الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الهاء:
فصل الالف:
[أيه] أبو زيد: ما أبهت للامرآبه
أبها، وهو الامر تنساه ثم تَتَنبّهُ له. ويقال أيضاً: ما أبِهتُ له
بالكسر آبه أبها، مثل نبهت نبها. والابهة: العظمة والكبر. يقال:
تأَبَّهَ الرجُل، إذا تكبَّر. وربما قالوا للابح: أبه.
[أته] التَأتَّهُ: مُبدَلٌ من
التَعَتُّهِ.
[أقه] الاقه: القاه، وهو الطاعة،
كأنه مقلوب منه.
[أله] أَلهَ بالفتح إِلاهَةً، أي
عبد عبادة. ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما: (ويذرك وإلاهتك) بكسر
الهمزة. قال. وعبادتك. وكان يقول: إن فرعون كان يعبد [في الارض (1) ] .
_________
(1) زيادة من نسخة.
(6/2223)
(*) ومنه قولنا " الله " وأصله إلاه على
فعال، بمعنى مفعول، لانه مألوه أي معبود، كقولنا: إمام فعال بمعنى
مفعول، لانه مؤتم به، فلما أدخلت عليه الالف واللام حذفت الهمزة تخفيفا
لكثرته في الكلام. ولو كانتا عوضا منها لما اجتمعتا مع المعوض منه في
قولهم: الاله. وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيما لهذا الاسم.
وسمعت أبا على النحوي يقول: إن الالف واللام عوض منها. قال: ويدل على
ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم
والنداء، وذلك قولهم: أفألله ليفعلن، ويا ألله اغفر لى. ألا ترى أنها
لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم. قال: ولا يجوز
أيضا أن يكون للزوم الحرف، لان ذلك يوجب أن تقطع همزة الذى والتى. ولا
يجوز أيضا أن يكون لانها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة، كما لم يجز في
ايم الله وايمن الله التى هي همزة وصل فإنها مفتوحة. قال: ولا يجوز
أيضا أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال، لان ذلك يوجب أن تقطع الهمزة أيضا
في غير هذا مما يكثر استعمالهم له. فعلمنا أن
(6/2223)
ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها، ولا شئ
أولى بذلك لمعنى من أن يكون المعوض من الحرف المحذوف الذى هو الفاء.
وجوز سيبويه أن يكون أصله لاها على ما نذكره من بعد. وإلاهة: اسم موضع
بالجزيرة. وقال (1) : كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة * وأصبح في عليا
إلاهة ثاويا (2) وكان قد نهشته حية. وإلاهة أيضا: اسم للشمس غير مصروف
بلا ألف ولام، وربما صرفوه وأدخلوا فيه الالف واللام فقالوا الالاهة
(3) . وأنشدني أبو علي: تروحنا من اللعباء قصرا (4) * وأعجلنا الالاهة
أن تؤوبا (5)
_________
(1) أفنون التغلبي، واسمه صريم بن معشر.
(2) قبله: لعمرك ما يدرى الفتى كيف يتقى * إذا هو لم يجعل له الله
واقيا
(3) في التكملة " ألاهة " بالضم لا بالكسر. التكملة للصغانى ص 1133.
(4) يروى: " عصرا "، و " قسرا ".
(5) بعده: على مثل ابن مية فانعياه * تشق نواعم البشر الجيوبا
(6/2224)
(*) وقد جاء على هذا غير شئ من دخول لام
المعرفة مرة وسقوطها أخرى، قالوا: لقيته الندرى وفى ندرى، وفينة
والفينة بعد الفينة، ونسر والنسر: اسم صنم، فكأنهم سموها إلاهة
لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها. والآلهة: الاصنام، سموها بذلك لاعتقادهم
أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه
الشئ في نفسه. والتأليه: التعبيد. والتَأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ
والتَعَبُّدُ. قال رؤبة:
سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي (1) * وتقول: أَلِهَ يَأْلَهُ
أَلَهاً، أي تحير ; وأصله وله يوله ولها. وقد ألِهْتُ على فلانٍ، أي
اشتدَّ جزعي عليه، مثل ولِهْتُ.
[أمه] ألأَمَهُ: النِسيانُ. تقول
منه: أمه بالكسر. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: (وادكر بعد أمه) . قال
الشاعر: أمهت وكنتُ لا أنسى حديثاً * كذاكَ الدهرُ يودي بالعُقولِ
وأمّا ما في حديث الزهريّ: " أمِهَ " بمعنى أقرّ واعترف، فهي لغة غير
مشهورة.
_________
(1) قبله:
لله در الغانيات المده:
(6/2224)
والاميهة: بثر تخرج بالغنم كالحصبة أو
الجُدَرِيّ. يقال: أُمِهَتِ الغنمُ تُؤْمَهُ أَمْهاً، فهي مَأموهةٌ.
ويقال في الدعاء على الانسان: آهَةً وأَميهَةً. وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ:
طبيخُ نُحازٍ أو طبيخُ أَميهةٍ * دقيقُ العظامِ سَيِّئُ القِشْمِ
أَمْلَطُ والامهة: أصل قولهم أم. قال قصى:
أمهتى خندف والياس أبى (1) * والجمع أمهات وأمات. وقال الراعى: كانت
نجائب منذر ومحرق * أماتهن وطرقهن فحيلا
[أنه] الأصمعيّ: أَنَهَ يَأْنَهُ
أَنْهاً وأنوها، مثل أنح يأنح، وذلك إذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يجده.
وقوم أنه مثل أنح. وأنشد لرؤبة يصف فحلا: رعابة يخشى نفوس الانه * برجس
بهباه الهدير البهبه
_________
(1) قبله:
عبد يناديهم بهال وهبى * وبعده: حيدرة خالي لقيط وعلى * وحاتم الطائى
وهاب المئى
(6/2225)
(*) أي يرعب نفوس الذين يأنهون.
[أوه] قولُهم عند الشكاية: أَوْهِ
من كذا، ساكنة الواو، إنَّما هو تَوَجُّعٌ. قال الشاعر: فأَوْهِ
لذكراها (1) إذا ما ذَكَرْتُها * ومن بُعْدِ أرضٍ بيننا وسَماء وربَّما
قلبوا الواو ألِفاً فقالوا: آهِ من كذا، وربَّما شدّدوا الواو وكسروها
وسكّنوا الهاء فقالوا: أَوّه من كذا. وربَّما حذفوا مع التشديد الهاء
فقالوا: أَوِّ مِن كذا، بلا مدٍّ. وبعضهم يقول: آوَّهْ بالمدّ والتشديد
وفتح الواو ساكنة الهاء، لتطويل الصوت بالشكاية. وربَّما أدخلوا فيه
التاء فقالوا: أَوَّتاهُ، يُمَدُّ ولا يُمَدُّ. وقد أَوَّهَ الرجل
تَأْويهاً، وتَأَوَّهَ تَأَوُّهاً، إذا قال أَوَّهْ. والاسم منه
الآهَةُ بالمدّ. قال المُثَقِّبُ العَبْديُّ: إذا ما قمتُ أَرْحَلُها
بلَيْلٍ * تَأَوَّهُ آهَةَ (2) الرجلِ الحزينِ ويروى: " أَهَّةَ " من
قولهم: أَهَّ، أي توجع. قال العجاج
_________
(1) ويروى: " فأى لذكراها "، كما في اللسان.
(2) ويروى: " تهوه هاهة ".
(6/2225)
* بأهة كأهة المجروحِ (1) * ومنه قولهم في
الدعاء على الإنسان: آهَةً لَكَ وأَوَّةَ لكَ، بحذف الهاء أيضاً مشددة
الواو.
[أيه] إيهِ: اسمٌ سمِّيَ به الفعل،
لأنَّ معناه الأمر. تقول للرجل إذا استزدتَه من حديثٍ أو عملٍ: إيهِ
بكسر الهاء. قال ابن السكيت: فإنْ وَصَلْتَ نَوَّنْتَ فقلتَ: إيهٍ
حَدِّثْنا. قال: وقول ذى الرمة: وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم * وما بال
تكليم الديار البلاقع فلم ينون وقد وصل، لانه قد نوى الوقف. قال ابن
السَريّ: إذا قلتَ إيهِ يا رجل فإنَّما تأمره بأن يزيدك من الحديث
المعهود بينكما، كأنَّك قلت: هاتِ الحديث: وإن قلت: إيه بالتنوين،
فكأنّك قلت: هاتِ حديثاً لأنَّ التنوين تنكيرٌ. وذو الرمة أراد التنوين
فتركه للضرورة. فإذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْته قلتَ: إيهاً عنَّا. وإذا
أردت التبعيد قلتَ: أَيْهاً بفتح الهمزة، بمعنى هَيْهات. وأنشد الفراء
_________
(1) قبله:
وإن تشكيت أذى القروح:
(6/2226)
(*) ومن دوني الاعيار والقِنْعُ كُلُّهُ *
وكُتْمانُ أَيْهاً ما أَشَتَّ وأَبْعَدا والتَأْيِيهُ: دُعاء الإبل.
تقول: أَيَّهْتُ بالجِمالِ، إذا صِحتَ بها ودَعوْتها. ومن العرب من
يقول: أَيْهاتَ، في معنى هَيْهات. وربَّما قالوا أَيهانَ بالنون
كالتثنية.
فصل الباء
[بده] البُداهَةُ: أوّل جَري الفرس.
وقال الاعشى: إلا علالة أو بدا * هة سابح نهد الجزاره (1) وتقول:
بَدَهَهُ أمرٌ يَبْدَهُهُ بَدْهاً: فَجِئَهُ. وبَدَهَهُ بأَمْر، إذا
استقبَله به. وبادَهَهُ: فاجَأَهُ. والاسم البَداهَةُ والبَديهَةُ.
وهما يَتَبادَهانِ بالشِعر، أي يتجاريان. ورجل مبده. قال رؤبة:
وكيد مطال وخصم مبده (2) *
_________
(1) قبله: ولا نقاتل بالعص * ى ولا نرامى بالحجارة
(2) قبله:
بالدرء عنى درء كل عنجهى:
(6/2226)
[بره]
أتت عليه برهمة من الدهر وبرهة، أي مدة طويلة من الزمان. وأبرهة، من
ملوك اليمن، وهو أبرهة ابن الحارث الرائش، الذى يقال له ذو المنار.
وأبرهة بن الصباح أيضا من ملوك اليمين , وكان عالما جوادا. وأبرهة
الاشرم الحبشى أيضا من ملوك اليمن، وهو أبو يكسوم صاحب الفيل. وقال:
منعت من أبرهة الحطيما * وكنت فيما ساءه زعيما والبرهرهة: المرأة التى
كأنها ترعد رطوبة، وهى فعلعلة، كرر فيه العين واللام. وقال امرؤ القيس:
بَرَهْرَهَةٌ رؤُدَةٌ رَخْصَةٌ * كخُرْعوبَةِ البانةِ المنفطر الاصمعي:
برهوت على مثال رهبوت: بئر بحضرموت، يقال فيها أرواح الكفار. وفى
الحديث: " خير بئر في الارض زمزم، وشر بئر في الارض برهوت ". ويقال
برهوت مثل سبروت.
[بله] رجلٌ أَبْلَهُ بيِّن البَلَهِ
والبَلاهَةِ، وهو الذي غلبتْ عليه سلامةُ الصدر. وقد بَلِهَ بالكسر
وتبله. والمرأة بلهاء.
