الفائق في غريب الحديث والأثر

حرف الْهمزَة

الْهمزَة مَعَ الْبَاء

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذكر مَجْلِسه عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ مجْلِس حلمٍ وحياء وصبر وَأَمَانَة لَا ترفع فِيهِ الْأَصْوَات وَلَا تؤبن فِيهِ الْحرم وَلَا تثنى فلتأته إِذا تكلم أطرق جُلَسَاؤُهُ كَأَن على رُؤْسهمْ الطير فَإِذا سكت تكلمُوا وَلَا يَقبل الثَّنَاء إِلَّا عَن مكافىء.
أبن لَا تؤبن أى لَا تقذف وَلَا تعاب بقال ابْنَته آبنة. وأبنهُ أبناً وَهُوَ من الأًُبن وَهِي العقد فِي القضبان لِأَنَّهَا تعيبها.
وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث الْإِفْك أَشيروا عليّ فِي أُناس أَبنوا أَهلِي.
وَمِنْه حَدِيث أبي الدَّرْدَاء إِن نؤبن بِمَا لَيْسَ فِينَا فَرُبمَا زُكينا بِمَا لَيْسَ فِينَا.
البث والنث والنثو نَظَائِر.
الفلتة الهفوة. وافُتلت القَوْل رُمي بِهِ على غير روية أَي إِذا فرطت من بعض حاضريه وسقطة لم تنشر عَنهُ وَقيل هَذَا نفي للفلتات ونثوها كَقَوْلِه ... وَلَا تَرى الضبّ بهَا ينْجَحْر ... كَأَن على رُءُوسهم الطير عبارَة عَن سكونهم وإنصاتهم لِأَن الطير إِنَّمَا تقع على السَّاكِن قَالَ الْهُذلِيّ ... إِذا حلت بَنو لَيْث عكاظا ... رَأَيْت على رُءُوسهم الغرابا ...
المكافىء الْمجَازِي. وَمَعْنَاهُ أَنه إِذا اصْطنع فأُثني عَلَيْهِ على سَبِيل الشُّكْر وَالْجَزَاء تقبله. وَإِذا ابتدى بثناء تسخَّطه أَو لَا يقبله إِلَّا عَمَّن يكافىء بثنائه مَا يرى فِي الْمثنى

(1/13)


عَلَيْهِ أَي يماثل بِهِ وَلَا يتزيد فِي القَوْل كَمَا جَاءَ فِي وصف عمر رَضِي الله عَنهُ زهيراً وَكَانَ لَا يمدح الرجل إِلَّا بِمَا فِيهِ.
وَكتب لِوَائِل بن حجر من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى المُهَاجر بن أَبُو أُميَّة إِن وائلا يُستسعى ويترفل على الاقوال حَيْثُ كَانُوا من حَضرمَوْت. وروى أَنه كتب لَهُ من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال العباهلة من أهل حَضرمَوْت بإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة على اليتعة شَاة والتيمة لصَاحِبهَا وَفِي السُّيوب الخُمس لَا خِلاط وَلَا وِراط وَلَا شِناق وَلَا شِغار وَمن أجبى فقد أربى وكل مُسكر حرَام. وروى إِلَى الْأَقْيَال العباهلة والأرواع المشابيب من أهل حَضرمَوْت بإقام الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة وَأَدَاء الزَّكَاة الْمَعْلُومَة عِنْد محلهَا فِي اليتعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط وَلَا ضناك وأنطوا الثبجة وَفِي السُّيُوب الْخمس وَمن زن مِم بكر فاصقعوه مائَة واستوفضوه عَاما وَمن زنى مِم ثيب فضرّجوه بِالْأَضَامِيمِ وَلَا توصيم فِي دين الله وَلَا غمَّة فِي فَرَائض الله وكل مُسكر حرَام. وَوَائِل بن حجر يترفل على الْأَقْيَال أَمِير أمره رَسُول الله فَاسْمَعُوا وَأَطيعُوا. وروى أَنه كتب إِلَى الْأَقْوَال العباهلة لَا شغار وَلَا وراط لكل عشرَة من السَّرَايَا مَا يحمل القراب من التَّمْر. وَقيل هُوَ القراف.
أَبُو أَبُو أُميَّة ترك فِي حَال الْجَرّ عل لَفظه فِي حَال الرّفْع لِأَنَّهُ اشْتهر بذلك وعُرف فَجرى مجْرى الْمثل الَّذِي لَا يُغير. وَكَذَلِكَ قَوْلهم عَليّ بن أَبُو طَالب وَمُعَاوِيَة بن أَبُو سُفْيَان. يُستسعى يُستعمل على الصَّدقَات من الساعى وَهُوَ الْمُصدق. وترفل يتسود ويترأس. يُقَال رفّلته فترفل. قَالَ ذُو الرمة ... إذَا نَحْنُ رَفَّلْنَا امْرَأً سَادَ قَوْمَه ... وَإِن لم يكنْ من قبل ذَلِك يُذْكَر ... اسْتِعَارَة من ترفيل الثَّوْب وَهُوَ إسباغه وإسباله. حَضرمَوْت اسْم غير منصرف رُكب من اسْمَيْنِ وبُني الأول مِنْهُمَا على الْفَتْح. وَقد يُضاف الأول إِلَى الثَّانِي فيعتقب على الأول وُجُوه الْإِعْرَاب ويخيضر فِي الثَّانِي بَين

(1/14)


الصّرْف وَتَركه. وَمِنْهُم من يضم ميمه فيخرجه على زنة عنكبوت. أَقْوَال جمع قيل. وَأَصله قيل فيعل من القَوْل فخذفت عينه. واشتقاقه من القَوْل كَأَنَّهُ الَّذِي لَهُ قَول أَي ينفذ قَوْله. وَمثله أموات فِي جمع ميت. وَأما أقيال فَمَحْمُول على لفظ قَيْل كَمَا قيل أرياح فِي جمع ريح الشَّائِع أَرْوَاح وَيجوز أَن يكون من التقيل وَهُوَ الِاتِّبَاع كَقَوْلِهِم تبع. العباهلة الَّذين أُقرُّوا على ملكهم لَا يزالون عَنهُ من عهبله بمهنى أبهله إِذا أهمله الْعين بدل من الْهمزَة كَقَوْلِه ... أعَنْ توسَّمتَ من خَرْقَاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصبابة من عَيْنَيْك مسجوم ... وَقَوله وَالله عَن يشفيك أغْنى وأوسع. وَعَكسه أفرة عُفُرَّة وأُباب فِي عباب وَالتَّاء لاحقة لتأكيد الْجمع كتاء صياقلة وقشاعمة. والأصب عباهل. قَالَ أَبُو وجزة السَّعْدِيّ ... عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ ... وَيجوز أَن يكون الأَصْل عباهيل فحذفت الْيَاء وعوضت منا التَّاء كَقَوْلِهِم فرزانة وزنادقة فِي فرازين وزناديق وَحذف الشَّاعِر ياءها بِغَيْر تعويض على سَبِيل الضَّرُورَة كَمَا جَاءَ فِي الشّعْر المرازبة الجحاجح. وَأَن يكون الْوَاحِد عبهولا ويؤنّس بِهِ قَوْلهم العزهول وَاحِد العزاهيل وَهِي الْإِبِل الْمُهْملَة. وَيجوز أَن يكون علما للنسب على أَن الْوَاحِد عبهلي مَنْسُوب إِلَى العبهلة الَّتِي هِيَ مصدر وَقد حذفهَا الشَّاعِر كَقَوْلِهِم الأشاعث فِي الشعاعثة. التيعة الْأَرْبَعُونَ من الْغنم وَقيل هِيَ اسْم لأدنى مَا تجب فِيهِ الزَّكَاة كالخمس من الْإِبِل وَغير ذَلِك وَكَأَنَّهَا الْجُمْلَة الَّتِي للسعاة عَلَيْهَا سَبِيل. من تاع إِلَيْهِ يتيع إِذا ذهب

(1/15)


إِلَيْهِ أَو لَهُم أَن يرفعوا مِنْهَا شَيْئا ويأخذوا من تاع اللّبأ وَالسمن يتوع ويتيع إِذا رَفعه بكسرة أَو تَمْرَة. أَو من قَوْلك أَعْطَانِي درهما فتعت بِهِ أَي أَخَذته أَو أَن يقعوا فِيهَا ويتهافتوا من التتايع فِي الشَّيْء. وعينها متوجهة على الْيَاء وَالْوَاو جَمِيعًا بِحَسب المأخذ. التيمة الشَّاة الزَّائِدَة على التيعة حَتَّى تبلغ الْفَرِيضَة الْأُخْرَى. وَقيل هِيَ الَّتِي ترتبطها فِي بَيْتك للاحتلاب وَلَا تسيمها. وأيتهما كَانَت فَهِيَ المحبوسة إِمَّا عَن السّوم وَإِمَّا عَن الصَّدَقَة من التتييم وَهُوَ التعبيد وَالْحَبْس عَن التَّصَرُّف الَّذِي للأحرار ويؤكد هَذَا قوبهم لمن يرتبط العلائف مبنن من أبنّ بِالْمَكَانِ إِذا احْتبسَ فِيهِ وَأقَام. قَالَ ... يعيِّرُني قومٌ بانّي مُبَنِّن ... وَهل بَّننَ الأشراط غيرُ الأَكارم ... السُّيُوب الرِّكَاز وَهُوَ المَال المدفون فِي الْجَاهِلِيَّة أَو الْمَعْدن جمع سيب وَهُوَ الْعَطاء لِأَنَّهُ من فضل الله وعطائه لمن أَصَابَهُ. الخلاط أَن يخالط صَاحب الثَّمَانِينَ صَاحب الْأَرْبَعين فِي الْغنم وَفِيهِمَا شَاتَان لتُؤخذ وَاحِدَة. الوراط خداع الْمُصدق بِأَن يكون لَهُ أَرْبَعُونَ شَاة فيعطي صَاحبه نصفهَا لِئَلَّا يَأْخُذ المصدِّق شَيْئا مَأْخُوذ من الورطة وَهِي فِي الأَصْل الهوة الغامضة فجُعلت مثلا لكل خطة وإيطاء عشوة وَقيل هُوَ تغييبها فِي هوة أَو خمر لِئَلَّا يعثر عَلَيْهَا الْمُصدق وَقيل هُوَ أَن يزْعم عِنْد رجل صَدَقَة وَلَيْسَت عِنْده فيورطه. الشناق أَخذ شَيْء من الشنق وَهُوَ مَا بَين الفريضتين سُمي شنقا لِأَنَّهُ لَيْسَ بفريضة تَامَّة فَكَأَنَّهُ مشنوق أَي مكفوف عَن التَّمام من شنقت النَّاقة بزمامها إِذا كففتها وَهُوَ الْمَعْنى فِي تَسْمِيَة وقصا لِأَنَّهُ لما لم يتم فَرِيضَة فَكَأَنَّهُ مكسور وَكَذَلِكَ شنق الدِّيَة الْعدة من الْإِبِل الَّتِي يتكرم بهَا السَّيِّد زِيَادَة على الْمِائَة. قَالَ الأخطل ... قَرمٌ تُعَلَّقُ أَشْنَاقُ الدِّيَاتِ بِهِ ... إذَا المُئونَ أُمِرَّتْ فَوْقَهُ حَمَلا ...

(1/16)


الشّغَار أَن يشاغر الرجل الرجل وَهُوَ أَن يُزَوجهُ أُخْته على أَن يُزَوجهُ هُوَ أُخْته وَلَا مهر إِلَّا هَذَا من قَوْلهم شغرت بني فلَان من الْبَلَد إِذا أخرجتهم. قَالَ ... ونحنُ شَغَرْنَا ابْنيَ نِزَارِ كِلَيْهِمَا ... وكلْباً بِوَقْعٍ مُرْهقٍ مُتَقَارِبِ ... وَمن قَوْلهم تفَرقُوا شغَرَ بغَر لِأَنَّهُمَا إِذا تبادلا بأختيهما فقد أخرج كل وَاحِد مِنْهُمَا أُخْته إِلَى صَاحبه وَفَارق بهَا إِلَيْهِ. أَجبى بَاعَ الزَّرْع قبل بَدو صَلَاحه وَأَصله الْهَمْز من جبأ عَن الشَّيْء إِذا كف عَنهُ وَمِنْه الجباء الجبان لِأَن الْمُبْتَاع مُمْتَنع من الِانْتِفَاع بِهِ إِلَى أَن يُدرك وَإِنَّمَا خفف اليزاوج أربى. والإرباء الخول فِي الرِّبَا وَالْمعْنَى أَنه إِذا بَاعه على أَن فِيهِ كَذَا قَفِيزا وَذَلِكَ غير مَعْلُوم فَإِذا نقص عَمَّا وَقع التعاقد عَلَيْهِ أَو زَاد فقد حصل الرِّبَا فِي أحد الْجَانِبَيْنِ. الأرواع الَّذين يروعون بجهارة المناظر وَحسن الشارات جمع رائع كشاهد وأَشهاد. المشابيب الزُّهر الَّذين كَأَنَّمَا شُبت ألوانهم أَي أوُقدت جمع مشبوب. قَالَ العجاج ... ومِنْ قُرَيْش كُلُّ مَشْبوبِ أَغَرّ ... الاقورار تشان الْجلد واسترخاؤه للهزال ويفضل حِينَئِذٍ عَن الْجِسْم ويتسع من قَوْلهم دَار قوراء. الليط القشر اللاصق بِالشَّجَرِ والقصب من لَاطَ حُبّه بقلبي يليط ويلوط إِذا لصق فاستعير للجلد. واتسع فِيهِ حَتَّى قيل ليط الشَّمْس للونها وَإِنَّمَا جَاءَ بِهِ مجموعاً لِأَنَّهُ أَرَادَ ليط كل عُضْو. الصناك المكتنز اللَّحْم من الضنك لِأَن لاكتناز تضام وتضايق ومطابقة الضانك المقورة فِي الِاشْتِقَاق لَطِيفَة. الإنطاء الْإِعْطَاء يَمَانِية.

(1/17)


ألحق تَاء يالثبج وَهُوَ الْوسط لانتقاله من الاسمية إِلَى الوصفية المُرَاد أعْطوا المتوسطة بَين الْخِيَار والرُّذال. قلب نون من ميما فِي مثل قَوْله مِم ثيب لُغَة يَمَانِية كَمَا يبدلون الْمِيم من لَام التَّعْرِيف وَأما مِم بكر فَلَا يخْتَص بِهِ أهل الْيمن لِأَن النُّون الساكنة عَن الْجَمِيع تقلب مَعَ الْبَاء ميما كَقَوْلِهِم شنباء وَعَنْبَر. وَالْبكْر وَالثَّيِّب يطلقان عل 6 الرجل وَالْمَرْأَة. الصَّقع الضَّرْب على الرَّأْس وَمِنْه فرس أصقع وَهُوَ المبيض أَعلَى رَأسه وَالْمرَاد هنها الضَّرْب على الْإِطْلَاق. الاستيفاض التَّغْرِيب من وفض وأوفض إِذا عدا وأسرع. التضريج التدمية من الضرج وَهُوَ الشق. الأضاميم جَمَاهِير الْحِجَارَة الْوَاحِدَة إضمامة إفعالة من الضَّم أَرَادَ الرَّجْم. التوصيم أَصله من وصم الْقَنَاة وَهُوَ صَدعهَا ثمَّ قيل لمن بِهِ وجع وتكسُّر فِي عِظَامه موصم كَمَا قيل لمن فِي حَسبه غميزة موصوم ثمَّ شبهّ الكسلان المتثاقل بالوجع المتكسر فَقيل توصيم. كَمَا قيل مرَّض فِي الْأَمر. وَالْمعْنَى لَا هوادة وَلَا مُحَابَاة فِي دين الله الْغُمَّة من غمه إِذا ستره أَي تُخفى فَرَائِضه وَإِنَّمَا تُظهر ويُجاهر بهَا. القِراب شبه جراب يضع فِيهِ الْمُسَافِر زَاده وسلاحه. والقراف جمع قرف وَهُوَ يُحمل فِيهِ الْخلْع. أوجب عَلَيْهِم أَن يزودوا كل عشرَة من السَّرَايَا المجتازة مَا يَسعهُ هَذَا الْوِعَاء من التَّمْر.
أَبَد سُئل عَن بعير شرد فَرَمَاهُ بَعضهم بِسَهْم حَبسه الله بِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن هَذِه الْبَهَائِم لَهَا أوابد كأوابد الْوَحْش فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا. أوابد الْوَحْش نفّرها. أبدت تأبد ونأبد أبودا وَهُوَ من الْأَبَد لِأَنَّهَا طَوِيلَة الْعُمر لَا تكَاد تَمُوت إِلَّا بِآفَة وَنَظِيره مَا قَالُوهُ فِي الْحَيَّة إِنَّهَا سُميت بذلك لطول

(1/18)


حَيَاتهَا. وحكوا عَن الْعَرَب. مَا رَأينَا حَيَّة إِلَّا مقتولة وَلَا نسرا إِلَّا مقشبا. الْبَهِيمَة كل ذَات أَربع فِي الْبر وَالْبَحْر وَالْمرَاد هَهُنَا الْأَهْلِيَّة وَهَذِه إِشَارَة إِلَيْهَا.
أبط أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ كَانَت رديته التأبط. هُوَ أَن يدْخل رِدَاءَهُ تَحت إبطه الْأَيْمن ثمَّ يلقيه على عَاتِقه الْأَيْسَر. الرِّدية اسْم لضرب من ضروب التردى كالبسة والجلسة وَلَيْسَت دلالتها على أَن لَام رِدَاء يَاء بحتم لأَنهم قَالُوا قنية وَهُوَ ابْن عمي دنيا. عَمْرو قَالَ لعمر رَضِي الله عَنهُ إِنِّي وَالله مَا تابطني الإماءُ وَلَا حَملتنِي البغايا فِي غبَّرات المآلي أَي لم يحضنني. البغايا جمع بغي فعول بِمَعْنى فاعلة من الْبغاء. الغُبَّرات جمع غُبَّر جمع غابر وَهُوَ الْبَقِيَّة. المآلي جمع مئلاة وَهِي خرقَة الْحَائِض لههنا وخرقة النائحة فِي قَوْله ... وأنواحاً عَلَيْهِنَّ المآلي ... وَيُقَال آلت الْمَرْأَة إِيلَاء إِذا اتَّخذت مئلاة. وَيَقُولُونَ للمتسلية المتألية. نفى عَن نَفسه الْجمع بَين سبتين إِحْدَاهمَا أَن يكون لغية وَالثَّانيَِة أَن يكون مَحْمُولا فِي بَقِيَّة حضة وأضاف الغبَّرات إِلَى المآلي لملابستها لَهَا. يحيي بن يعمر أَي مَال أدّيت زَكَاته فقد ذهبت أبلته. همزتها عَن وَاو من الْكلأ الوبيل أَي وباله ومأثمته.
أبل وهب لقد تأبل آدم على ابْنه الْمَقْتُول كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيب حوَّاء.

