تاج العروس (فصل الرَّاءِ مَعَ الطَّاءِ)
ر ب ط
رَبَطَهُ، أَي الشَّيْءَ يَرْبِطُهُ، بالكَسْرِ: ويرْبُطُه، بالضَّمِّ،
وَهَذِه عَن الأَخْفَشِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، رَبْطاً: شَدَّهُ،
فَهُوَ مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ، يُقَالُ: دابَّةٌ رَبيطٌ، أَي مَرْبُوطَةٌ.
والرِّبَاطُ، بالكَسْرِ: مَا رُبِطَ بِهِ، أَي شُدَّ بِهِ، وَفِي
العُبَاب والصّحاح: مَا تُشَدُّ بِهِ القِرْبَةُ والدَّابَّةُ
وَغَيرهمَا، ج: رُبُطٌ، بضمٍّ فسُكونٍ، والأَصْلُ فِيهِ ككُتُبٍ،
والإِسْكان حائزٌ عَلَى التَّخْفيفِ، قالَ الأَخْطَلُ، يَصِفُ
الأَجِنَّةَ فِي بُطُونِ الأُتُنِ:
(مِثْل الدَّعامِيص فِي الأَرْحامِ غائِرَةً ... سُدَّ الخَصاصُ
عَلَيْهَا فَهُوَ مَسْدودُ)
(تَموتُ طَوْراً وتَحْيا فِي أَسِرَّتِها ... كَمَا تَقَلَّبُ فِي
الرُّبْطِ المَرَاوِيدُ)
كَذَا فِي الصّحاح والعُبَاب، ويُرْوَى: كَمَا تَفَلَّتُ، وَهَكَذَا
وُجِدَ فِي دِيوانِ الأَخْطَلِ بخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا.
والرِّبَاطُ: الفُؤادُ، كأَنَّ الجِسْم رُبِطَ بِهِ. والرِّبَاطُ:
المُواظَبَةُ عَلَى الأَمْرِ. قالَ الفارِسِيُّ: هُوَ ثَانٍ من لُزُومِ
الثَّغْرِ، ولُزُومُ الثَّغْرِ: ثانٍ من رِباطِ الخَيْلِ.
(19/298)
والرِّبَاط: مُلازَمَةُ ثَغْرِ العَدُوِّ،
كالمُرابَطَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. ورِبَاطُ الخَيْلِ: مُرابَطَتُها،
ورُبَّما سُمِّيَ الخَيْلُ رِبَاطاً. أَو الرِّبَاطُ: الخَيْلُ
الخَمْسُ مِنْها فَمَا فَوْقَها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ
للشَّاعرِ، وَهُوَ بُشَيْرُ بنُ أَبي حُمَام العَبْسِيُّ:)
(وإِنَّ الرِّبَاطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ ... أَبْيَنُ فَمَا
يُفْلِحْنَ يومَ رِهَانِ)
كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللّسَان: دُونَ رِهَان. ورِوايَةُ ابنُ
دُرَيْدٍ: جَرَيْنَ فلمْ يُفْلِحْنَ. وزادَ الجَوْهَرِيّ: يُقَالُ:
لفُلانٍ رِبَاطٌ من الخَيْل، كَمَا تَقول: تِلاَدٌ، وَهُوَ أَصْلُ
خَيْلِه. والرِّبَاطُ أَيْضاً: واحِدُ الرِّبَاطَاتِ المَبْنِيَّةِ،
نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. أَو المُرَابَطَةُ فِي الأَصلِ: أَنْ يَرْبُطَ
كلٌّ من الفَرِيقَيْنِ خُيُولَهُم فِي ثَغْرِهِ، وكلٌّ مُعِدٌّ
لصاحِبه، فسُمِّيَ المُقامُ فِي الثَّغْرِ رِبَاطاً. قالَهُ
القُتَيْبِيُّ، عَلَى مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَفِي اللّسَان:
ثمَّ صارَ لُزُومُ الثَّغْرِ رِبَاطاً، وربَّما سُمِّيَت الخَيْلُ
أَنْفُسُها رِبَاطاً، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى اصْبِروا وصَابِروا
ورَابِطُوا جاءَ فِي تَفْسيرِه: اصْبِروا عَلَى دِينِكم، وصابِروا
عَلَى عَدُوَّكُم، ورابِطوا، أَي أَقيموا عَلَى جِهادِ عَدُوِّكُم
بالحَرْبِ وارْتِباطِ الخَيْل، أَو مَعْنَاهُ المُحافَظَةُ عَلَى
مَوَاقيتِ الصَّلاة، وقِيل: المُواظَبَةُ عَلَيْهَا، وقِيل انْتِظارُ
الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، لقَوْله صَلّى اللهُ تعالَى عَلَيْهِ وسَلّم
فِيمَا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: أَلا
أَدُلُّكُم عَلَى مَا يَمْحُو الله بهِ الخَطايا ويَرْفَعُ بِهِ
الدَّرَجاتِ قَالُوا:
(19/299)
بلَى يَا رَسُولُ الله، قالَ: إِسْباغُ
الوُضوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وكَثرَةُ الخُطَا إِلَى المَساجِدِ،
وانْتِظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، فذلِكُم الرِّبَاطُ، فذلِكُم
الرِّبَاطُ، فذلِكُم الرِّبَاطُ فشبَّهَ مَا ذَكَرَهُ من الأَفعالِ
الصَّالِحَةِ بِهِ. والقَوْلانِ ذَكَرَهُما الأّزْهَرِيّ. قُلْتُ:
فيَكونُ الرِّبَاطُ: مصدَرَ رابَطْتُ: أَي لازَمْتُ، وقِيل: هُوَ
هاهُنا اسمٌ لما يُرْبَطُ بِهِ الشَّيْءُ، أَي يُشَدُّ، يَعْني أَنَّ
هَذِه الخِلالَ تَرْبِطُ صاحِبَها عَن المَعَاصِي، وتَكُفُّه عَن
المَحارِم. والمِرْبَطُ، كمِنْبَرٍ: مَا رُبِطَ بِهِ الدَّابَّةُ،
كالمِرْبَطَةِ، كَمَا فِي اللّسَان. والمَرْبَطُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ:
مَوْضِعُهُ، أَي مَوْضِعُ رَبْطِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ من الظُّروفِ
المَخْصوصَةِ، وَلَا يَجْري مجْرَى مَنَاطَ الثُّرَيَّا، لَا تَقول:
هُوَ مِنِّي مَرْبَطَ الفَرَسِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: فمنْ قالَ فِي
المُسْتَقْبَلِ: أَرْبِطُ، بالكَسْرِ، قالَ فِي اسمِ المكانِ:
المَرْبِطُ، بالكَسْرِ، وَمن قالَ: أَرْبُطُ، بالضَّمِّ، قالَ فِي اسمِ
المكانِ: المَرْبَطُ، بالفَتْحِ، ويُقَالُ: لَيْسَ لَهُ مَرْبِطُ
عَنْزٍ. وَفِي العُبَاب: قالَ الحارِثُ ابْن عبَّادٍ فِي فَرَسِه
النَّعامَة:
(قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن
حِيَالِ)
والرَّبِيطُ، كأَميرٍ: التَّمْرُ اليابِسُ يُوضَعُ فِي الجِرابِ
ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذا بَلَغَ التَّمْرُ
اليُبْسَ وُضِعَ فِي الجِرارِ، وصُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فَذَلِك
الرَّبِيطُ، فإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ فَذَلِك المُصَقَّر،
وَنَقله الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ، فَقَالَ: هُوَ تَمْرٌ يُجْعَل
فِي الجِرارِ ويُبَلُّ بالماءِ ليَعُودَ كالرُّطب، وهُو مَجَازٌ. وقالَ
ابنُ فارِسٍ: فأَمَّا قولُهم للتَّمْرِ: رَبيطٌ فَيُقَال: إِنَّهُ
الَّذي يَيْبَس فيُصَبُّ) عَلَيْهِ الماءُ، قالَ: ولعلَّ هَذَا من
الدَّخِيلِ. وقِيل: إِنَّهُ بالدَّالِ: الرَّبِيدُ وَلَيْسَ بأَصْلٍ.
