المُنَجَّد في اللغة

فصل الشين
يقال: شاع الشىءُ: انتشر.
ويقال: شاعَكُم السَّلامُ، أي: صَحِبَكُمْ، مثل شَيَّعَكُمْ.
وأشاعكم اللَّهُ السلامَ، أي: أَصْحَبَكُمْ إياه.
قال: [الوافر]
ألا يا نخلةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السَّلامُ
وقال لَبِيد: [الطويل]
فشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانتْ قُبورَهُمْ ... أسِرَّةُ رَيْحَانٍ بِقَاعٍ مُنَوِّرِ
وشَاعَةُ الرَّجلِ: صاحِبَتُهُ، يعني امرأَتَهُ.
ويقال: مَرْكَبٌ شاحن، بمعنى: مَشْحون، كما قيل: سِرٌّ كاتِمٌ بمعنى: مكتُوم.
والشَّحْنُ: الطَّرْد.
والشَّحْن: العَدْوُ الشَّديد.
والشَّاحِن من الكِلاب: الذي يُبْعِدُ الطَّرَدَ ولا يَصِيد شيئًا، والجميع الشَّواحِنُ، وقد شَحَنَتْ تَشْحِن وتشحَن شُحونًا؛ قال الطِّرِمَّاحُ يصف الصائدَ والكِلابَ: [الطويل]

(1/229)


يُوَزِّعُ بالأَمراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... مِنَ المُطْعِمَاتِ الصَّيْدَ غيرِ الشَّواحنِ
ويقال: ما شَأنُك، أي: ما أمْرُك.
ويقال: ما شَأنْتُ شَأْنَه، أي: شَعَرْتُ به ولا أردتُه.
وشُؤون الرأسِ: الطرائقُ التي في الجُمْجُمة، شِبْهُ لِحَام النُّحَاس.

وشُؤون العَيْن: مجاري الدَّمْع إليها، واحدها شَأْن؛ قال عَبيدُ بن الأبرص: [مخلع البسيط]
عَيْناكَ دَمْعُهُما سَرُوبُ ... كأنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ
الشَّعِيب: القِرْبَة.

والشَّأْمَة: التي تكون في البَدَن، وجمعها شَأْمٌ.
والشّأْمة: الأثر الأسودُ في الأرضِ، وجمعُها شَأْمٌ، قال ذُو الرُّمَّة: [الطويل]
وإن لم تكوني غَيرَ شَأْمٍ بقَفْرَةٍ ... تَجُرُّ بها الأذيالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ
ويقال: ما له شَأْمَة ولا زَهْراءُ، أي: ليس عنده ناقةٌ سوداءُ ولا بيضاء؛ قال الحارِثُ بنُ حِلِّزة: [الخفيف]
وأتَوْهُمْ يَسترجعون فَلمْ تَرْ ... جِعْ لهم شَأْمَةٌ ولا زَهْراءُ
والشامِت: بالمُصيبة، والأنثى شامِتَة، وجمعها شَوامِت.

(1/230)


والشّوامت: القَوائم، واحدتها شامِتَةٌ، وقال: [الكامل]
اِضْرِبْ شَوامِتَ كلِّ ذاتِ أَثَارَةٍ ... للنازِلينَ وغادِهِمْ بِطَعَامِ
ويُقال: شاط الزيتُ: احْتَرق.
وشاط الرَّجلُ: إذا هَلَك، قال الأعْشَى: [البسيط]
وقد يَشِيط على أرماحِنا البَطَلُ

والشاهِدُ: من الشَّهادة.
والشَّاهِدُ: الحاضِرُ.
والشَّاهِدُ: اللسان، قال الأعْشَى: [الطويل]
فلا تَحْسَبَنِّيْ كافرًا لكَ نِعْمةً ... عَلَى شاهِدي يا شاهِدَ اللَّهِ فاشْهَدِ
شاهدُ الله عَزَّ وجَلَّ هو المَلَكُ المُوَكَّلُ به.

