تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْقَاف والذال)
ق ذ ث
مهمل الْوُجُوه.
ق ذ ر
قذر، ذرق.
ذرق: قَالَ الليثُ: الذُّرَق: نَبَات كالفِسْفِسة، تسمِّيه الْحَاضِرَة
الحَنْدَقُوقى الْوَاحِدَة ذُرَقة.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الذُّرَق: الحُنْدُقُوقى.
وَقَالَ شمر: يُقَال: حَندَقوقَى وحِنْدَقُقى وحُنْدُقوقى.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: ذَرَق الطَّائِر وخذَق، يَذْرِق ويخذقُ.
قَالَ أَبُو زيد: ويَحْذُقُ لُغَة.
وَقَالَ اللَّيْث: الذَّرق: ذَرْق الحُبارَى بسَلْحه.
قَالَ: والخَذْق: أشدُّ من الذَّرْق.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تذرَّقَتْ فلانةُ بالكُحْل، وأذرقتْ:
إِذا اكتحلتْ.
قذر: قَالَ اللَّيْث: قَيْذار: اسمُ ابنِ إِسْمَاعِيل، وَهُوَ جدّ
العَرَب، يُقَال: هم بَنو نَبْتِ بن إِسْمَاعِيل.
(9/71)
وَيُقَال: قَدِرْت الشيءَ: إِذا استقذرْته
وتقذَّرْتَ مِنْهُ.
وَقد يُقَال للشَّيْء القَذِر: قَذْرٌ أَيْضا. فَمن قَالَ: قَذِرٌ جعله
بِنَاء على فَعِلٍ مِن قَذِر يَقذَر فَهُوَ قَذِر، ومَن جَزَم قَالَ:
قذُر يقذُر قَذارة فَهُوَ قَذْر.
وَفِي الحَدِيث: (اتَّقوا هَذِه القاذُورة الَّتِي نَهى الله عَنْهَا)
.
قَالَ شمِر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: القاذورة الَّتِي نهى الله
عَنْهَا الفِعْلُ الْقَبِيح وَاللَّفْظ السَّيِّىء، والقاذورة من
الرِّجَال لَا يُبالي مَا قَالَ وَمَا صَنَع.
وَأنْشد:
أَصْغَتْ إِلَيْهِ نَظَر الحَيِيِّ
مَخَافَة من قَذِرٍ حَمِيِّ
قَالَ: والقَذِر: القاذورة، عَنَى نَاقَة وفَحلاً.
وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الكلابيّ: القاذورة المتطرِّس، وَهُوَ الَّذِي
يَقْذَر كل شَيْء لَيْسَ بنظيف.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القاذورة الَّذِي يتقذَّر الشَّيْء فَلَا
يَأْكُلهُ.
ورُوِي أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ قاذورةً، لَا
يَأْكُل الدَّجاج حَتَّى يُعْلَف.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: قَذِرْتُ الشيءَ أقذَرُه قذراً
فَهُوَ مَقذُور.
وَقَالَ العجاج:
وقَذَرِي مَا لَيْسَ بالمقذورِ
يَقُول: صرتُ أقذَرُ مَا لم أكن أَقْذَرُه فِي الشَّباب من الطَّعام.
وَلما رَجَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ماعِزَ بن مَالك
قَالَ: (اجتنبوا هَذِه القاذورة) يَعْنِي الزِّنَا.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: رجل قَذِر وقَذُر.
وَقَالَ اللِّحياني: رجل قُذَرة، وَهُوَ الَّذِي يتنزّه عَن مَلائم
الْأَخْلَاق ويكرهُها.
وَيُقَال: أقْذَرْتَنا يَا فلَان، أَي: أضجرْتنا. وَرجل قاذورة، وَهُوَ
الَّذِي يتبرَّم بِالنَّاسِ لَا يجلس وَلَا ينزل إلاَّ وحدَه. وناقة
قَذَورٌ: تَبرُك نَاحيَة من الْإِبِل.
وَقَالَ الحطيئة:
إِذا بَركتْ لم يؤذها صوتُ سامِرٍ
وَلم تُقصَ مِن أدنى المخَاض قَذُورُها
يصف إبِلا عازبةً لَا تَسمع أصوات النَّاس.
