(*)
فصل الحاء
[حبا] احْتَبى الرجل، إذا جمع
ظهره وساقيه بعمامته، وقد يَحْتَبي بيديه. والاسم الحِبْوَةُ (1)
والحُبْوَةُ [والحُبْيَةُ والحبية (2) ] . يقال: حَلَّ حِبْوَتَهُ
وحُبْوَتَهُ، والجمع حبى مكسور الاول، عن يعقوب. ويقال: إنه لَحابي
الشَراسيفِ، أي مشْرف الجنبين. والحَبيُّ (3) : السحابُ الذي
يَعترِض اعتراضَ الجبل قبل أن يطبِّق السماء. قال امرؤ القيس:
في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ (4) * والحَبا، مثالُ العَصا، مثله. ويقال:
سُمِّيَ به لدنوِّه من الأرض. وحَبا الصبيُّ على إسته حبوا، إذا
زحف. قال الشاعر (5)
_________
(1) الحبوة مثلثة.
(2) التكملة من المخطوطة.
(3) والحبى كغنى ويضم.
(4) بيت امرئ القيس بأكمله: أصاح تَرى بَرْقاً أُريكَ وَميضَهُ *
كَلَمْعِ اليدين في حبى مكلل
(5) هو عمرو بن شقيق.
(6/2307)
لولا السفار وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ (1) *
لَتَرَكْتُها تَحْبو على العرقوب وحبوت للخمسين، أي دنوتُ لها.
وكلُّ دانٍ فهو حابٍ. وحَبا الرملُ، أي أشرفَ. وحَبا السهمُ، إذا
زلج على الأرض ثمّ أصابَ الهدف. وحَباهُ يَحْبُوهُ، أي أعطاه.
والحِباءُ: العطاء. قال الفرزدق:
وإليه كان حباء جفنة ينقل (2) * وحابيته في البيع محاباة. قال
الاصمعي: فلان يحبو ما حوله، أي يحميه ويمنعه. قال ابن أحمر: وراحت
الشول ولم يحبها * فحل ولم يعتس فيها مدر (3) وكذلك حبى ما حوله
تحبية.
_________
(1) في اللسان: " وبعده من مهمه ".
(2) صدره:
خالي الذى اغتصب الملوك نفوسهم
(3) ولم يعتس فيها مدر، أي لم يطف فيها حالب يحلبها.
(6/2308)
(*)
[حتا] الحتى، على فعيل: سويق
المقل. قال الهذَليّ: لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أطعمتُ نازِلَهُمْ (1)
* قِرْفَ الحَتيِّ وعندي البُرُّ مَكْنوزُ وحَتَوْتُ هُدبَ الكساء
حَتْواً، إذا كفَفَتَه مُلْزَقاً به، يهمز ولا يهمز.
[حثا] حَثا في وجهه التراب يحثو
ويحثى، حثوا وحثيا وتحثاء. وحَثَوتُ له، إذا أعطيته شيئاً يسيراً.
وأرضٌ حَثْواءُ: كثيرة التراب. والحثى: دقاق التبن. قال الراجز:
كأنه غرارة ملاى حثى (2)
[حجا] حَجَوْتُ بالمكان: أقمتُ
به. قال العجاج:
فهن يعكفن به إذا حجا (3) *
_________
(1) في اللسان: " نازلكم ".
(2) قبله: تسألني عن زوجها أي فتى * خب جروز إذا جاع بكى ويأكل
التمر ولا يلقى النوى
(3) بعد:
عكف النبيط يلعبون الفنزجا:
(6/2308)
وكذلك تحجيت به. وتحجيت الشئ: تعمدته. قال
ذو الرمة يصف حمرا: فجاءت بأغباش تحجى شريعة * تلادا عليها رميها
واعتدالها وحجوت بالشئ: ضنت به، وبه سُمِّيَ الرجلُ حَجْوَةً.
والحَجاةٌ: النُفَّاخَةُ تكون فوقَ الماء من قَطْرِ المطر، وجمعها
حَجاً. والحَجا، أيضاً الناحية، والجمع أَحْجاءٌ. قال ابن مقبل: لا
تحرز المرء أحجاء البلاد ولا * تبنى له في السموات السلاليم ويروى:
" أعناء ". قال الفراء: حجيت بالشئ بالكسر، أي أولعت به ولزمته،
يهمز ولا يهمز. وكذلك تَحَجَّيْتُ به. قال ابن أحمر: أَصَمَّ
دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى * بآخِرنا وتَنْسى أُوَّلينا يقال:
تَحَجَّيْتُ بهذا المكان، أي سَبَقْتُكُمْ إليه ولَزمْتُهُ قبلكم.
وحَجَتِ الريحُ السفينَةَ: ساقَتْها. ويقال: بينهم أُحْجِيَّةٌ
يَتَحاجَوْنَ بها. وحاجَيْتُهُ فَحَجَوْتُهُ، إذا داعيته فغلبته،
(6/2309)
والاسم الحجيا والاحجية. يقال: حجياك ما
[كان (1) ] كذا وكذا؟ وهى لعبة وأغلوطة يتعاطاها الناس بينهم. قال
أبو عبيد: هو نحو قولهم أخرج ما في يدى ولك كذا. وتقول أيضاً: أنا
حُجَيَّاكَ في هذا الأمر، أي من يُحاجِيكَ. والحِجا: العقلُ. وهو
حَجيٌّ بذاك، على فعيل، أي خليقٌ. وحَجٍ بذاك وحجّي بذاك. كله
بمعنى. إلا أنك إذا فتحت الجيم لم تثن ولم تؤنث ولم تجمع، كما
قلناه في قمن. وكذلك إذا قلت: إنه لمحجاة أن يفعل ذاك، أي مقمنة.
وإنها لمحجاة، وإنهم لمحجاة. وما أحجاه لذلك الأمر، أي ما أخلَقَه.
وأحْجِ به، أي أَخْلِقْ به. وإنى أحجو به خيرا، أي أظنّ. وحَجا
الرجلُ القومَ كذا وكذا، أي حزاهم وظنهم كذلك.
[حدا] الحدو: سوق الابل والغناء
لها.
_________
(1) من المخطوطة.
(291 - صحاح - 6)
(6/2309)
وقد حدوت الابل حدوا وحُداءً. ويقال
للشَمال حَدْواءُ، لأنّها تحدو السحاب، أي تسوقه. قال العجاج:
حدواء جاءت من بلاد الطور (1) * ولا يقال للمذكر أحدى. وربما قيل
للحمار إذا قدم آتنه حاد. قال ذو الرمة:
حادى ثلاث من الحقب السماحيج (2) * وتحديث فلاناً، إذا باريْتُهُ
في فعلٍ ونازعْتَه الغَلَبَةَ. يقال: أنا حُدَيَّاكَ، أي ابْرُزْ
لي وحدك. قال عمرو بن كلثوم: حديا للناس كُلِّهِمِ جميعاً *
مُقارعةً بَنيهمْ عن بَنينا وقولهم: حادي عشر: مقلوبٌ من واحد، لان
تقدير واحد فاعل، فأخر الفاء وهو الواو فقلبت ياء لانكسار ما
قبلها، وقدم العين فصار تقديره عالف.
_________
(1) في التكملة: الرواية " من جبال الطور " لا غير. وبعده:
تزجى أراعيل الجهام الخور
(2) صدره:
كأنه حين يرمى خلفهن به:
(6/2310)
(*)
[حذا] حَذَوْتُ النَعل بالنعل
حَذْواً، إذا قدَّرْتُ كلَّ واحِدةٍ على صاحبتها. يقال: حَذْوَ
القُذَّةِ بالقُذَّةِ. قال ابن السكيت: حَذَوْتُهُ، أي قعدتُ
بِحِذائِهِ. وحَذى الخَلُّ فاه يَحْذيهِ حَذْياً، إذا قَرَصَه.
يقال: هذا شرابٌ يَحْذي اللسان. وحَذَيْتُ يده بالسكين، أي
قطعتُها. وحَذَتِ الشَفْرَةُ النعلَ: قطعَتْها. وحَذِيَتِ الشاةٌ
تَحْذي حَذَى، مقصورٌ، وهو أن ينقطع سَلاها في بطنها فتشتكي.
والحذاء: النعل. واحتذى: انتعل. وقال: كل الحذاء يحتذى الحافى
الوقع (1) * والحذاء: ما وَطئَ عليه البعير من خفه والفرس من
حافره. وفى الحديث: " معها حذاؤها وسقاؤها ". وأحذيته نعلاً، إذا
أعطيتَه نعلاً. تقول منه: استحذيته فأحذانى.
_________
(1) قبله: ياليت لى نعلين من جلد الضبع * وشركا من استها لا تنقطع
(6/2310)
وأحذيته من الغنيمة، إذا أعطيتَه منها.
والاسم الحذيا على فعلى بالضم، وهى القسمة من الغنيمة. وحذاء الشئ:
إزاؤه. يقال: جلس بحِذائِهِ. وحاذاهُ، أي صار بِحِذائِهِ. واحْتَذى
مثالَه، أي اقتدى به. والحَذِيّةُ، على فَعِيلَةٍ، مثل الحُذَيَّا
من الغنيمة، وكذلك الحذوة بالكسر. ويقال أيضاً: داري حِذْوَة
دارِهِ، وحُذْوَة داره بالضم، وحِذَة داره، أي حِذاء داره.
والحِذْيَةُ بالكسر: القطعة من اللحم قُطِعَت طولاً.
[حرا] يقال: إنِّي لأَجِدُ لهذا
الطعام حَرْوَةً وحَراوَةً، أي حرارةً، وذلك من حرافة كل شئ يؤكل.
والحَراةُ: الساحةُ، والعَقْوَةُ، والناحيةُ. وكذلك الحَرا مقصورٌ.
يقال: اذهبْ فلا أَرَيَنَّكَ بحَرايَ وحَراتي. ويقال: لا تَطُرْ
حَرانا، أي لا تقرب محولنا. يقال: نزلت بحراه وعَراةُ. والحَراةُ
أيضاً: الصَوتُ والجلَبةُ، وصوتُ التهاب النار وحفيف الشجر.
(6/2311)
والحَرى أيضاً: موضع بَيض النعامة. ويحدّث
الرجلُ الرجلَ فيقول: بالحَرى أن يكون كذا. وهذا الأمر مَحْراةٌ
لذلك، أي مَقْمَنَةٌ، مثل محجاةٍ. وما أَحْراهُ، مثل ما أَحْجاهُ.
وأحْرِ به، مثل: أَحْجِ به. ويقال: هو حَرّى أن يفعل بالفتح، أي
خليقٌ وجديرٌ. ولا يثنى ولا يجمع. وأنشد الكسائي: وهن حرى أن لا
يُثِبْنَكَ نَقْرَةً * وأنت حَرًى بالنار حين تثيب وإذا قلت هو حر
بكسر الراء، وحرى على فعيل، ثنيت وجمعت فقلت: هما حريان وهم حريون
وأحرياء، وهى حرية وهن حريات وحرايا، وأنتم أحراء جمع حر. ومنه
اشتق التحرى في الاشياء ونحوها، وهو طلب ما هو أَحْرى بالاستعمال
في غالب الظن، كما اشتق التقمن من القمن. وفلان يتحرى الامر، أي
يتوخّاه ويقصِده. وتَحَرَّى فلانٌ بالمكان، أي تَمَكَّثَ وقوله
تعالى: (فأولئك تَحَرَّوا رَشَدا) أي توخَّوا وعمدوا. عن أبى
عبيدة. وأنشد لامرئ القيس:
(6/2311)
ديمة هطلاء فيها وطفٌ * طَبَقُ الأرضِ
تحرَّى وتدر وحرى الشئ حريا، إذا نقصَ. يقال: يَحْري كما يَحْري
القمرُ. وأَحْراهُ الزمانُ. والحاريَةُ: الأفعى التي نَقَص جسمُها
من الكِبَر، وذلك أخبث ما يكون منها. يقال: رماه الله بأفعى
حارِيَةٍ. وحراء بالكسر والمد: جبل بمكة، يذكر ويؤنث. وقال (1) :
ألسنا أكرم الثقلين طرا * وأعظمهم ببطن حراء نارا (2) فلم يصرفه
لانه ذهب به إلى البلدة التى هو بها.
[حزا] حزا الشئ يحزيه ويحزوه،
إذا قدّر وخَرَصَ. يقال: حَزَيْتُ النَخْلَ. وحَزا السرابُ الشخصَ
يَحْزوهُ ويحزيه، إذا رفعه.
_________
(1) جرير.
(2) أنشده سيبويه: ستعلم أينا خيرا قديما * وأعظمنا ببطن حراء نارا
(6/2312)
(*) والحازى: الذى ينظُر في الأعضاء وفي
خيلانِ الوجه يتكهن. وحزوى بالضم: اسم عجمة من عجم الدهناء، وهى
رملة لها جمهور عظيم تعلو تلك الجماهير. قال ذو الرمة: نبت عيناك
طلل بحزوى * عفته الريح وامتنح القطارا والنسبة إليها حزاوى. قال
ذو الرمة: حزاوية أو عوهج معقلية * ترود بأعطاف الرمال الحرائر (1)
[خسا] حسوت المرق حسوا. ويوم
كَحَسْوِ الطير، أي قصيرٌ. والحَسُوُّ، على فَعولٍ: طعامٌ معروفٌ،
وكذلك الحَساءُ بالفتح والمد. تقول: شربت حساء وحسوا. ويقال أيضا:
رجل حسو، للكثير الحسو.
_________
(1) في اللسان: " الحزاور ". قال ابن برى: " حزاوية " بالخفض،
وكذلك ما بعده لان قبله: كأن عرى المرجان منها تعلقت * على أم خشف
من ظباء المشاقر
(6/2312)
وقال أبو ذبيان بن الرعبل: إن أبغض الشيوخ
إلى الحسو الفسو، الاقلح الاملح. وقد حسوت حسوة واحدة. وفي الإناء
حُسْوَةٌ بالضم، أي قَدر ما يُحْسى مرّة واحدة. وأَحْسَيْتُهُ
المرق فَحَساهُ واحْتَساهُ بمعنى. وتحساه في مهلة. وكان يقول لابي
جدعان: حاسى الذهب، لانه كان له إناء من ذهب يحسو منه. والحسى
بالكسر (1) ما تَنَشَّفُه الأرضُ من الرمل، فإذا صار إلى صلابةٍ
أمسكَتْه فتحفِر عنه الرملَ فتستخرجه. وهو الاحتساء. وجمع الحسى
الاحساء، وهى الكرار. والحساء: موضع. وقال (2) : إذا بلغتني وحملت
رحلى * مسيرة أربع بعد الحساء وحسيت الخبر بالكسر، مثل حسست. قال
أبو زبيد يصف أسداً: سِوى أنّ العِتاقَ من المطايا * حَسينَ به
فَهُنَّ إليه شوسُ وأَحْسَيْتُ الخبر مثله.
_________
(1) الحسى والحسى بالفتح والكسر.
(2) عبد الله بن رواحة الانصاري.
(6/2313)
(*)
[حشا] حشوت الوسادة وغيرها
حشوا. والحائض تحتشى بالكرسف لتحبس الدم. والحشا: ما اضطمت عليه
الضلوع، والجمع أحشاء. وقول الشاعر (1) :
بأى الحشا أمسى الخليط المباين (2) * يعنى الناحية. وحشوة البطن
وحشوته، بالكسر والضم: أمعاؤه. وفلان من حشوة بنى فلان بالكسر، أي
من رذالهم. والحاشية: واحدة حواشى الثوب، وهى جوانبه. وعيش رقيق
الحواشى، أي رغد. والحشو والحاشية: صغار الابل لا كبار فيها، وكذلك
من الناس. قال ابن السكيت: الحاشيتان: ابن المخاض وابن اللبون.
يقال: أرسل بنو فلان رائدا فانتهى إلى أرض قد شبعت حاشيتاها.
_________
(1) هو المعطل الهذلى.
(2) صدره:
يقول الذى أمسى إلى الحزن أهله:
(6/2313)
والحشية: واحدة الحشايا. والمحشى: العظامة
تعظم بها المرأة الرسحاء عجيزتها. وقال:
جما غنيات عن المحاشى * قال الاصمعي: المحاشى: أكسية خشنة، واحدتها
محشاة. وقول النابغة: اجمع مِحاشَكَ يا يزيدُ فإنَّني * أَعْدَدْتُ
يربوعا لكم وتميما هو من الحشو (1) . والحشى: الربو. وقد حشى
بالكسر فهو رجل حش وحشيان أيصا. قال الشماخ: تلاعبني إذا ما شئتُ
خَوْدٌ * على الأنْماطِ ذات حشى قطيع ويروى: " خود " على أن يجعل
من نعت بهكنة في قوله: ولو أنى أشاء كننت نفسي * إلى بيضاء بهكنة
شموع أي ذات نفس منقطع من سمنها. و " قطيع " نعت لحشى.
_________
(1) قال ابن برى: " قوله في المحاشى إنه من الحشو غلط قبيح، وإنما
هو من المحش وهو الحرق ".
(6/2314)
(*) قال ابن السكيت: يقال: أرنبٌ
مَحْشِيَّةُ الكلابِ، أي تعدو الكلابُ خلفَها حتى تنبهر الكلاب.
قال الأصمعي: الحَشيُّ، على فعيل: اليابس. وأنشد للعجاج:
والهدب الناعم والحشى (1) * يروى بالحاء والخاء جميعا. وبقال حاشاك
وحاشى لك، والمعنى واحد. ويقال: حاشى لله، أي معاذ الله. وقرئ:
(حاش لله) بلا ألف اتباعا للكتاب، وإلا فالاصل حاشا (2) بالالف.
وحاشا: كلمة يستثنى بها، وقد تكون حرفاً جارَّاً، وقد تكون فعلاً.
فإنْ جعلْتَها فعلاً نصبتَ بها فقلت ضربتهم جاشا زيدا، وإن جعلتها
حرفا خفضت بها. وقال سيبويه: حاشا لا تكون إلا حرف جر لانها لو
كانت فعلا لجاز أن تكون صلة لما. كما يجوز ذلك في خلا، فلما امتنع
أن يقال جاءني القوم ما حاشا زيدا دل أنها ليست بفعل.
_________
(1) تمامه:
فهو إذا ما اجتافه جوفى
(2) رسمت في المطبوعة " حاشى " بالياء، في كل موضع وردت فيه هنا.
(6/2314)
وقال المبرد: حاشا قد تكون فعلا. واستدل
بقول النابغة: ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه * وما أحاشى من
الاقوام من أحد فتصرفه يدل على أنه فعل، ولانه يقال حاشا لزيد،
فحرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف الجر، لان الحذف يدخلها كقولهم:
حاش لزيد، والحذف إنما يقع في الاسماء والافعال دون الحروف.
[حصا] الحصاة: واحدة الحصى،
وتجمع على حَصَيات، مثل بقرةٍ وبقراتٍ. وحَصاةُ المِسك: قطعةٌ
صُلبةٌ توجد في فأرة المسك. وفلان ذو حَصاةٍ، أي ذو عقلٍ ولُبٍّ.
قال كعب بن سعدٍ الغَنَويّ (1) : وأَعْلَمُ علماً ليس بالظنّ أنَّه
* إذا ذّلَّ مَوْلى المرء فهو ذَليلُ وأنَّ لسانَ المرءِ ما لم
تكنْ له * حَصاةٌ على عَوراتِهِ لَدَليلُ وأرضٌ مَحْصاةٌ: ذاتُ
حصى.
_________
(1) ونسبه الازهرى إلى طرفة، وكذلك الصغانى في التكملة.
(6/2315)
(*) وأحصيت الشئ: عددته. وقولهم: نحن أكثر
منهم حَصىً، أي عدداً. قال الأعشى يفضّل عامراً على علقمة: ولستَ
بالأكثر منهم حصى * وإنما العزة للكاثر والحصو: المنع. قال الشاعر
(1) : أَلاَ تخاف الله إذ حَصَوْتَني * حقى بلا ذنب وإذ عنيتنى
[حضا] حَضَوْتُ النار، أي
سَعَّرْتُها. والمحْضاءُ، على مِفْعالٍ: عودٌ تحرِّك به النار.
فإذا همزت فهو محضأ على مفعل.
[حظا] حَظِيَتِ المرأةُ عند
زوجها حظوة وحظوة، بالكسر والضم، وحظة أيضا. وأنشد ابن السكيت
لابنة الحمارس: هل هي إلا حظة أو تطليق * أو صلف أو بين ذاك (2)
تعليق قد وجب المهر إذ غاب الحوق (3) *
_________
(1) بشير الفريرى.
(2) في اللسان: " من دون ذاك تعليق.
(3) الصلف: أن لا تحظى المرأة عند زوجها. والحوق: ما أشرف من آطار
الكمرة.
(6/2315)
وهى حظيتى وإحدى حظاياى. وفى المثل: " إلا
حظية فلا ألية " يقول: إن أخطأتك الحظوة فيما تطلب فلا تأل أن
تتودد إلى الناس لعلك أن تدرك بعض ما تريد. وأصله في المرأة تصلف
عند زوجها. ورجل حظى، إذا كان ذا حُظْوَةٍ ومنزلةٍ. وقد حَظيَ عند
الأمير واحْتَظى به بمعنى. وأحظيته على فلان، أي فضَّلْتُهُ عليه.
والحَظْوَةُ بالفتح: سهمٌ صغيرٌ قَدْرُ ذراعٍ. وإذا لم يكن فيه
نصلٌ فهو حُظَيَّةٌ بالتصغير. وفي المثل: " إحدى حُظَيَّاتِ لقمان
"، وهو لُقمان بن عاد. وحظياته: سهامه ومراميه، يضرب لمن عرف
بالشَرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ. وجمعُ الحَظْوَةِ حَظَواتٌ وحِظاءٌ
بالمد. قال ابن السكيت: يقال: حنظى به، لغة في قولك غنظى به، إدا
ندد به وأسمعه مكروه.
[حفا] قال الكسائي: رجلٌ حافٍ
بيّن الحِفْوَةِ والحِفْيَةِ والحِفايَةِ والحِفاءِ بالمد. وقد
حَفِيَ يَحْفى حَفاءً، وهو أن يمشي بلا خُف ولا نعلٍ، فأمَّا الذي
حَفِيَ من كثرة المشْي، أي رَقَّتْ قدمه أو حافره، فإنه حَفٍ بيّن
الحَفى مقصورٌ. وأَحْفاهُ غيره.
(6/2316)
والحَفاوَةُ بالفتح: المبالغة في السؤال عن
الرجل والعنايةِ في أمره. وفي المثل: " مَأْرُبَةٌ لا حَفاوَةٌ ".
تقول منه: حَفِيتُ به بالكسر حَفاوَةً وتَحَفَّيتُ به، أي بالغتُ
في إكرامه وإلطافه. وحَفيَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافره. وأَحْفَى
الرجلُ، أي حفيت دابته. والحفى: العالم الذى يتعلم شئ باستقصاء.
والحفى أيضا: المستقصى في السؤال. قال الأعشى: فإنْ تسألي عنى
فيارب سائل * حَفِيٍّ عن الأعشى به حيث أَصْعَدا قال الأصمعيّ:
حَفَوْتُ الرجلَ من كلِّ خير. أَحْفوهُ حَفْواً، إذا منعْتَه من
كلِّ خير. وحَفيتُ إليه بالوصيّة، أي بالغتُ. حكاه أبو عبيد.
والإحفاء: الاستقصاءُ في الكلام والمنازعةُ. ومنه قول الحارث بن
حلِّزة اليشكرى: أن إخواننا الاراقم يغلو * نَ علينا في قِيلِهِمْ
إحْفاءُ وأَحْفى شاربَه، أي استقصى في أخذه وألزق جزه. وفى الحديث
أنه عليه السلام " أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى ". أبو زيد:
حافيت الرجل: ما ريته ونازعته في الكلام.
(6/2316)
[حقا]
الحَقْوَةُ: وجع البطن. تقول منه حُقِيَ الرجل فهو مَحْقُوٌّ.
وحَقْوُ السهم: مُسْتَدَقُّهُ من مؤخّره مما يلي الريش. والحَقوُ:
الإزار، وثلاثة أحق، وأصله أحقو على أفعل فحذف، لانه ليس في
الاسماء اسم آخره حرف علة وقبله ضمة، فإذا أدى قياس إلى ذلك رفض،
فأبدلت من الضمة الكسرة فار آخره ياء مكسورا ما قبلها، فإذا صار
كذلك كان بمنزلة القاضى والغازي في سقوط الياء لا جتماع الساكنين.
والكثير حقى، وهو فعول، قلبت الواو الاولى ياء لتدغم في التى
بعدها. والحقو أيضا: الخصر ومشد الازار.
[حكى] حَكَيْتُ عنه الكلام
حِكايَةً، وحَكَوْت لغةٌ حَكاها أبو عبيدة. وحَكَيْتُ فِعْلَهُ
وحاكَيْتُهُ، إذا فعلتَ مثل فعله وهيئته. والمحا كاة: المشابهة.
يقال: فلان يَحْكي الشمسَ حُسْناً ويُحاكيها، بمعنىً. وأَحْكَيْتُ
العُقْدَةَ: لغةٌ في أَحْكَأْتُها، إذا قوّيتَها وشَدَدْتَها. قال
عدى بن زيد:
(6/2317)
أجل أنَّ الله قد فَضَّلَكُمْ * فوق من
أَحْكى بِصُلْبٍ وإزارْ ويروى: " فوق من أَحْكأَ صُلْباً بإزارْ ".
ويروى: " فوق ما أحكى " أي فوق ما أقول، من الحكاية.
[حلا] الحُلْوُ: نقيضُ المُرِّ.
يقال: حلا الشئ يحلو حلاوة. واحلولى مثله. وقد عداه حميد ابن ثور
بقوله: فلما أتى عامان بعد انفصاله * عن الضرع واحلولى دماثا
يرودها ولم يجئ افعو عل متعديا إلا هذا الحرف وحرف آخر، وهو
اعروريت الفرس. وأحليت الشئ: جعلته حلوا. يقال: ما أَمَرَّ وما
أحْلى، إذا لم يقل شيئاً. وأَحْلَيْتُهُ، إذا وجدتَه حُلْواً.
وحالَيْتُهُ، أي طايَبْتُهُ. قال المرّار الفقعسيّ: فإني إذا حوليت
حلو مذاقتي * ومر إذا ما رامَ ذو إحْنَةٍ هَضْمي والحُلْوى: نقيض
المُرَّى. يقال: خذ الحلوى واعطه المرى. قالت امرأةٌ في بناتها: "
صغراهنّ (1) مراهُنَّ ".
_________
(1) في المخطوطات: " صغراها مراها ".
(292 - صحاح - 6)
(6/2317)
وتَحالَتِ المرأةُ، إذا أظهرتْ حلاوةً
وعجبا. قال أبو ذؤيب:
أذا ما تحالى مثلها لا أطورها (1) * وحلوت فلانا على كذا مالاً،
فأنا أَحْلوهُ حَلْواً وحُلْواناً، إذا وهبتَ له شيئاً على شئ
يفعله لك غير الاجرة. قال علقمة بن عَبَدة: أَلا رَجُلٌ أَحْلوهُ
رَحلي وناقتي * يُبَلّغُ عنى الشعر إذ مات قائله أي ألا ههنا رجل.
ويروى: " ألا رجل " بالخفض، على تأويل: أما من رجل. وفى الحديث: "
نهى عن حلوان الكاهن (2) ". والحُلْوانُ أيضاً: أن يأخذ الرجلُ من
مَهر ابنته لنفسه. وكانت العرب تُعَيَّرُ به. قالت امرأة:
لا يأْخُذُ الحُلْوانَ من بنَاتِنا * وحلوان: اسم بلد. والحلى: حلى
المرأة، وجمعه حلى، مثل ثدى وثدى، وهو فعول، وقد تكسر الحاء لمكان
الياء مثل عصى. وقرئ: (من حليهم عجلا جسدا) بالضم والكسر.
_________
(1) صدره:
فشأنكها إنى أمين وإنني
(2) وهى ما يعطى على الكهانة. مختار.
(6/2318)
(*) وحلية السيف جمعها حلى، مثل لحية ولحى،
وربما ضم. وحلية الرجل: صفته. وحلية، بالفتح: مأسدة بناحية اليمن.
قال المعطل الهذلى يصف أسدا: كأنهم يخشون منك مدربا * بحلية مشبوح
الذراعين مهزعا والحلى على فعيل: يبيسُ النَصيِّ، والجمع
أَحْلِيَةٌ. وحَلَيْتُ المرأة أَحْلِيَها حَلْياً وحَلَوْتُها، إذا
جعلتَ لها حُلِيَّاً. ويقال: حَلِيَ فلانٌ بِعَيْني بالكسر وفي
عيني، وبصدري وفي صدري، يَحْلى حَلاوَةً، إذا أعجبَك. قال الراجز:
إنَّ سراجاً لكَرِيمٌ مَفْخَرُة * تَحْلى به العينُ إذا ما
تَجْهَرُهْ وهذا من المقلوب، والمعنى: يَحْلى بالعين. وكذلك حَلا
فلانٌ بعيني وفي عيني يَحْلُو حَلاوَةً. قال الأصمعيّ: حلِيَ في
عيني بالكسر، وحَلا في فمي بالفتح. ويقال أيضاً: حَلِيَتِ المرأةُ،
أي صارت ذاتَ حُليٍّ، فهي حَلِيَّةٌ وحالِيَةٌ ونسوةٌ حَوالٍ.
وحَلَّيْتُها تَحْلِيَةً، ومنه سيفٌ محلى.
(6/2318)
وحليت الرجل تحلية أيضا، أي وصفت حليته.
وحليت الشئ في عين صاحبه. وحليت الطعام: جعلته حلوا. وربما قالوا
حلات السويق، همزوا ما ليس بمهموز. واستحلاه من الحلاوة، كما يقال
استجاده من الجودة. وتحلى بالحلى، أي تزيَّنَ به. وقولهم: لم
يَحْلَ منه بطائِلٍ، أي لم يستفد منه كبير فائدة. ولا يتكلَّمُ به
إلاّ مع الجَحْدِ. والحلوا: التى تؤكل، تُمَدُّ وتقصر. قال الكميت:
من رَيْبِ دَهْرٍ أرى حَوادِثَهُ * تَعْتَزُّ حَلْواءها شَدائدُها
والحُلاوى، على فعالى بالضم: نبت. ووقع فلان على حلاوة القفا
بالضم، أي على وسط القفا، وكذلك على حُلاوى القفا وحَلاواءِ القفا،
إذا فتحْتَ مددْتَ، وإذا ضممت قصرت.
[حمى] حَمَيْتُهُ حِمايَةٌ، إذا
دفعت عنه. وهذا شئ حمى، على فعل، أي محظور لا يقرب.
(6/2319)
وأحميت المكان: جعلتُه حِمىً. وفي الحديث:
" لا حِمى إلاّ لله ورسوله ". وسمع الكسائي تثنية الحمى حموان،
قال: والوجه حميان. وقيل لعاصم بن ثابت الانصاري " حمى الدبر " على
فعيل بمعنى مفعول. وحماة المرأة: أمُّ زوجها، لا لغةَ فيها غير
هذه. وكل شئ من قبل الزوج مثل الاب والاخ فهم الأَحْماءُ، واحدهم
حَمَا. وفيه أربع لغات: حَماً مثل قَفاً، وحَمو مثل أبو، وحَمٌ مثل
أبٍ، وحَمْءٌ ساكنة الميم مهموزة، عن الفراء. وأنشد: قلتُ
لبَوَّابٍ لديه دارها * تئذن فإنى حمؤها وجارها ويروى: " حمها "
بترك الهمز. وكل شئ من قبل المرأة فهم الاختان. والصهر يجمع هذا
كله. وأصل حم حمو بالتحريك، لان جمعه أحماء، مثل آباء. وقد ذكرنا
في الاخ أن حمو من الاسماء التى لا تكون موحدة إلا مضافة، وقد جاء
في الشعر مفردا. قال رجل من ثقيف: هي ما كنتى وتز * عم أنى لها حمو
(1)
_________
(1) قبله: أيها الجيرة اسلموا * وقفوالى تكلموا خرجت مزنة من البحر
ريا تجمجم
(6/2319)
والحماة: عضلة الساق. قال الاصمعي: وفى ساق
الفرس حَماتانِ، وهما اللحمتان اللتان في عُرْضِ الساق تُرَيانِ
كالعَصَبَتَيْنِ من ظاهِرٍ وباطنٍ. والجمع حَمَواتٌ. والحامي:
الفحلُ من الإبل الذي طال مُكثه عندهم. ومنه قوله تعالى: (ولا
وَصيلَةٍ ولا حامٍ) . قال الفراء: إذا لَقِحَ وَلَدُ ولَدَهِ فقد
حَمَى ظهرَه، فلا يُرْكَبُ ولا يُجَزُّ له وبرٌ ولا يُمْنَعُ من
مرعى. والحامِيَتانِ: ما عن يمين السُنْبُكِ وشِماله. وفلان حامي
الحقيقة، مثل حامي الذِمار، والجمع حُماةٌ وحامِيَةٌ. وفلان حامي
الحُمَيَّا، أي يَحْمي حَوْزَتَهُ وما وِليَهُ. قال العجاج:
حامي الحُمَيَّا مَرِسُ الضَريرِ * وحُمَةُ العقرب: سَمُّهَا
وضَرُّهَا، وأصله حُمَوٌ أو حُمَيٌ، والهاء عوض. وأما حُمَّةُ
الحَرِّ، وهي مُعظَمه، فبالتشديد. وحُمَيَّا الكأس: أول سورتها.
وحموة الالم: سَورَته. وينشد: ما خِلْتُني زِلْتُ بعدكم ضَمِناً *
أشكو إليكم حُمُوَّةَ الألَمِ وحَمَيْتُ المريضَ الطعامَ حِمْيَةً
وحموة.
(6/2320)
واحتميت من الطعام احتماء. وأما قول
الشاعر: وقالوا يا لاشجع يوم هيج * ووسط الدار ضربا واحتمايا فإنما
أخرجه على الاصل، وهى لغة لبعض العرب. وحَمَيْتُ عن كذا حَمِيَّةً
بالتشديد ومَحْمِيَةً، إذا أَنِفْتَ منه وداخَلَك عارٌ وأنفَةٌ أن
تفعله. يقال: فلانٌ أحْمى أَنْفاً وأَمْنَعَ ذِماراً من فلان.
وحامَيْتُ عنه مُحاماةً وحِماءً. يقال: الضَرُوسُ تُحامي عن ولدها.
وحامَيْتُ على ضيفي، إذا احتفلتَ له. قال الشاعر: حامَوْا على
أضيافهم فَشَوَوْا لهمْ * من لحم منقية ومن أكباد وحمى النهارُ
بالكسر، وحمِيَ التَنُّورُ، حَمْياً فيهما، أي اشتدّ حَرُّهُ. وحكى
الكسائي: اشتد حَمْيُ الشمس وحَمْوها بمعنىً. وحَميتُ عليه بالكسر:
غضبتُ. والأمويّ يَهمِزه. ويقال: حِماءٌ لك بالمدّ، في معنى فِداءٌ
لك. وأَحْمَيْتُ الحديدَ في النار فهو محمى، ولا يقال حميته.
