الفائق في غريب الحديث والأثر

حرف الْغَيْن

الْغَيْن مَعَ الْبَاء

غبط النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ: هَل يضر الْغَبْطُ فَقَالَ: لَا إِلَّا كَمَا يضر العضاه الْخبط هُوَ أَن ترى لصاحبك منزلَة فاضلة فتتمنى مثلهَا وَمِنْه الحَدِيث اللَّهُمَّ غبطاً لَا هبطاً أَي أولنا منزلَة نغبط عَلَيْهَا وجنبنا السفال والضعة يُقَال للْقَوْم إِذا تراجعت أَحْوَالهم قد هَبَطُوا قَالَ ... إِن يُغْبَطُوا يهبِطوا يَوْمًا وَإِن أُمِروا ... يَوْمًا يصيروا لِلْهُلْكُ والنَّكَدِ ... ومجاز الْكَلِمَة النبل ورفعة الْمنزلَة أَلا ترى إِلَى قَوْله لَا هبطاً وَقَالُوا للمركب الَّذِي يُوطأ للجليلة من النِّسَاء الغبيط لارْتِفَاع قدره عَن الحوية والسوية وَنَحْوهمَا وَالْمرَاد أَن ضرار الْغَبْطُ لَا يبلغ ضرار الْحَسَد لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَا فِي الْحَسَد من تمني زَوَال النِّعْمَة عَن الْمَحْسُود وَمثل مَا يلْحق عمل الغابط من الضَّرَر الرَّاجِع إِلَى نُقْصَان الثَّوَاب دون الإحباط بِمَا يلْحق العضاه من خبط وَرقهَا الَّذِي هُوَ دون قطعهَا واستئصالها
غب أغبُّوا فِي عِيَادَة الْمَرِيض وأربعوا إِلَّا أَن يكون مَغْلُوبًا الإغباب: أَن تعوده يَوْمًا وتتركه يَوْمًا وَمِنْه الحَدِيث زر غبًّا تَزْدَدْ حبًّا والإرباع أَن تَدعه يَوْمَيْنِ وتعوده فِي الثَّالِث هَذَا إِذا كَانَ صَحِيح الْعقل فَإِذا غُلب وَخيف عَلَيْهِ تعهد كل يَوْم.
غبر إيَّاكُمْ والغبيراء فَإِنَّهَا خمر الْعَالم. هِيَ السكركة نَبِيذ الْحَبَش من الذّرة سميت بذلك لما فِيهَا من غبرة قَليلَة خمر الْعَالم أَي هِيَ مثل الْخمر الَّتِي يتعارفها جَمِيع النَّاس لَا فصل بَينهَا وَبَينهَا.
غبن كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اطلى بَدَأَ بمغابنه فَكَانهُ هُوَ الَّذِي يَليهَا

(3/46)


المغابن الأرفاع جمع مغبن مفعل من غبن الثَّوْب إِذا ثناه وغبن وخبن وكبن وثبن أَخَوَات.
غبط فِي ذكر مَرضه الَّذِي قبض فِيهِ: أغبطت عَلَيْهِ الْحمى وروى أَصَابَته حمى مغمطة الإغباط فِي الأَصْل: وضع الغبيط على الْجمل ثمَّ قَالُوا: أغبطت الرَّحل على الْبَعِير ثمَّ استعاروه فَقَالُوا أغبطت عَلَيْهِ الْحمى كَقَوْلِك رحلته وركبته أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: هُوَ يرحل فلَانا بِمَا يكره وَلَا رحلنك بسيفي وَأما أغمطت فإمَّا أَن يكون الْمِيم فِيهِ بَدَلا من الْيَاء وَإِمَّا أَن يكون من الغمط وَهُوَ كفران النِّعْمَة وسترها لِأَنَّهَا إِذا غَشيته وركبته فَكَأَنَّمَا سترت عَلَيْهِ وَقد جَاءَ اغتمطته بِمَعْنى علوته قَالَ: ... وَأَنت من الَّذين بهم مَعَدٌّ ... تسامي حِين تغتمط الفحول ...
غبش أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي صَلَاة الصُّبْح: صلِّها بغبش. الغبش والغطش والغبس والغلس أَخَوَات وَهِي بَقِيَّة اللَّيْل وَآخره.
غبب هِشَام بن عبد الْملك كتب إِلَيْهِ الْجُنَيْد يغبب عَن هَلَاك الْمُسلمين. التغبيب: تفعيل من الغب وَهُوَ أَن يفعل يَوْمًا وَيتْرك يَوْمًا فَاسْتعْمل فِي مَوضِع التَّقْصِير قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... كالبرق والرِّيح مرًّا مِنْهُمَا عَجِلٌ ... مَا فِي اجتهادٍ عَن الْإِسْرَاع تغبيب ... وَالْمعْنَى: يقصِّر عَن ذكرهَا لَهُم بِأَن لم يخبر بِكَثْرَة من هلك مِنْهُم وَلَكِن ذكر بَعْضًا وَسكت عَن بعض.
الْغَيْن مَعَ التَّاء

قَالَت النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طول حَوْضِي كَمَا بَين مَكَّة إِلَى أَيْلَة وَعرضه مَا بَين الْمَدِينَة إِلَى الروحاء يغت فِيهِ مِيزَابَانِ إِلَى الْجنَّة وروى ينعشب فِيهِ
غتت

(3/47)


مِيزَابَانِ من الْجنَّة مِدَادهمَا أَنهَار الْجنَّة. الغت والغط والغطس وَاحِد وَهُوَ الْمقل فِي المَاء وَمِنْه الحَدِيث: يغتهم الله فِي الْعَذَاب غتاًّ. وَلما كَانَ من شَأْن من يغط صَاحبه فِي المَاء أَن يدارك ذَلِك وَأَن يضغط صَاحبه ويبلغ مِنْهُ الْجهد قَالُوا غت الشَّارِب المَاء وغطه إِذا دَارك جرعه. والميزاب يغت المَاء أَي يدارك دفقه وَقَالُوا غته إِذا عصر حلقه وجهده وغت الضحك يغته إِذا وضع يَده على فِيهِ يخفيه من جُلَسَائِهِ كَأَنَّهُ يضغطه وَمِنْه الحَدِيث المبعث فأخذني جبرئيل فغتني حَتَّى بلغ مني الْجهد المداد: فعال من مده بِمَعْنى أمده أَي مَا يمدان بِهِ أَنهَار الْجنَّة.
الْغَيْن مَعَ الثَّاء

غثث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اجْتمعت إِحْدَى عشرَة امْرَأَة فتعاهدن أَلا يكتمن من أَخْبَار أَزوَاجهنَّ شَيْئا. فَقَالَ الأولى: زَوجي لحم جميل غثٌّ وروى: جمل قحر على جبل وعر لَا سهل فيرتقى وَلَا سمين فينتقى وروى فَينْتَقل. وَقَالَت الثَّانِيَة: زَوجي لَا أبث خَبره إِنِّي أَخَاف أَلا أذره إِن أذ كره أذكر عُجَره وبجره.
وَقَالَت الثَّالِثَة: زَوجي العشنق إِن أنطق أُطلق وَإِن أسكت أُعلق. وَقَالَت الرَّابِعَة: زَوجي كليل تهَامَة لاحر وَلَا قر وَلَا مَخَافَة وَلَا سآمة. وَقَالَت الْخَامِسَة: زَوجي إِن أكل لف وَإِن شرب اشتفَّ وَلَا يولج الكفّ ليعلم البثّ. وَقَالَت السَّادِسَة: زَوجي عياياءُ أَو غياياء طباقاء كل دَاء لَهُ دَوَاء شجَّكِ أَو فلَّكِ أَو جمع كلا لَك.

(3/48)


وَقَالَت السَّابِعَة: زَوجي إِن دخل فَهد إِن خرج أَسد وَلَا يسْأَل عَمَّا عهد. وَقَالَت الثَّامِنَة: زَوجي المسُّ مسّ أرنب وَالرِّيح ريح زرنب. وَقَالَت التَّاسِعَة: زَوجي رفيع الْعِمَاد طَوِيل النجاد عَظِيم الرماد قريب الْبَيْت من الناد. وَقَالَت الْعَاشِرَة: زَوجي مَالك وَمَا ملك مَالك خير من ذَلِك لَهُ إبل قليلات المسارح كثيرات الْمُبَارك إِذا سمعن صَوت المزهر أَيقَن أَنَّهُنَّ هوالك. وَقَالَت الْحَادِيَة عشرَة: زَوجي أَبُو زرع وَمَا أَبُو زرع أنَاس من حلي أُذُنِي وملأ من شَحم عضدي وبجحني فبجحت وجدني فِي أهل غنيمَة بشقّ فجعلني فِي أهل صَهِيل وأطيط ودائس ومنق وَعِنْده أَقُول فَلَا أقبح وأشرب فاتقنح وروى: فاتقمح وأرقد فأتصبح. أم أبي زرع وَمَا أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فياح ويروى فساح ابْن أبي زرع وَمَا ابْن أبي زرع كمسلِّ شطبة وتشبعه ذِرَاع الجفرة بنت أبي زرع وَمَا بنت أبي زرع وَفِي الأل كريم الْخلّ برود الظل طوع أَبِيهَا وطوع أمهَا وملء كسائها وغيظ جارتها. جَارِيَة أبي زرع وَمَا جَارِيَة أبي زرع لَا تنث حديثنا تنثيتا وروى: لَا تبثُّ حديثنا تبثيثا وَلَا تغثُّ طعامنا تغثيثا وَلَا تنفث ميرتنا تنقيثا وَلَا تملأ بيتنا تعشيشا وروى: تغشيشاً. خرج أَبُو زرع والأوطاب تمخض فلقي امْرَأَة مَعهَا ولدان لَهَا كالفهدين يلعبان من تَحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها ونكحت بعده رجلا سريًّا ركب شريًّا وَأخذ خطيًّا وأراح عليَّ نعما ثرياً وَقَالَ: كلي أم زرع وميري أهلك فَلَو جمعت كل شَيْء أعطانيه مَا بلغ أَصْغَر آنِية أبي زرع قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كنت لَك كَأبي زرع لأم زرع. الغث المهزل وَقد غثثت بِاللَّحْمِ تغث وغثثت تغث غثاثة وغثوثة إِذا غثَّ اللَّحْم وَمِنْه أغثَّ الحَدِيث وغثّ فلَان فِي خلقه.

