تهذيب اللغة

(أَبْوَاب الْقَاف والثاء)
ق ث ر
قرث، قثر، ثقر.
قثر: أهمله اللَّيْث.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَثَرة: قُماش الْبَيْت، وتصغيرها قُثَيْرَة، واقتثرْتُ الشيءَ.
قرث: قَالَ اللَّيْث: القَرِيثاء: ضَرْبٌ من التَّمْر، وَهُوَ أسود سريع النَّفْض لِقشره عَن لحائه إِذا أرْطَب. وَهُوَ أَطيَبُ تَمْرٍ بُسْراً.

(9/77)


وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ القَرِيثاء والكَرِيثاء، لهَذَا البُسْر.
قَالَ اللَّحياني: تَمرٌ قَرِيثاءُ وقَراثاءُ، ممدودان.
ثقر: قَالَ اللَّيْث: التَثَقُّر: التردُّد والجَزَع.
وَأنْشد:
إِذا بُليتَ بقِرنٍ
فاصبِر وَلَا تَتَثَقَّر
ق ث ل
قثل، ثقل، لثق، لقث: (مستعملة) .
ثقل: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: (إِنِّي تارِكٌ فِيكُم الثَّقَلَين: كتابَ الله وعِتْرتي، وَلنْ يفترقا حَتَّى يرِدَا عليَّ الحوضَ) ، فسَّر النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الثَّقَلين فجعلهما كتاب الله جلّ وعزّ وعِترته عَلَيْهِ السَّلَام؛ وَقد فسّرت العِتْرة فِيمَا تقدّم وهم جماعةُ عشيرته الأدْنَوْن.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: سُمِّيا ثَقَلين لأنَّ الأخْذ بهما ثقيل، والعَمَل بهما ثقيل.
وأصل الثَّقَل أنّ العَرَب تَقول لكلِّ شَيْء نَفِيس مَصُون: ثَقَل، وأصلُه فِي بَيض النعام المَصُون.
وَقَالَ ثَعْلَبَة بن صُعَيْر المازنيّ يَذكر الظَّليم والنعامة:
فتَذكَّرا ثَقَلاً رئيداً بَعدَما
ألقَتْ ذُكاءُ يَمينها فِي كافِرِ
وَيُقَال للسيّد الْعَزِيز: ثَقَلٌ، من هَذَا. وسَمَّى الله جلّ وَعز الجنَّ وَالْإِنْس الثَّقَلَين فَقَالَ: {تُكَذِّبَانِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} (الرحمان: 31) سُمِّيا ثَقَليْن لتفضيل الله إيَّاهما على سَائِر الْحَيَوَان الْمَخْلُوق فِي الأَرْض بالتمييز وَالْعقل الَّذِي خُصَّا بِهِ.
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الثَّقلان: الْجِنّ وَالْإِنْس، قيل لَهما الثَّقلان لِأَنَّهُمَا كالثقل للْأَرْض وَعَلَيْهَا.
قَالَ: والثّقَل بِمَعْنى الثِّقل، وجمعهما أثقال. ومجراهما مجْرى قَول الْعَرَب: مِثل ومَثَل، وشِبه وشَبَه، ونَجْس ونَجَس.
وَقَالَ فِي قَول الله: {زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: 2) ، مَعْنَاهُ: مَا فِيهَا من كنوز الذَّهَب وَالْفِضَّة.
قَالَ: وَخُرُوج الْمَوْتَى بعد ذَلِك.
وَمن أَشْرَاط السَّاعَة أَن تقيء الأرضُ أفلاذَ كَبِدهَا، وَهِي الْكُنُوز.
وَكَانَت الْعَرَب تَقول: الفارسُ الشُّجاع ثِقْل على الأَرْض، فإِذا قتل أَو مَاتَ سقط بِهِ عَنْهَا ثِقْل. وَأنْشد:
دِحلَّت بِهِ الأَرْض أثقالها

(9/78)