(19/300)
وَفِي الصّحاح: الرَّبِيطُ: البُسْرُ
المَوْدونُ. والرَّبِيطُ: الرَّاهِبُ، والزَّاهِدُ، والحَكيمُ الَّذي
ظَلَفَ، أَي رَبَطَ نفسَهُ عَن الدُّنيا، أَي سَدَّها ومَنَعَها،
ومِنْهُ الحَديثُ: إِنَّ رَبيطَ بَني إِسْرائيلَ قالَ: زَيْنُ الحَكيمِ
الصَّمْتُ كالرَّابِطِ فِي الثَّلاثِ، الأَوَّلُ مِنْهَا عَن ابْن
الأَعْرَابِيّ. والرَّبِيطُ: لَقَبُ الغَوْثِ بنِ مُرّ، ووقَعَ فِي
الصّحاح: مُرَّة، وَهُوَ مَهَم، أَي ابْن طابِخَةَ بن الْياس ابنِ
مُضَرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ. قالَ ابنُ الكَلْبِيِّ:
لأَنَّ أُمَّهُ كانتْ لَا يَعيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَنَذَرَتْ لئِنْ عَاشَ
هَذَا لَتَرْبُطَنَّ برأْسِهِ صُوفَةً، ولَتَجْعَلَنَّهُ رَبيطَ
الكَعْبَةِ، فعاشَ ففَعَلَتْ، وجعَلَتْه خادِماً للبَيْتِ حتَّى بَلَغَ
الحُلُمَ فنَزَعَتْهُ، فلُقِّبَ الرَّبيطَ، كَمَا نَقَلَهُ
الصَّاغَانِيُّ. والرَّبِيطَةُ، بهاءٍ: مَا ارْتُبِطَ من الدَّوابِّ.
وَفِي الصّحاح: وفُلانٌ يَرْتَبِطُ كَذَا رأْساً من الدَّوابِّ،
ويُقَالُ: نِعْمَ الرَّبِيطُ هَذَا، لِمَا يُرْتَبَطُ منَ الخَيْلِ.
والمِرْبَطَةُ، بالكَسْرِ: نِسْعَةٌ لَطيفةٌ تُشَدُّ فَوْقَ خَشَبَةِ،
هَكَذا فِي النُّسَخ بالموَحَّدَة والخاءِ وَهُوَ غَلَطٌ، صَوَابه:
حَشِيَّة الرَّحْلِ، بالحاءِ المُهْمَلَة والتَّحْتِيَّة. وَمن
المَجَازِ: رَجُلٌ رابِطُ الجَأْشِ، ورَبِيطُهُ، أَي شُجاعٌ شَديدُ
القَلْبِ، كَأَنَّهُ يَرْبِطُ نفْسَه عَن الفِرارِ يَكُفُّهَا
بجَرَاءَتِه وشَجَاعَتِه. ورَبَطَ جَأْشَهُ رِباطَةً، بالكَسْرِ، أَي
اشتَدَّ قلبُه، ووَثُقَ وحَزُمَ فَلم يَفِرَّ عِنْد الرَّوْعِ، وَمن
سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: لَوْلَا رَجَاحَة عَقْلِه، ورَبَاطَةُ جَأْشِه،
(19/301)
مَا طَمِعَ الجَدُّ العاثِرُ فِي
انْتِعاشِه. وَمن المَجَازِ: رَبَطَ الله تعالَى عَلَى قلبِه، أَي
أَلْهَمَهُ الصَّبرَ، وشَدَّه وقَوَّاهُ، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى
لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلَى قَلْبِها. وَكَذَا قَوْله تَعَالَى
ورَبَطْنا عَلَى قُلُوبِهم إذْ قامُوا أَي أَلْهَمْناهُم الصَّبْرَ.
ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أرِيضٌ، وَحكى ابْن الأَعْرَابِيّ عَن بعضِ
العَرَب أَنَّهُ قالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لي والجِلْدُ بارِدٌ،
والنَّفسُ رابِطٌ والصُّحُفُ مُنْتَشِرَة، والتَّوْبَةُ مَقْبولَةٌ،
يَعْنِي فِي صِحَّته قبل الحمَامِ، وذَكَّر النَّفْس حَمْلاً عَلَى
الرُّوحِ، وإِنْ شِئْتَ عَلَى النَّسَبِ. ومَرْبوطُ: ة،
بالإِسْكَنْدرِيَّةِ، هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْه،
وَهُوَ وَهَمٌ ظاهرٌ مِنْهُ، والصَّوَابُ: أَنَّ القريَةَ المَذْكورَةَ
هِيَ مَرْيوطُ بالتَّحتِيَّة، لَا بالموَحَّدَة، وأَعادَه
الصَّاغَانِيُّ ثَانِيًا عَلَى الصَّوابِ فِي ر ي ط فِي التكملة، وذكرَ
أَنَّ أَهْلَها أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْماراً، وقالَ فِيهَا: إِنَّها من
كُوَرِ الإِسكنْدَرِيَّة. قالَ المُصَنِّفُ: وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُم
أُناساً بالإِسكندَرِيَّةِ، وبثَغْرِ رَشِيد مِنْهُم جَماعَةٌ.
وارْتَبَطَ فَرَساً: اتَّخذَهُ للرِّبَاطِ أَي لمُرابَطَةِ العَدوِّ
وتقولُ هُوَ يَرْتَبِطُ كَذَا وَكَذَا من الخَيْلِ. وحكَى
الشَّيْبانِيُّ: ماءٌ مُتَرَابِطٌ، أَي دائِمٌ لَا يَنْزَحُ، كَمَا فِي
الصّحاح. وَقَدْ تَرَابَطَ الماءُ فِي مكانِ كَذَا وَكَذَا، إِذا لم
يبرَحْه وَلم يَخْرجْ مِنْهُ، وهُو مَجَازٌ، قالَ الشَّاعِر يَصِفُ
سَحاباً:)
(تَرَى الماءَ مِنْهُ مكنف مُتَرابِطٌ ... ومُنْحَدِرٌ ضاقَتْ بِهِ
الأَرْضُ سائِحُ)
(19/302)
ومِرْباطٌ، كمحْرابٍ: د، بساحِل بحْرِ
الهنْد ممَّا يَلِي اليَمَن، فِي أَعْمالِ حَضْرَمَوْتَ.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: ارْتَبَطَ الدَّابَّةَ، كرَبَطَها
بحَبْلٍ لئلاّ تَفِرَّ. وخَلَّفَ فلانٌ بالثَّغْرِ خَيْلاً رابِطَةً،
وببَلَدِ كَذَا رَابِطَةٌ من الخَيْلِ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي
حَديثِ ابنِ الأَكْوَعِ: فرَبَطْتُ عَلَيْهِ أَسْتَبْقي نَفْسِي، أَي
تأَخَّرْتُ عَنهُ، كَأَنَّهُ حَبَسَ نفسَه وشدَّها. والرُّبُطُ،
بضَمَّتَيْنِ: الخَيْلُ تُرْبَط بالأَفْنِية وتُعلَفُ، واحِدُها
رَبِيطٌ، ويُجمعُ الرُّبُط رِبَاطاً، وَهُوَ جمعُ الجَمْعِ. وقالَ
الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى ومِنْ رِباطِ الخَيْلَ، قالَ: يُريدُ
الإِناثَ من الخَيْل. والرِّبَاطُ: النَّفْسُ، وقالَ العجَّاج يَصِفُ
ثَوْراً وَحْشِيًّا: فبَاتَ وَهُوَ ثابِتُ الرِّبَاطِ أَي ثابِتُ
النَّفْسِ. وارْتَبَطَ فِي الحَبْلِ: نَشِبَ، عَن اللِّحْيانِيّ.
والرَّبِيطُ: الذَّاهبُ، عَن الزَّجاجِيِّ، فكأَنَّه ضِدٌّ، كَمَا فِي
اللّسَان. والارْتِباطُ: الاعْتِلاقُ، نَقَلَهُ الطِّيبِيُّ عَن
الزَّجَّاجِ وأَبي عُبَيْدَة. وَفِي المَثَل: اسْتَكْرَمْتَ فارْبِطْ
ويُرْوَى: أَكْرَمْتَ. أَي وَجَدْتَ فَرَساً كَرِيمًا فاحْفَظْه،
يُضْرَبُ فِي وُجوبِ الاحْتِفاظِ بالنَّفائِسِ، ويُرْوَى فارْتَبِط.