(3/49)


القحر: الْهَرم والمهزول الانتقاء اسْتِخْرَاج النقي وَهُوَ مخّ الْعظم. والانتقال: بِمَعْنى التناقل كالاقتسام بِمَعْنى التقاسم: وَصفته بقلة الْخَيْر وَبعده مَعَ الْقلَّة وشبهته بِاللَّحْمِ الغث الَّذِي صفرت عِظَامه عَن النقى أَو لزهاد النَّاس فِيهِ لَا يتناقلونه إِلَى بُيُوتهم ثمَّ هُوَ على ذَلِك مَوْضُوع فِي مرتقى صَعب وَفِي مَكَان لَا يُصل إِلَيْهِ إِلَّا بشقّ مر تَفْسِير العجر والبجر فِي (حد) تُرِيدُ لَا أخوض فِي ذكره لأتي إِن خضت فِيهِ خفت أَن أفضحه وَأَن أنادى على مثالبه. العشنق والعشنظ: أَخَوان وهما الطَّوِيل. وَقيل السيء الْخلق فَإِن أَرَادَت سوء الْخلق فَمَا بعده بَيَان لَهُ وَهُوَ أَنه إِن نطقت طَلقهَا وَإِن سكتت علَّقها أَي تَركهَا لَا أَيّمَا وَلَا ذَات بعل وَهَذَا من الشكاسة البليغة وَإِن أَرَادَت الطول فَلِأَنَّهُ فِي الْغَالِب دَلِيل السَّفه وَمَا ذكرته فعل السُّفَهَاء وَمن لَا تماسك عِنْده وَفِي لَام التَّعْرِيف إِشْعَار بِأَنَّهُ هُوَ فِي كَونه عشنقاّ. ليل تهَامَة طلق فشبهته بِهِ فِي خلْوَة من الْأَذَى وَالْمَكْرُوه وَقَوْلها: وَلَا مَخَافَة وَلَا سآمة تَعْنِي لَيْسَ فِيهِ شَرّ يخَاف وَلَا خلق يُوجب أَن تملَّ صحبته. لف قمش صُفُوف الطَّعَام وخلط يُقَال لفَّ الكتيبة بِالْأُخْرَى إِذا خلط بَينهمَا وَمِنْه اللفيف من النَّاس. والاشتفاف نَحْو التشاف وَهُوَ شرب الشفافة وَألا يسئر والبث: أَشد الْحزن الَّذِي تباثه النَّاس وأرادت بِهِ الْمَرَض الشَّديد ذمَّته بالنهم والشره وَقلة الشَّفَقَة عَلَيْهَا وَأَنه إِذا ارآها عليلة لم يدْخل يَده فِي ثوبها ليجسها متعرفا لما بهَا كَمَا هُوَ عَادَة النَّاس من الأباعد فضلا عَن الْأزْوَاج العياياء فعالاء من العي وَهُوَ من الْإِبِل وَالنَّاس: الَّذِي عي بالضراب.

(3/50)


والطباقاء: المفحم الَّذِي انطبق عَلَيْهِ الْكَلَام أَي انغلق يُقَال فلَان غباقاء طباقاء وَقَالَ جميل: ... طباقاء لم يشْهد خصوما وَلم يقُدْ ... ركاباً إِلَى أكوارِها حِين تُعْكَفُ ... وَصفته بعجز الطَّرفَيْنِ وَقيل: الطباقاء الَّذِي انطبقت عَلَيْهِ الْأُمُور فَلَا يَهْتَدِي لوجهتها. وَمَا أَدْرِي مَا الغياياء (بالغين) إِلَّا أَن يَجْعَل من الغياية وغايينا بِالسُّيُوفِ أَي أظللناه وَهُوَ الْعَاجِز الَّذِي لَا يَهْتَدِي لأمر كَأَنَّهُ فِي غياية أبدا وَفِي ظلمَة لَا يبصر مسلكا ينفذ فِيهِ وَلَا وَجها يتَّجه لَهُ. كل دَاء: (لَهُ دَوَاء) يحْتَمل أَن يكون لَهُ دَوَاء خَبرا لكلّ تَعْنِي أَن كلّ دَاء يعرف النَّاس فَهُوَ فِيهِ وَأَن يكون (لَهُ) صفة لداء ودواء خبر لكل أَي كل دَاء فِي زَوجهَا بليغ متناهٍ كَمَا تَقول: إِن زيدا رجل وَإِن هَذَا الْفرس فرس. الفلّ الْكسر أَرَادَت أَنه ضروب لامْرَأَته وَكلما ضربهَا شجَّها أَو كسر عظما من عظامها أَو جمع الشج وَالْكَسْر مَعًا وَيجوز أَن تُرِيدُ بالفلّ الطَّرْد والإبعاد فَهِد أَي صَار فهداً أَي ينَام ويغفل عَن معائب الْبَيْت وَلَا يتيقظ لَهَا وَلَا يفْطن وَإِذا خرج فَهُوَ أَسد فِي جرأته وشجاعته وَلَا يسْأَل عَمَّا رَآهُ لحلمه وإغضائه. الزرنب: نَبَات طيب الرّيح وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: نوع من أَنْوَاع الطّيب وَقيل: الزَّعْفَرَان وَيُقَال لأبعار الْوَحْش الزرنب لنسيم نبتها وروى ابْن الْأَعرَابِي قَول الْقَائِل: ... يَا أبي أَنْت وفوك الأشْنبُ ... كَأَنَّمَا ذُرّ عَلَيْهِ ذَرْنَبُ ... بِالذَّالِ فهما لُغَتَانِ كزبر وذبر والزُّعاف والذُّعاف أَرَادَت أَنه لين العريكة كَأَنَّهُ الأرنب فِي لين مَسهَا وَهُوَ فِي طيب عرفه وفوح ثَنَاء كالزرنب أَو أَرَادَت لين بَشرته وَطيب عرف جسده وَهُوَ أقرب من الأول. كنت عَن ارْتِفَاع بَيته فِي الْحسب برفعة عماده وَعَن طول قامته بطول نجاده

(3/51)


وَعَن إكثاره الْقرى بِعظم رماده وَإِنَّمَا قرب بَيته من النادي ليعلم النَّاس بمكانه فينتابوه المزهر: الْعود وَقيل الَّذِي يزهر النَّار يُقَال زهر النَّار وأزهرها أَي أوقدها وَصفته بِالْكَرمِ والنحر للأضياف وَأَن إبِله فِي أَكثر الْأَحْوَال باركة بفنائه لتَكون معدة للقرى وَقد أعتادت أَن الضيوف إِذا نزلُوا بِهِ نحر لَهُم وسقاهم الشَّرَاب وأتاهم بالمعازف أَو صوَّت موقد ناره بالطارقين وناداهم فَإِذا سَمِعت بالمعزف أَو بِصَوْت الموقد أيقنت بالنحر. النَّوس تحرّك الشَّيْء متدليا وأناسه: حركه تُرِيدُ أنَاس أذنى مِمَّا حلاهما بِهِ من الشنوف والقرطة وملأ عضدي من شَحم أَي سمنني بإحسانه وتعهده لي وخصَّتْ العضدين لِأَنَّهُمَا إِذا سمنتا سمن سَائِر الْبدن. يُقَال بجح بالشَّيْء إِذا فَرح بِهِ وبجح بشقّ: من قَوْلهم: هم بشق من الْعَيْش إِذا كَانُوا فِي شظف وَجهد وَقيل: هُوَ اسْم مَكَان. الأطيط صَوت الْإِبِل. الدائس: من دياس الطَّعَام روى: منقّ من تنقية الطَّعَام ومنقّ من النقيق وَكَأَنَّهَا أَرَادَت من يطرد الدَّجَاج وَالطير عَن الْحبّ فتنق فَجَعَلته منقاه أَي صَاحب ذِي نقيق يُقَال أنقَّت الدَّجَاجَة ونقنقت وَعَن الجاحظ: نقت الرخمة والنقيق مُشْتَرك. لَا أقبح أَي لَا يُقَال لي قبحك الله وَلَكِن يقبل قولي. روى شمر عَن أبي زيد أَن التقنح الشّرْب فَوق الريّ قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ التقنح والترنح سَمِعت ذَلِك من أَعْرَاب بني أَسد وَعَن أبي زيد قنحت من الشَّرَاب أقنح قنحاً وتقنحت مِنْهُ تقنحاً إِذا تكارهت على شربه بعد الرّيّ وَقَالَ أَبُو الصَّقْر قنحت قنحاً والتقمح: تفعل من قَمح الْبَعِير قموحا إِذا رفع رَأسه وَلم يشرب وَالْمعْنَى: أشْرب فأرفع رَأْسِي ريّا وتملؤا.

(3/52)


التصبح: نوم الصبحة. العكوم: جمع عكم وَهُوَ الْعدْل إِذا كَانَ فِيهِ مَتَاع. وَقيل: نمط تجْعَل فِيهِ الْمَرْأَة ذخيرتها. والرَّداح: الْعَظِيمَة الثَّقِيلَة تكون صفة للمؤنث كالرّجاح والثقال. يُقَال جَفْنَة وكتيبة وَامْرَأَة رداح وَلما كَانَت جمَاعَة مَا لَا يعقل فِي حكم الْمُؤَنَّث أوقعهَا صفة لَهَا كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى} وَلَو جَاءَت الرِّوَايَة بِفَتْح الْعين لَكَانَ الْوَجْه أَن يكون العكوم أريدت بهَا الْجَفْنَة الَّتِي لَا تَزُول عَن مَكَانهَا إِمَّا لعظمها وَإِمَّا لِأَن الْقرى دَائِم مُتَّصِل من قَوْلهم: مر وَلم يعكم: أَي لم يقف وَلم يتحبس أَو الَّتِي كثر طعامها وتراكم من اعتكم الشَّيْء وارتكم وتعاكم وتراكم أَو الَّتِي يتعاقب فِيهَا الْأَطْعِمَة من قَوْلهم للْمَرْأَة المعقاب: عكوم والرَّداح حِينَئِذٍ تكون وَاقعَة فِي نصابها من كَون الْجَفْنَة مَوْصُوفَة بهَا. الفياح: الأفيح وَهُوَ الْوَاسِع من فاح يفيح إِذا اتَّسع. وَمِنْه قَوْلهم: فيحي فياح والأفيح من فعل يفعل والفساح: والفسيح الشطبة: السعفة وَقيل السَّيْف والمسل مصدر يمعنى السّل: قَامَ مقَام المسلول وَالْمعْنَى: كمسلول الشطبة تُرِيدُ مَا سل من قشره أَو من غمده. الجفرة الماعزة إِذا بلغت أَرْبَعَة أشهر وفصلت وَأخذت فِي الرَّعْي وَمِنْه الْغُلَام الجفر واستجفر ووصفته بِأَنَّهُ ضرب مهفهف وَقَلِيل الطّعْم. الأل الْعَهْد أَي هِيَ وافية بعهدها فَجعل الْفِعْل للْعهد وَهُوَ لَهَا فِي الْمَعْنى أَو هُوَ كَقَوْلِهِم: ثَابت الْغدر وَبرد الظل مثل لطيب الْعشْرَة وكرم الْخلّ أَلا تخادن أخدان السوء وَإِنَّمَا سَاغَ فِي وصف الْمُؤَنَّث وفيٌّ وكريم إِن لم يكن ذَلِك من تَحْرِيف الروَاة والنّقل

(3/53)


من صفة الابْن إِلَى صفة الْبِنْت لوجهي: ن أَحدهمَا أَن يُرَاد هِيَ إِنْسَان أَو شخص وفيٌّ كريم وَالثَّانِي أَن يشبه فعيل الَّذِي بِمَعْنى فَاعل بِالَّذِي بِمَعْنى مفعول كَمَا شبه ذَاك بِهَذَا حَيْثُ قيل أسراء وقتلاء وفصال وصقال وَأما برود فيستوي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَيجوز أَن يكون وفيٌّ فعولًا مثله كبغيّ. [لَا تنثَّ] لما كَانَ الْفِعْل متناولا على الْإِبْهَام كل جنس من أجناسه جَازَ أَن يُوقع التفعيل الدالّ على التكرير والتكثير مصدر الْفِعْل وَالرِّوَايَتَانِ بِالْبَاء وَالنُّون مَعْنَاهُمَا وَاحِد وَهُوَ النشر والإذاعة. والإغثاث والتغثيث: إِفْسَاد الطَّعَام. النّقث وَالنَّقْل بِمَعْنى يُقَال نقث الشَّيْء ينقثه والتنقيث مُبَالغَة نفت عَنْهَا السّرقَة والخيانة التعشيش: من عشش الطَّائِر إِذا اعتش أَي لَا تخبأ فِي غير مَكَان خبئاً فشبهت المخابئ بعششة الطير لَو تقمه فَلَيْسَ كعش الطَّائِر فِي قلَّة نظافته وَيجوز أَن يكون من عششت النَّخْلَة إِذا قل سعفها وشجرة عشّة وعشَّ الْمَعْرُوف يعشه إِذا أَقَله وعطية معشوشة قَالَ رُؤْيَة: ... حَجَّاج مَا سَجْلُك بالمعشوشِ ... وَلَا جَدا وَبْلِك بالطشيش ... أَي لَا تملؤه اختزالا ونقليلا لما فِيهِ وَهُوَ بالغين من الْغِشّ ومأخذه من الغشش وَهُوَ المشرب الكدر يلعبان من تخت خصرها برمانتين وصف لَهَا بِعظم الكفل وَأَنَّهَا إِذا استلقت نبا الكفل بهَا عَن الأَرْض حَتَّى تصير تحتهَا فجوة تجْرِي فِيهَا الرُّمَّان. الْفرس الشري: الَّذِي يشرى فِي عدوه أَي يلجّ ويتمادى وَقيل هُوَ الْفَائِق الْخِيَار من قَوْلهم: سراة المَال وشراته الخياره عَن ابْن السّكيت وَاشْتَرَاهُ واستراه اخْتَارَهُ الثَّريّ: الْكثير من الثروة. أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أحب الْإِسْلَام وَأَهله وَأحب الغثراء أَي الْعَامَّة وَأَرَادَ بالمحبة المناصحة لَهُم والشفقة عَلَيْهِم.

