تهذيب اللغة أَبْوَاب الْعين وَالْخَاء)
وَمَا يليهما من الْحُرُوف)
ع خَ غ: مهمل
ع خَ ق: مهمل
ع خَ ك: مهمل
ع خَ ج: مهمل
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الشين)
اسْتعْمل من وجوهه: خشع.
وأهملت الْوُجُوه الأُخر
خشع: فِي الحَدِيث: (كَانَت الْكَعْبَة خُشعةً على المَاء وَبَعْضهمْ
رَوَاهُ: كَانَت حَشَفة فدُحِيتْ مِنْهَا الأَرْض) .
وسمعتُ الْعَرَب تَقول للحَثْمة اللاطئة بِالْأَرْضِ: هِيَ الخُشْعة،
وَجَمعهَا خُشَع.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الخُشعة: الأكَمة. قَالَ: وَهِي
الحَثْمة، والسَّرْوَعة، والصائدة، والقائدة.
وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: خَشَعت الشَّمْس وكَسفَتْ وخسفت
بِمَعْنى وَاحِد.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَالح الكلابيّ: خشوع الْكَوَاكِب إِذا غارت
فَكَادَتْ تغيب فِي مَغيبها. وَأنْشد:
بدر تَكاد لَهُ الكواكبُ تخشعُ
وَقَالَ أَبُو عدنان: خَشَعت الْكَوَاكِب، إِذا دنت من المغيب. وخضعت
أَيدي الْكَوَاكِب، إِذا مَالَتْ لِتَغَيُّبٍ.
وَقَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {نُّكُرٍ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ
يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ}
(القَمَر: 7) وقرىء: (خَاشِعًا أَبْصَارهم) . قَالَ الزّجاج: نَصب
{نُّكُرٍ} (القَمَر: 7) على الْحَال، الْمَعْنى يخرجُون من الأجداث
(خُشَّعاً) . قَالَ: وَمن قَرَأَ (خَاشِعًا) فعلى أنَّ لَك فِي أَسمَاء
الفاعلين إِذا تقدّمت على الْجَمَاعَة التَّوْحِيد نَحْو (خَاشِعًا
أَبْصَارهم) ، وَلَك التَّوْحِيد والتأنيث لتأنيث الْجَمَاعَة
كَقَوْلِك: (خاشعة أَبْصَارهم) . قَالَ: ولكَ الْجمع نَحْو {نُّكُرٍ
خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ
جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} (القَمَر: 7) تَقول مَرَرْت بشبابٍ حسن أوجههم،
وحسانٍ أوجههم، وحسنة أوجههم. وَأنْشد:
وشبابٍ حَسَنٍ أوجهُهم
من إياد بن نزار بن مَعَدّ
وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ} (طاه: 108)
أَي سكنت. وكلُّ سَاكن خاضع خاشع.
والتخشُّع لله: الإخبات والتذلُّل.
وَإِذا يَبِسَتْ الأَرْض وَلم تُمطَر قيل: قد خَشَعت. قَالَ الله
تَعَالَى: {وَتَرَى الاَْرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (الحَجّ: 5) . سمعتُ العربَ تَقول:
رَأَيْت أَرض بني فلانٍ خاشعةً هامدة مَا فِيهَا خضراء. وخشَعَ سَنامُ
الْبَعِير، إِذا أُنضِي
(1/107)
َ فَذهب شحمُه وتطأطأ شرفُه. وجِدار خاشع،
إِذا تداعى واستوى مَعَ الأَرْض. وَقَالَ النَّابِغَة:
ونُؤيٌ كجِذم الحوضِ أثلم خاشعُ
قَالَ اللَّيْث: خشع الرجل يخشَع خشوعا، إِذا رمَى ببصره إِلَى
الأَرْض. واختَشَع، إِذا طأطأ صَدره وتواضع. قَالَ: والخُشُوع قريبٌ من
الخضوع، إلاّ أَن الخضوع فِي الْبدن وَالْإِقْرَار بالاستخداء، والخشوع
فِي الْبدن والصَّوت وَالْبَصَر. قَالَ الله: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ
لِلرَّحْمَانِ} (طاه: 108) :
وَقَالَ ابنُ دَريد: خشَع الرجل خَراشيَّ صدرِه، إِذا رمَى بهَا.
قلت: جعل خشَع وَاقعا، وَلم أسمعهُ لغيره.
(بَاب الْخَاء وَالْعين مَعَ الضَّاد)
اسْتعْمل من وجوهه:
خضع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}
(الشُّعَرَاء: 4) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي جَعْفَر الغسّاني
عَن سَلَمة عَن أبي عُبَيْدَة، أَن يُونُس أخبرهُ عَن أبي عَمْرو أَنه
قَالَ: خاضعين لَيْسَ من صفة الْأَعْنَاق، إِنَّمَا هُوَ من صفة
الْكِنَايَة عَن الْقَوْم الَّذين فِي آخر الْأَعْنَاق، فَكَأَنَّهُ
فِي التَّمْثِيل: فظلَّت أَعْنَاق الْقَوْم خاضعين، فالقومُ فِي مَوضِع
هم.
وَقَالَ الكسائيّ: أَرَادَ فظلت أعناقُهم خاضِعِيها هم، كَمَا تَقول:
يدُك باسطها، تُرِيدُ أَنْت، فاكتفيتَ بِمَا ابتدأتَ من الِاسْم أَن
تكُرَّه.
قلت: وَهَذَا غير مَا قَالَ أَبُو عَمْرو.