(19/303)
ويُقَالُ: رَبَطَ لذَلِك الأَمْرِ جَأْشاً،
أَي صَبَرَ نَفْسَه وحَبَسَها عَلَيْهِ. وقالَ اللَّيْثُ:
المُرابِطاتُ: جماعَةُ الخُيُولِ الَّذينَ رَابَطوا. قالَ: وَفِي
الدُّعاءِ: اللهمَّ انْصُرْ جُيُوشَ المسْلِمين وسَرَايَاهُم
ومُرَابِطاتُهم، أَي خَيْلَهم المُرابِطَة. ويُقَالُ: وَقَفَ مالَهُ
عَلَى المُرابَطَةِ، وهم الجِماعَةُ رَابَطُوا. والغُزاةُ فِي
مَرَابِطهم ومُرَابَطاتِهم، أَي مواضعُ المُرابَطَةِ.
وَفِي الصّحاح: قَطَعَ الظَبْيُ رِبَاطَهُ، أَي حِبَالَتَه. ويُقَالُ:
جاءَ فلانٌ وَقَدْ قَرَضَ رِبَاطَهُ، إِذا ننْصَرَفَ مَجْهوداً، وهُو
مَجَازٌ. وَفِي الأَسَاسِ: قَرَضَ فلانٌ رِبَاطَه، إِذا ماتَ، وَقَدْ
تَقَدَّم هَذَا للمصنِّف فِي ق ر ض. والرَّابِطَةُ: العُلْقَةُ
والوُصْلَةُ. والرَّبَّاطُ: كشَدَّادٍ: من يَرْبِطُ الأَوْتارَ.
والمُرابِطُ: لَقَبُ جَماعةٍ من المَغَارِبة، مِنْهُم القَاضِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعيدٍ بنِ وَهْبٍ الأَندَلُسيّ
عُرِفَ بابنِ المُرابِطِ، قَاضِي المَرِيَّةِ وعالِمُها، شَرَحَ صَحيحَ
البُخاريِّ، توفِّي سنة وَمن المُتَأَخِّرينَ: شيخُ مَشايِخ شُيُوخِنا
أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَبي بكرٍ الدَّلائِيّ، حدَّثَ عَنهُ
العَلاّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ
بن الحُسَيْن الوَرْزازِيّ وَغَيره. ورِبَاطُ الفَتْحِ: مدينَةٌ قُرْبَ
سَلاَ، عَلَى نهْرٍ بالقُرْبِ من البحْرِ المُحيطِ، بَنَاها الأَميرُ
المَنْصورُ يَعْقوبُ بنُ تَاشفين عَلَى هَيْئَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.)
(19/304)
ر ث ط
رَثَطَ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ واللَّيْثُ، وقالَ الخارْزَنْجِيّ:
رَثَطَ فِي قُعُودِهِ رُثُوطاً، إِذا ثَبَتَ فِي بيْتِه ولَزِمَ،
كأَرْثَطَ إِرْثاطاً. وَفِي نَوادِرِ الأَعراب: أَرْثَطَ الرَّجُلُ فِي
قُعُودِهِ. ورَثَطَ وتَرَثَّطَ. ورَطَمَ، ورَضَمَ، وأَرْطَمَ، كلّه
بِمَعْنى واحدٍ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّم أَنَّ الصَّاغَانِيّ وَقَعَ
لَهُ تَصْحيفٌ فاضِحٌ فِي قولهِ تَرَثَّطَ، حيثُ جَعَلَه بَرْثَط،
بالمُوَحَّدَةِ وقلَّدَهُ المُصَنِّف، وذَكَرَهُ هُناكَ، والصَّوَابُ
أَنَّهُ بالفوْقِيَّةِ، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه. وَهَكَذَا هُوَ نصُّ
النَّوادِرِ، وَنَقله صَاحِبُ اللِّسَانِ وغيرُه، فليُتَنَبَّه لذَلِك.
وقالَ الخارْزَنْجِيّ: المُرْثطُ، كمُحْسِنٍ: المُسْتَرْخِي فِي
قُعُودِه ورُكُوبِه، ذَكَرَهُ هَكَذا فِي تَكْمِلَة العَيْن.
ر س ط
الرَّسَاطُونُ، بالفَتْحِ، قِيل: وَزْنُه فَعَالُون، وَقَدْ أَهْمَلَهُ
الجَوْهَرِيّ واللَّيْثُ، وقالَ الأّزْهَرِيّ: هُوَ: الخَمْرُ بلُغَةِ
الشَّام، وسائرُ العَرَبِ لَا يَعْرِفونَه، قالَ: وكأَنَّها رُوميَّةٌ
دَخَلَتْ فِي كلامِهِم وعِبَارَة التَّهذيب: وأُراها روميَّةٌ دَخَلَتْ
فِي كلامِ مَن جاوَرَهُم من أَهلِ الشَّامِ، قالَ شَيْخُنَا: وَإِذا
قِيل بعُجْمَتِه فَمن أَيْنَ الحُكْمُ عَلَى وَزْنِه وأَصالَةِ بعضِ
الحُروف دون بعضٍ فتأَمَّلْ وتذَكَّرْ مَا أَسْلَفْناهُ فِي الأَلْفاظِ
العَجَمِيَّةِ.
ر ش ط
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: رَشَاطُون، بالشِّين المُعْجَمَة، لغةٌ
فِي المُهْمَلَة، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، قالَ: ومنهُم من يَقْلِبُ
السِّينَ شِيناً، فيقولُ رَشَاطُون، وَالْكَلَام عَلَيْهِ مِثْلُ
الكلامِ فِي المُهْمَلَة. والرُّشَاطِيُّ، ضَبَطوه بالفَتْحِ،
وبالضَّمِّ، فَمن قالَ بالفَتْحِ يَقُولُ: أَحَدُ أَجْدادِه اسمُه
رَشَاطَةُ، فنُسِب إِلَيْه، وَمن قالَ بالضَّمِّ يَقُولُ: نُسِبَ إِلَى
حاضِنَةٍ لَهُ كَانَت أَعْجَمِيَّةً تُدْعَى
(19/305)
برُشاطَةَ، أَو كَانَت تُلاعِبُه فتقولُ:
رُشَاطَة، فنُسِبَ إِلَيْهَا، وَهُوَ الإِمامُ المشْهورُ أَبُو محمَّدٍ
عبدُ الله بنُ عليِّ ابنِ عَبْدِ اللهِ بن عليِّ بنِ خَلَفِ بنِ أَحمدَ
بنِ عُمَرَ اللَّخْمِيُّ المُرْسِيُّ أَحدُ أَعلامِ مُرْسِيَةَ
وأَئمَّة الأَنْدَلُس، مُحدِّثٌ كَبير، وُلِدَ بأَعمالِ مُرْسِيَةَ
سنة، وتوفِّي شَهيداً بالمَرِيَّةِ صَبيحَةَ الجُمُعَة المُوفي عشرينَ
من جُمادَى سنة وكِتابُه المعْروفُ بالأَنْسابِ فِي ستَّةِ أَسْفارٍ
ضِخامٍ، ينقُلُ عَنهُ الحافظُ بن حَجَرٍ كثيرا فِي التَّبْصيرِ، وَهُوَ
عُمْدَتُه فِي هَذِه الصَّنعَةِ، وينقُلُ عَن أَبي سعدٍ المَالِينيِّ
بواسِطَةِ كِتابِه هَذَا وَقَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّف وَهُوَ آكَدُ من
كثيرٍ من الأَلْفاظِ العَجَميَّة الَّتِي يُورِدُها، وَلَا سِيَّما
وَقَدْ وقَعَ لَهُ قَرِيبا ذِكْرُه فِي دلغاطان فتأَمَّلْ.
