تهذيب اللغة

(أَبْوَاب الْحَاء والثاء)
ح ث ر
اسْتعْمل من وجوهه: حرث، حثر.
حرث: قَالَ اللَّيْث: الْحَرْثُ: قَذفُكَ الحَبُّ فِي الأَرْض لازْدِرَاعٍ، وَقَالَ: الاحتراثُ من كَسْبِ المَال، وَقَالَ الشاعرُ يُخَاطبُ ذِئباً.
وَمن يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ
أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيْدَةَ قَالَ: حَرَثتُ النَّاقَة وأَحْرَثتُها، إِذا سِرت عَلَيْهَا حَتَّى تُهْزَلَ، ونحوَ ذَلِك قَالَ اللّيْثُ.
ابنُ بُزُرْج: أرضٌ مَحْرُوثةٌ ومُحْرَثَةٌ: وطِئَهَا النَّاس حَتَّى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها، وَوُطِئت حَتَّى أَثَاروها، وَهُوَ فسادٌ إِذا وُطِئتْ فَهِيَ مُحْرَثَة ومَحْرُوثَة تُقْلَبُ للزَّرْعِ وكلاهُمَا يُقال بعدُ.
عمْرُو عَن أَبيه: حَرِثَ الرجل إِذا جمع بَين أَربع نسْوةٍ، وحَرِثَ إِذا تفقَّه، وفَتَّشَ، وحَرِث إِذا اكْتسب لعيَالِه واجتهد لَهُم.
والحُرْثَةُ: عِرق فِي أَصل أُدَاف الرَّجُل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَرْثُ: إشعال النَّار قَالَ اللَّيْث: مِحْراثُ النَّار: مِسْحَاتُها الَّتِي تحرّك بهَا النَّار.
ومِحْراث الحرْب: مَا يُهَيِّجُها.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الحَرْث: الجِماع الْكثير، وَقَالَ: حرْثُ الرجلِ: امرأتُه.

(4/275)