(6/2227)
وفى الحديث: " أكثرُ أهل الجنّة البُلْهُ "
يعني البُلْهَ في أمر الدنيا، لِقِلَّةِ اهتمامهم بها، وهم أكْياسٌ في
أمر الآخرة. قال الزبرِقان بن بدرٍ: " خيرُ أولادنا الأبْلَهُ العَقولُ
"، يريد أنَّه لشدّة حيائه كالأَبْلَهِ وهو عَقولٌ. ويقال شبابٌ
أَبْلَهُ، لما فيه من الغَرارة، يوصف به كما يوصف بالسُلوِّ والجنون،
لمضارعته هذه الأسباب. وعيشٌ أَبْلَهُ: قليل الغموم. وقال (1) : بعد
غدانى الشباب الابله (2) وتباله: أرى من نفسه ذلك وليس به. وهو في
بلهنية من العيش، أي سعة، صارت الالف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة
عن سيبويه. وبله: كلمةٌ مبنيةٌ على الفتح مثل كيف، ومعناها دع. قال كعب
بن مالك يصف السيوف:
_________
(1) الرجز لرؤبة.
(2) قبله: إما ترينى خلق المموه * براق أصلاد الجبين الاجله
(6/2227)
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها * بله الاكف
كأنها لم تخلق (1) قال الاخفش: بله هاهنا بمنزلة المصدر، كما تقول ضرب
زيد. ويجوز نصب " الاكف " على معنى دع الاكف. وقال ابن هَرْمَةَ: تمشي
القَطوفُ إذا غَنَّى الحُداةُ بها * مِشْيَ النَجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةِ
النَجُبا ويقال: معناها سِوى. وفي الحديث: " أَعْدَدْتُ لعبادي
الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلبِ
بَشَرٍ، بَلْهَ ما أَطْلعتُهُمْ عليه ".
[بوه] البوهُ: طائرٌ يشبه البوم إلا
أنه أصغر منه والأنثى بوهَةٌ. قال أبو عمرو: وهي البومَة الصغيرة،
ويُشَبَّهُ بها الرجل الاحمق. قال امرؤ القيس (2)
_________
(1) قبله: نصل السيوف إذا قصرن بخطونا * قدما ونلحقها إذا لم تلحق
(2) امرؤ القيس بن مالك الحميرى.
(6/2228)
(*) أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته
أحسبا (1) وقولهم: " صوفة في بوهة "، يراد به الهبَاءُ المنثور الذي
يرى في الكوة. ابن السكيت ما بهت له وما بِهْتُ له، أي ما فطنت له.
والباه مثال الجاه: لغة في الباءة، وهى الجماع.
[بهه] الا به: الابح. والبهبهى:
الجسيم. والبهباه في الهدير، مثل البخباخ. قال رؤبة يصف فحلا: رعابة
يخشى نفوس الانه (2) * برجس بهباه الهدير البهبه ويروى: " بخباخ الهدير
".
_________
(1) بعده: مرسعة بين أرساغه * به عسم يبتغى أرنبا ليجعل في يده كعبها *
حذار المنية أن يعطبا
(2) قبله:
ودون نبح النابح الموهوه:
(6/2228)
فصل التاء
[تره] الأصمعي: التُرَّهاتُ (1) :
الطرقُ الصغار غير الجادّة تتشعَّبُ عنها، الواحدةُ تُرَّهَةٌ، فارسيّ
معرّب، ثمَّ استعير في الباطل فقيل: التُرَّهاتُ البسابِسَ،
والتُرَّهاتُ الصحاصِحُ. وهو من أسماء الباطل، وربما جاء مضافا. وناس
يقولون تره والجمع تراريه. وأنشدوا: ردوا بنى الاعرج إبلى من كثب * قبل
التراريه وبعد المطلب
[تفه] التافِهُ: الحقيرُ اليسيرُ.
وقد تفه. وفى الحديث في ذكر القرآن: " لا يتفه ولا يتشان ".
[تمه] تمه الطعام بالكسر تمها: فسد.
وقال أبو الجرّاح: تَمِهَ اللحمُ تماهة، وهو مثل الزهومة. وتمه اللبن:
تغيرت رائحته. والتَمَهُ في اللبن كالنَمَسِ في الدسَم. وشاةٌ
مِتْماةٌ: يَتْمَهُ لبنُها إذا حلب (2) .
_________
(1) والترهات أيضا.
(2) وفى نسخة: " إذا حلبت سريعا ".
(6/2229)
(*)
[تهته] التهتهة مثل اللكنة.
والتهاته: الأباطيل والتُرَّهاتُ قال القطامي: ولم يكن ما ابْتَلَيْنا
من مَواعِدِها * إلا التهاته والامنية السقما
[تيه] تاهَ يَتيهُ تَيْهاً. وهو
أَتْيَهُ الناس. وتاهَ في الأرض، أي ذهب متحيّراً، يَتيهُ تَيْهاً
وتَيَهاناً (1) . وتَيَّهَ نفسه وتَوَّهَ بمعنىً، أي حَيَّرها
وطَوَّحها. وما أَتْيَهَهُ وأَتْوَهَهُ. وتاهَ، أي تكبّر. وما أَتْيَهَ
فلاناً وما أَطْيَحَهُ. والتيهُ: المفازةُ يُتاهُ فيها، والجمع
أَتْياهٌ وأَتاويهُ. وفلاةٌ تَيْهاءُ، وأرضٌ مَتيَهَةٌ، مثال معيشة
وأصله مفعلة.
فصل الجيم
[جبه] الجبهة للانسان وغيره.
_________
(1) في اللسان: يتيه توها وتيها وتيها وتيهانا.
(281 - صحاح - 6)
(6/2229)
ورجل أَجْبَه بيِّنَ الجَبَهِ، أي عظيم
الجَبْهَةِ، وامرأةٌ جَبْهاءُ، وبتصغيره سمي جَبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ.
والجَبْهَةُ: جَبْهَةُ الأسد، وهي أربعة أَنْجُم ينزلها القمر.
والجَبْهَةُ: الخيْلُ. وفي الحديث: " ليس في الجَبْهَةِ صَدَقَةٌ ".
والجَبْهَةُ من الناس: الجماعةُ. وجَبَهْتُهُ: صككتُ جَبْهَتَه (1) .
وجَبَهْتُهُ بالمكروه، إذا استقبلْتَه به. وجَبَهْنا الماء جَبْهاً:
ورَدْناهُ وليست عليه أداةُ الاستقاء. ابن السكيت: يقال وَرَدْنا ماءً
له جَبِيهَةٌ، إمَّا كان مِلْحاً فلم ينضَح مالهم الشرب، وإما كان
آجنا، وإما كان بعيد القمر غليظا سقيه شديدا أمره.
[جره] سمعت جراهية القوم , أي
جَلَبَتُهُمْ وكلامَهم علانيةً دون السِّرِ.
[جله] الجَلْهَةُ: ما استقبلكَ من
حروف الوادي. وجَلْهَتا الوادي: ناحِيَتاهُ وحرفاه. قال لبيد
_________
(1) جبهه كمنعه.
(6/2230)
(*) فعلا (1) فروع الأيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ
* بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها والجمع جِلاةٌ: وجَلَهْتُ الحصى
عن المكان: نحيته عنه ; والموضع جليهة. الأصمعي: الجَلَهُ: انحسارُ
الشَعَر عن مقدّم الرأس، وهو ابتداء الصلَع، مثل الجَلَحِ. وقد جَلِهَ
يَجْلَهُ (2) . قال رؤبة: براق أصلاد الجبين الاجله (3) * لله در
الغانيات المده الكسائي: ثور أجله: لا قرن له، مثل أجلح.
[جنه] قال القتيبيّ: الجُنَهيُّ (4)
: الخيزُرانُ. قال: وسمعت من يُنْشِد للفرزدق
_________
(1) روى بالمهملة والمعجمة.
(2) جله كفرح. وجلهت الحصى كمنع.
(3) قبله كما في اللسان:
لما رأتنى خلق المموه * وبينه وبين الشطر الذى يليه هنا: بعد غدانى
الشباب الابله * ليت المنى والدهر جرى السمه
(4) ضبط في التكملة والمحكم بفتحها.
(6/2230)
في كَفِّهُ جَنُهَيٌّ ريحُهُ عَبِقٌ * في
كف أروع في عرنينه شمم قال: ويروى: " في كفه خيزران ".
[جوه] الجاهُ: القَدْرُ والمنزلةُ.
وفلان ذو جاهٍ. وقد أَوْجَهْتُهُ أنا ووَجَّهْتُهُ، أي جعلته وَجيهاً.
وجاهِ: زَجْرٌ للبعير دونَ الناقة، وهو مبنى على الكسر. قال الاصمعي:
وربما قالوا جاه باتنوين. وأنشد: إذا قلت جاه لج حتى ترده * قوى أدم
أطرافها في السلاسل ويقال: جاهه بالمكروه جوها، أي جبهه.
[جهجه] جَهْجَهْتُ بالسَبُعِ:
صِحْتُ به ليَنْكَفَّ. ويقال: تَجَهْجَهْ عنّي، أي انته.
فصل الذال
[دره] الدَرْهُ: الدَفْعُ. يقال:
دَرَهْتُ (1) عن القوم: دَفَعْتُ عنهم، مثل دَرَأْتُ، وهو مُبْدَلٌ
منه، نحو هَراقَ الماءَ وأراقه. والمِدْرَهُ: زعيمُ القوم والمتكلِّم
عنهم. قال لبيد
_________
(1) دره كمنع.
(6/2231)
(*) * ومِدْرَهُ الكتيبةِ الرَداحِ *
والجمع المَدارِهُ. ومنه قول الأصبَغ: يا ابنَ الحجاجة المداره *
والصابرين على المكاره
[دله] ذهب دَمُهُ دَلْهاً بالتسكين،
أهدرا. والتدليه: ذهاب العقل من الهوى. يقال: دَلَّهَهُ الحُبُّ، أي
حَيَّرَهُ وأدهشه. ودَلِهَ هو يدله (1) . قال أبو زيد في كتاب الابل:
الدلوه: الناقة التى لا تكاد تجئ (2) إلى إلف ولا ولد. وقد دلهت عن
إلفها وعن ولدها تدله دلوها.
[دهده] دَهْدَهْتُ الحجر
فَتَدَهْدَهَ: دحرجته قتدحرج. وقد تبدل من الهاء ياء فيقال: تَدَهْدى
الحجرُ وغيره تدهديا، ودهديته أنا أدهديه دهداة ودِهْداءً، إذا
دحرجتَه. قال ذو الرمة:
كما تَدَهْدى من العَرْضِ الجلاميد (3) *
_________
(1) دله من باب فرح.
(2) كذا. والذى في اللسان: " تحن " من الحنين.
(3) صدره:
أدنى تقاذفه التقريب أو خبب:
(6/2231)
والدهدهان: الكبير من الابل. وقال:
لنعم ساقى الدهدهان ذى العدد (1) * والدهداه: صغار الابل. قال الراجز:
قد رويت إلا دهيدهينا (2) * قليصات وأبيكرينا كأنه جمع الدهداه على
دهاده ثم صغر دهاده فقال دهيده، ثم جمع دهيدها بالياء والنون. وكذلك
أبكر جمع بكر ثم صغر فقال أبيكر، ثم جمعه بالياء والنون. ويقال: ما
أدرى أي الدهداهو، أي أيُّ الناس هو. وحكى الكسائي: أيُّ الدَهْداءِ هو
بالمد. وقولهم: " إلادهٍ فَلادَهٍ " , قال الأصمعي: معناه إنْ لم يكن
هذا الأمر الآنَ فلا يكون بعد الآن. قال: ولا أدرى ما أصله وإنى أظنها
قارسيه. يقول: إن لم تضربه الآن فلا تضربه أبدا. وأنشد أبو عبيده لرؤبه
_________
(1) بعده:
الجله الكوم الشراب في العضد
(2) في التكملة: قد رويت إلا دهيدهينا * إلا ثلاثين وأربعينا أبيكرات
وأبيكرينا
(6/2232)
(*) * وقول إلاده فلاده (1) * والقول: جمع
قائل، مثل راكع وركع.