(6/2320)
وتحاماه الناس، أي توقوه واجتنبوه.
[حنا] الحنوة بالفتح: نبت طيب
الريح، وقال يصف روضة (1) : وكأنَّ أنماطَ المدائنِ حولها * من
نَوْرِ حَنْوَتِها ومن جَرْجارِها والحِنْوُ بالكسر: واحد أَحْناءِ
السرجِ والقَتبِ. وحِنْوُ كل شئ أيضا: اعوجاجه ; ومنه حنو الجبل.
والحنو أيضا: اسم موضع. والحنو: واحد الاحناء، وهى الجوانب، مثل
الاعناء. وقولهم: ازجر أحناء طيرك، أي نواحيَه يميناً وشِمالاً،
وأماماً وخَلْفاً. وَيراد بالطير الخِفَّة والطَيش. قال لبيد:
فقلتُ ازْدَجِرْ أحْناَء طيرك واعْلَمَنْ * بأنّك إنْ قَدَّمْتَ
رِجْلَكَ عاثِرُ والحَنِيَّةُ: القوسُ. والحنى: القسى. والحناء
مذكور في باب الهمز. وحنيت ظهرى، وحنيت العود: عطفته. وحنوت لغة،
وأنشد الكسائي:
_________
(1) النمر بن تولب.
(6/2321)
(*) يدق حنو القتب المحنيا * دق الوليد
جوزه الهنديا قال: فجمع بين اللغتين. يقول: يدقه برأسه من النعاس.
ورجل أَحْنَى الظهر، والمرأة حَنْياءُ وحَنْواءُ، أي في ظهرها
احديدابٌ. وفلان أَحْنَى الناسِ ضلوعاً عليك، أي أشفقُهم عليك.
وحَنَوْتُ عليه، أي عطَفتُ. وامرأةٌ حانِيَةٌ، إذا أقامت على ولدها
ولم تتزوّجْ بعد أبيهم. وقد حَنَتْ عليهم تَحْنو حُنُوَّاً.
وحَنَتِ النعجة تَحْنُو، إذا اشتهت الفَحل، فهي حانٍ وبها حِناءٌ،
وكذلك البقرَة الوحشيَّة، لأنّها عند العرب نعجةٌ. وتَحَنَّى عليه،
أي تعطَّف، مثل تَحَنَّنَ. قال الشاعر: تَحَنَّى عليكَ النَفْسُ من
لاعِجِ الهَوى * وكيف تَحَنِّيها وأنتَ تهينها وانحنى الشئ، أي
انعطف. والمَحاني: مَعاطف الأودية، الواحدة مَحْنِيَةٌ بالتخفيف.
[حوا] الحَوِيَّةُ: كِساءٌ
محشوٌّ يُدار حول سَنام البعير، وهي السَوِيَّة. قال عمير بن وهب
الجمحى
(6/2321)
يوم بدر، حين حزر أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم: " رأيت الحوايا عليها المنايا ". والحَوِيَّةُ لا تكون
إلاّ للجِمال، والسَوِيَّةُ قد تكون لغيرها. وحَوِيَّةُ البطن
وحاوِيَةُ البطن وحاوِياءُ البطن، كله بمعنى. قال الشاعر (1) : كأن
نقيق الحب في حاويائه * نقيق الافاعى أو نقيق العقارب وقال آخر:
وملح الوسيقة في الحاوية * يعنى اللبن. وجمع الحوية حوايا، وهى
الامعاء. وجمع الحاوياء حواو (2) ، على فواعل وكذلك جمع الحاوية.
والحواء: جماعة بيوت من الناس مُجتمِعة، والجمع الأَحويةُ، وهي من
الوبر. والحُوَّةُ: لونٌ يخالط الكُمْتَة، مثل صدأ الحديد. وقال
الأصمعي: الحُوَّةُ حُمْرَةٌ تضرب إلى السواد. يقال: قد احْوَوى
الفرس يحووى احوواء. قال: وبعض العرب يقول احواوى يحواوى احويواء.
وحكى الاصمعي احووى
_________
(1) جرير.
(2) في المخطوطات: حواوى على فواعل.
(6/2322)
(*) يحووى احوواء، على وزن ارعوى. قال:
وبعض العرب يقول حوى يحوى حوة، حكاه في كتاب الفرس. والحوة: سمرة
الشفة. يقال رجلٌ أَحْوى وامرأةٌ حواء، وقد حويت. والحوة: موضع
ببلاد كلب. قال ابن الرقاع: أو ظبية من ظباء الحوة انتقلت * مذانبا
فجرت (1) نبتا وحجرانا * وحواه يحويه حَيَّاً، أي جمعه. واحْتَواهُ
مثله. واحتوى على الشئ، أي ألمأ عليه. وتَحَوَّى، أي تَجَمَّعَ
واستدار. يقال: تَحَوَّتِ الحيةُ. وبعيرٌ أحْوى، إذا خالط
خُضْرَتَهُ سوادٌ وصفرةٌ. وتصغير أَحْوى أُحَيْوٍ، في لغة من قال
أسيود. واختلفوا في لغة من أدغم، قال عيسى ابن عمر: أحيى فصرف. قال
سيبويه: أخطأ هو،
_________
(1) قال ابن برى: الذى في شعر ابن الرقاع " فجرت ". والحجران: جمع
حاجر، مثل حائر وحوران، وهو مثل الغدير يمسك الماء.
(6/2322)
ولو جاز هذا لصرف أصم لاته أخف من أحوى
ولقالوا أصيم فصرفوا. وقال أبو عمرو بن العلاء: أحى كما قالوا
أحيو. قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عطاء عطى. وقال يونس: أحى.
قال سيبويه: هذا هو القياس، والصواب. وتقول في تصغير يحيى: يحيى يا
هذا، لان كل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات أولهن ياء التصغير فإنك تحذف
منهن واحدة، فإن لم يكن أولهن ياء التصغير أثبتهن ثلاثهن. تقول في
تصغير حية حيية، وتقول في تصغير: أيوب أيييب بأربع ياءات، واحتملت
ذلك لانها في وسط الاسم، ولو كان طرفا لم تجمع بينهن. والحواء،
مثال المكاء: نبت يشبه لون الذئب، الواحدة حواءة. عن الاصمعي.
[حيا] الحَياة: ضد الموت
والحَيُّ: ضدُّ الميّت. والمَحْيا مَفْعَلٌ من الحياة. تقول:
مَحْيَاي ومماتي. والجمع المحايى. وزعموا أن الحى بالكسر: جمع
الحَياةِ. قال العجاج:
وقد ترى إذا الحياة حى (1) *
_________
(1) في اللسان: كأنها إذا الحياة حى * وإذ زمان الناس دغفلى
(6/2323)
(*) والحى: واحد أَحْياءِ العرب. وأَحْياهُ
الله فَحَييَ وحَيَّ أيضاً، والإدغام أكثرَ لأنَّ الحركة لازمه،
فإذا لم تكن الحركة لازمةٌ لم تُدغَم كقوله تعالى: (أليسَ ذلك
بقادرٍ على أن يُحْييَ الموتى) ويقرأ: (يَحْيا من حَيِيَ عن بيّنة)
. وقال أبو زيد: حَيِيتُ منه أَحْيا: اسْتَحْيَيْتُ. وتقول في
الجمع: حيَوا، كما يقال خَشوا. قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء
الساكنين، لان الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا
إلى الضم، ولم تحرك الياء بالضم لثقله عليها، فحذفت وضمت الياء
الباقية لاجل الواو. قال الشاعر (1) : وكُنَّا حَسِبْناهُمْ
فَوارِسَ كَهْمَسٍ * حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعْصُرا وقال
بعضهم: حَيُّوا بالتشديد، تركه على ما كان عليه للادغام. قال ابن
مفرغ (2) : عَيُّوا بأمرهم كما * عَيَّتْ ببيضتها الحمامة قال أبو
عمرو: أجيا القوم، إذا حسنت حال مواشيهم. فإن أردتَ أنفسهم قلت:
حَيُوا.
_________
(1) أبو حزابة الوليد بن حنيفة.
(2) في اللسان: عبيد بن الابرص.
(6/2323)
وأُحْيَتِ الناقةُ، إذا حَيِيَ ولدُها، فهي
مُحْيٍ ومُحْيِيَةٌ، لا يكاد لها ولد. وأحيا القوم، أي صاروا في
الحَيا، وهو الخِصْبُ. وقد أتيت الأرض فأَحْيَيْتُها، أي وجدتها
خِصبةً. واسْتَحْياهُ واسْتَحْيا منه بمعنىً، من الحَياءِ. ويقال
استحيت بياء واحدة، وأصله استحييت مثل استعييت، فأعلوا الياء
الاولى وألقوا حركتها على الحاء فقالوا: استحيت كما قالوا استعيت،
استثقالا لما دخلت عليها الزوائد. قال سيبويه: حذفت لالتقاء
الساكنين لان الياء الاولى تقلب ألفا لتحركها. قال: وإنما فعلوا
ذلك حيث كثر في كلامهم. وقال أبو عثمان المازنى: لم تحذف لالتقاء
الساكنين، لانها لو حذفت لذلك لردوها إذا قالوا هو يستحى، ولقالوا
يستحى كما قالوا يستبيع. وقال أبو الحسن الأخفش: اسْتَحى بياء
واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل، لان ما كان
موضع لامه معتلا لم يعلوا عينه، ألا ترى أنهم قالوا أحييت وحويت.
ويقولون: قلت وبعت، فيعلون العين لما لم تعتل اللام، وإنما حذفوا
الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة، كما قالوا لا أدر في لا أدرى.
(6/2324)
وقوله تعالى: (ويَسْتَحيونَ نساءكم) وقوله
تعالى: (إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أن يضرب مثلاً) أي لا يستبقي.
والحَيَّةُ تكون للذَكَر والأنثى، وإنّما دخلتْه الهاء لأنّه واحد
ٌمن جنسٍ، كبَطّةٍ ودجاجةٍ، على أنَّه قد رُوي عن العرب: رأيت
حَيَّا على حَيَّةٍ، أي ذكراً على أنثى. وفلان حَيَّةٌ ذَكَرٌ.
والنسبة إلى حَيَّةٍ حَيَّويٌّ. والحَيُّوتُ: ذَكَرُ الحَيَّاتِ.
وأنشد الأصمعي:
ويأكل الحَيَّةَ والحَيَّوتا (1) * والحاوي: صاحب الحَيّاتِ، وهو
فاعلٌ. والحَيا، مقصورٌ: المطر والخصب، إذا ثنيت قلت حَيَيانِ،
فتبيِّن الياء، لأن الحركة غير لازمة. والحَياءُ ممدودٌ:
الاستحياءُ. والحَياءُ أيضاً: رَحِمُ الناقةِ، والجمع أحيية، عن
الاصمعي. والحيوان خلاف الموتان. وأرض محياة ومحواة أيضا، حكاه ابن
السراج، أي ذات حيات.
_________
(1) بعده: ويدمق الاغفال والتابوتا * ويخنق العجوز أو تموتا
(6/2324)
وحيوة: اسم رجل، وإنما لم يدغم كما أدغم
هين وميت لانه اسم مرتجل موضوع لا على وجه الفعل. والمحيا: الوجه.
والتحية: الملك. قال زُهَير بن جنابٍ الكلبيّ: ولَكُلُّ ما نالَ
الفَتَى قد نِلْتُهُ إلاَّ التَحِيَّهْ وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنها
تَفْعِلَةٌ والهاء لازمةٌ. قال عمرو بن معد يكرب: أَسِيرُ به إلى
النعمان حتى * أُنيخَ على تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِ (1) أي على
مُلْكِهِ. ويقال: حَيَّاكَ الله، أي مَلَّكَكَ الله. والتَحِيَّاتُ
لله، قال يعقوب: أي المُلْكُ لله والرجل محيى والمرأة محيية. وكل
اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات فينظر، فإن كان غير مبنى على فعل حذفت
منه اللام نحو قولك عطى في تصغير عطاء، وفى تصغير أحوى أحى. وإن
كان مبنيا
_________
(1) قال ابن برى: ويروى: " أسير بها "، و: " أوم بها ". وقبله: وكل
مفاضة بيضاء زغف * وكل معاود الغارات جلد
(6/2325)
(*) على فعل ثبتت نحو قولك محيى من حيا
يحيى. وقولهم: حَيَّ على الصلاة، معناه هَلُمَّ وأقبل. وفتحت الياء
لسكونها وسكون ما قبلها، كما قيل ليت ولعل. والعرب تقول: حى على
الثريد، وهو اسم لفعل الامر. وقد ذكرنا (حيهل) في باب اللام.
وحاحيت مكتوب في آخر الكتاب.
فصل الخاء
[خبا] الخابِيَةُ: الحُبُّ،
وأصلها الهمز، لأنَّها من خَبَأْتُ: إلاّ أنَّ العرب تركت همزها.
والخِباءُ: واحد الأَخْبِيَةِ من وبَر أو صوف، ولا يكون من شَعَر،
وهو على عمودين أو ثلاثة، وما فوق ذلك فهو بيتٌ. واسْتَخْبَيْنا
الخِباءَ، أي نَصَبْناهُ ودخَلْنا فيه. وأَخْبَيْتُ الخِباءَ
وتَخَبَّيْتُهُ، إذا عمِلْتَهُ. وكذلك التخيية. وخبت النار تخبو
خُبُوّاً، أي طُفِئَتْ. وأَخْبَيْتُها أنا.
[خثى] الخِثْيُ للبقر، والجمع
أَخْثاءٌ مثل حلس وأحلاس.
(293 - صحاح - 6)
(6/2325)
والخَثْي بالفتح: المصدر. تقول: خَثَى
البقر يخثى خثيا.
[حجى] الخجوجى: الرجل الطويل
الرجلين، وهو فعوعل والانثى خجوجاة.
[خدى] خدت الناقة تخدى، أي
أسرعت، مثل وخد ت وخودت، كله بمعنىً. قال الراعي: حتَّى غَدَتْ في
بياض الصبح طَيِّبَةً * رِيحً المباءة تخدى والثرى عمد وإنما نصب
ريح المباءة لما نون طيبة. وكان حقها الاضافة، فضارع قولهم: هو
ضارب زيدا.
[خذا] خذا الشئ يخذو خذوا:
استرخى. وخَذِيَ بالكسر مثله. يقال: اُذُنٌ خَذْواءُ بيّنة الخَذي
ويقال للاتان الخذواء، أي المسترخية الاذن. قال أبو الغول (1) يهجو
قوما: رأيتكم بنى الخذواء لما * دنا الاضحى وصللت اللحام (2)
_________
(1) الطهوى.
(2) بعده: توليتم بودكم وقلتم * لعك منك أقرب أو جذام
(6/2326)
(*) ويَنَمة خَذْواءُ: ليّنةٌ، وهي بقلةٌ.
* واستخذيت: خضعت. وقد يهمز. وقيل لاعرابي في مجلس أبى زيد: كيف
تقول استخذأت؟ ليتعرف منه الهمز، فقال: العرب لا تستخذئ، وهمز.
[خزا] خَزاهُ يَخْزوهُ خَزْواً:
ساسه وقهره. قال ذو الإصبع: لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في
حَسَبٍ * عَنِّي ولا أنت دَيَّاني فتَخْزوني أي ولا أنت مالِكُ
أمري فتسوسَني. وخزيَ بالكسر يَخْزى خِزْياً، أي ذَلَّ وهان. وقال
ابن السكيت: وقع في بليّةٍ. وأخزاه الله. قال لبيد: غير أن لا
تكذبنها في التقى * واخزها بالبر لله الاجل (1) قال الكسائي:
خازانى فلان فَخَزَيْتُهُ أَخْزِيهِ، وكرهتُ أن أَخْزِيَهُ. وخَزيَ
أيضاً يَخْزى خَزايَةً، أي استحياءً، فهو خَزْيانُ. وقوم خزايا،
وامرأة خزياء. قال جرير
_________
(1) قبله: اكذب النفس إذا حدثتها * إن صدق النفس يزرى بالامل
(6/2326)
وإن حمى لم يحمه غير فرتنا (1) * وغير ابن
ذى الكيرين خزيان ضائع أبو عبيد: الخزاء بالمد: نبت.
[خسا] يقال: خَساً أو زَكاً، أي
فردٌ أو زوجٌ. قال الكميت: مَكارِمُ لا تُحْصى إذا نحن لم نقل *
خسا أو زكا فيما نعد خلالها
[خشى] خَشيَ الرجل يَخْشَى
خَشْيَةً، أي خاف، فهو خَشْيانُ والمرأة خَشْيَاءُ. وخاشاني فلان
فخَشَيتُهُ أَخْشيهِ بالكسر، عن أبي عبيد، أي كنت أشدّ خَشْيَةً
منه. وهذا المكان أَخْشَى من ذاك، أي أشدُّ خوفاً. وقول الشاعر:
ولقد خَشيتُ بأنَّ مَن تبِعَ الهُدى * سكَنَ الجنانَ مع النبي
مُحَمَّدِ قالوا: معناه عَلِمْتُ. وقوله تعالى: (فَخَشينا أن
يُرهِقَهما طُغياناً وكُفراً) . قال الاخفش: معناه كرهنا.
_________
(1) فرتنا: اسم تسمى به الاماء.
(6/2327)
(*) وخشاه تَخْشيةً، أي خوَّفَه. يقال: "
خَشِّ ذؤالة بالحبالة "، يعنى الذئب. قال الاصمعي: الخشى، على
فعيل، مثل الخشى، وهو اليابس. قال الراجز:
سم ذراريح رطاب وخشى (1) * الاموى: الخشو: الحشف من التمر. يقال:
خشت النخلة تخشو، إذا أحشفت.
[خصى] الخُصْيةُ: واحدة الخُصى،
وكذلك الخصية بالكسر. قال أبو عبيدة: سمعت خصية بالضم ولم أسمع
خصية بالكسر، وسمعت خصياه، ولم يقولوا خصى للواحد (2) . وقال أبو
عمرو: الخُصْيَتانِ: البيضتان. والخُصْيَتانِ: الجلدتانِ اللتان
فيهما البيضتان. وينشد
_________
(1) قبله: إن بنى الاسود أخوال أبى * فإن عندي لو ركبت مسحلى
والمسحل: العزم الصارم. يقال: قد ركب فلان مسحله، إذا عزم على
الامر وجد فيه.
(2) قال ابن برى: قد جاء خصى للواحد في قول الراجز: شر الدلاء
الولغة الملازمه * صغيرة كخصى تيس وارمه
(6/2327)
كأن خصييه من التدلدل * ظرف عجوز فيه ثنتا
حنظل أراد: فيه حنظلتان. الاموى: الخصية: البيضة. وقالت امرأة من
العرب: لست أبالى أن أكون محمقه * إذا رأيت خصية معلقة والجمع
خُصىً، فإذا ثنّيت قلت خصيان ولم تلحقه التاء، وكذلك الالية إذا
ثنيت قلت أليان ولم تلحقه التاء ; وهما نادران. وخصيت الفحل خِصاءً
ممدودٌ، إذا سللتَ خُصْيَيْهِ. يقال: برئتُ إليك من الخصاء. قال
بشر (1) يهجو رجلا: جزيز القفا شعبان يربض حجرة * حديث الخصاء وارم
العفل معبر والرجل خصى، والجمع خصيان وخصية. وموضع القطع مخصى.
[خطا] الخُطْوَةُ بالضم: ما بين
القدمين، وجمع القلة خُطُواتٌ وخُطَواتٌ وخُطْواتٌ، والكثير خُطىً.
والخَطْوَةُ بالفتح: المرة الواحدة، والجمع
_________
(1) ابن أبى خازم.
(6/2328)
(*) خطوات بالتحريك وخطاء، مثل ركوة وركاء.
قال امرؤ القيس: لها وَثباتٌ كَوَثبِ الظِباءِ * فَوادٍ خَطاءٌ
ووادٍ مَطِرْ وقولهم في الدعاء إذا دعوا للإنسان: خُطِّيَ عنه
السُوءُ، أي دُفِعَ عنه السوء. يقال خطى عنك أي أميط. وخَطَوْتُ
واخْتَطَيْتُ بمعنىً، وأَخْطَيْتُ غيري إذا حملتَه على أن
يَخْطُوَ. وتَخَطَيْتُهُ، إذا تجاوزتُه. يقال: تَخَطَّيْتُ رقاب
الناس، وتَخَطَّيْتُ إلى كذا ; ولا تقل تخطأت بالهمز.
[خظا] خَظا لحمه يَخْظُو، أي
اكتنز. ولا تقل خظى. قال السعدى (1) : رقاب كالمواجن خاظيات *
وأستاه على الاكوار كوم (2) وقد يقال: لحمه خَظَا بظَا، أي مكتنز،
وأصله فعل. قال امرؤ القيس.
_________
(1) عامر بن الطفيل.
(2) قبله: وأهلكنى لكم في كل يوم * تعوجكم علي وأستقيم
(6/2328)
لها متنتان خظاتا كما * أكب على ساعديه
النمر أراد: خظاتان فحذف النون استخفافا. ويقال: أراد خظتا فرد
الالف التى كانت سقطت لاجتماع الساكنين للواحد لما تحركت التاء.
والخظوان بالتحريك: الذي ركب لحمُه بعضُه بعضاً. قال ابن السكيت:
يقال رجلٌ خنظيان، إذا كان فاحشا. وخنظى به، إذا ندّد به وأسمعه
المكروه.
[خفى] الاصمعي: خفيت الشئ
أخفيه: كتمته. وخَفَيْتُهُ أيضاً: أظهرته، وهو من الأضداد. وأبو
عبيدة مثلَه. يقال: خَفى المطرُ الفأر، إذا أخرجهنَّ من أنفاقهنّ،
أي من جِحَرتهنّ. قال علقمةُ (1) يصف فرساً: خَفاهُنَّ من
أَنْفاقِهِنَّ كأنَّما * خَفاهُنَّ ودق ذو سحاب مركب
_________
(1) قوله قال علقمة، الصواب قال امرؤ القيس:
خفاهن ودق من عشى مجلب * هكذا في ديوانه.
(6/2329)
(*) وأخفيت الشئ: سترته وكتمته. قال
الاصمعي: الخافي: الجِنُّ. قال الشاعر (1) :
ولا يُحسُّ من الخافي بها أَثَرُ (2) * وقال ابن مناذر:
الخافِيَةُ: ما يَخْفى في البدن من الجنّ. يقال به خَفِيَّةٌ، أي
لَمَمٌ ومس. وقولهم: أسود خفية، كقولهم أسود حلية، وهما مأسدتان.
وشئ خفى، أي خاف. ويجمع على خَفايا. والخَفيَّةُ أيضاً: الركِيَّة.
قال ابن السكيت: وكلُّ رَكِيَّةٍ كانت حُفرت ثم تركتْ حتّى اندفنت
ثمّ حفروها ونَثَلوها فهي خَفِيَّةٌ. وقال أبو عبيد: لأنَّها
استُخرِجتْ وأظهرتْ. وخَفَى عليه الأثر يَخْفى خَفاءً، ممدودٌ.
ويقال أيضاً: بَرَحَ الخَفاءُ، أي وضَح الامر. قال يعقوب: وقال بعض
العرب: " إذا حسن من المرأة خفياها حسن سائرها "، يعنى صوتها وأثر
وطئها الارض، لانها إذا كانت رخيمة الصوت دل ذلك على خفرها، وإذا
كانت مقاربة
_________
(1) أعشى باهلة.
(2) صدره:
يمشى ببيداء لا يمشى بها أحد:
(6/2329)
الخطى وتمكن أثر وطئها في الارض دل ذلك على
أن لها أردافا وأوراكا. قال الاصمعي: الخوافى: ما دون الريشات
العشر من مقدّم الجناح. والخَوافي من السَعَف: ما دون القِلَبَةِ
من النَخلة. وهي في لغة أهل الحجاز العَواهِن. واسْتَخْفَيْتُ منك،
أي تواريت. ولا تقل اخْتَفَيْتُ. وخَفا البرق يَخْفو خُفُوّاً،
ويَخْفى خَفْياً، إذا لَمَعَ لمعاً ضعيفاً معترضا في نواحى الغيم.
فإن لمع قليلا ثم سكن وليس له اعتراض فهو الوميض، وإن شق الغيم
واستطال في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمالا فهو
العقيقة. واستخفيت الشئ، أي استخرجته. والمختفي: النباش، لأنَّه
يستخرج الأكفان. والأَخْفِيَةُ: الأكسية، والواحد خِفاءٌ، لأنّها
تُلقى على السقاء. قال الكميت يذم قوما وأنهم لا يبرحون بيوتهم ولا
يحضرون الحرب: ففى تلك أحلاس البيوت لواصف * وأخفية ما هم تجر
وتسحب وقوله تعالى: (إن الساعة آتيةٌ أكاد أُخْفيها) ويقرأ:
(أَخْفيها) ، أي أزيل عنها
(6/2330)
خفاءها، أي غطاءها. وهو كقولهم: أشكيته، أي
أزلته عما يشكوه.
[خلا] خلا الشئ يخلو خلوا.
وخَلَوْتُ به خَلْوَةً وخَلاءً. وخَلَوْتُ به، أي سخِرْتُ به.
وخَلَوْتُ إليه، إذا اجتمعتَ معه في خَلْوَةٍ. قال الله تعالى:
(وإذا خَلَوْا إلى شياطينهم) . ويقال: إلى هنا بمعنى مَعَ، كما
قال: (مَنْ أنصاري إلى الله) . وقوله تعالى: (وإنْ مِنْ أُمَةٍ
إلاَّ خَلا فيها نذيرٌ) أي مضى وأرسل. وتقول: أنا منكَ خَلاءٌ، أي
بَراءٌ. إذا جعلته مصدراً لم تُثَنِّ ولم تجمع، وإذا جعلته اسماً
على فَعيلٍ ثنّيت وجمعت وأنّثت فقلت: أنا خَليٌّ منك، أي برئ منك،
وفى المثل: " خلاؤك أقنى لحيائك "، أي منزلك إذا خلوتَ فيه ألزم
لحيائك. والخَلاءُ ممدود: المتوضأ. الخلاء أيضا: المكان لا شئ به.
والخلية: الناقة تُطْلق من عِقالها ويُخَلَّى عنها. ويقال للمرأة:
أنتِ خَلِيَّةٌ، كناية عن الطلاق. والخَلِيّةُ: الناقة تُعطَف مع
أخرى على ولد
(6/2330)
واحد فتدران عليه ويتخلى أهل البيت بواحدة
يحلبونها. ومنه قول الشاعر (1) :
لها لبن الخلية والصعود (2) * والخلية أيضا: السفينة العظيمة. ومنه
قول طرفة:
خلايا سفين بالنواصف من دد (3) * وتقول: أنا خلو من كذا، أي خالٍ.
والخَلِيَّةُ أيضاً: بيتُ النحل الذي تُعسِّل فيه. و (خلا) كلمة
يستثنى بها، وتنصب ما بعدها وتُجَرّ. تقول: جاءُوني خَلا زيداً،
تنصب بها إذا جعلتها فعلا وتضمر فيها الفاعل، كأنّكَ قلت: خَلا مَن
جاءني من زيد. وإذا قلت خَلا زيدٍ فجررتَ فهي عند بعض النحويين
حرفُ جرٍّ بمنزلة حاشا، وعند بعضهم مصدر مضاف. وأمَّا (ما خَلا)
فلا يكون فيما بعدها إلاّ النصب، تقول: جاءُوني ما خَلا زيداً ;
لأنَّ خَلا لا تكون
_________
(1) هو خالد بن جعفر بن كلاب، يصف فرسا.
(2) صدره:
أمرت بها الرعاء ليكرموها
(3) صدره:
كأن حمول المالكية غدوة:
(6/2331)
(*) بعد ما إلا صلة لها، وهي معها مصدر،
كأنّك قلت: جاءُوني خُلُوَّ زيدٍ، أي خُلُوَّهُمْ من زيد، تريد
خالِينَ من زيدٍ. وقولهم: افْعَلْ كذا وخَلاكَ ذمٌّ، أي أعذَرْتَ
وسقط عنك الذم. وخلاوة: أبو بطن من أشجع، وهو خلاوة ابن سبيع بن
بكر بن أشجع. وفى المثل: " أنا من هذا الامر فالج بن خلاوة " أي
برئ منه، وقد ذكرناه في باب الجيم. والخلى: الخالى من الهم، وهو
خلاف الشجيّ. وقال الأصمعيّ: الخَالي من الرجال: الذي لا زوجةَ له.
وأنشد لامرئ القيس:
وأمنع عرسي أن يزن بها الخالى (1) * قال: والقرون الخاليَةُ، هم
المواضي. والخَلى مقصوراً: الرطب من الحشيش، الواحدة خَلاةٌ. وجاء
في المثل: " عَبْدٌ وخلّى في يديه " أي إنه مع عبوديته عنى. قال
يعقوب: ولا تقل: وخلى (2) في يديه. وتقول: خليت الخلى واختليته، أي
جززته وقطعته، فانخلى.
_________
(1) صدره:
ألم ترنى أصبى على المرء عرسه
(2) في المطبوعة الاولى: " وخلى "، صوابه من اللسان.
(6/2331)
والمخلى: ما يجز به الخَلى. والمِخْلاةُ:
ما يُجعَل فيه الخَلى. قال ابن السكيت: خَلَيْتُ دابّتي أَخْليها،
إذا جززت لها الخلى. والسيف يختلى، أي يقطع. والمُخْتَلونَ
والخالُونَ: الذين يَخْتَلونَ الخَلى ويقطعونه. وأَخْلَتِ الأرض،
أي كثر خلاها قال أبو عمرو: خلا لك الشئ وأخلى بمعنى. وأنشد بيتَ
معِن بن أوس (1) : أَعاذِلَ هل يأتي القبائلَ حَظُّها * من الموت
أم أَخْلى لنا الموتُ وَحْدَنا وأَخْلَيْتُ المكان: صادفته خالياً.
واستخلاه مجلسه، أي سأله أن يخليه له. وأخليت , خلوت. وأَخْلَيْتُ
غيري، يتعدَّى ولا يتعدّى. قال عُتَيُّ بن مالكٍ العُقَيليّ: أتيتُ
مع الحُدَّاثِ لَيْلى فلم أُبِنْ * فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عند
خَلائي * وأُخْلَيْتُ عن الطعام، أي خَلَوْتُ عنه. وخالَيْتُ
الرجل: تاركته. وتَخَلَّيْتُ: تفرغت.
_________
(1) المزني.
(6/2332)
(*) وخليت عنه، خليت سبيله، فهو مُخَلَّى.
ورأيته مُخَلَّياً. قال الشاعر: مالي أَراكَ مُخَلِّياً * أين
السلاسلُ والقيودُ أَغَلا الحديدُ بأرضكمْ * أم ليس يضبطك الحديد
[خنا] الخَنا: الفُحشُ. وكلامٌ
خَنٍ وكلمةٌ خَنِيَّةٌ. وقد خَنيَ عليه بالكسر. وأَخْنَى عليه في
منطقه، إذا أفحش. قال أبو ذؤيب: فلا تُخنوا عَلَيَّ ولا تُشِطّوا *
بقول الفخرِ إنَّ الفخر حوبُ وأَخْنى عليه الدهر، أي أتى عليه
وأهلكه. ومنه قول النابغة: أَضْحَتْ خَلاءً وأضحى (1) أهلُها
احتملوا * أَخْنى عليها الذي أَخْنى على لبد وأخنيت عليه: أفسدت.
[خوى] خَوَتِ النجوم تَخْوي
خَيَّاً: أمحلت، وذلك إذا سقطتْ ولم تُمطر في نوئها. وأَخْوَتْ
مثله.
_________
(1) في اللسان: " أمست خلاء وأمسى ".
(6/2332)
وخَوَتِ (1) الدارُ خَواءً ممدود: أقوتْ،
وكذلك إذا سقطت. ومنه قوله تعالى: (فتِلك بيوتُهم خاوِيَةً) ، أي
خاليةً، ويقال ساقطةً، كما قال تعالى: (فهي خاوِيَةٌ على عُروشها)
، أي ساقطة على سقوفها. وخَوَتِ المرأة وخَوَيْتُ أيضاً خَوىً، أي
خلا جوفُها عند الولادة. وخَوَّيْتُ لها تَخْوِيَةً، إذا عملتَ لها
خَوِيَّةً تأكلُها، وهي طعام. والخَويُّ: البطن السهل من الأرض،
على فَعيلٍ. وحكى أبو عبيد: الخَواةُ: الصوت. وخَوَّى البعير
تَخْوِيَةً، إذا جافى بطنَه عن الأرض في بُروكه. وكذلك الرجلُ في
سجوده، والطائرُ إذا أرسلَ جناحَيه. ويقال أيضاً: خَوَّتِ النجوم،
إذا مالت للمغيب.
فصل الدال
[دأى] الدَأْيُ من البعير:
الموضع الذى تقع عليه ظلفة
_________
(1) خوت الدار: تهدمت. وخوت، وخويت خيا وخويا وخواء وخواية: خلت من
أهلها.
(6/2333)
(*) الرحل فتَعقِره. ومنه قيل للغراب: ابن
دأْيَةَ. وقال يصفُ الشَيب: ولما رأيتُ النَسْرَ عَزَّ ابن دأْيَةٍ
* وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ جاشتْ له نَفْسي ويجمع على دأَياتٍ
بالتحريك. وجمع الدأى دئى، مثل ضأن وضئين، ومعز ومعيز. قال الراجز
(1) : يعض منها الظلف الدئيا * عض الثقاف الخرص الخطيا أبو زيد:
دأيت للشئ أدأى له دأيا، إذا خْتَلْتَهُ، مثل أَدَوْتُ له.
ودَأَوْتُ له: لغةٌ في دَأَيْتُ. يقال: الذئب يَدْأَى للغزال
ليأخذه، أي يختله، مثل يأدو.
[دبي] الدَبا: الجرادُ قبل أن يطير، الواحدة دباة. قال الراجز: كأن
خوق قرطها المعقوب * على دباة أو على يعسوب وأرض مدبية، على
مَفْعولَةٍ، إذا أكل الدَبي نباتها. وأَدْبى الرِمْثُ، إذا أشبَه
ما يخرج من ورقه
_________
(1) حميد الارقط.
(294 - صحاح - 6)
(6/2333)
الدبى. وهو حينئذ يصلحُ أن يُرْعى ويؤكل.
وأرضٌ مُدْبِيَةٌ ومَدْباةٌ: كثيرة الدبى. والدباء، على وزن المكاء
القرع، الواحدة دباءة. قال امرؤ القيس: وإن (1) أدبرت قلت دباءة *
من الخضر مغموسة في الغدر ابن الاعرابي: جاء فلان يدبى دبى، إذا
جاء بمالٍ كالدَبى في الكثرة.
