في شئ منه، ويرفعون المعرفة بعد من اسما كان أو
كنية أو غير ذلك. والناس اليوم في ذلك على لغة أهل الحجاز. وإذا جعلت
مَنْ اسماً متمكِّناً شدَّدته لأنَّه على حرفين، كقول الراجز (2) :
حتَّى أنَخْناها إلى مَنٍّ ومَنْ (3) * أي أبركناها إلى رجلٍ وأيِّ رجل
يريد بذلك تعظيم شأنه. و (من) بالكسر: حرفٌ خافضٌ، وهو لابتداء الغاية،
كقولك: خرجت مِنْ بغدادَ إلى
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) خطام المجاشعى.
(3) قبله:
فرحلوها رحلة فيها رعن:
(6/2208)
الكوفة. وقد تكون للتبعيض كقولك: هذا
الدرهم مِنْ الدراهم. وقد تكون للبيان والتفسير، كقولك: لله درّك مِنْ
رجلٍ! فتكون مِنْ مفسِّرةً للاسم المكنَّى في قولك درّك وترجمةً عنه.
وقوله تعالى: (ويُنَزِّلُ مِنَ السماءِ مِنْ جِبالٍ فيها مِنْ بَرَدٍ)
فالأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، والثالثة للتفسير والبيان.
وقد تدخل مِنْ توكيداً لغواً كقولك: ما جاءني مِنْ أحدٍ، وويحَهُ مِنْ
رجلٍ، أكَّدتهما بمِنْ. وقوله تعالى: (فاجتنبوا الرِجْسَ مِنَ الأوثان)
أي فاجتنبوا الرِجْسَ الذي هو الأوثان. وكذلك ثوبٌ مِنْ خَزٍّ. وقال
الأخفش في قوله تعالى: (وتَرى الملائكةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْش)
وقوله تعالى: (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ)
: إنَّما أدخل مِنْ توكيداً، كما تقول رأيت زيداً نفسه. وتقول العرب:
ما رأينه من سنة، أي منذ سنة. قال تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ على
التَّقوى مِنْ أوَّلِ يومٍ) . وقال زهير: لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ
الحِجْرِ * أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دهر
(6/2209)
وقد تكون بمعنى على، كقوله تعالى:
(ونَصَرْناهُ مِنَ القوم) ، أي على القوم. وقولهم في القَسَمِ: مِنْ
ربّي ما فعلتُ، فمِنْ حرف جرّ وضعت موضع الباء ههنا، لأنَّ حروف الجر
ينوب بعضُها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى. ومن العرب من يحذف نونه عند
الألف واللام لالتقاء الساكنين، كما قال: أبلغْ أبا دَخْتَنوسَ
مَأْلُكَةً * غير الذي قد يقال مِلْكَذَبِ
[مون] مانَهُ يَمونُهُ مَوْناً، إذا
احتمل مَؤُونَتَهُ وقام بكفايته، وهو رجل ممون، عن ابن السكيت.
[مهن] المَهْنَةُ بالفتح: الخدمة.
وحكى أبو زيد والكسائي: المِهْنَةُ بالكسر، وأنكره الاصمعي. والماهِنُ:
الخادمُ. وقد مَهَنَ القومَ يَمْهَنُهم مُهْنَةً، أي خدمهم. ويقال
أيضاً: مَهَنْتُ الإبلَ مَهْنَةً، إذا حليتها عن الصدر. وامتهنت الشئ:
ابْتذلته. وأمْهَنْتُهُ: أضعفته. ورجلٌ مَهينٌ، أي حقير.
(6/2209)
[مين]
المَيْنُ: الكذب. قال عديُّ بن زيد: فَقَدَّمْتِ (1) الأديمَ
لِراهِشَيْهِ * وأَلفى قولها كذباً ومَيْنا والجمع مُيونٌ. يقال: "
أكثر الظُنون مُيونٌ ". وقد مانَ الرجلُ يَمينُ مَيْناً، فهو مائِنٌ
ومَيونٌ. ووُدُّ فلانٍ متماين.