وَأنْشد المُبَرِّدُ:
إِذا أكل الْجَرَاد حُرُوثَ قومِي
فحرْثي همُّه أكلُ الْجَرَاد
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحرثُ: المَحَجَّةُ المكدودة بالحوافر. والحَرْث أصل جُرْدان الْحمار. والحَرْث: تفتيش الْكتاب وتدبُّره، وَمِنْه قَول عبد الله: (احْرُثوا هَذَا الْقُرْآن) أَي فتشوه. وَقَالَ غَيره: الحَرْث: الْعَمَل للدُّنيا وَالْآخِرَة. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر أَنه قَالَ: (احرث لدنياك كَأَنَّك تعيش أبدا واحرث لآخرتك كَأَنَّك تَمُوت غَدا) . ومعناهُ تَقْدِيم أَمر الْآخِرَة وأعمالها حِذَار الفَوْت بِالْمَوْتِ على عمل الدُّنْيَا، وَتَأْخِير أَمر للدنيا كَرَاهِيَة الِاشْتِغَال بهَا عَن عمل الْآخِرَة.
وَيُقَال: هُوَ يحْرُثُ لِعِيَالِهِ ويحترث، أَي يَكتسب.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحُرثة: الفُرضة الَّتِي فِي طَرْف القوسِ للْوَتَرِ.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (البَقَرَة: 223) . قَالَ الزَّجَّاج: زعمَ أَبُو عُبَيدَة أَنه كِنَايَة، قَالَ: وَالْقَوْل عِنْدِي فِيهِ أنَّ معْنى نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لكم: فيهنَّ تحْرُثون الْوَلَد واللَّذَّة فأتُوا حرثَكم أنَّى شِئتم، أَي ائْتوا مَوضِع حَرْثِكم كَيفَ شِئْتم مُقْبِلةً ومُدْبرةً.
قَالَ شمِر: قَالَ الغَنَوِي: يُقال: حَرْق الْقوس والكُظرَة وَهُوَ فُرْضٌ، وَهِي من القوْسِ حَرْثٌ، وَقد حرثتُ القوسَ أحرثها إِذا هَيَّأْتَ موضعا لِعُرْوة الوَتَر، قَالَ: والزَّندة تُحْرَث ثُم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ فَهُوَ حَرثٌ مَا لم يُنفَذْ، فَإِذا أُنفذ فَهُوَ كُظْرٌ.
وَقَالَ الفرَّاء: حَرَثْتُ الْقُرْآن أحْرُثه، إِذا أطَلْتَ دراسَتَه وتدَبَّرْتَهُ. وَفِي الحَدِيث: أصدق الْأَسْمَاء الْحَارِث، لِأَن الْحَارِث معناهُ الكاسب.
واحتراث المَال كَسبه. وَقَول الله جلّ وعزّ: {حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ} (الشورى: 20) أَي من كَانَ يُرِيد كسب الدُّنْيَا.
حثر: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَثْرَةُ: انْسلاق الْعين، وتصغِيرها حُثَيْرَةٌ.
قَالَ: والحَوْثرة: الفَيْشَة الضخمة وَهِي الكوْشَلَةُ، والفَيْشَلة.
أَبُو عُبَيد: حَثِر الدِّبْسُ، أَي خَثُرَ، وحَثِرَتْ عينه: خرج فِيهَا حبٌّ أحْمَر.
شَمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّوَاء إِذا بُلَّ وعُجِنَ فَلم يجْتَمع وتناثر فَهُوَ حَثِرٌ، وَقد حَثِرَ حَثَراً.
وأُذُنٌ حَثِرَةٌ إِذا لم تسمع سَمْعاً جيِّداً. ولسانٌ حَثِرٌ: لَا يجِد طَعْمَ الطَّعام.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابنِ الأعْرَابيِّ: حَثَّر الدَّوَاءَ، إذَا حَبَّبهُ، وحَثِرَ إذَا تَحَبَّبَ.
ابنُ شُمَيْل: الحَثَرُ مِنَ العِنَب: مَا لَمْ يُونِع وَهُوَ حَامِضٌ صُلْبٌ لم يُشْكِلْ وَلَمْ يَتَمَوَّه. وحثِرَ العَسَلُ إذَا أَخَذَ يَتَحَبَّبُ، وَهُوَ عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثِرٌ.
والحَثَرَةُ مِنَ الجِبَأَة، كأَنَّها تُرَابٌ مَجْمُوعٌ فإذَا قُلِعَتْ رَأَيْتَ الرملَ حَوْلَها.

(4/276)


