تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْعين والطاء)
ع ط د
اسْتعْمل من وجوهه: (عطد) .
عطد: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَفَر عَطَوَّدٌ: شاقٌ
شَدِيد. وَفِي (نَوَادِر
(2/95)
الْأَعْرَاب) : جَبَلٌ عَطَوَّدٌ
وعَطَرَّدٌ وعَصَوَّدٌ أَي طَوِيل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هَذَا طَرِيق
عَطَوَّدٌ أَي بيِّن يذهب فِيهِ حَيْثُمَا شَاءَ. وَقَالَ اللَّيْث:
العَطَوَّد السّفر الشاقّ الشَّديد. وَأنْشد:
فقد لَقينَا سَفَراً عَطَوَّدَا
يتْرك ذَا اللَّوْن البصيصِ أسْوَدَا
قَالَ: وبعضٌ يَقُول: عَطَوَّط. وَقَالَ الفرّاء: العَطَوَّدُ:
الطَّوِيل.
وَقَالَ أَبُو عبيد: العَطَوَّدُ الانطلاق السَّرِيع. وَيُقَال ذهب
يَوْمًا عَطَوَّداً أَي يَوْمًا أجمع وَأنْشد:
أقِم أَدِيم يَوْمهَا عَطَوَّدَا
مثل سُرَى لَيْلَتهَا أَو أبْعَدَا)
ع ط ت، ع ط ظ: مهملات.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ الذَّال)
ع ط ذ
عذ ط، ذعط. (مستعملات) .
عذط: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِذْيوْطُ هُوَ:
الزُمَّلق والزَلق وَهُوَ الثَمُوت والثَّتّ. وَقَالَ: العِذيَوطَة من
النِّسَاء: الَّتِي تحدث إِذا أُتِيَتْ وَهِي التيتاءة وَيُقَال: رجل
تيتاء إِذا كَانَ كَذَلِك وَقَالَ شمر: العِذيَوط الَّذِي إِذا غشي
الْمَرْأَة أكسل أَو أحدث. وَقَالَ اللَّيْث: العِذْيَوْط: الَّذِي
إِذا أَتَى أَهله أبدَى. والجميع العذاويط والعذاييط.
وَقد عَذْيطَ الرجلُ يُعَذيطُ عَذْيطَةً. وَيجمع أَيْضا على
عِذْيَوْطِين. وَمِنْهُم من يَقُول عِظْيَوْط بالظاء.
ذعط: الأصمعيّ: الذاعط: الذَّابِح، ذَعَطَه إِذا ذبحه. وَقَالَ
الهُذَليّ:
إِذا وردوا مصرهم عوجلوا
من الْمَوْت بالهِمْيَغ الذاعِطِ
وَقَالَ اللَّيْث: الذَعْط: الذّبْح نَفسه. وَقد ذعطْته بالسكين،
وذَعَطَته المنيةُ وسَحَطته.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ الثَّاء)
ع ط ث
اسْتعْمل من وجوهه: ثطع ثعط.
ثطع: أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الثُطَاعِي
مَأْخُوذ من الثُطاع وَهُوَ الزُكام. وَقَالَ اللَّيْث: ثُطِعَ فَهُوَ
مثطوع. وَهُوَ مثل الزُّكَام والسعال.
ثعط: عَمْرو عَن أَبِيه: ثَعِط اللحمُ ثَعَطاً إِذا أنتن. وأنشدني
أَبُو بكر الْإِيَادِي:
يَأْكُل لَحْمًا بائتاً قد ثَعِطَا
أَكثر مِنْهُ الْأكل حَتَّى خَرِطَا
قَالَ وخَرِط بِهِ أَي غَصّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا مَذِرت
البَيْضة فَهِيَ الثَعِطَة. وَقَالَ بعض شعراء هُذيل يهجو نسَاء:
يُثَعّطْنَ العَراب وَهن سُودٌ
إِذا خَالسْنَهُ فُلُحٌ فِدَامُ
العَرَاب: فثم الخَزَم، واحدته عَرَابة. يُثَعّطْنَه: يرضَحْنَه
ويَدْقُقْنه. فُلح: جمع الفَلْحَاء: الشفةِ. فدَام: هَرِمَات.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ الرَّاء)
(ع ط ر)
عطر، عرط، طعر: مستعملة.
رعط، رطع، طرع: مُهْملَة.
(2/96)
عطر: قَالَ اللَّيْث: العِطْر: اسْم جَامع
لهَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي تعالج للطيب. وبَيَاعه: العَطّار،
وحِرْفته: العِطارة. ورجلٌ عَطِر وامرأةٌ عَطرَة إِذا تعاهدا أَنفسهمَا
بالطيب. وَقَالَ غَيره: رجلٌ عَطِر وامرأةٌ عَطِرَة إِذا كَانَا
طيّبَيْ ريح الجِرْمِ وَإِن لم يتعطّرا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي:
رجلٌ عاطِرٌ، وَجمعه عُطُر، وَهُوَ المحِبّ للطِيبِ. وَقَالَ: رجلٌ
عاطِر وعَطِر ومِعطار ومِعطِير. وَالْمَرْأَة مثله. وَزَاد غَيره:
يُقَال امْرَأَة عَطِرة مَطِرة بَضّة مَضَّة. قَالَ: والمَطِرة:
الْكَثِيرَة السِوَاك، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: نَاقَة مِعْطَرة ومِعطار وعِرْمِسٌ أَي كَرِيمَة.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: تأطَّرت المرأةُ وتعطّرت
إِذا أَقَامَت فِي بَيت أَبَوَيْهَا وَلم تتزوَّج. وقرأت فِي كتاب
(الْمعَانِي) للباهليّ فِي قَول الراجز:
لهْفي على عَنْزين لَا أنساهُما
كأنَّ ظِل حَجَرٍ صُغْرَاهُمَا
وصَالِغٌ مُعْطَرة كبراهما
قَالَ مُعطَرة: حَمْرَاء. وَجعل الْأُخْرَى ظلّ حجر لِأَنَّهَا
سَوْدَاء. قَالَ شمر: نَاقَة عَطَّارة وعطِرة وتاجرة إِذا كَانَت نافقة
فِي السُّوق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: بَطْني أعْطِري وسائري
فذري يُقَال ذَلِك لمن أَتَاك بِمَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويمنعك مَا
تحْتَاج إِلَيْهِ، كَأَنَّهُ فِي التَّمْثِيل رجل جَائِع أَتَى قوما
فطيَّبوه.
عرط: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِحْياني: العَقْرب
يُقَال لَهَا أُمّ العِرْيَط. وَيُقَال عَرَط فلَان عِرض فلَان واعترطه
إِذا اقترضه بالغِيبة وأصل العَرْطُ: الشقّ حَتَّى يَدْمَى.
طعر: روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطَعْرُ
إِجْبَار القَاضِي الرجلَ على الحكم. قلت: وَهَذَا مِمَّا أهمله
اللَّيْث. وَهُوَ حرف غَرِيب لم يروِه غير أبي عُمَر صَاحب كتاب
(الْيَاقُوت) .
وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي (كِتَابه) : طَعَرَ فلَان جَارِيَته طَعْراً
ورَطَعَها رَطْعاً، يكنَى بِهِ عَن الْجِمَاع. وَلم أسمعها لغيره وَلَا
أَدْرِي مَا صِحَّتهَا. قَالَ: وَقَالَ: اعترط الرجلُ إِذا أبعَدَ فِي
الأَرْض.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ اللَّام)
(ع ط ل)
عطل، علط، لعط، لطع، طعل، طلع: مستعملات.
طعل: أهمل اللَّيْث طعل. وروى أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن
الأعرابيّ قَالَ: الطاعِل: السهْم المقوَّم. والطَعْل: القَدْح فِي
الْأَنْسَاب. قلت: وهما حرفان غَرِيبَانِ لم أسمعهما لغيره.
لعط: أهمله اللَّيْث أَيْضا، وَهُوَ مَعْرُوف. قَالَ النَّضر بن
شُمَيْل فِيمَا قَرَأت بخطّ شَمِر لَهُ: اللُعْطُ: مَا لَزِق بنجَفة
الجَبَل. يُقَال: خُذ اللُعْطَ يَا فلَان. ومرّ بفلان لاَعِطاً أَي
مَرّ مُعَارِضاً إِلَى جَنْب حَائِط أَو جَبَل. وَذَلِكَ الْموضع من
الْحَائِط والجبل يُقَال لَهُ: اللُّعْطُ. والمَلاَعِطُ: المراعِي حول
الْبيُوت. يُقَال: إبل فلَان تَلْعَط المَلاَعِط أَي ترعى قَرِيبا من
الْبيُوت وَأنْشد شمر:
(2/97)
مَا راعني إِلَّا جَنَاحٌ هابطا
على الْبيُوت قَوطَه العُلابطَا
ذَات فُضُول تَلْعَطُ المَلاَعِطَا
قَالَ: وجَنَاح: اسْم راعي غَنَم. وَجعل هابطاً هَهُنَا وَاقعا وَقَالَ
غَيره: لَعَطني فلَان بحقّي لَعْطاً أَي لوانِي بِهِ ومَطَلَنِي. وروى
أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ألْعَطَ الرجلُ إِذا
مَشى فِي لُعْط الْجَبَل وَهُوَ أَصله.
وَيُقَال لَعْط الْجَبَل أَيْضا. ورأيته لاعِطاً أَي مَاشِيا فِي جَنْب
الجَبَل. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَعْجة لَعْطَاء وَهِي الَّتِي
بِعُرْض عُنُقها لُعْطَة سَوْدَاء وسائرها أَبيض. قلت: وَهَذِه
الْحُرُوف كلهَا صَحِيحَة وَقد أهملها اللَّيْث.
عطل: أَبُو عبيد عَن الفرّاء: امْرَأَة عاطِل بِغَيْر هَاء: لَا حُلِيّ
عَلَيْهَا. قَالَ: وَامْرَأَة عُطُلٌ مثلهَا. وأنشدنا القَنانيّ:
وَلَو أشرَفَت من كُفَّة السِتْر عاطلاً
لقلتَ غزالٌ مَا عيه خَضَاضُ
وَقَالَ الشمّاخ:
يَا ظَبْيَة عُطُلاً حُسَانَةَ الجِيد
وقوسٌ عُطُل: لَا وَتَر عَلَيْهَا. والأعطال من الْخَيل: الَّتِي لَا
أرسان عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: عَطِلَتِ الْمَرْأَة تَعْطَلُ
عَطَلاً وعُطُولاً وتَعَطَّلَت إِذا لم تَلْبَس الزِينة وَإِذا تُرِك
الثَغْرُ بِلَا حامٍ يحميه فقد عُطِّلَ. والمواشي إِذا أهمِلَتْ بِلَا
رَاع فقد عُطِّلَت وَكَذَلِكَ الرعيّة إِذا لم يكن لَهَا والٍ يسوسها
فهم مُعَطَّلون، وَقد عُطِّلُوا أَي أهمِلوا. وبئر معطّلة لَا يُسْتقى
مِنْهَا وَلَا ينْتَفع بِمَائِهَا. وتعطيل الْحُدُود: ألاَّ تُقَام على
مَن وَجَبت عَلَيْهِ. وعُطِّلَت الغَلاّت والمزارع إِذا لم تُعْمَرْ
وَلم تُحْرَث. وسمعتُ الْعَرَب تَقول: فلَان ذُو عُطْلة إِذا لم تكن
لَهُ صَنْعَة يمارسها. ودَلْوٌ عَطِلَة: إِذا تَقَطع وذَمُها فتعطَّلت
من الاستقاء بهَا وَفِي حَدِيث عَائِشَة فِي صفة أَبِيهَا: فرأب
الثَأْي وأوذم العطِلة، أَرَادَت أنَّه ردّ الْأُمُور إِلَى نظامها
وقوَّى أَمر الْإِسْلَام بعد ارتداد النَّاس، وأوهى أَمر الردَّة
حَتَّى استقامت لَهُ النَّاس. والعَطِيل: شِمْراخ من شماريخ فُحّال
النّخل يؤبَر بِهِ. سمعته من أهل الأحساء. والعَطَل: تَمام الْجِسْم
وطولُه. وَامْرَأَة حَسَنة العَطَل إِذا كَانَت حَسَنَة الجُرْدَة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة حَسَنَة العَطَل وَهِي نَاقَة عَطِلة
إِذا كَانَت تامَّة الْجِسْم والطول. ونوق عَطِلاَت. وَقَالَ لبيد:
فَلَا نتجاوز العَطِلات مِنْهَا
إِلَى البَكْر المقارب والكَزُومِ
وَقَالَ اللَّيْث: شَاة عَطِلَة: يعرف فِي عُنُقها أَنَّهَا غزيرة.
