تهذيب اللغة
أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْقَاف
قَالَ اللَّيْث: أهملت القافُ والكافُ (و) وُجُوههمَا مَعَ مَا يليهما
من سَائِر الحروفِ.
(بَاب الْقَاف وَالْجِيم)
ق ج ش ق ج ض ق ج ص: أهملت وجوهها.
ق ج س
اسْتعْمل من وجوهه: جسق.
جسق: الجَوْسَقُ وَهُوَ دخيلٌ معرَّبٌ للحصنِ، وَأَصله كوشك
بِالْفَارِسِيَّةِ.
ق ج ز
(اسْتعْمل من وجوهه) : جزق.
جزق: الجَوْزَقُ وَهُوَ معربٌ للقطن.
ق ج ط
اسْتعْمل مِنْهُ: قطج.
قطج: روى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْقَطْجُ: إحكام فَتْلِ الْقِطاجِ،
وَهُوَ القَلْسُ. وَقَالَ فِي موضعٍ آخرَ: قَطَجَ إِذا اسْتَقَى من
البِئرِ، بالقطاج.
ق ج د مهمل.
(ق ج ت ق ج ظ ق ج ذ ق ج ث: مهمل) .
ق ج ر
جرق: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الْجَورَقُ:
الظليمُ.
قَالَ ثَعْلَب: وَمن قَالَه بِالْفَاءِ فقد صحفَ.
(8/244)
ق ج ل
(اسْتعْمل مِنْهُ) : جلق.
جلق: قَالَ اللَّيْث: اسْتعْمل من وجوهه جِلّقُ اسمُ مَوضِع. قَالَ:
وجُوَالقُ معرَّب، وغيرهُ يجمعُ الْجُوَالِقَ جَوَالِقَ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّهُ قَالَ: جلق رَأسه،
وجلطه إِذا حلقه، قَالَ: والجلَّقة النَّاقة الهرمة.
وَحكى ابْن الْفرج عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: فتح الله عَلَيْك
الْجَلَقَة والْجَلَعَةَ: أَي: المكشرَ.
وَفِي (النَّوَادِر) : رجلٌ هزيلٌ جُرَاقَةٌ غلقٌ، والْجُراقَةُ
والغلقُ الخَلْقُ.
ق ج ن
(اسْتعْمل مِنْهُ) : جنق قنج.
جنق: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الْجنُقُ: أَصْحَاب
تَدْبِير المنْجَنِيق، يُقَال: جَنَقُوا يجْنِقُونَ جَنْقاً.
وَقَالَ الفراءُ: سَمِعت أَعْرَابِيًا يقولُ: جَنَّقوهمْ بالمجانِيقِ
تَجْنيقاً: إِذا رَمَوْهُمْ بأحجارِهَا.
قنج: وقَنَّوْجٌ: هِيَ مدينةٌ بِنَاحِيَة الْهِنْد.
ق ج ف
مهمل.
ق ج ب
قبج: قَالَ اللَّيْث: استعملَ مِنْهُ القَبْجُ وهوَ معربٌ.
ق ج م
مهمل الْوُجُوه.
(بَاب الْقَاف والشين)
ق ش ض
مهمل.
ق ش ص
اسْتعْمل مِنْهُ: (شقص) .
شقص: قَالَ اللَّيْث: الشِّقصُ: طائفةٌ من الشَّيْء، تَقول: أعطاهُ
شِقْصاً من مَاله.
وَقَالَ الشافعيُّ فِي بَاب الشفعةِ فَإِن اشْترى شِقْصا من دَار،
ومعناهُ: أَي اشْترى نَصِيبا مَعْلُوما غير مفروزٍ مثل سهم من سَهْمين
أَو من عشرَة أسْهم.
قَالَ أَبُو منصورٍ: وَإِذا فُرِزَ جازَ أَن يُسمى شِقْصاً، وتَشْقِيصُ
الذبيحةِ تَعْضيتهَا وتفصيلُ أعضائها بَعْضهَا من بعض سهاماً معتدلة،
وَرُوِيَ عَن الشّعبِيّ، أَنه قَالَ: من فعل كَذَا وَكَذَا فليشقّص
الْخَنَازِير، يَقُول كَمَا أَن تشقيص الْخَنَازِير حرَام إِذا أُرِيد
بِهِ البيع، كَذَلِك لَا يحلّ بيع الْخمر. وَيُقَال للقصابُ مشقّص.
وَقَالَ اللَّيْث: المِشْقَصُ: سهمٌ فِيهِ نصلٌ عريضٌ يرْمى بِهِ
الوحشُ.
(8/245)
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا التَّفْسِير
للمشقَصِ خلافُ مَا حفظ عَن الْعَرَب.
روى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: المِشْقَصُ مِن النِّصال
الطويلُ وَلَيْسَ بالعريض، وَأما العريضُ من النِّصال فَهُوَ
المِعْبَلَةُ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَعَلِيهِ كَلَام الْعَرَب.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّقِيصُ فِي نَعْتِ الفَرس فَرَاهةٌ وجَوْدَةٌ،
قلت: لَا أَعرف الشَّقِيص فِي نعْت الخيْل وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ.
ق ش س ق ش ز: أهملت وجوهها.
ق ش ط
قشط: قَالَ اللَّيْث: استُعمل مِنْهُ القَشْطُ وَهُوَ لُغَةٌ فِي
الكَشْط.
وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله: {نُشِرَتْ وَإِذَا السَّمَآءُ
كُشِطَتْ} (التكوير: 11) ، هِيَ فِي قراءَةِ عبدِ الله (قُشِطَت)
بِالْقَافِ، ومعناهما وَاحِد مِثل القُسْطِ والكُسْط، والقافُور
والكافور.
وَقَالَ الزَّجّاج: كُشِطتْ وقشطَت واحدٌ ومعناهما قُلِعت كَمَا يُقلع
السَّقْف.
يُقَال: كَشَطْتُ السقْف وقشَطتُه.
وَقَالَ غيرُه: كشطَ فلانٌ عَن فرَسه الْجلَّ وقشَطه إِذا كشَفه.
ق ش د
قشد شدق دقش شقد دشق.
قشد: قَالَ اللَّيْث: يُقَال لِثُفْلِ السَّمْنِ القِشْدَةُ والقِلْدة.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي قَول الْعَرَب: إِذا
طَلَعت البَلْدة أُكِلَتِ القِشدة.
قَالَ: وتسمَّى القشدة الإثرَ والخُلاصة والأُلاَقةَ.
قَالَ: وسُمِّيَتْ أُلاقةً لِأَنَّهَا تَليقُ بالقِدر أَي: تَلْزَقُ
بأَسْفلِها حِين يُصَفَّى السَّمن ويَبقى الإثْرُ مَعَ شعَرٍ وعُود
وغيرِ ذَلِك إِن كَانَ وَيخرج السَّمن مُهذَّباً صافياً كأَنّه الْخلّ.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يُقَال لثُفْل السَّمْنِ القِلْدة والقِشدةُ
بِالدَّال والكُدادةُ، وَقد قشَدْنا القِشْدَة.
شقد: قَالَ اللَّيْث: الشِّقْدَةُ: حشيشةٌ كثيرةُ الإهالة واللّبَنِ.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: لمْ أَسْمَع الشِّقْدَة لغير اللَّيْث
وَكَأَنَّهُ أَرَادَ القِشدة فقلبه كَمَا يُقَال جذب وجبذ.
دقش: قَالَ اللَّيْث: سألْتُ أَبا الدُّقَيش؛ فَقلت: مَا الدَّقَشُ؟
فَقَالَ: لَا أَدرِي، قلت: فَمَا الدُّقَيْشُ؟ قَالَ: وَلَا هَذَا،
قلت: فاكْتَنَيْتَ بِمَا لَا تَدْرِي مَا هُوَ. قَالَ: إِنَّمَا
الكُنَى والأسماءُ علاماتٌ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيد: قَالَ أَبُو حَاتِم: السجْزِي: الدّقشة
دُوَيْبَّةٌ رقْطَاء أصغرُ من العَظَاءَةِ قَالَ: والدَّقْش عِنْده
النقْشُ.
(8/246)
ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: أَبُو الدُّقَيْشِ كنيةٌ واسْمه الدَّقَش.
قلت: وَهَذَا قريبٌ من قَول أبي حَاتِم.
شدق: قَالَ اللَّيْث: الشِّدْقُ: والشَّدْقُ لُغتان.
قَالَ: والأَشدق العريضُ الشِّدْق الواسعُه والمائلُه أيَّ ذَلِك
كَانَ.
وَقَالَ غَيره: رجُلٌ أَشدق إِذا كَانَ مُفَوَّهاً ذَا بَيان ورجالٌ
شُدْقٌ.
وَقيل لعَمْرو بن سعيد: الأشدقُ لأنّه كَانَ أحد خطباء الْعَرَب، وجمْع
الشدق شُدوق وأشداق، والشَّدَقُ: سَعَةُ الشدقيْن.
وَيُقَال: هُوَ يتشدَّق فِي كَلَامه إِذا توسَّع فِيهِ وتَفَيْهَق،
وَهُوَ مذمومٌ وشدْقا الْوَادي ناحِيتاه.
دشق: أَبُو عبيد وَغَيره: بيْتٌ دَوْشَقٌ إِذا كَانَ ضخماً، وَجملٌ
دَوْشَقٌ إِذا كَانَ ضخماً فَإِذا كَانَ سَرِيعا فَهُوَ دِمَشْقٌ.
ق ش ت: مهمل.
ق ش ظ: أهمله اللَّيْث.
شقظ: ورَوى سلمةُ عَن الفرّاء: الشَّقِيظ: الفَخَّار.
وَقَالَ ضَمْضَمُ بن حرسٍ: رأيتُ أَبَا هُرَيْرَة يشرَب من ماءِ
الشّقِيظِ.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي الشّقِيظِ
مِثله، وَهي جِرارٌ من الخزَف يُجعَل فِيهَا المَاء.
ق ش ذ
(اسْتعْمل مِنْهُ: قشذ شذق شقذ) .
قشذ: قَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو الدُّقَيْش: القِشْذَةُ هِيَ
الزُّبْدَة الرّقيقة وَقد اقْتَشَذْنَا سمْناً أَي: جمعْناه، وأتيتُ
بني فلَان فسألْتُهم فاقتشَذْتُ شَيْئا أَي جمعْت شَيْئا.
وَقَالَ: القِشذَة أنّكَ تُذِيبُ الزَّبدة فَإِذا نَضِجَتْ أفرغْتَها
وتركْتَ فِي القِدر مِنْهَا شَيْئا فِي أسْفلها ثمَّ تَصبُّ عَلَيْهِ
لَبَنًا مَحضاً قَدْرَ مَا تُرِيدُ، فَإِذا نَضِجَ اللَّبن صبَبْتَ
عَلَيْهِ سمناً بعد ذَلِك تُسَمَّن بِهِ الْجَارِيَة، وَقد اقْتَشذْنا
قِشْذَةً أَي: أكلْناها.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَأَرْجُو أَن يكون مَا رَوى اللَّيْث عَن أبي
الدُّقَيْش صَحِيحا. وَالْمَحْفُوظ عَن الثِّقَات القِشْدة بِالدَّال،
وَلَعَلَّ الذَّال فِيهَا لُغة لم تبلغنَا، وَالله أعلم.
شذق: أهمله اللَّيْث.
ورَوَى ابْن الفرَج لأبي عَمْرو: السّوْذَق والشَّوْذَقُ: السِّوَار.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: السوذانِقُ والشُّوذانِقُ: الصّقْر.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للصقر سَوْذَق وشَوْذَق.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) قَالَ: الشَّوْذقَة والتّزْخِيفُ أخْذُ
الْإِنْسَان عَن صَاحبه بأَصابعه.
(8/247)
قَالَ أَبُو مَنْصُور: إخالُ الشّوْذَقَةَ
مُعَرَّبةً وَأَصلهَا البَشَيْذَق وَهِي فارسيةٌ.
شقذ: أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الشَّقِذُ العَين الَّذِي لَا
يكَاد ينَام وَهُوَ الَّذِي يُصيبُ الناسَ بالْعَيْنِ.
الشّحَذَان والشّقَذَان: الجائع.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أشقَذْتُ الرجُل إشْقَاذاً إذْا طرَدْتَه؛
وشَقِذَ هُوَ شَقَذاً إِذا ذهب وَهُوَ الشّقَذَانُ.
وَأنْشد:
إِذا غَضِبُوا عَلَيّ وأشقذوني
وصرتُ كأنني فرأٌ متارُ
وَقَالَ: الشقذانُ: الحرباءُ وَجمعه شِقْذانٌ مثلُ الكروان وَجمعه
كِرْوان.
وَقَالَ اللحياني: الشِّقْذَانُ: الحرابيّ، وَاحِدهَا شَقَذٌ وشقَذٌ.
وَقَالَ ذُو الرمة:
تجاوزتُ والعُصْفور فِي الجُحْر لاجىءٌ
مَعَ الضّبِّ والشِّقْذانُ تسمو صدورها
وَقَالَ أَبُو خيرةَ: يُقَال للْوَاحِد من الحَرابيِّ شِقْذان.
قَالَ: وهجتِ امرأةٌ زوجَها فَشَبَّهَتْهُ بالْحِرْباء فَقَالَت:
إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كأنّ سبالهُ
ولِحْيَتَهُ فِي خُرْؤُمانٍ مُنَوّر
قَالَ: الخرؤمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرّائحة تنبتُ فِي الدِّمَن.
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا بهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ.
وَقَالَ اللحياني: يُقَال: مَا لهُ شقذٌ وَلَا نقذٌ أَي: مَا لَهُ
شيءٌ.
قَالَ: وَمَا فِيهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ، أَي: مَا فِيهِ عيبٌ.
ق ش ث
أهملت وجوهه.
ق ش ر
قشر قِرْش شَرق رشق شقر رقش: مستعملات.
قشر: قَالَ اللَّيْث: الْقَشْرُ: سَحْفُكَ الْقِشْرَ عَن ذيه،
والأقْشَرُ الَّذِي حُمْرَته كَأَن بَشرته مُتَقشّرَةٌ.