(3/54)


الْغَيْن مَعَ الدَّال

غدر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى الْمُغيرَة بن شُعْبَة عُرْوَة بن مَسْعُود عَمه يكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويتناول لحيته يَمَسهَا فَقَالَ: أمسك يدك عَن لحية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَلا تصل إِلَيْك فَقَالَ عُرْوَة: يَا غدر وَهل غسلت رَأسك من غدرتك إِلَّا بالْأَمْس هُوَ معدول من غادر فِي النداء خَاصَّة وَنَظِيره يَا فسق وذق عُقُق قبل أَلا تصل إِلَيْك: يُرِيد قبل أَن أقطع يدك لِأَنَّهُ إِذا قطعهَا لم تصل إِلَيْهِ وَيجوز أَن يتَضَمَّن الْفِعْل ضمير اللِّحْيَة وَيَعْنِي أَنه يحول بَينهَا وَبَينه فَلَا تصل أَيْضا إِلَى يَده وَلَا يقدر على مَسهَا. إِن بَين يَدي السَّاعَة سِنِين غدارة يكثر فِيهَا الْمَطَر ويقل فِيهَا النَّبَات وروى تكون قبل الدَّجَّال سنُون خداعة أَي تطمعهم فِي الخصب بالمطر ثمَّ تخلف فَجعل ذَلِك غدرا مِنْهَا وخديعة وَقيل الخداعة القليلة الْمَطَر من خدع الرِّيق إِذا جف
غدد ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّاعُون فَقَالَ [غُدَّة] كَغُدَّة الْبَعِير تأخذهم فِي مراقهم. الغدة والغددة: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فترم نكفتاه لَهُ فَيَأْخذهُ شبه الْمَوْت وبعير مغد ومغدود وغاد وَفِي أمثالهم أغدة كَغُدَّة البعي ر وموتا فِي بَيت سَلُولِيَّة قَالَه عَامر بن الطُّفَيْل حِين دَعَا عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فطعن المراق أَسْفَل الْبَطن جمع مرق. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أطاف بِنَاقَة قد انْكَسَرت لفُلَان فَقَالَ: وَالله مَا هِيَ بمغد فيستحجي لَحمهَا لم يدْخل تَاء التَّأْنِيث على مغد وَهُوَ يُرِيد النَّاقة المطعونة لِأَنَّهُ أَرَادَ النّسَب

(3/55)


كَقَوْلِهِم: امْرَأَة عاشق ولحية ناصل استحجى لحم الْبَعِير ودخن إِذا تَغَيَّرت رِيحه من مرض وَكَأَنَّهُ من حجوته وحجيته إِذا منعته يُقَال فلَان لَا يحجو سره وَلَا يحجو غنمه أَي لَا يمْنَعهَا عَن الانتشار وَالصَّبْر أحجى أَي أكف للنَّفس وَمِنْه قيل للب الحجا كَمَا قيل لَهُ الْحجر وَالْعقل لِأَنَّهُ إِذا أروح امْتنع من رَغْبَة النَّاس فِي أكله
غَدا ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَنْهُمَا كنت أَتعدى عِنْد عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تَعَالَى عَنهُ فِي شهر رَمَضَان فَسمع الهائعة فَقَالَ: مَا هَذَا فَقلت انْصَرف النَّاس من الْوتر أَي أتسحر لِأَن السَّحر مشارف للغداة الهائعة الصَّوْت الشَّديد والهيعة مثلهَا من هاع يهيع إِذا انبسط لِأَن الصَّوْت أشده وأرفعه أشيعه وأذهبه.
غدر فِي الحَدِيث: من صلى الْعشَاء جمَاعَة فِي اللَّيْلَة المغدرة فقد أوجب هِيَ الشَّديد الظلمَة الَّتِي تغدر النَّاس فِي بُيُوتهم أَي تتركهم وَيُقَال لَيْلَة غدرة بَيِّنَة الْغدر إِذا عمل عملا تجب بِهِ الْجنَّة أَو النَّار قد أوجب
غدق إِذا أنشأت السحابة من الْعين فَتلك عين غديقة أَي كَثِيرَة المَاء.

(3/56)


الْغَيْن مَعَ الذَّال

غذو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كنت فِي الْبَطْحَاء فِي عِصَابَة فيهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمرت سَحَابَة فَنظر إِلَيْهَا فَقَالَ: مَا تُسمون هَذِه قَالُوا: السَّحَاب قَالَ والمزن. قَالُوا: والمزن قَالَ: والغيذى وروى: الْعَنَان. كَأَنَّهُ فعيل من إِذا يغذو إِذا سَالَ وَلم أسمع بفيعل من المعتل اللَّام غير هَذَا إِلَّا كلمة مُؤَنّثَة: الكيهاة بِمَعْنى الكهاة وَهِي النَّاقة الضخمة. [الْعَنَان الْعَارِض] عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ شكا إِلَيْهِ أهل الْمَاشِيَة تَصْدِيق الْغذَاء فَقَالُوا: إِن كنت معتدًّا علينا بالغذاء فَخذ مِنْهُ صدقته فَقَالَ: إِنَّا نعتد بالغذاء كُله حَتَّى السخلة يروح بهَا الرَّاعِي على يَده وَإِنِّي لَا آخذ الشَّاة الأكولة وَلَا فَحل الْغنم وَلَا الرُّبَّى وَلَا الماخض وَلَكِن آخذ العناق والجذعة والثنية وَذَلِكَ عدل بَين غذَاء المَال وخياره وَعنهُ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لعامل الصَّدقات: احتسب عَلَيْهِم بالغذاء وَلَا تأخذها مِنْهُم. هُوَ جمع غذىّ وَهُوَ الْحمل أَو الجدي المعاجي وَإِنَّمَا ذكر الرَّاجِع إِلَيْهِ لكَونه على زنة كسَاء ورداء وَقد جَاءَ السِّمام المنقع. الأكولة: الَّتِي للْأَكْل والربى: الَّتِي فِي الْبَيْت للبن وَقيل: الحديثة النِّتَاج هَذَا يعضد مَذْهَب زفر وَمَالك رحمهمَا الله تعال ى لِأَنَّهُمَا يوجبان فِي الحملان مَا فِي الْكِبَار. وَعند أبي يُوسُف وَالشَّافِعِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى فِيهَا وَاحِدَة مِنْهَا أما أَبُو حنيفَة وَمُحَمّد رحمهمَا الله تَعَالَى فَلَا يريان فِيهَا شَيْئا.

(3/57)


غذمر على رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سَأَلَهُ أهل الطَّائِف أَن يكْتب لَهُم الْأمان على تَحْلِيل الرِّبَا وَالْخمر فَامْتنعَ فَقَامُوا وَلَهُم تغذمر وبربرة. هُوَ التغضب مَعَ الْكَلَام المخلط من غذمرت الشَّيْء وغثمرته إِذا خلطت بعضه بِبَعْض والغِذْمِيرُ: الْأَصْوَات والألحان المختلطة قَالَ أَوْس: ... تَبَصَّرْتُهُمْ حتَّى إِذا حَال دُونَهمْ ... ركام وحادٍ ذُو غَذَامِيرَ صَيْدَحُ ... البَرْبرة: كَثْرَة الْكَلَام فِي غضب.
غذم أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عرض عَلَيْهِ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ فَأبى واستأذته إِلَى الربذَة وَقَالَ: عَلَيْكُم معشر قُرَيْش بدنياكم فاغذموها هُوَ الْأكل بجفاء ونهم وَقد غذم يغذم وَرجل غذم أَي أكول.
الْغَيْن مَعَ الرَّاء

غرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الغارفة. يُقَال: غرفت الناصية إِذا قطعتها فانغرفت عَن الْأَصْمَعِي وَأنْشد بَيت قيس ابْن الخطيم: ... تنام عَن كبْرِ شأنِها فإِذا ... قامتْ رويدا تكَاد تنغرف ... والغارفة على مَعْنيين: أَحدهمَا أَن تكون فاعلة بِمَعْنى مفعولة كعيشة راضية وَهِي الَّتِي تقطعها الْمَرْأَة وتسويها مطرَّرة على وسط جبينها. وَالثَّانِي: أَن تكون مصدرا بِمَعْنى الغرف كاللاغية والراغية والثاغية.
غرب أَمر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتغريب الزَّاني سنة إِذا لم يُحصن هُوَ نَفْيه عَن بَلَده يُقَال: أغربته وغربته إِذا نحيته
غرق قَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأَيْنَا رجلا من الْمُشْركين على جمل أَحْمَر فَخرج نَاس فِي أَثَره وَخرجت أَنا وَرجل من قومِي من أسلم وَهُوَ على نَاقَة وَرْقَاء وَأَنا على رجْلي فاغترقها حَتَّى آخذ

(3/58)


بِخِطَام الْجمل فَأَضْرب رَأسه فنفلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سلبه. يُقَال للْفرس إِذا خالط الْخَيل ثمَّ سبقها: قد اغترقها وَمن رَوَاهُ بِالْعينِ فقد ذهب إِلَى قَوْلهم: عرق الرجل فِي الأَرْض عروقا إِذا ذهب وَجَرت الْخَيل عروقاً: أَي طلقاً قَالَ قيس بن الخطيم: ... تَغْترِقُ الطَّرْف وَهِي لاهيةٌ ... كَأَنَّمَا شَفَّ وجهَها نُزُفُ ... وَقد رَوَاهُ ابْن دُرَيْد بِالْعينِ ذَاهِبًا إِلَى أَنَّهَا تسبق الْعين فَلَا تقدر على اسْتِيفَاء محاسنها ونُسب فِي ذَلِك إِلَى التَّصْحِيف فَقَالَ فِيهِ المفجع: ... أَلَسْت قِدْماً جعلت (تعترق الطَّ ... رف) بِجَهْل مَكَان (تَغْتَرِقُ)
وَقلت كَانَ الخِباء من أَدَم ... وَهُوَ (حباء) يهدى ويصطدق ...
غرر لَا غرار فِي صَلَاة وَتَسْلِيم وروى: وَلَا تَسْلِيم. هُوَ النُّقْصَان من غارت النَّاقة إِذا نقص لَبنهَا وَرجل مغارُّ الْكَفّ وإنَّ بِهِ لمغارّة إِذا كَانَ بَخِيلًا وللسوق درة وغرار أَي نفاق وكساد وَمِنْه قيل لقلَّة النُّون غرار. وَفِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ رَحمَه الله: كَانُوا لَا يرَوْنَ بغرار النّوم بَأْسا يَعْنِي لَا ينْقض الْوضُوء وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تغار التَّحِيَّة والغرار فِي الصَّلَاة أَلا يُقيم أَرْكَانهَا معدلة كَامِلَة. وَفِي حَدِيث سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الصَّلَاة مكيال فَمن وفى وفى لَهُ وَمن طفف طفف لَهُ فقد علمْتُم مَا قَالَ الله فِي المطففين: وَفِي التَّسْلِيم أَن يَقُول: السَّلَام عَلَيْك إِذا سلَّم وَأَن يَقُول وَعَلَيْك إِذا رد وَمن روى: وَلَا تَسْلِيم فعطفه على غرار فَمَعْنَاه لَا نوم فِيهَا وَلَا سَلام. خطب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الدَّجَّال وَقتل الْمَسِيح لَهُ قَالَ: فَلَا يبْقى