والشاهد: الذي يخرج على رأسِ الصبيِّ إذا وُلد، وجمعه شُهود، قال الهُذَلِيّ: [الطويل]
فجاءت بِمِثْلِ السَّابِريِّ تَعَجَّبُوا ... له والثرى ما جفَّ عنه شُهُودُها

(1/231)


ويقال: شاكَل الشىءُ الشىءَ، أي: شابهَه، فهو مُشَاكِلٌ له.
وشاكِلَة الفَرَس: الجِلدُ الذي بين عُرْض الخاصرة والثَّفِنَة، وهو مَوْصِلُ الفَخِذِ في الساق، يعني الطِّفْطِفَة.
وشاكِلَة الشىءِ: جانِبُه، والجميع الشَّواكل، قال ابن مُقْبِل: [الطويل]
وعَمْدًا تصدَّتْ يومَ شاكِلَةِ الحِمَى ... لِتَنْكَأَ قَلْبًا قَدْ صَحَا وَتَوَقَّرا

والشواكِل من الطُّرُق: ما انْشَعب عن الطَّرِيق الأعظم، وفي القرآن: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ} [سورة الإسراء/ 48]، أي: على طريقته ومَذْهَبِهِ ونحو ذلك.
ويقال: شَدَخْت الشىءَ شَدْخًا: هَشَمْتُه.
ويقال: شَدَخَت غُرَّةُ الفَرَسِ تَشْدَخُ شُدوخًا فهي شادِخةٌ: إذا فَشَتْ في الوجه ولم تُصِب العينين، قال مِسكين الدَّارِمي: [الكامل]
غُرَّتُنا بالمجدِ شادِخةٌ ... للنَّاظرين كأنها البَدْرُ
وقال الراجز: [الرجز]
سَقْيًا لكم يا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَيْنْ ... شادِخَةَ الغُرَّةِ نَجْلاءَ العَيْنْ

والشَّاحب: المتَغَيِّر اللَّوْن.
والشاحِب: السَّيف، قال تأبَّط شَرًّا: [الطويل]

(1/232)


ولكِنني أُرْوِي من الخَمْرِ هَامَتي ... وأنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ
المَلاَ: الفَلاة، والمُتَشَلشِلُ: [المتقاطِرُ] بالدَّم، وأنضو: أنزِعُ وأكشِف.
والشاحِب أيضًا: المَهْزُول، قال: [الطويل]

وقد يَجْمَعُ المالَ الفتى وهْو شاحِبٌ ... وقَدْ يُدْرِكُ الموتُ السمينَ البَلَنْدَحا
البَلَنْدَحُ: السَّمين أيضًا.

والشاعِب: الذي يَشْعَبُ القَدَحَ ونحوَه.
والشاعِب: المُصْلِحُ.

والشاعب: المُفَرِّق، ومنه قيل للمَنِيَّة: شَعُوبُ، لأنها تُفَرِّقُ، قال: [الكامل]
وإذا رأيتَ المرءَ يشْعَبُ أمرَه ... شَعْبَ العَصا وَيَلَجُّ في العِصيانِ
فاعْمِدْ لِمَا تعلو فما لكَ بالذي ... لا تستطيعُ من الأمورِ يَدَانِ
والشاعِبان: المَنْكِبان بِلُغَةِ أهل اليمن.

والشافع: الذي يَشْفَعُ لك.
ويقال: ناقةٌ شافِعٌ: في بطنها ولدٌ، أو يَتْبَعُها ولدٌ يَشْفَعُها.
والشَّفْع: الزَّوْج، والوَتْر: الفَرْد.
ويقال: شارَيْت الرَّجلَ وبايعتهُ: من الشِّرَى والبَيْع.

(1/233)


وشارَيتُه: لاجَجْتُه، ومنه الحديث: «كان خَيْرَ شريكٍ، لا يُشارِي ولا يُمارِي»، يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

والشَّبَكَةُ: التي يُصاد بها، وجمعها شِبَاكٌ.
والشِّبَاكُ: جِحَرَةُ الجِرْذان.
والشِّبَاك: الرَّكايا الظَّاهرة.
والشَّبَكَةُ: بِئْرٌ على رأس جَبَل.
ويقال: بينهم شُبْكَة نَسَبٍ، أي: رَحِمٌ وقَرابَةٌ.
والشُّبَيْكَة بطريقِ الحجاز: ماءٌ أو موضع، قال مالِكُ بنُ الرَّيْبِ المازِنيُّ: [الطويل]
فإنَّ بأطْرافِ الشُّبَيْكةِ نِسْوةً ... عزيزٌ عليهنَّ العَشِيَّةَ ما بِيا
ويقال: رجُل شُجَاع.
والشُّجَاع: صِنْفٌ من الحَيَّاتِ صَغِير.

والشَّحْمَةُ: واحدة الشَّحْم.
والشَّحْمَة أيضًا: جُمَّارة النَّخْلَة.
ويقال: شَرِبْت الماءَ شُرْبًا وشَرْبًا وشِرْبًا.
وشرِبْت على الرجُل، وأَشْرَبتُ: كَذَبْتُ عليه.
ويقال: نَظَرٌ شَزْرٌ: على غير استواءٍ، بِمُؤْخِرِ العَيْن.