فصل النون
[نتن] النَتْنُ: الرائحة الكريهة.
وقد نتن الشئ وأنتن بمعنى، فهو منتن ومنتن، كسرت الميم اتباعا لكسرة
التاء، لان مفعلا ليس من الابنية. ونتنه غيره تنتينا، أي جعله
مُنْتِناً. ويقال قومٌ مناتين. قال الراجز (2) : قالت سليمى لا أحب
الجعدين * ولا السباط إنهم مَناتينُ وقد قالوا: ما أنْتَنَهُ.
_________
(1) في اللسان: " فقددت ".
(2) ضب بن نعرة.
(6/2210)
(*)
[نحن] نحْنُ: جمع أنا من غير لفظِه،
وحرِّك آخرهُ بالضم لالتقاء الساكنين، لأن الضمّة من جنس الواو التي هي
علامةٌ للجمع. ونحن كناية عنهم.
[نون] النونُ: الحوت، والجمع
أنْوانٌ ونينان. وذو النون: لقب يونس بن متى عليه السلام. والنون: شفرة
السيف. قال الشاعر:
بِذي نونَينِ قصَّالٍ مِقط * والنون: اسم سيف لبعض العرب. قال (1) :
سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي * وما أعطيته عرق الخلال (2) يقول: سأجعل
هذا السيف الذى استفدته
_________
(1) الحارث بن زهير.
(2) قال ابن برى: وصواب إنشاده: ويخبرهم مكان النون منى * وما أعطيته
عرق الخلال لان قبله: سيخبر قومه حنش بن عمرو * بما لاقاهم وابنا هلال
في التكملة: " حسن بن وهب إذا لاقاهم ".
(6/2210)
مكان ذلك السيف الآخر، وما أعطيته عن مودة،
بل أخذته عنوة. والنون: حرف من حروف المعجم، وهو من حروف الزيادات، وقد
يكون للتأكيد يلحق الفعل المستقبل بعد لام القسم، كقولك: والله لاضربن
زيدا. ويلحق بعد ذلك الامر والنهى، تقول: اضربن زيدا ولا تضربن عمرا.
ويلحق في الاستفهام، تقول هل تضربن زيدا. وبعد الشرط، كقولك: إما تضربن
زيدا اضربه، إذا زادت على إن (ما) زدت على فعل الشرط نون التأكيد. قال
الله تعالى: (فإما تثقفنهم فى الحرب فشرد بهم من خلفهم) . وتقول في فعل
الاثنين لتضربان زيدا يا رجلان، وفى فعل الجماعة: يا رجال اضربن زيدا
بضم الباء، ويا امرأة اضربن زيدا بكسر الباء، ويا نسوة اضربنان زيدا،
وأصله اضربنن بثلاث نونات فتفصل بينهن بالالف وتكسر النون تشبيها بنون
التثنية. وقد تكون نون التأكيد خفيفة كما تكون مشددة، إلا أن الخفيفة
إذا استقبلها ساكن سقطت، وإذا وقفت عليها وقبلها فتحة أبدلتها ألفا،
كما قال الاعشى:
(6/2211)
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا (1) * وربما
حذفت في الوصل، كقول الشاعر (2) : اضرب عنك الهموم طارقها * ضربك
بالسيف قونس الفرس والمخففة تصلح في مكان المشددة، إلا في موضعين في
فعل الاثنين: يا رجلان اضربان زيدا، وفى فعل الجماعة المؤنث: يا نسوة
اضربنان زيدا، فإنه لا يصلح فيهما إلا المشددة، لئلا تلتبس بنون
التثنية. ويونس يجيز الخفيفة ها هنا أيضا، والاول أجود. وتقول: نوَّنتُ
الاسم تَنْويناً. والتنْوينُ لا يكون إلا في الأسماء.
فصل الواو
[وتن] الوَتينُ: عِرقٌ في القلب،
إذا انقطع مات صاحبه. وقد وتنته، إذا أصبت وتينه. قال: حميد الارقط:
_________
(1) صدره:
وذا النصب المنصوب لا تنسكنه
(2) هو طرفة بن العبد.