ر ط ط
{الرَّطيطُ: الجَلَبَةُ والصِّياحُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ قالَ:
وَقَدْ} أَرَّطوا، أَي جَلَبُوا. {والرَّطيطُ: الحُمْقُ، وَهُوَ
أَيْضاً: الأَحْمَقُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسمٌ وصفَةٌ. ورَجُلٌ} رَطيطٌ
ورَطِيءُ، أَي أَحْمَقُ، ج رِطَاطُ، بالكَسْرِ {ورَطَائِطُ، وأَنْشَدَ
الجَوْهَرِيّ:
(} أَرِطُّوا فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ ... عَسَى أَن تَفُوزوا
أَنْ تَكُونُوا {رَطَائِطَا)
قُلْتُ: قالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: قومٌ} رَطَائِطُ: حَمْقَى، وأَنْشَدَ
هَذَا الشِّعْرَ، وأَوَّله:
(مَهْلاً بَني رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ ... وإِيَّاكُمُ والهُلْبَ
مِنِّي غَضَارِطَا)
وَلم يذكُر {للرَّطائطِ واحِداً، وَكَذَا الجَوْهَرِيّ لم يذْكُره،
وإِنَّما أَنْشَدَ الشِّعر الْمَذْكُور، وقالَ الصَّاغَانِيّ واحِدُ}
الرَّطَائِطِ: الرَّطِيطُ، وَمعنى
(19/306)
البَيْتِ: أَي قَدْ اضْطَرَبَ أَمْرُكم من
جِهَةِ الجِدِّ والعَقْلِ، فاحْمُقُوا، لعلَّكم تَفوزوا بجَهْلِكُم
وحُمْقِكم، وَفِي الصّحاح والعُبَاب: فتَحَامَقُوا بدل فاحْمَقُوا.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وقولُه: أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُم، يَقُولُ:
أَفْسَدْتم عَلَيْكم أَمْرَكُم، من قَوْلِ الأَعْشى: لَقَدْ قَلَّقَ
الحَلْقَ إلاَّ انْتِظارا قُلْتُ: هُوَ مِثْلُ قولِ بَعضهم:)
(فعِشْ حِمَاراً تَعِشْ سَعيداً ... فالسَّعْدُ فِي طَالِعِ
البَهَائمِ)
{وأَرَطَّ الرَّجُلُ: حَمُقَ، والمَفْهومُ من نصِّ الجَوْهَرِيّ فِي
شرحِ البيتِ المَذْكورِ: تَحَامَقَ. وأَرَطَّ فِي مَقْعَدِه: أَلَحَّ
فَلم يَبْرَحْ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، وَكَانَ أَصلُه أَرْثَطَ
فقُلِبَت الثَّاءُ طاءً، وَقَدْ مرَّ عَن النَّوادِرِ قَريباً.
ويُقَالُ:} - أَرِطِّي فإِنَّ خَيْرَك فِي {الرَّطِيطِ: هَكَذا فِي
العُبَاب، وَفِي اللّسَان} بالرَّطيطِ، مَثَلٌ يُضْرِبُ للأَحْمَقِ
يُرزَقُ فَإِذا تَعَاقَلَ حُرِمَ من الرِّزق، وأَوْرَدَ الصَّاغَانِيّ
هَذَا المَثَل بعد قولِه: {أَرَطَّ، إِذا جَلَب، قالَ: ومِنْهُ
المثَلُ. فساقَهُ، وَمَا أَوْرَدَهُ المُصَنِّف هُوَ الصَّوَابُ. وَفِي
الجَمْهَرَة ذَكَر عَن أَبي مالكٍ أَنَّهُ قالَ:} الرَّطْراطُ،
بالفَتْحِ: الماءُ الَّذي أَسْأَرَتْهُ الإِبِلُ فِي الحِياضِ نَحْو
الرِّجْرِجِ، وَهُوَ الماءُ الَّذي يَخْثُر، قالَ: وَلم يَعْرِفْه
أَصْحابُنا. {والرَّطُّ، بالفَتْحِ: ع بَيْنَ فارِسٍ والأَهْوازِ،
وَهُوَ بَيْنَ رَامهُرْمُزَ وأَرَّجانَ، كَمَا فِي العُبَاب.}
واسْتَرْطَطْتُه: اسْتَحْمَقْتُه،! كاسْتَرْطَأْتُه. ونَظَّر فِيهِ
ابنُ فَارس. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ
(19/307)
للرَّجُل: {رُطْ، رُطْ، بالضَّمِّ فيهِما،
قالَ: هُوَ أَمْرٌ بالتَّحَامُقِ مَعَ الحَمْقَى، ليَكونَ لَهُ فيهِم
جَدٌّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} أَرَطَّ الرَّجُلُ: إِذا جَلَبَ
وصاحَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ، ويُقَال للَّذي لَا
يأْتي مَا عندَه إلاَّ بالإِبْطاءِ: {أَرِطَّ فإِنَّك ذُو} رِطاطٍ.
كَمَا فِي العُبَاب.
ر غ ط
رُغَاطٌ، كغُرابٍ، بالمُعْجَمَةِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ: هُوَ ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ.
ر ق ط
الرُّقْطَةُ بالضَّمِّ سَوادٌ يَشوبُه نُقَطُ بَياضٍ. نَقَلَهُ
الجَوْهَرِيّ، أَو عَكْسُه، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي الأَسَاسِ:
الرُّقْطَةُ: نُقَطٌ صِغارٌ من بَياضٍ وسَوادٍ، أَو حُمْرَةٍ
وصُفْرَةٍ، فِي الحَيوان، وَقَدْ ارْقَطَّ ارْقِطاطاً، وارْقاطَّ
ارْقِيطاطاً، فَهُوَ أَرْقَطُ بَيِّنُ الرُّقْطَةِ، وَهِي رَقْطاءُ.
وارْقَطَّ عودُ العَرْفَجِ وارْقاطَّ، إِذا خَرَجَ وَرَقُه رَأَيْتَ
فِي متَفَرِّق عيدانِهِ وكُعوبِه مِثْلَ الأَظافير، وقِيل: هُوَ بعدَ
التَّثْقيب والقَمَلِ، وقَبْلَ الإدْباءِ والإخْواصِ. وَفِي الحَديثِ:
أَغْفَرَ بَطْحاؤُها، وارْقاطَّ عَوْسَجُها قالَ القُتَيْبيُّ:
أَحْسَبُه ارْقاطَّ عَرْفَجُها، يُقَالُ إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ
عودُه: قَدْ ثَقَّبَ عودُه، فَإِذا اسْوَدَّ شَيْئاً، قِيل: قَدْ
قَمِلَ، فَإِذا زادَ، قِيل: قَدْ ارْقاطَّ، فَإِذا زادَ، قِيل: قَدْ
أَدْبَى. والأَرْقَطُ: النَّمِرُ، لِلَوْنِه، صِفةٌ غالِبَةٌ غَلَبَةَ
الاسْمِ، قالَ الشَّنَفَرى:
(ولي دونَكُم أَهْلونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلولٌ
وعَرْفاءُ جَيْأَلُ)
والأَرْقَطُ مِنَ الغَنَمِ: مثلُ الأَبْغَث.
(19/308)
وَمن الْمجَاز: الأَرْقَطُ: لَقَبُ
حُمَيْدِ بنِ مالِكٍ الشَّاعِر، أَحَدُ بني كُعَيْبِ بن ربيعَةَ بن
مالِكِ بن زَيْد مَناةَ بن تَميمٍ، كَمَا فِي العُبَاب، سُمِّيَ بذلك
لآثارٍ كَانَت بوَجْهِهِ، كَمَا قالَهُ ابْن الأَعْرَابِيّ، ووُجِد فِي
نُسَخِ الصّحاح، وحُمَيْد بنُ ثَوْرٍ الأَرْقَط، هَكَذا هُوَ فِي
الأَصلِ المَنْقولِ مِنْهُ بخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ، وَهُوَ غلطٌ
نَبّه عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيّا، والصَّاغَانِيّ، فإِنَّ حُمَيْدَ بن
ثَوْرٍ غيرُ الأَرْقَط، وَهُوَ من الصَّحابَةِ شاعِرٌ مُجيدٌ،
والأَرْقَطُ راجِزٌ كتأَخِّرٌ، عاصر العَجّاج. وَلم يُنَبِّه عَلَيْهِ
المُصَنِّف، وَهُوَ نُهْزَتُه، مَعَ أَنَّهُ كثيرا مَا يَعْتَرِضُ
عَلَى الجَوْهَرِيّ فِي أَقَلِّ من ذلِكَ.