قَالَ: وحَيَّةٌ قَشراءُ، وَهِي كَأَنَّهَا قَدْ قُشِرَ بعضُ سَلْخها
وبعضٌ لمَّا، والْقُشْرَةُ والْقَشَرَة لُغة وَهِي مطرةٌ شديدةٌ تقشِرُ
الْحَصَى عَن الأرضِ، ومطرةٌ قاشرةٌ ذاتُ قشرٍ، قَالَ: والْقِشْرَةُ
أَيْضا مصدرُ الْقَاشِرِ، والْقاشُورُ هُوَ المشؤومُ.
يُقَال: قَشَرَهمْ أَي شَأمَهُمْ، والقُشَارَةُ مَا
(8/248)
تَقْشِرهُ عَن شجرةٍ من شيءٍ رَقِيق،
والْقَشور اسمُ دواءٍ والقشرةُ اسمٌ للثوب وكل ملبوسٍ قشرٌ ولُعِنتِ
القاشرَةُ والمقشورةُ وَهِي الَّتِي تقشرُ عَن وَجههَا بالدَّواءِ
لِيصفو لَوْنهَا وَهُوَ مثل حَدِيث النامصةِ والمتنمِّصة.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: القاشورُ الَّذِي يجيءُ فِي الحلبة آخر
الخيلِ وهوَ الْفِسْكِل.
ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: عامٌ أقْشفُ أقْشَرُ، أَي:
شديدٌ.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للسّنة المجدبةِ قَاشُورَةٌ، وَأنْشد:
فابعثْ عَلَيْهِم سنة قَاشُورهْ
ورجلٌ مِقْشرٌ: إِذا كَانَ كثيرَ السؤالِ مُلِحاً. والأقشرُ: الشَّديد
حمرَة اللَّوْن من الرِّجَال.
يُقَال: إِنَّه أَحْمَر أقشر، وَإِذا عريَ الرجلُ من ثِيَابه فَهُوَ
مُقْتَشرٌ.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم يذكر نسَاء:
يَقُلنَ للأهتمِ منا المقْتَشِرْ
وَفِي الحَدِيث: أَن معَاذ بن عفراء بَاعَ حُلة وَاشْترى بِثمنِهَا
خَمْسَة أَرْؤُس فَأعْتقهُمْ ثمَّ قَالَ: إِن امْرأ آثَرَ قِشْرَتَيْنِ
يَلبسهمَا عَلَى عِتْقِ هؤلاءِ لغبين الرأيِ.
قَالَ أَبُو عبيدٍ: أرادَ بِالقشْرَتَيْنِ ثَوْبَيْن، والحُلة ذَات
ثَوْبَيْنِ، وقِشرُ الحيَّةِ سَلْخُها.
شقر: قَالَ الليثُ: الشقَرُ والشُّقرةُ مصدر الْأَشْقَر، وَالْفِعْل
شَقِرَ يَشْقَرُ شُقرةً، وَهُوَ الْأَحْمَر من الدَّواب.
وَيُقَال: دمٌ أَشْقرُ، وَهُوَ الَّذِي صارَ علقاً وَلم يَعْلُه
غُبَارٌ، والأشاقِرُ حَيٌّ من اليمنَ من الأزْدِ، والنسبةُ إِلَيْهِم
أشْقَرِيّ، وَبَنُو شَقِرة حَيٌّ آخَرُونَ والنسبةُ إِلَيْهِم شَقَريُّ
بِالْفَتْح، كَمَا ينْسب إِلَى النَّمِر بن قاسط نَمَرِيٌّ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الشَّقِرُ: شقائقُ النُّعْمَان واحدتهُ
شقرةٌ.
وَقَالَ طَرفة:
وعَلاَ الخيلَ دِماءٌ كالشقْر
قَالَ: وَبهَا سمي الرجلُ شَقِرَةً.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: والشَّقَّارَى نبتٌ آخر لَهُ نَوْرٌ فِيهِ
حُمْرَةٌ لَيست بنَاصِعةٍ. وَيُقَال لحَبِّهِ الخِمْخِمُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشقِرةُ هُوَ السَّنْجُرْفُ وَهُوَ السَّخْرُنْجُ
وَأنْشد:
عَلَيْهِ دِماءُ البُدْنِ كالشقِرَاتِ
والمشقّرُ: حِصْنٌ بِالبحرينِ مَعروفٌ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشُّقَر: الديك.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أَمْثَال الْعَرَب فِي إسْرَارِ الرجل
إِلى أَخِيه مَا يَسترُهُ عَن غَيره: أفْضَيتُ إِلَيْهِ بِشقُورِي:
أَي: أخبرتهُ بأَمْري وأطلعتهُ على مَا أسرهُ من غَيرِه، وَأنْشد
للعجاج:
(8/249)
وَكَثْرَة الحَدِيث عَن شُقُوري
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ يروي بَيت
العَجاجِ: شُقورِي شَقُوري.
قَالَ: والشُّقورُ: الْأُمُور المهمةُ الْوَاحِد شَقْرٌ والشُّقُورُ
فِي معنى النَّعْتِ، وَهُوَ بَثُّ الرجلِ وهَمُّه.
فَقَالَ أَبُو زيد: بَثَّ فلانٌ فلَانا شقورَةُ وبُقورَةُ: إِذا
اشْتَكَى إِلَيْهِ الحاجةَ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشَّقورُ: الهمُّ
المسهرُ.
وَقَالَ ابْن دُريد: جاءَ فلانٌ بالشِّقرِ والبُقَرِ إِذا جَاءَ
بالكذبِ.
وَقَالَ النَّضْرُ: المشاقِرُ من الرِّمالِ مَا انقادَ وتصوَّبَ فِي
الأرضِ وَهِي أجْلَدُ الرّملِ.
والأشَاقِرُ: جبال بَين مَكَّة وَالْمَدينَة.
رشق: قَالَ اللَّيْث: الرَّشْقُ والخَزْق بالرميِ.
يُقَال: رَشقناهم بِالسِّهَامِ رَشْقاً، وَإِذا رمى أهل النِّضالِ مَا
مَعَهم من السِّهَام كُله ثمَّ عَادوا فَكل شَوْط من ذَلِك رِشقٌ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الرِّشقُ: الوجْهُ من الرَّميِ إِذا رَموا وَجْهاً
بجميعِ سِهامهم قَالُوا: رَمَيْنا رِشْقاً وَاحِدًا، والرَّشْقُ:
المصدرُ. وَيُقَال: رَشَقْتُ رَشقاً.
وَقَالَ اللَّيْث: الرَّشْقُ والرِّشْقُ لُغتانٍ وهما صوتُ الْقَلَم
إِذا كتب بِهِ، وَفِي حَدِيث مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، قَالَ:
(كَأَنِّي بِرِشْقِ الْقَلَم فِي مَسَامِعي حِين جرى على الألواح
بكَتْبِهِ التَّوراةَ) ، وَيُقَال للغلام والجاريةِ إِذا كَانَا فِي
اعْتدالٍ: رَشِيقٌ ورَشِيقَةٌ، وَقد وَشُقَا رَشَاقَة.
أَبُو عبيد: أرْشَقْتُ: إِذا أحْدَدتُ النَّظر وَأنْشد:
ويَرُوعنِي مُقَلُ الصُّوارِ الْمُرْشِقِ
وَقَالَ اللَّيْث: رَشَقْتُ الْقَوْم بِبصَرِي وأرْشَقْتُ أَي: طمَحْتُ
بِبَصَرِي فنظرْتُ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للرجل الْخَفِيف الظريفِ: رَشِيقٌ،
ونَاقةٌ رَشِيقَةٌ: خَفِيفةٌ سريعةٌ.
شَرق: شمر عَن ابْن شُمَيْل قَالَ أَبُو خَيْرَة: الشَّرِقَةُ: الأَرْض
الشديدةُ الْخُضْرَة الرَّيا تعرف أَن نَبتَها يزدادُ مَاء أَو ريّاً
وَإِنَّمَا شَرَقُهَا من قِبلِ المَاء.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّرِيقُ: الْمُشْبَعُ
بالزعفران.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وَكَذَلِكَ غَصَّ
بَرِيقِهِ.
وَيُقَال للشَّيْء إِذا اشتدَّت حُمْرَتُه بِدَم أَو نَحوه أَو بِحسن
لَوْنٍ أَحْمَر قد شَرِقَ شَرَقاً، وَقَالَ الْأَعْشَى:
وتَشْرَقُ بالقولِ الَّذِي قد أَذَعْتُهُ
كَمَا شَرِقَتْ صدرُ القنَاةِ من الدَّم
وصريعٌ: شَرِقٌ بدمِهِ.
(8/250)
وَقَالَ غَيره: يُقَال للنّبْتِ الَّذِي
يرفُّ من شدَّةِ الخُضرةِ شَرِقٌ كَأَنَّهُ غاصٌّ بكثرةِ مائِهِ الَّذي
يجْرِي فِيهِ وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى يَصِفُ رَوْضَةً:
يُضَاحِكُ الشَّمْس مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ
مُؤَزَّرٌ بعميمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ
وَيُقَال من الشَرَقِ وَهُوَ الغَصَصُ أخذتْهُ شَرْقَةٌ فكاد يَمُوت.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَرَقُ: الشمسُ مُحَرَّك
الرَّاء.
وَقَالَ فِي تَفْسِير قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذكر
الدُّنيَا فَقَالَ: (إنَّ مَا بَقِيَ منْها كَشَرَقِ الموْتى) لَهُ
مَعْنيانِ: أحدُهما: أَن الشَّمْسَ فِي ذَلِك الْوَقْت إِنَّمَا
تَلْبَثُ سَاعَة ثمَّ تَغِيبُ فَشبَّه قِلَّةَ مَا بَقِي من الدنْيَا
ببقَاء الشَّمْسِ تِلْكَ السَّاعَة من اليَوْمِ، والوجْهُ الآخر فِي
شَرَق الْمَوْتَى شَرَق الميِّتِ برِيقِهِ عِنْد خُرُوج نفْسِهِ،
فشبَّهُ قِلّة مَا بقيَ من الدُّنْيَا بِمَا بَقِي من حياةِ الشَّرِقِ
بريقِهِ حَتَّى تخرُج نفسُهُ.
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود: (لَعَلّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا
يؤخِّرونَ الصلاةَ إِلَى شَرَقِ الموْتى) فَإِن أَبَا عُبيدٍ فسَّرَهُ
فَقَالَ: سَمِعت مَرْوَان الفَزاريَّ: يُحدِّث عَن الْحسن بن مُحَمَّد
بن الْحَنفِيَّة أَنه سُئلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: ألمْ ترَ
إِلَى الشّمْسِ إِذا ارتفعتْ عَن الحِيطانِ وصَارَتْ بَين القبورِ
كَأَنَّهَا لُجَّةٌ فَذَلِك شَرَقُ الموْتى.
قَالَ أَبُو عبيد: يَعني أَن طلوعهَا وشَرَقَهَا إِنَّمَا هُوَ تِلْكَ
السَّاعَة لِلْموْتَى دون الأحْيَاء.
قَالَ: وَقَالَ غَيره فِي تَفْسِيرِ شَرَقِ المَوْتَى هُوَ أَن يَغَصَّ
الإنسانُ برِيقِهِ عِنْد الموْتِ فَأَرَادَ أَنهم كَانُوا يُصَلُّونَ
الجمعةَ ولمْ يَبْقَ من النَّهَارِ إِلَّا بِقدر مَا بَقيَ من نفْس
هَذَا الَّذِي قد شَرقَ برِيقِهِ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الشّرَقُ: الشمسُ، والشَّرْقُ بِتَسْكِين
الرَّاء الْمَكَان الَّذِي تشرقُ فِيهِ الشمْسُ.
يُقَال: آتيكَ كلَّ يَوْم طلعَ شَرَقُهُ.
وَيُقَال طلَعَ الشَّرَقُ والشَّرْقُ وَلَا يُقَال غَابَ الشَّرْقُ
وَلَا الشَّرَقُ قَالَ: والمشَرَّقُ موقعهَا فِي الشتَاء على الأَرْض
بعد طلوعِها ودفْئِهَا إِلى زوَالهَا، وَأما القيظ فَلَا شَرْقَةَ
لَهُ.
وَيُقَال: اقْعُدْ فِي الشَّرَقِ أَي: فِي الشمْس وَفِي الشَّرْقَةِ
المُشْرُقَةِ والمَشْرَقَةِ، ويقالُ: شَرَقَت الشَّمْس تَشْرُقُ
شُرُوقاً إِذا طلَعتْ وأشْرَقَت إشراقاً: إِذا أَضَاءَت على وَجه
الأَرْض.
ويقالُ: أشرقت الأَرْض إشراقاً، إِذا أنارت بإشراق ضح الشَّمْس
عَلَيْهَا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: شَرِق الدَّمُ بجسده فَهُوَ يَشْرَق شَرَقاً،
وَذَلِكَ إِذا مَا نَشِبَ وَكَذَلِكَ
(8/251)
شَرِقَتْ عينه إِذا بَقِيَ فِيهَا دمٌ.
قَالَ: وَإِذا اخْتَلطتْ كُدورةٌ بالشمس، ثمّ قلتَ: شَرِقتْ جَازَ
ذَلِك كَمَا يَشرق الشيءُ بالشَّيْء يَنْشَبُ فِيهِ ويختَلِط.
وَيُقَال: شَرِق الرَّجل يَشْرَق شرقاً: إِذا مَا دخلَ الماءَ حلْقه
فشرِق، وَمعنى شَرِق أَي: نَشِبَ.
وَفِي حَدِيث عَليّ أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى أَن
يُضَحَّى بِشَرْقاءَ أَو خَرْقاءَ أَو جَدْعَاءَ.
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الشَّرْقاءُ فِي الغنَم المشقوقةُ
الأُذُن بِاثْنَيْنِ كأَنه زَنَمَةٌ، والخَرقَاءُ أَن يَكونَ فِي
الأُذُن ثقبٌ مستديرٌ.
وَيُقَال: شَرَق أُذنَها يَشْرِقُها شَرْقاً أَي: شقَّها.