والعَيْطَل: النَّاقة الطَّوِيلَة فِي حُسْن مَنْظَر وسِمَن. وَقَالَ
ابْن كُلْثوم:
ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أدماء بِكْر
هِجان اللَّوْن لم تقْرَأ جَنِيناً
وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة عَيْطَلٌ: طَوِيلَة من النِّسَاء فِي حُسْن
جسم. وَامْرَأَة عَطِلة ذَات عَطَلٍ أَي حُسن جسمٍ. وَأنْشد أَبُو
عَمْرو:
وَرْهَاءُ ذاتُ عَطَلٍ وَسِيمُ
وَرَأَيْت بالسَّوْدَة من ديارات بني سعد جبلا منيفاً يُقَال لَهُ:
عَطَالَة وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ الْقَائِل:
(2/98)
خليليّ قُومَا فِي عَطَالَة فانْظُرَا
أناراً تَرَى من ذِي أبانين أم برْقَا
وَقَالَ شمر: التعطّل: ترك الحُليّ: والمِعْطال من النِّسَاء: الَّتِي
تُكثر التعطّل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المعطال من النِّسَاء:
الْحَسْنَاء الَّتِي لَا تبالي ألاّ تتقلّد قِلاَدة لجمالها وتمامها.
قَالَ ومَعَاطِل الْمَرْأَة: مواقع حُليّها. وَقَالَ الأخطل:
زَانَتْ مَعَاطِلها بالدُرّ والذهبِ
قَالَ وَيُقَال: امْرَأَة عَطْلاَء: لَا حليّ عَلَيْهَا.
علط: أَبُو عبيد: سَمِعت الأصمعيّ يَقُول نَاقَة عُلُط: بِلَا خِطام.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقيل نَاقَة عُلُطٌ لَا سِمَةَ عَلَيْهَا. وَقَالَ
الْأَحْمَر: العِلاَط سِمَة فِي العُنُق بالعَرْض وَقد عَلَطْتها
أعْلُطُها عَلْطاً. وَقَالَ غَيره: عِلاَطا الْحَمَامَة طوقها فِي
صَفْحَتَيْ عُنُقهَا بسوادٍ. وَأنْشد:
من العُلْط سفعاء العِلاطين بادرتْ
فُرُوعَ أشَاءٍ مَطلِع الشَّمْس أسحَما
وَقَالَ ابْن السّكيت: العُلْطَة: القِلادة. وَأنْشد:
جاريةٌ من شِعْب ذِي رُعَينِ
حَيَّاكة تمشي بعُلطَتَين
وَقَالَ أَبُو زيد: عَلطتُ الْبَعِير عَلْطاً إِذا وَسَمْتَه فِي
عُنُقه. قَالَ: وعلَّطته تعليطاً إِذا نزعتَ حَبْله من عُنُقه. وَهُوَ
بعير عُلُطٌ من خِطَامه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العُلْطَةُ سَواد تخطّه
الْمَرْأَة فِي وَجههَا تتزيَّن بِهِ. وَكَذَلِكَ اللُعْطة. قَالَ:
ولُعْطة الصَّقْر: سُفْعَةٌ فِي وَجهه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن
الْأَعرَابِي: العُلُطُ: الطوَال من النوق. والعُلُط أَيْضا: القِصَار
من الحَمِير. قلت: وَهَذَا من (نَوَادِر ابْن الْأَعرَابِي) . وَقَالَ:
الإعلِيط: وعَاء ثَمَر المَرْخ. وَأنْشد:
كإعليط مَرْخٍ إِذا مَا صَفِرْ
شبّه بِهِ أُذُن الْفرس. وَقَالَ اللَّيْث: عِلاَط الإبْرة: خيطها.
وعِلاط الشَّمْس: الَّذِي كأنّه خيط إِذا نظرْت إِلَيْهَا. وَكَذَلِكَ
النُّجُوم. وَأنْشد:
وأعلاط النُّجُوم مُعَلَّقَاتٌ
كحبل الفَرْق لَيْسَ لَهُ انتصابُ
قَالَ: الفَرْق: الكتَّان. قلت: وَلَا أعرف الْفرق بِمَعْنى الكتّان.
وَقَالَ غَيره: أعلاط الْكَوَاكِب هِيَ النُّجُوم المسمّاة
الْمَعْرُوفَة كَأَنَّهَا معلوطة بالسِمَاتِ. وَقَالَ بَعضهم: أعلاط
الْكَوَاكِب هِيَ الدَرَاريّ الَّتِي لَا أَسمَاء لَهَا من قَوْلهم:
نَاقَة عُلُط: لَا سِمَة عَلَيْهَا وَلَا خِطام. ونوق أعلاط.
والأعلوَّاط: ركُوب الرَّأْس والتقحم على الْأُمُور بِغَيْر رَوِيَّة.
يُقَال: اعلوَّطَ فلَان رأسَه، واعلوَّط الجملُ العنَّاقةَ يَعلوِّطها
إِذا تسدَّاها ليضربها. وَهُوَ من بَاب الأفعوّال مثل الأخروّاط
والاجلوَّاذ.
طلع: يُقَال: طلعَت الشمسُ تطلُع طُلُوعاً ومَطْلعاً فَهِيَ طالِعَة.
وَكَذَلِكَ طلع الْفجْر والنجم وَالْقَمَر. والمطلِع: الْموضع الَّذِي
تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ
مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ} (الْكَهْف: 90) .
وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {أَمْرٍ سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ} (الْقدر: 5) فَإِن الْكسَائي قَرَأَهَا (هِيَ حَتَّى
مَطْلِعِ الْفجْر)
(2/99)
بِكَسْر اللَّام. وَكَذَلِكَ روى عبيد عَن
أبي عَمْرو بِكَسْر اللَّام. وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر
واليزيديّ عَن أبي عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {سَلَامٌ هِىَ حَتَّى
مَطْلَعِ} بِفَتْح اللَّام. وَقَالَ الفرّاء: أَكثر القرّاء على
(مَطْلَع) . قَالَ: وَهُوَ أقوى فِي قِيَاس الْعَرَبيَّة؛ لِأَن
المطلَع بِالْفَتْح هُوَ الطُّلُوع، والمطلِع بِالْكَسْرِ هُوَ الْموضع
الَّذِي يُطْلَع مِنْهُ، إِلَّا أَن الْعَرَب تَقول: طلعت الشَّمْس
مطلِعاً فيكسرون وهم يُرِيدُونَ الْمصدر. وَقَالَ: إِذا كَانَ الْحَرْف
من بَاب فَعَلَ يَفْعُل مثل دَخَلَ يدخُل وخَرَجَ وَمَا أشبههما آثرت
الْعَرَب فِي الِاسْم مِنْهُ والمصدر فتح الْعين إِلَّا أحرفاً من
الْأَسْمَاء ألزموها كسر الْعين فِي مفعِل. من ذَلِك المسجِد والمطلِع
والمغرِب والمشرِق والمَسْقِط والمفرِق والمَجْزِرُ والمسكِنُ
والمرفِقُ والمنسِك والمنبِتُ فَجعلُوا الْكسر عَلامَة للاسم،
وَالْفَتْح عَلامَة للمصدر. قلت أَنا: وَالْعرب تضع الْأَسْمَاء
مَوَاضِع المصادر، وَلذَلِك قَرَأَ من قَرَأَ (هِيَ حَتَّى مَطْلِعِ
الْفجْر) لِأَنَّهُ ذهب بالمطلِع وَإِن كَانَ اسْما إِلَى الطُّلُوع
مثل المطلَع. وَهَذَا قَول الْكسَائي والفرّاء. وَقَالَ بعض
الْبَصرِيين: من قَرَأَ (مَطْلِعِ الْفجْر) بِكَسْر اللَّام فَهُوَ
اسْم لوقت الطُّلُوع. قَالَ ذَلِك الزجّاج. وَأَحْسبهُ قَول الْخَلِيل
أَو قَول سِيبَوَيْهٍ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال طلع فلَان علينا من
بعيد. قَالَ: وطَلْعته: رُؤْيَته. يُقَال حيّا الله طَلْعَتَك. قَالَ:
واطَّلَعَ فلَان إِذا أشرف على شَيْء، وأطلع غَيره. وَقَول الله جلّ
وعزّ: {ُ أَءِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ} ِ
(الصافات: 54، 55) القرّاء كلهم على هَذِه الْقِرَاءَة، إِلَّا مَا
رَوَاهُ حُسَيْن الجُعْفِيّ عَن أبي عَمْرو أَنه قَرَأَ (هَل أَنْتُم
مُطْلِعونِ) سَاكِنة الطَّاء مَكْسُورَة النُّون فأُطلِعَ بِضَم الْألف
وَكسر اللَّام على فأُفْعِلْ قلت: وَكسر النُّون فِي (مُطْلِعُونِ)
شَاذ عِنْد النحويّين أَجْمَعِينَ، وَوَجهه ضَعِيف. وَوجه الْكَلَام
على هَذَا الْمَعْنى: هَل أَنْتُم مُطْلِعيَّ وَهل أَنْتُم مُطْلِعُوه
بِلَا نون؛ كَقَوْلِك: هَل أَنْتُم آمِروه وآمِريّ. وَأما قَول
الشَّاعِر:
هم الْقَائِلُونَ الْخَيْر والآمِرُونَهُ
إِذا مَا خَشُوا من محدَث الْأَمر مُعظَمَا
فَوجه الْكَلَام: والآمرون بِهِ. وَهَذَا من شواذّ اللُّغَات.