(1/19)


أَي امْتنع من غيشان حوَّاء متفجعاً على ابْنه فعدَّى بعلى لتَضَمّنه معنى تفجع وَهُوَ من أبلت الْإِبِل ويأبلت ذَا جزأت. فِي الحَدِيث يَأْتِي على النَّاس زمَان يغبط الرجل بالوحدة كَمَا يغبط الْيَوْم أَبُو الْعشْرَة. هُوَ الذى لَهُ عشرَة أَوْلَاد وغبطته بهم أَن رَحْله كَانَ يخصب بِمَا يصير إِلَيْهِ من أَرْزَاقهم وَذَلِكَ حِين كَانَ عيالات الْمُسلمين يرْزقُونَ من بَيت المَال. وروى يغبط الرجل بخفة الحاذ أى بخفة الْحَال حذف الرَّاجِع من صفة الزَّمَان إِلَيْهِ كَمَا حذف فِي قَوْله تَعَالَى {واتَّقُوا يَوْماً لَا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} . وَالتَّقْدِير يغبطه وَلَا تجزيه أَي يغبط فِيهِ وَلَا يَجْزِي فِيهِ. لَا تبع الثَّمر حَتَّى تأمن عَلَيْهِ الأُبْلة. هِيَ العاهة بِوَزْن الأُهبة وهمزتها كهمزة الأبلة فِي انقلابها عَن الْوَاو من الْكلأ الوبيل إِلَّا أَنَّهَا منقلبة عَن وَاو مَضْمُومَة وَهُوَ قِيَاس مطرد غيرومفتقر إِلَى سَماع وَتلك أعنى الْمَفْتُوحَة لآ بُد فِيهَا من السماع. مأْبورة فِي (سك) . لَيْسَ لَهَا أَبُو حسن فِي (عض) . وَلَا يؤبه لَهُ فِي (وضع) . إبَّان فِي (قح) . لَا أبالك فِي (لَهُ) . أَبطحي فِي (قح) . مآبضه فِي حن. بِأبي قُحَافَة فِي (ثغ) . ابْن أبي كَبْشَة فِي (عَن) . الْإِبَاق فِي (دف) .
الْهمزَة مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ عصم بن عدى الْأنْصَارِيّ عَن ثَابت بن الدحداح حِين توفّي هَل تعلمُونَ لَهُ نسبا فِيكُم فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ أَتَى فِينَا. فَقضى بميراثه لِابْنِ أُخْته.
أَتَى هُوَ الْغَرِيب الَّذِي قدم بلادك. فعول بِمَعْنى فَاعل من أَتَى.

(1/20)


توفى ابْنه إِبْرَاهِيم فَبكى عَلَيْهِ فَقَالَ لَوْلَا أَنه وعد حق وَقَول صدق وَطَرِيق مئتاء لحزنا عَلَيْك يَا إِبْرَاهِيم حزنا أَشد من حزننا. هُوَ مفعال من الإيتان أى يَأْتِيهِ النَّاس كثيرا ويسلكونه وَنَظِيره دَار محلال للَّتِي تحل كثيرا أَرَادَ طَرِيق الْمَوْت. وَعنهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَن أَبَا ثَعْلَبَة الْخُشَنِي استفتاه فِي اللُّقَطة فَقَالَ مَا وجدت فِي طَرِيق مئتاء فعرِّفه سنة. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أرسل سليط بن سليط وَعبد الرَّحْمَن بن عتاب إِلَى عبد الله بن سَلام فَقَالَ ايتياه فتنكرا لَهُ وقولا إِنَّا رجلَانِ أتاويان وَقد صنع النَّاس مَا ترى فَمَا تَأمر فَقَالَا لَهُ ذَلِك فَقَالَ لستما بأتاويين ولكنكما فلَان وَفُلَان وأرسلكما أَمِير الْمُؤمنِينَ. الأتاوى مَنْسُوب إِلَى الأتي وَهُوَ الْغَرِيب. وَالْأَصْل أتويّ كَقَوْلِهِم فِي عدي عدوي فزيدت الْألف لِأَن النّسَب بَاب تَغْيِير أَو لإشباع الفتحة كَقَوْلِه بمنتزاح. وَقَوله لَا تهاله. وَمعنى هَذَا النّسَب الْمُبَالغَة كَقَوْلِهِم فِي الْأَحْمَر أحمري وَفِي الْخَارِج خارجي فَكَأَنَّهُ الطارىء من الْبِلَاد الشاسعة. قَالَ ... يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتَاوِيَّاتِ ... هَيْهَاتِ عَن مُصْبَحها هَيْهَاتِ
هيهاتِ حَجْرٌ مِن صنبعات ... عبد الرَّحْمَن إِن رجلا أَتَاهُ فَرَآهُ يؤَتِّي المَاء فِي أَرض لَهُ. أَي يطرِّقُ لَهُ ويسهل مجْرَاه وَهُوَ يفل من الْإِتْيَان.

(1/21)


إتب النَّخعِيّ إِن جَارِيَة لَهُ قَالَ لَهَا كَثِيرَة زنت فجلدها خمسين وَعَلَيْهَا إتب لَهَا وَإِزَار. هُوَ البقيرة وَهِي بردة تبقر أَي تُشق فتلبس بِلَا كمين وَلَا جيب.
الْهمزَة مَعَ الثَّاء

أثل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي وَصِيّ الْيَتِيم يَأْكُل من مَاله غير متأثل مَالا. أَي غير متخذ إِيَّاه لنَفسِهِ أثلة أَي أصلا كَقَوْلِهِم تديرت الْمَكَان إِذا اتخذته دَارا لَك وتبنيته وتسريتها وتوسدت ساعدي. وَمِنْه حَدِيث عمر إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره فِي أرضه بِخَيْبَر أَن يحبس أَصْلهَا ويجعلها صَدَقَة فَاشْترط فَقَالَ وَلمن وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا ويؤكل صديقا غير متأثل وروى غير مُتَمَوّل.
أثر خطب فِي حجَّته أَو فِي عَام الْفَتْح فَقَالَ أَلا إِن كل دمٍ ومالٍ ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهِيَ تَحت قدمي هَاتين مِنْهَا دم ربيعَة بن الْحَارِث إِلَّا سدانة الْكَعْبَة وسقاية الْحَاج. المأثرة واحة المآثر وَهِي المكارم الَّتِي تُؤثر أَي تروي يَعْنِي مَا كَانُوا يتفاخرون بِهِ من الْأَنْسَاب وَغير ذَلِك من مفاخر أهل الْجَاهِلِيَّة. سدانة الْكَعْبَة خدمتها وَكَانَت هِيَ واللواء فِي بني عبد الدَّار والسقاية والرفادة إِلَى هَاشم فأُقرَّ ذَلِك فِي الْإِسْلَام على حَاله. وَإِنَّمَا ذكر أحد الشَّيْئَيْنِ دون قرينه أَعنِي السدَانَة دون اللِّوَاء والسقاية دون الرفادة لِأَنَّهُمَا لَا يفترقان وَلَا يَخْلُو أَحدهمَا من صَاحبه فَكَانَ ذكر الْوَاحِد متضمنا لذكر الثَّانِي. وَهَذَا اسْتثِْنَاء من المآثر وَإِن احتوى الْعَطف على ثَلَاثَة أَشْيَاء. وَنَظِير قَوْلك جَاءَتْنِي بَنو ضبة وَبَنُو الْحَارِث وَبَنُو عبس إِلَّا قيس بن زُهَيْر. وَذَلِكَ لِأَن الْمَعْنى يَدعُوهُ إِلَى مُتَعَلّقه. قَوْله تَحت قدمي عبارَة عَن الإهدار والإبطال يَقُول الموادع لصَاحبه

(1/22)


اجْعَل مَا سلف تَحت قَدَمَيْك يُرِيد طأ عَلَيْهِ واقمعه. الضَّمِير فِي مِنْهَا يرجع إِلَى معنى كل كَقَوْلِه تَعَالَى {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} . وَكَذَلِكَ الضَّمِير فِي كَانَت وَفِي قَوْله فَهِيَ. فَإِن قلت هَل يجوز أَن يكون لفظ كَانَت صفة للَّذي أُضيف إِلَيْهِ كل وللمعطوفين عَلَيْهِ فيستكن فِيهِ ضميرها قلت لَا وَالْمَانِع مِنْهُ أَن الْفَاء وَقع فِي الْخَبَر لِمَعْنى الْجَزَاء الَّذِي تتضمنه النكرَة الَّذِي هُوَ كل وَحقه أَن يكون مَوْصُوفا بِالْفِعْلِ فَلَو قَطعنَا عَنهُ كَانَت لم يصلح لِأَن يَقع الْفَاء فِي خَبره فَكَانَت إِذن فِي مَحل النصب على أَنه صفة كل وكائن فِي ضَمِيره وَفِيه دَلِيل على أَن إنَّ لَا يُبطل معنى الْجَزَاء بِدُخُولِهِ على الْأَسْمَاء المتضمنة لِمَعْنى الشَّرْط. أبطل الدِّمَاء الَّتِي كَانَ يطْلب بهَا بَعضهم بَعْضًا فيدوم بَينهم التغاور والتناجز وَالْأَمْوَال الَّتِي كَانُوا يستحلونها بعقود فَاسِدَة وَهِي عُقُود رَبًّا فِي الْإِسْلَام والمفاخر الَّتِي كَانَت ينْتج مِنْهَا كل شَرّ وخصومة وتهاج وتعاد. وَأما دم ربيعَة فقد قُتل لَهُ ابْن صَغِير فِي الْجَاهِلِيَّة فأضاف إِلَيْهِ الدَّم لِأَنَّهُ وليه وَرَبِيعَة هَذَا عَاشَ إِلَى أَيَّام عمر. [وَفِي الحَدِيث] من سرَّة أَن يبسط الله فِي رزقه وينسأ فِي أَثَره فَليصل رَحمَه وَقيل هُوَ الْأَجَل لِأَنَّهُ يتبع الْعُمر وَاسْتشْهدَ بقول كَعْب ... واَلمرْءُ مَا عَاشَ ممدودٌ لَهُ أَمَلٌ ... لَا يَنْتَهِي العمْرُ حتَّى يَنْتَهِي الأثَرُ. وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى إِن الله يبقي أثر وَاصل الرَّحِم فِي الدُّنْيَا طَويلا فَلَا يضمحل سَرِيعا كَمَا يضمحل أثر قَاطع الرَّحِم. عمر رَضِي الله عَنهُ سَمعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحلف بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ قَالَ فَمَا حَلَفت بهَا ذَاكِرًا وَلَا آثراً. من آثر الحَدِيث إِذا رَوَاهُ أَي مَا تلفظت بِالْكَلِمَةِ الَّتِي هِيَ بِأبي لَا ذَاكِرًا

(1/23)


لَهَا بلساني ذكرا مُجَردا من عَزِيمَة الْقلب وَلَا مجبرا عَن غَيْرِي بِأَنَّهُ تكلم بهَا مُبَالغَة فِي تصوني وتحفظي مِنْهَا. وَإِنَّمَا قَالَ حَلَفت وَلَيْسَ الذّكر الْمُجَرّد وَلَا الْإِخْبَار بِحلف حلفا لِأَنَّهُ لافظ بِمَا يلفظ بِهِ الْحَالِف.
إِثْم الْحسن رَحمَه الله مَا علمنَا أحدا مِنْهُم ترك الصَّلَاة على أحد من أهل الْقبْلَة تأثماً. أَي تجنباً للإثم وَمثله التحوّب والتحرّج والتهجّد. من الأثام فِي (شب) . وأثرته فِي (كل) . فجلد بأثكول النّخل فِي (حب) . لآثين بك فِي (تب) . الأثل فِي (زخ) .
الْهمزَة مَعَ الْجِيم

إجار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَات على إجارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يرد قَدَمَيْهِ فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة وَمن ركب الْبَحْر إِذا التجَّ وروى ارتجَّ فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة. أَو قَالَ فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه. الإجَّار السَّطْح. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ظَهرت على إجَّارٍ لحفصة فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا على حَاجته مُسْتَقْبلا بَيت الْمُقَدّس مستدبراً الْكَعْبَة. وَكَذَلِكَ الإنجاز. وَجَاء فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَتلقى النَّاس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السُّوق وعَلى الأناجير. مَا يردُّ قَدَمَيْهِ أَي لم يحوَّط بِمَا يمْنَع من الزليل والسقوط. الذِّمَّة الْعَهْد كَأَن الْكل أحد من الله ذمَّة بالكلاءة فَإِذا ألْقى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة فقد خذلته ذمَّة الله وتبرأت مِنْهُ.

(1/24)


التجَّ من اللجة وارتجَّ من الرجَّة وَهِي صَوت الحركه. وارتجَّ زخر وأطبق بأمواجه قَالَ ... فِي ظُلْمَةٍ من بعيد القعر مرتاج ...
أجم أَرَادَ أَن يُصَلِّي على جَنَازَة رجل فَجَاءَت امْرَأَة مَعهَا مجمر فَمَا زَالَ يَصِيح بهَا حَتَّى تَوَارَتْ بآجام الْمَدِينَة. هِيَ الْحُصُون الْوَاحِد أجم سمي بذلك لمَنعه المتحصن بِهِ من تسلط الْعَدو. وَمِنْه الأجمة لكَونهَا ممنَّعة. وأجم الطَّعَام امْتنع مِنْهُ كَرَاهِيَة. وَكَذَلِكَ الأطم لقَولهم بِهِ إطام وَهُوَ احتباس الْبَطن ولالتقائهما قَالُوا تأطم عَلَيْهِ وتأجم إِذا قوى غَضَبه.
أجر قَالَ لَهُ رجل إِنِّي أعمل الْعَمَل أُسرّه فَإِذا اطّلِع عَلَيْهِ سرني. فَقَالَ لَك أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة. عرف مِنْهُ أَن مسرته بالاطلاع على سره لأجل أَن يقْتَدى بِهِ فَلهَذَا بشره بالأجرين. أُسره فِي مَحل النصب على الْحَال أَي مسرا لَهُ.
أجل مكحوا رَحمَه الله كُنَّا مرابطين بالسَّاحل فتأجل متأجل وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان وَقد أصَاب النَّاس طاعون فَمَا صلينَا الْمغرب وَوضعت الْجَفْنَة قعد الرجل وهم يَأْكُلُون فخرق. أَي سَأَلَ أَن يُضرب لَهُ أجل وَيُؤذن لَهُ فِي الرُّجُوع إِلَى أَهله فَهُوَ بِمَعْنى استأجل كَمَا قيل تعجّل بِمَعْنى استعجل. خَرِق سقط مَيتا وأصل الخَرِق أَن يبهت لمفاجأة الْفَزع. فِي الحَدِيث فِي الْأَضَاحِي كلوا وادَّخروا وأتجروا.