وَفِي حَدِيث عَليّ: (لَا جُمْعَةَ وَلَا تَشْرِيق إِلاَّ فِي مِصْرٍ
جامعٍ) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: التَّشْرِيق صَلاةُ الْعِيد،
وَإِنَّمَا أُخِذ من شُروق الشَّمْس لأنَّ ذَلِك وَقتُها.
قَالَ: وأخْبَرَني شُعْبَةُ أَنَّ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ لَهُ فِي
يومِ عِيدٍ: اذهبْ بِنَا إِلَى الْمُشَرَّق يَعْنِي: المُصَلَّى.
وَفِي ذَلِك يقولُ الأخطَل:
وبِالْهَدَايا إِذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها
فِي يومِ ذبْحٍ وتَشْريقٍ وتَنْحَارِ
قَالَ أَبُو عبيد: وأمَّا قَوْلهم: أيَّام التَّشريقِ فَإِن فِيهِ
قوليْن:
يُقَال: سُمِّيَتْ بذلك لأَنهم كَانُوا يُشَرِّقُون فِيهَا لُحومَ
الأضاحِي.
وَيُقَال: سُمِّيتْ بذلك لِأَنَّهَا كلَّها أيامُ التَّشريقِ لصلاةِ
يومِ النَّحْر فَصَارَت هَذِه الأيامُ تبعا ليومِ النَّحْر.
قَالَ: وَهَذَا أَعْجَبُ القَولين إلَيَّ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو حنيفةَ يَذهبُ بالتَّشريقِ إِلَى التَّكبير أَراد
أَدْبَارَ الصَّلَوَاتِ وَهَذَا كَلَام لمْ نَجِد أحدا يُجِيزُ أَن
يُوضَعَ التَّشريقُ مَوضع التكبيرِ، وَلمْ يذهَب إِلَيْهِ غيرُه.
وَقَالَ الأصمعيُّ: تَشْرِيقُ اللّحم تقطيعُه وتقديده.
وَقَالَ غيرُه: مِشْرِيق الْبَاب: الشّقُّ الَّذِي يَقع فِيهِ ضوءُ
الشَّمْس إِذا شَرَقَتْ.
وَفِي الحَدِيث: (أنَّ طائراً يُقَال لَهُ القرقفنّة يَقَع على
مِشْرِيق بَاب مَن لَا يَغَار على أَهْله، فَلَو رأى الرِّجال
يدْخلُونَ عَلَيْهَا مَا غيَّر) .
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ
شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} (النُّور: 35) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أكْثرُ التَّفْسِير أَنّ هَذِه الشجرةَ لَيست
ممَّا تَطلُعُ عَلَيْهَا الشمسُ فِي وَقت شُروقها فَقَط، أَو فِي وَقت
غُرُوبهَا فَقَط وَلكنهَا شرقيةٌ غربيةٌ، أَي تصيبُها الشَّمْس
بالغداةِ والعشيِّ، فَهُوَ أنضرُ لَهَا
(8/252)
وأَجْوَدُ لزَيتونِها وزيتها.
ونحوَ ذَلِك قَالَ الفرَّاءُ.
وَقَالَ الحَسنُ: تأْوِيلُ قَوْله: {لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ
غَرْبِيَّةٍ} أَنَّهَا ليستْ مِن شجر الدُّنيا، وَهِي من شَجر الجنّة.
وَقَوله جلّ وعزّ: {يَنظُرُونَ وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ
رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِىءَ بِالنَّبِيِّيْنَ وَالشُّهَدَآءِ
وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (الزمر: 69) ،
أَي: أَضاءت وأنارتْ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ أنّ أَبَا الهيْثم أفادَه فِي قوْل ابنِ
حِلِّزَةَ:
إنّه شَارِقُ الشَّقِيقَةِ إذْ جا
ءتْ مَعَدٌّ لكلِّ قومٍ لِوَاءُ
قَالَ: الشّقيقةُ مكانٌ معلومٌ، وشارِقُ الشّقِيقةِ، أَي: مِن جَانب
الشقيقةِ الشرقِيِّ الَّذِي يَلِي المَشرِق، فَقَالَ: شارِقٌ: والشمسُ
تَشرُق فِيهِ فَهُوَ مفعولٌ جَعَله فَاعِلا.
يُقَال لما يلِي المَشرق من الأكَمَةِ والجَبَلِ هَذَا شَارِق الجبَل
وشَرْقيُّه، وَهَذَا غاربُ الْجَبَل وغربيُّه.
وَقَالَ العجَّاج:
والفَنْنُ الشَّارِقُ والغربيُّ
أَرَادَ: الفننَ الَّذِي يَلِي المشرِق، وَهو الشرقِيُّ.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَإِنَّمَا جَازَ أَن يجعلَه شارِقاً لأنّه جعله
ذَا شَرْقٍ أَي: ذَا مَشْرِق، كَمَا يُقَال: سِرٌّ كاتِم أَي: ذُو
كِتْمان، وماءٌ دافقٌ أَي ذُو دَفْقٍ.
والشمسُ تسمّى شارِقاً، يُقَال: إنِّي لآتيه كلّما ذَرَّ شارِقٌ أَي:
كلما طَلَعَتِ الشَّمْس.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الشَّرِقُ: اللحْم الأحمَرُ الَّذِي لَا
دَسَمَ فِيهِ.
وَقَالَ شمِر: أنشَدَني أعرابيٌّ وكتَبَه ابنُ الأعرابيِّ:
انْتَفجِي يَا أَرْنَبَ القِيعَانِ
وأبشِري بالضَّرب والهوان
أَو ضَربةٍ مِن شرقِ شاهِبانِ
أَو تَوجّي جائعٍ غَرْثانِ
قَالَ: والشرقُ بَين الحدَأةِ والشاهين ولونه أسودُ.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنضحَ النَّخْلُ وأشْرَق
وأزهى إِذا لَوَّنَ بُسْرُه.
وَقَالَ: الشرق: الضَّوءُ، والشُّرُقُ: الغرقى.
قلت: الغَرَق أَن يدْخل المَاء الْأنف حَتَّى تمتلىء منافذه،
والشَّرَق: دُخُول المَاء الْحلق حَتَّى يغص بِهِ، وَقد غَرِق وشَرِق.
والشَّرْقُ: الشَّمْسُ.
وروى عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّرْق: الشمسُ بِفَتْح الشين، والشِّرْق:
الضَّوءُ الَّذِي يدخلُ من شَق الْبَاب.
وَيُقَال: لذلكَ الموضعِ المِشْرِيق،
(8/253)
والشُّرْق: الغلمانُ الرُّوقَةُ.
وَقَول أهل الْعرَاق فِي النداء على البَاقِلِّى: شَرْق الغَدَاةِ
طَرِيٌّ. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: مَعْنَاهُ: قطع الغَدَاة، أَي: مَا
قُطِعَ بالغَداة والتُقِط.
يُقَال: شَرقَتْ الثَّمرة: قطعتها.
وَقَالَ أَبُو زيد: تُكرَهُ الصَّلاة بشرَقِ الْمَوْتَى أَي: حِين
تصفَرُّ الشمسُ وَفعلت ذَلِك بشرقِ الْمَوْتَى وفعلته شَرق الْمَوْتَى،
أَي: فِي ذَلِك الوقتِ.
قِرْش: قَالَ اللَّيْث: القرشُ الجمعُ من هَا هُنا وَهَا هُنا يُضمُّ
بعضُهُ إِلَى بعضٍ.
قَالَ: وسميتْ قريشٌ قُريشاً لتَقَرُّشِها أَي: لتجمعها إِلَى مَكَّةَ
مِنْ حواليها حِين غَلبَ عَلَيْهَا قُصيُّ بنُ كلابٍ.
وَقَالَ غَيره: سميتْ قُريشٌ قُريشاً لأَنهم كَانُوا أهلَ تِجَارَة.
وَلم يَكُونُوا أَصْحَاب زرع أَو ضرع، والقَرْشُ: الكَسْبُ.
يُقَال: هُوَ يقْرِشُ لِعِيَالِهِ، ويَقترِشُ، أَي: يكْتَسب.
وَقَالَ اللحياني: إِن فلَانا يَتَقَرَّشُ لعيالهِ ويَتَرَقَّحُ أَي:
يكسبُ ويطلُبُ وَيُقَال: قَرَشَ فلانٌ شَيْئا يَقْرِشُهُ قَرْشاً إِذا
أخذَهُ، وتقَرَّشَ الشيءَ تَقَرُّشاً إِذا أَخذه أَولا فأولاً.
وَيُقَال: اقتَرَشَتِ الرماحُ إِذا وَقَعَ بَعْضهَا على بعضٍ.
وَيُقَال: أقْرَشَ فلانٌ بفلانٍ إِذا سعى بِهِ وبغاه سوءا.
وَيُقَال: مَا أقْرشتُ بهِ أَي: مَا وَشيتُ بِهِ.
وَيُقَال: قَرَّشتُ بِهَذَا الْمَعْنى، والْمُقَرِّشُ: المحرِّشُ.
وَيُقَال: أقْرَشتِ الشَّجةُ فَهِيَ مُقْرِشةٌ إِذا صدَعت العظمَ وَلم
تهشم.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: قريشٌ
دابةٌ تسكنُ البحرَ تأكلُ دَوَاب الْبَحْر، وَأنْشد هُوَ أَو غَيره
يذكرهَا:
وقُرَيشٌ هِيَ الَّتِي تسكنُ البَحْ
رَ بهَا سُمِيَتْ قريشٌ قُريْشًا
تأكلُ الغَثَّ والسَّمِينَ وَلَا
تَتْرُكُ فِيهَا لذِي الجناحينِ ريشا
وَالنِّسْبَة إِلَى قريشٍ قرشيٌّ وَيجوز للشاعر إِذا اضطرّ أَن يَقُول
قريشيٌ.
وَيُقَال: قد اقترَشت الرماحُ إِذا طعنوا بهَا فصكّ بَعْضهَا بَعْضًا.
وَقَالَ القطاميُّ:
قَوارِشُ بالرِّماحِ كَأَن فِيهَا
شواطنَ ينتزعْنَ بهَا انتِزاعا
أَبُو عبيد: التقريش: التحريش.
وَقَالَ ابْن حِلِّزةَ:
أَيهَا الناطقُ المقرِّشُ عنَّا
عندَ عمرٍ ووَهَلْ لذاكَ بَقَاء
عمرٌ وَعَن أَبِيه قَالَ: القرواشُ والحضِرُ
(8/254)
والشَّولقِيُّ الواغل الطُّفيليُّ.
رقش: قَالَ اللَّيْث: الرَّقْشُ: لونٌ فِيهِ كدرَةٌ وسوادٌ وَنَحْوهمَا
كلَوْنِ الأفعى الرَّقشاءِ وكلون الجندَبِ الأرقشِ الظهرِ، ونحوُ ذَلِك
كَذَلِك وَرُبمَا كَانَت الشِّقْشِقَةُ رَقْشاءَ.
وَأنْشد أَبُو عبيد يصفُ شقشقةً:
رَقْشَاء تَنْتَاحُ اللُّغامَ المزبِدا
دَوَّمَ فِيهَا رِزُّهُ وأرعدا
والترقيشُ: الكتابةُ، وَلِهَذَا البيتِ سمي الْمرَقِّشُ مرقشاً بقوله
فِي قصيدة لَهُ:
الدارُ قفر والرُّسومُ كَمَا رَ
قَّشَ فِي ظهرِ الْأَدِيم قلم
قَالَ اللَّيْث: والتَّرقيشُ أَيْضا: التشطير فِي الضحكِ، والمعاتبة،
وَأنْشد:
عاولَ قد أُولعتِ بالترقيشِ
وَقَالَ غَيره: الترقيشُ: تحسينُ الْكَلَام وتزويقهُ، وترقَّشتِ
المرأةُ إِذا تزينت.
وَقَالَ الْجَعْدِي:
فَلا تحسبي جري الرِّهانِ ترقشاً
ورَيطاً وإعطاءَ الحقينِ مجلَّلا
وَحي من ربيعَة يُقَال لَهُم بنُو رَقاش اسمُ امْرَأَة تكسرُ الشينُ
فِي موضعِ الرفعِ والنصبِ والخفضِ مِثلُ حذام وقطامِ.
ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرّقشُ: الخطُّ الْحسن ورَقاشِ اسمُ
امْرَأَة مِنْهُ.
ق ش ل
شقل شلق قلش: (مستعملة) .
شقل: قَالَ اللَّيْث: الشَّاقُولُ: خشبةٌ قَدْرُ ذراعين فِي رَأسهَا
زُجٌّ يكون مَعَ الزُّراع بِالْبَصْرَةِ يَجْعَل أحدهم فِيهَا رَأس
الْحَبل ثمَّ يَرُزّها فِي الأَرْض ويتَضَبَّطُها حَتَّى يمدوا الْحَبل
واشتقوا مِنْهَا اسْما للذَّكَرِ، يُقَال: شَقَلَها بِشَاقُولهِ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشَّقْلُ: الْوَزْن، يُقَال:
اشْقُلْ لِي هَذَا الدِّينَار أَي زِنْهُ، قَالَ: وشَوْقَلَ الرَّجل
إِذا تَرَزَّن حِلماً ووقاراً، وشَوْقَلَ إِذا عَيَّرَ ديناره تعييراً
مُصححاً.
شلق: قَالَ اللَّيْث: الشَّوْلَقِيُّ: الَّذِي يَبِيع الْحَلَاوَة
بلُغة ربيعَة، والفرسُ تسميه الرَّسَّ من الرِّجَال.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للواغلِ الشَّوْلَقِيُّ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشِّلْقُ: شيءٌ على خِلقةِ السَّمَكَة صَغِير لَهُ
رِجلان عِنْد ذَنَبِه كَرجل الضفدع وَلَا يدانِ لَهُ، يكون فِي أَنهَار
الْبَصْرَة وَلَيْسَ فِي حدِّ الْعَرَبيَّة، قَالَ: والشَّلْقُ أَيْضا
من كَلَامهم من الضربِ والبضعِ وَلَيْسَ بعربيَ محضٍ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشِّلْقُ: الأنْكَلِيسُ من
السّمك، وَهُوَ الجِرِّيُّ والجِرِّيتُ.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَّلَقَةُ: الرّاضةُ،
(8/255)
والشِّلْقَاءُ: السِّكِّين بِوَزْن
الحِرباء.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: الشِّلْقُ: ضربٌ من سمك الْبَحْر.