(1/234)


ويقال: فَتْلٌ شَزْر، وهو أن يَبدأَ الفاتِلُ من خارِجٍ ويَرُدَّ يدَه إلى بطنه، واليَسْرُ: خِلافُ ذلك؛ قال العَجَّاج: [الرجز]
أَمَرَّهُ يَسْرًا فإنْ أعيا اليَسَرْ ... وَالْتَاثَ إلاّ مِرَّةَ الشَّزْرِ شَزَرْ
والطَّعْنُ الشَّزْرُ: عن يَمينِك وشِمَالِكَ، واليَسْرُ: ما كان حِذاءَ وَجْهِكَ.
ويقال: طَحَنْتُ بالرَّحَى شَزْرًا، وهو أن يَذْهَبَ بيدِه عن يَمينه، وبَتًّا: عن شِماله؛ قال: [الوافر]
ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْرًا وبَتًّا ... ولو نُعْطَى المَغازِلَ ما عَيِينَا

وشَطْر كلِّ شىء: نِصْفُه.
وشَطْرُه: نَحْوُه، قال الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ} [سورة البقرة/ 441، 941، 051]، وقال الشاعر: [المتقارب]
وأطعَنُ بالقومِ شَطْرَ الملو ... كِ حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ
وهو الدَّبَرَانُ.

والشُّعْبَةُ: من الخَشَب.

(1/235)


والشُّعْبَةُ: أصغرُ من التَّلْعَة، والتَّلْعَة: مَسِيلُ ماءٍ ارتفعَ من الأرضِ إلى بطن الوادي، وجمعها شُعَبٌ.

وشَعْبَانُ: اسمُ شهرٍ من الشُّهور.
وشَعْبَانُ: موضع بالشَّام.

والشَّكُّ: خِلاف اليَقِين.
والشَّكُّ: من أَدْواءِ الإبل، وهو أَيْسَرُ من الظَّلَع، وقد شَكَّ يَشُكَّ فهو شاكٌّ؛ قال ذو الرُّمَّة: [البسيط]
كأنه مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أو جَنِبُ

وشَكِيمة الدابَّة.
وشَكيم القِدْر: عُراها، قال الرَّاعي يصف قِدْرًا: [الطويل]
وكانتْ جدِيرًا أن يُقَسَّمَ لَحْمُها ... إذا ظلَّ بين المُنْزلِينَ شَكِيمُها

وشَمَّرْت ثوبي: رَفَعْتُه.
وشَمَّرْتُ الشىء: أرسلته، قال الشَّمّاخ: [الطويل]
أرِقْتُ له في القوم والصُّبْحُ ساطعٌ ... كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالي
واليد الشِّمال: هي اليُسرى واليَسار.

(1/236)


والشِّمال: كِيسٌ يُجعل على ضَرْع الشاة، وقد شَمَلْتُها أشْمُلُها شَمْلاً: شَدَدْتُه عليها.
والشِّمال: واحد الشَّمائل، قال: [الوافر]
هُمُ قَوْمِي وقد أنكَرْتُ منهمْ ... شمائلَ بُدِّلوها من شِمالِي
ويقال: شَنِفْت الرَّجلَ شَنْفًا، إذا أبْغَضْتَه.
وشَنِفْتُ شَنَفًا: فَطَنْتُ، قال: [الكامل]
وتقول قد شَنِف العدوُّ فَقُلْ لها ... ما للعَدُوِّ لغيرِنا لا يَشْنَفُ
والشَّنَف أيضًا: انقلابُ الشَّفةِ العُليا، وهي شَفَةٌ شَنْفَاءُ.
ويقال: شَنَّعْت على الرجل تشنيعًا، إذا نَدَّدْتَ به وشَهَرْتَه.
وشَنَّعَت الناقةُ تشنيعًا، وهو التَّشْمِيرُ والإسراع.
ويقال: امرأة شَوْهاءُ: قبيحة.
والشَّوْهاء أيضًا: الحَسَنَةُ، ضِدٌّ.
ويقال: فَرَسٌ شَوْهَاء: مُفْرِطَةُ رُحْبِ المَنْخَرَيْنِ والشِّدْقَين، حَسَنَةٌ، والذَّكَرُ أشْوَهُ؛ قال أبو دُوَادٍ الإياديّ: [الخفيف]

(1/237)


وهْي شَوْهَاءُ كالجُوالِقِ فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ
ويقال: الشَّوْهاء: الحَديدةُ النفْسِ أيضًا.
والشَّوْهَاء: الطويلة العنق.
ويقال: امرأة شَوْهاء: سَريعةُ الإصابة بالعَيْن، والرجل أشْوَهُ بَيِّنُ الشَّوَهِ.

(1/238)