(1/25)


أَي اتَّخذُوا الْأجر لأنفسكم بِالصَّدَقَةِ مِنْهَا وَهُوَ من بَاب اشتواء والاذِّباح. وَاتَّجرُوا على الْإِدْغَام خطأ لِأَن الْهمزَة لَا تُدغم فِي التَّاء وَقد غُلط من قَرَأَ الَّذِي اتُّمن وَقَوْلهمْ اتَّزر عاميّ والفصحاء على ائتزر. وَأما مَا رُوِيَ أَن رجلا دخل الْمَسْجِد وَقد قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته فَقَالَ من يتَّجر فَيقوم فَيصَلي مَعَه. فوجهه إِن صحّت الرِّوَايَة أَن يكون من التِّجَارَة لِأَنَّهُ يَشْتَرِي بِعَمَلِهِ المثوبة وَهَذَا الْمَعْنى يعضده مَوَاضِع فِي التَّنْزِيل والأثر وَكَلَام الْعَرَب. فَخرج بهَا يؤجُّ فِي (دو) . ارتوى من آجن فِي (ذمّ) . أجم النِّسَاء فِي (أَثم) . ترمض فِيهِ الْآجَال فِي (رص) . أَجنك فِي (جلّ) . أَجل فِي (ذُقْ) .
الْهمزَة مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسعد بن أبي وَقاص وَرَآهُ يومىء بِأُصْبُعَيْهِ
أحد أَحِّدْ أَحِّدْ. أَرَادَ وَحِّد فَقلب الْوَاو بِهَمْزَة كَمَا قيل أحد وأُحاد وَإِحْدَى فقد تلعَّب بهَا الْقلب مَضْمُومَة ومكسورة ومفتوحة. وَالْمعْنَى أشر بإصبع وَاحِدَة. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا سُئل عَن رجل تتَابع عَلَيْهِ رمضانان فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ آخر فَقَالَ إِحْدَى من سبع يَصُوم شَهْرَيْن ويُطعم مِسْكينا. أَرَادَ أَن هَذِه الْمَسْأَلَة فِي صعوبتها واعتياصها داهية فَجَعلهَا كواحدة من ليَالِي عَاد السَّبع الَّتِي ضُربت مثلا فِي الشدَّة. تَقول الْعَرَب فِي الْأَمر المتفاقم إِحْدَى الإحد وَإِحْدَى من سبع.
إحْنَة فِي الحَدِيث فِي صَدره إِحنة على أَخِيه.

(1/26)


هِيَ الحقد قَالَ ... مَتى يَكُ فِي صَدْرِ ابْن عَمِّكَ إِحْنَةٌ ... فَلَا تَسْتَثِرْها سَوف يَبْدُو دفينها ...
أحن وأحن عَلَيْهِ يأحن وَلَعَلَّ همزتها عَن وَاو فقد جَاءَ وحن بِمَعْنى ضغن. قَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ الْفراء وحن عَلَيْهِ وأحن أَي حقد. وَعَن اللحياني وحن عَلَيْهِ وحنة أَي أحن إحْنَة وَأما مَا حكى عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ كُنَّا نظن أَن الطرماح شَيْء حَتَّى قَالَ ... وأَكره أَن يعيبَ عليّ قومِي ... هجائي الأرذلين ذَوي الحنات ... فاسترذال مِنْهُ لَو حن وَقَضَاء على الْهمزَة بالإصالة أَو برفض الْوَاو فِي الِاسْتِعْمَال. أحد أحد فِي (شب) .
الْهمزَة مَعَ الْخَاء

أَخ عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ يكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَخِي السرَار لَا يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ. أَي كلَاما كَمثل المسارة وَشبههَا لخفض صَوته. قَالَ امرىء الْقَيْس ... عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا حَمَاةَ وسَيْرُنا ... أَخُو الجَهْد ِلا نلوي عَلَى مَنْ تَعَذَّرَا ... وَيجوز فِي غير هَذَا الْموضع أَن يُراد بأخي السرَار الجهار كَمَا تَقول الْعَرَب عرفت فلَانا بأخي الشَّرّ يعنون الْخَيْر وبأخي الْخَيْر يُرِيدُونَ بِالشَّرِّ. وَلَو أُريد بأخي السرَار المُسار كَانَ وَجها وَالْكَاف على هَذَا فِي مَحل النصب على الْحَال وعَلى الأول هِيَ صفة الْمصدر الْمَحْذُوف وَالضَّمِير فِي لَا يسمعهُ يرجع إِلَى الْكَاف إِذا جُعلت صفة للمصدر. وَلَا يسمعهُ مَنْصُوب الْمحل بِمَنْزِلَة الْكَاف على الوصفية وَإِذا جعلت حَالا كَا الضَّمِير لَهَا أَيْضا إِلَّا أَنه قُدِّر مُضَاف مَحْذُوف كَقَوْلِك يسمع صَوته فَحذف الصَّوْت وأقيم

(1/27)


الضَّمِير مقَامه وَلَا يجوز أَن يَجْعَل لَا يسمعهُ حَالا من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَن الْمَعْنى يصير خلفا.
أَخذ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا جاءتها امْرَأَة فَقَالَت أُؤخِّذُ جملي فَلم تفطن لَهَا حَتَّى فُطِّنت فَأمرت بإخراجها وَرُوِيَ أَنَّهَا قَالَت أأقيد جملي فَقَالَت نعم. فَقَالَت أأقيد جملي فَلَمَّا علمت مَا تُرِيدُ قَالَت وَجْهي من وَجهك حرَام. جعلت تَأْخُذ الْجمل وَهُوَ الْمُبَالغَة فِي أَخذه وَضَبطه مجَازًا عَن الاحتيال لزَوجهَا بحيل من السحر تَمنعهُ بهَا عَن غَيرهَا وَيُقَال لفلانة أُخذة تُؤخذ بهَا الرِّجَال عَن النِّسَاء. حرَام أَي مَمْنُوع من لِقَائِه تَعْنِي أَنِّي لَا أَلْقَاك أبدا. مَسْرُوق رَحمَه الله مَا شبهت أَصْحَاب مُحَمَّد إِلَّا الإخاذ تَكْفِي الإخاذة الرَّاكِب وتكفي الإخاذة الراكبين وتكفي الإخاذة الفئام من النَّاس. هِيَ المستنقع الَّذِي يَأْخُذ مَاء السَّمَاء. وَسمي مساكة لِأَنَّهَا تُمسكه وتنهيه ونهيا لِأَنَّهَا تنهاه أَي تحبسه وتمنعه من الجري وحاجرا لِأَنَّهُ يحجره وحائراً لِأَنَّهُ يحار فِيهِ فَلَا يدْرِي كَيفَ يجْرِي. قَالَ عدي ... فاضَ فِيهِ مِثْل العُهُونِ من الرَّوْ ... ضِ وَمَا ضَنَّ بالإخَاذِ غُدُرْ ... وَفِي بعض الحَدِيث وَكَانَ فِيهَا إخاذات أَمْسَكت المَاء. يُقَال شبهت الشَّيْء بالشَّيْء ويعدي أَيْضا إِلَى مفعولين فَيُقَال شبهته كَذَا وَعَلِيهِ ورد الحَدِيث. الفِئام الْجَمَاعَة الَّتِي فِيهَا كَثْرَة وسعة من قَوْلهم للهودج الَّذِي فُئم أَسْفَله أَي وسع وللأرض الواسعة الفئام. والمفام من الرّحال الْوَاسِع الْمَزِيد فِيهِ بنيقتان وَمن الرِّجَال الْوَاسِع الْجوف. أَرَادَ تفاضلهم فِي الْعُلُوم والمناقب.

(1/28)


فِي الحَدِيث لَا تجْعَلُوا ظهوركم كأخايا الدَّوَابّ. هِيَ جمع آخية وَهِي قِطْعَة حَبل تُدفن طرفاها فِي الأَرْض فتظهر مقل العروة فتشد إِلَيْهَا الدَّابَّة وَتسَمى الآري والإدرون وَهَذَا الْجمع على خلاف بنائها كَقَوْلِهِم فِي جمع لَيْلَة لَيَال. وَجَمعهَا القياسي أواخي كأواري. وَقِيَاس وَاحِد الأخايا أخية كألية وألايا كَمَا أَن قِيَاس وَاحِد اللَّيَالِي ليلاة. أَرَادَ تقوسوها فِي الصَّلَاة حَتَّى تصير كهذه العُرى. جَوف اللَّيْل الآخر فِي سم.
الْهمزَة مَعَ الدَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْمُغِيرَة بن شُعْبَة رَضِي الله عَنهُ وخطب امْرَأَة لَو نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا.
الْأدم الْأدم والإيدام الْإِصْلَاح والتوفيق. من أَدَم الطَّعَام وَهُوَ إِصْلَاحه بالإدام وَجعله الْأدم مُوَافقا للطعام. لَو هَذِه فِي معنى لَيْت وَالَّذِي لَاقَى بَينهمَا أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي معنى التَّقْدِير. وَمن ثمَّ أجيبت بِالْفَاءِ كَأَنَّهُ قيل ليتك نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ وَالْغَرَض الْحَث على النّظر. وَمثله قَوْلهم لَو تَأتِينِي فتحدثني على معنى ليتك تَأتِينِي فتحدثني. وَالْهَاء فِي قَوْله فَإِنَّهُ رَاجِعَة إِلَى الْمصدر نظرت كَقَوْلِهِم من أحسن كَانَ خيرا لَهُ. وَقَوله أَن يُؤْدم أَصله بِأَن يُؤْدم فحذفت الْبَاء وحذفها مَعَ أنْ وأنّ كثير. وَالْمعْنَى فَإِن النّظر أولى بالإصلاح وإيقاع الأُلفة والوفاق بَيْنكُمَا وَيجوز أَن تكون الْهَاء ضمير الشَّأْن. وَأَحْرَى أَن يُؤْدم جملَة فِي مَوضِع خبر أَن. نعم الإدام الْخلّ. هُوَ اسْم لكل مَا يؤتدم بِهِ ويصطبغ وَحَقِيقَته مَا يُؤْدم بِهِ الطَّعَام أَي

(1/29)


01 - يُصلح وَهَذَا الْبناء يَجِيء لما يُفعل بِهِ كثيرا كَقَوْلِك الرِّكاب لما يركب بِهِ والحزام لما يحزم بِهِ ونظائره جمَّة. لما خرج إِلَى مَكَّة عرض لَهُ رجل فَقَالَ إِن كنت تُرِيدُ النِّسَاء الْبيض والنوق الْأدم فَعَلَيْك ببني مُدْلِج. فَقَالَ إِن الله منع من بني مُدْلِج لصلتها الرَّحِم وطعنهم فِي ألباب الْإِبِل وروى لبات. الأدمة فِي الْإِبِل الْبيَاض مَعَ سَواد المقلتين. عَلَيْك من أَسمَاء الْفِعْل يُقَال عَلَيْك زيدا أَي الزمه وَعَلَيْك بِهِ أَي خُذ بِهِ وَالْمرَاد هَاهُنَا أوقع ببني مُدْلِج. الْأَلْبَاب جمع لبب وَهُوَ المنحر واللبة مثله وَقيل جمع لب وَهُوَ الْخَالِص يَعْنِي أَنهم ينحرون خَالِصَة إبلهم وكرائها. وَيجوز أَن يكون جمع لبة على تَقْدِير حذف التَّاء كَقَوْلِهِم فِي جمع بدرة بدر وَشدَّة أَشد. وَصفهم بِالْكَرمِ وصلَة الرَّحِم وَأَنَّهُمْ بِهَاتَيْنِ الخصلتين استوجبوا الْإِمْسَاك عَن الْإِيقَاع بهم. لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ سنح لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله مَا لقِيت بعْدك من الإدد والأود وروى من اللدد
إدد أود والإدة الداهية وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى {لقد جئتمُ شَيْئاً إدّا} . والأود العوج واللدد الْخُصُومَة. مَا لقِيت بعْدك يُرِيد أَي شَيْء لقِيت على معنى التَّعَجُّب كَقَوْلِه ... يَا جارتَا مَا أنتِ جارهْ ... ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن هَذَا الْقُرْآن مأدبة الله فتعلَّموا من مأدبته وروى مأدبة الله فَمن دخل فِيهَا فَهُوَ آمن.

(1/30)


المأدبة مصدر بِمَنْزِلَة الْأَدَب وَهُوَ الدُّعَاء إِلَى الطَّعَام كالمعتبة بِمَعْنى العتب. وَأما المأدبة فاسم للصنيع نَفسه كالوكيرة والوليمة. وَشبههَا سِيبَوَيْهٍ بالمسربة وغرضه أَنَّهَا لَيست كمَفْعَلة ومَفْعلة فِي كَونهمَا بناءين للمصادر والظروف. وَفِي حَدِيث كَعْب رَحمَه الله إِنَّه ذكر ملحمة للروم فَقَالَ وَالله مأدبة من لُحُوم الرّوم بمروج عكَّاء. أَي ضِيَافَة للسباع. وعكاء مَوضِع. فِي الحَدِيث يُوشك أَن يخرج جَيش من قبل الْمشرق آدى شَيْء وأعده أَمِيرهمْ رجل طوال أدلم أبرج. آدي وَأعد من الأداة وَالْعدة أَي أكمل شَيْء أَدَاة وأتمه عدَّة وهما مبنيان من فِعْلٍ على تَقْدِير فَعُل وَإِن كَانَ غير مُسْتَعْمل كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْلهم مَا أشهاها بِمَعْنى مَا أفضلهَا فِي كَونهَا مشتهاة إِنَّه على تَقْدِير فعل وَإِن لم يُستعمل. وَيجوز أَن يكون من قَوْلك رجل مؤد أَي كَامِل الأدوات. أَو من استعد على حذف الزَّوَائِد كَقَوْلِهِم هُوَ أَعْطَاهُم للدينار وَالدِّرْهَم. وَهُوَ آداهم للأمانة. وَيجوز أَن يكون الأَصْل آيد شَيْء وأعتده فَقيل آدى على الْقلب كَقَوْلِهِم شَاك فِي شائك شائك. وأعدّ على الْإِدْغَام كَقَوْلِهِم ودّ فِي وتد. الطوَال البليغ فِي الطول والطوال أبلغ مِنْهُ.
أدلم الأدلم الْأسود وَمِنْه سمى الأرتدج بالأدلم. الأبرج الْوَاسِع الْعين الَّذِي أحدق بَيَاض مقلتيه بسوادها كُله لَا يغيب مِنْهُ شَيْء وَمِنْه التبرج وَهُوَ إِظْهَار الْمَرْأَة محاسنها. وسفينة بارجة لَا غطاء عَلَيْهَا.
أدف فِي الأُداف الدِّيَة كَامِلَة. هُوَ الذّكر. فُعال من ودف إِذا قطر وقلبُ الْوَاو المضمومة همزَة قِيَاس مطرد. قَالَ

(1/31)


.. أولجت فِي كعبثها الأُدَافَا ... مِثْلَ الذِّرَاعِ يَمْتَرى النِّطَافَا ... ويروى الأُذاف بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة من وذف بِمَعْنى قطر أَيْضا. كَامِلَة نصب على الْحَال وَالْعَامِل فِيهَا مَا فِي الظّرْف من معنى الْفِعْل والظرف مُسْتَقر وَيجوز أَن تُرفع على أَنَّهَا خبر وَيبقى الظّرْف لَغوا آدمة فِي (قر) . أدبه فِي (نج) . فاستألها فِي (سو.) مؤدون فِي (قو) (آدم) فِي (هَب) و (زه) .
الْهمزَة مَعَ الذَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ.
أذن وَالْأُذن الِاسْتِمَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} . وَقَالَ عدي ... فِي سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَيْخُ لَهُ ... وحَدِيثٍ مثْلِ ماذِيٍّ مُشَار ... المُرَاد بالتغني تحزين الْقِرَاءَة وترقيقها. وَمِنْه الحَدِيث زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ. وَعَن عبد الله بن الْمُغَفَّل رَضِي الله عَنهُ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ سُورَة الْفَتْح. فَقَالَ لَوْلَا أَن يجْتَمع النَّاس علينا لحكيت تِلْكَ الْقِرَاءَة وَقد رجَّع. وَالْمعْنَى بِهَذَا الِاسْتِمَاع الِاعْتِدَاد بِقِرَاءَة النَّبِي وإبانة مزيتها وشرفها عِنْده. وَمِنْه قَوْلهم الْأَمِير يسمع كَلَام فلَان يعنون أَن لَهُ عِنْده وزنا وموءقعا حسنا.
أَذَى فِي الحَدِيث كل مُؤذن فِي النَّار. يُرِيد أَن كل مَا يُؤْذِي من الحشرات وَالسِّبَاع وَغَيرهَا يكون فِي نَار جَهَنَّم عُقُوبَة لأَهْلهَا. وَقيل هُوَ وَعِيد لمن يُؤذي النَّاس. وَأما الْأَذَى فِي قَوْله الْإِيمَان نَيف وَسَبْعُونَ دَرَجَة أدناها إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق فَهُوَ الشوك وَالْحجر وكل مَا يُؤْذِي المسالك. وَفِي قَوْله فِي الصَّبِي أميطوا الْأَذَى عَنهُ هُوَ الْعَقِيقَة تحلق عَنهُ بعد أُسْبُوع. بَين الأذانين فِي (قر) . الأذربيّ فِي (بر) .