وَالْقِرَاءَة الجيّدة الفصيحة {ُأَنتُمْ} {ِأَنتُمْ} (الصافات: 54،
55) . وَمَعْنَاهَا: هَل تحبون أَن تتطلَّعوا فتَعْلموا أَيْن منزلتكم
من منزلَة أهل النَّار فاطَّلع الْمُسلم فَرَأى قَرِينَه فِي سَوَاء
الْجَحِيم أَي فِي وسط الْجَحِيم. وَإِن قَرَأَ قارىء: (هَل أَنْتُم
مُطْلِعونَ) بِفَتْح النُّون فأطْلَع فَهِيَ جَائِزَة فِي العربيّة،
وَهِي بِمَعْنى هَل أَنْتُم طَالِعُون ومطّلعُون. يُقَال: طَلَعْتُ
عَلَيْهِم واطّلعت عَلَيْهِم بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ ابْن السّكيت:
يُقَال: نَخْلَة مُطْلِعَة إِذا طَالَتْ النخلةَ الَّتِي بحذائها
فَكَانَت أطول مِنْهَا. وَقد أطْلَعْتُ من فَوق الْجَبَل واطّلَعْتُ
بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أطْلَعَ النخلُ الطَلْع إطْلاَعاً، وطَلَعَ
الطَلْع يَطْلُع طلوعاً، وطَلَعْتُ على أَمرهم أطلُع طُلُوعاً،
واطّلعتُ عَلَيْهِم اطّلاعاً وطَلَعْتُ فِي الْجَبَل أطلُعُ طلوعاً
إِذا أَدْبَرت فِيهِ حَتَّى لَا يراك
(2/100)
صَاحبك وطلَعتُ على صَاحِبي طلوعاً إِذا
أَقبلت عَلَيْهِ. أَبُو عبيد فِي بَاب الْحُرُوف الَّتِي فِيهَا
اخْتِلَاف اللُّغَات والمعاني: طلِعْت الْجَبَل أطلَعُه، وطَلَعت على
الْقَوْم أطْلُع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فيهمَا جَمِيعًا:
طَلَعت أطْلُع وأقرأني الإيَاديّ عَن شمر لأبي عبيد عَن أبي زيد فِي
بَاب الأضداد: طَلَعت على الْقَوْم أطْلُع طُلُوعاً إِذا غِبت عَنْهُم
حَتَّى لَا يَرَوك، وطَلَعت عَلَيْهِم إِذا أَقبلت إِلَيْهِم حَتَّى
يروك. قلت: وَهَكَذَا رَوَى الحرّاني عَن ابْن السّكيت: طَلَعت
عَلَيْهِم إِذا غِبْت عَنْهُم، وَهُوَ صَحِيح جُعِل عَلَى فِيهِ
بِمَعْنى عَن كَمَا قَالَ الله جلَّ وعزّ: {ُ} ِ (المطففين: 1، 2)
مَعْنَاهُ إِذا اكتالوا عَن النَّاس وَمن النَّاس، كَذَلِك قَالَ أهل
اللُّغَة أَجْمَعُونَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْحسن
الصَيْدَاوِيّ عَن الرياشيّ عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الطِلْعُ: كل
مطمئن من الأَرْض ذاتِ الربْوة إِذا أطْلَعْتَه رَأَيْت مَا فِيهِ.
وَمن ثمّ يُقَال أطْلِعْنِي طِلْعَ أَمرك. وَيُقَال: أطلَع الرجل
إطلاعاً إِذا قاء.
وَقَالَ اللَّيْث: طَلِيعَة الْقَوْم: الَّذين يبعثون ليطّلعوا طِلْع
العدوّ. ويسمّى الرجل الْوَاحِد طَلِيعَة والجميع طَلِيعَة والطلائع
الْجَمَاعَات. قلت: وَكَذَلِكَ الرَبِيئة والشِّيفة والبَغِيَّة
بِمَعْنى الطليعة، كل لَفْظَة مِنْهَا تصلح للْوَاحِد وَالْجَمَاعَة.
ورُوي عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ عِنْد مَوته: لَو أنَّ لي مَا فِي
الأَرْض جَمِيعًا لافتديت بِهِ من هَوْل المُطّلَع.
قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: المُطَّلَع هُوَ مَوضِع الاطّلاع
من إشرافٍ إِلَى الانحدار، فشبّه مَا أشرف عَلَيْهِ من أَمر الْآخِرَة
بذلك. قَالَ: وَقد يكون المُطَّلَع المَصْعَد من أَسْفَل إِلَى
الْمَكَان المُشْرِف. قَالَ: وَهَذَا من الأضداد.
وَمِنْه حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود فِي ذكر الْقُرْآن: (لكل حرف حَدّ
وَلكُل حَدّ مُطَّلَع) مَعْنَاهُ: لكل حَد مَصْعَدٌ يُصْعد إِلَيْهِ،
يَعْنِي: من معرفَة علمه. وَمِنْه قَول جرير:
إِنِّي إِذا مُضَرٌ عَلَي تحدَّبتْ
لاقيتُ مُطَّلَعَ الْجبَال وُعُورا
وَيُقَال: مُطَّلَعُ هَذَا الْجَبَل من كَذَا وَكَذَا أَي مَصْعَده
ومأتاه.
وَقد رُوي فِي حَدِيث عمر هَذَا أَنه قَالَ: لَو أَن لي طِلاَعَ
الأَرْض ذَهَبا لافتديت بِهِ من هول المُطَّلَع.
قَالَ أَبُو عبيد: وطِلاَع الأَرْض: مِلْؤها حَتَّى يطالع أَعلَى
الأَرْض فيساويه، وَمِنْه قَول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً وَأَن
مَعْجِسها يمْلَأ الكفّ فَقَالَ:
كَتُومٌ طِلاَع الكفّ لَا دون مِلئها
وَلَا عَجْسُهَا عَن مَوضِع الكفّ أفْضَلاَ
وَقَالَ اللَّيْث: طِلاَع الأَرْض فِي قَول عمر: مَا طلعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْس من الأَرْض. وَالْقَوْل مَا قَالَه أَبُو عبيد. وَقَالَ
اللَّيْث: والطلاع هُوَ الاطّلاع نَفسه فِي قَول حُمَيد بن ثَوْر:
وَكَانَ طِلاَعاً من خَصاصٍ ورِقْبَةً
بأعين أَعدَاء وطَرْفاً مُقَسَّمَا
(2/101)
قلت: قَوْله: وَكَانَ طِلاَعاً أَي مُطالعة
يُقَال طالعته مطالعة وطِلاَعاً. وَهُوَ أحسن من أَن تَجْعَلهُ
اطِّلاَعاً؛ لِأَنَّهُ الْقيَاس فِي الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إِن نَفسك لطُلَعَةٌ إِلَى هَذَا الْأَمر،
وَإِنَّهَا لَتَطَّلِعُ إِلَيْهِ أَي لِتُنَازِع إِلَيْهِ. وَامْرَأَة
طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تنظر سَاعَة ثمَّ تختبىء سَاعَة. وَقَول الله جلّ
وعزّ: {ُلِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ
يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا
يَظُنُّ أُوْلَائِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ
يَقُومُ} ِ (الْهمزَة: 6، 7) قَالَ الفرّاء: يَقُول يبلغ ألَمُها
الأفئدة. قَالَ والاطِّلاَع وَالْبُلُوغ قد يكونَانِ بِمَعْنى وَاحِد.
وَالْعرب تَقول مَتى طَلَعْتَ أَرْضنَا أَي مَتى بلغْتَ أَرْضنَا.
وَقَالَ غَيره: {تَطَّلِعُ على الأفئدة توفِي عَلَيْهَا فتحرقها، من
اطّلعت إِذا أشرفت. قلت: وَقَول الفرّاء أحَبّ إليّ وَإِلَيْهِ ذهب
الزجّاج. وَيُقَال: طَلَعْتُ الْجَبَل إِذا عَلَوته أطْلُعُهُ طُلُوعاً
وَفُلَان طَلاَّع الثَنَايا وطَلاَّع أنْجُد إِذا كَانَ يَعْلُو
الْأُمُور فيقهرها بمعرفته وتجاربه وجَوْدة رَأْيه والأنجد جمع النَجْد
وَهُوَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل، وَكَذَلِكَ الثَنِيَّة. وَمن أَمْثَال
الْعَرَب: هَذِه يَمِين قد طَلَعَتْ فِي المخارم وَهِي الْيَمين
الَّتِي تجْعَل لصَاحِبهَا مَخْرَجاً. وَمن هَذَا قَول جرير:
وَلَا خير فِي مَال عَلَيْهِ ألِيَّة
وَلَا فِي يَمِين غيرِ ذَات مخارِمِ
والمخارِم: الطّرق فِي الْجبَال أَيْضا، وَاحِدهَا مَخْرِمٌ. والطالِعُ
من السِّهَام: الَّذِي يَقع وَرَاء الهَدَف، ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِس.
وَقَالَ المرّار:
لَهَا أسهمٌ لَا قاصراتٌ عَن الحَشَى
وَلَا شاخصاتٌ عَن فُؤَادِي طوالِعُ
أخبَر أَن سهامها تصيب فُؤَاده وَلَيْسَت بِالَّتِي تَقْصُر دونه أَو
تجاوزه فتخطئه.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُوي عَن بعض الْمُلُوك أَنه كَانَ يسْجد
للطالع مَعْنَاهُ: أَنه كَانَ يخْفض رَأسه إِذا شخص سَهْمُه فارتفع عَن
الرَمِيَّة، فَكَانَ يطأطىء رَأسه ليتقوّم السهمُ فَيُصِيب الدارة.
وَيُقَال اطَّلَعْتُ الفجرَ اطّلاعاً أَي نظرت إِلَيْهِ حِين طلع.
وَقَالَ:
نسيمُ الصَبَا من حَيْثُ يُطّلَعُ الفجرُ
وَحكى أَبُو زيد: عافى الله رَجُلاً لم يتطّلع فِي فِيك، أَي لم يتعقب
كلامك. وَيُقَال: فلَان بِطِلْعِ الْوَادي، وَفُلَان طِلْعَ الْوَادي،
بِغَيْر الْبَاء. قَالَ: واستطلَعْتُ رَأْي فلَان إِذا نظرت مَا
رَأْيه. وطَلَعَ الزَّرْع إِذا بدا يَطلع إِذا ظهر نَبَاته. وأطْلَعَتِ
النخلةُ إِذا أخرجت طَلْعَهَا. وطَلْعُهَا: كُفُرَّاها قبل أَن تنشقّ
عَن الغَرِيض. والغَريض يسمّى طَلْعاً أَيْضا. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي
عَن المفضّل الضّبيّ أَنه قَالَ: ثَلَاثَة تُؤْكَل وَلَا تُسَمِّن،
فَذكر الجُمَّار والطَلْع والكَمْأة، أَرَادَ بالطَلْع: الغَرِيض
الَّذِي ينشَقّ عَنهُ كافوره، وَهُوَ أول مَا يُرَى من عِذْق
النَّخْلَة. الْوَاحِدَة: طَلْعَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي:
الطَوْلَعُ الطُلَعَاء وَهُوَ الْقَيْء. عَمْرو عَن أَبِيه: من أَسمَاء
الحيّة الطِلْع والطِلّ. وَأَخْبرنِي بعض مَشَايِخ أهل الْأَدَب عَن
بَعضهم أَنه قَالَ: يُقَال أطْلَعْت إِلَيْهِ مَعْرُوفا مثل أزْلَلْتُ.
وَقَالَ شمر: يُقَال مَا لهَذَا الْأَمر مُطَّلَعٌ وَلَا
(2/102)
مَطْلَع أَي مَاله وَجه وَلَا مَأْتًى
يُؤْتَى مِنْهُ. وَيُقَال مَطْلَع هَذَا الْجَبَل من مَكَان كَذَا أَي
مَصْعَدة ومأتاه. وَأنْشد أَبُو زيد:
مَا سُدَّ من مَطْلَع ضَاقَتْ ثنِيّته
إلاّ وَجَدتُ سَوَاء الضِّيق مُطَّلَعا
وَيُقَال أطلعَني فلَان وأرهقني وأذْلقني وأقحمني أَي أعجلني.