(6/2211)
* من علق المكلى والموتون (1) * والواتن:
الشئ الدائم الثابت في مكانه. قال رؤبة:
على أخلاء الصفاء الوتن (2) * ويروى بالثاء، وهما بمعنى. يقال وَتَنَ
الماءُ وغيره وُتوناً وتِنَةً أيضاً، أي دام ولم ينقطع. والواتِنُ:
الماء المَعينُ الدائمُ، الذى لا يذهب. عن أبى زيد. والمواتنة:
الملازمة في قلة التفرق.
[وثن] الوَثن: الصنم، والجمع وُثْنٌ
وأوثان، مثل أسد وأسد وآساد. الاصمعي: استؤثن الرجل من المال، إذا
استكثَر منه، مثل استوثج واستوثر. والواثن مثل الواتن، وهو الثابت
الدائم.
_________
(1) قبله: شريانه تمنع بعد اللين * وصيغة خرجن بالتسنين
(2) قبله:
أمطر في أكناف غين مغين:
(6/2212)
(*)
[وجن] الوَجينُ: العارضُ من الأرض
ينقاد ويرتفع قليلاً، وهو غليظ. ومنه الوَجْناءُ، وهي الناقة الشديدة
شبِّهت به في صلابتها. وقال قومٌ: هي العظيمة الوَجْنتين. والوَجينُ:
شطّ الوادي. والوَجْنَةُ: ما ارتفع من الخدَّين. وفيها أربع لغات:
وَجْنَةٌ، ووُجْنَةٌ وأجْنَةٌ، ووِجْنَةٌ. ورجلٌ مُوَجَّنٌ: عظيم
الوَجَناتِ. ويقال: ما أدري أيُّ مَنْ وَجَّنَ الجلدَ هو، أيْ أي الناس
هو؟. والوَجْنُ: الدَقُّ. ويقال: وَجَنَ القصَّارُ الثوبَ يَجِنُهُ
وَجْناً: دَقَّهُ. أبو زيد: الميجَنَةُ: المِدَقَّةُ، والجمع مَواجِنُ.
وأنشد لعامر بن عقيل السعدى جاهلي: رقاب كالمواجن خاظيات * وأستاه على
الاكوار كوم قوله خاظيات بالظاء، من قولهم: خظابظا.
[ودن] ودنت الشئ ودنا وو دانا:
بلَلْتُهُ، فهو مَوْدونٌ ووَدينٌ، أي منقوع. وجاء قومٌ إلى بنت الخُسِّ
بحجرٍ فقالوا: احْذي لنا من هذا نَعلاً، فقالت: دِنوه.
(6/2212)
واتدن الشئ، أي ابتل. واتدنه أيضاً، بمعنى
بَلَّهُ. قال الكميت: وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شِظافٍ * كمتَّدِنِ
الصَفا كَيْما يَلِينا (1) والوَدْنُ أيضاً: حُسن القيام على العروس.
يقال: أخذوا في وِدانِهِ. ووَدَنَتِ المرأةُ وأوْدَنَتْ، إذا ولدتْ
ولداً ضاوياً. والولدُ مَوْدونٌ ومودَنٌ أيضاً. قال (2) : وأُمُّكَ
سوداءُ مَوْدونَةٌ * كأنَّ أناملها الحنظب ومودون: اسم فرس.
[وزن] الميزانُ معروف، وأصله
مِوْزانٌ، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وقام ميزان النهار، أي
انتصفَ. ووزنت الشئ وزنا وزنة. ويقال: وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ
لفلان. قال تعالى: (وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يخسرون) . وهذا يزن
درهما.
_________
(1) في اللسان: " حتى يلينا ".
(2) حسان بن ثابت يهجو رجلا.