فصل الراء
[رده] الرَدْهَةُ: نُقْرَةٌ في
صَخْرة يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، والجمع رَدْهٌ ورداه (2) . يقال: قرب
الحمار من الرَدْهَةِ ولا تقل له سَأْ. قال الخليل: الردهة: شبه أكمه
كثيرة الحجارة. وفى الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم ذكر المقتول
بالنهروان فقال: " شيطان الردهة ".
[رفه] رَفَهَتِ الإبلُ بالفتح
تَرْفَهُ رَفْهاً ورُفوهاً، إذا وَرَدَتِ الماءَ كلَّ يوم متى شاءت ;
والاسم الرَفْهُ بالكسر. وأَرْفَهْتُها أنا. والإرْفاهُ: التدهن
والترجيل كل يوم، وقد نهى عنه. ورجل رافِهٌ، أي وادِعٌ. وهو في
رَفاهَةٍ من العيش، أي سَعَةٍ، ورفاهية على فعالية
_________
(1) قبله:
فاليوم قد نهنهنى تنهنهى
(2) وزاد المجد: رده. وردهه بحجر كمنعه: رماه به.
(6/2232)
ورفهنية، وهو ملحق بالخماسى بألف في آخره،
وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها. ويقال: بيني وبينك ليلة رافِهَةٌ
وثلاثُ ليالٍ رَوافِهَ، إذا كان يُسارُ إلى الماء فيهنّ سيراً
لَيِّناً. ورَفِّهْ عن غريمك ترفيها، أي نفس عنه. وفى المثل: " أغنى من
التفه عن الرفه " (1) ، يقال: الرفة: التبن، والتفه: السبع، وهو الذي
يسمى عناق الارض، لانه لا يقتات التين.
[ريه] تَرَيَّهَ السرابُ:
تَرَيَّعَ. والمُرَيَّهُ: المريع. قال رؤبة: عليه رقراق السراب الامره
(2) * يستن من ريعانه المريه
فصل السين
[سبه] السَبَهُ: ذَهابُ العقل من
هرم. ورجل مسبوه ومسبه.
_________
(1) ذكر ابن حمزة الاصفهانى في أفعل من كذا: أغنى من التفه عن الرفة
بالتخفيف، وبالتاء التى يوقف عليها بالهاء.
(2) روي: " كأن رقراق "، و " يعلوه رقراق ". و " الامقه " بدل الامره،
وهما بمعنى واحد.
(6/2233)
(*)
[سته] الاسْتُ: العَجُزُ، وقد يُراد
به حلقة الدبر. وأصلها سته على فَعَلٍ بالتحريك (1) ، يدلُّ على ذلك أن
جمعه أستاه، مثل جمل وأجمال. ولا يجوز أن يكون مثل جذع وقفل اللذين
يجمعان أيضا على أفعال لانك إذا رددت الهاء التى هي لام الفعل وحذفت
العين قلت سه بالفتح. قال الشاعر (2) : شأنك قعين غثها وسمينها * وأنت
السه السفلى إذا دعيت نصر يقول: أنت فيهم بمنزلة الاست من الناس. وفى
الحديث: " العين وكاء السه " بحذف عين الفعل. ويروى: " وكاء الست "
بحذف لام الفعل. ورجل أَسْتَهُ بيِّنُ السَتَهِ، إذا كان كبير العجز.
والستهم والستاهى مثله. والمرأة ستهاء. ابن السكيت: رجل أَسْتَهُ
وسُتاهِيٌّ: عظيمُ الاسْتِ، وامرأةٌ سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ، والميم زائدة.
وسَتَهْتُ الرجل سَتْهاً: ضربته على اسْتِهِ.
_________
(1) قال ابن خالويه: فيها ثلاث لغات: سه، وست، واست.
(2) أوس.
(6/2233)
وإذا نَسَبْتَ إليها قلت: سَتَهِيٌّ
بالتحريك، وإن شئت قلت اسْتِيٌّ، تركتَه على حاله. وسَتِهٌ أيضاً بكسر
التاء، كما قالوا: حَرِحٌ. وأما قول الشاعر (1) : وأنت مكانك من وائل *
مكان القراد من است الجمل فهو مجاز، لانهم لا يقولون في الكلام است
الجمل، وإنما يقولون: عجز الجمل. وقولهم: باست فلان: شتم للعرب، قال
الحطيئة: فباست بنى قيس وأستاه طيئ * وباست بنى دودان حاشا بني نصر أبو
زيد: ما زال فلان على اسْتِ الدَهرِ مجنوناً، أي لم يزل يُعْرَفُ
بالجنون. قال أبو نخيلة: ما زالَ مُذْ كان (2) على اسْتِ الدَهْرِ * ذا
حُمُقٍ يَنْمي وعَقْلٍ يَحْري أي لم يزل مجنوناً دَهرَه. ويقولون: كان
ذاك على اسْتِ الدهر: وكذلك على أساس الدهر وإس الدهر، أي على قدمه.
_________
(1) الاخطل.
(2) في اللسان: " ما زال مجنونا ".
(6/2234)
(*)
[سفه] السَفَهُ: ضدُّ الحِلمِ،
وأصله الخِفَّةُ والحركةُ. يقال: تَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ، أي مالتْ
به. قال ذو الرمة: جَرَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رياحٌ تَسَفَّهَتْ (1) *
أَعالِيَها مَرُّ الرياحِ النواسم وقال أيضا:
على ظهر مقلات سفيه جديلها (2) * يعنى خفيف زمامها. وتسفهت فلانا عن
ماله، إذا خدعتَه عنه. وتَسَفَّهْتُ عليه، إذا أَسْمَعْتَهُ.
وسَفَّهَهُ تَسْفيهاً: نَسَبَهُ إلى السَّفَهِ. وسافَهَهُ مُسَافَهَةً.
يقال: سفيه لم يجد مسافها. وقولهم: سفه نفسه، وغبن رأيه، وبطر عيشه،
وألم بطنه، ووفق أمره، ورشد أمره، كان الاصل سفهت نفس زيد ورشد أمره،
فلما حول الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه، لانه صار في
معنى سفه نفسه بالتشديد. هذا قول البصريين والكسائي، ويجوز عندهم
_________
(1) في اللسان. " مشين كما اهتزت رماح ".
(2) صدره:
وأبيض موشى القميص نصبته:
(6/2234)
تقديم هذا لمنصوب، كما يجوز: غلامه ضرب
زيد. وقال الفراء: لما حول الفعل من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده
مفسرا، ليدل على أن السفه فيه، وكان حكمه أن يكون سفه زيد نفسا، لان
المفسر لا يكون إلا نكرة، ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة
تشبيها بها ولا يجوز عنده تقديمه، لان المفسر لا يتقدم. ومثله قولهم:
ضقت به ذرعا وطبت به نفسا، والمعنى ضاق ذرعي به، وطابت نفسي به. وسفه
فلان بالضم سَفاهاً وسَفاهَةً، وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً، لغتان، أي صار
سفيها. فإذا قالوا نفسه وسَفِهَ رأيَه لم يقولوه إلاّ بالكسر، لأن
فَعُلَ لا يكون متعدّياً. وسَفِهْتُ الشرابَ أيضاً بالكسر، إذا أكثرت
منه فلم تَرْوَ. وأسفَهكَهُ الله. وسافَهْتُ الدَنَّ أو الوطْبَ، إذا
قَاعَدْتَهُ فشربتَ منه ساعة بعد ساعة.
[سمه] سَمَهَ الفرسُ يَسْمَهُ
بالفتح فيهما سُموهاً: جَرى جَرْياً لا يعرف الإعياء، فهو سامِهٌ
والجمع سمه. وقال (1)
_________
(1) رؤبة.:
(6/2235)
ليت المنى والدهر جَرْيُ السُمَّهِ (1) *
وسَمَهَ فهو سامِهٌ، أي دُهِشَ. أبو عمرو: جَرى فلانٌ السُمَّهى، إذا
جرى إلى غير أمر يعرفه. والسمهى السميهى: الكذبُ والأباطيلُ. وذهبتْ
إبلُهُ السُمَّهى: تفرَّقَتْ في كلِّ وجهٍ. والسُمَّهى: الهواء بين
السماء والارض.
[سنه] السَنَةُ: واحدة السنين. وفي
نقصانها قولان: أحدهما الواو وأصلها سَنْوَةٌ، والآخر الهاء وأصلها
سَنْهَةٌ مثل جَبْهَةٍ، لأنّها من سَنَهَتِ النخلةُ وتَسَنَّهَتْ، إذا
أتت عليها السنون. ونخلةٌ سَنْهاء، أي تحمل سَنَةً ولا تحمل أخرى. وقال
بعض الأنصار (2) : فليست بسَنْهاَء ولا رُجَّبِيَّةٍ * ولكن عَرايا في
السنينِ الجوائح
_________
(1) بعده:
لله در الغانيات المده * قال ابن برى: ويروى في رجزه: " جرى " بالرفع
على خبر ليت، ومن نصبه فعلى المصدر أي يجرى جرى السمه، أي ليت الدهر
يجرى بنا في منانا إلى غير نهاية ينتهى إليها.
(2) سويد بن الصامت.
(6/2235)
وفيه قول آخر: أنها التي أصابتها السَنَةُ
المجدِبة. قاله أبو عبيد، وقال أيضاً: يقال أرضُ بني فلانٍ سَنَةٌ، إذا
كانت مجدِبة. والعرب تقول: تَسَنَّيْتُ عنده، وتَسَنَّهْتُ عنده.
واستأجرته مُسَانَاةً ومُسانَهَةً. وفي التصغير سُنَيَّةٌ وسُنَيْهَةٌ.
وإذا جمعتَ بالواو والنون كسرتَ بالسين فقلت سنون وبعضهم يقول سنون
بالضم. وأما من قال سنين ومئين ورفع النون ففى تقديره قولان: أحدهما
أنه فعلين مثل غسلين محذوفة إلا أنه جمع شاذ، وقد يجئ في الجموع ما لا
نظير له نحو عدى، وهذا قول الاخفش. والقول الثاني أنه فعيل وإنما كسروا
الفاء لكسرة ما بعدها، وقد جاء الجمع على فعيل نحو كليب وعبيد، إلا أن
صاحب هذا القول يجعل النون في آخره بدلا من الواو، وفى المائة بدلا من
الياء. وقوله تعالى: (ثلثمائة سنين) قال الاخفش: إنه بدل من ثلاث ومن
المائة، أي لبثوا ثلثمائة من السنين. قال: فإن كانت السنون تفسيرا
للمائة فهى جر، وإن كانت تفسير اللثلاث فهى نصب. والتسنه (1) : التكرج
الذى يقع على الخبز
_________
(1) في المختار: وقوله تعالى " لم يتسنه " أي لم تغيره السنون.
(6/2236)
(*) والشراب وغيرهما. تقول: خبز متسنه.