وَمن المَجَازِ: الرَّقْطاءُ: من أَسماءِ الفِتْنَة: لتَلَوُّنِها،
وَفِي حَديثِ حُذَيْفَة: لَتَكونَنَّ فِيكُم أَيَّتُها الأُمَّةُ
أَرْبَعُ فِتَنٍ: الرَّقْطاءُ والمُظْلِمَةُ وفُلانَةُ وفُلانَةُ
يَعْنِي فتْنَة شَبَّهَها بالحَيَّةِ الرَّقْطاءِ، والمُظْلِمَةُ:
الَّتِي تَعُمُّ، والرَّقْطاءُ: الَّتِي لَا تَعُمُّ، يَعْنِي أنَّها
لَا تَكونُ بالِغَةً فِي الشَّرِّ والابْتِلاءِ مَبْلَغ المُظْلِمَةِ.
والرَّقْطاءُ: لَقَبُ الهِلالِيَّةِ الَّتِي كانَتْ فِيهَا قِصَّةُ
المُغيرَة ابْن شُعْبَةَ لتَلَوُّنٍ كانَ فِي جِلْدها، وَفِي حَديثِ
أَبي بَكْرَةَ وشَهادَته عَلَى المُغيرَة: لَو شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ
رَقَطاً كانَ عَلَى فَخِذَيْها أَي فَخِذَي المَرْأَةِ الَّتِي رُمِيَ
بهَا، هَكَذا ذَكَروه. وَقَدْ راجَعْتُ فِي مُبْهَماتِ الصَّحيحَيْنِ
فَلم أَجِدْ لَهَا اسْماً.
والرَّقْطاءُ: المُبَرْقَشَةُ من الدَّجاجِ، يُقَالُ: دَجاجَةٌ
رَقْطاءُ، إِذا كانَ فِيهَا لُمَعٌ بيضٌ وسودٌ. قُلْتُ: وَقَدْ
يَتَطَلَّبُها أَهْلُ السِّحْرِ والنِّيرَنْجِيَّاتِ كثيرا فِي
أَعْمالِهِم، وَهِي عَزيزَةُ الوُجودِ.
(19/309)
وَمن المَجَازِ: الرَّقْطاءُ: الكَثيرةُ
الزَّيْتِ والسَّمْنِ من الثَّريدِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وَعبد
الله بنُ الأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ،)
ويُقَالُ: الدِّيليُّ، والدَّيلُ ولَيْثٌ أَخَوانِ، دَليلُ النَّبيِّ
صَلّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلّم فِي الهِجْرَةِ. وَفِي العُبَاب
زَمَنَ الهِجْرَةِ. وَمن المَجَازِ: يُقَالُ تَرَقَّطَ ثَوْبُه
ترَقُّطاً، إِذا تَرَشَّشَ عَلَيْهِ نُقَطُ مِدادٍ أَو شِبْهِه.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الرَّقْطُ: النَّقْطُ، وجَمْعُه
أَرْقاطٌ، قالَ رُؤْبَةُ: كالحَيَّةِ المُجْتابِ بالأرْقاطِ كَمَا فِي
العُبَاب. ورَقَّطْتُ عَلَى ثَوْبي مِثْلُ نَقَّطْتُ، كَمَا فِي
الأَسَاسِ، وَهُوَ مَجازٌ. والسُّلَيْلَةُ الرَّقْطاءُ: دُوَيْبَّةٌ،
وَهِي أَخْبَثُ العَظاءِ إِذا دَبَّتْ عَلَى طَعامٍ سَمَّتْه. وقالَ
ابْن دُرَيْدٍ: والزَّمَخْشَرِيُّ: كانَ عُبَيْدُ الله بن زِيادٍ
أَرْقَطَ شَديدَ الرُّقْطَةِ فاحِشَها. ورُقَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: من
الأَعْلامِ. وارْقَطَّت الشّاةُ ارْقِطاطاً: صارَتْ رَقْطاءَ، كَمَا
فِي العُبَاب.
ر م ط
رَمَطَهُ يَرْمِطُهُ رَمْطاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ ابْن
دُرَيْدٍ: أَي عابَهُ وطَعَنَ عَلَيْهِ، وَفِي اللّسَان: طَعَنَ فِيهِ.
وقالَ اللَّيْثُ: الرَّمْطُ: مَجْمَعُ العُرْفُطِ ونَحْوِه من
العِضاهِ، كالغَيْضَة، أَو الصَّوابُ: الرَّهْطَةُ، بالهاءِ، والميمُ
تَصْحيفٌ، قالَهُ الأّزْهَرِيّ ونَصُّه: سَمِعْتُ العَربَ تَقول
للحَرجَةِ المُلْتَفَّةِ من السِّدْرِ:
(19/310)
عيصُ سِدْرٍ، ورَهْطُ سِدْرٍ، قالَ:
وأَخْبَرَني الإياديّ عَن شَمِرٍ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ قالَ:
يُقَالُ: فَرْشٌ من عُرْفُطٍ، وأَيْكَةٌ من أَثْلٍ، ورَهْطٌ من عُشَرٍ،
وجَفْجَفٌ من رِمْثٍ. وَهُوَ بالهاءِ لَا غَيْر، وَمن رَواهُ بالميمِ
فَقَدْ صَحَّف، وَفِي العُبَاب: وتَبِعَ اللَّيْثَ عَلَى التَّصْحيف
ابْن عَبّادٍ والعُزَيْزِيُّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: رَمْطَةُ،
بالفَتْحِ: قَلْعَةٌ بجَزيرَةِ صِقِلِّيَة، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
ر وط
{راطَ الوَحْشِيُّ بالأَكَمَةِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ ابْن
دُرَيْدٍ: راطَ} يَروطُ وَهُوَ أَعْلى {ويَريطُ، حَكَاهَا الفارِسيُّ
عَن أبي زَيدٍ: كَأَنَّهُ يَلوذُ بهَا. وقالَ ابْن عَبّادٍ:}
الرَّوْطُ: مَصْدَرُ {راطَ} يَرُوطُ، وَهُوَ: تَعَفُّقُ الوَحْشِيِّ
بالأَكَمَةِ. قالَ: {والرُّوطُ بالضَّمِّ: النَّهْرُ، وَفِي العُبَاب:
الْوَادي، قالَ: وَهُوَ مُعَرَّبُ رودْ بالفارِسِيَّة.} ورُوطَةُ،
بالضَّمِّ: ع، بالأَنْدَلُس من أَعْمال سَرَقُسْطَةَ، كانَ بِهِ مُلوكُ
بَني هودٍ، وَهُوَ حِصْنٌ عَظيمٌ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{رُوَيْطٌ، كزُبَيْرٌ: جَدُّ أَبي أَيُّوب سُلَيْمانُ بن محمَّدِ بنِ
إِدْريسَ بنِ رُوَيْطٍ الحَلَبِيِّ} - الرُّوَيْطِيِّ، شَيْخ لابنِ
جُمَيْعٍ الغَسَّانِيِّ.
ر هـ ط
الرَّهْطُ، بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، وقالَ
اللَّيْثُ: تخْفيفُ الرَّهْطِ أَحْسَنُ من تَثْقيلِه: قَوْمُ الرَّجُلِ
وقبيلَتُه، يُقَالُ: هُوْ رَهْطُه دِنْيَةٌ، قالَهُ الجَوْهَرِيّ.