(3/59)


شَيْء مِمَّا خلقه الله تَعَالَى يتَوَارَى بِهِ يَهُودِيّ إِلَّا أنطق الله ذَلِك الشَّيْء لَا شجر وَلَا حجر وَلَا دَابَّة فَيَقُول يَا عبد الله الْمُسلم هَذَا يَهُودِيّ فاقتله إِلَّا الغرقدة فَإِنَّهَا من شجرهم فَلَا تنطق وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل دَابَّة حَتَّى يدْخل الْوَلِيد يَده فِي فَم الحنش فَلَا يضرّهُ وَتَكون الأَرْض كفاثور الْفضة تنْبت كَمَا كَانَت تنْبت على عهد آدم عَلَيْهِ السَّلَام يجْتَمع النَّفر على القطف فيشبعهم.
غرقد الْغَرْقَد من العضاه وَقيل هِيَ كبار العوسج وَقيل لمدفن أهل الْمَدِينَة بَقِيع الْغَرْقَد لِأَنَّهُ كَانَ ينبته قَالَ ذُو الرمة: ... أَلِفْنَ ضَالاً نَاعِمًا وغَرْقَدا ... الشحناء والشحنة: الْعَدَاوَة وَقد شاحنه. الْحمة فوعة السم وَهِي حرارته وفورته وفعلة من حمى الحنش الأفعى قَالَ ذُو الرمة: ... وَكم حَنَش ذَعْفِ اللُّعَاب كَأَنَّه ... على الشَّرَكِ العَادِيِّ نِضْوُ عِصَامِ ... وحنشته الْحَيَّة إِذا لدغته وَفِي كتاب الْعين الحنش مَا أشبهت رءوسها رُءُوس الْحَيَّات من الحرابي وسوام أبرص وَنَحْوهَا. الفاثورة عِنْد الْعَامَّة: الطستخان وَأهل الشَّام يتخذون خوانًا من رُخَام يسمونه الفاثورة قَالَ: ... وَالْأكل فِي الفاثورة بالظهائر ... لقما يمد غُصْن الحنَاجر ... وَقيل هُوَ الطست من فضَّة أَو ذهب وَمِنْه قيل لقرص الشَّمْس: فاثورها وأنشدوا للأغلب: ... اذا انجلى فاثورة عين الشَّمْس ... والقطف العنقود يُرِيد أَن الأَرْض تنقى من كل دغل وَشَوْك كَمَا كَانَت لِأَنَّهَا فِيمَا يُقَال أنبتته بعد قتل قابيل هابيل فَتَصِير فِي النقاوة كالفاثورة وتعود ثمارها

(3/60)


فِي الْحسن وَالْكَثْرَة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي عهد آدم عَلَيْهِ السَّلَام.
غرب أُريت فِي النّوم أَنِّي أنزع على قليب بِدَلْو فجَاء أَبُو بكر فَنزع نزعاً ضعيفاَ وَالله يغْفر لَهُ ثمَّ جَاءَ عمر فاستقى فاستحالت غربا فَلم أر عبقرياً يفري فريه حَتَّى روى النَّاس وضربوا بِعَطَن. أَي انقلبت دلوا عَظِيمَة وَهِي الَّتِي تتَّخذ من مسك ثَوْر يسنو بهَا الْبَعِير وَقد وصفهَا من قَالَ: ... شلّت يدا فارية فَرَتْها ... مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها ... سميت بذلك لِأَنَّهَا النِّهَايَة فِي الدلاء من غرب الشَّيْء وَهُوَ حدُّه قد ذكرت أَن كل عَجِيب غَرِيب ينْسب إِلَى عبقر يفري فريه أَي يعْمل عمله. العطن: الْموضع الَّذِي تناخ فِيهِ الْإِبِل إِذا رويت ضرب ذَلِك مثلا لأيام خِلَافَتهمَا. وَأَن أَبَا بكر قصرت مُدَّة أمره وَلم يفرغ من قتال أهل الرِّدَّة لافتتاح الْأَمْصَار وَعمر قد طَالَتْ أَيَّامه وتيسرت لَهُ الْفتُوح وأفاء الله عَلَيْهِ الْغَنَائِم وكنوز الأكاسرة. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فِيكُم مغربون قَالُوا ووما المغرِّبون قَالَ: الَّذين يُشْرك فيهم الْجِنّ. غرب إِذا بعد وَمِنْه: غَايَة مغرِّبة وشأو مغرِّب. وَمِنْه قَوْلهم: هَل عنْدك من مغربة خبر كَقَوْلِهِم: من جائية خبر أَي من خبر جَاءَ من بُعْد. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَنه قدم عَلَيْهِ أحد ثَوْر فَقَالَ عمر: هَل من مغرِّبة خبر قَالَ: نعم أَخذنَا رجلا من الْعَرَب كفر بعد إِسْلَامه فقدمناه فضربنا عُنُقه فَقَالَ فَهَلا أدخلتموه جَوف بَيت فألقيتم إِلَيْهِ كل يَوْم رغيفا ثَلَاثَة أَيَّام لَعَلَّه يَتُوب أَو يُرَاجع اللَّهُمَّ لم أشهد وَلم آمُر وَلم أَرض إِذْ بَلغنِي. وَالتَّاء فِي مغربة للْمُبَالَغَة أَو لِأَنَّهُ جُعل اسْما كالرمية والنطيحة وَكَأن قَوْله

(3/61)


(مغرّبون) مَعْنَاهُ جاءُون من نسب بعيد. إِن رجلا كَانَ مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَأَتَاهُ سهم غرب فَمَكثَ معالجاً فجزع مِمَّا بِهِ فَعدل على سهم من كِنَانَته فَقطع رواهشه. قَالَ الْمبرد: يُقَال: أَصَابَهُ سهم غرب سهم غرب بِمَعْنى. وَسمعت الْمَازِني يَقُول: أَصَابَهُ حجر غرْب إِذا أَتَاهُ من حَيْثُ لَا يدْرِي وأصابه حجر غرب إِذا رمى بِهِ غَيره فَأَصَابَهُ. ويروى: سهم غرْبٌ وغرِبٌ على الصّفة. الرواهش: عروق بَاطِن الذِّرَاع وعصبه والنواشر: الَّتِي فِي ظَاهرهَا وَقيل عكس ذَلِك الْوَاحِد راهش وناشرة.
غرر إيَّاكُمْ ومشارة النَّاس فَإِنَّهَا تدفن الغرَّة وَتظهر العرة. أصل الْغرَّة الْبيَاض فِي جبهة الْفرس ثمَّ استعيرت فَقيل فِي أكْرم كل شَيْء: غرته كَقَوْلِهِم: غرَّة الْقَوْم لسيدهم. والعرة: القذر فاستعيرت للعيب والدنس فِي الْأَخْلَاق وَغَيرهَا فَقَالُوا: فلَان عرَّة من العرر. وَالْمعْنَى أَنهم إِذا نالهم مِنْك مَكْرُوه كتموا محاسنك ومناقبك وأبدوا مساويك ومثالبك.
غَرَض لَا يشد الْغَرَض إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: مَسْجِد الْحَرَام ومسجدي هَذَا وَمَسْجِد بَيت الْمُقَدّس. وروى: لَا تُشد العرى وروى الرِّحال. الْغَرَض والغرضة: حزَام الرحل والمغرض كالمحزم. وَهُوَ من الْغَرَض ي قَوْلهم: مَلأ السقاء حَتَّى لَيْسَ فِيهِ غَرَض أَي أمت أَي تثنٍ. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَشى مَشى مجتمعاً يُعرف فِي مشيته أَنه غير غَرَض وَلَا وكل. الْغَرَض: الضجر والملال وَمِنْه قَول عدي بن حَاتِم: لما سَمِعت برَسُول الله

(3/62)


صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كرهته أشدّ كَرَاهِيَة فسرت حَتَّى نزلت جَزِيرَة الْعَرَب فأقمت بهَا حَتَّى اشْتَدَّ غرضي. الوكل: الضَّعِيف الثقيل الحركات لِأَنَّهُ يكل الْأَمر إِلَى غَيره. قَالَت: ... وَلَا تكونن كهِلّوفٍ وَكِل ... يصبح فِي مصرعه قد انجدل ...
غرز أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مرنا بخباء أعرابية عَجُوز فَجَلَسْنَا قَرِيبا مِنْهَا فَلَمَّا كَانَ مَعَ الْمسَاء جَاءَ بني لَهَا يفعة بأعنز مَعَه فَدفعت إِلَيْهِ الشَّفْرَة فَأَتَانَا بهَا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: رد الشَّفْرَة وائتني بقدح أَو قَعْب قَالَ: يَا هَذَا إِن غنمنا قد غرزت قَالَ: انْطلق فَاتَنِي بِهِ فَأَتَاهُ فَمسح على ظهر العنز ثمَّ حلب حَتَّى مَلأ الْقدح. يُقَال: غرزت الْغنم غرازاً إِذا قل لَبنهَا. وناقة غارز وغرزها صَاحبهَا إِذا ترك حلبها ليذْهب رفدها فتسمن واشتقاقه من الغرز كَأَنَّهُ غرز فِي الضروع أَي أمسك وَأثبت وَمِنْه قيل لما كَانَ مساكا للرحل فِي الْمركب غرز. حمى غرز النقيع لخيل الْمُسلمين. هُوَ نوع من الثمام دَقِيق لَا ورق لَهُ. وواد مغرر: بِهِ الغرز. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ ليرفأ خادمه: كم تعلفون هَذَا الْفرس قَالَ: ثَلَاثَة أَمْدَاد. فَقَالَ: إِن هَذَا لكاف أهل بَيت من الْعَرَب وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتعالجن غرز النقيع. وَعنهُ: أَنه رأى فِي رَوْث فرس شَعِيرًا فِي عَام الرَّمَادَة فَقَالَ: لَئِن عِشْت لأجعلن لَهُ من غرز النقيع مَا يُغنية عَن قوت الْمُسلمين. النقيع (بالنُّون) : مَوضِع. وَعَن الْأَصْمَعِي أَن عِيسَى بن عمر أنْشد يَوْمًا:

(3/63)


