تهذيب اللغة

(أَبْوَاب الْقَاف والظاء)
أهملت الْقَاف مَعَ الظَّاء مَعَ الْحُرُوف إِلَى آخرهَا إلاَّ مَعَ الرَّاء فقد اسْتعْمل.
(ق ظ ر)
قرظ: قَالَ اللَّيْث: القَرَظ: ورق السَّلَم يُدبغ بِهِ الأَدم، يُقَال: أَدِيم مقروظ وَقد قرظتُه أقْرِظه قَرْظاً.
والقارظ: الَّذِي يَجْمع القَرَظ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الْغَائِب الَّذِي لَا يُرجى إيابُه قَوْلهم: (حَتَّى يؤوب العنزيُّ القارظ)

(9/70)


وَذَلِكَ أَنه خرج يَجنِي القَرَظ ففُقِد، فَصَارَ مَثَلاً للمفقود الَّذِي يُؤْيَس مِنْهُ.
وَمِنْه قَول بشر يُخَاطب ابْنَته:
فرجِّي الخيرَ وانتظري إيابي
إِذا مَا القارظُ العَنَزيُّ آبَا
وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هما قارظان، وَكِلَاهُمَا من عَنَزة، فالأكبر مِنْهُمَا يذكرُ بن عَنزَة كَانَ لصُلبه، والأصغر هُوَ رُهم بن عَامر، من عَنزَة. وَكَانَ من حَدِيث الأوَّل أَن حَزِيمة بن نَهدٍ كَانَ عشق ابْنَته فَاطِمَة بنت يذكُر، وَهُوَ الْقَائِل فِيهَا:
إِذا الجوزاءُ أردفَتِ الثُّرَيّا
ظننتُ بآلِ فاطمةَ الظُّنونا
وَأما الْأَصْغَر مِنْهُمَا فَإِنَّهُ خرج يطْلب القَرَظ أَيْضا فَلم يرجع، فَصَارَ مَثَلاً فِي انْقِطَاع الغَيْبَة، وإيَّاهما عَنَى أَبُو ذؤيبٍ بقوله:
وَحَتَّى يؤوب القارظانِ كِلَاهُمَا
ويُنْشَرَ فِي الْقَتْلَى كليبٌ لوائِلِ
وَبَنُو قُرَيْظَة إخْوَة النّضير، وهما حيَّانِ من الْيَهُود كَانُوا بِالْمَدِينَةِ، فأمّا قُرَيْظَة فَإِنَّهُم أُبِيدُوا لنقضهم العهدَ ومظاهرتِهم المشركينَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمر بقتل مقاتلتِم وسبى ذَرَارِيهمْ، واستفاءة أَمْوَالهم. وأمّا بنوا النَّضِير فَإِنَّهُم أُجلُوا إِلَى الشَّام، وَفِيهِمْ نزلَتْ سُورَة الحَشر.
وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: قرَّظت فلَانا تقريظاً: إِذا مدحتَه وأثنيتَ عَلَيْهِ فِي حَيَاته، كأنَّه أخِذ من تقريظ الْأَدِيم إِذا بُولغ فِي دِباغِه بالقَرَظ