وقِيل: الرَّهْطُ: عَدَدٌ يجْمَع من ثلاثَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ أَو من
سبعَةٍ
(19/311)
إِلَى عشرَةٍ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:
وربَّما جاوَزَ ذلِكَ قَلِيلا، وَمَا دونَ السَّبْعَةِ إِلَى
الثَّلاثَةِ: النَّفَرُ، أَو الرَّهْطُ: مَا دونَ العَشَرَةِ من
الرِّجال وَمَا فيهم امرأَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قَوْلُ
أَبي زَيْدٍ وقالَ غيرُه: إِلَى الأَرْبَعينَ، وَلَا تكونُ فيهم
امرأةٌ. ورَوَى الأّزْهَرِيّ عَن أَبي العبَّاس: الرَّهْط مَعْنَاهُ:
الجَمْعُ، وَلَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِهِ، وكَذلِكَ المَعْشَر،
والنَّفَرُ، والقَوْمُ، وَهُوَ للرِّجالِ دونَ النِّساءِ. قالَ:
والعَشيرَةُ أَيْضاً للرِّجال. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: العِتْرَةُ:
الرَّهْطُ، وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ وكانَ فِي المَدينَةِ تِسْعَةُ
رَهْطٍ فجَمَعَ، وَهُوَ مِثْل ذَوْدٍ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ فِي
اللّسَان: وَلذَلِك إِذا نُسِبَ إِلَيْه نُسِبَ عَلَى لَفْظِه، فَقيل:
رَهْطِيٌّ، ج: أَرْهُطٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ:
وفَاضِحٍ مُفْتَضِحٍ فِي أَرْهُطِهْ وقالَ رُؤْبَةُ: هُوَ الذَّلِيلُ
نَفَراً فِي أَرْهُطِهْ وأَرَاهِطُ، قالَ الجَوْهَرِيّ: كَأَنَّهُ جمعُ
أَرْهُطٍ، وقالَ ابنُ سِيدَه: والسَّابقُ إِليَّ من أَوَّل وَهْلة
أَنَّ أَرَاهِطَ جمْعُ أَرْهُطٍ لضِيقِه عَن أَن يكونَ جَمْع رَهْطٍ،
قالَ: وَهِي إِحدى الحُرُوف الَّتِي جاءَ بِناءُ جَمْعِها عَلَى غيرِ
مَا يَكُونُ فِي مثلِهِ، وَلم تُكَسَّرْ هِيَ عَلَى بِنائِها فِي
الواحِدِ، قالَ: وإِنَّما حَمَل سِيبَوَيْه عَلَى ذلِكَ عِلْمُه
بعزَّةِ جمعِ الجَمْعِ لأَنَّ الجُمُوع إنَّما هِيَ للآحادِ، وأَمَّا
جَمْعُ الجَمْعِ بالفَتْحِ) فَرْعٌ داخِلٌ عَلَى فَرْعٍ، وَلذَلِك
حَمَلَ الفارِسِيُّ قَوْلَه تَعَالى فرُهُنٌ مَقْبوضَةٌ فِيمَن قرأَ
بِهِ عَلَى بابِ سَحْلٍ وسُحُل وإِنْ قلَّ، وَلم يَحْمِلُه عَلَى
أَنَّهُ جمعُ رِهانٍ الَّذي هُوَ تَكْسيرُ رَهْنٍ، لعزّة هَذَا فِي
كَلَامهم.
(19/312)
ويُجمع الرَّهْطُ أَيْضاً عَلَى أَرْهاط،
يحْتَمل أَن يكونَ جمْعَ الرَّهْطِ المحرّك مِثْل: سَببٍ، وأَسْبابٍ،
أَو جمع الرَّهْطِ، بالفَتْحِ، مِثْلُ فَرْدٍ وأَفْرادٍ. ويُجمع
أَيْضاً عَلَى أَرَاهِيط، وَهُوَ فِي الصّحاح. وقالَ اللَّيْثُ: يُجمع
الرَّهْطُ من الرِّجال أَرْهُطاً، وَالْعدَد أَرْهِطَة، ثمَّ
أَرَاهِطُ، قالَ الشَّاعِر، وَهُوَ سَعْدُ بن مالكِ بنِ ضُبَيْعة بن
قَيْسِ بن ثَعْلَبَةَ:
(يَا بُؤْسَ للحَرْبِ الَّتِي ... وَضَعَتْ أَرَاهِطَ فاسْتَراحُوا)
وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(أَرَاهِطُ من بَني عَمْرِو بنِ جَرْمٍ ... لَهُمْ نَسَبٌ إِذا
نُسِبُوا كَرِيمُ)
والرَّهْطُ: العَدُوُّ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ عَن ابنِ عبَّادٍ.
ورَهْطٌ: ع، قالَ أَبُو قِلابَةَ الهُذَلِيّ:
(يَا دَارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنَازِلُها ... بَيْنَ القَوَائِمِ من
رَهْطٍ فأَلْبانِ)
القوائِم: موضعٌ. وأَلْبان: بَلَدٌ. والرَّهْطُ: جِلْدٌ، وَفِي
الجَمْهَرَة: إزارٌ يُتَّخَذُ من أَدَمٍ، وتُشَقَّقُ جَوانِبُه من
أَسافِلِه لِيُمْكِنَ المَشْيُ فِيهِ، وقالَ أَبُو طالبٍ النَّحْوِيُّ:
الرَّهْطُ يَكون من جِلْدٍ وَمن صوفٍ يَلْبَسُه الصِّغارُ، وَفِي
المُحْكَمِ: الرَّهْطُ: جِلْدٌ طائِفِيّ تُشَقَّق جَوانِبُه، يَلْبَسُه
الصِّبْيانُ، والنِّساءُ الحُيَّضُ.
وَفِي الصّحاح: الرَّهْطُ: جِلْدٌ قَدْر مَا بَيْنَ السُرَّةِ إِلَى
الرُّكْبَة، تَلْبَسه الحائِضُ، قالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيُّ:
(مَتى مَا أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلو ... كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً
عَلَى حُيَّضِ)
(19/313)
وقالَ غيرُه الرَّهْطُ: مِئْزَرُ الحائِض
يُجْعَل جَلوداً مُشَقَّقَة إلاَّ مَوضع الفَلْهَمِ. أَو الرَّهْطُ
جِلْدٌ يُشَقَّقُ سُيوراً، والَّذي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن
النَّضْرِ بن شُمَيْلٍ: الرِّهاطُ: جُلودٌ تُشقَّق سُيوراً، واحِدُها
رَهْطٌ. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الرَّهْط: جِلْد يُقَدّ سُيوراً
عِرَضُ السَّيْرِ أَرْبَعُ أَصابِعَ أَو شِبْرٌ تَلْبَسُه الجارِيَةُ
الصَّغيرة قبل أَن تُدْرِك، وتَلْبَسُه أَيْضاً وَهِي حائِضٌ، قالَ:
وَهِي نَجْدِيّة، وَج: رِهاطٌ وقالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:
(بضَرْبٍ فِي الجَماجِم ذِي فُروغٍ ... وطَعْنٍ مثلِ تَعْطيطِ
الرِّهاطِ)
أَو هُوَ، أَي الرِّهاطُ واحدٌ أَيْضاً، وَهُوَ أَديم يُقطعُ كقَدْرِ
مَا بَيْنَ الحُجْزَةِ إِلَى الرُّكْبَةِ ثمَّ يُشَقَّق كأَمْثالِ
الشُّرُك تَلْبسه الجارِيَةُ بنتُ السَّبْعَة، وَج: أَرْهِطَة،
ويُقَالُ: هُوَ ثَوبٌ يَلْبَسه غِلْمانُ)
الأعْرابِ، أَطْباقٌ بَعضُها فوقَ بَعْضٍ أَمثالُ المَراويحِ. وقالَ
أَبُو عَمْرٍ و: الرِّهاطُ، بالكَسْرِ: مَتاعُ البَيْتِ: الطَّنافِسُ،
والأَنْماطُ، والوَسائِدُ، والفُرُشُ، والبُسُط. والرَّهْطُ،
والتَّرْهيطُ: عِظَمُ اللَّقْمِ، وشِدَّةُ الأكْلِ، والدَّهْوَرَة،
الأُولى عَن أَبي الهَيْثَم، والثّانِيَةُ عَن اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ
اللَّيْثُ: يَا أَيُّها الآكِلُ ذُو التَّرْهيطِ ورَجُلٌ تُرْهوطٌ،
بالضَّمِّ كَثيرُ الأكْلِ، عَن ابْن عَبّاد. والرَّاهِطاءُ،
والرُّهَطاءُ، كخُيَلاءَ، الرُّهْطَةُ، كهُمَزَةٍ، نَقَلَ الجَوْهَرِيّ
الأُولى والثّالِثَةُ: مِنْ جِحَرَةِ اليَرْبُوعِ الَّتِي يخرُجُ
مِنْهَا التُّرابُ ويَجْمَعُه، كَذَا فِي الصّحاح، وَهِي أوَّلُ
(19/314)
حَفيرَةٍ يَحْتَفِرُها. زادَ الأّزْهَرِيّ:
بَيْنَ القاصِعاءِ والنَّافِقاءِ يَخْبَأُ فِيهِ أَوْلادَه. وقالَ
أَبُو الهَيْثَم: الرَّهِطاءُ: التُّرابُ الَّذي يَجْعَلُه اليَرْبوعُ
عَلَى فَمِ القاصِعاءِ وَمَا وراءَ ذلِكَ، وإِنَّما يُغَطِّي جُحْرَه
حتَّى لَا يَبْقَى إلاَّ عَلَى قَدْرِ مَا يَدْخُلُ الضَّوءُ مِنْهُ.