فصل الشين
[شبه] شِبْهٌ وَشَبَهٌ لغتان
بمعنىً. يقال: هذا شِبْهُهُ، أي شَبيهَهُ. وبينهما شِبَهٌ بالتحريك،
والجمع مَشابَهُ على غير قياس، كما قالوا مَحاسِنُ ومذاكيرُ.
والشُبْهَةُ: الالتباسُ. والمُشْتَبِهات من الأمور: المشْكِلاتُ.
والمُتشابِهاتُ: المُتَماثِلاتُ. وتَشَبَّهَ فلان بكذا. والتَشْبيهُ:
التمثيلُ. وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُهُ. واشْتَبَهَ عليّ الشئ.
والشبه: ضرب من النحاس. يقال: كوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً. قال
المرّار: تدين لِمزْرورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ * من الشِبْهِ سَوَّاها
برفقٍ طَبيبُها والشَبَهانُ: ضرْبٌ من العِضاهِ. وقال رجلٌ من عبد
القيس: بِوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَثَّ صَدْرُهُ * وأَسْفَلُهُ
بالمَرْخِ والشَبَهانِ ويقال: هو النمام من الرياحين.
(6/2236)
[شده]
شُدِهَ الرجلُ شَدْهاً فهو مشدوهٌ: دُهِشَ (1) . والاسم الشُدْهُ
والشَدَهُ، مثل البخل والبخل. وقال أبو زيد: شُدِهَ الرجلُ: شغل، لا
غير.
[شره] الشَرَهُ: غَلَبَةُ الحِرص.
وقدْ شره الرجل (2) فهو شره.
[شفه] الشَفَهُ: أصلها شَفَهَةٌ،
لأنَّ تصغيرها شُفَيْهَةٌ. والجمع شِفاهٌ بالهاء. وإذا نَسَبْتَ إليها
فأنت بالخيار إنْ شئت تركتَها على حالها وقلت شَفِيٌّ مثال دَمِيٍّ
ويَدِيٍّ وعِدِيٍّ، وإن شئت شَفَهِيٌّ. وزعم قومٌ أنَّ الناقص من
الشَفَهِ واوٌ، لأنه يقال في الجمع شَفَواتٌ. ورجلٌ أَشْفَى، إذا كان
لا تنضم شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ. ولا دليلَ على صحته. ورجلٌ شُفاهيٌّ
بالضم: عظيمُ الشَفَتَيْنِ. ابن السكيت: فلانٌ خفيف الشَفَةِ، أي قليل
السؤال للناس. ويقال: له في الناس شَفةٌ، أي ثناءٌ حسنٌ.
_________
(1) شده رأسه كمنع، وشده كعنى دهش. وفى القاموس: والاسم الشدة ويحرك
ويضم.
(2) شره كفرح: غلب حرصه.
(6/2237)
(*) وما كلمته ببنت شَفَةٍ، أي بكلمةٍ.
والشَفْهُ: الشُغْلُ. يقال: شَفَهَني (1) عن كذا، أي شَغَلَني. وقولهم:
نحن نَشْفَهُ عليك المرتَع والماء، يعني نَشْغَلُهُ عنك، أي هو قدرنا
لا فضل فيه. ورجل مَشْفوهٌ، إذا كثُر سؤال الناس إياه حتى نفذ ما عنده،
مثل مثمود ومضفوف ومكثور عليه. وقد شَفَهَني فلانٌ، إذا ألحّ عليك في
المسألة حتّى أنفدَ ما عندك. وماءٌ مَشْفوهٌ، وهو الذى كثر عليه الناس.
والمُشافَهَةُ: المخاطبةُ من فيك إلى فيه. والحروف الشَفَهِيَّةُ:
الباء والفاءُ والميم، ولا تقل شفوية.
[شكه] شاكَهَهُ مُشاكَهَة وشِكاهاً:
شابَهَهُ وقارَبَهُ. وفي المثل: " شاكِهْ أبا فلان "، أي قارِبْ في
المدح. كما يقال: " بدون هذا ينْفَقُ الحمارُ ". قال زهير: عَلوْنَ
بأَنْماطٍ عِتَاقٍ وكِلّةٍ * وِرادٍ حَواشِيها مُشاكِهةِ الدم
_________
(1) شفهه كمنعه: شغله أو ألح عليه.
(282 - صحاح - 6)
(6/2237)
أبو عمرو بن العلاء: أشكه الامر، مثل أشكل.
[شوه] شاهَتِ الوجوهُ تَشوهُ
شَوْهاً: قَبُحَتْ. وشَوَّهَهُ الله فهو مُشَوَّهٌ. وفرسٌ شَوْهاءُ:
صفةٌ محمودةٌ فيها، ويقال يراد بها سَعةُ أشداقها. قال الشاعر (1) :
فهي شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فوها * مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشكيمُ (2)
ولا يقال للذكر أَشْوَهُ. ويقال رجلٌ أَشْوَهُ بيِّن الشَوَهِ، إذا كان
سريعَ الإصابة بالعين. ابن السكيت: يقال لا تُشَوِّهْ عليَّ , أي لا
تقل ما أَحْسَنَكَ فتصيبني بالعين. ويقال أيضاً: تَشَوَّهَ له، أي
تنكّر له وتَغَوَّلَ. ورجل شأنه البصر، أي حديد البصر. والشاةُ من
الغنم تذكَّر وتؤنَّث. وفلان كثير الشاة والبعير، وهو في معنى الجمع،
لأنَّ الألف واللام للجنس. وأصل الشاةِ شاهة، لان تصغيرها شويهة،
_________
(1) أبو دواد.
(2) الشكيم: حديدة معترضة في اللجام.
(6/2238)
(*) والجمع شِياهٌ بالهاء في [أدنى (1) ]
العدد. تقول ثلاث شِياهٍ إلى العَشْرِ، فإذا جاوزْتَ فبالتاء، فإذا
كثرت قيل: هذه شاءٌ كثيرةٌ. وجمع الشاءِ شَوِيٌّ. والشاةُ أيضاً:
الثَور الوحشيّ قال طرفة:
كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ (2) * وتَشَوَّهْتُ شاةً، إذا
اصطدته (3) . أبو عبيد: أرض مشاهة: ذاتُ شاءٍ، كما يقال: أرضٌ
مَأْبَلَةٌ. والنسبة إلى الشاءِ شاوِيٌّ. وقال الراجز (4) : لا ينفع
الشاوي فيها شاته (5) * ولا حماراه ولا علاته (6) وإن سمَّيتَ به رجلاً
قلت شائى، وإن شئت شاوى، كما تقول عطاوى. وإن نسبْتَ إلى الشاةِ قلت
شاهِيٌّ.
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) صدره:
مؤللتان تعرف العتق فيهما
(3) في نسخة: " اصطدتها ".
(4) مبشر بن هذيل الشمخى.
(5) قبله:
ورب خرق نازح فلاته
(6) بعده:
إذا علاها اقتربت وفاته:
(6/2238)
وأما قول الاعشى يذكر بعض الحصون: أقام به
شاهبور الجُنو * دَ حَوْلَيْنِ تَضربُ فيه القدم فإنما عنى بذلك شابور
الملك، إلا أنه لما احتاج إلى إقامة وزن الشعر رده إلى أصله في
الفارسية، وجعل الاسمين اسما واحدا وبناه على الفتح مثل خمسة عشر.
فصل الصاد
[صه] صَهْ: كلمةٌ بنيت على السكون.
وهو اسمٌ سُمِّيَ به الفعلُ، ومعناه اسكتْ. تقول للرجل إذا
أَسْكَتَّهُ: صَهْ ; فإن وصلْتَ نونت فقلت: صه صه. وقال المبرد: فإن
قلت صه يا رجل بالتنوين فإنما تريد الفرق بين التعريف والتنكير، لان
التنوين تنكير.
فصل الطاء (1)
[طله] يقال: في الأرض طُلْهَةٌ من
كلا، وطلاوة وبراقة، أي شئ صالح منه.
_________
(1) هذا الفصل ساقط من المطبوعة، وإثباته من المخطوطة.
(6/2239)
(*) والطلهم من الثياب: الخفاف، ليست بجدد
ولا جياد.
فصل العين
[عته] المَعْتوهُ: الناقصُ العقل.
وقد عُتِهَ عَتَهاً (1) . والتَعَتُّهُ التَجَنُّنُ والرُعونةُ. يقال:
رجلٌ مَعْتُوهٌ بيِّن العَتَه، ذكر أبو عبيد في المصادر التي لا تشتقّ
منها الأفعال. قال رؤبة: بعد لَجاجٍ لا يكاد يَنْتَهي * عن التَصابي
وعن التعته وقال الاخفش: رجل عتاهية (2) ، وهو الاحمق. وأبو العتاهية
كنية.
[عنجه] العُنْجُهِيُّ: ذو البأْوِ.
وقال الفراء: يقال فلانٌ ذو عُنْجُهِيَّةٍ وعنجهاية (3) ، وهى الكبر
والعظمة. ويقال: العنجهية: الجهل والحمق. وينشد
_________
(1) عته كعنى عتها، وعتها، وعتاها بضمهما.
(2) وهو مصد عته.
(3) وعنجهانية.
(6/2239)
عش بِجِدٍّ فلم (1) يضرَّكَ نوكٌ * إنَّما
عيشُ من ترى بجُدودِ (2) رُبَّ ذي أُرْبَةٍ مقِلٍّ من الما * ل وذى
عنجهية مجدود
[عده] العيده: السيئ الخلق من الابل
وغيره. قال رؤبة:
وخبط صهميم اليدين عيده (3) * وفى فلان عيده وعَيْدَهِيَّةٌ، أي سوءُ
خُلُقٍ وكِبْرٌ، فهو عَيْدَهٌ وعَيْداهٌ. وقال: وإنِّي على ما كانَ من
عَيْدَهِيَّتي * ولوثة أعرابيتي لا ريب
[عزه] رجلٌ عِزْهاةٌ، وعِزْهاءة،
وعِزْهًى منوَّنٌ: لا يَطْرب للَّهوِ ويبعد عنه. والجمع عزاه، مثل
سعلاة وسعال، وعزهون بالضم.
_________
(1) في اللسان: " فلن ".
(2) في اللسان: " بالجدود ".
(3) قبله:
أو خاف صقع القارعات الكده * وبعده:
أشدق يفتر افترار الافوه:
(6/2240)
(*) الكسائي: رجلٌ فيه عِنْزَهْوَةٌ، أي
كبرٌ.
[عضه] العِضاةُ: كلُّ شجرٍ يعظم وله
شوك. وهو على ضربين: خالص وغير خالص. فالخالص: الغرف، والطلح، والسلم،
والسدر، والسيال، والسمر، والينبوت (1) ، والعرفط، والقتاد الاعظم،
والكنهبل، والغرب، والغرقد، والعوسج. وغير الخالص: الشوحط، والنبع،
والشريان، والسراء، والنشم، والعجرم، والتألب، والغرف. فهذه تدعى عضاه
القياس من القوس. وما صغر من شجر الشوك فهو العض، وقد ذكرناه في الضاد.
وما ليس بعض ولا عضاه من شجر الشوك فالشكاعى، والحلاوى، والحاذ، والكب،
والسلج. وواحدة العضاة عضاهة، وعضهة، وعضة بحذف الهاء الاصلية كما حذفت
من الشفة. وقال: إذا مات منهم ميت (2) سرق ابنه * ومن عضة ما ينبتن
شكيرها
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) في اللسان: " سيد ". يريد أن الابن يشبه الاب، فمن رأى هذا ظن هذا،
فكأن الابن مسروق. والشكير: ما ينبت في أصل الشجرة.