قلش: قَالَ اللَّيْث: الأقْلَشُ اسْم أعجميٌّ وَهُوَ دخيلٌ لِأَنَّهُ
لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب شينٌ بعد لَام فِي كلمة عَرَبِيَّة
مَحْضَة، والشينات كلهَا فِي كَلَام الْعَرَب قبل اللاَّمات.
ق ش ن
نقش نشق شنق شقن: مستعملة.
نقش: قَالَ اللَّيْث: النَّقْش فعل النَّقَّاشِ والنِّقاشَةُ حِرفته:
نَقَشَ يَنْقُشُ، والنَّقْشُ: نَتْفُكَ شَيْئا بالمنقاشِ وَهُوَ كالنتش
سَوَاء، وَيُقَال للمنقاشِ مِنتاشٌ.
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من نُوقش فِي الْحساب
عُذِّب) .
قَالَ أَبُو عبيد: المناقشةُ: الاستقضاءُ فِي الْحساب حَتَّى لَا يتْرك
مِنْهُ شيءٌ، وَمِنْه قَول النَّاس: انْتَقَشْتُ مِنْهُ جَمِيع حقّي.
وَقَالَ ابْن حِلزة:
أوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشَبُه القو
مُ وَفِيه الصَّحاحُ والإبراءُ
يَقُول: لَو كَانَت بَيْننَا وَبَيْنكُم محاسبةٌ عَرَفْتُمْ الصِّحة
والبراءة.
قَالَ: وَلَا أَحسب نَقْش الشَّوكة من الرجْل إِلَّا من هَذَا، وَهُوَ
استخراجها حَتَّى لَا يتْرك فِي الْجَسَد مِنْهَا شيءٌ. قَالَ
الشَّاعِر:
لَا تَنْقُشَنَّ برجْلِ غَيْرك شَوْكَة
فتقي برجلك رِجل من قد شاكها
الْبَاء أُقيمت مقَام عَن، يَقُول: لَا تَنْقُشَنَّ عَن رِجْل غَيْرك
شوكاً وتجعله فِي رِجْلك، قَالَ: فَإِنَّمَا سمِّيَ المنقاشُ منقاشاً
لِأَنَّهُ يُنْقَشُ بِهِ أَي: يُستخرج بِهِ الشوك.
وَقَالَ اللَّيْث: الانتقاشُ أَن تَنْتَقِش على فَصِّكَ أَي: تسْأَل
النَّقاشَ أَن يَنْقُش عَلَيْهِ، وَأنْشد لرجلٍ نُدِب لعملٍ على فرسٍ
يُقَال لَهُ صِدامٌ:
وَمَا اتخذتُ صِداماً للمكوث بهَا
وَمَا انْتَقَشْتُكَ إِلَّا لِلوَصرَّاتِ
قَالَ: والوصرَّات: القَبالاتُ بالدُّرْبة، وَقَوله: وَمَا
انْتَقَشْتُك: أَي: مَا اخْتَرْتُك، يُقَال للرجل: إِذا تخيَّر
لنَفسِهِ شَيْئا جاد مَا انْتَقَشُه لنفسِه.
وَفِي الحَدِيث: (اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيرا فإِنه مالٌ رقيقٌ
وانْقُشُوا لَهُ عَطَنَهُ) . وَمعنى نَقْشِ العَطَنِ تنقيةُ مرابضها
مِمَّا يؤذيها من حِجَارَة أَو شوك أَو غَيره.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: النَّقْشُ:
الأثرُ فِي الأَرْض.
قَالَ: وكتبت عَن أَعْرَابِي: يذهب الرماد حَتَّى مَا ترى لَهُ نقشاً،
أَي: أثرا فِي الأَرْض.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا ضُرب العذْقُ بشوكة فأرطب فَذَلِك
المَنْقُوشُ، وَالْفِعْل
(8/256)
مِنْهُ النَّقْشُ.
وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت الغَنوي يَقُول: المُنَقِّشَةُ
والمُنَقِّلة من الشِّجاج الَّتِي تَنَقَّلُ مِنْهَا الْعِظَام.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أنقشَ إِذا أدام نقش جَارِيَته.
وأنْقَشَ إِذا استقصى على غَرِيمه. وَيُقَال للمنقاش: المنْتَاش
والمنتاخ.
شنق: قَالَ اللَّيْث: الشَّنَقُ: طول الرَّأْس كَأَنَّمَا يُمَدُّ
صُعداً، وأَنشد:
كَأَنَّهَا كبداءُ تَنْزُو فِي الشَّنَقْ
وَيُقَال للفرسِ الطويلِ: شِناق ومَشْنُوق. وَأنْشد:
يَمّمْتُهُ بِأسيلِ الخدِّ مُنْتَصِبٍ
خاظى البَضِيعِ كمثلِ الجِذْعِ مشنوق
وَإِذا شددْتَ رأسَ دابَّةٍ إِلَى أَعلَى شجرةٍ أَو مُرتفعٍ قلت: شنقْت
رَأسهَا، والقلبُ الشَّنيقُ: المشناق الطامحُ إِلَى كل شَيْء.
وَأنْشد:
يَا مَنْ لقلبٍ شَنِقٍ مِشناقِ
وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنه باتَ عندَ خَالَته مَيْمُونَة فَقَامَ
النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الليلِ فحلَّ شِناقَ الْقرْبَة.
قَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: شِناقُ القربةِ هُوَ
الخَيطُ أَو السَّيْرُ الَّذِي تُعَلَّق بِهِ القِربة على الوتدِ،
يُقَال مِنْهُ: أشْنَقْتُهَا إشناقاً إِذا علَّقْتُها.
قلت: وَقيل فِي الشناق: إِنَّه الْخَيط الَّذِي يوكَى بِهِ فَم القِربة
أَو المزادة.
والْحَدِيث يدل على هَذَا، لِأَن العِصام الَّذِي تعلق بِهِ الْقرْبَة
لَا يحل، إِنَّمَا يحل الوكاء ليصطبّ المَاء، فالشِّناق هُوَ الوكاء،
وَإِنَّمَا حلّه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا قَامَ من
اللَّيْل ليتطهّر من مَاء تِلْكَ الْقرْبَة.
قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: شَنَقْتُ الناقةَ أشْنُقُها
إِذا كَفَفْتُها بزمامها.
وَقَالَ أَبُو زيد: شنقتُ الناقةَ بغيرِ ألفٍ شَنْقاً.
وَفِي حَدِيث طَلْحَة أَنه أنْشد قصيدة وَهُوَ راكبٌ بَعِيرًا فَمَا
زالَ شانِقاً رأسهُ حَتَّى كُتبت لَهُ.
ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ شَنِقٌ مُعَلَّقُ القلبِ حَذِرٌ.
وَأنْشد للأخطل:
وَقد أقولُ لِثَوْرٍ هلْ ترى ظعُناً
يَحْدُو بهنَّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: لحمٌ مُشَنَّقٌ، أَي: مقطَّعٌ مأخوذٌ من
أَشْنَاقِ الدِّيَةِ.
وَفِي حَدِيث آخرَ لوائلِ بن حُجْرٍ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم كتبَ لهُ كتابا فِيهِ: (لَا خِلاطَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِناقَ)
.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَوْله: لَا شناق: فإنَّ الشَّنَقَ مَا بَين
الفريضتين، وَهُوَ مَا زادَ من
(8/257)
الْإِبِل على الخمسِ إِلَى العشْرِ، وَمَا
زادَ على العَشْرِ إِلَى خَمْسَ عشرةَ، يَقُول: لَا يؤخذُ من ذَلِك
شيءٌ، وَكَذَلِكَ جميعُ الأشناق.
وَقَالَ الأخطل يمدح رجلا:
قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّياتِ بهِ
إِذا المؤُونَ أُمِرَّتْ فوقهُ جملا
قَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: قَوْله: الشَّنَق مَا بَين الخمسِ إِلَى
العشرِ مُحالٌ، إِنَّمَا هُوَ إِلَى تِسْعٍ فَإِذا بلغ العشرَ فَفِيهَا
شاتانِ، وَكَذَلِكَ قَوْله: مَا بَين العشرِ إِلَى خمسَ عشرةَ كَانَ
حَقُّهُ أَن يقولَ إِلَى أربعَ عشرةَ لِأَنَّهَا إِذا بلغت خمسَ عشرةَ
فَفِيهَا ثلاثٌ من الغنمِ.
قلت أَنا: جعل أَبُو عبيد (إِلى) فِي قَوْله: إِلَى الْعشْرَة، وَإِلَى
خَمس عشرَة انتهاءَ غَايَة غيرَ دَاخل فِي الشَّنَق كَقَوْل الله:
{ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} (الْبَقَرَة: 187)
والليلُ غير دَاخل فِي الصّيام، فَجعل مَا بَين الْعشْر إِلَى خمسَ
عشرةَ شَنَقاً، وَهِي أَرْبَعَة، وَهَذَا عِنْد النَّحْوِيين جَائِز
صَحِيح، وَالله أعلم.
قَالَ أَبُو سعيد: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الشنَقُ شنقاً لِأَنَّهُ لم
يُؤْخَذ مِنْهُ شيءٌ وأُشْنِقَ إِلَى مَا يَلِيهِ مِمَّا أُخِذَ
مِنْهُ.
قَالَ: وَمعنى قولهِ لَا شِناقَ أَي: لَا يُشْنِقُ الرجلُ غَنَمَهُ أَو
إبلهُ إِلَى غَنَم غَيره لِيُبْطِلَ عَن نفسهِ مَا يجبُ عَلَيْهِ من
الصَّدَقَةِ، وَذَلِكَ أَن يكونَ لكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أربعونَ شَاة
فيجِبُ عَلَيْهَا شاتانٍ فَإِن أَشْنَقَ أَحدُهُما غَنَمه إِلَى غنمِ
الآخر فَوَجَدَهَا المُصَدِّقُ فِي يَدِهِ أخذَ مِنْهَا شَاة.
قَالَ: وقولهُ: لَا شِناقَ، أَي: لَا تُشانِقوا فتجمَعُوا بينَ
مُتَفرِّقٍ، قَالَ: وَهُوَ مثل قولهِ لَا خِلاَط.
قَالَ أَبُو سعيد: وللعرب ألفاظٌ فِي هَذَا الْبَاب لم يَعْرِفْها.
أَبُو عبيد: يقولونَ: إِذا وجبَ على الرجلِ شاةٌ فِي خمسٍ من الإبلِ قد
أَشْنَقَ الرجلُ، أَي: قد وجَبَ عَلَيْهِ شَنَقٌ فَلَا يزالُ مُشنقاً
إِلَى أَن تبلغَ إبلُهُ خمْسا وَعشْرين، فَكل شيءٍ يؤدِّيهِ فِيهَا
فهيَ أَشْنَاقٌ، أربعٌ من الغنمِ فِي عشرينَ إِلَى أَربع وَعشْرين،
فَإِذا بلغت خمْسا وعشرينَ فَفِيهَا ابنةُ مَخَاضٍ، وَقد زَالَت أسماءُ
الأشناقِ، وَقَالَ: الَّذِي يجب عَلَيْهِ ابنةُ مَخاضٍ مُعَقَّل، أَي
مُؤَدَ للعِقال، فَإِذا بلغت إبلهُ ستّاً وَثَلَاثِينَ إِلَى خمسٍ
وأربعينَ فقدْ أَفْرَضَ أَي: وجبتْ فِي إبِلِهِ فريضةٌ.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سلمةَ عَن الْفراء: أَن
الْكسَائي ذكرَ عَن بعضِ العربِ أَن الشَّنَقَ مَا بلغ خمْسا إِلَى
خمسٍ وَعشْرين. قَالَ: والشَّنَقُ مَا لم تجبْ فِيهِ الفريضةُ، يُريدُ
مَا بينَ خمسٍ إِلَى خمسٍ وَعشْرين.
(8/258)
وروى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي
قَوْله:
قَوْمٌ تُعَلَّقُ أَشناقُ الدِّياتِ بِهِ
قَالَ: يَقُول: يحتملُ الدِّياتِ وافيةً كَامِلَة زَائِدَة.
قَالَ: والشَّنَقُ فِي الدِّياتِ أَن يزِيد الإبلَ على المائةِ خمْسا
أَو ستّاً.
قَالَ: وَكَانَ الرجلُ من العربِ إِذا حمل حمالَة زادَ أَصحابَهُ
ليقطعَ ألسنتهم وليُنْسَب إِلَى الوفاءِ.
قَالَ: والأشْناقُ: الأرُوشُ، أَرْشُ السِّنِّ، وأَرْشُ المُوضِحَةِ
والعينِ القائمةِ وَالْيَد الشَّلاءِ، لَا يزالُ يقالُ لَهُ أَرْشٌ
حَتَّى يكونَ تكميلَ ديةٍ كَامِلَة.
وَقَالَ الكميتُ:
كأنَّ الدِّياتِ إِذا عُلِّقَتْ
مِئوها بهِ الشَّنَقُ الأسفلُ
وَهُوَ مَا كَانَ دونَ الدِّيةِ من المعاقِلِ الصِّغار.
وَقَالَ غير ابْن الأعرابيِّ فِي قَول الأخطل:
قومٌ تُعَلّقُ أَشْناقُ الدِّياتِ بِهِ
إِنَّ أَشناقَ الدِّيَةِ أَصنافُها، فديَة الْخَطَأ المَحضِ مائِةٌ من
الإبِلِ تحملهَا العاقِلةُ أَخماساً، عِشرونَ ابنةَ مَخاضٍ وَعِشْرُونَ
ابنةَ لَبُونٍ وعشرونَ ابْن لَبُونَ وعشرونَ حِقَّةً وعشرونَ جَذَعَةً
فكلُّ صِنْفٍ مِنْهَا شَنَقٌ، وَهَذَا قولُ الشافعيِّ فِي تابعيهِ من
أَهل الْحجاز وأَما أَهل الْكُوفَة فَإِنَّهُم يُقَسِّمونها أَرْباعاً
خمسٌ وعشرونَ ابنةَ مخاضٍ وخمسٌ وعشرونَ ابنةَ لَبُونٍ وخمسٌ وعشرونَ
حِقّةً وخمسٌ وعشرونَ جَذَعَةً، وَهِي أَشناقٌ أيْضاً كَمَا وَصفنَا،
والأخطلُ عَنَى بقولهِ: (تُعلّقَ أَشْناقُ الدِّياتِ بِهِ) هَذِه
الأشناقَ، مَدَحَ رَئِيسا تَحَمَّلَ الدِّياتِ فأدَّى أشناقَها
لِيُصْلِحَ بَين العشائرِ ويحقِنَ دماءَهُم.