قالَ: وأَصْلُه من الرَّهْطِ: الجِلْدِ الَّذي يُقَطَّعُ سُيُوراً
يَصيرُ بعضُها فَوْقَ بَعْض. تتَوَقَّى بِهِ الحائِضُ. قالَ: وَفِي
الرَّهْطِ فُرَجٌ، وكَذلِكَ فِي القاصِعاءِ مَعَ الرَّاهِطاءِ فُرْجَةٌ
يَصِلُ بهَا إِلَيْه الضَّوْءُ. قالَ: والرَّهْطُ أَيْضاً عِظَمُ
اللَّقْمِ، سُمِّيَتْ رَاهِطاءَ لأَنَّها فِي داخِلِ فمِ الجُحْر،
كَمَا أَنَّ اللُّقْمَةَ فِي داخِلِ الفَمِ.
والرَّهْطَى، كسَكْرَى: طائرٌ يأْكُلُ التِّينَ عندَ خُرُوجِه من
وَرَقِه صَغيراً، ويأْكُل زَمَعَ عَنَاقيدِ العِنَبِ، وَهُوَ ببَعْضِ
سَرَوَاتِ الطَّائِفِ، وَهُوَ الَّذي يُسَمَّى عَيْرَ السَّرَاةِ،
والجَمْعُ: رَهَاطَى. وذُو مَرَاهِطَ: ع، قالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ
إِبِلاً: كَمْ خَلَّفَتْ بلَيْلِها مِنْ حائطِ وذَعْذَعَتْ أَخْفاقَها
مِنْ غائِطِ مُنْذُ قَطَعْنَا بَطْنَ ذِي مَرَاهِطِ ورُهَاط، كغُرابٍ:
ع بالحِجازِ، وَهُوَ عَلَى ثلاثِ لَيَالٍ من مكَّةَ المُشَرَّفَة،
لثَقِيفٍ، وَهُوَ نَجْدِيٌّ من بلادِ بَني هِلالٍ، ويُقَالُ: وادِي
رُهَاطٍ ببِلادِ هُذَيْلٍ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحُمُولَ:
(هَبَطْنَ بَطْنَ رُهَاطٍ واغْتَصَبْنَ كمَا ... يَسْقِي الجُذُوعَ
خِلالَ الدَّارِ نَضَّاحُ)
وَفِي شرحِ الدِّيوانِ: هُوَ عَلَى ثلاثِ لَيَالٍ من مكَّةَ. قُلْتُ:
وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ.
(19/315)
ومَرْجُ رَاهِطٍ: مَوْضِعٌ شَرْقِيِّ
دِمَشْقَ، كَانَت بِهِ وَقْعَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح، أَي بَيْنَ قَيْسٍ
وتَغْلِبَ، قالَ زُفَرُ بنُ الحارِثِ الكلابِيّ:
(لَعَمْري لَقَدْ أَبْقَتْ وَقِيعَةُ راهِطٍ ... لمَرْوانَ صَدْعاً
بَيْنَنا مُتَنائيا)
)
وقالَ ابنُ هَرْمَةَ يمْدَحُ عبدَ الواحِد ابْن سُلَيْمَان:
(أَبُوكَ غَدَاةَ المَرْجِ أَوْرَثَكَ العُلاَ ... وخَاضَ الوَغَى إذْ
سالَ بالمَوْتِ رَاهِطُ)
ورَجُلٌ مُرَهَّطُ الوَجْهِ، كمُعَظَّمٍ، مُهَبَّجُه، عَن ابنِ
عَبَّادٍ. ويُقَالُ: نحنُ ذَوُو ارْتِهاطٍ وذَوُو رَهْطٍ، أَي
مُجْتَمِعُونَ، عَن ابنِ عَبَّادٍ أَيْضاً. وممَّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْه: يُقَالُ فِي الرَّهْطِ: أُرْهُوطٌ، يُقَالُ: جاءَنا
أُرْهُوطٌ، مِثال أُرْكُوبٍ، عَن النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ. وَفِي
الحَدِيث: فأَيْقَظَنَا ونحنُ ارْتِهَاطُ أَي فِرَقٌ مُرْتَهِطُون،
وَهُوَ مصدَرٌ أَقامَه مُقامَ الفِعْلِ، كقولِ الخَنْسَاءِ: فإِنَّما
هيَ إِقْبالٌ وإِدْبَارُ أَي مُقْبِلَةٌ ومُدْبِرةٌ. والأَرْهاطُ: جمعُ
الرَّهْط: الإِزارُ الَّذي تَلْبسُه الحائِضُ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ:
رَهَّطَ الرَّجُلُ تَرْهِيطاً، إِذا لَزِمَ ظَهْرَ المَطِيَّةِ فَلم
يَنْزِل، وكَذلِكَ إِذا لَزِمَ جَوْفَ مَنْزِلِه فَلم يَخْرُج. قالَ
الأّزْهَرِيّ: وأَخْبَرَني الإِيادِيُّ عَن شَمِرٍ عَن ابْن
الأَعْرَابِيّ قالَ: يُقَالُ: فَرْشٌ مِنْ عُرْفُط، وأَيْكَةٌ مِنْ
أَثْلٍ، ورَهْطٌ من عُشْرٍ، وجَحْجَفٌ مِنْ رِمْثٍ.
(19/316)
وقالَ اللَّيْثُ: رَهْطَةُ: رَكَايَا
بالهِنْدِ، مُعرَّبة، يُسْتَقى مِنْهَا بالثِّيرانِ. قالَ
الصَّاغَانِيّ: أَمَّا أَرْضُ الهنْدِ فأَنا ابنُ بَجْدَتِها، وطلاّعُ
أَنْجِدَتِها، وليسَتْ بهَا هَذِه الرَّكايَا، وإِنَّما الدُّولابُ
يسمَّى بالهِنْديَّة: أَرْهَتْ. فسَمِعَ بعضُ السَّفْر
المُسْتَعْرِبينَ المُتَرَدِّدينَ إِلَى تِلْكَ البِلادِ يقُولُون:
أَرْهَتْ، فَقَالَ: أَرْهَطْ، بالطَّاءِ فغَيَّرَها، وليسَ فِي كلامِهم
طاءٌ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ.