(6/2240)
ونقصانها (الهاء) ، لانها تجمع على عضاه
مثل شفاه، فترد الهاء في الجمع وتصغر على عضيهة، وينسب إليها فيقال
بعير عضهى للذى يرعاها. وبعير عضاهى وإبل عضاهية. وبعضهم يقول نقصانها
(الواو) ; لانها تجمع على عضوات. وينشد: هذا طريق يأزم المآزما *
وعضوات تقطع اللهازما ويقال بعير عضوى وإبل عضوية، بفتح العين على غير
قياس. وعضهت الابل بلكسر تَعْضَهُ عَضَهاً، إذا رعت العِضاةَ. وبعير
عاضه وعضه. وقال: (1) وقربوا كل جمالي عضه * قريبة ندوته من محمضه (2)
وجمال عواضه، وناقةٌ عاضِهٌ أيضاً. وأعضَهَ القومُ: رعت إبلهم
العِضاهَ. وأرضٌ مُعْضِهَةٌ: كثيرةُ العِضاهِ. والعَضيهَةَ: البهيتةُ،
وهي الإفك والبهتان تقول: يا لِلعَضيهةِ بكسر اللام، وهي استغاثةٌ.
والتَعضيهُ: قطع العضاه. يقال فلان
_________
(1) هميان بن قحافة السعدى.
(2) بعده:
أبقى السناف أثرا بأنهضه:
(6/2241)
(*) ينتجب غيرَ عِضاهِهِ، إذا انتحل شِعرَ
غيره. وقال: يا أيها الزاعم أنى أجتلف * وأنني غير عضاهى أنتجب * كذبت
إن شر ما قيل الكذب وعضهه عضها: رماه بالبهتان. وقد أعْضَهْتَ يا رجلُ:
أي جئت بالبهتان. قال الكسائي: العِضَةُ: الكذب والبهتان، وجمعها عضون
من عزة وعزين. قال تعالى: (الذين جَعَلوا القُرآنَ عِضينَ) . ويقال
نقصانه (الواو) وأصلُهُ عِضْوة، وهو من عَضَوْتُهُ أي فرَّقته ; لأن
المشركين فرَّقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذباً وسحراً، وكِهانةً وشِعراً.
ويقال نقصانه (الهاء) وأصله عِضَهَةٌ، لان العضة والعضين في لغة قريش:
السحر، وهو يقولون للساحر عارضة. قال الشاعر: أعوذ بربي من النافثا * ت
في عقد (1) العاضه المعضه أبو عبيد: الحية العاضِهُ والعاضِهةُ: التي
تقتُل من ساعتها إذا نهشت.
[عله] العَلَهُ: التَحَيُّرُ
والدَهَشُ. وقد عله علها. قال لبيد
_________
(1) يروى: " في عضه ".
(6/2241)
علهت تَرَدَّدُ (1) في نِهاءِ صُعائِدِ *
سَبْعاً تُؤاماً كاملاً أيَّامها ورجلٌ عَلْهانُ وامرأة علهى، مثل
غرثان وغرثى، أي شديد الجوع. وقد عله يعله. وفرس علهى: نشيطةٌ في
اللجام. والعَلْهانُ أيضاً: الظليمُ. والعالِهُ: النعامة. والعَلهاءُ:
ثوبان ينذف فيهما وبر الابل، يلبسان تحت الدرع. قال عمرو بن قمئة:
وتَصَدَّى ليصرَعَ (2) البطل الأر * وَعَ بين العَلْهاءِ والسِربالِ
وأصل العلة الحدة والانهماك.
[عمه] العَمَهُ: التحيُّرُ
والتردُّدُ. وقد عَمِهَ بالكسر فهو عَمِهٌ وعامِهٌ، والجمع عُمَّهٌ.
قال رؤبة: ومَهْمَهٍ أطرافه في مَهْمَهِ * أعمى الهُدى بالجاهِلينَ
العُمَّهِ وأرضٌ عَمْهاءٌ: لا أعلام بها. وذهبتْ إبله العُمَّهى، إذا
لم يدرِ أين ذهبتْ. والعميهى مثله.
_________
(1) في اللسان: " تبلد ".
(2) في اللسان: " لتصرع " يعنى المنية.
(6/2242)
(*)
[عوه] العاهَةُ: الآفةُ. يقال عِيهَ
الزرعُ وإِيفَ، وأرضٌ مَعْيوهَةٌ. وأعاهَ القوم: أصابت ما شيتهم
العاهة. وقال الأمويّ: أعْوَهَ القومُ مثله. والتَعْويه: التعريسُ، وهو
النزول في آخر الليل. وكلُّ من احتبس في مكان فقد عوه. قال رؤبة:
شأز بمن عوه جدب المنطلق (1)
فصل الفاء
[فره] الفاره: الحاذق بالشئ. وقد
فَرُهَ بالضم يَفْرُهُ فهو فارِهٌ، وهو نادرٌ مثل حامِضٍ، وقياسه فريه
وحميض، مثل صغر فهو صغير، وملح فهو مليح. ويقال للبرذون والبغل
والحمار: فارِهٌ بيِّن الفُروهَةِ والفَراهَةِ والفراهية، وبراذين فرهة
مثل صاحب وصحبة، وفره أيضا مثل بازل وبزل، وحائل وحول.
_________
(1) بعده:
ناء من التصبيح نائى المغتبق:
(6/2242)
ولا يقال للفرس فارِهٌ، ولكن رائع وجواد.
وكان الاصمعي يخطئ عدى بن زيد في قوله: فنقلنا صنعة حتى شتا * فاره
البال لجوجا في السنن قال: لم يكن له علم بالخيل. وأفرهت الناقة فهى
مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ، إذا كانت تُنتج الفره. وقال أبو ذؤيب: ومفرهة
عنس قدرت لساقها * فخرت كما تتايع الريح بالقفل ومفرهة أيضا. قال مالك
بن جعدة التغلبي: فإنك يوم تأتيني حريبا * تحل على يومئذ نذور تحل على
مفرهة سناد * على أخفافها علق يمور وفره بالكسر: أشِرَ وبطِرَ. وقوله
تعالى: (وتَنْحِتونَ من الجبالِ بُيوتاً فَرِهينَ) فمن قرأه كذلك فهو
من هذا، ومن قرأه: (فارِهينَ) فهو من فَرُهَ بالضم.
[فقه] الفِقْهُ: الفهمُ. قال
أعرابيٌّ لعيسى بن عمر: " شَهِدْتَ عليك بالفِقْهِ ". تقول منه: فَقِهَ
الرجلُ، بالكسر. وفلان
(6/2243)
لا يفقه ولا ينقه. وأفقهتك الشئ. ثم خص به
عِلْمُ الشريعة، والعالِمُ به فَقيهٌ، وقد فَقُهَ بالضم فَقاهَةً،
وفَقَّهَهُ الله. وتَفَقَّهَ، إذا تعاطى ذلك. وفاقَهْتُهُ، إذا باحثتَه
في العلم.
[فكه] الفاكِهَةُ معروفةٌ، وأجناسها
الفَواكِهُ. والفاكهاني: الذى يبيعها. والفكاهة بالضم: المُزاحُ.
والفَكاهَةُ بالفتح: مصدر فَكِهَ الرجلُ بالكسر، فهو فَكِهٌ، إذا كان
طيِّب النفس مَزَّاحاً. والفَكِهُ أيضاً: الأشِرُ البَطِرُ. وقرئ:
(ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ) ، أي أشرين. و (فاكهين) أي ناعمين.
والمفاكهة: الممازحة. يقال: " لا تفاكه أمه، ولا تبل على أكمه ".
وتفكه: تعجب، ويقال تندم. قال تعالى: (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ) أي
تندمون. وتفكهت بالشئ: تمتعت به. أبو زيد: أفْكهَتِ الناقة، إذا دَرَّت
عند أكل الربيع قبل أن تضع، فهى مفكهة. والفاكه بن المغيرة المخزومى:
عم خالد ابن الوليد.
(6/2243)
[فوه]
الأفْواهُ: ما يُعالَجُ به الطيبُ، كما أنَّ التوابل ما تُعالَجُ به
الأطعمة. يقال فوهٌ وأفواه، مثل سوق وأسواق، ثم أفاويه. والفوه أصل
قولنا فَمٌ، لأنَّ الجمع أفْواهٌ إلا أنهم استثقلوا اجتماع الهاءين في
قولك: هذا فوهُهُ بالإضافة، فحذفوا منها الهاء فقالوا: هذا فوهُ وفو
زيدٍ، ورأيت فا زيدٍ، ومررت بفي زيدٍ، وإذا أضفتَه إلى نفسك قلت: هذا
فِيَّ، يستوي فيه حال الرفع والنصب والخفض، لأنَّ الواو تُقْلَبُ ياء
فتدغم. وهذا إنما يقال في الاضافة، وربما قالوا ذلك في غير الاضافة،
وهو قليل. قال العجاج: خالط من سلمى خياشيم وفا * صهباء خرطوما عقارا
قرقفا يصف عذوبة ريقها، يقول: كأنها عقار خالط خياشيمها وفاها، فكف عن
المضاف إليه. وقولهم: كلمته فاه إلى فِيِّ، أي مُشافِهاً، ونُصب فوهُ
على الحال. وإذا أفردوا لم تحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوّضوا من
الهاء ميماً فقالوا هذا فَمٌ وفَمانِ وفَمَوانِ، ولو كانت الميم
عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا
(6/2244)
أبو زيد: فاها لفيك، ومعناه الخيبة لك. قال
أبو عبيد: وأصله أنه يريد: جعل الله لفيك الارض، كما يقال: بفيك الحجر،
وبفيك الاثلب. وأنشد لرجل من بلهجيم (1) : فقلت له فاها لفيك فإنها *
قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره يعنى يقريك، من القرى. والفوه بالتحريك:
سعةُ الفَمِ. ورجلٌ أفْوَهُ وامرأةٌ فَوْهاءُ، بَيِّنا الفَوَهِ. وقد
فَوِهَ يَفْوَهُ. ويقال: الفَوَهُ خروجُ الثنايا العلى وطولها.
_________
(1) في نوادر أبى زيد: وأخبرني أبو العباس محمد بن يزيد وغيره، أن هذا
الرجل لقيه أسد فاخترط سيفه فقتله ثم قال: تحسب هَوَّاسٌ وأيقن أنني *
بها مُفْتَدٍ من صاحب لا أناظره فقلت له الخ.............. قال: معنى
تحسب اكتفى، من قولك: حسبك الله، كقول الله عزوجل: (عطاء حسابا) أي
كافيا. وتقول العرب: ما أحسبك فهو لى محسب، أي ما كفاك فهو لى كاف.
وقوله: " هواس " يعنى الاسد، وإنما سمى هواسا لانه يهوس الفريسة، أي
يدقها. وقوله: " فاها لفيك " دعا عليه بالداهية. والداهية: ضربه له
بسيفه.
(6/2244)
وأفواه الازقة والانهار واحدتها فوهة،
بتشديد الواو. ويقال: اقعد على فُوَّهَةِ الطريق، والجمع أفْواهٌ على
غير قياس. ويقال أيضاً: إن رَدَّ الفُوَّهَةِ لشديدٌ، أي القالَة، وهو
من فُهْتُ بالكلام. والافوه الاودى: شاعر. ومَحالَةٌ فَوْهاءُ، إذا
كانت أسناتها التي يجري الرَشاءُ بينها طِوالاً. وفوَّهَهُ الله: جعله
أفْوَهَ. وفاهَ بالكلام يَفوهُ: لفَظَ به. يقال: ما فُهْتُ بكلمة وما
تَفَوَّهْتُ، بمعنًى، أي ما فتحت فمي بها. والمُفَوَّهُ: المِنْطيقُ.