(1/32)


الْهمزَة مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتي بكتف مُؤَرَّبة فَأكلهَا وَصلى وَلم يتَوَضَّأ. هِيَ الموفَّرَة الَّتِي لم يُؤخذ شَيْء من لَحمهَا فَهِيَ متلبسة بِمَا عَلَيْهَا من اللَّحْم متعقدة بِهِ
أرب من أربت الْعقْدَة إِذا أُحكمت شدّها. من النَّاس من يُوجب الْوضُوء بِأَكْل مَا مسته النَّار وَعَن أهل الْمَدِينَة أَنهم كَانُوا يرَوْنَ هَذَا الرَّأْي وَهَذَا الحَدِيث وأشباهه ردٌّ عَلَيْهِم. إِن الْإِسْلَام ليأرز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها. أَي تنضوي إِلَيْهِ وتنضم وَمِنْه الأروز للبخيل المنقبض.
أرز وَعَن أبي الْأسود الدؤَلِي إِن فلَانا إِذا سُئل أرز وَإِذا دُعي انتهز وروى اهتز. قَالَ يزِيد بن شَيبَان أَتَانَا ابْن مربع الْأنْصَارِيّ وَنحن وقُوف بالموقف بمكانٍ يباعده عَمْرو فَقَالَ أَنا رسولِ الله إِلَيْكُم اثبتوا على مشاعركم هَذِه فَإِنَّكُم على إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم.
أرث هُوَ الْمِيرَاث وهمزته عَن وَاو كإشاح وإسادة وَهَذَا قِيَاس عِنْد الْمَازِني. من للتبيين مثلهَا فِي قَوْله تَعَالَى {فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان} . المشاعر مَوضِع النّسك لِأَنَّهَا معالم الْحَج. أَتَى بِلَبن إبل أوارك وَهُوَ بِعَرَفَة فَشرب مِنْهُ أَتَاهُ بِهِ الْعَبَّاس.
أَرَاك أرَكَت الإبِلُ تَأْرِك وتَأْرُك أَقَامَت فِي الْأَرَاك فُعِل ذَلِك ليعلم أصائم هُوَ أم مفطر. وَعَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا حججْت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يصمه وَمَعَ عُثْمَان فَلم يصمه وَأَنا لَا أصومه وَلَا آمُر بصيامه وَلَا أنهِي عَنهُ. اشْتَكَى إِلَيْهِ رجل امْرَأَته فَقَالَ اللَّهُمَّ أرِّ بَينهمَا وروى أَنه دَعَا بِهَذَا الدُّعَاء لعلى وَفَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام.

(1/33)


أرى التأرية التثبيت والتمكين. وَمِنْه الآري. وَتقول الْعَرَب أرِّ لفرسك وأوكد لَهُ أَي اشْدُد لَهُ آربا فِي الأَرْض وَهُوَ الْمحبس من وتد أَو قِطْعَة حَبل مدفونة. وَالْمعْنَى الدُّعَاء بثبات الود بَينهمَا. قَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله دُلني على عمل يدخلني الْجنَّة. فَقَالَ أرب مَاله تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا وتقم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وَتصل الرَّحِم وروى أَرِبٌ مَاله
أرب قيل فِي أرب هُوَ دُعَاء بالافتقار من الأرب وَهُوَ الْحَاجة وَقيل هُوَ دُعَاء بتساقط الْآرَاب وَهِي الْأَعْضَاء. وَمَاله بِمَعْنى مَا خطبه وَفِيه وَجه آخر لطيف وَهُوَ أَن يكون أرب مِمَّا حَكَاهُ أَبُو يزِيد من قَوْلهم أرِب الرجل إِذا تشدد وتحكّر من تأريب الْعقْدَة ثمَّ يتَأَوَّل بِمَنْع لِأَن الْبُخْل منع فيعدى تعديته فَيصير الْمَعْنى منع. مَاله دُعَاء عَلَيْهِ بلصوق عَار البخلاء بِهِ ودخولهم لَهُ فِي غمار اللثام على طَريقَة طباع الْعَرَب كَقَوْل الأشتر ... بًقَّيت وَفْرى وانحرفتُ عَن العُلاَ ... ولقِيتُ أضيافي بوجْهِ عَبُوس ... وَكَذَلِكَ حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِن الْحَارِث بن أَوْس سَأَلَهُ عَن الْمَرْأَة تَطوف بِالْبَيْتِ ثمَّ تنفر من غير أَن أَزِف طواف الصَّدْر إِذا كَانَت حَائِضًا. فأفتاه أَن يفعل ذَلِك فَقَالَ الْحَارِث كَذَلِك أفتاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ عمر لأربت عَن ذِي يَديك. وروى أربت من [ذِي] يَديك أتسألني وَقد سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كي أخالفه وَمَعْنَاهُ منعت عَمَّا يصحب يَديك وَهُوَ مَاله. وَمعنى أربت من يَديك نَشأ بخلك من يَديك وَالْأَصْل فِيمَا جَاءَ فِي كَلَامهم من هَذِه الْأَدْعِيَة الَّتِي هِيَ قَاتلك الله وأخزاك الله وَلَا درّ دَرك وتربت يداك وأشباهها.

(1/34)


وهم يُرِيدُونَ الْمَدْح المفرط والتعجب للإشعار بِأَن فعل الرجل أَو قَوْله بالغٌ من الندرة والغرابة الْمبلغ الَّذِي لسامعه أَن يحسده وينافسه حَتَّى يَدْعُو عَلَيْهِ تضجرا أَو تحسرا ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى اسْتعْمل فِي كل مَوضِع استعجاب وَمَا نَحن فِيهِ متمحض للتعجب فَقَط. ولتغيّر معنى قَاتله الله عَن أصل مَوْضُوعه غيروا لَفْظَة فَقَالُوا فاتعه الله وكاتعه. وَيجوز أَن يكون على قَول من فسر أَرِب بافتقر وَأَن يجْرِي مجْرى عدم فيعدّى إِلَى المَال. وَأما أَرِب فَهُوَ الرجل ذُو الْخِبْرَة والفطنة. قَالَ ... يَلُفُّ طَوائِفَ الفرسا ... ن وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ ... وَهُوَ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ أرب وَالْمعْنَى أَنه تعجب مِنْهُ أَو أخبر عَنهُ بالفطنة أَولا ثمَّ قَالَ مَاله أَي لِمَ يستفتي فِيمَا هُوَ ظَاهر لكل فًطن ثمَّ الْتفت إِلَيْهِ فَقَالَ تعبد الله فعدد عليهالأشياء الَّتِي كَانَت مَعْلُومَة لَهُ تبكيتاً. وروى أَن رجلا اعْتَرَضَهُ ليسأله فصاح بِهِ النَّاس فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام دعوا الرجل أرب مَاله قيل مَعْنَاهُ احْتَاجَ فَسَأَلَ. ثمَّ قَالَ مَاله أَي مَا خطبه يُصاح بِهِ وروى دَعوه فأَرب مَا لَهُ أَي فحاجة مَاله. وَمَا إبهامية كمثلها فِي قَوْلك أُرِيد شَيْئا مَا. ذكر الْحَيَّات فَقَالَ من خشِي إربهن فَلَيْسَ منا. أَي دهيهن وخبثهن وَمِنْه المواربة وَالْمعْنَى لَيْسَ من جملتنا من يهاب الْإِقْدَام عَلَيْهِنَّ ويتوقى قتلهن كَمَا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يدينونه. لَا صِيَام لمن لم يورضة من اللَّيْل.
أَرض أَي لم يهيئه بِالنِّيَّةِ من أرضت الْمَكَان إِذا سويته وَهُوَ من الأَرْض. عَن أبي سُفْيَان بن حَرْب إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب إِلَى هِرقل من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى هِرقل عَظِيم الرّوم

(1/35)


سَلام على من اتبع الْهدى. أما بعد فَإِنِّي أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام أسلم تسلم وَأسلم يوفك الله أجرك مرَّتَيْنِ فَإِن توليت فَإِن عَلَيْك الأريسيين وَيَأْهِلُ الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمةٍ سَوَاء بَيْنكُم الْآيَة. قَالَ أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفرغ من قِرَاءَة الْكتاب كثر عِنْده اللجب وَارْتَفَعت الْأَصْوَات.
أرس الأريس والأريسي الأكار. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَقد أَوْس يأرس أرسا وأرس. وَالْمعْنَى أَن أهل السوادو ماصاقبه كَانُوا أهل فلاحة وهم رعية كسْرَى وَدينهمْ الْمَجُوسِيَّة فَأعلمهُ أَنه إِن لم يُؤمن وَهُوَ من أهل الْكتاب كَانَ عَلَيْهِ إِثْم الْمَجُوس الَّذين لَا كتاب لَهُم. فَلَمَّا قَالَ يَعْنِي الرَّسُول الَّذِي أوصل الْكتاب إِلَيْهِم وقرأه على هِرقل. اللّجب اخْتِلَاط الْأَصْوَات وَأَصله من لجب الْبَحْر وَهُوَ صَوت التطام أمواجه.
أرف إِذا وَقعت الأُرف فَلَا شُفْعَة. هِيَ الْحُدُود. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِنَّه خرج إِلَى وَادي الْقرى وَخرج بالقسام فقسموا على عدد السِّهَام وأعلموا أُرفها وَجعلُوا السِّهَام تجْرِي فَكَانَ لعُثْمَان خطر ولعَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف خطر وَلفُلَان خطر وَلفُلَان نصف خطر. الْخطر النَّصِيب وَلَا يُستعمل إِلَّا فِيمَا لَهُ قدر ومزية يُقَال فلَان خطير فلَان أَي معادله فِي الْمنزلَة. وَفِي الحَدِيث أَي مَال اقتسم وأُرّف عَلَيْهِ فَلَا شُفْعَة فِيهِ. أَي أديرت عَلَيْهِ أُرف. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ أسلم مَوْلَاهُ خرجت مَعَه حَتَّى إِذا كُنَّا بحرة واقم فَإِذا نَار تؤرث بصرار فخرجنا حَتَّى أَتَيْنَا صرار فَقَالَ عمر السَّلَام عَلَيْكُم يأهل الضَّوْء وَكره أَن يَقُول يأهل النَّار أأدنو فَقيل ادن بِخَير أودع قَالَ إِذا هم ركب قد قصر بهم اللَّيْل وَالْبرد والجوع وَإِذا امْرَأَة وصبيان فنكص على عَقِبَيْهِ وَأدبر يُهَرْوِل

(1/36)


حَتَّى أَتَى دَار الدَّقِيق فاستخرج عدلا من دَقِيق وَجعل فِيهِ كبة من شَحم ثمَّ حمله حَتَّى أَتَاهُم ثمَّ قَالَ للْمَرْأَة ذرّي وَأَنا أحرلك.
أرث تأريث النَّار إيقادها. صرار بِئْر قديمَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة على طَرِيق الْعرَاق. أَو دع يُرِيد أَو دع الدنو إِن لم يكن خير. وإذاهم هِيَ إِذا المفاجأة. وَهِي اسْم أَي ظرف مَكَان كَأَنَّهُ قَالَ وبحضرته هم ركب وَالْمعْنَى أَنهم فجئوه عِنْد دنوه. قصر بهم حَبسهم عَن السّير. الهرولة سرعَة الشىء. الكبة الجروهق. الذَّر التَّفْرِيق يُقَال ذَر الْحبّ فِي الارض وذر الدَّوَاء فِي الْعين. وَالْمرَاد ذري الدَّقِيق فِي الْقدر. أحُرُّ بِالضَّمِّ أَتَّخِذ حريرة وَهِي حساء من دَقِيق ودسم.
أَرض ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض. هِيَ الرعدة. قَالَ ذُو الرمة ... إذَا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابكها ... أَوْ كانَ صاحبَ أرْض أَوْ بِهِ مُومُ ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقبّل ويباشر وَهُوَ صَائِم وَلكنه كَانَ أملككم لإربه.
أرب والإرب الْحَاجة. وَقيل هُوَ الْعُضْو أَرَادَت بِملكه حَاجته أَو عضوه قمعه لشهوته. عبد الرَّحْمَن بن يزِيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ مُحَمَّد ابْنه قلت لَهُ فِي إمرة الْحجَّاج يَا أَبَة أنغزو فَقَالَ يَا بني لَو كَانَ رَأْي النَّاس مثل رَأْيك مَا أُدي الاريان. هُوَ الْخراج. قَالَ الحيقطان

(1/37)


.. وقلتم لَقَاحٌ لَا تؤدِّي إِتاوةً ... وإعطاءُ أَرْيَان من الضّر أيسر. وَكَأن فعلان من التأرية لِأَنَّهُ شَيْء أكد على النَّاس وألزموه. وَقيل الْأَشْبَه بِكَلَام الْعَرَب أَن يكون الأربان بِالْبَاء وَهُوَ الزِّيَادَة على الْحق. يُقَال أربان وعربان.
أرن الشّعبِيّ رَحمَه الله اجْتمع جوَار فأرنّ وأشرن ولعبن الحزقَّة. الأرن النشاط / وَمهر أرن. وَمِنْه قَول زيد بن عدي للنعمان لقد عقدت لَك آخية لَا يحلهَا الْمهْر الأرن. الحزقة لعبة من التحزق وَهُوَ التقبض. عون رَحمَه الله ذكر رجلا فَقَالَ تكلم فَجمع بَين الأروى والنعام.
أروى أَي بَين كلامين متباعدين لِأَن الأروى جبلية والنعام سهلية. وَفِي أمثالهم ... مَا يجمع بَين الأروى والنعام فِي الحَدِيث مؤاربة الأريب جهل وعناء. وَهِي المداهاة والمخاتلة من الإرب وَهُوَ الدهاء والنكر. يُرِيد أَن الْعَاقِل لَا يُخدع.
أرم كَيفَ تبلغك صَلَاتنَا وَقد أرت. قيل مَعْنَاهُ بليت. كَمثل الأرزة فِي (خو) . جعلت عَلَيْهِ آراما فِي (سر) . ذِي أروان فِي (طب) . مس أرنب فِي (غث) . كَمَا تتوقل الأروية فِي (وق) . والأرف تقطع فِي (فح) إربة أربتها فِي (حو) . أرز فِي (هِيَ) . الأرنبة والأرينة فِي (قل) . أرز فِي رى أرن الْكَلَام فِي (جد) .

(1/38)


الْهمزَة مَعَ الزَّاي
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي ولجوفه أزيز كأزيز الْمرجل من الْبكاء. وَهُوَ الغليان.
أزز الْمرجل عَن الْأَصْمَعِي كل قدر يُطبخ فِيهَا من حِجَارَة أَو خزف أَو حَدِيد. وَقيل إِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ إِذا نُصب فَكَأَنَّهُ أُقيم على أرجل. فِي حَدِيث كسوف الشَّمْس قَالَ فدفعنا إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ بأزز وروى يتأزر وَذكر صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه خطب وَذكر خُرُوج الدَّجَّال وَأَنه يحصر الْمُسلمين فِي بَيت الْمُقَدّس قَالَ فيؤزلون أزلا شَدِيدا. الأزز الامتلاء والتضام. وَعَن أبي الجزل الْأَعرَابِي أتيت السُّوق فَرَأَيْت النِّسَاء أززاً. قيل مَا الأزز قَالَ كأز الرمانة المختشية. يتأزز يتفعل من الأزيز وَهُوَ الغليان أَي يغلي بالقوم لكثرتهم. الْإِحْصَار الْحَبْس. يؤزلون يضيق عَلَيْهِم. يُقَال أزلت الْمَاشِيَة وَالْقَوْم حبستهم وضَّيقت عَلَيْهِم. وأزلوا قحطوا.
أزر فِي حَدِيث المبعث قَالَ لَهُ ورقة بن نَوْفَل إِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزراً. أَي قَوِيا من الأزر وَهُوَ الْقُوَّة والشدة وَمِنْه الْإِزَار لِأَن المؤتزر يشد بِهِ وَسطه ويحكيء صلبه من قَوْله ... فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْباً بإزار ...