وَقَالَ الْفراء: الْأَعْنَاق إِذا خضعت فأربابها خاضعون. فجعلَ الفعلَ
أوّلاً للأعناق ثمَّ جعل خاضعين للرِّجَال. قَالَ: وَهَذَا كَمَا
تَقول: خضعت لَك، فتكتفي من قَوْلك خضعَتْ لَك رقبتي.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ خاضعين وذكّر الْأَعْنَاق، لِأَن معنى
خضوع الْأَعْنَاق هُوَ خضوع أَصْحَاب الْأَعْنَاق، لمَّا لم يكن الخضوع
إلاّ بخضوع الْأَعْنَاق جَازَ أَن يخبر عَن الْمُضَاف إِلَيْهِ، كَمَا
قَالَ الشَّاعِر:
رَأَتْ مَرَّ السِّنينَ أَخذْنَ منّي
كَمَا أخذَ السِّرارُ من الهلالِ
لمّا كَانَت السنون لَا تكون إِلَّا بمرّ أخبر عَن السنين وَإِن كَانَ
أضافَ إِلَيْهَا الْمُرُور. قَالَ: وَذكر بعضُهم وَجها آخر، قَالُوا:
مَعْنَاهُ فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين هم، وأضمر (هُمْ) وَأنْشد:
ترى أرباقَهم متقلِّدِيها
كَمَا صَدِىء الحديدُ على الكُماةِ
قَالَ: وَهَذَا لَا يجوز مثلُه فِي الْقُرْآن. فَهَذَا على بدلِ الغلَط
يجوز فِي الشّعْر، كَأَنَّهُ قَالَ ترى أرباقهم ترى متقلّديها،
كَأَنَّهُ قَالَ: ترى قوما متقلّدي أرباقهم.
وَقلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه الزّجاج مَذْهَب الْخَلِيل. وَمذهب
سِيبَوَيْهٍ أنّ بدل الْغَلَط لَا يجوز فِي كتاب الله عزّ وجلّ.
قلت: وخضَع فِي كَلَام الْعَرَب يكون لَازِما وواقعاً، تَقول خضعتُه
فخضَع وَمِنْه قَول جرير:
(1/108)
أعدّ الله للشعراء منّي
صواعقَ يَخضَعون لَهَا الرقابا
فَجعله وَاقعا مُتَعَدِّيا. وَيُقَال خضع الرجلُ رقبتَه فاختضعَتْ
وخضَعت.
وَقَالَ ذُو الرمّة:
يظلُّ مختضِعاً يَبْدُو فتنكرهُ
حَالا ويسطع أَحْيَانًا فينتسبُ
مختضعاً: مطأطىء الرَّأْس. والسُّطوع: الانتصاب، وَمِنْه قيل للرجلِ
الأَعنَق: أسطع. وَفِي حَدِيث عمر أَن رجلا فِي زَمَانه مرّ برجلٍ
وَامْرَأَة قد خَضَعا بَينهمَا حَدِيثا، فضربَ الرجلَ حتّى شجَّه،
فرُفِع إِلَى عُمرَ فأهدرَه.
شِمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْعَرَب تَقول: اللَّهم إِنِّي
أعوذ بك من الخُنوع والخضوع. فالخانع: الَّذِي يَدْعُو إِلَى السَّوءة،
والخاضع نَحوه. وَقَالَ رؤبة:
مِن خالباتٍ يختلبن الخُضعا
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الخُضَّع: اللواتي قد خضَعن بالْقَوْل
ومِلْن. قَالَ: وَالرجل يخاضع الْمَرْأَة وَهِي تخاضعه، إِذا خضَع
لَهَا بِكَلَام وخضعتْ لَهُ فيطمع فِيهَا. وَمن هَذَا قَول الله عزّ
وجلّ: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ
الَّذِى فِى} (الأحزَاب: 32) . وَقَالَ الْكُمَيْت يصف نسَاء ذواتِ
عفاف:
إذْ هُنّ لَا خُضُع الحدي
ث وَلَا تكشَّفت المَفاضِل
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
الاختضاع: المرّ السَّرِيع. وَأنْشد فِي صفة فرسٍ جواد:
إِذا اخْتَلَط المسيحُ بهَا تولّت
بسَومٍ بَين جَرْيٍ واختضاعِ
الْمَسِيح: العَرق يَقُول: إِذا عرقت أخرجت أفانينَ جَريها.
أَبُو عبيد: الخَيضَعة: الْبَيْضَة.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: يُقَال
لبيضة الْحَدِيد الخَيضَعَة، والرّبيعة. وَأنْشد:
والضاربون الهامَ فَوق الخيضَعَهْ
وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الخيضعة: الغُبار. قَالَ: وَقَالَ
أَبُو عَمْرو: هُوَ صَوت الْقِتَال. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: الخيضعة
حَيْثُ يخضع الأقرانُ بعضُهم لبَعض. قَالَ: وَيُقَال (للسّيوف خَضَعة)
، وَهُوَ صَوت وقعها.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الخَضِيعة: صَوتٌ يخرج من قنْب الْفرس
الحِصانِ، وَهُوَ الوقيب. وَأنْشد:
كَأَن خَضِيعةَ بطن الجوا
دِ وعوعةُ الذِّئْب فِي الفدفدِ
والأخضع من الرِّجَال: الَّذِي فِيهِ جَنَأٌ، وَقد خَضِع يخضَع
خَضَعاً، فَهُوَ أخضَع.
وخضَعت أَيدي الْكَوَاكِب، إِذا مَالَتْ لِتَغَيُّبٍ. وَقَالَ ابْن
أَحْمَر:
تكَاد الشَّمْس تخضع حِين تبدو
لهنَّ وَمَا وَبِدنَ وَمَا لُحِينا
وَقَالَ ذُو الرمة:
إِذا جعلت أَيدي الْكَوَاكِب تخضعُ
وخضعت الْإِبِل، إِذا جَدَّت فِي سَيرهَا. وَقَالَ الكُميت:
(1/109)
خواضع فِي كلِّ ديمومة
يكَاد الظليم بهَا ينحَلُ
وإنَّما قيل ذَلِك لأنّها خضعت أعناقَها حِين جدّ بهَا السَّير.