[دجا] الدُجى: الظلمة. يقال:
دَجا الليل يَدْجو دُجُوَّاً. وليلةٌ داجِيَةٌ. وكذا أَدْجى الليلُ
وتَدَجَّى. ودَياجي الليل: حنادسُه، كأنّه جمع دَيْجاةٍ. قال
الأصمعيّ: دَجا الليل إنّما هو ألبس كل شئ، وليس هو من الظُلمة.
قال: ومنه قولهم: دَجا الإسلامُ، أي قويَ وألبس كل شئ. والدجى: جمع
دُجْيَةٍ بالضم، وهي قتْرة الصائد، والظُلْمة أيضاً. وإنّه لفي
عيشٍ داجٍ، كأنَّه يُراد به الخفض.
_________
(1) في اللسان: " إذا أقبلت ".
(6/2334)
(*) والمُداجاةُ: المداراةُ. يقال:
داجَيْتُهُ، إذا داريتَه، كأنَّك ساترتَه العداوة. قال قعنب ابن أم
صاحب: كل يُداجى على البغضاء صاحبه ولن أُعالِنَهُمْ إلاّ بما
علَنوا وذكر أبو عمروٍ أنَّ المُداجاةَ أيضاً المنع بين الشدة
والارخاء.
[دحا] دحوت الشئ دحوا: بسطته.
قال الله تعالى: (والارض بعد ذلك دحاها) ، أي بسطها. ودَحا المطرُ
الحصى عن وجه الأرض. ويقال للاّعب بالجوز: أَبْعِدِ المَدى
وادْحُهُ، أي ارْمِهِ. ويقال للفرس: مَرَّ يَدْحو دَحْواً، وذلك
إذا رمى بيديه رمياً لا يرفع سُنبُكَه عن الأرض كثيراً. ودحية
بالكسر (1) ، هو دحية بن خليفة الكلبى، الذى كان يأتي جبريل النبي
عليه السلام في صورته، وكان من أجمل الناس.
_________
(1) في القاموس جواز فتحه.
(6/2334)
وأما دحية بالفتح ودحوة، فهما ابنا معاوية
ابن بكر بن هوازن. ومَدْحى النعامةِ: موضع بيضها. وأُدْحِيُّها:
موضعها الذي تفرّخ فيه ; وهو أُفْعولٌ من دَحَوْتُ، لأنها تَدْحوهُ
برجلها ثم تبيضُ فيه. وليس للنعام عش.
[ددا] الدَدا: اللهو واللعب.
يقال: هذا دَداً مثل عَصاً، ودَدٌ مثل دَمٍ، ودَدَنٌ مثل حَزَنٍ.
وقد ذكر في النون.
[درى] دَرَيْتُهُ (1) ودَرَيْتُ
به دَرْياً ودُرْيَةً ودِرْيَةً ودِرايَةً، أي علمت به. وينشد:
لاهم لا أدرى وأنت الدارى * وإنما قالوا: لا أدر بحذف الياء
تخفيفا، لكثرة الاستعمال، كما قالوا لم أبل ولم يك. وأدريته، أي
أعلمته. وقرئ: (ولا أدرأ كم به) ، والوجه فيه ترك الهمز.
_________
(1) في القاموس: دريته، وبه أدرى دريا ودرية ويكسران، ودريانا
باكسر ويحرك، ودراية بالكسر، ودريا كحلى.
(6/2335)
(*) ومداراة الناس تهمز. ولا تهمز، وهي
المداجاة والملاينة. قال الأًصمعي: الدَرِيَّةُ غير مهموز، وهي
دابَّةٌ يستتر بها الصائد فإذا أمكنَه رَمى. وقال أبو زيد: هو
مهموز، لأنَّها تُدْرأ نحو الصيد، أي تُدفع. قال الإخطل: فإن كنتِ
قد أقْصَدْتِني إذ رَمَيْتِني * بسَهمِكِ فالرامي يصيدُ ولا يَدْري
أي لا يستتر ولا يَخْتِلُ. وأنشد الفراء: فإن كنتُ لا أدري
الظِباَء فإنَّني * أدسُّ لها تحت التراب الداوهيا والمدرى: القرن.
قال النابغة الدبيانى يصف الثور والكلاب: شك الفَريضَةَ بالمِدْرى
فأنفَذها * شكَّ المُبَيْطِرِ إذ يشفى من العَضَدِ وكذلك
المِدْراةُ وربَّما تُصلح بها الماشطة قرونَ النساء، وهى شئ
كالمسلة تكون معها. قال طرفة: تَهْلِكُ المِدْراةُ في أكنافه *
وإذا ما أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ ويقال: تَدَرَّتِ المرأةُ، أي
سرَّحتْ شعرها. وقولهم: إنَّ بني فلان ادروا مكانا، كأنهم
(6/2335)
اعتمدوه بالغزو والغارة. قال سُحًيم بن
وَثيل الرِياحيّ: أتتنا عامرٌ من أرض رامٍ * مُعَلِّقَةَ الكَنائن
تَدَّرينا وتَدَرَّاهُ وادَّراهُ بمعنىً، أي خَتَله، تَفَعَّلَ
وافتعل بمعنى. قال سحيم: وماذا تدرى (1) الشعراء منى * وقد جاوزت
رأس الاربعين قال يعقوب: كسر نون الجمع لان القوافى مخفوضة. ألا
ترى إلى قوله: أخو خمسين مجتمع أشدى * ونجذنى مداورة الشئون وقول
الراجز: كيف تراني أذرى وأدرى * غرات جمل وتدرى غررى فالاول إنما
هو بالذال معجمة، وهو أفتعل من ذريت تراب المعدن. والثانى بدال غير
معجمة، وهو أفتعل من ادراه أي ختله. والثالث تتفعل من تدراه أي
ختله، فأسقط إحدى التاءين. يقول: كيف تراني أذرى تراب المعدن وأختل
مع ذلك هذه المرأة بالنظر إليها إذا غفلت.
_________
(1) في اللسان: " وماذا يدرى ".
(6/2336)
(*) وقولهم: جاب المدرى، أي غليظ القرن،
يدل بذلك على صغر سنِّ الغزال ; لأنَّ قرنه في أوّل ما يطلع يغلُظ،
ثم يَدِقُّ بعد ذلك إذا طال.
[درحى] الدرحاية: الرجل الضخم
القصير، وهو فعلاية. قال الراجز: عكوك (1) إذا مشى درحايه * يحسبنى
لا أعرف الحداية
[دسا] دَسَّاها، أي أخفاها. وهو
في الأصل دَسَّسَها، فأبدل من إحدى السينين ياء.
[دعا] الدَعْوَةُ إلى الطعام
بالفتح. يقال: كنا في دَعْوَةِ فلان ومَدْعاةِ فلان، وهو في الأصل
مصدرٌ، يريدون الدُعَاءَ إلى الطعام. والدِعْوَةُ بالكسر في النسب،
يقال: فلان دَعيٌّ بيّن الدِعْوَةِ والدَعْوى في النسب. هذا أكثر
كلام العرب إلا عدى الرباب فإنهم يفتحون الدال في النسب ويكسرونها
في الطعام.
_________
(1) في اللسان: " عكوكا ".
(6/2336)
والدعى أيضا: من تَبَنَّيْتَهُ. قال تعالى:
(وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبناءكم) . وادَّعيتُ على فلانٍ كذا.
والاسم الدَعْوى. والادِّعاءُ في الحرب: الاعتزاء، وهو أن يقول:
أنا فلان بن فلان. وتَداعَتِ الحِيطانُ للخراب، أي تهادمتْ.
والأُدْعِيَةُ مثل الا حجية. والمداعاة: المحاجاة. يقال: بينهم
أدعية يتداعون بها. وهي مثل الأغلوطات. حتَّى الألغاز من الشعر
أُدْعِيَّةٌ، مثل قول الشاعر: أُداعِيك ما مُسْتَصْحَباتٌ مع
السُرى * حسانٌ وما آثارُها بِحسانِ (1) يعنى السيوف. وقال آخر يصف
القلم: حاجيتك يا خنسا * ء في جنس من الشعر وفيما طوله شبر * وقد
يوفى على الشبر له في رأسه شق * نطوف ماؤه يجرى
_________
(1) المستصحبات، عنى بها السيوف. ويروى: " ما مستحقبات ":
(6/2337)
(*) أبينى لم أقل هجرا * ورب البيت والحجر
ودعوت فلانا، أي صِحْتُ به واسْتَدْعَيْتُهُ، ودَعَوْتُ الله له
وعليه دُعاءً. والدَعْوَةُ المرَّةُ الواحدة. والدُعاءُ: واحد
الأدْعِيَةِ، وأصله دعاؤ، لانه من دعوت إلا أن الواو لما جاءت بعد
الالف همزت. وتقول للمراة: أنت تدعين، وفيه لغة ثانية: أنت تدعوين،
وفيه لغة ثالثة أنت تدعين بإشمام العين الضمة، وللجماعة: أنتن
تدعون مثل الرجال سواء. وداعية اللبن: ما يترك في الضرع ليَدْعُوَ
ما بعده. وفي الحديث: " دَعْ داعِيَ اللبن ". ودَواعي الدهر:
صروفه. وقولهم: ما بالدار دُعْويٌّ بالضم، أي أحد. قال الكسائي: هو
من دَعَوْتُ، أي ليس فيها من يَدْعُو، لا يتكلَّم به إلا مع الجحد.
وقول العجاج:
إنى لا أسعى إلى داعيه * مشددة الياء، والهاء للعماد مثل التى في
سلطانيه وماليه. قال الاخفش: سمعت من العرب من يقول:
(6/2337)
لو دعونا لا ندعينا، أي لاجبنا ; كما تقول:
لو بعثونا لانبعثنا. حكاه عنه أبو بكر ابن السراج.
[دغا] يقال: فلان ذو دَغَواتٍ
وذو دَغَياتٍ، إذا كان ذا أخلاق رديئة، الواحدة دَغْوَةٌ
ودَغْيَةٌ. قال رؤبة (1) :
ذا دَغَواتٍ قُلَّبَ الأخلاقِ * أي ذا أخلاق رديئة متلونة. ودغة:
لقب امرأة من عجل تحمق ; يقال: " أحمق من دغة " وأصلها دغو أو دغى،
والهاء عوض.
[دفا] دَفَوْتُ الجريح أدْفوهُ
دَفْواً، إذا أجهزتَ عليه، وكذلك دافَيْتُهُ وأدفيته. حكاهما أبو
عبيد. وفى الحديث أنه عليه الصلاة والسلام أتى بأسير يوعك، فقال
لقوم منهم: " اذهبوا به فأدفوه "، يريد الدفء من البرد، فذهبوا به
فقتلوه، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والدفا مقصور:
الانحناء ; يقال: رجلٌ أَدْفى، أي في صلبه احديداب.
_________
(1) ليس لرؤبة (راجع التكملة ص 1175) .
(6/2338)
(*) ويقال: وعل أدفى بين الدَفا، وهو الذي
طال قرناه جداً وذهَبا قِبَلَ أذنيه. وعَنْزٌ دَفْواءُ. وطائرٌ
أَدْفى: طويل الجناح. والدفواء: الشجرة العظيمة. وفى الحديث أنه
أبصر شجرة دفواء تسمى ذات أنواط لانه كان يناط السلاح بها وتعبد
دون الله عزوجل. وإنما قيل للعُقاب دَفْواءُ لعوجِ منقارها.
والتَدافي: التداول. يقال: تَدافى البعير تَدافِياً، إذا سار سيراً
متجافياً. وربَّما قيل للنجيبة الطويلة العنق دَفْواءُ.
[دقى] دَقى الفَصيلُ بالكسر
يَدْقى دَقى، إذا أكثر من شرب اللبن حتى بشم، فهو داق على فَعِلٍ،
والأنثى دَقِيَّةٌ. وقد قيل دقوان ودقوى. وأنشد الاصمعي: وإنى (1)
لا تنظر سيوح عباءتي * شفاء الدقى يا بكر أم (2) حكيم
[دلو] الدَلْوُ: واحدة الدِلاءِ
التي يستقى بها. وكذلك الدَلا بالفتح، الواحدة دلاة. وجمع
_________
(1) في اللسان: " وإنى وإن تنكر ".
(2) في اللسان: " يا بكر أم تميم ".
(6/2338)
الدلو في أقل العدد أدل، وهو أفعل، قلبت
الواو ياء لوقوعها طرفا بعد ضمة. والكثير دلاء ودلى على فعول (1) .
وقال الراجز: آليت لا أعطى غلاما أبدا * دلاته إنى أحب الاسودا
يريد بدلاته سجله ونصيبه من الود. والاسود: اسم ابنه. والدلو: برج
من بروج السماء. والدَلْوُ: سمةٌ للإبل. وقولهم: جاء فلان
بالدَلْوِ، أي بالداهية. قال الراجز: يحملن عنقاء وعنقفيرا *
والدلو والديلم والزفيرا والدالية: المنجنون تديرها البقر،
والناعورة يديرها الماء. ودَلَوْتُ الدَلْوَ: نزعتها.
وأَدْلَيْتُها: أرسلتها في البئر لتمتلئ. وقد جاء في الشعر الدالى
بمعنى المدلى. وهو في قول العجاج يصف ماء:
يكشف عن جماته دلو الدال (2) *
_________
(1) في القاموس: ودلى، ودلى كعلى.
(2) بعده:
عباءة غبراء من أجن طال:
(6/2339)
(*) يعنى المدلى. ودلوت الناقة دلوا: سرتها
سيرا رويدا. وقال الراجز:
لا تعجلا بالسير وادلواها (1) * وقال آخر: لا تقلواها وادلواها
دلوا * إن مع اليوم أخاه غدوا وادلولى، أي أسرع، وهو افعوعل. ودلوت
الرجل وداليته، إذا رفَقْت به وداريتَه. ودَلاَّهُ بغُرورٍ، أي
أوقعه فيما أراد من تغريره، وهو من إدلاء الدَلْوِ. ودَلَوتُ بفلان
إليك، أي استشفعت به إليك. وقال عمر لما استسقى بالعباس رضى الله
عنهما: اللهم أنا نتقرب إليك بعم النبي صلى الله عليه وسلم وقفية
آبائه وكبر رجاله، دلونا به إليك مستشفعين. وتدلى من الشجرة. وقوله
تعالى: (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) ، أي تدلل، كقوله تعالى: (ثم ذهب
إلى أهله يتمطى) ، أي يتمطط. قال لبيد (2)
_________
(1) بعده:
لبئسما بطء ولا نرعاها
(2) يصف فرسا.
(6/2339)
فتدليت عليها قافِلاً * وعلى الأرض
غَياياتُ الطَفَلْ وأَدْلى بحجته، أي احتجَّ بها. وهو يُدْلي
برحِمِه، أي يمتُّ بها. وأَدْلى بماله إلى الحاكم: دَفَعَه إليه.
ومنه قوله تعالى: (وتُدْلوا بها إلى الحُكّام) يعنى الرشوة.
[دما] الدَمُ أصله دَمَوٌ
بالتحريك، وإنما قالوا دَميَ يَدْمى لحال الكسرة التي قبل الياء،
كما قالوا رَضيَ يَرْضى وهو من الرضوان. قال الشاعر: فلو أَنَّا
على حجرٍ ذُبِحْنا * جَرى الدَمَيانِ بالخبر اليقين (1) وبعض العرب
يقول في تثنيته دموان. وقال سيبويه: الدم أصله دمى على فعل
بالتسكين، لانه يجمع على دماء ودمى، مثل ظبى وظباء ظبى، ودلو ودلاء
ودلى. قال: ولو كان مثل وقفا وعصا لما جمع على ذلك.
_________
(1) قبله: لعمرك إننى وأبا رباح * على طول التجاور منذ حين ليبغضني
وأبغضه وأيضا * يرانى دونه وأراه دوني
(6/2340)
(*) وقال المبرد: أصله فعل بالتحريك وإن
جاء جمعه مخالفا لنظائره، والذاهب منه الياء، والدليل عليها قولهم
في تثنيته دميان ; ألا ترى أن الشاعر لما اضطر أخرجه على أصله
فقال: فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر
الدما (1) فأخرجه على الاصل. ولا يلزم على هذا قولهم يديان وإن
اتفقوا على أن تقدير يد فعل ساكنة العين، لانه إنما ثنى على لغة من
يقول لليد يدا. وهذا القول أصح. وتصغير الدم دُمَيٌّ. والجمع
دِماءٌ، والنسبة إليه دَميٌّ، وإن شئت دَمَويٌّ. ويقال: دمى الشئ
يدمى دمى ودميا فهو دم، مثل فرق يفرق فرقا فهو فرق. والمصدر متفق
عليه أنه بالتحريك، وأنما اختلفوا في الاسم. والدمية: الضم، والجمع
الدمى، وهي الصورة من العاج ونحوه. وقول الشاعر: والبيضَ
يَرْفُلْنَ في الدمى * والريط والمذهب المصون (2)
_________
(1) في اللسان:
ولكن على أعقابنا يقطر الدما
(2) قبله: إن شواء ونشوة * وخبب البازل الامون
(6/2340)
يعنى ثيابا فيها تصاوير. وساتى دما (1) :
اسم جبل، يقال سمى بذلك لانه ليس من يوم إلا ويسفك عليه دم ;
كأنهما اسمان جعلا واحدا. وأنشد سيبويه (2) : لما رأت ساتى دما
استعبرت * لله در اليوم من لامها وقال الاعشى: وهرقلا يوم ذى ساتى
دما * من بنى برجان ذى البأس رجح (3) وقد حذف يزيد بن مفرغ الحميرى
منه الميم فقال:
فدير سوى فساتيدا فبصرى * والمدمى: السهم الذى عليه حُمرة الدم وقد
جَسِدَ به حتّى يضربَ إلى السواد. وكان الرجل إذا رمى العدوَّ
بسهمٍ فأصاب ثم رماه به العدوّ وعليه دمٌ، جعله في كنانته تبر
كابه. ويقال: المدمى: الشديد الحمرة من الخيل وغيره. وكلُّ أحمرَ
شديد الحمرة فهو مُدَمَّى. يقال: كميث
_________
(1) ويكتب أيضا: " ساتيدما ".
(2) لعمرو بن قميئة.
(3) في التكملة: والرواية في الناس بالنون، ويروى " رجح "
بالتحريك، أي رجح عليهم.
(6/2341)
(*) مدمى. ويقال: المدمى: السهم الذي
يتعاوره الرُماةُ بينهم. وهو راجع إلى ما ذكرناه. الأصمعيّ:
المُسْتَدْمي: الذي يَستخرج من غريمه دَيْنَهُ بالرفق. قال:
والمُسْتَدْمي أيضاً: الذي يقطر من أنفه الدم، المطأطئ رأسه.
وأَدْمَيْتُهُ أنا ودَمَّيْتُهُ تَدْمِيَةً، إذا ضربتَه حتَّى خرج
منه دم. قال رؤبة: فلا تكوني يا ابنةَ الأشَمِّ * وَرْقاءَ دَمَّى
ذئبها المدمى والدامية: الشجة التي تَدْمى ولا تسيل. ودَمُ
الأخوين: العَنْدَمُ. والدَمَةُ أخصُّ من الدم، كما قالوا بياض
وبياضة.
[دنا] دَنَوْتُ منه دُنُوَّاً،
وأَدْنَيْتُ غيري. وسمِّيت الدُنْيَا لِدُنُوِّها ; والجمع دنى مثل
الكبرى والكبر، والصغرى والصغر، وأصله دنو فحذفت الواو لاجتماع
الساكنين. والنسبة إليها دنياوى، ويقال دنيوى ودني. ويقال: أدنت
الناقة، إذا دَنا نِتاجها. ودانَيْتُ بين الأمرين، أي قاربت.
وبينهما دَناوَةٌ، أي قرابةٌ. يقال: ما تزداد منّا إلاّ قُرباً
ودَناوَةً. والدَنيُّ: القريب، غير مهموز.
(295 - صحاح - 6)
(6/2341)
وقولهم: لقيته أدنى دنى، أي أول شئ. وأما
الدَنيُّ بمعنى الدُونِ فهو مهموز. ويقال: إنَّه ليُدَنِّي في
الأمور تَدْنِيَةً، أي يتتبَّع صغيرها وخسيسها. وفي الحديث: " إذا
أكلتم فدَنَّوا "، أي كلُوا ممَّا يليكم. والمدَنِّي من الرجال:
الضعيف. وتَدَنَّى فلان، أي دَنا قليلاً قليلاً. وتَدانَوْا، أي
دَنَا بعضُهم من بعض. والادنيان: واديان. والدنا: موضع بالبادية.
قال: فأمواه الدنا فعوير ضات * دوارس بعد أحياء حلال وتقول: هو ابن
عم دنى ودنيا ودنيا ودنية، إذا ضممت الدال لم تجر، وإذا كسرت إن
شئت أجريت وأن شئت لم تجر. فأما إذا أضفت العم إلى معرفة لم يجز
الخفض في دنى، كقولك: هو ابن عمه دنيا ودنية، أي لحا، لان دنيا
نكرة فلا تكون نعتا لمعرفة.
[دوى] الدواءُ (1) ممدودٌ: واحد
الأدْوِيَةِ. والدواء
_________
(1) الدواء مثلثة: ما داويت به، وبالقصر: المرض.
(6/2342)
(*) بالكسر لغة فيه. وهذا البيت ينشد على
هذه اللغة (1) : يقولون مخمورٌ وذاك دِواؤُهُ (2) * عَلَيَّ إذَنْ
مَشْيٌ إلى البيت واجبُ أي قالوا: إن الجلد والتعزير دَواؤُهُ،
قال: وعَلَيَّ حِجَّةٌ ماشياً إنْ كنت شربتها. ويقال: الدِواءُ
إنّما هو مصدر داوَيْتُهُ مُداواةً ودِواءً. ورجلٌ دَوٍ بكسر
الواو، أي فاسد الجوف من داءٍ، وامرأةٌ دَوِيَةٌ. فإذا قلتَ رجلٌ
دَوّى بالفتح استوى فيه المذكَّر والمؤنّث والجمع، لأنه مصدر في
الأصل. ويقال أيضاً رجلٌ دَوّي بالفتح، أي أحمق. وأنشد الفراء: وقد
أقود بالدوى المزمل * أخرس في السفر بقاق المنزل (3) ويقال: تركت
فلاناً دَوَىً ما أرى به حياةً. والدَوى مقصورٌ: المرض. تقول منه:
دَوِيَ بالكسر، أي مَرِضَ. ودَويَ صدره. أيضاً أي ضَغِنَ. وأدواه
غيره، أي أمرضه.
_________
(1) لابي الجراح العقيلى.
(2) في اللسان والمخطوطات: " وهذا دواؤه ".
(3) بقاق: كثير الكلام.
(6/2342)
وداواه: أي عالجه. يقال: هو يُدْوي ويداوى،
أي يعالج. وتداوى بالشئ، أي تعالج به. ودووى الشئ، أي عولج، ولا
يدغم فرقا بين فوعل وفعل. قال العجاج:
بفاحم دووى حتى اعلنكسا (1) * والدواية والدواية: الجُليْدَةُ التي
تعلو اللبن والمرق. وقد دَوَّى اللبن تَدْوِيَةً، إذا ركبته
الدُوايَة. وقد ادَّوَيْتُ، أي أكلت الدواية، وهو افتعلت. قال
الشاعر (2) :
كما كتمت داء ابنها أم مدوى (3) * وذلك أن خاطبة من الاعراب خطبت
على ابنها جارية، فجاءت أمها إلى أم الغلام لتنظر إليه، فدخل
الغلام فقال: أأدوى يا أمي؟ فقالت الام: اللجام معلق بعمود البيت.
أرادت بذلك كتمان زلة الابن وسوء عادته. ودوى الريح: حفيفها، وكذلك
دوى
_________
(1) بعده:
وبشر مع البياض أحلسا
(2) هو يزيد بن الحكم الثقفى.
(3) صدره:
بدا منك غش طالما قد كتمته:
(6/2343)
(*) النحل والطائر. ويقال دوى الفخل تدوية،
وذلك إذا سمعت لهديره دَوِيَّاً. والمُدَوِّي أيضاً: السحاب ذو
الرعد المرتجس. قال الأصمعيّ: يقال دَوَّى الكلب في الأرض، كما
يقال دَوَّمَ الطائر في السماء، إذا دار في طيرانه ولزم السمتَ في
ارتفاعه. قال: ولا يكون التدويمُ في الأرض، ولا التدوية في السماء.
وكان يعيب قول ذى الرمة: حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرضِ راجَعَهُ *
كِبْرٌ ولو شاء نَجَّى نَفْسَهُ الهَرَبُ * وبعضهم يقول: هما لغتان
بمعنى يجول، ومنه اشتقت دوامة الصبى، وذلك لا يكون إلا في الارض.
والدواة بالفتح: ما يكتب منه، والجمع دوى، مثل نواة ونوى، ودوى
أيضا على فعول جمع الجمع، مثل صفاة وصفا وصفى. قال أبو ذؤيب: عرفت
الدِيارَ كَرَقْم الدُوِ * يِّ حبَّرَه الكاتب الحِمْيَرِيُّ
وثلاثُ دَوَياتٍ إلى العشْر. والدَوُّ والدَوِّيُّ: المفازةُ،
وكذلك الدوية لانها مفازة مثلها فنسبت إليها. وهو كقولهم: قعسر
وقعسرى، ودهر دوار ودوارى.
(6/2343)
قال الشاعر (1) : ودوية قَفْرٍ تَمَشَّى
نَعامُها * كمَشْيِ النَصارى في خفاف الارندج (2) والدو أيضا:
موضع، وهو أرض من أرض العرب. وربما قالوا داوية، قلبوا الواو
الاولى الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها. ولا يقاس عليه. وقولهم: ما
بها دوى، أي أحد ممن يسكن الدو، كما يقال: ما بها دورِيٌّ
وطورِيٌّ. ابن السكيت: الدَواءُ: ما عولج به الفرسُ من تضمير وحنذ،
وما عولجت به الجارية حتى تسمن. وأنشد لسلامة بن جندل: ليس بأسفى
ولا أقنى ولا سغل (3) * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ
يعنى اللبن، وإنما جعله دواء لانهم كانوا يضمرون الخيل بشرب اللبن
والحنذ ويقفون به الجارية، وهى القفية لانها تؤثر به كما يؤثر
الضيف والصبى.
_________
(1) الشماخ.
(2) في نسخة: " نعاجها ". والارندج: جلد أسود، قال أبو عبيد: أصله
بالفارسية رنده.
(3) بالغين المعجمة، وهو المضطرب الاعضاء. وفى المطبوعة الاولى: "
سفل "، تحريف.
(6/2344)
(*) الاصمع رى: أرض دوية مخفف، أي ذات
أدواء.
[دهى] الداهِيَةُ: الأمر
العظيم. ودَواهي الدهر: ما يصيب الناسَ من عظيم نوبه وحوادثه. قال
ابن السكيت: دهته داهية دَهْياءُ ودَهْواءُ، وهو توكيدٌ لها.
والدَهْيُ، ساكنة الهاء: النُكْرُ وجودة الرأي. يقال: رجلٌ
داهِيَةٌ بيّن الدهى. والدهاء ممدود، والهمزة فيه منقلبة من الياء
لا من الواو، وهما دهياوان. وما دَهاكَ، أي ما أصابك.
فصل الذال
[ذى] ذأى الابل يذآها ويذؤها
ذَأواً: طردَها وساقَها. وذَأَى البقل يَذْأَى ذَأْواً: لغة في
ذَوى، أي ذبل. عن ابن السكيت.
[ذبى] ذبيان، وذبيان أيضا بكسر
الذال: أبو قبيلة من قيس، وهو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن
سعد بن قيس عيلان.
(6/2344)
[ذرا]
الأصمعي: الذَرا بالفتح: كلُّ ما استترت به. يقال: أنا في ظل فلان
في ذراه، أي في كنفه وسِتره ودِفئه. وذرى الشئ بالضم: أعاليه،
الواحدة ذِرْوَةٌ وذُرْوَةٌ أيضاً بالضم، وهي أعلى السَنام.
والذَرا أيضاً: اسمٌ لما ذَرَتْهُ الريح، واسمُ الدمع المصبوب. قال
سليمان بن صرد لعلى رضى الله عنه: " بلغني عن أمير المؤمنين ذرو من
قول تشذر (1) لى فيه بالوعيد، فسرت إليه جوادا ". قوله ذرو من قول،
أي طرف منه ولم يتكامل. ويقال: مر فلان يذرو ذَرْواً، أي يمرُّ
مَرًّا سريعاً. قال العجاج:
ذار إذا لاقى العزاز أحصفا * وذرا الشئ، أي سقط. وذروته أنا، أي
طيّرته وأذهبته. قال أوس: إذا مُقْرَمٌ منا ذَرا حَدُّ نابِهِ *
تَخَمَّطَ منا (2) نابُ آخر مقرم
_________
(1) تشذر: أي توعد. قال أبو عبيد: لست أشك فيها بالذال، قال:
وبعضهم يقول: تشزر بالزاى.
(2) ويروى: " فينا ":
(6/2345)
(*) والذاريات: الرياح. وذرت الريح الترابِ
وغَيرَه تَذْروهُ وتَذْريهِ، ذَرْواً وذَرْياً، أي سَفَتْهُ. ومنه
قولهم: ذَرَّى الناس الحِنطة. وأَذْرَيْتُ الشئ، إذا ألقيته،
كإلقائك الحب للزرع. وطعنه فأَذْراهُ عن ظهر دابَّته، أي ألقاه.
واسْتَذْرَتِ المعزى، أي اشتهت الفحل، مثل استدرت. واستذريت
بالشجرة، أي استظللتُ بها وصرتُ في دفئها. واسْتَذْرَيْتُ بفلان،
أي التجأت إليه وصرتُ في كَنَفه. وتَذْرِيَةُ الأكداس معروفة.
والمِذْرى: خشبةٌ ذاتُ أطرافٍ يُذَرَّى بها الطعام وتُنَقَّى بها
الأكداس من التِبْنِ. ومنه ذَرَّيْتُ ترابَ المعدن، إذا طلبت منه
الذهب. والذرة: حب معروف، وأصله ذرو أو ذرى، والهاء عوض. قال أبو
زيد: ذَرَّيْتُ الشاةَ تّذْرِيَةً، وهو أن تجزّ صوفَها وتدعَ فوق
ظهرها شيئاً منه لتُعرفُ به، وذلك في الضأن خاصّةً وفي الإبل. قال:
وفلانٌ يُذَرِّي حَسَبَهُ، أي يمدحه ويرفع من شأنه. وأنشد لرؤبة:
(6/2345)
عمدا أذرى حسبى أن يشتما * بهذر (1) هذار
يمج البلغما وتذريت السنام: علوته وفَرعتُه. الأصمعيّ: تَذَرَّيْتُ
بني فلان وتَنَصَّيْتُهُمْ، إذا تزوَّجت في الذروة منهم والناصية.
والمذروان: أطراف الأليتين، ولا واحدَ لهما، لانه لو كان واحدهما
مذرى على ما يزعم أبو عبيدة لقالوا في التثنية مذريان ; لان
المقصور إذا كان على أربعة أحرف يثنى بالياء على كل حال، نحو مقلى
ومقليان. والمِذْرَوانِ من القوس: الموضِعان اللذان يقع عليهما
الوتَر من أعلى ومن أسفل، ولا واحد لهما. وقولهم: جاء فلان يُنفض
مِذْرَوَيْهِ، إذا جاء باغياً يتهدد. قال عنترة يهجو عُمارة بن
زيادٍ العبسيّ: أَحَوْلي تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها * لتقتلني
فها أنا ذا عُمارا يريد: يا عُمارَةُ. وأَذْرَتِ العينُ دمعها:
صبته.
_________
(1) في أمالى القالى: " بهدر هدار ". بالمهملة. وكذلك في
المخطوطات. راجع التكملة ص 1176.
(6/2346)
(*)
[ذكا] الذكاءُ ممدودٌ: حِدّة
القلب. وقد ذَكيَ الرجل بالكسر يَذْكى ذكاء، فهو ذكى على فعيل.
والذكاء أيضا: السنُّ. وقال الحجاج: " فُرْرْتُ عن ذَكاءٍ ". وبلغت
الدابةُ الذَكاءَ، أي السنّ. وذُكاءٌ بالضم غير مصروف: اسمٌ للشمس
معرفة لا تدخلها الألف واللام. تقول: هذه ذُكاءُ طالعةً. ويقال
للصبح: ابن ذُكاءَ، لانه من ضوئها. قال حميد الأرقط: فوردَتْ قبلَ
انبلاج الفَجْرِ * وابن ذكاء كامن من كفر * والتَذْكِيَةُ: الذبحُ.
وتَذْكِيَةُ النار: إيقادها ورفعُها. ويقال أيضاً: ذَكَّى الرجلُ،
إذا أسَنَّ. والمَذاكي: الخيل التي قد أتى عليها بعد قُروحها سنةٌ
أو سنتان، الواحدة مُذَكٍّ، مثل المُخْلف من الإبل. وفي المثل: "
جَرْيُ المُذَكِّياتِ غلاءٌ ". وذَكَتِ النار تَذْكو ذَكاً مقصورٌ،
أي اشتعلت. وأَذْكَيْتُها أنا. وأَذْكَيْت عليه العيونَ، إذا
أرسلْتَ عليه الطلائع. قال الشاعر في النار:
(6/2346)
وظل لنا يوم كأنَّ أُوارهُ * ذكا النارِ من
نجم الفروع طويل وذكوان: أبو قبيلة من سليم. والمُذكِيَةُ: ما يلقى
على النار تذكى به.
[ذلي] اذْلَوْلى اذْليلاءً، أي انطلقَ في استخفاء.
[ذمى] الذَماءُ ممدودٌ: بقية
الروح في المذبوح. يقال: الضبُّ أطول شئ ذماء. وقد ذمى المذبوح
يَذْمى ذَماءً، إذا تحرّك. والذَمَيانُ: الإسراع. وقد ذَمي يَذْمي،
إذا أسرع. وذَمَتْني ريحُ كذا، أي آذَتْني. وأنشد أبو عمرو: ليست
بعَصْلاَء تَذْمي الكلب نَكْهتُها * ولا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ
ثَدْياها واسْتَذْمَيْتُ ما عند فلان، إذا تتبَّعتَه وأخذتَه.
يقال: خُذْ من فلان ما ذَمى لك، أي ما ارتفع لك.
[ذوى] ابن السكيت: ذَوى البقل
بالفتح يَذْوي (1) ذُوِيَّاً فهو ذاو، أي ذَبل. قال: ولا يقال ذوى
_________
(1) ذيا كما في اللسان.
(6/2347)
(*) البقل بالكسر. وقال أبو عبيدة: قال
يونس: هي لغة: وأذواه الحر، أي أذبله.