أَي: لما كَانَ شجاعاً سقط بِمَوْتِهِ عَنْهَا ثقل.
وَقيل مَعْنَاهُ: زينت بِهِ موتاها، من الْحِلْية.
وَقَالَ الله جلّ وَعز: { (تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} (المزمل: 5) ، يَعْنِي: الوحيَ الَّذِي أنزلَ اللَّهُ على نبيّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَعَلَه ثقيلاً مِن جِهَة عِظَم قُدْرِه، وجلالة خَطَره، وأنَّه لَيْسَ بسَفْسافِ الْكَلَام الَّذِي يُستخفّ بِهِ فكلُّ شَيْء نفيسٍ وعِلْق خَطير فَهُوَ ثَقَل وثَقيل وثاقِل، وَلَيْسَ معنى قَوْله ثقيلاً بِمَعْنى الثّقيل الَّذِي يَستثْقله الخَلْق فيتبرَّمون بِهِ.
وَجَاء فِي التَّفْسِير فِي قَوْله: {عَلَيْكَ قَوْلاً} أنَّه يثْقُل العملُ بِهِ، وأنَّ الْحَرَام والحلال والصَّلاة والصِّيامَ، وَجَمِيع مَا أقرّ الله أَن يُعمَل بِهِ لَا يؤدِّيه أحدٌ إلاَّ بتكلُّف مَا يثقُل. والقولُ هُوَ الأوّل.
وَقَالَ الزّجاج: يجوز على مَذْهَب اللُّغَة أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه قولٌ لَهُ وزنٌ فِي صِحَّته وَبَيَانه ونَفْعِه، كَمَا تَقول: هَذَا كلامٌ رَصِين؛ وَهَذَا قولٌ لَهُ وَزْن، إِذا كنتَ تستجيده وتَعلمُ أنّه قد وقعَ موقع الحِكمة وَالْبَيَان.
وَقَالَ اللَّيْث: الثِّقل: مَصْدَر الثقيل، تَقول: ثَقل الشيءُ ثِقلاً فَهُوَ ثَقيل. والثِّقل: رجْحَان الثقيل. والثَّقل: مَتَاعُ المسافِر وحشَمُه، والجميع الأثقال.
قَالَ: والمثقال: وَزْنٌ معلومٌ قدرُه، ومِثقال الشَّيْء: ميزانُه مِن مِثله.
وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {كُنتُمْ تَعْمَلُونَ يابُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (لُقْمَان: 16) ، الْآيَة.
قَالَ الْفراء: يجوز نصب المثقال ورفعُه، فَمن رَفَعه رَفَعَه ب (تكنْ) ، ومَنْ نَصَب جعل فِي (تكُن) اسْما مُضمراً مَجْهُولا، مِثل الْهَاء الَّتِي فِي قَوْله: {تَعْمَلُونَ يابُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} .
قَالَ: وَجَاز تَأْنِيث (تكن) ، والمثقال ذكر، لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى الحَبّة وَالْمعْنَى للحبَّة، فَذهب التأنيثُ إِلَيْهَا، كَمَا قَالَ الْأَعْشَى:
كَمَا شرِقَتْ صَدْرُ القَناة مِن الدَّمر
وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: هَذَا شيءٌ ثقيل، وَهَذِه امرأةٌ ثَقَال، وَهَذَا شَيْء رَزِين، وَهَذِه امرأةٌ رَزَانِ، أَي: رَزِينةٌ فِي مجلسها.
وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (العنكبوت: 13) ، يَعْنِي: أوزارَهم وأوزارَ من أضَلُّوا، وَهِي الآثام.
وَقَالَ فِي قَوْله: {زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: 2) .
قَالَ: لفَظت مَا فِيهَا مِن ذهبٍ أَو فضَّة أَو مَيْت. وَقيل مَعْنَاهُ: أخرجَتْ مَوْتاها.
وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ} (فاطر: 18) .
يَقُول: إنْ دَعتْ نفسٌ داعيةٌ أَثقلْتها ذنوبُها

(9/79)