واسْتَفاهَ الرجلُ فهو مُسْتَفيهُ، إذا اشتدَّ أكله بعد ضَعْفٍ وقلة.
والفَيِّهُ: الأكول، وأصله فَيْوَهٌ فأُدغم، وهو المنطيق أيضا، والمرأة
فيهة.
[فهه] الفَهَّهُ والفَهاهَةُ:
العيُّ. ورجلٌ فَهٌّ وامرأةٌ فَهَّةٌ. وقال: فلم تُلْفِني فَهًّا ولم
تُلْفِ حجَّتي * مُلَجْلَجَةً أبْغي لها من يُقيمُها
(6/2245)
وقد فههت يا رجل بالكسر فهها، أي عييت.
يقال سفيه فهيه. وفَهَّهُ الله وفَهَّهَهُ. ويقال: خرجتُ لحاجةٍ
فأفَهَّني عنها فلان حتَّى فَهَهْتُ، أي أنسانيها. وفي الحديث: " ما
سمعتُ منك فَهَّةً في الإسلام قبلَها "، قال أبو عبيد: يعنى السقطة
والجهلة ونحوها.
فصل القاف
[قمه] القُمَّهُ من الإبل مثل
القمح، وهى الرافعة رؤسها إلى السماء، الواحدة قامه وقامح. قال رؤبة:
قفقاف ألحى الواعسات القمه (1)
[قوه] الأمويّ: القاهُ: الطاعةُ،
حكاها عن بني أسدٍ. يقال: مالَكَ على قاه، أي سلطان. قال الراجز:
_________
(1) والذى في رجز رؤبة:
ترجاف ألحى الراعسات القمه * وقال ابن برى: قبله: يعدل أنضاد القفاف
الرده * عنها وأثباج الرمال الوره (283 - صحاح - 6)
(6/2245)
تالله لولا النار أن نصلاها (1) * أو يدعو
الناس علينا الله لما سمعنا لامير قاها يقال منه: أيْقَهَ الرجلُ
واسْتَيْقَهَ، أي أطاع. قال المخبل: وردوا صدورَ الخيلِ (2) حتَّى
تَنَهْنَهوا * إلى ذى النهى واستيقهوا للمحلم وهو مقلوب، لانه قدم
الياء على القاف وكانت القاف قبلها. ويروى: " واستيدهوا ". وأيقه، أي
فهم. يقال: أيقه لهذا، أي افهمه.
[قهقه] القهقهة في الضحك معروفة،
وهو أن تقول: قَهْ قَهْ. يقال: قه وقهقه بمعنى. وقد جاء في الشعر
مخفَّفاً. وقال الراجز
_________
(1) في التكملة: والله لولا أن يقال شاها * ورهبة النار بأن نصلاها أو
يدعو الناس علينا الله * لما عرفنا لامير قاها ما خطرت سعد علقناها
(2) في التكملة: " فسدوا نحور القوم "، ويروى: " فشكوا نحور الخيل ".
(6/2246)
(*) * وهن في نهانف وفى قه (1) * والقهقهة
في السير مثل الهقهقة، مقلوب منه. وأنشد الاصمعي لرؤبة:
أقب قهقاه إذا ما هقهقا (2) * وأنشد له أيضا: يصبحن بعد القرب المقهقه
* بالهيف من ذاك البعيد الامقه
[قيه] أبو عبيد: القوهَةُ: اللبَنُ
إذا تغيَّر طعمُه قليلاً وفيه حلاوةُ الحَلَبِ. والقوهِيُّ: ضربٌ من
الثياب بيض.
فصل الكاف
[كده] كَدَهَ يَكْدَهُ: لغةٌ في كدح
يكدح. يقال أصابه شئ فكَدَهَ وَجهه. وبه كَدْهٌ وكُدوهٌ. وكَدَهَهُ
الحَجَرُ، إذا صَكَّهُ وأثَّر فيه أثرا شديدا. قال رؤبة
_________
(1) قبله:
نشأت في ظل النعيم الارفه
(2) قبله:
جد ولا يحمدنه أن يلحقا:
(6/2246)
* أو خاف صقع القارعات الكده (1)
[كره] كرهت الشئ أكرهه كراهة
وكراهية، وفهو شئ كريه ومكروه. والكَريهَةُ: الشدَّة في الحرب. وذو
الكَريهة: السيف الماضي في الضريبة، عن أبى عبيدة. الفرّاء: الكُرْهُ
بالضم: المَشَقَّةُ. يقال: قُمتُ على كُرْهٍ، أي على مشقَّة. قال:
ويقال أقامني فلانٌ على كرْهٍ بالفتح، إذا أكْرَهَكَ عليه. قال: وكان
الكسائي يقول: الكره والكره لغتان. وأكْرَهْتُهُ على كذا: حملتُهُ عليه
كرها. وكرهت إليه الشئ تكريها: نقيض حببته إليه. واستكرهت الشئ.
والكره: الجمل الشديد الرأس.
_________
(1) يروى " يخاف ". الصقع: كل ضرب على يابس. والقارعة: كل هنة شديدة
القرع.
(6/2247)
(*)
[كمه] الأَكْمَهُ: الذي يولَد أعمى.
وقد كمه بالكسر كمها. قال رؤبة:
هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارتدادَ الأَكْمَهِ (1) * واستعاره سُوَيْدٌ فجعله
عارضاً بقوله:
كَمِهَتْ عيناه حتَّى ابْيَضَّتا (2) * أبو سعيد: الكامِهُ: الذي يركب
رأسه فلا يدري أين يتوجَّه. يقال: خرج يتكمه في الارض.
[كنه] كنه الشئ: نهايته. يقال:
أَعْرِفُهُ كُنْهَ المعرفة. ووقتُ الأمرِ: كُنْهُهُ أيضاً، ولا يُشتقُّ
منه فعلٌ. وقولهم: لا يَكْتَنِهُهُ الوصفُ، بمعنى لا يَبلغ كُنْهَهُ،
أي قدره وغايته. كلام مولد.
[كهه] كهكه الاسد في زئيره، كأنه
حكاية صوته.
_________
(1) بعده:
في غائلات الحائر المتهته
(2) عجزه:
فهو يلحى نفسه لما نزع:
(6/2247)
والكهكاهة: المتهيب. قال الهذلى (1) : ولا
كهكاهة برم * إذا ما اشتدت الحقب وكه السكران، إذا استنكهته فكه في
وجهك.
فصل اللام
[لهله] اللُهْلُهُ بالضم: الأرض
الواسعة يَطَّرِدُ فيها السرابُ ; والجمع لَهالهُ. وقال الراجز (2) :
ومُخفقٍ من لُهْلُهٍ ولهله (3) * واللهله، بالفتح: الثوب الردئ
النَسْجِ، وكذلك الكلامُ والشِعْرُ. يقال لَهْلَهَ النَسَّاجُ الثوبَ،
أي هَلْهَلَهُ. وهو مقلوب منه.
[ليه] لاهَ يَليهُ لَيْهاً:
تَسَتَّرَ. وجوز سيبويه أن
_________
(1) أبو العيال.
(2) هو رؤبة.
(3) قبله:
بعد اهتضام الراغيات النكه * وبعده:
من مهمه يجتبنه ومهمه:
(6/2248)
(*) يكون لاه أصل اسم الله تعالى، قال
الشاعر (1) : كحلفة من أبى رباح (2) * يسمعها لاهه الكبار أي إلاهه،
أدخلت عليه الالف واللام فجرى مجرى الاسم العلم، كالعباس والحسن، إلا
أنه يخالف الاعلام من حيث كان صفة. وقولهم: يا الله: بقطع الهمزة،
إنَّما جاز لأنه يُنْوى به الوقف على حرف النداء تفخيماً للاسم.
وقولهم: لاهُمَّ واللهُمَّ فالميم بدلٌ من حرف النداء. وربما جمع بين
البدل والمبدل منه في ضرورة الشعر، كقول الراجز:
عفوت (3) أو عذبت يا اللهما * لان للشاعر أن يرد الشئ إلى أصله. قال
الشاعر (4) : لاهِ ابْنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ * عَنِّي ولا
أنت ديانى فتخزونى أراد: لله ابن عمك، فحذف لام الجر واللام
_________
(1) الاعشى.
(2) في اللسان:
كدعوة من أبى كبار
(3) في اللسان: " غفرت " وكذلك في المختار والمخطوطات.
(4) ذو الاصبع العدواني.
(6/2248)
التى بعدها، أما الالف فهى منقلبة عن
الياء، بدلالة قولهم: لهى أبوك، ألا ترى كيف ظهرت الياء لما قلبت إلى
موضع اللام. وأما لاهوت فإن صح أنه من كلام العرب فيكون اشتقاقه من
لاه، ووزنه فعلوت مثل رغبوت ورحموت، وليس بمقلوب كما كان الطاغوت
مقلوبا. واللات: اسم صنم كان لثقيف، وكان بالطائف. وبعض العرب يقف
عليها بالتاء، وبعضهم بالهاء. قال الاخفش: سمعنا من العرب من يقول:
(أفرأيتم اللات والعزى) بالتاء ويقول: هي اللات، فيجعلها تاء في
السكوت. وهى اللات فاعلم أنه جر في موضع الرفع، فهذا مثل أمس مكسور على
كل حال، وهو أجود منه، لان الالف واللام اللتين في اللات لا تسقطان وإن
كانتا زائدتين، قال: وأما ما سمعنا من الاكثر في اللات والعزى في
السكوت عليها فاللاه، لانها هاء فصارت تاء في الوصل. وهى في تلك اللغة
مثل كان من الامر كيت وكيت، وكذلك هيهات في لغة من كسر، إلا أنه يجوز
في هيهات أن يكون جماعة ولا يجوز ذلك في اللات، لان التاء لا تزاد في
الجماعة إلا مع الالف، وإن جعلت الالف والتاء زائدتين بقى الاسم على
حرف واحد.
(6/2249)
فصل الميم
[مده] التَمَدُّهُ: التَمَدُّحُ.
والمادِهُ: المادِحُ، والجمع المده. قال رؤبة: لله در الغانيات المده *
سبحن واسترجعن من تألهى
[مره] مَرِهَتِ العينُ مَرَهاً، إذا
فَسَدَتْ لتركِ الكُحْلِ. وهي عينٌ مَرْهاءُ، وامرأةٌ مَرْهاءُ، والرجل
أمْرَهُ. أبو عبيد: المُرْهَةُ: البياضُ الذي لا يخالطه غيرُه. وإنَّما
قيل للعين التي ليس فيها كُحْلٌ مرهاء لهذا المعنى.
[مقه] المَقَهُ: بياضٌ في زرقة.
وامرأةٌ مَقْهاءُ. وقال أبو عمرو: هي القبيحةُ البياضِ يشبه بياضها
بياض الجص. وسراب أمقه. قال ذو الرمة: إذا خفقت بأمقه صحصحان * رءوس
القوم والتزموا (1) الرحالا ومنهم من يقول: المقه مثل المره.
_________
(1) في اللسان: " واعتنقوا ".