أَبُو عبيد: القاذورة من الرِّجَال: الْفَاحِش السيء الْخلق.
وَقَالَ متمّم:
(9/72)
وإنْ تَلْقَه فِي الشرْب لَا تَلقَ فَاحِشا
لَدَى الكأسِ ذَا قاذورةٍ متزبِّعا
وَقَالَ اللَّيْث: القادورة: الغَيور من الرِّجَال.
ق ذ ل
اسْتعْمل من وجوهه: قذل، ذلق.
ذلق: أَبُو عبيد عَن الْفراء: الذَّلْق: مَجرَى المِحْورِ فِي
البَكَرة.
وَقَالَ أَبُو زيد: المذلَّق من اللَّبن الحلَب يُخلَط بِالْمَاءِ.
وَفِي حَدِيث مَاعِز: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر
برجمه، فَلَمَّا أذلقَتْه الحجارةُ فَرَّ.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أنَّها كَانَت تَصُوم فِي السّفر حَتَّى
أذلَقَها السَّموم.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَذلَقها، أَي: أذابها.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: أذلَقها السَّموم، أَي: أقلقها.
وَقَالَ: أذلقه الصَّوم وذلَّقه، أَي: أضعفَه.
وَقَالَ شمر: أذلقها السَّموم، أَي: جهدها وأقلقها.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أذلقها السَّموم: أحرَجها.
قَالَ: وتذليق الضِّباب: تَوْجِيه المَاء إِلَى حجرَتها.
وَقَالَ الكُمَيت:
مستذلِقٌ حَشرات الإكا
مِ يمنَع مِن ذِي الوِجارِ الوِجارا
يَعني الغيثَ أَنه يسْتَخْرج هَوامّ الآكام.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الذَّلق: حِدَّة الشيءَ وَقد أذلقني
السّمومُ، أَي: أذابني وهَزلني.
وَقَالَ أَبُو زيد: أذلقْتُ السراج إذلاقاً، أَي: أضأتُه.
ورُوي أَن أَيُّوب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي
مناجاته: (أذلقَني البَلاءُ فتكلمتُ) وَمعنى الإذلاق أَن يبلغ مِنْهُ
الْجهد حَتَّى يَقلق ويتضَوَّر.
وَيُقَال: قد أقلقني قولُك وأذلَقني. والضَّب: إِذا صُبَّ فِي جُحره
الماءُ أَذلقَه فَيخرج مِنْهُ.
وعدوٌّ ذليق: شَدِيد.
وَقَالَ الْهُذلِيّ:
أوائِلُ بالشَّدِّ الذليق وحَثَّني
لَدَى المَتْنِ مشبوحُ الذراعينِ خَلْجَم
وذلَّقْتُ الفَرَس تذليقاً: إِذا ضمَّرْته.
وَقَالَ عَدِيّ بن زيد:
فذلَّقْتُه حتّى ترفَّعَ لحمُه
أداوِيه مكْنُوناً وأركبُ وادِعا
أَي: ضمَّرتُه حَتَّى ارْتَفع لحمُه إِلَى رُؤُوس العِظام وَذهب
رَهَله.
وَقَالَ اللَّيْث: حَدُّ كلُّ شَيْء: ذَلْقه. وذَلْق اللسانِ: حَدُّ
طَرَفِه.
(9/73)
قَالَ: والذَّلْق: تحديدُك إِيَّاه، تَقول:
ذَلقته وأذلقتُه.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذَّليق: الفصيحُ اللِّسَان. ولسانٌ ذَلِق
وذَلِيق.
وَفِي الحَدِيث: (إِذا كَانَ يومُ الْقِيَامَة جَاءَت الرّحِمُ
فتكلَّمتْ بلسانٍ ذُلَق طُلَق، يَقُول: اللهمَّ صِلْ منَ وصَلني،
واقطعْ من قطَعني) .
أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيّ: لسانٌ طُلق ذُلق، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث.
والحروفُ الذُّلْق مَعْرُوفَة: الرَّاء وَاللَّام وَالنُّون، سُمِّيتْ
ذُلْقاً لأنَّ مخارجَها من طرف اللِّسَان. وذَلْق كلّ شَيْء
وذَوْلَقُه: طَرَفُه.