عَمْرو عَنْ أَبِيه قالَ: الحثَرُ: ثمَرُ الأرَاكِ، وَهُوَ البَريرُ.
أَبُو حَاتِم الحَاثرُ الحاءُ غَيْرُ مُعْجَمَة: المُتَفَلِّقُ مِنَ اللَّبَنِ، وقَدْ حثَرَ يَحْثِرُ حُثُوراً.
وَقَالَ الحِرْمَازِيُّ: الحَثِرُ: المُتَفَلِّقُ.
ح ث ل
(اسْتعْمل من وجوهه: حثل) .
حثل: قَالَ اللَّيْث: الحَثْلُ: سُوءُ الرَّضَاعِ، تَقُولُ: أَحْثَلَتْهُ أُمُّه، وقَدْ يُحْثِلُه الدَّهْرُ بِسُوءِ الحَالِ، وأنْشَدَ:
وأَشْعَثُ يَزْهَاهُ النُّبُوح مُدَفَّعٌ
عَنِ الزَّادِ مِمَّن حَرَّفَ الدَّهْرُ مُحْثَلُ
وحُثَالَةُ النَّاسِ: رُذَالَتُهُمْ.
أَبُو زَيْد: أَحثَلَ فُلاَنٌ غَنَمَهُ، فَهِيَ مُحْثَلَةٌ إِذا هَزَلَها.
أبُو عُبَيْد: المُحْثَلُ: السَّيِّيءُ الغِذَاء.
وَقَالَ غيرُه: جَاءَ فِي الحَدِيث الَّذي يَرْويه عَبْدُ الله بنُ عُمَر أَنَّهُ ذَكَرَ آخِرَ الزَّمان: فيبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ لَا خَيْرَ فِيهم. أَرَادَ بحُثَالَةِ النَّاسِ رُذَالَهُمْ وَشِرَارَهم، وأصْلُه مِنْ حُثَالَة التَّمْرِ وحُفالَتِه وَهُوَ أَرَدَؤُه وَمَا لَا خيْرَ فِيه مِمَّا يَبْقَي فِي أَسْفَلِ الْجُلَّةِ.
ثَعلبٌ عَنِ ابْن الأعْرَابي قَالَ: الحُثَالُ: السِّفَلُ.
أَبُو عُبَيد عنِ الأصمعيّ: الْحِثيَلُ: مِنْ أسْمَاءِ الشَّجَرِ معْروفٌ.
ح ث ن
اسْتعْمل من وجوهه: حنث، حثن.
حثن: أَهْمَلَه اللَّيْثُ. وحُثُن: جَاءَ فِي شِعْرِ هُذَيْل، وهُوَ موْضِعٌ مَعْروفٌ فِي بِلاَدِهم.
حنث: قَالَ اللَّيْث: الحِنْثُ: الذِّنْبُ العظيمُ. ويُقَالُ: بَلَغَ الغُلاَمُ الحِنْث، أَي بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى القَلَم عَلَيْهِ بالطَّاعةِ والمَعَاصِي.
قَالَ: وحَنِثَ فِي يَمينِه حنِثاً، إذَا لمْ يُبِرَّها.
وَفِي الحَدِيث: (اليمِينُ حِنْثٌ أَوْ مَنْدَمَةٌ) يَقُول: إمَّا أَنْ ينْدَمَ عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْه، أَو يَحْنَثَ، فَتَلْزَمهُ الكَفَّارةُ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَر أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ يَأْتي حِرَاءَ، وَهو جَبَلٌ بِمَكَّةَ فِيهِ غَارٌ، فَكَانَ يَتَحَنَّثُ فِيه اللَّيَالِي.
قالَ أبُو العَبَّاس: قالَ ابنُ الأعْرَابي: قَوْلُه: يَتَحَنَّثُ، أَي يَفْعَلُ فِعْلاٍ يَخْرُجُ بِهِ من الحِنْثِ وَهُوَ الإثْم.
ويُقَالُ: هُوَ يَتَحَنَّث أَيْ يَتَعَبَّدُ لله. قالَ: ولِلْعَرَبِ أَفْعَالٌ تُخَالِف معَانيها أَلْفَاظَها، يقَالُ فُلانٌ يَتَنَجَّسُ إذَا فَعَل فِعْلاٍ يَخْرُجُ بِهِ مِنَ النَّجاسَةِ.
كَمَا يُقَال فُلاَنٌ يَتَأَثَّمَ وَيَتَحَرَّج، إذَا فَعَل فعْلاً يَخْرُج بِهِ مِنَ الْإِثْم والحَرَج.
قَالَ: وقَوْلُهُم: بَلَغَ الغُلاَم الحِنْثَ. أَي الإدْرَاك والبُلوغ.
قَالَ: والحِنْث فِي غير هَذَا: الرُّجُوعُ فِي اليمنِ.
وأخْبَرَني المُنْذِرِيُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحِنْثُ الحُلُمُ، والْحِنْثُ: الشِّرْكُ. قَالَ الله تَعَالَى: {مُتْرَفِينَ وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ} (الواقِعَة: 46) وَأنْشد:
من يَتشَاءَمْ بِالْهدى فالحِنْثُ شَرّ