(6/2213)
(*) ودرهم وازِنٌ، أي تامٌّ. وقال الشاعر
(1) : مثلُ العصافير أحلاماً ومقدرةً * لو يوزَنونَ بزِفِّ الريشِ ما
وزنوا (2) ووازنت بين الشيئين موازانة ووزانا. وهذا يُوازِنُ هذا، إذا
كان على زِنَتِهِ أو كان محاذيه. ويقال: وَزَنَ المُعْطي واتَّزَنَ
الآخِذُ، كما يقال نَقَدَ المُعْطي وانتقد الآخذ. وهو افتعل، قلبوا
الواو تاء وأدغموا. والوزين: الحنظل المطحون. وفلان وَزينُ الرأي، أي
رَزينُهُ. وقولهم: هو وزنَ الجبل، أي ناحيةً منه. وهو زِنَةَ الجبل، أي
حذاءه. قال سيبويه: نُصِبا على الظرف. وتقول العرب: " حَضارِ والوَزْنُ
مُحْلِفانِ "، وهما نجمان يطلُعان قبل سهيل. وموزن بالفتح: موضع، وهو
شاذ مثل موحد وموهب. قال كثير
_________
(1) قعنب بن أم صاحب.
(2) بعده: جهلا علينا وجبنا عن عدوهم * لبئست الخلتان الجهل والجبن قال
ابن برى: الذى في شعره: " شبه العصافير ".
(279 - صحاح - 6)
(6/2213)
كأنهم قصرا مصابيح راهب * بموزن روى
بالسليط ذبالها (1)
[وسن] الوَسَنُ: النُعاسُ.
والسِنَةُ مثله. قد وسن الرجل يوسن. فهو وَسْنانٌ. واسْتَوْسَنَ مثله.
واوْسِنْ يا رَجُلُ لَيْلَتَكَ، والألف ألف وصلٍ. وتقول: ماله هم ولا
وَسَنٌ إلا ذاك. ووَسِنَ الرجلُ أيضاً فهو وَسِنٌ، أي غُشِيَ عليه من
نَتْنِ ريح البئر، مثل أَسِنَ. وأوْسَنَتْهُ البئر. وهي ركية موسنة، عن
أبى زيد. وقولهم: توسنها، أي أتاها وهي نائمة، يريدون به إتيان الفحل
الناقة. وامرأةٌ مِيسانٌ، بكسر الميم، كأنَّ بها سِنَةٌ من رزانتها.
وميسان بالفتح: موضع.
_________
(1) بعده: هم أهل ألواح السرير ويمنه * قرابين أرداف لها وشمالها
(6/2214)
(*)
[وضن] الوَضين للهودج بمنزلة
البِطان للقَتَب، والتصديرِ للرحل، والحزامِ للسرج. وهما كالنِسْعِ إلا
أنَّهما من السُيور إذا نُسج نِساجةً بعضه على بعض مضاعفاً. والجمع
وُضُنٌ. قال المثقِّب (1) : تقول إذا درأتُ لها وَضيني * أهذا دينُهُ
(2) أبداً وديني قال أبو عبيدة: وَضينٌ في موضع موضون، متقتيل في موضع
مقتولٍ. تقول منه: وَضَنْتُ النِسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً، إذا نسجته.
والمَوْضونَةُ أيضاً: الدرع المنسوجة توضَنُ حَلَقُ الدرعِ بعضها في
بعض مضاعفةً. ويقال أيضاً منسوجةٌ بالجواهر. ومنه قوله تعالى: (على سرر
موضونة) .
[وطن] الوطن: محل الانسان. وقد خففه
رؤبة بقوله: أوطنت وطنا لم يكن من وطنى (3)
_________
(1) العبدى.
(2) في اللسان: " دأبه ".
(3) قبله:
كيما ترى أهل العراق أننى:
(6/2214)
لو لم يكن عاملها لم أسكن بها ولم أرجن بها
في الرجن وأوطان الغنم: مرابِضها. وأَوْطَنْتُ الأرضَ، ووَطَّنْتُها
تَوْطيناً واسْتَوْطَنْتُها، أي اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتِّطانُ،
وهو افتِعالٌ منه. وتوطين النفس على الشئ، كالتمهيد. ويقال: من أين
ميطانُكَ، أي غايتك. والميطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لتُرسَل منه
الخيل في السباق، وهو أول الغاية. والميتاء والميداء: آخر الغاية.