قذل: قَالَ اللَّيْث: القَذَال: مؤخَّر الرَّأْس فَوق فأس القَفَا،
والجميع القُذُل، والعَدَدُ أَقذِلة. والمَقْذول: المشجوج فِي قَذالِه.
وقَذال الفَرَس: مَوضع مُلتقى العِذار مِن فَوق القَوْنَس.
وَقَالَ زُهير:
ومُلجِمُنا مَا إنْ ينالُ قَذالَه
وَلَا قَدَماه الأرضَ إِلَّا أنامِلهْ
وَقَالَ اللحيانيّ: قَذَلْتُ فلَانا أقذِلُه قَذْلاً: إِذا تَبِعْتَه،
وقَذَلْتُه أَيْضا أقذِلُه: ضربتُ قَذاله، وَهُوَ مؤخَّر رَأسه.
ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرَّاء قَالَ: القَذَل والمؤكَف والنطَف
والوَجر العَيْب، يُقَال: قَذَله يَقْذِله قَذْلاً: إِذا عابه.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
القَذال مَا دُون القَمَحْدُوَة إِلَى قُصاص الشَّعر.
ق ذ ن
ذقن، نقذ: (مستعملان) .
ذقن: قَالَ اللَّيْث: الذَقَن: مُجْتَمع اللّحْيين. وناقة ذَقُون:
تُحرِّك رأسَها: إِذا سَارَتْ. والذِقْن: الشَّيخ.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أَنَّهَا قَالَت: (تُوفّي رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم بَين حاقِنَتي وذاقِنَتي) .
قَالَ أَبُو عبيد: الذاقِنة: طَرف الحُلْقوم.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فِي مَثَل: (لألحِقنّ حَواقِنك بذواقِنِك) ،
فذكرتُ ذَلِك للأصمعيّ فَقَالَ: هِيَ الحاقنة والذَّاقنة، وَلم أَرَه
وَقَف مِنْهَا على حدّ مَعْلُوم.
وَأما أَبُو عَمْرو فَإِنَّهُ قَالَ: الذاقنة: طَرَف الحُلْقوم.
وَقَالَ ابْن جَبَلة، قَالَ غَيره: الذاقِنة الذقَن.
وَقَالَ غَيره: ذقَنتُ الرجل أذقُنه ذَقْناً: إِذا ضربتَ ذَقَنَه
فَهُوَ مَذْقُون. وذَقَنته بالعصا ذَقْناً: ضرَبتُه بهَا.
وَفِي حَدِيث عمر: أَنه عُوتِب فِي شَيْء فَذَقَن بسَوْطه يستمِع.
وَفِي حَدِيث آخر: (فَوضع عُودَ الدِّرَّة ثمَّ ذَقَن عَلَيْهَا) ،
وَقد ذَقَن على يَدِه: إِذا
(9/74)
وضَعَها تحتَ ذقنه.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا خُرِزَت الدَّلْوُ فَجَاءَت
شَفَتُها مائلةً قيل: ذَقِنَتْ تَذقَن ذَقَناً.
وَفِي (نَوَادِر الْعَرَب) : ذَاقَنَني فلَان ولاقَنَني ولاغَدَني أَي
لازَّني وضايَقَني.
نقذ: وَقَالَ اللَّيْث: فرسٌ نَقَذٌ: إِذا أَخذ مِن قومٍ آخَرين.
أَبُو عبيد: النّقائذ من الْخَيل الَّتِي تُنُقِّذتْ مِن أَيدي
النَّاس.
وَقَالَ لُقَيم بن أوسٍ الشَّيبانيّ:
أَفَكَانَ شُكرِي أنْ زعمتَ نفاسةً
نَقذِيك أمْسِ وليتني لم أشْهَدِ
قَالَ ابْن حبيب: نقذِيك من الإنقاذ، كَمَا تَقول: ضَرْبيك.
قلت: يُقَال: نَقذتُه وأنقذتُه، واستنقذْته وتنقذته، أَي: خلَّصْته
ونجّيتُه.