إِلَى حَمْلها، أَي: إِلَى ذُنوبها، ليُحمَل عَنْهَا شَيْء مِن الذُّنوب لَم تجِد ذَلِك، وَإِن كَانَ المَدْعُوّ ذَا قُرْبى مِنْهَا.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: الثَّقِيلةُ: أثقال الْقَوْم، بِكَسْر الْقَاف وَفتح الثَّاء، وَقد تُخفَّف فَيُقَال: الثَّقْلَة.
قَالَ: والثّقْلة: مَا وجد الإنسانُ من ثِقَل الطَّعَام.
وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أعْطِه ثِقْلَه، أَي: وَزْنَه.
وَيُقَال: ثَقَلْتُ الشاةَ وَأَنا أثقُلها ثَقْلاً: إِذا رفَعتَها لِترزُنها.
وَيُقَال دينارٌ ثاقل إِذا كَانَ لَا ينقُص، ودنانِيرُ ثَواقِل، وَيُقَال: أَلقَى عليَّ مَثاقِيله، أَي: مُؤنَهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ ثَقالٌ: ذاتُ كَفَل ومآكِم.
قَالَ: والثّقَلة: نَعْسةٌ غالبةٌ. والمُثْقل من النِّسَاء: الَّتِي قد ثَقُلت مِن حَمْلِها.
قَالَ: والمُثقَل: الَّذِي قد أثقَله الْمَرَض، والمستثقل: الَّذِي قد استثقَلَ نَوْماً.
قَالَ: والمستثقَل: الثقيل مِن النَّاس، والتثاقُل: التباطُؤ من التحامُلِ فِي الوطْء، يُقَال: لأطَأَنّه وَطْء المتثاقل.
وَقَالَ أَبُو نصر: يُقَال: أصبح فلانٌ ثاقلاء، أَي: أثقله الْمَرَض.
وَقَالَ لبيد:
رأيتُ التُّقَى والحمدَ خيرَ تجارَةٍ
رَباحاً إِذا مَا المرءُ أصبَحَ ثاقِلا
أَي: أدنَفَه المَرَض.
قثل: أهمله اللَّيْث.
وروى أَبُو عبيد عَن أبي زيد: رَجُل قِثْوَلٌّ، وَهُوَ العَييُّ الفَدْم.
وأنشدنا:
لَا تجعَلَني كفَتًى قِثْوَلِّ
رَثَ كحَبْل الثَّلّة المبْتَلِّ
وَيُقَال: أعطيتُه قِثْوَلاًّ من اللَّحْم، أَي: بَضْعَةً كَبِيرَة بعظامها.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: قَالَ لي أَبُو ليلى الأعرابيّ ولصاحبٍ لي كنّا نَخْتَلِف إِلَيْهِ: (أَنْت بُلْبُلٌ قُلْقُل، وصاحبُك هَذَا حِثْوَلٌّ قِثْوَل) .
قَالَ: والقُلقُل والبُلبُل: الْخَفِيف من الرِّجَال. والعِثْوَلّ القِثْوَلُّ: الثقيل الفَدْم.
لثق: قَالَ اللَّيْث: اللَّثَقُ: مصدر الشَّيْء الَّذِي قد لَثِق يَلْثق لَثَقاً كالطائر الَّذِي يَبْتَلّ جَناحاه من المَاء.
قَالَ: واللّثَق: ماءٌ وطينٌ يختلطان.
وَقَالَ غَيره: لثّقْتُه تلثيقاً: إِذا أفسدْتَه.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّثَقُ: النَّدَى والحَرّ، مثل الوَمَد.
لقث: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لقَثْتُ الشيءَ لَقثاً: إِذا

(9/80)