فصل الراء
[رأى] الرؤية بالعين تتعدى إلى
مفعول واحد، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين. يقال: رأى زيداً
عالِماً. ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً وراءَةً، مثل راعَةٍ. والرَأْيُ
معروف، وجمعه أرْآءٌ وآراءٌ أيضاً مقلوب، ورَئيٌّ على فعيل، مثل
ضأن وضئين. ويقال أيضا: به رَئِيٌّ من الجن، أي مَسٌّ. ويقال: رأى
في الفقه رَأْياً. وقد تركت العربُ الهمزَ في مستقبله لكثرته في
كلامهم، وربّما احتاجت إليه فهمزَتْه، كما قال الشاعر (1) :
ومن يَتَمَلَّ العَيْشَ يَرْءَ ويسمع (2) * وقال سراقة البارقى
_________
(1) هو الاعلم بن جرادة السعدى.
(2) صدره:
ألم ترأ ما لاقيت والدهر أعصر * وفى اللسان:
ومن يتمل الدهر يرأى ويسمع:
(6/2347)
أرى عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ * كلانا
عالِمٌ بالتُرَّهاتِ (1) وربَّما جاء ماضيه بلا همز. قال اسماعيل
ابن بشّار: صاحِ هل رَيْتَ أو سمعتِ بَراعٍ * رَدَّ في الضَرْعِ ما
قَرى في الحِلابِ ويروى: " في العِلابِ ". وكذلك قالوا في
أَرَأَيْتَ وأَرْأَيْتَكَ: أَرَيْتَ وأَرَيْتَكَ بلا همز. قال أبو
الأسود: أَرَيْتَ امْرَأً كنتُ لم أَبْلُهُ * أتاني فقال
اتَّخِذْني خليلا وقال آخر (2) : أَرَيْتَكَ إنْ منعتَ كلامَ
لَيْلى * أتمنعُني على لَيْلى البُكاَء (3) وإذا أمرت منه على
الأصل قلت: ارء، وعلى الحذف: رأ.
_________
(1) قبله: ألا أبلغ أبا إسحاق أنى * رأيت البلق دهما مصمتات بعده:
كفرت بربكم وجعلت نذرا * على قتالكم حتى الممات
(2) هو ركاض بن أباق الدبيرى.
(3) قبله: =
(6/2348)
(*) وقولهم: على وجهه رَأْوَةُ الحمق، إذا
عرفت الحمق فيه قبل أن تخبره. وأريته الشئ فرآه، وأصله
أَرْأَيْتُهُ. وارْتَآهُ: افْتَعَلَ من الرأي والتدبير. وأَرْأَتِ
الشاةُ، إذا عظُم ضرعُها قبل وِلادها، فهي مُرْئٍ. وفلانٌ مُراءٍ
وقومٌ مُراءُونَ، والاسم الرِياءُ. يقال: فعلَ ذلك رِياءً وسُمعةً.
ويقال أيضاً: قومٌ رِئاءٌ، أي يقابل بعضُهم بعضاً. وكذلك بيوتهم
رِئاءٌ. وتَراءى الجمعان: رأى بعضُهم بعضاً. وتقول: فلان يتراءى،
أي ينظُر إلى وجهه في المرآة أو في السيف. وتَراءَى له شئ من الجن،
وللاثنين: تَراءَيا، وللجمع: تَراءَوْا. وقال أبو زيد: بعَيْنِ ما
أَرَيَنَّكَ، أي اعْجَلْ وكنْ كأنِّي أنظرُ إليك. وتقول من الرئاء:
يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يستحمق ويستعقل. عن أبى عمرو. والرئة:
السحر، مهموزة، وتجمع على
_________
= فقولا صادقين لزوج حبى * جعلت لها وإن بخلت فداء وفى اللسان: "
كلام حبى ".
(6/2348)
رئين، والهاء عوض من الياء. تقول منه:
رَأَيْتُهُ، أي أصبت رئته. والترية: الشئ الخفى اليسير من الصُفْرة
والكُدرة تراها المرأةُ بعد الاغتسال من الحيض ; فأما ما كان في
أيام الحيض فهو حيض وليس بترية. وقوله تعالى: (هم أحسن أثاثاً
ورِئْياً) مَنْ همزه جعله من المنظر من رأَيْتُ، وهو ما رأته العين
من حالٍ حسنةٍ وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ. وأنشد أبو عبيدةَ لمحمد بنُ
نُمير الثَقَفيّ: أشَاقَتْكَ الظعائنُ يوم بانوا * بِذي الرِئْي
الجميلِ من الأثاثِ ومن لم يهمزه فإما أن يكون على تخفيف الهمز، أو
يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريا، أي امتلات وحسنت. وتقول للمرأة:
أنتِ تَرَيْنَ، وللجماعة: انتن ترين، لان الفعل للواحد والجماعة
سواء في المواجة في خبر المرأة من بنات الياء، إلا أن النون التى
في الواحدة علامة الرفع والتى في الجمع إنما هو نون الجماعة.
وتقول: أنت تريننى، وإن شئت أدغمت وقلت تَرِينِّي بتشديد النون،
كما تقول تَضْرِبنِّي. وسامرا: المدينة التى بناها المعتصم، وفيها
(6/2349)
لغات: سر من رأى، وسر من رأى، وساء من رأى،
وسامرا، عن أحمد بن يحيى ثعلب وابن الانباري. والمِرْآةُ بكسر
الميم: التي يُنظَر فيها. وثلاث مَراءٍ، والكثير مَرايا. قال أبو
زيد: رَأْيْتُ الرجل تَرْئِيَةً، إذا أمسكت له المرآةَ لينظر فيها.
والمَرْآةُ على مَفْعَلةٍ: المنظر الحسن. يقال: امرأة حسنة
المَرْآةِ والمَرْأى، كما يقال حسنة المَنْظَرةِ والمَنْظَرِ.
وفلانٌ حسنٌ في مَرْآةِ العين، أي في المنظر. وفي المثل. " تخبر عن
مجهوله مَرْآتُهُ "، أي ظاهِرُهُ يدلّ على باطِنه. والرُواءُ
بالضم: حُسن المنظر. ويقال: راءَى فلانٌ الناسَ يُرائِيهِمْ
مُراءاةً، ورايأَهُمْ مُرايأَةً على القلب بمعنىً. ورأى في منامه
رُؤْيا، على فُعْلى، بلا تنوين. وجمع الرؤيا رؤى بالتنوين، مثل
رعى. وفلان منى بمَرأىً ومسمعٍ، أي حيث أراه وأسمع قوله.
[ربا] ربا الشئ يربو ربوا، أي
زاد. والرابِيَةُ: الرَبْوُ، وهو ما ارتفع من الارض.
(296 - صحاح - 6)
(6/2349)
وربوت الرابِيَةَ: علوتها. وكذلك
الرُبْوَةُ بالضم. وفيها أربع لغات: رُبْوَةٌ ورَبْوَةٌ ورِبْوَةٌ
ورَباوَةٌ (1) . والرَبْوُ: النَفَسُ العالي. يقال: رَبا يَرْبُو
رَبْواً، إذا أخذه الرَبْوُ. ورَبا الفرس، إذا انتفخ من عَدْوٍ أو
فزعٍ. قال بشر بن أبي خازم: كَأَنَّ حَفيفَ مُنْخُرِهِ إذا ما *
كَتَمْنَ الرَبْوَ كيرٌ مُستعارُ قال الفراء في قوله تعالى:
(فأَخَذَهُم أخذةً رابِيَةً) أي زائدة، كقولك: أَرْبَيْتُ، إذا
أخذتَ أكثر مما أعطيت. ورَبَوْتُ في بني فلان ورَبيتُ، أي نشأتُ
فيهم. وينشد (2) :
ثلاثةُ أملاكٍ رَبَوْا في حُجورِنا (3) * ورَبَّيْتُهُ تَرْبِيَةً
وتَرَبَّيْتُهُ، أي غذوته. هذا لكلِّ ما ينمي، كالولد والزرع
ونحوه.
_________
(1) ورباوة ورباوة، عن اللسان.
(2) لمسكين الدارمي.
(3) عجزه:
فهل قائل حقا كمن هو كاذب * وربوت في حجره ربوا وربوا، وربيت رباء
وربيا.
(6/2350)
(*) ويقال زنجبيل مربى ومُرَبَّبٌ أيضاً،
أي معمول بالرُبِّ. ابن دريد: لفلانٍ على فلان رَباءٌ بالفتح
والمدّ، أي طَوْلٌ. والرِبا في البيع. ويثنَّى رِبَوانِ ورِبَيانِ.
وقد أَرْبى الرجل. والرُبْيَةُ مخففة: لغة في الربا. وفى الحديث في
صلح أهل نجران: " ليس عليهم ربية (1) ولا دم " قال الفراء: إنما هو
ربية مخففة، سماعا من العرب، يعنى أنهم تكلموا بها بالياء، وكان
القياس ربوة بالواو، وكذلك الحبية من الاحتباء. ومعنى الحديث أنه
أسقط عنهم كل دم كانوا يطلبون به وكل ربا كان عليهم، إلا رءوس
أموالهم فإنهم يردونها. والاربية بالضم والتشديد: أصل الفخذ، وأصله
أربوة فاستثقلوا التشديد على الواو. وهما أُرْبِيَّتان. ويقال
أيضاً: جاء فلان في أربية قومه،
_________
(1) قال أبو عبيد: هكذا روى بتشديد الباء والياء. وقال الفراء:
إنما هو ربية مخفف أراد بها الربا الذى كان عليهم في الجاهلية،
والدماء التى كانوا يطلبون بها.
(6/2350)
أي في أهل بيته من بني الأعمام ونحوِهم،
ولا تكون الأُرْبِيَّةُ من غيرهم. وقال: وإنِّي وَسْطَ ثعلبةَ بن
عمروٍ * بلا أُرْبِيَّةٍ نَبَتَتْ فروعا والاربيان بكسر الهمزة:
ضرب من السمك بيض كالدود يكون بالبصرة. أبو حاتم: الربية: ضرب من
الحشرات، وجمعه ربى.
[رتا] الرَتْوَةُ: الخُطْوة.
وقد رَتَوْتُ أرتو، أي خطوت. وفى حديث معاذ رضى الله عنه " أنه
يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة "، أي بخطوة، ويقال بدرجة. ورتاه
يرتوه، أي أرخاه وأوهاه. قال الحارث (1) يذكر جبلاً وارتفاعَه:
مكفهرّاً على الحوادث لا يَرْ * تُوهُ للدهر مُؤَيِدٌ صَمَّاءُ (2)
أي لا توهيه داهية ولا تغيِّره. ورَتاهُ أيضاً، أي شدَّهُ ; وهو من
الأَضداد.
_________
(1) الحارث بن حلزة.
(2) ويروى: " لا ترتوه "، أي لا تنقصه ولا تضعفه.
(6/2351)
(*) وفى الحديث: " إن الخزيرة ترتو فؤاد
المريض " (1) أي تشده وتقويه. قال لبيد يصف درعا: فخمة ذفراء ترتى
بالعرى * قردمانيا وتركا كالبصل يعنى الدروع لها عرى في أوساطها،
فيضم ذيلها إلى تلك العرى وتشد إلى فوق لتشمر عن لابسها، فذلك الشد
هو الرتو. الأمويّ: رَتَوْتُ بالدلو رَتْواً، إذا مددتَها مدّاً
رفيقاً. وقال غيره: رَتَا برأسه يَرْتُو رَتْواً، وهو مثل الايماء.
حكاه أبو عبيد.
[رثى] الرَثْيَةُ بالفتح: وجع
في الرُكبتين والمفاصل. قال حُميد يذكر كبره (2) :
ورثية تنهض بالتشدد (3) *
_________
(1) في المختار: الخزير والخزيرة: لحم يقطع صغارا على ماءٍ كثير
فإذا نَضِجَ ذر عليه الدقيق.
(2) في اللسان: " أبو نخيلة يصف كبره ".
(3) قبله:
وقد علتنى ذرأة بادى بدى * وبعده:
وصار للفحل لساني ويدى:
(6/2351)
ويروى: " في تَشَدُّدي ". والجمع رَثَياتٌ.
قال الراجز (1) : وللكبير رَثَياتٌ أربعُ * الركبتانِ والنَسا
والأَخْدَعُ ولا يزال رأسه يُصَدَّعُ (2) * ورَثَيْتُ الميّت
مَرْثِيَّةً ورَثَوْتُهُ أيضاً، إذا بكيته وعَدَّدْتُ محاسنَه،
وكذلك إذا نظمتَ فيه شعراً. ورَثى له، أي رقّ له. ابن السكيت: قالت
امرأة من العرب: " رثأت زوجي بأبيات " وهمزت. قال الفراء: ربما
خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز. قالوا: رثأت الميت،
ولبأت بالحج، وحلات السويق تحلثة، وأنما هو من الحلاوة، إذا كانت
تنوح نياحة (3) . وامرأة رثاءة ورثاية. فمن لم يهمز أخرجه على
أصله، ومن همز فلان الياء إذا وقعت بعد
_________
(1) جواس بن نعيم، ويعرف بابن أم نهار.
(2) بعده:
وكل شئ بعد ذاك ييجع
(3) كذا. وفى اللسان: " وامرأة رثاءة ورثاية: كثيرة الرثاء لبعلها
أو لغيره ممن يكرم عندها تنوح نياحة ".
(6/2352)
(*) الالف الساكنة همزت. وكذلك القول في
سقاءة وسقاية وما أشبهها. أبو عمرو: رَثَيْتُ عنه حديثاً أَرْثي
رِثايَةً، إذا ذكرته عنه.
[رجا] أَرْجَيْتُ الأمر:
أخَّرته، يهمز ولا يهمز. وقد قرئ: (وآخرون مرجون لامر الله) و
(أرجه وأخاه) . فإذا وصفت الرجل به قلت: رجل مرج وقوم مرجية. وإذا
نسبت إليه قلت رجل مرجى بالتشديد على ما ذكرناه في باب الهمز.
والرجاء من الامل ممدود ; يقال: رَجَوْتُ فلاناً رَجْواً ورَجاءً
ورَجاوَةً. ويقال: ما أتيتُك إلاّ رَجاوَةً الخير. وتَرَجَّيْتُهُ
كلّه بمعنى رَجَوْتُهُ. قال بشرٌ يخاطب بنته: فرجى الخير وانتظري
إيايى * إذا ما القارظ العنزي آبا ومالي في فلان رَجِيَّةٌ، أي ما
أرْجوهُ. وقد يكون الرَجْوُ والرَجاءُ بمعنى الخوف. قال الله
تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وَقاراً) ، أي تخافون عظمةَ الله.
وقال أبو ذؤيب: إذا لسعته النحلُ لم يَرْجُ لسعَها * وحالَفَها في
بيت نوب عواسل (1)
_________
(1) يروى: " وخالفها ".
(6/2352)
أي لم يَخَفْ ولم يُبالِ. والرَجا مقصورٌ:
ناحية البئر وحافَتاها. وكلُّ ناحيةٍ رَجاً. يقال منه: أَرْجَيْتُ.
والرَجَوانِ: حافَتا البئر. فإذا قالوا: رُميَ به الرَجَوانِ،
أرادوا أنّه طُرِحَ في المهالك. وقال المراديّ: كأنْ لم تَرَيْ
قبلي أسيراً مكبلاً * ولا رجلاً يُرْمى به الرَجَوانِ (1) أي لا
يستطيع أن يستمسك. والجمع أَرْجاءٌ قال تعالى: (والمَلَكُ على
أَرْجائِها) . وقطيفةٌ حمراء أُرْجُوانٌ. وأَرْجَتِ الناقة: دنا
نِتاجها، يهمز ولا يهمز. والارجوان: صبغ أحمر شديد الحمرة. قال أبو
عبيد: وهو الذي يقال له النَشاسْتَجُ. قال: والبَهْرمَان دونَه.
ويقال أيضاً الأُرْجوانُ معرّب، وهو بالفارسية أُرغوانْ، وهو شجرٌ
له نَوْرٌ أحمر أحسنُ ما يكون. وكلُّ لونٍ يشبهه فهو أرجوان. قال
عمرو بن كلثوم: كأنَّ ثيابنا منّا ومنهم * خُضِبْنَ بأرجوان أو
طلينا
_________
(1) قبله: لقد هزئت منى بنجران إذ رأت * مقامي في الكبلين أم أبان
(6/2353)
(*)
[رحى] الرَحى معروفة، وهي
مؤنثّة، وَالألف منقلبة من الياء. تقول: هما رَحَيانِ. وقال
مُهلهِل: كَأَنَّا غُدْوَةً وبَني أَبِينا * بجنْبِ عُنَيْزَةٍ
رحيا مدير وكل من مد قال رحاء ورحاء ان وأرحية، مثل عطاء وعطاءان
وأعطية، فجعلها منقلبة من الواو وما أدري ما حُجَّته وما صحَّته.
وثلاثُ أَرْحٍ والكثير أَرْحاءٌ: ورَحَوْتُ الرَحى ورَحَيتُها، إذا
أدرتَها. ورَحَتِ الحيّة تَرحُو وتَرَحَّتْ، إذا استدارت. والرَحى:
قطعةٌ من الأرض تستدير وترتفع على ما حولها. ورَحى القومِ:
سيِّدُهُمْ. ورَحى الحرب: حَوْمَتُها. ورَحى السحاب: مستدارها.
والرَحى: كِركِرة البعير. والرَحى: الضِرس. والأرحاءُ: الأضراس.
والأرْحاءُ: القبائل التي تستقلّ بنفسها وتستغني عن غيرها. والرحى
في قول الراعى:
إلى ضوء نار بين فردة والرحى (1) *
_________
(1) صدره:
عجبت من السارين والريح قرة:
(6/2353)
اسم موضع. والرحى الابل: الطحّانة، وهي
الإبل الكثيرة تزدحم.
[رخا] شئ رخو ورخو، بكسر الراء
وفتحها، أي هَشٌّ. ورَخيَ الشئ يرخى، ورخو أيضا يرخو، إذا صار
رِخْواً. وفرسٌ رِخْوَةٌ، أي سهلةٌ مسترسِلةٌ. قال أبو ذؤيب:
تَعْدو به خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها * حَلَقَ الرحالَةِ فهي
رِخْوٌ تمزع (1) أراد فهو شئ رخو، فلهذا لم يقل رِخْوَةٌ.
وأَرْخَيْتُ السِتْرَ وغيره، إذا أرسلتَه. وهذه أرخية، لما أرخيت
من شئ. وقد استرخى الشئ. وقول طفيل: فَأَبَّلَ واسترخى به الخَطْبُ
بعدما * أَسافَ ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبِّل يريد به: حسنت حاله.
_________
(1) خوصاء: فرس غائرة العينين. وحلق الرحالة يعنى الابزيم.
والرحالة: سرج من جلود.
(6/2354)
(*) وأرخت الناقة، إذا اسْتَرْخى صَلاها.
والإرْخاءُ: ضربٌ من العَدْوِ. وتَراخى السماءُ: أبطأ المطر. أبو
عبيد: الإرخاءُ: أن تُخلِّيَ الفرسَ وشهوتَه في العَدْوِ غير
مُتْعِبٍ له. يقال: فرسٌ مِرْخاءٌ من خَيلٍ مَراخٍ. وأتانٌ
مِرْخاءٌ: كثيرة الإرْخاءِ في العَدْوِ. ورجلٌ رَخِيُّ البال، أي
واسع الحال بيِّن الرَخاءِ، ممدودٌ. ورُخاءٌ بالضم: الريح
الليِّنة، قال الأخفش في قوله تعالى: (فسخَّرنا له الرِيحَ تَجْري
بأمرِهِ رُخاءً حَيْثُ أصابَ) ، أي جعلناها رُخاءً.
[ردى] ابن السكيت: رَدى الفرسُ
بالفتح يَرْدي رَدْياً ورَدَياناً، إذا رجَم الأرض رَجْماً بَين
العَدْوِ والمشى الشديد. قال الاصمعي: قلت لمنتجع بن نبهان: ما
الرديان؟ فقال: عدو الحمار بين آريه ومتمعكه. ورديت على الخمسين
وأَرْدَيْتُ، أي زدتُ. ورَدَيْتُهُ: صدمته. ورَدَيْتُ الحجر بصخرةٍ
أو بمِعْوَلٍ، إذا ضربْتَه بها لتكسره. والمِرْدى: حجرٌ يُرمَى به،
ومنه قيل
(6/2354)
للرجل الشجاع: إنّه لمِردى حروبٍ، وهم
مَرادي الحروب. وكذلك المِرداة. وفى المتل: " كل ضب عند مرداته ".
وتشبه بها الناقة في الصلابة، فيقال مرداة. والرداة: الصخرة ;
والجمع الردى. قال الراجز:
فجل مخاض كالردى المنقض * ورديته بالحجارة أَرْدِيهِ رَدْياً:
رميتُه بها. ابن السكيت: المِرْداةُ: صخرةٌ تكسر بها الحجارة.
ورَدى الغلامُ، إذا رفَع إحدى رجليه وقفَزَ بالأخرى. ويقال: رَدى
في البئر وتَرَدَّى، إذا سقط في بئر، أو تهوَّر من جبل. يقال: ما
أدري أين رَدى؟ أي أين ذهب؟ والرِداءُ: الذي يُلبَس، وتثنيته
رداءان وإن شئت رداوان، لان كل اسم مهموز ممدود فلا تخلو همزته إما
أن تكون أصلية فتتركها في التثنية على ما هي عليه ولا تقلبها فتقول
جزاءان وخطاءان، وإما أن تكون للتأنيث فتقلبها في التثنية واوا لا
غير، تقول: صفراوان وسوداوان. وإما أن تكون منقلبة من واو أو ياء
مثل كساء ورداء، أو ملحقة مثل علباء وحرباء ملحقة بسرداح
(6/2355)
وشملال، فأنت فيها بالخيار، فإن شئت قلبتها
واوا مثل التى للتأنيث فقلت كساوان وعلباوان ورداوان، وإن شئت
تركتها همزة مثل الاصلية وهو أجود فقلت كساءان وعلباءان ورداءان.
والجمع أكسية وأردية. وتردى وارتدى بمعنى، أي ليس الرداء. والردية
كالركبة من الركوب، والجلسة من الجلوس. تقول: هو حسن الرِدْيَةِ.
ورَدَّيْتُهُ أنا تَرْدِيَةً. ورادَيْتُ عن القوم مُراداةً، إذا
رميتَ بالحجارة. ويقال أيضاً: راديت فلانا، إذا راودته، وهو مقلوب
منه. قال طفيل الغنوى: يرادى على فأس اللجام كأنما * يرادى به
مرقاة جذع مشذب ويقال أيضا: راداه بمعنى داراه، حكاه أبو عبيد.
وردى بالكسر يَرْدى رَدىً، أي هلك. وأَرْداهُ غيره. ورجلٌ رَدٍ
للمهالك، وامرأةٌ رَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ. والمُرْدِيُّ: خشبةٌ تدفع
بها السفينة تكون في يد الملاّح، والجمع المَرادي.
(6/2355)
[رذى]
الرَذِيَّةُ: الناقة المهزولة من السير ; والجمع الرَذايا. وقال
أبو زيد: هي المتروكة التي حَسَرها السفر لا تقدر أن تَلحقَ
بالركاب. قال: والذَكَرُ رَذِيٌّ. وقد أَرْذَيْتُ ناقتي، إذا
هزلتها وخلَّفتها. والمرذى: المنبوذ. وقد أرذيته.
[رزى] أَرْزَيْتُ ظهري إلى
فلانٍ، أي التجأت إليه. قال رؤبة:
أنا ابنُ أَنْضادٍ إليها أُرْزي (1)
[رسا] رسا الشئ يرسو: ثبت.
وجبالٌ راسِياتٌ. ورَسَتْ أقدامهم في الحرب، أي ثبتت. ورَسَتِ
السفينة ترسوا رسوا، أي وقفت على اللنجر (2) .
_________
(1) قبله:
لا توعدنى حية بالنكز * وبعده:
نغرف من ذى غيث ونؤزى
(2) في القاموس: " الانجر " وكذلك في =
(6/2356)
(*) وقوله تعالى: (بسم الله مُجْراها
ومرساها) بالضم من أجريت وأَرْسَيْتُ، و: (مَجْراها ومَرْساها)
بالفتح من رَسَتْ وجَرَتْ. ورَسَوْتُ بين القوم رَسْواً، أي أصلحت.
والرَسْوَةُ: شئ من خرز ينظم كالدستينج. ورَسَوْتُ عنه حديثاً، أي
حدَّثت به عنه. ويقال أيضاً: رَسَوْتُ، إذا ذكرت منه طرفاً.
والمِرْساةُ: التي تُرْسَى بها السفينة، تسمِّيها الفُرْسُ
لَنْكَرْ. وألقت السحابة مَراسِيها، إذا دامت. والرَواسي من
الجبال: الثوابت الرواسخ. قال الأخفش: واحدتها راسيةٌ. وربما
قالوا: قد رَسا الفحل بالشَول، وذلك إذا قَعا عليها. ويقال تمرة
نرسيانة بكسر النون ; لضرب من التمر جيد.
_________
= المختار وقال: " قلت قال الازهرى في نجر: الانجر: مرساة السفينة،
وهو اسم عراقى. وربما قالوا: فلان أثقل من أنجر ". وفى هامش
المطبوعة الاولى: لفظة اللنجر لعله تعريب لفظ الككنر، لكنه لم يذكر
في هذا الكتاب. كذا بهامش.
(6/2356)
[رشأ] الرِشاءُ: الحبل، والجمع أَرْشِيَةٌ.
والرِشْوَةُ معروفة، والرُشْوَةُ بالضم مثله ; والجمع رِشاً
ورُشاً. وقد رَشاهُ يَرْشوهُ رَشْواً. وارْتَشى: أخذ الرِشْوَةَ.
واستَرْشى في حكمه: طلب الرشْوَةَ عليه. واسْتَرْشى الفَصيلُ، إذا
طلب الرضاع. وقد أَرْشَيْتُهُ إرْشاءً. وأَرْشَيْتُ الدلو: جعلتُ
لها رِشاءً. وتَرَشَّيْتُ الرجلُ، إذا لاينتَه. وراشَيْتُه، إذا
ظاهرتَه. وأَرْشى الحنظلُ، إذا امتدَّت أغصانُه، شبِّه
بالأرْشِيَةِ. والرِشاءُ: كواكبٌ كثيرةٌ صِغار على صورة السمكة،
يقال لها بطن الحوت، وفي سُرَّتِها كوكبٌ نيِّرٌ ينزله القمر.
[رضا] الرِضْوانُ: الرِضا،
وكذلك الرُضْوانُ بالضم. والمرضاة مثله. ورضيت الشئ وارْتَضَيْتُهُ
فهو مَرْضِيٌّ، وقد قالوا: مَرْضُوٌّ فجاءوا به على الأصلِ
والقياسِ. ورَضيتُ عنه رِضاً مقصورٌ، وهو مصدرٌ محضٌ، والاسم
الرِضاءُ ممدود، عن الاخفش.
(6/2357)
وسمع الكسائي رضوان وحموان في تثنية الرضا
والحمى. قال: والوجه حميان ورضيان. ومن العرب من يقولهما بالياء
على الاصل، والواو أكثر. وعيشة راضِيَةٌ، أي مَرْضِيَّةٌ. كقولهم:
هَمٌّ ناصبٌ، لأنَّه يقال رُضيتُ معيشتُه على ما لم يسمَّ فاعلُه،
ولا يقال رَضِيَتْ. ويقال: رَضيتُ به صاحباً. وربما قالوا: رَضيتُ
عليه، بمعنى رَضيتُ به وعنه. وأنشد الأخفش (1) : إذا رَضِيَتْ
عَلَيَّ بنو قُشَيْرٍ * لَعَمْرُ اللهِ أعجبني رِضاها (2)
وأَرْضَيْتُهُ عنّي ورَضَّيْتُهُ بالتشديد أيضاً، فَرَضِي.
وتَرَضَّيْتُهُ: أرْضَيْتُهُ بعد جهدٍ. واسْتَرْضَيْتُهُ
فأَرْضاني. وراضانيَ فلانٌ فَرضَوْتُهُ أَرْضُوهُ بالضم، إذا
غلبتَه فيه، لأنّه من الواو. وإنما قالوا رَضيتُ عنه رِضاً وإن كان
من الواو، كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً، وقالوا رَضيَ لمكان الكسر،
وحقَّه أن يقال رَضُوَ.
_________
(1) للقحيف العقيلى.
(2) بعده: ولا تنبو سيوف بنى قشير * ولا تمضى الاسنة في صفاها (297
- صحاح - 6)
(6/2357)
ورضوى: جبل بالمدينة، والنسبة إليه رضوى.
[رطا] الارطى: شجر من شجر
الرمل، وهو أفعل من وجه وفعلى من وجه ; لانهم يقولون أديم مأروط،
إذا دبغ بورقه. ويقولون: أديم مرطى. وقد أرطت الارض، إذا أخرجت
الارطى، والواحدة أرطاة، ولحوق تاء التأنيث له يدل على أن الالف
ليست للتأنيث وإنما هي للالحاق أو بنى الاسم عليها. قال الشاعر يصف
ذئبا: لما رأى أن لادعه ولا شبع (1) * مال إلى أرطاة حقف فاضطجع
وراطية: اسم موضع، وكذلك أراط، وهو في شعر عمرو بن كلثوم: ونحن
الحابسون بذى أراط * تسف الجلة الخور الدرينا
[رعى] الرعى بالكسر: الكلا.
وبالفتح المصدر
_________
(1) قبله: يا رب أباز من العُفْرِ صَدَعْ * تَقَبَّضَ الذئبُ إليه
واجتمع
(6/2358)
(*) والمرعى: الرعى، والموضع، والمصدر. وفي
المثل: " مَرْعىً ولا كالسَعْدانِ ". والراعي جمعه رعاة مثل قاض
وقضاة، ورعيان مثل شاب وشبان، ورعاء مثل جائع وجياع. وفلان يرعى
على أبيه، أي يَرْعى غَنَمه. والراعي: لقب عبيد بن الحصين النميري
الشاعر. قال الفراء: رجلٌ تَرْعِيَّةٌ (1) وتُرْعِيَّةٌ، بكسر
التاء وضمها والياء مشددة فيهما، للذي يجيد رِعْيَة الإبل. ويقال
أيضاً: رجلٌ تِرْعايَةٌ في معنى ترعية. والرعاوى والرعاوى، بفتح
الراء وضمها: الإبل التي تَرْعى حوالي القوم وديارِهم ; لأنّها
الإبل التي يعتمل عليها. قالت امرأة من العرب تعاتب زوجها: تمششتنى
حتى إذا ما تركتني * كنضو الرعاوى قلت إنى ذاهب وراعيت الامر: نظرت
إلى أين يصير. وراعيته: لاحظته. وراعَيتُهُ من مراعاة الحقوق.
_________
(1) في القاموس: ورجل ترعية مثلثة وقد يخفف، وترعاية وترعاية بالضم
والكسر، وترعى بالكسر: يجيد رعية الابل.
(6/2358)
ويقال: الحمار يُراعي الحُمُرَ، أي يَرْعى
معها: قال أبو ذؤيب: مِن وَحْشِ حَوْضي يُراعي الصيدَ منتبذاً *
كأنه كوكبٌ في الجوِّ مُنْحَرِدُ واسْتَرْعَيْتُهُ الشئ فرعاه. وفى
المثل: من اسْتَرْعى الذئبَ ظَلَم ". والراعي: الوالي.
والرَعِيَّةُ: العامّة. يقال: ليس المَرْعِيُّ كالراعي. ورعا يرعو،
أي كفَّ عن الأمور. يقال: فلانٌ حسن الرَعْوَةِ (1) والرِعْوَةِ
والرُعْوى والارْعِواءِ. وقد ارعوى عن القبيح، وتقديره إفعول،
ووزنه افعلل. وإنما لم يدغم لسكون الياء. والاسم الرعيا (2) بالضم
والرعوى بالفتح، مثل البقيا والبقوى. وتقول: أرعيت عليه، إذا
أبقيتَ عليه وترحّمته (3) . وأَرْعَيْتُهُ سمعي، أي أصغيت إليه.
ومنه
_________
(1) في القاموس: الرعو والرعوة ويثلثان والرعوى ويضم.
(2) في القاموس: والاسم الرعيا والرعوى ويفتح.
(3) كذا. وفى اللسان. " ورحمته ".
(6/2359)
(*) قوله تعالى: (راعنا) . قال الاخفش: هو
فاعلنا من المراعاة على معنى أرعنا سمعك، ولكن الياء ذهبت للامر.
ويقال: (راعنا) بالتنوين على إعمال القول فيه، كأنه قال: لا تقولوا
حمقا ولا تقولوا هجرا، وهو من الرعونة. ورعى الامير رعيته رِعاية.
ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً. ورعى البعير الكلا. وارتعى
مثله. ورَعَيْتُ النجوم: رَقبْتها. قالت الخنساء: أَرْعى النجومَ
وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها * وتارة أتغشى فضل أطماري ابن السكيت:
يقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَهُ رِعَايَةً. وأَرْعى الله الماشيةَ،
أي أنبت لها ما تَرْعاهُ. قال الشاعر: كأنَّها ظبيةٌ تَعْطُو إلى
فَنَنٍ * تأكل من طيب والله يرعيها
[رغا] الرُغاءُ: صوت ذواتِ
الخفّ. وقد رَغا البعير يَرْغو رُغاءً، إذا ضجّ. وفي المثل: " كَفى
برُغائِها منادياً "، أي إنّ رُغاء بعيرِه يقوم مقامَ ندائه في
التعرُّض للضيافة والقِرى. وقد رَغَى اللبن تَرْغِيَةً، أي أزبَدَ.
ومنه قولهم: كلام مرغ، إذا لم يفصح عن معناه.
(6/2359)
ويقال أيضا: أمست إبلهم تُرَغِّي
وتُنَشِّفُ، أي لها نشافة ورغوة. حكاه يعقوب. والمرغاة: شئ تؤخذ به
الرُغْوَةُ. والرُغْوَةُ فيها ثلاث لغات: رُغْوَةٌ ورَغْوَةٌ
ورِغْوَةٌ. وحكى الكسر فيها اللحياني وغيرُه، وهو زُبد اللبن،
والجمع رُغاً. وكذلك رُغايةُ اللبن بالضم والياء، ورِغاوَةُ اللبن
بالكسر والواو. وسمع أبو المهدى الواو في الضم، والياء في الكسر.
وارتغيت: شربت الرَغْوَة وفي المثل: " يُسِرُّ حَسْواً في
ارْتِغاءٍ "، يضرب لمن يُظهر أمرا ويريد غيره. قال الشعبى لمن سأله
عن رجل قبل أم امرأته: " يسر حسوا في ارتغائه وقد حرمت عليه امرأته
". وناقة رغو على فعول، أي كثيرة الرُغاء. وأَرْغَيْتُهُ أنا:
حملتُه على الرُغاء. قال الشاعر (1) : أَيَبْغي (2) آلُ شدَّادٍ
علينا * وما يُرْغي لشَدَّادٍ فَصيلُ يقول: هم أشِحَّاءُ لا
يفرّقون بين الفصيل وأمّه بنَحْرٍ ولا هِبةٍ. وتَراغَوْا، أذا رغا
واحد هاهنا وواحد هاهنا
_________
(1) هو سبرة بن عمرو الفقعسى.
(2) ويروى: " أتبغى ".