(1/39)


وأزرت الرجل شددت عَلَيْهِ الْإِزَار. فَكَأَن المؤزر مستعار من هَذَا وَمَعْنَاهُ المشدود المقوي. قَالَ جواس ... وأيامَ صدق كلَّها قد علمْتُم ... نصرنَا ويم المَرْج نصرا مُؤَزّرا ... قَالَ للْأَنْصَار لَيْلَة الْعقبَة أُبايعكم على أَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَائِكُم وأبنائكم. فَأخذ الْبَراء بن معْرور بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لنمنعنك مِمَّا نمْنَع مِنْهُ أُزرنا. كنى عَن النِّسَاء بالأزر كَمَا كنى عَنْهُن باللباس والفرش. وَقيل أَرَادَ نُفُوسهم من قَوْله ... أَلاَ أَبْلِغ أَبَا حَفْص رَسُولا ... فدى لَك من أخي ثِقَة إِزَارِي ... وَهَذَا كَمَا قيل فِي قَول ليلى ... رَمَوْها بأَثوابٍ خفاف فلَنْ تَرَى ... لَهَا شبها إِلَّا النَّعامَ المنفَّرا ... أَرَادَت النُّفُوس. كَانَ إِذا دخل الْعشْر الْأَوَاخِر أيقظ أَهله وَشد المئزر وروى وَرفع المئزر. أَي أيقظهم للصَّلَاة وَاعْتَزل النِّسَاء فَجعل شدّ الْإِزَار كِنَايَة عَن الاعتزال كَمَا يُجعل حلّه كِنَايَة عَن ضد ذَلِك. قَالَ الأخطل ... قومٌ إِذا حاربُوا شَدُّوا مَآزرهم ... دون النساءِ وَلَو باتت بأطْهَار ... وَيجوز أَن يُرَاد تشميره لِلْعِبَادَةِ وَمن شَأْن المشمر المنكمش أَن يقلص إزَاره وَيرْفَع أَطْرَافه ويشدها. وَقد كثر هَذَا فِي كَلَامهم حَتَّى قَالَ الراجز فِي وصف حمَار وحشٍ ورد مَاء ... شَدَّ على أَمْرِ الورُودِ مِئزَرَهْ ... لَيْلاً وَمَا نَادَى أَذِينُ اَلمَدَرَهْ ... اخْتلف من كَانَ قبلنَا على ثِنْتَيْنِ وَسبعين فرقة نجا مِنْهَا ثَلَاث وَهلك سائرها فرقة

(1/40)


آزت الْمُلُوك وقاتلتهم على دين الله وَدين عِيسَى حَتَّى قُتلوا. وَفرْقَة لم تكن لَهُم طَاقَة بمؤازاة الْمُلُوك فأقاموا بَين ظهراني قَومهمْ فدعوهم إِلَى دين الله وَدين عِيسَى فَأَخَذتهم الْمُلُوك فقتلتهم وقطعتهم بالمناشير. وَفرْقَة لم تكن لَهُم طَاقَة بمؤازاة الْمُلُوك وَلَا بِأَن يقيموا بَين ظهراني قَومهمْ فيدعوهم إِلَى دين الله وَدين عِيسَى فساحوا فِي الْجبَال وترهبوا وهم الَّذين قَالَ الله تَعَالَى فيهم {ورهبانية ابتدعوها}
آزاه المؤازاة المقامة من قَوْلك هُوَ إزاء مَال أَي قَائِم بِهِ. سائرها بَاقِيهَا اسْم فَاعل من سأر إِذا بَقِي وَمِنْه السؤر. وَهَذَا مِمَّا تغلط فِيهِ الْخَاصَّة فتضعه مَوضِع الْجَمِيع. أَقَامَ فلَان بَين أظهر قومه وظهرانيهم أَي أَقَامَ بَينهم. وإقحام الْأَظْهر وَهُوَ جمع ظهر على معنى أَن إِقَامَته فيهم على سَبِيل الِاسْتِظْهَار بهم والاستناد إِلَيْهِم. وَأما ظهرانيهم فقد زيدت فِيهِ الْألف وَالنُّون على ظهر عِنْد النِّسْبَة للتَّأْكِيد كَقَوْلِهِم فِي الرجل الْعُيُون نفساني وَهُوَ نِسْبَة إِلَى النَّفس بِمَعْنى الْعين والصيدلاني والصيدناني منسوبان إِلَى الصيدل والصيدن وهما أصُول الْأَشْيَاء وجواهرها فألحقوا الْألف وَالنُّون عَن النِّسْبَة للْمُبَالَغَة وَكَأن معنى التَّثْنِيَة أَن ظهرا مِنْهُم قدامَة وَآخر وَرَاءه فَهُوَ مكنوف من جانبيه وَهَذَا أَصله ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي الْإِقَامَة بَين الْقَوْم مُطلقًا وَإِن لم يكن مكنوفا. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ قَالَ للْأَنْصَار يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة لقد نصرتم وآزرتم وآسيتم. أَي عاونتم وقوّيتم. آسيتم وافقتم وتابعتم من الأسوة وَهِي الْقدْوَة. نظرت يَوْم أُحد إِلَى حَلقَة درع قد نشبت فِي جبين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانكببت لأنزعها فأقسم عَليّ أَبُو عُبَيْدَة فأزم بهَا بثنيته فجذبها جذباً رَفِيقًا. الأزم والأرم العض. يُقَال للأسنان الأُزَّم والأُرّم.

(1/41)


عمر رَضِي الله عَنهُ سَأَلَ الْحَارِث بن كلدة مَا الدَّوَاء فَقَالَ الأَزم. هُوَ الحمية وَمِنْه الأزمة من المجاعة والإمساك عَن الطَّعَام. فأَزم الْقَوْم فِي (حف) . عَام أزبة فِي (صف) . مؤزلة فِي (صب) . أزب فِي (ول) . أزلّكُم فِي (ال) . متزر فِي (كس) . بِإِزَاءِ الْحَوْض فِي (شب) . إزر صاحبنا فِي (حش) . فأزم عَلَيْهَا فِي (هت) .
الْهمزَة مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن موت الْفُجَاءَة. فَقَالَ رَاحَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ.
أَسف أَي أَخْذَة سخط من قَوْله تَعَالَى {فَلَّما آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} وَذَلِكَ لِأَن الغضبان لَا يَخْلُو من حزن ولهف فَقيل لَهُ أَسف. ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي مَوضِع لَا مجَال للحزن فِيهِ. وَهَذِه الْإِضَافَة بِمَعْنى من كخاتم فضَّة أَلا ترى أَن اسْم السخط يَقع على أَخْذَة وُقُوع اسْم الْفضة على خَاتم. وَتَكون بِمَعْنى اللَّام نَحْو قَوْله قَول صدق ووعد حقٍ. وَمِنْه حَدِيث النَّخعِيّ رَحمَه الله إِن كَانُوا ليكرهون أَخْذَة كأخذة الأسف. إِن هَذِه هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَاللَّام للْفرق بَينهَا وَبَين إِن النافية. وَالْمعْنَى إِنَّه كَانُوا يكْرهُونَ أَي إِن الشَّأْن والْحَدِيث هَذَا.
أسى أيغلب أحدكُم أَن يصاحب صويحبة فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا فَإِذا حَال بَينه وَبَينه مَا هُوَ أولى بِهِ اسْترْجع ثمَّ قَالَ رب آسني لما أمضيت وأعني على مَا أبقيت وروى أسني مِمَّا أمضيت وروى أثبني على مَا أمضيت. التأسية التَّعْزِيَة وَهِي تحريض الْمُصَاب على الأسى والصبرا. وَالْمعْنَى امنحنى الصَّبْر لأجل من أمضيته. وَإِنَّمَا قَالَ مَا ذَهَابًا إِلَى الصّفة.

(1/42)


أُسني من الْأَوْس وَهُوَ الْعِوَض. قَالَ رؤبة ... ياقائد الْجَيْش وَزيد الْمجْلس ... أُسْنِي فقد قلّت رفَادُ الأَوْسِ ... على مَا أبقيت أَي على شكره فَحذف. استمنحه الصَّبْر على الْمَاضِي أَو الْخلف عَنهُ واستوزعه الشُّكْر على الْبَاقِي. أيغلب من غلب فلَان عَن كَذَا إِذا سلبه وَأخذ مِنْهُ. وَالْأَصْل على أَن يصاحب فحُذف وَحذف حرف الْجَرّ مَعَ أَن شَائِع كثير وَمَعْنَاهُ أتؤخذ مِنْهُ استطاعة ذَلِك حَتَّى لَا يَفْعَله. التصغير فِي الصويحب بِمَعْنى التَّقْرِيب وتلطيف الْمحل. مَعْرُوفا أَي صاحبا مرضيا تتقبله النُّفُوس فَلَا تنكره وَلَا تنفر عَنهُ. مَا هُوَ أولى بِهِ أَي أخلق بِهِ من صحبته وَهُوَ الِانْتِقَال إِلَى جوَار ربه.
أَسد كتب من مُحَمَّد رَسُول الله لعباد الله الأسديين مُلُوك عُمان وَأسد عُمان من كَانَ مِنْهُم بِالْبَحْرَيْنِ وروى الأسبذين. أهل الْعلم بِالنّسَبِ يَقُولُونَ فِي الْقَبِيلَة الَّتِي من الْيمن الَّتِي تسميها الْعَامَّة الأزد الْأسد. والأسبذون كلمة أَعْجَمِيَّة مَعْنَاهَا عَبدة الْفرس. وَكَانُوا يعْبدُونَ فرسا وَالْفرس بِالْفَارِسِيَّةِ أسب.
أسر عمر رَضِي الله عَنهُ إِن رجلا أَتَاهُ فَذكر أَن شَهَادَة الزُّور قد كثرت فِي أَرضهم فَقَالَ لَا يؤسر أحد فِي الْإِسْلَام بشهداء السوء فَإِنَّمَا لَا نقبل إِلَّا الْعُدُول. أَي لَا يُسجن وَفسّر قَوْله تَعَالَى {ويتيما وأسيرا} بالمسجون.
أسل عَليّ رَضِي الله عَنهُ لَا قَود إِلَّا بالأسل. هُوَ كل حَدِيد رهيف من سنانم وَسيف وسكين. والأسل فِي الأَصْل الشوك الطَّوِيل فَشبه بِهِ والمؤسل المحدد. قَالَ مُزَاحم

(1/43)


.. تبارى سديساها إِذا مَا تلجمت ... شباً مِثْل إبْزِيم السِّلاَحِ المُؤَسَّلِ ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت حِين أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر أَن
أَسف يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ إِن أَبَا بكر رجل أسيف وَمَتى يقم مقامك لَا يقدر على الْقِرَاءَة. هُوَ السَّرِيع الْحزن والبكاء فعيل بِمَعْنى فَاعل من أَسف كحزين من حزن يُقَال أسُوف أَيْضا. خَالِد الربعِي رَحمَه الله إِن رجلا من عباد بني إِسْرَائِيل أذْنب ذَنبا ثمَّ تَابَ فثقب ترقوته فَجعل فِيهَا سلسلة ثمَّ أوثقها إِلَى آسِيَة من أوسى الْمَسْجِد. هِيَ السارية النَّابِغَة
أسى ... فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ غَيْرَ مُذَمَّمٍ ... أوَاسِيَ ملك أثبتتها الْأَوَائِل ... سميت آسِيَة لِأَنَّهَا تصلح السّقف وتقيمه بعمدها إِيَّاه من أسوت بَين الْقَوْم إِذا أصلحت بَينهم. ثَابت الْبنانِيّ رَحمَه الله كَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام إِذا ذكر عِقَاب الله تخلعت أوصاله
أسر فَلَا يشدها إِلَّا الْأسر. أَي العصب. إِن خرج أَسد فِي (غث) . ذَا الْأسد فِي بج. فأسن فِي خش. يأسن فِي نه. إسافا فِي ري. الأسامات فِي حو. هَذِه الأواسي فِي قل. والأسفاء فِي عس. وآسيتم فِي أز.
الْهمزَة مَعَ الشين

أشب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي سفر فَرفع بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوته {يَا أَيهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيٌء عَظِيم} فتأشب أَصْحَابه حوله وأبلسوا حَتَّى مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ.

(1/44)


أَي التفوا عَلَيْهِ من أشب الشّجر وَهُوَ التفافه. وَمِنْه حَدِيثه إِن ابْن أم مَكْتُوم قَالَ لَهُ إِنِّي رجل ضَرِير وبيني وَبَيْنك أشبٌ فرخّص لي فِي الْعشَاء وَالْفَجْر. قَالَ هَل تسمع النداء قَالَ نعم فَلم يرخص لَهُ. أَرَادَ التفاف النّخل. أبلسوا سكنوا وَمِنْه النَّاقة المبلاس وَهِي الَّتِي لَا ترغو من شدَّة الضبعة وَإِنَّمَا قيل لليائس عَن الشَّيْء مبلس لِأَن نَفسه لَا تحدثه بِعقد الرَّجَاء بِهِ. حكى عَن الزّجاج أوضح بِمَعْنى وضح وَيُقَال للمُقبل من أَيْن أوضحت أَي من أَيْن طلعت. وَالْمعْنَى مَا طلعوا بِضَاحِكَةٍ وَهِي وَاحِدَة الضواحك من الْأَسْنَان أَي مَا أطلعوا ضاحكة والضاحك أشيع. كَانَ إِذا رأى من أَصْحَابه بعض الأشاش مِمَّا يَعِظهُمْ.
أشش همزته مبدلة من هَاء الهشاس كَمَا قيل فِي ماهٍ مَاء. وتلحقه التَّاء كَمَا يُقَال الهشاشة. مَا فِي مِمَّا يَعِظهُمْ مَصْدَرِيَّة وَقبلهَا مُضَاف مَحْذُوف أَي كَانَ من أهل موعظتهم إِذا رَآهُمْ نشيطين لَهَا وَيجوز أَن تكون مَوْصُولَة مقَام من إِرَادَة لِمَعْنى الوصفية. الأشاء تين فِي بر. مؤتشب دي. وتأشبوا فِي صو.
الْهمزَة مَعَ الصَّاد
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ عمر يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن هَذَا السُّلْطَان الَّذِي ذلت لَهُ الرّقاب وخضعت لَهُ الأجساد مَا هُوَ
أصر قَالَ ظلّ الله فِي الأَرْض فَإِذا أحسن فَلهُ الْأجر وَعَلَيْكُم الشُّكْر وَإِذا أَسَاءَ فَعَلَيهِ الإصر وَعَلَيْكُم الصَّبْر هُوَ الثّقل الَّذِي يأصر حامله أَي يحْبسهُ فِي مَكَانَهُ لفرط ثقله وَالْمرَاد الْوزر الْعَظِيم. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر من حلف على يَمِين فِيهَا إصر فَلَا كَفَّارَة لَهَا. قيل هُوَ أَن يحلف بِطَلَاق أَو عتاق أَو مشي أَو نذر. وكل وَاحِد من هَذِه فِيهِ ثقل فادح على الْحَالِف لِأَنَّهُ لَا يتفصى عَنهُ بكفارة كَمَا يتفصى بهَا عَن الْقسم بِاللَّه تَعَالَى. وَإِنَّمَا قيل للْعهد إصر لِأَنَّهُ شَيْء أُصر أَي عقد.

(1/45)


مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ بلغه أَن صَاحب الرّوم يُرِيد أَن يَغْزُو بِلَاد الشَّام أَيَّام فتْنَة صفّين فَكتب إِلَيْهِ يحلف بِاللَّه لَئِن تممت على مَا بَلغنِي من عزمك الأضالحن صَاحِبي ولأكونن مقدمته إِلَيْك فلأجعلن الْقُسْطَنْطِينِيَّة البخراء حممة سَوْدَاء ولأنتزعنك من الْملك انتزاع الإصطفلينة ولأردنك إريسا من الأرارسة ترعى الدوابل.
إصطفل الجزرة شامية وَالْجمع بِحَذْف التَّاء. وَمِنْه حَدِيث الْقَاسِم بن مخيمرة رَحمَه الله تَعَالَى إِن الْوَالِي لينحت أَقَاربه أَمَانَته كَمَا تنحت الْقدوم الإصطفلينة حَتَّى تخلص إِلَى قَلبهَا. مرّ الإريس فِي أر. الدوابل دوبل وَهُوَ الْخِنْزِير وَقيل الجحش. تمّ على الْأَمر إِذا اسْتمرّ عَلَيْهِ وتمة كَمَا يُقَال مضى على مَا عزم إِذا أَمْضَاهُ. اللَّام فِي لَئِن هِيَ الموطئة للقسم وَقد لف الْقسم وَالشّرط ثمَّ جَاءَ بقوله لأصالحن فَوَقع جَوَابا للقسم وَجَزَاء للشّرط دفْعَة. الْمُقدمَة الْجَمَاعَة الَّتِي تتقدم الْجَيْش من قدَّم بِمَعْنى تقدَّم وَقد استعيرت لأوّل كل شَيْء فَقيل مِنْهُ مُقَدّمَة الْكتاب ومقدمة الْكَلَام وَفتح الدَّال خلف. أصلة فِي زه. بالأصطبة فِي عل. الإصر فِي وص.
الْهمزَة مَعَ الضَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ جِبْرِيل وَهُوَ عِنْد أضاة بني غفار فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يَأْمُرك أَن تقرىء أمتك على سَبْعَة أحرف.
أضا هِيَ الغدير. الأحرف الْوُجُوه والأنحاء الَّتِي ينحوها الْقُرَّاء يُقَال فِي حرف ابْن مَسْعُود كَذَا أَي فِي وَجهه الَّذِي ينحرف إِلَيْهِ من وُجُوه الْقِرَاءَة. وَمِنْه حَدِيثه الآخر نزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف كلهَا كافٍ شافٍ فاقرءوا كَمَا علمْتُم.