والموطن: المشهد من مشاهد الحرب. قال تعالى: (لقد نَصَرَكُم الله في
مَواطِنَ كثيرة) وقال طرفة: على موطن يخشى الفتى عندَه الرَدَى * متى
تعترك فيه الفوارس ترعد
[وعن] الوَعْنَةُ: الأرض الصُلبة.
قال أبو زيد: تَوَعَّنَتِ الناقةُ، أي سمنت غاية السمن.
[وكن] الوَكْنُ بالفتح: عُشُّ
الطائر في جبلٍ أو جدارٍ. والمَوْكِنُ مثله.
(6/2215)
الاصمعي: الوكن: مأوى الطائر في غير عشّ.
والوَكْرُ بالراء: ما كان في عشٍّ. أبو عمرو: الوُكْنَةُ (1)
والأُكْنَةُ بالضم: مواقع الطير حيثُما وقعت ; والجمع وُكْنانٌ، ووكنات
ووكن، كما قلناه في جمع ركبة. وتقول: وكن الطائر بيضه يَكِنُهُ
وَكْناً، أي حَضَنَهُ. وتَوَكَّنَ، أي تمكَّنَ. والواكِنُ: الجالس. قال
عمرو بن شأس وذكَرَ نساءً: ومِنْ ظُعُنٍ كالدَوْمِ أشرَفَ فوقها *
ظباءُ السُلَيِّ واكِناتٍ على الخَمْلِ * أي جالسات على الطنافس التي
وَطَّأْنَ بها الهوادج. والسُلَيُّ: اسم موضع. ونصب " واكنات " على
الحال.
[وهن] الوَهْنُ: الضعفُ. وقد وَهَنَ
الإنسانُ ووَهَنَهُ غيره. يتعدَّى ولا يتعدى. وقال طرفة:
إننى لست بموهون فقر (2) * ووهن أيضا بالكسر وهنا، أي ضعف.
_________
(1) الوكنة مثلثة، والوكنة بضمتين.
(2) يروى: " بموهون غمر ". وصدره:
وإذا تلسننى ألسنها:
(6/2215)
وأوهنته أيضا ووهنته توهينا. والوَهْنُ من
الإبل: الكثيف. والوَهْنُ: نحوٌ من نصف الليل ; والمَوْهِنُ مثله. قال
الأصمعيّ: هو حين يُدبر الليل. وقد أَوْهَنَّا: صرنا في تلك الساعة.
والواهِنَةُ: القُصَيْرى، وهي أسفل الأضلاع. وامرأةٌ وَهْنانَةٌ: فيها
فتور وأناة.
[وين] الوَيْنُ: العنبُ الأسوَد،
الواحدة وينة.
فصل الهاء
[هنن] أبو زيد: التهتان: نحو من
الديمة. وأنشد: يا حبذا نضحك بالمشافر * كأنه تهتان يوم ماطر وقال
النضر بن شُميلٍ: التَهْتان: مطر ساعةٍ ثم يفتُرْ ثم يعود. وأنشد
للشماخ: أرسل يوما ديمة تهتانا * سيل المتان يملا القريانا يقال: هتن
المطر والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتوناً وتَهْتاناً (1) ، إذا قطر
متتابعا.
_________
(1) وزاد المجد: " وهتنانا ".
(6/2216)
(*) وسحاب هاتن، وسحائب هُتَّنٌ، مثل
راكِعٍ ورُكَّعٍ. وسحابٌ هَتونٌ، والجمع هُتُنٌ مثل عمودٍ وعمد.
[هجن] الهِجانُ من الإبل: البيضُ.
وقال عمرو ابن كلثوم:
هِجانِ اللون لم تقرأ جَنينا (1) * ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع.
يقال بعيرٌ هجانٌ، وناقةٌ هِجانٌ وإبلٌ هِجانٌ، وربَّما قالوا هَجائنُ.