(6/2360)
(*) وفى الحديث: " إنهم والله تَراغَوْا
عليه فقَتَلوه ". وقولهم: ماله ثاغية ولا راغية، أي ماله مشاة ولا
ناقةٌ. ويقال أيضاً: أتيته فما أَثْغى ولا أَرْغى، أي لم يُعْطِ
شاةً ولا ناقةً ; كما يقال: ما أحشى ولا أجل.
[رفا] رَفَوْتُ (1) الثوبَ
أَرْفوهُ، يهمز ولا يهمز. ورَفَوْتُ الرجل: سكّنته من الرعب. قال
أبو خِراشِ الهُذَليّ، واسمه خُويلد: رَفَوْني وقالوا يا
خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ * فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ هُم هُم
والمُرافاةُ: الاتِّفاقُ والالتحام. قال الشاعر: ولَمَّا أنْ رأيتَ
أبا رُوَيْمٍ * يُرافِيني ويكره أن يُلاما والرِفاءُ: الالتحام
والاتفاق. ويقال: رَفَّيْتُهُ تَرْفِيَةً، إذا قلت للمتزوِّج:
بالرِفاء والبنين. قال ابن السكيت: وإن شئتَ كان معناه: بالسُكون
والطمأنينة، من قولهم: رفوت الرجل، إذا سكنته.
_________
(1) رفا من باب عدا.
(6/2360)
[رقى]
رَقيتُ في السُلّمِ بالكسر رَقْياً ورُقِيَّا، إذا صعِدتَ.
وارْتَقَيتُ مثله. والمرقاة بالفتح: الدرجة، ومن كسرها شبهها
بالآلة التى يعمل بها، ومن فتح قال: هذا موضع يفعل فيه، فجعله بفتح
الميم مخالفا. عن يعقوب. ورقى عليه كلاماً تَرْقِيَةً، إذا رفع
وتَرَقَّى في العلم، إذا رَقٌيَ فيه درجة درجة. والرقوة: دعص من
رملٍ. وقولهم: " ارْقَ على ظَلْعِكَ " أي امْشِ واصْعد بقدر ما
تطيق، ولا تحملْ على نفسك ما لا تطيقه. والرُقْيَةُ معروفة، والجمع
رُقىً. تقول منه: اسْتَرْقَيْتُهُ فرقانى رقية فهو راق. وقول
الراجز: لقد علمت والاجل الباقي * أن لا ترد القدر الرواقى كأنه
جمع امرأة راقية أو رجلا راقية بالهاء للمبالغة. ورقية: اسم امرأة.
وعبد الله بن قيس الرقيات إنما أضيف قيس إليهن لانه تزوج عدة نسوة
وافق أسماؤهن كلهن رقية فنسب إليهن. هذا قول الاصمعي. وقال غيره:
إنه كانت له عدة جدات أسماؤهن كلهن رقية فلهذا قيل:
(6/2361)
قيس بن الرقيات. ويقال: إنما أضيف إليهن
لانه كان يشبب بعدة نساء يسمين رقية. والرقى: موضع.
[ركا] الرَكِيَّةُ: البئر.
وجمعها رَكِيٌّ ورَكايا. والرَكْوَةُ التي للماء، والجمع رِكاءٌ
ورَكَواتٌ بالتحريك. وفي المثل: " صارت القوس رَكْوَةً "، يضرب في
الادبار وانقلاب الامور. والركاء بالفتح: اسم موضع. والمركو: الحوض
الكبير. والجرموز: الصغير. قال الراجز: السجل والنطفة والذنوب *
حتى ترى مركوها يثوب يقول: أستقى تارة ذنوبا وتارة نطفة حتى يرج
الحوض ملآن كما كان قبل أن يشرب. وأركيت إليه، أي لجأت. قال أبو
عمرو: يقال للغريم: أَرْكِني إلى كذا وكذا، أي أَخِّرْني.
ورَكَوْتُ الحِمْلَ على البعير: ضاعفته. ورَكَوْتُ على فلان
الذنْبَ، أي وَرَّكْتُهُ. ورَكَوْتُ بقيّةَ يومي، أي أقمت. ابن
الاعرابي: ركوت الشئ أركوه، إذا شددته وأصلحته. قال سويد:
(6/2361)
فدع عنك قوماً قد كَفَوْكَ شُئُونَهُمْ *
وشَأْنُكَ إنْ لم تَرْكُهُ يَتَفاقَمُ (1) وأَرْكَيتُ لبَني فلان
جنداً، أي هيّأتُه لهم. قال الفراء: أَرْكَيْتُ عليه الذنبَ
والأمر، أي وَرَّكْتُهُ. وأنا مُرْتَكٍ على كذا، أي مُعَوِّلٌ
عليه. ومالي مُرْتَكَى إلاّ عليك.
[رمى] رميت الشئ من يدى، أي
ألقيته فارتمى. ورَمَيْتُ بالسهم رَمْياً ورِمايَةً. ورامَيْتُهُ
مُراماةً ورِماءً، وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا. وكانت بينهم
رِمِّيَّاً ثم صاروا إلى حِجَيزى. أبو عبيدة: رَمى الله لك، أي
نَصَرك وصنع لك. ابن السكيت: رَمَيْتُ عن القوس ورَمَيْتُ عليها.
قال: ولا تقل رَمَيْتُ بها. قال الراجز: أرمى عليها وهى فرع أجمع *
وهى ثلاث أذرع وإصبع قال: ويقال: خرجت أَتَرَمَّى، إذا خرجت تَرْمى
في الأغراض وفي أصول الشجر. وخرجت أَرْتَمي، إذا رميت القنص.
_________
(1) في اللسان:
وشأنك إن لا تركه متفاقم:
(6/2362)
(*) ورميت على الخمسين وأَرْمَيْتُ أيضاً،
أي زدتُ. قال حاتم طيئ: وأَسْمَرَ خَطِّيَّاً كأَنَّ كعوبَهُ *
نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذِراعاً على العَشْرِ وتقول: للمرأةِ أنتِ
تَرْمينَ وأنتنَّ تَرْمينَ، الواحد والجماعة سواءٌ. والرَماءُ،
بالفتح والمدّ: الرِبا. وأَرْمى فلانٌ، أي أَرْبى. قال عمر رضي
الله عنه: " لا تَشتروا الذهب بالفضة إلاّ يدا بيد: هاوها، إنى
أخافُ عليكم الرَماءَ ". قال الكسائي: هو ممدودٌ. وتَرامى الجُرح
إلى الفساد. ويقال: طعنه فأَرْماهُ عن فرسه، أي ألقاه عن ظهر
دابَّته، كما يقال أَذْراهُ. وأَرْمَيْتُ الحجر من يدي، أي ألقيت.
ويقال: سَابَّهُ فأَرْمَى عليه، أي زاد. والرَمِيَّةُ: الصيد.
يقال: بئس الرمية الارنب، أي بئس الشئ مما يرمى الارنب. وإنما جاءت
بالهاء لانها صارت في عداد الاسماء، وليس هو على رميت فهى مرمية
وعدل به إلى فعيل، وأنما هو بئس الشئ في نفسه مما يُرْمى الأرنبُ.
أبو عمرو: المرماة مثل السروة، وهو نصل مدوَّرٌ للسهم. وأما الذي
في الحديث: " لو أن
(6/2362)
أحدهم دعى إلى مِرْماتَيْنِ لأجاب وهو لا
يجيب [إلى (1) ] الصلاة "، فيقال: المِرْماةُ الظلف. وقال أبو
عبيد: هو ما بين ظلفى الشاة. قال: ولا أدرى ما وجهه، إلا أنه هكذا
يفسر. والرمى: السقى، وهى السحابة العظيمة القَطرِ الشديدة الوقعِ
من سحائب الحميم والخريف، والجمع أَرْمِيَةٌ وأسقية، عن الاصمعي.
ومنه قول أبى ذؤيب يصف عسلا: يمانية أحيالها (2) مظ مائد * وآل
قراس صوب أرمية كحل ويروى: " أسقية ".
[رنا] رَنا إليه يَرْنو
رُنُوَّاً، إذا أدام النظر. يقال: ظَلَّ رانياً، وأَرْناهُ غيره.
ويقال: أَرْناني حُسْنُ ما رأيت، أي حَمَلَني على الرُنُوِّ. وكأسٌ
رَنَوْناةٌ، أي دائمة ساكنة، ووزنها فعلعلة. قال ابن أحمر: بنت (3)
عليها الملك أطنابها * كأس رنوناة وطرف طمر يقال إنه لم يسمع إلا
منه.
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) في اللسان: " أجيى لها ".
(3) في اللسان: " مدت عليه ".
(6/2363)
(*) وفلان رنو فلانة، إذا كان يُديم النَظر
إليها. ورجلٌ رَنَّاءٌ بالتشديد، للذي يديم النظرَ إلى النساء
الحِسان. والرُناءُ، بالضم والمدّ: الصوت. والرَنا بالفتح مقصور:
الشئ منظور إليه. وقولهم: يا ابن تُرْنا، كنايةٌ عن اللئيم. قال
صخرُ الغَيّ: فإنَّ ابْنَ تُرْنا إذا زُرْتُكُمْ * يدافعُ عنى قولا
عنيفا
[روى] الإرْوِيّة (1) : الأنثى
من الوعول، وبها سميت المرأة، وهى أفعولة في الاصل، إلا أنهم قلبوا
الواو الثانية ياء وأدغموها في التى بعدها وكسروا الاولى لتسلم
الياء. وثلاث أراوى على أفاعيل، وقد يخفف فيقال ثلاث أراو. فإذا
كثرت فهى الاروى على أفعل بغير قياس. وأروى أيضا: اسم امرأة.
والرَيَّانُ: ضدُّ العطشان ; والمرأة رَيَّا، ولم يبدل من الياء
واو لانها صفة، وإنما يبدلون الياء في فعلى إذا كانت اسما والياء
موضع اللام، كقولك شروى هذا الثوب، وإنما هي من شريت، وتقوى وإنما
هي من التقية. وإن
_________
(1) الاروية بالضم والكسر.
(6/2363)
كانت صفة تركوها على أصلها قالوا امرأة
خزيا وريا، ولو كانت ريا اسما لكانت روى، لانك كنت تبدل الالف واوا
موضع اللام وتترك الواو التى هي عين فعلى على الاصل. وقول أبى
النجم:
واها لريا ثم واها واها * إنما أخرجه على الصفة. وريان: اسم جبل
ببلاد بنى عامر. قال لبيد: فمدافع الريان عرى رسمها * خلقا كما ضمن
الوحى سلامها ولنا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ، أي حاجة. والرَوِيَّةُ
أيضاً: التفكر في الأمر، جرت في كلامهم غير مهموزة. والرَوِيَّةُ
أيضاً: البقية من الدَيْنِ ونحوِهِ. والرِواءُ بالكسر والمدّ: حبلٌ
يشدُّ به المتاع على البعير، والجمع الأَرْوِيَةُ. يقال:
رَوَيْتُهُ على الرَجُلِ، إذا شددتَه على ظهر البعير لئلاَّ يسقطَ
من غَلَبة النوم. قال الراجز: إنى على ما كان من تخددى * ودقة في
عظم ساقى ويدى أروى على ذى العكن الضفندد ورويت على أهلى ولاهلي،
إذا أتيتَهم بالماء. يقال: من أين ريتكم، مفتوحة الراء، أي من أين
ترتوون الماء؟
(6/2364)
ورويت من الماء بالكسر أَرْوي رياً وريا
وروى أيضا، مثل رضيت رضا. وارتويت وترويت، كله بمعنى. ورَوَيْتُ
الحديثَ والشِعر رِوايَةً فأنا راوٍ، في الماء والشِعْر والحديث،
من قومٍ رُواةٍ. قال ابن أحمر: تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ
* تصْهَرُهُ الشمسُ فما يَنْصَهِرْ قال يعقوب: ورَوَيْتُ القوم
أَرْويهِمْ، إذا استقيتَ لهم الماء. ورَوَّيْتُهُ الشِعر
تَرْوِيَةً، أي حملته على رِوايَتِهِ ; وأَرْوَيْتُهُ أيضاً.
وسمِّيَ يومُ التَرْوِيَةِ لأنَّهم كانوا يَرْتَوونَ فيه من الماء
لما بَعْدُ. ورَوَّيْتُ في الأمر، إذا نظرت فيه وفكّرت، يهمز ولا
يهمز. وتقول: أَنْشِدِ القصيدةَ يا هذا، ولا تقل ارْوِها، إلاَّ أن
تأمره بروايتها، أي باستظهارها. والراية: العلم. والراوية: البعير
أو البغل أو الحمار الذي يستقى عليه. والعامة تسمى المزادة راوية،
وذلك جائز على الاستعارة، والاصل ما ذكرناه. قال أبو النجم:
(6/2364)
تمشى من الردة مشى الحفل * مشى الروايا (1)
بالمزاد الاثقل وماء رواء بالفتح ممدود، أي عذب. قال الراجز: يا
إبلى ماذأمه فتأبيه * ماء رواء ونصى حوليه (2) وإذا كسرت الراء
قصرته وكتبته بالياء وقلت ماء روى. ويقال: هو الذى فيه للواردة رى.
ورجل له رواء بالضم، أي منظر. ورجل راوية للشعر، والهاء للمبالغة.
وقومٌ رِواءٌ من الماء، بالكسر والمد. قال عمر بن لجأ التَيْمِيُّ:
تمشي إلى رِواءِ عاطِناتِها * تَحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها
وعينٌ رَيَّةٌ، أي كثيرة الماء. قال الأعشى: فأورَدَها عيناً من
السِيفِ رَيَّةً * بها بُرَأٌ مثل الفسيل المُكَمَّمِ والرَوِيّ:
حرف القافية. يقال: قصيدتان على رَوِيِّ واحد. والرَوِيُّ أيضاً:
سحابةٌ عظيمة القَطْر شديدة الوقع، مثل السقى.
_________
(1) أراد بالروايا: الابل.
(2) بعده * هذا مقام لك حتى تيبيه:
(6/2365)
(*) ويقال: شربت شربا رويا. وارْتَوى
الحبل: غلُظت قواه. وارْتَوَتْ مفاصل الرجل: اعتدلت وغلظت.
[رها] أبو عبيدة: رَها بين
رجليه يَرْهو رَهْواً، أي فتح. ومنه قوله تعالى: (واتْرُكِ
البَحْرَ رَهْواً) . والرَهْوُ: السير السهل ; يقال: جاءت الخيل
رَهْواً. قال ابن الأعرابيّ: رَها يَرْهو في السير، أي رفَقَ. قال
القُطامي في نعت الرِكابِ: يَمْشينَ رَهْواً فلا الاعجاز خاذلة *
ولا الصدور فلى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ والرَهْوُ والرَهْوَةُ:
المكان المرتفع والمنخفض أيضاً يجتمع فيه الماء , وهو من الأضداد.
وقال (1) : نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ * محافظةً وكنّا
الأَيْمَنينا (2) وقال أبو عبيد: الرَهْوَ: الجَوْبَةَ تكون في
محلّة القوم يسيل منها ماء المطر أو غيره. وفي الحديث أنه قضى أن
لا شفعة في فناء ولا طريق
_________
(1) عمرو بن كلثوم.
(2) ويروى: " وكنا السابقينا " (298 - صحاح - 6)
(6/2365)
ولا منقبة ولا ركح (1) ولا رهو. والجمع
رهاء. والرهو: المرأة الواسعة الهن، حكاه النضر ابن شميل. وأرهيت
لهم الطعام والشراب، إذا أدمته لهم، حكاه يعقوب، مثل أرهنت. وهو
طعام راهن وراه، عن أبى عمرو، أي دائم. وأنشد للاعشى: لا يستفيقون
منها وهي راهِيَةٌ * إلاّ بِهاتِ وإنْ علوا وإن نهلوا ويروى: "
راهنة " يعنى الخمر. وأره على نفسك، أي ارفُقْ بها والرَهْوُ: ضربٌ
من الطير، يقال هو الكركي. ورهوة في شعر أبى ذؤيب (2) : عقبة بمكان
معروف. ويقال: افعل ذلك رهوا، أي ساكنا على هينتك.
_________
(1) المنقبة: الطريق بين الدارين. والركح: ناحية البيت من ورائه،
وربما كان فضاء لا بناء فيه. مختار.
(2) وبيت أبى ذؤيب: فإن تمس في قبر برهوة ثاويا * أنيسك أصداء
القبور تصيح
(6/2366)
(*) وعيش راهٍ، أي ساكنٌ رافِهٌ. وخِمْسٌ
راهٍ، إذا كان سهلاً. ورَها البحرُ، أي سكنَ. والرَهاءُ: الأرض
الواسعة. ورهاء بالضم والمد: حى من مذحج، والنسبة إليهم رهاوى.
فصل الزاى
[زبى] زبيت الشئ أزبيه زبيا:
حملته. قال:
فإنها بعض ما تزبى لك الرقم (1) * وازدبيت الشئ، إذا احتملته
والزُبْيَةُ: الرابية لا يعلوها الماء. وفي المثل: " قد بلغ السيلُ
الزُبى ". والزُبْيَةُ: حُفرةٌ تُحفَر للأسد، سمِّيت بذلك لأنّهم
كانوا يَحفِرونها في موضع عالٍ. ويقال: تزبيت زبية. قال:
كاللذ تزبى زبية فاصطيدا (2) * والازبى: السرعة والنشاط، على
أفعول،
_________
(1) صدره:
تلك استفدها وأعط الحكم واليها
(2) قبله:
فكنت والامر الذى قد كيدا:
(6/2366)
واستثقل التشديد على الواو. قال منظور (1)
: بشمجى المشى عجول الوثب (2) * حتى أتى أزبيها بالادب وقال
الاصمعي: الازابى: ضروب مختلفة من السير، واحدها أُزْبِيٌّ. أبو
زيد: لقيت من الازابى، واحدها أُزْبيٌّ، وهو الشرُّ والأمر العظيم.
[زجا] زجيت الشئ تزجية، أذا
دفَعتَه برفق. يقال: كيف تُزَجِّي الأيامَ، أي كيف تدافعها. ورجلٌ
مُزَجًّى، أي مُزَلَّجٌ. وتَزَجَّيْتُ بكذا: اكتفيت به. قال
الراجز:
تَزَجَّ من دنياكَ بالبلاغِ * وأَزْجَيْتُ الإبل: سقْتها. قال ابن
الرِقاع: تُزْجي أَغَنَّ كأنّ إبْرَةَ رَوْقِهِ * قلَمٌ أصابَ من
الدواة مِدادَها والمُزْجى: الشئ القليل. وبضاعة مزجاة: قليلة.
_________
(1) ابن حبة.
(2) بعده:
أرأمتها الانساع قبل السقب:
(6/2367)
(*) والريح تُزَجي السحاب، والبقرة تُزجي
ولدها، أي تسوقه. وزَجا الخراجُ يَزْجو زَجاءً ممدودٌ، إذا
تيسَّرتْ جبابته. والزجاء: النفاذ في الامر. يقال: فلان أَزْجَى
بهذا الأمر من فلان، أي أشدُّ نفاذاً فيه منه. ويقال: عطاءٌ قليلٌ
يَزْجو خيرٌ من كثير لا يَزْجو. وضحك حتَّى زَجَا، أي انقطع ضحكه.
[زدا] زَدا الصبيُّ الجَوْز
وبالجوز، يَزْدو زَدْواً، أي لعب ورمى به في الحَفيرة، وتلك
الحفيرة هي المِزْداة. يقال: " أَبْعِدِ المَدى وازْدُه ". قال أبو
عبيد: الزَدْوُ: لغة في السَدْوِ، وهو مدُّ اليد نحو الشئ، كما
تسدو الابل في سيرها بأيديها.
[زرى] زَرَيْتُ عليه بالفتح
زِرايَةً وتَزَرَّيْتُ عليه، إذا عَتبت عليه. وقال: يا أيها الزارى
على عمر * قد قلت فيه غير ما تعلم
(6/2367)
وقال آخر: وإنى على لَيْلى لَزارٍ وإنَّني
* على ذاك فيما بيننا مُسْتَديمُها أي عاتب وساخط غير راضٍ. وقال
أبو عمرو: الزاري على الإنسان: الذي لا يعدُّه شيئاً ويُنكِر عليه
فِعلَه. والإزْراءُ: التهاون بالشئ. يقال: أزريت به، إذا قصّرت به.
وازْدَرَيْتُهُ، أي حقرته.
[زفى] الزَفيانُ: شدَّة هُبوب
الريح. يقال: زَفَتْهُ الريح زَفَياناً (1) ، أي طردته. قال ابن
السراج: وناقة زفيان: سريعة. وقوس زفيان: سريعة الارسال للسهم.
وزفيان: اسم شاعر أو لقبه. وزفى الظليم زَفْياً، إذا نشَر جناحَيه
وعدا. أبو عمرو: زفى السراب الشئ يزفيه، إذا رفعه، مثل زهاه.
[زقا] الزَقْو والزَقْى: مصدرٌ.
وقد زَقا الصَدى يَزْقو ويَزْقى زُقاءً ; أي صاح. وكلُّ صائحٍ
زاقٍ.
_________
(1) وزاد في القاموس: زفيا.
(6/2368)
(*) والزَقْيَةُ: الصيحةُ. وقولهم: " هو
أثقل من الزَواقي "، هي الدُيوك، لأنَّهم كانوا يَسمُرون، فإذا
صاحت الدِيَكة تفرقوا.
[زكا] زَكَاةُ المال معروفة.
وزَكَّى ماله تَزْكِيَةً، أي أدَّى عنه زَكاتَهُ. وتَزَكَّى، أي
تصدّق. وزَكّا: الشَفْعُ: يقال: خَساً أو زَكاً. وزَكا الزرع
يَزْكو زَكاءً ممدودٌ، أي نَما. وأَزْكاهُ الله. وهذا الامر لا يز
كو بفلان، أي لا يليق به. وغلامٌ زَكِيٌّ، أي زَاكٍ. وقد زَكا
يَزْكو زكوا وزكاء، عن الاخفش. الاموى: زكا الرجل يَزْكو زُكُوّاً،
إذا تنعَّم وكان في خصب.
[زنى] الزِنَى يمدُّ ويقصر،
فالقصر لأهل الحجاز. قال تعالى: (ولا تَقْرَبوا الزِنى) . والمَدُّ
لأهل نجد. قال الفرزدق. أَبا حاضرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ
* ومَنْ يَشرب الخرطوم يصبح مسكرا
(6/2368)
وقد زنى يَزْني. والنسبة إلى المقصور
زِنَوِيٌّ، وإلى الممدود زِنائِيٌّ. وزَنَّاهُ تَزْنِيَةً، أي قال
له يا زاني. وتسمّى القردة زَنَّاءَةً. وقولهم: هو لِزِنْيَةٍ
وزَنْيةُ: نقيض قولك هو لِرِشْدَةٍ ورَشْدَةٍ. والمرأةُ تُزاني
مُزاناةً وزناء أي تباغى.
[زوا] الزاوِيَةُ: واحدة
الزَوايا. وزَوَيْتُ (1) الشئ: جمعته وقبضته. وفى الحديث: "
زُوِيَتْ لي الأرض فأُرِيتُ مشارقَها ومغاربها ". وانْزَوَتْ
الجلدة في النار، أي اجتمعتْ وتَقَبَّضَتْ. والزِيُّ: اللباس
والهيئة، وأصله زِوْيٌ. تقول منه: زِيَّيْتُهُ، والقياس
زَوَّيْتُهُ. وزَوى الرجلُ ما بين عينَيه. وقال الأعشى: يَزيدُ
يغُضُّ الطرف دوني كأنّما * زَوى بين عينيه عَلَيَّ المَحاجِمُ فلا
يَنْبَسِطْ مِن بين عينيك ما انْزَوى * ولا تَلْقَني إلاّ وأنفك
راغم
_________
(1) وزوى الشئ يزويه زيا وزويا: نحاه فانزوى. وسره عنه: طواه.
والشئ: جمعه وقبضه. والزاوية من البيت: ركنه.
(6/2369)
(*) وتقول: زوى فلان المال عن وارثه زيا.
وزؤ (1) : اسم جبل بالعراق. قال الاصمعي: زؤ المنية: ما يحدث من
هلاك المنية. ويقال: الزؤ القَدَرُ. يقال: قُضِيَ علينا وقُدِّرَ،
وحُمَّ، وزُيَّ. قال الشاعر: من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثم عَيَّ به *
زؤ المنية إلا حرة وقدى الاصمعي: يقال قدر زووية وزواوية، مثل
علبطة وعلابطة، للعظيمة التى تضم أعضاء الجزور. والزاى: حرف يمد
ويقصر، ولا يكتب إلا بياء بعد الالف. تقول: هي زاى فزيها. قال زيد
بن ثابت في قوله تعالى: (كيف ننشزها) هي زاى فزيها، أي اقرأه
بالزاى. أبو عبيد: الزوزاة: مصدر قولك زَوْزَى الرجل يُزَوْزي، وهو
أن ينصب ظهرَه ويسرعَ ويقارب الخطو. قال: ويقال زَوْزَيْتُ به، إذا
طردته. والزؤ: القرينان. يقال: جاء فلان زَوّاً، إذا جاء هو
وصاحبه.
[زها] الزَهْوُ: البُسر
الملوّن. يقال: إذا ظهرت
_________
(1) راجع التكملة، وتهذيب الصحاح تحقيق عبد السلام هارون وأحمد
عطار.
(6/2369)
الحمرة والصفرة في النخل فقد ظهر فيه
الزَهْوُ. وأهل الحجاز يقولون الزُهْوُ بالضم. وقد زَها النخل
زَهْواً، وأَزْهى أيضا لغة حكاها أبو زيد ولم يعرفها الاصمعي.
والزهو: المنظر الحسن. يقال: زهى الشئ لعينيك. أبو زيد: زَهِتِ
الشاةُ تَزْهُو زَهْواً، إذا أضرعتْ ودنا وِلادُها. والزَهْوُ:
الكِبْرُ والفخر. قال الشاعر (1) : متى ما أشأْ غير زَهْوِ الملو *
كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ وقد زُهِيَ الرجل فهو
مَزْهُوٌّ، أي تكبّر. وللعرب أحرف لا يتكلّمون بها إلا على سبيل
المفعول به وإن كان بمعنى الفاعل، مثل قولهم: زُهِيَ الرجل،
وعُنِيَ بالأمر، ونُتِجَتِ الشاة والناقة وأشباهُها. فإذا أمرت منه
قلت: لتزه يا رجل. وكذلك الامر من كل فعل لم يسم فاعله ; لانك إذا
أمرت منه فإنما تأمر في التحصيل غير الذى تخاطبه أن يوقع به وأمر
الغائب لا يكون إلا باللام كقولك: ليقم زيد. وفيه لغة أخرى حكاها
ابن دريد: زَها يزهو
_________
(1) أبو المثلم الهذلى.
(6/2370)
(*) زهوا، أي تكبر. ومنه قولهم: ما
أَزْهاهُ. وليس هذا من زُهِيَ ; لأنَّ ما لم يسمّ فاعله لا يتعجَّب
به. قال الشاعر (1) : لنا صاحبٌ مولَعٌ بالخِلافِ * كثير الخَطاءِ
قليلُ الصوابِ أَلَجُّ لَجاجاً من الخنفساءِ * وأَزْهى إذا ما مَشى
من غرابِ وقلتُ لأعرابيّ من بني سُلَيم: ما معنى زهى الرجل؟ قال:
أعجب بنفسه. فقلت: أتقول زها إذا افتخر؟ قال: أما نحن فلا نتكلم
به. الاصمعي: زها السراب الشئ يزهاه، إذا رفعه، بالألف لا غير.
وزَهَتِ الريح، أي هبِّتْ. قال عَبيدُ (2) : ولَنِعْمَ أَيْسارُ
الجَزورِ إذا زَهَتْ * ريحُ الشتاء ومَأْلَفُ الجيرانِ (3)
وزَهَاهُ وازْدَهاهُ: استخفّه وتهاونَ به. قال عُمر بن أبي ربيعة
المخزومى
_________
(1) الاحمر النحوي يهجو العتبى والفيض بن عبد الحميد.
(2) ابن الابرص.
(3) في اللسان:
ريح الشتا وتألف الجيران:
(6/2370)
فلما تواقفنا وسلمت (1) أقبلت * وُجوهٌ
زهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا ومنه قولهم: فلان لا يُزْدَهى
بخديعة. وزَهَتِ الإبل زَهْواً، إذا سارت بعد الوِرد ليلةً أو
أكثر. حكاها أبو عبيد. قال: وزَهَوْتُها أنا، يتعدَّى ولا يتعدّى.
وإبلٌ زاهِيَة، إذا كانت لا ترعى الحمض. حكاه ابن السكيت. وقولهم:
هم زهاء مائةٍ، أي قدر مائة. وحكى بعضهم: الزَهْوُ: الباطل والكذب.
وأنشد لابن أحمر: ولا تَقولَنَّ زَهْوٌ ما يُخَيِّرُنا (2) * لم
يترُك الشَيبُ لي زَهْواً ولا الكِبَرُ وربّما قالوا: زَهَتِ
الريحُ الشجرَ تَزْهاهُ، إذا هزته.
فصل السين
[سأو] السَأْوُ: النِيَّةُ
والطِيَّةُ. وقال أبو عبيد
_________
(1) قال ابن برى: ويروى:
ولما تنازعنا الحديث وأشرقت
(2) في اللسان:
ولا تقولن زهوا ما تخبرني:
(6/2371)
(*) الوطن. وقال الخليل: السَأْوُ: بُعْدُ
الهمِّ والنزاعِ. تقول: إنَّك لذو سَأْوٍ بعيدٍ، أي لبعيد الهمّ.
قال ذو الرمة: كأنَّني من هَوى خَرْقاَء مُطَّرَفٌ * دامي الأظَلَّ
بعيدُ السَأْوِ مَهْيومُ قال: يعني همّه الذي تنازعه نفسه إليه.
ويروى هذا البيت بالشين المعجمة من الشأو، وهو الغاية. وسآه: قلب
ساءه. ويقال: سأوته، بمعنى سؤته.
[سبى] السَبْيُ والسِباءُ:
الأسْرُ. وقد سَبَيْتُ العدوّ سَبْياً وسِباءً، إذا أسرتَه.
واسْتَبَيْتُهُ مثله. والمرأة تَسْبي قلب الرجل. وسَبَيْتُ الخمرَ
سِباءً لا غير، إذا حملتَها من بلد إلى بلد، فهي سَبِيَّةٌ. قأما
إذا اشتريتها لتشربها فبالهمز. والسَبِيَّةُ: المرأة تُسْبى.
وسَباهُ الله يسبيه، أي غربه وأبعده، كما تقول: لعنه الله. وقولهم:
ذهبوا أيدي سَبا وأيادي سَبا، أي متفرقين ; وهما اسمان جعلا اسما
واحدا مثل معد يكرب، وهو مصروف لانه لا يقع إلا حالا، أضفت أو لم
تضف.
(6/2371)
والسابياء: المشيمة التى تخرج مع الولَد.
والسابِياء أيضاً: النتاج. وإذا كثُر نسل الغنم فهي السابِياءُ.
وبنو فلان تَروح عليهم سابياء من مالهم. وفى الحديث: " تسعة أعشراء
(1) البركة في التجارة وعشر في السابياء " والجمع السَوابي.
وأَسابِيُّ الدِماء: طرائقها، واحدتها إسباءة، عن أبى عبيدة. قال
سلامة بن جندل يذكر الخيل: والعاديات أسابى الدماء بها * كأن
أعناقها أنصاب ترجيب قوله: " أنصاب " يتحمل أن يريد به جمع النصب
(2) الذى كانوا يعبدونه ويرجبون له العتائر ويحتمل أن يريد به ما
نصب من العود والنخلة الرجبية.
[ستا] السَتا: لغة في سَدا
الثوب. قال الراجز: رب خليل لى مليح رديته * عليه سربال شديد صفرته
ستاه قز وحرير لحمته
_________
(1) رواه في مادة عشر: " أعشراء الرزق " قال: والعشر الجزء من
أجزاء العَشَرَةِ، وكذلك العَشيرُ، وجمع العَشيرِ أعشراء مثل نصيب
وأنصباء.
(2) النصب بفتح فسكون وضم ويحرك.
(6/2372)
(*) أبو زيد: ستاة الثوب وسَداه الثوب
بمعنىً. وأَسْتَيْتُ الثوب مثل أَسْدَيْتُهُ. قال أبو عبيدة:
اسْتاتَتِ الناقة اسْتَيتاءً، إذا استرختْ من الضبعة.
[سجا] السَجِيَّةُ: الخُلقُ
والطبيعة. وقد سجا الشئ يسجو سجوا: سكن ودام. وقوله تعالى:
(والليلِ إذا سَجا) ، أي إذا دامَ وسكن. وليلةٌ ساجِيَةٌ، وساكنةٌ،
وساكِرَةٌ، بمعنىً ومنه البحرُ الساجي. قال الأعشى: فما ذَنْبُنا
أَنْ جاشَ بحرُ ابنِ عمِّكُمْ * وبَحْرُكَ ساجٍ لا يُواري
الدَعامِصا وطَرْفٌ ساجٍ، أي ساكنٌ. * وسَجَّيْتَ الميّت
تَسْجِيَةً، إذا مددت عليه ثوبا.
[سحا] السَحا: الخفّاش، الواحدة
سَحاةٌ مفتوحان مقصوران، عن النضر بن شميل. وسحاة كل شئ أيضاً:
قِشره ; والجمع سَحاً. والسَحاة أيضاً: الساحة. يقال: لا
أَرَيَنَّكَ بسحسحى وسحاتى. وسحاء الكتاب مكسور ممدود، الواحدة
سحاءة، والجمع أسحية.
(6/2372)
وسحوت القرطاس وسحيته أيضا أَسْحاهُ، إذا
قشرته. وكذلك سَحَوْتُ الطينَ عن وجه الأرض وسَحَيْتُهُ، إذا
جرفتَه. وأنا أَسْحا وأَسْحُو وأَسْحِي، ثلاث لغات. وسَحَوْتُ
الكتاب وسَحَيْتُهُ، إذا شددته بالسِحاءِ. وأَسْحى الجل: كثرت عنده
الاسحية. ورجل أُسْحُوانٌ بالضم: كثير الأكل. والساحِيَةُ:
المَطْرة الشديدة الوقْع التي تقشر وجهَ الأرض. والسِحاءُ أيضاً:
نبتٌ تأكلُ منه النحل فيطيب عسلُها عليه. والمِسْحاةُ كالمجرفة
إلاّ أنّها من حديد. وأمَّا قول أبي زُبيد: كأنَّ أَوْبَ مَساحي
القومِ فَوْقَهُمُ * طيرٌ تَعيفُ على جونٍ مزاحيفِ شبَّهَ رجعَ
أيدي القوم بالمساحي المعوجّة التي يقال لها بالفارسية كَنَنْدْ في
حَفْر قبر عثمان رضي الله عنه، بطير تَعيف على جُونٍ مزاحيفَ.