وطُوَيْلع: رَكِيّة عادِيّة بِنَاحِيَة الشواجن عَذْبة المَاء قريبَة
الرِشاء وطَلَّعْتُ كَيْله أَي ملأته جِدّاً حَتَّى تَطَلَّع أَي فاض
قَالَ:
كنت أَرَاهَا وَهِي توقى محلباً
حَتَّى إِذا مَا كيلها تَطَلَّعَا
وقَدَح طِلاع: ممتلىء. وَعين طِلاَعة: ممتلئة. قَالَ:
أمَرُّوا أَمرهم لِنَوًى شَطُونٍ
فنفسي من ورائهم شَعَاعُ
وعيني يَوْم بانوا واستمرُّوا
لنِيَّتهم وَمَا رَبَعُوا طِلاَعُ
وطَلَعْتُ الجَبَل: علوته. وأطْلَعْتُ مِنْهُ: انحدرت نَحْو فَرَعتُ
الْجَبَل عَلوته وأفرعتُ انحدرتُ ومَرَّ مُطَّلِعاً لذَلِك الْأَمر أَي
غَالِبا لَهُ ومالكاً. وَهُوَ على مَطْلع الأكمة أَي ظَاهر بَيِّنٌ.
وَهَذَا مَثَل يضْرب للشَّيْء فِي التَّقْرِيب. يُقَال: الشرّ يُلقَى
مَطَالِع الأكم، أَي ظَاهر بارز. قَالَ ابْن هَرْمة:
صادتك يَوْم المَلاَ من مَصْغَرٍ عَرَضاً
وَقد تُلاَقِي المنايا مَطلِعَ الأكمِ
وطَلْعُ الشَّمْس: طُلُوعُهَا. قَالَ:
باكر عَوفاً قبل طَلْعِ الشَّمْس
لطع: اللَّيْث: لَطِعَ الْإِنْسَان الشَّيْء يَلْطَعُهُ لَطْعاً إِذا
لحسَه بِلِسَانِهِ. قَالَ: والألطع: الرجل الَّذِي قد ذهبت أَسْنَانه،
وَبقيت أسناخها فِي الدُرْدُر. قَالَ وَيُقَال بل اللَّطَعُ: رِقّة فِي
شَفَة الرجل الألطع وَامْرَأَة لَطْعَاء. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ
عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء: امْرَأَة لَطْعَاء بيّنة اللَطَع
إِذا انسحقت أسنانها فلصِقت باللِثَة، وَقد لَطَعت الشَّيْء ألْطَعُهُ
لَطْعاً إِذا لعِقته. قَالَ: وَقَالَ غَيره لَطِعْتُهُ بِكَسْر
الطَّاء. وَقيل: امْرَأَة لطعاء: قَليلَة لحم الرَكَب.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) . لَطَعتُه بالعصا. قَالَ والطِعْ اسْمه
أَي أثبِتْهُ، الطَعْهُ أَي امحُه. وَكَذَلِكَ اطلِسْهُ. وَقَالَ ابْن
دُرَيْد: اللطْع بَيَاض الشّفة واللطَع قلَّة لحم الْفرج واللطَعُ أَن
تتحاتّ الْأَسْنَان. واللطْعُ لَطْعُكَ الشَّيْء بلسانك ولَطَعْتُه
بالعصا: ضَربته ولَطَعت عينَه: ضربتها ولطمتها. ولطَعتُ الغَرَض:
رَمَيته فَأَصَبْته ولَطَعت البئرُ: ذهب مَاؤُهَا. والناقة اللطعَاء:
الَّتِي ذهب فمها من الهَرَم. ولَطِعَ إصبعه ولعِق إِذا مَاتَ. ولَطَعَ
الشرابَ والتطعه: شرِبه. قَالَ: ولَطْعَةُ الذِّئْب على صَوته وصنعَة
السُرفة والدَّبرَ. واللطَع: الحَنَك والجميع: ألطاع.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ النُّون)
(ع ط ن)
عطن، عنط، نعط، نطع، طعن: الْمُوقَدَةُ الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى}
مستعملات.
عطن: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن
الصَّلَاة فِي أعطان الْإِبِل. أَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرّاني عَن
ابْن السّكيت قَالَ: العَطَن:
(2/103)
مَبْرَك الْإِبِل حول المَاء. وَقد عَطَنَت
الإبلُ على المَاء وعَطَّنَت، وأعْطَنْتُها أَنا إِذا سقيتها ثمَّ
أنحتها فِي عَطَنِهَا لتعود فَتَشرب. وَأَخْبرنِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: قومٌ عُطَّانٌ وعَطَنَةٌ وعُطُونٌ وعَاطِنُون إِذا
نزلُوا فِي أعطان الْإِبِل. وَلَا يُقَال: إبل عُطَّان. وَفِي حَدِيث
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (رأيتُني أنزِعُ على
قَلِيب، فجَاء أَبُو بكر فاستقى وَفِي نَزْعه ضَعْفٌ وَالله يغْفر
لَهُ، فجَاء عمر فنَزَعَ فاستحالت الدَلْو فِي يَده غَرْباً فأروى
الظَمِئة حَتَّى ضَرَبت بعَطَن) قَالَ ابْن السّكيت: قَوْله: (ضَرَبت
بعَطَنٍ) يُقَال ضَرَبَت الإبلُ بعَطَنٍ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ
على المَاء. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيّ فِي
تَفْسِير قَوْله: (ثمَّ ضَرَبَتْ بعَطَنٍ) بنحوٍ ممّا قَالَه ابْن
السّكيت. وَقَالَ اللَّيْث: كل مَبْرَك يكون مَألفاً لِلْإِبِلِ فَهُوَ
عَطَنٌ لَهَا بِمَنْزِلَة الوطن للغنم وَالْبَقر قَالَ: وَمعنى
مَعَاطِن الْإِبِل فِي الحَدِيث: موَاضعهَا. وَأنْشد:
وَلَا تكَلِّفُنِي نَفسِي وَلَا هَلَعِي
حِرْصاً أُقيم بِهِ فِي مَعْطِن الهُونِ
قلت لَيْسَ كل مُنَاخ لِلْإِبِلِ يسمّى عَطَناً وَلَا مَعْطِناً.
وأعطان الْإِبِل ومَعَاطنها لَا تكون إلاّ مَبَارِكَها على المَاء.
وَإِنَّمَا تُعْطِن العربُ الإبلَ على المَاء حِين تَطْلُع الثريّا،
وَيرجع النَّاس من النُجَع إِلَى المحاضِر، وتُعْطَنُ يَوْم وِرْدها
فَلَا يزالون كَذَلِك إِلَى وَقت طُلُوع سُهَيْل فِي الخريف، ثمَّ لَا
يُعْطِنُونهَا بعد ذَلِك، وَلكنهَا تَرِد المَاء فَتَشرب شَرْبتها
وتَصْدُر من فَوْرها.
وَفِي حَدِيث عمر أَنه دخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي
بَيته أُهُبٌ عَطِنَةٌ. قَالَ أَبُو عبيد: العَطِنَة: المُنْتِنة
الرّيح. قلت: وَيُقَال عَطَنْتُ الجِلْد أعْطِنُهُ عَطْناً إِذا جعلتَه
فِي الدبَاغ وَتركته فِيهِ حَتَّى يتمرّط شَعَرُه ويُنْتِن، فَهُوَ
معطونٌ وعَطِينٌ. وَقد عَطِن الجِلد عَطَناً إِذا أنْتَنَ وأمْرَق
عَنهُ وَبَرُه أَو صُوفه. وَيُقَال للَّذي يُسْتَقْذَر: مَا هُوَ إلاّ
عطِينة، من نَتْنه. وَقَالَ أَبُو زيد: عَطِن الْأَدِيم إِذا أنْتَنَ
وَسقط صوفه فِي العَطْن. والعَطْنُ أَن يُجْعَل فِي الدِبَاغ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو زيد: مَوضِع العَطِن العَطَنة قَالَ:
والعَطْنُ فِي الجِلد: أَن يُؤْخَذ الغَلْقة وَهو ضربٌ من النَّبَات
يدبغ بِهِ أَو فَرْثٌ يُلْقى فِيهِ الجِلْد حَتَّى يُنْتِن ثمَّ يلقى
بعد ذَلِك فِي الدِبَاغ. وَفُلَان وَاسع العَطَن والبَلَد، وَهُوَ
الرَحْب الذراعِ.
عنط: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَنَطْنَطُ: الطَّوِيل من
الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث: واشتقاقه من عنَط وَلكنه أُرْدِف بحرفين
فِي عَجُزه. وَأنْشد:
يَمْطو السُرَى بعُنُقٍ عَنَطْنَطِ
قَالَ: وَامْرَأَة عَنَطْنَطَةٌ: طَوِيلَة العُنُق مَعَ حُسْن قَوَام.
قَالَ: وعَنَطُها: طول قَوَامها وعنقها لَا يَجْعَل مصدر ذَلِك إِلَّا
العَنَط. قَالَ: وَلَو جَاءَ فِي الشّعْر عَنَطْنَطَتُهَا فِي طول
عُنُقهَا جَازَ ذَلِك فِي الشِعر. قَالَ وَكَذَلِكَ أسدٌ غَشَمْشمٌ
بَين الغَشْم، ويومٌ عَصَبْصَبٌ بَين العَصَابة. ثعلبٌ عَن ابْن
الْأَعرَابِي: أعْنَط: جَاءَ بولدٍ عَنَطْنَطٍ.
(2/104)
طعن: اللَّيْث: طعنه بِالرُّمْحِ
يَطْعُنُهُ طَعْناً. وطَعَنَ بالْقَوْل السَيّء يَطْعَن طَعَنَاناً.
واحتجّ بقوله:
وأبى الكاشحون يَا هندُ إِلَّا
طَعَنَاناً وَقَول مَالا يُقَال
ففرّق بَين المصدرين، وَغَيره لم يفرّق بَينهمَا. وَأَجَازَ لِلشاعر
طعناناً فِي الْبَيْت؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ: أَنهم طعَنُوا فِيهِ
بِالْعَيْبِ فَأَكْثرُوا، وتطاول ذَلِك مِنْهُم، وفَعَلاَن يَجِيء فِي
مصَادر مَا يَتَطَاول ويتمادَى وَيكون مناسباً للميل والجَور. قَالَ
اللَّيْث: والعَين مِن يَطْعُنُ مَضْمُومَة. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول:
يَطْعُنُ بِالرُّمْحِ ويَطْعَنُ بالْقَوْل فيفرّق بَينهمَا. ثمَّ قَالَ
اللَّيْث: وَكِلَاهُمَا يَطْعُنُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ
الْكسَائي: لم أسمع أحدا من الْعَرَب يَقُول يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ
وَلَا فِي الْحسب، إِنَّمَا سَمِعت يَطْعُنُ. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء:
سمعتُ أَنا يطعَنُ بِالرُّمْحِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْإِنْسَان
يَطْعُنُ فِي المغازة وَنَحْوهَا إِذا مضى فِيهَا قلت: وَيُقَال:
طَعَنَ فلَان فِي السِنّ إِذا شخص فِيهَا وطَعَنَ غُصْنٌ من أَغْصَان
الشَّجَرَة فِي دَار فلَان إِذا مَال فِيهَا شاخصاً. وأنشدني
الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس لمُدْرِك بن حُصَين يُعَاتب قومه:
وكنتم كأُمَ لَبَّة طَعَنَ ابْنهَا
إِلَيْهَا فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بسَاعِدِ
قَالَ: طَعَنَ ابْنهَا إِلَيْهَا أَي نَهَضَ إِلَيْهَا وشخص بِرَأْسِهِ
إِلَى ثَدْيها، كَمَا يَطْعُن الْحَائِط فِي دَار فلَان إِذا شخص
فِيهَا.
وَيُقَال: طَعَنَت المرأةُ فِي الحَيْضة الثَّالِثَة أَي دخلتْ.
وَقَالَ بَعضهم: الطَعْنُ: الدُّخُول فِي الشَّيْء.
وَيُقَال طُعِنَ فلَان فَهُوَ مطعون وطَعِين إِذا أَصَابَهُ الدَّاء
الَّذِي يُقَال لَهُ: الطَّاعُون.