.. لَيْتَ شعري وَأَيْنَ مِنًّي لَيْت ... أَعَلَى العَهْدِ يَلْبُنٌ فَبُرام ... أم بعهدي البَقِيع أم غَيَّرَتْه ... بعديَ المُعْصِرات والأيَّام ... رَوَاهَا بِالْبَاء فَقَالَ أَبُو مهدية: إِنَّمَا هُوَ النقيع فَقَالَ عِيسَى: صدق وَالله أما إِنِّي لم أرو بَيْتا عَن أهل الْحَضَر إِلَّا هَذَا ثمَّ ذكر حَدِيث عمر وَرَأى رجلا يعلف بَعِيرًا فَقَالَ: أما كَانَ فِي النقيع مَا يُغْنِيك
غرر عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قضى فِي ولد الْمَغْرُور غرَّة. هُوَ الرجل يُزَوّج رجلا مَمْلُوكَة على أَنَّهَا حرَّة فَقضى أَن يغرم الزَّوْج لمولى الْأمة غرَّة وَيكون وَلَدهَا حرَّا وَيرجع الزَّوْج على من غرّه بِمَا غرم. أقبل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بعض الْمَغَازِي حَتَّى إِذا كَانَ بالجرف قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس لَا تطرقوا النِّسَاء وَلَا تغتروهنَّ. أَي لَا تفاجئوهنّ على غرَّة مِنْهُنَّ وَترك استعداد من قَوْلهم: اغترَّه الْأَمر إِذا أَتَاهُ على غرَّة عَن يَعْقُوب وَأنْشد: ... إِذا اغْتَرَّه بَين الْأَحِبَّة لم تكن ... لَهُ فزعة إِلَّا الهوادج تخدر ...
غرق عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر مَسْجِد الْكُوفَة فَقَالَ: فِي زاويته فار التَّنور وَفِيه هلك يَغُوث ويعوق وَهُوَ الغاروق وَمِنْه سير جبل الأهواز ووسطه على رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَفِيه ثَلَاث أعين أُنبتت بالضغث تُذهب الرجس وتطهر الْمُؤمنِينَ: عين من لبن وَعين من دهن وَعين من مَاء جَانِبه الْأَيْمن ذكر وجانبه الْأَيْسَر مكر وَلَو يعلم النَّاس مَا فِيهِ من الْفضل لأتوه وَلَو حبواً. هُوَ فاعول من الْغَرق لِأَن الْغَرق كَانَ مِنْهُ. أَرَادَ بالضغث مَا ضرب بِهِ أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام امْرَأَته. وبالعين الَّتِي ظَهرت لما ركض بِرجلِهِ. وبالذكر الصَّلَاة.

(3/64)


وبالمكر أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قُتل فِيهِ. الحبو: الدبيب.
غرنق ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا إِن جنَازَته لما أَتَى بِهِ الْوَادي أقبل طَائِر أَبيض غرنوق كَأَنَّهُ قبطيَّة حَتَّى دخل فِي نعشه. قَالَ الرَّاوِي: فرمقته فَلم أره خرج دفن. الغرنوق والغرنيق: طَائِر أَبيض من طير المَاء. وَعَن أبي خيرة الْأَعرَابِي سمى غرنيقاً لبياضه. وَقَالَ يَعْقُوب فِي الشَّاب: الغرنوق وَهُوَ الْأَبْيَض الْجَمِيل الغضّ وَلما كَانَت الْكَلِمَة دَالَّة على معنى الْبيَاض أكد بهَا الْأَبْيَض. الْقبْطِيَّة: ثِيَاب من كتَّان تنسج بِمصْر نسبت إِلَى القبط بِالضَّمِّ فرقا بَين الثِّيَاب بيض والأناسي وَالْجمع الْقبَاطِي.
غرز الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى مَا طلع السماك قطّ إِلَّا غارزاً ذَنبه فِي برد. هَذَا تَمْثِيل وَأَصله من غرز الْجَرَاد ذَنبه إِذا أَرَادَ الْبيض وَأَرَادَ السماك الأعزل فطلوعه لخمس تَخْلُو من تشرين الأول وَفِي ذَلِك الْوَقْت يذهب الْحر كُله ويبتدئ شَيْء من الْبرد.
غرب الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى إِذا اسْتغْرب الرجل ضحكا فِي الصَّلَاة أعَاد الصَّلَاة. يُقَال: أغرب فِي الضحك واستغرب واغترق واستغرق إِذا بَالغ وَأبْعد.
غربب فِي الحَدِيث: إِن الله تَعَالَى يبغض الغربيب. هُوَ الَّذِي يسوِّد شَيْبه بالخضاب.
غربل كَيفَ بكم وبزمان يُغربل النَّاس فِيهِ غربلة. أَي يذهب بخيارهم وَيبقى أراذلهم كَمَا يفعل من يغربل الطَّعَام بالغربال. وَيجوز أَن يكون من الغربلة وَهِي الْقَتْل عَن الْفراء: وَأنْشد:

(3/65)


.. ترى الْمُلُوك حوله مُغْرْبلهْ ... يقتل ذَا الذَّنْبِ ومَنْ لَا ذَنْبَ لَه ... وَمِنْهَا قَوْلك: ملك مغربل أَي ذَاهِب. أعْلنُوا النِّكَاح واضربوا عَلَيْهِ بالغربال. أَي بالدف.
الْغَيْن مَعَ الزَّاي

غَزْو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما فتح مَكَّة قَالَ: لَا تُغزى قُرَيْش بعْدهَا. أَي لَا تكفر حَتَّى تُغزى على الْكفْر. وَنَظِيره قَوْله: لَا يُقتل قرشي صبرا بعد الْيَوْم. أَي لَا يرْتَد فَيقْتل صبرا على ردته فَأَما قُرَيْش وَغَيرهم فهم عِنْده فِي الْحق سَوَاء.
الْغَيْن مَعَ السِّين

غسل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غسَّل واغتسل وَبكر وابتكر واستمع وَلم يلغ كفَّر ذَلِك مَا بَين الجمعتين وروى غَسَل. يُقَال غسَّل الْمَرْأَة وغسلها: جَامعهَا وَمِنْه فَحل غُسلة أَي جَامع مَخَافَة أَن يرى فِي طَرِيقه مَا يُحرِّك مِنْهُ أَو غَسَل أعضاءه متوضئاَ ثمَّ اغْتسل غُسل الْجُمُعَة. وغسَّل: بَالغ فِي غسل الْأَعْضَاء على الإسباغ والتثليث.

(3/66)


بكر: أَتَى الصَّلَاة لأوّل وَقتهَا. [وَمِنْه: بكِّروا بِصَلَاة الْمغرب أَي صلوها عِنْد سُقُوط القرص. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تزَال أمتِي على سنتي مَا بكَّروا بِصَلَاة الْمغرب. ابتكر: أدْرك أول الْخطْبَة من ابتكر الرجل إِذا أكل با كورة الْفَاكِهَة] .
غسق قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: أَخذ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي ثمَّ نظر إِلَى الْقَمَر فَقَالَ: يَا عَائِشَة تعوَّذي بِاللَّه من هَذَا فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب. وَهُوَ من غسق يغسق إِذا أظلم لِأَنَّهُ يظلم إِذا كسف. ووقوبه: دُخُوله فِي الْكُسُوف أَرَادَ: تعوذي بِاللَّه مِنْهُ عِنْد كسوفه. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا تفطروا حَتَّى تروا اللَّيْل يغسق على الظراب. أَي يظلم عَلَيْهَا وَخص الظراب وَهِي الجبيلات إِرَادَة أَن الظلمَة تقرب من الأَرْض كَمَا قَالَ الْهُذلِيّ. ... دَلَجَى إِذا مَا اللَّيْل جَنَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ ... ابْن خثيم رَحمَه الله تَعَالَى الله تَعَالَى كَانَ يَقُول لمؤذنه يَوْم الْغَيْم أغسق أغسق. أَي أخر الْمغرب حَتَّى يغسق اللَّيْل. . مغسقا فِي (عز) . [لَا يغسلهُ المَاء فِي (قر) ] .
الْغَيْن مَعَ الشين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ منا من غشَّنا. الغشّ أَلا تمحض النَّصِيحَة من الغشش وَهُوَ المشرب الكدر وَمِنْه: لَقيته على غشاش أَي على عجلة ونزلوا غشاشا كَأَنَّهُ لِقَاء مشوب بفرقة وَنزل مشوب بنهضة لفرط قلته أَلا ترى إِلَى قَوْله:

(3/67)


.. يكون نزُول الركب فِيهَا كلا وَلَا ... غشا شا وَلَا يدنون رحلا إِلَى رَحل ...
غشمر جُبَير بن حبيب رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ عِيسَى بن عمر: أنشدته قَول أبي كَبِير: حَمَلَت بِهِ فِي لَيْلَة مَزْءُوَدةٍ ... كَرْها وعَقْد نِطاقِها لم يُحْلَلِ فَقَالَ: قَاتله الله لقد تغشمرها. أَي أَخذهَا بجفاء وعنف. تغشيشا فِي (غث) .
الْغَيْن مَعَ الضَّاد

غضض ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا لَو غضَّ النَّاس فِي الْوَصِيَّة من الثُّلُث إِلَى الرّبع لَكَانَ أحبَّ إليّ لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الثُّلُث وَالثلث كثير. أَي نَقَصُوا وحطُّوا يُقَال: لَا أغضُّك من حَقك شَيْئا وَلَا أغذك وَقد غضضته وغذذته. قَالَ: ... أيامَ ألحف مِئْزري عَفَر المَلا ... وأغض كل مرجل رَيَّان ...
غضغض عَمْرو رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما مَاتَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: هَنِيئًا لَك ابْن عَوْف خرجت من الدُّنْيَا ببطنتك لم يتغضغض مِنْهَا شَيْء. يُقَال غضغضته فتغضغض أَي نقصته وَهُوَ من معنى غضضته لَا من لَفظه لِأَنَّهُ ثلاثي وَهُوَ رباعي فَلَا يشتق مِنْهُ. ضرب البطنة مثلا لَو فَور أجره الَّذِي استوجبه بهجرته وَجِهَاد وَأَنه لم يتلبس بِولَايَة وَعمل فينقص ذَلِك.

(3/68)


الْغَيْن مَعَ الطَّاء
غطف فِي (بر) . غطيطة فِي (ضف) . غطريف فِي (رج) . [غطريفاً فِي (جم) ] . مَا يغط فِي (سنّ) .
الْغَيْن مَعَ الظَّاء

غفل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ نقادة الْأَسدي: يَا رَسُول الله إِنِّي رجل مُغفل فَأَيْنَ أسم قَالَ: فِي مَوضِع الْجَرِير من السالفة فَقَالَ: يَا رَسُول الله اطلب إِلَى طلبة فإ ني أحب أَن أطلبكها قَالَ ابغني نَاقَة حلبانة ركبانة غير أَن لَا توله ذَات ولد عَن وَلَدهَا. الْمُغَفَّل: الَّذِي إبِله أغفال وَهِي الَّتِي لَا سمة عَلَيْهَا. الْجَرِير: حَبل فِي عنق الْبَعِير من أَدَم. السالفة: مَا سلف من الْعُنُق أَي تقدم. الحلبانة الركبانة: الصا لحة للحلب والر كوب زيدت الْألف وَالنُّون فِي بنائهما على مَا هُوَ أصل فِي بِنَاء مصدري حلب وَركب كَمَا زيدتا على سيف وعير وريع فِي قَوْلهم للْمَرْأَة الشطبة الممشوقة كَأَنَّهَا سيف: سيفانة وللناقة الَّتِي هِيَ فِي سرعَة العير أَو فِي صلابته: عيرانة وَفِي لَبنهَا ريع أَي كَثْرَة وبركة: ريعانة فَكَأَنَّمَا قيل فِيهَا فعلية والأالف وَالنُّون زائدتان لتعطيا معنى النّسَب. قَالَ: ... [أكرِم لنا بِنَاقَة ألوفِ] ... حَلبانة رَكبانة صَفوفِ ... تخلط بَين وَبَر وصَوفِ الطّلبَة: الْحَاجة وَمَا يطْلب ونظيرها النكرَة لما يُنكر وإطلابها: إنجازها والإسعاف بهَا وَمثله سَأَلته فأسألني أَي أَعْطَانِي سُؤَالِي والحقيقة أَنه من بَاب الإشكاء والإعتاب.