ويقال ضَبٌّ ساحٍ: يرعى السِحاءَ. ويقال أيضاً: ما في السماء
سَحاةٌ من سحاب.
[سخا] السَخاوَةُ والسَخاءُ:
الجود. يقال منه: سَخا يَسْخو. وسَخِيَ يَسْخى مثله، قال عمرو بن
كلثوم:
(6/2373)
مُشَعْشَعَةً كأنَّ الحُصَّ فيها * إذا ما
الماءُ خالطها سَخينا أي جُدْنا بأموالنا. وقول من قال " سَخينا "
من السُخونَةِ نصب على الحال، فليس بشئ. وسخيت نفسي عن الشئ، إذا
تركته. وسخو الرجل يسخو سَخاوَةً، أي صار سَخِيَّاً. وسَخَوْتُ
النار أَسْخوها سَخْواً، وذلك إذا أوقدتَ فاجتمع الجمرُ والرماد
ففرَّجْتَه. وفيه لغة أخرى حكاهما جميعاً أبو عمرو: سَخيتُ النار
أَسْخاها سَخْياً، مثال لبثت ألبث لَبْثاً. يقال: اسْخَ نارَكَ، أي
اجعل لها مكاناً تُوقَد عليه. وأنشد: ويرْزِمُ أن يَرى المَعْجونَ
يُلْقى * بسَخي (1) النار إِرْزامَ الفصيلِ (2) والسَخا مقصورٌ:
ظَلْعٌ يصيب البعيرَ أو الفصيل، بأنْ يثب بالحمل الثقيل فتعترضَ
الريحُ بين الجلد والكتِف. يقال: سَخِيَ البعير
_________
(1) ويروى: " بسخو النار ".
(2) الارزام: التصويت. والمعجون: ما يعجن من الدقيق. يهجو رجلا
نهما إذا رأى العجين يلقى في النار لينضج صاح كصياح الفصيل إذا رأى
العلف. وسخى النار: موضع استيقادها.
(299 - صحاح - 6)
(6/2373)
بالكسر يَسْخَى سَخىً، فهو سَخٍ مثل عم،
حكاه يعقوب. وفلان يَتَسَخى على أصحابه، أي يتكلَّف السَخاءَ.
وأرضٌ سَخاوِيَّةٌ: ليِّنة التُراب، وهي منسوبة. ومكانٌ سَخاوِيٌّ.
والسَخواءُ: الأرض السهلة الواسعة، والجمع السخاوى والسخاوى، مثل
الصحارى والصحارى.
[سدا] السَدْوُ: مدّ اليد نحوَ
الشئ. يقال: سدت الناقة تسدو، وهو تَذَرُّعها في المشي واتِّساع
خطوها. يقال: ما أحسن سدو رجلَيها وأُتْوَ يديها. ونوقٌ سَوادٍ.
وفلانٌ يَسْدُو سَدْوَ كذا، أي ينحو نحوه. وبسر سد، مثال عم، وبسرة
سَدِيَةٌ، وهي السَداةُ. والسَدا: نَدى الليل، وهو حياة الزرع. قال
الكميتُ، وجعَلَهُ مثلاً للجود: فأنت النَدى فيما ينوبك والسَدا *
إذا الخود عدت عقبة القدر مالها وسديت الارض، إذا كثر نداها، من
(6/2374)
السماء كان أو من الارض، فهى سدية على
فعلة. والسدى: المعروف من الثَوب، وهو خلاف اللُحمة: والسَداةُ
مثله، وهما سَدَيانِ، والجمع أَسْدِيَةٌ. تقول منه: أَسْدَيْتُ
الثوبَ وأَسْتَيْتُهُ. وأَسْدى النخل: إذا سَدى بُسْرُهُ. وقد
سَدِيَ البُسر بالكسر، إذا استرخت ثفاريقه. وهذا بلحٌ سَدٍ، ومنه
قول الشاعر:
يَنْحَتُّ مِنْهُنَّ السَدى والحَصْلُ (1) * ويقال: طلبتُ أمراً
فأسْدَيْتُهُ، أي أصبته. وإن لم تصبه قلت: أعمسته. والسُدى بالضم:
المُهْمَلُ. يقال: إبلٌ سُدىً، أي مُهْمَلَة. وبعضهم يقول سَدىً
بالفتح. وأَسْدَيْتُها، أي أهملتها. وتَسَدَّاهُ، أي عَلاهُ
وركِبه. قال امرؤ القيس: فلَمَّا دنوتُ تَسَدَّيْتُها * فثَوْباً
نَسِيْتُ (2) وثوباً أَجُرّْ والسَدْوُ: ركوب الرأس في السير.
_________
(1) قبله:
مكمم جبارها والجعل
(2) في اللسان: " فثوبا لبست ".
(6/2374)
والسادى: السادس. قال الجعدى: إذا ما عد
أربعة فسال * فزوجك خامس وأبوك سادى (1) أراد السادس فأبدل من
السين ياء، كما فسرناه في ست.
[سرا] السرو: شجر، الواحدة
سروة. والسرو مثل الخيف. والسرو: محلة حمير. والسرو: سخاء في
مروءةٍ. يقال: سَرا يَسْرو، وسَرْيَ بالكسر يَسْرى سَرْواً فيهما.
وسرو يسرو سراوة، أي صار سَرِيَّاً. وقال: وتَرى السَرِيَّ (2) من
الرجال بنَفْسه * وابنُ السَرِيِّ إذا سَرى أَسْراهُما وجمع
السَرِيِّ سراة. وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة، ولا يعرف
غيره. وجمع السراة سروات. وتسرى، أي تكلف السرو. وتَسَرَّى
الجاريةَ أيضاً من السُرِّيَّةِ. وقال يعقوب: أصله تسررت من
السرور، فأبدلوا من إحدى الراءات ياء، كما قالوا تقضى من تقضض.
_________
(1) في اللسان، وكذلك في المخطوطات: " وحموك سادى ".
(2) في اللسان: " تلقى السرى ".
(6/2375)
(*) والسرى أيضا: نهر صغير كالجدول، والجمع
أسرية وسريان، مثل أجربة وجربان، ولم يسمع فيه بأسرياء. والسرية:
قطعة من الجيش. يقال: خير السَرايا أربعمائة رجل. ابن السكيت:
سَرَوْتُ الثوبَ عنِّي سَرْواً، إذا ألقيته عنك. قال ابن هَرْمَةَ
(1) : سَرى ثَوْبَهُ عنك الصِبا المُتَخايِلُ * وآذَنَ بالبَيْنِ
(2) الخليطُ المُزايِلُ أي كشف. وسَرَيْتُ لغة. وسَرَوْتُ عنِّي
درعي، بالواو لا غير. وانْسَرَى عنِّي الهمَّ: انكشف. وسُرِّيَ
عنِّي الهَمَّ مثله. والسِرْوَةُ بالكسر: سهمٌ صغيرٌ، والجمع
السِراءُ. والسِرْوَةُ أيضاً: الجرادة أوَّل ما تكون وهي دودةٌ،
وأصله الهمز، والسِرْيَةُ لغة فيها. وأرضٌ مَسْرُوَّةٌ: ذات سروة.
وسراة كل شئ: أعلاه. وسَراةُ الفرس: أعلى ظهره ووسَطُه، والجمع
سَرَواتٌ. وفي الحديث: " ليس للنساء سروات طريق " أي ظهر الطريق
_________
(1) إبراهيم.
(2) في اللسان: " وودع للبين ".
(6/2375)
ووسطه، ولكنهن يمشين في الجوانب. وسَراةُ
النهار: وسَطه. والسَراءُ بالفتح ممدودٌ: شَجَر تُتَّخذ منه القسى.
قال زهير يصف وحشاً: ثلاثٌ كأقْواسِ السَراءِ وناشِطٌ * قد
اخْضَرَّ من لَسِّ الغمير جحافله واستريت الابل والغنم والناسَ، أي
اخترتُهم. قال الأعشى: وقد أُخْرِجُ الكاعبَ (1) المُسْتَرا * ةِ
مِن خِدرها وأُشيعُ القِمارا وهي سِرَيُّ إبله وسَراةُ ماله.
واسْترى الموتَ بني فلانٍ، أي اختار سَراتَهُمْ. والسارِيَةُ:
الأُسطوانة. والسارِيَةُ: السحابة التي تأتي ليلاً. وسَرَيْتُ
سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْتُ بمعنىً، إذا سرتَ ليلاً. وبالألف لغة
أهل الحجاز، وجاء القرآن بهما جميعاً. وقال حسّان بن ثابت: حَيِّ
النضيرةَ (2) رَبَّةَ الخِدْرِ * أَسْرَتْ إليك ولم تكن تسرى
_________
(1) في اللسان: " فقد أطبى الكاعب ".
(2) قال ابن برى رأيت بخط الوزير المغربي: " حى النصيرة ".
(6/2376)
(*) ويقال: سرينا سرية واحدة، والاسم
السُرْيَةُ بالضم والسُرى. وأسراه وأسرى به، مثل أخذ الخطام وأخذ
بالخطام. وإنما قال تعالى: (سُبْحانَ الذي أَسْرى بعَبْدِهِ ليلاً)
، وإن كان السُرى لا يكون إلا بالليل للتأكيد، كقولهم: سرت أمس
نهارا، والبارحة ليلا. والسراية: سرى الليل، وهو مصدر، ويقل في
المصادر أن تجئ على هذا البناء، لانه من أبنية الجمع. يدل على صحة
ذلك أن بعض العرب يؤنث السرى والهدى، وهم بنو أسد، توهما أنهما جمع
سرية وهدية. وإسرائيل: اسم يقال هو مضاف إلى إيل. قال الاخفش: هو
يهمز ولا يهمز. قال: ويقال في لغة إسرائين بالنون، كما قالوا جبرين
وإسماعين.
[سطا] السَطْوَةُ: القهر
بالبطش. يقال: سطابه (1) . والسطوة: المرة الواحدة، والجمع
السَطَواتُ. والفحلُ يَسْطُو على طَروقته. أبو عمرو: السّاطي: الذي
يغتلم فيخرج من
_________
(1) سطا من باب عدا.
(6/2376)
إبل إلى إبل. وقال (1) :
هامته مثل الفنيق الساطى (2) * قال الاصمعي: الساطى من الخيل:
البعيد الشَحْوة وهي الخطوة. وسَطا الراعي على الناقة، إذا أدخَل
يدَه في رحمها ليُخرج ما فيها من الوَثْرِ، وهو ماء الفحل. وإذا لم
يخرجْ لم تَلقَحِ الناقة. وسَطا الفرسُ، أي أبعد الخطو. وسَطا
الماء: كثُر. وفرسٌ ساطٍ: يَسْطو على سائر الخيل، ويقال: هو الذي
يرفع ذنبه في حضره.
[سعى] سَعى الرجل يَسْعى
سَعْياً، أي عدا، وكذلك إذا عمل وكسب. وكل من ولى شيئا على قوم فهو
ساعٍ عليهم، وأكثر ما يقال ذلك في وُلاةِ الصَدقة. يقال: سَعى
عليها، أي عمل عليها ; وهم السُعاةُ. قال الشاعر (3) :
_________
(1) زياد الطماحى.
(2) قبله: قام إلى عذراء بالغطاط * يمشى بمثل قائم الفسطاط *
بمكفهر اللون ذى حطاط
(3) عمرو بن العداء الكلبى.
(6/2377)
(*) سعى عقالا فلم يترك لنا سَبَداً * فكيف
لو قد سعى عمرو عقالين والمَسْعاةُ: واحدة المَساعي في الكرم
والجود. والسعو بالكسر: الساعة من الليل. يقال: مضَى من الليل سعو
وسعواء مثله. وساعانى فلان فسعيته أسعيه، إذا غلبتَه فيه. وسعى به
إلى الوالي، إذا وشى به. وسعى المُكاتَبُ في عِتْقِ رقبته
سِعايَةً. واسْتَسْعَيْتُ العبْد في قيمته. وتقول: زنى الرجلُ
وعَهَر. فهذا قد يكون بالحرة والامة. ويقال في الامة خاصة: قد
ساعاها ; ولا تكون المُساعاةُ إلاّ في الإماء. وفي الحديث: " إماء
ساعين في الجاهلية ". وأتى عمر رضى الله عنه برجل ساعى أمة.
[سفى] سفت الريح التراب تسفيه
سفيا، إذا أذرَتْه، فهو سَفيٌّ. والسَفيُّ أيضاً: السحاب. والسَفي
مقصوراً: خِفَّة الناصية في الخيل، وليس بمحمودٍ. قال سَلامة بن
جَندلٍ: ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ
السَكْنِ مربوبِ
(6/2377)
الأصمعي: الأسْفَى من الخيل: القليل شَعَر
الناصية ; ومن البغال: السريعُ. قال: ولا يقال لشئ أسفى لخفة
ناصيته إلا للفرس. وبغلة سفواء: خفيفه سريعة. قال دكين (1) : جاءت
به معتجرا ببرده * سفواء تردى (2) بنسيج وحده (3) وسفا يسفو سفوا:
أسرع في المشْي وفي الطيران. والسَفا أيضاً: شَوك البُهمى. وأَسْفى
الزرعُ، إذا خشن أطراف سنبله.
_________
(1) ابن رجاء الفقيمى في عمر بن هبيرة، وكان على بغلة معتجرا ببرد
رفيع، فقال على البديهة.
(2) ويروى: " تخدى ".
(3) بعده: مستقبلا حد الصبا بحده * كالسيف سل نصله من غمده خير
أمير جاء من معده * من قبله أو رافد من بعده فكل قيس قادح من زنده
* يرجون رفع جدهم بجده فإن ثوى ثوى الندى في لحده * واختشعت أمته
لفقده
(6/2378)
(*) والسفى: التراب. والسَفاةُ أخصُّ منه.
وقول الشاعر (1) :
ورَهْنُ السَفى غَمْرُ الطبيعةِ ماجِدُ (2) * يعني تراب القبر.
وقال أبو ذؤيب (3) : وقد أرسلوا فُرَّاطَهُمْ فَتأَثَّلوا *
قَليباً سَفاها كالإماءِ القَواعِدِ قوله " سَفاها "، الهاء فيه
للقَليبِ. وسفيان: اسم رجل، يكسر ويفتح ويضم. وسفوان بالتحريك:
موضع قرب البصرة. قال الراجز (4) : جارية بسفوان دارها * تمشى
الهوينا ساقطا خمارها (5) وسَافاهُ مُسافاةً وسِفاءً، إذا
سافَهَهُ. وقال
_________
(1) كثير.
(2) صدره:
وحال السفى بينى وبينك والعدا * وفى اللسان: " غمر النقيبة ".
والعدا: الحجارة والصخور تجعل على القبر.
(3) يصف القبر وحفاره.
(4) منظور بن مرثد.
(5) بعده:
قد أعصرت أو قد دنا إعصارها:
(6/2378)
إن كنت سافى أخا تميم * فجئ بعلجين ذوى
وزيم بفارسي وأخ للروم (1)
[سقى] ابن السكيت: السِقاءُ
يكون للبن وللماء، والجمع القليل أسقيتة وأُسْقِياتٌ والكثير
أَساقٍ. والوَطْبُ للّبن خاصّةً، والنِحْيُ للسمن، والقربة للماء.
وسَقَيْتُ فلاناً وأَسْقَيْتُهُ، أي قلت له سَقْياً. وسَقاهُ الله
الغيث وأَسْقاهُ، والاسم السُقْيا بالضم. وقد جمعهما لبيدٌ في
قوله: سَقى قَوْمي بَني مجدٍ وأُسْقى * نُميراً والقبائلَ من
هِلالِ ويقال: سَقَيْتُهُ لِشَفَتِهِ، وأَسْقَيْتُهُ لماشيته
وأرضه، والاسم السقى بالكسر، والجمع الاسقية. قال أبو ذؤيب يصف
عسلا: يمانية أحيالها مظ مائد * وآل قراس صوب أسقية كحل (2)
_________
(1) بعده:
إن سرك الرى أخا تميم * والوزيم: اكتناز اللحم.
(2) قبله: =
(6/2379)
(*) هذا قول الاصمعي، ويرويه أبو عبيدة "
صوب أرمية كحل "، وهما بمعنى واحد. أبو عبيد: السَقِيُّ على
فَعيلٍ: السحابة العظيمة القَطر الشديدة الوقع، والجمع
الأَسْقِيَةُ. والسَقيُّ أيضاً: البَرْدِيُّ في قول امرئ القيس:
وساقٍ كأنبوب السَقيِّ المُذَلَّلِ (1) * الواحدة سَقِيَّةٌ. قال
عبدُ الله بن عَجْلانَ النَهديّ: جديدةُ سِرْبالِ الشبابِ كأنَّها
* سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ نَمَتْها غُيولَها والسَِقْيُّ أيضاً:
النخل. وامرأةٌ سَقَّاءَةٌ وسَقَّايَةٌ. وفي المثل: " اسق رقاش
إنها سقاية "، يضرب للمحسن، أي أَحْسِنوا إليه لاحسانه. عن أبى
عبيد. والمسقوى من الزرع: ما يُسْقَى بالسَيْحِ. والمَظْمَئِيُّ:
ما تسقيه السماء، وهو بالفاء تصحيفٌ. والمَسْقاةُ بالفتح: موضع
الشرب، ومن
_________
= فجاء بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثلَه * هو الضَحْكُ إلاّ أنّه
عَملُ النحل المزج، بفتح الميم وكسرها.
(1) صدره:
وكشح لطيف كالجديل مخصر:
(6/2379)
كسر الميم جعلها كالآلة التي هي مِسْقاةُ
الديك. وسَقَى بَطْنُهُ
[سَقياً (1) ] واسْتَسقى بمعنىً، أي اجتمع فيه ماء أصفر، والاسم
السقى بالكسر. والسِقْيُ أيضاً: الحظّ والنصيب من الشُرب. يقال: كم
سِقْيُ أرضك. وأَسْقَيْتُهُ، إذا عِبْتَهُ واغتبته قال ابن أحمر:
ولا علمَ لي ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِنَّةٌ * ولا أيُّ من عاديتُ
أَسْقى سِقائِيا وسَقَّيْتُهُ الماء، شدّد للكثرة. وسَقَّيْتُهُ
أيضاً، إذا قلت له سَقاكَ الله. وكذلك أَسْقَيْتُهُ. قال ذو
الرمَّة:
فما زلتُ أُسْقي رَبْعَها وأخاطبهْ (2) * والمُساقاةُ: أن يستعمل
رجلٌ رجلاً في نَخيل أو كُروم ليقوم بإصلاحها، على أن يكون له سهمٌ
معلوم مما تُغلّه. وتَساقى القوم: سَقى كلُّ واحدٍ منهم صاحبَه
بجِمام الإناء الذي يُسْقَيانِ فيه. قال طرفة: وتَساقى القومُ
كأساً (3) مُرَّةً * وعَلا الخيلَ دماءٌ كالشقر
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) في نسخة بدله: وأسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره
وملاعبه
(3) ويروى: " سما ناقعا ".
(6/2380)
(*) واستقيت من البئر. وأسقيت في القِرْبة
وسَقَيْتُ فيها أيضاً. قال الشاعر (1) : وَما شَنَّتا خرقاَء واهٍ
كُلاهُما * سَقى فيهما مُسْتعْجِلٌ لم تَبَلَّلا (2) بأَنْبَعَ من
عينيكَ للدمع كُلّما * تَعَرَّفْتَ داراً أو توهّمتَ مَنْزِلا
وسِقايَةُ الماء معروفة. والسِقايَةُ التي في القرآن قالوا:
الصُواعُ الذي كان الملِك يَشرب فيه. وقول الهذَليّ (3) :
مُجَدَّلٌ يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَهُ (4) * أي يتشربه. ويروى: "
يتكسى " من الكسوة.
[سلا] سَلوْتُ عنه سُلُوَّاً.
وسَليْتُ عنه بالكسر سليا مثله. والسلوى: طائر. قال الاخفش: لم
أسمع
_________
(1) ذو الرمة.
(2) في اللسان:.... واهيتا الكلى * سقى فيهما ساق ولما تبللا
(3) المتنخل.
(4) عجزه:
كما تقطر جذع الدومة القطل:
(6/2380)
له بواحد (1) . قال: وهو يشبه أن يكون
واحده سلوى مثل جماعته، كما قالوا دفلى للواحد والجماعة. والسلوى:
العسل. قال الهذلى (2) :
ألذ من السلوى إذا ما نشورها (3) * ويقال: هو في سلوة من العيش، أي
في رغد. عن أبى زيد. والسلا مقصور: الجلدة الرقيقة التى يكون فيها
الولد من المواشي إنْ نزعت عن وجه الفصيل ساعةَ يولَد، وإلاّ
قتلتْه. وكذلك إن انقطع السَلاَ في البطن. فإذا خرج السَلا
سَلِمَتِ الناقة وسَلِمَ الولد، وإن انقطع في بطنها هلكتْ وهلك
الولد. ويقال: ناقةٌ سَلْياءُ، إذا انقطع سَلاها. وسَلَّيْتُ
الناقة أُسَلِّيْها تَسْلِيَةً، إذا نزعت سَلاها، فهي سَلْياءُ.
وفي المثل: " وقَع القومُ في سَلا جملٍ "، أي في أمرٍ صعب. والجمل
لا يكون له سلا وإنما
_________
(1) في القاموس: واحده سلواة.
(2) خالد بن زهير.
(3) صدره. * وقاسمها بالله جهدا لانتم:
(6/2381)
(*) يكون للناقة. وهذا كقولهم: " أعز من
الابلق العقوق، ومن بيض الانوق ". ويقال أيضاً: " انقطع السَلا في
البطن "، إذا ذهَبت الحيلة، كما يقال: بلغ السكين العظم. وسلانى
فلان من همّي تَسْلِيَةً وأَسْلاني، أي كشَفه عنِّي. وانْسَلى عنه
الهمُّ وتَسَلّى بمعنىً، أي انكشف. والسُلْوانَةُ بالضم: خَرَزةٌ
كانوا يقولون إذا صب عليها ماء المطر فشر به العاشقُ سلا. وقال:
شربت على سُلْوانَةٍ ماَء مُزْنَةٍ * فلا وجَديدِ العيش يامى ما
أسلو واسم ذلك الماء السُلْوانُ. قال رؤبة: لو أشربُ السُلْوانَ ما
سَليتُ (1) * ما بي غِنىً عنك وإنْ غَنِيتُ قال الأصمعي: يقول
الرجل لصاحبه سَقَيْتَني سَلْوَةً وسُلْواناً، أي طَيَّبْتَ نفسي
عنك. وقال بعضهم: السُلْوانُ دواءٌ يُسقاه الحزينُ فيسلو. والاطباء
يسمونه المفرح.
[سما] السَماءُ يذكر ويؤنّث
أيضاً، ويجمع على أسمية
_________
(1) قبله:
مسلم لا أنساك ما حييت * (300 - صحاح - 6)
(6/2381)
وسماوات. والسماء: كلُّ ما علاك فأظلّك،
ومنه قيل لسقف البيت: سَماءٌ. والسَماءُ: المطر، يقال: ما زلنا نطأ
السَماءَ حتَّى أتيناكم. قال الشاعر (1) : إذا سقط السَماءُ بأرض
قومٍ * رَعَيْناهُ وإنْ كانوا غَضابا ويجمع على أسمية وسمى على
فعول. قال العجاج (2) :
تلفُّه الرِياحُ والسُمِيّ * والسُمُوُّ: الارتفاع والعلوّ. تقول
منه: سَموْتُ وسَمَيْتُ، مثل علوت وعليت، وسلوت وسليت، عن ثعلب.
وفلان لا يُسامى. وقد علا من ساماهُ. وتساموا، أي تباروا. وسمالى
شخصٌ: ارتفعَ حتّى اسْتَثْبَتُّهُ. وسَما بصره: عَلاَ. والقُرومُ
السَوامي: الفحول الرافعة رؤوسها. وتقول: رددت من سامى طرفه، إذا
قصرت إليه نفسَه وأزلت نخوتَه وبأوه. وسَما الفحلُ، إذا سطا على
شَوله سماوة.
_________
(1) هو معود الحكماء معاوية بن مالك.
(2) في اللسان: قال رؤبة: تلفه الارواح والسمى * في دفء أرطاة لها
حنى
(6/2382)
(*) وأما قول الشاعر (1) :
سماء الاله فوق سبع سمائيا (2) * فجمعه على فعائل، كما تجمع سحابة
على سحائب، ثم رده إلى الاصل ولم ينون كما ينون جوار، ثم نصب الياء
الاخيرة لانه جعل بمنزلة الصحيح الذى لا ينصرف، كما تقول مررت
بصحائف يافتى. والسماء: ظهر الفرس، لارتفاعه وعلوّه. وقال (3) :
وأحمرَ كالديباج أمّا سَماؤُهُ * فريَّا وأمّا أَرْضُهُ فَمُحولُ
وسماوة كل شئ: شخصه. قال العجاج:
سماوة الهلال حتى احقوقفا (4) * وسماوة البيت: سقفه. قال علقمة (5)
_________
(1) أمية:
(2) صدره:
له ما رأت عين البصير وفوقه * قال الصاغانى: الرواية: " فوق ست
سمائيا " والسابعة هي التى فوق الست.
(3) طفيل الغنوى.
(4) قبله: ناج طواه الاين هما وجفا * طى الليالى زلفا فزلفا
(5) صوابه امرؤ القيس.
(6/2382)
* سماوته من أتحمى معصب (1) * والسماوة:
موضع بالبادية ناحية العواصم. وسميت فلانا زيدا وسَمَّيْتُهُ بزيدٍ
بمعنىً، وأَسْمَيْتُهُ مثله، فتَسَمَّى به. وتقول: هذا سَمِيُّ
فلانٍ، إذا وافق اسمُه اسمَه، كما تقول: هو كَنِيُّهُ. وقوله
تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ له سَمِيَّا) أي نظيراً يستحقُّ مثلَ اسمه،
ويقال مساميا يساميه. وأسمى فلان، أي أخذ ناحية السماوة. والسماة:
الصيادون مثل الرماة. وقد سَمَوا واسْتَمَوا، إذا خرجوا للصيد.
والاسم مشتقٌّ من سَمَوْتُ، لأنّه تنويهٌ ورفعةٌ. واسْمٌ تقديره
افْعٌ والذاهب منه الواو، لأنَّ جمعه أسماء وتصغيره سمى. واختلف في
تقدير أصله، فقال بعضهم فعل، وقال بعضهم فعل، وأسماء يكون جمعا
لهذين الوزنين، مثل جذع وأجذاع، وقفل وأقفال، وهذا لا تدرك صيغته
إلا بالسمع. وفيه أربع لغات اسم واسم واسم بالضم،
_________
(1) صدره:
ففئنا إلى بيت بعلياء مردح * فئنا: رجعنا. مردح: واسع. الا تحمى
المعصب: البرود المحوكة بعصب اليمن.
(6/2383)
(*) وسم وسم (1) . وينشد: والله أسماك سما
مباركا * آثرك الله به إيثاركا وقال آخر: وعامنا أعجبنا مقدمه *
يدعى أبا السمح وقرضاب سمه (2) بالضم والكسر جميعا. وألفه ألف وصل
وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة، كقول الاحوص: وما أنا
بالمخسوس في جذم مالك * ولا من تسمى ثم يلتزم الاسما وإذا نسبت إلى
الاسم قلت سَمَوِيٌّ، وإن شئت اسْمِيٌّ تركتَه على حاله. وجمع
الأسْماء أَسامِ. وحكى الفراء: أُعيذك بأسماوات الله.
[سنأ] السَنا مقصورٌ: ضوء البرق. والسنا أيضا: نبت يتداوى به.
والسَناءُ من الرفعة والشرف ممدودٌ.
_________
(1) زاد الجواليقى: " وسمى كهدى ".
(2) بعده:
مبتركا لكل عظم يلحمه:
(6/2383)
والسَنِيُّ: الرفيع. وأَسْناهُ، أي رفعه
وأعلاه. وسَنَّاهُ، أي فتحه وسهَّله. وقال: وأَعْلَمُ عِلْماً ليس
بالظنّ أنَّه * إذا الله سَنَّى عَقْدَ شئ تيسر وسانيت الرجل، إذا
راضيته وداريته وأحسنت معاشرته. قال لبيد: وسانَيْتُ من ذي بهجةٍ
ورقيته * إذا الله سنى عقد شئ تيسرا وسانيت الرجل، إذا راضيته
وداريته وأحسنت معاشرته. قال لبيد: وسانَيْتُ من ذي بهجةٍ
ورَقَيْتُهُ * عليه السُموطُ عابسٍ مُتَعَصِّبِ الفراء: يقال
تَسَنَّى، أي تغيّر. وقال أبو عمرو: (لم يَتَسَنَّ) : لم يتغير، من
قوله تعالى: (من حَمَأٍ مَسْنونٍ) ، أي متغيِّر، فأبدل من إحدى
النونات ياءً، مثل تقَضَّى من تَقَضَّضَ. والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ.
والسانِيَةُ: الناضحةُ، وهي الناقة التي يستقى عليها. وفي المثل: "
سير السَواني سفرٌ لا ينقطع ". يقال: سَنَتِ الناقة تَسْنُو
سَناوَةً وسَنايَةً، إذا سقت الأرض. والسَحابَةُ تَسْنو الأرض،
والقومُ يَسْنونَ لأنفسهم إذا استقَوا. والأرض مَسْنُوَّةٌ
ومَسْنِيَّةٌ، قلبوا الواو ياء كما قلبوها في قنية.
(6/2384)
الفراء: يقال أخذه بِسنايَتِهِ
وصِنايَتِهِ، أي أخذه كلَّه. والسَنَةُ إذا قلته بالهاء وجعلت
نقصانه الواو فهو من هذا الباب. وتقول: أسْنى القومُ يُسْنونَ
إسْناءً، إذا لبثوا في موضعٍ سَنَةً. وأَسْنَتوا، إذا أصابهم
الجُدوبة، تقلب الواو تاء للفرق بينهما. قال بكر المازنى: هذا شاذ
لا يقاس عليه.
[سوا] السَواءُ: العدلُ. قال
الله تعالى: (فانْبِذ إليهِمْ عَلى سَواءِ) . وسواء الشئ: وسطه.
قال تعالى: (في سواء الجحيم) . وسواء الشئ: غيره. قال الاعشى:
وما عدلت عن أهلها لسوائكا (1) * قال الاخفش: سوى إذا كان بمعنى
غَيْرٍ أو بمعنى العَدْلِ يكون فيه ثلاث لغات: إن
_________
(1) صدره:
تجانف عن جو اليمامة ناقتي * معناه: وما عدلت من أهلها بك. قال أبو
بكر: هكذا رواه أبو عبيدة وفسره، ورواه غيره: " وما عدلت عن أهلها
لسوائكا "، وقالوا: معناه لغيرك.
(6/2384)
ضممت السين أو كسرتها قصرت فيهما جميعاً،
وإن فتحت مددت لا غير. تقول: مكانٌ سُوّى وسِوّى وسَواءٌ، أي عدلٌ
ووسطٌ فيما بين الفريقين. قال موسى بن جابرٍ الحنفيّ: وَجدنا أبانا
كان حَلَّ ببلدةٍ * سَوّى بين قيس قيس عيلان والفرز وتقول: مررت
برجلٍ سُواكَ وَسِواكَ وسَوائِكَ ; أي غيرك. وهما في هذا الأمر
سَواءٌ وإن شئت سَواءانِ، وهم سَواءٌ للجميع وهم أَسْواءٌ، وهم
سَواسِيَةٌ مثل ثمانية على غير قياس. قال الاخفش: ووزنه فعافلة،
ذهب عنها الحرف الثالث وأصله الياء. قال: فأما سواسية أي أشباه فإن
سواء فعال وسية يجوز أن تكون فعة أو فلة، إلا أن فعة أقيس لان أكثر
ما يلغون موضع اللام، وانقلبت الواو في سية ياء لكثرة ما قبلها لان
أصله سوية. وأسويت الشئ، أي تركته وأغفلته. هكذا حكاه أبو عبيد.
وأنا أرى أن أصل هذا الحرف مهموز. وليلة السواء: ليلةُ ثلاث عشرة.
الفراء: هذا الشئ لا يساوى كذا، ولم يعرف يَسْوي كذا. وهذا لا
يساويه، أي لا يعادله.
(6/2385)
وسويت الشئ فاستوى. وهما على سوية من هذا
الأمر، أي على سواء. وقسمت الشئ بينهما بالسوية. ورجلٌ سَوِيُّ
الخَلْقِ، أي مُسْتَوِ. واسْتَوى من اعوجاجٍ. واستوى على ظهر
دابته، أي علا واستقر. وساوَيْتُ بينهما، أي سَوَّيْتُ. واسْتَوى
إلى السماء، أي قَصَدَ (1) . واسْتَوى، أي استولى وظهَرَ. وقال: قد
اسْتَوى بِشْرٌ على العِراقِ * من غير سيفٍ ودمٍ مُهْراقِ واسْتَوى
الرجل، إذا انتهى شبابُه. وقصدتُ سِوى فلان، أي قصدت قصده. وقال
قيس بن الخطيم: ولأصْرِفَنَّ سوى حذيفة مدحتي * لفتى العشى وفارسِ
الأحزابِ والسَوِيَّةُ: كساءٌ محشُوٌّ بثمام ونحوه، كالبرذعة. قال
عبد الله بن عنمة (2) :
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " قصدت "، صوابه من نقل اللسان عن
الجوهرى.
(2) الضبى.
(6/2385)
فازجر حمارك لا تنزع سويته * إذا يرد وقيد
العير مكروب والجمع سوايا. وكذلك الذي يجعل على ظهر الإبل، إلاّ
أنّه كالحلْقَة لأجل السنام، ويسمى الحوية. واستوى الشئ: اعتدل.
والاسم السَواءُ. يقال: سَواءٌ على أقمت أقعدت. الكسائي: يقال كيفف
أصبحتم؟ فيقولون: مسوون صالحون، أي أولادنا ومواشينا سَوِيَّة
صالحة. وفى الحديث (1) : " إذا تساووا هلكوا ". وقوله تعالى: (لو
تسوى بهم الأرضُ) ، أي تستوي بهم. وقول خالد بن الوليد:
فوز من قراقر إلى سوى (2) * هما ماءان.
_________
(1) في المختار: قال الازهرى: قولهم: لا يزال الناس بخير ما
تباينوا، فإذا تساووا هلكوا، أصله أن الخير في النادر من الناس،
فإذا استووا في الشر ولم يكن فيهم ذو خير كانوا من الهلكى. ولم
يذكر أنه حديث، وكذا الهروي لم يذكره في شرح الغريبين.