وَمِنْه قَول جرير:
وَلَقَد ذكرتكِ والمطيُّ خواضعٌ
وكأنهنّ قطا فلاةٍ مَجهلِ
ع خَ ص
ع خَ س
أهملت وجوهها.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الرَّاء)
اسْتعْمل من وجوهه:
خزع: يُقَال خَزَعت الشَّيْء فانخزعَ، كَقَوْلِك قطعته فَانْقَطع
وخزَّعتُ اللَّحْم تخزيعاً، إِذا قطّعته قِطَعاً. وَيُقَال: تخزّعت من
فلانٍ شَيْئا، إِذا أَخَذته مِنْهُ. وَهَذِه خِزْعة لحم تخزَّعتها من
الجَزُور، أَي اقتطعتها.
وَقَالَ مبتكر الْكلابِي: اختزعتُه عَن الْقَوْم واختزلته، إِذا قطعته
عَنْهُم.
وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت خَليفَة الحُصينيّ يَقُول: اختزعَ
فلَانا عِرْقُ سَوء فاختزله، أَي اقتطعه دونَ المكارم وقعدَ بِهِ.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال بِهِ خَزعة، وَبِه خَمعة، وَبِه
خزلة، وَبِه قَزْلة، إِذا كَانَ يظلع من إِحْدَى رجلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عِيسَى: يبلغ الرجلَ عَن مَمْلُوكه
بعضُ مَا يكره فَيَقُول: مَا يزالُ خُزَعَةٌ خَزَعَهُ، أَي شَيْء
سَنَحه عَن الطَّرِيق. وَمعنى سنَحه أَي عَدَله وَصَرفه، وَهُوَ الرجل.
قَالَ: وخزغني ظَلْع فِي رجْلي، أَي قطعني عَن الْمَشْي.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال خزعَ فلانٌ عَن أَصْحَابه، إِذا كَانَ مَعَهم
فِي مَسيرٍ فخنسَ عَنْهُم. قَالَ: وسمِّيت خُزاعة بِهَذَا الِاسْم
لأنّهم لمّا سَارُوا مَعَ قَومهمْ من مأرِبَ فَانْتَهوا إِلَى مكّة
تخزَّعوا عَنْهُم فأقاموا، وَسَار الْآخرُونَ إِلَى الشَّام. وَقَالَ
حسان:
فَلَمَّا هبَطْنا بطْنَ مرَ تخزَّعتْ
خُزاعةُ عنّا بالحُلول الكَراكرِ
وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: إنَّما سُمُّوا خُزَاعة
لأَنهم انخزعوا من قَومهمْ حِين أَقبلُوا من مأرب فنزلوا بِظَاهِر
مَكَّة. قَالَ: وهم بَنو عَمْرو بن ربيعَة وَهُوَ لحيّ ابْن حَارِثَة،
أوّل من بَحر البحائر وغيّر دين إبراهيمج.
ع خَ ط
أهملت وجوهه:
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الدَّال)
اسْتعْمل من وجوهه:
خدع: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال خدعته خدعاً وخديعة.
وَأنْشد قَول رؤبة:
فقد أُداهي خِدْعَ مَن تخدَّعا
وَأَجَازَ غَيره خَدْعاً بِالْفَتْح.
وَقَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: يُقَال خدعَتِ السوقُ وانخدعت، أَي
كسدت. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدِّينار فِي حَدِيثه: والسُّوق خادعةٌ،
أَي كاسدة. قَالَ: وَيُقَال رجل
(1/110)
خدّاع وخَدُوع وخُدَعة، إِذا كَانَ خَبّاً.
والخُدْعة: مَا يُخدَع بِهِ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الكسائيّ يَقُول الحربُ خُدَعة. قَالَ:
وَقَالَ أَبُو زيد مثلَه خُدَعة. قَالَ: ورجلٌ خُدْعة، إِذا كَانَ
يُخدَع. وروى فِي الحَدِيث: (الحربُ خَدْعةٌ) ، أَي يَنْقَضِي أمرُها
بخَدْعةٍ وَاحِدَة وَقيل (الحربُ خُدْعة) ، ثَلَاث لُغَات، وأجودها مَا
قَالَ الكسائيّ وَأَبُو زيد (خُدَعة) .
وَيُقَال: خدَعَتْ عينُ الرجل، إِذا غارت. وخدعَ خَيرُ الرجل، أَي قلّ.
وخدعت الضبعُ فِي وِجارها. وَقَالَ أَبُو العميثل: خَدَعَ الضبُّ إِذا
دخَلَ فِي وجارِه ملتوياً. وخدَع الثَّعْلَب، إِذا أخذَ فِي
الرَّوَغان. ورفعَ رجلٌ إِلَى عمر ابْن الخطّاب مَا أهمَّه من قُحوط
الْمَطَر، فَقَالَ لَهُ: (خدَعَتِ الضِّباب وجاعت الْأَعْرَاب) .
والخَدُوع من النُّوق: الَّتِي تدُرُّ مرَّةً وترفع لبنَها مرّة.