قَالَ الْأَصْمَعِي: الشَّنَقُ: مَا دُونَ الدِّيَةِ، والفَضْلَةُ
تفضل.
يَقُول: فَهَذِهِ الأشناقُ عَلَيْهِ مثلُ العلائِقِ على البَعِيرِ لَا
يكترثُ بهَا، وَإِذا أُمِرَّتْ المِئُونَ فوقَهُ حملهَا، وأُمِرَّتْ
شُدَّتْ فوقهُ بمرارٍ أَي بحبلٍ.
وَقَالَ اللَّيْث: أَشناقُ الدِّياتِ مائةٌ من الْإِبِل وَهِي دِيَةٌ
كَامِلَة.
قَالَ: وَإِذا كانتْ مَعهَا دِياتُ جِراحاتٍ فَهِيَ أَشناقٌ، سُمِّيَتْ
أَشناقاً لِتَعَلّقها بالدِّيَةِ الْعُظْمَى.
وَقَالَ غير اللَّيْث فِي قَول الْكُمَيْت:
كأنَّ الدِّياتِ إِذا علِّقت
مِئُوها بِهِ الشَّنَق الْأَسْفَل
الشَّنَقُ شَنقَانِ، الشَّنَقُ الْأَسْفَل، والشَّنَق الْأَعْلَى،
فالشنق الْأَسْفَل شاةٌ تجبُ فِي خَمْسٍ من الإبلِ، والشَّنَقُ
الْأَعْلَى ابنةُ مَخَاضٍ من الْإِبِل تجب فِي خَمْس وعشرينَ من
الإبلِ.
(8/259)
وَقَالَ آخرونَ: الشّنَقُ الْأَعْلَى
عشرونَ جَذَعةً، ولكلَ مَقالٌ، لِأَنَّهَا كلهَا أشْناقٌ، وَأَرَادَ
الكميتُ أَن هَذَا الرجلَ يَسْتخِفُّ الحمالاتِ وإِعطاء الدّياتِ
فكأَنهُ إِذا غَرِمَ دياتٍ كَثِيرَة تحمّلَ عشْرين بَعِيرًا بناتِ
مخاضٍ لاستخفافِهِ إِيَّاهَا.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناقةٌ شِناقٌ وجملٌ شِناقٌ ورجلٌ شِناق لَا
يُثَنَّى وَلَا يجمعُ.
وَرُوِيَ عَنهُ ناقةٌ شِناقٌ أَي طويلةٌ سَطْعاءُ وجَمَلٌ شناقٌ طويلٌ
فِي دِقَّة ومثلُهُ ناقةٌ نيافٌ وجمل نِيافٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يجمعُ.
أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي يُقَال لِلْعجينِ الَّذِي يُقطَّعُ ويُعملُ
بالزَّيْتِ مُشنَّقٌ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا قُطِّعَ العجينُ كُتلاً قبل أَن
يُبْسَطَ فَهُوَ الفَرَزْدَقُ والمشنَّقُ والعجاجيرُ.
قَالَ: وَقَالَ رجلٌ من العربِ: مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أَي: يُعطِي
الأشْنَاقَ وَهِي مَا بَين الفرِيضتيْنِ من الإبلِ، فإِذا كَانَت من
البقَرِ فَهِيَ الأوقاصُ، وَيكون يُشنقُ: يُعطي الشَّنُقَ وَهِي
الْحِبالُ واحدُها شِناقٌ، وَيكون بِمَعْنَى يُعْطِي الشَّنَقَ وَهُوَ
الأرْشُ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أشنَقَ الرجلُ: إِذا أَخذ الشنَقَ
وَهُوَ الأرْشُ.
قَالَ: وحاكَم رجلٌ قَصَّاراً فِي حَرَقٍ إِلَى شُرَيحٍ. فَقَالَ
شُريحٌ: خُذْ مِنْهُ الشَّنقَ أَي: أرْشَ الحرقِ فِي الثوبِ.
نشق: قَالَ اللَّيْث: النَّشْقُ: صَبُّ سَعوطٍ فِي الأنفِ، وأنشقْتُهُ
قُطنة مُحْرقةً، وَهُوَ إدْناؤكهَا من أنفهِ ليدخلَ رِيحهَا
خَياشِيمَهُ.
قَالَ: وأنشقْتُه الدَّواءَ فِي أنْفِهِ أَي: صَببْتُه فيهِ.
قَالَ: وَيُقَال: هَذِه ريحٌ مكروهَة النَّشَقِ يَعْنِي الشّمَّ.
وَقَالَ رُؤبةُ:
حَرَّا من الخردلِ مَكْروه النَّشَقْ
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَشِقْتُ من الرجلِ ريحًا طيّبةً أنشَقُ
نَشَقاً ونشيتُ مِنْهُ أنْشَى نَشْوَةً مِثْلهُ.
ابْن السّكيت: النَّشُوقُ: سَعوطٌ يجعلُ فِي المنخَرينِ، تَقول:
أنشقْتُه إنشاقاً.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّشوقُ: اسمٌ لكل دواءٍ يُنشقُ.
قَالَ: واسْتَنْشقْتُ الريحَ إِذا شَممْتُها والمتَوَضِىءُ
يَسْتَنْشِقُ إِذا أبلغَ الماءَ خياشِيمه.
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ
يَسْتَنْشقُ ثَلَاثًا وَفِي كل مَرَّةٍ يَسْتَنثِرُ.
وَقَالَ اللحياني: نَشِبَ الصيدُ فِي حَبْلهِ ونَشِقَ وعَلِقَ
وارْتبقَ، كلُّ ذلكَ بِمَعْنى واحدٍ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لِحَلقِ الرّبق نُشَقٌ وَاحِدهَا
نُشْقَةٌ وَقد أنشقتهُ فِي الحبلِ وأنشبْتُه، وَأنْشد:
(8/260)
نَزْو الْقَطَا أَنشقَهُنْ المُحْتَبِلْ
وَقَالَ آخر يَهْجُو قَوْماً:
مَناتينُ أَبرامٌ كأنَّ أكُفَّهمْ
أكُف ضِبابٍ أُنشقتْ فِي الحبائل
قَالَ: وأنشقَ الصائدُ إِذا عَلِقَتْ النُّشقةُ بعنقِ الغزالِ فِي
الكصيصَةِ، وَيَقُول الصائدُ لِشريكهِ: لِي النّشاقَى وَلَك العَلاقَى،
والنّشاقى مَا وَقعت النَّشقةُ فِي الحلْقِ وَهِي الشُّرُبَّةُ،
والعلاقى مَا تَعلقَ بالرجْلِ.
شقن: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: قليلٌ شَقْنٌ وَوتْحٌ وَهِي الشقونة
والوتُوحَةُ وَقد قَلَّتْ عَطيتُهُ وشَقُنتْ، وأشقنْتها وأوتحتها.
وَقَالَ اللَّيْث: الشّقْنُ: القليلُ.
ق ش ف
قفش شفق شقف فشق قشف.
قشف: قَالَ اللَّيْث: القَشفُ: قَذَرُ الجلْدِ، رجل مُتَقَشِّفٌ لَا
يتعاهَدُ الغسلَ والنظافةَ فَهُوَ قَشفٌ.
وَقَالَ غَيره: القَشفُ: رثاثةُ الْهَيْئَة وسوءُ الحالِ وحفوف
الْبشرَة وضيق العيشِ، وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك يُطهِّرُ نَفسه
بِالْمَاءِ، والاغتسال.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَصَابَهُم من العيْش ضَفَفٌ وخَفَفٌ
وقَشَفٌ وشظف كل هَذَا من شِدَّة الْعَيْشِ.
سَلمَة عَن الْفراء: عامٌ أقْشَف أقْشَر شَدِيد.
شفق: قَالَ اللَّيْث: الشَفَقُ: الرَّدِيءُ من الْأَشْيَاء وقَلَّما
يُجْمع، وَقد أشْفَقَ الْعطاءَ، وشَفَّقَ الثَّوْبَ أَي: جعلهُ فِي
النَّسِج شَفَقاً، والشَّفَقُ: الْخَوف، تقولُ: أنَا مُشْفِقٌ عَلَيْك
أَي: خائفٌ وَأَنا مُشْفِقٌ من هَذَا الْأَمر أَي: خائفٌ، والشَّفَقُ
أَيْضا الشَّفَقَةُ وَهُوَ أَن يكونَ الناصِحُ من بُلُوغ نُصْحِه
خَائفًا على المنصوح، تَقول: أشفَقْتُ عَلَيْهِ أَن ينالهُ مكْروهٌ،
والشَّفِيقُ: النَّاصِحُ الحريصُ على صَلَاح المنصوح.
وَقَالَ الله عز وجلَّ: {قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - أَهْلِنَا} (الطّور: 26) .
قَالَ اللَّيْث: إِنَّا كُنّا فِي أهْلِنا خائفينَ لهَذَا الْيَوْم،
وَقَالَ جلَّ وعزَّ: {بَصِيراً فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} (الانشقاق:
16) .
قَالَ: الشَفَقُ: الْحُمْرَة الَّتِي فِي المغْرِب من الشَّمْسِ،
قَالَ: وَكَانَ بعضُ الفُقهَاء يَقُول: الشَفَقُ: الْبياضُ لِأَن
الْحُمرةَ تذهبُ إِذا أظْلَمتْ وإنَّما الشَّفَقُ البياضُ الَّذِي إِذا
ذَهَبَ صلَّيْتَ الْعِشاءَ الْآخِرَة وَالله أعلمُ بصواب ذَلِك.
قَالَ الفراءُ: وسَمِعْت الْعَرَب يَقُول: عَلَيْهِ ثوبٌ مصبوغٌ
كَأَنَّهُ الشَّفَقُ، وَكَانَ أَحْمَر فَهَذَا شاهدٌ للحُمْرةِ.
وَقَالَ غَيره: شَفِقْتُ من الْأَمر شَفَقَةً يَعْنِي أشْفَقْتُ،
وَأنْشد:
(8/261)
فَإِنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لقَوْمِي
إِذا شَفِقَتْ عَلَى الرزْقِ الْعِيالُ
عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّفَقُ: الثَّوْب الْمَصْبُوغ بالْحُمرةِ
القليلة، والشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ فِي السَّمَاء.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) تَقول: أَنا فِي أَشْفاق من هَذَا
الْأَمر أَي: نَوَاحٍ مِنْهُ.
ومِثْلُه أَنا فِي عرُوض مِنْهُ وَفِي أَعْرَاض مِنْهُ، أَي: فِي نواح.
شقف: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّقَفُ: الْخَزَفُ
المكَسَّرُ.
فشق: قَالَ اللَّيْث: الفَشَقُ: الْمُبَاغتةُ.
وَقَالَ رؤبة:
فَبَاتَ والنَّفْسُ من الْحرصِ الْفَشَقْ
وَقَالَ غَيره: الْفَشَقُ: شِدَّة الْحِرْص.
وَقَالَ اللَّيْث: مَعْنَاهُ: أَنه يُبَاغت الْوِرْدَ لئِلا يفْطن لَهُ
الصياد.
وروى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْفَشَقُ: تباعُدُ مَا بَين القَرْنين
وتباعُدُ مَا بَين التَّوْأَبانِيَّينِ قَالَ: والْفَشَقُ: العدوُ
والهرَبُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي (كتاب الْبَقر) : من قَرُون البَقر فَشِقٌ
وَهُوَ الَّذِي فَشِقَ مَا بَين قَرْنيْهِ أَي تبَاعد.
قفش: قَالَ اللَّيْث: القَفْشُ: سَاكن الفاءِ ضَرْبٌ من الْأكل فِي
شدَّةٍ، قَالَ: والْقَفْشُ: لَا يُسْتمل إِلَّا فِي افتِعَال خَاصَّة،
يُقَال للعَنْكبوت وَنَحْوهَا من سائرِ الْخَلْقِ إِذا انْجَحَر وضَمَّ
إِلَيْهِ جراميزهُ وقوائمُهُ قد اقْتفَشَ وَأنْشد:
كالْعنكَبوتِ اقْتَفَشَتْ فِي الجحْر
ويروى: اقْفَنْشَشَتْ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الْقَفْشُ فِي الْحَلْبِ سرعَة نَفْضِ مَا فِي
الضَّرْعِ، وَكَذَلِكَ الْهَمْرُ وَالْمَشْقُ.
وَقَالَ غَيره: وقَعَ فلانٌ فِي الرَّفْشِ والْقَفْشِ، فالرَّفْشُ أكلُ
الطَّعَام جَرْفاً والقَفْشُ كَثْرَة النِّكاح.
وَيُقَال للمِجْرَف الرَّفْشُ، ومجداف السَّفِينَة يُقَال لَهُ
الرَّفش، وَيُقَال للرَّجل يَعِزّ بعد الذّلّ، أَو يَسْتَغْنِي بعد
الْفقر: من الرَّفْش إِلَى الْعَرْش، أَي: قعد على الْعَرْش بعد ضربه
بالرَّفْش فلاّحاً.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَفْشُ: الْخُفُّ، وَمِنْه
خبَرُ عِيسَى أَنه لم يُخَلِّفْ إِلَّا قَفْشَيْنِ ومِخْذَفَة، قلت:
الْقَفْشُ بِمَعْنى: الْخفِّ دخيلٌ مُعرَّبٌ.