(4/277)


أَي الشِّرْكُ شَرٌّ.
قَالَ: والْحِنْثُ: حِنْثُ الْيَمين إِذا لم تَبرَّ وَفِي الحَدِيث (من مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ من الْوَلَد لم يبلغُوا الحِنْثَ دخل من أيّ أَبْوَاب الجَنَّة شَاءَ) .
قَالَ ابنُ شُمَيل: مَعْنَاهُ: قبل أَن يبلغُوا فيُكْتَبَ عَلَيْهِم الإثمُ.
قَالَ: والحِنْثُ: الإثمُ، وحَنِثَ فِي يَمِينه أَي أَثِمَ.
وَقَالَ خَالِد بنُ جَنْبةَ: الحِنْثُ: أَن يَقُول الْإِنْسَان غيرَ الحَقِّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عَلَى فُلان يمينٌ قد حنِثَ فِيهَا، وَعَلِيهِ أَحْنَاثٌ كَثِيرَة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْله: {مُتْرَفِينَ وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ} .
قَالَ: الحِنْثُ: الذَّنبُ، ويُصِرُّون، أَي يَدُومون.
والحِنْثُ: المَيلُ مِنْ باطلٍ إِلَى حَقَ، وَمِن حقَ إِلَى بَاطِل.
يُقَال: قد حَنِثْتُ، أَي مِلتُ إِلَى هَوَاك عَلَيَّ، وَقد حَنِثْتُ مَعَ الحقِّ عَلَى هوَاك.
ورُوِي عَن حَكِيم بن حِزَام أَنهُ قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَرَأَيْتَ أُمُوراً كُنتُ أتحنَّثُ بهَا فِي الجاهِلية مِن صلَة رَحِمٍ وصَدَقةٍ هَل لي فِيهَا مِن أَجْرٍ؟ فَقَالَ لهُ ج: أَسْلَمتَ عَلَى مَا سَلَف لَك مِنْ خَير) يُرِيدُ بقوله: كنتُ أتحَنَّث أَي أتَعَبَّدُ وألْقِي بهَا الحِنْثُ، وَهُوَ الْإِثْم، عَن نَفسِي.
ويُقالُ للشَّيْء الَّذِي يَختلفُ فِيهِ النَّاس فيحتَمِلُ وَجْهَيْن: مُحْلِفٌ، ومُحْنِث.
ح ث ف
حفث، فَحَث (حثف، فثح) : (مستعملات) .
حفث فَحَث: أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: الحَفِثُ والفَحِثُ: الَّذِي يكونُ مَعَ الكَرِشِ وَهُوَ يُشْبهها.
وَقَالَ اللَّيْث: الحفْثَةُ: ذَاتُ الطَّرَائق من الكَرِش كأَنها أَطْبَاقُ الفَرْثِ.
وأَنشد الليثُ:
لاتُكْرِبَنَّ بَعْدَها خُرْسِيّا
إنّا وَجَدْنَا لَحْمَها رَدِيّاً
الكِرْشَ والحِفْثَة والمَرِيّا
(فَحَث) : وَقَالَ أَبُو عَمْرُو: الفَحِثُ: ذاتُ الطَّرَائق والقِبَةُ الأخرَى إِلَى جَنْبه. وَلَيْسَ فِيهَا طرائق قَالَ: وفيهَا لُغَاتٌ: حَفِثٌ، وحَثِفٌ، وحِفْثٌ، وحِثْفٌ: وَقيل: فِثْحٌ، وثِحْفٌ، ويُجْمْعُ الأحْثَافَ والأفْثَاحَ والأثحَافَ، كُلٌّ قد قيلَ.
وَقَالَ شَمِر: الحُفَّاثُ: حَيَّةٌ ضخمٌ عظيمُ الرَّأْسِ أَرْقَشُ أحْمَرُ أكْدَرُ، يُشْبُه الأسْوَد وَلَيْسَ بِهِ، إِذا حَرَّبْته انتَفَخَ ورِيدُه.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هُوَ أكبرُ مِنَ الأرْقَمِ، ورَقَشُه مِثلُ رَقَشِ الأرْقم، لَا يَضُرُّ أحدا، وجَمْعُه حَفَافِيثُ. وَقَالَ جرير:
إنَّ الحفَافيثَ عِنْدِي يَا بَنِي لَجَأٍ
يُطرِقْنَ حِينَ يصُولُ الحيَّةُ الذَّكَرُ
وَقَالَ الليثُ: الحُفَّاثُ: ضَرْبٌ من الحيَّات يأْكلُ الحشيشَ لَا يضُرّ شَيْئا.
وَيُقَال للغَضْبان إِذا انْتَفختْ أوْدَاجه: قدِ احرَنفَشَ حُفَّاثُه.