وطريقٌ خَدوع، إِذا كَانَ يَبين مرّةً وَيخْفى أُخْرَى وَقَالَ
الشَّاعِر:
ومستكرهٌ من دارس الدَّعس داثرٌ
إِذا غفلت عَنهُ الْعُيُون خَدوعُ
وَقَالَ اللِّحياني: خدعتُ ثوبي خَدْعاً وثنيتُه ثَنْياً، بِمَعْنى
وَاحِد. وخادعت الرجلَ بِمَعْنى خدعته، وعَلى هَذَا يوجَّه قَول الله
جلّ وعزّ: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (النِّساء: 142)
مَعْنَاهُ أَنهم يقدِّرون فِي أنفسهم أَنهم يخدعون الله وَالله هُوَ
الخادعُ لَهُم، أَي الْمجَازِي لَهُم جزاءَ خداعهم.
وَقَالَ شمر: روى الأصمعيُّ بيتَ الرَّاعِي:
وخادعَ المجدَ أقوامٌ لَهُم وَرَقٌ
راحَ العضاهُ بِهِ والعرقُ مدخولُ
قَالَ: خادعَ: ترك. قَالَ شِمر: وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرو: (وخادعَ
الْحَمد) ، قَالَ: وفسَّره أَنهم تركُوا الْحَمد، أَي أَنهم لَيْسُوا
من أَهله.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ:
الخِداع: المنْع. والخِداع: الْحِيلَة.
وَقَالَ اللَّيْث: خادعتُه مخادعةً وخداعاً.
ورجلٌ مخدَّع: خُدِع مرَارًا. قَالَ: والخَيْدع: الرجل الخدوع. وطريقٌ
خَيدعٌ وخادع، وغَوْلٌ خيدع: جَائِر عَن الْقَصْد وَلَا يُفطَن لَهُ.
والأخدعان: عِرْقان فِي صفحتي الْعُنُق قد خفِيا وبَطَنا. والأخادعُ
الجميعُ. ورجلٌ مخدوع: قد أُصِيب أخدعُه.
والمُخْدَع والمِخدع: الخِزَانة.
وأخدعتُ الشَّيْء، إِذا أخفيتَه.
وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (أخدع من ضبَ حَرشْتَه) ، وَهُوَ من قَوْلك
خدَع منّي فلَان، إِذا توارى وَلم يظْهر.
وروى ابْن الأنباريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الخادع:
الْفَاسِد من الطَّعَام وَغَيره. وَأنْشد قَوْله:
إِذا الرِّيقُ خَدَعْ
قَالَ أَبُو بكر: فَتَأْوِيل قَوْله جلّ وعزّ: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ}
(البَقَرَة: 9) : يفسدون مَا يُظهرون من الْإِيمَان بِمَا يُضمِرون من
(1/111)
الْكفْر، كَمَا أفسَد الله نِعَمهم فِي
الدُّنْيَا بِأَن أصارَهم إِلَى عَذَاب النَّار.
وَفِي حديثٍ مَرْفُوع: (يكون قبل خُرُوج الدجّال سنونَ خَدّاعة) ،
قَالَ شِمر: السنون الخوادع: القليلة الْخَيْر الفواسد. قَالَ:
وَيُقَال السُّوق خادعةٌ. إِذا لم يُقدَر على الشَّيْء إلاّ بغلاء.
قَالَ: وَكَانَ فلانٌ يُعطِي فخَدَعَ، أَي أمسك ومَنَعَ.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: خدع الريقُ أَي فسد. وَقَالَ غَيره: نقصَ
فتغيَّر. وماءٌ خادعٌ: لَا يُهتدى لَهُ.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: خدعتِ السُّوق، إِذا قَامَت.
وَقَالَ الْفراء: بَنو أَسد يَقُولُونَ: إنَّ السُّوق لخادع، وَإِن
السِّعر لخادع. وَقد خدعَ إِذا ارْتَفع وغلا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْله (سنُون خدّاعة) ، قَالَ: سنُون يقلُّ
فِيهَا الْمَطَر. يُقَال خدعَ المطرُ إِذا قلّ، وخدع الرِّيقُ فِي فَمه
إِذا قلّ. وَقَالَ غَيره: الخدّاعة الَّتِي يكثُر فِيهَا الْمَطَر،
ويقلُّ النباتُ والرَّيع. كأنّه من الخديعة: وَالتَّفْسِير هُوَ الأول.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الخَدْع: منع الحقّ. والختم: منع الْقلب
من الْإِيمَان. قَالَ: والخُدَعة هم ربيعَة بن كَعْب بن سعد بن زيد
مَنَاة بن تَمِيم.
ابنُ شُمَيْل: رجلٌ مخدَّع، أَي مجرَّس صَاحب دهاء ومَكْر، وَقد
خُدِّع. وَأنْشد:
أبايع بَيْعاً من أريب مخدّعِ
وَإنَّهُ لذُو خُدْعة، وَذُو خُدَعاتٍ: أَي ذُو تجريب للأمور.
وبعيرٌ بِهِ خَادع وخالع، وَهُوَ أَن يَزول عَصَبُهُ فِي وظيف رجله
إِذا برك. وَبِه خُويدِع وخُوَيلع والخادع أقلّ من الخالع. وفلانٌ
خادعُ الرَّأْي، إِذا كَانَ متلوِّناً لَا يثبت على رَأْي وَاحِد. وَقد
خدَعَ الدهرُ، إِذا تلوَّن.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ التَّاء)
اسْتعْمل من وجوهه:
ختع: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: دَليلٌ خُتَعٌ، وَهُوَ الماهر
بالدّلالة.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ختع يختع خُتوعاً، وَهُوَ ركوبُ الظُّلمة
والمضيّ على الْقَصْد بِاللَّيْلِ كَمَا يفعل الدليلُ بالقوم. قَالَ
رؤبة:
أعيَتْ إدلاَّءَ الفلاة الخُتَّعا
قَالَ: والخُتْعة: النَّمِرة الْأُنْثَى. والخَتيعة: تتَّخذ من أَدمٍ
يغشَّى بهَا الْإِبْهَام لرمي السِّهام.