(3/69)


ابغني: اطلبه لي بوصل الْهمزَة بقطعها أَعنِي على بغائه. التَّوْلِيَة: أَن تدعها والهاً أَي ثاكلاً بفصلها عَن وَلَدهَا. أَن فِي أَن لَا تولَّه هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَالْمعْنَى: غير أَنه لَا تولّه أَي غير أَن الشَّأْن والْحَدِيث لَا تفعل هَذَا. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رأى رجلا يتَوَضَّأ فَقَالَ: عَلَيْك بالمغفلة والمنشلة. أَرَادَ العنفقة لِأَن النَّاس يغفلون عَنْهَا وَعَما تحتهَا. المنشلة: مَوضِع الْخَاتم إِذا أَرَادَ غسله نشل الْخَاتم عَنهُ أَي رَفعه. وَعَن بعض التَّابِعين: أَنه أوصى رجلا فِي طَهَارَته فَقَالَ: تفقد فِي طهارتك الممغفلة والمنشلة وَالروم والفنيكين والشاكل وَالشَّجر. الرَّوم شحمة الْأذن. الفنيكان: جانبا العنفقة. الشاكل: الْبيَاض بَين الصُّدع وَالْأُذن. الشّجر: مُجْتَمع اللحيين عِنْد العنفقة.
غفق عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ روى إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه. قَالَ: مر بِي عمر بن الْخطاب ونا قَاعد فِي السُّوق وَهُوَ مار لحَاجَة لَهُ مَعَه الدرة فَقَالَ: هَكَذَا يَا سَلمَة عَن الطَّرِيق فغفقني بهَا فَمَا أصَاب إِلَّا طرفها ثوبي قَالَ فامطت عَن الطَّرِيق فَسكت عني حَتَّى إِذا كَانَ الْعَام الْمقبل لَقِيَنِي فِي السُّوق فَقَالَ: يَا سَلمَة أردْت الْحَج الْعَام قلت: نعم فَأخذ بيَدي فَمَا فَارَقت يَده يَدي حَتَّى أدخلني بَيته فَأخْرج كيساً فِيهِ سِتّمائَة دِرْهَم فَقَالَ: سَلمَة خُذْهَا واستعن بهَا على حجك وَاعْلَم أَنَّهَا من الغفقة الَّتِي غفقتك عَاما أول. قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالله مَا ذكرتها حَتَّى ذكرتنيها فَقَالَ عمر: وَأَنا وَالله مَا نسيتهَا. يُقَال غفقه بِالدرةِ غفقات وخفقه بهَا خفقات أَي ضربه وَهُوَ ضرب خَفِيف وَمِنْه التغفيق للنوم الْخَفِيف الَّذِي يسمع صَاحبه الحَدِيث وَلَا يحققه وَيَقُولُونَ خَفق خفقة

(3/70)


إِذا نعس ثمَّ انتبه وَقد جَاءَ عفقة عفقات (بِالْعينِ غير الْمُعْجَمَة) . مَعَه الدرة: فِي مَحل النصب على الْحَال كَقَوْلِك: خرج عَلَيْهِ سَواد. مفعول أمطت مَحْذُوف وَهُوَ الْأَذَى يَعْنِي بِهِ سدّه الطَّرِيق بِنَفسِهِ وَالْمرَاد جعلت الطَّرِيق مماطاً عَنهُ أَي غير مسدود. حذف الرَّاجِع من الصِّلَة إِلَى الْمَوْصُول وَالْأَصْل غفقتكها.
الْغَيْن مَعَ الْقَاف

غفق فِي الحَدِيث: إِن الشَّمْس لتقرب من النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى أَن بطونهم تَقول: غِق غِقْ. هَذِه حِكَايَة صَوت الغليان وَيُقَال: غقَّ الْقدر غقا وغقيقا إِذا غلى إِلَى فَسمِعت لَهُ صَوتا وَسمعت غقَّ المَاء وغقيقه إِذا جرى فَخرج من ضيق إِلَى سَعَة أَو من سَعَة إِلَى ضيق وَمِنْه قَوْلهم للْمَرْأَة الَّتِي يسمع لَهَا صَوت عِنْد الْجِمَاع: غقوق وغقَّاقة.
الْغَيْن مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صلح الْحُدَيْبِيَة حِين صَالح أهل مَكَّة وَكتب بَينه وَبينهمْ كتابا فَكتب فِيهِ: أَن لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال. وَأَن بَينهم عَيْبَة مَكْفُوفَة. يُقَال غلّ فلانٌ كَذَا إِذا اقتطعه ودسّه فِي مَتَاعه من غلّ الشَّيْء فِي الشَّيْء إِذا أدخلهُ فِيهِ فانغلّ وسلّ الْبَعِير وَغَيره فِي جَوف اللَّيْل إِذا انتزعه من بَين الْإِبِل وَهِي السلَّة وأغل وأسل صَار ذَا غلُول وسلّة وَيكون أَيْضا ان يعين غَيره عَلَيْهِمَا وَقيل: الإغلال لبس الدروع والإسلال سلّ السيوف. وَفِي حَدِيث شُرَيْح رَحمَه الله تَعَالَى: لَيْسَ على الْمُسْتَعِير غير المغلّ ضَمَان وَلَا على الْمُسْتَوْدع غير المغلّ ضَمَان.

(3/71)


يُرِيد من لاخيانة عِنْده. المكفوفة: المشرجة مثل بهَا الذِّمَّة المحفوظة الَّتِي تنكث. ثَلَاث لَا يغلُّ عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن: إخلاص الْعَمَل لله والنصيحة لولاة الْأَمر وَلُزُوم جمَاعَة الْمُسلمين فَإِن دعوتهم تحيط من وَرَائه _ وروى: لايغل (بِالضَّمِّ) وَلَا يغل بِالتَّخْفِيفِ يُقَال غلّ صَدره يغل غلاًّ والغلّ: الحقد الكامن فِي الصَّدْر. وَالْإِغْلَال: الْخِيَانَة. والوغول: الدُّخُول فِي الشَّرّ. وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْخلال يستصلح بهَا الْقُلُوب فَمن تمسك بهَا طهر قلبه من الدّغل وَالْفساد. وعليهن: فِي مَوضِع الْحَال أَي لَا يغل كَائِنا عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن وَإِنَّمَا انتصب عَن النكرَة لتقدمه عَلَيْهِ.
غلق لَا يغلق الرَّهن بِمَا فِيهِ لَك غنمه وَعَلِيهِ غرمه. يُقَال: غلق الرَّهْن غلوقا إِذا بَقِي يَد الْمُرْتَهن لَا يقدر على تخليصه. قَالَ زُهَيْر: ... وفارقتك برَهْنٍ لَا فَكاك لَهُ ... يَوْم الْوَدَاع فأمْسَى الرَّهْن قَدْ غَلِقَا ... وَكَانَ من أفاعيل الْجَاهِلِيَّة أَن الرَّاهِن إِذا لم يؤدِّ مَا عَلَيْهِ فِي الْوَقْت الْمُؤَقت ملك الْمُرْتَهن الرَّهْن. وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ رَحمَه الله: أَنه سُئِلَ عَن غلق الرَّهْن فَقَالَ: يَقُول أَن لم افتكّه إِلَى غَد فَهُوَ لَك. وَمعنى قَوْله: لَك غنمه وَعَلِيهِ غرمه أَن زِيَادَة الرَّهن ونماءه وَفضل قِيمَته للرَّاهِن وعَلى الْمُرْتَهن ضَمَانه إِن هلك كَمَا فِي حَدِيث عَطاء: أَن رجلا رهن فرسا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنفق فَذكر الْمُرْتَهن ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ذهب حَقك. أَي من الدّين. لَا طَلَاق وَلَا عتاق فِي إغلاق. أَي فِي إِكْرَاه لِأَن الْمُكْره مغلق عَلَيْهِ أمره وتصرُّفه.

(3/72)


غلط نهى عَن الغلوطات وروى: الاغلوطات. قَالَ بَعضهم: الغلوطة: المسئلة الَّتِي يُغالط بهَا الْعَالم ليستزل ويستسقط رَأْيه. يُقَال: مسئلة غلوط كشاة حَلُوب وناقة ركُوب اسْما بِزِيَادَة التَّاء فَيُقَال غلوطة. وَقيل الصَّوَاب: عَن الغلوطات بطرح الْهمزَة من الأغلوطات وإلقاء حركتها على لَام التَّعْرِيف. كَمَا يُقَال فِي الْأَحْمَر لحمر وردّت الرِّوَايَة الأولى. والأغلوطة: أفعولة من غلط كالأحدوثة والأحموقة.
غلق الْخَيل ثَلَاثَة: رجل ارْتبط فرسا عدَّة فِي سَبِيل الله فَإِن علفه وروثه وأثره ومسحاً عَنهُ وعارية وزر فِي مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة. وَرجل ارْتبط فرسا ليغالق عَلَيْهَا أَو يراهن عَلَيْهَا: فَإِن علفه وروثه ومسحاً عَنهُ وزر فِي مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة. وَرجل ارْتبط فرسا ليستنبطها وروى: ليستنبطنها فَهِيَ ستر من الْفقر. المغالقة: الْمُرَاهنَة وَأَصلهَا فِي الميسر. والمغالق: الأزلام الْوَاحِد مغلق وَإِنَّمَا كرهها إِذا كَانَت على رسم الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ أَن يتواضعا بَينهمَا جُعلا يسْتَحقّهُ السَّابِق مِنْهُمَا. الاستنباط: اسْتِخْرَاج المَاء يُقَال: أنبط فلَان واستنبط إِذا حفر فَانْتهى إِلَى المَاء فاستعير لاستخراج النَّسْل. والاستنبان: طلب مافي الْبَطن يَعْنِي النِّتَاج. وَالْمسح عَنهُ: فرجنته لِأَنَّهُ يمسح عَنهُ التُّرَاب وَغَيره. أهل الْجنَّة الضُّعَفَاء المغلبون وَأهل النَّار كل جعظري جوَّاظ مستكبر جمَّاع مناع.
غلب
لغلب الَّذِي يغلب كثيرا وَيكون أَيْضا الَّذِي يحكم لَهُ بالغلبة يُقَال: غلِّب فلَان على فلَان. قَالَ يَعْقُوب: إِذا قَالُوا للشاعر مغلَّب فَهُوَ مغلوب وَرجل مغلب: لايزال يغلب. الجعظري والجعذري: الأكول الغليظ وَقيل: الْقصير المنتفخ بِمَا لَيْسَ عِنْده.

(3/73)


الجوَّاظ من جاظ يجوظ جوظاناً إِذا اختال وَقيل: [الَّذِي] جمع وَمنع. وَقيل هُوَ السمين وَقيل: الصخاب المهذار.
غلم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُغيلمة بني عبد الْمطلب من جمع بلَيْل ثمَّ جعل يلطخ أفخاذنا [بِيَدِهِ] وَيَقُول: أبيني لاترموا جَمْرَة الْعقبَة حَتَّى تطلع الشَّمْس. الأُغيلمة: تَصْغِير أغلمة قِيَاسا وَلم تجىء كَمَا أَن أصبية تَصْغِير أصبية وَلم تسْتَعْمل إِنَّمَا الْمُسْتَعْمل غلمة وصبية. جمع: علم للمزدلفة وَهِي الْمشعر الْحَرَام سميت بذلك لاجنماع آدم وحواء عَلَيْهَا السَّلَام بهَا وازد لَا فهما إِلَيْهَا فِيمَا روى عَن ابْن عَبَّاس. اللطخ: ضرب لين بِبَطن الْكَفّ. الأبيني بِوَزْن الأعيمي تَصْغِير الأبنى بِوَزْن الْأَعْمَى وهواسم جمع للِابْن. قَالَ: ... وَإِن يَك لاساء فقد ساءنِي ... تَرْكُ أُبَيْنِيكَ إِلَى غير راعِ ...
غلق عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي كِتَابه إِلَّا أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: وَإِيَّاك والغلق والضجر والتأذي بالخصوم والتنكر للخصومات فَإِن الْحق فِي مَوَاطِن الْحق يعظم الله بِهِ الْأجر ويُحسن بِهِ الذخر. قَالَ الْمبرد: الغلق: ضيق الصَّدْر وَقلة الصَّبْر. وَرجل غلق: سيء الْخلق.
غلم عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تجهزوا لقِتَال المارقين المغتلمين. هم الَّذين تجاوزوا حدَّ مَا أُمروا بِهِ من الدّين وَطَاعَة الإِمَام وطغوا من اغتلام الْبَعِير وَهُوَ هيجه للشهوة وطغيانه وَيُقَال غلم غلمة واغتلم اغتلاما.