(4/278)


وَفِي (النَّوَادرِ) : افتحَثْتُ مَا عِنْد فُلاَنٍ وابْتَحَثتُ بِمَعْنى واحدٍ.
ح ث ب
اسْتعْمل من وجوهه: بحث، حبث.
بحث: قَالَ اللَّيْث: البَحْثُ: طلَبُك الشيءَ فِي التُّرَاب، والبَحْث: أَن تسألَ عَن شيءٍ وتَسْتَخْبر، يُقَالُ: بحَثْتُ أبحَثُ بَحْثاً، واسْتَبْحَثتُ، وابْتَحَثْتُ، وتَبَحَّثْتُ بمعْنى واحدٍ.
والبَحُوث مِن الْإِبِل: الَّتِي إِذا سارَتْ بحثتِ التُّرَابَ بأيْديها أُخُراً، أَي ترْمي بِهِ إِلَى خَلفها، قَالَه أَبُو عَمْرو.
وَقَالَ أَبُو زيد وَابْن شُمَيْل: البَاحِثَاءُ من جِحَرَةِ اليَرابيع: تُرَابٌ يُخَيَّلُ إلَيْكَ أَنه القاصِعاءُ وليْسَ بهَا، والجميع بَاحِثَاوَات.
وسورةُ برَاءَة كانَ يُقالُ لَهَا: البَحُوث: لِأَنَّهَا بحثَتْ عنِ المنافقِينَ وأسْرَارِهم.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البُحَّيْثى مِثال خُلَّيْطَى: لُعْبَةٌ يَلْعَبُونَ بهَا بالتُّرَاب.
قَالَ: والبحْث: المَعْدِن يُبْحَث فِيهِ عَن الذَّهب والفِضَّة.
قَالَ: والبُحَاثةُ: الترَاب الَّذي يُبْحَثُ عمّا يُطلَب فِيهِ.
وَقَالَ شمر: البُحْثَة جَاءَ فِي الحَدِيث أنّ غُلاَمَيْنِ كَانَا يَلعَبَانِ البُحْثةَ، وَهُوَ لَعِبٌ بالتُّرَابِ.
حبث: ينشد للأصْمَعي فِي أُرجوزَةٍ لَهُ:
أَوْمَجّ أَنْيَابٍ قُزَاتٍ أوْ حَبِث
والقُزَات: جَمْع قُزَة: مِن الحَيّات، وَكَذَلِكَ الحِبْثُ.
قُلت: لَا أَعرِف الحَبِث.
ح ث م
أهمله اللَّيْث وَاسْتعْمل من وجوهه: حثم.
حثم: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُثُمُ: الطُّرُق الْعَالِيَة.
وَسمعت الْعَرَب تَقول للرَّابية: الحَثَمة، يُقَال: انزِل بهاتِيك الحَثَمَة، وَجَمعهَا حَثَمات، ويَجوز حَثْمَة بِسُكُون الثّاء، وَمِنْه ابْن أبي حَثْمَةَ.

(4/279)