(6/2249)
[مهه]
المَهاهُ: الطراوةُ والحسنُ قال عمران ابن حِطَّان: وليس لعيشِنا هذا
مَهاهٌ * وليست دارُنا الدنيا بدارِ وقال الآخر: كفى حَزَناً أن لا
مَهاهَ لعيشِنا * ولا عملٌ يرضى به الله صالِحُ وهذه الهاء إذا اتصلت
بالكلام لم تصر تاء، وإنما تصير تاء إذا أردت بالمهاة البقرة. الأحمر
والفراء: يقال في المثل: " كل شئ مهه، ما النساء وذكرهُنَّ "، أي إنَّ
الرجل يحتمل كل شئ حتى يأتي ذكر حُرَمِهِ فيمتعض حينئذ فلا يحتمله.
وقولهم مَهَهٌ، أي يسيرٌ. ويقال أيضاً مَهاهٌ، أي حسَنٌ. ونصب النساءَ
على الاستثناء، أي ما خلا النساء. وإنَّما أظهروا التضعيف في مَهَهٍ
فَرْقاً بين فَعَلٍ وفعل. والمهمه: المفازة البعيدة الاطراف، والجمع
المهامه. ومه: كلمة بنيت على السكون، وهو اسمٌ سُمِّيَ به الفعل،
ومعناه اكْفُفْ، لأنَّه زجرٌ. فإن وصلتَ نوَّنتَ فقلت: مَهٍ مه. ويقال:
مهمهت به، أي زجرته.
(6/2250)
[موه]
الماءُ: الذي يُشْرَبُ، والهمزةُ فيه مُبْدَلَةٌ من الهاء في موضع
اللام، وأصله مَوَهٌ بالتحريك، لأنَّه يجمع على أمْواهٍ في القلة ومياه
في الكثرة، مثل جمل وأجمال وجمال. والذاهب منه الهاء، لان تصغيره
مُوَيْهٌ، فإذا أَنَّثتَهُ قلت ماءةٌ مثل ماعة. وماهَتِ الرَكِيَّةُ
تَموهُ وتَميهُ وتَماهُ مَوْهاً ومُؤوهاً، إذا ظهر ماؤها وكثُر. وكذلك
السفينةُ إذا دخلَ فيها الماء. ومِهْتُ الرجلَ ومُهْتُهُ بكسر الميم
وضمها، إذا سقيته الماء. ورجل ماه، أي كثير ماء القلب، كقولك: رجل
مالٌ. قال الراجز:
إنَّك يا جَهْضَمُ ماءُ القَلْب (1) * أي بليدٌ. الكسائي: بئرٌ ماهَةٌ
ومَيْهةٌ، أي كثير الماء. وأماه الحافر، أي أنْبَطَ الماءَ. وأَماهَتِ
الأرضُ، إذا ظهر فيها النَزُّ. وأَمَهْتُ الرجلَ
_________
(1) بعده:
ضخم عريض مجرئش الجنب:
(6/2250)
والسكينَ، إذا سقيتَهما. وأَمَهْتُ الدواةَ
صببتُ فيها الماءَ. وأَماهَ الفحلُ، إذا ألقى ماءهُ في رحم الانثى.
وموهت الشئ: طليته بفضة أو ذهبٍ وتحتَ ذلك نُحاسٌ أو حديدٌ. ومنه
التَمْويهُ وهو التلبيسُ. والماوِيَّةُ: المِرآةُ، كأنَّها منسوبةٌ إلى
الماء. وماوية أيضا: أسم امرأة. قال طرفة:
ليس هذا منك ماوى بحر (1) * وتصغيرها موية. قال حاتم الطائى يخاطب
ماوية امرأته: فضارته موى ولم تضرني * ولم يعرق موى لها جبيني يعنى
الكلمة العوراء. وماه: موضع، يذكر ويؤنث. والنسبة إلى الماء مائِيٌّ،
وإن شئت ماوى في قول من يقول عطاوى. وماء السماء: لقب عامر بن حارثة
الازدي، وهو أبو عمرو مزيقياء الذى خرج من اليمن لما أحس بسيل العرم،
فسمى بذلك لانه كان إذا أجدب قومه مانهم حتى يأتيهم الخصب، فقالوا
_________
(1) صدره:
لا يكن حبك داء قاتلا:
(6/2251)
(*) هو ماء السماء، لانه خلف منه. وقيل
لولده بنو ماء السماء، وهم ملوك الشام. قال بعض الانصار: أنا ابن
مزيقيا عمرو وجدى * أبوه عامر ماء السماء وماء السماء أيضا: لقب أم
المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدى بن ربيعة بن نصر اللخمى، وهى ابنة
عوف بن جشم بن النمر بن قاسط. وسميت بذلك لجمالها. وقيل لولدها: بنو
ماء السماء، وهم ملوك العراق. قال زهير بن جناب: ولازمت الملوك من آل
نصر * وبعدهم بنى ماء السماء
فصل النون
[نبه] شئ نبه ونبه، أي مشهورٌ. قال
ذو الرمّة: كأنه دُمْلُجٌ من فضة نبَهٌ * في ملعبٍ من جَواري (1)
الحَيِّ مَفْصومُ إنَّما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام.
ويقال النَبَهُ: الضالَّةُ توجد عن غَفْلَة لا عن طلبٍ. يقال: وجدت
الضالّة نَبَهاً.
_________
(1) في اللسان: " من عذارى ".
(6/2251)
ونَبُهَ الرجلُ بالضم (1) : شَرُفَ واشتهر،
يَنْبُهُ نَباهَةً، فهو نَبيهٌ ونابِهُ. وهو خلاف الخامل. ونَبَّهْتُه
أنا: رفعتُه من الخمول. يقال: أشيعوا بالكُنى فإنَّها مَنْبَهَةٌ.
وانْتَبَهَ من نومه: استيقظ. وأنْبَهْتُهُ أنا. والتَنْبيهُ مثله.
ونبهته على الشئ: أوقفته عليه فتنبه هو عليه. أبو زيد: نبهت للامر
بالكسر، أنبه نبها، وهو الامر تنساه ثم تنتبه له. أبو عمرو: انبهت
حاجةَ فلانٍ، إذا نسيتَها، فهي منبهة. ونبهان: أبو حى من طيئ، وهو
نبهان ابن عمرو.
[نجه] النَجْهُ: الزجرُ والردعُ.
قال: حُيِّيتَ عنَّا أيُّها الوَجْهُ (2) * ولغيرك البَغْضاءُ
والنَجْهُ تقول منه: نَجَهْتُ (3) الرجل، وانتجهته، وتنجهته. قال رؤبة
_________
(1) في القاموس: نبه مثلثة: شرف، فهو نابه، ونبيه، ونبه محركة، وقوم
نبه أيضا.
(2) في اللسان: " حياك ربك ".
(3) نجه كمنع.
(6/2252)
(*) * كعكعته بالرجم والتنجه (1) * ويروى:
" كفكفته ". يقول: رددت الخصم. ورجل ناجه، إذا دخل بلدا فكرهه.
[نده] النَدْهُ: الزجر. تقول:
نَدَهْتُ (2) البعير، إذا زجرته عن الحوض وغيره. ونَدَهْتُ الإبل:
سُقْتها مجتمعةً. وكان طلاق الجاهلية: اذْهَبي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ،
أي لا أَرُدُّ إبلك، لتذهب حيث شاءت. والنَدْهَةُ والنُدْهَةُ، بفتح
النون وضمّها: الكثرة من المال من صامتٍ أو ماشيةٍ. وأنشد الأمويُّ
لجميل: فكيفَ ولا تُوفي دماؤُهُمُ دَمي * ولا مالهم ذو ندهة فيدونى
[نزه] النُزْهَةُ معروفةٌ، ومكانٌ
نَزِهٌ. وقد نزِهَتِ الأرضُ بالكسر. وخرجنا نتنزَّه في الرياض، وأصله
من البعد.
_________
(1) نده كمنع.
(2) بعده:
أو خاف صقع القارعات الكده:
(6/2252)
قال ابن السكيت: ومما يضعه الناس في غير
موضعه قولهم: خرجنا نتنزّه، إذا خرجوا إلى البساتين. قال: وإنَّما
التنزُّهُ التباعدُ عن المياه والأرياف. ومنه قيل: فلان يَتَنَزَّهُ عن
الأقذار ويُنَزِّهُ نفسَه عنها، أي يباعِدُها عنها. والنَزاهَةُ:
البُعدُ عن السوء. ونُزْهُ الفَلاةِ: ما تباعَدَ منها عن المياه
والأرياف. قال الهذلي (1) : أقَبَّ طريدٍ بنَزْهِ الفلا * ةِ لا يَرِدُ
الماَء إلا انْتيابا (2) ويقال: سُقْتُ إبلي ثم نَزَهْتها نَزْهاً، أي
باعدتها عن الماء. وإن فلان لنزيه كريم، إذا كان بعيداً عن اللؤم. وهو
نَزيهُ الخُلُقِ. وهذا مكانٌ نَزيهٌ، أي خَلاءٌ بعيدٌ من الناس ليس فيه
أحد.
أسامة بن حبيب.
(2) في اللسان: " أقب رباع ". ويروى: " إلا ائتيابا ". وقبله: كأسحم
فرد على حافة * يشرد عن كتفيه الذبابا
(6/2253)
(*)
[نفه] نَفِهَتْ نفسُهُ بالكسر:
أعيتْ وكلَّتْ. والنافِهُ: الكالُّ المُعْيِي من الإبل وغيرها ; والجمع
نُفَّهٌ. وقد أَنفَهَ فلان إبله ونفَّهَها، إذا أكَلَّها وأعياها.
وجَمَلٌ مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفَّهَةٌ. قال: رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في
هَواكُمْ * وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسور والمنفوه: الضعيف الفؤاد الجبان.
[نقه] نَقِهَ من مرضه بالكسر نقها،
مثل تعب تعبا، وكذلك نقه نقوها، مثل كلح كلوحا، فهو ناقِهٌ، إذا صحَّ
وهو في عقب علَّته. والجمع نُقَّهٌ. وأَنْقَهَهُ الله. ويقال أيضاً:
نَقِهَ الكلامَ نَقَهاً، ونَقَهَهْ بالفتح نَقَهاً، أي فهمه. وفلان لا
يَفْقَهُ ولا يَنْقَهُ. والاسْتِنْقاهُ: الاستفهامُ. وانْقِهْ لي سمعك،
أي أرعنيه.
[نكه] النَكْهَةُ: ريحُ الفم.
ونَكِهْتُهُ: تشممت ريحه. وقال: (284 - صحاح - 6)
(6/2253)
نكهت مجاهدا (1) فوجدتُ منه * كريحِ الكلبِ
ماتَ حديثَ عَهْدِ واسْتَنْكَهْتُ الرجل فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ
ويَنْكَهُ نَكْهاً، إذا أمرتَه بأن يَنْكَهَ، لتعلَمَ أشاربٌ هو أم غير
شاربٍ. والنكَّهُ بالضم من الإبل: التي ذهبتْ أصواتُها من الإعياء
والضَعف، وهى لغة تميم في النقه. ونُكِهَ الرجل: تغيَّرتْ نَكْهَتُهُ
من التُخْمة. ويقال في الدعاء للإنسان: هُنِّئْتَ ولا تُنْكَهْ، أي
أصبت خيرا ولا أصابك الضر.
[نهه] نهنهت الرجل عن الشئ
فتَنَهْنَهَ، أي كَفَفْتُهُ وزجرتُهُ فكَفَّ. ونَهْنَهْتُ السَبُعَ،
إذا صِحْت به لتكفَّهُ. والنَهْنَهُ: الثوب الرقيقُ النسج، مثل اللهله
والهلهل. والاصل في نهنه نهه بثلاث هاءات، وإنما أبدلوا من الهاء
الوسطى نونا للفرق بين فعلل وفعل. وإنما زادوا النون من بين سائر
الحروف لان في الكلمة نونا.