(2) قبله:
لله در رافع أنى اهتدى:
(6/2386)
(*)
[سها] السُها: كوكبٌ خفيّ في
بنات نعشٍ الكبرى والناس يمتحنون به أبصارهم. وفي المثل: " أُرِيها
السُها وتُرِيني القمر ". الأصمعي: السَهْوَةُ كالصُفَّةِ تكون بين
يدي البيوت. قال أبو عبيد: سمعتُ غير واحدٍ من أهل اليمن يقولون:
السَهْوَةُ عندنا بيتٌ صغيرٌ منحدرٌ في الأرض، وسَمْكُه مرتفعٌ من
الأرض شبيه بالخِزانة الصغيرة يكون فيها المتاع. والسَهْوَةُ من
النوق: الليِّنة السير. والسَهْوُ: السكون واللِينُ، والجمع سهاء
مثل دلو ودلاء. قال الشاعر: تناوحت الرياحُ لفقد عَمْروٍ * وكانت
قبل مهلكه سهاء أي ساكنة لينة. والمساهاة في العشرة: ترك
الاستقصاء. والسَهْواءُ: ساعةٌ من الليل وصدرٌ منه. وفي المثل: "
إنَّ المُوصَّينَ بنو سَهْوانَ "، معناه أنّك لا تحتاج إلى أن
توصِيَ إلاَّ من كان غافلاً ساهياً. والسَهْوُ: الغفلة. وقد سَها
عن الشئ يسهو فهو ساه وسهوان.
(6/2386)
أبو عمرو: يقال عليه من المال ما لا يُسْهى
ولا ينهى، أي لا تبلغ غايته. وحَمَلَتِ المرأة سَهْواً، إذا حبلت
على حيض.
[سيا] سِيَةُ القوسِ: ما عُطِفَ
من طرفيها. والجمع سيات، والهاء في الواحد عوض من الواو. والنسبة
إليها سيوى. قال أبو عبيدة: كان رؤبة بن العجاج يهمز سية القوس
وسائر العرب لا يهمزونها. الفراء: يقال هو في سِيِّ رأسه، وفي
سَواءِ رأسه، إذا كان في النَعْمة. قال أبو عبيد: وقد يفسّر سِيُّ
رأسِه عددَ شعرهِ من الخير. قال ذو الرمة: كأنَّه (1) خَاضِبٌ
بالسِيِّ مَرْتَعُهُ * أبو ثلاثين أمسى وهو مُنْقَلِبُ والسِيُّ:
أرضٌ من أراضي العرب، وقد تكون المفازة.
_________
(1) في جمهرة أشعار العرب: " أذاك أم خاضب ". أذاك يعنى الثور.
خاضب يعنى الظليم، سمى خاضبا لانه يخضب ساقيه بالعشب. والسى: موضع
بنجد. مرتعه يعنى مرعاه. أبو ثلاثين بيضه. منقلب، أي راجع إلى
بيته، من قولك: انقلب إلى أهله: رجع.
(6/2387)
(*) والسيان: المثلان، الواحد سى. قال
الحطيئة: فإِيَّاكُمُ وحَيَّةَ بطنِ واد * همو الناب ليس لكم بسى
يريد تعظيمه. وقولهم: (لا سيما) كلمة يستثنى بها، وهو سِيٌّ ضمَّ
إليه ما، والاسم الذى بعد " ما " لك فيه وجهان: إن شئت جعلت ما
بمنزلة الذى وأضمرت مبتدأ ورفعت الاسم الذى تذكره لخبر المبتدأ،
تقول: جاءني القوم لا سيما أخوك، أي ولا سى الذى هو أخوك. وإن شئت
جررت ما بعده على أن تجعل ما زائدة، وتجر الاسم بسى ; لان معنى سى
معنى مثل. وينشد قول امرئ القيس: ألا رب يوم لك منهن صالح * ولا
سيما يوم بدارة جلجل مجرورا ومرفوعا. وتقول: اضربن القوم ولا سيما
أخيك، أي ولا مثل ضربه أخيك. وإن قلت: ولا سيما أخوك، أي ولا مثل
الذى هو أخوك، تجعل ما بمعنى الذى وتضمر هو وتجعله مبتدأ وأخوك
خبره: قال الاخفش: قولهم: إن فلانا كريم
(6/2387)
ولا سيما إن أتيته قاعدا، فإن " ما " هاهنا
زائدة لا تكون من الاصل، وحذف هنا الاضمار، وصار ما عوضا منه، كأنه
قال: ولا مثله إن أتيته قاعدا.
فصل الشين
[شأأ] تَشاءَى ما بينهما، مثال تَشاعى، أي تباعد. يقال: تَشاءَى
القومُ، إذا تَفرَّقوا. قال ذو الرمَّة: أَبوكَ تَلافى الناسَ
والدينَ بعد ما * تشاءوا وبيت الدين منقطع الكَسْرِ والشَأْوُ:
الغاية والأمَد. وعَدا الفرس شَأْواً، أي طَلَقاً. والشَأْوُ:
السَبْقُ. أبو زيد: شَأَوْتُ القوم شَأْواً، إذا سبقْتهم. قال امرؤ
القيس: فألقيتُ في فيه اللجامَ فَبَذَّني (1) * وقال صِحابي قد
شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ والشَأْوُ: ما أُخرج من تراب البئر، مثل
المِشْآةِ. يقال: أخرج شأوا أو شأوين.
_________
(1) في ديوانه:
فكان تنادينا وعقد عذاره * وعقد عذاره: إلباسه اللجام.
(6/2388)
(*) والمشآة: الزبيل يخرَجُ به تراب البئر،
وهو على وزن المشعاة، والجمع المشائى. وقال الراجز: لولا الاله ما
سكنا خضما * ولا ظللنا بالمشائى قيما وشأوت من البئر، إذا نزعتَ
منها التراب. وشاءاهُ على فاعَلَه، أي سابقه. وشاءه أيضاً مثل شآه
على القلب، أي سبقه. وقد جمعهما الشاعرُ في قوله (1) : مَرَّ
الحُدوجُ وما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً * ولقد أراك تُشاءُ بالأَظْعانِ
(2) أبو عبيد: اشْتَأى، أي استمع. وقال المفضل: سبق.
[شبا] شباة كل شئ: حد طَرَفِهِ
; والجمع الشَبا والشَبَواتُ. وشَبْوَةُ: العقرب، لا تجرى. قال
الراجز
_________
(1) هو الحار ث بن خالد المخزومى.
(2) بعده: تحت الخدور وما لهن بشاشة * أصلا خوارج من قفا نعمان وهى
الابل عليها النساء. كذا باللسان.
(6/2388)
تكسو (1) اسمها لحما وتقمطر * قد جعلت شبوة
تزبئر والجمع شبوات. وأَشْبى الرجلُ، أي وُلِدَ له ولدٌ ذكيّ.
وأَشْبى فلاناً وَلَدهُ، أي أَشْبَهُوهُ. وأَشْبَيْتُ الرجل: رفعته
وأكرمته. وأشبت الشجرة: ارتفعت.
[شتا] الشِتاءُ معروف. قال
المبرّد: هو جمع شَتْوَةٍ. وجمع الشِتاءِ أَشْتِيَةٌ. والنسبة
إليها شَتْوِيٌّ وشَتَوِيٌّ مثل خرفى وخرفى. وشَتَوْتُ بموضع كذا
وتَشَتَّيْتُ: أقمت به الشِتاءَ. وأَشْتى القوم: دخلوا في الشتاء.
قال الكسائي: عاملته مُشاتَاةً، من الشتاء. والشتى على فعيل
والشتوى: مطر الشتاء. وقال النمر بن تولب يصف روضةً: عَزَبَتْ
وبَاكَرَها الشَتِيُّ بِدِيْمَةٍ * وَطْفاَء تملؤها إلى أَصْبارِها
وهذا الشئ يشتينى، أي يكفيني لشتائى.
_________
(1) في اللسان: " تكسو استها "، ويروى " تقشعر " أيضا.
(6/2389)
(*) وقال الراجز يصف بتا له: من يك ذا بت
فهذا بتى * مقيظ مصيف مشتى (1)
[شجا] الشَجْوُ: الهمّ والحزن.
ويقال: شَجاهُ يَشْجوهُ شَجْواً، إذا أحزنَه. وأَشْجاه يُشْجيهِ
إشْجاءً، إذا أغصَّه. تقول منها جميعا: شجى بالكسر يشجى شجى. وقال
الشاعر (2) :
في حلقكم عظم وقد شجينا (3) * أراد: في حلوقكم، فلهذا قال شجين.
والشجا: ما ينشب في الحلق من عظم وغيره. ورجلٌ شَجٍ، أي حزينٌ.
وامرأةٌ شجية على فعلة. ويقال: " ويل للشجى من الخلى ". قال
المبرد: ياء الخلى مشددة وياء الشجى مخففة. قال وقد شدد في الشعر.
وأنشد
_________
(1) بعده:
تخذته من نعجات ست
(2) هو المسيب بن زيد مناة الغنوى.
(3) صدره:
لا تنكروا القتل وقد سبينا * (301 - صحاح - 6)
(6/2389)
نام الخليون عن لَيْلِ الشَجِيِّينا (1) *
شَأنُ السُلاةِ سوى شأن المحبينا فإن جعلت الشجى فعيلا من شجاه
الحزن فهو مشجو وشجى، فهو بالتشديد لا غير. ومفازة شجواء: صعبة
المسلك. والشجوجى: الرجل الطويل الرجلين، مثل الخجوجى. والنسبة إلى
شج شجوى بفتح الجيم، كما فتحت ميم نمر، فانقلبت الياء ألفا ثم
قلبتها واوا.
[شحا] شَحا فاه يَشْحوهُ
ويَشْحاهُ شَحْواً، أي فتح فاه. وفرسٌ بعيد الشَحْوَةِ، أي بعيد
الخطوة. وجاءت الخيل شَواحيَ، أي فاتحاتٍ أفواهها. وشحا فوهُ
يَشْحُو، أي انفتح، يتعدى ولا يتعدى.
[شدا] شَدَوْتُ الإبل شَدْواً:
سُقْتُها. والشادي: الذي يَشْدو شيئاً من الادب،
_________
(1) كذا في المختار واللسان والمخطوطات وهو الصواب. وفى المطبوعة:
نام الشجيون عن ليل الخليينا:
(6/2390)
(*) أي يأخذ طرفا منه، كأنّه ساقه وجمعه.
وشَدَوْتُ أَشْدو، إذا أنشدت بيتاً أو بيتين تمدّ به صوتك كالغناء.
ويقال للمغنِّي: الشادي. وقد شَدا شعراً أو غناءً، إذا غنَّى به أو
ترنم به.
[شذا] الشَذا مقصورٌ: الأذى
والشرّ. يقال: قد آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ. والشَذا: ذباب الكلب، وقد
يقع على البعير، الواحدة شَذاةٌ. وقال الخليل: يقال للجائع إذا
اشتدَّ جوعُه: ضَرِمَ شَذاهُ. والشَذا: الملحُ. والشَذا: حِدّة
ذكاء الرائحة. والشَذاةُ: بقية القوّة والشِدّة. قال الراجز:
فاطِمُ ردى لى شذا من نفسي * وما صَريمُ الأمرِ مثل اللَبْسِ
والشَذا: ضرب من السفن، الواحدة شَذاةٌ. والشَذا: شجرٌ. والشَذا:
كِسَرُ العودِ. قال ابن الإطنابة (1) : إذا ما مَشَتْ (2) نادى بما
في ثيابها * ذكى الشذا والمندلي المطير
_________
(1) قال ابن برى: ويقال البيت للعجير السلولى.
(2) يروى: " إذا اتكأت ".
(6/2390)
[شرى]
الشِراءُ يمدّ ويقصر. يقال منه: شريت الشئ أشريه شراء، إذا بعته
وإذا اشتريته أيضاً وهو من الأضداد، قال الله تعالى: (ومِن الناس
مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتغاءَ مَرضاةِ الله) أي يبيعها. وقال تعالى:
(وشَرَوْهُ بثمنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعدودة) أي باعوه. وقوله تعالى:
(اشتروا الضلالة بالهدى) أصله اشتريوا، فاستثقلت الضمة على الياء
فحذفت فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحركت الواو
بحركتها لما استقبلها ساكن. ويجمع الشِرا على أَشْرِيَةٍ، وهو
شاذٌّ لأن فِعَلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ. والشَرْيُ بالتسكين:
الحنظل. ويقال: لفلانٍ طعمان: أَرْيٌ وشَرْيٌ. والشرى أيضا: شجر
الحنظل. قال الهذلى (1) : على حت البراية زمرى ال * سواعد ظل في
شرى طوال الواحدة شَرْيَةٌ. والشَرْيَة: النخلة تنبُت من النواة.
والشَرْيُ أيضاً: رُذالُ المال، مثل شواه. وشرى البرق بالكسر يشرى
شرى،
_________
(1) الاعلم.
(6/2391)
(*) إذا كثر لمعانه. وقال: صاح ترى البرق
لم يغتمض * يموت فُواقاً ويَشْرى فُواقا ومنه قولهم: شَرِيَ زمامُ
الناقة، إذا كثر اضطرابه. وشرى لفرس أيضا في سيره واسْتَشْرَى، أي
لَجَّ في سَنَنِهِ، فهو فرسٌ شَرِيٌّ على فعيل. وشَرِيَ الرجل
واسْتَشْرى، إذا لَجّ في الأمر. وشري جلده أيضاً من الشرى، وهي
خراج صغار لها لذع شديد. والرجل شر على فلل. وشَرِيَ فلانٌ غضَباً،
إذا استطار غضبا. والشرى: طريق في سلمى كثير الاسد. وأشراء الحرم:
نواحيه، الواحد شَرّى مقصور. قال الشاعر (1) : لُعِنَ الكواعبُ بعد
يومِ وصَلْنَني * بِشرى الفُراتِ وبعد يوم الجَوسَقِ أبو عمرو:
أَشْرَيْتُ الحوض وأَشْرَيْتُ الجَفْنَةَ، إذا ملاتهما. والشريان
والشريان، بالفتح والكسر: شجر يتخذ منه القسى.
_________
(1) القطامى.
(6/2391)
والشريان: واحد الشَرايِيِن، وهي العروق
النابضة، ومنبِتها من القلب. وشروى الشئ: مثله. وشرورى: اسم جبل،
وهو فعو عل. والشراة: الخوارج، الواحد شار، سموا بذلك لقولهم: إنا
شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة حين فارقنا الائمة
الجائرة. يقال منه: قد تشرى الرجل. والمشترى: نجم.
[شصا] شصا بصرُه يشصو شَصُوّاً:
شَخَصَ. وأَشْصاه صاحبه: رفعه. وفي المثل: " إذا ارْجَحَنَّ شاصياً
فارفعْ يداً "، أي إذا سقَط ورفع رجلَيه فاكْفُفْ عنه. وشَصا
السحاب. أي ارتفع في الهواء. الكسائي: يقال للميِّت إذا انتفخ
فارتفعت يداه ورجلاه: قد شَصَا يَشْصِي شُصِيّاً، فهو شاصٍ. ويقال
للزِقاق المملوءةِ الشائلةِ القوائِمِ والقِرَبِ إذا كانت مملوءَةً
أو نُفخ فيها فارتفعت قوائمُها: شاصِيَةٌ ; والجمع شَواصٍ. قال
الاخطل يصف الزقاق:
(6/2392)
أناخوا فَجَرُّوا شاصِياتٍ كأنّها * رجالٌ
من السودان لم تَتَسَرْبَلِ (1) يعني زِقاقَ الخمر. والشاصلى، مثل
الباقلى: نبت، أذا شددت قصرت وإذا خففت مددت، يقال له بالفارسية
دكراوند (2) .
[شطا] شطا: اسم قرية بناحية مصر
تنسب إليها الثياب الشطوية. وقول الشاعر:
تجلل بالشطى والحبرات * يريد الشطوى.
[شظى] الشَظِيَّةُ: الفِلْقَةُ
من العصا ونحوها، والجمع الشَظايا. يقال: تَشَظَّى الشئ، إذا تطاير
شظايا. وقال:
كالدُرَّتَيْنِ تَشَظَّى عنهما الصَدَفُ (3) * قال الأصمعي:
الشَظى: عُظَيْمٌ مستدِقٌّ ملزَقٌ بالذراع، فإذا تَحرَّكَ من موضعه
قيل:
_________
(1) يروى: " لم يتسربلوا ".
(2) في اللسان: " وكراوند ".
(3) صدره:
يا من رأى لى بنيى اللذين هما:
(6/2392)
قد شظى الفرس بالكسر. قال: وبعض الناس يجعل
الشَظى انشقاق العصب. وأنشد لامرئ القيس: سليم الشظى عبل الشوى شنج
النسا * له حجبات مشرفات على الفال وشظى القوم: خلاف صميمهم، وهم
الأتباع والدُخَلاءُ عليهم بالحلف. وقال (1) : بمصر عنا النعمان
يوم تألبت * علينا تميم من شظى وصميم
[شعا] غارةٌ شَعْواءُ، أي
فاشيةٌ متفرّقةٌ. قال عبد الله بن قيس الرقيّات: كيف نومي على
الفراش ولَمَّا * تَشمل الشأمَ غارةٌ شَعْواءُ (2) وأَشْعى القوم
الغارة إشْعاءً، إذا أشعلوها. الأصمعي: جاءت الخيل شواعى وشوائع،
_________
(1) هو بر الحارثى.
(2) بعده: تذهل الشيخ عن بنيه وتبدى * عن خدام العقيلة العذراء
العقيلة فاعلة لتبدى وحذف التنوين لالتقاء الساكنين للضرورة.
(6/2393)
(*) أي متفرقة. وأنشد للاجدع بن مالك: وكأن
صرعيها كعاب مقامر * ضربت على شزن فهن شواعى أراد شوائع فقلبه.
[شغا] السن الشاغية: هي الزائدة
على الأسنان، وهي التي تخالفِ نبتَتها نبتةَ غيرِها من الأسنان.
يقال رجلٌ أشْغى وامرأة شَغْواءُ، والجمع شُغْوٌ، وقد شَغِيَ
يَشْغى شَغىً مقصورٌ. ويقال للعقاب: شَغْواءُ، لفَضْل منقارها
الأعلى على الأسفل. قال الشاعر:
شغواء توطن بين الشيق والنيق
[شفى] ابن السكيت: يقال للرجل
عند موته وللقمر عند إمحاقه وللشمس عند غروبها: ما بقي منه إلاَّ
شَفاً، أي قليلٌ. قال العجاج: ومَرْبإٍ عالٍ لمن تَشَرَّفا *
أَشْرَفْتُهُ بلا شَفاً أو بِشَفا قوله " بلا شَفاً " أي وقد غابت
الشمس. " أو بَشَفا " أي أو قد بقيَتْ منها بقية. وشفا كل شئ:
حرفه. قال الله تعالى: (وكُنتمْ على شفا حفرة) . وتثنيته شفوان.
(6/2393)
قال الاخفش: لما لم تجز فيه الامالة عرف
أنه من الواو ; لان الامالة من الياء. وشفاه الله من مرضه شفاء،
ممدود. وأشفى على الشئ: أشرف عليه. وأَشْفى المريض على الموت.
واسْتَشْفى: طلب الشفاء. وأشفيتك الشئ، أي أعطيتكَه تَسْتَشْفي به.
ويقال: أَشْفاهُ الله عسلاً، إذا جعله له شفاء. حكاه أبو عبيدة.
وأشفيت بكذا. وتشفيت من غيظي. والإشْفى: الذي للأساكفة. قال ابن
السكيت: والإشْفى ما كان للاساقى والمزاود وأشباهها، والمخصف
للنعال
[شقا] الشَقاءُ والشَقاوَةُ
بالفتح: نقيض السعادة. وقرأ قتادة (شقاوتنا (1)) بالكسر، وهى لغة.
وإنما جاء بالواو لانه بنى على التأنيث في أول أحواله وكذلك
النهاية، فلم تكن الواو والياء حرفي إعراب، ولو بنى على التذكير
لكان مهموزا
_________
(1) (ربنا غلبت علينا شقوتنا) هي قراءة عاصم وأهل المدينة. وقرأ
ابن مسعود: (شقاوتنا) ، وقرأ قتادة: (شقاوتنا) بالكسر.
(6/2394)
(*) كقولهم: عظاءة، وعباءة، وصلاءة. وهذا
أعل قبل دخول الهاء. تقول: شقى الرجل، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما
قبلها. ويشقى انقلبت في المضارع ألفا لفتحة ما قبلها. ثم تقول:
يشقيان، فيكونان كالماضي. وأشقاه الله يُشْقِيهِ فهو شَقِيٌّ بيِّن
الشِقوةِ بالكسر، وفَتْحُهُ لغةٌ. والمُشاقاةُ: المعاناة
والممارسة. وشاقاني فلانٌ فَشَقَوْتُهُ أَشْقوهُ، أي غلبته فيه.
[شكا] شَكَوْتُ فلاناً أَشْكوهُ
شَكوى وشِكايَةً وشَكِيَّةً وشَكاةً، إذا أخبرتَ عنه بسوءِ فَعَلَه
بك، فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ، والاسم الشَكْوى. وأَشْكَيْتُ
فلاناً، إذا فعلتَ به فِعلاً أحوجَه إلى أن يَشْكوكَ.
وأَشْكَيْتُهُ أيضا، إذا أعتبته من شَكْواهُ ونَزَعت عن شِكايَتِهِ
وأزلته عما يَشْكوهُ ; وهو من الأضداد. قال الراجز: تَمُدُّ
بالأعْناقِ أو تَلْويَها (1) * وتَشْتَكي لو أَنَّنا نشكيها (2)
_________
(1) في اللسان: " أو تثنيها ".
(2) بعده:
مس حوايا قلما نجفيها:
(6/2394)
واشتكيته مثل شكوته. واشتكى عضواً من
أعضائِه وتَشَكَّى بمعنىً. واشْتَكى، أي اتَّخذ شَكْوةً. قال
الفراء: المِشْكاةُ: الكوّة التي ليست بنافذة. ورجلٌ شاكي السلاح،
إذا كان ذا شوكة وحد في سلاحه. قال الأخفش: هو مقلوب من شائِكٍ.
والشَكِيُّ: الذي يَشْتَكي. والشَكِيُّ أيضاً: المَشْكُوُّ.
والشَكِيُّ أيضاً: المُوجَعُ. قال الطرِمَّاح:
وَسْمي شَكِيٌّ ولِساني عارِمُ (1) * وَسْمي من السِمِةِ.
والشِكْوَةُ: جلدُ الرضيع، وهو لِلَّبَنِ، فإذا كان جِلْدَ
الجَذَعِ فما فوقه سمى وطبا. والشكى في السلاح معرَّبٌ، وهو
بالتركية بَشْ.
[شلا] الشِلْوُ: العُضو من
أعضاء اللحم. وفى الحديث: " ائتنى بشلوها الايمن ". وأشلاء
الانسان: أعضاؤه بعد البلى والتفرق.
_________
(1) قبله:
أنا الطرماح وعمى حاتم * وبعده:
كالبحر حين تنكد الهزائم:
(6/2395)
(*) وبنو فلان أشلاء في بني فلان، أي بقايا
فيهم. قال ثعلب: وقول الناس: أَشْلَيْتُ الكلب على الصيد، خطأ.
وقال أبو زيد: أَشْلَيْتُ الكلب: دعوته. وقال ابن السكيت: يقال
أوسدت الكلب بالصيد وآسدته، إذا أغريته به. ولا يقال أشليته، إنما
الاشلاء الدعاء. يقال: أشليت الشاة والناقة، إذا دعوتهما بأسمائهما
لتحلبهما. قال الراعى. وإن بركت منها عجاساء جلة * بمحنية أشلى
العفاس (1) وبروعا وقال آخر: أشليت عنزي ومسحت قعبى * ثم تهيأت
لشرب قأب وقال زياد الاعجم: أتينا أبا عمروٍ فأَشْلى كِلابَهُ *
علينا فكدنا بين بيتيه نؤكل ويروى: " فأغرى كلابه ". واستشلاه
واشْتَلاهُ، أي استنقذه. وكلُّ مَن دعوته حتى تخرجه تنجيه من موضع
هلكة فقد استشليته وأشتليته (2) . قال القطامى يمدح رجلا
_________
(1) عفاس وبروع: اسم ناقتين للراعي.
(2) في المطبوعة الاولى: " وأشليته ".
(6/2395)
قتلت بَكْراً وكلْباً واشْتَلَيْتَ بنا *
فقد أَرَدْتَ بأن يَسْتَجْمِعَ الوادي أبو زيد: ذهبتْ ماشية فلان
وبقيتْ له شَلِيَّةٌ ; وجمعها شلايَا، ولا يقال إلا في المال.
[شوى] شَوَيْتُ اللحم شَيَّاً،
والاسم الشواء، والقطعة منه شواءة وأنشد أبو عمرو: وانْصِبْ لنا
الدهماَء طاهي وعَجِّلَنْ * لنا بشَواةٍ مُرْمَعِلِّ ذءوبها
واشتويت: اتَّخذت شِواءً. وقال (1) :
فاشْتوى ليلةَ ريحٍ واجْتَمَلْ (2) * وقد انْشَوى اللحم، ولا تقل
اشتوى. قال الراجز: قد انشوى شواؤنا المرعبل * فاقتربوا إلى الغداء
فكلوا والشاوى: صاحب الشاء. قال الراجز (3)
_________
(1) هو لبيد.
(2) صدره:
أو نهته فأتاه رزقه * وقبله: وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ *
بأَلوكٍ فَبَذَلْنا ما سأل
(3) مبشر بن هذيل الشمخى
(6/2396)
(*) . لا تنفع الشاوى شاته (1) * ولا
حماراه ولا علاته وأشويت القوم: أطعمتهم شواء. وتعشى فلان فأشوى
عشائه، أي أبقى منه بقيَّة. والشَوى: جمع شَواةٍ، وهي جلدة الرأس.
والشَوى: اليدانِ والرجلانِ والرأسُ من الآدميِّين، وكلُّ ما ليسَ
مقتلاً. يقال: رماه فأَشْواهُ، إذا لم يُصِبِ المَقْتَلَ. قال
الهذَليّ (2) : فإنَّ من القول التي لا شَوى لها * إذا زَلَّ عن
ظهر اللسان انْفِلاتُها يقول: إنَّ من القول كلمة لا تُشْوي ولكن
تقتل. وقال الاعشى: قالت قتيلة ماله * قد جللت شيبا شواته (3) قال
أبو عبيدة: أنشدها أبو الخطاب الاخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له:
صحفت، إنما هو سراته أي نواحيه فسكت أبو الخطاب ثم قال لنا
_________
(1) قبله:
بل رب خرق نازح فلاته
(2) هو أبو ذؤيب.
(3) بعده: أم لا أراه كما عهد * ت صحا وأقصر عاذلاته
(6/2396)
بل هو صحف، إنما هو شوات. قال أبو عبيدة:
ثم سمعت رجلا من أهل المدينة يقول: اقشعرت شواتى، أي جلدة رأسي.
وشوى الفرس: قوائمه، لانه يقال عَبْلُ الشَوى، ولا يكون هذا للرأس،
لأنهم وصَفوا الخيل بأَسالَةِ الخَدَّيْنِ وعِتْقِ الوجه، وهو
رقّته. والشَوى: رُذالُ المال. والشَوى: هو الشئ الهين اليسير.
والشوية: بقيَّة قومٍ هلكوا ; والجمع شَوايا. قال: فهم شر الشوايا
من ثمود * وعوف شر منتعل وحافى والشواية بالضم: الشئ الصغير من
الكبير، كالقطعة من الشاةِ. ويقال: ما بقي من الشاةِ إلا شُوايَةٌ.
وشُوايَةُ الخبز أيضاً: القُرْصُ منه. والشَيَّانُ: دم الأخوين،
وهو من فَعلانُ. والشَيَّانُ: البعيد النظر. والشَوْشاةُ، مثل
الموماة: الناقة السريعة. الكسائي: عِيِيٌّ شَيِيٌّ إتباعٌ له.
وبعضهم يقول: شَوِيٌّ. وما أعياه وأشياه وأشواه. وجاء بالعى والشئ.
(6/2397)
[شها]
الشَهْوَةُ معروفة. وطعامٌ شَهِيٌّ، أي مشتهى. ورجل شهوان للشئ.
وشهيت الشئ بالكسر أشهاه شهوة، إذا اشْتَهَيْتَهُ. وتَشَهَّيْتُ
على فلانٍ كذا. وهذا شئ يشهى الطعام، أي يحمل على اشْتِهائِهِ.
ورجلٌ شاهي البصر: قلبُ شائِهِ البصر، أي حديد البصر.
فصل الصاد
[صأى] الصَئْيُّ (1) على فَعيل:
صوت الفرخ ونحوه. يقال: صأى الفرخ يصأى صئيا، مثل صعى يصعى صعيا،
إذا صاح. وكذلك الخنزير، والفيل، والفأر، واليربوع. قال: مالى إذا
أنزعها صأيت * أكبر غيرني أم بيت وفى المثل: " جاء بماصأى وصمت "،
إذا جاء بالمال الكثير، أي بالناطق والصامت. ويقال أيضاً: جاء بما
صاء وصمت، وهو مقلوب من صأى.
_________
(1) الصئى مثلثة.
(302 - صحاح - 6)
(6/2397)
قال الفراء: والعقرب أيضاً تَصْئي. وفي
المثل: " تلدغ العقرب وتصئى " والواو للحال، حكاه الاصمعي في كتاب
الفرق.
[صبا] الصبى: الغلام، والجمع
صبية وصبيان وهو من الواو. ولم يقولوا أصبية استغناء بصبية، كما لم
يقولوا أغلمة استغناء بغلمة. وتصغير صبية صبية في القياس، وقد جاء
في الشعر أُصَيْبيَةٌ، كأنَّه تصغير أَصْبيَةٍ. قال الشاعر:
ارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الذين كأنهمْ * حَجْلى تَدَرَّجُ في
الشَرَبَّةِ وُقَّعُ ويقال صَبِيٌّ بَيِّنُ الصِبا والصَباءِ، إذا
فتحت الصاد مددت وإذا كسرت قصرت. والجارية صبية، والجمع صبايا مثل
مطية ومطايا. والصبيان، على فعيلان: طرفا اللحيين. قال أبو صدقة
العجلى يصف فرسا: عار من اللحم صبيا اللحيين * مؤلل الاذن أسيل
الخدين والصبا أيضا من الشوق، يقال منه: تَصابى. وصَبا يصبو صبوة
وصبوا، أي مال إلى الجهل والفتوّة. وأَصْبَتْهُ الجارية. وصبى
صباء، مثال سمع سماعا، أي لعب مع الصبيان.
(6/2398)
وأصبت المرأة، إذا كان لها صبى وولد ذكر أو
أنثى. وامرأةٌ مُصْبِيَةٌ بالهاء، أي ذات صِبْيَةٍ. والصَبا: ريحٌ،
ومهبّها المستوي أن تهبَّ من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليل
والنهار، ونيحتها الدبور. تقول منه: صبت تصبو صبوا. وتزعم العرب أن
الدبور تزعج السحاب وتشخصه في الهواء ثم تسوقه، فإذا علا كشفت عنه
واستقبلته الصبا فردت بعضه على بعض حتى يصير كسفا واحدا، والجنوب
تلحق روادفه به وتمده من المدد، والشمال تمزق السحاب. والصابية
النُكَيْباءُ: التي تجري بين الصَبا والشَمال. وصابَيْتُ السيفَ،
إذا أدخلتَه في غَمده مقلوباً. وصابَيْتُ الرمح: أملته للطعن.
[صتا] صَتا يَصْتُو صَتْواً،
وهي مشية فيها وثب.
[صحا] المصحاة: إناء. قال
الاصمعي: لا أدرى من أي شئ هو. قال الاعشى: بكأسٍ وإبريقٍ كَأَنَّ
شَرابَهُ * إذا صُبَّ في المِصْحاةِ خالَطَ بَقَّما
(6/2398)
وصحا من سكره صحوا ; والسكران صاح.
والصَحْوُ أيضاً: ذَهاب الغيم. واليومُ صاحٍ. وأَصْحَتِ السماءُ،
أي انقشع عنها الغَيْم، فهي مُصْحِيَةٌ. وقال الكسائي: فهي صَحْوٌ،
ولا تقل مُصْحِيَةٌ. وأَصْحَيْنا، أي أَصْحَتِ لنا السماء.
[صدى] الصَدى: ذكر البوم. قال
العدبّس: الصَدى هو هذا الطائر الذي يَصِرُّ بالليل ويقفز
قَفَزاناً ويطير، والناس يرونه الجندب (1) وإنَّما هو الصَدَى،
فأمَّا الجندب فهو أصغر من الصَدى. والصَدى: الذي يُجيبك بمثل صوتك
في الجبال وغيرها. يقال: صم صداه وأصم الله صداه، أي أهلكه، لأنَّ
الرجلَ إذا مات لم يسمع الصَدى منه شيئاً فيجيبه. وقد أَصْدَى
الجبل. والتَصْدِيَةُ: التصفيق. وصادَيْتُ فلاناً: داجيتُه
وساترتُه وداريته. قال ابن أحمر يصف قدورا: ودهم تصاديها الولائد
جلة * إذا جهلت أجوافها لم تحلم
_________
(1) الجندب، والجندب، والجندب
(6/2399)
(*) . والمُصادَاةُ أيضاً: المعارضة.
وتَصَدَّى (1) له، أي تعرّض وهو الذي يستشرفه ناظراً إليه. ويقال
أيضاً: إنّه لصَدى إبلٍ، أي عالمٌ بها وبمصلحتها. والصَدى: العطش،
وقد صَدِيَ يَصْدى صَدىً، فهو صَدٍ وصادٍ وصَدْيانُ، وامرأةٌ
صَدْيا (2) . والصَوادي: النخيل الطوال، وقد تكون الصَوادي التي لا
تشرب الماء.
[صرى] الفراء: يقال هو الصَرى
والصَري، للماء يطول استنقاعه. وقال أبو عمرو: إذا طال مكثه وتغير.
وقد صرى الماء بالكسر، وهذه نطفة صَراةٌ. وصَرى الماءَ في ظهره،
زمانا، أي احتبسه. قال الراجز (3)
_________
(1) في المختار: وقيل أصله تصدد من الصدد، وهو القرب، فقلبت إحدى
الدالات ياء، كما قالوا تقضى وتظني، من تقضض وتظنن.
(2) وامرأة صديا، وصادية.
(3) الاغلب العجلى.
(6/2399)
رب غلام قد صرى في فقرته ماء الشباب عنفوان
سنبته (1) وصرى بَوْلَهُ صَرْياً، إذا قطعه. وصَرى الله عنه شرَّه،
أي دفَع. وصَرَيْتُهُ، أي منعته. قال ذو الرمة: وَوَدَّعْنَ
مشتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ * هَواهُنَّ إنْ لم يَصْرِهِ اللهُ
قاتِلُهْ وصَرَيْتُ الماء، إذا استقيته ثم قطعته. وقال: صَرَتْ
نظرةً لو صادفت جوز دارع * غداو العواصى من دم الجوف تنعر (2)
وصَرَّيْتُ الشاة تَصْرِيَةً، إذا لم تحلبْها أياماً حتَّى يجتمع
اللبن في ضَرْعها، والشاةُ مُصَرَّاةٌ. وصَرَيْتُ ما بينهم
صَرْياً، أي فصلت. يقال: اختصمْنا إلى الحاكم فصَرى ما بيننا، أي
قطع ما بيننا وفَصَل. وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلان، إذا بقي في يده
رهنا محبوسا. والصراة: نهر بالعراق، وهى العظمى والصغرى.