ر ي ط
{الرَّيْطَةُ: كلُّ مُلاءةٍ غيرِ ذاتِ لِفْقَيْنِ، أَي لم يُضَمُّ
بعضُهُ ببَعْضٍ بخَيْطٍ أَو نحوِه، كلُّها نَسْجٌ واحدٌ، وقطْعَةٌ
واحِدَةٌ، أَو كلُّ ثَوْبٍ ليِّنٍ رَقيقٍ رَيْطَةُ، نَقَلَهُ ابْن
السِّكِّيتِ عَن بعضِ الأَعْراب،} كالرَّائِطَةِ، ومِنْهُ حديثُ ابنِ
عُمَرَ أَنَّه أُتِيَ {برائِطَةٍ يَتَمَنْدَلُ بهَا بعدَ الطَّعامِ
فطَرَحَهَا قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي بمِنْدِيلٍ. قالَ: وأَصْحابُ
العَرَبيَّةِ يَقُولُونَ: رَيْطة، ج:} رَيْطٌ، {ورِيَاطٌ، قالَ
سُلْمِيُّ بنُ رَبيعَةَ:
(والبِيضُ يَرْفُلْنَ كالدُّمَى ... فِي} الرَّيْطِ والمُذْهَبِ
المَصُونِ)
وقالَ لَبيدٌ، رَضِيَ الله عَنْه
(يُرْوِي قَوامِحُ مِثْلَ الصُّبْحِ صادِقَةً ... أَشْباهَ جِنٍّ
عَلَيْهَا {الرَّيْطُ والأُزُرُ)
وقالَ آخَر: لَا مَهْلَ حتَّى تَلْحَقِي بعَنْسِ أَهْلِ} الرِّياطِ
البِيضِ والقَلَنْسِ وقالَ المُتَنَخِّل:
(فحُورٍ قَدْ لَهَوْتُ بهِنَّ عِينٍ ... نَوَاعِمَ فِي المُرُوطِ
وَفِي! الرِّيَاطِ)
وقالَ الأّزْهَرِيّ: لَا تَكونُ الرَّيْطَةُ إلاَّ بَيْضَاءَ.
(19/317)
و {رَيْطَة، بِلَا لامٍ: ع، بأَرْضِ
شَنُوءةَ، قالَ عبدُ الله بن سَلِيمَةَ الغامِدِيُّ: لِمَنِ الدِّيارُ
بتُولَعٍ فيُبُوسِفبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْر أَنِيسِ ورَيْطَةُ بنتُ
مُنَبِّهِ بنِ الحجَّاجِ السَّهْمِيَّة، والِدَةُ عَبْدِ اللهِ ابْن
عَمْرو بن الْعَاصِ. ورَيْطَةُ بنتُ الحارِثِ التَّيْمِيَّة: هاجَرَتْ
مَعَ زَوْجِها الحارِث ابنِ خالدٍ التَّيْميّ إِلَى الحَبَشَة، وَلها
أَوْلادٌ، صَحابِيَّتان.} ورائِطَةُ بِنْتُ سُفْيانَ بن الحارِث
الخُزاعِيَّة، ويُقَالُ فِيهَا: رَيْطَة، وَهِي زَوْجَةُ قُدامَةَ بنِ
مَظْعونٍ، رَوَتْ عَنْهَا بِنْتُها عائِشَة. ورَائِطَةُ بِنْتُ عَبْدِ
اللهِ امرأَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، ويُقَالُ فِيهَا رَبْطَة
بالمُوَحَّدَة. ورَائِطَةُ ابنَةُ الحارِثِ الَّتِي هاجَرَتْ مَعَ
زَوْجها، وَهِي رَيْطَةُ الَّتِي تقَدَّمَتْ أَو هِيَ بالباءِ
بالمُوَحَّدَة، هَكَذا قالَهُ المُصَنِّف، والصَّحيحُ أَنَّ الَّذي
قِيل فيهِ بالمُوَحَّدَة هِيَ رَائِطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، وأَمَّا
هَذِه فقِيل فِيهَا: رَيْطَة بغَيْرِ أَلف. ورَائِطَةُ بِنْتُ حيَّانَ
الهَوَازِنِيَّةُ، وَهَبَها النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم
لعَلِيٍّ: صَحَابيَّات. وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ: رَائِطَةُ فِي أَسْماءِ
النِّساءِ خَطَأٌ، كَذَا فِي الجَمْهَرَة، ونقلَهُ الأّزْهَرِيّ فِي
التَّهذيب وَهُوَ خَطَأٌ، لأَنَّه أَجْمَعَ نَقَلَةُ السِّيَرِ ومَن
لَهُ معرِفَةٌ بأَسَامِي)
الرُّواةِ فِي ذِكْرِ مَن تَقَدَّم من الصَّحابيَّاتِ بالأَلْف، وَقَدْ
تَحامَلَ شَيْخُنَا لِابْنِ دُرَيْدٍ فَقَالَ: وتَخْطِئَتُه لابنِ
دُرَيْدٍ مَحْضٌ،
(19/318)
فإِنَّ المَذْكورَ فِي الاسْتِيعابِ
والإِصابَةِ وغيرِهِما من المُصَنَّفات المَوْضُوعَةُ فِي أَسْماءِ
الصَّحابَة، رَضِيَ الله عَنْهم، أَنَّ كُلاًّ من المَذْكُوراتِ
تُسَمَّى رَيْطَة بغيرِ أَلف، وَلم يُعرف اسمُ رَائِطَةَ بِالْألف،
وَلَا سِيَّما والاسْتِقْراءُ فِي الأَسماءِ شَأْنُه، لَيْسَ لأَحَدٍ
مَا لأُئمَّةِ اللُّغَةِ من معرِفَةِ الأَشْباه والنَّظائِر، وغَرائِب
الأَسماءِ ونَوَادِرِ الأَلْقاب، وغيرِ ذلِكَ. فاعْرِفْه. قُلْتُ:
وكأَنَّ المُصَنِّف قلَّدَ الصَّاغَانِيّ فِيمَا قالَهُ، وإِلاّ فإِنَّ
كُلاًّ من المَذْكوراتِ اخْتُلِفَ فِيهَا بَيْنَ أَنَّها بغَيرِ أَلِفٍ
وبينَ أَنَّها بالمُوَحَّدَة، إلاَّ الأَخير فإِنَّها رَائِطَةُ مَعَ
تَكْرارٍ فِي رَائِطَةَ بنتِ الحارِث فإِنَّه ذَكَرَها مرَّتَيْن،
وهُما واحِدٌ. وإِنْكارُ أَصْحابِ العَرَبِيَّةِ {لرَائِطَةَ فِي غيرِ
أَعْلامِ النِّسَاءِ فَقَدْ نُقِلَ عَن سُفْيَانَ أَيْضاً. وممَّا
يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} رَيْطات: اسْم مَوْضِع، قالَ النَّابِغَة
الجَعْدِيُّ:
(تَحُلُّ بأَطْرافِ الوِجَافِ ودارُها ... حُوِيلٌ {فرَيْطَاتٌ فزَعْمٌ
أَخْرَبُ)
} ورَاطَ الوَحْشُ بالشَّجَرَةِ يَرِيطُ، أَي لاذَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ
المُصَنِّف عَن أَبي زَيْدٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّف اسْتِطْراداً
فِي ر وط وأغْفَلَهُ هُنا. {ومَرْيُوط: كُورَةٌ من كُوَرِ
الإِسْكَنْدَريَّةِ، أَهْلُها أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْماراً. هَذَا
محلُّ ذِكْرِه، وكَذلِكَ فِي التَّكْمِلَة. وَقَدْ وَهَمَ المُصَنِّف
حيثُ ذَكَرَهُ فِي ر ب ط تقليداً للعُبَابِ. وَمِنْهَا عبدُ النَّصيرِ
بنُ عليِّ بنِ يَحْيَى أَبُو محمَّدٍ} - المَرْيوطِيُّ، أَحَدُ شُيوخِ
القُرَّاءِ بالإِسكندرية، توفِّي بهَا بعد الثَّمانينَ وسِتِّمائة.
{ورِيَاطٌ ككِتابٍ: من الأَعْلامِ، وقالَ: صُبَّ عَلَى آلِ أَبي}
رِياطِ ذُؤَالَةٌ كالأَقْدَاحِ المِرَاطِ
(19/319)
وَمن المَجَازِ: خَرَجَ مُشْتَمِلاً {برَيْطَةِ الظَّلْماءِ،
وَهُوَ يَجُرُّ} رِياطَ الحَمْدِ. {والرِّياطُ: شِبْهُ السَّرَابِ
بالفَلاة، وَبِه فَسَّرَ السُّكَّرِيّ قولَ المُتَنَخِّل:
(كأَنَّ عَلَى صَحَاصِحِهِ} رِيَاطاً ... مُنَشَّرِةً نُزِعْنَ من
الخِيَاطِ)
وحُرَيْبُ بنُ رَيْطَةَ لَهُ شِعْرٌ يَدُلُّ عَلَى إِسْلامِه،
وَقَدْ عُدَّ من الصَّحابَةِ.
|