وَقَالَ شِمر فِيمَا وجدتُه بخطّه: النَّقيذة: الدرْع المستنقذَة مِن
عدُوّ.
وَقَالَ يزِيد بن الصَّعِق:
أعددتُ للحدثانِ كلَّ نَقيذةٍ
أنُفٍ كلائحة المُضِلّ جَرُورِ
أُنُف: لم يلبسهَا غَيره. كلائحة المُضِلّ، يَعْنِي السَّراب.
المفضَّل: النَقيذةُ الدِّرْع، لأنَّ صاحبَها إِذا لبِسَها أنقذَتْه من
السُّيوف. والأُنُف: الطَّوِيلَة. جَعلَها تَبرُق كالسَّرابِ
لِجِدّتِها.
ق ذ ف
قذف: قَالَ اللَّيْث: القَذْف: الرَّمْي بِالسَّهْمِ والحَصَى والكلامِ
وكلِّ شَيْء وسَبْسَبٌ قَذَفٌ وقَذُوف وبلدة قَذوفٌ وقَذَف، وَهُوَ
الْبعيد.
وَأنْشد أَبُو عبيد:
وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إنّ النّوى قَذَفٌ
تَيّاحةٌ غَرْبةٌ بالدّار أَحْيَانًا
قذف: الدَّار الَّتِي تنوى بعيدَة كَذَلِك.
وَيُقَال: قُذِفت النَّاقةُ باللحْم قذفا ولُدِسَتْ بِهِ لَدْساً،
كأنَّها رُميتْ بِهِ رَمْياً فاكتنزَتْ مِنْهُ.
وَقَالَ النَّابِغَة:
مقذوفةٍ بدِخِيس اللَّحْمِ بازِلُها
لَهُ صَريفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسدِ
عَمْرو عَن أَبِيه: المِقْذَف والمِقْذاف: مِجذاف السَّفينة. قَالَ:
والقَذَّاف: المَرْكَب.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للمَنْجَنيق: قذَّاف.
شمِر عَن ابْن شُمَيل: القِذَاف: مَا قبضْتَ بيدكَ مِمَّا يمْلَأ
الْكَفّ فرميت بِهِ قَالَ: وَيُقَال: نعم جلمود القِذاف هَذَا، قَالَ:
وَلَا يُقَال للحَجَر نَفسه نِعْم القِذاف.
وَقَالَ أَبُو خَيرة: القِذاف مَا أَطقْتَ حَملَه بيَدِك ورمَيتَه.
قَالَ رؤبة:
(9/75)
وَهُوَ لأعدائكَ ذُو قِراف
قَذّافةٌ بحَجَر القذافِ
والقَذّافة والقَذَف جمْعٌ، وَهُوَ الَّذِي يُرمَى بِهِ الشَّيْء
فيُبعَد. وَأنْشد:
لمّا أَتَانِي الثّقَفِيّ الفَتّانْ
فَنَصَبوا قَذّافةً بَلْ ثِنْتانْ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة قِذّاف وقَذُوف، وقُذُف وَهِي الَّتِي
تتقدَّم مِن سرعتها وتَرمي بِنَفسِهَا أمامَ الْإِبِل فِي سَيْرها.
وَقَالَ الْكُمَيْت:
جَعلتُ القِذافَ لِلَيل التِّمامِ
إِلَى ابْن الْوَلِيد أبانِ سِبَارَا
يَقُول: جعلتْ نَاقَتي هَذِه لهَذَا اللَّيْل حَشْواً.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القُذْف بالحَجَر، والحَذْف بالعصا.
يُقَال: هُوَ بينَ حاذِف وقاذِف، وَبَين حاذٍ وقاذٍ، على التَّرْخِيم.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القذَاف: الْمِيزَان. والقذَّاف:
المَركَب، رِوَايَة أبي عَمْرو.
ورُوي عَن ابْن عمر: أنّه كَانَ لَا يصلِّي فِي مَسْجِد فِيهِ قُذاف.
قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا يحدّثونه. وَقَالَ الأصمعيّ: إِنَّمَا هِيَ
قَذَف، واحدتها قُذْفة، هِيَ الشُّرَف. قَالَ: وكلُّ مَا أشرفَ من
رُؤُوس الْجبَال فَهِيَ القُذُفات.