(3/74)


وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا اغتلمت عَلَيْكُم هَذِه الْأَشْرِبَة فاكسروها بِالْمَاءِ. أَي إِذا هَاجَتْ سورتها وحمياها فامزجوها بِالْمَاءِ.
غلت ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا غلت فِي الْإِسْلَام. يُقَال: غلط فِي كل شَيْء وغلت فِي الْحساب خَاصَّة. وَمَعْنَاهُ أَن الرجل إِذا قَالَ: اشْتريت مِنْك هَذَا الثَّوْب بِمِائَة دِرْهَم ثمَّ تَجدهُ قد اشْتَرَاهُ بِأَقَلّ ردّ إِلَى الْحق وَترك الغلت. وَمِنْه حَدِيث شُرَيْح رَحمَه الله تَعَالَى: أَنه كَانَ لَا يُجِيز الغلت. وَعَن النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أَنه قَالَ: لَا يجوز التَّغَلًت. تفّعل من الغلت تَقول تغلته أَي طلب غَلَّته نَحْو تعنته. وَيُقَال تغلتني فلاان واغتلتني إِذا أَخذه على غرَّة.
غلق جَابر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِنَّمَا شَفَاعَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمن أوثق نَفسه وأغلق ظَهره. يُقَال: غلق ظهر الْبَعِير إِذا دبر فنغل بَاطِنه فَلَا يكَاد يبرأ وأغلقه صَاحبه إِذا أثقل حمله حَتَّى غلق لِأَنَّهُ مَنعه بذلك من الِانْتِفَاع بِهِ فَكَأَنَّهُ أغلق مِنْهُ وَكَانَ مُطلقًا. وَالْمعْنَى: وأثقل ظَهره بِالذنُوبِ.
الْغَيْن مَعَ الْمِيم

غمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي سفر فشُكي إِلَيْهِ الْعَطش فَقَالَ: أطْلقُوا لي غمري. فَأتي بِهِ. هُوَ الْقدح الصَّغِير. سمي بذلك لِأَنَّهُ مغمور بَين سَائِر الأقداح وَمِنْه تغمرت الْإِبِل إِذا شربت قَلِيلا.

(3/75)


لَا تقدمُوا شهر رَمَضَان بِيَوْم وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا أَن يُوَافق ذَلِك صوما كَانَ يَصُومهُ أحدكُم. صُومُوا لرُؤْيَته وأفطروا لرُؤْيَته فَإِن غُمّ عَلَيْكُم فصوموا ثَلَاثِينَ ثمَّ أفطروا وروى فَإِن غُمّ عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ. فِي غمَّ ضمير الْهلَال أَي إِن غُطي بغيم أَو غَيره من غممت الشَّيْء إِذا غطيته وَيجوز أَن يكون مُسْندًا إِلَى الظّرْف أَي فَإِن كُنْتُم مغموما عَلَيْكُم فصوموا. وَترك ذكر الْهلَال للاستغناء عَنهُ كَمَا تَقول: دفع إِلَى زيد إِذا اسْتغنى عَن ذكر الْمَدْفُوع. فاقدروا لَهُ فقدروا عدد الشَّهْر بِثَلَاثِينَ يَوْمًا.
غمد لَيْسَ أحد يدْخل الْجنَّة بِعَمَلِهِ. قيل: وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ: وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته أَي يسترني ويغمدني من الغمد.
غمر إِنَّه أول مَا اشْتَكَى فِي بَيت مَيْمُونَة اشْتَدَّ مَرضه حَتَّى غُمر عَلَيْهِ. أَي أُغمي عَلَيْهِ كَأَنَّهُ غُطِّي على عقله من غمرت الشَّيْء إِذا سترته وَغشيَ عَلَيْهِ وأُغمي عَلَيْهِ من معنى السّتْر أَيْضا.
غمس الْيَمين الْغمُوس تدع الدِّيار بَلَاقِع. هِيَ الْيَمين الكاذبة لِأَنَّهَا تغمس فِي المآثم وَتقول الْعَرَب لِلْأَمْرِ الشَّديد الغامس فِي الشدَّة وَالْبَلَاء: غموس قَالَ: ... مَتى تَأْتِنا أَو تَلْقَنَا فِي ديارِنا ... تَجِد أمرنَا إمرا أحذ غموسا ...
غمق عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كتب إِلَى أبي عُبَيْدَة وَهُوَ بِالشَّام حِين وَقع بهَا الطَّاعُون: إِن الْأُرْدُن أَرض غمقة وَإِن الْجَابِيَة أَرض نزهة فاظهر بِمن مَعَك من الْمُسلمين إِلَى الْجَابِيَة. الغمق: فَسَاد الرّيح وخمومها من كَثْرَة الأندية. النزهة: الْبعد من ذَلِك وَمِنْهَا قَوْلهم: فلَان نزه النَّفس عَن الريب.

(3/76)


غمر جعل على كل [جريب] عَامر أَو غامر درهما وقفيزا. الغامر: الَّذِي أُغفل عَن الْعِمَارَة وَعَن آثارها من قَوْلهم غمر غمارة فَهُوَ غمر وَهُوَ الغرُّ الَّذِي خلا من آثَار التجربة وَفِي كَلَام بعض الْعَرَب: فلَان غفل لم تسمه التجارب. وَإِنَّمَا وَجب فِيهِ الْخراج لِئَلَّا يقصروا فِي الْعِمَارَة.
غمص عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما قتل ابْن آدم أَخَاهُ غمص الله الْخلق وَنقص الْأَشْيَاء. أَي غض من طولهم وعظمهم وقوتهم وَيُقَال: غمصت الرجل وغمصته واحتقرته.
غمض معَاذ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إيَّاكُمْ ومغمضات الْأُمُور وروى: إيَّاكُمْ والمغمضات من الذُّنُوب. قَالَ النَّضر: هِيَ الْعِظَام يركبهَا الرجل وَهُوَ يعرفهَا لكنه يغمض عَنْهَا كَأَن لم يرهَا.
غمم عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَ مُوسَى بن طَلْحَة: أتيناها نسألها عَن عُثْمَان فَقَالَت: اجلسوا حَتَّى أحدثكُم بِمَا جئْتُمْ لَهُ وَإِنَّا عتبنا عَلَيْهِ كَذَا وَمَوْضِع الغمامة المحماة وضربه بِالسَّوْطِ والعصا فعمدوا إِلَيْهِ حَتَّى إِذا ماصوه كَمَا يماص الثَّوْب اقتحموا إِلَيْهِ الْفقر الثَّلَاث: حُرْمَة الشَّهْر وَحُرْمَة الْبَلَد وَحُرْمَة الْخلَافَة. سمت العشب بالغمامة كَمَا يُسمى بالشماء أَي جعل الْكلأ حمى وَالنَّاس فِيهِ شُرَكَاء وَضرب بِالسَّوْطِ والعصا فِي الْعُقُوبَات وَكَانَ من قبله يضْرب بِالدرةِ والنعل. ماصوه: غسلوه من الذُّنُوب بالاستتابة. مر تَفْسِير الْفقر فِي (سح) . فِي الحَدِيث: إِن بني قُرَيْظَة نزلُوا أَرضًا غملة وبلة. هِيَ الَّتِي وارى النَّبَات وَجههَا يُقَال: اغمل هَذَا الْأَمر أَي واره.

(3/77)


الغملول: الشّجر المتكاثف. الوبلة: الوبئة من الْكلأ الوبيل وَقد وبل ووبل.
الْغَيْن مَعَ النُّون
غنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير الصَّدَقَة مَا أبقت غنى وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وابدأ بِمن تعول. أَي مَا بقيت لَك بعد إخرجها كِفَايَة لَك ولعيالك واستغناء كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّمَا الصَّدَقَة عَن ظهر غنى وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُل الْعَفْو} أَو مَا أجزلت فأغنيت بِهِ الْمُعْطِي عَن الْمَسْأَلَة كَقَوْل عمر: إِذا أعطيتم فأغنوا. الْعليا: يَد الْمُعْطِي. والسفلى: يَد الْآخِذ. أنَّث الضَّمِير الرَّاجِع إِلَى الْمَوْصُول فِي قَوْله: مَا أبقت ذَهَابًا إِلَى مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ فِي معنى الصَّدَقَة. من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فالجمعة حقٌّ عَلَيْهِ إِلَّا عبد أَو صبي أَو مَرِيض فَمن اسْتغنى بلهو أَو تِجَارَة اسْتغنى الله عَنهُ وَالله غَنِي حميد. أَي طَرحه الله وَرمى بِهِ من عينه فعل من اسْتغنى عَن الشَّيْء فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ. وَقيل جزاه جَزَاء استغنائه عَنْهَا كَقَوْلِه تَعَالَى {نَسُوا اللهَ فنسيهم}
غنظ ابْن عبد الْعَزِيز رحمهمَا الله تَعَالَى _ ذكر الْمَوْت فَقَالَ: عنظ لَيْسَ كالغنظ وكظ لَيْسَ كالكظ. يُقَال: غنظه جهده وكربه وكنظه مثله وَيُقَال: غنظه جهده وكنظه إِذا ملأَهُ غيظا وغنظه الطَّعَام وكنظه إِذا ملأَهُ وغمه. قَالَ:

(3/78)


.. وَلَقَد لقيتَ فوارسا من قَوْمِنَا ... غَنَظُوك غَنْظَ جَرادَة العَيّار ... والكظ نَحوه يُقَال: كظه الطَّعَام إِذا ملأَهُ وغمه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: كظَّه الشِّبَع إِذا امْتَلَأَ حَتَّى لَا يُطيق النَّفس.
الْغَيْن مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن حُصَيْن بن أَوْس النَّهْشَلِي أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله قل لأهل الْغَائِط يحسنوا مخالطتي فشمَّت عَلَيْهِ ودعا لَهُ. الْغَائِط: الْوَادي المطمئن وغاط فِي الأَرْض يغوط ويغيط إِذا غَار يُرِيد أهل الْوَادي الَّذِي كَانَ ينزله. وَمِنْه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ينزل أمتِي بغائط يسمونه الْبَصْرَة يكثر أَهلهَا وَيكون مصرا من أَمْصَار الْمُسلمين.
غور عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وجد رجلٌ مَنْبُوذًا فَأَتَاهُ بِهِ فَقَالَ: عَسى الغوير أُبؤساً. فَقَالَ عريفه: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه وَإنَّهُ. . فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا. فَقَالَ: هُوَ حرّ وَوَلَاؤُهُ لَك. الغوير: مَاء لكَلْب وَهَذَا مثل أول من تكلم بِهِ الزباء الملكة حِين رَأَتْ الْإِبِل عَلَيْهَا الصناديق فاستنكرت شَأْن قصير إِذْ أَخذ على غير الطَّرِيق أَرَادَت: عَسى أَن يَأْتِي ذَلِك الطَّرِيق بشر. وَمُرَاد عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ اتهام الرجل بِأَن يكون صَاحب المنبوذ حَتَّى أثنى عَلَيْهِ عريفه خيرا. الأبؤس: جمع بَأْس وانتصابه بعسى على أَنه خَبره على مَا عَلَيْهِ أصل الْقيَاس. جعله مَوْلَاهُ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ أعْتقهُ إِذْ التقطه فأنقذه من الْمَوْت وَأَن يلتقطه غَيره فيدعي رقَّه. إِنَّه وَإنَّهُ أَرَادَ أَنه أَمِين وَأَنه عفيف وَمَا أشبه ذَلِك فَحذف.