قال عمرو بن أحمر: كأنَّ على الجِمالِ أوانَ خفَّتْ * هَجائنَ من نعاج
أراق عينا (2) وأرض هجان: طيبة التُرب مَرَبٌّ. وامرأةٌ هِجانٌ:
كريمةٌ. وقال الأصمعيّ في قول عليٍّ رضوان الله عليه: هذا جَنايَ
وهِجانُهُ فيه * وكلُّ جانٍ يده إلى فيه يعنى خياره.
_________
(1) صدره:
ذراعي عيطل أدماء بكر
(2) في اللسان: " من نعاج أوارعينا " وكذلك في المخطوطة.
(6/2216)
اليزيدى: هو هِجانٌ بيِّن الهَجانة، ورجلٌ
هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ. والهُجْنَةُ في الناس والخيل، إنما تكون من
قبل الأمّ، فإذا كان الأب عتيقاً والأمُّ ليست كذلك كان الولد هجينا.
وقال الراجز:
العبد والهجين والفلنقس (1) * والاقراف من قبل الاب. وقالت هند (2) :
فإن نتجت حرا كريما فبالحرا * وإن يك إقراف فمن قبل الفحل والهاجن:
الصبية تزوج قبل بلوغها، وكذلك الصغيرة من البهائم. وفي المثل: " جلَّت
الهاجِنُ عن الولد " أي صغُرت، و " جلَّت الهاجِنُ عن الرِفْدِ " وهو
القدح الضخم. وقال ابن الأعرابي: " جلَّتِ العلبة عن الهاجِنِ " أي
كبرت. قال: وهى بنت اللبون يحمل عليها فتلقح ثم تنتج وهى حقة. قال: ولا
يصلح أن يفعل بها ذلك. ويقال: هجنة، أي جعله هَجيناً. وتَهْجينُ الأمر
أيضاً: تقبيحه. واهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا وطئتْ وهي صغيرة.
_________
(1) بعده:
ثلاثة فأيهم تلمس
(2) بنت النعمان بن بشير.
(6/2217)
(*) والمهتجنة: النخلة أول ما تلقح.
[هدن] هَدَنَ يَهْدِنُ هُدوناً:
سكَن. وهَدَنَهُ، أي سكَّنَهُ، يتعدَّى ولا يتعدى. وقال: إن العواوير
مأكول حظوظتها * وذو الكهامة بالاقوال مهدون وهادنه: صالحه، والاسم
منهما الهُدْنَةُ. ومنه قولهم: " هُدْنَةٌ على دَخَنٍ " أي سكونٌ على
غِلٍّ. وتَهادَنَتِ الأمور: استقامت. والهِدانُ: الأحمقُ الثقيل،
والجمع الهُدونُ. وتَهْدينُ المرأة ولدَها: تسكيتُها له بكلام إذا
أرادت إنامته. والتهدين: البطء.
[هزن] هوزان: قبيلة من قيس، وهو
هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
[هلن] الهليون: نبت معروف.
[همن] المُهَيْمِنُ: الشاهد، وهو من
آمن غيره من الخوف. وأصله أأمن فهو مؤأمن، بهمزتين، قلبت الهمزة
الثانية ياء كراهة لاجتماعهما، فصار
(6/2217)
مأيمن، ثم صيرت الاولى هاء، كما قالوا:
أراق الماء وهراقه.
[هنن] الفراء: هَنَّ يَهِنُّ
هَنيناً، أي حن. وقال: حنت ولات هنت * وأنى لك مقروع وقد يكون بمعنى
بكى، وأنشد يعقوب: لما رأى الدار خلاء هنا * وكاد أن يظهر ما أجنا وقول
الراعى:
نعم لاتَ هَنَّا إنَّ قلبك مِتْيَحُ (1) * يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ.
ويقال: ما بالبعير هُنانَةً بالضم، أي ما به طِرْقٌ. وأهَنَّه الله فهو
مَهْنونٌ. والهِنَنَةُ: ضربٌ من القنافذ.
[هون] الهوْنُ: السكينةُ والوقار.
وفلان يمشي على الأرض هَوْناً. والهَونُ: مصدر هان عليه الشئ أي خفَّ.