(1/46)


الْهمزَة مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الْمَظَالِم الَّتِي وَقعت فِيهَا بَنو إِسْرَائِيل والمعاصي فَقَالَ لَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأْخُذُوا على يَدي الظَّالِم وتأطروه على الْحق أطرا.
أطر الأطر الْعَطف وَمِنْه إطار المنخل. قَالَ طرفَة ... كأنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفَانِها ... وَأَطْرَ قِسيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ ... حَتَّى مُتَعَلقَة بِلَا كَأَن قَائِلا قَالَ لَهُ عِنْد ذكره مظالم بني إِسْرَائِيل هَل نعذر فِي تخلية الظَّالِمين وشأنهم فَقَالَ لَا حَتَّى تَأْخُذُوا. أَي لَا تعذرون حَتَّى تجبروا الظَّالِم على الإذعان للحق وَإِعْطَاء النصفة للمظلوم وَالْيَمِين مُعْتَرضَة بَين لَا وَحَتَّى وَلَيْسَت لَا هَذِه بِتِلْكَ الَّتِي يَجِيء بهَا الْمقسم تَأْكِيدًا لقسمه. لما خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أحد جعل نِسَاءَهُ فِي أَطَم قَالَت صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب فأطلّ علينا يَهُودِيّ فَقُمْت فَضربت رَأسه بِالسَّيْفِ ثمَّ رميت بِهِ عَلَيْهِم فتقضقضوا وَقَالُوا قد علمنَا أَن مُحَمَّدًا لم يتْرك أَهله خلوفا.
أَطَم أطل الأطم الْحصن. وَمِنْه حَدِيثه إِنَّه انْطلق فِي رَهْط من أَصْحَابه قبل ابْن صياد فَوَجَدَهُ يلْعَب مَعَ الصّبيان عَن أَطَم بني مغالة وَقد قَارب ابْن صياد يَوْمئِذٍ الْحلم فَلم يشْعر حَتَّى ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظَهره بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله فَنظر إِلَيْهِ ابْن صياد فَقَالَ أشهد أَنَّك رَسُول الْأُمِّيين ثمَّ قَالَ ابْن صياد لَهُ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله فرصَّه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ آمَنت بِاللَّه وَرَسُوله. وَمِنْه حَدِيث بلاب إِنَّه كَانَ يُؤذن على أَطَم فِي دَار حَفْصَة يرقى على ظلفات أقتاب مغرزة فِي الْجِدَار. أطل أشرف وَحَقِيقَته أوفى بطلله وَهُوَ شخصه وَأما أظلهُ فَمَعْنَاه ألْقى عَلَيْهِ ظله يُقَال أظلتهم السحابة والشجرة. ثمَّ اتُّسِع فِيهِ فَقيل أظلهُ أَمر وأظلنا شهر كَذَا وَالْفرق بَينهمَا أَن أظلض مُتَعَدٍّ بِنَفسِهِ وأطل يعدى بتلى.

(1/47)


تقضقضوا تفَرقُوا وَهُوَ من معنى القضّ لَا من لَفظه. خلوفا أَي خالين من حامٍ. يُقَال الْقَوْم خلوف إِذا غَابُوا عَن أَهْليهمْ لرعي وَسقي كَأَنَّهُ جمع خَالف وَهُوَ المستقي. وَيُقَال لمن تركُوا من الأهالي خلوف أَيْضا لأَنهم خلفوهم فِي الديار أَي بقوا بعدهمْ. رصه ضغطه وَضم بعضه إِلَى بعض. الظلفات الخشبات الْأَرْبَع الَّتِي تقع على جَنْبي الْبَعِير. أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن سِيرِين كنت مَعَه فِي يَوْم مطير حَتَّى إِذا كُنَّا بأطط وَالْأَرْض فضفاض صلى بِنَا على حمَار صَلَاة الْعَصْر يومىء بِرَأْسِهِ إِيمَاء
أطط وَيجْعَل السُّجُود أَخفض من الرُّكُوع. هُوَ مَوضِع بَين الْبَصْرَة والكوفة. فضفاض من قَوْلهم الْحَوْض ملآن يتفضفض أَي يفِيض من نواحيه امتلاء أَرَادَ كَثْرَة الْمَطَر وَإِنَّمَا ذكره لِأَنَّهُ أَرَادَ وَاد أَو أبطح فضفاض أَو تَأَول الأَرْض بِالْمَكَانِ كَقَوْلِه ... وَلَا أرضَ أَبْقَلَ إبْقَالها ... وَقد سهل أمره أَنه وَإِن كَانَ صفة فَلَيْسَ لَهُ فعل كأسماء الفاعلين وَالصِّفَات المشبهة فَضرب لَهُ هَذَا سَهْما فِي شبه الْأَسْمَاء الجامدة. مطير فعيل بِمَعْنى فَاعل لقَولهم لَيْلَة مطيرة كَأَنَّهُ مطر فَهُوَ مطير كَقَوْلِهِم رفيع وفقير من رفع وفقر الْمَتْرُوك اسْتِعْمَالهَا. عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله سُئِلَ عَن السنّة فِي قصّ الشَّارِب فَقَالَ أَن تقصه حَتَّى يَبْدُو الإطار.
أطر هُوَ حرف الشّفة الْمُحِيط بهَا.

(1/48)


فِي الحَدِيث أطَّت السَّمَاء وَحقّ لَهَا أَن تئط فَمَا فِيهَا مَوضِع شبر إِلَّا وَفِيه ملك قَائِم أَو رَاكِع أَو ساجد.
أط الأطيط الحنين والنقيض وَالْمعْنَى أَن كَثْرَة مَا فِيهَا من الْمَلَائِكَة أثقلتها حَتَّى أنقضتها وَهَذَا مثلٌ وإيذان بِكَثْرَة الْمَلَائِكَة وَإِن لم يكن ثمَّة أطيط. أهل أطيط فِي غث. فأطره فِي وط. وأتطى الْعشَاء فِي وط.
الْهمزَة مَعَ الْفَاء
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لبشير ابْن الخصاصية مِمَّن أَنْت قَالَ من ربيعَة. قَالَ أَنْتُم تَزْعُمُونَ لَوْلَا ربيعَة لائتفكت الأَرْض بِمن عَلَيْهَا.
أفك أَي لانقلبت بِأَهْلِهَا من أفكه فائتفك. وَمِنْه الْإِفْك وَهُوَ الْكَذِب لِأَنَّهُ مقلوب عَن وَجهه وَالْمعْنَى لولاهم لهلك النَّاس تَزْعُمُونَ بِمَعْنى تَقولُونَ ومفعولها الْجُمْلَة بأسرها. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ نعم الْفَارِس عُوَيْمِر غير أفة.
أفف أَي غير جبان وَهُوَ من قَوْلهم أُفٍّ لَهُ أَي نَتنًا ودفرا يَقُوله المتضجر من الشَّيْء فَكَأَن أَصله غير ذِي أفةٍ أَي غير متأفف من الْقِتَال. وَقَوْلهمْ للجبان يأفوف من هَذَا أَيْضا وَغير خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ غير أُفّة. وَأما حَدِيث فَألْقى طرف ثَوْبه على أَنفه ثمَّ قَالَ أُفّ أفّ فَهُوَ اسْم للْفِعْل الَّذِي هُوَ أتضجر أَو أتكره مَبْنِيّ على الْكسر. الْأَحْنَف رَضِي الله عَنهُ خرجنَا حجاجاً فمررنا بِالْمَدِينَةِ أَيَّام قتل عُثْمَان فَقلت لصاحبي قد أفد الحجُّ وَإِنِّي لَا أرى النَّاس إِلَّا قد نشبوا فِي قتل عُثْمَان وَلَا أَرَاهُم إِلَّا قاتليه. أفد حَان وقته. قَالَ النَّابِغَة ... أفد ... أَفِد الترحُّل غيرَ أنّ رِكابنا ... لمَّا تَزُل برحالنا وكأنْ قَدِ ...

(1/49)


نشبوا أَي وَقَعُوا فِيهِ وقوعا لَا منزع لَهُم عَنهُ. أَفَاق فِي بج. والأفن فِي سأ. الْمُؤْتَفِكَات فِي رس. أَفيقة فِي دب. أفِيق فِي سف.
الْهمزَة مَعَ الْقَاف

أقط فِي ثو. أقطا أم تَمرا فِي شع.
الْهمزَة مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعض بني عذرة أَتَيْته بتبوك فَأخْرج إِلَيْنَا ثَلَاث أكل من وطيئة.
أكل جمع أَكلَة وقِي القرص. لوطيئة القعيدة. وَهِي الغرارة الَّتِي يكون فِيهَا الكعك القديد سميت بذلك لِأَنَّهَا لَا تفارق الْمُسَافِر فَكَأَنَّهَا تواطئه وتقاعده. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا زَالَت أَكلَة خبر تعادنى فَهَذَا أَوَان قطعت أبهرى. الْمُعَادَة معاودة الوجع لوقت مَعْلُوم. وحقيقتها أَنه كَانَ يُحَاسب صَاحبه أَيَّام الْإِفَاقَة فَإِذا تمّ الْعدَد أَصَابَهُ وَالْمرَاد عادَّته أُكلة خَيْبَر فَحذف. الْأَبْهَر عرق مستبطن فِي الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع مَاتَ صَاحبه. قَالَ ... وللْفُؤَادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِهِ ... لَدْمَ الغُلامِ وَرَاءَ الغَيْبِ بِالْحجرِ ...

(1/50)


وان يجوز فِيهِ الْبناء على الْفَتْح كَقَوْلِه ... على حِين عتبت المشيبعلى الصا ... . نهى عَن المؤاكلة. هِيَ أَن يتحف الرجل غَرِيمه فيسكت عَن مُطَالبَته لِأَن هَذَا يَأْكُل المَال وَذَلِكَ يَأْكُل التُّحْفَة فهما يتآكلان. أُمرت بقرية تَأْكُل الْقرى يَقُول يثرب. أَي يفتح أَهلهَا الْقرى ويغنمون أموالها فَجعل ذَلِك أكلا مِنْهَا للقرى على سَبِيل التَّمْثِيل وَيجوز أَن يكون هَذَا تَفْضِيلًا لَهَا على الْقرى كَقَوْلِهِم هَذَا حَدِيث يَأْكُل الْأَحَادِيث. وَأسْندَ تَسْمِيَتهَا يثرب إِلَى النَّاس تحاشيا من معنى التثريب. وَكَانَ يسميها طيبَة وطابة. يَقُولُونَ صفة للقرية والراجع مِنْهُ إِلَيْهَا مَحْذُوف وَالْأَصْل يَقُولُونَ لَهَا. عمر رَضِي الله عَنهُ الله ليضربن أحدكُم أَخَاهُ بِمثل آكِلَة اللَّحْم ثمَّ يرى أَنِّي لَا أُقيده مِنْهُ وَالله لاقيدنه مِنْهُ. قيل هِيَ السكين وأكلها اللَّحْم قطعهَا لَهُ وَمثلهَا الْعَصَا المحددة أَو غَيرهَا. وَقيل هِيَ النَّار وَمثلهَا السِّيَاط لإحراقها الْجلد. الله أَصله أَبَا الله فأضمر الْبَاء وَلَا تُضمر فِي الْغَالِب إِلَّا مَعَ الِاسْتِفْهَام. يرى يظنّ. فِي الحَدِيث لعن آكل الرِّبَا ومؤكله. أَي معطيه. لَا تشْربُوا إِلَّا من ذِي إكاء.
إكأ أَي من سقاء لَهُ إكاء وَهُوَ الوكاء. الأكولة فِي غذ. الأُكرة فِي زق. المأكمة فِي زو. أكلهَا فِي زف.

(1/51)


أَكلَة أَو أكلتين فِي (شف) . مَأْكُول فِي (هَب) .
الْهمزَة مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عجب ربكُم من أَلِّكُم وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَة إجَابَته إيَّاكُمْ. وروى من أزلّكُم.
أل الألّ والأَلَل والأَليل الأنين وَرفع الصَّوْت بالبكاء. وَالْمعْنَى أَن إفراطكم فِي الجؤار والنحيب فعل القانطين من رَحْمَة الله ومستغرب مَعَ مَا ترَوْنَ من آثَار الرأفة عَلَيْكُم ووشك الاستجابة لأدعيتكم. وَالْأَزَلُ شدَّة الْيَأْس. ويل للمتألين من أمتِي. قيل هم الَّذين يحلفُونَ بِاللَّه متحكمين عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ وَالله إِن فلَانا فِي الْجنَّة وَإِن فلَانا فِي النَّار. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود إِن أَبَا جهل قَالَ لَهُ يَابْنَ مَسْعُود لأَقْتُلَنك. فَقَالَ من يتأل على الله يكذِّبه. وَالله لقد رَأَيْت فِي النّوم أَنِّي أخذت حدجة حنظل فَوَضَعتهَا بَين كتفيك ورأيتني أضْرب كتفيك بنعل لَئِن صدقت الرُّؤْيَا لَأَطَأَن على رقبتك ولأذبحنك ذبح الشَّاة. لأَقْتُلَنك جَوَاب قسم مَحْذُوف مَعْنَاهُ وَالله لأَقْتُلَنك وَلِهَذَا قَالَ من يتأل على الله يكذّبه أَي من يقسم بِهِ متحكما عَلَيْهِ لم يصدّقه الله فِيمَا تحكم بِهِ عَلَيْهِ فخّيب مأموله. الحدجة مَا صلب وَاشْتَدَّ وَلما يستحكم إِدْرَاكه من الحنظل أَو الْبِطِّيخ. إِن النَّاس كَانُوا علينا ألبا وَاحِدًا.
ألب فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَن يكون مصدرا من ألب إِلَيْنَا المَال إِذا اجْتمع أَو من ألبناه نَحن إِذا جمعناه أَي اجتماعا وَاحِدًا أَو جمعا وَاحِدًا. وانتصابه إِمَّا على أَنه خبر كَانَ على

(1/52)


معنى ذَوي اجْتِمَاع أَو ذَوي جمع وَإِمَّا على أَنه مصدر ألبو االدال عَلَيْهِ كَانُوا علينا لِأَن كَونهم عَلَيْهِم فِي معنى التألب عَلَيْهِم والتعاون على مناصبتهم. وَالثَّانِي أَن يكون مَعْنَاهُ يدا وَاحِدَة من الإلب وَهُوَ الفتر. قَالَ حسان ... والنَّاسُ إلْب علينا فِيك لَيْسَ لنَا ... إِلَّا السُّيوف وأَطْرَاف القَنَا وَزَرُ ... تفل فِي عين عَليّ ومسحها بألية إبهامه. هِيَ اللحمة الَّتِي فِي أَصْلهَا كالضرة فِي أصل الْخِنْصر. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَهُ رجل اتَّقِ الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. فَسَمعَهَا رجل فَقَالَ أتألت على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ دَعه فَلَنْ يزَالُوا بِخَير مَا قالوها لنا.
ألت يُقَال ألته يَمِينا إِذا أحلفه وَتقول الْعَرَب ألتك بِاللَّه كَمَا فعلت. وَإِذا لم يعطك حَقك فقّيده بالألت. وَهُوَ من ألته حقّه إِذا نَقصه لِأَن من أحلفك فَهُوَ بِمَنْزِلَة من أَخذ مِنْك شَيْئا ونقصك إِيَّاه. وَلما كَانَ من شَأْن المحلف الجسارة على المحرج إِلَى الْيَمين والتشنيع عَلَيْهِ قَالَ أتألت على أَمِير الْمُؤمنِينَ بِمَعْنى أتجسر وتشنّع عَلَيْهِ فعل الآلت وَالضَّمِير فِي فَسَمعَهَا وقالوها للمقالة الَّتِي هِيَ اتَّقِ الله.
ألف ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لقد علمت قُرَيْش أَن أول من اخذ لَهَا الإيلاف وَأَجَازَ لَهَا العيرات لهاشم. الإيلاف الْحَبل أَي الْعَهْد الَّذِي أَخذه هَاشم بن عبد منَاف من قَيْصر وأشراف أَحيَاء الْعَرَب لِقَوْمِهِ بألا يتَعَرَّض لَهُم فِي مجتازاتهم ومسالكهم فِي رحلتهم. وَهُوَ مصدر من آلفة بِمَعْنى ألفة لِأَن فِي الْعَهْد ألفة واجتماع كلمة وَيُقَال لَهُ أَيْضا إلْف وإلاف. قَالَ ... زَعَمْتم أنّ إخْوَتَكم قُرَيْشٌ ... لهمْ إلْف وَلَيْسَ تكم إلاَفُ ... العيرات جمع عير. قَالَ الْكُمَيْت

(1/53)


.. عيرات الفعال والحسب العو ... دإليهم مَحْطُوطةُ الاعْكَامِ ... قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَجمعُوا فِيهَا على لُغَة هُذَيْل يَعْنِي تَحْرِيك الْيَاء فِي مثل قَوْله ... أَخُو بَيَضَاتٍ رائحٌ مُتَأَوِّبُ ... . وَكَانَ الْقيَاس التسكين وَأَن يُقَال عيرات كَمَا يُقَال بيضات. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يقوم لَهُ الرجل من إليته وروى من لية نَفسه وروى من ليته فَمَا يجلس فِي مَجْلِسه لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقيمن أحدكُم أَخَاهُ فيجلس فِي مَكَانَهُ.
أَلا لى الإلية واللية كلتاهما فعلة من ولى فقلبت الْوَاو همزَة أَو حذفت. وَالْمعْنَى كَانَ يَلِي الْقيام طيبَة بِهِ نَفسه من غير أَن يغصب عَلَيْهِ وَيجْبر على الانزعاج من مَجْلِسه. وَأما اللية فالأقرباء الأدنون من الليّ لِأَن الرِّجَال ينتطق بهم فَكَأَنَّهُ يلويهم على نَفسه. وَمَعْنَاهُ كَانَ يقوم لَهُ الرجل الْوَاحِد من أَقَاربه. وَيُقَال فِي الْأَقَارِب أَيْضا لية بِالتَّخْفِيفِ من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ذكر الْبَصْرَة فَقَالَ أما إِنَّه لَا يخرج أَهلهَا مِنْهَا إِلَّا الألبة. هِيَ الْجَمَاعَة من التألب وَهُوَ التجمع لأَنهم فِي الْقَحْط يخرجُون جمَاعَة إِلَى الأمتيار. الْبَراء رَضِي الله عَنهُ السُّجُود على أليتي الكفِّ. أَرَادَ ألية الْإِبْهَام وضرة الْخِنْصر فغلَّب كَقَوْلِهِم الْعمرَان والقمران.