وَهُوَ الْمَقْطُوع الَّذِي يحكم عمله، وَأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: كفج
فعرّب.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَفْشُ: الدَّغَّارون من اللُّصُوص.
(8/262)
ق ش ب
قشب شقب شبق (بشق) .
قشب: فِي الحَدِيث: (أَن رجلا يمر على جسر جهنَّم فَيَقُول: يَا ربِّ
قَشَّبنِي رِيحها) مَعْنَاهُ: سَمَّنِي رِيحُها وكلُّ مسْمومٍ قَشِيبٌ
ومُقَشَّبُ.
وَقَالَ اللَّيْث: القَشْبُ: خلطُ السَّمِّ بِالطَّعَامِ، والقِشْبُ:
اسمٌ للسَّمِ، وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ يُخلَطُ بِهِ شيءٌ يُفْسِدهُ،
وَتقول: قَشَّبْتُهُ. وَأنْشد:
مُرٌّ إِذا قَشَّبَهُ مُقَشِّبُهْ
وَقَالَ النَّابِغَة:
هَرَاساً بِهِ يُعْلَى فِرَاشِي ويُقْشَبُ
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القِشبُ: السمُّ، والجميع أقشابٌ وَقد
قشَّبَ لَهُ إِذا سقَاهُ.
وَقَالَ الْأمَوِي: رجل قَشِبٌ خَشبٌ لَا خير فيهِ.
شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّقشيبُ: خَلْطُ السمِّ، وإصلاحهُ
حَتَّى يَنجعَ فِي البَدَنِ ويَعْمَلَ.
وَقَالَ غَيره: يُخلَطُ للنسْرِ فِي اللَّحْم حَتَّى يَقْتلَهُ.
وَرُوِيَ عَن عمر أَنه وجدَ من مُعاوية رائحةَ طيب وَهُوَ مُحْرِمٌ
فَقَالَ من قشبنا، أرادَ أنَّ رِيحَ الطيبَ عَلَى هَذِه الحالِ قَشْبٌ
كَمَا أَن رِيحَ النّتْنِ قَشبٌ.
وَيُقَال: مَا أَقْشبَ بَيتهمْ أَي مَا أقْذرَ مَا حوله من الغائِطِ،
والقَشْبُ من الْكَلَام الفِرَى.
وَيُقَال: قَشَّبنَا فلانٌ أَي: رَمانَا بأمْرٍ لم يكُن فِينَا،
وَأنْشد:
قَشَّبْتَنَا بِفعالٍ لست تارِكه
كَمَا يُقشِّبُ ماءَ الجُمَّةِ الغرب
وَرجل مُقشَّبٌ أَي: مخلوطَ الحَسَبِ مَمزوجٌ باللُّؤم، وروى اللَّيْث
عَن عَمْرو أَنه قَالَ لبَعض بَنيهِ: قَشبكَ المَال أَي ذهبَ
بِعَقلِكَ.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: أقْشَبَ الرَّجُلُ: إِذا اكتَسَبَ حَمْداً أوْ
ذَمّاً واقتَشَبَ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القاشِبُ الذِي يعيبُ الناسَ بِمَا
فِيهِ، يقالُ قشَبَه بِعَيْبِ نَفسه، والقاشبُ الَّذِي قِشبُه ضاوِيٌّ
أَي: نفْسُه والقاشِبُ: الخياطُ الَّذِي يلقُطُ أقشابهُ وَهِي عُقَدُ
الخيوطِ ببُزَاقةِ إِذا لفظَ بهَا.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
القَشِيبُ: الجديدُ، والقشِيبُ: الخَلَقُ.
وَقَالَ اللَّيْث: سيفٌ قشِيبٌ حديثُ الجلاءِ وثوبٌ قشيبٌ جَدِيد،
وكلُّ شَيْء جديدٍ قَشيبٌ.
وَأنْشد للبيد:
فالماءُ يجلُو مُتُونهنَّ كَمَا
يجلو التلاميذُ لؤلؤاً قَشِبا
(8/263)
شقب: قَالَ اللَّيْث: الشِّقْبُ: مواضعُ
دونَ الغيرانِ تكونُ فِي لُهوبِ الجِبالِ تُوكِرُ فِيهَا الطيْرُ.
وَأنْشد:
فصبَّحَت والطيرُ فِي شِقابها
جُمَّة تيَّارٍ إِذا ظَمَا بهَا
أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي: الشِّقْبُ كالشَّقِّ يكون فِي الْجبَال،
وجَمعُه شِقَبَةٌ، واللِّهْبُ مهواةُ مَا بَين كلِّ جبلَين، واللِّصبُ
الشِّعْبُ الصغيرُ فِي الْجَبَل.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال للطويلِ: الشوْقبُ.
وَقَالَ اللَّيْث: هوَ الطَّوِيل جدّاً من النَّعام والرجالِ والإبلِ.
بشق: فِي (نوادرِ الْأَعْرَاب) : بشَقْتُه بالعَصَا وفَشَخْتُه.
شبق: الشبقُ: الغُلَمةُ وشدةُ الشهوَة يقالُ: رجلٌ شَبِقٌ وامرأةٌ
شَبِقةٌ.
وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لرجل وطىء امْرَأَته قبل
الْإِفَاضَة: شبق شَدِيد.
ق ش م
قشم قمش شمق شقم مشق: مستعملة.
قشم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِشْمُ: الجُسومُ
حِساناً وَقباحاً.
وَقَالَ اللَّيْث: القَشْمُ: شِدة الْأكل وخلطُهُ والقشَامُ اسمٌ لما
يُؤكلُ مُشْتقٌّ منَ القشم.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُشامةُ: مَا يَبْقى من
الطَّعَام عَلَى الخوان.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: القُشامةُ مَا بَقيَ على الْمَائِدَة مِمّا
لَا خيرَ فِيهِ، يُقَال: قشمْتُ أقْشِمُ قَشْماً.
قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: القَشْمُ: البُسرُ الأبيضُ الَّذِي يُؤكلُ
قبل أَن يُدْرِكَ وَهُوَ حُلوٌ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا انتقَضَ البُسرُ قبل أَن يصيرَ بلَحاً
قيلَ: قد أصابَه القُشام.
ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للبُسْرَة إِذا ابيضَّتْ فأُكلَتْ طيِّبة
هِيَ القشِمةُ.
قمش: قَالَ اللَّيْث: القمُشُ جمعُ القماش وَهُوَ مَا كَانَ على وَجْهِ
الأرضِ من فُتات الْأَشْيَاء حَتَّى يقالَ لرُذالة الناسِ قماش،
والقَمِيشة طعامٌ للعربِ منَ اللَّبن وحَبِّ الحنظَل.
وروى ابْن الفرَج عَن مُدْرِك يُقَال: للرجُل قَوْمٌ يقمِشونَ لَهُ،
ويَهمشونَ لَهُ، بِمَعْنى واحِدٍ.
(8/264)
مشق: قَالَ اللَّيْث: المَشْقُ: طينٌ
أَحْمَر يصبغُ بِهِ الثوبُ يُقَال: ثوبٌ ممشَّقُ، والمَشْقُ: الضربُ
بالسوْطِ، والمَشْقُ: شدَّة الْأكل يَأْخُذ النحضةَ فيمشُقُها بفِيه
مَشقاً جَذْباً، والمَشْقُ أَيْضا: مدُّ الشَّيْء ليمتدّ وَيطول،
وَالْوتر يمشقُ حِين يلين ويجودَ كَمَا يمشُقُ الخياطُ خيْطه بخربقة،
ويقالُ: فرْسٌ مشيقٌ مُمَشَّقٌ ممشوقٌ: أَي: فِيهِ طولٌ وقِلةُ لحم،
وجاريةٌ ممشوقةٌ حَسَنَة القوَام، قَليلَة اللَّحْم، والمشْقُ أَيْضا:
جذبُ الكَتّان فِي مِمشَقَةٍ حَتَّى يخلصَ خالصهُ وتَبقى مُشاقته.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مَشِقَ الرجُل يمشَق مَشَقاً: إِذا
اصطكّتْ ألْيَتاه حَتَّى تنسَحِجا.
وَقَالَ اللَّيْث: إِذا كَانَت إحدَى ركبَتيه تصيب الْأُخْرَى فهوَ
المَشَق. ونحوَ ذَلِك حكى أَبُو عبيد عَن أبي زيد.
ابْن السّكيت: المشْق مصدَر مشَق يمشُق مشقاً، وَهُوَ سرعةُ الكتابةِ
وَسُرْعَة الطعْن.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يصف ثوْراً وحشيّاً:
فكَرَّ يمشُق طَعْناً فِي جَواشِنها
كَأَنَّهُ الأجْر فِي الإقبالِ يحتَسِب
قَالَ: والمشق: المغرَة، وَهُوَ طينٌ أَحْمَر، وَمِنْه يُقَال: ثَوْبٌ
ممَشّقٌ إِذا كانَ مَصْبوغاً بالمِشق.
وَقَالَ غَيره: تمَشق عَن فلَان ثَوْبه إِذا تمزَّق، وتمشق اللَّيْل
إِذا ولّى وأدبرَ، وتمشَّق جِلبَاب الليلِ إِذا ظهرَ تباشير الصُّبح.
قَالَ ذَلِك كُله أَبُو عَمْرو.
وَأنْشد:
وَقد أقِيم الناجِياتِ الشَّنقا
لَيْلًا وَسِجْف الليلِ قد تمشقا
وَقَالَ الأصمعيّ: المِشَقُ: أَخلاقُ الثِّيابِ، واحدتها مِشْقَةٌ،
وتَماشَقَ القومُ اللَّحمَ إِذا تجاذبوه فأَكلُوه.
وَقَالَ الرَّاعي:
وَلَا يَزالُ لَهُم فِي كلِّ مَنزلةٍ
لحمٌ تَماشَقُه الْأَيْدِي رَعَابِيلُ
وَقَالَ الراجِزُ يصفُ امْرَأَة:
تُمَاشِقُ البَادِين والحُضَّارا
لمْ تَعْرِف الوقفَ وَلَا السِّوَارَا
أَي: تُجاذِبُهم الكلامَ وتُسَابُّهُمْ.
والعربُ تَقول للرَّجل يمارسُ عملا فتأْمرُه بالإسراع: امْشُقْ
امْشُقْ، وقلمٌ مَشَّاقٌ سريعُ الجريِ فِي القرطاس.
ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: امْتَشَقَه
وامتَشَنه واخْتَدفَه واخْتَوَاه إِذا اخْتطفَه.
وَقَالَ الأصمعيُّ: الْمُشاقَةُ والمُشاطَةُ: مَا سقَطَ من الشَّعر
إِذا سُرِّحَ، والمُرَاقةُ مَا انْتُتِفَ مِنْهُ، ومُشَاقةُ الكَتَّانِ
رَديئُه.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَشْقُ العَقَب تهذيبُه من اللَّحْم حَتَّى لَا
يَبْقَى إلاَّ قليلُه وخالصُه،
(8/265)
والعَقَبُ فِي السَّاقَيْن والمتْن،
والعَصَب فِي العِلْباء والظّهْر والْجَنْبَيْنِ وَلَا يَكونُ الوَتَر
إِلَّا من العَقَب، والعَصَب لَا يَكون مِنْهُ وَتَرٌ وَلَا خَيْرَ
فِيهِ.
شمق: قَالَ اللَّيْث: الشَّمَقُ: شِبْهُ مَرَح الْجُنُون.
قَالَ رؤبة:
كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوس الشَّمَق
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشَّمق: النشاطُ، وَقد شَمِقَ يَشْمَقُ
شَمَقاً إِذا نَشِط.
وَقَالَ اللَّيْث: الأَشْمَقُ لُغامُ الجَمل يختلطُ بِهِ الدَّم.
وَأنْشد غيرُه:
يَنْفُخْنَ مَشكُولَ اللُّغَامِ أَشْمَقا
يَعْنِي جمالاً يتهادرن.
قَالَ ابْن شُمَيْل: الشَمَقْمَقُ: الطويلُ الجسيمُ من الرِّجَالِ.
قَالَ الزَّفَيانُ يَصِفُ الفَحل:
نَهْدُ القُصَيْرَى هَيْكَلٌ شَمقْمَقُ
لَهُ قَرًى وعُنقٌ عَشَنَّقُ
(بَاب الْقَاف وَالضَّاد)
ق ض ص ق ض س ق ض ز
ق ض ط (ق ض د) ق ض ت
ق ض ظ ق ض ذ ق ض ث:
مهملات كلهَا.
ق ض ر
اسْتعْمل من وجوهه: قرض.
قرض: قَالَ الله عزّ وجلّ: {مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا
حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (الْبَقَرَة: 245) ، القرْض فِي قَوْله:
{قَرْضاً حَسَناً اسْم، وَلَو كَانَ مَصدراً لَكَانَ إقراضاً. والقرضُ
اسمٌ لكلِّ مَا يُلتمَس عَلَيْهِ الجزاءُ مِن صدَقةٍ أَو عملٍ صَالح،
وأصلُ القرْض فِي اللُّغة القَطْعُ، وَمنه أُخِذَ المِقراض،
وأَقْرَضْتُه أَي: قطَعتُ لَهُ قِطْعَة يُجازى عَلَيْهَا.
وَالله جلّ وعزّ لَا يَسْتَقرضُ مِن عَوَزٍ وَلكنه يَبْلو عباده بِمَا
مَثَّلَ لَهُم من خير يُقدِّمونه وَعمل صَالح يَعْمَلُونَهُ، فجَعل
جزاءَه كالواجب لَهُم مُضاعَفاً.
وإذاأَقرضَ الرجل صاحبَه قرضا فواجبٌ على المُقْرَض رَدُّه عَلَيْهِ
كَمَا استَقرضه.
فَأَما الله جلَّ وعزّ فَإِنَّهُ يُضاعِفُ لعَبْدِهِ مَا تقرَّب بِهِ
إِليه من صَدَقة أَو بِرَ، والتضعيفُ على حسب هَيْئَة العَبْد وحُسْن
مَوقع مَا قَدَّم، والقرْضُ فِي اللُّغة البلاءُ الحَسن والبَلاءُ
السَّيِّء.