أخَذْتَه أخذا سَرِيعا.
ق ث ن
اسْتعْمل من وجوهه: نقث.
نقث: قَالَ أَبُو عبيد فِي تَفْسِير حَدِيث أمِّ زرع ونَعتِها جاريةَ ابْن زَرع: (لَا تَنقُل مِيرتَنا تَنْقيثا) .
قَالَ: التنقيث: الْإِسْرَاع فِي السيْر.
وَقَالَ الْفراء: خرجَ فلَان يَنقُثُ ويَنتَقِثُ: إِذا أسرَعَ فِي سَيره.
وَقَالَ غَيره: نَقَثَ فلانٌ عَن الشَّيْء ونَبث عَنهُ: إِذا حَفَر عَنهُ.
وَقَالَ الأصمعيّ فِي رَجَزٍ لَهُ:
كأنّ آثارَ الظَّرابي تَنتَقِثْ
حَوْلكَ بُقَّيْرى الوليدِ المبتَحِث
وَقَالَ أَبُو زيد: نقَث الأرضَ بيَدِه يَنْقُثها نَقْثاً: إِذا أثارَها بفأسٍ أَو مِسْحاة.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: نَقَثْتُ العَظْم: إِذا استخرجتَ مَا فِيهِ مِن المُخّ. وَيُقَال: انتقَثَه وانتقاه بِمَعْنى وَاحِد.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّقث: النميمة.
ق ث ف
اسْتعْمل مِن وجوهه: ثقف.
ثقف: قَالَ ابْن المظفّر: قَالَ أَعْرَابِي: إِنِّي لَثَقْفٌ لَقْفٌ، راوٍ رامٍ.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: إِنَّه لثَقف لَقْفٌ.
وَقَالَ اللِّحياني: رجل ثَقف لَقْف وثِقف لَقِف، وثَقيف لَقِيف، بيِّن الثّقافة، واللقافة وَقد لقِفتُ الشَّيْء والتقفْته.
وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل ثَقف لَقف: إِذا كَانَ ضابطاً لما يحويه قَائِما بِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: ثقِفنا فلَانا فِي مَوضِع كَذَا، أَي: أخذناه، ومصدرُه الثّقف.
قَالَ: وَثَقِيف: حَيٌّ مِن قيس. وخَلٌّ ثَقِيف، وَقد ثَقف ثقافةً، وَمِنْهُم من يَقُول: خَلٌّ ثِقِّيف كَمَا قَالُوا: خَرْدلٌ حِرِّيف، وَلَيْسَ بحسَن.
قَالَ: والثِّقاف: حديدةٌ تكون مَعَ القَوَّاسِ والرّمَّاح يقوّم بهَا الشَّيْء المعوج، والعدَد أثقِفة، والجميع ثُقف، وَيُقَال: ثَقِف الشَّيْء وَهُوَ سُرعة التَّعَلُّم.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: خَلٌّ ثَقِيف شَدِيد الحموضة، وخَلٌّ حاذق، أَي: حامض، ونبيذ حاذق: إِذا أَدرَك، وَقد حَذَق النبيذُ والخَلُّ.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ثقِفتُ الشَّيْء: حَذِقتُه وثَقِفْته: إِذا ظَفرْتَ بِهِ.
قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى الْحَرْبِ} (الْأَنْفَال: 57) .
ق ث ب
ثقب، بثق: (مستعملة) .
ثقب: قَالَ اللَّيْث: الثَّقْب: مصدر ثقبْتُ

(9/81)