قلت: وَقَالَ ابْن شُمَيْل مثله فِي الخَتِيعَة.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخِتاع:
الدَّستبانات.
وَقَالَ شمر: يُقَال رجل خُتَعة وخُتَع، وَهُوَ السَّرِيع الْمَشْي
الدَّليلُ. تَقول: وجدته خُتَعَ لَا سُكَعَ، أَي لَا يتحيّر. والخَوتع:
الدَّلِيل أَيْضا. وَأنْشد:
بهَا يَضِلُّ الخَوتعُ المشهَّرُ
والخَوتع: الذُّباب الْأَزْرَق ذبابُ العُشْب.
وَمن أمثالهم: (هُوَ أشأم من خَوتعةَ) ،
(1/112)
وَكَانَ رجلا من بني غُفَيلةَ بن قاسط
مشئوماً. رَوَاهُ أَبُو عبيدٍ عَن ابْن الكلبيّ.
ع خَ ظ: مهمل.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الذَّال)
اسْتعْمل مِنْهُ:
خذع: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال خذّعته بِالسَّيْفِ تخذيعاً، إِذا
قطّعته. وروى بَيت أبي ذُؤَيْب الهذليّ:
وَكِلَاهُمَا بطلُ اللِّقاءِ مخذَّعُ
مَعْنَاهُ أَنه مُعاودٌ للحروب قد جُرح فِيهَا جَرحاً بعد جَرح، وَقد
شُطّب بِالسُّيُوفِ.
قَالَ: وَمن رَوَاهُ (مخدَّع) فَمَعْنَاه المدرّب الَّذِي خُدع مرَارًا
حَتَّى حَذِق.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَذْع قَطع فِي اللَّحْم، أَو فِي شَيْء رَطْب لَا
صلابة لَهُ، مثل القَرعة تُخذَّع بالسكين، وَلَا يكون قطعا فِي عظم أَو
فِي شَيْء صُلْب.
وَقَالَ غَيره: الخَذِيعة: طَعَام يتّخذ من اللَّحْم بِالشَّام.
وَقَول رؤبة:
كأنّه حاملُ جنبٍ أخذَعا
قَالَ ابْن الأعرابيّ: مَعْنَاهُ أَنه خُذع لحمُ جنبِه فتدلَّى عَنهُ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه يُقَال للشِّواء:
المخذَّع، والمَعلَّس، والوزيم، والسَّحساح.
ع خَ ث: مهمل.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الرَّاء)
اسْتعْمل من وجوهه:
خرع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: ثوب مخرَّع: مصبوغ
بالخِرِّيع، وَهُوَ العُصْفر.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الخرِيع: الْفَاجِرَة من النِّسَاء.
قَالَ شمر: وَكَانَ الْأَصْمَعِي يكره أَن تكون الخريع الْفَاجِرَة،
قَالَ: وَهِي الَّتِي تتثنى من اللِّين. وَأنْشد لُعتْبة بن مرداس
يَصِف مِشفر الْبَعِير:
تكفُّ شبا الأنياب عَنْهَا بِمشْفرٍ
خَريعٍ كسِبْتِ الأحوريّ المخصَّرِ
قَالَ: والخَرَاعة: الرَّخاوة، وَكَذَلِكَ الخَرَع. وَمِنْه قيل
لهَذِهِ الشَّجَرَة الخِرْوع، لرخاوته، وَهِي شَجَرَة تحمل حَبّاً
كأنّه بيضُ العصافير، يسمَّى السِّمسم الهنديّ.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للْمَرْأَة الشابّة الناعمة اللينة خَرِيع.
قَالَ: وَبَعْضهمْ يذهب بِالْمَرْأَةِ الخَرِيع إِلَى الْفُجُور.
وَقَالَ كثير:
وفيهنَّ أشباه المها رعَت الملا
نواعمُ بيضٌ فِي الْهوى غير خُرَّعِ
وإنَّما نَفى عَنْهَا المقابح لَا الممادح. أَرَادَ غير فواجر.
وَيُقَال: اخترعَ فلانٌ الْبَاطِل، إِذا اخترقه.
والخَرْع: الشقُّ، يُقَال خرعته فانخرع، أَي شققته فانشقَّ. وانخرعت
الْقَنَاة، إِذا انشقّت. وانخرعت أعضاءُ الْبَعِير، إِذا زَالَت عَن
موَاضعهَا. وَقَالَ العجاج:
وَمن همزنا رأسَه تخرَّعا
(1/113)
ورُوي عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ:
(لَا يَجزي فِي الصَّدقة الخَرِع) ، وَهُوَ الفصيل الضَّعِيف. وكلُّ
ضعيفٍ خَرِعٌ. وغُصن خَرِعٌ: ليّن ناعم.
وَقَالَ الرَّاعِي يذكر مَاء:
معانقاً سَاق رَيّا ساقُها خَرِعُ
أَبُو عَمْرو: الخَرَاوِيع من النِّسَاء: الحِسان. وَامْرَأَة خِرْوعة:
رَخْصة ليّنة.
وَقَالَ أَبُو سعيد: الاختراع والاختزاع: الْخِيَانَة وَالْأَخْذ من
المَال. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الاختراع: الِاسْتِهْلَاك. وَفِي
الحَدِيث: (إِن المُغيبةَ يُنفَق عَلَيْهَا من مَال زَوجها مَا لم
تخترع مالَه) . وَتقول: اختزع فلانٌ عُوداً من الشَّجَرَة، إِذا
كسرهَا.
أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: من أدواء الْإِبِل الخُراع، وَهُوَ جنونُها.