وهَوَّنَهُ الله عليه، أي سهله وخففه. وشئ هين، على فيعل، أي سهل. وهين
_________
(1) صدره:
أفى أثر الاظعان عينك تلمح:
(6/2218)
(*) مخفف، والجمع أهو ناء. كما قالوا شئ
وأشيياء على أفعلاء. وقوم هينون لينون. والهون بالضم: الهوان. وهون بن
خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر: أخو كنانة وأسد. وأهانه: استخف به،
والاسم الهَوانُ والمَهانَةُ. يقال: رجلٌ فيه مَهانَةٌ، أي ذُلٌّ
وضعفٌ. واستهانَ به وتهاونَ به: استحقره. وقوله: ولا تُهينَ الفقيرَ
عَلَّكَ أنْ * تركع يوماً والدهرُ قد رفَعَهْ أراد لا تُهينَنْ، فحذف
النون الخفيفة لمَّا استقبلها ساكن. ويقال: امْشِ على هينتِكَ، أي على
رِسلكَ. وكانت العرب تسمِّي يوم الاثنين. أهْوَنَ، في أسمائهم القديمة.
أنشدني أبو سعيد السيرافى قال: أنشدني ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية:
أؤمل أن أعيش وأن يومى * بأول أو بأهون أو جبار أم التالى دبار أم
فيومى * بمؤنس أو عروبة أو شيار والهاون: الذى يدق فيه، معرب، وكان
أصله هاوون، لان جمعه هواوين مثل قانون وقوانين، فحذفوا منه الواو
الثانية استثقالا، وفتحوا الاولى لانه ليس في كلامهم فاعل بالضم.
(6/2218)
فصل الياء
[يتن] اليَتْنُ: أن تخرج رِجلا
الولد قبل رأسه ويديه في الولادة، وهو عيب. وقال (1) :
فجاءت بيتن للضيافة أرشما (2) * يقال منه: أيتنت المرأة والناقة.
[يرن] اليَرونُ: ماء الفحل، وهو سم.
[يزن] ذو يزن: ملك من ملوك حمير،
تنسب إليه الرماح اليزنية. يقال: رمح يزنى، وأزني، ويزانى، وأزانى.
[يفن] اليَفَنُ: الشيخ الكبير. قال
الأعشى: وما إن أرى الدهرَ فيما خلا (3) * يغادر من شارخٍ (4) أو يفن
_________
(1) البعيث.
(2) صدره:
لقى حملته أمه وهى ضيفة
(3) في اللسان وفى المخطوطة مثله: " فيما مضى ".
(4) في اللسان وفى المخطوطة مثله: " يغادر من شارف " وفى التكملة ص
1132: " شارخ ".
(6/2219)
(*)
[يقن] اليَقينُ: العلم وزوالُ الشك.
يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً (1) ، وأيْقَنْتُ، واسْتَيْقَنْتُ،
وتَيَقَّنْتُ، كلُّه، بمعنًى. وأنا على يَقين منه. وإنَّما صارت الياء
واواً في قولك موقِنٌ للضمة قبلها. وإذا صغّرته رددتَه إلى الأصل وقلت
مُيَيْقِنٌ. وربَّما عبَّروا عن الظنّ باليَقينِ، وباليقين عن الظن.
قال الشاعر (2) : تحسب هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد لا
أغامره يقول: تشمم الاسد ناقتي يظن أنى أفتدى بها منه وأستحمى نفسي
فأتركها له ولا أقتحم المهالك بمقاتلته.
[يمن] اليَمَنُ: بلاد للعرب،
والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة، والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان.
قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف
_________
(1) يقنا ويقنا محركة.
(2) أبو سدرة الاسدي، ويقال الهحيمى.
(6/2219)
يمانيا يظَلُّ يشدُّ كِيراً * وينفُخ
دائماً لَهَبَ الشُواظِ وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ، مثل ثمانية
وثمانون. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ،
ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال:
يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. ولا تقل تيامن بهم.
والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ:
أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو
مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويمنهم فهو يا من، مثل شئم وشأم (1)
. وتيمنت به: تبركت. والايامن: خلاف الاشأئم. قال المرقش (2) : ولقد
غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم (3)
_________
(1) في الاصل: " وشائم " صوابه من اللسان.
(2) ويروى لخزز بن لوذان.
(3) قبله: لا يمنعنك من بغا * ء الخير تعقاد التمائم وكذاك لا شر ولا *
خير على أحد بدائم
(6/2220)
(*) فإذا الاشائم كالايا * من والايامن
كالاشائم وقول الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأى مثبور وثابر
يعنى في انتسابها إلى اليمن، كأنه جمع اليمن على أيمن، ثم على أيامن،
مثل زمن وأزمن. واليمنة بالفتح: خلاف اليسرة. ويقال: قعد فلانٌ
يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ:
القوَّة. قال الحطيئة (1) : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عراببة
اليمين وقوله تعالى: (تأتونَنا عن اليمينِ) قال ابن عباس رضي الله
عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد:
تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على
اليُمْنِ.
_________
(1) صوابه الشماخ، كما في ديوانه وفى المخطوطات.
(6/2220)
واليمين: القسم، الجمع أيمن وأيمان. يقال:
سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ
على يَمينِ صاحبِهِ. وإن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه، لان الظروف لا
تكاد تجمع، لانها جهات وأقطار مختلفة الالفاظ. ألا ترى أن قدام مخالف
لخلف، واليمين مخالف للشمال. وقول الشاعر (1) :
يبرى لها من أيمن وأشمل (2) * يقول: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية
الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الابل وأشملها، فجمع لذلك. وقول الشاعر (3)
:
ألقت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ (4) * يعني مالت بأحد جانبيها إلى
المغيب.
_________
(1) هو العجاج.
(2) بعده:
ذو خرق طلس وشخص مذأل * في التكملة: الرواية " تبرى له " على التذكير،
أي للممدوح.
(3) ثعلبة بن صعير.
(4) صدره:
فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما:
(6/2221)
(*) واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره.
وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. وأما الذى في حديث عمر
رضي الله عنه: " زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد " فيقال: إنه أراد
بيمينتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانتا للتأنيث.
واليُمْنَةُ بالضم (1) : البُرْدَةُ من بُرود اليمن. وقال:
واليمنة المعصبا (2) * وأم أيمن: امرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وهى حاضنة أولاده، فزوجها من زيد فولدت له أسامة. وأيمن الله:
اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحو
يين، ولم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام
لتأكيد الابتداء، تقول: ليمن الله، فتذهب الالف في الوصل. قال الشاعر
(3)
_________
(1) في اللسان بالفتح والضم.
(2) وكذا وردت هذه القطعة في اللسان (يمن) ص 356.
(3) نصيب.
(280 - صحاح - 6)
(6/2221)
فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق
ليمن الله ما ندرى وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير ليمن
الله قسمي، وليمن الله ما أقسم به. وإذا خاطبت قلت: ليمنك. وفى حديث
عروة ابن الزبير أنه قال: " ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت
سلبت لقد أبقيت " وربما حذفوا منه النون فقالوا: ايم الله وايم الله
أيضا بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء فقالوا: ام الله وربما أبقوا
الميم وحدها مضمومة قالوا: م الله، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا،
فيشبهونها بالباء، فيقولون م الله. وربما قالوا من الله بضم الميم
والنون، ومن الله بفتحهما، ومن الله بكسرهما. وقال أبو عبيد: وكانوا
يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس:
(6/2222)
فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً * ولو
قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي أراد: لا أبرحْ، فحذف لا وهو يريده. ثم
يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ، كما قال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا
ومنكم * بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ
الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو
الاصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا
منه النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن فقالوا لم يك. قال: وفيها لغات
كثيرة سوى هذه. وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقال: ألف أيمن
ألف قطع وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة
استعمالهم لها.
(6/2222)
|