_________
(1) صوابه: " مجالدا ". وقد رواه في (نجا) : " نجوت مجالدا ".
(6/2254)
(*)
[نوه] ناه الشئ ينوه: ارتفع، فهو
نائِهٌ. ونَوَّهْتُهُ تَنْويهاً، إذا رفعتَه. ونَوَّهْتُ باسمه، إذا
رفعتَ ذِكرَه. وناهَتْ نفسي، أي قَوِيَتْ. وناه النبات: ارتفع.
فصل الواو
[وبه] يقال: فلان لا يوبَهُ له ولا
يوبَهُ به، أي لا يبالى به. ابن السكيت: ما وبهت له وما وبهت له، أي ما
فطِنتُ له. وأنت تيبه بكسر التاء، مثل تيجل، أي تبالي.
[وجه] الوَجْهُ معروف، والجمع
الوُجوهُ وحكى الفراء: حى الوجوه وحى الاجوه. قال ابن السكيت: ويفعلون
ذلك كثيرا في الواو إذا انضمت. والوجْهُ والجِهةُ (1) بمعنًى، والهاء
عوضٌ من الواو.
_________
(1) الجهة بالكسر والضم: الناحية، كالوجه.
(6/2254)
ويقال: هذا وجه الرأي، أي هو الرأي نفسه.
والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ بكسر الواو وضمها. والواو تثبت في
الاسماء، كما قالوا ولدة وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادر.
والمواجهة: المقابلة. ويقال: قعدت وُجاهَكَ ووِجاهَكَ، أي قبالتك.
واتَّجَهَ له رأى، أي سنح، وهو افتعل، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها
وأبدلت منها التاء وأدغمت. ثم بنى عليه قولك: قعدت تُجاهَكَ وتِجاهَكَ،
أي تلقاءك. وتَجَهْتُ إليك أتجه، أي توجهت، لان أصل التاء فيهما واو.
ووجهته في حاجةٍ، ووَجَّهْتُ وجهي لله سبحانه، وتَوَجَّهْتُ نحوك
وإليك. وتوَجَّهَ الشيخ، إذا ولى وكبر. وفى المثل: " أحمق ما يتوجه "،
أي لا يحسن أن يأتي الغائط. وشئ مُوَجَهٌ، إذا جُعِلَ على جهةٍ واحدةٍ
لا يختلف. وقد وَجُهَ (1) الرجل بالضم، أي صار وَجيهاً،
_________
(1) وجه من باب ظرف.
(6/2255)
(*) أي ذا جاهٍ وقدْرٍ. وأوْجَهَهُ الله،
أي صيَّره وَجيهاً. وأوْجَهْتُهُ، أي صادفته وجيها. قال المساور بن هند
بن قيس بن زهير: إن الغوانى (1) بعد ما أوجهننى * أعرضن (2) ثمت قلن
شيخ أعور ووجوه البلد: أشرافُهُ. والوَجيهَةُ: خَرَزةٌ. ويقال للولد
إذا خرجت يداه من الرحم أوَّلاً. وَجيهٌ. وإذا خرجت رِجلاه أولا: يتن.
والوجيه: اسم فرس، قاله الاصمعي. أبو عبيد: التوجيه هو الحرف الذي بين
ألف التأسيس وبين القافية، عن الخليل. قال: ولك أن تغيِّره بأيِّ حرفٍ
شئت، كقول امرئ القيس: " أني أفرّ (3) " مع قوله " صُبُرْ "
_________
(1) في اللسان: " وأرى الغوانى ".
(2) في اللسان: " أدبرن ثمت ".
(3) قال امرؤ القيس: فلا وأبيك ابنة العامر * ى لا يدعى القوم أنى أفر
تميم بن مر وأشياعها * وكندة حولي جميعا صبر إذا ركبوا الخيل واستلاموا
* تحرقت الارض واليوم قر
(6/2255)
وقوله " واليوم قرّ ". ولذلك قيل له توجيه.
وغيره يقول: التوجيه اسم لحركاته إذا كان الروى مقيدا، وأما نفس الحرف
فيسمى الدخيل.
[وده] اسْتَوْدَهَتِ الإبلُ
واسْتَيْدَهَتْ: اجتمعتْ وانساقتْ. واسْتَوْدَهَ الخَصْمُ
واسْتَيْدَهَ، أي انقاد وغُلِبَ. قال المُخَبَّلُ: ورَدَّ صدورَ الخيلِ
حتَّى تَنَهْنَهوا (1) * إلى ذي النُهى واسْتَيْدَهوا للمُحَلِّمِ
يقول: أطاعوا لمن كان يأمرهم بالحلم. ويروى: " واسْتَيْقَهوا " من
القاهِ، وهو الطاعة.
[وره] الوَرَهُ: الحمقُ، ويقال
الخُرْقُ. ورجلٌ أوْرَهُ وامرأةٌ وَرْهاءُ. وقد ورهت توره. وقال (2)
يصف طعنة: كجيب الدفنس الورها * ء ريعت وهي تستفلى
_________
(1) في المخطوطات: " تنهنهت) . وفى اللسان:
ورَدُّوا صدور الخيل حتى تَنَهْنَهَتْ
(2) الفند الزمانى، ويروى لامرئ القيس ابن عابس.
(6/2256)
(*) وريح ورهاء: في هبوبها خرق وعجرفة.
[وفه] الوافِهُ: قَيِّمُ البيعَةِ،
بلغة أهل الحيرة. وفى الحديث: " يغير وافه عن وفهيته، ولا قسيس عن
قسيسيته) .
[وقه] الوَقْهُ: الطاعةُ مقلوبٌ من
القاهِ. وقد وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، أي أطعت، ويروى:
واستيقهوا للمحلم (1)
[وله] الوَلهُ: ذهابُ العقل،
والتحيُّرُ من شدة الوجد. ورجلٌ والِهٌ، وامرأةٌ والِهٌ ووالِهَةٌ. قال
الأعشى: فأقبلتْ والِهاً ثَكْلى على عَجَلٍ * كُلٌّ دهاها وكُلٌّ عندها
اجتَمعا وقد وَلِهَ يَوْلَهُ وَلهاً ووَلَهاناً، وتوله واتله، وهو
افتعل فأدغم. قال الشاعر (2)
_________
(1) في بيت المخبل السابق في مادة (وده) .
(2) مليح الهذلى.
(6/2256)
* وأتله الغيور (1) * والتوليه: أن يفرق
بين المرأة وولدها. وفي الحديث: " لا تُوَلَّهُ والدةٌ بولدها " أي لا
تُجعل والِهاً، وذلك في السبايا. وناقةٌ والِهٌ، إذا اشتدَّ وَجْدها
على ولدها. والميلاهُ: التي من عادتها أن يشتدَّ وَجدُها على ولدها،
صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. قال الكميت يصف سحاباً: كأنَّ
المَطافيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ * يُجاوِبُهُنَّ الخيزُرانُ
المُثَقَّبُ وماءٌ مولَهٌ ومُوَلَّهٌ: أُرسِلَ في الصحراء فذهب. قال
الراجز: حامِلَةٌ دَلْوُكَ (2) لا مَحْمولهْ * مَلأى من الماء كَعيْنِ
المُولَهْ ورواه أبو عمرو:
تَمْشي من الماءِ كَمَشْي المُولَهْ * قال: والمولَهُ: العنكبوت. وقال
رؤبة: به تَمَطَّتْ عَرْضَ كُلِّ ميلَهِ (3) * بِنا حراجيج المهارى
النفه
_________
(1) البيت بتمامه: إذا ما حال دون كلام سعدى * تنأنى الدار وأتله
الغيور
(2) في اللسان: " دلوى ".
(3) في اللسان: " به تمطت غول ".
(6/2257)
(*) أراد البلاد التي تُوَلِّهُ الإنسان،
أي تحيِّرهُ.
[ووه] إذا تعجَّبْتَ من طيبِ الشئ
قلت: واها له ما أطيبه! قال أبو النجم: واها لريا ثم واها واها ياليت
عينيها (1) لنا وفاها بثمن نرضى به أباها (2) وإذا أغريت إنسانا بشئ
قلت: وَيْهاً يا فلان، وهو تحريضٌ، كما يقال: دونَك يا فلان. قال
الكميت: وجاءت حوادث في مثلها * يقال لمثلى ويها فل
[ويه] ويه: كلمة تقال في الاستحثاث.
وأنشد ابن السكيت: وهو إذا قيل له ويها كل * فإنه مواشك مستعجل وهو إذا
قيل له ويها فل * فإنه أحر (3) به أن ينكل
_________
(1) المشهور في الرواية: " يا ليت عيناها ".
(2) بعده: فاضت دموع العين من جراها * هي المنى لو أننا نلناها
(3) في اللسان: " فإنه أحج به ".
(6/2257)
وأما سيبويه ونحوه من الاسماء فهو اسم بنى
مع صوت، فجعلا اسما واحدا، وكسروا آخره كما كسروا غاق لانه ضارع
الاصوات وفارق خمسة عشر، لان آخره لم يضارع الاصوات فينون في التنكير.
ومن قال هذا سيبويه ورأيت سيبويه فأعربه بإعراب ما لا ينصرف ثناه
وجمعه، فقال السيبويهان والسيبويهون. وأما من لم يعربه فإنه يقول في
التثنية ذوا سيبويه وكلاهما سيبويه، ويقول في الجمع ذوو سيبوبه، وكلهم
سيبويه.
[وهوه] وَهْوَهَ الأسدُ في زئيره
فهو وَهْواهٌ. ووَهْوَهَ الحمارُ حول عانته إشفاقا عليها. قال رؤبة:
مقتدر الضيعة وهواه الشفق
فصل الواو
[هوه] رجلٌ هوهَةٌ بالضم، أي جبان.
[هيه] هَيْهاتَ: كلمة تبعيد. قال
جرير: فَهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأهلُهُ * وهيهات خل بالعقيق
نحاوله والتاء مفتوحة مثل كيف، وأصلها هاء، وناس يكسرونها على كل حال
بمنزلة نون التثنية. وقال الراجز يصف إبلا قطعت بلادا حتى صارت في
القفار:
(6/2258)
يصبحن بالقفر أتاويات (1) * هيهات من
مصبحها هيهات هيهات حجر من صنيبعات * وقد تُبدل الهاء الأولى همزة
فيقال أيهات، مثل هراق وأراق. قال:
أيهات منك الحياة أيهاتا * قال الكسائي: ومن كسر التاء وقف عليها
بالهاء فقال هيهاه، ومن نصبها وقف بالتاء وإن شاء بالهاء. وقال الاخفش:
يجوز في هيهات أن تكون جماعة فتكون التاء التى فيها تاء الجمع التى
للتأنيث. قال: ولا يجوز ذلك في اللات والعزى، لان لات وكيت لا يكون
مثلها جماعة، لان التاء لا تزاد في الجماعة إلا مع الالف , وإن جعلت
الالف والتاء زائدتين بقى الاسم على حرف واحد.
فصل الياء
[يهيه] يقول الراعي لصاحبه من
بعيدٍ: ياهِ ياهِ، أي أقبل. قال ذو الرمّة: يُنادي بيَهْياهٍ وياهٍ
كأنَّه * صُوَيْتُ رُوَيْعٍ ضلَّ بالليل صاحبهْ (2) ويَهْيَهْتُ
بالإبل، إذا قلت لها: ياه ياه.
_________
(1) راجع التكملة ص 1147.
(2) راجع التكملة ص 1147.
(6/2258)
|