وناقة مخروعة. وَقَالَ غَيره: نَاقَة خريع ومخروعة، وَهِي الَّتِي
أصابَها خُراع، وَهُوَ انقطاعٌ فِي ظهرهَا فَتُصْبِح باركةً لَا تقوم.
قَالَ: وَهُوَ مرضٌ يفاجئها فَإِذا هِيَ مخروعة.
وَقَالَ شِمر: قَالَ ابْن بزرج: الْجُنُون، والطُّوفان، والثَّوَلُ،
والخُراع، وَاحِد.
وروى أَبُو سعيد الخُدريّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه
قَالَ: (لَو سمع أحدكُم ضغطةَ الْقَبْر لجزِع) أَو (لخَرِع) . قَالَ
شِمر: من رَوَاهُ خرِع فَمَعْنَاه انْكَسَرَ وَضعف. قَالَ: وكلُّ رِخْو
ضَعيف خَرِيع وخَرِع. وَأنْشد لرؤبة:
لَا خرِعَ الْعظم وَلَا موصَّما
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخرِيع: الضَّعيف. وَقَالَ أَبُو
النَّجْم يصف جَارِيَة:
فَهِيَ تَمَطَّى فِي شباب خِروَعِ
أَي ناعم.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: خَرِعَ الرجلُ إِذا
استرخى رَأْيه بعد قوّة، وضُعف جسمهُ بعدَ صلابة. وَقيل: الخرَع
الدهَش. وَقد خرِع خَرَعاً إِذا دَهِش.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ اللَّام)
اسْتعْمل من وجوهه: خلع، خعل
خلع: يُقَال خلع الرجل ثَوْبه. وخلعَ امْرَأَته وخالعها، إِذا افتدت
مِنْهُ بمالها فطلَّقها وأبانَها من نَفْسه. وسمِّي ذَلِك الْفِرَاق
خُلْعاً لِأَن الله جلّ وعزّ جعل النِّسَاء لباساً للرِّجَال والرجالَ
لبَاساً لهنّ، فَقَالَ: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ
لَّهُنَّ} (البَقَرَة: 187) . وَهِي ضجيعته وضَجِيعُه، فَإِذا افتدت
الْمَرْأَة بمالٍ تعطيه لزَوجهَا ليُبينَها مِنْهُ فأجابها إِلَى ذَلِك
فقد بَانَتْ مِنْهُ وخلع كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا لبَاس صَاحبه، وَالِاسْم
من ذَلِك الخُلْع والمصدر الخَلْع. وَقد اخْتلعت الْمَرْأَة مِنْهُ
اختلاعاً، إِذا افتدتْ بمالها. فَهَذَا معنى الخُلْع عِنْد
الْفُقَهَاء.
وَالْخلْع، بِفَتْح الْخَاء: اللَّحْم يُؤْخَذ من الْعِظَام ويطبخ
ويبزّرُ ثمَّ يَجْعَل فِي وعاءٍ يُقَال لَهُ القَرف ويُتزوّد بِهِ فِي
الْأَسْفَار. قَالَ ذَلِك ابْن السّكيت وَغَيره.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: الخَولع:
الفزَع. والخَولع: الرجل الأحمق. والخولع: الحنظل المدقوق الملتوت
بِمَا يطيّبه ثمَّ يُؤْكَل، وَهُوَ
(1/114)
المبسَّل. قَالَ: والخولع: اللَّحْم يُغلَى
بالخَلِّ ثمَّ يُحمل فِي الْأَسْفَار. والخولع: الغُول. والخَولع:
الذِّئْب. والخولع: المقامر الْمَحْدُود الَّذِي يُقْمَر أبدا.
والخولع: الْغُلَام الْكثير الْجِنَايَات، مثل الخليع. وَأنْشد غَيره
لجرير فِي الخولع: الفَزَع:
لَا يعجبنك أَن تَرى لمجاشعٍ
جَلَدَ الرِّجال وَفِي الْقُلُوب الخَولعُ
يَعْنِي الفزَع.
وخُلعة المَال وخِلعته: خِيَاره. أَبُو سعيد: سمِّي خِيار المَال
خُلْعة لأنّه يَخلع قلبَ النَّاظر إِلَيْهِ. وَأنْشد الزّجاج:
وَكَانَت خُلْعَةً دُهساً صَفايا
يَصُور عُنُوقَها أحوى زَنيم
يَعْنِي المِعزَى، أنَّها كَانَت خياراً
والخِلْعة من الثِّيَاب: مَا خلعتَه فطرحتَه على آخر أَوْ لم تطرحه.
والخليع: الَّذِي يجني الْجِنَايَات يؤخَذ بهَا أولياؤه فيتبرءون
مِنْهُ وَمن جناياته وَيَقُولُونَ: إنّا قد خلعنا فُلاناً فَلَا نأخُذُ
أحدا بجنايةٍ تُجنَى عَلَيْهِ، وَلَا نؤاخَذ بجناياته الَّتِي يجنيها.
وَكَانَ يسمَّى فِي الْجَاهِلِيَّة الخليع.
وَيُقَال للذئب خليع. وَيُقَال للشَّاطر من الفتيان: خليع لِأَنَّهُ
خَلَعَ رسَنَه. وَيُقَال للصيّاد: خَليع.
والخَلْع كالنَّزْع إلاّ أَن فِيهِ مُهلة.