(1/54)


وهيب رَضِي الله عَنهُ إِذا وَقع العَبْد فِي ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين ورهبانية الْأَبْرَار لم يجد أحدا يَأْخُذ بِقَلْبِه وَلَا تلْحقهُ عينه.
أَله هَذِه نِسْبَة إِلَى اسْم الله تَعَالَى إِلَّا أَنه وَقع فِيهَا تَغْيِير من تغييرات النّسَب واقتضاب صِيغَة ونظيرها الرجولية فِي النِّسْبَة إِلَى الرجل قِيَاس إلهية ورُجليه كالمهيمنية والرهبانية فِي النِّسْبَة إِلَى الْمُهَيْمِن والرهبان والرهبان وَهُوَ الراهب فعلان من رهب كغضبان من غضب. والمهيمن أَصله مؤيمن مفيعل من الْأَمَانَة. وَالْمرَاد الصِّفَات الإلهية والمعاني المهيمنية والرهبانية أَي إِذا علق العَبْد أفكاره بهَا وَصرف وهمه إِلَيْهِ أبْغض النَّاس حَتَّى لَا يمِيل قلبه إِلَى أحد وَلَا يطمح طرفه نَحوه. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك من الألس والألق وَالْكبر والسخيمة.
ألس الألس اخْتِلَاط الْعقل قَالَ المتلمس ... إِنِّي إِذن لضعيفُ الرَّأْي مَأْلُوس ... وَقيل الْخِيَانَة قَالَ الْأَعْشَى ... هم السّمن بالسنوت لَا ألس فيهم ...
ألق الألق الْجُنُون ألقَ فَهُوَ مأْلوق. وَقيل الْكَذِب أَلقَ يأْلِق فَهُوَ آلِق إِذا انبسط لِسَانه بِالْكَذِبِ. السخيمة الحقد. أل الله الأَرْض فِي هض. وَهُوَ إِلَيْك فِي خش. اللَّهُمَّ إِلَيْك فِي ور. تؤلتوا أَعمالكُم فِي حب. وَفِي الأل فِي غث. وَلم يخرج من أل فِي نق. المآلي فِي أَب. آل وألى فِي أَو. لم آله فِي ثمَّ. إِيلَاء فِي حد. الألوة فِي لَو. علمي إِلَى علمه فِي قر.

(1/55)


الْهمزَة مَعَ الْمِيم
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى أوحى إِلَى شعيا أَنِّي أبْعث أعمى فِي عُمْيَان وأميًّا فِي أُمِّيين أُنزل عَلَيْهِ السكينَة وأُؤيده بالحكمة لَو يمر إِلَى جنب السراج لم يطفئه وَلَو يمر على الْقصب الرَّعراع لم يُسمع صَوته.
أم نسب الأُمي إِلَى أمة الْعَرَب حِين كَانُوا لَا يُحسنون الخطّ ويخطّ غَيرهم من سَائِر الْأُمَم ثمَّ بَقِي الِاسْم وَإِن استفادوه بعد. وَقيل نسب إِلَى الْأُم أَي هُوَ كَمَا وَلدته أمه. السكينَة الْوَقار والطمأنينة. فعيلة من سكن كالغفيرة من غفر وَقيل لآيَة بني إِسْرَائِيل سكينَة لسكونهم إِلَيْهَا. الرَّعراع الطَّوِيل المهتز من ترعرع الصَّبِي وهوتحركه وإيفاعه وَمن ترعرع السراب وَهُوَ اضطرابه. وصف بِأَنَّهُ بلغ من توقره وَسُكُون طَائِره أَنه لَا يطفىء السراج مروره بِهِ ملاصقا لَهُ وَلَا يُحَرك الْقصب الطَّوِيل الَّذِي يكَاد يَتَحَرَّك بِنَفسِهِ حَتَّى يسمع صَوت تحركه.
أُمَم كَانَ يحب بِلَالًا ويمازحه فَرَآهُ يَوْمًا وَقد خرج بَطْنه فَقَالَ أم حُبين. هِيَ عظاية لَهَا بطن بارز من الحبن وعو عظم الْبَطن.
أَمر إِن أَمِيري من الْمَلَائِكَة جِبْرِيل. هُوَ فعيل من المؤامرة وَهِي الْمُشَاورَة قَالَ زُهَيْر ... وَقَالَ أَمِيري هَل ترى رأْيَ مَا نَرَى ... أَنختله عَن نَفسه أَن نصاوله ... وَمثله العشير والنزيل بِمَعْنى المعاشر والمنازل وَهُوَ من الْأَمر لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يباث صَاحبه أمره أَو يصدر عَن رَأْيه وَمَا يَأْمر بِهِ. وَالْمرَاد ولضي وصاحبي الَّذِي أفزع إِلَيْهِ. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لَا يكونن أحدكُم إمّعة. قيل وَمَا الإمعة قَالَ الَّذِي يَقُول أَنا مَعَ النَّاس.

(1/56)


وَعنهُ اغْدُ عَالما أَو متعلماً وَلَا تغد إمعة. وَعنهُ كُنَّا نعدُّ الإمعة فِي الْجَاهِلِيَّة الَّذِي يتبع النَّاس إِلَى الطَّعَام من غير أَن يُدعى وَإِن الإمعة فِيكُم الْيَوْم المُحقب النَّاس دينه.
أمع الإمعة الَّذِي يتبع كلَّ ناعقٍ وَيَقُول لكل أحد أَنا مَعَك لِأَنَّهُ لَا رَأْي لَهُ يرجع إِلَيْهِ. ووزنه فعلة كذمة وَلَا يجوز الحكم عَلَيْهِ بِزِيَادَة الْهمزَة لِأَنَّهُ لَيست فِي الصِّفَات إِفعلة وَهِي فِي الْأَسْمَاء أَيْضا قَليلَة. المُحقب المردف من الحقيبة وَهِي كل مَا يَجعله الرَّاكِب خلف رَحْله. وَمَعْنَاهُ المقلّد الَّذِي جعل دينه تَابعا لدين غَيره بِلَا روية وَلَا تَحْصِيل برهَان. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ مَا منا إِلَّا رجل بِهِ آمة يبجسها الظفر.
أُمَم هِيَ الشَّجَّة الَّتِي تبلغ أم الرَّأْس والمأمومة مثلهَا. يُقَال أممت الرجل بالعصا إِذا ضربت أم رَأسه وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجمع الدِّمَاغ كَقَوْلِك رأسته وصدرته وظهرته إِذا ضربت مِنْهُ هَذِه الْمَوَاضِع فالآم الضَّارِب المأمومة أم الرَّأْس. وَإِنَّمَا قيل للشجة آمة ومأمومة بِمَعْنى ذَات أم كَقَوْلِهِم راضية وسيل مفعم. وَفِي الحَدِيث فِي الآمة ثلث الدِّيَة وَرُوِيَ فِي المأمومة. يبجسها يفجرها. أَرَادَ لَيْسَ منا أحد إِلَّا بِهِ عيب فَاحش. وَضرب الشَّجَّة الممتلئة من الْقَيْح الْبَالِغَة من النضج غَايَته الَّتِي لَا يعجز عَنْهَا الظفر فَيحْتَاج إِلَى بطها بالمبضع مثلا لذَلِك.
أمت الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ إِن الله حرم الْخمر فَلَا أمت فِيهَا. أَي لَا نقص فِي تَحْرِيمهَا. يَعْنِي أَنه تَحْرِيم بليغ من قَوْلهم مَلأ قزداته حَتَّى لَا أمت فِيهَا أَو لَا شكّ

(1/57)


من قَوْلهم بَيْننَا وَبَين المَاء ثَلَاثَة أَمْيَال على الأمت أَي على الحزر وَالتَّقْدِير لِأَن الحزر ظن وَشك. أَو لَا لين هوادة من قَوْلهم سَار سيراً لَا أمت فِيهِ. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لَا يزَال أَمر هَذِه الْأمة مؤامًّا مَا لم ينْظرُوا فِي الْولدَان وَالْقدر. المؤامّ المقارب مفاعل من الأمِّ وَهُوَ الْقَصْد لِأَن الْوسط مشارف للتناهي مقارب لَهُ قَاصد نَحوه قَوْلهم شىء قصد والاقتصاد يشْهد لذَلِك. ومؤامّ هَهُنَا تَقْدِيره مفاعل بِالْفَتْح لِأَن مَعْنَاهُ مقاربا بهَا. الْبَاء للتعدية. الْولدَان أَطْفَال الْمُشْركين أَرَادَ مَا لم يتنازعوا الْكَلَام فيهم وَفِي الْقدر. الزُّهْرِيّ رَحمَه الله من امتحن فِي حد فأَمه ثمَّ تبرَّأ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَة وَإِن عُوقب فأَمه فَلَيْسَ عَلَيْهِ حدٌّ إِلَّا أَن يأمه من غير عُقُوبَة.
أمه الأمه النِّسيان. وَفِي قِرَاءَة ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وادَّكر بعد أَمه. وَلما كَانَ فِي نِسْيَان الشَّيْء تَركه وإغفاله وَلِهَذَا فسر قَوْله تَعَالَى {فَنَسِيتُها} بِالتّرْكِ قَالَ فأَمِه أَي ترك مَا كَانَ عَلَيْهِ من الترؤ والجحود ترك النَّاسِي لَهُ وَمَعْنَاهُ يؤول إِلَى الِاعْتِرَاف.
أمد الْحجَّاج قَالَ لِلْحسنِ مَا أمدك يَا حسن قَالَ سنتَانِ من خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ. فَقَالَ وَالله لعينك أكبر من أمدك. أَرَادَ بالأمد مبلغ سنه والغاية الَّتِي ارْتقى عَلَيْهَا عدد سنة قَالَ الطرماح ... كل حَيّ مُسْتَكْمل عدَّة الْعُمر ومُودٍ إِذا انْقَضَى أَمَدُه. ...

(1/58)


سنتَانِ أَي صدر ذَلِك وأوله سنتَانِ فَحذف الْمُبْتَدَأ لِأَنَّهُ مَفْهُوم. وَمَعْنَاهُ ولدت وَقد بقيت سنتَانِ من خلَافَة عمر. فِي الحَدِيث كَانُوا يتأممون شرار ثمارهم فِي الصَّدَقَة.
أُمَم أَي يقصدون وَفِي قِرَاءَة عبد الله لَا تأممؤالخبيث. إِن آدم لما زيّنت لَهُ حَوَّاء الْأكل من الشَّجَرَة فَأكل مِنْهَا فعاقبه الله قَالَ من يطع إمرة لَا يَأْكُل ثَمَرَة.
أَمر هِيَ تَأْنِيث الإمَّر وَهُوَ الأحمق الضَّعِيف الرَّأْي الَّذِي يَقُول لغيره مرني بِأَمْرك. وَالْمعْنَى من عمل على مشورة امْرَأَة حمقاء حُرم الْخَيْر. وَيجوز أَن تكون الإمرة وَهِي الْأُنْثَى من أَوْلَاد الضَّأْن كِنَايَة عَن الْمَرْأَة كَمَا يكنون عَنْهَا بِالشَّاة. الْأَمَانَة غنى.
أَمن أَي من شُهر بهَا كثر معاملوه فاستغنى. مأمورة فِي سك. الإماق فِي صب. ويؤتمن الخائن فِي تح. تقع الأمنة فِي هر. لَا يأتمر رشدا فِي هِيَ. بإمرة فِي ضرّ. يَوْم أمار فِي حص. فِي تامورته فِي حب. أم الْقرى فِي بك. وَأمر الْعَامَّة فِي خص. أمة فِي رب. أَمِير أَو مَأْمُور فِي قصّ. وأميناً فِي خي.
الْهمزَة مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن رجلا جَاءَ يَوْم الْجُمُعَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(1/59)


يخْطب فَجعل يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى صلى مَعَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا فرغ من صلَاته قَالَ أما جمَّعت يَا فلَان فَقَالَ يَا رَسُول الله أما رَأَيْتنِي جمعت مَعَك فَقَالَ
أَنِّي رَأَيْتُك آنيت وَآذَيْت. أى أخرت المجىء قَالَ الحطيئة ... وآنيت الْعشَاء إِلَى سُهَيْل ... أَو الشعرى فطال بِي الأناء ... وَهُوَ التأني. حكم جعل فِي مثل هَذَا الْموضع حكم كَاد فِي اقتضائه اسْما وخبرا وَهُوَ فعل مضارع فى تَأْوِيل اسْم فَاعل. وَبَينهمَا من طَرِيق الْمَعْنى مسافةٌ قَصِيرَة وَهِي أَن كَاد لمقاربة الْفِعْل ومشارفته وَجعل لابتدائه والخوض فِيهِ. التجميع إتْيَان الْجُمُعَة وَأَدَاء مَا عَلَيْهِ فِيهَا. وَالْمعْنَى أَنه جعل تجميعه فِي فقد الْفَضِيلَة لإيذائه النَّاس بالتخطي وتأخيره الْمَجِيء كلا تجميع وَنَظِيره لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَّا فى الْمَسْجِد. من اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صب فى أُذُنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة. وروى مَلأ الله مسامعه من الْبرم وروى مَلأ الله سَمعه من الْبرم.
آنك الآنك الاسرب أَعْجَمِيَّة. وَمِنْه حَدِيثه من جلس إِلَى قينة ليستمع مِنْهُ صب فِي أُذُنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة. الْبرم والبيرم الْكحل الْمُذَاب الْقَوْم الرِّجَال خَاصَّة. قَالَ الله تَعَالَى {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُواْ خَيراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاء} . وَقَالَ زُهَيْر ... أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نسَاء ... .

(1/60)


1 - وَهَذِه صفة غالبة. جمع قَائِم كصاحب وَصَحب وَمعنى الْقيام فِيهَا مَا فى قَوْله تَعَالَى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} . الْوَاو فى وهم وَاو الْحَال وَهِي مَعَ الْجُمْلَة الَّتِى بعْدهَا مَنْصُوبَة الْمحل وَذُو الْحَال فَاعل اسْتمع الْمُسْتَتر فِيهِ والذى سوغ كينونتها حَالا عَنهُ تضمنها ضَمِيره وَيجوز أَن تكون الْجُمْلَة صفة للْقَوْم وَالْوَاو لتأكيد لصوق الصّفة بالموصوف وَأَن الْكَرَاهَة حَاصِلَة بهم لَا محَالة. وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى {وَيَقُولُونَ سَبْعَة وثامنهم كلبهم} . المسامع جمع مسمع وَهُوَ آلَة السّمع أَو جمع سمع على غير قِيَاس كمشابه وملامح فى جمع شبه ولمحة وَإِنَّمَا جمع وَلم يثن لإرادته المسمعين وَمَا حولهما مُبَالغَة وتغليظا. الْقَيْنَة عِنْد الْعَرَب الأَمة. والقين العَبْد. وَلَإِنْ الْغناء أَكثر مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ الْإِمَاء دون الْحَرَائِر سميت الْمُغنيَة قينة. فى قصَّة خُرُوجه إِلَى الْمَدِينَة وَطلب الْمُشْركين إِيَّاه قَالَ سراقَة بن مَالك فيينا أَنا جَالس أقبل رجل فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت آنِفا أَسْوِدَة بالسَّاحل أَرَاهُم مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه. قَالَ فَقلت لَيْسُوا بهم وَلَكِن رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلقُوا بغيانا.
أنف آنِفا أى السَّاعَة من ائتناف الشَّيْء وَهُوَ ابتداؤه وَحَقِيقَته فى أول الْوَقْت الذى يقرب منا. وَمِنْه إِنَّه قيل لَهُ مَاتَ فلَان فَقَالَ أَلَيْسَ كَانَ عندنَا آنِفا قَالُوا بلَى قَالَ سُبْحَانَ الله كَأَنَّهَا أَخْذَة على غضب. المحروم من حُرم وَصيته. الأسودة جمع سَواد زهز الشَّخْص. البغيان الناشدون جمع بَاغ كراعٍ ورعيان. الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ كَالْجمَلِ الْأنف إِن قيد انْقَادَ وَإِن أُنِيخ على صَخْرَة استناخ. أنف الْبَعِير إِذا اشْتَكَى عقر الخشاش أَنفه فَهُوَ أنف. وَقيل هُوَ الذلول الذى كَأَنَّهُ يأنف من الزّجر فَيعْطى مَا عِنْده ويسلس لقائده. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير

(1/61)


رَوَاهُ أَبُو عبيد كَالْجمَلِ الآنف بِوَزْن فَاعل وَهُوَ الَّذِي عقر الخشاش وَالصَّحِيح الْأنف على فعل كالفقر وَالظّهْر. والمحذوفة من ياءى هَين ولين الأولى. وَقيل الثَّانِيَة. الْكَاف مَرْفُوعَة الْمحل على أَنَّهَا خبر ثَالِث وَالْمعْنَى أَن كل وَاحِد مِنْهُم كَالْجمَلِ الْأنف. وَيجوز أَن ينْتَصب محلهَا على أَنَّهَا صفة لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره لَينُونَ لينًا مثل لين الْجمل الْأنف. قَالَ لرافع حِين مسح بَطْنه فَألْقى شحمة خضراء إِنَّه كَانَ فِيهِ سَبْعَة أناسى. جمع إِنْسَان يعْنى سبع أعين. إِن الْمُهَاجِرين قَالُوا يَا رَسُول الله إِن الْأَنْصَار قد فضلوا إِنَّهُم اوونا وفعلوا بِنَا وفعلوا. فَقَالَ ألستم تعرفُون ذَلِك لَهُم قَالُوا بلَى قَالَ فَإِن ذَاك. ذَاك إِشَارَة إِلَى مصدر تعرفُون وَهُوَ اسْم إِن وخبرها مَحْذُوف أى فَإِن عرفانكم لمطلوب مِنْكُم والمستحق عَلَيْكُم وَمَعْنَاهُ أَن اعترافكم بإيوائهم ونصرهم ومعرفتكم حق ذَلِك مَا أَنْتُم بِهِ مطالبون فَإِذا فعلتموه فقد اديتم مَا عَلَيْكُم. زمثله قَول عمر بن عبد الْعَزِيز لقرشي مت إِلَيْهِ بِقرَابَة فَإِن ذَاك. ثمَّ ذكر حَاجته فَقَالَ لَعَلَّ ذَاك. أَي فَإِن ذَاك مُصدق وَلَعَلَّ مطلوبك حَاصِل. عمر رَضِي الله عَنهُ رأى رجلا يأنح ببطنه فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ بركَة من الله. فَقَالَ بل هُوَ عَذَاب يعذبك الله بِهِ.
أنح الأُنوح صَوت من الْجوف مَعَه بهر يعتري السمين وَالْحَامِل حملا ثقيلا. قَالَ يصف منجنيقا ... ترى الفئام قيَاما يأنجون لَهَا ... دأب المعضل إِذْ ضَاقَتْ ملاقيها ... .
أنكليس على رَضِي الله عَنهُ بعث عماراً إِلَى السُّوق فَقَالَ لَا تَأْكُلُوا الأنكليس من السّمك.