تَقول الْعَرَب: لكَ عِندي قرضٌ حَسنٌ وقرضٌ سَيِّءٌ.
وَقَالَ أُمَيَّةُ بن أبي الصَّلْت:
كلُّ امرىءٍ سوفَ يُجزَى قرضَه حَسَناً
أَو سيِّئاً وَمَدِيناً كَالَّذي دَانَا
(8/266)
وَقَالَ لبيدٌ:
وإِذا جُوزِيتَ قرضا فاجْزِه
إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى ليسَ الجَمل
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَقْرَضْتُ فلَانا، وَهُوَ مَا تعطيه
لِيَقْضِيكَهُ، وكلُّ أمرٍ يتجازى بِهِ الناسُ فِيمَا بَينهم فَهُوَ من
القروضِ.
وَفِي حَدِيث النَّبِي، أَنه حَضَره الْأَعْرَاب وهم يسألونَ شَيْئا
أعلينا حَرَجٌ فِي كَذَا، فَقَالَ: (عبادَ اللَّهِ رَفَعَ اللَّهُ عنّا
الحَرَجَ إِلَّا مَنْ اقترضَ امْرأ مُسلما ظلما فَذَلِك الَّذِي
حَرِجَ) ، قَوْله: اقْتَرَضَ مُسْلِماً أَي: نَالَ مِنْهُ وعابَه
وقطعهُ بالغِيبةِ والبهتان، وَأَصله من قَرْضِ القطعِ، يُقَال:
قَرَضَهُ واقترضهُ بِمَعْنى واحدٍ إِذا وقعَ فِيهِ ونال مِنْهُ.
ورُوِي عَن أبي الدَّرْدَاء أَنه قَالَ: إِن قارَضْت الناسَ قارَضُوكَ
وَإِن تَركتهم لم يتركوك، ثمَّ قَالَ: أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليومِ
فَقْرِكَ، وَمعنى قولهِ: إِنْ قارَضْتَهُمْ قارَضوك، يَقُول: إنْ
سابَبْتَهُمْ سابُّوك وجازَوْكَ، وَيكون القِراضُ فِي الْعَمَل السيءِ
والقولِ السَّيِّءِ يقصدُ بِهِ الرجلُ صَاحبه.
قَالَ أَبُو عبيد: وأصلُ القَرْضِ القَطْعُ وأَظُنُّ قَرْضَ الفأرِ
مِنْهُ لِأَنَّهُ قطْعٌ، وَقَوله: أَقرِضْ من عِرْضِكَ ليَوْم فقرك،
يقولُ إِذا اقْتَرَضَ رجلٌ عرْضَكَ بِكَلَام يَسوءُكَ ويحزنك فَلَا
تجازِهِ حَتَّى يبْقى أجرُ مَا ساءَكَ بِهِ لِيَوْمِ فقرك إليهِ فِي
الْآخِرَة.
وَمعنى قولِ أبي الدَّرْداءِ: إِنْ قارضتَهُمْ قارضوكَ يَقُول: إنْ
فعلتَ بهم سوءا فعلوا بك مثلَهُ، وَإِن تركتَهُمْ لم تسلم مِنْهُم وَلم
يدعوكَ، فَإِذا فعلوا ذلكَ ابْتِدَاء فَدَعْهُ ليَوْم الْجَزَاء،
والقرضُ أَيْضا قرضُ الشِّعر، وَلِهَذَا سُمِّيَ الشِّعْرُ القريضَ،
والبعيرُ يقرِضُ جِرَّتَهُ وَهُوَ مضغُها وردُّها إِلَى الكَرشِ،
والجِرَّةُ المقْرُوضة هِيَ القريضُ.
وَمن أَمثالِ العربِ: حالَ الجَريضُ دونَ القريضِ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: والْجَريضُ: الْغَصَصُ.
قَالَ: وَهَذَا المثلُ لِعَبِيدِ بن الأبرصِ قَالَه للمنذر حينَ
أَرَادَ قَتله، فَقَالَ أَنْشدني قَوْلك. فَقَالَ عَبِيدٌ: حالَ
الجَريضُ دونَ القريضِ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجريضُ: أَن يَجْرَضَ نَفسه
إِذا قضى.
يُقَال: هُوَ يَجْرَضُ بنفسهِ، أَي: يكَاد يقْضِي.
وَمِنْه قيلَ: أفْلَتَ جَرِيضاً، وقيلَ: الجَرِيضُ: الغُصَّةُ
والقَرِيضُ: الْجِرَّةُ.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الرياشي أَنه قَالَ: القَرِيضُ
والجَرِيضُ يحدُثانِ بالإنسان عندَ الموتِ، فالجَريضُ تَبَلِّعُ
الرِّيقِ،
(8/267)
والقريضُ: صوتُ الْأَسْنَان، والقِراضُ فِي
كلامِ أهلِ الْحجاز المضارَبَة، وَيُقَال: هما يتقارَضانِ الثَّناءَ
والخيرَ والشرَّ أَي: يتجازَيان.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
يتقارَضُونَ إِذا الْتَقَوْا فِي موْطِنٍ
نظرا يُزِيلُ مواطىءَ الْأَقْدَام
أَي: نظر بَعضهم إِلَى بعضٍ بالعداوة والبغضاء.
قَالَ الْكُمَيْت:
يُتَقَارَضُ الحسنُ الجميلُ
من التآلفُ والتَّزَاوُر
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: قَرَّظَ فلانٌ فلَانا، وهما يتقارظانِ
المدحَ إِذا مدحَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبهُ، ومثلُهُ: هما
يتقارَضانِ بالضَّاد، وَقد قَرَّضَهُ إِذا مَدَحَهُ أَو ذمَّهُ
فالتقارظ فِي المدحِ والخيرِ خَاصَّة، والتَّقارُضُ فِي الخيرِ
والشَّرِّ.
وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ
الشِّمَالِ} (الْكَهْف: 17) .
قَالَ الْأَخْفَش، وَأَبُو عبيد: تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمال أَي:
تُجَاوِزُهُمْ وتتركهم عَن شمالها يُقَال: قَرَضْتُهُ أَقْرِضُهُ
قَرْضاً أَي: جاوزته.
وَقَالَ الْكسَائي: تَقْرِضُهُمْ: أَي: تَعْدِلُ عَنْهُم.
وَأنْشد قَول ذِي الرُّمَّة:
إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجوازَ مُشْرِفٍ
يَمِينا وَعَن أَيْسَارِهِنَّ الفوارِسُ
وَقَالَ الْفراء: العربُ تقولُ: قَرَضْتُهُ ذاتَ اليمينِ وقَرَضتُهُ
ذاتَ الشِّمال وقُبُلاً ودُبُراً: أَي: كنتُ بحذائِهِ من كلِّ ناحيةٍ،
وقَرَضْتُ: مثلُ حَذَوْتُ سَوَاء.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلَى
شيءٍ، وقَرَضَ إِذا ماتَ، قَالَ: وقرَضَ إِذا سادَ بعد هوانٍ.
قَالَ: وَيُقَال للرجلِ إِذا ماتَ: قَرَضَ رِباطَهُ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: جَاءَ فلانٌ وَقد قَرَضَ
رباطَهُ، إِذا جَاءَ مجهوداً قد أَشرفَ الْمَوْت، قَالَ: وَمعنى قَرَضَ
رِباطَهُ: ارْتباطَهُ فِي الدُّنْيَا، يرادُ أَنه ماتَ وتخلَّى من
الدُّنيا.
وَقَالَ اللَّيْث: القُرَاضَةُ: فُضالَةُ مَا يَقرضُ الفأرُ من خبزٍ
أَو ثوبٍ، وَكَذَلِكَ قُراضاتُ الثَّوبِ الَّتِي يَنْتِفُها الجَلَمان.
قَالَ: وَابْن مِقْرَضٍ هُوَ ذُو القوائمِ الْأَرْبَع الطويلُ
الظَّهْرِ القتَّالُ للحمامِ.
قَالَ: والتَّقْريضُ فِي كلِّ شيءٍ كتقريض يَدِ الجُعَلِ.
وأَنشد:
إِذا طَرَحَا شأواً بِأَرْض هَوَى لَهُ
مُقَرَّضُ أَطرافِ الذِّراعين أَفلج
(8/268)
وأَرادَ بالشَّأو: مَا يلقيه العَير
وَالأتان من أَرْوَاثهما.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا تَصْحيفٌ، قَوَائِم الجُعَل مُفَرَّضَةٌ
بالفاءِ كأنَّ فِيهَا حُزُوزاً.
وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: من
أَسماءِ الْخُنفُساءِ المندوسةُ والفاسِيَاءُ، وَيُقَال لِذَكَرِها
المُقَرَّضُ والحَوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَل.
قَالَ: والبيتُ الَّذِي اسْتشْهد بِهِ اللَّيْث للشماخ، وثِقاتُ
الرُّواةِ رَوَوْهُ بالفاءِ (مُقَرَّضُ أَطرافِ الذِّراعين) .
قَالَ الباهليُّ: أَرادَ بالمُقَرَّضِ المُحَزَّزَ، يَعْنِي الجُعَلَ
وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي.
ق ض ل
مهمل الْوُجُوه.
ق ض ن
اسْتعْمل مِنْهُ: (نقض) .
نقض: قَالَ اللَّيْث: النَّقْضُ: إفسادُ مَا أَبرمْتَ من عقدٍ أَو
بِناءٍ، والنِّقْضُ: اسمُ البناءِ المنقوضِ إِذا هُدِمَ، والنِّقْضُ
والنِّقْضَةُ هما الجملُ والناقةُ اللَّذَان قد هزلتهما الأسفارُ
وأَدْبَرَتْهُما، والجميعُ الأنقاض.
وَأنْشد لرؤبة:
إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَوْ نِقْضا
وَقَالَ الآخر:
إِني أَرى الدهرَ ذَا نَقْضٍ وإِمْرَا
أَي: مَا أمَرَّ عَاد عَلَيْهِ فنقضه، وَكَذَلِكَ المناقضة فِي الشّعْر
ينقضُ الشاعرُ الآخر مَا قَالَه الأول، وَالِاسْم النَّقيضة وَتجمع على
النقائض، وَلِهَذَا قَالُوا نقائض جريرٍ والفرزدق، قَالَ: والنِّقْضُ
مُنْتَقَضُ الكمأة من الأَرْض إِذا أَرَادَت أَن تخرج نقضتْ وَجه
الأَرْض نقضا فانتقضتِ الأَرْض.
وَقَالَ الشَّاعِر:
كَأَن الفُلانِيّاتِ أنقاضُ كمأةٍ
لأوّل جانٍ بالعصا يستثيرُها
وَيُقَال: انتقضَ الجُرح بعد البُرْء، وانتقضَ الْأَمر بعد التِئامِه
وانتقضَ أمرُ الثَّغر وَغَيره.
وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ
الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - أَنقَضَ ظَهْرَكَ} (الشَّرْح: 2، 3) .
قَالَ الْفراء فِي التَّفْسِير عَن الْكَلْبِيّ: أثقلَ ظهرك.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَقَالَ نَحْو ذَلِك مُجَاهِد وَقَتَادَة،
وَالْأَصْل فِيهِ أَن الظّهْر إذاأثقله حِمله سُمع لَهُ نقيضٌ أَي صَوت
خفيٌّ وَذَلِكَ عِنْد غَايَة الإثقال، فَأخْبر الله عزّ وجلّ أَنه غفر
لنبيِّه أوزاره الَّتِي كَانَت تراكمت على ظَهره حَتَّى أوْقرته،
وَأَنَّهَا لَو كَانَت أثقالاً حُملت على ظَهره لسُمع لَهَا نيضٌ أَي
صوتٌ، وكل صَوت لمِفصلٍ أَو إصبعٍ أَو ضلعٍ فَهُوَ نقيضٌ وَقد أنقضَ
ظهر
(8/269)
فلَان إِذا سُمع لَهُ نقيضٌ، وَمِنْه
قَوْله:
وحُزن تُنْقِضُ الأضلاع مِنْهُ
مُقيم فِي الجوانح لن يزولا
وَقَالَ اللَّيْث: نقيضُ المِحْجَمةِ صوتُها إِذا شدَّها الحجّام
بمصِّه، يُقَال: أنقضتِ المحجمةُ وَأنْشد:
زَوَى بَين عَيْنَيْهِ نقيضُ المحاجِمِ
وَقَالَ أَبُو زيد: أنقضتُ إنقاضاً بالمَعْزِ إِذا دَعوته.
وَقَالَ أَبُو عبيد: أنقضَ الفرخ إنقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً، وأنقضَ
الرَّحل إنقاضاً إِذا أطَّ أطِيطاً.
وَقَالَ ذُو الرُّمة:
كأَنَّ أصواتَ مِن إيغالهنّ بِنَا
أوخرِ الْمَيسِ إنقاضُ الفَرارِيج
هَكَذَا أفادَنِيهِ الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم، وَفِيه تقديمٌ
وتأخيرٌ أَرَادَ كأَن أصوات أَوَاخِر الميسِ إنقاضُ الفراريج من إيغال
الرّواحل بِنَا، أَي: من إسراعها السّير بِنَا.
وَقَالَ اللَّيْث: أنقضتُ بالحمار إِذا ألصقت طرف لسَانك بالغارِ
الْأَعْلَى ثمَّ صوَّتَّ بحافتيه من غير أَن ترفع طرفه عَن مَوْضِعه،
وَكَذَلِكَ مَا أشبهه من أصوات الفراريج والرِّحال.
قَالَ: والنَّقّاض الَّذِي ينقضُ الدِّمقس وحرفته النِّقاضة.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَكَذَلِكَ النَّكاثُ، وحرفته النَّكاثة وَمَا
نُقض من ثوب صوف أَو إبريسيم فَهُوَ نِقضُ ونِكثٌ، وَجَمعهَا أنقاضٌ
وأنكاثٌ سَماع من الْعَرَب.
وَقَالَ اللَّيْث: النُّقَّاضُ: نباتٌ، وتَنَقَّضَتْ عِظَامه: إِذا
صَوَّتَتْ.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : نَقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أدلى
وَلم يستحكم إنعاظهُ وَمثله سَيَأَ وشَوَّلَ وأسابَ وسَبَّح وانساحَ
وقاش وسمَّل ورَوَّل.