وَيُقَال: تَطَاعَن الْقَوْم فِي الْحَرْب واطَّعَنُوا إِذا طَعَنَ
بَعضهم بَعْضًا: والتفاعل والافتعال لَا يكَاد يكون إِلَّا باشتراك
الفاعلين فِيهِ؛ مثل التخاصم والاختصام، والتعاور والاعتِوار. ورجلٌ
طِعِّين: حاذق بالطِعَان فِي الْحَرْب.
نطع: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ النَطْع والنَطَعُ والنِطْعُ
والنِطَعُ. وَجمعه أنطاع.
وَقَالَ اللَّيْث: النِطَعُ: مَا ظهر من الْغَار الْأَعْلَى، وَهِي
الجِلدة المُلْزَقة بِعظم الخُلَيْقَاء فِيهَا آثَار كالتحْزيز،
والجميع النُطوع. والتَنَطُّع فِي الْكَلَام: التعمُّق فِيهِ، مَأْخُوذ
مِنْهُ قلت: وَفِي الحَدِيث: (هلك المتنطِّعون) وهم المتعمّقون
الغالُون. وَيكون: الَّذين يَتَكَلَّمُونَ بأقصى حُلُوقهمْ تكبّراً؛
كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون
المتفيهِقون) . وسأفسّره فِي مَوْضِعه.
وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال وَطئنا نِطَاعَ بني فلَان أَي دَخَلنَا
أَرضهم.
قَالَ وجَنَاب الْقَوْم نِطاعهم. قلت: ونَطَاعِ بِوَزْن قَطَامِ: ماءة
فِي بِلَاد بني تَمِيم قد وَرَدتُهَا يُقَال شَرِبَتْ إبلُنا من مَاء
نَطَاعِ، وَهِي رَكيّة عَذْبة المَاء غزيرته. ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: النُطُعُ: المتشدّقون فِي
(2/105)
كَلَامهم وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت
أَبَا السَمَيْدَع يَقُول: تَنَطَّعَ فِي الْكَلَام وتَنَطَّسَ إِذا
تأنّق فِيهِ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النُطَاعَةُ والقُطَاعَةُ والعُضَاضَة:
اللُقْمة يُؤْكَل نصفهَا ثمَّ تردّ إِلَى الخِوَان وَهُوَ عيبٌ.
يُقَال: فلَان لاطِع ناطِع قاطِع.
نعط: ناعِطٌ: حِصْن فِي رَأس جبلٍ بِنَاحِيَة الْيمن قديمٌ كَانَ لبَعض
الأَذْواء.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: النُعْطُ:
المسافرون سفرا بَعيدا، بالعَين.
قَالَ والنُعْطُ: القاطعو اللُقَم بنصفين فَيَأْكُلُونَ نِصفاً ويُلقون
النّصْف الآخر فِي الغَضَار. وهم النُعُط والنُطُعُ واحدهم ناعِط
وناطِع وَهُوَ السيّىء الأدبِ فِي أكله ومروءته وعَطائه. قَالَ:
وَيُقَال: نعَط وأنطع إِذا قطع لُقْمة قَالَ: والنُغُط بالغين: الطِوال
من النَّاس.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ الْفَاء)
(ع ط ف)
اسْتعْمل من وجوهه: عطف، وعفط، وأهمل بَاقِي الْوُجُوه.
عطف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {ثَانِىَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ
اللَّهِ} (الْحَج: 9) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن مَعْنَاهُ: لاوياً
عُنُقه. وَهَذَا يُوصف بِهِ المتكبِّر. فَالْمَعْنى: وَمن النَّاس من
يُجَادِل فِي الله بِغَيْر علم ثَانِيًا عطفه. وَنصب {ثَانِىَ
عِطْفِهِ} (الْحَج: 9) على الْحَال وَمَعْنَاهُ التَّنْوِين؛ كَقَوْلِه
جلّ وعزّ: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} (الْمَائِدَة: 95) مَعْنَاهُ:
بَالغا الكعبةَ. وعِطْفا الرجل: ناحيتاه عَن يَمِين وشِمَال. ومَنْكِب
الرجل: عِطْفه وإبطه عطفه ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَنه قَالَ: (سُبْحَانَ من تعطَّف العِزَّ وَقَالَ بِهِ) ، مَعْنَاهُ
وَالله أعلم: سُبْحَانَ منْ تَرَدَّى بالعِزّ، والعطاف: الرِدَاء.
وَالْمرَاد مِنْهُ بهاء الله وجلاله وجماله. وَالْعرب تضع الرِّدَاء
مَوضِع الْبَهْجَة وَالْحسن، وتضعه مَوضِع النعْمة والبهاء. وسمّي
الرِّدَاء عِطافاً لوُقُوعه على عِطْفَيِ الرجُل وهما ناحيتا عُنُقه.
فَهَذَا معنى تعطّفِه العِزَّ. وَيجمع العِطَاف عُطُفاً وأعْطِفَةً.
والمِعْطَف: الرِّدَاء وَجمعه المعاطف. وَهُوَ مثل مئزر وَإِزَار
وَمِلْحَف ولِحَاف ومِسْرَد وسِراد. وَقَالَ أَبُو زيد: امْرَأَة
عَطِيف وَهِي الَّتِي لَا كِبْر لَهَا اللينة الذليلة المِطواع فَإِذا
قلت: امْرَأَة عَطوف فَهِيَ الحانية على وَلَدهَا. وَكَذَلِكَ رجلٌ
عَطُوفٌ. وَيُقَال: عَطَفَ فلَان إِلَى نَاحيَة كَذَا يَعْطِفُ عَطْفاً
إِذا مَال إِلَيْهِ، وانعطف نَحوه. وعَطَفَ رأسَ بعيره إِلَيْهِ إِذا
عَاجَهُ عَطْفاً. وعَطَفَ الله بقلب السُّلْطَان على رعيّته إِذا جعله
عَاطِفاً رحِيما. وَيُقَال عَطَف الرجل وِساده إِذا ثَنَاه ليرتفق
عَلَيْهِ ويتّكىء. وَقال لَبيد:
وَمَجُودٍ من صُبَابات الكَرَى
عَاطِف النمرق صَدْق المُبْتَذَلْ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُطُوف: الأردية. والعُطوف الآباط.
وعِطْفا كل إنسانٍ ودابّةٍ: شِقَّاه من لدن رَأسه إِلَى وركيه شمر عَن
ابْن شُمَيْل: العِطَاف
(2/106)
تَردّيك بِالثَّوْبِ على منكبيك كَالَّذي
يفعل النَّاس فِي الحرّ وَقد تعطف بردائه. قَالَ: والعطاف الرِّدَاء
والطيلسان وكل ثوب تَعَطَفُهُ أَي تَردَّى بِهِ فَهُوَ عطاف.
وَقَالَ اللَّيْث: العَطاف: الرجل الحَسن الْخُلُق العَطُوف على
النَّاس بفضله. وظبية عَاطِف إِذا رَبضتْ فعَطفتْ عُنقها. وَكَذَلِكَ
الحاقِف من الظباء. وناقةٌ عطوفٌ إِذا عَطِفَتْ على بَوّ فرئمته.
والجميع العُطُف. وَيُقَال فلَان يتعاطف فِي مِشيته بِمَنْزِلَة يتهادى
ويتمايل من الخُيَلاء والتبختُر. وَيقال: عَطَفْتُ رَأس الخَشَبة
فانعطف إِذا حَنَيته فَانْحنى. والعَطُوف وبعضٌ يَقُول: العاطوف
مِصْيدة، سمّيتْ بِهِ لانعطاف خشبتها.
وَقَالَ غَيره: العطائف: القِسيّ، الْوَاحِدَة عطِيفَة، كَمَا سمّوها
حنِيَّةً وَجَمعهَا حَنيُّ. قَالَ والعطف: عطف أَطْرَاف الذَيل من
الظهارة على البِطانة. وَقَالَ ذُو الرمة فِي العطائف القسِيّ:
وأصفر بلَّى وشيَه خفقانُه
عَلَى البِيض فِي أغمادها والعطائف
أصفر يَعْنِي بردا يظلّل بِهِ. وَالْبيض السيوف والعطَّاف فِي صفة
قِداح الميسر. وَيُقَال: العَطُوف: وَهُوَ الَّذِي يَعطف على القداح
فَيخرج فائزاً.
وَقَالَ الْهُذلِيّ يصف مَاء وَرده:
فخضخضتُ صُفْنِيَ فِي جَمَّهِ
خِيَاض الْمدَابر قِدحاً عطُوفاً
وَقَالَ القتيبي فِي كتاب (الميسر) : العَطوف: القِدْح الَّذِي لَا
غُرْم فِيهِ وَلَا غُنْم لَهُ، وَهُوَ أحد الأغفال الثَّلَاثَة فِي
قِداح الميسر، سُمّي عطُوفاً لِأَنَّهُ يُكَرُّ فِي كل رَبَابه يضْرب
بهَا. قَالَ وَقَوله: قِدحاً عطوفاً وَاحِد فِي معنى جَمِيع، وَمِنْه
قَوْله:
حَتَّى يخضخض بالصُفْن السبيخ كَمَا
خَاضَ القِدَاح قَمِيرٌ طامِعٌ خَصِلُ
السبيخ: مَا نَسَل من ريش الطير الَّتِي ترد المَاء. والقمير: المقمور.
والطامِع: الَّذِي يطْمع أَن يعود إِلَيْهِ مَا قُمِرَ. وَيُقَال:
إِنَّه لَيْسَ يكون أحد أطمع من مقمور، خَصِل: كثير خِصَال قَمْرِهِ.
وَأما قَول ابْن مقبل:
وأصفرَ عطَّاف إِذا رَاح رَبُّهُ
غَدا ابْنا عِيانٍ بالشِوَاء المُضَهَّبِ
فَإِنَّهُ أَرَادَ بالعَطَّاف قِدْحاً يعطِف عَن مآخذ القِداح وَينفرد.
وَقال ابْن شُمَيْل: العَطَفة هِيَ الَّتِي تَعَلَّقُ الْحَبَلَةُ بهَا
من الشّجر. وَأنْشد:
تَلَبَّسَ حُبُّها بدمِي ولحمِي
تَلَبُّسَ عطْفةٍ بِفُرُوع ضَالِ
قَالَ النَّضر: إِنَّمَا هِيَ عطَفَة فخفّفها ليستقيم لَهُ الشِعْر.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: مِن غَرِيب شجر البَرّ العَطْفُ واحده
عطَفَة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال تَنَحَّ عَن عطْف الطَّرِيق وعطْفِه
وعلَبِهِ ودَعسِهِ وقَرِيّه وَقَرِقِه وقَارِعته.
وروى بَعضهم عَن المؤرِّج أَنه قَالَ فِي حَلْبة الْخَيل إِذا سوبق
بَينهَا وَفِي أساميها: هُوَ السَّابق، والمصَلّى، والمسَلّى،
والمجلِّي، وَالتالي والعاطف، والحظيّ، وَالمؤمَّل، وَاللَطِيم،
وَالسُكَيْت.