(1/62)


قيل هُوَ الشلق وَقيل سمك شَبيه بالحيَّات وتزعم الْأَطِبَّاء أَنه ردىء الْغذَاء وَكَرِهَهُ لهَذَا لَا لِأَنَّهُ محرم. وَفِيه لُغَتَانِ الأنكليس والأنقليس بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام وَمِنْهُم من يكسرهما.
أندرورد أقبل وَعَلِيهِ أندروردية. الأندرورد نوع من اتلسراويل مشمَّر فَوق التبَّان يُغطي الرّكْبَة. وَمِنْه حَدِيث سلمَان قَالَت أم الدَّرْدَاء زارنا سلمَان من الْمَدَائِن إِلَى الشَّام مَاشِيا وَعَلِيهِ كسَاء وأندرورد. والأندروردية منسوبة إِلَيْهِ أَي سَرَاوِيل من هَذَا النَّوْع.
أنن ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ إِن طول الصَّلَاة وَقصر الْخطْبَة مئنة من فقه الرجل الْمُسلم. قَالَ أَبُو زيد إِنَّه لمئنة من ذَاك وإنهن لمئنة أَي مخلقة. وكل شىء دلك على شَيْء فَهُوَ مئنة لَهُ. وَأنْشد ... ومَنْزِلٍ مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بِهِ ... مَئِنَّة مِنْ مَرَاصيدِ اَلمنِيَّات ... وَأنْشد غَيره ... نَسْقي على دراجة خروس ... معصوبة بَين ر كاياشوس
مئة من قَلَتِ النفوِس ... وَيُقَال إِن هَذَا الْمَسْجِد مئنة للفقهاء. وَأَنت عمدتنا ومئنتنا. وحقيقتها أَنَّهَا مفعلة من معنى إِن التأكيدية غير مُشْتَقَّة من لَفظهَا لِأَن الْحُرُوف لَا يشتق مِنْهَا. وَإِنَّمَا ضمنت حُرُوف تركيبها لإيضاح الدّلَالَة على أَن مَعْنَاهَا فِيهَا. كَقَوْلِهِم سَأَلتك حَاجَة فَلَا لَيْت فِيهَا. إِذا قَالَ. لَا لَا. وأنعم لى فلَان إِذا قَالَ نعم. وَالْمعْنَى مَكَان قَول الْقَائِل إِنَّه كَذَا. وَلَو قيل اشتُقَّتْ من لَفظهَا بَعْدَمَا جُعلت اسْما كَمَا أعربت لَيْت وَلَو ونونتا فى قَوْله

(1/63)


.. إِن لوًّا وإنَّ ليتا عناء ... كَانَ قولا. النخعى كَانُوا يكْرهُونَ الْمُؤَنَّث من الطّيب وَلَا يرَوْنَ بذكورته بَأْسا.
أنث وَهُوَ مَا يتطيب بِهِ النِّسَاء من الزَّعْفَرَان والخلوق وَمَاله ردع. والذكورة طيب الرِّجَال الذى لَيْسَ لَهُ ردع كالكافور والمسك وَالْعود وَغَيرهَا. التَّاء فى الذُّكُورَة لتأنيث الْجمع مثلهَا فى الحزونة والسهولة. وفى الحَدِيث لكل شىء أَنَفَة وأنفة الصَّلَاة التَّكْبِيرَة الأولى.
أنف أى ابتداءٌ وَأول. كَأَن التَّاء زيدت على أنف كَقَوْلِهِم فى الذَّنب ذنبة. جَاءَ فى أمثالهم إِذا أخذت بذنبة الضَّب أعضبته. وَعَن الْكسَائي آنفة الصِّبَا ميعته وأوليته. وَأنْشد. ... عذرتكَ فى سَلْمَى بآنِفة الصّبا ... ومَيْعَته إِذْ تَزْدَهيك ظِلالُها ... مونقا فى حى. وَإنَّهُ فى هض. الْأَمر أنف فى قف. أطول أنفأ فى عش. ورم أَنفه فى بر. أتأنق فى اه. لجعلت أَنْفك فى قفاك فى بر. إِنَّه فى غو. أنف فى السَّمَاء فى مخ. الأنقليس فى صل. آنيتكم فى خم. آنسهم فى نف. أنابها فى خص. أنف فى رد.
الْهمزَة مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يأوى الضَّالة إِلَّا ضال.
أَوَى أويته بِمَعْنى آويته. قَالَ الأزهرى سَمِعت أَعْرَابِيًا فصيحا من بني نمير يرْعَى إبِلا جربا فَلَمَّا أراحها بالعشى نحاها من مأوى الصِّحَاح ونادى عريف الحى فَقَالَ أَلا إِلَى أَيْن آوى بِهَذِهِ الموقَّسة وَمِنْه قَوْله الصَّلَاة وَالسَّلَام للْأَنْصَار أُبَايِعكُم على أَن تأووني وتنصرونى.

(1/64)


الضَّالة صفة فى الأَصْل للبهيمة فَغلبَتْ. وَالْمعْنَى أَن من يضمها إِلَى نَفسه متملكا لَهَا وَلَا ينشدها فَهُوَ ضال. قَالَ فِيمَن صَامَ الدَّهْر لَا صَامَ ولاآل وروى أَلا وروى ألى.
أول آل رَجَعَ. وَهَذَا دُعَاء عَلَيْهِ أَي لَا صَامَ هَذَا الصَّوْم وَلَا رَجَعَ إِلَيْهِ. وَألا قصّر وَترك الْجهد. وألى أفرط فى ذَلِك. قَالَ الرّبيع بن ضبع الفزارى ... وإنَّ كنائني لَنِساءُ صِدْقٍ ... ومَا أَلَّى بَنيَّ وَلَا أَسَاءُوا ... وَلَا فى هَذَا الْوَجْه نَافِيَة بمنزلتها فى قَوْله فَلَا صدق وَلَا صلى. وَالْمعْنَى لم يصم لى أَنه لم يتْرك جهداً. عمر رَضِي الله عَنهُ إِن نادبته قَالَت واعمراه أَقَامَ الأود وشفى الْعمد. فَقَالَ على رَضِي الله عَنهُ مَا قالته وَلَكِن قولته.
أود الأود العوج. يُقَال أدته فأود كعجته فعوج. الْعمد أَن يدبر ظهر الْبَعِير ويرم وَهُوَ متفرع على العميد وَهُوَ الْمَرِيض الذى لَا يَتَمَالَك أَن يجلس حَتَّى يعمد بالوسائد لِأَنَّهُ مَرِيض. قولته الشَّيْء وأقولته إِذا لقنته إِيَّاه وألقيته على لِسَانه. وَالْمعْنَى أَن الله أجراه على لسانها. أَرَادَ بذلك تصديقها فى قَوْلهَا وَالثنَاء على عمر. لَا بُد للندبة من إِحْدَى علامتين إِمَّا يَا وَإِمَّا وَا لِأَن الندبة لإِظْهَار التفجع وَمد الصَّوْت وإلحاق الْألف فى آخرهَا لفصلها من النداء وَزِيَادَة الْهَاء فِي الْوَاقِف إِرَادَة بَيَان الْألف لِأَنَّهَا خُفْيَة وتحذف عِنْد الْوَصْل كَقَوْلِهِم واعمرا أَمِير الْمُؤمنِينَ. معَاذ رضى الله عَنهُ لَا تأووا لَهُم فَإِن الله قد ضَربهمْ بذل مفدم وَأَنَّهُمْ سبوا الله سباً لم يسبه أحد من خلقه دعوا الله ثَالِث ثَلَاثَة.

(1/65)


أَي لَا ترقوا لِلنَّصَارَى وَلَا ترحموهم. قَالَ ... وَلَو أَنّني اسْتَأْوَيْتُه مَا أَوَى لياَ ... . وَهُوَ من الإيواء لِأَن المؤوي لَا يَخْلُو من رقة وشفقة على المؤوي. وَمِنْه الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي حَتَّى نأوي لَهُ. المفدم من الصَّبْغ المفدم وَهُوَ المشبع الخاثر. وَالْمعْنَى بذل شَدِيد مُحكم مبالغ فِيهِ. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ مَا بَين أَن ينكفت أهل الْمغرب إِلَى أَن يثوب أهل الْعشَاء.
أَوب وَهُوَ التوابوان الراجعوان عَن الْمعاصِي. والأوب والتوب وَالثَّوْب أَخَوَات. انكفاتهم انكفاؤهم إِلَى منزلهم. وَهُوَ مُطَاوع كفت الشىء إِذا ضمه لِأَن المنكفىء إِلَى منزله منضم إِلَيْهِ. وثؤوبهم عودهم إِلَى الْمَسْجِد لصَلَاة الْعشَاء. وَالْمعْنَى الإيذان يفضل الصَّلَاة فِيمَا بَين العشاءين. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ يَوْم صفّين آها أَبَا حَفْص ... قد كَانَ يعدك أنباء وهنبثة ... لَو كنت شَاهدهَا لم تكْثر الْخطب ...
أوه هى كلمة تأسف وانتصابها على إجرائها مجْرى المصادر. كَقَوْلِهِم ويحاً لَهُ وَتَقْدِير فعل ينصبها كَأَنَّهُ قَالَ تأسفاً على تَقْدِير أتأسف تأسفا. الهنبثة إثارة الْفِتْنَة وَهِي من النبث وَالْهَاء وزائدة. يُقَال اللأمور الشداد هنابث يُرِيد مَا وَقع النَّاس فِيهِ من الْفِتَن بعد عمر رَضِي الله عَنهُ. وَهَذَا الْبَيْت يعزى إِلَى فَاطِمَة. الْأَحْنَف كتب إِلَيْهِ الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ للرسول قد بلونا فلَانا وَآل أَبى فلَان فَلم نجد عِنْدهم إيآلة للْملك وَلَا مكيدة فِي الْحَرْب.
أول آل الرّعية يؤولها أَولا وإيالا وإيالة أحسن سياستها. وفى أمثالهم ... قد أولنا وإيل علينا. وَإِنَّمَا قلبت الْوَاو يَاء فى الإيالة لكسر مَا قبلهَا وإعلال الْفِعْل كالقيام وَالصِّيَام. لَا تأوى فِي (زوة) . من كل أَوب فى (حس) . اسنى فى أس.

(1/66)


الْهمزَة مَعَ الْهَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو جعل الْقرَان فى إهَاب ثمَّ القى فِي النَّار مَا احْتَرَقَ.
أهب هُوَ الْجلد قيل لِأَنَّهُ أهبة للحي وَبِنَاء للحماية لَهُ على جسده كَمَا قيل لَهُ الْمسك لإمساكه مَا وَرَاءه وَهَذَا كَلَام قد سلك بِهِ طَرِيق التَّمْثِيل وَالْمرَاد أَن حَملَة الْقرَان وَالْعَالمِينَ بِهِ موقيون من النَّار. كَانَ يدعى إِلَى خبز شعير والإهالة السنخة فيجيب.
أهل هِيَ الودك. وَعَن أَبى زيد كل دهن يؤتدم بِهِ. السنخة والزنخة المتغيرة لطول الْمكْث. ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ إِذا وَقعت فِي آل حم وَقعت فِي روضات ودمثات أتأنق فِيهِنَّ. أصل آل أهل فأبدلت الْهَاء همزَة ثمَّ ألفا يدل عَلَيْهِ تصغيره على أُهيل. وَيخْتَص بِالْأَشْهرِ الْأَشْرَف كَقَوْلِهِم الْقُرَّاء آل الله وَآل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يُقَال آل الْخياط والإسكاف وَلَكِن أهل. وَالْمرَاد السُّور الَّتِى فى أوائلها حم. الدمث الْمَكَان السهل ذُو الرمل. التأنق تطلب الأنيق المعجب وتتبعه. فِيهِ أهب فى سف. متن إهالة فى بص. أهب فى سف. خير أهلك فى بر. آل دَاوُد فِي زم. إِلَى أهل فى فر. فأهريقوا فى عق.
الْهمزَة مَعَ الْيَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى حَدِيث كسوف الشَّمْس على عَهده وَذَلِكَ حِين ارْتَفَعت الشَّمْس قيد رُمْحَيْنِ أَو ثَلَاثَة اسودت حَتَّى آضت كَأَنَّهَا تنوّمة. أَي صَارَت قَالَ زُهَيْر
أيض ... قَطَعْت إِذا مَا الآلُ آضَ كأنَّه ... سيوفٌ تَنحَّى تَارَة ثمَّ تَلْتَقِى. ...

(1/67)


وأصل الأيض الْعود إِلَى الشَّيْء تَقول فعل ذَلِك أَيْضا إِذا فعله معاودا فاستعير لِمَعْنى الصيرورة لالتقائهما فى معنى الِانْتِقَال. تَقول صَار الْفَقِير غَنِيا وَعَاد غَنِيا. وَمثله استعارتهم النسْيَان للترك والرجاء للخوف لما فِي النسْيَان من معنى التّرْك وفى الرَّجَاء من معنى التوقع. وَبَاب الِاسْتِعَارَة أوسع من أَن يحاط لَهُ. التنوم نبت فِيهِ سَواد وَزنه فعول ويوشك أَن تكون تاؤه مقلبة عَن وَاو فَيكون من بَاب ونم. أصل قيد قَود اشتقاقه من الْقود وَهُوَ الْقصاص لما فِيهِ من معنى الْمُمَاثلَة والمقايسة يدل عَلَيْهِ قَوْلهم قيس رمح وانتصابه على أَنه صفة مصدر مَحْذُوف تَقْدِيره ارْتَفَعت ارتفاعا مِقْدَار رُمْحَيْنِ. عَليّ رَضِي الله عَنهُ من يطلّ أير أَبِيه ينتطق بِهِ. ضرب طول الأير مثلا لِكَثْرَة الْوَلَد قَالَ ... فَلَو شَاءَ ربِّي كَانَ أير أبيكم ... طَويلا كأير الْحَارِث بن سَدُوس ... قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ لِلْحَارِثِ أحد وَعِشْرُونَ ذكرا. والانتطاق مثل للتقوى والاعتضاد. وَالْمعْنَى من كثر إخْوَته كَانَ مِنْهُم عز ومنعة. \ مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ عَطاء رأيتة إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة الْأَخِيرَة كَانَت إِيَّاهَا.
إيه اسْم كَانَ وخبرها ضميرا السَّجْدَة. وَالْمعْنَى هِيَ هِيَ لم يقْتَرن بهَا قعدة بعْدهَا أَي كَانَ يرفع رَأسه مِنْهَا وينهض للْقِيَام إِلَى الرَّكْعَة من غير أَن يقْعد قعدة خَفِيفَة. عِكْرِمَة رَحمَه الله كَانَ طالوت أيابا.

(1/68)


أيب أى سقاء وَهِي فارسية. أَبُو قيس الأودي. سُئل ملك الْمَوْت عَن قبض الْأَرْوَاح. فَقَالَ أؤيه بهَا كَمَا يؤيه بِالْخَيْلِ فتجيبنى.
أيه التأييه أَن يَدعُوهُ وَيَقُول لَهُ إيه وَنَظِيره التأفيف فِي قَوْله أُفٍّ قَالَ طرفَة ... قعد فأيههن فاستعرضته ... فَثنى لَهُنَّ بِحَدّ روق مدعس ... مثل الأيم فِي وَجه. الأيمة فِي عى. نفاق أيمة فِي حَظّ. بقتل الأيم فى جن. إيه والاله فِي نط. إياى فِي مج. إِي فى حل.

(1/69)