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
مُنيفٌ تَزِلّ الطيرُ عَن قُذُفاته
يَظَلّ الضَّباب فوقَه قد تقصَّرا
قَالَ اللَّيْث: القِذاف: النواحي، واحدتها قُذفة. وَقَالَ غَيره: قذفا
الْوَادي وَالنّهر: جانِباه.
وَقَالَ الجعديّ:
طليعةُ قوم أَو خَمَيسٍ عَرمرَمٍ
كسَيْل الأتيِّ ضَمَّه القُذُفانِ
والمقذَّف: الملعَّن فِي بيتِ زهَير:
لدَى أَسَدٍ شاكِي السِّلَاح مقذَّفٍ
لَهُ لِبَدٌ أظفارةُ لم تُقلَّمِ
وَقيل: المقذَّف الَّذِي قد رُمِي بِاللَّحْمِ رَمْياً فَصَارَ أغلبَ.
وَيُقَال: بَينهم قذِّيفَى، أَي: سِباب ورَمْيٌ بِالْحِجَارَةِ أَيْضا.
ق ذ ب
استُعمِل من جَمِيع وجوهه: بذق.
بذق: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: رجل حاذِقٌ: باذقٌ.
وَقَالَ شمر: وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الباذَق فَقَالَ: سَبَقَ
مُحَمَّد الباذَق وَمَا أَسْكَر فَهُوَ حَرام.
قَالَ أَبُو عبيد: الباذَق كلمةٌ فارسيّة عُرّبت فلَم نَعرِفها.
وَمِمَّا أُعرِب البَياذقة للرّجَّالة؛ وَمِنْه بَيْذَق الشِّطْرنج.
وحذَف الشَّاعِر الْيَاء فَقَالَ:
(9/76)
وللشَّرّ سُوَّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها
أَرَادَ: خِفافٌ بَياذِقُها، كَأَنَّهُ جَعَل البَيْذَقَ بَذْقاً؛
قَالَ ذَلِك ابْن بُزُرْج.
ق ذ م
قذم، مذق: (مستعملة) .
قذم: ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُذُم: الآبَار الخُسُف،
وَاحِدهَا قَذُوم.
قَالَ: والقُذُم والقُثُمُ: الأسخياء.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: قَذَمْتُ لَهُ من العطيّة
وقَثَمْتُ، وغَذَمْتُ لَهُ وغَثَمْتُ: إِذا أكثرتَ.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القِذَمُ: الرجل الشَّديد، والقِذَمّ
أَيْضا: السَّرِيع.
يُقَال: انقَذِمْ فِي حَاجَتك، أَي: أسرِعْ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القِذَمُ: السيِّد الرغيبُ الخُلُق، الواسِع
البَلْدة.
وَقَالَ غَيره: قَذِم من المَاء قُذْمة، أَي: جَرِعَ جُرْعة.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
يَقْذَمْنَ جَرْعاً يَقْصَعُ الغلائلا
والقَذِيمة: قِطعة من المَال يُعطيها الرجل، وجَمعُها قَذائم.
مذق: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: إِذا خُلط اللبنُ بِالْمَاءِ
فَهُوَ المَذِيق؛ وَمِنْه قيل: فلانٌ يَمْذُق الوُدَّ: إِذا لم
يُخْلِصْه؛ وَهُوَ المَذْقُ أَيْضا.
وَأنْشد:
ويَشرَبُه مَذْقاً ويسْقِي عِيالَه
سَجَاجاً كأَقراب الثَّعالب أوْرقَا
وَقَالَ غَيره: الماذَقَةُ فِي الوُدّ: ضِدّ المُخَالَصة.
وَرجل مَذّاقٌ: كَذُوب.
ابْن بزرج: قَالَت امْرَأَة من الْعَرَب: امَّذَق. فَقَالَت لَهَا
الْأُخْرَى: لم (لَا) تَقُولِينَ امتذق؟ .
فَقَالَ الآخر: وَالله إِنِّي لأحبُّ أَن تكون ذَمَلَّقِيّة اللِّسَان،
أَي فصيحة اللِّسَان. |