(2/107)
وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا يعرف مِنْهَا
إِلَّا السَّابِق وَالمصَلّى ثمَّ الثَّالِث وَالرابع إِلَى الْعَاشِر
وَآخرها السُكَيت وَالفِسْكِل. قلت: وَقد رَأَيْت لبَعض الْعِرَاقِيّين
هَذَا الَّذِي رُوي عَن المؤرج، وَلم أجد الروَاية ثَابِتَة عَن المؤرج
من جِهَة مَن يوثق بِهِ فَإِن صحَّت الروَاية عَنهُ فَهُوَ ثِقَة، وَقد
جَاءَ بِهِ ابْن الْأَنْبَارِي. وَالعطَفة من خرَز النِّسَاء تتعلّقها
طلب محبَّة أزوَاجها. وَسميت بذلك تفاؤلاً بهَا. وقوسٌ عَطُفٌ: ليّنة
الانعطاف. قَالَ:
فظل يمطو عُطُفاً رُجُوماً
وَقيل للقوس: عُطفٌ لِأَنَّهَا معطوفة، فُعُل بِمَعْنى مفعولة، كَمَا
قيل: قَوس عُطُلٌ أَي مُعَطَّلَة لَا وَتَر عَلَيْهَا، وقلبٌ فُرُغٌ
أَي مفرَّغ من الْحزن، وَنَحْو ذَلِك كثير. والعَطَفُ: وجع فِي
الْعُنُق من تعادى الوسادة عِطف الرجل. وَقَوله فِي وصف النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي أَشْفَاره عَطَفٌ أَي انعطافٌ. وعطَّفتُه
ثوبي أَي جعلته عِطافاً لَهُ. وَقَالَ ابْن كُرَاع:
وَإِذا الرِكَابُ تكلفتها عُطِّفَتْ
ثمرَ السِّيَاط قطوفها وسِيَاعَهَا
أَي جُعِلَتِ السياطُ عُطفاً لَهَا جُنُوبها، وَإِنَّمَا تُضْرَبُ
بالثمر لِأَنَّهَا لَا تدرَك فتضربَ بِالسياط. وثمر السِّيَاط:
أطرافها. وعِطاف من أَسمَاء الْكَلْب. قَالَ:
فصَبَّحَهُ عِنْد السروق عُدَيَّة
أَخُو قَنَصٍ يُشْلى عِطَافاً وأجذلاَ
عفط: قَالَ اللَّيْث: العَفْطُ والعَفِيط نَثْر الشَّاة بأنوفها كَمَا
يَنْثِر الْحمار، وَالْعرب تَقول: مَا لفُلَان عَافِطَة وَلَا نافِطة
فَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَافِطَة: الضائنة، والنافِطة: الماعزة.
وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ غير الْأَصْمَعِي من الْأَعْرَاب:
العافطَة: الماعزة إِذا عَطَست. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو
الدُقَيش العافِطة: النعجة، والنافِطة: العَنْز، وَقَالَ غَيره:
العافِطة: الأَمَة، والنافِطة: الشَّاة، لِأَن الأمَة تَعْفِط فِي
كَلَامهَا، كَمَا يَعْفِط الرجلُ العِفْطِيّ وَهُوَ الألكن الَّذِي لَا
يُفْصح وَهُوَ العَفَّاط، وَقد عَفَطَ فِي كَلَامه عَفْطاً وعَفَتَ
عَفْتاً، وَهُوَ عَفَّاتٌ عَفَّاط. وَلَا يُقَال على جِهَة النِّسْبَة
إلاّ عِفْطِي. قلت: الأعْفَتُ والألْفَتُ: الأعسر الأخرق. وعَفَتَ
الكلامَ إِذا لواه عَن وَجهه. وَكَذَلِكَ لَفَته. وَالتَّاء تبدل طاءً
لقرب مخرجيهما. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَافِط الَّذِي يَصِيح بالضأن
لتأتِيَه. وَقَالَ بعض الرجّاز يصف غنما:
يحار فِيهَا سَالِىءٌ وآقِطُ
وحالبان ومَحَاحٌ عَافِطُ
وَيُقَال حاحيت بالمِعْزَى حِيحاء ودعدعت بهَا دعدعة إِذا دعوتها.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت عَرّاماً يَقُول: عَفَق بهَا وعَفَط بهَا
إِذا ضَرَط.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَفْطُ الحُصَاص
للشاة، والنَفْطُ: عُطَاسُها.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ الْبَاء)
(ع ط ب)
عطب، عبط، طبع، طعب، بعط: مستعملة.
عطب: قَالَ اللَّيْث: العَطَبُ: هَلَاك الشَّيْء
(2/108)
وَالْمَال وعَطِبَ البعيرُ إِذا انْكَسَرَ
أَو قَامَ على صَاحبه، وأعْطَبتُهُ أَنا: أهلكته. أَبُو الْعَبَّاس عَن
ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَوْطَبُ أعمقُ مَوضِع فِي الْبَحْر.
وَقَالَ فِي موضعٍ: العَوْطَبُ: المطمئنّ بَين الموجتين. قَالَ:
والعَطْبُ: لِين الْقطن وَالصُّوف يُقَال: عَطَبَ يَعطُبُ عَطْباً
وعُطُوباً. وَهَذَا الْكَبْش أعطَبُ من هَذَا أَي أَلين. أَبُو عبيد
عَن الْأَصْمَعِي: هُوَ العُطْبُ والعُطُبُ للقُطُن.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إِنِّي لأجد ريح عُطْبَة أَي أجد ريح قطنة
محترِقة.
وَقَالَ أَبُو سعيد: التعطيبُ، علاج الشَّرَاب ليطيب ريحُه. يُقَال:
عَطْبَ الشرابَ تعطيباً. وَأنْشد بَيت لَبيد:
يَمُجُّ سُلاَفاً من رحيق مُعَطَّبِ
وَرَوَاهُ غَيره: من رحيق مُقَطَّبِ، وَهُوَ الممزوج، وَلَا أَدْرِي
مَا مُعَطَّب. والمعَاطِبُ: المهالك وَاحِدهَا معطب.
عبط: قَالَ اللَّيْث: العَبْطُ: أَن تَعْبِط نَاقَة فتنحرها من غير
دَاء وَلَا كَسْر. يُقَال: عَبَطَها يَعبِطُها عَبْطاً، واعْتَبَطَها
اعتِباطاً.
وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ فِيمَا وجدت لَهُ بِخَط أبي الْهَيْثَم:
العِبِيط من كلّ اللَّحْم وَذَلِكَ مَا كَانَ سليما من الْآفَات إِلَّا
الْكسر. قَالَ: وَلَا يُقال للّحم الدَوِي الْمَدْخُول من آفةٍ:
عَبِيط، وَيُقَال للدابة عبيطة ومعتبَطة، وَاللَّحم نَفسه عبيط أَي
سليم إِلَّا من كسر. وَيُقَال مَاتَ فلَان عَبْطَة، أَي شابًّا
صَحِيحا. واعتبطه الموتُ. وَقَالَ أمَيَّة بن أبي الصَلْت:
من لم يمت عَبْطَة يَمُتْ هَرَماً
للْمَوْت كأسٌ فالمرء ذائقها
وَيُقَال لحمٌ عَبيط ومعبوط إِذا كَانَ طريًّا لم يُنَيِّبْ فِيهِ
سَبُعٌ وَلم تُصبه عِلة. وَقَالَ لَبيد:
وَلَا أَضَنُّ بمعبوطِ السَنَام إِذا
كَانَ القُتارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ
وَقَالَ اللَّيْث: زعفران عبيط: يشبّه بِالدَّمِ العبيط. قَالَ:
وَيُقَال: عَبَطَتْه الدَّوَاهِي أَي نالته من غير اسْتِحْقَاق.
وَقَالَ الأُريقط:
بمنزلِ عَفَ وَلم يخالِط
مُدَنّسَاتِ الرِيَبَ العَوَابِطِ
وَيُقَال: عَبَط فلَان الأَرْض عَبْطاً واعتبطها إِذا حفر موضعا لم يكن
حُفِر قبل ذَلِك. وَقَالَ المرَّار العَدَوي:
ظَلَّ فِي أَعلَى يَفَاعٍ جازلا
يعبط الأَرْض اعتباط المحتَفِر
أَبُو عبيد: العَبْط: الشقُ. وَمِنْه قَول الْقطَامِي:
وظلّت تعبُط الْأَيْدِي كلُوماً
وثوبٌ عبيط أَي مشقوق وَجمعه عُبُط.
وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب:
فتخالسا نفسيهما بنوافذٍ
كنوافذ العُبُطِ الَّتِي لَا تُرْقَعُ
وَأَخْبرنِي المنذريّ أَن أَبَا طَالب النَّحْوِيّ أنْشدهُ فِي كتاب
(الْمعَانِي) للفرّاء: كنوافذ العُطُب.
ثمَّ قَالَ ويروى كنوافذ العُبُط. قَالَ والعُطُب: الْقطن، والنوافذ:
الْجُيُوب يَعْنِي جُيُوب الأقمصة. وَأخْبر أَنَّهَا لَا تُرقَع،
(2/109)
شبّه سَعَة الْجِرَاحَات بهَا. قَالَ: وَمن
رَوَاهَا: العُبُط أَرَادَ بهَا: جمع عبيط، وَهُوَ الَّذِي يُنحر لغير
علّة، وَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ خُرُوج الدَّم أشدّ. أَبُو عبيد عَن
أبي زيد: اعتبط فلَان عليّ الكذبَ، وعَبَطَ يَعْبِط إِذا كذب. ورَوَى
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العابط الكذّاب.
والعَبْطُ: الْكَذِب. والعَبْطُ: الغِيبة. والعَبْط الشَقُّ وَيُقَال
عَبَط الحمارُ الترابَ بحوافره إِذا أثاره، والترابُ عبيطٌ. وعَبَطَتِ
الرّيح وجهَ الأَرْض إِذا قَشَرتْهُ. وعَبَطْنَا عَرَق الْفرس أَي
أجريناه حَتَّى عَرِقَ. وَقَالَ الْجَعْدِي:
وَقد عَبَطَ الماءَ الحميمَ فأسْهَلاَ
طبع: الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الطَبْع مصدر طَبَعْتُ
الدِّرْهَم طَبْعاً. والطِبْعُ النَّهر وَجمعه أطباع، عَن
الْأَصْمَعِي. وَأنْشد للبيد:
فَتَولَّوْا فاتراً مَشْيُهمُ
كروايا الطِبْع همَّت بالوحَلْ
وَيجمع الطِبعُ بِمَعْنى النَّهر على الطُبوع، سمعته من الْعَرَب.
والطَبْع: ابتداءُ صَنْعَة الشَّيْء. تَقول: طَبَعْتُ اللَبِن طَبْعاً
وطَبَعْتُ السَّيْف طَبْعاً والطَبَّاع: الَّذِي يَأْخُذ الحديدة
فيطَبَعُها ويُسَوِّيها إمّا سِكّيناً وإمّا سَيْفا وَإِمَّا سِناناً.
وحِرْفَتُه الطِبَاعَة. وطَبَعَ الله الخَلْق على الطبائع الَّتِي
خلقهَا فأنشأهم عَلَيْهَا، وَهِي خلائقهم. وَيجمع طَبْع الْإِنْسَان
طِبَاعاً، وَهُوَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ من طِبَاع الْإِنْسَان فِي مأكله
ومشربه وسهولة أخلاقه وحُزُونتها وعُسرها ويُسرها وشدّته ورخاوته
وبُخْله وسخائه. وَيُقَال طَبَعَ الله على قلب الْكَافِر نعود بِاللَّه
مِنْهُ أَي ختم عَلَيْهِ فَلَا يعي وَعْظاً وَلَا يوفَّق لخير.