ق ض ف
اسْتعْمل من وجوهه: ضفق قضف.
ضفق: قَالَ اللَّيْث: الضَّفْق: الْوَضع بمرَّةٍ وَكَذَلِكَ الضفع،
وَلم أحفظه لغيره.
قضف: قَالَ اللَّيْث: القَضافة: قلَّة اللَّحْم، ورجلٌ قضيفٌ، وَقد
قضُفَ يقضُفُ قضافةً.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ: القِضْفانُ والقُضفانُ أَمَاكِن
مرتفعةٌ بَين الْحِجَارَة والطِّين واحدتها قَضفَةٌ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن أبي خيرة: القَضَفُ: آكامٌ صغارٌ يسيل المَاء
بَينهَا، وَهِي فِي مطمئنٍ من الأَرْض وعَلى جرْفة الْوَادي،
الْوَاحِدَة قَضْفَةٌ وَأنْشد لذِي الرمة:
وَقد خنَّق الآلُ الشِّعافَ وغَرَّقَتْ
جواريه جُذعانَ القِضاف البراتكِ
(8/270)
قَالَ: الجُذْعان: الصِّغار. والبراتكُ:
الصِّغار.
وَقَالَ أَبُو خيرة: القَضَفَةُ: أَكمةٌ صَغِيرَة بَيْضَاء كأَن
حجارتها الجِرْجِسُ وَهِي هناتٌ أَصْغَر من البعوض، والجرجس يُقَال
لَهُ الطِّين الْأَبْيَض كَأَنَّهُ الجصُّ بَيَاضًا، حكى ذَلِك كُله
شمر فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: القضفةُ: أَكمةٌ كَأَنَّهَا حجر وَاحِد، قَالَ:
والقِضافُ لَا يخرج سَيْلُها من بَينهَا.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَجَارِيَة قضيفةٌ إِذا كَانَت ممشوقةً،
وَجَمعهَا قِضافٌ.
ق ض ب
قضب قبض: مستعملان.
قضب: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً
وَعِنَباً وَقَضْباً} (عبس: 27، 28) .
قَالَ الْفراء: القَضْبُ: الرَّطْبة. قَالَ: وَأهل مَكَّة يُسمون
القَتَّ القَضْبَةَ.
وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القَضْبُ: الرَّطْبةُ.
وَأنْشد غَيره بَيت لبيد بن ربيعَة:
إِذا أرْوَوْا بهَا زَرْعاً وَقَضْبًا
أمالوها عَلَى خُورٍ طِوالِ
قَالَ اللَّيْث: القضبُ مِنَ الشَّجرِ كلُّ شجرٍ سَبِطتْ أغصانُهُ
وطالتْ، والقضبُ: قطعكَ القضِيبَ ونحوهُ.
قَالَ: والقضيبُ اسمٌ يَقع على مَا قَضَبْتَ مِنْ أغصانٍ لتَتَّخِذَ
مِنْهَا سهاماً أَو قسيّاً، وَأنْشد لرؤبةَ:
وفارِجٍ مِنْ قَضْبٍ مَا تَقَضَّبَا
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ إِذا رَأَى
التَّصْلِيبَ فِي ثَوْب قضبَهُ) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي قطعَ مَوْضعَ
التَّصْلِيبِ منهُ. والقضب: القطعُ، وَمِنْه قِيلَ: اقتضبتُ الحديثَ
إِنَّمَا هُوَ انتزعتُه واقتطعتهُ، وإياه عَنى ذُو الرُّمة يصفُ
الثورَ:
كأَنَّهُ كَوكَبٌ فِي إِثْر عِفْرِيَةٍ
مُسَوَّمٌ فِي سَوادِ الليلِ مُنقضب
أَي: مُنْقضٌّ مِن مَكَانَهُ.
وَقَالَ الْقطَامِي يصف الثورَ:
فَغَدا صَبيحَة صَوْبها مُتَوَجِّساً
شَئِزَ القيامِ يقضِّبُ الأغصانا
أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: ارتجلْتُ الكلامَ ارتجالاً واقتضبتُه
اقتضاباً، ومعناهُمَا أَن يكُونَ تكلمَ بهِ مِنْ غيْر أَن يكون
هيَّأَهُ قبل ذَلِك.
قَالَ: وسمعتُ الْأَصْمَعِي يَقُول: القضيبُ من السُّيوفِ اللطيفُ،
وَهُوَ ضِدُّ الصفيحةِ، والقضيبُ: الغصنُ وجمعهُ القُضبانُ والقِضبانُ
والقضيبُ من الإبلِ الَّذِي لم يمهرِ الرِّياضَةَ، واقتضَبَ فُلانٌ
بكرا إِذا ركبهُ ليذله قبل أَن يُراضَ.
(8/271)
يُقَال: بكرٌ قضيبٌ وناقةٌ قضيبٌ بغيرِ
هَاءٍ.
وَقَالَ النضرُ: القضيبُ: شجرٌ تتخذُ منهُ القسيُّ، وأنشدَ غيرهُ:
رَذَايا كالبَلايا أَو
كعِيدَانٍ مِنَ القضْبِ
وَيُقَال: إِنَّه من أجناسِ النبعِ، وَقد يكنى بالقضيبِ عَن ذكرِ
الإنسانِ وجميعِ الحيوانِ، والمقضَبَةُ منبِتُ القضْب ويجمعُ مَقَاضِبَ
ومقاضِيبَ.
وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد:
لستُ لمرَّةَ إنْ لم أُوفِ مرْقبةً
يبدُو لِيَ الحَرْثُ مِنها والمقاضيب
والمقتضَبُ: عروضٌ مِن الشِّعرِ معروفٌ وَهُوَ مِثلُ قولهِ:
هَلْ عليَّ وَيحكما
إنْ لَهَوْتُ من حَرَج
وَيُقَال للمنجلِ مِقْضبٌ ومقضاب وَسيف قاضبٌ قاطعٌ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القضبُ: السهامُ الدقاقُ وَاحِدُها قضيب،
وَأنْشد قَول ذِي الرُّمة:
مُعِدُّ زُرْقٍ هَدَتْ قضباً مُصَدَّرَةً
قَالَ: أَرَادَ قضباً فسكنَ الضادَ وَجعله مثل عديم وَعدم وأديم وأدم.
وَقَالَ غَيره: جمعَ قَضِيبًا عَلَى قضب لما وجدَ فعلا فِي الجمعِ
مُستمراً.
قبض: قَالَ اللَّيْث: القبضُ بِجمع الكَفِّ على الشيءِ.
وَقَالَ غَيره: القبضةُ: مَا أخذتَ بجُمْع كفِكَ كُله، فَإِذا كَانَ
بأصابعك فَهِيَ القبصة بالصَّاد.
قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: مَقْبِضُ القَوْس ومَقْبِضٌ أَعَمُّ
وأَعْرَفُ.
وَيقولون: مقبضُ السِّكِّين وَمقْبِضتُه كل ذَلِك حيثُ يُقبَضُ
عَلَيْهِ بِجُمْع الكَفِّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَقبِضةُ مَوضع الْيَد من الْقَنَاة.
اللَّيْث: القَبِيضُ من الدَّوَابِّ السريعُ نَقْل القوائم.
قَالَ الطِّرِمَّاح:
سَدَتْ بقَبَاضَةٍ وثَنَتْ بِلِينِ
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القبْض: الإسراعُ.
يُقَال: مِنْهُ رَجلٌ قَبِيضٌ بَيِّنُ القَبَاضةِ.
اللَّيْث: انقَبَضَ القومُ إِذا سَارُوا وأَسرَعوا.
وَأنْشد:
آذَنَ جِيرَانُكَ بانقباضِ
والقابضُ: السائقُ السَّريعُ السَّوق.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وإنَّما سُمِّيَ السوْقُ قَبْضاً لِأَن السائقَ
للإبلِ يَقْبضها أَي: يجمعهَا إِذا أرادَ سَوقهَا، فَإِن انتشرتْ
عَلَيْهِ لم يقدر على سَوقِهَا وَمِنْه قَول الفَقعسيِّ:
فِي هَجْمَةٍ يُغدِرُ مِنْهَا الْقَابِض
(8/272)
اللَّيْث: إِنَّه لَيقبِضنِي مَا قَبضكَ
قُلْتُ مَعْنَاهُ: أَنه ليُحْشمُني مَا أحْشمك ونَقِيضهُ إِنَّه
لَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَكَ.
يُقَال: الخيرُ يَبْسُطهُ والشَّرُّ يَقْبضهُ، والتَّقَبُّضُ:
التَّشَنُّجُ، وَالْملك قابضُ الْأَرْوَاح.
الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: القَبْضُ: مَصْدَرُ قَبضْتُ قَبْضاً،
والْقَبْضُ: السُّرْعَةُ.
يُقَال: إِنَّه لَقبِيضٌ بَين القباضَةِ والْقَبضِ، إِذا كَانَ
سَرِيعا، وَأنْشد:
كيفَ تَرَاهَا والْحُدَاةُ تَقْبضُ
أَي: تَسُوقُ سَوْقاً سَرِيعا.
وَيُقَال: قَبضْتُ مالِي قَبْضاً.
ودَخَلَ مَالُ فُلانٍ فِي الْقَبَضِ، يَعْنِي مَا قُبِضَ من أموالِ
الناسِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْقَبَضُ مَا جُمِعَ من الْغَنَائِم فَأُلْقِيَ فِي
قَبَضِهِ أَي: فِي مُجْتَمعهِ، والْقَبّاضَةُ: الْحمار السَّريعُ
الَّذِي يَقْبضُ الْعانَةَ أَي: يُعْجِلهَا وَأنْشد:
قَبَّاضَةٌ بَين العنِيفِ واللَّبِقْ
قَالَ: والقَبِيضةُ: القَصِيرَةُ.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: هَذَا غَلَطٌ وَكَانَ قَرَأَ القُنْبُضَةَ
بالنونِ والباءِ فَصَيَّرَها قَبِيضَةً.
وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الْقُنْبُضَةُ من النِّساء
القصيرَةُ، وَأنْشد:
إِذا القُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى
رَقَدْنَ عَليهنَّ الْحِجالُ المُسَجَّفُ
الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي أيُّ القَبيضِ هُوَ كقولِكَ أيُّ الْخَلْقِ
هُوَ، وربمَا تكلَّمُوا بِهِ بِغيرِ حَرْفِ النَّفْي كَمَا قَالَ
الرَّاعِي:
أمْسَتْ أُمَيَّةُ للإسْلامِ حائِطَةً
ولِلْقَبيضِ رُعاةً أمْرُهَا الرَّشَدُ
وَيُقَال للرَّاعي الْحَسَنِ التَّدْبِير الرفيقِ برَعِيْتِهِ إنَّه
لَقُبْضَةٌ رُفَضَةٌ، ومَعنَاهُ: أَنه يَقْبضُهَا فَيسوقُها إِذا
أجدَبَ المَرْتَعُ، وَإِذا وَقَعَتْ فِي لُمْعَةٍ من الكلاء رَفَضَها
حَتَّى تنتشرَ فَتَرْتعَ كَيفَ شَاءَت.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القبضُ قَبولُكَ المتاعَ وَإِن
لم تُحوِّلهُ، والقبْضُ: تحوِيلكَ المتاعَ إِلَى حَيِّزِكَ والقبضُ
الانقِباضُ وأصْله فِي جَناحِ الطير.
قَالَ تَعَالَى: {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ}
(الْملك: 19) .
والقبضُ: التناولُ لِلشيءِ بِيدكَ مُلامَسةَ، والقَبْضُ ضَرْبٌ من
السَّيْرِ.
ق ض م
اسْتعْمل من وجوهه: (قضم) .
قضم: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: قضِمَ الفرَسُ يَقْضَمُ، وخَضِم يخضَم
يَعْنِي الْإِنْسَان وَهُوَ كَقَضم الفَرسِ.
قَالَ: وَقَالَ غير الْكسَائي: القَضْم: بأطراف الأسْنان والخَضْم
بأقصى
(8/273)
الأضراس وَأنْشد:
رَجَوا بالشقاقِ الْأكل خَضماً فقد رَضُوا
أخيراً مِنَ اكْل الْخَضْمِ أَن يَأْكُلُوا القضْما
وَمِمَّا يدل على هَذَا القَوْل قَول أبي ذَرّ، واخْضَمُوا فسَنقْضَمُ.
الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة: إِذا كَانَ الْجِلدُ أبيضُ فَهُوَ
القَضيم، وَأنْشد:
كأنَّ مَجَرَّ الرّامساتِ ذُيولها
عَلَيْهِ قضيمٌ تَمَّقَتْه الصَّوانع
وَقَالَ اللَّيْث: القَضْم: أكل دونٌ كَمَا تقضَم الدابةُ الشَّعير
واسْمه القَضِيم، وَقد أقْضَمْتُهُ قَضِيماً.
قَالَ: والقَضِيمُ: الفِضَّةُ، وَأنْشد:
وثُدِيٌّ ناهداتٌ وبَيَاضٌ كالقضيمِ
قَالَ أَبُو مَنْصُور: القضيم هَا هُنَا: الرَّقُّ الأبيضُ الَّذِي
يكْتب فِيهِ وَلَا أعرف القَضيم بِمَعْنى الفِضّةِ لغير اللَّيْث.
أَبُو خَيْرَةَ: القُضّامِ مِنْ شَجَر الحَمْضِ.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهُوَ معروفٌ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القضيم من السيوف الَّذِي طَال عَلَيْهِ
الدَّهْر فَتكسَّرَ حَدُّه، وَأنْشد:
مَعي مَشْرِفيٌّ فِي مضاربهِ قضم
وَقَالَ أَبُو عبيد:
كأنَّ مَا أبقَتِ الرَّوامِسُ مِنْهُ
والسنونَ الذَّواهِبُ الأول
قَرْعُ قَضيمٍ غَلاَ صَوانِعه
فِي يَمَنيِّ الْعِيابِ أَو كِلَلُ
غَلاَ: أَي: تَنَوَّقَ فِي صنْعِهِ. |