(3/79)


غول إِن صبياًّ قُتل بِصَنْعَاء غيلَة فَقتل بِهِ عمر سَبْعَة وَقَالَ: لَو اشْترك فِيهِ أهل صنعاء لقتلتهم. هِيَ فعلة من الاغتيال وياؤها عَن وَاو لِأَن الاغتيال من غالته الغول تغوله غولا.
غوى إِن قُريْشًا تُرِيدُ أَن تكون مغويات لمَال الله. المغواة: الزبية. قَالَ رؤبة: ... فِي لَيْلَة بجوزها يَوْم حادِ ... إِلَى مُغَوّاة الفَتَى بالمِرْصاد ... وَفِي أمثالهم: من حفر مغوَّاة وَقع فِيهَا أَي تُرِيدُ أَن تكون مصائد لِلْمَالِ تحتجنه. وَسميت مغواة لِأَنَّهَا غويت أَي أضلَّت وسترت اعتيالا للصَّيْد من الغي. قَالَ السَّائِب بن الْأَقْرَع: وَردت عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ بِخَبَر فتح نهاوند فَلَمَّا رَآنِي ناداني من بعيد: وَيحك مَا وَرَاءَك فوَاللَّه مَا بت هَذِه اللَّيْلَة إِلَّا تغويرا وروى: تغريرا. قلت: أبشر بِفَتْح الله وَنَصره قَالَ: وَكنت حملت معي سفطين من الْجَوْهَر ففتحتهما كَأَنَّهُ النيرَان يشب بعضه بَعْضًا. التغوير: النُّزُول عِنْد الغائرة وَهِي حِين تغور الشَّمْس أَي تصير إِلَى شدَّة الْحر يُقَال: غوّروا قَلِيلا. قَالَ جرير: أنَحْنَ لِتَغْوِيرٍ وقَدْ وَقَد الحَصَى ... وذاب لُعاب الشمسِ فَوق الجماجم ... والغورة مثل الغائرة ثمَّ قيل للقيلولة تغوير وَأَرَادَ عمر مَا بتُّ إِلَّا قدر نومَة المغوِّر. والتغرير من الغرار. الشبّ. الإيقاد يُرِيد: أَنه كَانَ يتلألأ ويتوقد كالنار.

(3/80)


عُثْمَان رضى الله تَعَالَى عَنهُ فِي مَقْتَله فتغاووا عَلَيْهِ قَتَلُوهُ. التغاوي: التحاشد بالغيّ. وَمِنْه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث الْمُنْذر بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ إِلَى بني عَامر بن صعصعة فاستنجد عَامر بن الطُّفَيْل عَلَيْهِ قبائل فَقَتَلُوهُ وَأَصْحَابه فَدَعَا عَلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَّامًا وَقَالَت أُخْت الْمُنْذر ترثيه: ... تَغَاوَتْ عَلَيْهِ ذئابُ الحجازِ ... بَنو بَهْثةٍ وَبَنُو جَعْفَرِ ...
غول عمار رَضِي الله عَنهُ أوجز الصَّلَاة فَقَالَ: إِنِّي كنت أغاول حَاجَة لي. أَي أبادر وَهُوَ من الغول: الْبعد يُقَال: هون الله عَلَيْك غول هَذَا الطَّرِيق لِأَنَّهُ إِذا بَادر الشَّيْء فقد طوى إِلَيْهِ الْبعد.
غور الْأَحْنَف رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ يَوْم انْصَرف الزبير من وقْعَة الْجمل: هَذَا الزبير وَكَانَ الْأَحْنَف يَوْمئِذٍ بوادي السبَاع مَعَ قومه قد اعتزل الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا فَقَالَ: مَا أصنع بِهِ إِن كَانَ جمع بَين هذَيْن الغارين ثمَّ انْصَرف وَترك النَّاس. الْغَار: الْجمع الْكثير لقهره وإغارته وَمِنْه استغار الْجرْح إِذا تورَّم.
غوص فِي الحَدِيث لُعنت الغائصة والمغوِّصة. قَالُوا: الغائصة الَّتِي لَا تعلم زَوجهَا أَنَّهَا حَائِض فيجتنبها والمغوِّصة: الَّتِي لَا تكون حَائِضًا وَتكذب زَوجهَا فَتَقول: أَنا حَائِض.
غوط فِي قصَّة نوح عَلَيْهِ السَّلَام: وانسدَّتْ ينابيع الغوط الْأَكْبَر وأبواب السَّمَاء. الغوط: عمق الأَرْض الْأَبْعَد.

(3/81)


الْغَيْن مَعَ الْهَاء

غهب عَطاء رَحمَه الله تَعَالَى سُئل عَن رجل أصَاب صيداغهبا قَالَ: عَلَيْهِ الْجَزَاء. يُقَال: غهب عَن الشَّيْء غهباً مثل رهب رهباً إِذا غفل عَنهُ ونسيه وَمِنْه الغهبي بِوَزْن الزمكي: أول الشَّبَاب لِأَنَّهُ وَقت الغفلات وأصل الغيهب: الظلام وليل غهب وغيهب أَي مظلم لِأَن الغافل عَن الشَّيْء كَأَنَّمَا أظلم عَلَيْهِ الشَّيْء وخفي فَلَا يفْطن لَهُ.
الْغَيْن مَعَ الْيَاء

غي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي الْقُرْآن يَوْم الْقِيَامَة تقدمه سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا غيايتان أَو كَأَنَّهُمَا ظلتان سوداوان بَينهمَا شَرق أَو كَأَنَّهُمَا حزقان من طير صوافَّ. الغياية: كل مَا أظل وغايوا فَوق رَأسه بِالسُّيُوفِ أَي أظلوه والظلة مثلهَا. الشرق: الضَّوْء وَقيل: الشق من قَوْلهم: شَاة شرقاء أَي بَينهمَا فُرْجَة. حزقان: طَائِفَتَانِ. صواف: باسطات أَجْنِحَتهَا فِي الطيران.
غين إِنَّه لغيان على قلبِي حَتَّى أسْتَغْفر الله كَذَا وَكَذَا مرّة. أَي يطبق عَلَيْهِ إطباق الْغَيْن وَهُوَ الْغَيْم وَيُقَال غينت السَّمَاء تغان وَالْفِعْل مُسْند إِلَى الظّرْف وموضعه رفع بالفاعلية كَأَنَّهُ قيل: ليغشى قلبِي. وَالْمرَاد مَا يَغْشَاهُ من السَّهْو إلذى لَا يَخْلُو مِنْهُ الْبشر.
غير قَالَ لرجل طلب الْقود لوَلِيّ لَهُ قُتل إِلَّا الْغَيْر تُرِيدُ وروى: أَلا تقبل الْغَيْر قَالَ أَبُو عَمْرو: الْغيرَة الدِّيَة وَجَمعهَا غير وَجمع الْغَيْر أغيار. وَغَيره: أعطَاهُ الدِّيَة عَن أبي زيد وَعَن أبي عُبَيْدَة: غاربي يغيرني ويغورني إِذا وداك وعَلى هَذِه الرِّوَايَة جَائِز فِي يَاء الْغيرَة أَن تكون منقلبة عَن الْوَاو كياء قينة وجيرة وأنشدوا لبَعض بني عذرة: ... لنجد عَن بِأَيْدِينَا أنوفكم ... بني أُمَيْمَة إِن لم تقبلُوا الغيرا ...

(3/82)


واشتقاقها من الْمُغَايرَة وَهِي الْمُبَادلَة يُقَال: غايرته بسلعتي إِذا بادلته لِأَنَّهَا بدل من الْقود. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قصَّة محلم بن جثامة حِين قتل الرجل فَأبى عُيَيْنَة بن حصن أَن يقبل الْغَيْر فَقَامَ رجل من بني لَيْث يُقَال لَهُ مكتيل عَلَيْهِ شكَّة فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي مَا أجد لما فعل هَذَا فِي غرَّة الْإِسْلَام مثلا إِلَّا غنما وَردت فَرمى أَولهَا فنفر آخرهَا اسنن الْيَوْم وغيِّره غَدا. الشكة: السِّلَاح. وَمعنى قَول مكيتل: إِن مثل محلم فِي قَتله الرجل وَطَلَبه أَلا يقْتَصّ مِنْهُ وَالْوَقْت أول الْإِسْلَام وصدره كَمثل هَذِه الْغنم يَعْنِي أَنه إِن جرى الْأَمر مَعَ أَوْلِيَاء هَذَا الْقَتِيل على مَا يُريدهُ محلم ثبَّط النَّاس عَن الدُّخُول فِي الْإِسْلَام معرفتهم بِأَن الْقود يُغير بِالدِّيَةِ وَالْعرب خُصُوصا فهم الحراص على دَرك الأوتار وَفِيهِمْ الأنفة من تقبل الدِّيات ثمَّ حث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الإفادة مِنْهُ بقوله: اسنن الْيَوْم وغيَّره غَدا يُرِيد إِن لم تقتص مِنْهُ غيَّرت سنتك وَلكنه أخرج الْكَلَام على الْوَجْه الَّذِي يهيج من الْمُخَاطب ويستفزه للإقدام على الْمَطْلُوب مِنْهُ. لقد هَمَمْت أَن أنهِي عَن الغيلة ثمَّ ذكرت أَن فَارس وَالروم يَفْعَلُونَهُ فَلَا يضرهم. هِيَ الغيل وَإِنَّمَا ذكر ضميرها لِأَنَّهَا بِمَعْنَاهُ وَهُوَ ان تجامع الْمَرْأَة وَهُوَ مرضع وَقد أغال الرجل وأغيل وَالْولد مغال ومغيل. كره عشر خِصَال مِنْهَا تَغْيِير الشيب يَعْنِي نتفه وعزل المَاء عَن مَحَله وإفساد الصَّبِي غير محرِّمه. تَفْسِير تَغْيِير الشيب فِي الحَدِيث. وعزل المَاء: هُوَ الْعَزْل عَن النِّسَاء. وإفساد الصَّبِي: إغياله.

(3/83)


غير محرمه يَعْنِي أَنه كرهه وَلم يبلغ بِهِ التَّحْرِيم.
غيب أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن حسان لما هاجى قُريْشًا قَالَت قُرَيْش: إِن هَذَا الشتم مَا غَابَ عَنهُ ابْن أبي قُحَافَة. عنوا أَنه عَالم بالأنساب وَالْأَخْبَار فحسان يُرَاجِعهُ ويسائله عَنْهَا. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه قَالَ لحسان: نافح عَن قَوْمك واسأله عَن معايب الْقَوْم يَعْنِي أَبَا بكر.
غيض عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ لدرهم يُنْفِقهُ أحدكُم من جهده خير من عشرَة آلَاف ينفقها أَحَدنَا غيضاً من فيض. أَي قَلِيلا من كثير والغيض: النُّقْصَان يُقَال غاض المَاء وأغاضه غَيره.

(3/84)