والطَابَع: الخاتَم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: معنى طَبَعَ
فِي اللُّغَة وخَتَم واحدٌ وَهُوَ التغطية على الشَّيْء والاستيثاق من
أَن يدْخلهُ شَيْء؛ كَمَا قَالَ {الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ}
(مُحَمَّد: 24) {ُِالاَْوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
مَّا كَانُواْ} (المطفيين: 14) مَعْنَاهُ: غَطّى على قُلُوبهم،
وَكَذَلِكَ {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (النَّحْل: 108) . قلت:
فَهَذَا تَفْسِير الطَّبْع بتسكين الْبَاء على الْقلب. وَأما طَبَع
الْقلب بِحركة الْبَاء فَهُوَ تلطُّخه بالأدناس. وأصل الطَبَع: الصدأ
يكثر على السَّيْف وَغَيره. قَالَ ابْن السّكيت: وَذكر أَن
الْأَصْمَعِي وَغَيره أنْشدهُ هَذِه الأرجوزة:
إِنَّا إِذا قلّتْ طخارير القَزَعْ
وَصدر الشَّارِب مِنْهَا عَن جُرَعْ
نَفْحَلها البِيضَ القليلاتِ الطَبَعْ
من كل عَرَّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ
وَفِي الحَدِيث: (نَعُوذ بِاللَّه من طَمَع يَهْدي إِلَى طبَع) .
قَالَ أَبُو عبيد: الطبَع الدنس وَالْعَيْب، وَكلُّ شَيْن فِي دِين أَو
دُنيا فَهُوَ طَبَع. وَيُقَال مِنْهُ: رجلٌ طَبِعٌ. وَمِنْه قَول عمر
بن عبد الْعَزِيز: لَا يتزوجُ من الموَالِي فِي الْعَرَب إلاّ الأشِر
البَطِر. وَلَا يتَزَوَّج من الْعَرَب فِي الموَالِي إلاّ الطمِعُ
الطَبَعُ.
وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُطَبَّعُ: المَلآن
وَأنْشد غَيره:
وَأَيْنَ وَسْق النَّاقة المُطَبَّعَهْ
(2/110)
قَالَ: المُطَبَّعَةُ: المثقّلة. قلت:
وَتَكون المطبَّعَة النَّاقة الَّتِي مُلئتْ شَحْماً وَلَحْمًا
فتَوثَّق خَلْقُها.
وَقَالَ اللَّيْث: طَبَّعْتُ الْإِنَاء تطبيعاً، وَقد تطبَّع النهرُ
حَتَّى إنّه ليتدفّق. قَالَ: والطَبْع مَلؤك السِقَاء حَتَّى لَا
مَزِيد فِيهِ من شدّة مَلْئه. وَقَالَ فِي قَول لبيد:
كرَوَايَا الطِبْع هَمَّت بالوَحَلْ
إِن الطِّبْع كالمِلْء. قَالَ: وَلَا يُقَال للمصدر: طَبْع؛ لِأَن
فِعله لَا يخفّف كَمَا يُخَفف فعل مَلَأت. قَالَ وَيُقَال: الطِبْع فِي
بَيت لبيد: المَاء الَّذِي يُمْلأ بِهِ الراوية. قلت: وَلم يعرف
اللَّيْث الطِبْع فِي بَيت لبيد، فتحيّر فِيهِ، فمرّةً جعله المِلء
وَهُوَ مَا أَخذ الإناءُ من المَاء، ومرّةً جعله المَاء، وَهُوَ فِي
الْمَعْنيين غير مُصِيب. والطِبْع فِي بَيت لبيد مَا قَالَه
الْأَصْمَعِي أَنه النَّهر. وسُمِيّ النَّهر طِبْعاً لِأَن النَّاس
ابتدءوا حفره، وَهُوَ بِمَعْنى الْمَفْعُول كالقِطْف بِمَعْنى المقطوف
والنِكث بِمَعْنى المنكوث من الصُّوف، وأمَّا الْأَنْهَار الْكِبَار
الَّتِي شَقّها الله تَعَالَى فِي الأَرْض شَقًّا مثل دِجْلة والفُرَات
والنّيل وَمَا أشبههَا فَإِنَّهَا لَا تسمَّى طُبُوعاً، إِنَّمَا
الطُبُوع: الْأَنْهَار الَّتِي أحدثها بَنو آدم واحتفروها لمرافقهم.
وَقَول لَبيد: هَمَّتْ بالوحَل يدلّ على مَا قَالَ الْأَصْمَعِي؛ لِأَن
الروايا إِذا أوقرت بالمزايد مَمْلُوءَة مَاء ثمَّ خاضت أَنهَارًا
فِيهَا وَحَل عَسُر عَلَيْهَا الْمَشْي فِيهَا وَالْخُرُوج مِنْهَا.
وَرُبمَا ارتطمت فِيهَا ارتطاماً إِذا كثر الوحَل. فشَبّه لبيد
الْقَوْم الَّذين حاجّوه عِنْد النُّعْمَان بن الْمُنْذر فأدحض حججهم
حَتَّى ذلّوا فَلم يتكلّموا بروايا مثقلة خاضت أَنهَارًا ذَات وَحَل
فتساقطتْ فِيهَا وَالله أعلم. وَقَالَ شمر: يُقَال طَبِع إِذا دَنِس
وعِيبَ وطُبِع وطُبِّعَ إِذا دُنِّس وعِيبَ. قَالَ وأنشدتنا أم سَالم
الكلابيّة:
ويحمدها الجيرانُ والأهلُ كلُّهم
وتبغِض أَيْضا عَن تُسَبَّ فتُطْبَعَا
قَالَ: ضمّت التَّاء وَفتحت الْبَاء. وَقَالَت: الطَبْع: الشَين فَهِيَ
تبغِض أَن تُطْبَع أَي تُشان. وَقَالَ ابْن الطَثْريّة:
وعَنْ تخلطي فِي طيّب الشِرب بَيْننَا
من الكَدِر المأبيّ شِرباً مُطَبَّعا
أَرَادَ: وَأَن تخلطي وَهِي لُغَة تَمِيم. قَالَ: والمطَبَّع: الَّذِي
قد نُجِّسَ. والمأبيّ المَاء الَّذِي يَأْبَى شُرْبه الْإِبِل. أَبُو
الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطَبْعُ الْمِثَال، يُقَال
اضربه على طَبْع هَذَا وعَلى غِراره وصِيغته وهِدْيته أَي على قدره.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال قد قَذَذت قفا الْغُلَام إِذا
ضَربته بأطراف الْأَصَابِع، فَإِذا مكَّنت الْيَد من الْقَفَا قلت
طَبَعْتُ قَفاهُ. والطَّبُّوع: دابّة من الحشرات شَدِيدَة الْأَذَى
بالشأم. وَلفُلَان طابِعٌ حَسَنٌ أَي طبيعةٌ حسنةٌ. قَالَ الرُؤَاسِيّ:
لَهُ طابِعٌ يجْرِي عَلَيْهِ وَإِنَّمَا
تَفَاضَلُ مَا بَين الرِّجَال الطَبَائِعُ
أَي تتفاضل.
وطُبْعَان الْأَمِير: طينُه الَّذِي يُختم بِهِ الْكتب.
(2/111)
بعط: قَالَ اللَّيْث: يُقَال أبعَط الرجلُ
فِي كَلَامه إِذا لم يُرْسِلهُ على وَجهه. وَقَالَ رؤبة:
وقلتُ أقوالَ امرىءٍ لم يُبْعِطِ
أعْرِضْ عَن النَّاس وَلَا تَسَخَّطِ
وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد: يُقَال أبعط فلَان فِي السَّوم إِذا
جَاوز فِيهِ القَدْر. وَكَذَلِكَ طمح فِي السّوم وأشطّ فِيهِ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هُوَ المُعْتَنِز
والمُبْعِطُ والصُنْتُوت والفَرِدُ والفَرَدُ والفَرْدُ والفَرُود.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: يبدلون
الدَّال طاء، فَيَقُولُونَ: مَا أبعط طَارَك يُرِيدُونَ مَا أبْعَدَ
دَارَك. وَيُقَال بَعَطَ الشَّاة وسَحَطَهَا وذَمَطَها وبَرخَها
وذَعَطَها إِذا ذَبحهَا.
طعب: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي:
يُقَال: مَا بِهِ من الطَعْبِ أَي مَا بِهِ من اللَّذَّة والطِّيب.
(بَاب الْعين والطاء مَعَ الْمِيم)
(ع ط م)
عطم، عمط، طعم، طمع، مطع، معط: مستعملات.
عطم: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي
قَالَ: العُطْمُ: الصُّوف المنفوش. قَالَ والعُطُم: الهَلْكَى واحدهم
عَطِيم وعاطِم.
عمط: أهمله اللَّيْث وَقَالَ غَيره: اعتبط فلَان عِرْض فلَان واعتمطه
إِذا وَقع فِيهِ وقَصَبه بِمَا لَيْسَ فِيهِ.
طعم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن
شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ
مِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 -} (الْبَقَرَة: 249) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: من لم
يتطعَّم بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: طَعْمُ كل شَيْء ذَوقه قَالَ:
والطَعْمُ الْأكل بالثنايا. وَتقول إِن فلَانا لحسن الطَّعْم وَإنَّهُ
ليَطعَمُ طَعْماً حَسَناً. قَالَ: والطُعْمُ: الحَبُّ الَّذِي يُلْقَى
للطير.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا روى عَنهُ الْبَاهِلِيّ: الطعْمُ:
الطَّعَام، والطَعم: الشَّهْوَة. وَهو الذَّوْق. وَأنشد لأبي خِرَاش
الهذليّ:
أردُّ شُجاع الْبَطن لَو تعلمينه
وَأوثر غَيْرِي من عِيَالك بالطُعْم
أَي بِالطَّعَامِ. ثمَّ أنْشد قَول أبي خرَاش فِي الطَعْمِ:
وأغتبِقُ المَاء القَرَاح فأنتهي
إِذا الزَّاد أَمْسَى للمزَلَّج ذَا طَعْم
قَالَ: ذَا طَعم أَي ذَا شَهْوَة. قَالَ وَرجل ذُو طَعمٍ أَي ذُو عقلٍ
وَحزمٍ. وَأنشد:
فَلَا تأمري يَا أم أَسمَاء بِالَّتِي
تُجِرُّ الْفَتى ذَا الطَعْم أَن يتكلَّما
وَيقال: مَا بفلان طَعْمٌ وَلا نَوِيصٌ أَي لَيْسَ لَهُ عقلٌ وَلا بِهِ
حَراك. وَقيل فِي قَول الله تَعَالَى: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ
فَإِنَّهُ مِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 -} أَي من لم يَذُقه. يُقَال طعم فلَان الطَعَام يطعَمُه طَعْماً
إِذا أكله بِمقدم فِيهِ وَلم يُسرِف فِيهِ. وطَعِمَ مِنْهُ إِذا ذاق
مِنْهُ. وَإِذا جعلته بِمَعْنى الذَّوْق جَازَ فِيمَا يُؤْكَل وَيشْرب.
والطَعَام: اسمٌ لما يُؤْكَل، وَالشرَاب: اسمٌ لما يُشرب. وَيجمع
الطَّعَام أطْعِمة ثمَّ أطعماتٍ
(2/112)
جمع الْجمع. وأهلَ الحِجَاز إِذا أطْلقُوا
اللَّفْظ بِالطَّعَامِ عَنَوا بِهِ البُرَّ خَاصَّة. قَالَ أَبُو
حَاتِم: يُقَال لَبَنٌ مُطَعِّمٌ وَهُوَ الَّذِي أخَذ فِي السِقَاء
طعماً وطِيباً. وَهُوَ مَا دَامَ فِي العُلْبة مَحْضٌ وَإِن تغيّر.
وَلَا يَأْخُذ اللبنُ طعماً وَلَا يُطَعِّمُ فِي العُلْبة والإناء
أبدا. وَلَكِن يتغيّر طعمه من الإنقاع. وَيُقَال فلَان طَيّبُ الطِعمة
وَفُلَان خَبِيث الطِعمة إِذا كَانَ من عَادَته ألاّ يَأْكُل إلاّ
حَلَالا أَو حَرَامًا. وَيُقَال: جعل السلطانُ نَاحيَة كَذَا طُعْمة
لفُلَان أَي مَأكَلةً لَهُ. وَيُقَال: فِي بُسْتَان فلَان من الشّجر
المُطْعِم كَذَا أَي من الشّجر المثمِر الَّذِي يُؤْكَل ثمره.