_________
(1) بعده:
أنعظ حتى اشتد سم سمته
(2) تنعر: تسيل. وفى المطبوعة الاولى: " تنصر " تحريف.
(6/2400)
(*) والصراء ممدود: الحنظل إذا اصفر،
الواحدة صراية. ويروى قول امرئ القيس:
مَداكَ عَروسٍ أو صَرَايَةَ حَنْظَلٍ (1) * والصاري: الملاح،
والجمع صراء، مثل قار وقراء، وكافر وكفار. وأما الصرارى فقد ذكرناه
في باب الراء.
[صعا] الصَعْوَةُ: طائر، والجمع
صَعْوٌ وصعاء.
[صغا] صغا يَصغو ويَصْغي
صُغُوّاً (2) ، أي مال. وكذلك صغى بالكسر يصغى صَغىً وصُغِيّاً.
وصَغَتِ النجومُ، إذا مالت للغروب. أبو زيد: يقال صَغْوُهُ معك
وصِغْوُهُ معك وصَغاهُ معك، أي ميله.
_________
(1) صدره:
كأن على المتنين منه إذا انتحى * الصراية: الحنظلة إذا اصفرت. هذه
رواية الاصمعي، وغيره يروى: " صلاية "، وهو الحجر الذى يدق عليه حب
الحنظل.
(2) في المختار: صغا: مال، وبابه عدا، وسما، ورمى، وصدى، وصغيا
أيضا. قلت: ومنه قوله تعالى: (فقد صغت قلوبكما) ، وقوله تعالى:
(ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) .
(6/2400)
وقولهم: أكرموا فلاناً في صاغِيَتِهِ، وهم
القومُ الذين يميلون إليه ويأتونه ويطلبون ما عنده. وأَصْغَيْتُ
إلى فلانٍ، إذا ملتَ بسمعك نحوه. وأَصْغَيْتُ الاناء: أملته.
ويقال: فلان مصغى إناؤه، إذا نُقِصَ حقّه. وأَصْغَتِ الناقةُ، إذا
أمالت رأسَها إلى الرحل كأنَّها تستمع شيئاً حينَ يشدُّ عليها
الرحل. قال ذو الرمة: تُصْغي إذا شَدَّها بالكورِ جانحة * حتى إذا
ما استوى في غرزها تثب
[صفا] الصَفاءُ ممدودٌ: خلاف
الكدَر. يقال: صَفا الشراب يَصفو صَفاءً، وصفيته أنا تصفية. وصفوة
الشئ: خالصه. ومحمد صفوة الله من خلقه ومصطفاه. أبو عبيدة: يقال:
له صَفْوَةُ مالي، وصُفْوَةُ مالي، وصِفْوَةُ مالي. فإذا نزعوا
الهاء قالوا: له صَفْوُ مالي بالفتح لا غير. وصَفَوْتُ القِدْرَ،
أي أخذت صَفْوَتَها. والصَفاةُ: صخرة ملساء ; يقال في المثل: " ما
تَنْدى صَفاتُهُ "، والجمع صَفاً مقصورٌ، وأصْفاءٌ، وصُفيٌّ على
فعول. قال الراجز:
(6/2401)
كأن متنيه من النفى * من طول إشراف على
الطوى مواقع الطير على الصفى * والصفواء: الحجارة اللينة المُلْس.
وقال امرؤ القيس:
كما زَلَّتِ الصَفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ (1) * وكذلك الصَفْوانُ،
الواحدة صفوانة. عن أبى عبيد (2) . ويوم صفوان، إذا كان صافِيَ
الشمس شديد البرد. والصفا: موضع بمكة. والصفا: اسم نهر بالبحرين.
قال لبيد يصف نخلاً: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسرِيُّهُ * عم
نواعم بينهن كروم والمصفاة: الراوق. والصَفيُّ: الناقة الغزيرة
الدَرِّ، والجمع صَفايا. يقال منه: ما كانت الناقة والشاة
صَفِيّاً، ولقد صَفَتْ تصفو، عن أبى عمرو. والصفى: المصافى.
والصفى: ما يصطفيه
_________
(1) صدره:
كميت يزل اللبد عن حال متنه
(2) في المختار: ومنه قوله تعالى: (كمثل صفوان عليه تراب) .
(6/2401)
الرئيس من المغنم لنفسه قبل القسمة، وهو
الصَفيَّةُ أيضاً، والجمع صفايا. وقال (1) : لك المرباع منها
والصفايا * وحكمك والنشيطة والفضول وأصفيته الود: أخلصته له،
وصافَيْتُهُ. وتَصافَينا: تخالصنا. واصْطَفَيْتُهُ: اخترته.
وأصفيته بالشئ، إذا آثرته به. وأَصْفَى الرجلُ من المال والأدب، أي
خلا. وأَصْفَى الأميرُ دارَ فلان واسْتَصْفى مالَه، إذا أخذه
كلَّه. وأَصْفَتِ الدجاجةُ، إذا انقطع بيضها. وأَصْفى الشاعر، إذا
انقطع شعره.
[صلا] الصلاة: الدعاء. قال
الاعشى: وقابلها الريحُ في دَنِّها * وصَلَّى على دَنِّها
وارْتَسَمْ (2) والصَلاة من الله تعالى: الرحمة. والصلاةُ: واحدة
الصَلَواتِ المفروضة، وهو اسم يوضع موضع
_________
(1) بسطام بن قيس.
(2) قبله: وصهباء طاف يهوديها * وأبرزها وعليها ختم
(6/2402)
(*) المصدر. تقول: صليت صلاة، ولا تقل
تَصْلِيَةً. وصَلَّيْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم. وصليت العصا
بالنار، إذا لينتها وقومتها. وقال قيس بن زُهير العبسيّ: فلا
تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ * فما صَلَّى عَصاكَ كمُسْتَديمِ (1)
أي قوم. والمُصَلَّى: تالي السابق. يقال: صَلّى الفرسُ، إذا جاء
مُصَلِّياً، وهو الذي يتلو السابق، لأنَّ رأسَه عند صلاه.
والصلاية: الفهر. قال أميّة يصف السماء: سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء
صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئَابُ (2) وإنَّما قال امرؤ
القيس:
مَداكَ عَروسٍ أو صَلايَةً حنظل (3) *
_________
(1) في اللسان: " عصاه ".
(2) ويروى: " إياب ".
(3) ورواية الاصمعي: " أو صراية حنظل ". وصدره:
كأن على المتنين منه إذا انتحى * ويروى:
كأن سراته لدى البيت قائما:
(6/2402)
فأضافها إليه لانه يفلق بها إذا يبس.
والصَلاءَةُ بالهمز مثله. وصلاءة بن عمرو النميري: أحذ القلعين (1)
. وصليت اللحم وغيره أصليه صليا، مثال رميته رميا، إذا شويته. وفى
الحديث أنّه عليه السلام أُتِيَ بشاةٍ مصلّيةٍ، أي مشويّةٍ. ويقال
أيضاً: صَلَيْتُ الرجل ناراً، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها.
فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنَّك تريد إحراقه قلت: أَصْلَيْتُهُ
بالألف، وصَلَّيْتُهُ تَصْلِيَةً. وقرئ: (ويُصَلَّى سعيراً) ومن
خفَّف فهو من قولهم: صَلِيَ فلان النار بالكسر يَصْلَى صُلِيّاً
(2) : احترق. قال الله تعالى: (أَوْلى بها صليا) . قال العجاج (3)
:
تالله لولا النار أن نصلاها (4) *
_________
(1) قال ابن برى: القلعان: لقبان لرجلين من بنى نمير، وهما صلاءة
وشريح ابنا عمرو بن خويلفة بن عبد الله بن الحارث بن نمير.
(2) وصليا وصلاء ويكسر: قاسى حرها كتصلاها، وأصلاه النار، وصلاه
إياها وفيها وعليها: أدخله إياها وأثواه فيها. قاموس.
(3) قال ابن برى: صوابه الزفيان.
(4) بعده: أو يدعو الناس علينا الله * لما سمعنا لامير قاها
(6/2403)
(*) ويقال أيضا: صلِيَ بالأمر ; إذا قاسى
حرّه وشدَّته. قال الطهويّ: ولا تَبْلى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ *
صَلوا بالحرب حيناً بعد حينِ واصْطَلَيْتُ بالنار وتصليت بها. قال
أبو زبيد الطائى: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى
المقرور من قرس (1)
[و] فلان لا يصطلى بناره، إذا
كان شجاعاً لا يطاق. وصليت لفلان، مثال رميت، إذا عملت له في أمرٍ
تريد أن تمحل به فيه وتوقعه في هَلَكةٍ ; ومنه المَصالي، وهي
الأشراك تنصب للطير وغيرها. وفى الحديث: " إن للشيطان فخوخا ومصالى
"، الواحدة مصلاة. والصلا: ما عن يمين الذنب وشِماله ; وهما
صَلَوانِ. وأَصْلَتِ الفرس، إذا استرخى صَلَواها، وذلك إذا قرب
نتاجها. والصلاء، بالكسر والمد: الشواء ; لانه يصلى بالنار.
_________
(1) في اللسان: " فقد تصليت ".
(6/2403)
والصلاء أيضا: صِلاءُ النار، فإن فتحت
الصادَ قصرت وقلت صلا النار. وقوله تعالى: (وبِيَعٌ وصَلَواتٌ) ،
قال ابن عباس رضى الله عنها: هي كنائس اليهود، أي مواضع الصلوات.
[صما] الصَمَيانُ بالتحريك:
التقلُّب والوثب. ورجلٌ صَمَيانٌ: شجاعٌ. وأَصْمَيْتُ الصيدَ، إذا
رميتَه فقتلتَه وأنت تراه. وفي الحديث: " كُلْ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ
ما أَنْمَيْتَ ". وقد صَمَى الصيد يَصْمي، إذا مات وأنت تراه.
وأصْمى الفرسُ على لجامه، إذا عضَّ عليه ومضى. وانْصَمى عليه، أي
انصبَّ. قال جرير: إنِّي انْصَمَيْتُ من السماء عَلَيْكُمُ * حتَّى
اخْتَطَفْتُكَ يا فرزدقُ مِنْ عل ويروى: " انصببت ".
[صنا] إذا خرج نخلتان أو ثلاثٌ
من أصل واحد فكلُّ واحد منهن صنو (1) والاثنتان صنوان،
_________
(1) الصنو والصنو بالكسر والضم، أو عام =
(6/2404)
(*) والجمع صِنْوانٌ برفع النون. وفي
الحديث: " عَمُّ الرجل صِنْوُ أبيه ". أبو زيد: ركيتان صنوان، إذا
تقاربتا أو نبعتا من عين واحدة. والصُنَيُّ: حِسيٌ صغيرٌ لا
يَرِدُهُ أحد ولا يُؤبَه له، وهو تصغير صنو. قالت ليلى الاخيلية:
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا * وكنت صنيا بين صدين مجهلا ويقال: هو
شق في الجبل. الفراء: أخذت الشئ بصنايته، إذا أخذته كله.
[صوى] أبو عمرو: الصُوى:
الأعلام من الحجارة، الواحدة صُوَّةٌ. وفي الحديث: " إنَّ للإسلام
صُوّى ومَناراً كمنار الطريق ". ومنه قيل للقبور: أَصْواءٌ. وكان
الأصمعيّ يقول: الصُوى: ما غلظ
_________
= في جميع الشجر. وهما صنوان وصنيان مثلثتين. والصانى: اللازم
للخدمة. وتصنى وأصنى: قعد عند القدر شرها يكبب ويشوى حتى يصيبه
الصناء، للرماد، ويقصر. وقال الله تعالى: (صنوان وغير صنوان) .
(6/2404)
وارتفع من الارض ولم يبلغ أن يكون جبلاً.
والصُوَّةُ: مُختلَف الرِيح. قال الشاعر (1) : وهَبَّتْ له ريحٌ
بمختلف الصُوى * صَباً وشمالاً في منازلِ قُفَّالِ والصاوي:
اليابس. يقال: صَوَتِ النخلة تَصْوِي صُوِيّاً (2) . وصَوَّيْتُ
لإبلي فحلاً، إذا اخترته وربيته للفحلة. قال العدبَس الكنانيّ:
التَصْوِيَةُ للفحول من الإبل: أن لا يُحْمَلَ عليه ولا يُعقَد فيه
حبلٌ، ليكون أنشط له في الضِراب وأقوى. وقال الراجز يصف الراعى
والابل (3) : صوى لها ذا كدنة جلذيا * أخيف كانت أمه صفيا الاصمعي:
التصوية أن ييبس الرجل لبن شاته ليكون أسمن لها وأقوى. يقال:
صَوَّيْتُها فَصوَتْ. قال أبو ذؤيب: مُتَفَلِّقٌ أَنْساؤُها عن
قانِئٍ * كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُهُ لا يرضع
_________
(1) هو امرؤ القيس. والبيت في ديوانه ص 54.
(2) وزاد في القاموس: صويت فهى صاوية وصوية، أصوت وصوت.
(3) هو الفقعسى.
(6/2405)
[صها]
الصَهْوَةُ: موضع اللِبْد من ظهر الفرس. وأعلى كلِّ جبل:
صَهْوَتُهُ. قال عارِقٌ: فأقسمتُ لا أحْتَلُّ إلاّ بصَهْوَةٍ *
حرامٍ عليك رملُهُ وشَقائِقُهُ أبو عمرو: الصِهاءُ: مناقع الماء
(1) ، الواحدة صَهْوَةٌ. أبو عبيد: صَها الجرح بالفتح يَصهى
صَهْياً، إذا نَدِي وسال. وقال الخليل: صَهِيَ الجرح بالكسر.
والصَهْوَةُ: برج يتخذ فوق الرابية.
فصل الضاد
[ضبا] ضَبَتْهُ النار تَضْبُوهُ
ضَبْواً: غيَّرتْه وشوته. والمَضْباة: خُبْزَةُ المِلَّة. والضابى:
الرماد. الكسائي: أضبيت على الشئ: أشرفت عليه أن أظفر به.
_________
(1) في المخطوطة: " منابع الماء " بالباء. وكذلك في اللسان.
(303 - صحاح - 6)
(6/2405)
[ضحا]
ضَحْوَةُ النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضُحا، وهي حين تشرق
الشمس، مقصورة تؤنّث وتذكر، فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة، ومن
ذكر ذهب إلى أنه اسم على فعل، مثل صرد وتغر. وهو ظرف غير متمكن مثل
سحر ; تقول: لقيته ضحا وضحا، إذا أردت به ضحا يومك لم تنونه. ثم
بعده الضحاء ممدود مذكر، وهو عند ارتفاع النهار الاعلى. تقول منه:
أقمت بالمكان حتى أضحيت، كما تقول من الصباح: أصبحت. ومنه قول عمر
رضي الله عنه: يا عباد الله أضحوا بصلاة الضحا، يعنى لا تصلوها إلا
إلى ارتفاع الضحا. والضحاء أيضا: الغداء، وإنما سمِّي بذلك لأنه
يؤكل في الضَحاء. قال ذو الرمّة: ترى الثَور يمشي ضاحِياً من
ضَحائِهِ * بها مثل مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ تقول منه: هم
يَتَضَحَّونَ، أي يتغدَّون. وليلةٌ ضَحْياءُ: مضيئةٌ لا غيمَ فيها.
وكذلك ليلةٌ إضْحِيانَةٌ بالكسر. والأضحَى من الخيل: الأشهب،
والانثى ضحياء. والضحياء: اسم فرس عمرو بن عامر بن ربيعة
(6/2406)
ابن عامر بن صعصعة، وهو فارس الضحياء. قال
الشاعر: أبى فارس الضحياء (1) يوم هبالة * إذا الخيل في القتلى من
القوم تعثر وعامر الضحيان: رجل من النمر بن قاسط (2) ، سمى بذلك
لانه كان يقعد لقومه في الضحاء يقضى بينهم. وضاحية كل شئ: ناحيتُه
البارزة. ويقال: هم ينزلون الضَواحِيَ. ومكانٌ ضاحٍ، أي بارز.
والقلة الضحيانة في قول تأبط شرا (3) ، هي البارزة للشمس. وفى
الحديث: " أن لنا الضاحية
_________
(1) في التكملة ص 1195: الرواية: " فارس الحواء "، وهى فرس أبى ذى
الرمة، والبيت لذى الرمة. وقوله والضحياء فرس عمرو بن عامر صحيح،
والشاهد عليها بيت خداش بن زهير: أبى فارس الضحياء عمرو بن عامر *
أبى الذم واختار الوفاء على الغدر
(2) زيادة في المخطوطة: " وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله
ابن النمر بن قاسط ".
(3) وبيت تأبط شرا هو قوله: =
(6/2406)
من البعل ولكم الضامنة من النخل "، وقد
فسرناه في باب النون. ويقال: فعل ذلك الأمر ضاحِيَةً، أي علانية.
قال: عمى الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً * دينارَ نخة كلب وهو
مشهود والضواحي: السموات. وأما قول جرير: فما شجراتُ عِيصِكَ في
قريشٍ * بَعشَّاتِ الفروعِ ولا ضَواحي (1) فإنّما أراد أنّها ليست
في نواحٍ. قال الأصمعي: ويستحبّ من الفرس أن يَضْحا عِجانُهُ، أي
يظهر. أبو زيد: ضَحا الطريق يَضْحو ضَحْواً، إذا بدا لك وظهر.
وضَحيتُ بالكسر ضحًى: عرقت. وضَحيتُ أيضاً للشمس ضَحاءً ممدودٌ،
إذا برزْتَ لها. وضَحَيْتُ بالفتح مثله. والمستقبل أضْحى في
اللغتين جميعا. وفى الحديث أن ابن عمر
_________
= وقلة كسنان الرمح بارزة * ضحيانة في شهور الصيف محراق القلة: رأس
الجبل. وقوله كسنان الرمح، يصف دقتها وطولها وصعوبة صعودها.
(1) العشة: الشجرة اللئيمة المنبت الدقيقة القضبان والضواحي، بادية
العيدان ولا ورق عليها.
(6/2407)
رضى الله عنهما رأى رجلا محرما قد استظل
فقال: " أضح لمن أحرمت له ". هكذا يرويه المحدثون بفتح الالف وكسر
الحاء، من أضحيت. وقال الاصمعي: إنما هو واضح لمن أحرمت له، بكسر
الالف وفتح الحاء، من ضحيت أضحى، لانه إنما أمره بالبروز للشمس.
ومنه قوله تعالى: (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) . وتقول: أضحى
فلانُ يفعل كذا، كما تقول: ظل يفعل كذا. وضَحَّى فلانٌ غنمَه، أي
رعاها بالضُحا. ويقال أيضاً: ضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيَّةِ، وهي
شاة تذبح يوم الأضحى. قال الأصمعي: وفيها أربع لغات إضْحِيَّةٌ
وأضحية والجمع أضاحى، وضحية على فعيلة والجمع ضحايا، وأضحاة والجمع
أضحى كما يقال أرطاة وأرطى. وبها سمى يوم الاضحى. قال الفراء:
الاضحى تؤنث وتذكر، فمن ذكر ذهب إلى اليوم. وأنشد (1) : رأيتكم بنى
الخذواء لما * دنا الاضحى وصللت اللحام توليتم بودكم وقلتم * لعك
منك أقرب أو جذام (2)
_________
(1) الشعر لابي الغول النهشلي.
(2) الرواية: =
(6/2407)
وضحيت عن الشئ: رفقت به. وضح رويدا، أي لا
تعجل. وقال زيد الخيل الطائى: ولو أن نصرا أصلحت ذات بينها * لضحت
رويدا عن مطالبها عمرو (1) ونصر وعمرو: ابنا قعين، وهما بطنان من
بنى أسد.
[ضرا] عِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يكاد
ينقطع دمه. قال العجاج:
مما ضرا العرق به الضرى (2) * وقد ضرا يضرو ضَرْواً فهو ضارٍ
أيضاً، إذا بدا منه الدم. قال الاخطل: لَمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ
ومِبْزَلِهمْ (3) * سارتْ إليهم سئور الابجل الضارى
_________
= * أعك منك أقرب أو جذام * ووقع في نوادر أبى زيد " لعك ". تكملة
ص 1195.
(1) في اللسان: " فلو ".
(2) قبله:
لها إذا ما هدرت أتى
(3) المبزل عند الخمارين: حديدة تغرز في زق الخمر إذا حضر المشترى،
ليكون أنموذجا للشراب ويشتريه حينئذ، ويستعمل في الحضر في أسقية
الماء.
(6/2408)
(*) والضرو بالكسر: صمغ شجرةٍ تدعى
الكَمْكامَ، يجلب من اليمن. والضِرْوُ أيضاً: الضاري من أولاد
الكلاب، والأنثى ضِرْوَةٌ، والجمع أضر وضراء، مثل ذئب وأذؤب وذئاب.
قال ذو الرمّة: مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمارِ ليس له * إلا الضِراَء
وإلاّ صيدها نَشَبُ (1) وقد ضَرِيَ الكلب بالصيد يَضْرَى ضَراوَةً،
أي تعوَّد. وكلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ. وأضراهُ صاحبُه، أي درَّبه
وعوَّده. وأَضْراهُ به أيضاً، أي أغراه. وكذلك التَضْرِيَةُ. قال
زهير:
وتَضْرى إذا ضَرَّيْتُمُوها فتَضْرَمِ (2) * وقد ضَريتُ بذلك الأمر
أضرى ضراوة، ومنه قول عمر رضي الله عنه: " إياكم وهذه المجازر فإن
لها ضراوة كضراوة الخمر ".
_________
(1) مقزع: قليل الشعر. أطلس: أغبر. الاطمار: الثياب الاخلاق. ليس
له نشب، أي مال. إلا الضراء، وهى الكلاب الضارية. وهو يصف الصياد.
(2) صدره:
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة:
(6/2408)
واضرورى (1) الرجل اضريراء: انتفخ بطنُه من
الطعام واتَّخَمَ. والضَراء بالفتح: الشجر الملتفّ في الوادي.
يقال: توارى الصيدُ منِّي في ضَراءِ. وفلانٌ يمشي الضَراء، إذا مشى
مستخفياً فيما يوارى من الشجر. ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحبه: هو
يمشي له الضَراءَ ويدبُّ له الخَمَر. قال بشر (2) : عَطفْنا لهم
عَطْفَ الضروسِ من المَلا * بشهْباَء لا يمشي الضَراَء رَقيبها
واسْتَضْرَيْتُ للصيد، إذا ختلْته من حيث لا يعلم. وضرية: قرية
لبنى كلاب على طريق البصرة إلى مكة، وهى إلى مكة أقرب.
[ضعا] الضعة: شجر، وأصلها ضعو،
والهاء عوض لانه يجمع على ضعوات. قال جرير:
متخذا في ضعوات تولجا (3) *
_________
(1) صوابه: واظرورى واطرورى، وبالضاد غلط كما نبه عليه أبو زكريا
والهروى.
(2) ابن أبى خازم.
(3) قبله:
كأنه ذيخ إذا تفنجا * =
(6/2409)
(*) والنسبة إليها ضعوى. وقال بعضهم: الهاء
عوض من الواو الذاهبة من أوله. وقد ذكرناه في فصل (وضع) .
[ضغا] ضَغا الثعلب والسنّور
يَضْغُو ضَغْواً وضُغاءً، أي صاح. وكذلك صوت كل ذليل مقهور.
[ضفا] الضَفْوُ: السُبوغُ.
يقال: ضَفا (1) الشئ يضفو. وثوب ضاف، أي سابغٌ. قال بشر (2) :
لياليَ لا أطاوع من نَهاني * ويَضْفو تحت كَعْبَيَّ الإزارُ وفلان
في ضَفْوَةٍ من عيشه. * وضَفا المال: كثُر. قال الاخطل (3) : إذا
الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رَأْسَهُ * وأعجبه ضفو من الثلة الخطل
(4) =
_________
=الذيخ: ذكر الضباع الكثير الشعر. التولج والدولج: الكناس.
(1) ضفا الشئ، من باب عدا وسما.
(2) ابن أبى خازم.
(3) صوابه " أبو ذؤيب الهذلى ". راجع ديوانه طبع الدار ص 43.
(4) في ديوانه: " إذا الهدف المعزاب " بالباء، وهو الذى عزب بإبله.
والثلة: الغنم. والخطل: الطوال الآذان.
(6/2409)
ورجل ضافي الرأس، أي كثير شعرَ الرأس.
[ضنا] ضَنَتِ المرأة ضَناءً
ممدودٌ: كثُر ولدها ; يهمز ولا يهمز. أبو عمرو: الضَنْوُ: الولد،
بفتح الضاد وكسرها بلا همز. والضَنا: المر ض ; يقال منه: ضنى باكسر
يَضْنى ضَنًى شديداً، فهو رجل ضَنًى وضَنٍ، مثل حرًى وحَرٍ. يقال:
تركته ضنى وضنيا، فإذا قلت ضَنًى استوى فيه المذكَّر والمؤنّث
والجمع، لأنه مصدر في الأصل. وإذا كسرت النون ثنّيت وجمعت كما
قلناه في حرٍ. وأَضْناه المرض، أي أدنفَه وأثقله. والمضاناة:
المعاناة.
[ضوا] الأصمعي الضَوَّةُ: الصوت
والجلَبة. يقال: سمعت ضوة القوم. وأبو زيد مثله. والضوضاة: أصوات
الناس وجلَبتهم. يقال: ضَوْضَوْا بلا همز، وضَوْضَيْتُ، أبدلوا من
الواو ياء. وضَوَيْتُ إليه بالفتح أضْوِي ضُوِيًّا، إذا أويت إليه
وانضممت. وأضْوَيْتُ الأمر، إذا أضعفته ولم تُحكِمْهُ. ويقال:
بالبعير ضَواةٌ أي سلعة.
(6/2410)
والضوى: الهزال. وقال ذو الرمة يصف زندة:
أخوها أبوها والضوى لا يضيرها * وساق أبيها أمها عقرت عقرا وقد
ضَوِيَ بالكسر يَضْوى ضَوًى. * وغلامٌ ضاوِيٌ، وزنه فاعُولٌ، إذا
كانَ نحيفاً قليلَ الجسم خِلْقةً ; وفيه ضاوِيَّةٌ، وجاريةٌ
ضاوِيَّةٌ. وفي الحديث: " اغتربوا لا تضووا " أي تزوجوا في
الأجنبيات ولا تتزوَّجوا في العمومة. وذلك أن العرب تزعم أنَّ ولدَ
الرجل من قرابته يجئ ضاوِياً نحيفاً غير أنَّه يجئ كريماً على طبع
قومه. قال الشاعر: ذاك عبيد قد أصاب ميا * ياليته ألقحها صبيا
فحملت فولدت ضاويا
[ضهى] الضَهْياء ممدودٌ: شجر.
والضَهْياءُ أيضاً: المرأة التي لا تحيض. وحكى أبو عمرو: امرأةٌ
ضَهْياةٌ وضَهْياهٌ، بالتاء والهاء، قال: وهي التي لا تَطمُث. وهذا
يقتضي أن يكون الضَهْيا مقصوراً. والمُضاهاة: المشاكلة، تهمز ولا
تهمز. يقال:
(6/2410)
ضاهيت. وقرئ: (يضاهون قول الذين كفروا) .
وهذا ضهئ هذا، على فعيل، أي شبيهه.
فصل الطاء
[طآ] الطآة مثل الطعاة: الحمأه،
هكذا قرأته على أبى سعيد في المصنف. وما بالدار طوئى، مثال طوعي،
أي أحد (1) .
[طبى] الطبى للحافر وللسباع
كالضرع لغيرها. وفي المثل: " جاوزَ الحزام الطُبْيَيْنِ ". وقد
يكون أيضاً لذوات الخُفّ. والطِبْيُ بالكسر مثلُه، والجمع أطْباءٌ
وطَبَيْتُهُ عن كذا: صرفتُهُ عنه. وطَباهُ يَطْبوهُ ويَطْبيهِ، إذا
دعاه. قال ذو الرمّة: ليالِيَ اللهوُ يَطْبيني فأتْبَعُهُ *
كأنَّني ضاربٌ في غمرة لعب (2)
_________
(1) وزاد في القاموس: وطووى، وطاوى، وطؤوى كجهنى.
(2) يروى: ليالى الدهر. والضارب: السابح. والغمرة: هي كثرة الماء.
(6/2411)
(*) يقول: يدعوني اللهو فأتبعه. وكذلك
اطَّباه على افْتَعَلَهُ. ويقال أيضاً، اطَّبى بنو فلان فلاناً،
إذا خالّوهُ (1) وقتلوه. وخلف طبى، أي مجبب.
[طحا] طَحَوْتُهُ مثل
دَحَوْتُهُ، أي بسطته. والطَحا مقصورٌ: المنبسط من الأرض. والطاحي:
الممتدّ. يقال: ضرَبه ضربةً طَحا منها، أي امتد. وقال:
له عسكرٌ طاحي الضِفافِ عَرَمْرَمُ * والمدَوِّمَةُ الطَواحي، هي
النُسور تستدير حولَ القتلى. قال أبو عمرو: طَحا الرجل، إذا ذهَبَ
في الأرض. يقال: ما أدري أين طَحا. ويقال: طَحا به قلبه، إذا ذهَبَ
في كلِّ شئ. قال علقمة بن عبدة: طحا بك قلبٌ في الحِسانِ طَروبُ *
بُعَيْدَ الشباب عَصْرَ حانَ مَشيبُ أبو عمرو: طَحَيْتُ، أي اضطجعت
_________
(1) قوله: خالوه من الخلة، وهى المحبة.
(6/2411)
[طخا]
أبو عبيد: الطخاء بالمد: السَحاب المرتفع. ويقال أيضاً: وجدت على
قلبي طَخاءً، وهو شبه الغم والكرب. قال اللحيانى: مافى السماء طخية
بالضم، أي شئ من سحاب. قال: وهو مثل الطُخْرورِ. والطَخْياءُ
ممدودٌ: الليلة. المظلِمة. وظلامٌ طاخٍ. وتكلم فلانٌ بكلمةٍ
طَخْياءَ، أي لا تفهم.
[طدا] عادةٌ طادِيَةٌ، أي ثابتة
قديمة. ويقال هو مقلوب واطِدَةٍ. قال القطامي:
وما تَقَضَّى بَواقي دَيْنِها الطادي (1) * والدينُ: الدأب
والعادة.
[طرا] شئ طرى، أي غض بيِّن
الطَراوَةِ. وطَرَّيْتُ الثوب تَطْرِيَةً. وقال قطرب: طرو اللحم
وطرى طراوة وطراءة (2) .
_________
(1) صدره:
ما اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمى حينَ مُعْتادِ
(2) زاد في القاموس: وطراء وطراة.
(6/2412)
وأطراه، أي مدحه. وأَطْرَيْتُ العسل، إذا
عقدته. وغِسْلَةٌ مُطَرَّاةٌ، أي مُرَبَّاةٌ بالأفاويهِ يُغسل بها
الرأس أو اليد، وكذلك العود المُطَرَّى المربَّى منه، مثل
المُطَيَّرِ، يتبخَّر به. والاطرية، مثال الهبرية: ضرب من الطعام:
ويقال هو [بالفارسية (1) ] : لاخشه.
[طغا] طَغا يَطْغى ويَطْغو
طُغْياناً (2) ، أي جاوَز الحدّ. وكلُّ مجاوزٍ حدَّه في العِصيان
فهو طاغٍ. وطَغِيَ يَطْغى مثله. وأطْغاهُ المال، أي جعلَه طاغِياً.
وطَغا البحر: هاجت أمواجُه. وطَغا الدمُ. تبيَّغَ. وطغا السيل، إذا
جاء بماءٍ كثير. والطَغْيَةُ: أعلى الجبل. وكل مكانٍ مرتفع
طَغْوَةٌ. أبو زيد: الطغية من كل شئ: نبذة منه. قال الهذلى يصف
مشتار العسل (3) : صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي
العُقابَ كما يلط المجنب قوله تنبى، أي تدفع، لانه لا تثبت عليها
_________
(1) التكملة من المخطوطة.
(2) وطغوانا، كما في المختار.
(3) هو ساعدة بن جؤية.
(6/2412)
مخالبها لملاستها. وأنشد لاسامة الهذلى (1)
: وإلا النَعامَ وحَفَّانَهُ * وطُغْيا مع اللهق الناشِطِ قال
الأصمعي: طُغْيا بالضم. وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغير من
بقر الوحش. والطُغْوانُ والطُغْيانُ بمعنًى. والطَغْوى بالفتح
مثله. والطاغِيَةُ: ملك الروم. والطاغِيةُ: الصاعقةُ. وقوله تعالى:
(فأمَّا ثَمْودُ فأُهْلِكوا بالطاغِيَة) يعني صيحةَ العذاب.
والطاغوتُ: الكاهن والشيطان، وكلُّ رأسٍ في الضلالة ; قد يكون
واحداً، قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوتِ وقد
أُمِروا أن يكفُروا به) وقد يكون جميعاً، قال الله تعالى:
(أولياؤهمُ الطاغوتُ يخرجونهم) . وطاغوت وإن جاء على وزن لاهوت فهو
مقلوب لانه من طغا، ولاهوت غير مقلوب لانه من لاه، بمنزلة الرغبوت
والرهبوت ; والجمع الطواغيت.
[طفا] الطفى بالضم: خوص المُقل.
قال أبو ذؤيب
_________
(1) في اللسان: أمية بن أبى عائذ الهذلى.
(6/2413)
(*) عفا غير نؤى الدار ما إن تُبينُهُ *
وأَقْطاعِ طُفْي قد عفتْ في المنازِلِ (1) ويروى: " المناقل (2) "،
الواحدة طَفْيَةٌ. وفي الحديث: " اقتلوا من الحيّات ذا
الطُفْيَتَيْنِ والأبتر "، كأنّه شبّه الخطّين على ظهره
بالطُفْيَتَيْنِ. وربَّما قيل لهذه الحية طُفْيَةٌ على معنى ذات
طُفْيَةٍ. قال الهذلي: وهم يُذِلُّونها من بعد عِزَّتها * كما
تَذِلُّ الطُفى من رُقْيَةِ الراقي أي ذوات الطفى. وقد يسمى الشئ
باسم ما يجاوره. والطفاوة بالضم: دارة الشمس. ويقال: أصبنا
طُفاوَةً من الربيع، أي شيئا منه. والطفاوة أيضا: حى من قيس بن
عيلان. وطفا الشئ فوق الماء يَطْفو طَفْواً وطُفُوٍّا، إذا علا ولم
يرسُب. ومرّ الظبي يَطْفو، إذا خفَّ على وجه الأرض واشتد عدوه.
_________
(1) في ديوانه: " المعاقل " وكذا باللسان، وهى المنازل ترتفع عن
مجرى السيل، والواحد منها معقل.
(2) المناقل: جمع منقل، وهو الطريق في الجبل.
(304 - صحاح - 6)
(6/2413)