الشَّيْء أثقبُه ثَقْباً.
قَالَ: والثَّقْب: اسمٌ لما نفذ. والمِثقَب: أداةٌ يُثقَب بهَا. والثُّقوب: مصدر النَّار الثاقبة والكوكب الثاقب: المضيء.
قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالطَّارِقِ وَمَآ أَدْرَاكَ} {الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} (الطارق: 2، 3) .
قَالَ الْفراء: الثاقب: المضيء. وَالْعرب تَقول: أَثقِبْ نارَك، أَي: أَضِئها للمُوقد. وَيُقَال: إِن الثاقب النجمُ الَّذِي يُقَال لَهُ زُحَل والثاقب أَيْضا: الَّذِي ارْتَفع على النُّجُوم. والعَرَب تَقول للطائر إِذا لحِق بِبَطن السماءِ: قد ثَقب، كلّ ذَلِك قد جَاءَ فِي التَّفْسِير.
وَقَالَ اللَّيْث: حسبٌ ثاقب: إِذا وُصف بشهرته وارتفاعه.
قَالَ: والثَّقيب والثَّقيبة من الرِّجَال وَالنِّسَاء: الشَّديد الحُمرة، والمصدر الثقابة، وَقد ثَقُب يَثقَب، ويَثقُب: مَوضِع. والثقوب: مَا يُثقَب بِهِ النَّار.
الأصمعيّ: حَسَبٌ ثاقب: نيِّرٌ متوقِّد. وَعلم ثاقب مِنْهُ.
وَيُقَال: هَبْ لي ثَقُوباً، أَي: حُرّاقاً، وَهُوَ مَا أَثقَبْتُ بِهِ النارَ، أَي: أوقدتها بِهِ.
وَيُقَال: ثقَبَ الزَّنْدُ يثقُب ثقوباً: إِذا سَقَطت الشرارة. أَو ثقبْتها أَنا إِثقاباً، وزندٌ ثاقب، وَهُوَ الَّذِي إِذا قُدح ظهرتْ نارُه. ولؤلؤاتٌ مثاقيب، وَاحِدهَا مثقوب، وَطَرِيق الْعرَاق من الْكُوفَة إِلى مَكَّة، يُقَال لَهُ مِثقب.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الثقيب من الْإِبِل: الغزيرة اللَّبن: وَقد ثقبَتْ تثقُب ثقوباً: إِذا غَزُرتْ.
وَقَالَ غَيره: يُقَال: إنَّها لثقيبٌ من الْإِبِل، وَهِي الَّتِي تُحالِب غِزارَ الْإِبِل فتغْزُرُهُن.
أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ أَيْضا: الثَّاقب: الغزيرة من الْإِبِل على فَاعل.
وَقَالَ أَبُو زيد: تثقّبْتُ النارَ فَأَنا أتثقّبها تثقُّباً، وأَتْقبتها إثقاباً، وثَقَّبْتُ بهَا تثقيباً، ومَسَّكْتُ بهَا تَمْسِيكاً، وَذَلِكَ إِذا فَحَصْتَ لَهَا فِي الأَرْض ثمَّ جعلتَ عَلَيْهَا بعراً وضِراماً ثمَّ دَفَنْتَها فِي التُّراب. وَيُقَال: تثَقَّبْتُها تثقُّباً حينَ تَقدَحُها.
بثق: قَالَ اللَّيْث: البَثْق: كسْرُك شَطَّ النَّهر ليَنْبَثِقَ المَاء، وَقد ثَبقْته ثبقاً. والبِثْق: اسْم الْموضع الَّذِي حفَرَه المَاء، وجمعُه البُثوق.
وَيُقَال: انبثَق عَلَيْهِم المَاء، إِذا أقبَل عَلَيْهِم وَلم يَظُنّوا بِهِ.
أَبُو عبيد: هُوَ بَثْقُ السَّيْل بِفَتْح الْبَاء، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت وَغَيره.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للركيّة الممتلئة مَاء باثقة، وَقد بثَقَتْ تَبثُق بُثوقاً، وَهِي الطامية، وفلانٌ باثِق الكَرَمِ، أَي: غزيرُه.
ق ث م
اسْتعْمل من وجوهه: قثم.

(9/82)


قثم: قَالَ اللَّيْث: القَثْم: لَطْخ الجَعْر وَنَحْوه. وَيُقَال للضَّبع: قَثَارِم، لتلطّخها بجَعْرها. وَيُقَال للذِّيخ قُثَم، وَاسم فِعله القُثْمة، وَقد قَثِم يَقْثَم قَثَماً وقُثْمَةً. والقَثوم: الجموع للخير يُقَال: إنّه لَقَثُومٌ للطَّعام وَغَيره، وَأنْشد:
وللكُبَراء أكلٌ كَيفَ شَاءُوا
وللصُّغَراء أكلٌ واقتثامُ
وَقَالَ غَيره: يُقَال: قَثَمَ لَهُ من المَال فَأكْثر، إِذا أعطَى بِهِ، وَبِه سُمِّي قُثَم. وقَثَمَ مَالا: إِذا كسَبه. وقَثام: اسمٌ للغنيمة إِذا كَانَت كَثِيرَة. وَقد اقتثم مَالا كثيرا: إِذا أخَذَه.