وَيُقَال: اطَّعَمَت الثمرةُ على افتعَلَت أَي أخَذَت الطَعْم.
وَيُقَال: فلَان مُطْعَمُ للصَّيْد ومُطْعَمُ الصَّيْد إِذا كَانَ
مرزوقاً مِنْهُ. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس:
مُطعَم للصَّيْد لَيْسَ لَهُ
غيرَها كسْبٌ على كِبَره
وَقَالَ ذُو الرمة:
(وَمُطْعَمُ الصَّيْد هَبَّال لبغيته)
وَقَالَ اللَّيْث: رجل مِطعام: يكثر إطْعَام النَّاس، وَامْرَأَة مطعام
بِغَيْر هَاء وَرجل مطعم: شَدِيد الْأكل وَامْرَأَة مِطْعَمَة. قَالَ
والمُطْعِمَتَان من رِجْل كل طَائِر: هما المتقدّمان المتقابلتان.
والمُطْعِمة من الْجَوَارِح هِيَ الإصبعُ الغليظة الْمُتَقَدّمَة
فاطَّرد هَذَا الِاسْم فِي الطير كلهَا. قَالَ وقوسٌ مُطْعَمة: يصاد
بهَا الصَّيْد، وَيكثر الصَّوَاب عَنْهَا. وَأنْشد:
وَفِي الشِمَال من الشِرْيان مُطْعَمة
كبدَاء فِي عَجْسها عَطْفٌ وتقويمُ
سمِّيتْ كَذَلِك لِأَنَّهَا تُطْعَم الصَّيْد. قَالَ: والمطعِمُ من
الْإِبِل: الَّذِي تَجِد فِي مخِّه طعم الشَّحْم من سمنه. وكل شَيْء
وُجِد طعمهُ فقد أطعِم. قَالَ وَقَول الله تَعَالَى: {وَمَن لَّمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 -} (لبقرة: 249) جَعَل ذواق المَاء طَعْماً: نَهَاهُم أَن
يَأْخُذُوا مِنْهُ إلاّ غَرْفَةً وَكَانَ فِيهَا رِيّهم ورِيّ دوابّهم.
وَقَالَ غَيره: يُقَال إِنَّك مُطْعَمٌ مَوَدّتي أَي مَرْزُوق
مَوَدّتي. وَقَالَ الْكُمَيْت:
بلَى إنَّ الغواني مُطْعَمات
مَوَدّتَنا وَإِن وَخَطَ القَتيرُ
أَي يُحِبّهنّ وَإِن شِبْنَا. أَبُو زيد: إِنَّه لمتطاعِم الخَلْق أَي
متتابِع الخَلْق. وَيُقَال هَذَا رجل لَا يَطَّعِمُ بتثقيل الطَّاء أَي
لَا يتأدّب وَلَا يَنْجَع فِيهِ مَا يُصلحه، وَلَا يَعْقِل.
وَيُقَال: فلَان تُجْبَى لَهُ الطُعَمُ أَي الْخراج والإتاوات. وَقَالَ
زُهَيْر:
مِمَّا تُيَسَّرُ أَحْيَانًا لَهُ الطُعَمُ
وَقَالَ الحسَن: القِتال ثَلَاثَة: قتال على كَذَا، وقتال لكذا، وقتال
على هَذِه الطُعْمَة يَعْنِي الفَيْء والخَرَاج. وَقَالَ أَبُو سعيد:
يُقَال لَك غَثُّ هَذَا وطَعُومُه أَي غَثُه وسَمِينه. وناقةٌ طَعُوم:
بهَا طِرْق، وجَزُورٌ طَعُومٌ: سَمِينَة. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن
الْفراء: جزور طَعُوم وطَعِيم إِذا كَانَت بَين الغَثّة والسمينة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مُسْتَطْعم الْفرس: مَا تَحت مَرْسِنِه إِلَى
أَطْرَاف جحافله. قَالَ ويستحبُّ للْفرس لُطْفُ مُسْتَطعَمه. وَيُقَال
استطعمْت الفرسَ إِذا طلبت جَرْيه. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة:
(2/113)
تدارَكه سعيٌ وركضُ طِمِرَّة
سَبُوحٍ إِذا استطعمتها الجري تَسْبَحُ
وَقَالَ النَّضر: أطعمتُ الغُصْن إطعاماً إِذا وصلت بِهِ غصناً من غير
شَجَره. وَقد أطعمته فطَعِمَ أَي وصلته بِهِ فَقبل الْوَصْل. وأطعَمتُ
عينه قذًى فَطَعَمْتُه. وَيُقَال: طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وَإنَّهُ
لطيبُ المَطْعَم كَقَوْلِك طيّبُ المأكل. ورُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه
قَالَ فِي زَمْزَم: إِنَّه طعَامُ طُعْمٍ وشفاء سُقْمٍ، قَالَ ابْن
شُمَيْل: طعامُ طُعْمٍ أَي يَشبع مِنْهُ الْإِنْسَان. وَيُقَال: إِنِّي
طاعِم عَن طَعَامكُمْ أَي مستغنٍ عَن طَعَامكُمْ. وَيُقَال: هَذَا
الطَّعَام طَعَام طُعْمٍ أَي يَطْعَم مَن أكله أَي يشْبع، وَله جُزْء
من الطَّعَام مَا لَا جُزء لَهُ. وَمَا يَطْعَمُ آكل هَذَا الطَّعَام
أَي مَا يشْبع. قَالَ: والطُعْمُ أَيْضا: القُدْرَة. يُقَال: طَعِمْتُ
عَلَيْهِ أَي قَدَرت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أخَذ فلَان
بمَطْعَمة فلَان إِذا أَخذ بحَلْقِه يَعْصُره. وَلَا يَقُولُونَهَا
إلاّ عِنْد الخَنْق والقتال. والمُطْعَمة: المأدُبة والتطاعم: إِدْخَال
الْفَم فِي الْفَم، كَمَا يَفعل الحمامُ عِنْد التَّقْبِيل. وَقَالَ:
كَمَا تَطَاعم فِي خضراء ناعمةٍ
مُطَوّقان صباحاً بعد تغريدِ
ونُهِيَ عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى تُطْعِم أَي تُدْرِك وَتَأْخُذ
الطَعْم.
طمع: الحَرّاني عَن ابْن السّكيت: رجلٌ طمِعٌ وطَمُعٌ بِمَعْنى واحدٍ.
والطَمَع: ضدّ الْيَأْس. وَقَالَ عمر بن الْخطاب: تعلَّمُنَّ أَن الطمع
فقر، وَأَن الْيَأْس غنى. وَيُقَال: مَا أطمع فلَانا، على التَّعَجُّب
من طَمَعه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إِنَّه لَطمُع الرجلُ بضمّ
الْمِيم فِي التعجّب؛ كَقَوْلِك: إِنَّه لحسن الرجُلُ. وَرُبمَا
قَالُوا: إِنَّه لطَمْعَ الرجُلُ، وَكَذَلِكَ التعجّب فِي كل شَيْء
مضمومٌ؛ كَقَوْلِك: لخرُجَت الْمَرْأَة فُلَانَة إِذا كثر خُرُوجهَا،
ولقَضُوَا القَاضِي فلَان، وَنَحْو ذَلِك أجمع، إلاّ مَا قَالُوا فِي
نِعم وَبئسَ فَإِن الرِّوَايَة جَاءَت فيهمَا بِالْكَسْرِ. وَامْرَأَة
مِطماع وَهِي الَّتِي تُطمِعُ وَلَا تمكِّن. والمَطْمَعُ: مَا طَمِعْتَ
فِيهِ. وَيُقَال: إِن قَول المخاضعة من الْمَرْأَة المَطْمَعة فِي
الْفساد أَي ممَّا يُطمِع ذَا الرِيبة فِيهَا. وَقَالَ اللحياني: أَخذ
القومُ أطماعَهُم أَي أَرْزَاقهم، الْوَاحِد طمَعٌ. وفعلتُ ذَاك
طَمَاعِيَةً فِي كَذَا مِثال عَلَانيَة أَي طَمَعا فِيهِ. قَالَ
الْهُذلِيّ:
أما وَالَّذِي مسّحتُ أَرْكَان بَيته
طماعِيَةً أَن يغْفر الذنبَ غَافِرُهْ
والمُطْمِعُ: الطَّائِر الَّذِي يوضع فِي وسط الشَبَك ليصاد بدلالته
الطيورُ.
معط: المَعْطُ: الجَذْب. يُقَال ضرب فلَان يَده إِلَى سَيْفه فامتعطه
من غِمده، وامتعده إِذا استلّه. ومَعَطَ شعره إِذا نتفه. وَرجل أمْعَط
أمْرَط: لَا شَعر على جسده. وذئبٌ أمعط قد امَّرَطَ شَعرُه عَنهُ.
وَالْأُنْثَى مَعْطَاء. ولصٌّ أمعَط: يشبّه بالذئب الأمعط لخُبْثه.
ولُصُوص مُعْط. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَعِطَ الذِّئْب وَلَا يُقَال
مَعِطَ شَعره وَقد امَّعَطَ شعره إِذا مَعَطَه الدَّاء. قَالَ:
وَيُقَال: إِنَّه لطويل مُمَّعِطُ كَأَنَّهُ قد مُدَّ. قلت:
الْمَعْرُوف فِي الطول المُمَّغِط بالغين
(2/114)
مُعْجمَة، كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَلم أسمع
مُمَّعطِ بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث، إِلَّا مَا قرأته فِي كتاب
(الاعتقاب) لأبي ترابٍ، قَالَ: سَمِعت أَبَا زيد وَفُلَان بن عبد الله
التَّمِيمِي يَقُولَانِ: رجلٌ مُمَّغِط ومُمَّعِط أَي طَوِيل. قلت:
وَلَا أبعد أَن يَكُونَا لغتين، كَمَا قَالُوا: لَعَنَّكَ ولَغَنَّك
بِمَعْنى لعلّك، والمعَصُ والمَغَصُ: البِيض من الْإِبِل، وسُرُوعٌ
وسُرُوغٌ للقُضْبان الرَخْصة. وَقَالَ اللَّيْث: المَعْطُ ضربٌ من
النِّكَاح يُقَال: مَعَطها إِذا نَكَحَهَا. وَآل أبي مُعيط فِي قُرَيْش
معروفون. وأمعَط: اسْم موضعٍ ذكره الرَّاعِي فِي شعره فَقَالَ:
بقاعِ أمْعَطَ بَين السهل والصبرِ
ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أَسمَاء السَوْءة المَعْطَاء
والشَعْراء والدَفْراء. ومَعَطت النَّاقة بِوَلَدِهَا: رَمَتْ بِهِ
عِنْد الْولادَة. وَالذِّئْب يكنى أَبَا مُعْطَةَ. ومَعَطَ بهَا
ومَرَطَ إِذا خرجت مِنْهُ ريح. وأرضٌ مَعْطَاء: لَا نبت فِيهَا.
مطع: قَالَ اللَّيْث: المَطْعُ: ضربٌ من الْأكل بِأَدْنَى الْفَم.
يُقَال: هُوَ مَاطِع إِذا كَانَ يَأْكُل بالثنايا وَمَا يَليهَا من
مقاديم الْأَسْنَان: وَهُوَ القَضْم أَيْضا. وَقَالَ غَيره: فلَان
مَاطِع ناطِع بِمَعْنى واحدٍ. والممطِعَة: الضَرْع الَّتِي تشخُب
أطباؤها لَبَناً. |