وَقَالَ اللَّيْث: المخلَّع من النَّاس: الَّذِي كأنَّ بِهِ هَبْتَةً
أَو مَسَّاً. وَيُقَال فلانٌ يتخلَّع فِي مَشْيه، وَهُوَ هزُّه
يَدَيْهِ. وَرجل مخلوع الْفُؤَاد، إِذا كَانَ فزِعاً قَالَ: والمخلَّع
من الْعرُوض: ضربٌ من الْبَسِيط، كَقَوْل الْأسود بن يعفر:
مَاذَا وُقُوفِي على رسمٍ عَفا
مُخلَولقٍ دارسٍ مستعجمِ
وَيُقَال: أصابَه فِي بعض أَعْضَائِهِ خَلْع، وَهُوَ زَوَال المفاصل من
غير بينونة. قَالَ: والبُسرة إِذا نَضِجَتْ كلُّها فَهِيَ خَالع.
وَإِذا أسفَى السُّنبل فَهُوَ خَالع. يُقَال خلَع الزَّرْع يَخلَع
خَلاعَةً.
والخَلَعْلَع من أَسمَاء الضِّباع.
وَيُقَال: خَلُعَ الشيْخُ، إِذا أَصَابَهُ الخالع، وَهُوَ التواء
العرقوب. وَقَالَ الراجز:
وجُرّةٍ تَنْشُصها فتنتَشِصْ
من خالعٍ يُدركه فيهتبصْ
الجُرَّة: خَشَبَة يثقَّل بهَا حِباله الصَّائِد، فَإِذا نشب فِيهَا
الصَّيْد أثقلتْه.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الخالع من الشّجر: الهشيم السَّاقِط.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: خَلَعت
العضَاهُ، إِذا أورقت. وَقَالَ غَيره: خلع الشجرُ، إِذا أنبتَ وَرقا
طرياً. والخالع: دَاء يَأْخُذ فِي عرقوب الدَّابَّة.
وَفِي حَدِيث عُثْمَان أنّه كَانَ إِذا أُتيَ بِالرجلِ الَّذِي قد
تخلَّع فِي الشَّرَاب المُسكِر جلدَه ثَمَانِينَ جلدَة. وَقَالَ ابْن
شُمَيْل: معنى قَوْله تخلَّع فِي الشَّرَاب هُوَ أَن يدمنَ فيشربَ
الليلَ وَالنَّهَار. قَالَ: والخليع: الَّذِي قد خلعه أهلُه وتبرَّءوا
مِنْهُ.
وَيُقَال خُلِع فلانٌ من الدِّين وَالْحيَاء. وقومٌ
(1/115)
مبيِّنو الخلاعة.
خعل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الخَيْعَل: قَمِيص لَا كُمَّيْ
لَهُ. وَقَالَ غَيره. قد يقلب فَيُقَال الخَيْلع، وربّما كَانَ غير
منصوح الفَرجَيْن. وَقَالَ تأبّط شرا:
مَشْي الهَلوكِ عَلَيْهَا الخَيْعَلُ الفُضُلُ
أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الخَوْعلة: الاختباء
من رِيبَة.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : اختلعوا فلَانا، أَي أخذُوا مَاله.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ النُّون)
اسْتعْمل من وجوهه: خنع، نخع
خنع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ
أنخعَ الْأَسْمَاء عِنْد الله أَن يتسمَّى الرجلُ باسم مَلِكِ
الْأَمْلَاك) ، وَبَعْضهمْ يرويهِ: (إِن أخنع الْأَسْمَاء) . قَالَ
أَبُو عبيد: فَمن رَوَاهُ أنخع أَرَادَ: إِن أفتلَ الْأَسْمَاء
وأهلكَها لَهُ. والنَّخْع هُوَ الْقَتْل الشَّديد، وَمِنْه النَّخْع
للذبيحة، وَهُوَ أَن يجوز بِالذبْحِ إِلَى النخاع.
وَمن روى (إِن أخنعَ الْأَسْمَاء) ، أَرَادَ أَن أشدَّ الْأَسْمَاء
ذلاًّ وأوضعَها عِنْد الله. والخانع: الذَّلِيل الخاضع.
أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء عَن الدُّبيرية: يُقَال للجمل
المتَنوِّق مخنَّع وموضَّع.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصيداويّ عَن الرياشيّ: رجل ذُو
خُنُعات، إِذا كَانَ فِيهِ فَسَاد. وَقد خنع فلانٌ إِلَى الْأَمر
السيّء، إِذا مالَ إِلَيْهِ. وَيُقَال: لقِيت فلَانا بخَنْعةٍ فقهرته،
أَي لقيتُه بخلاء. وَيُقَال لَئِن لقيتك بخَنْعة لَا تُفلتْ منّي.
وَأنْشد:
تمنّيت أَن ألْقى فلَانا بخَنْعةٍ
معي صارمٌ قد أحدثَتْه صياقلُه
وَقَالَ اللَّيْث: الخانع: الْفَاجِر. يُقَال خَنَع إِلَيْهَا، إِذا
مَال إِلَيْهَا للفجور. واطّلعتُ مِنْهُ على خَنْعة، أَي على فَجْرة.
وَقَالَ الْأَعْشَى:
وَلَا يُرَونَ إِلَى جارَتهم خُنُعا
وخُنَاعة: قَبيلَة من هُذيل. والنَّخَع: قَبيلَة من الأزد.
وَقَالَ أَبُو زيد: خنَع لَهُ وَإِلَيْهِ، فَهُوَ يَخنع خُنوعاً، إِذا
ضَرَعَ لَهُ وَطلب إِلَيْهِ وَلَيْسَ بِأَهْل أَن يَطلُب إِلَيْهِ.
وأخنعتْه إِلَيْهِ الحاجةُ، أَي اضطرَّتْه، وَالِاسْم الخُنْعَةُ.
واطّلعتُ مِنْهُ على خُنْعة، أَي فَجْرة.
قلت: يُقَال خَنَعةٌ وخُنْعة للفجرة.
نخع: وَفِي الحَدِيث: (ألاّ لَا تخنَعوا الذَّبيحة حتَّى تجِبَ) .
والنَّخْع للذَّبيحة: أَن يَعجَل الذابحُ فَيبلغ القطعُ إِلَى
النُّخاع.
والنُّخاع فِيمَا أخبر أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: خيطٌ
أَبيض يكون داخلَ عظم الرقَبة، وَيكون ممتدّاً إِلَى الصُّلب.
والمَنْخَع: مفصِل الفَهْقة بَين الرَّأْس والعُنق من بَاطِن.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال نَخَع فلانٌ لي بحقِّي وبَخَع،
بِالْبَاء وَالنُّون، إِذا أذْعن.
وَهَكَذَا حكى أَبُو عبيد عَن أبي زيد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي:
الناخع: الَّذِي يبيِّن
(1/116)
الْأُمُور. قَالَ: والنِّخاع والنُّخاع:
خَيط الفَقَار المتّصل بالدِّماغ.
وتنخَّع السحابُ: إِذا قاء مَا فِيهِ من الْمَطَر.
وَقَالَ الشَّاعِر:
وحالكة اللَّيَالِي من جُمادى
تَنَخَّعَ فِي جَواشنِها السَّحابُ
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الْفَاء)
اسْتعْمل من وجوهه:
خفع: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المخفوع:
الْمَجْنُون.
وَقَالَ اللَّيْث: خُفِع الرجلُ من الْجُوع فَهُوَ مخفوع. وَأنْشد
لجرير:
يمشونَ قد نفخَ الخزيرُ بطونَهم
وغدَوا وضيفُ بني عِقالٍ يُخفَع
قَالَ: وانخفعت رئتُه، إِذا انشقَّتْ من دَاء يُقَال لَهُ الخُفاع.
ورجلٌ خَوفَعٌ، وَهُوَ الَّذِي بِهِ اكتئاب ووجوم. وكلُّ من ضعف ووجَم
فقد انخفَع وخُفِع، وَهُوَ الخُفَاع.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ انجعفت
النَّخلة وانخفعت وانقعرت، وتجوّخت، إِذا انقلعتْ من أَصْلهَا.
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الْبَاء)
اسْتعْمل من وجوهه: بخع، خبع، خعب.
بخع: قَالَ الله عزّ وجلّ: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ
عَلَىءَاثَارِهِمْ} (الْكَهْف: 6) قَالَ الْفراء: أَي مخرجٌ نفسَك
وقاتلٌ نفسَك. وَقَالَ الْأَخْفَش: يُقَال بخعت لَك نَفسِي ونصحي، أَي
جَهَدتهما، أبخع بخوعاً.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت عُمَر فَقَالَت: (بَخع الأرضَ
فقاءت أُكُلَها) ، أَي استَخرجَ مَا فِيهَا من الْكُنُوز وأموال
الْمُلُوك.
وَيُقَال بخعتُ الأرضَ بالزراعة، إِذا نهكتَها وتابعت حراثتها وَلم
تجِمَّها عَاما، وبخعَ الوجدُ نفسَه، إِذا نهكها. وَقَالَ الشَّاعِر:
أَلا أيُّهذا الباخعُ الوجدِ نفسَه
لشيءٍ نَحتْه عَن يَدَيْهِ المقادرُ
وَقَالَ أَبُو زيد: بَخَع لَهُ بحقِّه، إِذا أقرَّ. وبَخَع لَهُ
بِالطَّاعَةِ بُخوعاً.
وَفِي حَدِيث عُقْبة بن عَامر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ: (أَتَاكُم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ قلوباً وألينُ أَفْئِدَة
وأبخعُ طَاعَة) وَرَوَاهُ نصر بن عليّ بإسنادٍ لَهُ، قَالَ نصر: قلت
للأصمعيّ: مَا أبخعُ طَاعَة؟ قَالَت: أنصح طَاعَة. وَقَالَ غَيره: أبلغ
طَاعَة.
خبع: قَالَ اللَّيْث: الخَبْع لُغَة تَمِيم فِي الخَبْء. وامرأةٌ
خُبْعَةٌ خُبأة بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وخبعَ الصبيُّ خُبوعاً إِذا
فُحِم من الْبكاء، أَي انقطعَ نَفسُه.
خعب: الخَيعابة والخَيعامة: المأبون. وَقَالَ تأبط شرا:
وَلَا خَرعٍ خيعابةٍ ذِي غوائل
هَيامٍ كجفْر الأبطح المتَهَيِّلِ
ويروى: (خيعامة) .
(بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الْمِيم)
اسْتعْمل من وجوهه: خمع، خعم
(1/117)
خمع: أَبُو عبيد عَن الْفراء: الخِمْع: الذِّئب، وَجمعه أخماعٌ قَالَ:
وَمِنْه قيل للِّصّ خِمْع.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الخِمع: اللصُّ. والخِمْع: الذِّئْب.
وَقَالَ شمر: الخوامع: الضِّباع، اسمٌ لَهَا لازمٌ؛ لأنّها تخمع
خُماعاً وخَمَعاناً وخُموعاً.
وَقَالَ ابْن المظفَّر: خَمَع فِي مَشْيه، إِذا عَرَجَ. والخُمَاع:
العَرَج.
خعم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخَيْعامة: المأبون.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّمَج هَيَجان الخَيْعامة، وَهُوَ
المأبون.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الخوعم: الأحمق.
وروى عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الخيعم والخيعامة،
والمجبوس والجَبِيس، والمأبون والمتدثِّر، والمِثْفرُ، والمِثفار،
والممسوح وَاحِد.
قَالَ اللَّيْث: وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: لم يأتلف الْعين والغين
فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب. |